رواية زيغه الشيطان الفصل الأول اضواء_مبعثرة بقلم ( فاطمة طه سلطان & فاطمة محمد ) حصريه وجديده
اذكروا الله
"أنت لا تعرف معنى أن تحاط بكل هؤلاء الأشخـاص بينما قلبك يفتقد شخص آخر كما لو أنك توّد أن تهزم كل شيء لتصل إليه "
مقتبس.
"في الصعـيد"
يقف أمام دورة المياة الملاحقة بحجرته بسعادة عارمة، منتظرًا خروج فريسته كي يستكمل سلب أغلى شيء كان يملكه…
زوجته...التي باتت الآن من نصيبه وبين يديه..يفعل بها ما يشاء..
تزوجها عنوة...كي يرتاح ويسعد ويسبب في شقائها ويشعر بلذة الأنتصار…
مضت لحظات، ثم خرج صوته مزمجرًا بها بغضب وشراسة ليس لها مثيل، يشعر بالحنق والمقط من تأخرها في الداخل:
- جرا إيه يا عروسة لحد ميته هتجعدي جوا ؟!!!
لم يأتيه صوت..فقط صمت عظيم..ورُبما مريب..
تجعد وجهه غضبًا..جاء به من أعماق الجحيم...تشنجت عروقه..ونفرت حتى باتت هيئته مرعبة...عيناه تقدح بالشر والتوعد...بينما جسده كان حاله كحال صاحبه وحال عيناه القاتمة…
عاد يصيح من جديد بأنفعال مطرقًا على الباب طرقات متتالية..لم تهدأ أو تكف..بل كانت تزداد قوة..أدى إلى اهتزاز الباب بعض الشيء، متحدث بلهجتة الصعيدية والتي انصهر من بينها الغل والاستياء..
- افتحي واخرجي بدل ما أكسر الباب على دماغ اللي خلفوكي أفتحي بجولك.
![]() |
بينما هى كانت تقف خلف الباب تستند بظهرها عليه...تكتم شهقاتها و نحيبها بظهر يديها...فقلبها يئن ألمًا..ألمًا يكفي لموتها والقضاء عليها…
لا تدري متى ستظل قابعة هنا؟؟ هل ستظل طوال العُمر!!
يجب عليها الخروج والمواجهة فذلك القاتل لن يتركها وشأنها..لن يشفق عليها..
فهل شفق عليها شقيقها الذي يسري في عروقهما نفس الدماء حتى يشفق عليها هذا الشيطان المتنكر في هيئة رجل؟
آتاها صوته مجددًا لينتفض جسدها..فالباب على وشك الإقتلاع من مكانه..
- قسما بالله لو ما خرجتي لوحدك لهجتلك بعد ما امسح بيكي بلاط الدوار.. اخرجي يا بت الناس احسنلك..
فتحت الباب وخرجت بجسدها من خلفه…
لاتزال بفستان زفافها لم تبدله بعد وخصلاتها المبعثرة بفضل يديها التي عبث بهم كارهه ذاتها وشقيقها لأجبارها على الخضوع له..
فهي لا تظن بأن هناك عروس تجهزت لليلة زفافها مثلما تجهزت هى..
فقد كانت مقيدة الايدي والاقدام تصرخ ولا تبالي بها تلك النسوة مجبرين إياها على المكوث على مقعد خشبي متواجد بالحجرة...كأنهم يحفظون الأوامر دون فهم..
افتر وجهه عن بسمة ماكرة عابثة.. عاضضًا على شفتيه السفلية ليوحي بأنه على استعداد تام بالانقضاض على فريسته..
أرعبتها نظراته الشهوانية الراغبة لأقصى درجة…
نظرات جعلتها تشعر أنها على وشك أفراغ ما بداخلها من شدة الأشمئزاز.. مستمعه لكلماته الفظة:
- كان لازم أجول أجده علشان تخرجي زي الخلق.. وبعدين مالك يا عروسة خايفة ولا إيه ؟
رددها بسخرية لاذعة مستشعرًا خوفها...ضعفها..وقلة حيلتها..
تفاقم المكر بعيناه فتجرأ برفع يده ومررها على أكتافها بحرية شديدة وكأنه كان يعرفها من قبل أو هناك صلة بينهم أو حتى تتقبله.. لم تستطع الصموت والسكون بين يداه
تكرهه لمساته..وتكرهه..تكره أخاها..
