رواية زيغه الشيطان أضواء_مبعثرة الفصل الحادي عشر والثاني عشر بقلم فاطمة طه سلطان & فاطمة محمد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

رواية زيغه الشيطان أضواء_مبعثرة الفصل الحادي عشر والثاني عشر بقلم فاطمة طه سلطان & فاطمة محمد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


اذكروا الله

'إن نفسية المرأة خاصة ذات الكبرياء هي غابة متشابكة الأغصان يستحيل فهمها والتنبوء بمساراتها.'

- أحمد خالد توفيق.

تجلس بتول في الغرفة تحديدًا على فراشها وحيدة كعادتها في الأيام الماضية، لا تتحدث مع أحد من اصدقائها أو يأتي لها أحد، تغلق هاتفها تمامًا لا تريد أن تفتحه لتتلقى الاتصالات أو ترى رسائل أحدهم…


لم يصفعها أحد من قبل... تشعر بالحرج والتوتر تخشى حتى أن تخرج من بيتها وعزلتها لتقابل أي شخص قد يكن رأى ما حدث لها..


تذكرت بعض الكلمات التي كان يقولها والدها لها بعد التخرج…


" مش شهرتك أنك تكوني مذيعة معروفة، شهرة البني آدم بتكون قدام نفسه والمبادئ اللي في حياته، احترمي نفسك دايما يا بتول وقدريها، احترمي وحبي نفسك لدرجة أنك متخليش حد في حياتك يهينك، اعرفي قيمة نفسك سواء بقيتي بتول الإعلامية المشهورة أو بتول اللي ممكن متشتغلش وممكن كل الفلوس دي كلها تروح وتعيش في عشة .. فهماني يا بنتي" 

تحاول ان تتخيل  لو كان والدها على قيد الحياة هل كان سيتجرأ أمجد على صفعها؟؟ هل كان سيقبل أن تُهان ؟؟؟ 

وهل كانت ستتمادى والدتها لتلك الدرجة؟؟ 


اسوء شعور تمر به تلك الفترة، كون أكثر اثنان اشتركوا في أن تكن مُهانه هما أكثر أشخاص تحبهم…


تغضب من والدتها وفعلتها فلو كانت توقفت عن الثرثرة بين الناس عن زوجها، لما علم أمجد شيء، ولكنها تحبها فهي والدتها وحبيبتها مهما كانتا على غير توافق.. 


وتغضب من أمجد رغم أنه زوجها وحبيبها الأول، الذي قُبلت أن تضحي بأي شيء من أجله، صفعها وأهانها أمام الجميع فلو كان أنتظر ذهابهم للحديث او حتى أن يتحدث بطريقة لينة وهادئة لكانت ذهبت للمنزل ويحدث ما يحدث…


لكنه وبعد ما فعله ركع لتسامحه.. ترجاها..


بكى لأول مرة ماذا تفعل أن كان حبها له أكبر مما فعل!! 


سئمت من تلك الأحاديث والأفكار والحيرة كادت أن تنهض وتشغل ذهنها بشيء آخر….

لكن اقتحم أمجد الغرفة فاتحًا الباب بسرور شديد وصاح باسمها 

- بتول ... بتول..


هتف اسمها بحماس عجيب وهو يحمل الكثير الأكياس البلاستيكية وتلج الخادمة من خلفه ومعها كمية من الأكياس أيضًا واضعة إياها على الفراش بهدوء ثم رحلت من الحجرة..


نهضت بتول عن الفراش باستغراب شديد فهو قد اشترى متجرًا على الأغلب!!!!


- ايه يا أمجد الحاجات دي ؟!!! 


- افتحيها وانتِ تشوفي.


أخذت تقلب وتعبث في الحقائب وتخرج ملابس كثيرة خاصة بالأطفال حديثة الولادة إن كانت الوانها خاصة بالفتيات أو الصبيان أو للاثنان معًا وبعض الألعاب التي لا تظن أن هناك طفل أقل من عام أو إثنان يستطيع أن يستخدمها…


هتفت قائلة بهدوء وحماس دب في أوصالها؛ والبسمة ارتسمت على ثغرها: 

- ايه يا امجد، انتَ اشتريت كل ده ليه وامتى..


احتضنها من الخلف بعمق شديد ليقبل كتفها ويغلق قبضتة على خصرها يستند بذقنه على كتفها…


فلما يقترب منها هل هي ينقصها حيرة فما زالت منزعجة منه حتى ولو قامت بمسامحته هناك شيء بها بات لا يتقبله... 

- لابننا او بنتنا يا بتول..


قال كلماته وهو يمرر كف يده على بطنها، ولكن مازال لا يتواجد أي اختلاف أو بروز بتلك المنطقة... فأستكمل حديثه قائلا 

- روحت المكتب الصبح مكملتش ساعة، وطول النهار لغاية ما جيت هنا وانا عمال الف وعايز اشتري كل حاجة وأي حاجة فرحان فرحة عمري…


ابتسمت بخفة ثم هتفت بخفوت شديد:

- مكنتش متوقعة انك هتكون فرحان أوي كده يا أمجد..


- فرحان دي كلمة قليلة، انا هكون أب لأول مرة يا بتول، وهكون أب لطفل منك انتِ حبيبة قلبي وعمري أزاي مفرحش بس..


- ربنا يكمل فرحتنا على خير يا أمجد..


قالتها من قلبها، فهي تتمنى أن تمر تلك الفترة بسلام.. 


- يارب يا روح أمجد، انا حجزتلك عند دكتورة بكرا، لازم تتابعي يا بتول وتهتمي بنفسك وباللي في بطنك…


_________


تقبع ياسمين بحجرتها محاولة الوصول له دون فائدة، فحتى الآن لا يجيبها…


ظلت تحاول دون ملل، فقط تتمنى سماع صوته.. 


ربما يبثها بعض الطمأنينة والراحة التي فارقتها منذ أن أخطأت في حق ذاتها وعصت خالقها… 


فلو عادت عقارب الساعة، لم تكن ستفعل العديد من الأشياء…

لم تكن ستقابله وتستجيب له، لم تكن ستضعف أمامه… 

أغواها الشيطان واستجابت له… 

لم تفكر في عواقب فعلتها والآن تدفع الثمن… 


وأخيرًا بعد محاولات عدة اجابها...لاحت اللهفة على وجهها الذي كان منكمشًا على أتم استعداد للبكاء والأنهيار… 


كادت تتحدث وتلومه على عدم حديثه معها فهى تحتاج إليه بشدة… 


ولكن كلماته كانت لها كالصاعقة، مرددًا بتشنج وعصبية مفرطة لم تقابلها من قبل معه: 

-في إيه زن زن زن، أنتِ مبتفهميش، بتتصلي لية دلوقتي؟ 


ابتلعت تلك الغصة المريرة، ودموعها تتسابق على وجهها دون توقف مجيبة بنبرة باكية: 

-أنا بكلمك عشان اقولك أني جبت الساعة  من اوضة نجم يا أيمن… 


قلب عيناه غيظًا وقال: 

-واعمل إيه دلوقتي، مش خلاص جبتيها خليها معاكي.. 


تحدثت بصعوبة مرددة بقلب ينزف: 

-أنت بتكلمني كدة ليه يا أيمن، أنت عُمرك ما كلمتني كدة.. 


اكفهر وجهه ورد بأستفزاز، وكلمات كانت كالنصل الحاد: 

-وأنتِ مستنية اكلمك ازاي يعني!! 

اسقفلك وافرح بيكي عشان سلمتيني نفسك، طلعتي رخيصة أووي يا ياسمين، بس أنا اللي غبي كان لازم افهم كدة من لما كنتي بتبعتيلي صورك وأنتِ في البيت ولما وافقتي تكلميني فيديو كان لازم افهم أنك رخيصة وممكن تسلمي بسهولة، ولو كان حد غيري كنتي برضو هتسلمي ليه….


لم تتحمل تلك الصدمة وتلك الكلمات التي إصابتها بمقتل، فـ ارتخى جسدها نادمة كما لم يندم إحدهم من قبل، متحدثة بنبرة متقطعة مرتجفة … 

-أنتَ بتقول إيه، أنا عملت كدة عشان بحبك، مش عشان رخيصة يا أيمن..أنا مش رخيصة وأنت عارف كدة كويس.. 


رد بتصميم ونبرة قاسية صارمة: 

-لا رخيصة يا ياسمين، مفيش واحدة تسلم نفسها لواحد من غير جواز مش رخيصة، تعرفي انا مبسوط أن حصل كدة عشان مدبسش فيكي، وبعدين هعوز إيه اكتر من اللي حصل، وآه جوازنا كدة خلاص بح.. 


كاد يغلق فتذكر شيء ما، فقال دون تردد: 

-آه نسيت اقولك أنا انبسطت اوي الليلة دي، لو عايزانا نكررها تاني معنديش مشكلة… 


سقط الهاتف من بين يديها تدريجيًا أما هو فأغلق الهاتف وقسماته تتحول للوجوم غاضبًا من تسليمها له… 


ظلت جالسة مكانها تتمنى الموت بتلك اللحظة… 

ولكن مهلًا كيف ستقابل ربها بعدما ارتكبت تلك المعصية… 

ازدادت وتيرة بكائها ورفعت رأسها للأعلى وهى تضرب على رأسها تشعر بنيران تضرم بجسدها بأكمله: 

-يارب...يارب عارفة أني غلطت سامحني يارب أنا حسة اني بموت بالبطئ يارب اغفر لي يارب… 


ولجت غرام الحجرة دون استئذان وعينيها تبحث عنها، سرعان ما وقعت عيناها عليها وهى تفترش الفراش بجسدها وحالتها سيئة للغاية… 


أغلقت الباب واندفعت تجاهها، جالسة جوارها محتضنة إياها يُصعب عليها رؤيتها بتلك الحالة المزرية: 

-مالك يا ياسمين، إيه اللي حصل تاني!!! 


