رواية زيغه الشيطان أضواء_مبعثرة الفصل التاسع والعاشر بقلم فاطمة طه سلطان & فاطمة محمد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
اذكروا الله
'ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻨﻚ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﺍﻟﺴﺎﻃﻊ، ﻻ ﺑﺪ ﺍﻥ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺭﻭﺣﻚ ﺑﺎﻟﻔﻮﺿﻰ.'
- فريدريك نيتشه.
إندس شهاب لغرفتها برفقتها، عيناه تجوب بالغرفة، فلم يسبق له ورأى غرفتها..
دس يداه بجيب بنطاله، وارتفع حاجبه الأيسر وهو يتقدم تجاه الفراش ومقلتيه تتحرك يمينًا ويسارًا…
بدءًا من لون الغرفة التي تفضله أغلب الفتيات، حتى فراشها الصغير الذي لا يسع فردين..
بينما هى فكانت تقف خلفه عاقدة ساعديها، راسمة برود لا متناهي على قسماتها، مراقبة تفحصه ذلك..
دفع جسده على الفراش مربتًا عليه براحة يديه، متمتم بمرح وبسمة جذابة:
-ما شاء الله أوضتك ذوقها زي الزفت، آه والله مش عشان مراتي هجاملك وكدة، لا لا مش عندي…
![]() |
تقدمت منه بعدما استطاع استفزازها، وجعلها تستغنى عن برودها ويحل محله عصبية وانفعال مفرط، متحدثة من بين أسنانها وهى تحاول قدر الإمكان المحافظة على مستوى نبرتها حتى لا يستمع والديها:
-بس متقولش مراتي، وبعدين هو حد كان سألك حلوة ولا وحشة، خلي رأيك لنفسك لحد ما اطلبه، ده لو طلبته أصلًا يا
جحظت عيناها فجأة عندما وجدت نفسها تتمدد على الفراش وهو يعتليها، فقد سحبها من يديها عنوة، جابرًا إياها على التمدد، واضعًا يديه على فمها مانعًا تلك الشهقه التي كادت تخرج من فوها الصغير، ويديه الأخرى تكبل ذراعيها..
صمت برهة يتأملها متلذذًا بمقوماتها له ودفعات جسدها له والتي لم تؤثر به محاولة إبعاده والفرار منه..
باغتها بسؤاله جاعلًا إياها تهدء قليلًا بين يداه، مرددًا:
-يا إيه، أكيد كنتي هتقوليلي يا حبيبي أو يا عمري، اكيد انا قلبي حاسس، أكيد مكنتيش هتشتمي صح..
صدر أنينًا مكتومًا من أسفل يديه محاوله اجابته، ازدادت ابتسامته اتساعًا قائلًا:
-هشيل أيدي بس أي حركة غدر كدة ولا كدة، مش هقولك هيحصل إيه والله افضحك والم عليكي البيت واقول بتتحرش بيا..
قال الأخيرة نازعًا يديه، فخرج صوتها مختنقًا منهكًا مردفة:
-أنت بتشدني كدة ليه، وكاتم نفسي ليه كنت هتخنق يخربيتك..
أجابها على الفور وعيناه تشع مكرًا وعبثًا:
-يا سلام عز الطلب، اتخنقي ولا يهمك واعملك تنفس صناعي، منفسكيش اعملك تنفس صناعي يا بت يا ريما..
امتعضت من كلماته بل من وقاحته، وحاولت فكاك يديها، فاستجاب لها مبتعدًا عنها واليًا إياها ظهره مقتربًا من المرآة وهو يدندن كأنه لم يفعل شيء، متجاهلًا ذلك الشعور الذي انتابه مطالبًا بقربها…
نهضت على الفور ملتقطة انفاسها، رامقة إياه بحنق، مقتربة منه ضاربة إياه بقبضتها في ظهره عدة مرات متتالية أجبرته على الالتفات لها والنظر لها بذعر مفتعل، فتحدتث بخفوت وعصبية في آن واحد:
-أنت قليل الأدب أصلا وبحذرك تكلم معايا بالطريقة دي تاني، انا مش مراتك ولا هكون أنت سامع..
حاول كبح بسمته، ولكنه لم يستطع فخرجت من ثغره الكبير، مما أضرم النيران بصدرها، ثم تابعت بدهشة:
-أنت بتضحك على إيه
-على حتة مش مراتك دي، كلامك يا ريمو بيضحك بصراحة، وتصحيح بس صغير لجنابك لا احنا اتجوزنا والمأذون يشهد والشهود كمان يشهدوا، واهلك يشهدوا، والناس كلها تشهد أننا اتجوزنا…
ابتسمت بوجع ومرارة، قائلة:
-والله لو قولت إيه، برضو هفضل عند كلامي و
قاطعها مطوقًا خصرها بغتة ملصقًا جسدها به، هامسًا أمام وجهها بنظرات جعلتها تتشتت وتتورد خجلًا:
-وأنا كمان عند كلامي، ومتكتريش كلام عشان مخليش أوضتك الحلوة دي تشهد هى كمان على أنك مراتي..
ازدردت ريقها مقاومة تلك الرجفة وتلك المشاعر تجاهه، مدركة مغزى كلماته، أما هو فكانت عيناه لا تفارقها معلقة بها متيقنًا ما فعلته كلماته واقترابه ذلك بها…
وأخيرًا حررها والبسمة لا تفارقه سعيدًا بذلك الخجل اللائح على فسماتها المتذمرة..
ابتعدت عنه على الفور وأولته ظهرها لاعنة خجلها ومشاعرها…
ثوانِ وكان يتحرك من مكانه قاذفًا جسده على الفراش مغمغم ببرود مغمضًا عينه وكأنه لم يفعل بها شيء..
-تصدقي يا بت يا ريما سريرك مريح رغم أنه ميشجعش بس خالف توقعاتي…
زفرت بعنف، وتملكها الحنق مرة ثانية واقفة أمام الفراش، متحدثة بنبرة شبة آمره:
-قوم يا شهاب..
فتح عين واحدة يطالعها، مرددًا بأستنكار:
-اقوم اروح فين يا قلب شهاب..
تخطت تلك الكلمة وما فعلته بها، وتابعت حديثها:
-قوم من على سريري، أنا اللي هنام عليه…
قال بهدوء فاتحًا عينه الأخرى رافعًا رأسه قليلًا يتفحص الغرفة فلا يوجد سوى الفراش ومقعد صغير بالغرفة:
-طيب تعالي هو أنا ماسكك، ده حتى السرير شرح وبرح وياخد من الحبايب شهاب وريما بس وهما حاضنين بعض، بالك لو مش حاضنين بعض هنقع والله…
قلبت عيناها وقالت بغيظ:
-اسكت يا شهاب واتفضل قوم، ده سريري والسرير مش هياخدنا احنا الاتنين، وحضرتك أنت اللي انسحبت من لسانك وقولت هتبات معايا واصريت يبقى قوم شوف هتنام فين …
نفخ مطولًا قبل أن يجيبها بغموض وخبث:
-ايه اللي اصريت دي انتِ هبلة انا جوزك .. بس اقولك سهلة أنا ممكن اطلع لحمايا حبيبي اقوله يشوفلي اوضة تانية انام فيها، إيه رأيك!
-أنت بتهددني يا شهاب ؟
قالتها وهى تعض على شفتيها فقال وهو يشير على نفسه بصدمه:
-أنا يا بنتي هددتك فين ده!
هنا ولم تتحمل فاض الكيل، صعدت بجواره على الفراش دافعه إياه بغتة محاول إسقاطه عن الفراش متمتمة:
-بقى كدة طب والله ما أنا سيباك قوم ... قوم بقولك…
سقط شهاب وارتطم جسده بالأرض، فتأوه بخفوت ناهضًا من على الأرض واضعًا يديه أسفل ظهره متمتم بتذمر:
-يا بنت المجنونه ظهري يخربيتك، وبعدين حد يعمل كدة ابوكي وامك لو سمعوا الصوت ده يقولوا إيه ها..