وتتمنى عودة زوجها و وجوده جوارها فكان حنونًا..شغوفًا بها..يعاملها كالأميرات..
أما الآن فتعامل كالجواري..
صاحت به بغضب دافعة إياه متجهة نحو الشرفة ملتهمة المسافة الفاصلة بينهم بسرعة شديدة مقتربة من السور..ترغب بأنهاء حياتها وذاك الجحيم..
قائلة بأعين حمراء وصدر يعلو ويهبط بغل وحقد وهى ترمقه بكره واضح:
- قسما بالله لو جربتلي .. لهجتل نفسي.. وأخلص منك استحاله أكون مراتك أنا مغصوبة عليك وبكرهك..بكرهك ومبحبش ولا هحب غيره..أنت قاتل..و
-تعالي يا بنت ****** ..انزلي هتفضحينا..
قاطعها وهو يجذبها من خصلاتها مباغتًا إياها بتلك الفعلة، فهل حقًا تظن نفسها جريئة هكذا..
من أين جاءت بتلك الجرأة لتقم بتهديده؟؟
من المؤكد أنها قد جنت كي تتجرأ عليه!!!
دوى صوت صرختها المتألمة بالحجرة..وهو يجذبها بعنف شديد لم يكن أقل عنف مما تعرضت له حتى توافق علي تلك الزيجة..
دفعها لتسقط أرضًا وأغلق تلك الشرفة وأنزل الستار الأبيض بغضب شديد فكانت على وشك أن تفتعل فضيحة له بسبب حماقتها ولن تجعله يستمتع برؤية الخوف والألم بحدقتاها..
انتشلها من خصلاتها مرة أخرى ليجعلها تقف أمامه بحنق شديد، صافعًا إياها بكل ما أوتيت له من قوة:
- بجا عايزة تقتلي حالك يابت **** .. وليه تعمليها انتِ ما اقتلك انا واسيح دمك ولا هيتهز مني شعره .. زي ما قتلت قبل سابق وهقتلك لو مبطلتيش شغل الحريم الناقصة ده .. واخليكي تتمني الموت ومتلاجيهوش.
صرخت به بأنهيار، وجسدها ينتفض بين يديه بقوة:
- أبعد عني يا حيوان .. أنا مش عايزاك وعارف اني متجوزاك غصب انا مش مراتك ..انا بحبه هو وبس ومفيش راجل على وش الأرض هيملى عيني غيره..
صفع إياها عدة صفعات متتالية..لا يرى أمامه..فقد أعمته كلماتها حاملًا إياها بين ذراعيه رغمًا عنها ملقيًا بها فوق الفراش تحت صراخها الذي لم يبالي به، متلفظًا بانفعال وغضب :
- انا هخليكي تعرفي أنتِ مرات مين وأعرفك أن سنينك اللي جاية سودا .. أنتِ باعوكي ليا خلاص وبجيتي ملكي وأنا هخليكي تعرفي يعني ايه أنك مراتي وملكي…
مزق فستانها بلا رحمة مُردفًا بصوت مفتعل..وهو ينظر لها نظرة شيطانية فهمتها جيدًا فكتم صوتها بكفيه لا يريد أن يستمع إلى صراخها، مال عليها ثم همس بجانب أذنيها بعد أن كبل ذراعيها بيديه الأخرى:
- جحيمك بدأ .. يا تحطي عقلك في رأسك وفي ظرف تسع شهور الاقيكي جايبالي ولي عهدي وإلا هعاملك كيف ما بعامل البهايم ويمكن ألعن .. ولو جدعة انطجي تاني اللي جولتيه النهاردة، خلاص انتِ بجيتي مرتي أنا غصب عنك لو مكنش بكيفك …
اقترب منها أكثر أخذًا ما يريده دون اي شفقة بصراخها ورفضها اقترابه، بل كلما تزيد من مقاومتها زاد من صفعها وتكبيلها وتعنيفه لها..
انعدمت الرحمة والانسانية من قلبه...وفاز شيطانه..
__________
"بـعـد مـرور عـدة سـنـوات"
في إحدى المستشفيات المتواجدة في القاهرة..
كان يرافق عمه يأبى تركه مستشعرًا توتره فكان لا يستطيع الجلوس.. وظل يذرع المستشفى ذهابًا وإيابًا..