لم تجيبها ياسمين فكانت صدمتها فيه تلجمها… 

ظلت غرام تربت على كتفيها محاولة التهوين عليها، وبعد مرور بعض الوقت وقد هدأت ياسمين نسبيًا.. 


خرج صوت غرام وهى تخرجها من أحضانها تناظر وجهها: 

-بقيتي أحسن دلوقتي؟ 


نفت ياسمين برأسها وقالت بمرارة وخذى: 

-لا يا غرام مش أحسن، أنا ضيعت نفسي، وغضبت ربنا، ولطخت شرف العيلة، أيمن أنا كلمته وقالي كلام صعب أوي يا غرام، مش مصدقه أنه خرج منه، كنت مستنيه يطمني، بأي حاجة، يقولي هكتب عليكي، بس هو معلش كدة، بيقولي أني رخيصة يا غرام، رخيصة عشان حبيته، عشان وثقت فيه…. 


كزت غرام على أسنانها وقالت على مضض: 

-اسكتي يا ياسمين أنتِ مش رخيصة هو اللي رخيص و زبالة عشان استغل ضعفك وبدل ما يصلح اللي حصل، رايح يستخبي زي الفأر، أنتِ مغلطيش لوحدك، أنتم الأتنين غلطوا بس الفرق الوحيد اللي بينكم أنك ندمانه بس هو مش ندمان ده بجح ومش راجل، قومي يا ياسمين قومي اتوضي وصلي وادعي ربنا يسامحك والمصيبة دي تتحل من غير فضايح…


_________


صباح اليوم التالي..


تقلب نجم في فراشه على جانبه الآخر بأنزعاج، مستنكرًا ذلك الصوت الأنثوي الذي يسمعه ويزعجه كثيرًا ولا يكف عن الهتاف بأسمه، فـ في البداية قد ظن أن يتوهم وأن مصدر ذلك الصوت في نومه ليس إلا.. 


-نجم، نجم اصحى بقى كدة هتتأخر. 


لحظات وكان ينهض من نومته فزعًا، عندما أدرك هوية صاحبة الصوت، وعلم أنه ليس حلمًا، بل حقيقة…


طالعها وخرج صوته متحشرجًا متحدثًا بلهجته الصعيدية: 

-أنتِ بتعملي إيه أهنا، ودخلتي كيف؟


رسمت بسمة واسعة أظهرت أسنانها البيضاء، عاقده ذراعيها أمام صدرها، مردفة بدلال وغنج: 

-إيه اللي دخلتي كيف، دخلت من الباب يا نجم يلا بقى قوم فوق عقبال ما اروح اغير عشان توصلني.. 


هنا وانتبه لهيئتها القاتلة المذيبة لأي رجل... 


ازدرد ريقه وعيناه تجوب عليها بدءًا من خصلاتها الطويلة المحاوطة لوجهها، حتى منامتها الناعمة باللون الأسود والتي برزت أنوثتها الطاغية بوضوح، فمن يراها قد يظنها امرأة ناضجة مكتملة الأنوثة... 


كاد يبعد أنظاره عنها، لكن وقعت عيناه على عنقها الطويلة التي تكشفها منامتها وجزء بسيط الواقع أسفل عنقها….


ابعد عيناه واستغفر ربه وهو ينتفض من على الفراش كمن لسعه أفعى مقتربًا منها واقفًا قبالتها محاولًا قدر الأماكن ابعاد عيناه عن ذلك الجزء المكشوف. 


هدر بها وهو يجذبها من معصمها، لا يدرك غاضبًا من ذاته لتأثره بها، أم منها هى.. 

-أنتِ أتچننتي عاد، كيف تخرچي من أوضتك بالمنظر ده.. 


لا تنكر سعادتها بالبداية لرؤيه مدى تأثيرها عليه، فكان عليها أن تظهر له بأنها لم تعد تلك الطفلة وها قد نالت ما أرادت، وبات على يقينًا تامًا بأنها ليست طفلة. 

تبخرت سعادتها عند رؤيتها لعيناه التي احتدت رامقًا إياها بنظرات ساحقة كالرياح العاتية..

خرج صوتها ناعمًا أو هكذا أرادت مرددة وهى ترفع يديها واضعة إياها على صدره: 

-وإيه يعني، مفيش رجالة في البيت غيرك أنت وجدي، وأنت جوزي يبقى إيه المشكلة بقى. 


اخفض عيناه تجاه يديها الموضوعة على صدره، فتلك اللمسة احرقت جسده حقًا.. 


كز على أسنانه وابعد يدها التي وضعت على صدره عنه متمسكًا بذراعيها الذي يمسكه منذ البداية مقتربًا من الباب ساحبًا إياها خلفه، ثم قال قبل أن يفتح الباب، بنبرة مخيفة أراد بها أخفاء رغبته بها، فمنذ سنوات لم يقرب من أنثى: 

-اسمعي بجى، حركات الحريم دي متتعملش عليا، دلع مش عايز، وحركات ماسخة كمان مش عايز، وإلا ورحمة أبوي لتشوفي وش تاني مش هتحبي تشوفيه يا غرام، والأوضة دي متعتبيهاش تاني. 


قال كلمته الأخيرة وهو يهزها برفق، أما هى فكانت تنتفض بين يداه وهابت من نبرته وطريقته معها، وما أن أنتهى حتى قالت مبررة بعبرات ترقرقت في مقلتيها: 

-أنت أتاخرت عشان كدة..


أغمضت عينيها وجعًا من كلماته، فلم تكمل حديثها مندفعة من غرفته لاعنة نفسها لدخولها حجرته وتعريض نفسها لتلك الاهانه.... 


_________


هبطت ريما من غرفتها حاملة ثلاث لوحات قد انتهت منهم قبل زفافها وعليها تسليمهما قريبًا…


فقد أخبرت شهاب ليلة أمس أنها ستبدأ بالعودة مجددًا إلي عملها ولم يعترض على ذلك…


كانت تنزل على الدرج بكل خبث وهي ترتدي فستانها القصير من اللون الابيض ويأخذ شكل جسدها يصل بالكاد حتي ركبتيها، وترتدي جاكت جينز قصير فوقه كما قامت بلملمة خصلاتها العسلية…


واضعة الهاتف على أذنيها تتحدث مع مها صديقتها وهي تنوي أن تصيبه بالجنون اليوم .. 


جاء شهاب وفهمي فخرجوا لتوهم من المكتب، ليلقي فهمي التحية عليها ثم صعد الدرج متجهًا نحو غرفته..


بينما هتفت ريما بنبرة هادئة والابتسامة ترتسم على ثغرها :

- صباح الخير 


- صباح النور 


قالها شهاب بهدوء قبل أن يتفحص هيئتها، أعجبته هيئتها الانثوية والتي لا يحق لاحد أن يراها بتلك الطريقة سواه. 


فتحولت نظرات الأعجاب إلى نظرات غاضبة وحانقة فصاح بها وهو ينهرها: 

-  شكلك ناوية تخليني ادفنك يا ريما، يا نهار ازرق على دماغك..لا ازرق ايه ده أسود أن شاء الله..


نظرت له بلا مبالاة ومطت شفتيها بضيق، وهتفت قائلة لصديقتها التي تتواجد على الهاتف: 

-طب أقفلي كده يا مها، سلام 


أغلقت مع مها، ثم نظرت له بجمود واستفزاز: 

- لا مش ازرق ولا اسود، ابيض اهو، وبعدين انتَ لسه مروحتش الشغل يا شهاب انا افتكرتك مشيت..

  

- بقولك ايه اللي انتِ لبساه ده ولا اطرشيتي فيها…


قال كلماته وهو يجز على أسنانه ستفقده عقله بالتأكيد حتى أنه لم يستمع إلى هرائها..


فصاحت ريما قائلة بنبرة هادئة وباردة 

- حاسب على طريقة كلامك، وبعدين ولا كتفي باين ولا شعري سايب ولا حاطة ميكب أوفر والفستان عادي جدا وياريت يا شهاب متأخرنيش 

علشان مها داخله على الفيلا وهنروح سوا بعربيتها…


- اه فعلا انتِ مش بتكدبي غطيتي كتافك وسبتي السمانات تتهوى صح..


قال كلماته بحنق شديد وهو يعتصر قبضته...فردت ببساطة:

- كلماتك بقت بيئة يا شهاب حقيقي لازم 


حك شهاب ذقنه ثم أخذ أنفاسه، وتمتم قائلا بتفهم مقاطعًا إياها ببرود فهو قد فهم مخططها وما تحاول فعله به:

- بس تصدقي يا ريما فعلا الفستان مفيهوش حاجة انا مكبر الموضوع، روحي المعرض ولو صاحبتك مش هترجعك اتصلي بيا أبقي اجيلك بعد الشغل...


شحبت ملامحها كالموتى، يريدها أن تذهب بتلك الهيئة العمل؟؟؟لا تأتي لها الجراءة لأن تخرج بهذا الشكل كانت تظنه سيثور وسوف يمنعها ولكن لم يهتم، فقالتها ببلاهة متسائلة فعلى ما يبدو لم ينظر جيدًا: 

- يعني امشي !!!!


