رواية أبو الرجاله الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية أبو الرجاله الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية أبو الرجاله الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

وضعها على الفراش وكأنه يملك العالم، ها هو عطره المفضل بين يديه، أخذ نفسا عميقا وهو يدفن وجهه بعنقها ليأخذ أكبر قدر من عطرها، بدأ يرسم لوحته المميزة بشفتيه على عنقها الناعم ومقدمة صدرها، هو يرسم وهي غارقة ببحر الأحلام تائهة بين أحضان رجل خبير.


همس إليها بنبرة شغوفة :


_ أنتِ أحلى واحدة أنا شوفتها..


جملة ساحرة زادت من ثقتها بنفسها كأنثي، أغلقت عينيها دون رد قلبها يرفض الحديث يود فقط ما يحدث الآن، فتح باب الغرفة ودلفت ثريا بتعب أعصاب تبحث عن البنات لتقول لهن على الرحلة، تجمدت بمحلها من هول الموقف..


لم تفكر أو تعمل حساب لأحد أقتربت من نوح لتسحبه من فوق الفراش مردفة بغضب وجسدها بالكامل ينتفض :


_ أنت بتعمل ايه في البنت يا حيوان يا قليل الأصل؟!..


تفاجأ من دخولها هذا، لعنها بعقله هادمة اللذات، كان على قرب خطوة واحدة من الوصول حتى أتت إليه تلك الكارثة، أبعد يدها عنه قائلا بغضب وقح :


_ يلعن أبو كدة طلعتيلي منين أنتِ وبعدين إيه قلة الذوق دي شوفتي حاجة مش عاجبكي أقفلي الباب وأخرجي..


كانت حالة عطر لا تحسد عليها، جسدها انتفض مع رؤية والدتها، اتسعت عيناها من رد نوح والأسوأ عندما خفضت نظرها لترى جسدها شبه العاري، سحبت غطاء الفراش سريعاً لتختفي تحته أما ثريا قالت وهي على مشارف الجنون :


_ ده أنت قليل أصل وكمان بجح و ليك عين ترد عليا..


أجابها بضيق وهو يرتدي قميصه الملقى على الأرض :


_ مردش ليه هو أنا على رأسي بطحة والا تكوني ماسكة عليا زلة، دي مراتي على سنة الله ورسوله مش جايبها من الكباريه اللي على أول الشارع.


ألقت نظرة سريعة على ابنتها التي سقطت دموعها من شدة الخجل، لأول مرة تشعر أنها غير قادرة على رفع عينيها بعين والدتها، أنقذ نوح الموقف وهو يقول :


_ بقولك ايه يا ثريا الفرح يوم الجمعة الجاية استري علينا بقى بدل ما يتعمل وبنتك في السابع..


وجهت حديثها لعطر مردفة :


_ أنتِ موافقة على كلامه عايزة تتجوزي الواد ده بجد؟!..


حقا تود الموت الآن أرسل إليها نوح نظرة نارية جعلتها تحرك رأسها عدة مرات قائلة :


_ أيوة يا ماما موافقة والله نوح طيب وابن حلال وأنا بحبه، عارفة ان حضرتك حكمتي عليه بسبب تجربة فيروز وفريد بس صدقيني نوح غير خالص..


ابتسمت إليها ثريا إبتسامة ساخرة، ابنتها من شدة حبها أصبحت عمياء لا ترى أن أبناء أبو الدهب جميعا مثل أبيهم، أشاحت بوجهها بعيدا عنها وقالت لنوح :


_ ماشي يا ابن كمال الفرح الجمعة الجاية، بس لحد اليوم ده ما ييجي مش عايزة أشوف وشك هنا..


خبيث ابن كمال ها هو وصل لما كان يريده، فهو خطط لكل هذا مع أبيه حتى تأتي ثريا بهذا الوقت وترى هذا المشهد، أومأ إليها قبل أن يلقي على عطر قبلة بالهواء مردفا وهو بطريقه للخارج :


_ وأنا موافق هصبر الأربع أيام دول يا ثريا..


ذهب وظلت هي مع والدتها، قالت ثريا بصوت قوي :


_ ارفعي وشك ليا وبطلي تهربي بعينك مني.


رفعت وجهها ويا ليتها لم تفعل، نظرة الخذلان بأعين ثريا قتلتها لأول مرة تراها ضعيفة هشة بهذا الشكل فتحت فمها قائلة بتردد :


_ ماما أنا..


_ مش عايزة أسمع منك كلام، بس عايزاكي تعرفي إن عشان تعيشوا في أمان أنا دفعت التمن غالي وغالي أوي كمان، نفسك فيه وأهو أنا وافقت هتشوفي عيال أبو الدهب لما بياخدوا اللي هما عايزينه بيبقوا عاملين ازاي، يا خسارة يا عطر يا ألف خسارة كنت فاكرة إنك أذكي من كدة..


خرجت تحاول الفرار من أي حديث آخر وتركت الأخرى تائهة خائفة لا تعلم أهذا الحب سيأخذها إلى باب الجنة أم سيلقي بها بأعماق النار..


_____ شيماء سعيد ______


بمطعم فخم أخذت هادية تتفقد المكان حولها بنظرات متحمسة، أما خاطر الذي كان يجلس بالمقعد المقابل لها كان يتابعها هي، تعبيرات وجهها تجذبه وتشعره كم هي رقيقة لذيذة جذابة، وضع ساقا على الآخر وهو يعد نفسه بمتعة فائقة بالأيام المقبلة من تلك الصغيرة..


أتى النادل لتنتبه على حالها أخيراً مردفة بهدوء :


_ لأ شكراً مش عايزة حاجة يا ريت يا أستاذ خاطر تقول عايز إيه عشان معنديش وقت..


_ واحد قهوة سادة وواحد شاي بلبن. 


ذهب النادل وعاد هو للنظر إليها بصمت لتقول بتعجب :


_ أنت عرفت منين اني بحب الشاي بلبن؟!.


رد عليها بابتسامة واثقة :


_ لما بحط حد في دماغي بعرف عنه كل حاجة حتى بيحلم بأيه وهو نايم..


زادها ثقة رغم غروره، هذا ما كانت تود الوصول اليه، تشغل تفكيره وتسيطر على وقته، ها هي أخذت أول خطوة في الوصول لقلب خاطر أبو الدهب، ابتسمت إليه إبتسامة ساحرة ثم سألته بدلال مقصود :


_ يعني أنا كدة قاعدة في عقلك ومربعة..


ضحك من قلبه بملامحها براءة هي بعيدة عنها كل البعد، سألها هو تلك المرة :


_ عايرة مني إيه يا بنت ثريا من غير لف ودوران وبلاش تقولي وقعتي في غرامي مش هصدقك..


ذكي وذكائه يصعب عليها المهمة، حركت كتفها بلا مبالاة بنفس اللحظة عاد النادل ومعه المطلوب، أخذت كوب الشاي بحليب وأخذت منه عدة رشفات مستمتعة ثم وضعته مكانه مردفة ببرود :


_ تقدر تقول بلعب، ليا مزاج آخد حق أخواتي.


تعجب من جرائتها وزاده حديثها فضول بالتقرب منها أكثر، أعتدل بجلسته وقال :


_ وهتأخدي حق أخواتك مني ازاي يا هادية؟!..


أجابت بثقة بها الكثير من الكبرياء :


_ هتقع في غرامي وتتمنى قربي كمان يا إبن أبو الدهب بس وقتها هتجوز غيرك وهتبقى نجوم السما أقرب لك مني..


جنون ما قالته ليس له أي تفسير غير أنه جنون، للمرة الثانية تقدر على إخراج ضحكة رنانة من أعماق قلبه، غمز إليها بمكر قائلا :


_ ثقتك في نفسك حلوة وبصراحة عندك إمكانيات تستحق الثقة، بس أنا كمان جامد وممكن بدل ما تبقي الصياد تبقي الفريسة..


تحولت ملامحها للغيظ من حديثه الوقح، تعلم نيته ومع ذلك ترفض الخروج من تلك اللعبة إلا بعد الفوز، أخذت نفسا عميقا وتحدثت وكأنه لم يقل شيئا :


_ مالكش دعوة أنا مستحيل أقع المهم تبقى واثق في نفسك وتقدر تلعب يا خاطر بيه..


_ وماله نلعب أهو على الأقل نبقى على العيلة كلها ومحدش يبقى أحسن من حد..


____ شيماء سعيد _____


بالمشفى..


ظلت بغرفة مكتبها تجلس على المقعد لأكثر من ساعة بعد دخول زوجته عليهما وقطع حديثها معه، إلى الآن لا تصدق أنه يريد العودة إليها بعد كل ما حدث لها بسببه، مشاعر كثيرة بداخلها والأقوى بهم هو شعورها بالخذلان، طلب العودة وبنفس اللحظة دلفت زوجته ليأخذها بين أحضانه مقبلا رأسها وكأنها غير موجودة بالمكان..


ظلت تائهة ولم تشعر بدخوله، أغلق الباب خلفه وجلس على الأريكة قائلا :


_معلش يا فيروز لما هالة وصلت مكملناش كلامنا..


هنا فاقت على نفسها، اعتدلت على المقعد وقامت بارتداء نظارتها الطبية مردفة بنبرة ساخرة :


_ يا سلام ولما أنت من الأول كدة خايف منها، أومال طالب ترجع ليا إزاي؟!..


بالحقيقة فريد أقل أولاد أبو الدهب وقاحة، لذلك شعر بالخجل من سؤالها والخجل الأكبر من إجابته، حمحم ثم قال بنبرة متحشرجة :


_ لأ ما هو هالة مش هتعرف ومفيش حد هيعرف بالرجوع ده..


ثواني مرت عليها بلا كلمة حتى تعبيرات وجهها غير مفهومة بالمرة، هل وصلت به الوقاحة لهنا هل هي رخيصة بنظره لتلك الدرجة، مع كل يوم يمر تندم على وقوعها بحب واحد مثله، خرجت منها الكلمات بخبية أمل كبيرة :


_ يااا ده أنا رخيصة في نظرك قوي، إزاي قدرت تضحك عليا وترسم الحب سنين وأنا زي الهبلة مصدقة، بس أقولك على حاجة رخص برخص بقى مادام نفسك فيا يبقى تدفع يا دكتور..


بالبداية توقع انهيارها، كان يستحمله لأنه يعلم كم هي رقيقة، قدرت بالفعل على ضربه بعرض الحائط صدم من ردها ومن طلبها، سألها بذهول مردفا :


_ يعني إيه أدفع مش فاهم؟!..


تغيرت فيروز مئة وثمانون درجة، وضعت ساقا على الآخر بعدما خلعت نظارتها الطبية وقالت ببرود :


_ طول عمرك ذكي يا دكتور وبتفهم كل حاجة وهي طايرة، عايزة شقة باسمي وعيادة كمان، أظن دول مش كتير عليك ولا خسارة فيا أنت أكتر واحد عارف اني أستحق، مش هطلع كل مرة خسرانة وبصراحة بقى أنت واطي وقليل أصل وأنا لآزم أضمن حقي..


_ موافق أشتري..


_ وأنا موافقة أبيع..


_____ شيماء سعيد _______


أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️


الفصل السابع. 

#الفراشة_شيماء_سعيد 

#أبو_الرجالة 


بيوم الجمعة..


بقاعة لطيفة بأحد أرقى الأماكن بمدينة الإسكندرية، نزلت عطر بيد كمال ليسلمها بنفسه لنوح، وقفت ثريا تتابع الأمر أمامها بدموع أغرقت وجهها، خطأ صغير أتى بعده ألف خطأ كبير، حبها من البداية لكمال جعلها تصل هي وبناتها لحافة الهاوية.


أزالت دموعها بكف مرتجف وعادت بالذكريات للخلف، لذلك اليوم الذي تزوجت به كبير عائلة أبو الدهب..


طلقها زوجها لسبب مجهول أو كما قال حتى يأتي بالصبي من أمرأة أخرى، تركها وحيدة مع ثلاث فتيات لتبقى هي الأم والأب، اليوم أنتهت عدتها وانتهى معها آخر خيط يربط بينها وبين أبو البنات..


أعدت نفسها للذهاب للمدرسة بالصباح الباكر، وقفت أمام المرايا تمشط خصلاتها السوداء، دق باب المنزل لتقول بتعجب :


_ خير يا رب مين اللي هييجي في وقت زي ده البنات خرجت...


تركت ما بيدها وبخطوات سريعة وصلت للباب فتحته لتجد أمامها كمال أبو الدهب، سمعته معروفة بالمكان بأنه عاشق للنساء ولتكون صادقة كان دائماً معها شخص محترم حتى بعد طلاقها كان مثل الأب لبناتها، أردفت بقلق :


_ صباح الخير يا كمال بيه خير في حاجة؟!..


رد بنبرة هادئة وهو يشير بعينه للداخل :


_ ينفع أدخل الكلام مش هينفع على الباب..


ابتسمت بتوتر ثم حمحمت قبل أن تقول :


_ على عيني طبعاً أدخلك وأعمل معاك الواجب بس أنا هنا لوحدي والبنات مشيوا..


أجابها بعدما أزاحها للداخل وترك الباب مفتوح، رأى الأريكة الكبيرة الموضوعة بالصالة ليجلس عليها وضعا ساقا على الآخر براحة مردفا :


: اللي جاي لك عشانه مينفعش البنات تسمعه عشان كدة جيت لما اتأكدت أنهم مشيوا، أما بالنسبة لموضوع أننا لوحدنا تقدري تسيبي باب البيت مفتوح..


تركت باب المنزل مفتوح وهي متعجبة من حديث، لا تعلم لما بدأ القلق ينهش بداخلها لهذا الحد وكأن كارثة في الطريق إليها، اقتربت منه وجلست على المقعد الذي على بعد مسافة مناسبة منه مردفة بتوتر :


_ خير يا كمال بيه في إيه؟!.. أنا بدأت أقلق بصراحة...


أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بابتسامة هادئة :


_ هو الموضوع فعلاً مقلق بس هيبقى خير لو عرفنا نوصل مع بعض لحل مناسب..


أومأت إليه بترقب تحثه على إكمال حديثه ليكمل هو بكل أريحية :


_ قبل طلاقك بست شهور حمدي أستلف مني خمسين ألف ولما جه وقت السد رفض يدفع الفلوس بس أدى ليا حاجة تانية مكانها..


شعرت بشيء غريب من طريقته بالحديث والعجيب كانت نظراته إليها، أومأت إليه بتوتر قائلة :


_ طيب أنا مالي بالموضوع ده؟! زي ما حضرتك شايف إحنا منفصلين من تلات شهور وأكتر..


زادت ابتسامته اتساع وهو يقول بثقة :


_ أنا عارف الكلام ده وعارف إن النهاردة أخر يوم في العدة..


تحدثت بنفاذ صبر :


_ طيب لما حضرتك عارف كل ده أنا مالي بمشاكلك معاه؟!..


أخرج هاتفه وفتحه قبل أن يقوم مقتربا منها ليقف خلف المقعد الذي تجلس عليه وقدم لها الهاتف وفتح لها فيديو قائلا :


_ الفيديو ده الحاجة اللي جوزك عارضها عليا قصاد الفلوس، وقالي بالحرف الواحد لو مراتي عاجبتك هنيمها ومش هتحس بأي حاجة هتحصل، دفعت له 100 ألف غير الخمسين مقابل إنه يطلق وينسي إنه شافك في حياته صدفة..


الصدمة شلت حركتها، عينيها مثبتة على الفيديو في حالة من اللاوعي، هل ما تراه حقيقي، هل زوجها صورها فيديوهات مثل تلك وهي بأوضاع خاصة بينهما فقط، سقطت دموعها بخوف، جسدها يرتجف ومعدتها تحثها على إخراج ما بها، شعور بالنفور والتقزز يكاد يأخذ روحها، أغلق كمال الهاتف مردفا بحنان :


_ أنتِ أغلى من إن دموعك تنزل على كلب زي ده، متخافيش مفيش مخلوق شاف الفيديو ده غيري..


رفعت عينيها الحمراء وهي تنظر إليه نظرة مشوشة من شدة البكاء مردفة بخوف :


_ أنت عايز مني إيه بالظبط؟!..


_ عايز أعيش معاكي اللي في الفيديو ده بالحلال يا ثريا..


انتهى الفلاش بااااك.. 


فاقت من بحر الذكريات الغارقة بداخله ومازالت تدفع ثمنه على تسليم كمال لابنتها لابنه نوح، خرجت منها آه محترقة وهي ترى عطر ترقص بين يديه مثل الفراشة تحلق هنا وهناك.. 


جاء كمال وجلس على المقعد المجاور لها مردفا :


_ الواد ده مش هيعمل شهر عسل لوحده هنسافر الليلة.. 


نظرت إليه بطرف عينيها مردفة بتعجب :


_ وهقول للبنات إيه مش اتفقنا نستنى على موضوع السفر ده شوية؟!.. 


_ لأ أنا راجل برجع في كلامي عادي، حضري نفسك هنسافر بعد ما الفرح ده يخلص.. 


على الصعيد الآخر بالمكان المخصص بالمرحاض خرجت هادية بعدما عدلت مكياجها لترى خاطر يقف على باب المرحاض، شهقت بفزع مردفة :


_ إيه اللي موقفك هنا أنت عايز الناس تقول علينا إيه؟!... 


رد عليها وهو يحدق بها بنظرة غريبة لم تفهمها ثم أقترب خطوة لتعود هي للخلف حتى ضربت ظهرها بالباب خلفها، عضت على شفتيها بوجع ليقول بعبث :


_ مش فارق معايا الناس كل اللي فارق معايا إني بعيش تجربة جديدة وليا فيها مزاج جامد. 


وضعت يدها على صدره حتى يبتعد ثم عدلت من وقفتها مردفة بغرور أنثى :


_ كدة أنت بتخسر من أول جولة وده مش صح.. 


ضحك قائلا :


_ الخسارة لو حبيتك لكن أنا عايزك والراجل بطبعه نفسه حلوة ممكن يأكل أي حاجة مادام بعدها هيشبع.. 


قدر ببراعة إخفاء الانتصار من على ملامحها وحل محله ضيق شديد، لتكون صادقة لقد ربح بالجولة الأول ولكن هذا لا يعني انتهاء الحرب، ردت ببرود :


_ ما المشكلة ان في أكلات مهما أكلت منها مستحيل تشبع فتقع في حبها وتبقى بالنسبة لك إدمان.. 


غمز إليها بمكر ثم قال :


_ طيب يا تسيبيني أدوق وأحكم بنفسي، يمكن أشبع ويطلع كلامك غلط.. 


ردت عليه بابتسامة ساحرة قبل أن تترك المكان وتذهب للحفل بالخارج :


_ الأكل الغالي مش ببلاش يا إبن أبو دهب لو جعان أوعى وعايز تسد جوعك بأي حاجة روح لبتاعت العرفي اللي كنت متجوزها.. 


أختفت من أمامه ليضرب الحائط بيده، هذه الفتاة تقوده للجنون، عض على لسانه أسفل ضرسه هامسا :


_ وماله نأكل ببلاش لحد ما الغالي يرخص يا بنت ثريا.. 


______ شيماء سعيد _____


بالخارج كان يجلس فريد بجوار هالة، كانت تتابع الأجواء حولها بصمت، ها هي تشاهد زوجها وعينه مع غيرها، ظلت سنوات تحاول الهروب مفكرة كونها أخذته من زوجته واختفت به عن الأنظار حتى أتى أخيه الأحمق وتزوج شقيقتها، تنهدت بتعب وهو يقوم من جوارها مقبلا رأسها ثم قال قبل أن يذهب :


_ خليكي مكانك أنا هروح أقف من أصحابي شوية وبعدين أشوف نوح.. 


أومات إليه بصمت وهي تعلم تمام العلم أنه ذاهب لفيروز إلا أنها غصبت نفسها على الإبتسامة مردفة :


_ ماشي يا حبيبي خد راحتك أنا لو زهقت هروح أقعد مع مامي وبابي على الترابيزة بتاعتهم... 


أبتعد بخطوات متلهفة لتقول بحزن على حالها :


_ كنت فاكرة انك ممكن تحبني حتى لو جوازنا كان بطريقة غلط، بس ماشي يا فريد ألعب براحتك وارجع لها كمان لو عايز بس المهم بالنسبة ليا إنك تفضل معايا وفي حضني وبس.. 


بين الأشجار رأها تعبر من جواره بخطوات رشيقة بفستانها الأسود المصنوع من الستان، جذبها لتبقى بين يديه مردفا بعتاب :


_ وحشتيني يا فيروز، من يوم ما اتفقنا نبقى سوا وأنتِ بعيدة.. 


لمسته تلك تجعلها تود صفعه من أين أتى بتلك القوة حتى يكون على بعد خطوات من زوجته ويضمها بتلك الطريقة، وضعت يدها على ذراعيه قائلة بهدوء :


_ نزل إيدك دي مش من حقك تقرب مني بالشكل ده تحت أي ظرف، وبعدين إحترم نفسك مراتك عنيها لينا.. 


حرك رأسه بلا مبالاة مردفا:


_ مش فارق معايا غيرك، ركزي معايا يا فيروز هنتجوز أمتا؟!.. 


ابتسمت على لهفته تلك حتى لو تعلم غايته فيكفي رؤيتها له بتلك الحالة، رفعت يدها ومررت اياها على ذقنه هامسة :


_ طلباتي تتنفذ في نفس اليوم هكون لك.. 


لا يعلم لما هو حزين بهذا العرض، تمنى لو رفضت العودة إليه بتلك الطريقة، يتمنى لو يرى بها فيروز القديمة البريئة، نفض تلك الأفكار من رأسه مردفا :


_ بكرا الصبح هتبقى كل حاجة أنتِ عايزاها بأسمك بالليل تكوني أنتِ بأسمي يا فيروز.. 


رفعت حاجبها بتعجب قائلة :


_ بالبساطة دي هتعمل كل ده عشان نتجوز، مش خايف أحسن هالة هانم تعرف؟!.. 


قهقه بمرح مردفا :


_ طبعاً خايف وبترعش كمان، فوقي يا فيروز أنا فريد أبو الدهب.. 


أومأت إليه بهدوء :


_ تمام يا دكتور فريد نتقابل بكرا عشان كل واحد ينفذ الجزء الخاص بيه.. 


_____ شيماء سعيد ______


بغرفة النوم الخاصة بالعروسين، فتح نوح الباب لتدلف عطر بالكثير والكثير من التوتر، جلست على الفراش ليغلق هو الباب بلهفة قبل أن يتقدم منها بخطوات سريعة مردفا :


_ أهو ده اليوم اللي بستناه واللي بحلم بيه.. 


ابتسمت إليه بخجل وهي تكاد تجرح يديها من شدة الفرك بهما هامسة :


_ أنا عايزة أنام يا نوح.. 


رد عليها بهمجية :


_ نامت عليكي حيطة يا بت ثريا، إحنا عندنا الست مش بتنام إلا لما جوزها يموت.. 


شهقت بخوف ووقفت لتبقى أمامه واضعة يدها على صدره مرددة بلهفة :


_ بعد الشر عنك بلاش تقول كدة تاني.. 


لف يده حول خصرها بنعومة وهمس إليها بحنان :


_ لو سبتيني ونمتي أنا هموت مقهور يرضيكي حبيبك يموت مقهور؟!.. 


رغم خوفها وارتجاف جسدها الواضح تحت يده الا أنها حركت رأسها برفض، ابتسم باتساع ابتسامة خبيثة منتصرة مثل الطفل الذي ظل يدور حول والده طوال الليل والنهار حتى أتى إليه بلعبة كان يرغبها، دفنت وجهها بعنقه لتخفي ما تشعر به، رفع وجهها إليه مقتربا منها ويده توجهت بنعومة على ظهرها محركا أصابعه على سحابة الفستان ليسقط بعدها أرضا وبعد سقوطه حملت ختم ملكية نوح أبو الدهب... 


_____ شيماء سعيد _____


بمنزل ثريا. 

❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️


بعدما تأكدت من نوم فيروز وهادية أخذت علبة صغيرة من حقيبتها ودلفت بها المرحاض، أغلقت الباب عليها بإحكام ونظرت للعلبة المغلقة بخوف مردفة :


_ آكيد اللي في بالي مش حقيقي يمكن وصلت لسن اليأس قبل معادي قبل الهموم لكن أكيد مش حامل.. 


بلعت ريقها وعقلها يحاول بقدر المستطاع تأخير تلك الخطوة، بكف مثلج مرتجف أخرجت أختبار الحمل لتأخذ نفسا عميقا تخفي به خوفها قبل أن تبدأ بعمل الاختبار.. 


انتهت وألقت بجسدها بجوار حوض الاستحمام والاختبار بجوارها ترفض النظر اليه مرت دقيقة في الثانية في العاشرة حتى أردفت بقلة حيلة :


_بصي عليه وخلصي نفسك يا ثريا مهما كانت الحقيقة مش هتعرفي تهربي منها.. 


بالفعل نظرت ويا ليتها لم تفعل، أتسعت عينيها ووضعت يدها على بطنها مرددة برعب :


_ حامل من كمال؟!... 


الفصل الثامن

#الفراشة_شيماء_سعيد

#أبو_الرجالة


بصباح اليوم الثاني بسيارة كمال المتجهة لشرم الشيخ، طوال الطريق وهي صامتة شاردة تشاهد الشارع الخارجي بعيون بها الكثير من الحديث، أوقف كمال السيارة بأول أستراحة وسألها :


_ تحبي تأكلي إيه؟!..


لم تنتبه إليه، نظر إلى حالتها تلك بتعجب، لأول مرة تصمت حتى لو كانت غاضبة، حاول النظر لعينيها ليعلم ما بها إلا إنها هربت منه سريعا، رفع حاجبه ورفع يده لذقنها يحثها على النظر إليه قائلا :


_ ثريا حكايتك إيه بالظبط من الصبح مش سامع لك صوت؟!.


ماذا تقول وكيف تقول لا تعلم، نفت برأسها ثم أردفت بنبرة متحشرجة :


_ تعبانة النهاردة شوية مش أكتر، كنت عايز حاجة؟!...


شعور غريب دلف لقلبه من فكرة مرضها، مسح على خصلاتها بحنان ثم أردف :


_ طيب أنزلي كلي أي حاجة وبعدين هأخدك لأقرب دكتور يقابلنا..


طبيب؟!.. يستحيل أن تضع نفسها بموقف مثل هذا، هي إلى الآن بداخل حالة من الصدمة لا تعلم ما عليها فعله، كيف ستقول له والكارثة الأكبر كيف ستقول لبناتها، هل هي قادرة على قتل روح أو قادرة على مواجهة الجميع به؟!.. بالحقيقة هي غير قادرة على فعل أي شيء.


حاولت التحلي بالقوة وقالت بهدوء :


_ مفيش داعي للدكتور يا كمال دول شوية برد مش أكتر، يلا ننزل نأكل هبقي كويسة بعد الأكل..


رغم أن العلاقة بينهما يطلق عليها إسم " تيكويه" الا إنه يعلمها من كلمة، من رجفة كفها، أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول :


_ أنا عارف إنك بتكذبي عليا يا ثريا بس هعمل نفسي مصدق يلا نأكل ولو تعبتي أكتر هنروح للدكتور حتى لو غصب عنك..


أومأت إليه بملامح باهتة وخرجت من السيارة، خرج هو الآخر ودلف بها لمطعم هادئ  يطل على البحر، مع رائحة السمك الموجودة بالمكان أتى إليها شعور ملح من معدتها بالتقيؤ لتمسك بيده سريعاً قبل أن يجلس على المقعد مردفة :


_ أنا مش عايزة سمك يا كمال يلا بينا نروح أي مكان تاني، بس أنا نفسي في كشري إيه رأيك نجيب من على أي عربية..


صدم من رفضها لأكلتها المفضلة والصدمة الأكبر طلبها للكشري التي كانت تكره رائحته، رجل مثله وبخبرته تغلغل الشك بقلبه بقوة، قام من مكانه مردفا :


_ أنتِ شكلك تعبانة جامد ومعدتك مش مظبوطة الأفضل نروح أي صيدلية قريبة لحد ما نوصل ونروح للدكتور..


_ لأ لأ يا كمال مش عايزة حتي دي هتكون معاك بالاجبار أقولك على حاجة أنا مش أكلة أكل أنت خلينا نغور بقى..


كانت تتحدث بغضب وسرعة حاولت بقدر المستطاع السير بمبدأ " خدوهم بالصوت"، رسمت على وجهه إبتسامة خالية من أي مشاعر قبل أن يجذبها من يدها ويخرج بها من المكان مردفا :


_ العصبية غلط عليكي، نأكل كشري وماله إحنا تحت أمر السلطانة ثريا..


______ شيماء سعيد ______


بمنزل نوح..


أستيقظت عطر من الصباح الباكر بابتسامة مشرقة، أعدت الفطار ووضعته على صينية متوسطة الحجم، دلفت للغرفة بخطوات بطيئة حتى لا تفعل أي صوت ييقظه من النوم، وضعت الطعام بجوار الفراش وذهبت لخزانة الملابس، حركت شفتيها بحيرة مردفة لنفسها :


_ وبعدين يا بت يا عطر عايزة أول ما يصحى من النوم يشوف قمر قدامه، أيوة هي دي تحفة وهو بيحب اللون ده..


قالت ذلك بعدما رأت منامة باللون الأزرق بنصف أكمام، جذبتها سريعاً ودلفت بها للمرحاض خرجت بعد عشر دقائق وهي بكامل أنوثتها من وجهة نظرها، أخذت نفسا عميقا تحاول التغلب به على خجلها وجلست بجواره على الفراش، أول ما وقعت عينيها عليه أخرجت قلوب وقلبها رفرف وكأنها تراه لأول مرة، مررت أحد أصابعها على ذقنه هامسة بنبرة رقيقة :


_ نوح، يلا يا حبيبي أصحى أنا عملت لك الفطار بنفسي..


رنين صوتها جعله يستيقظ بتلهف لينعم بأحضان تلك الجميلة، فتح عينيه لها بابتسامة رجولية قدرت مثل العادة على خطف روحها، ابتسمت هي الأخر إبتسامة خجولة ليقول بغزل :


_ يا صباح الطعامة.. هو في حلويات كدة يا ولاد؟!..


دفنت وجهها بداخل عنقه هامسة :


_ بس بقى يا نوح أنت عارف إني شخصية خجولة..


رفع حاجبه إليها بسخرية واضحة قبل أن يقرص أنفها مردفا :


_ بصي بقى يا قلب نوح كنت زمان بعدي موضوع الكسوف ده عشان احنا على البر أما دلوقتي لازم تعرفي اللي يريح جوزك يا حبيبتي مش كدة؟!..


أومأت إليه ببعض الريبة ليكمل هو بابتسامة واسعة :


_ شطورة عايزك بقى من هنا ورايح أول ما أدخل البيت أحس إني في كبارية النجوم بكل فقراته وعروضه..


شهقت من المفاجأة ثم ابتعدت عنه بعدما ضربت بكفها الصغير على صدره العاري صارخة :


_ إيه اللي أنت بتقوله ده يا وقح إياك تفكر فيا بالطريقة دي..


جذبها وضمها لصدره وهو يضحك عليها بمرح قبل أن يرد عليها ببراءة :


_ يا بت أنا بقولك كدة عشان بحبك وعايز نبقى مبسوطين مع بعض، اوعك تسمعي كلام اللي يقول قلب الراجل معدته ده حمار أنا بقولك قلبي فين وعايزك تحافظي عليا..


عضت على شفتيها من شدة خجلها، ما قاله وما عاشته ليلة أمس كان بالنسبة إليها غريب رغم كونه لذيذ، شعرت برجفة ممتعة بظهرها مع حركة يده عليه، ابتلعت لعابها وقالت ببراءة تجعله يشعر بالانتصار :


_ يعني اللي أنت عايزه ده مش عيب ولا حرام؟!..


حرك رأسه نافيا ووضع قبلة حانية على عنقها، خبير وبيده قطعة من العجين، بيده هو فقط ستتشكل كما يرغب ويحب، ابتسم بحلاوة من كم المشاعر الذي يخوضها على يديها مردفا :


_ مفيش بين أي اتنين متجوزين حاجة حرام، ربنا خلقنا لبعض عشان نبقى لبعض كل حاجة، عايز كل ما أشوفك أحس إني عيني مليانة، أصلي بصراحة بتاع ستات ونفسي استكفي بيكي..


ردت عليه بخوف مردفة :


_ طيب أنا مش بعرف أعمل حاجة..


غمز إليها بمكر وهو يجذبها لتبقى أسفل جسده، ركز عينيه على شفتيها مردفا :


_ أنا هعلمك يا حياتي أنتِ بس سيبي ليا نفسك..


____ شيماء سعيد _____


بمنزل راقي دلفت فيروز خلف فريد، دارت بعينيها بالمكان وهي متحسرة على حالها، ها هي أخذت منه كل طلباتها، العيادة، منزل، مال، يا ليته يعلم انها كانت ترغبه هو، جلست على أقرب مقعد واضعة ساق فوق الآخر قبل أن تفتح هاتفها وتفعل به شيء معين ثم رفعت رأسها عندما سمعته يقول بهدوء :


_ نفذت البند بتاعي وكل حاجة نفسك فيها بقت بأسمك فاضل بقى البند بتاعك أنتِ..


تركت هاتفها على المقعد وقامت لتقف أمامه، ظلت صامتة لمدة خمس دقائق قبل أن تقول بتردد :


_ لما كنا بنحب بعض كنت بتضحك عليا يا فريد والا كان في جواك مشاعر ليا فعلاً؟!..


صدم من سؤال ليس له أي إجابة لديه وخصوصاً بالوقت الحالي، حاول أن يبقى هادئا كما هو وقال :


_ مش نقفل اللي فات أحسن يا فيروز؟!..


حركت رأسها برفض وهي تنظر بداخل عينيه بشكل مباشر، بداخلها شعور يرفض الإجابة على هذا السؤال مازال قلبها الأحمق مرتعب من سماع ما يقتل أي حبل للوصال بينهما، بللت شفتيها بطرف لسانها لتعطي لها بعض الطراوة بعد شعورها بالجفاف قائلة :


_ هنقفل اللي فات وصدقني هو مش فارق معايا في حاجة أنا بس عايزة أقفله صح وأفهم كانت الدنيا بدور من حواليا إزاي وأنا زي العبيطة..


تنهد بتعب أعصاب قبل أن يقول :


_ أنا معرفش يعني إيه حب بس كنت عايزك وبالنسبة ليا هو ده الشعور بالحب إني أبقى نفسي في واحدة..


قطع آخر أمل لها بكل بساطة، أومأت إليه وهي تدور بعينيها بداخل المكان تحاول الهروب مردفة بسخرية من حالها :


_ ولما طلقتني واتجوزت هالة كنت شبعت مني وعايزها هي مش كدة؟!.. طيب دلوقتي بقي رجعت ليه؟!..


قبل أن يرد عليها بكلمة واحدة وضعت يدها أمام فمه تمنعه من قول أي كلمة تجعلها تنفر من قلبها الذي أحبه وجسدها الذي كان يلبى رغباته وقالت هي :


_ أقولك أنا أنت حالياً شوفتني فرجعت أحلو جوه عينك من جديد مش كدة فقولت تدلع نفسك يوم في السر وتخسر قرشين مفيش مشكلة، مش دي الحقيقة؟!..


دموعها آلمته ورغم ذلك طغى عليه الكبرياء، ما قالته حقيقة وهو لا يود الهروب منها، جلس على الاريكة مردفا بجدية :


_ وفيها إيه لما تبقى دي الحقيقة؟!.. طالما بالحلال يبقى إحنا مش بنعمل حاجة غلط اللي عايز يأخد حاجة من التاني ياخدها ونخلص..


يكفي، كرامتها سقطت أمام عينيها للمرة المليون، لعنت تلك الدمعة التي وقعت على وجهها لتظهر ضعفها أمامه، دق باب المنزل لتمسح دمعتها سريعا وهي تقول بابتسامة ساخرة :


_ روح افتح الباب ده أكيد المأذون خليني أنفذ البند الخاص بيا وأخلص بقى..


قام من مكانه بخطوات متلهفة على قربها وفتح باب المنزل صدم من وجود هالة أمامه وهي تقول بقهر :


_ أنت رجعت للبنت دي بجد يا فريد؟!..


_____ شيماء سعيد ______

أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️


الفصل التاسع

#الفراشة_شيماء_سعيد

#أبو_الرجالة


وقف كمال أمام إحدى أكبر المستشفيات بشرم الشيخ، ثم هبط من السيارة وذهب بخطوات هادئة للباب الخاص بثريا وفتحه لها مردفا بابتسامة :


_ أنزلي على مهلك يا حياتي..


ابتلعت ريقها بخوف من طريقته المريبة بالنسبة لها وظلت مكانها ترفض أن تتحرك خطوة واحدة، حرك حاجبه إليها متعجبا من تعلقها بالمقعد وكأنه من أفراد العائلة قائلا :


_ في إيه ماسكة في الباب وكأنه إبن أختك كدة ليه أخلصي أنزلي يا ثريا..


حركت رأسها برفض وهي تقول :


_ أنزل أروح فين إحنا على باب مستشفى هو أنت عيان؟!..


نفذ صبره ليجذبها من كفها المتعلقة بالمقعد يحثها على القيام وهو يقول بنبرة ساخرة :


_ أيوة عيان صحتي من الجري وراكي بقت في الأرض تعالي بقى اطمني عليا بنفسك..


أغلقت عينيها وهي تنفذ طلبه وتضع ساقيها بأرض الشارع ليغلق باب السيارة وصار بجوارها، مع كل خطوة لهما بداخلها ترتفع دقات قلبها لدرجة أنها شعرت بضيق المكان من حولها، ضغط على كفها بحنان كأنه يبث بداخلها الأمان هامسا بجوار أذنها :


_ اهدي وخدي نفسك..


رفعت عينيها إليه ببراءة وكأنها طفلة صغيرة خائفة وتبحث عن حيلة للخروج من ورطتها قائلة بتردد :


_ أنا مخبية عليك حاجة يا كمال خلينا نمشي من هنا وبعدين هقولك كل حاجة بس نمشي من المكان ده أنا خايفة..


أخذ نفسا عميقا قبل أن يرفع كفها المرتجف إليه مقبلا اياه عدة قبلات هادئة حنونة قائلا :


_ هندخل نطمن عليكي وبعدين نتكلم براحتنا يا ثريا..


تلفت أعصابها من طريقته تلك لتبعد نفسها عنه صارخة بخوف :


_ مش عايزة أدخل جوا يا كمال مش عايزة، أنا معنديش حاجة عشان تتطمن عليا....


نفذ صبره من جنونها ليزيد الأمر جنون وهو يميل عليها قليلا حاملا جسدها بين ذراعيه وأكمل سيره بكل هدوء للداخل، صدمت من إصراره على الذهاب للطبيب لتقول بتعب أعصاب :


_ أنا حامل يا كمال..


ارتسمت إبتسامة سعيدة على وجهه دون أن يرد عليها، شعر بانتعاش غريب من فكرة ربطها به إلى الأبد، وصل بها لغرفة الكشف ودلف بلا إذن لتقوم الطبيبة من مقعدها مردفة بغضب :


_ أنت مين يا أستاذ أنت وازاي تدخل من غير إذن ازاي بتوع الأمن سمحوا لك بكدة؟؟.


وضع ثريا على الفراش وجلس هو على أقرب مقعد مردفا ببساطة :


_أنا كمال أبو الدهب أبو الدكتور فريد يا دكتورة..


أبتلعت الطبيبة ريقها لأنها تعلم أن فريد صاحب تلك المشفى من عدة اشهر، اقتربت من كمال ومدت كفها إليه مردفة :


_ أهلاً بحضرتك يا فندم كان لازم انفعل لأني مكنتش أعرف حضرتك مين والمستشفى هنا ماشية بالساعة...


أومأ إليها كمال بهدوء ثم أشار على ثريا قائلا :


_المدام حامل عايزين نتأكد ونطمن على صحتها..


مرت دقيقة كاملة وهو يتابع أقل تفصيلة تظهر على الشاشة بقلب يخفق وكأنه لأول مرة سيكون بها أب، انتهت الطبيبة ليقول بلهفة :


_ هااا حامل صح؟!.


تعجبت الطبيبة من طريقته ولكنها ردت عليه بابتسامة :


_ أيوة يا فندم حامل ألف مبروك..


تركت لهما بعض المساحة حتى تعدل ثريا ملابسها ليقترب إليها قبل أن تنزل فستانها ووضع يده على بطنها مردفا برجفة لذيذة :


_ هنا في إبني يا ثريا، بيكبر كل يوم جواكي..


أبعدت كفه عنها بقوة ثم قالت بملامح غاضبة :


_ عيل ايه اللي بيكبر، إبنك مش هيعيش جوايا أكتر من كدة يا كمال كفاية قلة أدب وقلة قيمة لحد كدة بقى..


_ اللحظة اللي هيموت فيها إبني في بطنك لازم تكون روحك طلعت غير كدة لأ..


_____ شيماء سعيد _____


بمنزل فريد ظل ثابتا كما هو يشاهد رد فعل هالة بكل هدوء، أخذت فيروز نفسا عميقا وهي ترى الأخرى تسقى من نفس الكأس الذي أسقته لها، نعم هي من قامت بالاتصال عليها وبعثت لها العنوان تشعر بفخر غريب من نفسها.


أسندت ظهرها على المقعد براحة لتدلف هالة عليهم وهي بحالة جنونية، حاولت الاقتراب منها كل ما توده الآن أن تأخذ روح تلك اللعينة التي أقتربت من زوجها، وقبل أن تضع يدها عليها كان فريد الأسرع وهو يبعدها عن فيروز مردفا بغضب :


_ بطلي جنان وارجعي ورا يا هالة مالك و مالها..


صرخت هالة بوجع وقهر :


_ مالها؟!.. أنت بجد بتسأل مالها دي سرقتك مني..


حرك رأسه بهدوء قبل أن يجذبها تجلس على الأريكة لتكون بعيدة عن فيروز قائلا :


_ هو أنا موبايل عشان تسرقني فوقي يا هالة لو هي وحشة عشان وافقت تتجوزني وإنتِ على ذمتي فأنتِ كنتي أبشع منها بكتير لما عملتي نفس الحاجة وخربتي بيتها..


اتسعت عينا فيروز من وقاحته ولم ترسم رد مثل هذا أبداً شعرت ببوادر الخطر تقترب منها لتقوم من مكانها مردفة ببعض التوتر :


_ طيب همشي أنا بقى حضرتك والمدام حلوا مشاكلكم مع بعض يا دكتور..


لو النظرة تقتل لخرجت روحها بنفس اللحظة، أشار إليها بالجلوس قائلا :


_ اياكي تتحركي من مكانك لحد ما المأذون يوصل يا بنت ثريا..


صمتت وهي تعض على شفتيها بتوتر يبدو أن الخطة فشلت وهذا بحد ذاته كارثة، انتفضت على صرخة هالة وهي تقول :


_ أنت بتقول إيه أنا عملت منك باشا يبقي في الأخر دي نهايتي مش هسكت يا فريد البنت دي هتغور من هنا حالا وأنت هتروح معايا هتحاول تصالحني وأنا مع الوقت هسامح..


أطلقت فيروز ضحكة خرجت دون انتباه من حديث تلك الحمقاء، اقترب فريد من هالة مقبلا رأسها مردفا بحنان :


_ أنا مراعي حالتك يا حبيبتي عندك حق الموقف صعب خصوصاً لو مع ست بتحب جوزها بجنون، الأحسن دلوقتي إنك تروحي بيتنا وأول ما أخلص شهر عسل هرجع لك وهفضل أصالح فيكي زي ما أنتِ عايزة يا حياتي اتفقنا..


رفعت وجهها إليه ببراءة طفلة صغيرة وازالت دموعها بطرف أصابعها قائلة برجاء :


_ بجد يا فريد هترجع ليا وتعمل أي حاجة أنا عايزاها عشان أرضى عنك؟!..


أومأ إليها وهو يقبل أنفها هامسا :


_ طبعا يا حياتي هو أنا عندي أغلى منك، تمشي بقى عشان الليلة متبوظش والا تزعلي حبيبك؟!..


حركت رأسها برفض وهي تقوم من مكانها بخطوات متعجلة ثم حملت حقيبتها قائلة وهي تخرج من المنزل :


_ كله إلا زعلك يا حبيبي ألف مبروك هستناك لما تحس إني وحشتك..


ذهبت أغلقت الباب خلفها لتظل فيروز لأكثر من ثلاث دقائق بلا كلمة واحدة، ما حدث أمامها ليس لديه أي وصف سوا إنه جنون، حاولت القيام هي الأخرى الا إنها شهقت برعب مع سحبه للمقعد الجالسة عليه لتبقى محاصرة بين يديه مردفا :


_ على فين يا قطة بقى عقلك الصغير ده قالك إنك ممكن تضحكي عليا لأ وكمان تاخدي فلوسي وتهربي، عيب يا روزا ده أنا اللي معلمك على أيدي الصياعة وكل الحركات دي حافظها..


ردت عليه بنبرة صوت مرتجفة :


_ فريد هي مراتك طبيعية والا أنت عامل لها سحر؟!..


قهقه بمرح قبل أن يقول بنظرات ماكرة :


_ سيبك منها وركزي في نفسك يا عروسة دي الليلة ليلتك..


ما هذا بالفعل ما هذا كل ما رسمت إليه سقط أمام عينيها ويبدو أنها على وشك إعلان أكبر خسارة، قبل أن تنطق بكلمة واحدة ابتعد عنها وذهب لفتح باب المنزل إليها قائلا :


_امشي يا فيروز.


_____ شيماء سعيد _____


بمكان عمل هادية خرجت من المكان لترى خاطر يقف بسيارته أمامها، أقتربت منه بخطوات سريعة وهي تخشي أن يراه أحد هنا، أشار إليها بابتسامةواسعة وهو يلقى إليها قبلة بالهواء، جزت على أسنانها بغيظ وقالت بعدما وصلت لمحل وقوفه :


_ أنت بتعمل إيه هنا؟!.. 


حرك كتفه ببساطة قائلا :


_ بصراحة وحشتيني يا بت ثريا مقدرتش أقعد في المحل دقيقتين زيادة وجيت لحد عندك فيها مشكلة دي.. 


أومأت اليه بسخرية :


_ أنت كلك على بعضك مشكلة يا أستاذ وبعدين هنا مكان أكل عيش مش كورنيش العشاق.. 


قهقه بمرح وهو يضربها على كتفها مردفا :


_ دمك عسل يا بت، وبعدين بقولك وحشتيني هو ده مش موضح لك حاجة مهمة.. 


حركت كفها مكان ضربته بألم حاولت اخفائه ثم قالت :


_ إيه هي الحاجة المهمة دي يا ترى؟!.. 


جذبها سريعا وفتح لها باب السيارة مشيراً لها بالجلوس قائلا :


_ أركبي وأنا هقولك إيه هي الحاجة المهمة.. 


صعدت بالسيارة ليجلس هو بمكان القيادة وتحرك بها بدأت تشعر بالملل أو لتكون صادقة بالخوف يكفي أنها بسيارة واحدة مع إبن أبو الذهب، ضمت يديها لبعضهما مردفة :


_ هو أحنا رايحين فين بالظبط يا خاطر.. 


ألقى عليها نظرة سريعة قبل أن يقول ببرود :


_ شوية وهنوصل وقتها هتعرفي أحنا رايحين فين بالظبط.. 


حديثه هذا جعل الأمر أكثر سوءا بالنسبة لها، لذلك قالت بنبرة عالية :


_ وقف العربية دي ونزلني مش عايزة أعرف حاجة ولا أروح معاك في حتة.. 


ظل كما هو يتابع الطريق أمامه ويبث بداخلها الخوف أكثر، أرتجف جسدها وهي تشعر إنها على وشك الدلوف معه بطريق مجهول الهوية، لعنت نفسها فجنونها هو من أدخلها بتلك الدائرة مع عائلة جميع أفرادها مختلين عقليا.. 


وقف بالسيارة أخيراً بمكان خالي من أي كائنات حية لتقول بخوف :


_ إيه المكان ده إحنا هنا ليه؟!.. 


_ أنزلي يا هادية.. 


____ شيماء سعيد _____


أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️


الفصل العاشر.

#الفراشة_شيماء_سعيد

#أبو_الرجالة


بخطوات مترددة وساق مرتجفة هبطت هادية من السيارة، مد لها كفه نظرت إليه للحظة قبل أن يحرك رآسه بابتسامة جميلة يحثها على ضم يده وبالفعل مدت يدها ليده ليغلق أصابعه عليها بإحكام..


أخذها بخطوات ثابتة وفتح البوابة الحديدية ثم رفع وجهها بأحد أصابعه لتنظر للمكان حولها، شهقت بصدمة من كم الجمال الذي تراه، ورود بكل مكان باللون الأبيض وقلب كبير باللون الأحمر وبداخله إسمها مع كلمة أحبك باللون الأبيض..


مشهد رائع قدر على خطف روحها منها، نظرت إليه لتجده يجلس على ساقه وبيده محبس زواج، أرتفعت دقات قلبها أكثر وهي لا تفهم شيئا مردفة :


_ هو في ايه؟!..


جذب كفها بقوة ووضع خاتمه بأحد أصابعها ثم قام من مكانه ليقف أمامها مردفا :


_ في إن النهاردة أنتِ كسبتي التحدي وأنا خسرت..


رغم حلاوة الموقف أمامها إلا أن أنفها تشعر بالغدر يقترب منها، رفعت حاجبها بتعجب مردفة :


_بالبساطة والسرعة دي بتقول إنك خسران، مش شايف إنها حاجة مريبة يا إبن أبو الدهب ومتدخلش دماغ عيل صغير؟!..


أبتعد عنها خطوة قائلا :


_ يعني إيه الكلام العبيط ده؟!...


_ يعني عيب أنا مش عيلة صغيرة عشان أصدق الفيلم الهندي الحمضان اللي أنت عامله ده، ترسم إنك خسرت لحد ما أقع في حبك زي العبيطة وفي الآخر أبقى من ضمن حريم عيال أبو الدهب زي فيروز وعطر فيه ايه يا ياض ده أنا هادية..


صدم من قوتها والصدمة الأكبر كانت في فهمها للعبته، هذه الفتاة خصم قوي لا يستهان به على الإطلاق، عاد خطوة للخلف يستعيد بها قوته قبل أن يضع يده على كفها الموضوع به الخاتم مردفا ببرود :


_وماله، بس الخاتم ده لو أتقلع من إيدك هنزعل إحنا الاتنين.


نفضت يده بعيدا عنها مردفة بنبرة ساخرة :


_ ما تزعل والا تتفلق الموضوع مش فارق معايا، وبعدين بعد كدة لما تحب تثبتني ابقى هات نص كباب ونص كفتة مع حلة ورق عنب الكوارع وسيب الورد ده للعيال الفافي..


أطلق ضحكة عالية وغمز لها بوقاحة قائلا :


_ أحبك أنت يا عشوائي، ده أحنا هنعمل شغل زي الفل إن شاء الله..


أومأت إليه ونظرت للمكان حولها بانبهار لتدور حول نفسها بسعادة طفلة صغيرة ذهبت لرحلة ممتعة مع والدها، اقتربت منه وألقت عليه حقيبتها مردفة :


_ خد يا واد يا خاطر خلي دي معاك على ما أتصور بقى تعالى قولي هنا المكان الجامد ده أنت تعرفه منين..


حمل الحقيبة وأخذ منها الهاتف قائلا :


_ تعالي أصورك بنفسي، المكان ده بقى يا ستي بآخد عليه البنات قبل ما أضرب معاهم الورقة العرفي..


ضربت على صدرها قائلة :


_ يا ليلتك اللي مش فايتة أنت كنت ناوي تضرب معايا ورقة عرفي..


أجابها ببراءة :


_ أنا عن نفسي معنديش مشكلة لكن أنتِ وأمك عقارب هتقفوا ليا..


حركت رأسها بقلة حيلة إذا كان الأب كمال أبو الدهب فكيف ستكون الأبناء، السؤال المحير لماذا لم يأخذ أحد منهم جينات والدته رحمة الله عليها فكانت إمرأة حنونة محبة للجميع، انتهت من التصوير واقتربت منه لتأخذ هاتفها والحقيبة ليقول لها بهدوء :


_ نظرة عينك أول ما دخلنا المكان كانت مبسوطة كأنك كنتي هتصدقي وده خطر كبير عليكي يا هادية..


ما قاله حقيقة بالبداية كانت سعيدة، قلبها دق وصدرها طارت بها الفراشات، ولكن هذه هي الحياة أجمل ما بها الأحلام، حركت رأسها مردفة :


_ أي بنت أكيد هتبقى مبسوطة بحاجة زي دي بس لما يبقى أبن أبو الدهب اللي قدامها لازم تشم ريحة الغدر..


____شيماء سعيد _____


بالمساء..


على باب منزل ثريا وقفت أمامه وهي مذهولة، لغى الرحلة وأتى بها إلى هنا عنوة، حاولت التخلص من كف يده المحاصر لكفها منذ خروجهما من المشفى، رفع كفه ليضرب جرس الباب فقالت بنبرة لأول مرة تكن بهذا الضعف :


_ مش هنزله يا كمال بس أرجوك بلاش تقول لهم بالطريقة دي أديني وقتي وأنا هعرف البنات..


رفض بحركة من رأسه مردفا :


_ مش قادر أصدقك، أنتِ ست قادرة ملكيش ضمان..


حاولت منع نفسها من قول أي كلمة تخرجها عن السيطرة ولكنها أردفت بغضب :


_ أنت عارف اللي مصبرني عليك بناتي يا كمال اللي لو عرفوا مش هيبقى اللي أخاف منه أو أبقى عليه..


ألقى عليها نظرة سريعة قبل أن يضغط بأحد أصابعه على جرس الباب، ثانية والأخرى وهي تحاول الفرار من بين يديه إلا أن فيروز فتحت لهما الباب بكل أسف، رفعت حاجبها بتعجب من وجود الأثنين معا وقالت :


_ عمي كمال ومع ماما حصل ازاي ده؟!..


دفعها كمال بخفة للداخل وهو يقول بمرح نابع من سعادته بخبر حمل ثريا :


_ أهو حصل والسلام يا غالية وسعي خلينا ندخل..


أعطت لهما مساحة للدخول ليدلف هو لغرفة الصالون ومعه ثريا الخرساء بالمعنى الحرفي للكلمة، جلس على أحد المقاعد وقال :


_ روحي يا حبيبة عمو هاتي هادية من جوا وعطر جاية مع نوح في الطريق، شعرت فيروز للحظة بأن فريد كشف أمرها فخرجت سريعاً وهي مرتعبة تحدث نفسها :


_ هو ممكن فريد يعمل حركة زي دي؟!.. اه والله ده فاقد كل حاجة حلوة ويعمل أبو كدة، لأ لأ بس برضو مش هيقول إن واحدة علمت عليه ببساطة وأخدت فلوسه وخلعت.. صح كدة صح..


قطع جنونها هادية التي خرجت من المطبخ وهي تحمل كوب من الشاي بلبن، أخذ أول رشفة لترى فيروز بحالة غريبة عجيبة اقتربت منها مردفة بسخرية :


_ عقلك خف والا ايه يا دكتورة ده أنتِ كنتي زينة البنات يا حبة عيني..


_ أسكتي سيبك من الندب عليا وتعالي معايا شوفي المصيبة اللي جوا..


أبتلعت هادية ريقها مردفة بقلق :


_ مصيبة إيه دي؟!..


_ كمال أبو الدهب جوا مع ماما في الصالون وعياله وعطر جايين في السكة شكل الموضوع مش سهل..


تركت هادية الكوب على الطاولة الموضوعة بالصالة بكف مرتجف، هل أتى لهنا بسبب فعلة خاطر معها بالصباح؟!.. أردفت برعب :


_ جايين ليه دول هو إحنا ناقصين مصايب تعالي نهرب..


نظرت إليها فيروز بشك قبل أن تقرصها من أذنها مردفة :


_ بقى ليا فترة شاكة فيكي يا بت أنتِ حكايتك إيه بالظبط ومخبية إيه؟؟ 


وضعت يدها محل أصابع شقيقتها وقالت بالقليل من الألم :


_ أه أيدك تقيلة يا غبية وبعدين هخبي إيه يعني تعالي نتنيل ندخل واللي مخبي حاجة هتبان..


أنهت جملتها وفرت من أمامها سريعاً لغرفة الصالون، دق جرس الباب للمرة الثانية لتذهب فيروز بخطوات بطيئة حتى فتحت لتجد فريد أمامها، قالت بتوتر :


_ فريد هو أنت جاي تعترف على اللي أنا عملته معاك؟!..


أومأ إليها بمكر قائلا :


_ أمال أنتِ فاكرة إن الضحك على ولاد الناس حاجة عادية لأ أنا ورايا أب يبلع الزلط...


كل مرة تراه بها تفكر أين كان عقلها عندما وقعت بغرامه لأول مرة، أبتلعت ريقها بتوتر وقالت بعيون بريئة بها نظرة رجاء واضحة :


_ هرد لك فلوسك بس بلاش فضايح يا فريد إحنا برضو كان في بنا عشرة حتى لو عشرة معفنة وأيام شبه ضميرك..


مال عليها وأخذ خصلة من خصلاتها ولفها حول أحد أصابعه مردفا بملامح حزينة أستطاع رسمها ببراعة :


_ بقى أنا عشرتي عشرة سودة يا بت ده أنتِ كنتي أول حضن وأول قبلة أخدتيني بكر..


ردت عليه ساخرة :


_ كنت قطة مغمضة وفتحت على أيدي بطل كذب يا فريد وبلاش تدخل حد بنا..


أخذ نفسا عميقا وهو يتأمل ملامحها كم هو سعيد بجمعها معه بجملة واحدة اشتاق لكلمة " بيننا" كم هي حلوة وهي معه بنفس الخانة، قرب خصلتها من أنفه آخذا أكبر قدر من رائحتها اللذيذة ثم همس :


_ تفتكري سبتك تمشي وأنتِ تحت أيدي ليه يا فيروز مع إن كان ممكن أتجوزك غصب وأنتِ جوا بيتي؟!..


للحظة ضعفت من تلك الحركة التي كان يفعلها بها كثيراً وكانت تغرق معه بسحره، أبتلعت لعابها هامسة بتوتر :


_ ليه؟!..


_ عشان عايزك بالرضا وعن طيب خاطر، عايز لما أبص جوا عينيك أشوف فيها نظرة الدوبان اللي أنا شايفها دلوقتي دي، عايزك بالحب يا فيروز..


ها هي فاقت من لعنة سحره، ابتعدت عنه بقوة لتشهق بألم من خصلتها الموضوعة بيده، تركها وعاد للخلف مرسوم على وجهه نظرة انتصار، عضت على شفتيها وقالت بسرعة قبل أن تذهب من أمامه :


_ عايزك تفضل تحلم باللحظة دي يا دكتور طول عمرك لحد ما في الأخر تموت مجنون فيروز زي مجنون ليلى..


______ شيماء سعيد ______


بسيارة نوح ظلت طوال الطريق صامتة تشاهده وهو يقود السيارة قفط، لأول مرة تخرج معه بعد زواجها منه، ألقى عليها نظرة سريعة ثم غمز إليها قائلا :


_ الحلو سرحان فيا ليه معجب؟!..


أومأت إليه بهيام وقلوب تخرج من عينيها قائلة :


_ مغرمة كمان والله مغرمة..


مع كل لحظة تمر بينهما يشعر بالانتشاء هذة الفتاة قادرة على أخذ تفكيره منه بكلمة واحدة منها، ألقى عليها قبلة سريعة وعيناه على الطريق :


_ يا أخي يسلملي المغرم..


خجلت من غزله اللطيف جداً بالنسبة لها، لم يمر إلا يوم واحد على زواجهما ولكنها تعيش معه عمرها من جديد بشكل أكثر متعة وحلاوة، سألته بتعجب :


_ ده مش طريق المطار مش المفروض عندنا معاد طيارة؟!..


أطلق ضحكة عالية متذكرا مكالمة والده له، يبدو أن الحاج كمال قرر الدخول لساحة الحروب وسيكون الأمر أكثر من مسلي بمراحل، رد عليها بنبرة مرحة :


_ هنروح نسلم على حماتي الغالية قبل ما نسافر أكيد عايزة تتطمن عليكي..


ابتسمت بسعادة قائلة :


_ حبيبي يا نوح قلبك عليا وعلى ماما بس أنا كلمت ماما الصبح..


_ لأ طبعاً لازم تشوفك بعنيها لتقول أكلت منك أيد والا رجل أمك شايفة عيال كمال عيال أبو لهب..


ضحكت من قلبها حتى وصلا على باب منزلها، قالت وهي تفتح باب السيارة :


_ كفاية عليك إني شايفك أحسن واحد في الدنيا.


حرك رأسه بتعجب وهمس لنفسه وهو يسير خلفها :


_صحيح مراية الحب عميا قال أحسن واحد في الدنيا قال ده أنا عيل زبالة وواطي..


وصلوا أخيراً لغرفة الصالون بعدما فتح لهما خاطر الذي وصل من دقائق، همست ثريا لكمال برجاء قائلة :


_ كمال بلاش الطريقة دي أرجوك أنا خايفة..


وضع كفه على كفها أمام الجميع بلا مبالاة، فكرة أن بداخلها قطعة منه تثير جنونه، غمز إليه فريد مردفا :


_ أكيد اللمة الحلوة دي فيها حاجة يا حاج قول التشويق أخد دماغنا إن في علاقة عاطفية بينك وبين الحاجة ثريا..


أجابه كمال بكل هدوء :


_ هي كدة فعلاً كبيرة ثريا فيروز وأنا كبيري فريد إبني عشان كدة أطلب ليا أيد ثريا..


نظر فريد لفيروز المذهولة من الصدمة قائلا بجدية :

_ طبعا سمعتي يا مدام فيروز كمال ابننا طالب أيد بنتكم المحترمة ثريا..


_____ شيماء سعيد ______


أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️


الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا  👇 ❤️ 👇 


روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم