رواية_بين_أحضان_الشيطان بقلم الكتابة سرين البارت الأول ريحة الياسمين حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

رواية_بين_أحضان_الشيطان بقلم الكتابة سرين البارت الأول ريحة الياسمين حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 

الليل كان تقيل... مش مجرد عتمة، لا، كأن السما لبست الحداد، والنجوم رفضت تنور.

الهوا بيعدّي في الشوارع الفاضية كأنه بيزق ذكريات حد مات...

بس في وسط السكون ده، كان في بيت صغير في طرف البلد، نوره منور خفيف...

وفيه بنت قاعدة على سريرها، عينيها مفتوحة، ومش بتقدر تنام.

اسمها ليلى.

عندها عشرين سنة، عايشة مع جدها من وهي عندها ١٠ سنين بعد ما أهلها ماتوا في حادثة عربيات مريبة، الكل بيقول عليها "قضاء وقدر"، لكن هي؟ عمرها ما اقتنعت.

ليلى كانت مختلفة... مش بالشكل، لكن بالإحساس.

من وهي صغيرة وهي بتحس بحاجات غريبة...

أصوات، لمسات، أحلام...

بس في آخر أسبوع؟

بقت الكوابيس حقيقية

كل ليلة، الساعة تلاتة بالضبط، بتصحى على ريحة ياسمين قوية، كأن في حديقة مزروعة تحت سريرها.

والأغرب؟

إنها بتلاقي على رقبتها علامة صغيرة... زي عضّة، بس ناعمة، زي اللي اتعملت بحب... أو بشهوة.

ولما بتحاول تقوم... بتحس بصوت في ودنها، بيهمس:

"تعالي... أنا مستنيك

في الليلة دي، قررت ترد...

قامت من على السرير، لبست جاكيت قديم لونه رمادي، وخرجت من البيت وهي بتترعش... مش من البرد، من اللي هتشوفه.

مافيش نور في الشوارع، غير نور القمر اللي بيخبط على الأرض ويكشف الطريق.

مشيت برجليها لحد ما وصلت عند مكان كل البلد بتخاف منه...

قصر "المندرين" المهجور.

القصر ده له حكايات، الناس بتقول عليه مسكون، وإن أي حد بيقرب منه... بيختفي.

في ناس قالت إنه بيت للجن، وناس قالت في كيان بيعيش فيه... اسمه "العاشق".

بس ليلى؟

كانت بتحس إن في رابط بينها وبينه... كأن في حاجة جواها بتشدّها ليه، غصب عنها.

لما وقفت قدام بوابة القصر الحديد، الباب اتفتح لوحده...

وطلع صوت صرير عالي، كأن القصر بيصحى مخصوص علشانها.

دخلت.

القصر كان كبير جدًا... سقفه عالي، والجدران عليها نقوش سحرية، فيها أعين بتراقبك من كل زاوية.

بس رغم الرعب... ليلى حسّت بالأمان!

حسّت إن المكان ده... مستنيها من سنين.

خطواتها على الأرض كانت بطيئة، وكل ما تمشي خطوة، الشمع بينوّر لوحده...

وأخيرًا، وصلت لصالة كبيرة، فيها مراية طويلة من الأرض للسقف.

ولما وقفت قدام المراية...

شافت نفسها.

بس مش لوحدها.

وراها... كان واقف.

طويل... ضهره عريض، لابس أسود، شعره نازل على عينه شوية... وعيونه؟

عيون سودا كأنها بير جوا ظلمة، فيها حاجة... حاجة بتشدّ، وتخوف، وتغري.

قال بصوت هادي جدًا... بس بيهز الكيان:

ـ "كنت عارف إنك هتيجي النهارده."

ليلى حاولت تتكلم، بس صوتها ماطلعش.

هو ضحك، قرب منها، ومشى حواليها ببطء، وقال:

ـ "أنا مش حلم... ولا خيال.

أنا اللي بيحبك من قبل ما تتخلقي.

أنا اللي مش هسيبك... مهما حصل."

ـ "إنت مين؟"

وقف قدامها... ووشه بقى قريب جدًا.

وقال:

ـ "أنا اسمي مش للناس...

بس ليكي؟

أنا... عشيقك."

مد إيده ولمس رقبتها عند العلامة، وقال:

ـ "كل ليلة بوصّلك...

بس المرة دي؟

مش هتروحي."

ليلى حاولت تبعد... بس جسمها ما اتحركش.

حسّت كأن في قوة جواها... عايزة تقعد، عايزة تنتمي ليه.

بس قبل ما تنطق بكلمة...

الباب وراهم اتقفل بقوة.

وظهر وشه الحقيقي في المراية...

مش بني آدم.

نصه شيطان... ونصه ملاك.

وشه جميل... لكن عينه فيها جحيم.

بس الغريب؟

إن قلبها دق... مش من خوف.

من لهفة.

وفي اللحظة دي، بدأت الحكاية...

حكاية عشق... مابين إنس وجن.

ما بين قلب طاهر... وروح مظلمة.

وحب تمنه... يمكن يكون روحها.

تابعوووووووني 

رواية بين أحضان الشيطان من هنا