- اه امشي، ربنا معاكي يارب وانا احتمال انزل اروح شوية مشاوير انتِ مش كنتي مستعجلة ولا ايه؟؟ 


تريد تحطيم رأسه فهو يجعلها تفشل في مخططاتها، هتف شهاب مستكملًا حديثه: 

- بس صحيح قبل ما تمشي أنا هتكلم معاكي في موضوع مهم قولي لصاحبتك تستنى عشر دقايق.


- موضوع ايه ده؟


- لما تطلعي هتعرفي، اطلعي بس في الأوضة علشان بابا هنا وطنط سعاد وأنا عايز اتكلم معاكي لوحدنا…


جزت على أسنانها بغضب من لا مبالاته، فقالت بنبرة حانقة: 

- ماشي ياريت بسرعة علشان متأخرش.


تركته وصعدت إلى الغرفة والشرار يتطاير من عيناها..


بعد خمس دقائق تقريبًا.. 


وجدته يدخل إلى الغرفة ويحمل شيء خلف ظهره لم تستطع تحديدها في البداية..

أغلق الباب خلفه بقوة افزعتها، كانت على وشك الابتعاد عن الاريكة ليحتجزها بجسده فظلت جالسة مجبرة على ذلك..

وعلى الفور اظهر لها ذلك المقص والقى بكيس بلاستيكيًا أسود اللون على الأرضية…


- الا قوليلي يا ريما، انتِ بقيتي مستفزة كده من امتى ؟؟ 


- قصدك إيه يا شهاب مش فاهمة؟


- فين السويتشيرتات واللبس بتاعك..


- في الدولاب يعني انتَ ذكي أوي هكون شيلاهم فين ؟؟؟ 


فهتف قائلا بنبرة خافتة 

- حلو يعني الدولاب في حاجة تتلبس للخروج بدل قمصان النوم دي..


صاحت ريما به متصنعة البرود 

- دي مش قمصان نوم قولت، وبعدين انتَ في وسط الناس كلها بتلبس الألعن من كده يعني شيء مش غريب عليك وده فستان عادي جدا أصلي حبيت أغير من استايل لبسي التقليدي...


قاطعها قائلا وهو يجز على أسنانه فستفقده عقله.. تغضبه وبشده جعلته طوال الوقت يفكر بها وبأفعالها فقط: 

- الناس يا ريما، الناس اللي متخصنيش، مش انتِ، الناس مش مراتي علشان يهموني او اتحكم واغير عليهم..


مد أنامله ومررها على ساقها المكشوف ببطء شديد اثار مشاعرها به ودبت القشعريرة لجسدها وهو ينظر لها في عيناها بحدة ولا تستطيع الصمود أكثر من ذلك تحاول الا تتأثر بقدر الإمكان..


وأخيرًا توقف عندما وصل إلى طرف الفستان ليبدأ بقصه حتى نصفه تقريبًا، تحت صراخها فهي لم تصدق ما يفعله 

- انتَ مجنون .. شهاااب بطل غباء..


- مش انتِ اللي عايزاني اتجنن واتغابى فـ أنا بقولك نجحتي في ده برافو..

بس تصدقي وهو مقصوص احلى كتير…


ابتعد عنها وهو يحدق بها وبفستانها فقد أصبح لا يصلح لهذا اللقب، كان ينظر شهاب بشوق وضعف أمام ذلك الشعور الذي يريدها لا يدري هل هو تأثر كأي رجل يرى أمامه امرأة فاتنة…


أم أصبح يميل لها، شيء عجيب يحدث معه؛ فهتف:

- قطعيه أنتِ وكملي بقا علشان أبويا تحت وانا لو كملت تقطيع صدقيني مش هنخرج من هنا قبل اربع أيام وهتهور جامد يا قشطة..


كانت تنظر له ببلاهة لا تدري هل تخجل او تبتسم أو تغضب بسبب طريقته وجدته توجه ناحية غرفة الملابس لتأتي خلفه بعد ان ارتدت ذلك الروب حتي يختفي جسدها بسبب فستانها الممزق، وجدته يفتح الخزانة الخاصة بها 

- انتَ بتعمل أيه ولا بدور على ايه في هدومي يابني كلمني..


قالت كلماتها بعدم فهم فأجاب عليها بهدوء شديد: 

- هعمل حاجات وعمايل حلوة استني بس هفاجئك يا ريما..


وصلت يده إلى ذلك الفستان الاسود الذي ارتدته ليلة امس لم يستخدم المقص بل مزقه بيده حتى أصبح قطعتان لتصرخ به قائلة :

- شهاااااااب بطل جنان..


- متستفزنيش وتقوليلي بعدها بطل، مش هبطل انا سألتك ده قميص نوم قولتي لا وبرضو لقيته ميصلحش فستان خروج يعني حاجة ولا تنفع لجوزك ولا للخروج لزمتها أيه..


قال كلماته باستفزاز شديد وفتح ذلك الكيس الذي اتي به من الأسفل واضعًا أياه في الكيس 

- انتَ جايب كيس زبالة يا شهاب..


- اه في زبالة كتير هرميها من لبسك وخلاص انا بعترف أني بغير عليكي يا ريما مش محتاجة تجننيني اكتر من كده..


أخذ يخرج بعض الفستاتين ملقيًا أياها في الكيس تحت صراخها الذي لم يبالي به ولم يتوقف وجد فستان من اللون العسلي لم ترتديه بعد فهتف سائلا إياها: 

- ده بيتخرج بيه ده يا ريما..


- اه بيتخرج وهخرج بيه... 


لم تستكمل حديثها وتحديها لتجده مزقه أمام عيناها، فهتف شهاب حينما رأي سعره وورقه البيانات. 

- ياه ده لسه بالتيكت يا ريما كان غالي اوي بس يلا مش مهم تتعوض ان شاء الله 


وضعه في الكيس ليقع عيناه إلى آخر فستان من اللون الأحمر لا يظن أن طوله يصل حتي لما إرتدته اليوم ولكن سيكون هو فقط من ترتدي له هذا الفستان بلونه الناري، أخذه و وضعه بين ثيابه قائلا غامزا لها: 

- لا ده حرام يتقطع ده وينفع جدا يخلي الواحد يتهور لما الوقت يسمح .. 


توجه الى الرف المتواجد عليه أدوات ومستحضرات التجميل اخذًا ما يعرف أنه أحمر شفاه وما يشك به فهو ليس خبيرًا في تلك الأشياء.. 

- أهمد بقا سيب الميكب ومش هحط حاجة.


- احلفي 


- وربنا ما هحط حاجة سيب الحاجة بقا حرام عليك خربت الدنيا


قالتها بانفعال شديد فلقد اغضبها ومزق كل الفساتين التي أتت بها والدتها وصديقتها فلم تكن اختيارها ولكن كانت تنوي ان ترتديهم له على امل ان زواجهم سيكن بغير تلك الحادثة التي حدثت…


اقترب منها حاملا ذلك الكيس وهمس لها 

- لو سقعتي بليل هتلاقي الحاجات دي بولع فيهم تحت ابقي انزلي ادفي على نارهم او اتصرف أنا من غير ما تنزلي وتكلفي نفسك، انا حاليا غصب عني ماشي ورايا ميعاد مهم بس راجعلك هنروح من بعض فين، قطعنا الهدوم وكسرنا واتخاقنا جه وقت التفاهم ووضع النقط على الحروف..


اقترب مقبلًا أحدي وجنتيها بطريقة أصابتها بالجنون ولكن حاولت أن تدعي التماسك ليذهب تاركًا قلبها يخفق بشدة، انطلقت منها ضحكات على فعلته لا تصدق الجنون الذي أصبح به، فكان دائما يأخد وضعية البرود..


رن هاتفها فأجابت على صديقتها 

- الو يا مها، تعالي خدي اللوح وروحي انا كده كده مكنتش هروح اللي استفدته بس ان فساتيني كلها اتقطعت …


_________


كانت غرام قد خرجت من غرفته، والشرار يتطاير من عينيها والدموع تهبط منها بلا توقف، قد استطاع اغضابها، وكأنها ليست زوجته، ليست جريئة مثلما كان يصف في فعلتها بل هي تسعى أن تُقرب المسافة بينهما وتكسر تلك الحواجز التي مازالت بينهما، لم تتوقع أنه سيغضب ويثور عليها لتلك الدرجة وكأنها قد فعلت شيء مُهين..


دخلت غرفتها غالقة الباب خلفها بعنفِ شديد وأغلقته من الداخل بالمفتاح ثم حاولت أن تهدأ قليلًا..


لم تمر نصف ساعة تاركه إياه، حتى سمعت دقات على باب غرفتها

صاحت متسائلة عن الذي يريدها؟؟ 

- مين ؟


جاءها صوته الهادئ والرجولي، تحدث بنبرة هادئة وكأنه هكذا يحاول إصلاح ما أفسده:

- انا يا غرام، جهزتي علشان اوصلك الجامعة؟ 


- مش رايحة حتة امشي انتَ..


قالتها بغضب وحنق ولم تفتح حتى الباب لتثير غضبه اكثر؛ فهتف قائلًا :

- افتحي يابنت الناس، بلاش جفل دماغ وعند؛ يلا علشان متتاخريش وعلشان سندس متتاخرش..


- قولتلك مش رايحة حتة انا حرة، ياريت تمشي من قدام الباب علشان عايزة انام ومش عايزة اتكلم معاك..


قالت كلماتها بغضب شديد وهي تقف خلف الباب، لتشعره بمدى حماقته وكرامتها الذي بعثرها، فهى تريد إرضاءه ولكن لن تقبل أن يتخد تلك النقاط أنها ضعف وليس حب..