فبعد سنوات طويلة وعديدة من العلاج والتضرع إلى الله عز وجل حتى يرزقه بطفل..
تقبع زوجته في غرفة العمليات تلد جنينهم الأول..
هتف نجم صاحب الخمسة عشر عامًا بنبرة هادئة حاول بها بثه الطمأنينة:
- خلاص يا عمي متقلقش كلها دقايق ومرات عمي هتقوم بالسلامة..
- يارب يا ولدي.. يارب..
ما هي إلا دقائق وخرج الطبيب من الغرفة بابتسامة هادئة يبشره بنوع جنينه وأخباره بحالة زوجته المستقرة:
- الف مبروك يا استاذ شاكر .. المدام ولدت بنت .. شوفت العلاجات اللي كنتم مضايقين منها.. ويأستم في يوم من الأيام.. وأنا كنت بقولك هيجي يوم و ربنا هيرزقك..
تنهد شاكر براحة وفرحة عارمة:
- الله يبارك فيك يا دكتور، الحمدلله ربنا رحمته واسعه بعباده..
صمت ثوانِ ثم استرسل:
- انا عايز أشوفهم..
-هتشوفهم ينقلوا البنت الحضانة ويفحصوها ويتأكدوا أن الدنيا تمام وهيجبوهالك علطول..
ابتسم الطبيب في نهاية كلماته مربتًا على كتف شاكر فهو ليس بمجرد طبيب كان يُولد زوجته بل هو طبيب كان لسنوات معهم وشهد مدى يأسهم وحزنهم بسبب تلك الصعوبات التي واجهتهم والذي كان شاكر صاحبها..وظل يتلقى علاجًا
حتى أتي أمر الله …
(بعد مرور ساعتين)
يحاوط زوجته بقوة باكيًا رغم قوته، كل ما يريده أن يكن له طفلًا بتلك الحياة..لا يريد أكثر من ذلك وقد أعطاه الله ما يريد..
تحدثت زوجته بنبرة مُرهقة واعين ناعسة حمراء من شدة البكاء، مستفسرة عن ابنتها..
- فينها يا شاكر عايزة أشوفها.
-هتشوفيها يا حبيبتي نجم راح يجيبها مع الممرضة من الحضانة..
بعد دقائق إندس نجم الحجرة التي تقبع بها زوجه عمه حاملًا الصغيرة بين ذراعيه بحنو ورفق شديد، ثم دنا منهم وهو يرى اللهفة بعيناهم...ناولها صغيرتها وتحدث بنبرة هادئة وعيناه لا تفارق تلك الصغيرة التي باتت بأحضان والدتها:
- هتسموها ايه يا عمي ؟
ابتسمت زوجة شاكر وردت بهدوء وحب:
- انتَ اللي هتسميها يا نجم ..لانك انتَ اول واحد بشرني أني هكون حامل وانا مصدقتش..
- ايوة سميها يا نجم وأي اسم هتقوله احنا موافقين عليه ..
تفوه شاكر تلك الكلمات بهدوء شديد وابتسامة ترتسم على ثغره وعيناه ترتكز على ابنته...
أخذ نجم يفكر..لحظات...ثوانِ... حتى قال بنبرة هامسة وعيناها لاتزال ترمق تلك المولودة:
- غرام ... غرام حلو أوي ..
_________
"بعد مرور عدة سنوات آخرى"
داخل إحدى المقرات التابعة لواحدة من أشهر القنوات الفضائية وأبرزهم، كانت الفوضى تعم الأجواء بحثًا عنها، محاولين الوصول إليها ومهاتفتها فهى "بتول الحناوي" ابنه إحدى مُلاك تلك القناة، ومن المفترض أن تقم بتغطية إحدى المهرجانات السينمائية، لكنها لم تصل بعد …
أين هى!؟
ولما لا تجيب!
ما الذي منعها من الوصول حتى الآن!
كل تلك التساؤلات ثارت بذهنه واضعًا هاتفه على أذنيه مستمرًا في المحاولة التي باءت بالفشل الذريع...
صرَّ شهاب على أسنانه غيظًا مخمنًا سبب غيابها، صائحًا بحدة موجهًا حديثه لوالده والذي يكون إحدى الملاك أيضًا.
-برضو مبتردش، مفيش فايدة، ولا كأني نبهت عليها أن وجودها مهم وهى اللي لازم تغطي المهرجان.
