رواية أبو الرجاله الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية أبو الرجاله الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية أبو الرجاله الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


بمنزل ثريا..

حالة غريبة من الجنون حدثت، قام الشباب لاحتضان أبيهم بسعادة أستقبلهم كمال بكل صدر رحب، شعر بالانتشاء من كم المباركات الساقطة على أذنه من تربية يده الطيبة، ليضم الثلاثة بوقت واحد وهمس لهم بصوت وصل إليهم فقط :


_ الجول الرابع جاي في السكة..


نظروا لبعض قبل أن يقول خاطر :


_ يا كبير يا قدوة أنت عارف يا حاج أنا بمشي في الشارع رافع رأسي لأني أبن كمال أبو الدهب وتربية إيده..


نظرت هادية لوالدتها بصدمة منتظرة أن تسمع منها كلمة رفض تريح قلبها ولكن كانت الصاعقة عندما قالت عطر بمرح :


_ إيه الكلام ده ألف مبروك يا ماما..


أين ثريا من كل هذا؟!.. تجلس بجوار كمال كما هي وتضع كفها على بطنها بعجز شديد، هذا الصغير الذي مازال ينبت بداخل رحمها أعلن هزيمتها، غير قادرة على رفع عينيها بعين بناتها، اذا رفعتها لن تتحمل العتاب، الدهشة، وربما ستكون النظرة الأقوى هي الخذلان..


لأول مرة كمال يكون على قدر عالي من المسؤولية، أشار للشباب بالخروج ثم وضع يده على ظهر ثريا قائلا بهدوء :


_ أخرجي معاهم يا ثريا أنا عايز البنات لوحدنا..


رفضت بحركة سريعة من رأسها ليأخذ نفسا عميقا قبل أن يقوم من على الأريكة ثم جذبها من يدها إلى خارج الغرفة وأغلق الباب خلفه، عاد ليجد الثلاث فتيات واحدة خائفة من القادم والأخرى سعيدة بما حدث والإخيرة تأخذ وضع الهجوم، جلس محله مردفا :


_ أكيد مش موافقين صح؟!..


أجابته هادية بغضب :


_ هو حضرتك كنت مستني رد تاني غير ده مننا؟!..


_وليه لأ؟!..


_ بجد بتسأل ليه لأ، يمكن مثلا عشان عملة إبنك الكبير في أختي والا يمكن عشان اللي ناوي يعمله نوح باشا بعد ما أكل بعقل الحمارة دي حلاوة، ده كفاية أوي كم الجوازات اللي اتجوزتها في السر بعد موت مراتك وأيام ما كانت عايشة، أمي ست شافت كتير ويوم ما تختم السواد ده أكيد مش هيبقى بكمال أبو الدهب..


لم يرد بل أشار لفيروز كي تتحدث هي الأخرى وتقول ما بداخلها فقالت :


_ أنا عشت في بيتك فترة، عمري ما شوفت منك حاجة وحشة، لكن دي أمي وكلنا عارفين إن حضرتك مش هتقدر تعيش مع ست واحدة مهما كانت هي مين، بلاش توجع قلبها وقلوبنا عليها وأقفل على الموضوع ده..


تنهد بهدوء، رغم كل ما سمعه إلا إنه مازال على قدر كبير من الثقة والكبرياء، نظر لعطر بابتسامة حنونة مردفا :


_ وأنتِ يا عطر شايفة الموضوع زيهم كدة؟!..


حركت كتفها ببساطة قائلة :


_ حضرتك فعلاً اتجوزت كتير بس أول مرة تأخد خطوة زي دي، أنا مش مهم عندي حاجة غير إن ماما تكون راضية ومبسوطة وطالما جات معاك لحد هنا تبقى هي كمان عايزة، ربنا يوفقكم يا عمو..


ابتسم قائلا بحديث صادق :


_تفتكروا إيه اللي يخلي راجل بالصفات دي ييجي لحد هنا ويتقدم كمان؟!..


_ ايه؟!..


ضحك بخفة يخفى بها خجله لأول مرة قبل أن يقوم ويفتح الباب ليجد ثريا وثلاث شباب يضعون آذانهم عليه، جذبها ليضمها لصدره قائلا بقوة :


_ الحب يا بنات ثريا الحب ، اتكلمنا كتير وسمعت لآراء الكل لكن طبعاً عارفين إن محدش فيكم فارق معايا وإن القرار الأخير هيكون ليا عشان كدة مش عايز أسمع غير كلمة مبروك..


_____ شيماء سعيد _______


بصباح يوم جديد كانت تجلس ثريا بغرفة السفرة بمفردها، وصلت لمرحلة أنها تخشى حتى الدق على باب غرفة الفتيات، حركت يدها على بطنها بحنان قائلة :


_ متزعلش مني بس أنا خايفة أوي من وجودك، وكمان خايفة عليك أنا مش عايزك تبقى زي كمال المصيبة الأكبر لو طلعت بنت بجينات كمال المهببة دي..


فاقت على كف فيروز الذي طبطب على ظهرها، رفعت وجهها إليها مردفة :


_ زعلانة مني يا فيروز مش كدة؟!..