كانت ابنته تقف في نهاية الطُرقة الخاصة بالغرف، وأيضا راضية قد مرت ليشعر الجميع بما تفعله غرام وأنها تتجاهله..


فهتفت سندس بغضب من دلال تلك الفتاة على أبيها وهو يحاول أرضاءها أيضًا 

- انا هتأخر يا بابا كده، يلا..


فصاح نجم قائلا بنبرة غاضبة موجهًا حديثه لغرام:

- اجده يا غرام، ان شاء الله عنك ما خرجتي ولا روحتي الجامعة لما ارجعلك هوريكي شغل العند ده…


ليذهب وتسير خلفه أبنته سعيدة بصراخه عليها اما هي في الداخل تجلس على الفراش وتعبث في هاتفها، فليفعل ما يريده هي لن تتنازل مهما أحبته، فليعرف قيمتها ويُدرك أفعاله، هي ليست أبنه عمه الصغيرة؛ الآن هي زوجته وعليه أن يحترم تلك النقطة..


_________


بعد مرور ساعتين..


كانت غرام مازالت تجلس في الغرفة بملل شديد لا تجد شيء تفعله ولم تكن تريد الذهاب الى غرفة ياسمين فهي ستصاب بالأكتئاب بسبب بكائها ولا تستطيع مساعدتها، ففضلت الجلوس بمفردها..


وبتلك الأثناء وجدت هاتفها يعلن عن وصول رسالة على تطبيق

{WhatsApp} 

وكانت الرسالة من نجم لم تفتحها وانتظرت قليلة حتى لا تظهر أنها تنتظره، ولكن فضولها لم يُمكنها من الانتظار 

ففتحتها و وجدت الرسالة تنص على:


"انا مش هاجي على الغداء، وهاجي بعده يا غرام وهتتغدي معايا، ولو عاندي معايا اعرفي أني هكسر الباب على دماغك، وياريت تعملي الويكة علشان اشوفها حبيتها، وحذاري ارجع أشوف عكس اجده هتبجي چنيتي على حالك.."


___________


وبعدين وياك يا أمجد بقالك أكتر من شهر مفكرتش تزورنا، من ميتى وأنت بطول الغيبة أوي اكدة!!


مسح أمجد على وجهه قبل أن يبرر لها متأسفًا على تأثيره بحقها:

-أنا آسف يا أمي، بس كان عندي شغل، وشوية مشاكل معرفتش خالص اعدي عليكي…


آتاه صوت والدته الحانق مرددة:

-خلاص يبجى تضبط أمورك والقيك عندي انهاردة.. بكرة، اي حاجة بس المهم تيچي.


خرجت بتول من المرحاض، فأتسعت بسمته لها وهو يتلفظ بهدوء مراقبًا وقوفها أمام المرآة  واضعة خصلاتها بجانب واحد ممشطة خصلاتها وعيناها تراقب انعكاس صورته:

-مش هينفع يا ماما الفترة دي خالص اسيب بتول وآجي..


تساءلت والدته، متمتمة بتهكم:

-ليه يا ضنايا مينفعش تسيبها؟


-عشان بتول حامل يا ماما، هتبقى جده..


أعلنت اساريرها وانفرج ثغرها كاشفًا عن أنيابها، ثم سرعان ما رفعت يديها وغطت فمها مطلقة (زغرطوة)ثم قالت بفرحة عارمة:

-يا ألف نهار أبيض يا ألف نهار مبروك، بكرة هكون عنديك، لا بكرة إيه أنهاردة هتلاقيني عندكم، لازم اجيلكم واباركلكم بنفسي، وبالمرة اجيب لمرأتك شوية وكل من أهنا يرم عضمها.


-ماشي يا أمي تنوري وهنستناكم انهاردة..


أغلق معها، ثم نهض من على الفراش مقتربًا منها مطوقًا إياها من الخلف طابعًا قبلة على عنقها الطويل، خاصة تلك الشامة متوسطة الحجم التي تزيد من جمالها…


هامسًا جوار أذنيها وشفتاه تتلمس أذنيها عن عمد:

-إيه الجمال ده؟

أول مرة أشوف واحدة حامل بالجمال ده…


كبحت بسمتها التي أرادت الخروج من بين ثغرها سعيدة بكلماته المتغزلة التي تجعل أي امرأة تذوب كالجليد..


ثم خرج صوتها ناعمًا هادئًا مرددة على مسامعه:

-هى طنط جاية ؟


اخفض يداه وسار بها ببطء شديد على بطنها التي تحمل ابنه في أحشائها مجيب على استفسارها:

-آه، عايزة تيجي تباركلنا وتجبلك شوية حاجات معاها من البلد..


اماءت برأسها، وتمتمت بترحيب:

-تمام هبلغ نوال تحضر الأوض.


كسى وجهه بسمة واسعة، متحدث بحب

-مفيش داعي انا هبلغها.


قال الأخيرة وهو يحركها جاعلًا إياها واقفة قبالته، وانحنى قليلًا راغبًا في تقبيلها وتذوق شهد شفتيها، لكنها ابتعدت عنه وكأنها تعاقبة نادمة على استسلامها السابق له مغمغمة:

-هتتأخر على شغلك يا أمجد…


تنهد بحرارة قبل أن يؤما لها، أخذًا بعض الملابس من الخزانة متجههًا صوب دورة المياة المرافقة لغرفتهم. 


___________


في المساء..


كانت تقف بجواره مرحبة بوالدته وشقيقته وابنها الصغير الذي تحمله على كتفيها:

-أهلا يا طنط، ازيك يا رقية عاملة إيه..


رددت الأخيرة رافعة ذراعيها مداعبة وجنتي الصغير بحب…


جاءها صوت رقية الهادئ والبسمة تزين محياها:

-بخير الحمدلله ازيك أنتِ يا مرات أخوي.


-بخير، اتفصلوا يلا، أمجد خلى نوال جهزتلكم العشا والاوض، اكيد تعبتوا من الطريق.


أجابت صفية بنفي ولهجة صعيدية:

-لا ولا تعبنا ولا حاچة، احنا طول الطريق نايمين..


أما رقية فوافقت على حديث بتول وقالت:

-أنا بقى معرفتش انام من معاذ، فخير ما عملتي بصراحة هموت وانام….


____________


وصل نجم الدوار فأستقبلته توحيدة التي كانت قد خرجت للتو من المطبخ…


صدح صوته الرجولي، مرددًا:

-إيه يا توحة جهزتي الوكل؟


أجابته وهى وتجذبه من ذراعيه معاتبة إياه:

-أيوة چهزته جول بجى لـ توحة حبيبتك عملت إيه لمراتك؟


قطب ما بين حاجبيها وقال نافيًا حديثها:

-هكون عملتلها إيه يعني، اطلعي اديها خبر

خليها تحصلني، عقبال ما اغير الهدمة اللي عليا..


اماءت له بأنصياع، فصعد هو لغرفته مبدلًا ملابسه يستعد لتناول الطعام معها.


أما على الجانب الآخر فكانت تقف على باب غرفتها قبالة توحيدة متمتمة:

-مش نازلة يعني مش نازلة، انا شبعانة ومش هاكل، هى عافية يعني..


لكزتها توحيدة في ذراعيها وقالت:

-اخلصي يا بنتي، أنا مش حمل مناهدة، ولو قولتي أكدة قدام نجم هتخليه يثور علينا كيف الثور…


عقدت غرام ساعديها وتحدثت بأصرار لا تبالي بما تتفوه به:

-برضو مش نازلة..


تناهى لمسامعهم صوت أغلاق باب غرفته، فتنهدت توحيدة وقالت:

-أنتِ اللي جبتيه لنفسك بنشوفيه دماغك دي.


كاد يهبط الدرجات لولا رؤيتها واقفة على باب غرفتها وتوحيدة تغادر من أمامها متمتمة ببعض الكلمات المتذمرة الخافتة مما تفعله، هابطة درجات السلم..


بارح مكانه مقتربًا منها بعدما انتبهت إليه، وظلت واقفة مكانها:

-أنتِ منزلتيش ليه؟

-مش نازلة، كلت معاهم وشبعانة إيه هتأكلني بالعافية ولا أيه..


خرج صوتها هادئًا باردًا، ورغم ذلك أثارت غضبه بشدة، تشنجت ملامحه وهو يهتف:

-يعني إيه مش هتنزلي ويعني ايه كلتي أنا مش قايلك متأكليش وتستنيني عاد وتعمليلي الويكا.


حركت كتفيها مجيبة إياه:

-معملتش حاجة وجعت وكلت محصلش حاجة يعني، اكيد مش هقعد جعانة، وأنت تقدر تاكل لوحدك..


حاول كبح غيظه، لكنها لم تتوقف عن استفزازه، مسترسلة:

-صحيح أنا عايزة اروح عند ماما الأسبوع الجاي.


هز رأسه بملامح واجمة، وتحدث بنبرة منفعلة:

-وفيها إيه نودوكي على الأقل نخلص من حركات العيال اللي بتسويها دي.


قالها مغادرًا من أمامها، أما هى فـ دبدبت بقدميها أرضا، هامسة بغيظ من نعته إياها بطفلة:

-برضو عيلة…..


الفصل الثاني عشر من #زيغه_الشيطان

#أضواء_مبعثرة.

بقلم فاطمة محمد & فاطمة طه سلطان.


_______


اذكروا الله.


______


'الحب الحقيقي : أن تحب الشخص الوحيد القادر أن يجعلك تعيسا.'

- أنيس منصور.


_______


في صباح يوم جديد…


كانت رقية تجلس على الطاولة ويجلس معاذ في أحضانها شبه نائم، أما صفية كانت تترأس المائدة وكانت الخادمة تضع انواع واصناف الطعام التي تريدها فلم يعجبها هذا الفطار الذي كان سيتم تحضيرة وكان مكونًا من جبن فقط وبعض المعجنات، فهتفت رقية معترضة:

- يا ماما اللي بتعمليه ده ميصحش، يعني مينفعشي نمشي البيت على كيفنا…


- انكتمي يا بت الواد ضعفان والبت حبلة لازم فطار وحاچات تشبع وتقويهم..


- اديني انكتمت اهو ..أصلا انا مكنتش عايزة أجي أنتِ السبب مش عارفة لحد أمتى هتفضلي تغصبيني على كل حاجة…


قالتها رقية بتذمر وحزن دفين فعلقت صفية بأنفعال:

- مش جولتلك عاد انكتمي ..


زفرت رقية بضيق فمهما قالت لن تقتنع صفية ابدا بحديثها فأخذت تنتظر هبوطهما، وبالفعل ما هي الا دقائق ليهبط أمجد وهو يحاوط بتول بذراعيه

- صباح الخير يا أمي..


أجابت عليه صفية بتهكم وهي تراه يحتضنها وكل ذلك الدلال، ولكنها رسمت بسمة مزيفة على ثغرها:

- صباح النور على سيد الناس..


ألقت بتول التحية على رقية وعلى صفية لتجلس بعد أن سحب أمجد المقعد لها…


فرمقته صفية بسخرية…

متابعة ذهابه ناحية رقية وهو يمد يده لها ويبتسم بهدوء مردد:

- هاتي الواد احضنه شوية، واحشنى أبن الايه…


مدت رقية له معاذ ليحمله أمجد بحب شديد ويذهب ناحية بتول التي لم تكن تركز في أي شيء سوى في تلك الصحون الموضوعه على السفرة بانزعاج فكانت تحوي على ( فول وبيض بالسمنة وقشطة وعسل وفطائر ) اشياء كثيرة تكفي قبيلة ولا تأكل منها شيء…


بينما داعب أمجد الصغير وهتف بمرح:

- لو بتول جابت بنت وعد مني يا معاذ هجوزهالك وأكون حماك..


ابتسمت بتول لتداعب رأس الصغير، فصاحت صفية بنبرة حانقة:

- لا بت لا، عايزين الواد وبس..


نظر الجميع لصفية بدهشة من حديثها فهتفت بتول باستغراب ونبرة هادئة:

- كل اللي يجيبه ربنا كويس يا طنط، المهم يكون صحته كويسة وبس..


هزت صفية رأسها بلا مبالاة: 

- الواد وان شاء الله يجي بصحة كويسة؛ الواد هي الخلفة اللي يعتمد عليها اما البنات بتوع مصايب ومشاكل، الواد يعني القوة والسند والعزوة..


نهضت بتول قائلة بانزعاج:

- عن اذنكم..


فهتف أمجد بلهفة: 

- انتِ مكلتيش يا بتول..


فأردفت صفية بنبرة جامدة: 

- كلي يا بتي واتغذي علشان الواد ينزل صحته زينة..


فهتفت بتول بنبرة منزعجة لا تسطيع أخفاءها:

- معلش يا طنط انا مباكلش اي حاجة من الحاجات دي هروح اخليهم يعملوا الشاي والفطار بتاعي..


فصاحت صفية بانزعاج جلي:

- علشان اجده انتِ مسلوعة، بس انتِ حرة في نفسك لكن حفيدي لا لازم يتغذى زين ولما يتولد ابجى كلي اللي تأكليه..


- أنا باكل حاجات صحية ومتابعة مع الدكتورة يا طنط متقلقيش، عن اذنكم..


ذهبت بتول بغضب شديد من كلماتها، فهتف أمجد بعتاب شديد وحنق طفيف:

- يعني هو كان لازم تكلمي معاها كدة ؟


كانت رقية تتابعهم وتلتزم الصمت فهي كانت تعلم من البداية أن صفية لن تجعل الموضوع يمر مرور الكرام…


فصاحت صفية بمقط: 

- انا مجولتش حاچة أنا جولت الحقيقة، وبعدين لو انتَ ومرتك مش طايقين وجودي أرچع بلدي وارجع بيتي…


- هو مين قال كده بس ده بيتك يا ام امجد، انا بقولك ان واد ولا بت دي حاجة مش في أيد حد مكنش ليه لزمة..


قال كلماته بهدوء شديد ليستكمل مداعبته للصغير وهو يشغل عقله عن بتول فعلى ما يبدو والدته لن تمر تلك الفترة على خير..


________


في حجرة رضوان..


دقت غرام على الباب بخفة منتظرة سماع صوته يأذن لها بالدخول..


تناهى لها صوته سامحًا لها، فتحت الباب وعينيها تبحث عنه، مغلقة الباب من خلفها بهدوء..


فوجدته يجلس على مقعده الخشبي المفضل وعيناه مثبته عليها، متحدث بنبرته الحادة الصارمة…

-قربي يا غرام.


ازدردت ريقها وانصاعت له وهى تطرق رأسها للأسفل كطفل صغير مذنب يقف أمام والديه منتظرًا أن يلقي عقابه، فهى تعلم سبب طلبه لها فقد أخبرتها توحيدة بأنها أخبرته بما حدث بينها و بين نجم..


خرج صوته مجددًا ولكن تلك المرة كان أقوى وصارم أكثر، متمتم بشراسة:

-جوليلي بجى إيه اللي بيحصل بينك وبين نجم، أنتم عيال صغيرة وأنا مخبرش ولا إيه؟


لوت فمها بامتعاض من كلمة صغيرة، فهى ما جذبت انتباهها لحديثه..


رفعت رأسها تناظره حتى تستطع سرد ما حدث عليه، وقالت بتذمر رافضة تشبيها بطفلة صغيرة فهى ناضجة كاملة الأنوثة:

-أنا مش عيلة صغيرة يا جدي، لو كنت عيلة مكنتش حضرتك جوزتني لنجم، حتى هو شايفني عيلة صغيرة، بيعاملني زي ما بيعامل بنته..


عقب على حديثها، مغمغم:

-وه، وأنتِ تكرهي أنه يعاملك كيف ما بيعامل سندس، شكلك هبلة إياك..


زفرت بضيق، وقالت مبررة محاولة إيصال مقصدها له مقتربة منه أكثر:

-يا جدي افهمني مشكلتي أنه هو مش شايفني مراته، شايفني غرام العيلة الصغيرة اللي كان بيشيلها وبيلاعبها، مش قادر يستوعب أننا انكتب كتابنا وقريب اوي هبقى مراته وأم عياله، وعشان كدة مرضتش انزل اكل معاه، لازم يخاف على زعلي ويبطل معاملته دي، لازم يعرف قيمتي، وعشان كدة قولتله برضو عايزة اسافر لـ ماما الأسبوع الجاي.


أنهت حديثها منتظرة تعنيفة لها، حنقه منها، لكن ما حدث خالف ظنونها، فقد دوت ضحكاته عاليًا بأرجاء الحجرة، متحدث من بينهم بسعادة:

-عفارم عليكي يا بنت ابني، تعچبيني، وفرحت أنك رفضتي تأكلي وياه لازم توريه النچوم في عز الضهر لما يزعلك، بس كمان مش عايزك على الفاضي والمليان تعاقبيه، الست الشاطرة تعرف امتى تشد وامتى ترخي..


شقت البسمة ثغرها وصاحت بعدم تصديق:

-يعني أنت مبسوط مني.


-إلا مبسوط ده انا مبسوط ومبسوط ومبسوط كمان، بس زي ما جولتلك لازم تعرفي امتى تشدي وامتى ترخي، وأنا متأكد أنه نجم هيحبك وقلبه هيرجع يدق من تاني..


بعد مرور بعض الوقت.


كان نجم يقف أمامه هو الآخر منتظرًا سماع حديثه، ظل رضوان يمعن النظر به بوجه مقتضب للحظات، ثم تحول ذلك الأقتضاب لتهكم وسخرية:

-وبعدين؟


ضيق نجم عيناه ورد على مضض:

-وبعدين إيه يا چدي!


-غرام هتعاملها لأمتى بالطريقة دي، خابر لو مكنتش بنت عمك وبتحبك كانت طفشت منك، دي مرتك خابر يعني إيه مرتك، يعني لو قاسي مع الكل تيجي عندها وتبجى حنين، معاملتك معاها لازم تبجى مختلفة، تحسسها أنها مميزة في حياتك، اظاهر أنك نسيت ازاي تتعامل مع الحريم حاسس أنه فيه في دماغك جالوص طين مش عقل…


ظل نجم يلزم الصمت، فقط اكتفى بأطلاق زفره عنيفة حملت بين طياتها الكثير، وما لبث أن يتلفظ حتى قاطعه رضوان، متابعًا:

-مرتك عايزة تروح زيارة لأمها، هتوصلها وتسيبها قاعدة كام يوم، لحد ما تفكر في اللي بتعمله معاها، بس عايزك وأنت بتفكر اجده تفتكر عمك يا نجم... 


_________


في المساء..