خرج صوت والده الذي لاح الغضب على قسماته:
- أنا مش فاهم هى بتعمل إيه، اتصل على أمجد ولو مردش اتصل على البيت، مبقاش فيه وقت خلاص، المفروض توصل من بدري حتى داليا بتقول متعرفش هى فين..
اماء شهاب له بموافقة وجاء بالرقم العائد لـ أمجد…
لم يجيب هو الأخر، فحاول مجددًا محاولًا الوصول له فلم يتمكن أيضًا….
انزل الهاتف وهو يكاد يهشمه من شدة حنقه لما يحدث، لكنه تماسك باللحظات الأخيرة مهاتفًا إياها على منزلها.
ثوانِ وأجابته الخادمة :
-ألو.
-بتول فين يا دادة؟
أجابته بأحترام جلي:
-بتول سافرت امبارح بليل مع سي أمجد.
أغمض عيناه مغلقًا المكالمة غير منتظرًا سماع شيء آخر، ضاممًا قبضته بقوة، فصاح صوت فهمي المستفسر:
-قالتلك إيه؟
أجابه وهو يكاد يطيح بكل شيء أمامه، متمنيًا أن يتواجد أمجد أمامه حتى يصفعه على وجهه ويخرج جام غضبه الذي تملكه وسيطر على كل إنش به في تلك اللحظة.
-سافرت مع البيه جوزها.
أنهى ألقاء كلماته على مسامع والده، فـ تناهى لسمعه صوت هاتفه المتواجد بين يديه، وضعه على أذنيه مجيبًا عليه بأنفعال واضح
-ألو.
أجاب الطرف الآخر والتي لم تكن سوى رفيقة بتول ومذيعة أيضا في القناة، هاتفتها بتول قبل سفرها طالبة منها حضور الحدث وتغطيته بدلًا منها.
-أنا آسفة جدا يا شهاب عارفة أني اتاخرت بس متقلقوش أنا في الطريق خلاص وبأذن الله هلحق أو
كادت تكمل لولا مقاطعته لها متمتم بأستفسار وأعين ضاقت بترقب:
-لحظة يا بوسي، تأخير إيه وطريق إيه بس عشان مش فاهم.
ردت موضحة حديثها الذي كان مبهمًا بالنسبة له:
-بتول كلمتني امبارح بليل وطلبت مني أحضر مكانها لأنها اضطرت تسافر مع أمجد والدته تعبت جدا امبارح واضطروا يسافروا الصعيد، واساسًا كلها عشر دقائق وابقى هناك، متقلقش.
فارت الدماء لرأسه ونفرت عروق يديه و رقبته، ما أن سمع اسم غريمه متيقنًا من
شكوكه وأنه كان سببًا لعدم حضورها…
___________
في الصعيد…
كان أمجد يأخذ الطُرقة الخاصة بالطوارئ من أولها إلي أخرها ذهابًا وأيابًا، يأبى الجلوس، جسده لا يطاوعه، فيكاد يموت قلقًا من أجل والدته القابعة بالداخل و رفيقتها الطبيب يقوم بفحصها، ولا يعلم عنها شيء، ولم يقل قلق شقيقه أكرم ورقية عن قلقه جالسين في المكان المُخصص للانتظار..
أما أمجد لا يستطيع حتى الجلوس لثانية واحدة ووالدته ترقد على ذلك الفراش الذي لا يُطمئن قلب أي أحد..
دنت منه بتول زوجته رافعة يديها مربتة على كتفيه بحنان، مماثل لنبرتها الحانية وقلقها هى الأخرى الذي لا يقل عنه شيء:
- متقلقش يا حبيبي أن شاء الله طنط هتبقي كويسه، خليك واثق في ربنا وعُمره ما هيخيب ظنك ابدا.
أطبق جفونه بقوة، مجيبًا إياها بقلق لاح على قسماته الرجولية الوسيمة:
- مقلقش ازاي بس يا بتول!
ضمت بتول شفتيها بأسف ويديها تسير بتوتر على تلك السلسلة التي تزين رقبتها، ثم أردفت بعد تنهيدة مطولة وهى تلتقط راحته بين يديها وتحاول أن تخفف عنه وأشارت له بعيناها ناحية رقية وأكرم الذين يجلسون على تلك المقاعد البعيدة عن مكان وقوفهم بخطوات قليلة..
