رواية الشرف الفصل الاول والثاني بقلم قسمة الشبيني حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
![]() |
فى الوقت الحالى
بأحد احياء القاهرة الشعبية يستيقظ حمزة باكرا كعادته وبعد أن انهى صلاته بدل ملابسه بملابس رثة بعض الشيء ليتوجه بعدها خارج غرفته فيجد والده الحاج محمد وشقيقه حازم يتناولان الفطور الشعبى البسيط المكون من الفول والطعميه والجبن مع بعض أوراق الجرجير الطازجة
( حمزة شاب فى السابعة والعشرين من عمره مكافح وبسيط رغم انه مقتدر ماليا عمل متذ صغره بمحل العطارة الخاص بوالده فأصبح ماهرا حذقا بعلومها تخرج من معهد تجارى ليطمئن والده ويتقاعد تاركا حمزة يدير له تجارته بينما حازم الشقيق الاصغر والاكثر وسامة وجاذبية يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما تخرج بعد معاناه من كليةالاداب وقد كان حازم مدلل والدته رحمها الله والتى توفت منذ عامين يعمل حازم مع شقيقه الاكبر بمحل العطارة لكنه لا يهتم كثيرا لاجل العمل بل همه الاكبر هو الفتيات المترددات على المحل )
حمزة: صباح الفل يا حاج
محمد: صباح الخير يا حمزة عامل ايه يابنى ؟
حمزة: بخير يا حاج طول ما انت راضى عنى
محمد: ربنا يرضى عليك يا بنى ويفتحها فى وشك
حمزة وهو يتناول قطعة من الخبز ويضع بها قطعة من الطعمية الساخنة ويهم بإلتهامها : ها ياحازم نازل معايا دلوقتي
حازم: لا يا عم لسه بدرى انا كنت سهران مع اصحابى وهقوم انام وبعدين حد هيشترى عطارة على الصبح كدة
حمزة: يا سيدى احنا نفتح باب الرزق وربنا يبعت
محمد: اخوك عنده حق يا حازم
حمزة بحنان: سيبه يا بابا يدلع له يومين ماهو الصغير بردوا
مد حمزة يده ليعبث بشعر حازم ليضايقه وهو يقول: ابقى انزل براحتك يا حزومى
حازم بغضب وهو يرتب شعره بيده: والله انت رخم
انطلق حمزة وهو يبتسم لغضب أخيه الطفولى وهو يقول: ادعى لى يا حاج
★★_★_
بعد نصف ساعة بشقة متواضعه بنفس الحى
ماسة فتاة فى الثالثة والعشرون من عمرها انهت دراستها الجامعية منذ عام لها اخ وحيد يكبرها بخمس سنوات يعمل محاسب بأحدى الشركات الاستثمارية الكبرى ورغم ذلك فهو يرفض الانتقال عن شقة والده المتواضعة ويرعى امه وشقيقته الصغرى فقد توفى والده منذ سنوات
ماسة: ماما انا نازلة اجيب فلفل اسمر وجاية
عواطف: وبعدين يا ماسة يا بنتى هاتى حاجتك على بعضها مش كل شوية طالعة نازلة اخوكى بيزعل
ماسة: وانا يا ماما بروح فين بس ؟ دا انا من يوم ما خلصت الجامعة وانا قاعدة فى للبيت يادوب بجيب الرفايع اللى تنقص
عواطف: ايوة انكرى زى القطط يا بت مش اخوكى بيخرجك ويفسحك
ماسة: ماقلتش حاجة يا ست الكل بس انا معرفش اشترى كيلو طماطم حتى
نظرت لها عواطف بإستسلام وقالت: هاتى اللى يقضيكى لحد ما اخوكى ياخد اجازته يوم الجمعة وينزل يجيب الطلبات
ماسة وهى تقبل والدتها بسعادة: حاضر يا ماما ومش هتأخر
اسرعت تلف حجابها بإحكام فوق عباءتها الواسعةوهرولت نزولا بسعادة فهى سترى حمزة دائما ما تختلق الاسباب لرؤيته لاحت ابتسامه على ثغرها وهى تتذكر كيف خبأت حبات الفلفل لتأذن لها والدتها بالنزول
وهى تهمس لنفسها: اه يا حمزة لو تعرف بحبك قد ايه انت السر الوحيد اللي بخبيه فى قلبى
*********
يجلس حمزة بباب المحل فنادرا ما يتوافد الزبائن في مثل هذا الوقت لكنه يبكر دائما كما إعتاد منذ ايام دراستها ليراها ....هى لم تعد تخرج كثيرا لكنها احيانا تتوجه لشراء بضعة اشياء وهو يعيش على امل هذه الأحيان التى يسترق فيها النظر إليها عله يطفئ شوقه لها وكم تمنى أن يتقدم ليخطبها فتصير زوجة له لكن لحصوله على مؤهل أقل منها يخشى رفض اخيها له .. يتمنى كلما رأها أن يتحلى ببعض الشجاعة فيسألها رأيها فيه لكن شجاعته دائمة الهروب بحضورها.
تهللت اساريره وهو يراها مقبلة بإتجاه متجره هل هى قادمة نحوه حقا ؟؟ ام أن شوقه يخدعه ككل يوم!!
لكنها تقترب حقا حتى اصبحت امامه
ماسة: السلام عليكم
حمزة بإبتسامة مشىرقة: وعليكم السلام اهلا بست البنات ازيك يا انسة ماسة ؟
ماسة بخجل: الحمد لله فى نعمة
حمزة: والشيخ تاج اخباره ايه؟
ماسة: الحمد لله بخير هو حضرتك مش بتشوفه ولا ايه؟؟
حمزة: لا بشوفه بي احب اطمن ....تحت امرك طلباتك ايه؟؟
ماسة: الامر لله عاوزة فلفل اسود
تحرك حمزة سريعا وهو يتمتم : من عنيا حالا
حضر لها الفلفل ومد يده بالكيس فقالت: ايه كل ده؟؟
حمزة ببساطه: دى الكمية اللى بياخدها الشيخ انا حافظ طلباتكم صم
ابتسمت ماسة فمد يده بكيس اخر وهو يقول: ممكن تدى ده للشيخ لحد ما اقابله
تناولت منه الاكياس برحابة وهى تمد يدها بالمال ليقول بحزم: لا والله انا هأحاسب الشيخ لما اشوفه
ماسة: لا ماينفعش ماما تزعل
حمزة بإصرار: والله ما يحصل انا هأحاسب الشيخ لما اشوفه والله
ماسة بخجل: طيب عن اذنك
همت بالانصراف قبل أن يخرج قلبها من صدرها مناديا بأسمه .لكنه يتمنى لو تبقى للحظات بعد فأسرع يوقفها قائلا بلهفة واضحة: انسة ماسة
نظرت له ليتوه بين عينيها وهى تقول برقة غير مصطنعة: نعم
اخفض عينيه عن وجهها وهو يقول: سلمى لى على الحاجة ...مالكيش اى طلبات تانية ؟
ماسة: الله يسلمك يوصل إن شاء الله
وهمت بالانصراف مرة اخرى قبل أن تتوقف ثانية فتتعلق عينى حمزة بها وهى تقول: كنت عاوزة ميه ورد
اسرع يلتقط احدى الزجاجات ويقدمها لها بحب وهو يقول: اتفضلى ده احسن نوع فى السوق طبيعية ومركزة نقطتين بس على كوباية الميه
ماسة: لا انا هغسل بيها وشى
رفع عينيه مكرها من شوقه الجارف وهو يردد بلا وعى : تبارك الله وشك مش محتاج حاجة والله
احاطت عينيه بوجهها الخمرى الذى لا تغيب عنه النضارة والحمرة الطبيعية الخلابة ليظهر توترها فيزيد وجهها حمرة وقلبها يكاد يقفز فرحا ايتغزل بها حمزة!!!
هل يشعر بما تشعر به؟؟؟؟
اسرعت تفر من امامه هاربة بقلبها الثائر وهى لا تدرى انها حين غادرت صحبها قلبه العاشق
**********
خرج حازم من المنزل يخطو مزهوا بنفسه وسط الحارة الشعبية التى يرى انها لا تليق به يرتدى ملابسه الانيقة التى لا تتناسب مطلقا مع العمل بمحل العطارة تفوح منه رائحة عطره الرجولى النفاذ لتتعلق به عيون الصغيرات الحالمات بفتى الاحلام الوسيم يخطو بثقة فهو غير مهتم لامر العمل فشقيقه الاكبر يقوم بكل العمل نيابة عنه ويتفرغ هو لمغازلة الفتيات وكثيرات من يترددن على المحل لسماع كلماته المعسولة وهو كذلك لا يتردد فى اغداقهن بإعجابه الزائف رغم ضيق حمزة من افعاله التى فسرها حمزة بحسن نيه طيش شباب فأخيه الاصغر يعرف حدود الله او قد يكون يظن ذلك.
وصل حازم للمحل اثناء مغادرة ماسة ليرمقها بنظرة متفحصة لم تنتبه لها ولا له وهذا اكثر ما يثير غضب حازم الا تلتفت إليه فتاة ،فوقف ينظر لاخيه وعينيه تلهثان بأثر ماسة الراحلة فيجده ايضا غير منتبه لوجوده فيقف امامه ليمنعه من رؤيتها
قائلا بتهكم: روحت فين يا عم التقيل ؟؟
نظر له حمزة بحرج وقال: الله حازم ايه نزلك بدرى!!
حازم: الحاج محمد يا سيدى صمم انزل وراك
والتفت للاتجاه الذى سارت به ماسة وقال: مش دى اخت الشيخ بردوا؟
حمزة بهيام: اه هى
مصمص حازم شفتيه وقال بتهكم: اتاريك بتفتح بدرى !!
دقق النظر لعينى حمزة وقال: تحب اظبطهالك ؟؟
حمزة بغضب: حازم كله الا دى اياك تقرب منها انت فاهم؟؟
ضحك حازم وقال: الله دا انت واقع بقى !!!
حمزة ولم يفارقه الغضب : خليك في حالك يا حازم واتقى ربنا فى بنات الناس
اخرج حازم علبة سجائره امريكية الصنع بلا اكتراث وهو يقول: وانا مالى هو انا بجرى وراهم هم اللى بيرموا نفسهم عليا
حمزة: علشان انت بتعشمعم يا حازم واتقى الله
حازم: سيبك انا رايح القهوة اشرب سيجارة وجاى لو عوزتنى رن عليا
هز حمزه رأسه بأسف : ربنا يهديك ويتوب عليك يا حازم
انصرف حازم دوو أن يستمع لاخيه
***********
عصرا
جلست ماسة برفقة والدتها وأخيها يتناولون طعام الغداء فى صمت حتى قال تاج: عاملة ايه يا ماسة مرتاحة انشغلت عنك الاسبوع اللي فات معلش
نظرت له ماسة بحب وقالت: الحمد لله يا تاج انا كويسة بس زهقت من القعدة فى البيت
تاج بحنان: تحبى تخرجى يا حبيبتي تعالى افسحك يوم الجمعة
ماسة بسعادة: ياريت يا تاج بس انا كمان عاوزة اشتغل
تاج بحزن: ليه يا ماسة ناقصك حاجة؟
ماسة: مش ناقصنى حاجة ربنا يبارك لى فيك يا تاج بس انا زهقانة
ابتسم وقال : يا ستى بكرة ربنا يرزقك بالزوج الصالح اللي يشغلك ونفرح بيكى
عواطف بلهفة: يارب نفسى افرح بيكم انت واختك يابنى
تاج بمزاح: ماتخافيش يا ماما مش هنعنس
عواطف: ايوة كل ما اكلمك تقولى مش هنعنس واديكم قاعدين جمبى انتو الاتنين
تاج: يا امى لسه بدرى ولا انتى زهقتى مننا خلاص
عواطف بحنان: يا حبيبي عاوزة افرح بيك طيب انوى انت بس وانا اخطب لك ست البنات
نهض تاج معلنا نهاية الحوار هو يقول: إن شاء الله يا امى
ثم ربت على رأس اخته بحنان وقال: ماسة لو سمحتى هاتى لى الشاى جوة عاوز اتكلم معاكى شوية
(تاج شاب ملتزم دينيا واخلاقيا لم يعرف بعمره فتاة ولم يتحدث لفتاة خارج نطاق العمل يحظى بإعجاب الكثيرات من زميلاته بالعمل الا انه لا يلتفت لاحد لقبه اهل الحى ب الشيخ تاج لانه ملتحى يحفظ القرآن الكريم كاملا ويؤم الصلاة في حال غياب الامام واحيانا فى حضوره فقد انعم الله عليه بصوت عذب رخيم يحرك القلوب لم يفكر في الارتباط ورغم ذلك لا يكف عن الدعاء بأن يرزقه الله بالزوجة الصالحة)
**********
نفس التوقيت بمنزل حمزة
استغل حمزة قلة الزبائن ليعود لتناول الطعام برفقة والده
حمزة: السلام عليكم