ابتسمت إليها ثم قبلت رأسها بحب قائلة :


_ أنا عارفاكي كويس يا ماما ومتأكدة إن في مصيبة ورا الجوازة دي بس كل اللي أقدر أقوله دلوقتي إني في ضهرك وقت ما تحبي حد مننا يقف جانبك هنبقى كلنا واقفين..


حديث بسيط ادخل بقلبها أمان ودفء لذيذ، وجدت نفسها تلقي برأسها على صدر ابنتها لأول مرة تأخذ حنان بعدما كانت تعطي فقط، خرجت هادية على هذا المشهد قائلة بسخرية :


_ أهلاً بالمصفوعين من أبو الدهب وعياله..


نظرت إليها فيروز نظرة قوية حتى تصمت فقالت ثريا بتعب :


_ سبيها تقول اللي في قلبها يا فيروز أنا مش زعلانة..


لمعت الدموع بعين هادية لتقترب من والدتها سريعاً وألقت بنفسها أسفل قدميها ويدها تضم يد ثريا مقبلة إياها عدة قبلات وهمست لها بنبرة رجاء واضحة :


_ بلاش الجوازة دي يا ماما الراجل ده وحش مش ده كان كلامك ليا من الأول أبو الدهب وعياله نار اللي يقرب منها لازم يتحرق راح فين الكلام ده دلوقتي؟!..


مسحت ثريا على خصلات هادية بكف مرتجف قائلة :


_ ولسة عند كلامي بس لازم تعرفي كويس أوي إني بحبكم ومعنديش في الدنيا أغلى منكم، بلاش عتاب يا هادية خليكم جانبي وبس لأول مرة بقولكم أنا عايزة أسند عليكم ينفع؟!..


حركت الاثنتان رأسيهما سريعاً لتفتح ثريا ذراعيها لهما، دام العناق دقائق طويلة حتى دق الباب، ابتعدت ثريا قائلة :


_ أبدأوا فطار لحد ما أشوف مين بيخبط..


كانت دقات الباب بصوت طبلة، ارتجف جسدها على سماع صوت أبناء أبو الدهب بأغنية " زينة شباب العيلة الحيلة الحلوة دي جابت رجليه" دارت الدنيا بها وأصبحت رؤيتها بسيطة وضعت يديها على رأسها لتحاول التحلي بالقوة والتغلب على تلك الكارثة، فتحت الباب أخيرا لترى كمال وأبنائه و بالمنتصف مأذون محمول على ذراع الثلاثة يسب ويلعن قائلا :


_ يا أستاذ كمال ده غلط الساعة سبعة الصبح مينفعش تأخدني من سريري بالطريقة دي..


قال نوح بهمجية :


_ معلش يا مرات أبويا خدي خطوة ورا خلينا ندخل الراجل بدل ما يقع مننا و يدغدغ..


جز المأذون على أسنانه بعصبية مرددا :


_ نزلوني بقى ما أنا معاكم أهو..


أفسحت لهم المجال وهي مصدومة من ما يحدث أمام عينيها، عن أي مأذون يتحدث وهي زوجته بالفعل؟!.. دلفوا ليضعوا المأذون على الأريكة الموضوعة بالصالة، حرك خاطر يده على رأس المأذون :


_ حقك علينا يا شيخنا بس أسلوبك خلانا نستخدم العنف..


_ أنا ساكت بس عشان الحاج كمال راجل محترم أوعوا تفتكروا إني خايف منكم..


ابتسم إليه كمال وقال بهدوء :


_ أنت عارف العيال دي جيل متهور كان الأفضل تيجي معاهم من غير ما ترفض، فيها إيه يعني لما تكتب كتاب الساعة 7 الصبح..


قبل أن يكمل حديثه جذبته ثريا لشرفة المنزل وهي بحالة من الصدمة، كل ما يحدث معها فوق طاقتها بكثير تشعر كأن بينها وبين الجنون خطوة واحدة فقط، رفع حاجبه ببراءة قائلا :


_ مالك يا حبيتي في عروسة حلوة زيك كدة تبقى مكشرة؟!..


عضت على شفتيها بتعب، هي الآن تشعر بالخمول وليس لديها روح للجدال، أشارت بعينيها للخارج هامسة :


_ مأذون إيه يا كمال وإحنا أساسا متجوزين عند نفس المأذون؟!..


أرسل إليها قبلة بالهواء ثم رفع كفه ليمرره بحنان على وجهها مردفا :


_ متخافيش ده مسلسل هنكتب قدام البنات وخلاص على كدة..


_ طيب أشمعنا النهارده وبدري كدة ما كنا نستنى أسبوع والا حاجة الناس هتقول علينا إيه؟!..


قرص وجنتها واليد الأخرى مسح على بطنها مردفا :


_ مش ابن كمال أبو الدهب اللي ينام برة بيته كفاية أوي ليلة أمبارح، وبعدين ده يوم المنى يا ثريا اللي تمشي فيه أيدك في أيدي قصاد الكل ويبقوا عارفين إنك حلالي..


أومأت إليه وهي مسلوبة الإرادة، ستذهب خلفه للنهاية وبعدها ستأخذ حقها منه بطريقة ثريا..


ذهبت خلفه ليقول كمال بهدوء :


_ يلا يا هادية يا حبيبة عمو أدخلي جيبي لنا الشربات..


حركت رأسها ساخرة وألقت نظرة سريعة على والدتها قبل أن تدلف للمطبخ لتعد القهوة، وضعت القهوة على النار مردفة بسخرية :


_ قال شربات قال،، المناسبة دي يلزمها قهوة سادة ويبقى كتر ألف خيري كمان..


شعرت بيد تلتف حول خصرها لتصرخ بفزع وقبل أن يخرج صوتها كان كف خاطر يوضع فوق شفتيها، قاومته بشراسة بعدما علمت هويته ليقول بنبرة مرحة :


_ اهدي على نفسك يا بسبوسة مهما قاومتي مش هتخرجي من حضني إلا لما أقرر..


أغلقت عينيها لعدة ثواني وظلت ثابتة حتى فتحتها بخبث لتضع كفه بين أسنانها صرخ خاطر قائلا :


_ سيبي إيدي يا بت أحسن لك.. 


بالفعل تركت كفه ليبتعد عنها خطوة للوراء وعلامات الغضب ظاهرة على معالم وجهه، حركت حاجبيها باستفزاز مردفة :


_ بلاش تلعب بالنار تاني يا أبن أبو الدهب أنت مش قدي. 


رسم على وجهه إبتسامة لعوبة وتبخر غضبه ليعود ويقترب منها مردفا بمكر :


_ والله وهيتقفل علينا باب واحد دي هتبقى حاجة آخر قلة أدب.. 


نظرت إليه بعدم فهم مردفة :


_ هو أنت عقلك هفك وناوي تعيش معانا والا إيه؟!.. 


قهقة بمرح على غبائها وأشار لها على والدتها ووالده بالخارج وهو يقول :


_ لأ الحاجة ثريا بقت مرات أبويا ومكان الست فين؟!.. 


أجابته بنفس الغباء وهي تتمنى أن يكون ما وصل إليه عقلها مجرد تخيل :


_ فين؟!.. 


غمز لها بوقاحة قائلا :


_في سرير جوزها سرير أبويا بقى عندنا في الشقة، ومادام هي هتتجوز يبقى هتأخد معاها بناتها، الشقة عندنا على القد يا دوب كل واحد فينا أوضة وعشان كرم أخلاقي هخليكي معايا في نفس الأوضة.. 


فارت القهوة ليسقط منها القليل على الأرض، أشار لها بعينيه قائلا قبل أن يتركها ويذهب للخارج :


_ القهوة فارت منك إلحقي بقى بلي الشربات... 


وضعت كفها على صدرها وهي تكاد تأخذ أنفاسها المسلوبة، عقلها توقف عن التفكير هي الآن على أبواب الحجيم، ستعيش معه تحت سقف واحد كيف؟!.. 


_ هبقي معاه في بيت واحد؟!... 


أما بالخارج جاء المأذون ليذهب فقال فريد :


_ أستنى يا شيخنا أنا دافع فلوس وعايز أكتب أنا كمان.. 


تعجب كمال ونظر لفيروز ليري تبدل ملامح وجهها فقال :


_ عايز تتجوز مين يا فريد ما انت متجوز.. 


_ عايز أتجوز هادية.. 


_____ شيماء سعيد _____


أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️


الفصل الثانى عشر

#أبو_الرجالة

#الفراشة_شيماء_سعيد


بمنزل فريد.


أخذت هالة تتابع أحد البرامج على التلفاز بملل شديد وبين كل دقيقة والأخرى تنظر لهاتفها المحمول، الساعة العاشرة صباحاً وفريد من ليلة أمس خارج المنزل، تنهدت بتعب وجملة والدها تعود برأسها من جديد :


_ ده مش حب ده قلة قيمة، شخصيتك اختفت من يوم ما حبيتي البني آدم ده..


ابتسمت على حالها يا ليت والدها يعلم الحقيقة كاملة، دق قلبها مع سماع صوت خطواته تقترب من الغرفة فقامت سريعاً لتفتح الباب مردفة بلهفة :


_ كنت فين كل ده يا حبيبي وحشتني أوي وقلقت عليك أوي أوي..


جذبها بحنان ليضمها لصدره ثم وضع أعلى رأسها عدة قبلات حنونة، أخذت هي نفسا عميقا ثم رفعت نفسها قليلاً ليصل إليها أكبر قدر من رائحة عنقه المميزة، بعد دقيقة كاملة أبعدها عنه مردفا :


_ أنا خطبت..


أتسعت عيناها بذهول، فتاة ثالثة بحياته؟!. تشوش عقلها بعدم فهم وقالت :


_أنت لحقت تزهق من فيروز عشان تخطب بعدها..


ألقى بجسده على الفراش بتعب مشيراً إليها لتاتي بين أحضانه نفذت أمره ونامت على صدره ليقول بنبرة هادئة :


_ أنا متجوزتش فيروز، لكن خطبت هادية أختها النهاردة الصبح..


صدمة جديد حلت على رأسها ما السحر المميز بفتيات تلك العائلة؟!.. أبتعدت عنه وعينيها تبحث عن الإجابة بداخل عينيه هامسة :


_ وهي موافقة تتجوزك بعد اللي أنت عملته في أختها..


أومأ إليها ببساطة وابتسامة حنونة :


_ موافقة وفرحي عليها هيبقى أخر الشهر، بس سيبك من كل ده أنتِ مالك حلوة النهاردة كدة ليه؟!..


نسيت كل شيء وابتسمت إبتسامة بلهاء تدل على مدى سعادتها قائلة :


_ بجد يا فريد أنت شايفني حلوة؟!..


تحرك قليلاً لتسقط من فوق صدره على الفراش وضم خصرها لتبقى مقيدة بين يديه هامسا :


_ أنتِ متأكدة إنك ست حلوة أوي ومش محتاجة رأيي عشان تتأكدي من ده..


نفت بحركة بسيطة من رأسها بحزن ثم قالت :


_ المهم إني أبقى في عينك حلوة مش فارق معايا حاجة تانية..


طبع قبلة خفيفة على جفن عينها مجيبا عليها بقوة :

_ لو مش حلوة في عيني مش هقرب منك، أنا راجل بحب الستات ومش أي ستات لازم تكون حلوة وأوي كمان..


ضمت نفسها إليه برجفة بجسدها من كم المشاعر التي تشعر بها على يده مردفا بذوبان :


_بعشقك يا فريد..


____ شيماء سعيد _____


بمنزل خاطر دلفت إليه نوسة زوجته السرية السابقة لتجده يضرب بأي شيء أمامه بالحائط ابتلعت لعابها بتوتر وعقلها حثها على الرحيل من أمامه قبل أن يتحول عليها، وقبل أن تخطو بساقها خطوة واحدة للخارج جذبها من خصلاتها لتسقط على الفراش صارخا بغضب :


_ اترزعي هنا هو أنا طلبت منك تروحي في حتة..


حركت رأسها سريعاً نافية قالت بنبرة صوت متقطعة :


_ قولي بس مالك يا سيد الناس إيه اللي مزعلك؟!..


ماذا يقول، يقول أنه أخذ أول صفعة بحياته من امرأة؟!.. كيف يقولها؟!.. يغلي يشعر بغليان بأعماق قلبه يحثه على حرق الأخضر واليابس، ابنة ثريا لعبت به والآن وافقت على الزواج من شقيقه..


مع اشتعال جسده خلع قميصه وألقى به على الأرض قائلا :


_ قومي هاتي ورقتين عرفي من جوا ونادى البواب..


أتسعت ابتسامتها من جملته، سيعود زوجا لها من جديد وهذا يوم عيدها، قامت سريعاً لتفعل ما طلبه منها وخلال دقائق كانت بين أحضانه، مررت يدها على صدره هامسة :


_ شكلك مش مبسوط اننا رجعنا يا سي خاطر..


_ لا مبسوط ولا طايقك بس جوايا طاقة مكبوتة لازم تخرج..


رغم غيظها من رده الا إنها صمتت وذهبت معه بأرض ممتعة لا يستطيع رجل أخذها إليها من وسط كل علاقاتها إلا خاطر أبو الدهب، بعد وقت طويل انتهى وكأنه بداخل حرب ولكن نيران قلبه لم تنتهي، زاد الأمر سوءا مع وصول رسالة واتساب على هاتفه أخذ الهاتف ليراها ويا ليته لم يفعل " أكيد أنت حاليا بطلع همك في واحدة من ****** اللي تعرفهم، تعيش وتأخد غيرها يا إبن أبو الدهب"..


اللعنة هذه الفتاة تقوده للجنون، قام من على الفراش مردفا :


_ ماشي يا بنت ثريا أقسم بالله ما حد جايب عينك الأرض غيري عشان تعرفي أنتِ بتلعبي مع مين كويس..


_____ شيماء سعيد _____


بمنزل كمال..


بغرفة فيروز وهادية، ظلت فيروز صامتة منذ ما حدث، أخذت تضع ملابسها بخزانة الملابس الجديدة وبعدما إنتهت ألقت نظرة سريعة على هادية التي تفرك بيدها بتوتر وقالت بهدوء :


_ أحط هدومك في الدولاب معايا وإلا هتعمليها أنتِ؟!..


هذا الصمت قاسي على قلبها، قامت من على الفراش بخطوات بطيئة وعينيها بالأرض لا تعرف ماذا تقول أو كيف تشرح، وقفت أمام فيروز وقالت بحزن :


_ هتفضلي ساكتة كتير؟!.. أكيد في كلام بنا لازم يتقال مش كدة؟!..


فتحت فيروز ذراعيها لتتعجب هادية من هذا التصرف الا أنها ألقت نفسها بين أحضان شقيقتها وكأنها وجدت أخيراً طوق النجاة، قدرة فيروز على ما يحدث حولها إنتهت، تلك الحرب خاسرة وكل من حولها يخوضها بلا وعي، مررت كفها على ظهر هادية مردفة :


_ اية رأيك يا هادية لو نحجز كلنا عند دكتور نفسي، حاسة إن بعدها هنرتاح كلنا..


أبتعدت عنها هادية بذهول قائلة :


_ أنتِ بتقولي إيه إحنا مش مجانين عشان نوصل للمرحلة دي، لو فعلاً عايزة ترتاحي يبقى لما نأخد حقنا الأول..


فلتت ضحكة ساخرة من فيروز قبل أن تردف :


❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️

_ حقنا من مين؟!.. المثل بيقولك اللي ميخافش ربنا خافي منه، عيلة أبو الدهب كلها ماشين غلط من غير ما يحسوا بلحظة ندم واحدة، هادية حبيبتي أنتِ الوحيدة فينا دلوقتي اللي لسة على الشط، أبعدي عن الطريق ده أنا مش عايزة أخسرك..


_ أنا نزلت البحر فعلاً وحالياً يا أما أغرق أو أطلع سليمة..


جذبت فيروز خصلاتها بجنون وقالت :


_ فريد وخدك كوبري وممكن عادي يقعد معاكي يومين ده واطي لكن بعد كدة هيكون مصيرك إيه؟!..


أقتربت هادية من شرفة المنزل ونظرت لخاطر الذي يهبط من سيارته وعلى معالم وجهه حالة من الغضب، رفعت كفها إليه وأرسلت له قبلة بالهواء مردفة لفيروز :


_متخافيش في واحد تاني عايزني ومش هيخلي فريد يقرب مني، المرة دي مش هنخسر يا فيروز ولاد أبو الدهب هما اللي هيخسروا بعض..


جلست فيروز على الفراش قائلة بتعب أعصاب :


_ محدش فينا هيطلع كسبان يا هادية....


_أنا هطلع كسبانة متخافيش..


أنهت جملتها وخرجت من الغرفة، تعلم أن المواجهة صعبة خصوصا مع شخصية مجنونة مثل خاطر ولكنها ستكون أكثر من متحمسة لرؤية رد فعله، بخطوات سريعة وصلت لباب المنزل حتى تفتحه له قبل أن يفتحه هو، رفع رأسه ليراها أمامه تبتسم إليه إبتسامة مستفزة، قائلة :


_ شوفتك وأنت جاي قولت لازم افتح لك الباب بنفسي عشان تحس إن بقى عندك أخوات بنات في البيت.. 


جاءت إليه بنفسها دون أن يبذل معها أي مجهود، وهو أكثر من مرحب بذلك، لون شعرها البني الغامق لفت نظره ليمد يده مرة واحدة وياخذه بكل قوة ويسير بها لغرفة نومه، وضعت يدها على يده قائلة بألم :


_ شيل أيدك يا حيوان أنت بتوجعني.. 


أغلق باب غرفته بساقه ثم تركها مردفا ببرود :


_ أدخلي حضري الحمام.. 


جزت على أسنانها بغيظ قائلة :


_ حمام إيه ما تفوق بدل ما أمسح بيك بلاط الحمام.. 


_ تؤ تؤ كدة أزعل منك يا هادية، مش الأخوات برضو بيحضروا لبعض الحمام خصوصاً لو الأخ ده تعبان وشقيان.. 


مستفز ولكنها هي الأخرى تأخذ لقب مستفزة عن استحقاق، أومأت إليه ودلفت للمرحاض ليدلف خلفها مبتسما فقالت :


_ مش كان أولى تستحمى في المكان اللي كنت شقيان فيه؟!.. 


حرك رأسه بمكر ووضع أصبعه تحت الماء ليقيس درجة الحرارة قائلا :


_ كتر خيرهم عملوا معايا الواجب كمان هطلب منهم يحضروا الحمام هبقي قليل الذوق أوي.. 


إنتهت من وضع الماء وقالت وهي بطريقها للخارج :


_ طول عمرك بتعرف الأصول، همشي بقى عشان أرن على خطيبي.. 


قالتها لتخرجه عن بروده هذا إلا أنه جذبها لتسقط معه بحوض الاستحمام مردفا :


_ طول عمرنا أبويا معلمنا لما يكون معانا حاجة نقسمها سوا، وفريد عمره ما عز عليا حاجة نفسي فيها.. 


______ شيماء سعيد ______


بغرفة كمال..


كان الحال عجيب، الغرفة بأكملها شموع غارقة ببحر من الورد الأحمر، نظرت إليه ثريا بذهول وقبل إن تخطو خطوة واحدة للداخل حملها بين ذراعيه مردفا بحنان :


_ مفيش عروسة تدخل بيتها على رجليها أبداً هشيلك بين أيديا عشان أفضل العمر كله شايلك..


لمس قلبها بجملة بسيطة جعلها ترتجف من حلاوة تلك المشاعر، وضعت كفها على صدره لتحاول النزول إلا إنه تمسك بها أكثر مردفا :


_ بطلي فرك دي ليلة مفترجة...


_ وايه المناسبة إن شاء الله؟!..


وضعها علي الفراش المزين بقلب من الورود قائلا بمكر :


_ مهي الليلة دخلتنا يا عروسة، مش الناس كلها عرفت إنك مراتي يبقى لازم أدخل..


بحركة مفاجأة ضربته على صدره ليفقد توازنه ويسقط أرضا، أصابته حالة من الذهول بسببها جرئتها تلك في التعامل معه، فهي منذ أول ليلة لهما معا هادئة مطيعة رغم قوتها تأتي أمامه وتبقى صامتة، قال :


_ في إيه يا بت مالك جبتي الصحة دي كلها منين..


أجابته وهي تسند ظهرها على الفراش وتضع كفها على بطنها تمرر اياه على طفلها بحنان مردفة ببرود :


_ اتجوزتك عشان الواطي اللي كان قبلك صورني وباع الفيديو ليك، كنت مذلولة طول السنين اللي فاتت دي عشان خايفة من الفضيحة من شكلي أدام بناتي أما دلوقتي بقي معنديش حاجة أخاف عليها أو منها يا أبن أبو الدهب..


اللعنة يبدو أنه فقد سيطرته بالتحكم بها، جذبها من خصرها لتبقى بين أحضانه هامسا بنبرة لعوب :


_ بلاش نبوظ الدخلة ونبقى نحل المشاكل العائلية دي بعدين، تعالي في حضني خليني أحس بطعم السمنة البلدي..


حركت رأسها بنفي وهمست وهي تلعب بزر قميصه :


_أنت دخلت من زمان، تبعد بالأدب والا أصوت وألم عليك البنات والرجالة يا أبو الرجالة؟!..


أبتعد عنها مثل الطفل الصغير الذي حرم من وجبة الايس كريم المفضلة لديه وأردف بحسرة :


_ بس ده ظلم يا ثريا..


أجابته بسخرية قبل أن تفتح حقيبة ملابسها وتأخذ منها منامة النوم خاصتها وتدلف بها للمرحاض :


_أهو مرة من نفسك تبقى مظلوم بدل ما أنت أبو لهب طول الوقت..


أغلقت الباب بوجهه ليحرك رأسه برفض لما يحدث أمامه، هو قتيل تلك الليلة ولن يتركها مهما فعلت، إذا كانت تريد أخذ حقها فهو موافق ولكن إلا الليلة، خلع قميصه بهمجية وخلفه بنطلونه ثم بحركة جنونية ضرب باب المرحاض ليسقط أرضا قائلا :


_تصوتي تلمي عليا الحي كله مش كمال أبو الدهب اللي يتعمل فيه حركة زي دي، الليلة دي بالنسبة ليا يا قاتل يا مقتول يا ثريا..


_______ شيماء سعيد ______


أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️


الفصل الثالث عشر.

#أبو_الرجالة

#الفراشة_شيماء_سعيد


بعد مرور أربعة أشهر..


بالمشفى الخاص بفريد، انتهت فيروز من الكشف على المريض وهي تحاول بشتى الطرق فتح عينيها من شدة الإرهاق، حملت الطفل بحنان وقدمت الصغير لوالدته المنهارة بالبكاء مردفة بهدوء :


_ إهدي يا مدام هو الحمد لله بقى بخير بس لأزم يطاهر لأن كدة غلط عليه..


ردت عليها المرأة بنبرة مرتجفة :


_أنا جوزي سافر من أسبوع ومش عارفة أعمل إيه دلوقتي حتى المستشفيات الحكومية رفضت تقرب من الولد، أرجوكي اعملي أي حاجة وأنا معايا الدبلة هديها للحسابات تحت لحد ما أجيب الفلوس..


أشفقت على حالها وتذكرت موقف شبيه بهذا بعدما انفصل والدها عن والدتها، وقتها كانت عطر تحتاج لعملية الزايدة ولم يفعلها أحد إلا فريد ومن ماله الخاص..


حركت رأسها سريعا تنفض تلك الذكريات من داخلها ثم قالت بهدوء :


_ الموضوع محتاج دكتور جراح، إرتاحي هنا خمس دقايق وأنا هتصرف..


ضمت السيدة ولدها لها أكثر ووضعت عدة قبلات خفيفة على رأسه لتبتسم فيروز وتذهب لمكتب فريد، دقت على الباب مرة والثانية حتى وصل إليها صوته الهاديء يأذن لها بالدخول، فتحت الباب وأقتربت من المكتب بخطوات سريعة قائلة :


_ دكتور فريد في ولد لازم يطاهر حالا بس والدته مش معاها الفلوس، اعملها وأنا هدفع حساب المستشفى..


أزال نظارته الطبية عن عينيه وأغلق الملف الموضوع أمامه، نظر لعينيها وجد بداخلهما لهفة وخوف، قام من مقعده واقترب منها مردفا بهدوء :


_ اهدي مال وشك أصفر كدة ليه؟!..


وصل إليه رجفة كفها ليضغط عليها بحنان قائلا :


_ في إيه يا فيروز متخافيش هدخل أعمل للولد اللازم وعلى حسابي كمان بس اهدي أنتِ..


أومأت إليه عدة مرات وجلست على أقرب مقعد، كيف تقول إن مشكلتها أكبر بكثير من هذا الصغير، أعصابها أصبحت منهارة مع أي شعور بالتوتر يبدأ جسدها بالإرتجاف، رفعت عينيها بتعب لتجد صورة شقيقتها موضوعة على مكتبه، هنا فقط زاد عليها التعب، همس إليها بقلق :


_ أنتِ كويسة والا لأ ؟!.. تعالي أكشف عليكي..


نفت بحركة سريعة من رأسها ثم أجابت عليه بنبرة منخفضة :


_ أنا كويسة روح شوف الولد..


رفض وهو يقول :


_ ولد إيه دلوقتي أنتِ عندي أهم..


نظرت إليه بلمعة عين دامعة واضحة أمامه مثل الشمس، مازال لديها سحر خاص يجعله ينجذب إليها بلا مجهود، جلس بجوارها وأخذها بلطف أذاب قلبها بين أحضانه وبكل أسف هدأ جسدها وبدأ يدلف إليها شعور الأرتياح رويداً رويداً، وضع قبلة حنونة على خصلاتها مردفا :


_ نامي يا فيروز أنتِ تعبانة ومحتاجة ترتاحي..


كما هي تضع رأسها على صدره وعينها على صورة شقيقتها الموضوعة على سطح المكتب، مر خمس دقائق وذهبت للنوم سريعة، شعر بإنتظام أنفاسها ليقوم بحرص شديد ويفتح لها الكنبة لتتحول لفراش، وضع قبلة حانية على رأسها وذهب ليري الطفل مردفا لنفسه :


_ فيروز تعبانة قوي ومفيش ليها دوا غيري..


____ شيماء سعيد ______


بمنزل أبو الدهب.. 


خرجت هادية من غرفتها بخطوات بطيئة حتى لا يسمعها أحد ثم اقتربت من خزانة الأحذية وأخذت حذاء من اللون الأبيض، وضعت الحقيبة بحذر ونظرت حولها تتأكد من خلو المكان من أي شخص وخصوصاً خاطر وبدأت في ارتداء الحذاء، شهقت بفزع وهي ترى باب المنزل يُفتح ويدلف منه خاطر.. 


قامت من مكانها سريعا متذكرة تهديده لها بحوض الإستحمام عندما قالت برعب :


_إيه اللي أنت بتقوله ده أنا هبقي عرض أخوك وحرمة بيته مش تلاجة عشان تتقاسم فيها معاه سبني يا خاطر سبني.. 


جملتها جعلته يفوق من جنونه بفكرة وضع صك ملكيته عليها لمجرد ضمانها إليه، تركها فقامت سريعا وهي تحاول أخذ أنفاسها وآخر ما سمعته قبل أن تفر من الغرفة :


_ مش عايز أشوفك تاني ولو صدفة يا هادية ده لو عايزة فعلاً تبقى مرات فريد وتفلتي من تحت أيدي لكن لو شوفتك هتبقى أنتِ الخسرانة ومش هيفرق معايا.. 


نفذت أوامره بالحرف وطوال مدة الأربعة أشهر ترفض حتى التواجد معه على نفس السفرة، حاولت الفرار من أمامه إلا أنه قال بابتسامة باردة :


_ اهدي يا هادية أنا مش هعملك حاجة.. 


إبتلعت لعابها بتوتر من هذا الإستسلام ثم رفعت عينيها إليه ونظرات الشك واضحة بعينيها مردفة :


_ وده من إيه؟!.. 


حرك كتفه ببرود قائلا :


_ ولا حاجة كل الموضوع إنك الأسبوع الجاي هتبقى مرات أخويا يبقى لازم نحل المشاكل اللي بنا هيكون أفضل بكتير خصوصاً عشان شكل علاقتنا الفترة الجاية.. 


صُدمت من حديثه وصدمتها الأكبر أنه سوف يتركها لفريد، حاولت التحامل على قدميها التي أعطت إليها إشارة بالسقوط، هل بالفعل ستصبح زوجة فريد؟!.. قالت بتردد :


_ ناوي على ايه يا خاطر؟!.. 


_ مش ناوي على أي حاجة زي ما قولتلك الأفضل إننا نحل المشاكل اللي بنا وكأننا بنتعرف لأول مرة، أنتِ كانت أمنية حياتك تاخدي بتار أخواتك البنات من أولاد أبو الدهب فأظن حاليا تقدري تاخدي بتارك من فريد اللي طلق أختك وإن شاء الله تولعوا أنتوا الاتنين في بعض.. 


اه يا ملعون وضعها في فك الأسد والآن يفر، شعرت أن العالم يدور من حولها باقي ثانية واحدة متبقية وتفقد وعيها، أخذت دقيقة كاملة ظلت بها صامتة قبل أن تأتي إليها القوة لتكمل ارتداء حذائها مردفة :


_ ماشي يا خاطر كويس إنك طلعتني من دماغك.. 


أرسل لها قبلة بالهواء مردفا وهو يشاهدها تذهب بخطوات غاضبة :


_ أمانة عليكي أول عيل يبقى إسمه خاطر يا أم خاطر.. 


عادت إليها روح العناد، لتلتف بوجهها إليه وأقتربت منه بدلال رسمته على معالمها بطريقة محترفة مردفة:


_ هو أنا أطول أسمي إبني على أسمك يا خاطر، بس مش هتبقي حلوة في حقك خالص، إن اسمك إللي بقي علامة لأي بني آدم قليل التربية، يشيله إبني إللي هيبقي متربي أحسن تربية..


رفع حاجبه بسخرية قبل أن يطلق العنان لضحكته الرنانة مردفا:


_ لأ متخافيش ده هيبقى شايل جينات أبو الدهب مهما حاولتي تربي فيه هتبقى النسوان وقلة الأدب بيجروا في دمه..


_ هتشيلي الشمعة يا خاطر وأنا دخلة على أغنية طلي بالأبيض طلي..


أومأ إليها بحماس شديد مردفا:


_ ده إحنا عنينا ليكي هشيلك أنتِ شخصيا لحد أوضة النوم..


______ شيماء سعيد _____


بمنزل نوح.. 


إنتهت عطر من وضع الطعام على السفرة وهي تبتسم لنفسها بفخر على هذا الإنجاز، أخذت نفسا عميقا وأصابعها تسير على قميص نومها الوردي هامسة بخجل :


_ نوح بيحب اللون ده قوي وأنا لازم أبقى دايماً زي ما هو عايز.. 