يقبع أمجد على الفراش، يعطى كامل تركيز في تلك الأوراق المتواجدة بين يديه العائدة لإحدى القضايا التي يتولاها…


خرجت بتول من دورة المياة بعدما أخذت حمامًا دافئًا حتى يهدأ روعها قليلًا، فـ كلمات صفية أزعجتها رغم ما أظهرته من برود إلا أن طريقة حديثها لم تنل أعجابها، واستنكرت أقوالها فما الفرق بين الصبي والفتاة…


يكفي أن يوُلد ويأتي لتلك الحياة بصحة جيدة...فهناك العديد من النساء يتمنون فقط الأطفال، وهى ماذا تفعل تتمرد راغبة بصبي …


رفع أمجد رأسه المنكبة على الأوراق، ما أن تناهى لمسامعه صوت إغلاق الباب..


كما انتبه لذلك الضيق الذي يعتريها و يتضح على قسماتها وضوح الشمس..


راقب وقوفها أمام المرآة وتمشيطها لخصلاتها بلامبالاه، ململة أياه سريعًا، ثم التفتت وتقدمت من الفراش ممددة بجواره..


ترك الملف من يديه واضعًا إياه على الكومود بجواره، ثم آتاها صوته مستفسرًا شاعرًا بضيقها فلم يحدث شيء يثير حنقها سوى كلمات والدته اللاذعة، قائلًا:

-مالك يا بتول، أنتِ زعلانة من ماما؟


رفعت يديها مدلكة رقبتها، مجيبة بوجوم وتهكم جلي محيدة النظر بعيناه:

-وهزعل ليه هى قالت حاجة تزعل.


زم شفتيه للأمام رافعًا حاجبيه، هاتفًا على الفور محاولًا التهوين عليها:

-بتول مش عايزك تضايقي، ماما مش جديدة عليكي، وهى بتحب خلفه الولاد من زمان، شيفاهم عزوة وسند، وبعدين هو أنتِ فاكرة أنها لو جت بنت هى هتزعل، بالعكس هتفرح برضو عشان بنت ابنها، هى بس عندها أمل يبقى ولد مش اكتر، بس تعرفي بقى أنا نفسي تبقى بنت…


هنا وحركت رأسها تجاه تطالعه، تنتظر استرسال حديثه واعطاء سبب رغم أنها تدركه جيدًا لكنها رغبت بسماعه، عله يسعدها ويغفر له ولو قليلًا.


رأى اللهفة بعينيها بوضوح، وعلم أنها تريد منه أن لا يتوقف ويستكمل حديثه، فتنهد قبل أن يكمل، مقتربًا منها ضاممًا إياها لأحضانه واضعًا رأسها على صدره طابعًا قبلة شغوفة على رأسها:

-عايزها بنت يا بتول، ويا سلام بقى لو طلعت شبهك بالضبط…


رفعت عيناها تطالعه وهو لايزال يضمها، جالت عيناه على ملامحها بأشتياق، وانخفض برأسه ملثمًا شفتيها…


لم تعارض، أو تمنع حدوث ذلك اللقاء في بادئ الأمر، فقد تركته ينعم بتلك القبلة…

تجرء أكثر فـ أكثر وطمع في المزيد، هنا ولم تتحمل لا تريد حدوث ذلك الآن، كارهه استسلامها ورضوخها له الدائم..


دفعته بكامل قوتها، مبتعدة عنه بأنفاس لاهثة، قائلة بقوة غير تلك الضعيفة التي انصاعت وانجرفت خلف مشاعرها..

-مش عايزة يا أمجد.


صك على أسنانه وقال بترقب، والنيران تكاد تتآكله، فقد اشتاقها وبعدما جعلته يطمح للمزيد، غدرت به مبتعدة عنه:

-يعني إيه مش عايزة، الدكتورة اللي متابعة معاها قالتلك مينفعش..


نفت برأسها، مرددة:

-لا مش الدكتورة، انا اللي مش عايزاك يا امجد، مش طيقاك تقربلي..


هنا وطفح الكيل، انتفض من على الفراش، وصاح بهدر وشراسة دبت الرعب في أوصالها:

-هو فيه إيه بقى، أنتِ مبتحسيش، اعتذرتلك مليون مرة، بوست راسك وايدك، وقولتلك لو عايزاني اعتذرلك قدام الناس هعمل كدة، لو عايزة اقطع أيدي اللي اتمدت عليكي برضو معنديش مانع، بس أنتِ اللي قررتي تسامحيني، جاية دلوقتي تقوليلي مش طيقاك؟


ظلت ملتزمة الصمت فقط تتابع عصبيته المفرطة، من المفترض أن يشعر بها..

هو من أخطأ في حقها وليس العكس..


خرج صوتها ضعيفًا، معقبة على كلماته:

-يعني أنا دلوقتي اللي غلطانة عشان سامحتك صح، يعني مش أنت السبب في اني مطقكش؟


أغمض عيناه لـ برهة زافرًا بقوة، ثم رفع يده ماسحًا على وجهه بأكمله، مدركًا فداحة فعلته، نادمًا على كلماته التي هتف بها..

بارح مكانه مقتربًا منها جالسًا على ركبتيه، محاوطًا وجهها بين راحة يديه، متمتم بندم:

-لا أنا السبب، بس اعذريني أنا بحبك، مقدرتش استحمل أنك تبعدي عني يا بتول، أنتِ متعرفيش وحشاني قد إيه..


حركت رأسها محاولة الأبتعاد عنه، لكنه آبى ذلك متمسكًا بها عنوة، مرددًا بحب:

-أنا آسف، مش هفرض نفسي عليكي، وهديكي الوقت الكافي عشان تنسي…


طالعت عيناه وتحدثت بهدوء:

-أنا هنام..


اماء لها، وانحنى تجاه وجنتيها مقبلًا إياها بقبلة دامت لحظات، ثم ابتعد عنها تاركًا الفراش منتشلًا الملف، مرددًا:

-نامي يا حبيبتي، انا هكمل شغل في المكتب، تصبحي على خير.


اراحت جسدها على الفراش وتقلبت نائمة على جانبها مولية إياه ظهرها، فتقدم منها مدثرًا إياها بالغطاء جيدًا، ثم أغلق الأضاءة مغادرًا الحجرة..


__________


الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، كانت ريما نائمة على الأريكة المتواجدة في الغرفة، وشهاب ينام على الفراش، حينما أتي من عمله تحدث معها أنه بالفعل يريدها ويريد ان تكن حياتهما طبيعية ويجب ان تعطيه فرصة وتكف عن أثارة غيرته فهو على وشك الاصابة بالجنون، حاولت ان تكن هادئة هذا المساء ووافقت أن ينام معها في ذات الغرفة..


لكنها مازالت غاضبة وتريد فرصة لأن تتقبل ما عرفته او تنساه ووعدته بأنها ستحاول تنفض تلك الأفكار من رأسها ... 


فتحت عيناها واستيقظت بغضب شديد، بسبب ذلك الحلم الذي رآته يحتضن به فتاة ويقبلها أمامها ولا تستطيع منعه أو معرفة وجهها... 

- وحياة أمك يا شهاب بتبوس البت، قدامي يا بجح..


تحركت من على الأريكة التي اصرت على النوم عليها كي لا يتسلل جوارها على الفراش ويستغل نومها متجهه ناحية الفراش، فكان شهاب مستلقي بهدوء وانسجام عجيب وراحة عجيبة فهتفت بحنق:

- طبعا ما انتَ شغال بوس، طبيعي تكون نايم براحتك…


صعدت على الفراش وهو ينام في طرفه كعادته أقرب إلى السقوط، اقتربت من اذنيه وهتفت بنبرة غاضبة ومرتفعة للغاية أشبه بالصراخ.... 

- قوووووم يا شهاب قووم، قامت قيامتك…


استيقظ شهاب بفزع رهيب ومن هول ما فعلته انقلب على الأرض بظهره ليتأوه بغضب فصاح قائلا وهو يستوعب الموقف ويناظرها:

- هو انتِ ايه ناوية على شللي، منك لله يا شيخة ده أنتِ بوظتي فقرات ضهري في ايام، في ايه؟ إيه اللي حصل ! 


نهضت من على الفراش جالسة مرة واحدة على بطنه ممسكه رقبته ليتأوه بسبب ثقلها:

- ده انا هوريك النجوم في عز الضهر كنت بتبوس مين يا شهاب قولي بتبوس مين وانتَ قايلي اديني فرصة انطق بقولك


- يا بنت .... 


صمت دون أن يستكمل حديثه  يحاول أخذ أنفاسه بسبب جلستها، ومازال تحت تأثير النوم؛ ويحاول فهم ما يحدث، فهتف قائلا 

- منك لله هتخليني اغلط في ابوكي وامك، يابنتي اللي بتعمليه فيا ده محدش هيجني خرابه غيرك، هتعملي أيه براجل ضهره بايظ ومشلول، لا وقاطع الخلف كمان..


- انطق قول مين يا شهاب بتخوني تاني صح؟؟!! 

ملكش أمان فعلا..


كانت تتحدث بغيرة وغضب لأقصى درجة وكأنه ليس حلم، اغلقت قبضتها على عنقه، فصاح بغضب: 

- هو انا خونتك يا بنت المجنونة اولاني علشان اخونك تاني، وربنا نايم نايم جنبك ده انا مختش الفرصة حتى علشان اخونك..


جزت على أسنانها قائلة بغضب وهي تغلق قبضتها عليه أكثر: 

- كمان بتعترف أنك بتخوني من قبل ما أكح معاك حتى…


- حد يلحقني نادوا أبويا ياناس، بنت المجنونة هتموتني، لا انتِ ابوكي اكيد ضاربلك شهادة أنك عاقلة وغرتيني بهدوئك..


ثم رفع يده وحاوط رقبتها ليصبح كل منهما يغلق قبضته على عنق الآخر فقال بخبث بسبب وضعهم:

- لا مهوا هتخنقي؛ هخنق، هتكسري هكسر؛ ولو قلعتي عز الطلب أقلع؛ ثم إيه تكحي دي انتِ متجوزة دكتور صدرية..


- لا خاين وبجح، خاين وقليل الأدب انطق بقولك كنت بتبوس مين بدل ما اخلي اللي ما يشتري يتفرج عليك..


- لا دي هبت منك على الاخر يا ريما..


أردفت ريما بنبرة تلقائية: 

- في الحلم بوستها..


- وحياة أمك ؟؟؟؟ يعني صرعتيني علشان حلم، يعني بقولك اعقلي وبطلي تحطي اوهام في دماغك وتديني فرصة وتشوفي افعالي، فتقومي تحاسبيني على احلامك كمان..


قال كلماته بسخرية لا يصدق ما تقوله معتوهه فهو لم يعترف أنه هو الذي أصابها بالجنون بسبب عشقها له، فصاحت قائلة بتذمر:

- احاسبك على أي حاجة؛ مش انتَ اللي كنت في الحلم بتبوس البت قدامي ؟؟؟؟؟ 


كان ينظر لها بدهشة فهي بالفعل معتوهه درجة اولى...و حينما وجدته لا يتحدث وينظر لها فهتفت بغضب: 

- ما تنطق انكر وقول مش انا قول..


- وربنا ما اعرف انا ولا مش انا علشان احلف هو انا كنت مشغل لاسلكي على دماغك بشوف الحلم معاكي…


- ولو ولو تتحاسب..


نظرت لوضعيتهما، فهي تجلس فوقه وتقبض على عنقه باصابعها وهو كذلك وكأنهما في حرب، مظهر يصيبها بالخجل الشديد مما فعلته وكأنها قد استيقظت من النوبة العجيبة التي مرت بها؛ فقالت بتلعثم شديد وهي ترخي قبضتها عن عنقه وعلى وشك الهروب: 

- I'm so sorry يا شهاب كان كابوس…


كانت على وشك النهوض والركض حتى لخارج الغرفة، لتجد نفسها في لمح البصر هي من تكن أسفله وهو فوقها رافعًا ذراعيها ومقيدهما بكف يده قائلا: 

- قلبتي اجنبية دلوقتي..


- كنت في كابوس يا شهاب وبعدين عيب اللي انتَ عامله ده يعني عيب سيب ايدي يا شهاب..


- اه واللي عملتيه مكنش عيب يابت، وبعدين مش هسيب أيدك، بقا اقولك سبيني أعبر اني اتغيرت وبطلي توهمي نفسك فتروحي قاطعة خلف امي علشان حلم..


- كابوس يا شهاب بالك انتَ لو مكاني يا غالي كنت عملت أكتر من كده؛ وياريت تبعد عني عيب كده، انا بنت ناس وكنت خايفة وانتَ كاتم نفسي..


قالت كلماتها بتلعثم شديد فعيناه تلتهماها وها قد وقعت أسيرته بحماقتها، فهتف شهاب بخبث: 

- انا هريحك دلوقتي وهعملك تنفس صناعي، والكابوس ده لازم اشوف بيقول ايه علشان اشوفه فعلا بيخوف ولا لا...


نظرت له باستغراب فتوقف عقلها عن العمل فقط قلبها هو من ينبض بشدة..

- يعني ايه هو انا هكدب عليك انا شوفت ..... 


قاطعها هابطًا بشفتيه على شفتيها ليصمتها تمامًا حاصلًا على قبلتهما الأولى الذي كان يظهر بها شغفه وجنونه بها جعلته في ظرف أيام أسير تقلباتها يسعى لإرضائها ولأول مرة يشعر بالغيرة بتلك الطريقة، حتى ان غيرته على بتول لم تصل لهذا الحد، فكلما تذكر أحمر شفاها الصارخ وما كانت تفعله به حينما تضعه، يقبلها بقوة أكثر ثم يعود يقبلها بتعمق وبطء شديد...


أرخى قبضته عن ذراعيها الذي يحتجزهما وقد خارت أي مقاومة او برود فماذا تفعل بقلبها العاشق له سوى ان يجبرها أن تحاوط عنقه وتتلقي منه القبلة مستمتعة بها وتحاول أن تبادله، ستكذب ولن تستطيع تصنع البرود فهل هناك أصدق من شعورها تجاهه، شيء ما يريدها أن تستمر معه وشيء اخر يريدها الا تستسلم..


دقائق طويلة قضاها في تقبيلها... 

فيجب أن تستسلم دون أن يعلن عشقه لها، فهو يستحق الترويض قليلًا...فاقت لنفسها ودفعته... 


فصاح بغضب في البداية لينهي كلماته بمرح ومكر... 

- يابنتي ارحمي أمي بقى، انتِ شيزوفرينيا متنقلة ما كنا كويسين وبشوف الكابوس بيضايق ولا لا وطلع بيضايق اوي تعالي اضايقك شوية..


نهضت بغضب وهتفت بتلعثم:

- انتَ بتهرج يا شهاب انتَ ازاي تبوسني ؟!!


نظر لها بمرح ليقهقه قائلا مُدركًا أحمرار وجهها وتريد ألا تقول أنها كانت تريده ومازالت فكان يظهر ذلك في تجاوبها:

- ازاي صح .. ايه قلة الادب اللي انا فيها دي .. معلش امي ماتت وانا صغير وابويا انشغل في شغله وسابني لوحدي مع المربين فاخلاقي باظت..


لينهض ويقترب منها بخبث ويستند برأسه على كتفيها؛ قائلا وهو يتصنع البكاء محتضنًا أياها من خصرها 

- ومن ساعتها وانا مش لاقي صدر حنين يطبطب عليا يا ريما وأخلاقي زي ما انتِ شايفة كده بقيت قليل الأدب وببوس مراتي…


لا تدري هل تخجل أم تضحك علي ما يفعله، فهو بالفعل قد تغير لم تكن تظن أن شهاب لديه حس فكاهي لتلك الدرجة وكثير الأحاديث كتلك الأيام فابعدته عنها قائلة وهي تتوجه إلى الأريكة وتغطي نفسها:

- معلش الله يسهلك، هاخدك وهنروح اي جامع بعد صلاة الجمعة أعمل بيك شغل حلو..


- بيبي انتِ هتنامي، وانا وضعي إيه بعد ما فوقت وقليت أدبي، مش المفروض أننا نشوف موضوع الكابوس ده..


هتفت بخجل شديد فمازالت تشعر بتخدر شفتيها ودقات قلبها بسببه، فتوليه ظهرها وتغطي نفسها:

- نام يا شهاب بقى خلاص..لم نفسك..


هتف شهاب وهو يذهب إلى الفراش: 

- طب على فكرة بقى كان باين أوي انك بتعملي حوار علشان أبوسك، كنتي قولتي ومكنتش هخليكي تكملي الكلمة الا وانتِ شايلة فهمي الصغير..


- احترم نفسك..


قالتها بعد أن التفتت وقذفته بالوسادة لتخطئ الهدف، فهتف باستفزاز: 

- يابنتي ما انا محترم اهو وبعدين خليكي عندك على الكنبة دي وانام انا في السرير ده واحلم باللي كنت بحلم بيه بقى..


قال اخر كلماته وهو يريد أشعال غيرتها ويجعل التساؤلات تدور في عقلها..

فـ ما هو الشيء الذي كان يحلم به، هل بتول ؟؟؟ ام امرأة غيرها؟؟ 


زفرت بضيق شديد، لتجهد عقلها فالتفكير والاشتعال، رغم أنه لم يحلم بشيء من الأساس فتتركه بنيران قد اشعلتها به في قربها ثم تبعده قبل أن تطفئها تاركه به العديد من المشاعر المبهمة؛ فسوف ينتقم ويجعلها تحترق بالغيرة…


________


بعد مرور شهر.


كانت ياسمين تقف بتوتر شديد وخفقاتها عالية، تدعي الا يكون ما تفكر به صحيحًا، ولا تحمل جنين وما هى إلا مجرد أوهام لا اكثر…


صرخ قلبها وبشدة فيكفي ما تشعر به من تقزز وغضب من نفسها، وكلمات أيمن الجارحة في حقها التي شعرت بها وكأنها عاهرة، وقع قلبها حينما سمعت نداء والدتها لتترك ذلك الاختبار على الطاولة، وخرجت على الفور، لتأخذها والدتها لرؤية بعض الأشياء التي أتت بها من أجل جهازها، ليؤلمها صدرها فكيف تخبرها بأنها لطخت شرفهم وتخبرها بأن أيمن يريد الانفصال عنها وفسخ خطوبتهم!!


هتفت توحيدة باستغراب من شرودها 

- انتِ يابت مش بكلمك ايه رأيك في الحاچات دي چبتها أنا وخالتك النهاردة..


- حلوين يا ماما حلوين عايزة حاجة مني..


أردفت توحيدة بشك وغضب 

- انتِ مالك يا بت انتِ، طول النهار مرزوعة في أوضتك حتى الجامعة مبقتيش تعتبيها، فيكي ايه..


ابتلعت ياسمين ريقها بتوتر شديد، وهتفت وهي تحاول أن تكن هادئة: 

- مفيش يا ماما زهقانة ومخنوقة شوية..


- تكونيش متخانقة مع المحروس علشان كده قالبة بوزك..


- اه يعني في خلاف بسيط ما بينا... 


ليمر ربعة ساعة وأكثر ووالدتها تحاول معرفة الخلاف لتجيب عليها ياسمين بأي أسباب قد تبدو منطقية وطبيعية بين فتاة وخطيبها..


_________


دخلت راضية غرفة ياسمين، فلم تجدها فذهبت ناحية الخزانة قائلة:

- طبعا كالعادة هلاقي الطرح وكل حاجة بتاعتي في دولابها لما اشوفها بس..


أخذت تبحث لتخرج وشاحين، وكنزة كعادة شقيقتها ترتدي معظم ملابسها، أخذت الأشياء وكانت على وشك الخروج ليلفت نظرها تلك العلبة الكرتونية المتواجدة على الطاولة بجانب بعض الكتب، ظنت انها توهمت أو الرؤية غير واضحة هي ليس علبة لمجموعة اختبارات حمل منزلية..


اقتربت من الطاولة وهي على يقين انها لم تري جيدًا من بعيد؛ لتشعر أنها على وشك فقدان وعيها بالفعل حينما تأكد ظنها، بل ما جعلها تجلس على المقعد لتخور قواها وتسقط تلك الملابس أرضًا التي كانت تحملها بين يدها..


حينما وجدت إحدى الإختبارات قد اسُتخدمت بل أنها تشير إلى ايجابي 

مهلا لابد أنها قد فقدت بصرها وأصبحت لا تري، أهون عليها أن تقبل أن تكن عمياء عوضًا عما تراه الآن..


دخلت ياسمين الغرفة غالقة الباب بحنق لتنسحب الدماء من وجهها ويشحب تمامًا بمجرد رؤية راضية شقيقتها الكبرى تحمل الإختبار:


- را ...راضية 


كانت تحاول ان تتحدث ولكن الكلمات خرجت منها مبعثرة نهضت راضية واقتربت منها بغموض شديد، رفعت يدها لتصفعها ولأول مرة بحياتها تصفع أحدهما، صفعة لم تؤلم ياسمين جسديًا بقدر ما جعلتها تدرك أنها على وشك الموت..


جذبتها راضية من خصلات شعرها بعنف لاول مرة يظهر عليها لتتأوه ياسمين، صاحت راضية قائلة: 

- ايه ده فهميني..


- راضية أبوس ايدك وطي صوتك هتفضحيني ابوس ايدك وطي صوتك وانا هفهمك علشان خاطري..


كانت تتحدث والدموع تهبط من عيناها كالشلالات، ونبرتها متوسلة للغاية، فهتفت راضية بصدمة لا تصدق ما يحدث ولكنها بالرغم من ذلك خفضت صوتها 

- تفهميني ايه ... تفهميني ايه، انتِ حامل!!!!!

قولي أني اتعميت يا ياسمين واني مش شايفة وهصدقك، قولي ان ده مش صح، قولي انه مش صح يا ياسمين..


ازداد بكاء ياسمين لترخي راضية قبضتها لتجلس ياسمين على الارض ممسكة بيد راضية، كانت تتوسلها بشدة يا ليتها سمعت حديثها في البداية ولم تري ان شقيقتها تكبر الأمور وكل الأشياء تنظر لها بمفهوم الخطأ والصواب ياليتها كانت مثلها ولم تسخر من طبيعتها.. 

- ارجوكي يا راضية أسمعيني وانا هقولك كل حاجة اهدي علشان خاطر بابا وماما محدش يحس فيهم ارجوكي..


- انطقي يا ياسمين، حامل من مين وامتى اخرسي بطلي عياط العياط لسه وقته جاي يا ياسمين 


نفضت يدها التي تمسكها، لتبدأ ياسمين تسرد لها ما حدث لتشهق راضية اكثر من مرة لا تصدق ما تسمعه، هل شقيقتها فعلت ذلك أم أنها تروي قصة ما…


قصت لها ياسمين كل شيء، حتي أنها أخبرتها برغبة أيمن في الانفصال 

- ارجوكي يا راضية عارفة اني غلطت …


قاطعتها راضية بغضب مكتوم ونبرة ساخرة 

- غلطتي بس!!! شايفة نفسك غلطتي بس يا ياسمين، يا بجاحتك يا شيخة يا بجاحتك كان عقلك فين وانتِ بتبعتي ليه صورك كان عقلك فين؟!!!! من بجاحتك مش بس غلطتي لا ده كنتي هنا في البيت، في بيت العيلة واوضة نجم..


تنهدت واستكملت حديثها بعدم استيعاب لا تصدق بالفعل ما تقوله شقيقتها: 

- ايه يا شيخة انتِ مخوفتيش حتى بلاش متربتيش مع ان امنا ربتنا احسن تريية مخوفتيش من ربنا، مخوفتيش يحصل حاجة ونجم يجي يشوفكم او حد يشوفه وهو ماشي ضيعتي نفسك يا ياسمين لا وكمان حامل علشان تكمل..


- يا شيخة يارب أموت واريحكم مني يارب بابا يعرف ويقتلني ربنا ياخدني، ربنا ياخدني..


كانت تتحدث والدموع تهبط منها وتصفع ذاتها لتنظر لها راضية بغضب حاولت كتمه:

- مش وقت اللطم يا ياسمين، مش وقته لسه وقته جاي متقلقيش، كان العتاب وأنك تقهري في نفسك من لما بعتي ليه صورك، خلتيه يشوفك رخيصة يا ياسمين مفيش واحد هيحترم واحدة باللي عملتيه، هو وسخ وزبالة بس العيب مكنش عليه العيب علي اللي ادته إشارات وسمحت ان من بجاحته يقعد في اوضة نجم كل الوقت ده لانه عارف أنك هتنزلي..


- راضية انتِ دكتوره قوليلي ازاي انزله قوليلي انا لسه في الاول يا راضية..


هتفت راضية بغضب: 

- اه نصلح قرف ومعصية بقتل روح كمان اخرسي يا ياسمين، اخرسي أحسن مش طايقة أسمعك ولا اسمع قرف أكتر من كده..


تنهدت واستكملت حديثها:

- هاتي رقم الحيوان ده وإياكي تكلميه انتِ سامعه ؟؟؟؟ 

ولا تبيني أن في حاجة لحد، هيتجوزك غصب عنه، لو مكنش برضاه انا معنديش استعداد أبويا يجراله حاجة، مش هيكون قتل ودم بس.. أبويا مش هيستحمل يعرف حاجة زي دي هتقضي على جبروته لان المرة دي شرفه ضاع… 

تابعوووووووني 


بداية الروايه من هنا


رواية ملياردير الصعيد من هنا


رواية خلف كل باب من هنا


رواية نبضه صامته من هنا


رواية زيغة الشيطان من هنا


رواية معا تحلو الحياة من هنا








رواية وتبقي لي كامله من هنا


رواية زوجة أخي من هنا


رواية عشق لايموت من هنا


رواية ديب كامله من هنا


رواية عشقني متوحش من هنا


رواية حوريه في الجحيم من هنا


رواية عاشق بدرجة مجنون كامله من هنا


رواية سر الشيطان الأسود كامله من هنا


رواية العنود كامله من هنا


رواية رحيل الهواري كامله من هنا

رواية دكتور قلبي كامله من هنا


رواية انكسار امرأه كامله من هنا


رواية عشق بلا رحمه كامله من هنا


رواية جرح يداويه العشق كامله من هنا


رواية ظل حب قديم كامله من هنا


رواية من أجل أبنائي تزوجتك من هنا


رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا


رواية بسمه موجوعه كامله من هنا


رواية معشوقتي الصغيره كامله من هنا


رواية طلاق بلا تبرير كامله من هنا


رواية شهد حياتي كامله من هنا


رواية العاصفه كامله من هنا


رواية الفرار من الحب كامله من هنا


رواية توكيل زواج كامله من هنا


رواية شوق العمر كامله من هنا


رواية مستشفى بلا حياه كامله من هنا


رواية كيان الزين من هنا


نسيم العاصف من هنا


رواية فرقتنا الظروف وجمعنا القدر من هنا


نوفيلا الراهب كامله من هنا


رواية العشق الأخير من هنا


رواية زينه من هنا


غاردينيا من هنا


رواية الجميله والوحش من هنا


رواية دكتور نسا من هنا


رواية آصرة العزايزه من هنا


رواية رحلة قدر من هنا


رواية ليالي الغول من هنا


رواية لعنة الإرث من هنا


رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا


رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا


رواية لعبه بين يديه من هنا


رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا


رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا


رواية ملياردير الصعيد من هنا


رواية وتبقي لي من هنا


رواية عشق الحور من هنا


رواية طلاق غيابي من هنا


رواية اغتصب روحي من هنا


رواية غصن من هنا


رواية بلا ذاكره من هنا


رواية عودة الذئاب من هنا


رواية الجامحه والبدوي من هنا


رواية الحب والخطيئه من هنا


رواية جبرونا عالزواج من هنا


رواية لعبة الحب من هنا


رواية لما القلب بحب من هنا


رواية إبن الصعيدي من هنا


رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا


رواية بائعة الخضار من هنا


رواية مشكله عائليه من هنا


رواية غريق علي البر من هنا


رواية اللعب مع الشياطين من هنا


رواية كم من قلوب احرقت


رواية جمعتهم الاقدار من هنا


رواية مشكله عائليه من هنا


رواية لي نصيب من إسمي من هنا


سكريبت بنت الشارع من هنا


رواية طريقي كامله من هنا


رواية أحببت مربية ابنتي كامله من هنا


❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺


الروايات الكامله والحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺








تعليقات