-صدقني هتبقي كويسة بُص على اخواتك انتَ اللي لازم تقويهم مش العكس يا أمجد انتَ كبيرهم أخوهم..
رفع يدها ملثمًا إياها بقبلة خاطفة ممنونًا لوقوفها معه ومجيئها تاركة كل شيء خلف ظهرها:
- والله انا ما عارف أقولك ايه يا بتول، أنتِ سافرتي معايا وفاتك المهرجان و...
قاطعته بتول متمتمة بغضب وابتسامة في آن واحد
- أمجد مفيش ما بينا شكر يولع الشغل ولا أني اسيبك تسافر بالحالة اللي كنت فيها بليل، وبعدين انا بعت واحدة بدالي ومش مهم أي حاجة دلوقتي الا صحة طنط دي تعتبر في مقام ماما ومتأكده أنك لو كنت مكاني كنت هتعمل اكتر من كده..
ابتسم لها بخفة وامتنان قائلًا بنبرة دافئة:
- بعد الشر على طنط.
صمت لثوان يلتقط أنفاسه الهادرة ثم هتف بخفوت ونبرة عذبة تُذيب قلبها:
- ربنا يخليكي ليا بجد انتِ أحلي حاجة حصلت في حياتي، ربنا يديمك ليا يا بتول.
أنهى كلماته وهو يضمها بقوة شديدة غير عابئًا بشيء، فتحدثت بخفوت وعيناها تذهب يمينًا ويسارًا خجلًا من اقترابه:
- ويخليك ليا يا حبيبي، وأبعد أحنا في المستشفي الناس هتتفرج علينا.
لم يستمع كلماتها الخجولة ومتى كان يتصرف معها تصرف مقبولًا أو طبيعيًا..
على الجانب الآخر هتفت رقية بسُخط واحتدم وجهها غيظًا قائلة بصوت هامس:
- شوف أخوك حاضنها ولا كأننا في مستشفي ولا هامه حاجة..
هتف أكرم بحنق:
- أحنا في إيه ولا إيه .. يهبب اللي يهببه عاد دلوجتي المهم أمي تبجي زينة وتعاود ويانا..
نعود مرة أخرى إلى بتول وأمجد الذي ابتعد عن أحضانها، مقُتربًا من الطبيب الذي خرج من الغرفة الخاصة بالطوارئ للتو وأقترب منه أيضا أكرم ورقية ناهضين من جلستهم، هتف الطبيب مطمئنًا إياهم على صحة والدتهما فوضعها بات مستقرًا ولا يوجد خطر على حياتها من بعد الآن…
تنهد أمجد وتخلخلته السعادة...متبادل النظرات الفرحة مع كلا من زوجته واشقائه…
وبعد مضي بعض الوقت..
وأثناء انتظاره لرؤية والدته تعالى رنين هاتفه..
أخرجه على الفور وسرعان ما تبدلت ملامحه..من الفرحة والراحة إلى اخرى لن تفي الكلمات حقها…
نفرت عروقه وابتعد بضعه خطوات حتى يستطع أن يجيب على الطرف الآخر..
وضع الهاتف على أذنيه متحدث بنبرة عدوانية لا يعطي للطرف الآخر فرصة للإيجاب:
-بتتصل ليه يا نجم يا دسوقي..
-هحب فيك..متصل احب فيك..اصل العالم ده كله في كفه..وحبي ليك ولعيلتك في كفه لوحدها يا ابن الشيمي…
رد نجم على أمجد بكلماته الساخرة..مما أستثار اعصاب امجد وهتف بكره:
-قول اللي عندك واخلص…
اتسعت بسمة نجم الغامضة متمتم بلهجة صعيدية حادة:
-ده ايه نصاحة اهلك دي..هكون عايز ايه غير اني عرفت انك في الصعيد جاي تشوف صفية هانم...وحقيقي كان نفسي أرحب بيك بس مع الاسف مراتك منعتني من ده..اصل متعودتش ادخل الحريم في الحسابات...ولولاها كان زماني مرحب بيك بس على طريقتي..طريقة نچم الدسوقي…يا ابن الشيمي.
_________
في دوار عائلة النجم..
إحدي البيوت الكبيرة والعتيقة والتي تشهد بعراقة تلك العائلة منذ عُقود كثيرة، بيت عائلة النجم وهي واحدة من أشهر العائلات في المنطقة مُجرد تلفظك لاسمها تشعر برجفة تلقائيًا.... العبث مع أحدهم يكلف الجاني الموت لا محال!
كانت العائلة بأكملها تجلس على المائدة ويترأسها رضوان وأول مقعد من جهة اليمين يجلس حفيده نجم الذي أنهى اتصاله من لحظات، وبجانبه ابنته سندس البالغة من العمر خمسة عشر سنوات، وعلى الناحية الآخرى من جهة اليسار تجلس توحيدة زوجة رضوان، وبجانبها ابنتها الكُبري راضية التي تجاورها ياسمين الابنة الصغري
هتف رضوان بمكر شديد وهو يريد لفت انتباه ذلك القابع أمامه باتزان ورصانة غير عابئ بشيء لا يدرك أنه منشغل الذهن بعدوه اللدود المتواجد بالصعيد الآن..
-غرام فين يا توحيدة؟
نظرت له توحيدة بخبث متفهمة نظراته وما يريد فعله، ثم هتفت في نبرة هادئة ولكنها لا تخلو من المكر علي قدر قصدها الطيب:
- في المطبخ بتجيب الأكل مع نجية يا حج مش عايزة أجولك من الصبح يا حبة عيني رايحة جاية كيف النحلة علشان تعمل الوكل..
انطلقت من ياسمين ضحكة تلقائية لم تستطع إخفاءها فغرام المعروفة بمدي تغنجها ودلالها المُفرط تصنع طعام وكله من أجل خاطر ذلك النجم الرصين الذي لا يهزه شيء، لكزتها والدتها ناظرة لها بسُخطٍ حتي تكف عن عبثها
وبعد دقائق تقدمت غرام ناحيتهم بالصحون والطعام مع الفتيات والنساء العاملة في الدوار..
نطق رضوان موجهًا حديثه إلى ياسمين فقط أثارت حنقه بسبب ضحكتها:
- ما كنتي جومتي ساعدتيها بدل ما انتِ اجده ملكيش عازة ومش فالحة الا في المسخرة والضحك..
ردت ياسمين بوجوم وامتعض وجهها:
- الله بقا انا لسه جاية من الجامعة هي كانت اجازة النهاردة..
رمقها رضوان وتوحيدة بغضب لتأتي غرام، بطبق "الويكة" الحار والخاص بنجم فهو من يأكله حار لتلك الدرجة..
وضعته أمامه قائلة بنبرة هادئة حاولت إخفاء لهفتها وحماسها قدر الإمكان:
- اتفضل يا نجم ..
هز رأسه بهدوء ووقار لا يليق الا به ولم يعقب بشيء، لتذهب غرام وتجلس بجانب ياسمين عوضًا عن الجلوس بجانب سندس ونجم؛ ففي الموضع الآخر لن تسنح لها الفرصة بمراقبته ورؤيته جيدًا وتلك العيون التي تعشقها
أضاف رضوان بنبرة هادئة وسعيدة وهو ينظر إلى غرام متعمدًا لفت نظر هذا المُهذب اللامبالي:
- تعبتي نفسك يا غرام..
تنحنحت غرام ثم هتفت بنبرة خافتة ورقيقة:
- ابدا يا جدو انا بس ساعدتهم مش اكتر لما راحت عليا نومه ومروحتش الجامعة قولت اساعدهم..
عقبت ياسمين بتلقائية ومرح:
- أصل يا بابا غرام بقت نشيطة أوي الفترة دي خصوصا لما ن..
لكزتها غرام في كتفيها بخجل شديد، فتأوهت ياسمين بخفوت مدركة ما كانت على وشك قوله بسبب تلقائيتها..
فعادت مصححة:
- أقصد بتبقي مبسوطة أننا كلنا سوا..
كان نجم قد بدأ في تناول طعامه بلا مبالاة بأحاديثهم حتى وهو يعلم أنه المقصود من تلك التلميحات، نهض مستأذنًا جده بعد دقائق:
- عن اذنك يا چدي، رايح مشوار مع عامر..
هز رضوان رأسه في موافقة فهتفت سندس المزعجة بسبب تصرفات غرام وياسمين فهي مُدركة أنهم يريدوا سلب والدها منها وزواجه من تلك الفتاة لا تدري مجرد الفكرة تجعلها تحتدم غيظًا:
- بابا أنا عايزة أروح بكرا معاك ازور ماما علشان سنويتها..
رفض نجم مردفًا بانزعاج
- لا مينفعش تروحي يا سندس..
تنهد رضوان ثم هتف بخفوت وحكمة ورزانة...
- روح انتَ مشوارك، وانا هتكلم مع سندس بعد ما اخلص وكل، وانتَ خابر زين هنعمل إيه بكرا علشان خاطر سنوية حسناء ...
_____
بـــعـــد مـــــرور أســــبــــوع..
"داخل حجرة الاجتماعات بمقر القناة"
خطت بقدميها للداخل، تحت أنظار كلا من شهاب وفهمي ورزان التي تعمل معهم في إدارة القناة وتكن صديقة مقربة من كلا من شهاب وبتول…
وجدتهم جالسون حول الطاولة الكبيرة التي تتوسط الغرفة، ومقلتيهم لا تتابع سواها فلا يغيب عنهم اهمالها عملها بالفترة الأخيرة.
وضعت حقيبتها السوداء من يديها على الطاولة، وسحبت المقعد جالسة عليه جوار شهاب، منتبهه لنظراتهم المحتقنة المصوبة تجاهها ومُدركة بأنها قد أخطأت
اراح شهاب ظهره للخلف وعينيه لا تزال ترتكز عليها، مرددًا بسخرية لاذعة وهو يجز على أسنانه و يتمنى الا يفتك بها..
-ولية تاعبة نفسك وجاية، ما الهانم كانت تخليها في البيت شوية كمان تولع القناة على الشغل..
قلبت عيناها مللًا وتحدثت وهى تحيد النظر إليه، متجاهلة سخريته منها، موجهه حديثها لـ فهمي
:
-أنا آسفة يا أونكل، عارفة أني كان المفروض اديكو خبر بس حقيقي الدنيا ادربكت خالص، وكل اللي طلع في أيدي وقتها أني اخلي حد يحل مكاني لأن مكنش ينفع اسيب أمجد لوحده، والدته تعبت وكانت في المستشفى..
تشنجت ملامح شهاب حنقًا، محاولًا السيطرة على ثورة غضبه، وبالنهاية لم يستطع، مندفعًا من جلسته بعنفوان، ضاربًا براحة يديه على الطاولة أمامها بقوة وحدة جعلت جسدها ينتفض رعبًا، مُعقبًا على حديثها الذي أثار غيرته وكأنها تذكره أنها أصبحت لغيره..
-أمجد...أمجد...أمجد، خلاص مبقاش فيه غير أمجد كلنا اتركنا على الرف بسببه، اوعى تكوني فكرانا هُبل ومش واخدين بالنا من استهتارك وأهمالك..
طالعت حنقه الغير مبرر بالنسبة لها، شاعرة بالمقط من طريقه حديثه عن زوجها ومعشوقها الأول والأخير، غير مبالية بكلماته عنها فهو محق فهى باتت تهمل عملها كثيرًا..
انتصبت واقفة من جلستها هى الأخرى بعدما تصاعدت الدماء رأسها واحتقن وجهها:
-مفيش حاجة اتركنت على الرف يا شهاب وأنت عارف كدة كويس، ده جوزي، متوقع مني إيه لما أشوف والدته تعبانه وهو رايحلها، أقوله معلش روح أنت لا أنا مش هقدر اجي معاك عشان مهرجان
ظروف وبتحط فيها إيه متستحملونيش، ما أنا ياما عملت للقناة وكل واحد بيجيله ظروف ثم أنا مش شغاله عندك أنا ليا حصة زيي زيك بالظبط..
-متبرريش يا بتول، متبرريش، عشان بتخليني نفسي امسكه ادشدشه.
قالها من بين أسنانه، وقسماته لا تبشر بالخير.
تهكمت قسماتها أكثر فـ أكثر وردت على مضض وأسلوب حاد لا يقبل النقاش
-أنت زودتها أوي يا شهاب، أمجد جوزي يعني خط أحمر ولا انتَ ولا غيرك هقبل بأنك تجيب سيرته ولو طلب مني اسيب الشغل وافضاله .. مش هتردد لحظة.. لأنه أهم حاجة عندي بعد ماما وتيم..
هتف شهاب وقد اكفهر وجهه سخرية:
- حاضر هضربله تعظيم سلام لما تيجي سيرته..
ردت بتول عليه وهي تنهض من مكانها تحت انظار فهمي ورزان الصامته فقط تتابع:
- الزم حدودك وتكلم عنه باحترام لأني مش هسكتلك عن إذنك يا أونكل، أنا مروحه..
قالت الأخيرة وهى تبارح مكانها مغادرة الحجرة، فضم شهاب شفتيه عاضضًا عليهم من الداخل عله يهدأ ولو قليلًا، زفر فهمي بقوة متمتم بهدوء ولا يغيب عنه حالة أبنه وغيرته من أمجد التي تكاد تصل للجنون..
-مش شايف أنك أفورت شوية وخرجتها عن شعورها.
حول شهاب أنظاره إليه، ثم أجابه بحنق قبل أن يغادر هو الأخر:
-لا مش شايف، عن إذنك.
رحل تاركًا فهمي رفقة رزان التي ارتفع حاجبيها وقالت مدافعه عن صديقتها:
-شهاب فعلا مزودها..انا شايفة بتول اتصرفت صح..وضربت عصفورين بحجر...منها مسبتش امجد في الظرف ده ومنها أنقذت الموقف وبعتت بوسي مكانها…
________
يتمدد على فراشه ذاهبًا في نوم عميق...
لكن هناك شيء أزعج نومته وراحته ألا وهو ذلك الصوت الأنثوي القريب الهامس له...
- أمجد..أمجد..اصحي بقى.
فتح أمجد عيناه باستغراب من ذلك الصوت الغريب والذي لم يعتاده فهو ليس صوت زوجته الحبيبة..
فتح عيناه على وسعها حادقًا بتلك الفتاة التي تجلس على طرف الفراش...
هدر بغضب وهو يعتدل منتفضًا في جلسته باعدًا إياها عنه صارخًا بسُخط:
- يا نهار أبوكي أسود .. انتِ اتجننتي .. ازاي تدخلي الاوضة عليا وانا نايم .. وبتتكلمي بالبجاحة دي وبتصحيني كأني من بقية أهلك..
حدقت بعيناه بدهشة شديدة من طريقته فقد ظنت أنه سيرحب بها ويكرر معها ما حدث سابقًا…
ردت وهي مستمرة في دلالها الزائف محاولة تخطي دهشتها:
- متخافش مدام بتول مش هنا..
صرخ بها ممسكًا بذراعها بعنف شديد غاضبًا من تصرفاتها تجاهه:
- بقولك إيه يا روح أمك أنا أمجد الشيمي مبخافش من حد .. وبحب مراتي .. بعشقها كمان .. أنتِ مجرد نزوة وليلة في حياتي وانا مغصبتكيش ولا ضربتك على ايدك.. ومش ناوي اكرر الغلطة دي تاني .. فلو خايفة على أكل عيشك أتعدلي وأنسي اللي حصل
واياكي اشوفك في اوضتي أو ألمحك حتى وانا في البيت…
دفعها بعيدًا عنه.. لتنظر له بغضب شديد من كلماته فهى تعشقه حتى قبل أن تتزوج بآخر.. والآن هي مجرد ليلة عابرة بالنسبة له..
اندفعت خارج الغرفة تاركه إياه لاعنًا إياها بسبب تلك الليلة التي قضاها معها...
في تلك المدة الذي كانت بها بتول خارج البلاد لتغطية حدث هام….
رواية عاشق بدرجة مجنون كامله من هنا
رواية سر الشيطان الأسود كامله من هنا
رواية رحيل الهواري كامله من هنا
رواية انكسار امرأه كامله من هنا
رواية عشق بلا رحمه كامله من هنا
رواية جرح يداويه العشق كامله من هنا
رواية من أجل أبنائي تزوجتك من هنا
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية بسمه موجوعه كامله من هنا
رواية معشوقتي الصغيره كامله من هنا
رواية طلاق بلا تبرير كامله من هنا
رواية الفرار من الحب كامله من هنا
رواية مستشفى بلا حياه كامله من هنا
رواية فرقتنا الظروف وجمعنا القدر من هنا
رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا
رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا
رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا
رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا
رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا
رواية اللعب مع الشياطين من هنا
رواية أحببت مربية ابنتي كامله من هنا
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