دق قلبها مع رجفة لذيذة أصابت عمودها الفقري مع سماعها لفتح باب المنزل، زادت إبتسامتها إتساعا وقبل أن تقترب منه أو تنطق بكلمة واحدة دلف دون أن يعيرها أي إهتمام لغرفة النوم.. 


رفعت حاجبها بتعجب وذهبت خلفه، فتحت باب الغرفة لتجده يزيل قميصه عن جسده بعصبية فقالت بتردد :


_ مالك يا حبيبي في حاجة حصلت في الشغل مزعلاك؟!.. 


ماذا يقول إنه عقيم؟!.. يقول كما قال الطبيب إليه أنه يصعب عليه الإنجاب تحت أي ظرف؟!.. صمت وأكمل تبديل ملابسه لتقول بقلق :


_ نوح أنا بكلمك قولي مالك؟!.. 


انتفض جسدها على أثر ضربه للمقعد الموضوع أمام الفراش، عادت خطوة للخلف بخوف لأول مرة ترى نوح بتلك الطريقة، حاولت التحدث إلا أنه سبقها صارخا :


_ اخرسي بقى مش عايز أسمع صوتك، غوري يلا اطلعي برة.. 


أتسعت عيناها بذهول، ترقرقت الدموع بداخل مقلتيها بحزن، جرت خيبتها خلفها بقلة حيلة وتحركت للخارج لتعود على صوته الذي تحول للبرود :


_ مينفعش تفضلي قدامي باللبس ده.. 


خرج صوتها الباكي :


_ ليه؟!.. 


مد يده بجيب البنطلون الخاص به وأخرج منه ورقة وقدمها لها، أخذتها منه بكف مترجف وفتحتها وألم قلبها يزيد، تشعر وكأن بداخل تلك الورقة كارثة ستأخذ قلبها الصغير إلى الجحيم، اهتز جدران قلبها وتوقف عقلها عن الإستيعاب، صدمة، خوف، رفض، أشياء كثيرة تحثها على غلق عينيها والهروب من ما هي مقبلة عليه.. 


طلقها؟!... تخلى عنها؟!.. هل هي الآن تحمل هذا اللقب؟!.. أصحبت إمرأة مطلقة بعد أربعة أشهر فقط من زواجها منه؟!..  لا لا، يستحيل نوح يفعل بها ذلك.. 


نظرت إليه بنظرات مبهمة ، ذكريات سنوات طويلة تمر أمام عينيها وأولها نصائح والدتها وأخواتها إليها بالبعد عن رجل مزواج مثل نوح أبو الدهب ، عادت خطوة للخلف وشعورها بالاختناق يزداد من رائحة عطره القريبة منها ، أخيراً وجدت الفراش خلفها لتلقي بجسدها على أقرب جهة مردفة:


_ إيه الورقة دي يا نوح ؟!..


رفضت عيناه النظر إلي عينيها ، ربما حان وقت الرحيل ولكن المواجهة أبشع بكثير ، رسم على وجهه إبتسامة باردة قبل أن يقول:


_ ورقة طلاقك ، أنتِ طالق يا عطر..


أهو قالها بلسانه ليثبت الأمر ؟!. سقطت دمعة خائنة من عينيها مسحتها سريعاً وهمست إليه بتردد:


_ طيب ليه إحنا بقى لنا أربع شهور متجوزين..


رده الساخر قتلها ونظرته الوقحة جعلتها تغرق ببحر من الإهانة:


_ كتير عليكي الأربع شهور دول ، زهقت ومحتاج أغير..


برودة غريبة مرت بجميع أطرافها ، بلعت مرارة ما قاله بحلقها ثم أشارت على نفسها بذهول:


_ زهقت مني أنا ؟!..


أن يظهر أمامها بأسوء الصور أفضل بكثير من شعورها بالشفقة عليه مع معرفتها بأنه رجل عقيم ، أومأ إليها بقوة قائلاً:


_ أيوة ومن حسن أخلاقي كتبت البيت ده بإسمك تقدري تقولي مكافأة نهاية الخدمة..


بحركة مجنونة جذبت يده ووضعتها على معدتها مردفة بآخر طوق نجاة بالنسبة لها:


: أنا حامل يا نوح


جملة تخيل غبائها أنها ستربط بينها وبينه، جملة كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، أخذ عقله يرددها أكثر من مرة، زوجته تحمل ببطنها جنين وهو لا يقدر على الإنجاب،، كارثة جعلت الدماء تفور برأسه لم يشعر بنفسه إلا وهو يضم عنقها بيديه الإثنين مرددا بحالة جنونية :


_ حامل يعني إيه حامل، أنا متخنش يا بت ثريا نوح أبو الدهب مفيش ست تقدر تعمل فيه كدة.. 


شعورها بالهلع والاخنتاق جعلها تصمت وترفض المقاومة، قالها عقلها بكل صراحة " الموت على يده سيكون أفضل الحلول له ولها ولتنتهي تلك القصة إلى الأبد".. 


______ شيماء سعيد ______


أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️


الفصل الرابع عشر والخامس عشر من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا  👇 ❤️ 👇 


روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم