رواية زيغه الشيطان اضواء مبعثرة الفصل الثاني بقلم فاطمة محمد & فاطمة طه سلطان حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

رواية زيغه الشيطان اضواء مبعثرة الفصل الثاني بقلم فاطمة محمد & فاطمة طه سلطان حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


اذكروا الله

‏كيف تخبره بأنك تحبه بطريقه أعمق من المعتاد؟

مقتبسة

نايمة على ودنك يا رزان .. ساعة علشان تفتحي ومبترديش على تليفونك !!!!


قالت بتول تلك الكلمات بعد أن فتحت لها رزان الباب، فتمتمت رزان باستغراب فلم تعهد بتول على المجئ دون أن تتصل فدائما يتقابلون في الخارج بسبب تواجد زوجها…


- بتول !!

صاحت بها بتول وهى تدفعها وتخطو للداخل بغضب

- لا خليكي على الباب انتِ واتصدمي براحتك ..


دخلت جالسة على الأريكة قائلة وهي في أقصى درجات غضبها 

- هاتي الشيشة يا رزان مش جوزك مسافر؟ 


نظرت لها رزان باستغراب شديد فصاحت بها باستنكار شديد لا تصدق ما وصلت إليه بتول بسبب حنقها:

- ايوة مسافر وبعدين انتِ مش كنتي بطلتي علشان أمجد.. شيشة إيه الله يخربيتك …


- اخلصي بقى يا رزان انا عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي عايزة أطلع غضبي بأي طريقة ... منه لله الزفت شهاب قال انا مبقاش يهمني الشغل ما الكلام كان قدامك ده أنا طول اليوم بلف بالعربية مش عارفة أروح من غلي وضيقتي…


ربتت رزان على كتفيها قائلة بنبرة حانية وهى تحاول التهوين عليها: 

- لو كنت أعرف أنك مروحتيش كنت خرجت معاكي وبعدين خلاص مضايقيش نفسك بقى اهدي يا بتول انتِ عارفة شهاب الشغل عنده أهم من أي حاجة.. متزعليش بقى ولا تقهري في نفسك ولا تشيشي ولا نيلة…

عهدك لجوزك أهم .. اتكلمي معايا ياستي أنا هسمعك.


- مش قادرة حاسة أني معرفتش أرد كان لازم أرد أكتر من كده..


قاطع جلوسهما رسالة أمجد الذي أخبرها بأنه خرج وسيتأخر قليلًا لمقابلة من أجل العمل فلا تنتظره على العشاء .. 

فظلت تتحدث مع صديقتها لعلها تهدأ وتنسى ما حدث اليوم من مشاحنة كلامية…


_____ 


في الساعة التاسعة مساءًا.


كان شهاب يجلس رفقة ريما في إحدى المطاعم الراقية، فـ طالما أحب شهاب الهدوء بل هو عاشق ومُتيم به، لا يحب الأماكن المزدحمة المشغولة بالناس إلا في المناسبات التي يتوجب عليه حضورها فقط، وتلك العادة أصبحت لديه منذ تركه للسهر في الملاهي الليلية مع أصدقاءه...لا عذرًا أصدقاء السوء…


بينما ريما تجلس أمامه..تتلو عليه بحماس شديد ما فعلته طوال اليوم في معرض اللوحات المرسومة التي كانت تتواجد به دون ملل وحماس زائد، لكنها توقفت عن حديث عندما وجدته يعبث في طبقة ولا يجيب عليها الا بتلك العبارات المبهمة التي جعلت حماسها ينطفىء شيئا فشيء 

"حلو" 

"كويس" 

"اه" 


عبست ملامحها، وحركت قدميها من أسفل الطاولة، ثم قامت بدعس قدمه بكعب حذائها الرفيع من أسفل الطاولة مما جعله يتأوهه مصدرًا أنينًا رجوليًا غاضبًا من فعلتها التي تشبهه الأطفال قائلة بعتاب شديد وعبوس : 

- ايه يا شهاب بيه هو انا بكلم نفسي ولا ايه!  


انتبه لها بجميع حواسه، بعدما كان يتذكر ما حدث اليوم مع بتول وافسد له مزاجه .. فكلماتها ودفاعها عنه يجعله يشعر بالدماء تسري في عروقه ويكاد ينفجر، تبخر مقطه من فعلتها مدركًا خطأه، ثم تمتم بنبرة حاول جعلها مرحة : 

- بطلي جنان يا ريما 


أجابته بوجوم وسخرية لاذعة: 

- دوست على رجلك علشان تركز معايا .. دماغك في حته تانية يا شهاب مش معايا أبدًا..


حاول شهاب أن يعلق بنبرة حانية وهادئة مبررًا لها شروده فهو دائمًا يفسد أجمل لحظات في حياتها بسبب حماقته: 

- حته تانية ايه بس معاكي والله ياستي..


ردت ريما بغيظ شديد وهى تجز على أسنانها: 

- انتَ جايبني في مكان هادي لدرجة اني شوية وهنام، بجد ازاي بتستمتع بالأماكن دي انا حاسة ان الناس اللي قاعدة معانا في المطعم ميتين من الهدوء المميت مش سامعة الا صوت معالق واطباق وانتَ ساكت كمان..


أجابها بعد تنهيدة مطولة: 

- طول النهار الواحد في دوشة، كمان يأكل في دوشة مينفعش لازم حبة هدوء بقى. 


أردفت ريما وهى تبعد الطبق الذي يتواجد أمامها وعقدت ساعديها بحنق شديد وطفولية بحته : 

- ايه اللي شاغل عقلك انتَ مش معايا اصلا يا شهاب واراهنك لو كنت مركز في اي حاجة قولتها..


تنحنح شهاب قائلا بحرج وهو يحاول أن يعتذر فهو بالفعل مازال يتذكر لهفتها على زوجها لا يدري ما يغضبه. 

أهو العمل !

أم تلك المشاعر الذي يحاول أن يتخلص منها ! 


- معلش يا ريما كان في مشكلة كبيرة في الشغل وكنا هنخسر كتير.

  

شعرت ريما بالقلق، فعلى ما يبدو الوضع جاد، فصاحت بقلق ظهر على محياها:

- بجد .. طب المشكلة اتحلت ؟ 


أضاف شهاب قائلا بابتسامة حاول أن يرسمها على شفتيه بالرغم من البراكين المشتعلة التي تتواجد بداخله : 

- اه يعني يعتبر اتحلت متقلقيش فمعلش والله اسف يعني دماغي مش فيا 


أجابته بعدم إكتراث فهي لم تكن عادتها أن تكن فتاة غاضبة على أقل الأمور وتقدر مسؤولياته رغم حنقها مما يفعله إلا أنها حاولت أن تهدأ:

- ولا يهمك وبعدين لو كنت للدرجاتي تعبان او عايز تريح ومُجهد كنت قولت نأجلها لوقت تاني عادي يعني…


رد ببسمة خطفت لُبها:

- لا ازاي انا وعدتك اني بعد المعرض هعدي عليكي . 


شعرت بالانزعاج الشديد لرُبما ذلك المكان الهادئ المميت هو من جعلها  تشعر بالاختناق أكثر من الموقف، فعلقت بانزعاج وانفعال:

- مكنتش عديت عليا احسن من انك تعدي واقعد اتكلم مع نفسي. 


غضب شهاب من أفعاله فهو دائما يُحزنها تقريبا، رسم ابتسامة هادئة وحاول أن يعتذر عن خطأه:

- آسف يا ريما حاسس اني ضايقتك متزعليش مني انتِ عارفة اني لما بيحصل مشكلة في الشغل بكون مخنوق حبتين متزعليش بقي يلا اضحكي يا فنانة.


ابتسمت وهى تحاول ألا تعطي الأمر أكبر من حجمه، وقال حتى تغير من حالته السيئة لعلها تفرحه بذلك الخبر. 

- لا محصلش حاجة عادي انا اتقفلت مرة واحدة، صحيح انا فكرت في اللي قولناه المرة اللي فاتت .


- قولنا ايه !؟


رددها باستغراب وعدم تذكر فهو لا يتذكر شيء، فأجابت عليه بغضب وهي تشير له بسبابتها محذرة إياه فسيجعلها تفقد أعصابها لا محال:

- صدقني مش هكون بنت ناس خالص وهقوم اعملك عاهة مستديمة دلوقتي في وشك يا شهاب. 


ضحك على طريقتها واسلوبها ورقتها التي تتنافى تمامًا مع الكلمات التي تخرج من فمها، فحاول أن يعود بذاكرته وبالفعل قد تذكر محادثتهم الأخيرة حينما كانت والدتها تدعوه على الغداء في بيتهم؛ واخيرًا تذكر وقال:

- خلاص افتكرت على موضوع الفيلا.


- ايوة كده .. انا موافقة نقعد مع باباك مدام الشيء ده هيسعدك وهيريحه انتَ ابنه الوحيد وبعدين اصلا لو قعدنا لوحدنا هنزهق اكيد.


طالعها بعدم تصديق معقبًا على حديثها الذي أسعده وجعل البسمة تشق ثغره الكبير:

- بجد انتِ موافقة طب ومامتك. 


- يعني هى كانت مش موافقة الاول بس انا اقنعتها علشانك لاني عارفة أن نفسك في كده . 


قالتها بابتسامة شديدة سعيدة ببسمتة التي زينت وجهه، فهي أحبته بالفعل رغم أن ارتباطهم كان تقليدي لكنها تسعى لإسعاده دائمًا..

فهكذا المحب يعطي دون أن ينتظر مقابل، فيكفيها أن ترى الابتسامة على وجهه…

_______ 


"بعد ساعة تقريبًا"


أمام إحدى البنايات العالية المتواجدة في مكان راقي وتتصف بالهدوء .. حيث انتقلت عائلتها هنا في السنوات الأخيرة…


توقفت السيارة أمام منزلها، ثم تنهدت ريما بحرارة وهى تحرك رأسها تجاهه تطالعه بنظرات عميقة، قائلة بنعومة ورقة لا تليق إلا بها:

-وصلنا .. تحب تنزل وتقعد معانا شوية؟ 


طالعها أثناء حديثها، وما أن انتهت حتى رفع معصمه ينظر بساعته، وظهر الأسف على قسماته وتمتم: 

-لا بلاش انهاردة يا ريما خليها وقت تاني، الوقت اتاخر. 


ازدردت ريقها ببطء، متمنية البقاء معه وقت أطول، فهناك مشاعر جديدة تعتريها وتسيطر على كل أنش بها..


مشاعر تشعر بها للمرة الأولي. ترى هل باتت تعشقه!؟

أم أنها تحب تقضيه بعض الوقت معه .. أم الاثنان معًا... أحتلها بالكامل في تلك الشهور القليلة وكأنه بات يتربع على عرش قلبها 

حركت رأسها نافضة تلك الأفكار من رأسها، محركة كتفيها بعفوية، متحدثة ببسمة بسيطة زادتها جمالًا: 

-تمام، تصبح على خير يا شهاب.


-وأنتِ من أهل الخير يا ريما.


ابتسم لها وهو يردد تلك الكلمات، في ذات الوقت الذي صدح به رنين هاتفه بالسيارة، التقط هاتفه حتى يجيب، فهبطت هى من السيارة متجهه صوب البوابة.. 


ظل ينظر بالهاتف ثوانِ … 

كانت كفيلة كي يتكاظم غضبه وتطلق عيناه شرار، وهو يرى اسمه على شاشة هاتفه..كز على فكيه حتى أصدرت صوتًا نتيجة لاحتكاكهم، ثم وضع الهاتف على أذنيه يجيبه بسخرية:

- لا مش معقول بقى أمجد بشحمه ولحمه بيكلمني، إيه الدنيا اتهدت ولا إيه.. 


ارتفع صوت ضحكات أمجد الرجولية، مما أشعل شهاب وجعله يرغب في تهشم الهاتف وإغلاق الهاتف بوجهه.

هدأت ضحكات أمجد وكاد يجيبه لولا مقاطعة شهاب له متلفظًا بخشونه :

-مكنتش أعرف أني بقول نكت .. وان دمي خفيف للدرجة دي.. خير بتتصل ليه ؟ 


آتاه صوت أمجد الهادئ، قائلًا:

-أنا مش عارف أنت مش طايقني لية يا جدع وشايلني على رأسك رغم أني بحبك، على العموم مش ده موضوعنا، أنا بكلمك عشان اعزمك يوم الخميس عندنا في الفيلا، عامل حفلة بمناسبة عيد جوازي التاني أنا وبتول، مستنيك وابقى هات خطيبتك معاك، وعمي فهمي أنا كلمته قبلك وعزمته. 


أغمض شهاب جفونه بقوه، كما ضغط براحة يديه على مقود السيارة، ساحبًا نفسًا عميقًا حابسا إياه داخل صدره، يشجع ذاته على أجابته، فلسانه لا يطاوعه على النطق، كلما تذكر كيف ضاع منه عشق طفولته، وذهابها لأحضان رجل آخر!!!

آخر سلب ما يتمناه طيلة حياته، آخر يبثها عشقًا. 


خرج صوته متحشرجًا محاولًا إلا يظهر له أي شيء..

-أكيد هاجي، وهجيب ريما معايا..


-ماشي يا سيدي، سلام. 


قال أمجد تلك الكلمات مغلقًا مع شهاب الذي كان يشتعل بالسيارة، كل ما يحتاجه الآن هو حمامًا باردًا يطفئ نيرانه التي تكاد تضرم بكل شيء.. 


ظل على حالته تلك عدة دقائق، ثم انتشل هاتفه وقام بمهاتفة ريما، التي أجابته على الفور وكأنها تنتظر منه اتصال في أي وقت :

-ألو.. 


رد على الفور قائلًا بهدوء يناقض حالته منذ قليل:

-ريما جهزي نفسك يوم الخميس، هتيجي معايا فيلا بتول وامجد علشان بيحتفلوا بعيد جوازهم، وعايزك تبقي زي القمر…


زادت خفقاتها تدريجيًا، حتى كاد يخرج لُبها من محله، وارتسمت بسمة على وجهها المتورد دون إرادتها سعيدة بحديثه الذي يجعل أي امرأة تذوب … 


أغمضت عينيها لوهله واقتربت من شرفتها راغبة بأن يلفح الهواء بشرتها عله يهدأ ثورة مشاعرها..


خرجت الشرفة ولم تجيبه بعد، وما لبثت أن تتحدث، حتى رأت سيارته تقف مكانها، فأتسع ثغرها باسمًا كاشفة عن اسنانها، متلفظة بفرحة شبيهه بفرحة الأطفال: 

-أنتَ لسه هنا؟ 


أجابها بهدوء وعيناه تتابعها من داخل السيارة:

-أها، حبيت ارخم قبل ما امشي، يوم الخميس هعدي عليكي الساعة سبعة، اتفقنا.. 


-اتفقنا، بقولك إيه ما تطلع تسلم على ماما أحنا بنسهر عادي..


قالتها بتلقائية فهي تريد الجلوس معه لوقت أطول لكنها توترت حينما شعرت بحماقتها فهي يجب ألا تكن تلقائية هكذا معه؟!! فهي باتت لا تسيطر على مشاعرها وأفكارها عند تواجدها معه .. فيجب أن تتصف بالرزانة والعقلانية أكثر من ذلك..


عقب شهاب بنبرة حاول أن تكن لينة :

-لا بلاش هاجي يوم تاني اسلم عليها واقضي معاكم اليوم كامل إن شاء الله، انا اصلا هموت وانام، يلا تصبحي على خير. 


تلفظ بها وهو يدير محرك السيارة مغادرًا من أمامها.


أما هى فظلت عيناها معلقة بالسيارة، حتى اختفت تمامًا عن انظارها فرفعت الهاتف وقامت باحتضانه سعيدة بتلك الأمسية التي قضتها معه، وستظل تلازمها طيلة الليل. 


________


"في فيلا أمجد الشيمي"


تحديدًا في غرفة نومهما، كانت بتول تجلس أمام المرآة وهى تضع بعض مستحضرات التجميل التي تقوم بوضعها قبل نومها فهي أنتهت لتوها من أخذ حمامها الساخن وتنتظر أمجد بعدما جاءت من عند صديقتها..

مازالت غاضبة...حانقة..من كلمات شهاب، لا تدري لما لم تصفعه فكيف يتحدث بتلك الطريقة على زوجها؟ وتكتفي بتلك الكلمات؟!!


دخل أمجد وهو يمسك باقة من الزهور لتنعكس صورته في المرآة ابتسمت له بأتساع...و مد لها الباقة وأظهرها لها، قائلا بنبرة مرحة ومُحببة على قلبها :

- فضلت واقف كتير بحاول اخليهم يعملوا بوكيه ورد مميز ليكي بس عرفت اني واخد احلى وردة في بيتي…


ضحكت بنعومة على كلماته التي تلمس في قلبها نقطة لم يستطيع شخص الوصول لها، لتأخذ الباقة وتقربها من أنفها لتشم رائحتها الجميلة والزكية متمتمة بنبرة هادئة ومندهشة في آن واحد رغم سعادتها بفعلته:

- بمناسبة أيه يا أمجد !


تمتم أمجد بابتسامة :

- من غير مناسبة يا روح أمجد هو بس لما كلمتيني وسمعت صوتك حسيت أنك مضايقة فكنت طول اليوم بفكر إيه اللي ممكن يخليكي تضحكي كده..


احتضنت باقة الزهور بفرح شديد هاتفة بحب :

- ربنا يخليك ليا ..


- ويخليكي ليا يا قلبي ..


تركت الباقة واقتربت منه محتضنة إياه تلك المرة ليبادلها عناقها، وبعد لحظات ابتعدت عنه ونظرت في المرآة وهى تحمل الباقة ثانية ليعيد الكرة ويعانقها من الخلف مستندًا بذقنه على إحدى كتفيها:

- عارفة أن خلاص هنكمل سنتين جواز 


- اكيد عقبال الـ ١٠٠ يا قلبي..


قالتها والسعادة تغمرها كعادتها في وجوده..

طبع أمجد قُبلة صغيرة على عنقها وردد بحب:

- ان شاء الله هعملك مفاجأة حلوة أوي وكمان عزمت كل الناس القريبين مني ومنك، حتى عمك فهمي وكلمت شهاب علشان يجي هو وخطيبته…


حاولت ألا تظهر ازعاجها من شهاب أمامه فهي أخبرته على خلاف بينهم في العمل فقط ولم تخبره بالتفاصيل، ثم اضافت بنبرة حانقة وخشبت ملامحها: 

- بس كنا احتفلنا لوحدنا يا أمجد وخلاص ..


هز رأسه برفض تام: 

- لا بقولك محضرلك مفاجأت مش مجرد إحتفال عادي سبيلي نفسك بس وحتى فستانك انا اخترته وهيجي بكرا..


تلفظها بعشق لا تصدق أن الله كرمها برجل مثله نادمة حتى على تفكيرها في التدخين مرة أخرى وأن تنسى عهدها له...

- يعني أمجد باشا هو اللي هيعمل كل حاجة..


هز رأسه قائلا بنبرة عذبة ومرحة وهو يضع قبلة على ثغرها:

-صح ومرات أمجد باشا تكون Princess ملهاش دعوة بأي حاجة تلبس وتجهز نفسها علشان هتكون أحلى واحدة، وصح ماما بتعتذر أنها مش هتقدر تيجي…


- مش مهم المهم أنها بخير دلوقتي وبتتحسن وساعتها هنحتفل بجد…


نطق بابتسامة واسعة ونبرة عاشقة وكأنه قد جاء ذلك الوقت كي يرزق بقطعه منها: 

- بإذن الله .. مش شايفة بقى يا قلبي إن المفروض كفايا تأجيل كده لموضوع الخلفة، انا عايز ولاد منك... وسعادتنا هتزيد لما يكون معانا بنوته قمر شبهك كده..


تنحنحت بتول قائلة بدهشة وحرج فلم تكن تتوقع أن الحديث سيصل إلى تلك النقطة..

تلونت ملامحها..وقالت بضيق بسيط:

- وايه اللي فتح الموضوع يا أمجد دلوقتي..


- مفيش موضوع أهم من كده نفتحه انتِ مش عايزة تخلفي مثلا ؟


قالها بنبرة منزعجة وهو يرفع احدي حاجبيه بعد أن التفتت له، فأردفت بتول قائلة وهى تحاول تصحيح سوء الفهم :

- ازاي يعني مش هعوز أخلف، انا عايزة أخلف منك طبعا بس احنا كنا مأجلين 


- انتِ اللي كنتي عايزة تأجلي مش أنا وبنصايح طنط داليا اللي بتقنعك متخلفيش مني وتأجلي الخلفة..


رددها بنبرة منزعجة وساخطة، فهو يُدرك جيدًا نصائح والدتها التي تكرهه ولم تكن تريدها الزواج منه فهي لا تراه يناسبها أبدا، تقدمت بتول خطوة منه قائلة بنبرة هادئة وهى تحاوط وجهه بكفيها:

- أمجد متزعلش من كلام ماما انتَ عارف ان دي طريقتها مع كل الناس مش معاك بس، وبعدين انا مش سامعة كلامها أنا عايزة انبسط معاك براحتنا قبل ما نشيل المسؤولية..


أضاف أمجد معترضًا على حديثها ومبرراتها وهو يجز على أسنانه:

- انبسطنا كتير يا بتول انا محتاج أشوف عيالي سفر وسافرنا، خروج وخرجنا، عملنا كل حاجة وخلاص جه الوقت .. انا عايز أخلف منك وبعدين انتِ عارفة ان عندنا في البلد ٩ شهور من يوم الفرح وبيكون معاهم العيل الأول.


- خلاص متزعلش يا أمجد انا كمان نفسي في بيبي منك، بس الـ season بتاع البرنامج يخلص ومكنش مرتبطة بشغل..


قالتها وهى تحاول أن ترضيه وألا ينزعج ويفسد أمسيتهما فيكفي ما حدث معها صباحًا لا تحتمل شجارًا أخر والأهم مع زوجها الحبيب…


لثم أمجد جبهتها ومد يده ليفتح روبها متنهدًا بحرارة تسبق ثوران مشاعره معها ولهفته عليها التي تعلم بأنها ستذوب لا محال بين يديه .. متعهدًا لنفسه أنها ستكن حامل في طفله الأول قريبًا… 


ثم همس لها أمام وجهها:

- الـ season ناقصله أسبوعين بس….


________ 


في دوار عائلة النجم….


تتحدث إلى معشوقها وخطيبها في الهاتف..مغلقة الباب عليها بأحكام ضحكاتها تعلو من حين لآخر..فلا يتوقف عن رسم البسمة عن وجهها...أو عن التغزل الصريح بها معترفًا بمدى عشقه لها...

وضعت ياسمين يديها على فمها تحاول ايقاف ضحكاتها متمتمة بصعوبة..

-بس بقى كفاية حرام عليك بطني وجعتني يا أيمن من كتر الضحك... 


رد أيمن بأسلوب مرح:

-كفاية ايه يا ياسمين هو أنا بزغزغك.. وبعدين لسة مخلصتش و 


قاطعته ياسمين وهى تتحرك من جلستها نائمة على بطنها:

-لا لا كفاية... 


-طب بقولك إيه أنا بقالي يومين مشفتكيش ما تيجي نكلم فيديو ؟


هتف بها مقترحًا عليها...فقامت هى بتلقائية بتحريك رأسها واجابته بصراحة مطلقة:

-لا مش قادرة اقوم اغير..انا قاعدة بلبس البيت..خليها و 


قاطعها بلهفة:

-مفيش خليها..وبعدين أنتِ خايفة مني ولا إيه ده أنتِ خطيبتي يا بت واول ما تخلصي جامعة هتبقي مراتي وكبدي وفشتي !!! 


-مش حكاية خوف يا ايمن بس.. 


-مفيش بس سلام..هكلمك فيديو يعني هكلمك فيديو... 


_______ 


أما بالخارج…


تجلس غرام على الاريكة المتواجدة في الحديقة..

رغم أن الوقت تجاوز منتصف الليل لكنها تجلس منتظرة إياه، وتضع بعض الكُتب الدراسية تحسُبًا لاستيقاظ أحدهم وسوف تكن حجتها هى المذاكرة وحتى حجة عند مجيئه...

واثناء تفكيرها به تم فتح بوابة الدوار ليدخل نجم بسيارته السوداء حتى وقف في مكان ما بجانب سيارة أخرى .. صدح صوت احتكاك الإطارات بالأرض ليهبط بعد دقيقتين متوجهًا ناحية غرفته المتواجدة في الحديقة فمنذ مكوث غرام لديهم ليس من حقه الجلوس داخل البيت ويجلس دائمًا في تلك الغرفة..


وجدها جالسة ممسكة بأحدي الكُتب والقلم في يدها فهتف قائلا بلهجة عادية: 

- جرا إيه .. الدنيا حصل فيها ايه صاحية لغايت دلوقتي ليه !!!


تنهدت بارتياح بسبب حديثه بتلك اللهجة فتراه عجيبًا باللهجة الصعيدية التي يتحدث بها اثناء تواجد جدهما..

تمتمت مجيبة بخفوت: 

- بذاكر... إيه مش واخد بالك ؟؟


قالتها بمرح قليلا ليقابلها بسخرية ومرح لا يليق بسواه:

- ما علشان كده بقولك حصل ايه في الدنيا من امتى غرام بتمسك كتاب في نص الليل..


- هو أنا مبذاكرش؟؟ لعلمك أنا علطول بذاكر 


قالت تلك الكلمات بحنق فهتف نجم وهو يهز رأسه موافقًا:

- اه طبعًا انتِ هتقوليلي .. على العموم انا رايح أنام علشان معطلكيش عن المذاكرة..


- لا استنى..


نظر لها باستغراب فنظرت له بشذر بسبب سخريته فلولاه لكانت نائمة منذ ساعات ولكن كيف تنام دون أن تراه طوال اليوم … فصاحت بنبرة هادئة :

- أقصد استنى أصل دي مادة صعبة شوية .. مش انتَ خريج أثار يعني ممكن تشرحهالي وتساعدني فيها.. دي مادة ع


قاطعها نجم قبل أن تستكمل حديثها بمرح شديد:

- بس .. مادة إيه اللي اشرحهالك ده أنا بتشعبط في رضا ربنا .. أنا ناسي أسمي إيه..


نظرت له بسُخط لم تستطع اخفاءه، وعلقت:

- انتَ مكسل تساعدني؟


حدقها بجدية زائفة هاتفًا بمرح :

- مكسل أيه بس أنا صحيح خريج اثار بس مش واخده بالك أني خريج من سنين طويلة ده من وانتي لسه بيودوكي الحضانة ..واكيد نسيت ده اكون مش طبيعي لو منستش…


صمت لدقيقتين ثم هتف بأستهزاء: 

- تصبحي علي خير يا غرام .. والله كويس أصلا أني فاكر اسمك ايه يا بنت عمي .. وبعدين لو الموضوع معصلج معاكي ابقى اجيبلك حد يشرحلك مع سندس…


قال كلماته غير منتظرًا ردها على حديثه الساخر منها والذي تعمد أن يظهرها بأنها ليست سوى طفلة…


أمسكت الوسادة المتواجدة بجانبها وقامت بكتم صرختها به حينما وجدته قد دخل إلى غرفته وأغلق الباب...

لا تدري لما لا يفهم بأنها عاشقة له منذ الصغر وأخذت تؤكد لنفسها أنها ليست صغيرة.. ماذا عليها أن تفعل ليكف عن سخريته ويراها امرأة يستطيع أن يتزوجها وتليق به..


______


اليوم التالي…


دخل أمجد المكتب بكامل نشاطه وحيويته، فقضاء ليلة مع محبوبته تكفيه ليسعد الدهر بأكمله، نادمًا على خيانتها..


إندس وابتسم في وجه الموظفين والعاملين معه فلا شك أنه كسب الكثير من الشهرة خلال عمله بالمحاماة منذ سنوات وقد اكتسب سمعة أيضا من عمه المرحوم الذي توفي منذ خمس سنوات…


وكان يعمل بالمحاماة ولوفاة والده أثناء صغره، وعمه كان لا ينجب ويعتبره أبن له، يمسك أهم القضايا في محيطه، ومعروف بخبرته فمن يأتي له يعلم أنه فائز في قضيته.


جلس على المكتب بعد أن خلع الجاكت الخاص ببدلته، ليدخل سمير ويرسم الابتسامة على شفتيه ويضع فنجان القهوة أمام أمجد. 

- صباح الخير يا متر 


رد أمجد بنبرة معترضة:

- صباح النور يا سمير وبعدين بنفسك جاي بالقهوة 


- ايه المشكلة يعني ده حضرتك قبل ما أكون بتعلم منك انا بعتبرك قدوتي واخويا الكبير..


قالها سمير بامتنان فمازال أصدقائه منذ سنوات وحتى هذا الوقت يحسدوه على تلك الفرصة الذي حصل عليها وهو أن يتدرب في مكتب " مصطفى الشيمي" والآن هو الذراع الأيمن لـ أمجد الشيمي، لاحظ أمجد أن هناك شيء يريد سمير قوله فقال بجدية:

- في حاجة يا سمير ؟


- بصراحة في موضوع عايز اتكلم معاك فيه .


تفوه سمير بحرج شديد، فعلق أمجد وهو يحاول أن يبعد عنه ذلك الحرج:

- طبعا اتفضل.


أشار له أمجد حتى يجلس أمامه ويتحدث، فقال: 

- خطيبتي لسه متخرجة وكنت عايزها تدرب معانا هنا لو حضرتك موافق يعني انا عارف انك مش بتقبل حد الفترة دي ولو رفضت مش هزعل أكيد..

رد أمجد قائلا برفق :

- انتَ تؤمر يا سمير خليها تيجي من الأسبوع الجاي وهاتها معاك يوم الخميس لو حابب زي ما انتَ عارف عيد جوازي انا وبتول ..


- شكرا جدا لحضرتك وعقبال العُمر كله يارب سوا…


- يارب يا سمير ومفيش بينا شكر انتَ أخويا..

قالها بنبرة هادئة وابتسامته لا تفارق وجهه…


يتبع 


بداية الروايه من هنا


رواية ملياردير الصعيد من هنا


رواية زيغة الشيطان من هنا


رواية زيغة الشيطان من هنا


رواية معا تحلو الحياة من هنا








رواية وتبقي لي كامله من هنا


رواية زوجة أخي من هنا


رواية عشق لايموت من هنا


رواية ديب كامله من هنا


رواية عشقني متوحش من هنا


رواية حوريه في الجحيم من هنا


رواية عاشق بدرجة مجنون كامله من هنا


رواية سر الشيطان الأسود كامله من هنا


رواية العنود كامله من هنا


رواية رحيل الهواري كامله من هنا

رواية دكتور قلبي كامله من هنا


رواية انكسار امرأه كامله من هنا


رواية عشق بلا رحمه كامله من هنا


رواية جرح يداويه العشق كامله من هنا


رواية ظل حب قديم كامله من هنا


رواية من أجل أبنائي تزوجتك من هنا


رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا


رواية بسمه موجوعه كامله من هنا


رواية معشوقتي الصغيره كامله من هنا


رواية طلاق بلا تبرير كامله من هنا


رواية شهد حياتي كامله من هنا


رواية العاصفه كامله من هنا


رواية الفرار من الحب كامله من هنا


رواية توكيل زواج كامله من هنا


رواية شوق العمر كامله من هنا


رواية مستشفى بلا حياه كامله من هنا


رواية كيان الزين من هنا


نسيم العاصف من هنا


رواية فرقتنا الظروف وجمعنا القدر من هنا


نوفيلا الراهب كامله من هنا


رواية العشق الأخير من هنا


رواية زينه من هنا


غاردينيا من هنا


رواية الجميله والوحش من هنا


رواية دكتور نسا من هنا


رواية آصرة العزايزه من هنا


رواية رحلة قدر من هنا


رواية ليالي الغول من هنا


رواية لعنة الإرث من هنا


رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا


رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا


رواية لعبه بين يديه من هنا


رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا


رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا


رواية ملياردير الصعيد من هنا


رواية وتبقي لي من هنا


رواية عشق الحور من هنا


رواية طلاق غيابي من هنا


رواية اغتصب روحي من هنا


رواية غصن من هنا


رواية بلا ذاكره من هنا


رواية عودة الذئاب من هنا


رواية الجامحه والبدوي من هنا


رواية الحب والخطيئه من هنا


رواية جبرونا عالزواج من هنا


رواية لعبة الحب من هنا


رواية لما القلب بحب من هنا


رواية إبن الصعيدي من هنا


رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا


رواية بائعة الخضار من هنا


رواية مشكله عائليه من هنا


رواية غريق علي البر من هنا


رواية اللعب مع الشياطين من هنا


رواية كم من قلوب احرقت


رواية جمعتهم الاقدار من هنا


رواية مشكله عائليه من هنا


رواية لي نصيب من إسمي من هنا


سكريبت بنت الشارع من هنا


رواية طريقي كامله من هنا


رواية أحببت مربية ابنتي كامله من هنا


❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺


الروايات الكامله والحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺







تعليقات