عضت على شفتيها لا تتحمل وقاحتة وجرأته الزائده، فسحبت الغطاء وأولته ظهرها متمددة على الفراش متجاهلة إياه، أما هو وما أن اولته ظهرها حتى ظهرت بسمته تدريجيًا سعيدًا بمشاجرته معها..
تحرك تجاه المقعد وجلس عليه وظل يراقبها مدركًا تصنعها للنوم فأنفاسها لاتزال ثائرة…!!
___________
اليوم التالي..
خرج نجم بصحبة ابنته التي فتح لها باب السيارة...وانتظر صعودها...ثم اطبق الباب من خلفها….
التف حول السيارة قاصدًا مقعدة كي يلحق إيصالها لمدرستها في وقتها المحدد…
لكن جذب انظاره..غياب الغفير عن البوابة…..انعقد حاجبيه..وتوحشت تعابيره مشتعلًا من غياب الغفير وتركه للبوابة دون حارسًا…..
دنا من البوابة وجالت عيناه بحثًا عنه لكن لم يجده…..
صرخ بصوت عالي جعل من يقف على البوابة الخلفية يهرول تجاهه...مستفسرًا منه عن ذلك الغفير...وعن سبب غيابه…
لكنه لم يفيده بشيء ولم يكن يعلم بغيابه…
اماء نجم برأسه متوعدًا له وصرخ به…
-لما يظهر عرفه أنه ملوش شغل في الدوار تاني...أنا مش مشغل بط بلدي….وانت تعال اقعد هنا..
انتهى صاعدًا سيارته...فأندفع الغفير من مكانه...فاتحًا له البوابة كي يمر…..
_________
كانت تنام على جانبها الأيسر، تململت في نومها شاعرة بأنفاس دافئة تلفح عنقها، وثقل جاثم عليها من الخلف…
فتحت عينيها وحاولت التحرك لكن يداه التي تحاوطها بقوة أعاقت حركتها…
حركت ريما مقلتيها تطالع ذلك النائم على ذات الجانب يحتضنها من الخلف…
رفعت رأسها قليلًا تطالع ذراعيه المتواجدة على خصرها..
ازدادت ضربات قلبها من ذلك القرب المُهلك والمحطم لفؤادها...
صرَّت على أسنانها ولم تعلم أتغضب، أم تصمت وتتأمله أثناء سكونه ذلك، وتستمع بتلك اللحظة التي لن تتكرر مرة أخرى…
تقلبت بهدوء تام على جانبها الآخر، فـ بات وجهها مقابلًا له..
وبدون إرادتها رفعت يديها كالمغيبة، واقتربت بها من وجهه لتسير بهدوء تام على قسماته الرجولية…
ازعجته تلك اللمسات الناعمة الذي لا يعتاد عليها، فحرك وجهه قليلًا…
انتفض قلبها واخفضت يديها على الفور واضعة إياها جوارها متصنعة النوم…
أما هو وبعدما انزعج في نومته، فتح جفونه، وكادت عيناه تجوب بالغرفة متناسيًا وجودة في غرفتها، لكن وقعت عيناه على تلك التي تتمدد جواره..
تبسم وجهه متذكرًا كيف تسلل لجوارها عقب تأكده من ذهابها في سبات عميق، ساحبًا الغطاء ممدًا جوارها محتضنًا إياها، مقتربًا بوجهه من خصلاتها وعنقها دافنًا وجهه بينهم يستنشق عبق رائحتها التي أسكرته…
تنهد متعجبًا من حاله متأملًا كل أنش بها دون كلل أو ملل..
لحظات وكانت تسيطر عليه رغبة مُلحة بضمها ثانية خاصة عند إدراكه لاستيقظها وتصنعها للنوم فصدرها يعلو ويهبط بأنفعال بفعل خفقاتها المتزايدة، مما جعله يدرك تصنعها…
رفع حاجبيه بتلذذ واقترب منها تزامنًا مع تحرك يداه وضمها له حتى التصقت به….
صدمت من فعلته والتصاقها به، فخرجت شهقة خافتة من بين شفتيها فصاح..
-اصم الله عليكي من الخضة، مالك بس اهدي، ده أنا حتى زي جوزك…
توترت….وبشدة..حاولت الأبتعاد عنه فرفض ابتعادها ذاك مزيداً من ضمة وإلصاقها به مرددًا بمرح مستمتعًا بقربها ذلك:
-رايحة فين يا قطة هو دخول الحمام زي خروجه، مدام دخلتي حضن شهاب مش هتخرجي منه…
اكفهر وجهها وبدأت بتسديد دفعات متتالية بقبضتها بصدره، قائلة:
-أبعد يا شهاب بلاش استعباط، ابعد بقولك..
رد بمكر وعبث رافضًا تركها، فعليه اغتنام تلك الفرصة جيدًا فـ سيكون أحمق إذا تركها وانصت لها:
-ولو مبعدتش هتعملي إيه يعني، وبعدين وطي صوتك عيب اهلك يقولوا إيه…
استجمعت كامل قوتها و وجدت نفسها تدفعه دفعة قوية نتج عنها سقوطه مرة أخرى..
اتسعت عيناها من صوت ارتطامه فكانت تلك السقطة أقوى من سابقتها…
نهضت تطالعه واضعة يديها على فمها بصدمة.. صدمة سرعان ما تحولت لابتسامة واسعة حاولت كبحها، فهيئته كانت مضحكة خاصة تأوه ومحاولته في النهوض واضعًا يديه على ظهره من الخلف متمتم بوجع وهو ينهض من محله، خافيًا سعادته لرؤية بسمتها على وجهها:
-يا شيخة اتقي الله، هتكسريلي ضهري، يخربيت اللي يهزر معاكي، أنا لو متجوز واحدة بتلعب مصارعة مش هتعمل فيا كدة، لا الجوازة دي جاية عليا بخسارة..
قال الأخيرة بمرح، فأماءت له من بين ضحكاتها وقالت بتأييد:
-وأنا شايفة كدة برضو، طلقني بقى يلا…
-لما تشوفي حلمة ودنك يا ريما…
هنا واختفت بسمتها وتحولت قسماتها لجمود تام عاقدة ذراعيها أمام صدرها مرددة:
-لا ما هو مش بمزاجك وهطلقني وإلا هتضطرني أني اخلعك يا شهاب..
ضرب كف بآخر متمتم بدهشة:
-وربنا مجنونة وعندك شيزوفرنيا، يعني كنتي لسة بتضحكي والضحكة من الودن للودن ودلوقتي طلعتيلي بوزك، اتفضلي يا هانم حضريلي الحمام خليني اغسل وشي، ومتجبيش سيرة الطلاق عشان متغباش عليكي على الصبح، فـ اصتبحي وقولي يا صبح…
هزت قدميها بعنف وقالت قبل أن تغادر بأنفعال طفيف:
-هحضرلك الحمام بس عشان ماما وبابا ميشكوش في حاجة، ومش هصتبح يا شهاب ومش هقول يا صبح ها..
___________
في الصعيد..
فتحت غرام باب غرفتها وهى تهتف بأسمها بإلحاح وحماس:
-ياسمين ياسمين، قومي معايا عايزاكي تدوقي الويكا اللي عملتها لنجم وتقوليلي..
توقفت عن الحديث فجأة وهى ترى قسماتها الشاحبة وعيناها المنتفخة المصبوغة بلون أحمر، والعبرات تترقرق بها، محتضنة جسدها التي باتت تنفره بيديها محاولة إيقاف تلك الرجفة التي تسري به.
أختلج قلب غرام وأغلقت الباب خلفها ثم دنت منها بلهفة جالسة بجوارها، متحدثة بقلق:
-مالك يا ياسمين، بتعيطي ليه، إيه اللي حصل؟
هنا ولم تتحمل ياسمين أن تظل حاملة ذلك السر داخلها بمفردها، مقررة قص ما حدث على أذن ابنة أخيها التي تماثلها في العُمر، قائلة بنبرة مرتجفة متقطعة:
-حصل مصيبة يا غرام، حصل مصيبة..
حركت غرام رأسها بأستفهام وقلق شديد، محثة إياها على استكمال الحديث وعدم التوقف:
-إيه اللي حصل قوليلي؟!.. متقلقنيش.
أغمضت ياسمين جفونها بقوة، شاعرة بفداحة فعلتها، مرددة بندم لن يفيد بشيء:
- بعد كتب كتابك أنتِ ونجم، أيمن كلمني وقالي أنه لسة موجود ومستنيني في أوضة نجم اللي برة اللي كان بينام فيها قبل ما يكتب عليكي..
ارتخت ملامح غرام وقالت بترقب، رغم شكوكها بحدوث شيء ولكنها حاولت نفي تلك الأفكار:
- ازاي يفضل في البيت كل ده ..وبعدين أكيد مخرجتيش ولا روحتيله مش كدة يا ياسمين...
أجهشت ياسمين بالبكاء، رافعة يديها صافعة ذاتها على وجهها مرددة بوجع:
-يارتني ما روحت يا غرام يارتني، اللي حصل كان غصب عني.... غصب عني لقيت نفسي بستسلمله...
جحظت عين غرام من هول ما وقع على أذنيها، وما أن أنهت ياسمين حديثها حتى رفعت كلتا يديها صافعه ذاتها بصدمة وعدم تصديق مرددة بخوف:
-يا نهار أسود يا نهار اسود .. ايه اللي عملتيه ده ..أنتِ عارفة جدي لو عرف هيعمل فيكي إيه، ولا نجم .. في أوضته يا ياسمين .. ليه يا ياسمين ليه، مش قادرين تستنوا لما تجوزوا .. يادي المصيبة..ايه مخفتوش من ربنا... مخفتوش نجم ينزل اوضته على غفلة….
قاطعتها ياسمين بوجع شاعرة بوجزات حادة بقلبها الذي ينزف ويتمزق أشلاًء:
-بس يا غرام كفاية انا مش مستحملة والله...
نهرتها غرام، قائلة:
-اسمعي يا ياسمين الحيوان ده لازم يكتب عليكي في اسرع وقت خليه يتصرف، خليه يكلم اخوه عامر يكلم نجم يكلم ابوكي، أي حاجة المهم يتصرف…
ازداد بكاء ياسمين معقبة على حديثها بالم:
-وهو فين أيمن، ده مبيردش عليا من امبارح يا غرام، بعد ما حصل اللي حصل قام من جمبي وشخط فيا وكلمني بأسلوب وحش اوي...
احتدت عين غرام وقالت بحدة:
-وأنتِ كنتي متوقعة منه إيه بعد ما سلمتيله نفسك و...
كادت تكمل لولا رنين هاتف ياسمين الذي صدح بالغرفة، فـ التقطته بلهفة وسرعان ما بث بها الأمل مرة أخرى، مجيبة إياه على الفور دون تردد بصوتها الباكي:
-انتَ فين يا أيمن، مبتردش عليا ليه حرام عليك...
أجابها بلامبالاه لصوتها أو لحالتها السيئة الواضحة وضوح الشمس:
-اسمعيني يا ياسمين، الساعة بتاعتي نسيتها في الاوضة عايزك تتصرفي وتجبيهالي، بدل ما يلاقيها حد وننفضح.
ازدردت ريقها ورفعت يديها تكفكف دموعها وقالت دون تردد خوفًا من أن يفضح آمرهم:
-طيب حاضر…
أغلق معها، فنظرت للهاتف وانتشلها صوت غرام مرددة:
-قالك إيه؟
-نسي الساعة بتاعته في اوضة نجم وعايزني اجيبها قبل ما يلاقيها حد…
-أنتِ اتجننتي يا ياسمين ..
قالتها غرام بصياح، فردت ياسمين بترجي:
-لازم اجيبها يا غرام، وأنتِ هتساعديني وتشغليلي نجم عشان أضمن أنه ميدخلش الاوضة عقبال ما اجيبها..
__________
خرجت غرام حديقة الدوار ترغب في جذبه داخل المنزل حتى تتمكن ياسمين من الخروج.....كما أنها تخشى أيضًا أن يعلم أنها تتستر عليها ولكن ماذا تفعل فهى حمقاء ولا تريدها أن تقع في المصائب أو تقع بين فكي نجم أو والدها سيفتكون بها دون تفكير..
قطعت المسافة بينهم....جاذبة إياه من ذراعيه منتشلة إياه من خلوته وجلسته مع ذاته مرددة:
-قووووم معايا...
رمق نجم ذراعيها التي تجذبه عنوة مردد بدهشة:
-أنتِ مجنونة يا غرام...
-مجنونة ايه بس قوم عملالك مفاجأة..
- ده ايه الدلع ده...مفاجأة مرة واحدة كدة هاخد على الدلع ده...
- من حق الكبير يدلع وانتَ كبير وسيد الناس كلها، ولازم ادلعك طبعا...مش جوزي…
تحدثت بعفوية وجرأة كعادتها، فتمتمت قائلة بإحراج بسبب ما تفوهت به:
- حاسة اني بقيت بعك معاك سيكا، اسفة لو بقيت بتعامل معاك بتلقائية زيادة، انا مش قصدي حاجة والله لو بزع
قاطعها نجم قائلا بهدوء ورزانة:
- انتِ مراتي يا غرام، ومفيش ما بينا تكليفات زي الأول…
ابتسمت له قائلة بدلال مفرط:
- ماشي يا نجم، ممكن تيجي بقى معايا المطبخ …
ضيق ملامحه وهتف باستغراب لاح على قسماته:
- مفاجأة ايه دي اللي في المطبخ...
- وهتبقي مفاجأة لو قولتلك ازاي بس، وبعدين مش انا بقيت مراتك يعني ليا كل الحق عليك تعال بس ومش هخطفك…
كانت تتحدث بمرح ونعومه مجيدة استعمال أنوثتها التي تذهب بعقل أي رجل، مكررة على مسامعه بأنها باتت زوجته...فأجاب عليها نجم بهدوء:
- طيب يا غرام يلا على المطبخ لما نشوف آخرتها معاكي إيه...
ذهبت بإتجاه المطبخ وهو خلفها تسحبه من يديه….
هبطت ياسمين من الأعلى بعد أن كانت تراقب ذهابهم لتخرج من البيت متجهه إلى غرفة نجم المتواجدة في الحديقة…..
__________
دخل نجم المطبخ خلفها لتلتقط الملعقة وتضع كمية من (الويكة) المتواجدة في الاناء، في الطبق ووضعتها على الطاولة الصغيرة وأشارت له قائلة:
- الويكة اللي أنت بتحبها يا نجم
ابتسم نجم بسمة خطفت وجدانها فقد أعدت له خصيصًا طعامه المفضل…..
تهللت أسارير الفرحة بها ودب بها الحماس متابعة بسمته التي ظهرت على وجهه الوسيم مقارنة تلك البسمة بذلك الوجوم الذي قابلها عندما أعدتها له للمرة الأولى..
جذب المقعد وجلس ثم شرع بتناول الطعام:
- تسلم أيدك يا غرام جميلة تعبتك..
-تعبك راحة...المهم انها عجبتك أنت المرة اللي فاتت مقولتش رايك فيها…
صمتت قليلًا متابعة إياه أثناء تناوله بعض اللقيمات ثم اضافت:
-صحيح..انا هروح الجامعة يوم الخميس وكنت عايزاك توصلني…
تحدثت بنبرة هادئة وهي تحاول اشغاله بأي طريقة، فرد نجم عليها محملقًا بها:
- اشمعنا ما انتِ دايما بتروحي لوحدك وساعات بتروحي مع ياسمين..
- مكنتش مرات نجم ساعتها وبعدين فيها ايه لما أحب ان جوزي يوصلني واقضي وقت معاك في الطريق انا يعتبر مش بشوفك..احنا كتبنا الكتاب علشان نتعود على بعض وانتَ ساعات بتيجي متأخر بكون انا نمت ومبلحقش اقعد معاك..
كانت تتحدث بانزعاج شديد وتزم شفتيها فنهض مقبلًا رأسها بهدوء أصابها برعشه أثر أقترابه بتلك الطريقة:
- خلاص متزعليش ياستي هوصلك…
كانت تشعر بالصدمة كونه نهض من مكانه، واقترب منها قليلًا وقبل رأسها فكيف ستتزوجه إذا كانت تشعر بالدوران بسبب قبلة منه على رأسها!!
فالكلمة الواحدة منه تقلب رأسها وحالها..
عقد حاجبيه وهتف حينما لاحظ شرودها ناهضًا من مجلسه:
- عايزة حاجة تاني يا غرام…
-آه...لا…آه
قالتها بتوتر..فنظر لها نجم قائلا بسخرية:
- إيه اللي آه لا دي...دي زي كدة اخاصمك اه اسيبك لا، ادي اخره السهوكة يا غرام…
نظرت له بصدمة غير مستوعبة أن نجم يمرح معها بتلك الطريقة التلقائية المرحة، سيفقدها عقلها لا محال..
أشارت على ذاتها متمتمة محاولة اشغاله قدر الإمكان:
- بقى انا مسهوكة يا نجم انا؟؟!
-لا أنا...
انتهى من قول الأخيرة تزامنًا مع دخول ياسمين المطبخ كي تدرك غرام بأنتهاء مهمتها بينما فارق هو المطبخ تاركًا إياهم…..
_________
في المساء.
صعد أمجد إلى الغرفة، بعد أن كان يجلس مع سمير في الاسفل يتناقشون في بعض الاشياء الخاصة بالعمل وما إن ذهب قرر أن يصعد ويراها فبالرغم من أنها سامحته ولكن مازال هناك حاجز ونقطة بينهما لم تعود كالسابق
دمرها بين الناس!!
فهو تسبب في فضيحتها أمام صديقاتها وبعض الفنانين والكثير من الناس أصبحت أضحوكه الجميع ومن وقتها تغلق هاتفها حتى لا تتحدث مع أحد..
كانت تجلس في الفراش منكمشة به وعلى وشك النعاس ليقاطعها حينما صعد على الفراش وقبل وجنتيها بهدوء:
- كنتي ناوية تنامي وأمجد حبيبك لسه مش جنبك..
- مليش حق..
قالتها بهدوء شديد وإرهاق يسيطر عليها…
- بتول انتِ مش سامحتيني مالك!؟
- سامحتك يا امجد وبحبك وكل حاجة بس لسه مش قادرة انسى محتاجة وقت يا أمجد…
قبل وجنتيها وكتفها برقة شديدة، قائلا:
- حاضر يا قلبي، براحتك المهم أننا سوا وهنعدي اي حاجة مدام سوا..
ثم تنهد وأردف بحب:
- انتِ عارفة بعد ما نمت امبارح شوفت حلم جميل أوي…
التفتت له بعد أن كانت على وشك أن توليه ظهرها قائلة بفضول:
- حلمت بـ إيه !؟
- حلمت بيكي معايا في بيت غريب يعني معرفهوش في الحقيقة ومعانا عيالنا بتجري ورا بعض كانوا اتنين وكنتي حامل، الحلم روق بالي وخلاني رايق طول اليوم، شكلك وانتِ بطنك كبيرة وحامل شيء ملوش وصف…
كان يتحدث بنبرة عاشقة حالمة وهو ينظر لها، فأستكمل حديثه قائلا
- كنا بنضحك انا وانتِ ومبسوطين اوي وكنتي بتقوليلي أنك حامل كمان، وقولتلك عقبال العاشر…
تنهدت ثم أردف امجد وهو يسخر من حاله:
- واضح ان أمنيتي بأن ربنا يرزقني بأبن او بنت منك هتبدأ تطاردني كمان في نومتي...
اعتدلت بتول وهي تأخذ نفسا طويلا فهي لا تعلم إلى متى ستنتظر لأخباره…
- امجد أنا حامل ..
هتف امجد بعدم استيعاب:
- انتِ بتحلمي برضو ولا إيه..
- لا يا أمجد قبل فرح ريما وشهاب لما نزلت أجيب الفستان واجيب حاجات كان معايا صاحبتي وأغمى عليا، ودوخت جامد، فعملت شيك أب كامل في المعمل، والنتيجة جت وطلعت حامل في شهرين يا أمجد حتي من قبل ما ابطل البرشام وقبل ما نتكلم…
نظر لها بدهشة هل ما سمعه صحيح؟؟!
بتول تحمل في أحشائها جنينهما، وضع يده على بطنها بطريقة شعرت بها بالاستغراب...
- يعني انتِ حامل يا بتول..
هزت رأسها بتأكيد ليأخذها في أحضانه بشغف وفرحة شديدة؛ ليبتعد عنها قائلا وهو يضع يدها بين كفيه:
- شوفتي يا بتول ربنا، حملتي من قبل ما تبطلي، علشان تعرفي ربنا بيكفأنا ازاي وهيكبر حبنا بالطفل ده علشان من كتر ما بحبك كنت بدعيها في كل وقت أخلف منك خمسة، عشرة مش واحد بس…. بحبك بحبك يا بتول انتِ أغلى حاجة في دنيتي..
هبط ليضع قبله على بطنها التي سيراها تكبر يوم بعد يوم متمتم:
- جوازنا عمره ما هينتهي يا بتول، ربنا باعتلنا هدية منه علشان يقولنا اعقلوا هيبقي فيه بينكم عيل، ادتيني الدنيا يا بتول بالخبر ده…
- الخبر ده اللي خلاني عايزة أسامحك يا أمجد، انا بحبك رغم كل حاجة….متخذلنيش يا امجد تاني مش هستحملها صدقني و ...
قاطعها امجد ليضع أصابعه على شفتيها:
- متكمليش يا قلب امجد صدقيني عمري ما هخذلك ولا اكون السبب في دموعك وقبلها أكون ميت؛ انتِ حبيبتي وأول واحدة دخلت قلبي، ومراتي وعشيقتي وهتبقي أم ولادي..
اسف يا قلبي اني لسه مزعلك اطلبي عيني وانا ادهالك…
- ربنا يسترها ويديم الحب ما بينا يا أمجد، انا بقول تتصل بمامتك تقولها ايه رأيك؟؟
- اه هتصل طبعا، وانتِ قولتي لمامتك؟؟
قالها بفضول، فأردفت بتول نافية:
- هبقى أقولها يا امجد لما أشوفها لاني مش عايزة أعيش في توتر الفترة دي أو خناق مع حد….
الفصل العاشر من #زيغه_الشيطان
#أضواء_مبعثرة
بقلم فاطمة محمد & فاطمة طه سلطان.
_____
اذكروا الله
_____
'الاعجاب هو التوأم الوسيم للحب.'
- أحلام مستغانمي.
_______
اليوم التالي..
يجلس نجم على المكتب أمام رضوان يشرح له بعض الصفقات والأمور الخاصة بالعمل…
كما وجه رضوان له نصائحه في بعض الأمور وأوامره التي لا تقبل النقاش في أمور أخري فهو صارم مع الجميع ورغم أن أكثر شخص يُحبه نجم لكن مع ذلك هناك بعض الصرامة والحزم بينهم.
وما أن انتهى اجتماعهم ذلك أردف نجم وهو يلملم تلك الأوراق المُبعثرة:
- تمام يا چدي، زي ما انتَ جولت انا هديهم الأوامر النهاردة عشان ينفذوا…
- ماشي، سيبك من الشغل بجى وخلينا نتحدث عنك..
نظر له نجم وهو يحاول أن يبدو جاهل لما سيتحدث به جده ولكنه يعلم أنه سيتحدث عن غرام، فهتف قائلا وهو يضيق ملامحه:
- خير يا چدي في حاجة !!
رمقه رضوان بمكر لا يدري من منهما أكثر فهمًا للآخر، فصاح بعد أن خرجت منه ضحكة ساخرة:
- مشكلتك أنك واعي وفاهم يا نچم بس بتحب تبين أنك مش فاهم، أنا عايز اتحدث عن غرام عامل ايه معاها؟ يعني كيف الأمور ما بينكم بعد كتب الكتاب، ويكون في علمك أنا مش ناوي كتب الكتاب ده نقعد عليه كتير، شهر شهرين بالكتير أوي ونحدد الدخلة، انا عايز أشوف أبن ليك يكون لك سند وضهر، ربنا يخلي سندس بس أحنا عايزين راچل يا ابني…
تنهد نجم بضيق حاول إخفاءه، لا يريد أن يزعج جده أو يخالف أوامره..فمازال يشعر بالانزعاج من نفسه كونه تزوج فتاة قد ولدت أمامه تنفيذًا لوصية عمه حتى أنه هو من أختار أسمها، فالفارق بينهما كبير جدا في العُمر.
فتحدث نجم معقبًا بنبرة هادئة:
- مش مرات عمي جالت لما غرام تخلص چامعة دي لسه فاضلها سنتين…
- مرات عمك تجول اللي تجوله، المهم أنتَ بس تقول الميعاد والعروسة هتجول أمين؛ سنتين إيه يا نچم من امتى و أحنا بنكتب كتب كتاب سنتين…
- بلاش نسبق الأمور يا چدي، أنا لسه بحاول أخد عليها، وكمان كتب الكتاب اتعمل علشانك، لكن الدخلة وكل ده هيكون بمزاچي أنا وبموافقتها برضو مش ده كان كلامك في الأول؟؟
قال نجم كلماته بنبرة جامدة بعض الشيء، فأجاب رضوان بهدوء ونبرة حانية:
- اكيد طبعا بس انت عارف غلاوتك عندي وانا عايز اشوف حفيدي، عارف أنك حفيدي بس الحقيقة أنك بالنسبالي أبني، وأنا عايز أشوف ابنك علشان كده بتكلم؛ القرار قرارك اكيد يا ابني انا بس نفسي اطمن عليكم كلكم قبل ما أموت...
- بعد الشر عليك يا چدي، ربنا يطول في عمرك ويخليك لينا….
________
أما بالخارج..
كانت غرام تدور في المطبخ وتتابعها توحيدة وبعض من العاملات في المنزل، فكانت غرام تمسك هاتفها تارة لتقرأ خطوات الوصفة..
وتارة أخرى تتحدث مع توحيده أو مع الفتيات حتى يساعدوها في الطعام فقد أصرت أن تحضر بعض الأصناف اليوم التي يفضلها نجم؛ راغبة بأن تكبر في نظره بأي طريقة كانت، ويراها امرأة جديرة أن تكن زوجتة وأنها ليست فتاة صغيرة مدللة كما كان يسميها من قبل…
فصاحت توحيدة بمرح:
- خلاص يا غرام هتنامي بعد اكده في المطبخ أهدي شوية…
كانت غرام تقطع الخضروات فهتفت قائلة بحماس:
- يعني مش عايزاه او عايزاكم تفضلوا تقولوا عليا مدلعه، عايزة أعجبه يا توحة يعني عايزاه يشوفني مراته وأقدر اكون ست بيت مش عيلة في نظره يعني علشان فرق السن …
قالت كلماتها الأخيرة بحرج ونبرة خافتة، فتنهدت توحيدة وهتفت بهدوء ونبرة صادقة:
- ربنا يحميكم ويخليكم يا بنتي لبعض ويهدي سركم ونفرح بعيالكم؛ وبعدين ده الفرق بيني وبين الحج رضوان يچي تلاتين سنة وعندي منه راضية وياسمين والحمدلله متفاهمين…
ابتسمت لها غرام حتى ولو حديثها لم يعجبها كثيرا ولكنها تحاول أن تبث الطمأنينة بها، فعادت توحيده قائلة حينما أقتربت من غرام وتفقدت الاشياء المتواجدة على الموقد:
- متعرفيش البت ياسمين مالها مش طايقة كلمة من حد انا عارفة انك سرها…
جرحت نفسها وهى تقطع الطماطم بمجرد أن سمعت تلك الكلمات ولم تتأوه فلم تؤلمها كثيرًا توقفت عن التقطيع وأعطته للخادمة المتواجدة بجانبها وقالت بلا مبالاة:
- ملهاش يا توحة هي بس كالعادة متخانقة مع أيمن شوية؛ ولان الامتحانات قربت وخايفة تشيل مادة تاني ولا حاجة..
جاءت سندس وهى تندفع من الخارج بهيئتها الفوضوية فصاحت قائلة:
- ستو توحيدة…يا توحة..
اقتربت منها توحيدة بحب وطبعت قبله على رأسها بعد أن مالت عليها قليلاً لتصل لمستواها فرغم أنها تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا وتقترب من السادس عشر، لكن قامتها قصيرة وتحتفظ بتلك الهيئة الطفولية وكأنها عشر سنوات...
- أيه يا قلب ستو توحيدة.
- انا اخدت شهادة تقدير النهاردة…
قالتها سندس بفرحة عارمة تحتل قلبها، فأردفت توحيدة:
- شكلك هتطلعي لراضية بتفكريني بيها وهي صغيرة، مبروك يا حبيبتي روحي قولي لبابا وجدو بقى..
هتفت سندس بحماس وهي تراقب غرام ودخولها المستمر منذ أيام للمطبخ..
- ايه ده بابا هنا!! مش في الشغل..
ردت غرام عليها بهدوء:
- لا مش في الشغل هيتغدا معانا يا سندس علشان أنا اللي عاملة الأكل النهاردة يدوبك تغيري هدومك وتأكلي…
عقدت سندس ساعديها بغيرة وحنق، قائلة :
- وانتِ تعملي الأكل لبابا ليه وأنا بعمل إيه لما تعمليه انتِ..
أجابت غرام بنبرة ساخرة:
- مكنتش أعرف أنك علطول بتعمليه، انتِ لسه صغيرة يا سندس وعمرك ما دخلتي المطبخ وبعدين انا مراته وانتِ بنته يعني مفيش وجة مقارنة يا بيبي..
جزت سندس على أسنانها قائلة بغضب مكتوم :
- ستو توحيدة هي اللي بتعمل الأكل دايما أشمعنا انتِ بتعملي دلوقتي الأكل، وزي ما انتِ هتعملي أنا هعمل بقى وانا مش بيبي يا غرام انا بيني وبينك خمس سنين يعني لو انا بيبي فـ أنتِ كمان تبقى بيبي ومينفعش تبقى مرات بابا عشان عيلة زيك زيي…
أدركت توحيدة ما ينتاب الصغيرة، فهتفت قائلة وهي توجه حديثها لسندس محاولة فض ذلك الحديث:
- انتِ وراكي مدرسة يا سندس لما تكبري هتدخلي المطبخ لغاية ما تزهقي …
- ما هي وراها جامعة زي ما انا ورايا مدرسة وبعدين هي ليه بتدخل في كل حاجة تخص بابا !
قالتها سندس بغضب شديد، أما غرام فكانت ترمقها بصدمة فهي بالفعل اليوم أدركت أنها لم تكن مجرد خيالات في عقلها فهي كانت تشعر بالغضب المتواجد في الصغيرة منذ عقد قرآنها بنجم ولكن اليوم أدركت أنها تبغضها بالفعل…
ابتسمت توحيده قائلة مبررة:
- حبيبتي هي مراته، وطبيعي تهتم بيه بكرا انتِ كمان تكبري وتخلفي ويكون ليكي واحد تهتمي بيه..
-وماما كانت مراته وهى خدت مكانها…ليه تاخد مكان مش مكانها...
قالتها سندس بحنق وتشنج فأضافت توحيدة:
- ربنا يرحمها يا حبيبتي بس بابا اتجوز تاني وبقت مسؤولية أن واحدة تهتم بيه على غرام..
كانت تتحدث معها بنبرة هادئة وتحاول ان تخفف من حدة مشاعرها وغضبها، أما غرام أستكملت طعامها فهي لا تريد أن تتشاجر معها أو تتحدث بما لا يعجب الصغيرة وتجدها حجة للشكوى عليها فهي تعرف تفكير الفتيات في هذا العمر فأستكملت ما تفعله..
غير منتبهين أن نجم كان يستمع لكل شيء فكان سيطلب القهوة ولفت انتباهه صوت ابنته الغاضب وحديثها المتمرد ذلك...
_________
تسللت ريما حجرتها واضعة حقيبتها الصغيرة على الفراش، ثم سريعًا ما ضربت على جبهتها متذكرة سحاب فستانها الذي لن تنجح بفتحة بسهوله…
تأففت بضجر، محركة يديها تجاه السحاب محاول فتحة..
ظلت تحاول دون يأس، وصل السحاب لمنتصف ظهرها فلم تستطع استكماله..
قلبت عيناها بنفاذ صبر، فستضطر للجوء لـ مربيته حتى تفتحها لها…
انتشلها من افكارها صوت الباب الذي فُتح على مصراعيه، والجًا منه شهاب الذي التقطت عيناه سحابها المفتوح لمنتصف ظهرها…
ابتلع ريقه واتخذ من البرود قناعًا بعدما تأججت مشاعره وشعر برغبته بالقرب منها تزداد رويدًا رويدًا..
أغلق الباب، فـ اعتدلت على الفور مستنكرة فعلته، صائحة عليه:
-مش في اختراع اسمه باب تخبط عليه وتستأذن الأول..
إلتوى وجهه بغلاظة متعمدة متمتم بتهكم:
-اخبط وأنا داخل أوضتي ليه إن شاء الله؟
-اوضتك!!سلامات يا أوضتك دي أوضتي أنا، اتفضل اخرج برة ومتدخلش هنا تاني يلا..
قالتها بأنفعال، فقال ببرود تام وهو يتقدم منها:
-يلا في عينك، دي أوضتي ومن انهاردة هنام هنا..
كزت على أسنانها وتحدثت من بينهم:
-ماشي يا شهاب اشبع بالأوضة انا هسيبهالك..
تحركت أمامه متناسية أمر سحابها، فما كان منه سوى أن جذبها لترتطم بصدره بقوة، هامسًا جوار أذنيها:
-مش هتخرجي، لا أنا ولا أنتِ هنخرج..
قال الأخيرة رافعًا يديه وسار بأنامله على ظهرها المكشوف، ارتجف جسدها بقوة أثر لمساته وكادت تنهره لولا استكماله لباقي السحاب وابتعاده عنها، مسترسلًا حديثه بجمود رغم جسده الذي يطالب بها….
-غيري هدومك واجهزي، ساهر جاي يتعشا معانا..
قطبت حاجبيها وصاحت بتساؤل:
-ساهر مين؟
رد بوجوم:
-ساهر العدوي..
جحظت عيناها وقالت بأنبهار وتلقائية شديدة:
-بتهرج أنت تعرف ساهر الممثل؟؟
اماء لها زافرًا بضيق من تساؤلاتها التي لا تنتهي:
-أيوة بقولك صاحبي…
صفقت بكلتا يديها بعفوية متمتمة:
-الله أنا بحبه أو
كادت تكمل لولا اقترابه المباغت وقبضه على معصمها متحدث بأعين تطلق شرار وغيرة قاتلة لاعترافها بعشقها لرجل آخر:
-بتحبي مين؟ أنتِ أتجننتي اتكلمي عدل بدل والله ارفع أيدي واسقفلك على وشك ده…
كادت بسمة تشق ثغرها ولكنها منعتها مدركة غيرته و ضيقه من حديثها بتلك الطريقة..
تهللت اساريرها فها قد وجدت ضالتها وعلمت كيف ستثير استفزازه وتخرجه عن شعوره..
فقالت بهدوء وبراءة مزيفة:
-ساهر يا شهاب هو في بنت فيكي يا بلد مبتحبوش ده كفاية
صاح بها بهدر، فقد طفح الكيل يغار عليها بجنون لا يتحمل مدحها في آخر:
-اخرسي يا ريما ومتستفزنيش احسنلك…
قال الأخيرة مغادرًا من أمامها..
او هربًا إذا صح القول فلو استمر بقائه أكثر فكان سيرتكب جريمة لامحال….
صفع الباب من خلفه بقوة، فلاحت بسمتها الخبيثة مدركة ما ستفعله تلك الليلة
__________
تحمل صغيرها على قدميها تداعبه وترسم البسمة على ثغره الصغير…
لا تعبئ بحديث صفية التي تجلس على الأريكة المجاورة محاولة الانشغال مع الصغير….
انفرج باب المنزل وطل اكرم بجسده متحدث بصوت عالي موجهًا حديثه لوالدته:
-شوفتي اللي حصل مش نچم الدسوقي اتچوز غرام بنت عمه….
صدمت صفية وكذلك رقية التي اندفعت في الحديث مستفسرة منه:
-يعني إيه اتچوزها ؟!!!! اتچوزها كيف يعني…
كاد أكرم يجيبها لولا صراخ صفية عليها مرددة بنبرة جاءت بها من أعماق الجحيم:
-وأنتِ مالك أنتِ يتچوز اللي يتجوزها قومي فزي اطلعي اوضتك وخدي معاكي إبنك...يلا…
ظلت رقية مكانها ترمقها بضيق وعبرات حبيسة ثم حملت صغيرها وصعدت لغرفتها تحت انظار أكرم الذي جلس جوار صفية وعاتبها قائلًا:
-ليه اكدة ؟؟؟
كل ده عشان سألت…
كزت صفية على أسنانها وعلقت بأنفعال مفرط:
-متسألش... وأنت كمان متكلمش معايا...سبوووني …
قالت الأخيرة مغادرة هى الأخرى صاعدة لغرفتها….
________
في المساء..
بعد العشاء كان قد أتى والد ووالدة زوجة نجم الأولى حسناء والتي توفت منذ ست سنوات تقريبًا، فهما يأتون كل أسبوع يوم أو يومان فالعلاقة بين العائلتان جيدة إلى حد ما…
كان يجلس نجم معهم ولكن استأذن بالذهاب للحديقة لمقابلة شخص ما فيما يخص العمل….
فجلسوا مع حفيدتهم رفقة رضوان وتوحيدة..
بينما جلس نجم على تلك الأريكة المتواجدة في الحديقة، بعد أن ذهب الرجل الذي كان يقابله..
ثم جاءت غرام وهى تحمل كوب من الماء وفنجان القهوة بعد أن مشطت خصلاتها بسرعة شديدة، وهندمت ملابسها ووضعت أحمر الشفاه حتى تكن بهيئة أنثوية بقدر الإمكان حتى تمحي تلك الطفلة المجنونة في عقله فهى ليست صغيرة بل هى فتاة مكتملة الأنوثة وستريه ذلك…
حتى أنها ستفعل أي شيء لتجعله يقع في غرامها ويراها امرأة ناضجة، فحرصت أن تذهب بنفسها عوضًا عن الخادمة..
وقفت امامه وتنحنحت حتى تلفت أنتباهه فهو كان شارد تمامًا ويخرج الدخان من فمه بسبب تلك الارجيلة التي لا تفارقه:
- القهوة يا نجم..
انتبه لها ونظر لها وسرعان ما ظهرت الصدمة على قسماته الرجولية متفحصًا هيئتها وما فعلته بنفسها…
ورغم أنه أعجب بهيئتها ولكنه صاح قائلا بغضب تاركًا الارجيلة بغضب منتفضًا من جلسته:
- يا نهار أمك أسود إيه اللي انتِ عملاه في نفسك ده، الطرحة فين ورقبتك باينة ليه…
نجحت في إثارة غيرته على الأقل فهي تعمدت فتح أولى أزرار ذلك القميص الذي ترتديه أسفل فستانها العصري والذي يتناسب مع الموضة، وترتدي حذاء ذو كعب عالي، فهتفت بنبرة هادئة وهي تضع القهوة على الطاولة:
- براحة يا نجم، عادي ملبستهاش أنا عارفة أن الراجل اللي معاك مشي من نجية وبعدين انتَ قاعد لوحدك ليه العصبية دي كلها…
- افرضي في حد جه، وأني مش لوحدي ... وشاف منظرك ده...اسمعي بقى حذاري يا غرام حذاري ألاقيكي خارجة بالمنظر ده تاني…
قال كلماته بنبرة لا تحتمل النقاش، فأجابت عليه قائلة بهدوء ومكر:
- عيوني يا نجم خلاص متزعلش، مكنتش اعرف ان غيرتك وحشة كدة…
- انتِ بنت عمي ودلوقتي مراتي يعني لو مغيرتش عليكي المفروض اعمل إيه…
قالها بسخرية وهو يعاود الجلوس ويسحب نفس من تلك الارجيلة جالسًا بأريحية وتلك الطريقة التي ستفقدها عقلها من هيبته ووسامته..
فهتفت قائلة بنعومة:
- عايز حاجة قبل ما أمشي طيب..
- آه اقعدي عايز اتكلم معاكي، كنت هناديكي..
جلست بحماس لمحه في عيناها، فهو من يريدها تلك المرة فأردف نجم بنبرة غامضة:
- اقفلي زراير اللي انتِ متنيلة لبساه ده وخفي اللي حطاه في وشك ده…
- حاضر يا نجم؛ اللي تعوزه كله هعمله…
اغلقت الأزرار وجمعت خصلاتها مع بعضها بعد ان كانت تتركها حرة، فحاول أن يتحدث بنبرة حانية:
- متزعليش من طريقتي، أنا كنت متعصب شوية وكنت خايف حد يشوفك كده…
ردت بدلال وابتسامة مشاغبة:
- ياه لو كنت أعرف انك هتغير كده كنت عملتها من زمان و أنا مزعلتش عموما انتَ عندك حق، وأوعدك مش هتكرر…
- ماشي، يعني حاولي تراعي أختلافنا عن بعض، ولاننا بقينا في وضع جديد وحاسس كأني أول مرة أتعامل معاكي وكأنك غريبة عني، فياريت لو كلمتك مرة وحش أو زعقت ده علشان لسه متعرفنيش…
كان نجم يحدثها بنبرة غامضة وبرغم ذلك استشعرت بأنه بدأ يخطو خطوات تجاهها، فكانت سعيدة بذلك كونه اصبح يتحدث في ارتباطهم فأستكمل نجم حديثه وهو يسحب من تلك الارجيلة انفاسه ويخرج الدخان من فمه..
- وعايزك تعرفي، أن خلاص أنتِ في حكمي مش في حكم أمك ولا حتي في حكم جدي، وأن الرأي الاول والاخير ليا أنا وانتِ مش رأي حد تاني ولو ناوية تكملي معايا يبقي لازم نمشي على الأساس ده..
- حاضر يا نجم، فهماك
قالتها بهدوء وفهم فهي تدرك ما يريد قوله، فتحدث نجم
- النهاردة سمعت كلامك مع سندس في المطبخ..
ابتلعت غرام ريقها بتوتر على الرغم أنها متأكدة أنها لم تخطئ بحقها ولكن مع ذلك كانت تعصر ذاكرتها هل تفوهت بشيء قد يغضبه، ولكن لم تجد، تحدث نجم مرة أخري قبل أن يشعرها بالتوتر أكثر
- بصي يا غرام، أنا أهم حاجة عندي بنتي ..
قاطعته غرام قائلة بنبرة هادئة:
- بس انا معملتش حاجة تضايقها..
- متقاطعنيش يا غرام علشان تفهمي، انتِ غالية وشرفي وعرضي قبل ما تكوني مراتي انتِ بنت عمي وعارفة غلاوتك عندي، بس بنتي هي اغلى حاجة وأكدب عليكي لو قولتلك انك اغلى منها ومهما حبيتك واحترمتك بنتي هتفضل اهم واحدة، وده مش معناه أني هخليها تغلط فيكي أنا أساسا هتكلم معاها في الموضوع ده لوحدنا كان المفروض اكلمها قبل كتب الكتاب بس كل حاجة جت بسرعة زي ما انتِ عارفة…
كانت غرام تنظر له بوجه هادئ لا تظهر اي انطباع ان كان جيد او سيء على كلامه، لا تدري هل يجب أن تغضب بسبب كلامه أم ماذا؟؟
ولكنها حافظت على وجهها الخالي من التعبير، وأجابت عليه
- عندك حق يا نجم، انتَ اتكلم معاها وأنا هحاول احسن علاقتها بيا يعني هي علاقتنا مش وحشة من الاول هي من يوم كتب الكتاب حاسة بالغيرة، يعني أنا حاسة بيها لان جت عليا أيام كنت بغير على بابا الله يرحمه حتى من ماما بيبقي سن مراهقة عايز الاهتمام بيه ، فما بالك أني مش مامتها بقا…
ادهشته بحكمتها وجديتها الغريبة التي لأول مرة يشعر بها فأجاب عليها بهدوء وإعجاب:
- كويس يا غرام ان تفكيرك كده، وأنا هتكلم معاها برضو بس حبيت اتكلم معاكي في النقطة دي..
- اتكلم معايا في أي نقطة تحبها يا نجم المهم أننا نفهم بعض اكتر ونقدر بعض ونعمل اللي يريح التاني ..
نهضت من مكانها مبتسمة في وجهه بهدوء
- لو مش عايز حاجة تاني، هدخل علشان ورايا مذاكرة..
- لا تسلمي يا غرام ..
أجابها مبتسمًا في وجهها أبتسامة صادقة تلك المرة ليست متكلفة فعلى ما يبدو كان يصفها بالمدللة والمتهورة ولكن هناك القليل من الحكمة مخبأة بداخلها فهي تحاول إرضاءه بأي طريقة….
_________
إستقامت أمام المرآة تتفحص هيئتها التي باتت أنثوية مغرية، خاصة بعد أرتدائها لفستان قصير يصل لركبيتها باللون الأسود يبرز لون بشرتها البيضاء، تاركة خصلاتها الناعمة تنساب بنعومة على ظهرها، واضعة أحمر شفاه بلون أحمر قاني برز شفتيها الممتلئة …
فقد أعلنت الحرب عليه، متذكرة تلك الليلة الذي اصطحبها فيها لحفل زواج بتول وأمجد وكيف استثارت أعصابه بـ أحمر الشفاه الذي كانت تضعه وكيف أصر على ازالته…
تبسم وجهها وهى تتخيل رد فعله عند رؤيتها…
التقطت قنينة العطر المتواجدة أمامها وقامت بنثر القليل منها..
انتهت والتقطت نظرة خاطفة، ثم سحبت نفسًا عميقًا زفرته دفعة واحدة، متجهه صوب الباب، حتى تهبط للأسفل فضيفهم قد وصل منذ لحظات…
غادرت الحجرة وهبطت درجات الدرج بهدوء تام راسمة بسمة محبة على وجهها الأنثوي…
أما شهاب فكان يقف رفقة والده يرحب بصديقه، يمرح معه وضحكاتهم تصدح عاليًا…
رآها فهمي أولًا، فـ أشار لها يحثها على الأقتراب..
-تعالي يا ريما..
دي يا سيدي ريما مرات شهاب…
التفت شهاب حتى يراها…
وليته لم يفعل...اختفت بسمتة في الفضاء الواسع ..
يراها تقف أمامهم بفستانها القصير الأشبه بالقمصان المخصصة للنوم..
جالت عيناه على ذراعيها المكشوفة، وقدميها العارية، أما شفتيها…..فكانت تدعيه لالتهامها..
تملكته الغيرة الشديدة بتلك اللحظة، يأبى أن يراها رجل آخر…
لم يفكر بشيء إلا بأخفاء تلك الفاتنة عن أنظارهم ….
بينما هى دنت من صديقه الذي كان غائبًا عن زفافهم لسفره للخارج، وما أن آتى رغب في المباركة لهم جالبًا لهم بعض الهدايا…
بينما هى دنت من ساهر مرحبة به بحرارة، مخبرة إياه عن مدى أجابها وحبه له:
-يعني أنا بصراحة مش مصدقة أني واقفة قدام ساهر العدوي، حقيقي تمثيلك يجنن و
ما لبثت أن تكمل لولا فعله شهاب الذي تكاظم غضبه و تشنجت عروق رقبته ويديه فلا يدري أي وحش قد جعلته بملابسها و هيئتها تلك…
سحبها خلفه عنوة دون أن يتحدث أو يستأذن من صديقه الذي اندهش مما حدث لا يفقه شيء، أما والده فقد تفهم سبب فعلته..
تحركت معه بأستسلام صاعدًا درجات السلم، حتى وصلا أمام باب حجرتهم….
بينما مال ساهر على فهمي غامزًا له بأحدى عيناه بأستفسار:
-هو في إيه؟
ابتسم فهمي وطالعه مجيبًا بمرح متهربًا من الأجابه:
-مجانين أنا عايش مع اتنين مجانين…
أما بالأعلى صفع الباب عقب دخولهم دافعًا إياها على الفراش والغيرة تكاد تقتله، هادرًا بها بصراخ:
-حلو قميص النوم ده يا هانم..
نهضت عن الفراش والحنق يرافقها مهندمة خصلاتها التي تبعثرت أثر دفعته:
-هو فين قميص النوم ده، أنا مبلبسش قمصان نوم سلامة النظر، اظاهر أنك محتاج تلبس نظاره…
نظر لها شرزًا وهو يقترب منها، وعيناه لا تبشر بالغير كذلك وجهه الذي تحول لأحمرار شديد:
-متبقيش مستفزة يا ريما… وقوليلي إيه القرف اللي أنتِ لابساه ده، ما كنتي انزلي من غير هدوم احسن..
اتسعت عيناها وقالت بصدمة مصطنعه:
-إيه اللي بتقوله ده، عيب كدة، ازاي يعني من غير هدوم..
-وحياة أمك ...عيب واللي أنتِ لابساه ده مش عيب..
وإيه اللي في بوقك ده ها، مش اتنيلت قولتلك قبل كدة متحطيش حاجة على شفايفك…
حركت كتفيها بعفوية متحركة صوب المرآة مرة أخرى ويديها تعبث بخصلاتها:
-والله دي شفايفي أنا، واعمل فيها اللي أنا عايزاه لما تبقى شفايفك أنت أبقى اكلم…
ضم شفتيه معًا غيظًا...غضبًا… غيرة..
لايعلم لكنه يدرك بأنها نجحت في أغضابه ..
خرج صوته محذرًا حاسمًا:
-طب اسمعي بقى خروج من الأوضة بالمنظر ده تنسية، أنتِ مش متجوزة واحد بقرون عشان اسيبك تلبسي المسخرة دي، لا يا ريما أنتِ متجوزة راجل...ومفيش خروج من الأوضة غير لما تغيري القرف ده…
استدارت ترمقه صائحة بعناد وإصرار:
-مش هغير يا شهاب، أنا حرة..
رفع حاجبيه الأيسر وردد بحسم:
-خلاص يبقى ملكيش خروج من الأوضة دي غير لما تغيري وتلبسي حاجة محترمة، غير كدة انسي…
أنهى كلماته متحركًا تجاه الباب جاذبًا مفتاح الغرفة من الداخل وخرج من الغرفه واضعًا مفتاح الباب من الخارج حاكمًا أغلاق الباب…
اتسعت عيناها وهى تراه يغلق الباب، فهرولت تجاهه طارقة على الباب متمتمة من بين اسنانها:
-افتح يا شهاب أنا مش في سجن هنا…
جاءها صوته من الخارج:
-مش هتخرجي يا ريما واعلى ما فخيلك اركبيه….
غادر مكانه ونزل لصديقه مرة أخرى، أما ريما وأن استمعت لخطواته تبتعد حتى اتسع ثغرها وقهقهت عاليًا سعيدة بنجاحها في أشعاله واستفزازه…..
________
-أنت إيه البرود اللي انت فيه ده يا تيم هى عيشتك برة علمتك البرود والتناحة ؟؟؟بقولك ضربها ولسة قاعدة معاه….دي مبقاش عندها كرامه بقت مهزقة...
رددت داليا كلماتها على مسامع تيم ابن شقيقتها و اخًا لابنتها بالرضاعة والذي يقيم بالخارج في إحدى الدول الاجنبية..رفقة زوجته وابنته الصغيرة…
فما كان منه سوى أنه تأفف مردد بلامبالاه وبرود:
-اعمل ايه يعني يا دودي هى حرة بتول مش صغيرة كبري دماغك…
كزت على أسنانها وقالت:
-تصدق انك طلعت مهزق زيها..وانا غلطانة اني بكلمك وبحكيلك…
انتهت مغلقة في وجهه بعنفوان وحنق...
________
أنتشلت بتول هاتفها، وجاءت برقم والدتها، وضعت الهاتف على أذنيها مقررة أخبارها بحملها علها تعود الحديث معها، فهى تقاطعها منذ أن أصرت بالبقاء في منزل من تطاول عليها وأهانها، بل وأخبرتها بالأكاذيب وهى أنها ستسامحه ولكنها تحتاج بعض الوقت، ممهلة ذاتها بعض الوقت تفكر به دون أي ضغط من والدتها...
ترى اتنصت لوالدتها وتتركه، أم تعطيه فرصة ثانية
لحظات وكانت تجيبها:
-أهلا بالهانم اللي معندهاش كرامة وقررت تسامح جوزها ولا كأنه لطشها بالقلم قدام الناس ..
تبخرت ابتسامتها وسعادتها وقالت بمرارة :
-لو سمحتي يا ماما، بلاش تفتحي الموضوع ده، الموضوع خلاص انحل بيني وبين امجد، وأنا سامحته، كان لازم اسامحه…
صاحت داليا بهدر:
-لا مش لازم، مش لازم تسامحية يا بتول، مدام هانك مرة يبقى يقدر يعملها مرة واتنين وتلاته وألف، الراجل اللي يمد أيده على مراته وميتحكمش في أعصابه يبقى مش راجل، كان لازم توقفيه وتعرفيه أن مسامحتك مش بالساهل، عشان بعد كدة يخاف على زعلك، أمجد مبيحبكيش يا بتول، اللي بيحب مبيجرحش ومبيأذيش ...
زفرت بتول وحاولت التغاطي عن كلمات والدتها، مغيرة مجرى حديثهم:
-ماما أنا حامل…
ألجمتها الصدمه، فخرج صوتها متقطعًا:
-أنتِ بتقولي إيه، حامل ازاي يعني؟
-هو إيه اللي ازاي يعني يا ماما هو أنا مش متجوزة، ماما ارجوكي خلينا ننسى اللي حصل، أنتِ وحشتيني وعايزة اشوفك، عشان خاطري يا ماما ورحمة بابا...
تنهدت داليا قائلة برضوخ وحيرة شديدة في مشاعرها:
-والله انا ما عارفة افرح عشان أنتِ حامل ولا ازعل عشان هو من امجد، مش كفاية أمجد واحد في الدنيا دي...
ما علينا انا هقوم البس واجيلك وهحاول انسى يا بتول بس ده مش عشانه ولا عشانك ده عشان خاطر حفيدي اللي في بطنك…
تابعوووووووني
الفصل الحادي عشر والثاني عشر من هنا
رواية عاشق بدرجة مجنون كامله من هنا
رواية سر الشيطان الأسود كامله من هنا
رواية رحيل الهواري كامله من هنا
رواية انكسار امرأه كامله من هنا
رواية عشق بلا رحمه كامله من هنا
رواية جرح يداويه العشق كامله من هنا
رواية من أجل أبنائي تزوجتك من هنا
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية بسمه موجوعه كامله من هنا
رواية معشوقتي الصغيره كامله من هنا
رواية طلاق بلا تبرير كامله من هنا
رواية الفرار من الحب كامله من هنا
رواية مستشفى بلا حياه كامله من هنا
رواية فرقتنا الظروف وجمعنا القدر من هنا
رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا
رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا
رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا
رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا
رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا
رواية اللعب مع الشياطين من هنا
رواية أحببت مربية ابنتي كامله من هنا
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق