رواية أسرت قلبه الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بقلم سولييه نصار حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية أسرت قلبه الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بقلم سولييه نصار حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
الفصل الحادي عشر (تخضع للإبتزاز)
رأت بريق الدموع الشفاف في عينيه وازدردت ريقها وهي تشعر بالألم يعصف بها ...رباه لقد رأى كل شئ ...سمع كل شئ ....عرف ما كانت تحاول تهرب منه أنها تحب صالح ...وان طوال الوقت حاولت أن تحبه...ولكنها فشلت ...لقد طعنته هي أيضاً....لم تتخيل ابدا ان تكون المرأة التي سوف تؤذي سيف مرة أخرى....
كان سيف ينظر إليها بصدمة ...لقد اذته اخر امرأة من أنها قد تفعل هذا ...لقد أعطاها قلبه وهو مطمئن أنها سوف تحافظ عليه ولكنها خانته ...اقترب منها ..ينظر إلى وجهها ...دموعها كانت تهطل بغزارة...تنظر إليه...تطالب بالغفران...تجعدت ملامحه بإشمئزاز قتلها ...أرادت أن تنفي عنها كل الاتهامات ولكن هل تُكذب الحقائق...هل تنكر أنها خائنة ...هل تتجرأ من الأساس على تكذيب الحقائق ...والإجابة كانت واضحة ...لا بكل تأكيد ...هي مذنبة ...اخطأت بحقه ...ابتلعت ريقها وهي تحاول تشكيل الكلمات على شفتيها ولكن لسانها كان يخذلها في كل مرة تحاول فيها الدفاع عن نفسها ....
بدأ هو بالكلام وقال:
-توقعت من الكل الخيانة الا أنتِ يا نوال !! للاسف أنتِ زيهم كلهم ...متفرقيش عنهم ..
هزت رأسها ودموعها تنهمر بقوة ولكنه لم يشفق عليها وقال:
-اكيد لما شوفتي المشاكل بيني وبين بابا قولتي اكيد هيحرمني من ثروته وتروحي لضحية تانية يكون مغفل زيي ...يظهر انك نسيتي أنا اللي لميتك من الزريبة اللي كنتِ عايشة فيها...بس فعلا الرخيص بيفضل طول عمره رخيص....
هنا لم يتحمل صالح أكثر من هذا وأمسكه من قميصه القطني وهو يصرخ به:
-أنت ازاي تتكلم معاها بالطريقة دي ؟!!
قم كادا ينخرطا في عراك إلا أن نوال أبعدت صالح عنه وهي تصرخ به بقوة :
-خلاص ابعد عنه سيبه ...امشي من هنا واطلع برا حياتي !!!..
بهت صالح وهو ينظر إليها ....ظل متصنماً مكانه وهي تصرخ به بتلك الطريقة ...ازدرد ريقه وهو ينظر إليها ...كم كان مصدوماً متألماً ......
-ابعد انت السبب في كل حاجة ...امشي !!!
قالتها بغضب والدموع تطرف من عينيها ....
نظر إليه بجمود ثم انسحب بالفعل ....نظرت الى سيف الذي كان ينظر إليها بقرف وقال:
-فعلا رخيصة ....
شهقت وقالت بصوت مختنق:
-سيف متقولش كده ...ابوس ايديك متقولش عليا كده ...انت بالذات مش هتحملها منك ....
ابتسم بسخرية وقال:
-دي حقيقتك يا نوال....اللي تخون الراجل اللي حبها وكان مستعد يعمل اي حاجة عشان يبقى معاها يبقى رخيص وأنتِ رخيصة ...رخيصة أووي ....وللاسف دلوقتي أنا بضيع وقتي مع واحدة زيك....بس هنساكي يا نوال ...انتِ متستحقيش حتى اني اكرهك !!!
ثم تركها وذهب ليعلو صوتها بالبكاء وسط الشارع دون أن تهتم بالنظرات الفضولية من حولها ...شعرت حينها أن قلبها يُنتزع من مكانه ...لقد خسرت سيف ....سيف رغم أنها اكتشفت أن حبها له لم يكن حقيقي ولكنه كان اغلى شخص على قلبها ......كان الشخص الذي وقف بجوارها عندما تخلى الكل عنها....وكانت هي اغلى ما يملك ...كيف فعلت هذا ...كيف دمرت شئ بهذا الجمال !!!
.....
كان يقود سيارته بسرعة والدموع تنهمر من عينيه ..كان يشعر وكأن احد طعنه في قلبه ....والتي فعلت هذا هي أغلى إنسانة بحياته ...تلك المرأة التي كان مستعد للتخلي عن كل شئ من أجلها ...كم هو سئ الحظ كل ما يحبه يتركه...كل من يتعلق به يخونه هل كُتب عليه أن يكون تعيس طوال حياته !!!!
فاضت الدموع من عينيه ثم اوقف السيارة فجأة وهو ينهت بقوة ....ثم أخذ يضرب المقود بقوة وهو يبكي ويصرخ !!
،..........
-أنت...انت جايبني هنا ليه؟!
قالتها بصوت مرتجف والدموع تلسع عينيها بينما تنظر إلى غريمتها ...أليس لديه اي قلب ليفعل هذا بها ...يؤتي بها حتى منزل حبيبته ...أليس لديه مشاعر ....كانت تتنفس بعنف وهي تشعر بأنها مهددة أن تبكي في اي لحظة. ...
كادت أن تذهب...أن تهرب ...لا يمكنها أن تواجه الأمر ...لا يمكنها أن ترى نظرات العشق في عينيه وتصمت ....ولكنه أمسك كفها قبل أن تذهب وقال :
-استني لازم اقول اللي عايزه وبعدين قرري .....
كان وجه سيلا مكسو بالحيرة ...كانت حقاً لا تفهم ماذا يفعل ....
نظر إليها جورج فجأة .... عينيه أسرت عينيها للحظة .... الذكريات في قصتهما كانت الأقسى ...احيانا تكون الذكريات الجميلة نيران تشب في القلب وهذا ما كان يشعر به في تلك اللحظة ...ذكرياتهما الجميلة كانت تحرقه ...أخذ يتساءل لماذا لم تكن له ...لماذا انفصلا ....لقد عشقا بعضهما ولكنها ظلمته .. وهو بدوره ظلم ماريانا ..ولكنه الآن انسان ناضج متزوج ...وهو ليس برجل خائن ...رغم أنه لا يحب ماريانا ولكنه لن يخونها ...لن ينجرف بمشاعره نحو سيلا ...لن يُخطئ ....تنهد وقال :
-انا جاي عشان احط النقاط على الحروف ....جاي عشان اريح الكل من التشتت ....
كلاهما كانا ينظران إليه بحيرة ....دموع ماريانا هزمتها وانسابت على وجنتيها ....لن تتحمل ما سيقوله ...بالطبع سيخبرها أنه يحب سيلا ....بالطبع سوف يتركها !!!!هذا ما فكرت به.رغم تأكدها من الأمر إلا أن يحدث هذا أمامها فهو عذاب من نوع اخر .....
-انا عايزة امشي ...
قالتها بهياج وهي تحاول أن تفلت من بين يديه ولكنه كان يقبض على كفها بقوة ويقول :
-مش هتمشي الا لما اقول اللي عايزه ...الموضوع انتهى يا ماريانا ...لازم تسمعي الكلام اللي أنا هقوله ...لاني هقوله لآخر مرة ...فاهماني ....
تحولت نظراته إلى سيلا ...عينيها الزرقاء كانت ترمقانه بذهول بينما تشعر وكأن ما سيقوله لن يعجبها...تشعر أنه سيحطم قلبها الان ....ابتلعت ريقها وهي تنتظر بخوف ما سيقوله ...
-انا متجوز يا سيلا...وأنتِ عارفة كويس أن شخص زيي مستحيل يعمل حاجة غلط او يخون اللي متجوزها....
لسعت الدموع عينيها ونظرت إليه بصدمة وقالت :
-أنت بتحبني أنا ....
ضغطت ماريانا على أسنانها بقوة ...تلك الحقيقة تقتلها ....تمنت أن تكون في تلك اللحظة مكان سيلا ...تمنت أن يحبها جورج ...وان ينظر إليها بنفس الطريقة التي ينظر بها إلى سيلا ....
-مهما كانت حقيقة مشاعري ده مينفيش حقيقة واضحة يا سيلا ..اني راجل متجوز ...وماريانا هي الست اللي هكمل معاها واجيب منها عيال كمان ...هي اللي هعجز معاها وهموت معاها...ماريانا وبس ...
سالت الدموع من عينيها وقالت بصوت مختنق :
-وأنا ؟!
-أنتِ ملكيش تعريف في حياتي ...أنا مراتي هي ماريانا ...دي الإنسانة اللي حلفت اني مخونش ثقتها ابدا واهتم بيها ...ودي الإنسان اللي وقفت جنبي....
وضعت كفها على قلبها ...كانت تشعر أنها سوف تموت وهو يتكلم بتلك الطريقة ...
-وقلبي ...قلبي اللي اتكسر بسببك ...
-افتكري انك اللي في البداية قررتي تكسري قلبك وقلبي .... رجوعك مش هيغير حاجة يا سيلا ....أنا حبيت بس اقول الكلمتين دوول عشان متحاوليش تاني ...محاولاتك كلها هتفشل وأنتِ اللي هتزعلي في الاخر ....
قال كلمته الأخيرة واستطاع اخفاء انفعالاته خلف نظراته الجليدية
ثم سرعان ما سحب ماريانا خلفه وهو يذهب بينما هي في حالة ذهول غريبة ....
......
-ها يا رحيق قولتي ايه يا بنتي؟!مش مش شارط الجمال خالص
قالتها وفاء بإرتباك وهي تنظر الى رحيق بعد أن انفردت بها في استراحة الغداء ....نظرت رحيق إليها وهي تخفي دموعها...صحيح انها تعرف وفاء جيدا وأنها لا تقصد هذا ولكن كلمتها تلك ضربتها في الصميم ...بسبب كلام الجميع عن شكلها أصبحت ترى نفسها حقاً قبيحة ...تدمرت ثقتها بنفسها ....فركت كفيها لتمسك وفاء كفها وقد استوعبت اخر جملة قالتها ..ثم استرسلت بلطف :
-على فكرة أنتِ حلوة اووي ....بجد مش كل الناس بتشوف كويس عشان تعرف قد ايه أنتِ جميلة.... وعاصي بيه اكيد في يوم من الايام هيحبك لما تعاملي بنته كويس يا رحيق يا بنتي ...أنتِ هتتجوزي واحد ملياردير ...يمكن يكون ده العوض ليكي فكري كويس ....
هزت رحيق رأسها وقالت بإختناق :
-حاضر هفكر ....
ابتسمت وفاء وربتت على كفها وقالت :
-ربنا يوفقك يا بنتي ....وانا هبعتلك صورته على الواتس فكري عليا وردي بكرة الراجل مستعجل ...
ابتسمت أسفل نقابها بإنكسار...أنها تشعر بالذل...وكأن ليس لها قيمة ...كي تتزوج وتتخلص من لقب العنوسة لابد أن تتنازل ....عينيها وقفت برهة على مؤيد الذي كان يتكلم ببساطة مع أحدي المعلمات الجديدة ....حتى الشخص الوحيد الذي ظنت أنه رأى شئ مختلف فيها ...رفضها بسبب والدته والآن يتقرب من امرأة أخرى ...هي صحيح لم تكون أي مشاعر له ولكن هذا الأمر احزنها...تمنت أن يحبها أحد ...أن ينظر إليها بحب ...يخبرها فقط أنه يحبها وهي تقسم أنها كانت شوف تعطيه حياتها ليس قلبها فحسب ...ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ...فكرت ببؤس ....ربما لن تحصل على الحب ابدا ...ربما تلك السعادة ليست من نصيبها
............
في قاعة المحاضرات ...كانت تدون بنشاط كل ما كان يقوله ...صغيرها مع جارتها ترعاه ....أنها تدعو لها دوما لأنها تساعدها...فحينما تذهب للجامعة هي تجالسه مع أطفالها.. العالم ما زال بخير ...
فكرت وهي تشعر براحة البال ... فجأة توترت عندما وقعت أنظار الدكتور يوسف عليها شعرت بأن دقات قلبها أخذت في الازدياد ....لا تعرف لماذا ينظر إليها بتلك الطريقة .....هو يكرهها بطريقة لا تفهمها حقاً. ....ابتلعت ريقها هي تضع رأسها أرضا ليكمل هو كلامه وعينيه لا تتركها .... لا يحب تلك المرأة ...لا يعرف لماذا ولكن وجودها يستفزه ....تثير أعصابه بشده ...هذا شئ لم يختبره من قبل خاصة وأنها لم تفعل شئ خاطئ لكي يعاملها بتلك الطريقة.....
شعرت ماجدة بإهتزاز الهاتف الصغير في جيب بنطالها. ...توترت أكثر ونظرت الى يوسف لتجده ينظر إليها ...لما نظراته مثبتة عليها لماذا ....أرادت أن ترد على الهاتف ...لابد أن تلك هي جارتها....رباه يجب أن ترد ...لكنها حتى لا تمتلك الجراءة لتطلب منه أن تخرج وترد على الهاتف لمده دقائق ...الجميع يفعل هذا ...ولكن لا تعرف لماذا يخيفها هو ......
رفعت كفها بتردد وقالت؛
--بعتذر يا دكتور ممكن ارد على التليفون ....
نظر إليها دون رضا للحظات ...لدرجة أنها ارتعشت بقوة ولكنه قال اخيرا بفظاظة :
-أطلعي برا وردي هي دقيقتين وتيجي تاني فاهمة .....
هزت رأسها وخرجت من قاعة المحاضرات وردت على جارتها ....
لحظات ودخلت قاعة المحاضرات مرة أخرى وهي تهرول مثل المجنونة...
-ايه اللي بتعمليه؟!
هدر يوسف بغضب وهو يراها تلملم أشياؤها وتكاد تخرج ....وقف أمامها فجأة وهذا التصرف منه صدمه اكثر مما صدمها ...
-خير رايحة فين ...لو طلعتي متحضريش محاضراتي تاني ...
-مش عايزة احضرها ...
قالتها وهي تتجاوزه وتخرج بينما الدموع تغرق وجهها!!!
.........
-كانت بتقولك ايه الست دي ؟!
قالتها مادونا وهي تجلس بجوار رحيق بعد أن ذهبت وفاء ...هزت رحيق رأسها وهي تقول ببهوت:
-مكانتش بتقول حاجة ؟!.
نظرت إليها مادونا بدون تصديق ولوم لتتنهد رحيق وتقول :
-جايبالي عريس ...
-تاني !!!مش كفاية اخر مرة ...والعريس المرة دي عنده كام سنة سبعين !!!!
قالتها مادونا بغضب لتتمتم رحيق:
-عنده ستة وتلاتين سنة !
توسعت عيني مادونا وقالت:
-قولي والله ...
هزت رحيق رأسها لتقول مادونا بدون تصديق :
-مستحيل ... اكيد فيه حاجة غلط ...الست دي كل اللي بتجيبهم ..اكيد في مشكلة في شكله أو جسمه ...شوفتيه يا بت قبل ما تتدبسي ...
ضحكت رحيق رغماً عنها وقالت :
-أنتِ مصيبة ...عارفة كده ولا لا ...
-عارفة ..عارفة ..المهم شوفتيه....
كادت أن ترد الا ان صوت قدوم رسالة على تطبيق الواتس أب جعلها تتوقف ...نظرت إلى الهاتف وابتسمت وهي تقول.:
-اهي الست وفاء بعتت صورته ...
-عايزة اشوفه ..عايزة اشوفه ..
قالتها مادونا بحماس لتضحك رحيق بتعب وتفتح لها الهاتف لكي تنظر إلى الصورة دون أن تكلف نفسها وتراه ...توسعت عيني مادونا بإعجاب وافلتت منها صرخة صغيرة وهي تقول:
-اتجوزيه ...بجد اتجوزيه...ايه العيون الحلوة دي !!
عبست رحيق وهي تدير شاشة الهاتف لتراه ...توسعت عينيها وهي تنظر إلى اوسم رجل ؤأته في حياتها ...شهقت بالفعل بخفوت وهي تنظر إلى عينيه الزرقاء الحاده...شعره الاسود الطويل قليلاً وملامحه القوية....غضت الطرف عنه وهي تغلق هاتفها بينما أمسكت مادونا كفها وهي تصرخ بها :
-وافقي بجد وافقي يا رحيق ...
قالتها مادونا بحماس لتبتسم رحيق بحزن...لو فقط تعرف الحقيقة بالطبع لن تكون متحمسة لتلك الدرجة . بل ستوبخها على الطريقة التي تريد إلقاء نفسها بها إلى أي رجل. ..والمبرر التخلص من لقب كريه بات يلاحقها ...ولكنها هل تجرؤ على اخبارها الحقيقة ...بالطبع لا ....هي لن تستطيع فعل هذا لا تريد أن ترى نظرات الشفقة بعينيها...هي لن تتحمل هذا ...لن تتحمل التوبيخ أو كلمات المواساه منها أنها جميلة ...أنها تستحق الافضل ...لقد اقتنعت أنها لم تحظى بالجمال ...وهذا لا يضايقها بعد الان ...هي تقبلت نصيبها .. ولكن ما لا تستطع تقبله هو كلام الناس ...اقرب ما لها يقتلونها بنظراتهم قبل كلماتهم وهي لن تنسى أبداً ما قالته لها نوران منذ يومين !!
.........
-نوران كنتِ بتكلمي مين ؟!
قالتها رحيق بشك بعد أن ولجت لغرفة نوران وسمعتها وهي تقول لأحدهم أنها تحبه ...
احمر وجه نوران وصرخت بها :
-أنتِ ازاي تدخلي اوضتي من غير ما تخبطي على الباب مش هتبطلي عادتك الزفت دي ولا ايه ؟!!ولا خلاص عشان امي بدأت تعاملك حلو هتتفرعني؟!!!
-أنا سألتك سؤال يا نوران وعايزة إجابة لو سمحتي ...كنتِ بتكلمي مين ؟!
نظرت إليها بصدمة لوقاحتها ثم ضحكت وقالت:
-بجد مش مصدقة كمية الوقاحة بتاعتك...مين أنتِ عشان تهدديني ...ملكيش دعوة ...ملكيش فيه ...بطلي برود بقا وتحشري مناخيرك في اللي ملكيش فيه ....
كلماتها اوجعتها ولكنها لن تستسلم...نوران ترتكب خطأ ما وهي لا يمكنها أن تسكت ....
-نوران متخلنيش ألجأ لأمجد لو سمحتي قوليلي مين اللي كنتي بتقوليله الكلام ده ...
انفجرت فجأة بها وهي تصرخ :
-أنت إنسانة غلاوية وحقودة صح ....عايزة تقولي لأمجد قولي بس مش هيصدقك عارفة ليه لاني انا مش من نوع البنات دي وهيعرف انك بتتبلي عليا عشان غيرانة مني أنا ....
-انا غيرانة منك ؟!أنا خايفة عليكي ...
قالتها رحيق بصدمة لتبتسم هي بسخرية وتقول :
-ايوة غيرانة مني ...لاني كذا عريس يتقدملي لكن أنتِ مفيش حد اصلا بيبصلك ولا هيبصلك ....اخرك أما هتقعدي وتخللي اكتر ما أنتِ مخللة أو هتلفي على راجل متجوز زي أمك !!!
عادت من شرودها وهي تتنهد ..لقد أذتها كثيرا نوران ولكن رغم هذا رحيق قلقة جدا عليها ....هل يمكن ان ترتكب نوران خطأ بحق نفسها ....وهل أخطأت عندما لم تخبر شقيقها ...للاسف أمجد الآن يواجه مشاكل مع عائلة خطيبته وهي لا تريد أن تزيد المشاكل عليه ولكنها خائفة ...الطريقة الوحيدة هي أن تتقرب من نوران لكي ترشدها للطريق الصحيح
........
-أنت بقالك فترة بعيد ...بطلت تسأل أن تيجي البيت من ساعة ما ماما اتكلمت معاك في الموضوع بتاع الشقة...
قالتها أريام لأمجد الذي يدفع رأسه في الملف الذي أمامه ...هو لم ينظر إليها حتى وهذا حطم قلبها بالفعل ...لم يرد عليها وبقا متجهما ...لسعت الدموع عينيها وهي تقول بصوت مختنق :
-انا اسفة أن ماما اتكلمت معاك بالشكل ده ...بس الحقيقة دي كانت رغبتي أنا لما روحت بيتكم محبتش المنطقة هناك ...فكر فيا ومستقبلنا وأولادنا إن شاء الله ازاي هيتربوا في المكان ده....
نظر إليها فجأة ...عينيه العسلية كانت مشبعة بالبرود...زم شفتيه وهو يحاول تمالك نفسه ...ثم قال اخيراً:
-افندم مالها المنطقة بتاعتنا ....لا فيها مجرمين ولا حاجة وكلنا جيران وقرايب هناك ...أنا معرفش ليه تدخلي والدتك لما كنتي قادرة توضحي وجهة نظرك ليا ونوصل لحل....لكن كون تدخلي والدتك في شئ بسيط زي ده ...يبقى ازاي اديكي الامان تحافظي على سر بيتي ....
بهتت وهي تنظر إليه وقالت بإرتباك:
-انا بس ...أنا ....
-أنتِ افتكرتي لما والدتك تقول لاما تجيب شقة أو تفسخ الخطوبة كده بتلوا دراعي بس للاسف أنا مش من النوع اللي بتهدد ...لو كنتي اتكلمتي بهدوء معايا كنت هحترمك ...لكن أنتِ بتنهي اللي بيننا بسرعة
شحب وجهها بشكل أكبر وقال :
-ت...تقصد ايه ؟!
-اقصد اني مضطر افكر مرة تانية في موضوع جوازنا ده !!!!
.......
-اتفضلي ...
قالها بهدوء وهو يفتح الباب ...ولجت للمنزل وما زالت علامات الدهشة على وجهها ....
اتجهت بآلية إلى غرفتها ولكنه أوقفها بصوته الجامد وهو يقول :
-استني لو سمحتي محتاج اتكلم معاكي شوية ...
توقفت واستدارت ونظرت إليه ...ثم ضربها الإدراك ...هو لم يفعل ما فعله من أجلها ...بل من أجله....نعم هو اتخذها درع ليحمي نفسه من تأثير سيلا ...التفكير في هذا جعلها تشعر بالغثيان ...حقيقة أنه تم استغلالها من قبل الإنسان التي أحبته كانت تقتلها ....كان الغضب يتصاعد داخلها كبركان خطير على وشك تدمير كل شىء..وجدت نفسها تمسك سكين صغيرة كانت على الطاولة ملقية بإهمال ثم رمتها نحوه ...تدارك الأمر في آخر لحظة وابتعد....ثم اتسعت عينيه الزرقاء بصدمة وبريق مخيف ثم هدر بها:
-أنتِ مجنونة !!!كنتِ هتموتيني؛!!!
-وانت لسه شوفت حاجة يا عديم الشرف !!!
صرخت به ليبهت ويقول بصدمة :
-عديم الشرف ...
ثم تراجع بصدمة وهي تتقدم نحوه تنوي خدشه بوجهه ... أمسك كفها وصرخ بها ؛
-بس خلاص كفاية يا ماريانا ايه اللي أنتِ بتعمليه ده !!!
-أنت لسه شوفت حاجة ...أنا هقتلك ....أنا هموتك وأخلص منك ....
كانت تصارعه بإهتياج....كان الغضب يعمي عينيها ...لا يهم حتى لو قتلته طالما سوف تفرغ غضبها ....هذا الحقير يفقدها صوابها !!!
كان يحاول هو أن يمسكها ...يهدئها كي لا تتأذى....كان حقاً خائف عليها وهي بتلك الحالة ....اخيرا استطاع السيطرة عليها وقام يإدارتها ثم جذبها نحوه حتى اصطدم ظهرها بصدره ثم حاوط خصرها وهو يقول بلطف:
-اهدي يا ماريانا...خافي على صحتك ...لو مش عشان نفسك يبقى عشان اللي في بطنك ...
توسعت عينيها بصدمة بالغة ...ولسعت الدموع عينيها ...هو يعرف ...يعرف انها حامل ..لهذا أتى ...لهذا فعل كل هذا....هي لك تكن أبدا في حساباته ....هو حقاً لا يهتم بها .....سكنت بين ذراعيه بينما دموعها أخذت تنساب من عينيها ...وشهقاتها الخافتة تخرج من بين شفتيها .....
-أنت عرفت !!
-اغمض عينيه وهو يدفن وجهه في شعرها ويقول:
-ايوة ...الدكتورة اللي روحتي كشفتي عندها تبقى زميلة ليا ...وهي اللي قالتلي ...كنتي عارفة أن الموضوع مش هيبقى سر ...خبتيه عليا ليه ....
لم ترد بل أخذت تبكي بشكل أقوى
أدارها بلطف وهو يمسح دموعها ...كان يشعر بالشفقة عليها ...لقد عانت الكثير وهو السبب لن ينكر الأمر ...عانق وجهها وهو ينظر إلى عينيها ...يعد ما يقوله جيداً...سيطبق ما قاله لسيلا....ماريانا هي زوجته وكفى ...وكما أنها والدة ابنه القادم ...لن يدمر حياته بسبب مشاعره تلك أبداً
-مش هقول اني بحبك لأن دي هتكون كذبه وأنتِ متستحقيش الا انك تعرفي الحقيقة ...بس كلامي قدام سيلا انك مراتي ومش هخونك صح مية في المية ...أنا عايز ابني حياتي معاكي ومع ابني ...مش عايز ابني يتحرم مني ولا أنا اتحرم منه ....
-هتعيش معايا وانت مش طايقني ولا بتحبني ؟!كل اللي فشلت اعمله الفترة اللي فاتت فشلت فيه ..بس كون اني حامل اخيرا قررت سيادتك تدينا فرصة عشان جوازنا...ومفروض أنا افرح واسكت ...
ابتلع ريقه وقال:
-أنا عايزك !!!.
توسعت عينيها بصدمة ليجذبها نحوه وهو يدفن يديه في شعرها :
-عايزك فاهماني ...
كانت ترتجف بين ذراعيها بصدمة ....زادت صدمتها وهو يهبط بشفتيه ليقبل خدها ثم تحرك نحو عنقها ليقبلها برفق .....ارتجفت ودموعها تتساقط بعنف ....
ثم فجأة ابتعدت ....ابتسمت بسخرية وهي تنظر إليه وقالت :
-بس أنا اللي مش عايزاك دلوقتي ....
ثم تركته مصدوما وذهبت لغرفتها ....كان يفكر كيف تقاومه الآن
.........
في اليوم التالي ....
-مش عايزة اتجوز ...قولتلك مش عايزة اتجوز ...
قالتها جيلان وهي تبكي ....وجهها الابيض احمر من الانفعال وتلهث بقوة بينما الدموع تلطخ وجهها...
-يا بنتي اسمعي بس ....
قالتها والدتها بتعب ولكن جيلان هزت رأسها :
-يا ماما قولتلك مش عايزة اتجوز...
-مين اتكلم على جواز يا بت المجانين انا بقول بس تقعدي مع العريس اللي جالك ....مش بتكلم على جواز خالص ....
-مش عايزة اقعد معاه ومش عايزة اتجوز ...ومش هتجوز ....
أمسكت شربات ذراعها وهي تقول :
-يعني ايه الكلام ده يا بت أنتِ هتفضلي طول عمرك تبكي عليه ؟!هو خلاص خطب وهيتجوز وأنتِ هتعنسي يعني ؟!!فاكرة لما تعملي كده هيبصلك ولا هيهتم اصلا فوقي...أنتِ بالنسبة لأمجد مش اكتر من أخت ....عمره ما هيشوفك غير كده ....امجد شايفك لسه عيلة صغيرة ...وبعدين هو اكبر منك بكتير يا بني....اتجوزي واحد قدك ....
-كفاية يا ماما ...كفاية ...
قالتها بنحيب ثم أكملت :
-حرام عليكي أنا بموت هنا وأنتِ بتقتليني بكلامك ....أنا عارفة أنه مش هيبصلي دي مش حاجة جديدة ...ومش مستنية حاجة....بس انا مش عايزة اتجوز ...قلبي مش متقبل حد دلوقتي ...استني بس شوية ...اكيد مش هقعد ك.ه واتجوز ...بس مش دلوقتي يا ماما ...خليني اخلص تعليمي الاول وبعدين نشوف الموضوع ده ....
نظرت إليها والدتها بدون رضا ....كانت حقا غاضبة من تفكير ابنتها بهذا الشكل ....لو فقط تعلم متى تعلقت به ....وكيف !!!
-مش عارفة اقولك ايه يا جيلان ....خايفة تضيعي حياتك وأنتِ بتجري ورا سراب ...أنا فاهماكي يا بنت بطني ...أنتِ لسه عندك امل فيه ...الراجل خطب وأنتِ لسه عندك امل ....
كادت أن تنفي ولكن الكلمات تجمدت على شفتيها ...ما الذي ستنفيه ...هل تجرؤ من الاساس أن تنفي ما تقوله ....هل هذا كذب ...بل هي الحقيقة بعينيها....أنها ما زالت تأمل ما زالت ترسم احلام لهما سويا في مخيلتها ....الأمر يسعدها ويجعلها تعيسة في ذات الوقت ...هي تعيسة وتشعر بالذنب لأنها تنظر إلى من ليس لها ...
أمسكتها والدتها وأخذت تهزها بقوة وتقول:
-انطقي يا بت اللي بقوله صحيح ...أنتِ بتفكري بجد لسه فيه ...لسه عندك أمل ....
انهمرت الدموع بغزارة من عينيها وقالت بصوت مختنق :
-بحبه ....بحبه ....
سقط كف شربات على وجه ابنتها ....انتحبت جيلان وهي تنظر أرضاً...كانت لا تستطيع أن تنظر إلى والدتها ....كانت تشعر بالخجل حقاً...
-انا مش مصدقة انك بنتي ...مش مصدقة انك بتفكري بالشكل ده ...الرجل خطب يا جيلان ...خطب ....ايه اللي بتفكري فيه ده ...عقلك فين ...أنتِ اتهبلتي ....ازاي عندك امل ....
نظرت إلى والدتها وزعقت :
-معنديش أمل يا ماما ...بس انا بحبه...دي حاجة مش بإيدي ...
أمسكت والدتها فكها وهي تصرخ بها وتقول :.
-بس ...بس اخرسي ..اخرسي يا قليلة الحيا...اسكتي متتكلميش....هتقابلي العريس يا جيلان غصب عنك والا اقسم بالله لا أنتِ بنتي ولا اعرفك....
ثم دفعتها عنها وذهبت بغضب لتجلس جيلان على الأريكة وتنفجر بالبكاء...قلبها يؤلمها ...لا يفهما احد....لا يريد أحد أن يفهمها.... ليتها لم تحبه ...ليتها !!!
انها تتألم بسبب هذا العشق وهو لا يشعر بها أصلا ...لا يراها...تشك انها غير مرئية بالنسبة له ...لماذا لم يحبها هي ...لماذا لم يراها ...تلك الاسئلة كانت تدور بعقلها وتؤلمها اكثر !!!ما يؤلمها اكثر انها ما زالت تأمل....احيانا تتخيل انه سوف ينفصل عن خطيبته ويرتبط بها هي ...وتلك الافكار تجعلها تشعر انها بشعة !!!
........
منذ ايام وهي لم تخرج لتناول الطعام معه ...حبست نفسها في غرفتها بعد ما حدث مع ابن خالتها ...لقد ظنت أنه سوف ينقذها ولكنه يريد الزواج منها وهي لا يمكنها أن تفعل هذا ...لا يمكنها أن تكسر قلب أخرى ....بالإضافة إلى أنها لا تحب معاذ...ولن تحبه ابدا...هي تتعافي مما فعله عمر بها .....لقد أهملت أهدافها ما أن أتت إلى هنا ...لم تكمل دراستها ولم تفعل أي شئ لكي تستقل بحياتها عن عمها ...يجب أن تكون قوية لكي تستقل بشكل كامل عنه دون أن تخاف على نفسها ...نظر إليها جلال وابتسم وهو يقول :
-اخيرا رضيتي عني وقررتي تشاركيني الاكل ...أنا مبسوط جدا ...
نظرت إليه ببرود من تحت نقابها...لم يرى وجهها ....ولكن عينيها كانت باردة للغاية ....جلست على طاولة الطعام وهي تتناول طعامها يصمت وتقول :
-انا عايزة اكمل تعليمي ....أنا كنت بدرس في حقوق بس بعد الحادثة اللي حصلتلي مقدرتش اكمل طبعا....
نظر إليها بآسف وقال:
-سامحيني يا مياس ...
أمسكت شوكتها وقالت بالامبالاة :
-معرفش هسامحك على ايه ولا ايه ...انت عملت كتير اووي....
-بس بحاول اصلح غلطتي ...
ابتسمت بسخرية وقالت:
-وغلطتك هتصلحها لما تجوزني ابنك اللي مش عاوزني ؟!
-سيف هيحميكي ...أنا مش هعيشلك العمر كله ...
-الحامي هو ربنا يا جلال به ....كنتوا بعاد عني لسنين كتيرة وعيشت اهو مموتش ولا حاجة ....جوز ابنك للبنت اللي بيحبها...متكسرش قلبه ....صدقني هيكرهك طول حياته لو عملت كده ....
كاد أن يتكلم ويرد عليها إلا أنه توقف فجأة وهو يرى ابنه يقترب منهما ....
-اهلا بيك يا بيه بقالك كام يوم مش بشوفك الا قليل...يدوب تخلص شغلك في الشركة وتجري تقفل على نفسك الباب ...ورافض حتى تقولي مالك ...قررت اخيرا تحن علينا وتاكل معايا أنا ومياس ....
رفع عينيه بتعب ونظر إلى والده ...ثم إلى مياس ...أعاد نظره إلى والده مرة أخرى وقال:
-بابا أنا موافق اتجوز مياس !!!
الفصل الثاني عشر (انفجار)
-ده اخرة اني اسيب ابني معاكي يا هانم ....الواد كان هيموت وحضرتك كنتي بتتسرمحي !!!
صرخ لطيف بها بينما هي تجلس بجوار ابنها الصغير الراقد بالمشفى ....منظره هذا يجعل قلبها يخفق بألم ....انسابت الدموع من عينيها وشهقت يخفوت وكلامها ينخر قلبها فيؤلمها أكثر ...
قالت بصوت منخفض :
-خلاص يا لطيف ابوس ايديك خلاص ....أنا كمان بموت من القهر على ابني بعدين أنا مكنتش بتسرمح أنا بشتغل وادرس عشان اقدر اعيش ابني كويس. ...عشان يطلع ميبصش للي زيه ...مش عايزة احرمه من اللي أنا اتحرمت منه ...
نظر إليها بقسوة وهدر ...:
-انا كنت معيش ابني في مستوى كويس ومعيشك انتِ كمان بس أنتِ اتبترتي على النعمة ...
-انت عايز اعيش ابني على فلوس حرام ...فلوس انت بتاخدها على حساب قهر كل ام على ابنها ...على حساب تدمير كل عيلة....فلوس تجارة المخدرات دي أنا لو هموت من الجوع أنا وابني مش هاخدها ابدا ....
ابتسم بشر وقال:
-تمام خلى ابنك يموت من الجوع أو من اهمالك...واسمعيني كويس أنا هعمل كل اللي اقدر عليه عشان اخد ابني ووقتها مش هخليكي تشوفيه ابدا ....
رفعت رأسها ونظرت إليه وقالت:
-انا عايزاك تعمل كده عشان بالأدلة اللي معايا ارميك في السجن طول حياتك ...وان كنت ناسي افكرك!!!
كانت تنظر إليه بقوة ...قوتها تلك جعلته يعقد حاجبيه بقوة ...لم يتخيل ابدا ان تكون هي بتلك القوة ....ان تجرؤ على تهديده هو !!!
كان حقاً مصدوم .....ولكنها تلك الادلة التي معها عليه هي من تجعلها تهدده الآن بثقة ...وللاسف الشديد لا يعرف أين وضعتها ولكنه متأكد انها اعطتها لشخص ما وان حدث واذاها سوف ينكشف كل شئ وهو لا يريد هذا...هو من الاساس لا يريد ان يؤذيها...هي لا تصدقه ولكنه حقا يحبها ...هو مغرم بها ...لا يمكنه محو ذكرياتهما من عقله ...صحيح ان زواجهما كان مدبر ولكنه احبها منذ أول لحظة راها ...احب خجلها المميز ...ابتسامتها الرائعة ....وقع في غرامها وتزوجها ...ثم عاش معها اجمل ايام حياته حتى انجبت له ....ولكن ما حدث بعد ذلك دمر حياتهما....
فكر بهذا ثم اغمض عينيه بتعب ....
ثم فتح عينيه مرة أخرى وقال بقوة:
-اقسم بالله لو اهملتي ابني مرة تانية لاخده منك وتحبسيني متحبسنيش دي متهمنيش فاهمة ولا لا !!
ثم تركها وغادر لتفرك وجهها بتوتر
..كان وجهها متقلص من الألم ....الخوف ان ينفذ هو تهديده لا يمكنها ان تخسر ابنها...هو كل ما تمتلكه ...الا يكفي انها خسرت من قبله ...
فكرت ببؤس والدموع تنفجر من عينيها ....
طرقة بسيطة على الباب جعلتها تنتفض بخفوت ...نظرت لتجد جارتها تتقدم نحوها وهي ناكسة رأسها في الارض ...كانت لا تعرف ماذا ستقول ...هي من اهملت في الصغير حتى حدث ما حدث ولن تسامح نفسها ابدا ....
-اهلا بيكي يا ام مصطفي ...
انسابت دموعها وهي تقترب من ماجدة وهي تقول :
-سامحيني يا ماجدة ...أنا اسفة أنا اهملت ابنك...لولا اني سهيت شوية مكانش هيقع من على السلالم...ابوس ايديكي سامحيني ؛!!
ابتسمت ماجدة بسماح وقالت:.
-محصلش حاجة يا ام مصطفي خلاص الحمدلله الدكتور طمننا عليه ...الحمدلله على كل حال...كتر خيرك ..
مسحت والدة مصطفى ميسر دموعها وقالت:
-انا برضه السبب يا ماجدة...ده كان امانتي وانا اللي اهملت انا عمري ما هسامح نفسي ابدا ...ابدا ....
ربتت ماجدة على كتفها وصمتت ...لم تكن قادرة على مواستها ...هي ايضا كانت حزينة ...بسبب كل كل يحدث لها !!
..........
-تتجوز مين ؟!انت أهبل ولا ايه اللي الخرافات اللي بتقولها دي ...هو انا لعبة بينك وبين والدك ....لا انسى الكلام الفاضي ده ...أنا مستحيل اوافق على الهبل اللي بتقولوه ده ....والبيت ده مش هقعد فيه ثانية واحدة !!!
صرخت بها مياس ...والدموع تلسع عينيها ... ماذا يظنان هما ؟!ها هي لعبة بين أيديهما ....كيف يجرؤان على معاملتها بتلك الطريقة ؟!هل أصبحت دمية بيد عائلة الحسيني ....
نظر سيف إلى غضبها وهو يشعر بالقهر ...لا يعرف كيف خرجت من فمه تلك الكلمة....هو أراد أن يكسر نوال ...أراد أن ينتقم بها ....أن يحرق قلبها كما هي أحرقت قلبه ....واسكت ضميره الذي أخبره أنه يستغل مياس .....
رأي مياس تذهب بغضب الى غرفتها لينظر الى والدها فيقول :
-ايه حصل اللي قولته ولا ايه....ظهرت حقيقة التانية صح ؟!
نظر سيف إلى والده بجمود وقد اطفأ بريق الدموع غضبه الشديد...نظر جلال إلى ابنه وقد أشفق عليه واقترب منه وهو يقول :
-مالك يا سيف ؟!
-أنت كان عندك حق يا بابا ....أنا انسان فاشل في اختياراتي...من هنا ورايح انت اللي هتمشي حياتي. ..من ناحيتي أنا موافق على مياس ومستعد اتجوزها من بكرة لو عايز !!!
......
-والدتك كلمتني انك بترفضي اي حد من غير ما تشوفيه اصلا يا جيلان ممكن اعرف ايه المشكلة ؟!
قالها أمجد وهو ينظر للأرض ...لا يعرف لماذا تصر زوجة عمه على اقحامه في هذا الأمر...ماذا تريد من كل هذا .....الموضوع محرج أن يتكلم معها في تلك النقطة خاصة وأنه يشعر بإنجذابها له ...نعم هو يعلم ولم ينكر الأمر ...يعلم منذ البداية ....شجارها معه لم يكن سوى غطاء لتخفي مشاعرها الواضحة أمامه....عينيها التي تلمع له تجعله يختنق ...لانه لا يستطيع أن يبادلها تلك المشاعر ...رباه أنها صغيرة للغاية ...ما زالت في سنتها الاولى في الجامعة وهو كاد أن يبلغ الثلاثين !!!!بماذا تفكر تلك الفتاة ....
رفعت جيلان عينيها وهي تنظر إلى والدتها بلوم وانكسار....لقد فهمت ما تريد والدتها فعله ...أنها تريد أن تجعلها ترى بنفسها أن امجد لا يهتم بها ...أنه بسهولة سيدفعها نحو الزواج بسهولة....هي تعلم أنه لا يهتم بها قيد أنملة ولكن ما سيفعله سوف يحطم قلبها ...أن يدفعها الشخص الذي تحبه أكثر من أي شئ نحو الزواج بنفسه هذا الأمر يقتلها من الداخل ....لسعت الدموع عينيها وهي ترفع راسها وتنظر لوالدتها ثم قالت بصوت مرتجف:
-دي حياتي انا يا شيخ أمجد واظن انك ملكش اي دخل بيها ....
-جيلان عيب !!!
نهرتها والدتها ثم أكملت ؛
-فعلا مشوفتيش تربية
نظرت إلى والدتها بقهر وقالت:
-ليه بتدخليه في حياتنا ليه ؟!أنا حرة اتجوز متجوزش هو عشان بابا مات يبقى هو ولي امري !!
شعر أمجد بالغضب ....أنه لا يشعر بهذا الغضب الشديد ابدا ولكنها حقاً تخرجه عن طوره ...لا يرغب ابدا بتحطيم قلبها ولكنها مصرة على التمسك بوهم ......كان غضبه يتفاقم ولكنه سيطر على نفسه وهو ينظر إليها بدون رضا ....كانت هي ترفع رأسه تناظره بتحدي ....بينما طبقة رقيقة من الدموع تتكون بعينيها كان يشعر بحزنها ...بغضبها ...يعلم ما تعانيه ولكن يجب أن تعرف حقيقه أنه حتى لو لم يكن خاطب لم يكن لينظر إليها ...الموضوع بالنسبة إليه غريب ...هو يعتبرها كنوران مستحيل أن ينظر إليها بطريقة أخرى...هذا سيكون شاذ للغاية ...أنه يراها كشقيقته الصغيرة ...تنهد ليسيطر على غضبه وقال:
-لا طبعا مش ولي امرك يا جيلان بس انتِ أختي الصغيرة وأمرك يهمني ...
رأي الجرح في عينيها....هو قصد أن يخبرها أنها كشقيقته الصغرى كي لا تبني اي احلام بشأنه ......نعم هذا يجرحها ولكن أن ينتهي الأمر الآن هذا افضل ...لا يمكنها أن تبني احلام بشأنه ...ليس تلك الزوجة التي يطمح إليها ...هو يريد امرأة مسئولة وليس طفلة مدللة كجيلان!!
وأدت جيلان الجرح بعينيها ورفعت ذقنها وهي تجيبه بتحدي ؛
-لا متخافش عليا ...أنا اكيد هتجوز بس بعد ما اخلص دراستي ..مش حابة انشغل بأي حاجة دلوقتي ...دراستي هي أولويتي ...اخلص بس كلية وبعدين اول عريس مناسب هوافق عليه يا ابن عمي ...اكيد متقلقش ...
تنهد براحة وهو يهز رأسه ربما انتهى الأمر بخير ...ربما مشاعرها تلك نحوه مشاعر اعجاب سوف يتلاشى وحينها سوف تجد الرجل الذي يستحقها الرجل الذي يحبها لذاتها ...وحينها سوف تبقى سعيدة ...لن يجد ذلك الحزن في عينيها ...
هو طالما عهدها مدللة ....مرحة لا تعرف الحزن وهذا ما يريده أن تكون دوما ...يريد منها أن تكون مليئة بالسعادة والامل ....هذا ما يليق بجيلان...
نهض مبتسماً وقال؛
-انا شايف أن جيلان عندها وجهه نظر وهي عندها طموح يا مرات عمي ...سيبيها تحقق كيانها وبعدين العريس جاي جاي ...مش كده ...
هزت رأسها تأكيدا على. كلامه وهي تناظره بتحدى
............ .
في اليوم التالي
-يا ماما أنا بحبه !!!
قالتها أريام والدموع بعينيها...كانت تنظر إلى والدتها التي تجلس على الأريكة تناظرها بقوة بينما والدها يجلس بجوارها دون أن يستطيع أن يدافع عن ابنته أو عن حقها ....لقد تنازل عن هذا الحق منذ زمن ...تنازل عن حق أن يكون رجل المنزل وترك زوجته تقوده والنتيجة هو لا يستطيع حتى أن يعارض قرارات زوجته المجحفة بحق ابنتهما...كانت والدتها تنظر إليها ببرود ...تراها منهارة من أجل رجل ...كم هي حمقاء ....ابنتها الغبية ورثت جانب والدها العاطفي ...وهي أكثر من تعرف أن العاطفة تدمر المرء......
-ممكن تسكتي!!!
قالتها بصوت قوي ثم أكملت :
-بطلي عياط ونواح خلاص عصبتيني ...على ايه العياط ده كله ؟!وعلى مين اصلا ؟!انتِ ازاي تعيطي على راجل اصلا وواحد مش شاريكي ...لو بينتي انك منهارة بالشكل ده هيجي عليكي ...لازم تفهميه أنه اخر همك ...وأنه لو منفذش اللي طلبناه يبقى خلاص كل واحد يروح لحاله !!!
شهقت اريام بقوة وهي تشعر أن قلبها يكاد ينخلع من مكانها ...أن تتخيل أن تنهي كل ما بينهما بعد ما طلبته يوميا من ربها ...لقد دعت كثيرا أن يكون من نصيبها والان تتخلى عنه بكل بساطة ...كيف يمكن أن تفعل هذا ...مجرد التفكير في الأمر يجعلها تشعر بالرعب ....هزت رأسها وقالت :
-امي بتقولي ايه بس ....أنا مش عايزة اسيب أمجد ....
ابتسمت هي بثقة وقالت :
-وأمجد متمسك بيكي ...أنا بشوف ده في عينيه ...وعشان هو متمسك بيكي هينفذ اللي هنطلبه منه ...أنا بنتي متعيشش في المكان البيئة ده ...ولا تعيش مع أمه وأخواته ...لازم تعملي لنفسك شخصية من الاول ...مش.لازم تخلي جوزك هو اللي يقودك. .لازم يبقى العكس ...لازم الكلمة تكون هي كلمتك أنتِ ...
ابتلعت اريام ريقها وهي تنظر إلى والدها الذي وضع عينيه بالأرض وهو لا يستطيع أن يعارضها أو يتكلم ....انسابت الدموع من عيني أريام وهي ترى والدتها تزرع بها الأفكار المسمومة ...لقد أحبت والدها وشفقت عليه وكرهته بنفس الوقت ...كرهت ضعفه هذا ....لم تشعر ابدا أنه سند لها ...كانت تراه دوما شخصية ضعيفة...تستطيع والدتها أن تجعله طوع أمرها ...شخص مثل هذا ما كان سيحميها وربما هذا الذي جعلها تنجذب وتحب أمجد لان ترى بها القوة التي افتقدتها لدى والدها...ترى أنه رجل يعتمد عليه ...رجل تشعر بالأمان في ظل وجوده معها ...هي لا تريد أن تجعل امجد نسخة من والدها ...لا تريد أن تفرض رأيها عليه ...هي تريد أمجد كما هو ...تريده أن يكون هو الرجل وليس العكس. ..تريد أن تشعر بالأمان في ظله ...لا تريد تحويله ابدا لنسخة ثانية لوالدها..لا تريد لابنتهما في المستقبل أن تشعر مثلها الان ....لا تريدها أن تكره والدها وتشفق عليه في ذات الوقت !!
-بس أنا مش عايزة امجد يكون كده يا ماما ...أنا مش عايزة كلمتي هي اللي تمشي عليه ...مش عايزة اسيطر عليه ...أنا عايزة علاقتنا تمشي بشكل طبيعي...مش عايزاه تكون علاقة مشوهة ...مش عايزة حد فينا يكون هو الطرف الضعيف ...الطرف اللي بينفذ وبس ...أنا عايزة حياتنا تبقى فيها مشاركة ....محبة ومودة ...مش سيطرة واستغلال ...أنا مش كده يا ماما وأنتِ عارفة....
قلبت والدتها شفتيها بسخرية وقالت:
-غبية زي ابوكي يا قلب امك...هتشوفي بكرة امجد وأمه وأخواته هيخلوكي خدامة....مش هتمسعي كلامي هتغرقي وأنتِ حرة يا أريام أنا حذرتك ...اللي زي امجد عايز اللي تسيطر عليه مش العكس لانه هيتعبك وهتشوفي كلامي هو اللي هيكون صح يا بنت بطني
..........
-افندم !!!
قالها بغضب وهو ينظر إليها. ..كانت تقف امام الباب وهي ترتعش بقوة ...ازدردت ريقها وهي تقول بصوت باهت :
-ممكن ادخل ؟!
-تدخلي فين...أنا وضحتلك أنك مش هتدخلي أي محاضرة ليا تاني...اتفضلي امشي وتعالي قابليني لو نجحتي في مادتي...
توسعت عينيها برعب وهي تنظر إليه ...لا تصدق ما يقوله...حاولت ان تتكلم ان تبرر او تدافع ولكنه اقترب بهدوء وقال:
-لو سمحتي روحي دلوقتي عايزة اكمل محاضرتي مع الناس اللي بتلتزم ...يالا برا ....
انسابت الدموع عينيها وكسا الانكسار ملامحها ...بسرعة استدارت ثم ذهبت مسرعة وهي تبكي وتشهق ....
زفر وهو يشعر بضيق غريب ...هو لا يتعامل بتلك الطريقة مع النساء فماذا به ...لما تلك هي المرأة الوحيدة التي تثير اعصابه.....
هز رأسه لينفض الافكار عن عقله ثم اكمل شرحه ...
......
في مكتبه كان يجلس وهو يشرب كوب الشاي الخاص به بينما بيده بضعة اوراق يطلع عليها....
رفع رأسه عندما شعر بأحدهما يدق الباب ...ابتسم بلطف وهو يرى ميادة إحدى أفضل طلابه ...كانت طالبة حقا مجتهدة رغم صغر سنها ...هي اصغر طالبة تقريبا ولكنها تفوق الجميع ....
-ازاي حضرتك يا دكتور ؟!
-الحمدلله يا ميادة اتفضلي فيه حاجة مفهمتهاش من المحاضرة ...
ولجت للمكتب وهي تهز رأسها باسمة وتقول :
-لا طبعا بس انا جيت اتكلم معاك في موضوع معين تسمحلي؟
عبس بحيرة ونظر إليها...تُرى ما هو الموضوع التي تريد التحدث عنه ...نفض حيرته جانباً ؛
-طيب اقعدي واتكلمي...
جلست على المقعد وهي تفرك كفيها بتوتر ...تخاف أن تتكلم فيغضب ...هي لا تعرف لماذا يعامل ماجدة بتلك الطريقة...لماذا يغضب منها على ابسط الأسباب ...يبدو وكأن بينهما ثأر ...لولا أنها مقربة قليلا من ماجدة لشكت أن ماجدة ويوسف يعرفان بعضهما من قبل ....
-ايه يا بنتي أنتِ جاية تسرحي هنا ولا ايه ؟!مش قولتي هتتكلمي ؟!
قالها يوسف بمزاح ولكن الفضول كان يلمع بعينيه ...فركت ميادة كفيها وهي تحاول تجميع الكلمات لكي تتكلم معه ...وكما أنها كانت تجمع شجاعتها ....بدأت في الكلام بنبرة مرتبكة خافتة :
-هو حضرتك ليه بتتعامل مع ماجدة بشكل سئ؟!
نظر إليها بحيرة فعرفت أنه حتى لا يعرف اسمها فابتسمت ببساطة وقالت:
-ماجدة اللي هي الست اللي حضرتك طردتها النهاردة من المحاضرة ....
كسا وجهه البرود وقال:
-وانتِ بقا المحامية بتاعتها وهي بعتاكي عشان تدافعي عنها ؟!ليه معندهاش لسان؟!
هزت رأسها بسرعة ونفي وقالت:
-ابدا والله يا دكتور الموضوع مش كده ابدا أنا بس عارفة ظروف ماجدة ...والله دي إنسانة مكافحة ...
-الانسان المكافح يحضر محاضراته يا ميادة ...ميسرحش أثناء المحاضرات ولا يسيب المحاضرات في النص ويمشي من غير سبب ....
هزت رأسها بالنفي للمرة الثانية وقالت:
-يا دكتور والله هي مسابتش المحاضرة من غير سبب...ابنها وقع واتكسرت أيده وفضلت معاه ...ماجدة والله الحياة جاية عليها اووي ....اتطلقت وطليقها رما الحمل عليها بقت تشتغل وتدرس عشان تحسن من دخلها عشان خاطر متحرمش ابنها من حاجة ...عاملة زي اللي بيدور في ساقية ومش بترتاح...والله يا دكتور هي مش مهملة هي بس تعيسة ...حياتها مش ليها لابنها ...بتعمل المستحيل عشان يكون مبسوط ...ياريت حضرتك كمان متجيش عليها أو تسقطها ...هي بالعافية جمعت فلوس الدبلومة ...هي حبت بس تطور من نفسها.... لو سمحت يا دكتور أنا مكنتش هقولك كل ده غير وانا متأكدة أن حضرتك طيب ومش هتيجي عليها اكتر من كده ...اسفة طولت عليك ...
أنهت كلامها ثم نهضت وذهبت من أمامه لتتركه غارق بأفكاره ...
........
-اسمها رحيق الراوي من طرف خالتي يا باشا ...بت غلبانة كسرت التلاتين السنة ....عايشة مع اخوها ومرات ابوها وبتشتغل مدرسة وإنسانة طيبة مش هيكون ليها طلبات كتير ...خالتي وضحت ليها اسباب الجواز ايه وهي موافقة ...بس هي منقبة يا باشا عشان كده معرفتش اجيب ليها صورة ...ممكن تروح تتقدم وتشوفها هناك ...ولو معجبتكش نشوف تاني ....
تنهد عاصي وقال:
-الشكل مش مشكلة ..انت عارف....
تردد هو قليلا وقال:
-بس هي عندها شرط ...
رفع عاصي حاجبيه وقال:
-خير ايه شرطها ...عايزة فلوس يعني ؟!!
-لا يا باشا هي مش عايزة أهلها يعرفوا عن السبب الحقيقي للجواز ....
........
فتحت الباب ورفعت حاجبيها وهي تراه أمامها ...شعرها الاحمر ينسدل على ظهرها وعينيها الزرقاء تبرق بشدة .....كانت ماريانا تنظر إلى غريمتها بجمود وقالت؛
-خير ؟!
ولجت سيلا لمنزلها دون أي دعوى وقالت بسخرية:
-اوعي تكوني فاكرة انك كسبتي....جورج هيبقى ليا طول العمر !!!.
ابتسمت ماريانا بسخرية وقالت:
-انا مش فاكرة كده ...هو بنفسه قالك كده ...ودي الحقيقة أنا مراته !!
-أنتِ مراته صحيح ...بس قلبه ملكي أنا ..
قالتها سيلا بفخر وهي ترجع خصلات شعرها الحمراء النارية للخلف وأكملت وهي ترى إهتزاز جسد ماريانا من شدة الإنفعال :
-جورج لحد دلوقتي مقدرش ينساني رغم اللي أهله عملوه...بس أنا لسه في قلبه...هو فشل ينساني زي ما أنتِ فشلتي تخليه يحبك ..بجد بشفق عليكِ يا ماريانا أنتِ متستاهليش المعاملة دي
سيطرت ماريانا على انفعالاتها ...رفضت تماماً أن تترك امرأة مثلها تنتصر عليها ...لذلك ابتسمت في وجهها بلطف وهي ترفع كفها لها وتقول مشيرة لطوق الزفاف الذهبي :
-أنا مراته وده المهم اللي بيجمعنا أقوى بكتير من أي حاجة وأنتِ ملكيش مكان في حياة جورج ...ولو كان هيكون ليكي مكان هتكوني بس عشيقته وهو ده هيكون تمامك ...بس كمان للأسف مش هتكوني حتى عشيقة لان جورج حبيبي ملوش في العك!يالا يا حلوة أطلعي برا بيتي!
.......
في الليل....
-انا عايزة اعرف ايه مشكلتك بالضبط ...بتتجاهلني ليه هو مش انت بنفسك قولت عايزين نبقى أصحاب ومنخليش بيننا أي توتر عشان خاطر عمر ....
قالتها سما بإنفعال بعد أن انفجرت اخيرا بعد عدة أيام من التجاهل التي لا تعرف سببه حقا....هي حقا محتارة ...ماذا فعلت لتنال منه هذا التجاهل ....كان قلبها يعتصر ألما بينما الدموع تلسع عينيها ...اللعنة عليه يجعلها ضعيفة مثيرة للشفقة ....
فكرت بأسى....بينما هي كانت على حافة الانفجار كان ينظر إليها هو ببرود شديد ....يحاول أن يسيطر على مشاعره ...تلك المرأة خطيرة أنها تتسلل داخله ببطء مخيف ...تمنحه الآمان ولكن بغتة منه تريد أن توقعه ...أن تسلب قلبه وقلبه ابدا لن يكون ملكها ...قلبه ملك لمريم...لا يجب أن ينساها ...لا يجب أن تطأ امرأة أخرى قلبه ولكن هل هو في مأمن ..هل سما فشلت في الدخول لقلبه ؟!كل تلك الأسئلة كانت تدور بعقله وهو يبحث عنها عن إجابة والجواب الواضح مخيف للغاية ....
-أمير رد عليا أنا بكلمك ....
-انا جيبتك هنا عشان تكوني ام لابني مش عشان اكون صاحبك !!
قالها ببرود شديد لتشحب قليلا ثم أكمل.:
-كونك تحاولي تسرقي مكان اختك في حياتي ده رخص منك .....
احمر وجهها بقوة وصرخت به ؛
-أنت بتقول ايه يا حيوان !!!
ثم رفعت كفها لتضربه ولكنها أمسك كفها وقال:
-اياكِ تحاولي تعمليها حتى ..
ثم دفعها لتنفجر الدموع من عينيها وتقول بإختناق :
-أنا بكرهك ...سامعني وعمري ما هسامحك عشان اهانتك دي ...انت ازاي تفكر اني كده...عمري ما فكرت في ده اصلا أنا عمري ما اخد مكان اختي ...
-ولا هتاخديه اصلا ...مستحيل تبقي مكانها...حتى لو عملتي ايه مش هتقربي من قلبي ...
اخذت تنهت بعنف ...دموعها هزمتها...كانت تشعر انها ضعيفة ...هي التي اقسمت انها لن تظهر ضعفها له ...حبها له ...الآن كسرت كل وعودها...ودت لو قتلته لانه عراها امام نفسها ولكن يجب أن تتمالك نفسها ...لن تدعه يربح...لن تدعه يدرك انه جرحها...مسحت دموعها بقوة ألمت بشرتها الحساسة وقالت:
-متقلقش خالص مش عايزة قلبك ولا مهتمة بيه ...أنا جوازي منك كان علشان خاطر عمر...عمر وبس وفي اليوم اللي هيقدر فيه عمر يعتمد على نفسه أنا هتحرر منك واشوف حياتي مع انسان غيرك .....
ضغط على اسنانه بقوة....ذكر رجل اخرى اشعل بقلبه النيران ....حاول بقوة ان يمحي آثار الغيرة عن وجهه وقال :
-أكيد طبعا حقك ....
-بالضبط ده هيكون حقي....
اغتاظ من نبرة الثقة في صوتها وقال:
-وكمان حقي اني اشوف حياتي ....
ابتسمت ساخرة وقالت:
-قولتها وهقولها تاني ...البنت اللي حاطط عينيك عليها شاور عليها وانا هجوزهالك من غير تفكير ....
تنهدت وأكملت :
-تعاملنا المرة دي هيكون عشان خاطر عمر وبس .....متتوقعش مني أي حاجة خالص
ثم انسحبت من امامه ليجلس هو على الاريكة ويغمض عينيه...ماذا فعل ؟!هو ابعدها عنه ...خاف من التأثير الكبير التي تحدثه بحياته...خاف من خفقات قلبه التي باتت تدق لها ..عينيه التي بدأت تخونه وتنظر إليها ...عينيها ...شعرها...كل ما بها يأثره..انها تمثل خطورة على قلبه !!....
......
اغلقت الباب على نفسها وهي تلوذ لفراشها ثم تنفجر بالبكاء ...تدفن رأسها في الوسادة ....لماذا احبت شخص مثله ...ماذا ظنت هل سيحبها ...كم هي بشعة....فكرت في اخذ مكان شقيقتها ...لقد حلمت بهذا ولن تنكر ...حلمت بحياة معه ...حلمت ان يحبها ....تلك الحقيقة جعلت ضميرها يؤلمها ...لقد طمعت فيما ليس لها !!
......
في اليوم التالي...
-هو ليه القميص الأسود متغسلش ؟!
قالها أمير بغضب وهو يمسك قميصه الأسود ويخرج به للصالة حيث تمسح سما فم ابنه الصغير وتبتسم له بإتساع وهي تقول :
-بالهنا والشفا يا بطل ..يالا عشان نمشي...
خانته عيناه وهو ينظر إليها كانت ترتدي بنطال اسود وسترة ناعمة باللون الكريمي اسفلها قميص اسود يناسبها كثير...حجابها ملفوف بطريقة مميزة ...لا تضع مساحيق تجميل سوى ماسكارا ومرطب شفاه ....كانت بسيطة ولكن جميلة ...لم تنظر إليه رغم تحدثه معها...شعر بالغليان وخرج من الغيمة الوردية التي كانت تلفه وقال:
-انا بتكلم ليه القميص الأسود متغسلش؟!ردي يا سما....
نظرت إليه وهي ترفع حاجبيها بدهشة وتقول ؛
-افندم وانا هغسله ليه ؟!هو أنا خدامتك يعني ولا ايه ؟!.
عبس وهو ينظر إليها وقال :
-ايه ؟!ازاي يعني ؟!
-يعني أنا مش خدامتك ...عندك ايد واغسل بنفسك .... أنا قولتلك متتوقعش مني أي حاجة ...أنا مش مراتك !!!!
القى القميص ارضا من الغضب وقال :
-انا جوزك يا هانم!!
ابتسمت ساخرة وتمتمت:
-مكانش كلامك ده آخر مرة ...
ثم لمعت عينيها بألم وهي تتذكر اهانته تلك ...لقد قضت اليوم بطولة تبكي ...حتى انها لم تأكل وهو لم يهتم بالسؤال عنها بل اخذ عمر بالخارج وقام بالترفيه عنه جاعلاً اياها تداوي جروحها بنفسها...لن تنسى هذا ابدا ....
-هو ده تلكيك يعني ؟!عايزة توصلي لأيه ؟!
هدر بها لتبتسم بلطف وهي تنظر لعمر وتقول له :
-ممكن تروح اوضتك يا حبيبي وتجيب شنطتك..
هز الصغير رأسه بطاعة واتجه الى غرفته بسلاسة...ربعت ذراعها واقتربت منه ...عينيها تلمع بقوة وهي تنظر إليه وتقول :
-اولا أي خناق بيننا يكون بعيد عن الولد ...عشان ميطلعش معقد زي ابوه...
اتسعت عينيه بصدمة وقال:
-انتِ
ولكنها قاطعته وهي تقول :
-لو سمحت لسه مخلصتش كلامي....ثانيا ده اتفاقنا انت مش معتبرني مراتك ولا أنا معتبراك جوزي ...أنا هنا قبلت بوضعي مربية لعمر وبس متتوقعش مني اني اخدم جنابك كمان ممكن تخدم نفسك او تجيب خدامة ميهمنيش ....
أمال رأسه وهو يقول بإبتسامة متوحشة :
-او ممكن اتجوز تاني !!!
ابتسمت ببساطة وقالت :
-وماله ده هيكون افضل ...اهو على الأقل تغيب عندها يومين ولا تلاتة تهوينا شوية ...
-لا أنا هجبها تعيش معاكي هنا...
اقتربت منه وابتسامتها تتسع وعينيها تلمع بقوة وتقول :
-وانا هوضب اوضتكم بنفسي يا عمري ...
ثم ابتعدت عنه وابتسمت بحنان وهي ترى عمر يقبل نحوها ...مدت كفها وقالت:
-يالا يا روحي ..قول باي لبابا ...
-انا ممكن امنعك مش شغلك تعرفي كده ؟!
قالها فجأة بإندفاع ...كلماتها اشعلته لقد ظن انه هو الرابح في تلك اللحظة ولكنها قلبت اللعبة عليه...افلتت منها ضحكة فجأة وقالت:
-لا متقدرش في اليوم اللي هتمنعني فيه هتلاقيني جايبة المأذون واهلي عشان نتطلق وابقى ربي ابنك بمعرفته أنا مفيش حاجة عندي اهم من شغلي ...
ثم سحبت عمر وخرجت من المنزل ...ليلكم هو الحائط بقوة وهو يتنفس بعنف :
انها تغضبه...تخرجه عن طوره ...هو لا يستطيع أن يتحملها اكثر من هذا....لا يعجبه القرب منها ولا البعد عنها هو ذات نفسه لا يعرف ماذا يريد ....أغمض عينيه وهيئته منذ قليل ترفض نفارقة خياله...رباه انها تتسلل داخله وان لم يتصرف سوف يلقي كل ذكرياته مع مريم وسوف تحتله سما ....ربما ما تفعله هو الافضل ...يجب أن يتجنبها هو أيضا
-...........
في المساء ....
-اللي بعمله ده غلط ...ابوس ايديك يا عادل متخلينيش اعمل كده تاني ؟!!
قالتها نوران على الهاتف وهي تبكي وتشهق ليزفر بضيق ويقول :
-وايه اللي خلاه غلط بس ...ما قولت خلاص هتجوزك ...بس انا مبحبش البنت اللي هتجوزها تمنع مني حاجة...مصدعة راسي بشوية صور بعتيهم ...لا راضية تيجي معايا الشقة ومش واثقة فيا ...بقولك عايز اعرفك كويس ومش هعرفك الا بالطريقة دي فهمتي !!!!
عضت شفتيها وهي تبكي بعنف وقالت:
-اللي بنعمله.ده غلط...
-يوووه غلط ...غلط ...أنتِ مفيش على بوقك غير الكلمة دي ...انا زهقت منك وقرفت ...اسمعيني يا بنت انتِ أما تيجي الشقة عندي بكرة أو صورك الحلوة دي هتروح لاخوكي.....
بهتت وهي تسمع كلمته تلك وقالت بإختناق :
-أ....أنت بتقول ايه ؟!
-اللي سمعتيه يا حيلتها ...بكرة الاقيكي قدامي في الشقة هنقعد سوا مش هعملك حاجة وعد مني بس لو مجتيش صورك كلها اللي بعتيها ليا هتوصل لأخوكي ....
ها قد سقط قناعه.....كلام العشق والهيام التي كان يغرقها بها كلها كانت كذبه ...العشق في عينيه كان خدعة ....حبهما كذبة هي عاشتها وهو حاكها بمهارة .....أعتصرت عينيها بقوة والدموع تنفجر من عينيها وقالت بصوت خرج مذهولاً:
-بتقول ايه يا عادل ...انت بتقول ايه ؟!انت فاهم اللي بتقوله ده ...أنا نوران ..حبيبتك ...مراتك زي ما بتقول ...أنت هتعمل فيا كده ....
ابتسم ساخرا وهو يضع الهاتف على أذنه الأخرى ...يحارب ضحكاته الساخرة التي تكاد تهرب من بين شفتيه ويقول :
-ايه مراتي؟!انتِ مجنونة....هو انا مجنون عشان اتجوز واحدة زيك !!
-واحدة زيي؟!
قالتها بصدمة ليرد :
-ايوة واحدة زيك ...راحت تبعت صورها وهي شبه قالعة ليا ....يا حبيبتي أنا لولا أني قررت انهي اللعبة السخيفة دي دلوقتي كنتِ أنتِ اللي هتترجيني عشان تجيلي الشقة ...المهم يا قلبي قدامك حلين أما تجيلي الشقة أو صورك هتكون عند اخوكي الشيخ امجد ...مسكين أمجود شيخ واخته بتتصرف زي بنات الليل ...دي هتكون صدمة العمر ليه يا حرام ...بس أخته عشان ذكية هتيجي بكرة في الميعاد اللي اتفقنا عليه ها يا عمري هتيجي ؟!
لم ينتظر ردها واغلق الهاتف لتنهار على فراشها وهي تبكي بعنف ...لا تصدق ما ورطت نفسها بها
..........
في اليوم التالي ....
فتح عادل الباب لينظر إليها بخبث ويقول :
-اهلا بيكي يا عمري ....ادخلي ....
ابتلعت نوران ريقها ...تعرف انها عندما تلج لن تخرج كما هي ابدا....ولكن ربما ...ربما عادل يتحلى ببعض الرحمة ...هي مستعدة لتقبيل قدمه حتى يتركها وشأنها ....فقط ليتركها مستعدة لفعل اي شئ ....
-ما تدخلي يا عمري ...هنفضل واقفين على الباب كتير كده ولا ايه ؟!
اهتزت بعنف وهو يكلمها بتلك الطريقة ...وكأن طريقته اللطيفة اختفت تماماً ما أن قرر أن يكشف عن نواياه نحوها ....
لسعت الدموع عينيها وهي تلج لمنزله ....اغلق الباب خلفها لترتعش بقوة وهي تنظر إليها ....الدموع تنفجر من عينيها وهي تقول :
-انا جاية ابوس ايديك ...ورجليك ...ارحمني ...امسح الصور والله ما هتشوف وشي تاني ... عادل عشان خاطري أنا ...
-ومين قال ان ليكي عندي خاطر ...انتِ ولا حاجة بالنسبالي ....
أغمضت عينيها وهي تبكي بعنف وتقول :
-عارفة اني ولا حاجة وعندك حق....وحياة اغلى حاجة عندك اعتقني لوجه الله ...
-حاضر طبعا يا عمري ...هسيبك طبعا بس بعد ما تعملي اللي أنا عايزه ....
ثم أخرج شيئا من جيبه وقال؛
-خدي من دي يالا ....
أمسكت العبوة بذهول لتجد أنه حبوب مانع الحمل!!!!
الفصل الثالث عشر (سقطت في الخطيئة )
-اتأخرتي ليه يا نوران ؟!
قالتها والدتها وهي تنظر لوجهها الشاحب ...كانت تتمعن بها وهي قلقة ..هي لم ترى هذا الشحوب على وجه ابنتها من قبل ....اقتربت دلال من ابنتها وهي تقول :
-مالك يا بت فيه ايه؟!
زاغت عيني نوران كي لا تنظر لعيني والدتها ....كانت تشعر بتأنيب الضمير ....لا يمكنها اصلا أن تصدق انها تصرفت بتلك الطريقة ....أنها رمت شرف العائلة ...شعرت وكأن العالم يدور بها ...تمنت أن تنشق الأرض وتبلعها أو تموت .....
-تعبانة شوية يا ماما ....
ثم انسحبت وذهبت إلى. غرفتها سريعا ... اغلقت الباب وهي تشعر بشئ بشع يجثم على قلبها ......انهارت نوران على فراشها وهي تبكي بعنف وما حدث يدور في عقلها.... يهاجمه بشراسة ....لقد خسرت ....خسرت كل شئ .....دفنت وجهها في الوسادة وهي تتذكر كل شئ ...كيف تم سلب منها براءتها ولكن الخطأ خطأها أيضاً....هي من سمحت له بفعل هذا ...هي من فرطت في شرفها لواحد حقير مثله ...هي السبب .....
بكت اكثر وهي تشعر بالقرف من نفسها ...لقد خسرت كل شئ ...لقد اعتدي عليها من تحب وهي لا تستطيع الكلام حتى ...لا تستطيع أن تلجأ لشقيقها لان هي من اخطأت بالبداية ...ولكن الخطأ كان خطأ الجميع لم يهتم بها أحد ....الجميع كان يهتم برحيق ...حتى والدتها رغم معاملتها الجافة أصبحت تهتم برحيق الان ...لا احد يحبها ...الجميع يقف بصف رحيق تلك ...الجميع فقد عقله ونسوا أنها ابنة المرأة التي سرقت ووالدها ....نست أنها ستكون كوالدتها ....عينيها التي تذرفان دموع كانت تلمعان بحقد ...أنها تكره تلك الفتاة. ..تتمنى لها الموت هي السبب في الذي هي فيه الآن ...ولن تسامح أهلها على الذي وصلت له الآن...لو اهتموا بها ...لو فضلوها على رحيق لم يكن لتنزلق إلى هذا الطريق....الآن هي لن تستطيع الزواج ...وبالطبع عادل لن يتزوجها ...لقد القى الحقيقة بوجهها ....أغمضت عينيها والدموع تنفجر من عينيها أكثر .... رباه... رباه ماذا تفعل الآن ...لو علم أمجد بما فعلته سوف يقتلها ...ولو تزوجت وانكشفت الحقيقة سوف تكون بوضع صعب ...لولا أنها تخاف الله لأنتحرت في تلك الله ...ولكن اين كان خوفها من أهلها وهي تبعث له تلك الصور...تجاريه فيما يطلبه منه مهما كان فاحش وشاذ ....كيف فعلت هذا بنفسها يا الله. ..ليتها تموت ...حقا ليتها تموت !!
نهضت بتعب من الفراش وهي تتجه نحو خزانتها ثم أخرجت لها ملابس ....جسدها كان يرتجف وما حصل يهاجم عقلها بضراوة ....تريد أن تنسى ...تتمنى أن تنسى ولكنها لا تستطيع....كل شئ في عقلها.....عقلها ما زال يحتفظ بكل لحظة من تلك المأساة ...ابتعدت عن الخزانة ثم اتجهت إلى الخارج نحو الحمام ...فتحت الباب ثم اغلقته ....
.
بعد ثواني فتحت صنبور المياه
ثم وقفت تحت صنبور المياة وهي تدعك كل جزء في جسدها بينما تبكي بعنف ...واللحظات التي عاشتها معه هاجمت عقلها بشراسة وجعلتها تشعر بالقرف من نفسها ...لقد خسرت شرفها .. فرطت بنفسها ولكنها لم تستمتع بأي شئ ...الامر كان اشبه بالإغتصاب ....لقد انتهكها من عشقته ...لقد توسلته ...قبلت قدمه ان يرحمها...ولكنه ابدا لم يرحمها بل ظل ينظر إليها بسخرية ...يأمرها بكل وقاحة أن تنفذ ما يقوله ...كان اسوأ يوم في حياتها ...فكرت أن تهرب ولكن الصور التي كانت معه جعلتها تتراجع عن هذا الأمر لانها جبانة خافت ان تقف امامه ...لانها جبانة خافت ان تقول لا ...توقف .....انفجرت الدموع اكثر وهي تشعر ام قلبها سوف ينفجر داخل صدرها ...كان الامر رهيباً ...انها تموت ...حقا تموت الآن .....ضاع شرفها ....اغمضت عينيها بقوة وهي تتذكر ما حدث الذكريات تتسرب الى عقلها....تشعر بالإشمئزاز من نفسها ....شهقت وهي تتذكر كل شئ
......
امسكت العبوة بذهول وقد انسابت الدموع من عينيها ....نظرت إليه وقد اتسعت عينيها بصدمة وهي تقول بإختناق؛
-اي....ايه ده ؟!
-مش شايفة ولا ايه يا عينيا ....دي حبوب منع الحمل.....
-انت مجنون...مجنون ...بتفكر في ايه ؟!اللي في بالك ده مستحيل يحصل ....انت مستحيل تلمس مني شعرة وانا همشي دلوقتي ....
ابتسم بشر وقال:
-وانا مش همنعك يا بيبي بس افتكري أنك مسافة ما تخرجي من هنا أنا هبعت الصور دي لاخوكي عشان يتفرج على جمال اخته...ايه رأيك يا قمر ....
نظرت إليه والدموع تنفجر من عينيها بقوة ....اقترب منها وهو يقول :
-ايوة هو ده اللي انا عايزه ...عايزك كده تكوني مكسورة ملكيش عين تبصي في عيني وتتحديني ....عرفتي بقا أنك واحدة شمال ....كنتي بتتقلي عليا بس مخدتيش في ايدي غلوة...غبية افتكرتي اني هبصلك او هحبك ...انتِ واحدة عشان تسليني وبس...يالا يا حبيبة قلبي نفذي اللي بقوله من غير كلام أنا مش عايز ازعلك ...خلينا نقضي يوم لطيف مع بعض
......
عادت من شرودها ودموعها تتسابق بقوة أكبر لقد سقطت في الهاوية !!!
..........
لم تصدق اذنيها عندما اخبرتها ميادة بأن الدكتور يوسف سمح لها أخيرا بحضور محاضراته ....كانت تظن انها تمزح ولكنها الآن تقف امام باب المحاضرة متأخرة كالعادة ...ترتجف داخلها وهي تراه سقف بهيبته المعتادة....نظر إليها فجأة ليتبعثر داخلها بقوة ....ظل ينظر إليها بعينيه العسلية لفترة حتى ظنت انه سيصرخ بها مجددا ..ولكنه قال أخيرا :
-اتفضلي ادخلي ولو سمحتي نلتزم بمواعيد المحاضرة ....
هزت ماجدة رأسها وولجت للداخل وعلى ثغرها بسمة سعيدة ثم لوحت لميادة بسعادة وجلست بجوارها وهي تخرج الدفتر الخاص بها وعلى شفتيها ابتسامة سعيدة بينما تدون خلف يوسف ما يقوله .....
كان يوسف يشرح وعينيه تعلق بها احيانا ...يتأملها وهو يفكر لماذا ما زالت تثير حنقه ...هو حقاً يشفق عليها ولكنه يشعر بالغيظ منها وحقاً لا يعرف السبب ...لقد ظن ان اهمالها أو ضعفه هذا ما جعله يغتاظ منها ولكن ميادة استطاعت ان تجعله يفهم...هي ليست بإمراة ضعيفة ...على العكس تماما ..هي قوية....محاربة ومجتهدة أيضاً...ولكن شئ ما يثيره بها ....ربما ذلك الضعف الفطري بعينيها....الضعف المختبئ خلف قناع القوة التي تبرزه للعالم.....
هز رأسه ليبعد افكارها عنه ...كان حانق من نفسه. ..هو لا يفهم ماذا به ولما يفكر بها من الأساس ..منذ ان اخبرته ميادة عنها وهي اضحت تشغل باله بشكل غير اعتيادي ...
......
انتهت المحاضرة وقد لملمت ماجدة اوراقها سريعاً كي تلحق عملها الجديد ...للأسف تركت عملها القديم بسبب رعاية ابنها ووجدت عمل آخر كبائعة في متجر كُتب يملكه رجل طيب في الحي الذي تسكن به وهذا العمل مناسب جدا لها ....صحيح ليس يدر عليها الكثير من المال ولكن على الأقل تستطيع ان تُذاكر هناك ولا تقلق على ابنها ...وكما انه قريب من البيت ... كادت ان تخرج من قاعة المحاضرات مسرعة الا ان صوت يوسف اوقفها مكانها وهو يقول :
-مدام ماجدة ممكن لحظة ؟!
ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه ...انها تشعر بالتوتر من نظراته تلك ...انه حقا يخيفها اكثر من طليقها حتى ...
اقتربت بهدوء منه وهي تقول بتوتر بينما عينيها تزوغان بكل مكان حتى لا تتواصل بصرياً معه .. .
تنهد وهو يدرك توترها منه وقال:
-ميادة قالتلي على ظروفك اللي بتمري بيها وقالتلي أنك مش بتقصدي تهملي في المحاضرات قصداً ....أنا مقدر طبعا اللي انتِ فيه بس مادام دخلتي طريق تكمليه للآخر...
حرقت الدموع عينيها وقالت:
--انا ما كنتش ههمل لولا مشاكلي يا دكتور....بعدين متقلقش من اليوم هلتزم بإذن الله لحد ما اكمل الدبلومة على خير ...شكرا جدا لحضرتك...عن اذنك ...
ثم تركته وخرجت من القاعة...وجدت ميادة تقف بجوار خطيبها وذهبت إليها وقالت:
-ميادة معلش عايزاكي ...
ابتسمت ميادة بلطف وهزت رأسها وهي تترك خطيبها وتذهب معها ...توقفت مع ماجدة بعيدا عن خطيبها قليلا وهي تبتسم لها ....نظرت إليها ماجدة بلوم وقالت :
-ليه يا ميادة قولتي لدكتور يوسف عن مشاكلي ؟!ليه بتخليه يشفق عليا ؟!
عبست ميادة قليلا وقالت :
-انا مقولتلهوش عشان يشفق عليكي يا ماجدة ....أنا قولتله عشان يعرف انك مش من النوع اللي بيتدلع أو بيأثر في دراسته ....عايزة يعرف انك إنسانة مجتهدة بتعملي اللي تقدري عليه عشان تطوري من نفسك....وبالعكس هو مش بيشفق عليكي هو احترمك اكتر عشان كده سمحلك تدخلي محاضراته تاني وده اللي احنا عايزينه ...انا بعتذر لو جرحتك يا ماجدة بس انا مكنتش هسمح اني اسيبه واخد عنك فكرة غلط واسكت ...كان لازم اتكلم واقول انك مش كده وأنه فاهمك غلط وهو الراجل أتفهم ...
ابتسمت ماجدة ابتسامة منكسرة ...رغم أن ميادة حاولت أن تجعلها تشعر بالفخر من نفسها ولكنها تعرف أن ما فعله يوسف بدافع الشفقة وهذا واضح للغاية ...تنهدت وهي تربت على كتف صديقتها وتقول :
-شكرا على كل حاجة يا ميادة ...بجد...
ثم تركتها وذهبت ....لا يهم شعور الشفقة الذي باتت تشعره من الجميع ...الاهم من هذا كله أنها لن تواجه صعوبات بعد الان ...يكفي ما يفعله بها زوجها السابق لا تريد أن يتعندها أيضا يوسف ....هي لن تستطيع تحمل هذا كله ....
......
استقلت وسيلة المواصلات العامة وهي تنظر في هاتفها الصغير لتعرف الوقت ...جيدا أمامها أكثر من ساعتين تستطيع فيهما أن تعد الطعام لابنها الصغير ثم تذهب للمكتبة لكي تعمل ....
........
-ماما..
قالها محمد ابنها الصغير وهو يندفع إلى أحضانها برقة لتبتسم ماجدة بحب وهي تضمه إليها ثم تقبل شعره وهي تقول :
-وحشتني يا قرد....
أبعدته برفق حتى لا يتألم بسبب يده التي موضوعة داخل جبيرة ثم نظرت إلى جارتها وهي تقول :
-شكرا يا أم مصطفى كتر خيرك ...
ابتسمت ميسر وقالت :
-متقوليش كدة يا ماجدة ده زي ابني ...وأنتِ زي اختي واكتر كمان ....
ابتسمت لها ماجدة وهي تشعر وكأن اخيرا كل شئ سوف يكون بخير ...
...........
في الليل
لم يصدق عينيه وهو يراها تمسك حقيبتها وتجرها راغبة في الخروج من القصر ..
كانت ترتدي عباءة سوداء ونقابها ...تجر حقيبتها بعزم ...تريد أن تتسلل في الليل وتذهب من هنا.....لا يصدق ...هل تفعل هذا بسبب ما قاله...فكرة سيف بصدمة ثم ركض نحوه وهو يمسك ذراعها ويقول :
-فيه ايه؟!رايحة فين ؟!....
-ابعد سيب ايدي !!!
صرخت به وهي تبعد ذراعه عنها بإحكام ثم صرخت به:
-اقسم بالله لو مسكت ايدي تاني لاقطعهالك...انتوا فاكرين نفسكم ايه ؟!اني هرضى بالعبث اللي بتفكر فيه انت وابوك ....انت لو آخر راجل في العالم مستحيل اتجوزك انت فاهم ...أنا مستحيل اربط نفسي اكتر بعيلتكم ...أنا بكرهكم كلكم ....بكرهكم عشان مكنتوش موجودين في أسوأ ايام حياتي ...سيبتوني لوحدي ...ودلوقتي عايزين تربطوني بيكم ...دلوقتي عايزين تمشوا حياتي على كيفكم...فاكرين نفسكم ايه ...هتتحكموا فيا
-مياس احنا عيلتك ويهمنا امرك !!
قالها بصدمة
-لما انتوا مهتمين بيا كده قولي كنتوا فين ؟!كنتوا فين لما اهلي ماتوا ...دي كانت اكتر لحظة كنت محتاجاكم فيها...كنت مستنياكم تيجوا .. تطبطوا عليا لكن محدش ظهر ....محدش وقف معايا الا خالتي. . خالتي وبس ...وانت...انت يا سيف كنت صاحبي قبل ما تكون ابن عمي نبذتني بسهولة ودلوقتي جاي تقول هتبقى معايا وتتجوزني ...ومين قال اصلا اني عايزة اتجوزك ...مين قال اصلا اني عايزاك من اساسه ....أنا عمري ما فكرت بيك بالشكل ده ولا هفكر وعمري ما هتجوزك !!!
كانت كلماتها تجلده بقوة. ..كان الذنب يثقل روحه ....تنهد وهو ينظر لعينيها الدامعة....ورغم الدموع كانت قوة كبيرة تشع من تلك العينين...تلك الفتاة اقسمت ان تكون قوية .... مصرة على مواجهة مشاكلها بمفردها....لا يعرف لماذا ولكن تلك اللحظة كان مصرا اكثر على الزواج منها ...هي من ستساعده لينسى نوال...يجب أن يقنعها ....للحظة انانيته غلبته... ربما بزواجهما سيكونان سند لبعضهما...هو سيعوضها عما عاشته وهي ستنسيه تلك الخائنة ....
ارتعش قليلا وهو ينظر إليها ....ثم قال بهدوء رغم ارتجافه الواضح :
-انا عايز اتجوزك ...
نظرت إليه بصدمة ليكمل :
-عايز اعوضك عن كل اللي عملته معاكِ ...عايز افضل جمبك واحميكي من أي حاجة ...اعوضك عن اللي شوفتيه ..اتجوزيني وهكون سندك بعد ربنا...محدش هيقدر يفرض عليكي كلمة وهحترمك طول حياتي ..اتجوزيني يا مياس ....
ظلت تنظر إليه بصدمة ....تشعر وكأن رأسها يغلي...ماذا يقول هذا المجنون وكيف يفكر ...هل يظن انها سوف توافق على هذا العبث....لن توافق ابدا...يكفي انهم تخلوا عنها .. وهي تعرف لماذا يريد الزواج منها.....نعم تعرف جيدا !!
-ليه عايز تتجوزني يا سيف؟!
قالتها بنبرة غريبة ليزدرد ريقه وهو يقول محاولا ازاحة عينيه عن عينيها ويقول:
-عايز اعو....
-انت كداب !!!
القت الكلمة بوجهها ثم أكملت :
-انت مش عايز تعوضني ولا حاجة ...انت عايز تتجوزني شفقة ..قولت المسكينة محدش هيرضى بيها بعد ما اتحرق وشها وانا اتجوزها واهو اكسب ثواب ...مش ده اللي بتفكر بيه !!!
هز رأسه بقوة نافياً ما تقوله ...لم تكن الشفقة هي نيته ابداً ...هو لم يراها ابدا كفتاة تثير شفقته ...رغم حالتها الا انه يراها دوما قوية!!!
-بطل كدب !!!
صرخت به وقد طرفت الدموع من عينيها ...كانت تلهث بعنف وهي تراه ما زال ينظر إليها بثبات ثم قالت ؛
-انت شفقان عليا عشان كده عايز تتجوزني !!!...فاكر اني محتاجة الشفقة بتاعتك ...فاكر اني هموت لاني مش هتجوز!!!..ايه رأيك تشوف البنت اللي انت عايز تتجوزها ...تحب تشوفني !!!
قالت كلمتها تلك ثم ازاحت النقاب عن وجهها لتظهر الحروق التي مست معظم جلدها ...كانت تنظر إليه بثبات ...تتنظره ان يشيح عينيه ولكنه ظل ينظر لها لم ينفر من تلك الحروق ...لم يزيح عينيه بل ظل ينظر إليها وهي تقترب منه وتقول وهي تشير الى وجهها وتقول :
-ده هو الوش اللي أنت هتعيش معاه طول حياتك ....هتشوفه أربعة وعشرين ساعة....
ده اللي أنت هتعيش معاه ....انت فاكر الموضوع هيكون سهل...أنا ذات نفسي قرفانة من شكلي ... أنا كل يوم بدعي ربنا اني اموت ....حتى المرايات بطلت ابص فيها ...مبقتش اطيق شكلي حتى بيني وبين نفسي ..أنا ذات نفسي مش قادرة ابص لشكلي...انت هتتحمل!!!
قالتها له بقهر الدموع تجرى على جلدها المشوه...تبحث بعينيها عن أي اثر للإشمئزاز بعينيه فلا تجد....كيف لا يشمئز منها ...هي ذات نفسها تشمىز من نفسها ....كادت ان تجن...،كيف يفكر هو
-انا عايز اتجوزك ....نقطة من أول السطر....أنا دلوقتي بمد ايدي ليكي وبقولك اتجوزيني ...
نظرت إليه بصدمة ...كانت حقاً مصدومة كيف لا يشمئز منها ...كيف ....
هزت راسها وقالت :
-وانا مش هتجوزك هو مش عافية وانا همشي من هنا!!
ثم كادت ان تتحرك الا انه امسك ذراعها وقال:
-ليكي الحق ترفضيني بس مش هخليكي تمشي خليكي هنا وانا اوعدك محدش هيجبرك على حاجة انتِ مش عايزاها ...ده وعدي ليكي يا مياس
................
بعد أسبوع ...
-عايزة اعرف مالك ...مش طبيعتك أنك تفضلي ساكتة كده ....نوران والدتك بدأت تقلق عليكي !!!
قالتها جيلان وهي تنظر لوجه نوران بقلق ...كانت تجلس على فراشها ...الهالات السوداء تغزو عينيها....تبدو في حالة يرثى لها حقا ...لقد اشفقت بالفعل عليها....امسكت كفها وقالت:
-قوليلي يا نوران ايه اللي حصل ؟!الكل قلقان عليكي ....فيه ايه احكيلي .
ابتسمت نوران ساخرة وقالت بصوت جاف:
- هو مين ده اللي قلقان عليا يا جيلان ؟!مين ؟!هو فيه حد مهتم بيا اصلا من اهلي ....لا امي ولا أمجد شايفيني ....الكل مهتم بآنسة رحيق اللي أخيرا حد اتكرم وبص في وشها وهيتجوزها ....أنا اصلا لما شوفت صورة الراجل اتصدمت ان واحد زيه جاي يتجوز واحدة زيها....بس أكيد لما يشوف شكلها هيهرب...مفيش حد عاقل هيتدبس فيها !!!
نظرت جيلان الى نوران بصدمة وقالت بصوت مصدوم :
-ايه اللي بتقوليه ده ازاي تتكلمي عن اختك بالطريقة دي ....نوران انتِ مش قريبتي وبس ...انتِ اختي وانا بحبك اووي ...بس كرهك لرحيق غريب ...البنت حرفيا معملتش ليكي أي حاجة
-لا عملت ...وعملت كتير !!
صرخت نوران بعصبية ثم اكملت وهي تطحن اسنانها بعنف وتقول :
-دي سرقت مني اهتمام امي واخويا ...الاتنين بيحبوها اكتر مني ...أمي بعد ما كانت بتعاملها وحش دلوقتي بقت بتعاملها حلو ومبتسمحش لأي حد يضايقها...واهي عشان الهانم أخيرا حد فكرة يتقدملها...شغالة في البيت بإيديها وأسنانها وعايزاني اساعدها كمان .. عايزاني ابقى خدامة لبنت الست اللي سرقت جوزها ...معرفش ماما ازاي بتفكر بجد !!!تعرفي بتمنى ان الجوازة دي تفشل والعريس اللي جاي ده يهرب بسرعة أول ما يشوف خلقتها!!
كانت جيلان تنظر الى ابنة عمها بصدمة ...كيف لنوران ان تحمل هذا الكم من الكراهية ...هي حقاً لا تفهم !!
-بجد مش فاهماكي يا نوران ...اللي بتتكلمي عنها دي اختك....بجد مش قادرة استوعب كرهك ليها...أنك اللي هي معنية بالأمر مبتكرهاش بالشكل ده....رحيق ملهاش ذنب في مشاكل العيلة واللي حصل ...هي بنت يتيمة واختكم وجات تعيش معاكم وطول معرفتي بيها عمري ما شوفت منها حاجة وحشة ابدا ...بالعكس كانت بنت طيبة دايما...لسانها حلو....
نظرت نوران إليها بحرقة وقالت؛
-اه كملي ..كملي...وتستاهل تتحب صح ... تستاهل ان اهلي يتجاهلوني تماما ويفضلوها عني ...أنا بجد بكرهها وبتمنى انها تموت
عبست جيلان وهي تنظر الى نوران ...لم تتخيل ابدا انها تحمل كل هذا الكره لشقيقتها ...ولكنها عرفت الآن ان هذا الكره تتبع من غيرتها من شقيقتها ....
تنهدت جيلان وقالت:
-ربنا يهديكي يا نوران مش هقولك اكتر من كده...أنا رايحة اشوفهم برا عايزين حاجة ولا لا ...
ثم خرجت من الغرفة تاركة نوران تنظر الى أثرها والدموع تحرق عينيها ...بينما صدرها يضيق بقوة ...كم تتمنى ان تتكلم مع أي احد ...لكي ترتاح من هذا الحمل على الأقل ....وضعت كفها على قلبها وهي تبكي ....ليتها تمتلك الشجاعة لتنهي حياتها !!!
......
توقفت للحظة وهي تجده يقف في صالة المنزل ....تسارعت دقات قلبها وهي تتأمله...كان جالس على الاريكة يمسك المصحف ويقرأ بهدوء ....لسعت الدموع عينيها....هو قريب للغاية ولكنه في نفس الوقت بعيد جدا ...هو ليس ملكها ...تعلقها به هذا خطأ ...نظراتها خطأ ....حتى مشاعرها تلك خاطئة تماما...وكان رغماً عينيها كانت مثبتة عليه ...على ملامحه الرائعة...لحيته الخفيفة ....كل ما به يأثرها واكثر ما يأثرها هي عيناه...عينيه اجمل عينين رأتهم بحياتها كلها ....انها تذوب به ......حبها له يجعلها تشعر بالمرض ...انها تعيش الجحيم بسبب ضميرها الذي يجلدها بإستمرار...كثيرا ما تحلم انه ترك خطيبته تلك واتى إليها...ليعترف انه لم يحب غيرها ...تظل تحلم وتحلم وفي النهاية تبكي حتى الصباح....حياتها اصبحت فوضى ...ليتها تملك القدرة على نبذه خارج حياتها ...كانت لتكون حياتها افضل بكثير ....تنهدت بقوة ليشعر هو بها ويرفع عينيه لينظر إليها ...
ارتبكت وهي تراه ينظر إليها....بسرعة وضعت عينيها في الارض ....اغلق هو مصحفه وهو يشعر بالإختناق واراد ان يذهب من هنا على الفور ...هو لا يحب وجودها في منزلنا يذكره هذا بمشاعرها غير المرغوبة نحوه !!!
نهض وهو يضع المصحف على الطاولة وكاد ان يذهب لتوقفه والدته وهي تخرج من المطبخ وتقول :
-أمجد روح جيب جاتوه وفاكهة أنا هبدأ ارتب البيت دلوقتي مش عايزين نتزنق شوية لما الضيوف يجوا ...
هز أمجد رأسه لتكمل دلال وهي تنظر الى باب غرفة نوران بيأس:
+هي الهانم برضه مصممة انها متساعدش ...ولا مرة كده تقف معانا ....سايبة الحمل عليا أنا ورحيق ...بجد مينفعش كده
تدخلت جيلان وقالت بصوت ضعيف:
-سيبها يا مرات عمي أنا هساعدكم هي تعبانة شوية ....
نظر أمجد إليها لثواني بدهشة ولكنه اشاح بصره عنها وهو يخرج من المنزل سريعاً...رائع هو الآن سوف يظل خارج المنزل حتى يأتوا ضيوفه
.......
في المساء
اهتزت الصينية في يدها وهي تلج لصالون المنزل ....تثبت عينيها للاسفل وهي كاشفة وجهها....تلف الحجاب بطريقة اعتيادية بينما ترتدي ذلك الفستان الازرق الذي اختارته والدتها دلال لها ....كان فستان مميز ....لا يبرز جسدها يا واسع جعلها تشعر بالراحة ...رفضت ان تضع أي من مساحيق التجميل على وجهها بل فضلت ان تكون بهيئتها الحقيقية ...دون تجميل ...هي تعرف ان هذا الزواج ليس بحقيقي ...هي ستكون مهنتها الحقيقية مربية تحت ظل زوجة !!!أحرقت الدموع عينيها ...هي أيضا كان لديها احلام .....هي أيضا تريد أن تُحب....تريد زواج حقيقي .....رجل يشعرها بأنوثتها .....لقد حاولت دوما مقاومة وساوس الشيطان وشكرت الله على نعمه....لقد اعطاها الله الكثير ولا يجب أن تطمع....لن تجعل الشيطان ينتصر عليها ......سوف تصبر....وهي تعلم جيدا أن الله سوف يعوضها خير عن صبرها ....تعلقت عيني عاصي بها وهو ينظر إليها بحيرة .....هي ليست بشعة أبداً....فلماذا تم ايصال له تلك الفكرة ...مط شفتيه بدون اهتمام وهو يفكر ان هذا لا يعنيه....لا يعنيه ابداً....هو يريد زوجة كي ترعى ابنته....لا امرأة تدفئ قلبه....لقد تيقن ان حظه في النساء سئ للغاية ....
جلست رحيق على الاريكة وهي تضع رأسها ارضا غير قادرة على مواجهته ...ربت امجد على ظهرها وقال:
-هروح اقعد على الانترية البعيد اللي هناك عشان تتكلموا براحتكم ...
كان يشير الى الاريكة البعيدة التي تقع في اخر رمز في صالة المنزل ...هزت رأسها بإبتسامة لطيفة لينهض الجميع والدتها الى المطبخ واخاها بمكانه الذي اشار عليه...بلعت ريقها وهي تضع عينيها في الارض ... كانن مرتبكة جدا فلم تستطع رفع عينيها ...تنهد هو وقال :
-طيب عشان نكون على نور....
صمت قليلاً وبدأ الكلام بنبرته الجافة:
-لازم تعرفي أن جوازي منك مش هيكون حباً فيكي ...انتِ هتكوني مجرد دادة لبنتي ..ممنوع تبني احلام معايا ...انا مش هشوفك لا زوجة ولا هقرب منك عشان بس متحاوليش ولو مجرد محاولة أنك تغريني أو تحاولي تخليني احبك ...لانك في كل الأحوال هتخسري وهطردك من حياتي ....مفهوم !!هتكوني أم لبنتي وبس وفي المقابل خدي الفلوس اللي أنتِ عايزاها.. ..
لسعت الدموع عينيها وهي تنظر إليه....ملامحه الباردة ....نبرته القوية ... الحقائق التي يلقيها بوجهها يخبرها أنها لن تكون زوجة ...لن يراها كزوجة ....بل ستكون مجرد مربية لابنته والمقابل سوف يجعلها تحمل أسمه ...ينقذها من لقب العنوسة الذي التصق بها ....كانت تعيش الجحيم على اي حال ...فأن تعيش جحيم عاصي صفوت لن يكون الأمر اسوأ ...هي لا تحبه على كل حال...
هزت رأسها بينما تقول بصوت مختنق :
-موافقة!
فرك كفيها وقال بصوت مهتز
-انا مطلق ....معنديش أغلى من بنتي ملاك ...هي أغلى حاجة في حياتي ....هي كل حياتي يا انسة رحيق....عامليها كويس وانا هشيلك فوق راسي ...لكن في اليوم اللي تأذي فيه بنتي هتشوفي فيه أسوأ يوم في حياتك اتفقنا .....
قالها بجفاف النظر إليه بدون اي تعابير وتقول :
-مفيش داعي تهدد ده مش احسن أسلوب نبدأ بيه ....بنتك ههتم بيها مش خوفاً منك بس خوفاً من ربنا ....وزي ما حطيت شروطك أنا كمان ليا شروطي اللي اتمنى تنفذها ....أولا جوازنا سيكون طبيعي قدام الناس ...مش عايزة أي حد من اهلي يعرف بإتفاقنا ده ابدا ....تاني حاجة عايزين نمثل قدام الكل اني سعيدة.....
تنهدت بشرود وهي تقول :
-أمجد وماما دلال شالوا همي بما فيه الكفاية ...مش عايزة اشيلهم همي كمان لما اتجوز....
تنهدت وهي ترتجف بينما تحاول ان تواجه عينيه التي تتركزان عليها ...لا تعرف هل تقول هذا ام لا ...ولكنها تخاف ان يفهمها خطأ ....ان يظن انها تغار عليه مثلا !!!وهذا غير صحيح ...
-عايزة تقولي حاجة تاني ؟!
قالها وهو يلاحظ ترددها ...صوته كان ثابتاً بينما سمح لنفسه بتأملها جيداً .....عينيها السوداء كانتا لا تنظر إليه ...بل تنظران في كل مكان سوى عينيه...
-اتكلمي يا انسة رحيق ده حقك زي ما أنا حطيت شروطي
تشجعت قليلا وقالت :
-عايزة اقول اني لما يحصل نصيب ما بيننا ...صحيح هيكون جوازنا مش حقيقي بس مش عايزة أنك تقلل من احترامي ولا تخرج مع ستات تانية ....
أمال رأسه وهو ينظر إليه ويقول :
-غيرة دي !!
رفعت عينيها وقالت بحزم:
-لا مش غيرة بس مبحبش الحال المايل....لو قلبك او عينيك مالوا لست يبقى تتجوزها متعملش حاجة حرام ....
ابتسم ساخرا وقال:
-من الناحية دي متقلقيش ...مبقاش في أي ست تقدر تملى عيني ....أنا دلوقتي ميهمنيش الا بنتي ...باب الستات ده قفلته للأبد...كده احنا اتفقنا صح
تنهدت براحة وهزت رأسها وهي تنهض من على الأريكة تنظر الى أمجد الذي كان يجلس معهما في نفس المكان ولكنه بعيد قليلا كي يسمح لهما بالتحدث بحرية ...انسحبت من الصالة واتجهت لغرفتها ....لا تعرف لماذا ولكنها مرتاحة للغاية له ...نعم هو قد للغاية ولكنه صادق وتشعر انها لن تواجه مشاكل معه وهي حقا لا تريد أن تثير معه أي مشاكل ...هي ترغب بجعل حياتهما تسير بسلاسة إذا حدث ووافق عليها ...ظل ينظر الى اثرها وهو يفكر ملياً...هذة هي المرأة المناسبة بكل تأكيد ...فكر مبتسماً...تلك من ستتحمل ابنته
...............
ولج الى الغرفة فجأة ليجدها قد تجهزت ...ترتدي فستان باللون الفيروزي واسع وانيق وتلف حجابها بطريقته المميزة ....تضع كحل يبرز جمال اتساع عينيها ومرطب شفاه ...تسمر في مكانه وهو يستوعب كمية الجمال التي يراها الآن ...رباه هي جميلة ...جميلة بشكل لا يُصدق!!يحاول ازاحة عينيه عنها فلا يستطيع ...رغم انها منذ نقاشهما الأخير تتجاهله بطريقة تثير اعصابه ولكنه هو من اراد هذا ولا يستطيع أن يتذمر....
شعرت بوجوده في الغرفة ونظرت إليه وهي تقول بجمود :
-انا جهزت خلاص ...
هز رأسه وهو يخرج بها من المنزل ليذهبا لمنزل والديه وقد سبقه ابنه هناك حيث ان والدته اتت صباحاً واخذته ....
......
في منزل والدي أمير
-أومال فين عمر ؟!
قالها أمير ما أن ولج لمنزل والديه...لتبتسم والدته وتقول :
-ابنك نام قبل ما تيجي بعشر دقايق...ما شاء الله عليكي يا سما يا بنتي ...مواعيد نوم عمر مضبوطة أووي...
ابتسمت سما ابتسامة حقيقية وهي تقترب من حماتها وتعانقها ...
-أمير أخيرا جيت...
قالتها سهيلة وهي تخرج من المطبخ تحمل بيدها قطعة كعك صغيرة ثم اقتربت منه وعانقته بجراءة وهي تقول :
-وحشتني اووي ....
توسعت عيني سما وقد شعرت ان رأسها سوف ينفجر ...ماذا تفعل تلك المرأة!!!!
ولم تكن سما فقط من صُدمت بتصرفات سهيلة...بل الجميع أيضا حتى أمير الذي ابعدها سريعا وهو ينظر إليها بغضب ....
-انتِ متربتيش ؟!!معلمكيش ان مش مفروض تتصرفي بالطريقة دي مع راجل غريب عنك وكمان متجوز !!
قالها أمير وهو يصرخ بها ....
تصاعدت الدموع بعيني سهيلة وقالت:
-لو حاولت تكدب على الكل بس أنا لا ...أنا عارفة كل حاجة ...عارفة حقيقة جوازكم ...انت عمرك ما حبيتها ولا هتحبها....هي واحدة كانت دايما بتحاول تاخد مكان اختها وفشلت ....
ثم نظرت الى سما وقالت بكره:
-وعمرها ما هتفوز...
لم تتحمل سما اكثر من هذا امسكت كوب العصير على الطاولة ثم سكبته على وجهها !!!
...............
-سيلا ايه اللي جابك تاني ؟!ودخلتي هنا ازاي اصلا ....
قالها بتعب وهو يراها تقف أمامه في عيادته !!!.
-مكانش فيه حد برا المساعدة بتاعتك مشيت ودخلت عادي ...
قالتها بصوت مختنق ...عينيها رطبة بفعل الدموع ....هو لا يتحمل ان يراها تبكي ...حتى الآن ......انسابت دموعها من عينيها وهي تقول بإختناق :
-مش قادرة اصدق أنك بترميني برا حياتك بالسهولة دي ...مش قادرة استوعب ....أنا رميت كبريائي وجيتلك برجلي ....عايزاك تبص في عيني وتقول أنك مش عايزني .....
فرك عينيه بتعب وقال:
-سيلا لو سمحتي خلاص روحي مبقاش بيننا حاجة تتقال ....
-لا فيه ....
اقتربت منه لحد غير مسموح به ...حاول الابتعاد عنها ولكن سحر عينيها سمره بمكانه ...وضعت كفها على وجنته وهي تكمل :
-بص في عيني يا جورج وقول أنك مبتحبنيش....يالا بص في عيني وقولها وانا هصدقك !!قول أنك مبقتش عايزني ....تقدر تبص في عيني وتقولها ...
-لا مش هقولها ولا هكدب أنا لسه بحبك ...مبطلتش احبك ولو للحظة واحدة ....ذكرياتنا هي اجمل حاجة في حياتي ....
انهمرت الدموع من عينيها وهي تبتسم بسعادة بينما لمعت عينيه بدموع الألم وهو يقول بإختناق:
-بس الحقيقة ان فيه واحدة تاني في حياتي....فيه مراتي اللي انا عمري ما هجرحها تاني ولا هاجي عليها ...قصتنا خلصت واتكتبت كلمة النهاية ...انصحك....
اهتزت نبرته قليلا وقال بألم :
-انصحك تشوفي حياتك مع غيري ...
شهقت بألم وهي تنظر إليه وتقول :
-وهتتحمل ده ...هتتحمل اني اكون لغيرك ...يلمسني راجل غيرك...مكونش ملكك...
-انتِ مش ملكي يا سيلا...ماريانا بس اللي ملكي...هي الحاضر بتاعي و المستقبل ....
كانت الدموع تنفجر من عينيها وهي تمسك وجهه...تضع جبهتها على جبهته وتقول :
-بس أنا كل حياتك ...انت قولتلي كده ...كنت بتقول دايما مش هتحب غيري !!
-انتِ اللي سيبتيني يا سيلا....
شهقت وهي تبكي بنعومة وقالت:
-كان غصب عني...بس أنا لسه بحبك ...هموت من غيرك يا جورج....عشان خاطري متسينيش ...رجعني حياتك ....
أغمض عينيه بقوة ثم أبعدها عنه وهو يقول :
-مبقاش ينفع خلاص يا سيلا ...قولتلك خلاص قصتنا انتهت للأبد !!!
عينيها لمعت بمكر رغم الدموع بهما واقتربت منه وهي تمسك يده ثم تقبل باطن كفه بجراءة وتقول :
-انت مش هتقدر تقاومني ...
هز رأسه وهو ينظر إليها وقال:
-عندك حق مش هقدر اقاومك ...ودلوقتي حالا هستسلم لو اخدتي أي خطوة...بس صدقيني لو حصل بيننا أي حاجة مش هيكون ليكي مسمى في حياتي الا أنك عشيقة...وده مش لايق عليكي...مش لايق عليكي الرخص يا سيلا ....روحي شوفي حياتك بعيد عني...أنا اختارت حياتي !!
.....
وقفت امام المرأة وهي تنظر الى نفسها ...ابتسامة تتكون على شفتيها وهي تتذكر نبرة الثقة في كلماتها عندما طردت تلك المدعوة سيلا ...ثقتها كانت نابعة من الكلام الذي اطلقه زوجها بوجه سيلا ...انها تعرف ان جورج ليس برجل يخون...قد لا يكون يحبها ولكنه ابدا لن يخونها وتلك هي فرصتها للحصول عليه....سوف تفعل المستحيل لتحصل عليه ....سوف تجعله يحبها....لمعت عينيها وهي تنظر الى نفسها بالمرأة ...غلالة سوداء تناقض بياض جسدها يعلوه مئزر من نفس اللون وجهها ليس به أي اثر لمساحيق التجميل غير لون احمر الشفاه القاني الذي يزين شفتيها ...اغلقت عينيها وهي ترتجف وتتذكر قبلاته لها ...ربما تستطيع ان تنجح هذا الزواج ...لقد اعترف انه يريدها وربما رغبته يوما ما ستتحول الى عشق ....رغم ان عقلها الآن سخر منها واخبرها انها بدون كرامة ولكن قلبها كان له راي آخر ....قلبها يعشقه ...ولا يهمه أي شئ ...سوف تنجح هذا الزواج مهما كلفها الأمر
.......
ولج لمنزله بتعب ...مواجهته مع سيلا استنزفته كلياً....كل ما يريده الآن ان يعانق فراشه وينام ...ينام ولا يفكر بأي شئ....وجد البيت هادئ قليلا وظن ان ماريانا قد ذهبت للنوم ....تنهد بتعب منها هي الآخرى ...انها تبتعد عنه ....لا تريه وجهها ابدا ....ليس بينهما أي لغة للحوار...كان في البداية ليفرح بأمر هكذا ولكن الآن لا....الآن هو حقا يريد ان يبدأ حياة جديدة مع ماريانا. حياة طبيعية ...من أجل طفله الذي لم يلد بعد على الأقل .....اتجه الى غرفته التي ينام بها حاليا وفتحها ثم تسمر مكانه وهو يراها امامه ....كحورية خرجت من كتاب الأساطير ..تجلس على الفراش الصغير الذي ينام عليه ....ترتدي غلالة سوداء قصيرة تبرز الكثير ...بينما تبتسم له بإغواء ونواجزها تبرزان بقوة....
-ماريانا !!
اقتربت منه هي بحركات مدروسة لم تتردد ابدا وهي تعانقه بينما تغمض عينيها بقوة ...لقد اشتاقت إليه كثيراً ....ابتلع ريقه وهو يعانقها بدوره...ماذا يحدث آخر مرة حاول لمسها كادت ان تقتله ...فكر بتوتر ...
-ماريانا انتِ كويسة !!
قالها بإرتباك وهو يربت على شعرها ...ابتعدت عنه وهي تنظر إليه بحب ...حب لا يمكنه أن يتجاهله وقالت:
--انا عايزة ابدأ صفحة جديدة معاك يا جورج ...عايزة انسى كل اللي حصل ونبدأ من جديد !!
يتبع
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