محمد: وعليكم السلام تعالى يا حمزة حماتك بتحبك تعالى اتغدى معايا
نظر حمزة للطعام بسعادة وقال: ايه ده محشى مرة واحدة احنا عندنا عزومة ولا ايه مين اللى طبخ
محمد: عمتك يا سيدي جت تقعد معايا النهارده شوية لقتنى هسلق الفرحة واعمل رز مخلصهاش وعملت لكم محشى
تناول حمزة شيئا من الطعام بتلذذ : والله وحشنا المحشى من بعد ماما الله يرحمها اتبهدلنا
ظهر الحزن على وجه محمد وقال: الله يرحمها ويحسن إليها احنا بعدها مش عارفين نعيش
حمزة بأسف: انا اسف يا بابا مقصدش افكرك
محمد: وانا امتى كنت نسيت؟؟
نظر لابنه بحنان وقال: مش آن الاوان بقى نفرح بيك يا حمزة ؟؟
ظهر الخجل على وجه حمزة : والله يا حاج كنت عاوز افاتحك فى الموضوع ده
محمد بإهتمام: ده يوم المنى يابنى وحاطط عينك على حد ولا بتفكر بس ؟
ابتسم حمزة ولم يجب فقال ابيه: يابنى بطل الكسوف ده هو فى راجل بيتكسف انا مش فاهم انت بتتعامل مع الزباين ازاى
حمزة بنفس الابتسامة الخجلة: هو انا هتجوز الزباين يا حاج انا بعامل الناس بما يرضى الله
محمد بإصرار: ها ماقلتش عينك على مين ؟؟
حمزة بنفس الخجل: الآنسة ماسة بنت عم السيد شرف الله يرحمه اخت الشيخ تاج
ضحك محمد: خلاص يابنى عرفتها
نظر له حمزة بترقب فقال: والله يا حمزة يا زين ما اخترت طيب ما اخوها صاحبك خد منه معاد ونروح نزورهم
حمزة بفرح: بجد يا بابا يعنى انت موافق؟؟
محمد: طبعا موافق دا احنا ناخدها من وش اخوها السمح وكفاية
حمزة: بس انا خايف ما يرضوش بيا
محمد: ليه يابنى هو انت تتعيب؟؟
حمزة: اصلها مخلصة جامعة وانا يعنى معهد سنتين
محمد: لا يابنى مش الناس دول اللى يفكروا كدة ...اتوكل انت بس على الله وفاتح اخوها
**********
فى منزل تاج
طرقت ماسة باب غرفة اخيها فسمعته يرتل آيات القرآن بصوته الرخيم فدلفت للغرفة بهدوء فصدق ووضع المصحف الشريف على حامله وهو يبتسم لها بحنان: تعالى يا ماسة اقعدى جمبى عاوزك
انصاعت فورا لرغبة اخيها وجلست بجواره فضمها بحب وربت على ظهرها بحنان : حبيبة قلبي اللى كل شوية انسى انها كبرت وبقت عروسة
ماسة بتوجس: لو فينا من عروسة فأنا عيلة علفكرة
ضحك تاج : ما انا كل ما انسى يجى عريس يفكرنى أن عندى عروسة زى القمر
تجهم وجهها وانقبض قلبها ليظهر انقباضه على وجهها فورا وهى تردد: عريس !!
لم يخفى عليه نبرة الحزن بصوتها لكنه قال: ايوة عريس ...انتى بردوا مش عاوزة تقابلى عرسان ؟؟ ده زميلى فى الشغل وانسان خلوق
ماسة: اقابله ليه وانا رافضة الفكرة ؟؟
مد كفه ليربت على رأسها بحنان ويرفع وجهها الحزين ليقول: مالك يا ماسة ؟؟ فيكى ايه يا قلبى !! افتحى لى قلبك
ماسة بخجل: ماليش يا تاج
احاط وجهها بكفيه وقال: انتى قلبك متعلق بحد؟؟؟؟
اطرقت خجلا ولم ترد فإبتسم بحنان وقال: طب قولى لى مين
لم تجب فقال مشجعا: يعنى لو مش هتقولى لاخوكى هتقولى لمين؟؟
ماسة بيأس: ولو عرفت هتعمل ايه يعنى ؟؟ هتروح تخطبهولى !!!
ضحك تاج بشدة وقال : وهو حد قالك إن حرام تعرضى الزواج على راجل لو شيفاه مناسب ليكى!!!
ماسة بفزع: تاج انت بتقول ايه!!!
عاد ليضحك بشدة لبراءة شقيقته ثم قال: ماتخافيش مش هخطبهولك بس اعرف مين لو مناسب ليكى انا هتصرف.
ماسة بخجل : يا تاج انا ...
تاج بحزم مصطنع تعرفه ماسة جيدا: مييين؟؟
ترددت لحظات قبل أن تقول بصوت خافت: حمزة
ارتفع حاجبيه وبدت الدهشة على وجهه وردد: حمزة .......حمزة العطار
الثانى
رفع تاج حاجبيه متعجبا وهو يردد: حمزة!! حمزة العطار!!
ماسة بفزع: والله العظيم يا تاج ما يعرف اى حاجه عن مشاعرى غصب عني والله قلبى اتشد له هو عمره ما لمح بحاجة ولا اتجاوز حدوده معايا
ابتسم تاج: مالك خايفة كدة ايه ؟؟انا مش بتهمك بحاجة
ماسة بإرتياح: انا بس بوضح لك
تاج بمزاح: وانا بقول الفلفل والكمون بيروحوا فين !!!
خبأت رأسها بصدره وهى تبتسم رغما عنها قائلة بصراحة اعتادتها مع اخيها : كنت بخبيهم من ماما
تاج: هههههه ماشى يا عفريتة
ربت عليها بحنان وقال: ربنا يكتب لك الخير يا ماسة حمزة مش وحش ده انسان يعرف ربنا هشوف
ماسة بفزع: اوعى تقوله يا تاج
ضربها ضربة خفيفة على مؤخرة رأسها وقال: انتى عبيطة يابت انتى
ماسة: طب هتعمل ايه:!!
تاج بمراوغة: ماتخافيش مش هروح اقوله بطلب ايدك لاختى
ظهرت الجدية على وجهه وهو يقول: بس انا عاوز منك وعد يا ماسة لو ربنا مش كاتب الخير مع حمزة ماتوقفيش حياتك وتسمعى كلامى
ماسة: حاضر يا تاج ...طب والعريس؟؟؟
تاج: اكيد هعتذر له عمرى ما اغصبك على حد
خرجت ماسة بسعادة لتساعد امها بأعمال للمنزل
**********
عاد تاج من صلاة العصر توا ليجد اخته ووالدته تتسامران
تاج: السلام عليكم
عواطف: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته تعالى بقى اقعد مع الغلباوية دى انا داخلة انام
وتوجهت من فورها لغرفتها ليجلس تاج برفقة شقيقته يعدان جدولا لنزهة يوم الجمعة التى وعدها بها اخيها
دق الباب فقالت ماسة: مين جاى دلوقتي!!
تاج: هنشوف بس ادخلى اوضتك علشان لو حد غريب
توجهت لغرفتها بينما توجه تاج لفتح الباب ليفتحه ويقف مشدوها للحظة
إلتقت عينيه بتلك العينين للحظة واحدة قبل أن يطرق رأسه فورا حيث تقف امامه منتقبة لا يرى من ملامحها غير عينين باكيتين
غالية: السلام عليكم
تاج: عليكم السلام.اى خدمة !!
غالية: مش هنا ماسة السيد شرف
تاج : ايوة هنا لحظة واحدة
وتوجه فورا لاخته لتخرج إليها قائلة: السلام عليكم
غالية: عليكم السلام ازيك يا ماسة
ماسة بسعادة: غالية !!!
واسرعت تضمها وتجذبها للداخل بلهفة: وحشتينى اوى يا غالية!!!
اختنق صوت غالية ولم ترد بينما شعرت ماسة بشهقاتها ليقول تاج فورا: ماسة حبيبتي أنا نازل تحت شوية وجاى
وانطلق دون أن ينتظر ردا لتمد ماسة كفها وترفع النقاب عن وجه صديقتها لتقول بحزن: مالك يا غالية؟؟؟
غالية: مخنوقة يا ماسة
ماسة: تعالى يا حبيبتي...تعالى اقعدى واحكى لى
***********
نزل تاج يخطو مطرق الرأس ثم يستقبل اتجاه محل العطارة ويتوجه إليه فورا حيث قابله حمزة بترحاب
حمزة: شيخ تاج تعالى اتفضل
ابتسم تاج: السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
حمزة: وعليكم السلام يا شيخ
تاج: يا اخى بطل حكاية شيخ دى ..عملتنى شيخ بمناسبة ايه انا خريج تجاره
ضحك حمزة: مش بتصلى بينا فى الجامع تبقى شيخ
تاج: على كدة كل الناس شيوخ المفروض كل المسلمين بيصلوا
حمزة: هههههه انا عارف والله عمرى ما اغلبك ... انا يا سيدى شايفك شيخ
تاج: ماشى يا حمزة قول اللى يريحك
استنشق تاج رائحة البخور العطرة وزفرها بهدوء و هو يقول: الله عليك يا حمزة انا بحب اقعد معاك علشان الريحة الحلوة دى
حمزة: عجبك البخور انا عامل الخلطة دى بإيدى بعت لك منها الصبح مع الآنسة ماسة
تاج بتعجب مصطنع: ماسة شوف البنت دكنت على البخور طب لما اروح لها ...انا هوريها
حمزة بلهفة: لا يا شيخ الله يرضى عليك اوعى تزعلها انا هأعمل لك غيرها
تاج و قد بدأت الصورة تتضح له : هوانا اقدر ازعلها يا حمزة ...ده هى اللى مزعلانى
ومد يده بجيبه ليخرج بعض المال ويمد يده لحمزة : حساب الحاجة اللى خدتها ماسة كام يا حمزة
تجاهل حمزة قول تاج وقال بقلق: مزعلاك ليه بس يا شيخ دى ماشاء الله عليها زى النسمة
تاج: جاي لها عريس يا سيدى ومش راضيه تشوفه حتى
حمزة وقد امتقع وجهه: عريس
ابتلع غصة مؤلمة بقلبه قبل أن ينظر ل تاج الذى اكمل حديثه قائلا: صراحة بيتقدم لها ناس كتير وانا مش عاوز اضغط عليها او اغصبها بس المرة دى بفكر اجيبه علشان الرؤية الشرعية ويمكن لما تشوفه تغير رأيها
حمزة بفزع: ايه تغصبها ازاى يعنى !! انت تعمل كدة بردوا مش موافقة خلاص
تاج: لا طبعا مش هغصبها بس انا خايف عليها مش عارف ايه في دماغها
ابتلع حمزة ريقه بصعوبة وقال: احمممم والله يا شيخ انا كنت عاوزك فى موضوع
تاج بإهتمام: خير يا حمزة إن شاء الله
حمزة: اصل انا يعنى ....كان ابويا قال...يعنى انا وابويا قلنا
تاج: ههههه مالك يا بنى عمال تلجلج كدة ليه
حمزة: اصلى مش عارف بس ابدأ ازاى
تاج: من اى مكان المهم ابدأ
وضع حمزة يده على صدره وزفر بقوة قبل أن يقول: انا عاوز اطلب ايد الآنسة ماسة
قالها دفعة واحدة قبل أن تخونه شجاعته مرة اخرى وهو ينظر ل تاج بترقب
تاج بصدمة مصطنعة: انت بتبص لاختى يا حمزة؟؟
حمزة بفزع: لا والله عمرى ما بصيت لها بصة مش كويسة دى مقامها غالى اوى والله ولا كلمتها ولا كلمة انا طالب حلال ربنا يا شيخ
تاج: هههههه ومالك يابنى أترعشت كدة ايه فى حد يتقدم للجواز بردوا ويكون قلبه خفيف كدة
ضحكة تاج نابعة من قلبه فقد احسنت هذة الشقية الصغيرة الاختيار
حمزة وقد شعر ببعض الراحة ليمد كفه ويمسح حبات العرق التى نضحت على وجهه ثم قال: مش خوف والله يا شيخ بس طبع بقى
تاج: واجمل ما فيك يا حمزة انك حيي ...عموما هات عم محمد وتعالوا بكرة واللى فيه الخير يقدمه ربنا وقوم بقى هات خلطة بخور وشوف حسابك
حمزة: يعنى مش زعلان منى؟!
تاج: لحد دلوقتي مش زعلان بس هزعل لو مخدتش الفلوس دراعى خدل
لينظر حمزة اخيرا ليد تاج الممتدة بالمال منذ بداية الحوار
************
جلست ماسة وغالية بعد خروج تاج فقالت ماسة: احكى لى يا غالية!!
غالية: اسفة يا ماسة أنى جيتلك فجأة كدة بس مكنتش عارفه اروح فين
ماسة: انتى بتقولى ايه يا غالية ! والله لو عارفة عنوانك لكنت سألت عنك علطول بس ايام الجامعه كنا بنتقابل على المحطة وانتى معندكيش تليفون
هدأت غالية قليلا وقالت: مأساتى بدأت بعد ما خلصنا الامتحانات بشهر لما بابا الله يرحمه توفى
ماسة بحزن: إنا لله وإنا إليه راجعون والله يا حبيبتي ما اعرف
غالية: بدأت ماما واخواتى يستفردوا بيا بابا اللى كان بيحوش عنى الله يرحمه خلاص ضرب واهانة وشتيمة لدرجه ماتتخيليهاش
صمتت لحظة ثم اردفت: بعد وفاة بابا باربع شهور ونص بالظبط جه عمى دياب من البلد هو اكبر من بابا الله يرحمه بس اشد منه بكتير قال لازم نرجع معاه طبعا اخواتى رفضوا علشان مصالحهم هنا قام خيرهم يا يرجعوا يا يتجوز ماما لانه شايف إنه عيب تقعد من غير راجل
ماسة: وغصبوا عليكى ترجعى الصعيد؟؟؟
غالية: لا قبلوا إن ماما تتجوز عمى ومن يوم ما اتجوزها وهو بيسافر اسبوع ويجى عندنا اسبوع وماتتخيليش بيعاملنى ازاى بيقولى أنى عنست وانى جبت لهم العار وفى الاخر جاب لى عريس من البلد
ماسة بخوف: وبعدين قبلتى!!!
غالية: فى الاول قلت يمكن يكون ربنا بعته يرحمنى من اللى أنا فيه لكن لما جه علشان الرؤية الشرعية لقيته عنده خمسة وخمسين سنة ومتجوز اتنين وعنده سبع عيال
ماسة بصدمة: يالهوى وعملتى ايه ؟؟
غالية: اول ما وصل جايب حريمه دخلوا عندى الأوضة وعاوزين يشوفوا جسمى رفضت ماما قالت لهم خمس دقايق خرجوا من هنا وهى نزلت ضرب فيا وتقولى : هتجرسينا ويقولوا فيكى انه ورجعت دخلتهم يتفرجوا عليا
ماسة: لا حول ولا قوة إلا بالله وبعدين يا غالية؟؟
غالية: قعدوا يمصمصوا شفايفهم لانى مش عجباهم وفى الاخر قالوا لماما مش بطالة بس نعمل دخلة بلدى منقدرش ندى الراجل واحدة من غير ما نضمنها بإدينا
ماسة بفزع: مش ممكن لسه فى ناس كدة!!!
غالية: وجت من عند ربنا إن الراجل رفضنى بس اخويا رفاعى ضربنى علقة موت وحلف يمين يدينى لاول واحد يطلبنى لو يكون حرامى غسيل وكملت لما عمى حكم لو فات شهر ومحدش طلبنى اتجوز ابنه صخر
ماسة: صخر ده كفاية اسمه
غالية: ومتجوز كمان وعمى يقف يقولى: الراچل مايعبوش شى انتى فى جاعة وهى فى جاعة وهو جادر يكفيكم صحة ومال عاوزة ايه تانى بعد ما بورتى احمدى ربنا انه هيسترك
ماسة: يالهوى يا غالية اوعى تكونى اتجوزتيه ؟؟
غالية: فاضل من الشهر عشر ايام ومفيش قدامى حل تانى
اجهشت بالبكاء وهى تقول: انا محبوسة فى البيت من اربع شهور والله لو مش كبيرة كنت قتلت نفسى وارتحت من العذاب اللى أنا فيه
ربتت ماسة على ظهرها بحنان وقالت: بتقولى ايه يا غالية !! انتى العاقلة تقولى كدة دا انتى عارفة ربنا ...استغفرى واحتسبى وان شاء الله ربنا هيعوض صبرك خير
غالية: يارب يا ماسة ادعى لى
وهبت واقفة لتقول ماسة: الله رايحة فين ؟؟ خليكى معايا شويه
غالية: معلش انا خرجت من وراهم لو عرفوا هيقتلونى راحوا يشوفوا عروسة ل خميس اخويا ألحق اروح قبلهم
ماسة وهى تضمها بحزن: قلبى معاكى يا غالية ربنا يفك كربك
غالية: يارب
وانصرفت غالية تشيعها نظرات ماسة الحزينة
**********
عاد تاج الى المنزل بعد ساعة ليجد اخته وحيدة
تاج: الله هى ماما لسه نايمة؟!
ماسة: ايوة خليها تنام شوية
تاج: صاحبتك روحت؟؟
ماسة : اه من بدرى نزلت بعد نص ساعه علطول
تاج: طيب انا داخل اخد دش قبل اذان المغرب
************
توجه حمزة للمنزل بلهفة ليجد والده وقد توضأ ليتجه لصلاة المغرب
حمزة وهو يقبل يد والده: السلام عليكم يا احلى اب فى الدنيا
الحاج محمد: عليكم السلام يا حمزة شكلك مبسوط اكيد قابلت صاحبك
حمزة بسعادة: قابلته ومستنينا بكرة إن شاء الله
محمد: إن شاء الله ربنا يتمم بخير يا حبيبي
حمزة: يارب يا حاج ...أنت رايح تصلى المغرب
محمد: إن شاء الله
حمزة: طيب دقيقة اتوضأ وننزل سوا
********
يجلس حازم فى المقهى ويقوم بإشعال احدى السجائر غريبة الهيئة ويمسك هاتفه ويتصل بأحد الارقام وينتظر حتى يأتيه الرد فينفث دخان سيجارته وهو يقول بصوت خافت: وحشتينى
الاء: حازم انا زعلانة منك مسألتش عليا من يومين
حازم: وانا مقدرش على زعلك يا قمرى
الاء بدلال: طيب هتصالحنى ولا تسيبنى زعلانة
حازم: اصالحك طبعا نتقابل الليلة على عشرة فى مكانا
الاء بفرحة: ماشى هاجى
حازم: سلام يا قمرى
الاء: مع السلامه
اقبل عليه صديق السؤ ويدعى ابراهيم
ابراهيم: حبيب هارتى اخبارك يا حبيبى
حازم: اهلا يا هيمة اقعد
ابراهيم: كنت بتكلم مين يا ريس
حازم: الاء هو فى غيرها
ابراهيم: هو انت لسه في الحوار ده ؟؟
حازم: ابراهيم انا بحبها ..اكلم اه ..الاغى اه ..لكن مقابلش غيرها
ابراهيم: حب ايه بس يا حازم؟؟ انت غايته بس ماطولتش غرضك ...بعد كدة كلهم شبه بعض
حازم بقلق: لا يا هيمة الاء مش من دول دى بتحبنى
هيمة : تراهن أنى اوقعها فى اقل من شهرين واطول اللى انت ما طولتوش كمان
حازم: لا يا هيمة مش معقول!!!!!
ابراهيم: اقبل انت الرهان بس علشان انت غالى الرهان هيبقى غالى فرش بحاله
شعر ابراهيم بتردد حازم فقال: انت مش خسران حاجة لو سلكت معايا يبقى تشوف مزاجك منها وتقلبها ماسلكتش تبقى شريفة وتتجوزها
حازم بثقة: وإنا موافق على كدة
تمتم ابراهيم لنفسه وهو ينظر ل حازم نظرات خبيثة: ابقى قابلني لو هنيتك عليها
تابعوووووووني
رواية عاشق بدرجة مجنون كامله من هنا
رواية سر الشيطان الأسود كامله من هنا
رواية رحيل الهواري كامله من هنا
رواية انكسار امرأه كامله من هنا
رواية عشق بلا رحمه كامله من هنا
رواية جرح يداويه العشق كامله من هنا
رواية من أجل أبنائي تزوجتك من هنا
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية بسمه موجوعه كامله من هنا
رواية معشوقتي الصغيره كامله من هنا
رواية طلاق بلا تبرير كامله من هنا
رواية الفرار من الحب كامله من هنا
رواية مستشفى بلا حياه كامله من هنا
رواية فرقتنا الظروف وجمعنا القدر من هنا
رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا
رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا
رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا
رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا
رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا
رواية اللعب مع الشياطين من هنا
رواية أحببت مربية ابنتي كامله من هنا
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