رواية أسرت قلبه الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سولييه نصار حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية أسرت قلبه الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سولييه نصار حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
المقدمة(إنقلاب )
هل هذا ثمن حبي ...إخلاصي لك!!
-خالتو نوال أنا رايحة الكلية .
قالتها مياس وهي تأخذ حقيبة الظهر الخاصة بها ثم ارتدتها مسرعة ...وضعت النظارة الشمسية على حجابها الوردي بينما كانت ترتدي قميص احمر طويل وبنطال ازرق من الجينز ...تضع كحل اسود على عينيها مبرزا جمال اتساع عينيها الزرقاء وأحمر شفاه باهت ...
-يا مياس يا بنتي طب افطري الأول !
قالتها نوال وهي تخرج من المطبخ وبيدها تحمل صينية بها بضع شطائر وعصير جوافة المفضل لديها ..ولكن مياس هزت رأسها وقالت :
-هأكل في الكلية سلام يا خالتو..
ثم قبلت خالتها وخرجت من الشقة السكنية مسرعة ...أخرجت هاتفها واتصلت به ...
-أيوة يا عمر صباح الخير ...ازيك ..
ابتسمت وهي تستمع لصوته العذب وقالت :
-انا رايحة الكلية دلوقتي ...متنساش أنك النهاردة أنت معزوم عندنا ...أنا هطبخلك بإيدي ..
ضحكت بخفوت :
-طيب سلام مش هعطلك عن شغلك ...ربنا معاك ..
ثم أغلقت الهاتف وابتسمت وهي تكمل سيرها خارجة البناية الراقية التي تسكن بها ...
....
لم تنتبه مياس للرجل الغريب الذي كان يراقبها من بعيد وفي عينيه شر كبير ..بل كانت مبتسمة وهي تسير تشعر ان احوالها على ما يُرام....صحيح انها فقدت اهلها بحادث مؤ لم منذ عامين الا ان الله عوضها بخالتها التي تحبها كثيرا فقد ترملت خالتها منذ صغرها ولم تكن تنجب لذلك لم تتزوج مرة آخرى لذلك اعطتها كل العاطفة في قلبها ..
تنهدت مياس وهي تفكر لو تزوجت ماذا ستفعل خالتها ...لذلك قررت ان تتحدث مع عمر في إمكانية أن تعيش معهما بعد الزواج فهي لا يمكنها أن تتركها
قررت ان تُسرع قليلا وتستقل سيارة أجرة الا أن فجأة رجل ضخم اقترب منها يضع كِمامه سوداء على وجهه . .نظرت إليه بقلق ونظرت حولها وجدت المكان خالي نوعا ما ...كادت ان تتراجع الا أن هذا. الرجل أخرج زجاجة ثم سكبها على وجهها لتصرخ مياس بقوة وتغطي جانب وجهها وهي تشعر بالغليا ن به ...
هر ب الرجل مسرعا بينما سقطت مياس على الأرض وهي تصرخ !!
...........
-في المشفي ...
-أستاذ عامر ايه اللي حصل ...
قالتها نوال وهي تنهت بقوة ...منذ ان اخبرها عامر بوجود مياس في المشفي تركت ما بيدها بسرعة ..
اطرق عامر وقال :
-أنا كنت خارج من العمارة لقيتها واقعة على الأرض وبتصر خ وهي مغطية وشها ..فركبتها عربيتي وجبتها هنا فورا ...
-ايوة بس ايه اللي حصل ؟!!
قالتها نوال بر عب ثم أكملت :
-ليه كانت ماسكة وشها...
ابتلع عامر ريقه وقال:
-فيه حد رش حمض على وشها...
لطمت نوال بقوة وصرخت والدموع تحتشد بعينيها وتقول :
-يا حبيبتي ...يا حبيبتي !!!
........
بعد مرور ثلاث أشهر ...
وبعد عدة عمليات لم تُسفر عن أي شئ سوى انها زادت من الأ لم الذي تشعر به مياس ...
.........
في غرفة مظلمة كروح صاحبتها...لا تدل أبداً على وجود حياة بها ...الستائر منسدلة والمرآة مغطاه بقماش ثقيل ...
كانت مياس جالسة على فراشها ..دموعها تتساقط بتتابع على وجهها ...
طرقة صغيرة على الباب اتبعها دخول خالتها ...بسرعة أنزلت مياس غطاء النقاب الأسود التي ترتديه دوما
نظرت نوال إليها بشفقة وقالت:
-ليه يا بنتي قاعدة في الضلمة ؟!
-معلش يا خالتو أنا مرتاحة كده ....
تنهدت نوال بحزن ولكنها لم تجادلها أكثر من هذا ...رغم كل الذي تفعله الا انها لم تستطيع أن تُصلح الضر ر النفسي بمياس ...ابتسمت وقالت لها:
-مياس حبيبتي خطيبك برا حابب يشوفك .
-عمر ..
قالتها بلهفة وهي تمسح دموعها من تحت نقابها لتهز نوال رأسها وتقول :
-اخرجيله ...
.....
بعد عشر دقائق بالضبط كانت مياس قد خرجت من الغرفة ترتدي فستان أزرق لطيف ...تُغطي وجهها بالنقاب وابتسامة مترددة على شفتيها وهي ترى خطيبها التي كانت ملامحه فارغة تماما...عينيه السوداء كانت جوفاء لا مشاعر بها إطلاقاً بينما وجهه الوسيم ذو التقاطيع الرائعة كان متجهم
-عمر ..
-أنا كُنت بجيلك كل يوم الفترة اللي فاتت بس خالتك قالت أنك مش مستعدة تقابلي أي حد ...
تنهدت مياس وجلست :
-أسفة يا عمر الأيام اللي فاتت كانت صعبة شوية عليا ...
-عارف يا مياس ...
قالها متنهداً ثم أكمل :
-أنا أسف عشان بيحصلك ده كله ...وأسف على اللي هيحصل بعد كده !
نظرت إليه بحيرة ليقول هو بإرتباك :
-أنا مش هقدر أكمل يا مياس !!!
ترطبت عينيها بالدموع وقالت بإختناق :
-ليه ...ليه يا عمر ؟!
ولكنه لم يرد عليها ...فرفعت النقاب وقالت:
-عشان ده ؟!عشان بقيت مشو هة عايز تسيبني؟!!!!بصلي يا عمر ...أنا لسه مياس ...مياس حب حياتك زي ما كنت بتقول دايما و...
ولكنها بترت حديثها عندما وجدته يشيح بوجهه وهو يغمض عينيه بقوة وقال:
-مش هقدر أتحمل ...سامحيني يا مياس مش هقدر أتحمل !!
شهقت وقد بدأت الدموع تطفر من عينيها ....لم ينظر إليها وظل مشيحاً وجهه وخلع طوق الزواج من إصبعه ووضعه على الطاولة قائلاً:
-بتمنى ربنا يعوضك بالأحسن مني ... سلام...
ثم نهض ليُغادر مسرعاً ولكنها قبضت على كفه وقالت بصوت منهار:
-عمر ...متسبنيش ...أنا هعمل عملية تاني وهرجع زي الأول بس متسبنيش أنت كمان !!!
أمسك عُمر كفها وأبعده عن كفه وقال بحزن :
-أنا أسف .
ثم تركها مُسرعاً وذهب خارجاً ...تاركاً إياها وهي محطمة !!
يتبع
#أسرت_قلبه
#سولييه_نصار
الفصل الأول (قلوب منهكة )
قلبي منهك وروحي تحترق !!
......
بعد ست أشهر .....
بعد أن انتهي الزفاف وقفت في منتصف الغرفة وهي مرتدية فستان الزفاف بقلب خافق. ..لقد تزوجته ...تزوجت الرجل الذي امتلك قلبها ...الرجل الذي قضت نصف عمرها تحبه فقط ...الرجل الذي ظنت أنها لن تحصل عليه ابدا ...ولكن هل حقا حصلت عليه ...سألت نفسها بأسي...كيف تحصل عليه وقلبه معلق بآخري...اخري توارت تحت التراب ..والاخري تلك تكون شقيقتها ...توأم روحها التي ما تت وتركت فراغ كبير ...أم مقهو رة وشقيقة حزينة وزوج يا.ئس وطفل يتيم ...شقيقة كانت النور في حياتهم المظـ لمة ...كانت مريم امرأة مليئة بالطاقة ...تنشر السعادة اينما كانت ...اي شخص يراها يقع في حبها فورا ...لذلك لم تندهش عندما اختارها امير زوجة له ...بالطبع في وجود مريم لن ينظر أحد إليها ...
خرجت من أفكارها وارتعشت قليلا عندما رأته يدخل
وقف أمامها بكل برود وبدأ في الكلام
-طبعا انتِ عارفة موجودة هنا ليه ...وعارفة ليه اتجوزتك ؟
قالها ببروده الخاص بها لترتجف وهي تمسك فستان زفافها وتقول :
-عشان عمر ...عشان اربيه
ابتسم وهو يقول :
-كويس انك عارفة ...وكمان لازم تعرفي أن مريم هتبقي في قلبي للابد ...أنا عمري ما هحبك فمتتوقعيش مني الحب ....اختك لما ما تت
اهتز صوته قليلا ولكن اكمل :
-اخدت قلبي معاها ...عشان كده بطلب منك متتعلقيش علي الفاضي وإلا قلبك هيتكـ سر ...
تصاعدت الدموع لعيني سما وقالت بصوت مختنق:
متقلقش مش هحط امل خالص ...أنا عارفة دوري ايه أنا مربية لابن اختي وانا وافقت علي كده ...وصدقني حتي انت لو عايز تخلي جوازنا حقيقي أنا لا .
نظرت إليه بتحدي وهي تحاول استرداد جزء من كرامتها المفقودة وقالت:
-انا اصلا مش بحبك ... اتجوزتك بس عشان عمر ...ودلوقتي ممكن تتفضل عشان اغير هدومي وانام ؟!
رفع حاجبيه بدهشة وهي تكلمه بكل هذا البرود والثقة المفرطة ...لقد ظن أنها حقا تحبه حتي الجنو ن ...كل تصرفاتها توحي بهذا ...نظراتها وتوترها ...حتي موافقتها السريعة علي الزواج وهي تعرف انها ستكون مجرد مربية لابنه فقط لا زوجة ...لقد كانت شروطه واضحة الآن وقد صُدم عندما راي قبولها !...
-ايه مش هتخرج؟!
خرج من شروده علي صوت سما التي كانت تنظر إليه بضيق ...ليهز رأسه ويخرج بهدوء الي غرفته الأخري التي جهزها ...بعد أن خرج ....
أخرجت سما منامة مريحة لها ثم حاولت خلع الفستان فلم تستطع ...كانت في ورطة الان ...هي لا تستطيع الوصول للسحاب الخاص بالفستان...ماذا ستفعل ...هل تذهب له ...ولكن كيف سيفكر بها بالطبع سوف يفهمها بشكل خاطئ. ..ولكنه قد يتفهم الأمر ...أخذت قرارها وخرجت من الغرفة وهي تهتف بإسم امير
-نعم فيه ايه ؟!
قالها امير بإنزعاج وهو يخرج من غرفته عاري الجذع ...للحظات تجمدت سما وهي تنظر إليه ولكن سريعا شهقت واستدارت وهي تقول بصوت مرتبك وخجول ...
-ايه قلة الذوق دي ما تلبس حاجة ...فيه واحدة بقت عايشة معاك دلوقتي
قلب أمير عينيه بسخرية وقال:
-اخلصي كنتي عايزة ايه ؟!!
تنهدت بتوتر وقالت:
-ممكن تفتحلي سوستة الفستان ...مش عارفة افتحها ...
ابتسم ساخرا ثم اقترب منها ليفتح السحاب ...اقشعر جسدها بينما هو يلمسها وقد شعرت أنها بالجنة ولكن بعد ثواني أخرجه صوته الساخر من أحلامها واسقطها علي الارض الواقع عندما قال:
-اهو فتحت السوستة ...يالا تصبحي علي خير ...
ثم ذهب ...
وضعت كفها علي قلبها وهي تحاول طرد تلك المشاعر من داخلها. ..هذا خـ طأ ...ما تشعر به خـ.طأ وما تتمناه خـ.طأ ....امير لا يحبها ولن يحبها ...يجب ألا تبني اي احلام بشأنه والا ستكون هي الخاسرة ...ستخسر قلبها وروحها وتفقد نفسها ...
أمسكت الفستان ثم دخلت غرفتها وأغلقت الباب جيدا...ثم بدلت ملابسها وتسطحت ...تساقطت الدموع من عينيها واحتضنت نفسها ...ها هي الليلة التي تحلم بها منذ زمن ...لقد حاكت احلام كثيرة بشأن ليلة زفافها ...ولكن الواقع المرير أنها تنام في فراش بارد بمفردها بينما زوجها في الغرفة الأخري يرثي نفسه علي مو ت المرأة التي أحبها ...وتلك المرأة تكون شقيقتها !!!
.....
في الغرفة الآخري ...
كان امير يمسك صورته هو ومريم بينما الدموع تتسارع علي وجنته ويقول:
-سامحيني ..كنت مضطر أنتِ عارفة ..أنا مستحيل احب حد غيرك يا مريم .....مستحيل ابص لحد غيرك ...أنا هفضل مخلص ليكي دايما اوعدك ...
ثم نام وهو يحتضن صورتها بقوة .
.........
تسطحت سما أخيرا على فراشها وهي تدعو الله ان يزور النوم عينيها الجافة....تحاول بأقصى قوى لديها الا تفكر به ....الا تتخيل نفسها وهي بين ذراعيه .....لقد حاولت نبذ مشاعرها له عندما كان متزوج شقيقتها وقد نجحت جزئياً أو هكذا أوهمت نفسها ....والان سوف تحاول من جديد ولكنها ابدا لن تستلم ....لن تدعه يرى حبها له ....هو لن يعرف ابدا بمشاعرها له ...لن تسمح له بأن يعرف بها ....حاولت أن تنام الا انها فشلت تماما ...نهضت وقررت أن تشاهد التلفاز قليلاً....
خرجت من غرفتها بهدوء ثم جلست على الأريكة وهي تفتح التلفاز وتجلس أمامه ....وجدت احد الأفلام القديمة المفضلة لها فيلم صوت من الماضي ...وهذا أسعدها كثيرا ....وضعت رأسها على كفها وهي تشاهد التلفاز بشغف ...تستمتع به وتحاول التلاهي عن ليلة زفافها الكا رثية ....كانت مندمجة مع الفيلم ولم تلاحظ الذي خرج من غرفته ينظر إليها بحيرة ....
-معرفتيش تنامي ولا ايه ؟
تساءل وهو يتأملها في منامتها الحريرية الحمراء والتي ناسبتها كثيرا .....تلبدت عينيها البنية بمشاعر كثيفة ولكن اخفتها على الفور وقالت ببرود :
-لا شوفت الفيلم ده وانا بحبه فقولت اشوفه وبعدين انام
مط شفتيه وجلس بجوارها على الأريكة وقال :
-وأنا كمان بحب الفيلم ده ..من افلامي المفضلة ....الفيلم ده كريتيف اووي ...
نظرت إليه بضيـ ق مخفي ...كان ضيـ قها من دقات قلبها التي تسارعت بوجوده ..لا يجب أن تكون ضعـ يفة أمامه لتلك الدرجة ...هي تكر ه ضعفها ...كم تريد أن تنتزع قلبها الذي يحبه وتد.ميه...تحـ طمه لانه أحب ما ليس له ...لطالما شعرت بالذ نب لأنها أرادت زوج شقيقتها. .ابتعدت كثيرا ....سافرت ...خُطبت مرتين ولكنه رفض أن يغادر عقلها وكأنها تُعا قب لأنها تركت قلبها يتحكم بها ...لأنها سمحت لعينيها بالإبحار في تفاصيل وجهه الرائعة ...ها هي تدفع ثمن لحظة لم تغض بها نظرها
نهضت فجأة وهي تقول بجمود:
-تصبح على خير !
نظر إليها بدهشة وقال:
-الفيلم لسه مخلصش.....
-جمال الفرجة على الافلام بتكون مع الشخص اللي بتتفرج معاه ...وأنت كشخص قفلتني من الفيلم لما قعدت جمبي. ....يالا تصبح على خير ...
ثم تركته وذهبت لتشتـ عل عينيه بنير ان الغـ.ضب .. كيف تجرؤ على هذا ...كيف تجرؤ!!
...
ولجت إلى غرفتها وهي تستند على الباب بينما تضع كفها على قلبها ...لا تصدق انها تجرأت وقالت هذا له ....ولكنه يستحق ....لقد كـ سر قلبها مرارا ولن تسمح له أن يكـ سره مرة أخرى ....ستحافظ على قلبها ...لن تدعه يتحـ طم ...
تنهدت واتجهت إلى الفراش وتسطحت عليه وهي تغمض عينيها ...يجب أن تنام وترتاح قليلا
..........
ارتعشت بإثارة وهي تقف امام المرآة تنظر الى نفسها ووجنتيها مخضبة بحمرة الخجل...الحماس يتصاعد داخلها وهي ترى نفسها ملتفة بتلك الغلالة السوداء القصيرة التي تبرز مفاتنها بشكل يدير العقل ....مع لون شعرها الجديد وهو اللون الأصفر ....بالطبع لم تنسى مساحيق التجميل البسيطة التي زينت وجهها الأبيض الدائري ....ابتسمت حتى بانت نواجزها الساحرة ثم ركضت نحو الصالة لتنظر الى الطاولة الرائعة التي حضرتها والتي كان يتوسطها كعكة بالشوكولاتة موضوع بها شمعة واحدة ...كان تلك ذكرى زواجهما الاولى ورغم بروده قررت أن تحاول أن تنفذ داخله ....أن تنقذ زواجها من الضيا ع ....أن تجعله يراها ....يحبها .....
تنفست بتوتر وهي ترى باب المنزل يفُتح ويطل هو بعينيه الزرقاء الحا دة ....أغلق الباب ووقف برهة ينظر إلى الطاولة وتعلو تقطيبة وجهه ثم قال :
-فيه ايه بالضبط ؟!
فركت كفيها بتوتر وقالت:
-هو انت مش فاكر النهاردة ايه؟!
-مش واخد بالي ....
كسا الإحباط وجهها وقالت ؛
-النهاردة عيد جوازنا يا جورج .
تنهد بتعب وقال :
-بعتذر منك نسيت ....أنتِ عارفة ضغط الشغل عن إذنك ...
ثم بالفعل كاد أن يتجاوزها ويذهب لغرفة النوم إلا أنها امسكت كفه وقالت بأمل :
-ايه مش هنحتفل سوا؟!
-انتِ بجد فاضية ...يعني بعد اكتر من تمن ساعات وانا شغال وطالع عين اهلي في الشغل والمفروض اجي ارتاح وأنتِ عايزاني احتفل ؟!!
-يعني قادر تشتغل اكتر من تمن ساعات مع المرضى ومش قادر تقعد نص ساعة مع مراتك تحتفل معاها وتتكلم معاها شوية !!!هو انا ايه في حياتك هوا ...احنا تقريبا مبنتكلمش عاملين زي الغر ب في البيت ...انت بتروح شغلك من الصبح وتيجي بالليل تقولي تعبا ن ومش عايز تبص في وش حتى ...ده حتى في يوم اجازتك بتقضيها برا مع اصحابك و....
-بس اسكتي خلاص صدعتيني ...هو ده اللي عندي ...أنا مش هشتغل واقعد اطبطب عليكي كمان أنتِ مش عيلة
-أنا مش عارفة انت بتعاملني بالشكل ده ليه ؟!أنا عملتلك ايه لده كله !!انت بتعامل كل الناس كويس الا أنا ...دايما بتتجاهلني وتكـ سر قلبي ...قولي أنا عملتلك ايه لده كله يا جورج !!!
قالتها والدموع تطفر من عينيها ليزفر بضيق ويقول :
-انا تعبا ن ...بقولك تعبا ن وعايز ارتاح !!!!هو مستوى ذكاءك مش قادر يوصل للنقطة دي !!
أطرقت برأسها وهي تشهق بكاءا.....
-يخربيت ابو نكـ دك ...
قالها بغضب ثم ولج لغرفته ...لتمسح دموعها بقـ.هر وتلج خلفه للغرفة وتقول :
-استنى عندك ...مش كل يوم هتبكيني وتروح تنام وانا افضل احر ق في د مي للصبح....أنا عايزة اعرف دلوقتي...هو انت متجوزني غصب عنك عشان تعاملني بالشكل ده !!!!رد عليا يا جورج انت متجوزني غصب عنك .....
-ايوة متجوزك غصب عني وانا عارف وأنتِ عارفة والكل عارف كده ......
كتمت أنينها داخلها وهي تقول بصوت مرتعش:
-محدش قالك تتقدملي ما دام ...
ولكنه قاطعها وقال:
-ومحدش قالك وافقي لما جيت اتقدملك وأنتِ عارفة أن في قلبي غيرك ...فزي ما انا غلطا.ن ...أنتِ كمان غلطا نة فمتدعيش البراءة وخلينا نعيش كده من غير و جع دماغ ... أنا بحترمك وعمري ما هخو نك اطمني من الناحية دي بس متضغطيش عليا عشان الحب مش بالغصب يا ماريانا ... عن اذنك ...
ثم وضع حقيبته على الطاولة وأخذ ملابسه من الخزانة وهو يتجه للحمام ....
لتجلس هي على الفراش بإنهيار وتضع وجهها بين كفيها ثم تنفـ جر ببكاء مرير
........
ولج جورج للحمام ووقف أما صنبور المياه وهو يغمض عينيه ...أنه عا جز عن التوقف عن الاشتياق لها ...والتفكير بها ...رغم أن ضميره يجلد.ه بقسوة ويخبرها أنه يخو ن زوجته ...ولكن القلب يعارض...يخبره أنه لم يحاول التواصل معها من الأساس ...بل حافظ دوما على وعوده لزوجته ....هو لم يفكر بخيا نتها يوماً ...ولكن هي لا تترك تفكيره وهذا يقتـ له ...يقتـ له أنه يشعر بالذ.نب ....الغـ ضب واليأ س ....لماذا الأمر معقد لتلك الدرجة ...لماذا لم يتزوج من احبها بكل بساطة ...لقد تعرض للغد ر من قبل الجميع ...الجميع حرفيا ....
تنهد وهو يرفع رأسه تاركاً المياه تغرق وجهه وذكرى جميلة لهم اقتحـ مت عقله ...ذكرى لها جميلة كباقي ذكرياتهم سوا ...تلك الذكريات التي تسعده وتقتـ له في آن الوقت ...تذكره انه خـ.سر ....خـ..سرها والآن يعاني ...وهو لا يعرف من يلوم بالضبط ...هل يلومها ام يلوم نفسه....ام اهله...وهل يلوم ماريانا لانها دخلت حياته وهي تعرف ان قلبه ملك لآخرى ...لا يعرف من يلوم بالضبط ....أغمض عينيه وهو يغر زق بذكريات آخرى...
............
-شكل الدنيا هتمطر ..
قالتها سيلا مبتسمة وهي ترى شكل السماء بينما تحتضن ذراع جورج...كانا قد خرج كليهما من كلية الطب حيث يدرسان ابتسم جورج بحب وهو يرى عينيها تتألقان ...أنه يحب توهج عينيها.....لديه القدره أن يظل يراقبها لسنوات دون أن يمل ....أنها مبهجة للنظر بشكل لا يصدق ....
نظر جورج إلى السماء وابتسم قائلا:
-صحيح ...واضح أنها هتمطر جامد اووي ....عشان كده يالا نلحق نركب مواصلات قبل ما نتبل ...
مطت شفتيها وهي تقول بضيق :
-أنت ليه شخص ممل كده ...مين يكره المطر ...أنا حابة نتمشى انا وانت في المطر ....نفسي اعيش الأحساس ده ....
ضحك جورج وقال:
-المسلسلات الكوري لحست عقلك حرفيا...
-يالا بقا متبقاش با رد خلينا نتمشى لحد البيت كده كده هو مش بعيد ....يالا يا حبيبي ....
قالتها بغنج تعلم أنه يحبه..
تنهد وهو يقول :
-ماشي يا آخر صبري .....
ابتسمت بسعادة وهي تحضن ذراعه بقوة أكبر وتسير بجواره ...بدأ المطر يتساقط عليهما وعندما اشتد قال :
-ايه رأيك نركب تاكسي ...احنا كده هنتبل....
-يا بني ما نتبل ده المطر يجنن ...
قالتها بسعادة وهي تبتعد عنه ثم وقفت تحت المطر وهي ترفع وجهها للسماء وتدور وتقول :
-المطر حلو اووي ...اوووي يا جورج...
نظر الى وجهها مشدوهاً...كانت اجمل ما راه في حياته كلها ....ابتسم لها واقترب منها وهو يتناول كفها بين يديه.... استطاع سماع دقات قلبه الصاخبة ....
نظرت اليه وهي تبتسم بسعادة وقد التصقت خصلات شعرها النارية بجبينها فبدت كلوحة في غاية الروعة...اتسعت ابتسامته وهو يشعر انه مسحور .....تلك الفاتنة سحرته ....أسر ت قلبه.....
-سيلا تتجوزيني ؟!
توقفت عن الابتسام وهي تنظر إليه فاغرة فمها ...رمشت وهي تراه يبتسم لها بحب شديد ...فقالت بصدمة:
-بتقول ايه ؟!
-اللي سمعتيه يا حبيبتي ...بقولك عايز أتجوزك ...تتجوزيني يا سيلا...أنا اكتشفت اني بحبك اوووي....بحبك اكتر مما تتخيلي ...
ابتسمت له من وسط دموعها وقالت وهي تهز رأسها :
-طبعا موافقة ...وانا كمان بحبك يا جورج ....
قبل كفها وقال:
-بكرة هفاتح بابا في الموضوع عشان اتقدملك...
.....
خرج من شروده وهو يمسح وجهه بقهر ....الذكريات هي الجزء الاسو أ من كل قصة حب فا شلة ...الذكريات هي من تجـ لده الآن ...ذكريات حبها التي تخبره انه لم ولن يتوقف عن حبها يوماً .....
.........
خرج من الحمام واتجه لغرفته ليجدها نائمة ...تنهد براحة ونام بجوارها ولم يدرك أنها مستيقظة تكتم أنفاسها بشق الأنفس كي لا يتضح له انها تبكي !!!
................
ولجت الى المنزل وهي تتنهد أخيرا براحة بعد يوم طويل من العمل...اليوم كان الجو حار بشكل لا يصدق ...لقد اقتـ حم الصيف البلدة بدون رحمة .....أخيراً رفعت نقابها وهي تبتسم فتظهر غمازتها الوحيدة على جانب وجنتها وتقول :
-ماما دلال أنا جيت...
ثم اتجهت للصالة لتتجمد وهي ترى اعتماد جارتهم ...تلك المرة التي تكاد تجزم انها لم تحصل على عناق واحد منذ صغرها ....لديها لسان حا د اكثر من السـ كين...ابتسمت رحيق ابتسامة صفراء وقالت :
-اهلا بيكي يا ام على ازاي حضرتك ؟!
لوت اعتماد شفتيها وقالت:
-وعلى ايه لابسة النقاب يا بنتي في الحر ده ..
انتِ مش حلوة يعني عشان تفتني الشباب...سيبي النقاب للبنات الحلوة...
تجمدت مكانها وحا ربت كي لا تتصاعد الدموع بعينيها ...لقد اعتادت على لسانها السليط ...واعتادت ان تسمع والدتها اها نة السيدة اعتماد لها وتصمت ...
نظرت رحيق الى دلال ...تترجاها لكي تتدخل ولكن دلال تجاهلت توسلها تماما وقالت:
-يالا غيري هدومك وجهزي الأكل عشان اخواتك زمانهم جايين...
أطرقت رأسها بيأس ...ماذا توقعت ...هل توقعت ان تقف بجوارها ...هذا لن يحدث ...
-حاضر يا ماما دلال ...
ثم ولجت مسرعة لغرفتها وهي تمسح الدموع التى انسكبت من عينيها ....
تأ.لم قلب دلال وهي تنظر لأثرها ...لا تحب ان تعاملها بتلك الطريقة ...ولكنها ابدا لن تنسى انها ابنة ضر تها....
.......
بدلت رحيق ملابسها بعباءة بيتية ...وسرحت شعرها ثم ربطته بكعكة ووضعت على شعرها حجاب كي لا يتساقط بالطعام ثم خرجت متجهة للمطبخ....وقفت أمام الموقد وهي تبدأ في التجهيز بإعداد المكرونة ...دون ان تشعر وجدت الدموع تنساب من عينيها ثم بدأت تشهق بصوت خافت حتى غطت وجهها بكفيها وهي تبكي أخيراً ...
.........،
تنهدت دلال ونظرت الى اعتماد بضيق وقالت :
-تاني مرة متتكلميش مع رحيق بالطريقة دي ...مش معنى اني بسكت اني موافقة على الوضع ده يا اعتماد ...دخلتي بيتي يبقى تحترمي اللي فيه !!!
نظرت إليها اعتماد بدهشة ...كانت حقا مصدومة منها ...كيف تدافع عنها ....
لوت فمها وقالت:
-بتدافعي على بنت ضر تك يا دلال ؟!
-ايوة بدافع عنها يا اعتماد ولو سمحتي متغلطيش فيها تاني طالما انتِ في بيتي لاما هزعلك بجد ...
كانت كلماتها حا دة وعينيها تشتعلان بالنيران ...كانت اعتماد مصدومة من ان دلال تدافع عن ابنة ضرتها ...لم تفعل هذا من قبل ...لم تدافع عنها بل كانت اعتماد تلقيها بالكلمات السا.مة وتراقب بإستمتاع صمت دلال وملامح الذ نب التي تكسو وجهها ولكن دلال قد تغيرت ...
نهضت اعتماد بضيق وقالت:
-انا ماشية ..
ولم تنتظر رد دلال بل ذهبت في حال سبيلها ...
بعد ان ذهبت تنهدت دلال وهي تغمض عينيها بتعب ....هي لا تنسى ...مهما حاولت لا تنسى ...ولكن الشعور بالذ نب يمنعها ان تتمادى في اذ ية رحيق ...يكفي ما تحملته الفتاة منها منذ صغرها ورغم ذلك ظلت رحيق دوما تحسن إليها ....تعاملها كوالدتها ...آه ماذا تفعل بعقلها الذي يرفض ان ينسى ما فعله زوجها رحمة الله عليه ...كيف تنسى......
انتبهت عندما ولج أمجد للمنزل وهو يحمل حقيبة بلاستيكية ويقول :
-ست الكل اخبارك ..
ثم اتجه إليها وقبلها على رأسها وقال:
-جيبت الايس كريم اللي بتحبيه ...وجبت للكل كمان ....
ابتسمت دلال له وقالت:
-طيب شيلهم في الفريزر لحد ما رحيق تعمل الاكل ....
-هي رحيق برضه اللي هتعمل الاكل لوحدها يا امي اومال نوران فين يا امي ...
-اختك في الكلية يا أمجد فيه ايه...
زفر أمجد بضيق وقال:
؛مفيش حاجة يا أمي ...عن اذنك ...
ثم ولج للمطبخ وهو يبتسم ويقول :
-رحيق ...شوفي جيبتلك ...
صمت فجأة وهو يراها تستدير بفزع وتمسح دموعها ...نظر إليها بصدمة وقال:
-مين زعلك؟!
هزت رأسها بسرعة وقالت:
-مفيش حاجة يا أمجد ...بس عينيا وجعاني...
نظر إليها حتى احمر وجهها وقال:
-رحيق متكدبيش مين زعلك ؟!
ابتلعت ريقها بعسر وقالت:
-محدش زعلني ...عيني و جعاني بس ....
أطرق برأسه وهو يقترب منها وقال :
-الست اعتماد كانت هنا صح ؟؛
لم ترد عليه بل انسابت الدموع من عينيها اكثر ليتنهد وهو يعانقها ويقول :
-حقك عليا أنا يا رحيق ...حقك عليا أنا ...
....
بعد قليل ...
خرج أمجد من المطبخ واتجه لغرفة والدته ودخل بعد ان اذنت له بالدخول ....عينيه العسلية كانت تتشبعان باللوم لوالدته وقال:
-ماما لحد امتى هتسمعي اها نة الست اعتماد لأختي وتسكتي ...ولا تحبي أنا اتكلم معاها...
تركت والدته الصور التي كانت تمسكها وقالت:
-انا نبهت عليها ...
-التنبيه مش كفاية دي واحدة لسانها سـ م هتفضل تضايق أختي ..وانا مش مستعد اسمع اها.نة لأختي واسكت المرة الجاية أنا اللي هتدخل ...
نظرت اليه والدته بحدة وقالت :
-انا اتكلمت معاها خلاص يا أمجد ...
-أمي انتِ بتسكتي كتير على حق رحيق ....بتحاسبيها على حاجة هي معملتهاش ...ملهاش ذ نب فيها ....
-بس خلاص اسكت ...
قالتها بجر ح وقد بدأت الدموع تتجمع بعينيها ليكمل أمجد بأسف:
-أمي انتِ أغلى حد في حياتي كلها ...أنتِ جنتي وانا خايف عليكي ...رحيق يتيـ مة الأب والأم ...وملهاش غيرك فمتجيش عليها لو سمحتي ...عن اذنك ...
ثم تركها وغادر لتطرق برأسها وهي تجهش بالبكاء بينما ذكرى بعيدة تعصف بعقلها !!!
.......
-أنا وافقت انك تتجوز عليا وحطيت جز.مة في بوقي وانا بشوفك بتروح لوحدة غيري وكنت بموت وانا بتخيل انك بتقولها نفس الكلام اللي بتقولهولي !!! استحملت وصبرت لكن متجيش كمان تحط الملح على الجرح وتطلب مني اربي بنت ضرتي يا حسني ...ده مستحيل اتقبله.....
توسعت عينيه البنية بصدمة وقال:
-سامعة نفسك بتقولي ايه ؟!البنت أمها ماتت ...صفية ماتت يا دلال ...ورحيق تبقى بنتي عايزاني اعمل ايه؟!أرميها في الشارع !!!!
مسحت دموعها وقالت:
-أكيد لا بس صفية ليها أهل وهما اولى ببنت بنتهم مش انا خالص ...
-بقولك رحيق بنتي ....بنتي !!!!وهتتربى مع اولادي امجد ونوران وده اخر كلام عندي يا دلال ...دي كلمتي اللي محدش هينزلها ..حتى انتِ!!!
خرجت من شرودها والغضب يتصاعد بعينيها ...لن تنسى ابدا ...لن تنسى أو تغفر !!!
............
في منزل الخالة نوال....
كان صوت القرآن يملأ المكان ...نساء متشحات بالسواد ظ..اليأس يملأ ملامحهم بسبب وفاة نوال تلك المرأة الرائعة ..وأكثرهم حزناً كانت مياس التي جلست في مكان بعيد نوعا ما ...تغطي وجهها بالكامل...لا تبكي ..او تصرخ فقط شاردة. ..لا تصدق ما هي فيه الآن ...تقول بداخلها ان هذا حلم سئ وسوف تستيقظ منه قريباً.....
فجأة نهضت بتحفز وهي تراه يقترب منها....كيف يجرؤ على الدخول هنا !!!
-البقاء لله يا مياس...
قالها جلال الحسيني وهو يقترب من ابنة اخيه التي تغطي وجهها بنقاب اسود ...ما يظهر فقط عينيها وكم الحقد فيهما له ...كان الحقد موجه إليه ...
-حضرتك جاي ليه ؟!
قالتها بجمود ليرد ؛
-جاي اعزيكي في خالتك ...
-متشكرين عزتني ...اتفضل أمشي لو سمحت ....
حاول ان يسيطر على نفسه ...وتفهم ما تمر به والخطأ الجسيم الذي ارتكبه بحقها وقال :
-مش جاي اعزيكي بس يا مياس ....أنتِ هترجعي معايا اسكندرية!!!!
الفصل الثاني (مشاعر قاتلة)
عشقي لك ينهكني والحنين يقتلني!!
.....
أشتـ علت النيرا ن بعينيها الزرقاء ونظرت إليه ...ثم قالت بنبرة جامدة عكس اشتعا ل عينيها :
-أفندم حضرتك بتقول ايه ؟!أرجع مع مين ؟!انت مين اصلا عشان ارجع معاك ...
-أنا عمك يا مياس ..يعني حاليا في مقام أبوكي ..
-لو سمحت متجيبش سيرة ابويا على لسانك ....انت عمرك ما هتكون زي ابويا ...وحضرتك يا عمي ياللي زي ابويا كنت فين السنين دي كلها ؟! ...خير ليه افتكرتني دلوقتي ...من بعد مو ت ابويا محدش شافك ...أنا اصلا نسيت انك عمي ....
نظر جلال الحسيني حوله وهو يرى نظرات السيدات الفضولية وقال بهدوء يُحسد عليه :
-مش هينفع نتكلم بالطريقة دي يا مياس ...بكرة بعد ما ينفض العزا هنتكلم ...هنتكلم لمدة طويلة ...
ثم اقترب وقبل رأسها وقال :
-شدي حيلك ...
ارتعشت وهو يقترب منها بتلك الطريقة ...بسبب مو.ت والديها المبكر لم تشعر من زمن بحنان الأب والام رغم أن خالتها حاولت كثيرا ولكن مع اقتراب جلال الحسيني منها شعرت بنوع من الحماية ...وكأنها ليست وحيدة ...هل يا ترى لو كان معها ..يحميها لم يكن ليتشوه وجهها ...لن يجرؤ أحد على الأقتراب منها ...
فكرت بأسى والدموع تتجمع بعينيها ...ما أن ذهب جلست على الأريكة ودموعها تتساقط ...أنها غاضبة حزينة ...ترغب في حر ق العالم كله...بداخلها غضب لا تعلم اين توجهه ....
اقتربت منها أحد السيدات وهي تكون ام مروان جارهم وقالت وهي تربت على كتفها ؛
-كل حاجة هتتحل يا بنتي. ..كل حاجة هتتحل متقلقيش ...
هزت مياس رأسها وهي تنظر للأمام ....عينيها لا تتوقفان عن ذرف الدموع تبكي خسا رتها....لقد خسرت الكثير في حياتها ...والديها ...خالتها وجمالها ...وحب حياتها ...عمر الذي ظنت أنه سيكون معها في الحزن والسعادة هو أول من تخلى عنها ...جزء منها لم يرغب في لومه ...ولكن قلبها يحقد عليه بشدة ...يتمنى أن يندم على فعلته ويأتي راكعاً لها يطلب الغفران ولكنها لن تغفر ....كثير من الليالي تسطحت على فراشها وهي تتخيله يأتي إليها نادماً الدموع بعينيها يتوسل لها أن تعود إليه وهي من ترفض ...نزل تحلم وتحلم أن يعود إليها نادما ولكن تمر الأيام وهو لا يعود ...حتى أنها عرفت انها خطب فتاة أخرى وينوي الزواج منها وهذا حطمها...عرفت منذ شهر تقريبا ووقتها انهارت بطريقة سيئة لدرجة أن خالتها رغم مرضها الشديد خافت عليها وتم نقلها للمشفى في ذلك اليوم ..حقا لولا خالتها لم تكن لتتجاوز تلك المحنة ...لكانت ماتت منذ زمن وعند التفكير في تلك النقطة أنهارت بالبكاء ....
-مياس يا بنتي !
قالتها أم مروان بصدمة وهي تراها تنفجر بالبكاء بتلك الطريقة ...لقد كانت هادئة بشكل مخيف عند موت خالتها. ..لم تفعل سوى أن دموعها كانت تجرى بصمت على وجنتها ولكن الآن انهيارها الغريب هذا جعل السيدة المسنة تشفق عليها. ....ضمتها ام مروان وهي تقول :
-اهدي يا بنتي ربنا يريح قلبك ...
ولكن مياس استمرت في البكاء بهذا العنف ....
.........
بعد ساعات ...
كان تتسطح على فراشها ..ما زالت مرتدية للنقاب تشهق بخفوت بينما السيدة أم مروان معها تربت عليها بإشفاق وتقول :
-يا بنتي وحدي الله وجـ عتي قلبك والله ...ربنا يريح قلبك يا بنتي ...ربنا يريح قلبك يارب ...قومي يا بنتي واخلعي النقاب ...واغسلي وشك عشان تأكلي ...
-معلش يا طنط بس انا حابة افضل لوحدي ...مش عايزة اكل ولا اعمل اي حاجة معلش يا ام مروان ابوس ايديكي سيبيني دلوقتي ...
تنهدت منال بحزن وقالت:
-زي ما تحبي يا بنتي ...بس بالله عليكي لو احتاجتي اي حاجة تعالي خبطي على بابي الجار للجار يا بنتي وانا معاكي في اي وقت ان شالله تخبطي عليا اتنين بالليل ...
هزت مياس رأسها وقالت بصوت مختنق :
-أكيد يا طنط ..اكيد.
ثم نهضت منال بعد أن ربتت على كتفها وقالت :
-ربنا يريح قلبك يا بنتي ...
ثم غادرت وتركتها....
أغمضت مياس عينيها وأخذت تبكي بصوت مرتفع .....
.....
بعد قليل نهضت مياس وهي مترنحة أبعدت عنها النقاب ونظرت بكره لانعكاس وجهها على المرآة وصرخت :
-أنتِ ليه عايشة لحد دلوقتي ...وعايشة لمين ...انطقي عايشة لمين !!!شوفي شكلك ...الكل مشي ...أنتِ ملكيش حد ...ملكيش اي حد ....
ثم صرخت وهي تقع على الأرض وتغطي وجهها بكفيها...ليتها تموت ...ليتها فقط تموت !!!!
......
-أنتِ اتجننتي يا أما عايزاني اتجوز واحدة مشوهة ؟!
قالها مروان بصدمة لوالدته بينما يضع الطعام بفمه ويلوكه....
ضربته منال على كتفه وزعقت به ؛
-بس يا مروان والله أزعل منك لو قولت كده واقاطعك كمان ؟!
-هو أنا بكدب يعني ما هي فعلا مشوهة يا أما ...وخطيبها سابها عشان كده اقوم أنا البس فيها ؟!
-يا واد مش كنت هتموت عليها وبتقول مستعد اعمل اي حاجة عشان توافق عليا ...
-ايوة كلامك صح بس لما كانت مياس جميلة ...كنت هموت عليها ...دلوقتي لما جمالها راح اعمل ايه بيها يا أمي ....بعدين انا ابص في وشها ازاي يعني ...
نظرت إليه والدته بصدمة وقالت:
-مش معقول يكون ده تفكيرك يا مروان ...
-يا ست الكل ده تفكير كل الرجالة ...محدش هيقبل بيها ...اومال عايزاها تعفني ازاي ...وانا هتجوز عشان اعف نفسي ومقعش في الغلط ...لكن لو اتجوزتها هقع في الغلط كل يوم !!
هزت منال رأسها بيأس وهي تشعر بالحزن على تلك المسكينة ...لا تصدق أن ابنها يتكلم عنها بتلك الطريقة ...تنهدت بحزن وبدأت تناول طعامها بكل هدوء لقد تمتت أن يتزوج ابنها من مياس ويرحمها من حديث الناس ...ولكن مروان قد خذلها ولكن هل يمكن أن تلومه ...تلك هي حياته الخاصة وهي لا يمكن أن تجبره على شئ ...تلك المسكينة مياس ..لقد أصبحت وحيدة تماما ...كم أملت أن يتزوجها ابنها لكي تبقى معها هي ووقتها سوف تعاملها كأبنتها ولن تحزنها أبداً......
.......
وصل أخيرا لغرفته بالفندق الذي يسكن به حتي تعود معه مياس ...لقد قرر أنها سوف تعود معه...حتى أنه سوف يعطيها نصيبها ورث والدها الذي رفض أن يأخذه ...سوف يرد الأمانة لأصحابها وسوف يبقى معها حتى تستعيد توازنها ...سوف يكون الأب والحامي لها ...لن يتخلى عنها ابدا ...ولم يسمح لها أن تبتعد عنه ...
جلس على الأريكة بتعب وهو يفكر بطريقة ليصلح بها الوضع بينهم ...هو يريد أن يكون أمانها ...يريد أن يعوضها عن كل ما رأته وعاشته ...هو ابدا لم يتخلى عن مسىوليتها ...صحيح حدث تقصير منه ولكنه كان دوما يسأل عنها ...حتى أنه سأل العديد من الأطباء عن حالتها ...تمنى أن تعود كالسابق....تمنى أن تعود سعيدة !
أغمض عينيه بتعب وهو يفكر أنها يجب أن تعود معه لكي يهتم بها جيداً...سيفعل المستحيل كي يعوضها عن عائلتها ...هو وسيف سوف يكونون عائلتها الجديدة ولن يسمح لها أن تغلق على نفسها وتبتعد عنهما
........
في اليوم التالي
اتي الأهل للمباركة للعروسين جلست سما بجوار امير وهي تصطنع السعادة بجوار من تحبه ....كانت تبتسم حتي أ لمها وجهها ...لم ترد أن يشعر أحد أنها تعاني في هذا الزواج ...أحضرت معها والدتها عمر الذي أصرت أن يبيت معها بضعة أيام تاركة الراحة للعروسين ...كانت والدتها أن تتمنى أن تستقر ابنتها سما مع أمير ...فسما قد تجاوزت الثلاثون من عمرها وكانت ترفض كل من يتقدم لها...وعندما خُطبت تركت خطيبها بدون سبب ...لن تنكر معرفتها بمشاعر سما لأمير ...لقد عرفت بطريقة ما رغم محاولات سما لإخفاء تلك المشاعر ...عرفتها من عيونها الحزينة ...تجنبها الغريب لأمير ...كانت لا تكون في مكان هو به...بقدر الإمكان كانت تبتعد عن أي مناسبة تجمعها به...لم يفهم الجميع ما بها الا هي ...هي من كانت تفهم ابنتها جيداً!!! ابتسمت سما وهي تقول :
-عمر وحشتني ...
ليندفع عمر الي أحضان خالته فتضمه إليها وهي تبتسم بحب ....فوجه الاستفادة من هذا الزواج التعيس هو عمر ...عمر الذي ستحبه وتجعله ابنها ...ولن تلتفت لامير أو تهتم به ...نظرت إليه بطرف عينيها لتجده جالس براحة يتضاحك مع اهلها وكأنه لم يحـ طم قلب ابنتهما بليلة زفافها ... ولكنها لن تجعله يسلب سلامها النفسي ...سوف تتجاهله تماما وتهتم بعمر ...عمر الوحيد الذي يستحق رعايتها الآن وهذا هو ما ستفعله ...لن تدعه يعكر مزاجها ولا حياتها وسوف توجه كامل تركيزها إلى عمر ..هكذا أقنعت نفسها ... ستتجاهله كليا كأنه غير موجود. وكأن قلبها لا ينبض له عشقا ولا تتمناه حبيبا ......
بعد ساعة. غادر أهلها تاركين معها عمر بسبب إصرارها الشديد فهي لا تريد المكوث معه بمفردها ...
......
بعد.ذهابهم ....
أمسكت سما كف عمر ثم ذهبت به إلى الغرفة كي تبدل له ملابسه ...ذهب أمير خلفهم ليجدها تبدل له ملابسه برفق وهي تتضاحك معه وتلاعبه...كان ابنه يضحك بقوة ...كانت السعادة تشع من وجهه...لم يرى ابنه سعيد لتلك الدرجة من قبل فبعد وفاة مريم شعر أن عمر ..هذا الملاك ينطفئ....سما فقط من كانت تخرجه من حالته تلك ...ولعل هذا السبب الذي جعله يتقبل أن يتزوج منها رغم اعتراض والدته بشدة ....ولكن سما الوحيدة بعد مريم التي سوف يكون مطمئن وعمر معها ...تلك ثقة عظيمة لا يمكن أن يعطيها لأي أحد ...الا هي !!
خرجت سما وهي تمسك كف عمر وتجاوزته تماماً وكأنه غير موجود ...عبس بشدة وذهب خلفها لتجدها تكلمه بحب وتقول :
-ايه رايك نعمل كاب كيك أنا وأنت
-موافق يا خالتو .
قالها بسعادة لتمسك هي كفه وتذهب به الي المطبخ متجاهلة تماما امير ...عبس بشدة وهو يفكر هي ماذا تحاول أن تفعل ...هل تنتقم منه لما قاله بيوم زفافهما ...ولكنها أخذت حقها جيداً فهي منذ تلك اللحظة وهي تتجاهله بشكل يثير أعصابه...هو يكره التجاهل. ..يمقته ...... أراد الذهاب خلفهما ولكن توقف في اخر لحظة .....ماذا ستقول لو رأته يشاهدها بتلك الطريقة ...هي قررت تجاهله وهو أيضا سوف يتجاهلها ...هم الأثنان هنا من أجل عمر فقط...فقط يجب أن يتذكر هذا ...هز امير رأسه ثم قرر الدخول لغرفته ليأخذ بعض الملابس ..قرر أن يستحم ثم يخرج قليلا يريد أن يصفي عقله ويرتب حياته من جديد...لقد تبعثرت قليلا منذ دخول تلك المرأة لحياته ...
دخل الغرفة واتجه الي الخزانة وأثناء بحثه فيها وقع شيئا ما ...
عقد حاجبيه وهو ينظر للأرض ليجد دفتر وردي ملفت للنظر ...حمله لتقع منه صورة ...امسك الصورة واتسعت عينيه بقوة وهو يجدها صورته ....فتح الدفتر والذي لم يكن إلا مذكرات سما ...وما وجده جعله يبهت تماما ....
فجأة انتزع أحدهما منه الدفتر نظر ليجدها سما تنظر إليه بغضب ثم صرخت به بإنفعال:
-انت ازاي تتجرأ تفتش في حاجاتي من غير إذن ...ايه التصرف الهـ مجي ده؟! ....مهما كنت مش من حقك تقرأ مذكراتي ولا تبص فيها حتي...عادي بالنسبالك تقرأ اسرار غيرك !!!
اقترب منها وهو يقول بغضب :
-ايه الهبل اللي مكتوب في الدفتر ده ..
-ميخصكش
قالت ببرود ولكنها لم تستطع منع تلك الرجفة التي ظهرت في صوتها والتي عبرت بوضوح عن توترها الشديد ....
اخذ منها دفتر مذكراتها صارخا :
-ازاي ميخصنيش والكلام كله عني أنا ...حبك ليا وايه اللي حصلك لما اختارت اختك ...صح ولا غلط
-قولتلك ميخصكش
صرخت به وكادت أن تنهار من شدة الضغط
-انا قولتلك متحطيش امل صح ...لاني مش هحبك ده مستحيل أنا مش شايفك اصلا ولا حاسس بيكي بس أنتِ مصرة تعذبي نفسها
قالها امير بإنفعال بينما يمسك دفتر مذكراتها لتقترب هي منه وتاخذه دفترها وتصرخ به قائلا:
-ايه الجنان اللي بتقوله ده ؟! اللي قريته في دفتر مذكراتي اللي مفروض متقرهوش...الكلام ده انا كتبته من زمان ...من قبل ما تتجوز اختي لكن بعد ما اتجوزتها انت بقيت زي اخويا وشيلتك من دماغي
-يا شيخة وايه اللي خلاكي تسافري اسكندرية وتقعدي عند خالتك بعد جوازنا ...ايه اللي خلاكي تتجنبيني في كل مرة اجي عندكم لما رجعتي من عند خالتك ...حتى الاحتفالات العائلية لما بكون موجود أنتِ كنتِ بتغيبي عنها ..ممكن اعرف ده ليه ...وكمان خطوبتك وفسخ خطوبتك فجأة!!
قالها ساخرا لتضحك سما وتقول:
-انت اكتر شخص نرجسي قابلته في حياتي ...فاكر إن الكون بيدور حولك وبس ...فاكر اني سافرت عشان انساك...فاكر أنه كنت مبكونش في التجمعات العائلية بسببك ...أو اني اتخطبت أو فسخت بسببك !!! ...فوق يا امير ...أنا صحيح كان في مشاعر جوايا بس المشاعر دي انتهت وانا اتجوزتك بس عشان خاطر عمر. ..وان كان علي الدفتر اللي مزعلك ده ...فأنا هحرقه زي ما مشاعري ليك ماتت من زمان...هحرقه عشان ترتاح وتعرف انك دلوقتي مجرد جوز اختي وأبو عمر ..عمر اللي هربيه إكراما لمريم ..هكون الأم ليه وياريت تحترم ده وتعاملك معايا يكون بحدود انت ليك عندي الاكل والشرب والاهتمام بإبنك وانا ليا عندك الحماية والنفقة والاحترام طبعا وبس ...علاقتنا واضحة وصريحة متعقدهاش اكتر من كده ومتفكرش ..لاني مشاعري كانت مشكلة خاصة بيا وانتهت ...متوقفش عندها كتير. ..وصدقني دلوقتي هحرق الدفتر ده
ثم تركته وغادرت...
...........
-هاتي يا ستي البطاقة عشان أجيبلك عيش...الواحد ميعرفش ينام في البيت ده أبداً ؟!
قالتها جيلان وهي تمشط شعرها بسرعة ...ثم اتجهت الى طاولة الزينة الصغيرة ووضعت الماسكارا وملمع الشفاه ...
-يا بت انتِ رايحة تتخطبي عشان تحطي البتاع ده على وشك ..ده أنتِ رايحة الفرن ... ابن عمك لو شافك هيبهدلك يا جيلان ...
نظرت جيلان الى والدتها ببرود وقالت:
-أنا مبخافش منه يا أمي ...يعمل ما بداله ...هو مش أبويا .
-هتمو تيني ناقصة عمر أنتِ ...يا بت ابن عمك ده اللي وقف جمبنا بعد مو ت أبوكي متبقيش جاحدة كده...
زفرت جيلان بضيق ثم أمسكت الحجاب ولفته بطريقتها المعتادة حيث انها بينت خصلات من شعرها عسلي اللون ...نظرت الى والدتها بعينيها العسلية المتسعة وابتسمت وهي تقول ؛
-هاتي يا ستي أجيبلك عيش ...يالا سلام
ثم أرتدت حذائها ذو الكعب المرتفع وخرجت ..كانت حقاً متأنقة بعباءة سوداء أنيقة وحجاب ينسل من تحته خصلات شعرها ..ملمع الشفاه كان يلائم جداً بشرتها البيضاء ....
-جيلان!!!
جمدها صوته مكانه ...ابتلعت ريقها وهي تنظر وتجد أمجد أمامها ...ضمت شفتيها كي لا يرى ملمع الشفاه ...كان قلبها يخفق بقوة داخل صدرها ...صوته القوي عصف بها بقوة ...وقفت ترتعش بقوة وازدردت ريقها بتوتر ....اقترب امجد وعينيه العسلية تنظران إليه بضيق وقال:
-ايه اللي أنتِ عاملاه في نفسك ده يا جيلان ...ايه اللبس ده وايه اللي حطاه على وشك ده ....
ضمت كفيها وهي تشعر بالتوتر ولكنها تغلبت على. توترها لبرهة وقالت بإندفاع ؛
-وأنت مالك أنت ؟!
-روحي غيري هدومك وشيلي اللي على وشك ده يا جيلان !
قالها أمجد بنبرة غاضبة لترد بسرعة بإنفعال :
-وأنت مالك ؟!هو أنت ولي أمري يا شيخ أمجد ...أنت بس أبن عمي مش أبويا ولا أخويا !!!
-بس يا بت عيب !
أنبتها شربات والدتها بغضب ولكن جيلان لم تتراجع .. كانت النير ان تندلع من عينيها البنية ..هي تكر ه تسلطه هذا...صحيح أنه يخيفها ولكنها لن تجعله يتحكم بها فهو ليس والدها خاصة وهو يعاملها بتلك الطريقة ولا يشعر بها !!! ...
-عن اذنك عشان عايزة اروح اجيب عيش وأنت معطلني ..
وكادت بالفعل ان تتجاوزه الا انه وقف بوجهها وسحب البطاقة من كفها وقال موجهاً حديثه لشربات :
-أنا اللي هجيبلك العيش يا مرات عمي ...مادام مش ناوية تغير هدومها ولا تشيل اللي على وشها مش هتخرج من باب البيت ده ...يالا ادخلي جوه ...
ظلت تنظر إليه بغضب ليزعق بها :
-قولتلك ادخلي يالا!!!!
ارتعش جسدها ثم تراجعت وركضت لغرفتها وهي تبكي!!.....
نظر إلى أثرها بضيق لتقترب منه زوجة عمه وتقول :
-حقك عليا أنا يا أمجد ...جيلان لسه صغيرة ومتهورة متزعلش ....
-مش زعلان يا مرات عمي ...جيلان زي نوران ورحيق ...هي اختي برضه وواجب أوجهها ومهما قالت هستحمل ....
...
كانت جيلان قد خرجت من غرفتها وسمعته وهو يقول هذا ...احمر وجهها الابيض من الانفعال وارادت الخروج والصراخ به ولكنها مسحت دموعها وركضت مجددا لغرفتها بطفولية ثم جلست على الفراش وهي تمسح دموعها التي تنفجر من عينيها بغضب ...إذا كان يعتبرها شقيقته لماذا هو متسلط معها ....كيف يقول عنها هذا ...وكيف يتجاهل مشاعرها نحوه ...
اغمضت عينيها بتعب وهي تتسطح على الفراش بينما تضع كفها على قلبها النابض ...أنها تحبه ...تحبه !!!...منذ سنوات ...منذ أن وعت على ذلك العالم لم يدخل قلبها غيره ...ولكن بسبب تدينه كان تعامله معه بسيط ...كان يتجنبها بقوة وهذا كان يزعجها ...لذلك دوما تقصد أن تستفزه...وتخرجه عن طوره ...تتحداه وتخبره أن لا سلطه له عليها ...ترغب بيأس أن يدرك أنها تحبه ولكن هذا لا يحدث ...هو لا يراها لا يراها ابدا ....
غصت بالبكاء مرة أخرى وهي تدفن وجهها بالفراش !!
..........
بعد منتصف الليل ....
-حتى يوم الإجازة برضه رفضت تقعد معايا فيه وطلعت مع اصحابك ...هو انا حقي فين يا جورج....ليه انا مش موجودة في حساباتك كده خالص ...
قالتها بعتاب وهي تراه يلج للمنزل بعد منتصف الليل تقريباً...زفر بضيق وقال:
-بشتغل طول الاسبوع واهو يوم اخدته إجازة ...خر بت الدنيا يعني ؟!!ماريانا ابوس ايديكي أنا تعبان ومش ناقص ...فعليا مش ناقص
-مش ناقص ايه ...قولي مش ناقص ايه؟!اعمل ايه اكتر من كده عشان ابسطك...عشان تشوفني ...
-متعمليش حاجة ...ببساطة متعمليش اي حاجة ...أنا مطلبتش منك تعملي يا ستي ...خلينا كده ...أنا متجوزك وعمري ما هخونك ...أنتِ عارفة ولو حابة فتشي الموبايل براحتك وراقبيني لو تحبي ....
-أنت ليه بتتعامل معايا كده ؟!
قالتها بصدمة ليرد بملل :
-بتعامل ازاي يعني ؟!
-كأنك بتعاقبني يا جورج ...بتحاسبني ....انت بتحاسبني ليه ...وأصلا أنت بتحاسبني على ايه ؟!بتحاسبني اني حبيتك ...بتعا قبني يعني !!!
صرخت به ماريانا بعـ نف وقد تجمعت الدموع بعينيها السوداء ...
نظر إليها بجمود رغم اشتعا ل عينيه وقال بهسيس غاضب :
-عايز انام مش كل يوم نفس الحوار ...أنتِ مبتمليش ....
-لا مش هتنام يا جورج ..قولي دلوقتي بتعا قبني عشان حبيتك ...عشان وافقت بيك وانا عارفة أن في قلبك واحدة تاني ...طيب ما أنت كمان جيت طلبتني وانت في قلبك واحدة تانية ...ليه انا بس اللي اتعا قب...ليه انت كمان متتعا قبش ...
ابتسم بحزن وقال:
-بالعكس أنا بتعا قب اكتر منك ...عشان بعيش حياة أنا مش عاوزها !!
وكلمته تلك أصابتها بمقـ تل !!!
-انا عايزة اروح اقعد مع ماما شوية ...مش عايزة اقعد معاك حاليا ممكن !!!!
.......
في مكان ما ...
كان يجلس على الأرض وهو يمسك صورتها وابتسامة واسعة تشمل وجهه ....
-بحبك يا مياس ...بحبك أووي ...
ثم قبل الصورة ببطء وقال:
-صحيح مش هتسامحيني على اللي عملته فيكي بس عملت كده عشان بحبك ...عشان ابعد عمر عنك كان لازم أسرق جمالك ..عشان افهمك أنه مبصش على روحك الجميلة ...شاف شكلك بس ...عشان كده قررت اخد جمالك عشان تعرفي اني أنا اللي بحب روحك مش هو ابدا يا حبيبتي ...وقريب هتكوني ليا ...ليا أنا وبس يا مياس !!
الفصل الثالث (عرض ).
لطالما كان قلبي هو لعنتي....
-يا بنتي ايه اللي حصل بس بينك وبين جورج ...جه جابك هنا من الصبح وبعدين مشي ....قوليلي ايه اللي حصل بينكم ؟!
قالتها مريم بحيرة لتحاول ماريانا السيطرة على دموعها وتقول ببهوت :
-مفيش حاجة يا ماما وحشتيني وقولت اقعد معاكي بس كام يوم ولا أنتِ مش عايزاني ولا ايه ؟؛
-لا طبعا يا حبيبتي تنوري في اي وقت ...بس يا بنتي قلبي مش مطمن لجيتك المرة دي ...قلبي بيقولي أن فيه مشكلة بينك وبين جوزك ..مش كده ؟!وانا احساسي ميكدبش يا ماريانا ...قوليلي يا بنتي فيه ايه ...ريحي قلبي الله يريح قلبك ...أنا خايفة يكون المشكلة كبيرة ....
نهضت ماريانا بعصبية وقد طفرت الدموع التي حبستها طويلا وقالت:
-يوووه يا امي ما قولتلك مفيش اي حاجة ...ليه مصممة تضايقيني ...خلاص لو فيه حاجة هقولك متبقيش كده مصممة تعرفي عن اللي ميخصكيش !!!
بهتت مريم وهي تنظر إلى أسلوب ابنتها الغريب وقالت:
-مالك يا بنتي ...ليه بتعامليني كده ...كده يا ماريانا ...الله يسامحك يا بنتي وحقك عليا مش هسأل عن حاجة متخصنيش تاني ....
انهمرت الدموع من عينيها وهي تنظر إلى والدتها التي تجهم وجهها بقوة وظهر على عينيها الانكسار ..
جلست ماريانا بجوار والدتها وأمسكت كفها وقبلته بقوة ثم قالت وهي تشهق بقوة :
-سامحيني ...عشان خاطري سامحيني يا ماما ...أنا مضغوطة...منهارة ..حاسة ان الدنيا كلها على دماغي ...حاسة اني حياتي بتنهار....مش عارفة أعمل ايه ...كل حاجة بتضيع يا ماما ...بتضيع !!!
ضمتها والدتها بقوة وهي تقول بهلع:
-مالك يا حبيبتي قوليلي بس مالك..
يمكن اعرف أساعدك ...
ابتعدت ماريانا أخيرا وهي تقول:
-مبيحبنيش يا ماما ...مش شايفني اصلا ...أنا حاسة اني مجرد ديكور في حياته ...مبيقعدش معايا ومبيتكلمش ....أنا صفر على الشمال في حياته ...أنا مش موجودة...مش موجودة ...
-طيب اهدي يا بنتي وقوليلي ايه اللي حصل ؟!
قالتها مريم بخوف على ابنتها وهي تمسح دموعها ....
ابتلعت ماريانا ريقها وقالت :
-لسه بيحب حبيبته القديمة يا ماما ...رافض يقرب مني ....نادرا ما بيديني حقوقي ...علطول سرحان ومعظم الوقت مش في البيت ...حتى في الفترات الأخيرة بقى ميجيش البيت الا على النوم ...حتى في اجازته مبيقعدش معايا بيروح يقعد مع اصحابه وسايبني ...أنا عايشة لوحدي يا ماما ...ده يرضي مين بس ....
تنهدت مريم بحزن على حال ابنتها وضمتها بلطف وهي تقول:
-طيب اهدي ..اهدي ...متعيطيش يا بنتي ...متحر.قيش قلبي عليكي ...كل مشكلة وليها حل ..
-مشكلتي ملهاش حل يا ماما ...أنا جوزي مش شايفني اصلا ...جوزي قلبه مع واحدة تانية ....
ابعدتها مريم بلطف ومسحت دموعها وهي تقول :
-بس يا بت بلاش هبل ...قلبه هيبقى معاكي ...لازم يبقى معاكي ....اكسبي قلب جوزك وبطلي هبل وعياط ..مش هيفيدك ....
-اكسب قلبه ازاي ...أنا حاولت يا ماما حاولت ...
-يمكن محاولتيش صح ...يا بنتي الرجالة دوول سهل تكسبيهم ...حبيبتي القديمة خلاص اختفت من حياته وانتِ اللي موجودة ...ومستحيل يجمعهم أي حاجة. .انتِ بس اللي في حياته فمتتنازليش عن مكانك ده لأي واحدة ...فاهمة ولا لا!!!!
-طيب أعمل ايه ؟!
-تفكري بعقلك يا حبيبتي ...اديله اهتمام مرة ...واهمال مرة ....طنشيه شوية واهتمي بيه شوية ...خليه ينشغل بيكي علطول ...حاولي كده تتجاهليه شوية وشوفي ايه اللي هيحصل....
-يعني دلوقتي افضل هنا ومتصلش بيه لحد ما يجي ويعتذر ...
-لا طبعا يا حبيبتي ...انتِ تتصلي بيه وتصالحيه وترجعي معاه زي الأول واحسن كمان بس فجأة تسحبس اهتمامك ده وتفضلي تهتمي وتهملي لحد ما يتجنن ...فهمتيني ؟!يالا اتصلي بيه وقوليلو يعدي عليكي في الشغل النهاردة وياخدك على البيت وبلاش هبل تاني ماشي. ..
هزت هي رأسها وهي تمسح دموعها
.......
بعد قليل ....
ولجت لغرفتها وهي تمسك الهاتف بينما كفيها يرتعشان بشدة ...عضت شفتيها وهي تفكر جديا الا تتصل به ...فكرت في كرامتها للحظات ...كيف انه اهدرها اكثر من مرة ....كيف تتصل هي بها ...يجب أن يتصل هو ....هكذا فكرت للحظات بتمرد ولكنها تذكرت كلمات والدتها ...لن تجعل أي امرأة تحتل مكانها...ستكون هي الأولى بحياته...ولن تسمح لأحد أن يسلبها حب حياتها ...
أغمضت عينيها وهي تبتسم وترسم ملامحه داخل مخيلتها....انه كل ما تريده في تلك الحياة ...لا تريد غيره ....لتتنازل قليلا عسى ان تحصل على قلبه....
فتحت عينيها وهي تقرر الاتصال به ....
......
في عيادة جورج ...
كان يجلس في مكتبه وهو يخرج تلك الصورة التي يحتفظ بها ...صورة خطبته هو وسيلا ...تأمل ابتسامته ...وتذكر كم كان سعيدا معها ....عكس حالته الآن ... فجأة اضاء هاتفه معلناً عن وصول اتصال من زوجته ....عينيه الزرقاء اصبحت كقطعة من الجليد وهو ينظر الي. الاسم وامسك الهاتف ثم فتحه وقال:
-نعم ...
ارتعشت ابتسامة على شفتيها وقالت:
-ابقى تعالى خدني النهاردة من الكوافير بعد الشغل ممكن يا حبيبي ...
-انفصام ده ولا ايه ؟!مش قولتي هتقعدي عند مامتك شوية ؟!
ابتسمت وقالت بدلع:
-اصلك وحشتني أعمل ايه ..ابقى تعالى خدني ماشي
زفر بضيق وقال :
-حاضر هاجي اخدك ...
.......
-اخوكي ده بارد ومستفز !!!
قالتها جيلان بضيق لنوران بينما تجلس بجوارها على فراشها ...
ابتسمت نوران ببهوت لها وقالت ؛
-بس أنتِ بتحبي البارد ده ...
احمر وجه جيلان لتبتسم نوران بشقاوة رغم شحوب وجهها وتقول :
-مش هتكسبي قلب أمجد لما تعانديه بالعكس هتلفتي انتباهه لما يحس انك بدأتي تبقي شبهه ...مش هيبصلك وانتِ لبسك مش على مزاجه... صدقيني أنا عارفة نوع اخويا كويس ...ده كان عايز يلبسني الخمار وفضل ايام يقنع فيا ...
-يعني اعمل ايه عشان يشوفني ؟!
قالتها جيلان بلهفة لترد نوران ببساطة :
-البسي اللبس اللي يعجبه ...الطويل والواسع ..اصدميه بعكس شخصيتك ..صدقيني وقتها هيبصلك ...
......
نهضت من فراشها وهي تترنح بقوة ...لم تأكل منذ يومين تقريبا وتشعر أنها سوف تموت ...السيدة أم مروان أحضرت لها الطعام وتوسلتها أن تأكل وهي وعدتها أنها سوف تأكل بالفعل ....ولذلك هي نهضت الآن ...عرفت أنها بحاجة للطعام ...سوف تموت بتلك الطريقة ...لطالما تمنت الموت ولكن الموت جوعاً بتلك الطريقة وهي بمفردها في المنزل لم تكن أبدا فكرة جيدة....
احضرت الطعام من المطبخ ووضعته على الطاولة ثم بدأت في الآكل بآلية ...كانت الدموع تطفر من عينيها بينما هي تأكل ...تتذكر خالتها العزيزة ...كيف عاملتها كأنها والدتها ...تلك السيدة الجميلة التي وقفت بجوارها عندما ظنت أنها وحيدة ...أغمضت عينيها وهي تشهق وتبكي بينما تتذكر مواقف خالتها التي لا تقدر بثمن ...
-أغمضت عينيها وهي تشتم الرائحة بإستمتاع وتقول :
-آه عملتي الكشري صح ...الله عليكي يا خالتي نوال ...
قالتها ثم ركضت نحو الطاولة وابتسمت وهي ت طبق الكشري الكبير يعلوه صوص الطماطم بالطريقة التي تحبه...
-ريحته تجنن ..تسلم ايديكي...
ثم جلست لكي تأكل ولكن نوال قالت محذرة :
-بت انتِ روحي اغسلي ايدك الاول وغيري هدومك الأكل مش هيطير ...أنا مرضتش احط الأكل الا لما عرفت انك قربتي تيجي من الكلية ومتقلقيش مش هاكل الا لما تيجي ..يالا بس الاول غيري هدومك ...
نظرت إلى الطعام وبطنها تصدر اصوات دليل على جوعها وقالت :
-بس يا خالتو أنا عايزة ...
-من غير بس ..غيري هدومك بسرعة وتعالي كلي براحتك مش هقولك حاجة ....
ابتسمت مياس بشقاوة وعينيها الزرقاء تلمع وقالت للطعام :
-بس بس ثانية واحدة وهتلاقيني نطالك يا جميل
ضحكت نوال وقالت:
-عوض عليا عوض الصابرين يا رب ...
ثم اندفعت مياس نحو غرفتها وأخذت منامتها ثم ولجت للحمام ...اغتسلت بسرعة ثم ارتدت منامتها البنية المريحة وخرجت وهي تدندن بسعادة ....
...
جلست على الطاولة وبدأت في الاكل بلهفة وهي تغمض عينيها وتستمتع بالطعم اللذيذ :
-الله يا خالتوا بجد يجنن ...احلى كشري عملتيه في حياتك ...
ضحكت نوال وهي تهز رأسها وتقول :
-يا بت يا بكاشة ما أنا علطول بعمله بنفس الطريقة وأنتِ كل مرة تقوليلي الكلمتين دوول يا نصابة ...
ضحكت مياس وقالت:
-الله يا خالتو بجبر بخاطرك غلطت أنا ...بس بجد تسلم ايديكي ...مظنش حد بيعرف يعمل كشري زيك ..أنا نفسي اتعلم والله ...
-ما أنا قولتلك يا بت أنتِ اقفي جنبي في المطبخ واتعلمي....ده أنتِ على وش جواز ولا عايزة عمر ياكل وشنا ويقول :
-البت متعرفش تطبخ ..
عبست وقالت:
-على فكرة بعرف أطبخ يا خالتو..
-يا ستي مش بقول لا بس اتعلمي أصناف تانية...بدل الموبايل اللي لازقة فيه ليل نهاره بتكلمي عليه خطيبك تعالي اتعلمي مني حاجة ...عشان لما اموت بكرة تترحمي عليا وتقولي الله يرحمك يا خالتي علمتيني حاجة ...
فجأة توقفت مياس عن الأكل وشحب وجهها ثم ترطبت عينيها بفعل الدموع ...عبست نوال وهي تقول :
-فيه ايه يا بت مالك ؟!
لم ترد عليها مياس وبدأت الدموع تتساقط من عينيها...
-فيه ايه يا مياس خوفتيني ؟!
قالتها خالتها بخوف لتشهق مياس بالبكاء ....نهضت نوال واقتربت منها وهي تقول :
-مياس حبيبتي فيه ايه ؟!...قوليلي حصل ايه ...
عانقتها مياس بقوة وهي تقول بينما تبكي بعنف ؛
-متقوليش كده يا خالتي ...متقوليش انك هتموتي...عشان خاطري ...انا مش هقدر اعيش من غيرك ...أنتِ كل اهلي ...كفاية أن اهلي سابوني ومشيوا...متمشيش أنتِ كمان ....
أحرقت الدموع عيني نوال وقالت بصوت مختنق :
-يا عبيطة أنا بهزر معاكي ...أنا مش هروح حته ..أنا هطبق على نفسك لحد ما تزهقي مني ...
ضمتها مياس أكثر وقالت:
-متقوليش كده تاني ممكن ...اوعديني متجبيش سيرة الموت تاني ...عشان خاطري يا خالتو متوجعيش قلبي ....
ربتت نوال على كتفها وقالت:
-خلاص يا ستي وعد أنا مش هجيب سيرة الموت تاني ...يالا بقا كفاية دراما وكملي أكل
خرجت من شرودها وهي تبكي بعنف ...كانت تبكي بشدة ...ما خافت منه قد حدث لقد عانت مجددا من الخسارة ...تذوقت ذلك الألم مجددا ....كما خسرت والديها من قبل ها هي خسرت خالتها ...اخر شخص اهتم بها....والآن الحقيقة المرة تواجهها ...هي على الطاولة بمفردها تجلس وتاكل بمفردها ووجهها غارق بدموعه ...بينما روحها تحترق من الداخل ...تمنت في تلك اللحظة أن تموت وترتاح كليا من هذا الألم الذي يعصف بها ....تمنت أن ترتاح ...ولكنها لا تموت ...هي تنهض يوميا لتواجه حقيقة أنها أصبحت وحيدة منبوذة ...الجميع تركها....أهلها ثم عمر ثم خالتها ...حتى جمالها غادرها ....أصبحت منبوذة من الجميع ....
أطرقت برأسها وهي تبكي أكثر وتأكل ....
.. .........
بعد قليل كانت قد انتهت كليا من البكاء ومن الاكل ...لقد اكلت كثيرا ...كانت كأنها تنتقم من الطعام ...اكلت أكثر من المعتاد ...توجهت إلى المطبخ وقامت بغسل كل الأواني لتعيدها للسيدة أم مروان ....قررت أن تفيق من غيبوبتها تلك لترى ماذا تفعل ...بعد حادثها قررت التوقف عن الذهاب للجامعة ...وموت خالتها كانت القشة التي قسمت ظهر البعير ....ولكن الآن يجب أن تحقق حلم خالتها ستكمل دراستها وستعتمد على حالها ...في حسابها مبلغ لا بأس به من المال سوف تستخدمه لإنشاء مشروع لها .....
انتهت من غسل الأواني ثم رتبتهم على الصينية وارتدت ملابسها ونقابها وخرجت ....
رنت جرس المنزل ليفتح الباب ويظهر أمامها ...تأملها بعينيه السوداء وقال :
-أزيك يا آنسة مياس ...
-اهلا بحضرتك ...اومال طنط فين ؟!
-مياس حبيبتي اتفضلي ...
قالتها السيدة أم مروان وهي تقترب منها ...
ابتسمت مياس بلطف من خلف نقابها وقالت :
-شكرا ليكي يا طنط ..أنا بس مستعجلة ...اتفضلي الحاجة وكتر خيرك معايا ....
-يا حبيبتي طيب ادخلي واقعدي معايا شوية ...
-اتفضلي يا آنسة مياس أنا كده كده ماشي ...
قالها مروان بنفاذ صبر لترد :
-مرة تانية بإذن الله ...
ثم استدارت لكي تذهب إلا أن مروان أوقفها ساخرا وقال :
-ايه مش عايزة تدخلي ليه؟!مكسوفة بعد ما رفضتك ...
استدارت بحدة وهي تنظر إليه بصدمة وتقول :
-أنت بتقول ايه ؟!
-بس يا مروان اسكت!!
صرخت والدته به ليقول بتشفي :
-ايه يا آنسة مياس ...فاكراني مش عارف انك اثرتي على امي وقعدتي تدحلبي عشان تخليني اتجوزك ؟!...دلوقتي بعد ما خطيبك هرب وجمالك راح بدأتي تفكري فيا صح ؟!
-مروان قولتلك اخرس !!!
تجمدت نظرات مياس ونقلت عينيها بين مروان ووالدته وقد فهمت ما يرمي عليه ...بالطبع والدته بحسن نية عرضت عليه أن يتزوج مياس وهو ظن أنها من أقنعت والدته بهذا ....صحيح أن والدته قالت هذا بحسن نية ولكنها لن تسمح لأحد أن يقلل من احترامها ...
بدأت بالتكلم ببرود وقالت:
-سيد مروان حضرتك غلطان أنا مطلبتش من والدتك أنها تكلمك عشان تتجوزني ولا عمري هعمل كده ...لو عايزة فعلا اتجوزك كنت هقبل بيك في المرتين اللي اتقدمتلي فيهم بس انا رفضتك في المرتين فليه دلوقتي أسعى اني اتجوزك ....
ابتسم بشماتة وقال:
-ده كان زمان قبل ما جمالك ...
قاطعته قبل أن يكمل كلامه :
-صدقني حتى لو جمالي راح رأيي فيك مش هيتغير يا استاذ مروان وسواء زمان أو دلوقتي إمكانية اني اتجوزك مستحيل مليون في المية ولو حتى انت اللي طلبت هقولك لا ......
لمعت عينيها وهي ترى الغضب الذي عصف بوجهه وابتسمت وهي تقول بنبرة متسلية:
-عن اذنكم بقا ورايا شغل كتير ...هعدي عليكي.شوية يا طنط وشكرا على كل حاجة ...
ثم تركتهم وذهبت
.....
ولجت لمنزلها بسرعة وهي تشهق وتضع كفها على صدرها ...أخرجت هاتفها ونظرت إلى الرقم الذي ظهر أمامها بتردد ثم.ضغطت عليه وهي تضعه على أذنها وقالت:
-انا هاجي معاك اسكندرية !!!
..........
-وبنتك موافقتش على العريس ليه يا دلال هي عبيطة ...
قالتها اعتماد وهي تلوي فمها ثم أكملت :
-ده دكتورها في الجامعة يعني مركز ووضعه المالي ممتاز ...اكيد البت دي محسودة ...
قالتها وهي تنظر بطرف عينيها إلى رحيق التي وضعت صينية العصير على الطاولة الزجاجية المستديرة ...
نظرت رحيق إلى دلال وقالت:
-عايزة حاجة تاني يا ماما ...
-لا روحي أنتِ
قالتها دلال بجمود لتبتسم اعتماد بخبث وتقول :
-لازم تبخري بنتك يا دلال ....الناس بقت نفوسها وحشة ...اصل مش معقول واحدة في العشرين العرسان بيجروا وراها وواحدة قربت تكمل التلاتين ومحدش معبرها ....
ترطبت عيني رحيق بالدموع ونظرت إلى اعتماد بقهر وقالت:
-تقصدي ايه ؟!أنا ببص لأختي يعني ؟!
-والله يا حبيبتي اللي على رأسه بطحة يحسس عليها ...أنتِ اهو عنستي ومحدش عبرك واكيد لما المسكينة دي حد اتقدملها النار أكلتك من جوا و ...
-سيد اعتماد ...
صرخة جعلتها تنتفض من مكانها لتنهض وتتسع عينيها بقوة وهي تجد أمجد يقف وينظر إليها بإستياء...اقترب اكثر وقال :
-مش من حقك تدخلي بيتنا وتغلطي في اختي ....لو هتيجي هنا تقعدي بأدبك واحترامك لو مش هتقدري أستأذنك تلزمي بيتك ومتجيش لاني مش هدخلك ...
-كده برضه يا دلال ...شايفة اللي بيعمله ابنك ....
قالتها اعتماد بعتاب لصديقتها ولكن دلال كانت عاجزة عن الكلام ...لقد تعدت اعتماد حدودها وهي لن تتدخل الآن ....
-دلال ...
قالتها اعتماد بصدمة ليكمل أمجد ويقول :
-ده اخر تحذير ليكي يا ست اعتماد ....
رفعت رأسها بكبر ثم ذهبت مسرعة إلى باب المنزل وخرجت وهي تكتم دموعها !!!
كانت رحيق منزوية في ركن معين بالصالة وهي تبكي ون صوت .....اقترب منها شقيقها ثم عانقها وقال :
-حقك عليا أنا ...حقك عليا أنا ....
.....
في المساء ...
-خلاص يا نوران أنا اكتشفت انك مبتحبنيش ...احنا ننهي كل اللي بيننا ونبقى اخوات ... وربنا يسعدك مع اللي قلبك يختاره ..
كانت تقرأ تلك الرسالة بهلع...ترددها مرة بعد أخرى ....أمسكت الهاتف جيدا والدموع اغشت عينيها فأصبحت الرؤية ضبابية ...ارسلت له بسرعة رسالة تلو أخرى ...تستجديه الا يتركها....تخبره بحبها العظيم له ....تذكره بسنتين من الغرام ...كان لها كل شىء...
.....
صوت تنبيه عن قدوم رسالة على تطبيق الواتس اب جعله ينتبه ...امسك هاتفه وابتسامة خبيثة ترتسم على. ثغره....لقد توقع هذا ...أنها تستجديه لكي لا يتركها....رنين جرس الهاتف جعل ابتسامته تتسع ...رد على الهاتف وهو يتنهد بحزن مدعي وقال:
-ايه يا نورا ....
-عادل انت عايز تسيبني ...عايز تسيبني بجد ...
لمعت عينيه السوداء وقال :
-الست اللي متثقش فيا متلزمنيش وانتِ مش واثقة فيا يا نورا بعد كل اللي عملته معاكي ...يبقى خلاص كفاية وجع قلب لحد كده ...
-الموضوع مش موضوع ثقة!!
-اومال ايه يا نورا ؟!
حكت شعرها بعصبية وهي تقول :
-اللي بتطلبه مني مستحيل...ازاي عايزني ابعتلك صوري من غير ....
أغمضت عينيها وهي لا تستطيع نطق الكلمة ليقول بقسوة :
-ده اللي عندي يا نورا ...لو مش عايزة خلاص ننهي ام العلاقة دي ..ما كل اصحابي مرتبطين وبيعملوا كده اشمعنى أنتِ يعني ...أنا أقولك انهي علاقتك بيا واستني اخوكي امجد لما يجيبلك عريس زيه يكرهك في حياتك ويخليكي متشوفيش الشارع. ..سلام ...
ثم اغلق بوجهها ...
لتسقط هاتفها على الفراش وتدفن وجهها بالوسادة وهي تبكي ....
طرقة خفيفة على الباب لم تجعلها تنهض من مكانها ...كانت رحيق تقف خلف الباب وقد سمعت بالصدفة بكاءها العنيف وقد قلقت عليها ...ولكنها خافت أن تلج فتنفجر فيها غضباً....
ابتلعت ريقها وفتحت الباب وهي تقول بصوت ضعيف :
-نوران ...
ولكن لا رد ...
ولجت للغرفة واقتربت من نوران التي تبكي وربتت على كتفها وهي تقول بقلق :
؛نوران مالك ؟!
فجأة فزعت نوران ونهضت وهي تنظر إليها بصدمة وتصرخ بها ؛
-ازاي تتجرأي تدخلي اوضتي؟!
ارتبكت رحيق وقالت :
-انا لقيتك بتعيطي ف....
-ملكيش دعوة ...سمعتي ملكيش دعوة بيا .... متلعبيش دور الاخت الكبيرة ...لا أنتِ اختي ولا معترفة بيكي اصلا ...أنتِ بت الست اللي سرقت ابويا من امي ...امك خطافة رجالة و....
-نوران !!!
هدر أمجد وهو يلج للغرفة بعد أن سمع صوتها المرتفع ...كان حقا مصدوم من سوء تصرف شقيقته ....
أتت أيضا دلال وهي ترى ما يحدث ...كانت تلقى بنظرات اللوم إلى نوران بينما نظرت بشفقة مخفية إلى رحيق التي تكتم دموعها بشق الأنفس ....
-بتدخل الاوضة من غير اذني وبتدخل في خصوصياتي ..رغم اني قولتلها مليون مرة ملهاش دعوة بيا ...بس هي مبتفهمش ...مبتفهمش ..ياريت يا شيخة اي واحد اهبل يتجوزك ويغورك من وشنا!
-أنتِ واحدة ...
هدر أمجد وكاد أن يقترب منها ولكن رحيق وقفت بوجهه وهي تقول :
-امجد ...نوران عندها حق أنا اللي غلطانة د..أنا اللي اتدخلت في شؤونها من الاول ومكانش لازم اعمل كده ....أنا اسفة ...
ثم خرجت مسرعة من الغرفة ....
نظر أمجد إلى نوران بقسوة وقال:
-لحد امتى هتفضلوا تعاملوها كده ...هي عملت ايه حرام عليكم ...حرام عليكم !!!
ثم تركهم وغادر .....
نظرت دلال إلى ابنتها بإستياء ثم غادرت الغرفة لتنفجر نوران بالبكاء مجددا وهي تشعر وكأن أحدهم يعتصر قلبها بقوة ....
...........
زفر جورج بضيق وهو يتململ في سيارته بدون راحة بينما ينتظرها لتخرج من المركز التجميلي الخاص بها....وقد قرر ألا ينتظرها بعد الآن ...سيطلب من السائق يحضرها فهو ليس متفرغ لسيادتها فهي بعد ان ارادت ن تمطث لدى والدتها اتصلت به واخبرته انها ستعود معه ...أي نوع من الانفصام هي تعاني منه ...فجأة توسعت عينيه بصدمة وهو يراها تخرج من المركز ...كان كل شئ بها هو نفسه ...نفس القميص الزهري الذي ارتدته صباحا عندما اخذها الى والدتها ونفس البنطال الأبيض ولكن الذي تغير هو شعرها ...شعرها الذي تحول للون الأحمر !!!
أحمر وجهه بغضب وهو يضغط على مقود السيارة بعنف وأمكنه أن يسمع احتكاك أسنانه ببعضهما ...
تقدمت ماريانا من سيارته بإبتسامة واثقة وحيته بنعومة ؛
-معلش يا حبيبي اتأخرت عليك ...وحشتك مش كده
ولكنه لم يرد عليها وهو ينظر أمامه وما أن ربطت حزام الآمان بها حتى انطلق بسرعة رهيبة ...توسعت عيني ماريانا السوداء وهي تنظر اليه ...قالت بتوتر :
-حبيبي فيه ايه ؟!
-أخرسي!
قالها بقوة لتتراجع وقد خفق قلبها بخوف ...نظرت من النافذة وهي تشعر بالدموع تلسع عينيها ...ترى ماذا فعلت هي ؟!.
........
ما أن وصلا إلى المنزل جذبها من ذراعها ثم دفعها حتى اصطدمت بالحائط ...
-جورج فيه ايه خوفتني ؟!
-ايه اللي عملتيه في شعرك ده ؟!
قالها بغلظة لتتسع عينيها بصدمة وترد ببلاهة:
-أنت زعلان عشان صبغت شعري أحمر ..افتكرت انك مش بيهمك الحاجات دي ...أنا علطول بصبغ شعري بألوان اغرب من كده اشمعنى المرة دي زعلت ...
هزها بعنف وصرخ :
-ماريانا متستهبليش ...أنتِ عملتي كده عشان تفكريني بيها صح ؟!!تفكريني بسيلا .....
انسابت دموعها وقالت بنبرة مختنقة :
-والله العظيم أنا عمري ما افكر التفكير ده ...ومعملتش كده عشان افكرك بيها ولا حاجة انا حبيت اللون عليا عشان كده عملته ...
ابتعد عنها وقال ببرود :
-وانا مش مصدقك ..أنا عارف حركات البنات عايزة تبقي نسخة منها عشان احبك ...وأنا قولتلك ميت مرة اتقبلي الموضوع يا ماريانا أنا مش بحبك ..مش عافية هي ...
ثم تركها متجها إلى غرفته فصرخت هي به :
-انا مراتك يا جورج مش هي خالص !!!مشاعرك مفروض تكون ملكي مش ملكها ...
استدار وأكمل بنبرة قاطعة:
-مشاعري مش ملكك ولا هتكون يا ماريانا وأنتِ كنتِ عارفة اني مش بحبك ووافقتي فمتجيش تعيطي دلوقتي ..بكرة تصلحي الهبل اللي عملتيه ده انا مش عايز اضايقك اكتر من كده خلينا نقضى الباقي من عمرنا من غير مشاكل ...ده لو سمحتي !!!
،........
-التجاهل ده غير لايق عليكي خصوصا بعد اللي عرفته يا سما ...
قالها أمير بضيق وهو يتذكر كل الايام التي تجاهلته بها وانشغلت بعمر فقط ....كانت سما تجلس ممسكة هاتفها تتفحص شيكات التواصل الاجتماعي بعد يوم طويل من العمل في المنزل عندما اقتحم هذا المتطفل خصوصيتها
تركت هاتفها ونظرت إليه وقالت:
-احنا اتفقنا أن ده هيكون التعامل ما بيننا ...لو عايز زوجة قولتلك من بكرة اخطبلك واحدة تلبيلك طلباتك ...
رفع حاجبيها بسخرية وقال :
-عايزة تبيني انك مش مهتمة بعد كل اللي قريته في مذكراتك ؟!
-انت نر جسي على فكرة ...فاكر ان شوية كلام على ورق كتبته في فترة مجنو نة في حياتي هو الصح ...رغم ان دلوقتي مشاعري من ناحيتك اختفت تماما ...زي ما قولتلك ..انت ابو عمر وبس ...عمر اللي انا قررت اربيه اكراما لأختي ...فأنا مش هبصلك بطريقة تاني تقدر تريح نفسك ....ولو حابب تأخد حقوقك الزوجية ليك كل الحق أنك تتجوز غيري وانا اللي هنقيلك العروسة بنفسي يا زوجي العزيز ...
قالتها سما بثقة مفرطة ليرفع حاجبيه بدهشة ويقول :
-ثقتك اللي بتتكلمي بيها دي مش هتخد عني يا سما...بس عموما ده احسن افضلي اقنعي بنفسك بكدة لحد ما تصدقي أنك مبتحبنيش وتتجنبي كسرة القلب ..لان من سابع المستحيلات اني أحبك !!
نظرت إليه ببرود وقالت :
-والله أنا بعيدة عنك وبتجنبك بقدر الإمكان ومطنشاك خالص ...انت اللي محروق مني عشان مطنشاك وبتنكش وخلاص ...أهدى على نفسك واشغل نفسك بحاجة تانية وانصح أن الحاجة دي تكون ابنك عشان هو محتاجك وبطل شغل العيال ده ...
ثم تركته وغادرت تاركة إياه يغلي من الغضب !!!!
.........
على باب السيما
تذكرتي قديمة
ومعايا حكاية
نفسى اغيرها
وانا مين يديني
فرصة تخليني
ادخل لو مرة
واعيشها بتفاصيلها
ايدي في ايديها
وعينيا عليها
سامع ضحكتها
واحنا بنتفرج
خلصت حكايتنا والدنيا خدتنا
لا انا عارف ابعد
ولا قادر اقرب
ايدي في ايديها وعينيا عليها
سامع ضحكتها واحنا بنتفرج
خلصت حكايتنا والدنيا خدتنا
لا انا عارف ابعد
ولا قادر اقرب
كان ممكن افضل
كان ممكن تصبر
لكن يا خسارة
تذكرتي قديمة
من باب السيما
داخلين حبيبهَ
بحكاية جديدة
ونهاية بتقرب
شايف أحلامهم
حاسس بوجعهم
من قبل ما يحصل
ما انا اصلي مجرب
ولا حد شايفني ولا حد سامعني
وانا واقف بره
على باب السيما
شايف احلامهم
حاسس بوجعهم
من قبل ما يحصل
ما انا اصلي مجرب
ولا حد شايفني ولا حد سامعني
وانا واقف بره
على باب السيما
على باب السيما
تذكرتي قديمة
ومعايا حكاية
نفسي اغيرها
كانت الأغنية تصدح من سيارته الواقفة بعيد وهو يراقبها ...لقد تجاوزته كليا وها هي سعيدة للغاية مع زوجها. ..وهو ..هو ما زال مكانه ....لا يستطيع أن ينساها....حاول كثيرا ...سافر وعرف نساء عديدة ولكن لم يطأ قلبه غيرها هي ...هي فقط ....
كانت نسرين ملكه ولكنه خسرها وفؤاد من فاز وهو لم يحصل الا على رؤيتها من بعيد بعد أن كانت بين يديه ...الدموع الساخنة انحدرت على وجنته ومسحها سريعا وهو يفكر ...أن لم ينساها الآن سيعاني للأبد ...أدار سيارته وانطلق وهو يعد نفسه للمرة المليون أنه سوف ينساها !!
.......
في اليوم التالي ...
-اتفضلي يا مياس ...ده بيتك ...
قالها جلال بينما نظرت مياس إلى الفيلا الواسعة التي ولجت بها والتي تشبه الأحلام في جمالها ....هل ستعيش هنا ؟!
نظرت إلى عمها بإرتباك وهي تعدل النقاب أكثر وتقول :
-ماشي فين اوضتي عشان.....
-مياس ...
صوت رجولي مميز قاطعها ...نظرت إلى مصدر الصوت لتجده يقترب منها ....رجل طويل ...حاد الملامح ازرق العينين...على وجهها ابتسامة سعيدة حقا تناقض تلك الملامح الحادة ....
اقترب منها وهو يقول :
-أخيرا نورتي حياتنا يا مياس ...روحك الحلوة اخيرا دخلت بيتنا .
.........
في غرفة المعلمين ...
كانت مادونا ورحيق يجلسان سويا ....
-مالك النهاردة يا رحيق مش مركزة ليه؟!
قالتها مادونا صديقة رحيق المقربة وهي تعدل من وضع حجابها ...ابتسمت رحيق ببهوت من خلف نقابها وقالت :
-مفيش حاجة يا مادي بس تعبانة شوية ....
-ياااه عليا الكلام ده ...قوليلي ايه اللي حصل ..مش في المود النهاردة ...قوليلي بقا ...
نظرت رحيق اليها دامعة ثم انفجرت بالبكاء ....
اقتربت مادونا من صديقتها بهلع وضمتها وهي تقول :
-حصل ايه ؟!قوليلي حصل ايه بس يا رحيق ؟!
بكت رحيق أكثر ثم بدأت بقص ما حدث بينها وبين شقيقتها ....حكت لها عن كل المضايقة التي تتعرض لها خاصة بعد تقدمها في السن وعدم زواجها !!!
بعد أن انتهت رحيق ربتت مادونا عليها وهي تقول بإنفعال:
-اختك دي عايزة قص لسانها والست اللي اسمها اعتماد دي مشافتش ريحة التربية ..متحطيش في بالك أنتِ قمر وجميلة والف واحد يتمناكي وهتلاقي نصيبك بإذن الله. ..صدقيني يا رحيق أنا حاسة أن قريب هتتجوزي واحد هيحبك بطريقة مش هتصدقيها ....
ابتسمت بحزن وقالت:
-مظنش ...مظنش يا مادونا ...
صمتت قليلا ونظرت إلى مادونا وقالت بإرتباك:
-مادونا ممكن أطلب منك طلب ...؟!
-عيوني يا حبيبتي اتفضلي ...
فركت كفيها بقوة وقالت:
-ممكن تطلبي من اخوكي أنه يتجوزني !!!!!
الفصل الرابع (قرار صعب )
ارتبكت مادونا وهي تنظر إلى صديقتها التي تنظر إليها بلهفة ...لهفة وكأنها متيقنة أن مادونا لن ترد اي طلب ...وستوافق.مباشرة...كان قلب مادونا يعتـ.صر وهي ترى نظرات رحيق اللامعة ...شعرت بالإختنا ق ...لم تعرف ماذا تقول ؟!....تنهدت مادونا وأمسكت كف رحيق وهي تقول بلطف:
-انا لو دورت طول حياتي مش هيلاقي مرات أخ زيك ...لو بإيدي كنت جوزتك اخويا من غير تفكير ...
تجمدت الابتسامة على وجه رحيق وهي تسمع صديقتها لتزدرد مادونا ريقها وأكملت:
-اخويا مرتبط بواحدة وبيحبها وحتى كلم امي من اسبوع عشان يتقدم لها...أنا اسفة يا رحيق ....مقدرش أقوله لانه مش هيوافق وانا مش هقلل منك بالشكل ده ...أنا اسفة بجد يا رحيق ....
كانت تشعر رحيق وكأن أحدهما سكب ماء بارد عليها ...شعرت في تلك اللحظة أنها ر خيصة للغاية.
..شعرت بالإها نة ...أخفت دموعها بمهارة وهي تحاول أن تخرج صوتها بشكل طبيعي لا مرتجف ولا مهتز وقالت:
-محصلش حاجة يا مادونا ...أنا بجد غلطت اني عرضت ده ...أنا بس من قـ هري من كلام الناس مفكرتش بشكل سليم ...أنا بجد اسفة ....
نظرت إليها مادونا بشفقة ..لتقول رحيق بصوت مختنق :
-متشفقيش عليا...عشان خاطري متجر حيش مشاعري وتشفقي عليا يا مادونا ....متبقيش أنتِ كمان عليا
ربتت مادونا على كفها وقالت:
-هتلاقي اللي يحبك يا رحيق ...هتلاقي واحد يحط العالم كله تحت رجلك ...واحد هيعوضك عن كل اللي عشتيه بس اصبري ....
ابتسمت بحزن وقالت ؛
-مظنش أن ده هيحصل ...الحمدلله على كل حال ...
تنهدت مادونا بحزن وهي تدعو داخلها ان تجد رحيق من يقدرها ...
...........
أنهت رحيق اخيرا عملها وودعت مادونا ثم كادت أن تذهب في حال سبيلها الا ان أستاذة وفاء وهي إحدى المدرسات المسنات الاتي يعملن مع رحيق في المدرسة اوقفتها وهي تقول :
-رحيق يا بنتي ...
ابتسمت رحيق بمودة فهي تحترم تلك السيدة وقالت :
-ازاي حضرتك يا ميس وفاء ...حضرتك كويسة ؟!واخبار ريهام بنت حضرتك ايه ؟!والكل كويس
ابتسمت وفاء. هي تنظر لتلك الفتاة الطيبة وهي لا تعرف كيف تبدأ معاها الحديث ...لا تريد أن تجر.ح مشاعرها ولكنها تحاول مساعدتها بكل الطرق ...رغم معرفتها ان ما ستقوله لن يناسبها ابدا ولكن فلتحاول
-الحمدلله يا بنتي ...بقولك ايه أنا محبتش اكلمك في الموضوع ده من قبل عشان متتحسسيش مني لكن سامحيني أنا سمعتك بتكلمي مادونا عشان اخوها والله ما اقصد اتسمع يا بنتي سمعت الحوار صدفة حتى موقفتش ومشيت علطول لأن مش من أخلاقي اتجـ سس ...
أطرقت رحيق برأسها فقالت وفاء:
-لا لا يا بنتي متتكسفيش ولا حاجة ...أنا لو تسمحيلي ممكن ارشحلك عريس...وممكن لو حصل بينكم قبول ربنا يتمم على خير ...بس فيه مشكلتين ...
-واللي هما ؟!
قالتها بتوجس ...
فركت وفاء كفيها وقالت:
-انه مبيخلفش ...والتانية أنه قرب يبقى عنده خمسين سنة ...
شحب وجهها من تحت النقاب لتربت وفاء على كفها وتقول :
-ليكي الحق ترفضي اكيد يا بنتي أنا مش هجبرك ولا اقول انك لازم توافقي ...بالعكس شايفة الموضوع مناسب ليكي وافقي ....لو لا ارفضي بكل بساطة وانا مش هفتح الموضوع ده تاني
تنهدت هي وقالت :
-هفكر وابلغك بالموضوع يا مس وفاء ...عن إذنك ...
ثم ذهبت بحزن وتركتها ....هل يمكنها أن تتخلى عن الكثير في سبيل أن تتزوج وتخر س فاه من يتحدث عنها ...
.........
-سيف مش كده ؟!
قالتها بنبرة جامدة ....نبرتها كانت باردة كبرود عينيها الزرقاء التي ترمقانه من تحت نقابها ...وكأن عينيها خلقت بلا مشاعر ...
ارتبك سيف من تلك النبرة ...ارتبك من نظراتها ...رغم النقاب الذي يخفي وجهها الا انه يكاد يقسم انه يرى كر ه بعينيها لم يراه من قبل وكأنها لا تطيقه....ازدرد ريقه وهز رأسه قائلاً:
-ايوة سيف يا مياس ....
مد كفه وقال:
-اهلا بيك يا بنت عمي ...نورتي بيتنا بروحك الحلوة يا مياس أنا لسه فاكر لما كنا صغيرين وبنلعب سوا
نظرت إلى كفه الممدودة ببلادة وقالت
-سوري مبسلمش ...وللاسف أنا مش فاكرة حاجة من اللي أنت بتقوله
سحب كفه بسرعة وقال وهو يخبي احراجه:
-لا ولا يهمك أنا اللي اسف ....نورتي بيتنا ....
لم تعقب بل نظرت إلى عمها وقالت:
-فين اوضتي عايزة ارتاح شوية ...
هز جلال رأسه وهو ينادي على مدبرة المنزل ...
اتت سيدة كبيرة في السن ..ترتدي حجاب اسود ...ابتسم جلال بلطف وقال:
-لو سمحتي يا أم هلال ودي مياس أوضتها عشان ترتاح ...
هزت رأسها وقالت بحبور :
-أمرك يا بيه ...
ثم اقتربت من مياس وقالت:
-يا أهلا ببنت الغالي ..اهلا....يالا يا حبيبتي تعالي معايا ...
ثم كادت أن تحمل حقيبة مياس إلا أن مياس اوقفتها وهي تقول :
-لا أنا هشيل شنطتي بنفسي لو سمحتي ...
هزت أم هلال رأسها وحملت مياس حقيبتها وهي تتبعها للأعلى ...
بعد أن اختفا...اقترب سيف من والده وقال:
-هي جات هنا بإرادتها ولا أجـ برتها يا بابا ...هي مش طا يقاني ...
تنهد جلال وقال:
-لا يا سيف جات بإرادتها ...بس الحقيقة فعلا انها مبتحبناش...واحنا دورنا نخليها تحبنا ....
هز سيف رأسه بدون معنى وقال:
-عن أذنك أنا طالع....
-برضه هتروح للشلة بتاعتك تغني لحد الصبح ...
نفخ سيف بضيق وقال:
-يا بابا لو سمحت النهاردة اجازتي من الشركة على الأقل اقضيه بالطريقة اللي أنا أحبها ...أنا اتنازلت عن حلمي في الغنا عشانك بس على الاقل سيبني افك عن نفسي ...
ربت جلال على كتفه وقال :
-روح يا ابني ...روح ...
.........
أغلقت مياس باب غرفتها ثم اتجهت مسرعة نحو المرآة وغطتها جيدا ثم خلعت نقابها وهي تتنهد بتعب ثم بدأت بإفراغ حقيبتها ...
...
بعد قليل ...
كانت تتلمس المنامات الخاصة التي احضرتها لزواجها ....مع كل قطعة تشتريها كانت ترسم احلام عن زواجها وعن تلك الأيام السعيدة التي سوف تعيشها مع عمر ...ولكن كل أحلامها تد.مرت ...
تساقطت الدموع من عينيها وأخذت تشهق بعنف ...قلبها يؤ لمها ...لماذا يحدث معها هذا !! لماذا...لماذا هي من تعاني ....
كانت تريد أن تصر.خ ...تهد.م العالم ...تمنت أن تذهب لعمر الآن وتصر.خ به لماذا تخلى عنها ...لقد أخبرها مرات أنه يعشقها ...فكيف كل كلماته كانت كذ.ب ...كيف يكون بتلك القسو.ة ...يحـ طم قلبها ويذهب ...لقد خـ سرت الكثير ...خـ سرته هو وخالتها ووالداها...والآن هي لا تنتظر إلا أن تمو.ت ...لا يمكنها أن تعيش وروحها قد ما.تت داخل جسدها ....قلبها تجمد ......الحياة مع روح ميـ.تة وقلب متجمد جحيم هي لا تستطيع تحمله ....
وضعت ملابسها بسرعة فى الخزانة دون أن تفكر في شئ كانت تريد اغلاق عقلها عن كل شئ ...لا اريد أن تفكر ...لا تريد أن تتأ لم ...لتحافظ على قلبها جامد ...هي ستنسى عمر ...ولن تحب مجددا....لن يمتلك قلبها رجلاً أبداً!!
.............
-انا جيت ...
قالها سيف بصخب كعادته وهو يلج للفيلا الراقية والتي يملكها أحد أصدقاؤه ....ابتسم ريحان. قال:
-شرف النجم ....جهز نفسك يالا كلها ساعتين والحفلة تبدأ ....عايزين نو لع الدنيا...
ابتسم سيف وهو يتناول منه الغيتار ويبدأ يعزف عليه. ....
......
وأخيراً بعد ساعتين
وقف على المسرح وهو يعزف لمعت عينيه الزرقاء وهو ينظر لتلك الفتاة التي أتت ...نوال الصاوي ...حبيبته ...ورفيقته منذ الثانوية ...
اغمض عينيه وهو يستعد ليغني ..فهو قرر اليوم أن يعرض عليها الزواج ...فهو لن ينسى انها هي من شفت جر ح قلبه ...بدأ يغني اغنيتهما المفضلة لعمرو دياب
العسل ده لو اتساب
لا ده أنا يجيلي تعب أعصاب
ده لو اتساب
ليلة ليلتين أنا أعيش في عذاب
طب وأعمل إيه؟
في دقيقتين
ده بيقتلني وياخد العين
ليلي يا عين
لا كده جنان لا ده مش إعجاب
(طب وأعمل إيه؟)
في دقيقتين
ده بيقتلني وياخد العين
ليلي يا عين
لا كده جنان لا ده مش إعجاب
أنا عمري ما حد خطفني كده
دا أخدني حَبة حَبة
في حاجات مش ممكن تستخبى ما بين اتنين أحِبّة
أنا عمري ما حد خطفني كده
دا أخدني (حَبة حَبة)
في حاجات مش ممكن تستخبى ما بين اتنين أحِبَة
في دلع متشال لحبيبي، وحنية من غير حساب
(طب وأعمل ايه....
بعد ان انتهى من الغناء ارتفع التصفيق ....ليذهب إليها مباشرة وهو يخرج الخاتم الماسي من جيب ينطاله ويقول :
-تقبلي تكوني نصي التاني ...
ابتسمت بسعادة وهي تهز رأسها بقوة ...
............
فتحت برنامج التواصل الاجتماعي وهي تبحث عنه لتكلمه ولكن جسدها بالكامل تجمد وهى ترى صوره مع فتاة اخرى .....جميلة ..تلك الفتاة المائعة التي لا تكف عن مطاردته....شعرت بنيرا ن تشتعل في قلبها وهي تراه معها. ..كانت تبكي بعنـ ف ...لا تصدق...لقد نفذ تهد يده وتركها....سقطت على فراشها وهي تبكي بعنـ ف ....لقد خـ.سرته....خـ.سرت حب حياتها !!
..................
-أنتِ مجنو نة يا رحيق...ازاي عايزة تتجوزي واحد عنده خمسين سنة انتِ جرالك حاجة في عقلك !!!
كان أمجد يصر.خ فيها بعصـ بية شديدة...لا يصدق كيف تفكر...عينيه العسلية اشتعلت بها النيرا.ن ...تنهدت رحيق وهي تنظر حولها ...لدلال ..تلك السيدة التي اعتبرتها والدتها .... نوران من اعتبرتها شقيقتها ....وأخيرا أمجد ...امجد شقيقها ...روحها ...الوحيد الذي لم يأذ.يها ...لقد احبتهم جميعاً ولكنها لا يمكنها ان تضغط عليهم اكثر من هذا ...يجب أن تتزوج ...ان تريح هذا البيت من وجودها الثقيل ...تعرف كم أن وجودها ثقيل عليهم خاصة على دلال التي وجود رحيق يذكرها بكـ سرتها ....
تنهدت رحيق وهي تبدأ في الحديث موجهة انظارها لشقيقها وقالت:
-ايه المشكلة يعني يا أمجد ...يعني هو أنا صغيرة مثلا ؟!وبعدين ...مفيش فرق كبير بيننا ...
-فرق عشرين سنة مش كبير !!!
صرخ بإستهجان لتهز رأسها وتقول :
-ايوة مش كبير يا امجد ...متنساش اني كبرت في السن وفرصي قلت ....خليني الحق اتجوز واخلف..ولا هتفضل واقف في طريقي...
-واقف في طريقك!!!
قالها أمجد بصدمة لتكتم رحيق دموعها بشق الأنفس وتقول :
-ايوة واقف في طريقي يا أمجد....أنا عايزة ابقى ام ...عايزة اتجوز ودي فرصة ليا ...
-يا حبيبتي انتِ ألف واحد يتمن....
-بتكدب على مين يا شيخ أمجد على نفسك ولا عليا ....أنا عارف ان محدش يتمناني ولا حاجة وعارفة اني فرصي في الجواز قلت ...واهي فرصة وجات...ابوس ايديك متقفش في وشي يا أمجد...عشان خاطري !!
هز أمجد رأسه بيأس ...كان عاجز تماما عن الكلام كان يرى اليأس بعيني شقيقته وهذا كان يقـ هره بقوة ...لم يرى هذا اليأس من قبل...نعم هو يعرف لماذا شقيقته يائسة ...هي تعاني بقوة بسبب ما تسمعه وهو غير قادر على حمايتها من كلام الناس المسمم....لقد عانت شقيقته الكبرى من الكثير ...الكل حطـ مها بكلماته السا مة ...الكل قهـ.رها حتى والدته....سوف يدعو ربه الا يتم هذا الزواج ...شقيقته تستحق الأفضل ...وداخله يقول إن الرجل الذي سوف يتقدم لشقيقته لن يكون الأفضل لها ...لن يصون تلك الجوهرة التي لا يعرف قيمتها الكثير ....
تنهد وقال:
-حاضر يا عنيدة هنعمل اللي أنتِ عايزاه ...خلى ميس وفاء تخلي الراجل يتواصل بيا أنا ...بس مش هجوزهولك الا لما اتأكد انه مناسب ليكي غير كده لا ...فاهمة !!!
هزت رأسها ثم لاذت بالفرار لغرفتها ...
نظر امجد بدون رضا لوالدته وشقيقته وقال:
-اتمنى تكونوا مبسوطين دلوقتي ...
ثم تركهما وغادر...
نظرت نوران الى والدتها وقالت :
-الله واحنا مالنا ؟!
لم تتكلم دلال ونظرت للأرض وهي تشعر بقلبها يتمز.ق ...
. ...
ولجت رحيق لغرفتها وهي تبكي بقوة ....جلست على فراشها وهي تتذكر صدمة أمجد بها ولكن هذا افضل بكثير ...هي لا تريد ان تؤ.ذي دلال ونوران اكثر من هذا ....لا تريد أن تسمع الكلام المسمو.م من الجيران ...هي لن تتحمل هذا بعد الآن ...
تسطحت على الفراش وهي تنظر للأعلى ...نعم سوف تخـ سر الكثير لو تمت تلك الزيجة... بالطبع اهم ما ستخسره شعور الأمومة ...ولكن تلك الحياة لا تقارن بما تخسره يومياً....ربما قرارها صائب تلك المرة.....حاولت نزع هذا الخو ف من قلبها ولكنه يعاود ويهاجم قلبها بشر اسة ....لا تعرف لماذا لا تشعر بالراحة !!
نفضت تلك الأفكار عنها وهي تغمض عينيها ...ترغب في النوم...ترغب ان ترتاح والا تفكر كثيراً ....تريد أن تفرغ عقلها من كل شئ ...وكأنها تريد تجميد مشاعرها لانها تعلم ان القادم ليس بسهل على الإطلاق !!
.......
وقفت امام العيادة الخاصة به وهي تسأل نفسها للمرة الألف ..هل هي عد يمة الكرامة ؟!...انه يهـ.ينها مرارا وتكرارا وهي من تركض خلفه ...هل اخطأت عندما نفذت كلام والدتها....هل اخطأت وهي تحاصره بحبها حتى اختـ نق منها ...حتى أصبح ينظر إليها بكر ه بالغ ...انها تتمنى فقط لو يعاملها كما يعامل الاخرين ...تتمنى ان يبتسم بوجهها لو مرة واحدة فقط ...هي تتمنى ان يعاملها بطريقة جيدة مثل البقية....تنهدت وهي تسير نحو عيادته ....
حيت السكرتيرة هناك وولجت لعيادته فورا ...رفع عينيه وهو ينظر إليها...رفع حاجبيه عندما رأها قد غيرت لون شعرها للون الأسود مجدداً...
-خير !
قالها بضيق لتكتم دموعها بشق الأنفس وتقول:
-دي مش مقابلة تقابلها ليا ...ولا دي معاملة ينفع اتعامل بيها يا جورج أنا مراتك !!!
-ماريانا ...الشغل هو المكان الوحيد اللي بكون فيه بعيد عن صياحك فممكن لو سمحتي تروحي ... أنا متضايق لوحدي ...
-ايه اللي مضايقك بالضبط ...حبيبتك القديمة ؟! ...لو زعلان اووي كده ليه متجوزتهاش؟!اقولك ليه ؟!لانها هي اللي اختارت تبعد بإرادتها ...عشان كده اتجوزتني وبتعا قبني عشان وافقت عليك. ..بتعا.قبني عشان حبيتك ...أنا مش قادرة اصدق ...أنت بتقـ تلني باللي بتعمله ده ....
نهض بعنـ ف واقترب منها وهو يدفعها نحو الحائط ويعـ صر ذراعها بقسوة ويقول:
-اخرسي ...اخرسي بطلي تتكلمي ...
-لا مش هبطل اقول الحقيقة ..هي اللي سابتك وانا اللي بتعا قب ...أنا عملت ايه ...أنا غلطتي يعني اني بحبك ...غلطتي اني حاطاك في مكان عالى ...غلطتي اني بحبك اكتر من حياتي ...انت متستاهلش الحب ده ابدا يا جورج ....انت تستاهل تتساب زي ما حبيبت......
ولكنه اخر س كلماتها وهو يقبلها بقوة ...لا يعرف ما الجنو.ن الذي يفعله....لكنه كان بحاجة ان يكتم كلماتها السا مة يريدها ان تتوقف عن التحدث ...الا تنبش في الماضي ...لماذا لا ترضى بقدرها كما هو رضا...لماذا تصطنع المشا.كل .....لماذا لا تقبل ما يعرضه عليها .....لماذا تريد المزيد....لماذا تريد مالايمكن تقديمه...قلبه ليس ملكه ليقدمه ...قلبه ملك لها ...هي فقط ...اخدته وغادرت وتركته يعاني الضيا.ع .....بينما جورج كان مشتت....كانت ماريانا تغرق اكثر واكثر وهي تتمسك به ....كان قلبها يهدر بشر.اسة داخل صدرها ...كل جسدها يرتعش بينما هو يتمسك بها بتلك الطريقة ....لم تكن قبلته ناجمة عن عشق ...هي تعرف هذا جيدا ولكن ارادت ان تصدق انه يهتم بها ...ارادت ان تصدق ان هناك املاً ...انفصل عنها وكانت ما زال مغمضاً عينيه وكأنه ليس هنا .....
-سيلا!!
انطلقت تلك الكلمة من شفتيه لتهد م احلامها وتساويها بالأرض....اقترب مرة أخرى ليقبلها ولكنها دفعته بقوة وهي تصر خ:
-ابعد عني ...ابعد !!!!
ابتعد وهو يخرج من تلك الهالة الوردية التي كانت تحيط به ...نظر بصدمة لوجه ماريانا ...كانت الدموع تغرق عينيها ....الجر.ح ظاهر في عينيها ...مسحت شفتيها بباطن كفها بقر.ف وقالت:
-انا بجد قر.فانة منك ...حقيقي قر.فانة منك وقر.فانة اني حبيت واحد زيك !!! توسعت عينيه بصدمة لترفع رأسها وتقول:
-بس خلاص يا جورج...من النهاردة حبي ليك انتهى.....
ازدرد ريقه وهو يرى بريق عينيها لتكمل هي :
-زي ما رفعتك فوق وحسستك أنك اهم واحد في حياتي هنزلك الأرض مكانك الاساسي ومن النهاردة هتشوف أنك ولا حاجة بالنسبالي ...
اقتربت منه وقالت وهي تشير لقلبها:
-قلبي اللي حبك انا هحر.قه ...هعلمه ميحبش حد ميستاهلش يا جورج ....مش هتشوف الحب في عيوني تاني ...انت هتتمنى اني أرجع احبك زي الأول بس ده مش هيحصل ...هتدور على حبي في كل مكان ومش هتلاقيه ...لاني انا حبيتك اكتر من أي حد ...انا حبيتك اكتر منها وانا وانت عارفين ده ... بس خلاص ...اكتشفت متأخر...أنك متستحقش ....تقدر تعمل اللي عايزه في حياتك ...انت من النهاردة انتهيت من حياتي !!
........
في اليوم التالي....
-بسم الله الرحمن الرحيم !
قالتها ولادة جيلان بتعجب وهي تنظر لابنتها ...عبست جيلان وقالت :
-فيه ايه يا أمي شوفتي عفر.يت ولا ايه ؟!
قالتها جيلان بضيق...لتبتسم والدتها وتقول :
-بالعكس يا بنتي ده أنا شايفة الجمال كله قدامي ...بس مستغربة ...من امتى وانتِ بتلبسي خمار
نفخت بضيق وقالت :
-يعني البس خمار مش عاجب ملبسش برضه مش عاجب ...أنا مش عارفة أرضي حد في البيت ده أبداً...
ضحكت شربات وقالت :
-لا يا بنتي أنا فرحانة ليكي ...الحمدلله ان ربنا هداكي عقبال ما تلتزمي في الصلاة وتركزي في كليتك اكتر من كده .....
هزت رأسها بالإيجاب وقالت :
-انا رايحة عند نوران يا ماما ....
رفعت حاجبيها وقالت :
-بدري كده ....أنا افتكرت رايحة كليتك ...
-يا ماما النهاردة مش ورايا محاضرات ...هروح عند نوران بقا باي....
ثم ذهبت من امامها بينما ضميرها يؤنبها لانها كذ.بت على والدتها ...فقط لكي تراه..
صاحب العينين العسلية .....
..........
في بيت عائلة الراوي ....
كان الجميع ملتف حول مائدة الإفطار....
كانت رحيق تضع اطباق الافطار بكل هدوء ونوران تجلس على الطاولة وهي تشعر بالتعب بعد بكاء الأمس....أما امجد فقد صدق واغلق مصحفه بعد ان أتم قراءة القرآن ...نظر الى نوران بدون رضا وقال:
-بدل ما انتِ قاعدة روحي ساعدي اختك...هي مش هتجبلك الاكل لحد عندك ....
نظرت نوران إليه وهي تكتم دموعها ...آخر ما تريده الآن ان يصر.خ بها شقيقها ...ليس بعد ما حدث بالأمس ...ولكنها لم تجادله وذهبت لتساعد رحيق ....
بعد ان ولجت نوران للمطبخ نظرت دلال الى ابنها بلوم وقالت :
-بالراحة على اختك يا أمجد ...مينفعش كده ...
-بالراحة على رحيق برضه يا أمي ...دي برضه اختي ويتيمة ملهاش أم تدافع عنها زي نوران !!
-أنا أم رحيق يا أمجد!!
قالتها دلال بجرح ليهز رأسه ويقول:
-للأسف يا أمي عمرك ما كنتي أم ليها!
خرجت الكلمات من فمه قبل ان يمنعها ...كلمات استطاع ان يكتمها طويلا ولكنها خرجت الآن ...كان يرى معاملة والدته لرحيق والتفريق بينها وبين نوران ويصمت ...كان يشعر انه شيـ.طان أخر.س ولكن ليس بعد الآن ....
نهضت دلال من الطاولة واتجهت لغرفتها...تنهد أمجد وهو يشعر بحز.ن بالغ ...لم يكن يجب أن يكلمها بتلك الطريقة ....ذهب خلفها ليجدها تجلس على الفراش.وتبكي ....اقترب منها وهو يقبل رأسها ويقول:
-حقك عليا يا أمي ....أنا آسف ...أنا بجد مش قصدي كده .....بس أنا بشوف بعيني... وقلبي بيو.جعني على رحيق ....المسكينة بتعا.ني .....بتتعا.قب على حاجة هي معملتهاش... الكل هنا بيعاملها و.حش لدرجة انها هتتجوز واحد عنده خمسين سنة عشان تهرب مننا ...امي ده مينفعش .....
انهمرت دموع والدته اكثر وقال:
-وأنا قلبي بيتحر.ق يا أمجد ...مش قادرة انسى انها بنت ضرتي ...مش قادرة اتجاوز الماضي ....أنا وافقت ان ابوك.يتجوز عليا عشان مبقاش بمنعه من حقه بس هو ضغط عليا .....
تنهد امجد وهو يدرك حساسية الأمر ....يراعي غيرة والدته....عانقها بلطف وقال ؛
-ايه رأيك تنسي ان رحيق بنت ضرتك وتفتكري انها بنتك ...بنتك اللي عمرها ما زعلتك ....حرام يا امي هتتسألي عنها ...مادام. افقتي تربي بنت يتيمة يبقى تعامليها كويس ومتنسيش انها وصية ابويا الله يرحمه ...
تنهدت والدته وهي تهز رأسها ليبتسم ويقول :
-يالا بقا يا ست الكل عشان نفطر....
ثم مسح دموعها برفق ....
.....
خرجا أخيراً وتجمدا مكانهما وهما مذهولين.....
-فيه ايه يا جماعة ...كل لما حد يشوفني يديني الريأكشن ده ....
قالتها جيلان بضيق ...ابتسمت دلال واقتربت منها وهي تعانقها وتقول :
-لا طبعا يا حبيبتي ....احنا مصدومين من الجمال ده بس ...ألف مبروك يا حبيبتي ألف مبروك ...عقبال ما نوران تاخد الخطوة دي بدل لفات الطرح الغريبة اللي بتعملها دي ....
كانت على وجه رحيق ابتسامة واسعة وهي ترى جيلان في تلك الهيئة ...لقد ارتدت الخمار أخيرا...هذا يسعدها بالطبع ...ولكن قلبها يؤ.لمها ...لم تعانقها والدته من قبل ...هي لا تعرف كيف هو عناق الأم ...للحظات تمنت ان تكون مكان نوران لتعانقها دلال بكل هذا الحب ....
اطرقت برأسها وهي تخفي عينيها التي لمعت بفعل.الدموع ....
أمجد الذي كان مشدوه بما فعلته جيلان ...تلك الفتاة التي اعتادت دوما ان تعانده...لم يتخيل ابدا ان ترتدي جيلان الخمار ...أخيرا عاد لوعيه وأطرق رأسه وهو يستغفر....صحيح انه جيلان بمثابة شقيقته ولكنه ليس مقبول ان ينظر إليها بتلك الطريقة ....
-انا هعمل ساندويتش والبس وامشي عشان متأخرش ....
قالها امجد لتتجمد الابتسامة على وجه جيلان فترد والدته وتقول :
-تأخير ايه يا أمجد ...لسه الوقت بدري يا حبيبي ولا انت محرج بسبب نوران ...دي اختك يا واد ....اختك ايه دي بنتك يعتبر انت اللي ربيتها ولا أنت مش فاكر ...
اغتاظت جيلان واقتربت من نوران وقالت:
-ممكن تخلي امك تسكت ...خلت الراجل لا يحل ليا في ثانية كده ....شوية وهتقول أننا اخوات في الرضاعة !!
ضحكت نوران بخفوت .....
....
بعد قليل انهى أمجد طعام افطاره هو ورحيق
-يلا انا ماشي...
قالها وهو مطرق رأسه ...ثم نظر لرحيق وقال :
-يالا يا رحيق عشان أوصلك اجهزي وانا كمان هجهز ....
هزت رأسها ....
ثم نهضت هي الأخرى
....
بعد قليل ...
كانت قد ارتدت نقابها والعباءة السوداء وخرجت الى الصالة لتجد شقيقها قد تجهز ...كادا لن يذهبا الا ان دلال وقفت وعانقت أمجد وقالت :
-بالتوفيق يا بني ...
اطرقت رحيق برأسها وهي تشعر بنغزة في قلبها ...احتقـ رت نفسها كثيرا تلك اللحظة لانها تغار من شقيقها...شقيقها الوحيد الذي عاملها جيداً...كيف يمكنها أن تغار منه ...دعت ربها كثيرا ان تتخلص من احساس الغيرة هذا...فهي لا تشعر انها سوية...ليس ذ.نب أمجد ان لا أحد يحبها ...ربما العيب منها هي ...ربما لا تبذل المجهود الكافي لتحبها دلال....ربما لو تزوجت وابتعدت عن دلال سوف تحبها ...سوف تنسى انها ابنة ضرتها ...ربما ....
ابتعدت دلال عن امجد ثم ابتسمت وهي تقترب من رحيق .....مدت ذراعيها وعانقت رحيق ...تجمدت رحيق ...كانت مصدومة ووالدتها تعانقها....انها المرة الاولى التي تعانقها بتلك الطريقة ......طفرت الدموع من عينيها وهي تحاوط جسد والدتها....كان شعورها بالسعادة وقتها لا يقاوم ....لم تسعد هكذا من قبل ...كانت تلك اللحظة السحرية الوحيدة في حياتها .....يمكنها القول بكل تأكيد انها لن تتذوق السعادة تلك مرة أخرى ولكنها ليست حزينة على الإطلاق بل تلك كانت اكثر لحظة سعيدة في حياتها ...تلك اللحظة التي تذوقت فيها حب الأم ....لقد عرفت انها كانت كنبتة ميـ تة والآن الحب هو من احي تلك النبتة .....
ابتعدت دلال عنها بإبتسامة وعينين لامعة بفعل الدموع وقالت :
-بالتوفيق يا بنتي ...
ابتسمت بسعادة وهي تهز رأسها ثم وجهت نظراتها الى امجد الذي كانت ابتسامته تملأ وجهه وكان يدعو الله ان تكون والدته دوما حنونة على شقيقته
..................
-لا !!
صرخت بفز ع وهي تستيقظ من النوم بينما تلهث بقوة ...جسدها متعرق والدموع لا تتوقف عن الانسياب من عينيها وكأن جميع أحزانها تجمعت في هذا الحلم ...بدءا من مو ت والديها لتشو هها ثم مو ت خالتها....أنها ما زالت تستعجب كيف لم تفقد عقلها بعد ....
تنهدت وهي تنهض بضعف وولجت للحمام لتستحم ....
بعد قليل ...
خرجت وهي ترتدي روب الاستحمام بينما تلف شعرها الطويل في كعكة ...بدأت تخرج ملابسها كي ترتديها وتنزل لكي تتناول طعام الإفطار ...يجب أن تتحرك كي تعود لدراستها ...لن تظل تبكي على الماضي للأبد ...اختارت فستان أزرق بحزام أبيض انيق يعانق خصره ... وطبعا وضعت النقاب الاسود بجانبه ...ثم اتجهت لطاولة الزينة وبدأت بتمشيط شعرها الأسود الطويل...ثم لفته في كعكة أنيقة بعدها بدأت في ارتداء فستانها ....ثم كادت أن تضع النقاب على وجهها ولكن صوت وصول رسالة على تطبيق الواتس آب الخاص بها جعلها تتوقف عن وضع النقاب ثم أمسكت هاتفها لتجد رسالة من رقم غير معرف لديها وقد أرسل لها صورة ...صورة زواج عمر خطيبها !!!لقد تزوج !!!لم يندم ...لم يأتي ليطلب الغفران ...بدل من هذا تزوج ...ويبدوا سعيدا جدا في تلك الصورة .....انسابت للدموع من عينيها بقوة ...كانت تشهق بقوة وهي ترى تلك الصورة ...كان من المفترض ان تكون هي محل تلك الفتاة ....كان ينبغي أن تمسك هي يده لباقي العمر ...ما الذي حدث وكيف تم استبدالها بتلك السهولة.....تعالت شهقاتها وهي تشعر ان صدرها بضيق.....شعرت أنها سوف تموت ....لا لا انها ميـ.تة بالفعل ....دقة على باب الغرفة جعلتها تنتفض بقوة حتى ان الهاتف وقع منها ...صوت سيف المميز انساب من خلف الباب المنغلق:
-مياس ....
مسحت دموعها بسرعة وارتدت غطاء الوجه ثم فتحت الباب وهي تقول بصوت ارادت اخراجه بارد ولكنه خرج مرتجف بقوة :
-عايز ايه ؟!
رفع حاجبيه بدهشة وقال وهو يرفع قطة صغيرة بلون رمادي رائع ...عينيها متباينة الالوان ...عينها اليمنى زرقاء وعينها اليسرى عسلي ...كانت تبدو رائعة ولو كانت مياس في حالتها الطبيعية لضمتها وسعدت بها ...
ابتسم سيف وقال وعينيه الزرقاء تلمع :
-حسيت أنك هتبقى احسن لو بقا عندك صديق ...فجب.....
ولكن كلماته توقفت على طرف لسانه وهو يراها تترنح ....اقترب بخوف لتسقط ولكنه امسكها بيده اليمنى بينما القطة الصغيرة كان يمسكها بيده اليسرى...رفع حاجبيه وقال:
-هي عندها فوبيا من القطط ولا ايه ؟!!
........
-فين الفطار ؟!
قالها جورج بحيرة وهو ينظر الى ماريانا التي كانت تغسل الأطباق التي تناولت بها افطارها ...لم ترد عليه ليغتا ظ من تجاهلها هذا ويقول ؛
-انا قولت فين الفطار يا هانم هروح الشغل وانا جعان....
نظرت إليه ...عينيها السوداء كانت باردة للغاية وهي تقول:
-عندك كل حاجة في التلاجة ....أعمل فطار لنفسك...أنا مش الجار ية اللي اشترتها ...من النهاردة كل واحد هيعتمد على نفسه...بالمناسبة هدومك اللي ر ميتها زي العيل الصغير دي ومستنيني اغسلها..... اغسلها بنفسك!!
توسعت عينيه بصد مة وهو يسمع كلامها وقال:
-بتقولي ايه ؟!
-اللي سمعته مش هعيد كلامي...من النهاردة اعتبر نفسك اعزب اكل نفسك وشرب نفسك واغسل هدومك ...وكمان ترتب اوضتك ...بالمناسبة جهزت اوضة الضيوف عشان تبقى فيها مش عايزاك معايا في الاوضة نفسها ....
كانت تتكلم بجدية شديدة ...كانت جادة بالفعل ....
-انا مش فاهم...
ابتسمت بسخرية وقالت :
-يعني كل المعاملة الملوكي اللي كنت بعاملهالك دي بخ خلاص خلصت ...من النهاردة مش معتبراك جوزي . .انت شريك في السكن وبس ....ومتقلقش مش هطلب منك تصرف عليا ...أنا هصرف على نفسي وبالنسبة لفلوس الكهربة والمية والغاز هنشترك فيهم سوا ....يالا باي عشان اتأخرت على الشغل ...
ثم تركته وغادرت لينظر إلى أثرها ببلادة ويقول :
-بس أنا عايز أفطر !!!
الفصل الخامس(غصة في قلبي )
أنت لم تحطم قلبي فحسب بل قتلتني!!!
.......
وضع القطة أرضاً...وهو يحمل مياس بينما قلبه يخفق بتوتر وهو يراها في تلك الحالة ...كانت تبدو فعلا كالمـ يتة ...
-مياس أنتِ كويسة !!!
قالها بتوتر ....
ثم اقترب ووضعها على الفراش ....ابتلع ريقه وهو ينظر إلى نقابها ...هو يعرف بشأن الحادث الذي شو.ه وجهها ....يخاف أن يكشف وجهها فتتضايق منه .....
ابتلع ريقه وهو يزيح النقاب عن وجهها ...وينظر إلى هذا التشو ه الذي نال من معظم وجهها ....ذهب مسرعا لطاولة الزينة ليحضر قنينة العطر ...ثم اقترب منها وبدأ يشممها إياها حتى بدأت أن تفيق ...فتحت عينيها وهي غير مدركة ماذا يحدث ....نظرت إلى ملامح سيف المذهلة والذي كان قريباً منها بدرجة كبيرة ...وكان القلق يسكن عينيه الزرقاء ....أخيراً تيقنت مما يحدث ...لقد فقدت الوعي ...وقام هو بنقلها للفراش....لقد كشف وجهها ....صرخت بوجهه فجأة وهي تخفي وجهها وهي تقول :
-ابعد ...اطلع برا ...برا ....
توتر وقال:
-انا اسف ...اهدي والله أنا بس كان قصدي ...
صرخت به بشده حتى تأ ذت أحبالها الصوتية :
-مسمعتش كلامي ...قولت اطلع برا ...برا مش عايزة اشوف وشك ...يالا برا ...برا !!!!
توتر سيف وهو يراها في تلك الحالة ولكنه لم يكثر من الكلام ...بل ذهب من الغرفة مسرعة وقلبه يؤلمه لانه تركها في تلك الحالة ....كان يشعر حقاً بالذ نب ....
....
بينما اخذت مياس تبكي بعـ نف ....تبكي وتبكي حتى ظنت أن قلبها سوف يتمز ق من الألم ...لماذا يحدث معها هذا ...لماذا !!!
......
في الاسفل ...
-انا بجد معرفش ايه اللي حصل ؟!أنا بس اتخضيت لما شوفت أنها اغمى عليها ...مكانش قصدي حاجة والله يا بابا ...أنا والله...
كان سيف يبرر ...ولكن الكلمات كانت تخرج من فمه غير مترابطة ...ما زال يتذكر انهيارها.....انهيارها هذا يؤذيه بشدة ....تمنى ان يساعدها وينتزع هذا الألم منها ...تمنى ان يساعدها ...بطريقة ما كان سيف يشعر بتأنيب الضمير لأنه لم يتواصل بمياس ...لقد نسيها ....انجرف خلف الخلافات بين والده وعمه ونسى صديقة الطفولة ...قد تكون مياس تنكر الأمر ولكنه ما زال يتذكر انهما كانا اصدقاء مقربين للغاية ...كانت مياس عزيزة جدا على قلبه ...
تنهد والده وهو يرى تشتت ابنه واقترب منه وهو يقول مربتاً على كتفه :
-متزعلش يا بني منها ...متنساش ان مياس عانت كتير ...هي لحد دلوقتي مش قادرة تتجاوز الحادث.بتاعها ...واحنا دورنا نساعدها...صحيح قصرنا معاها...بس خلاص من النهاردة أنا وانا هنعمل المستحيل عشان نقدر نساعدها ونطلعها من الحزنه ونخليها تتقبل نفسها ....
...
نزلت من الدرج بخطوات عنيفة ...كانت عينيها الزرقاء تشتعلان بغضب بالغ ...وهي تكز على اسنانها ...كلما تذكرت انه ولج غرفتها ...وكشف وجهها ...اقتحم خصوصيتها...وجهها الذي لم تسمح لأحد لرؤيته منذ زمن ...حتى عمها ...حتى خالتها بعد عدة جراحات فاشل .....لم تدعها ترى وجهها ....لقد حرصت دوما ألا يرى أحد وجهها ...الا يكشف تشوهها ...كانت تخاف أن ترى الاشمئزاز بوجه أحد ...لأنها لن تلوم أحد. ...هي شخصياً تشمئز من وجهها...فلن تلوم اي احد يشمئز منها ....لن تلومه ابداً ...أخيراً وصلت للاسفل وهي تقترب منه وداخلها يشتغل ...كان الغضب يتصاعد داخلها كبركان ثائر ...لا تستطيع اخماده أو السيطرة عليه ....
كان ينظر إليها بتوتر ...بحثت في عينيه عن أي أثر للإشمئزاز ...لم تجد.....اختنقت وقد لمعت عينيها بدموع الغضب وقالت بصوت مرتعش من الانفعال :
-انت ازاي تدخل اوضتي بالشكل ده ...ازاي تلمسني ازاي تكشف وشي ...مين سمحلك تعمل كده ؟!
ازدرد ريقه وهو لا يعرف كيف يرد على هجومها ...لقد قرر أن يتحمل كل شئ منها عن طيب خاطر .....
-انا بس ...
-انت تخرس خالص ...عايزين ايه مني تاني ...ظهرتوا ليه في حياتي ...عشان تقتحموا خصوصيتي ...عشان بقيت عايشة في بيتكم هيكون ليكم حق تتحكموا في حياتي ...وتقربوا مني ...ايه دلوقتي احلويت في عيونكم وافتكرتوني ....كنتوا فين من زمان ....أنا لا بعتبرك ابن عمي ...
ثم.نظرت الى عمها وقالت :
-ولا انت بعتبرك عمي ...اصلكم كنتوا فين من زمان....كنتوا فين !!!... دلوقتي افتكرتوني !!!افتكرتوا اني منكم دلوقتي ...بعد ايه ؟!...لو كنتوا معايا تحموني...مكانش ده حصل ...انتوا. اتخليتوا عني بإرادتكم ...فمتجوش دلوقتي تطلبوا تتدخلوا في حياتي ...لاني مش همسحلكم ...فاهمين !!!
ثم تركتهم وذهبت للأعلى لغرفتها وهي تبكي بعنف !!!
نظر سيف إلى والده الذي قال بألم :
-طريقنا طويل معاها
.............
امسك معدته وهو يشعر بالألم ...لم يتناول افطاره وكان متأخر للغاية لذلك اضطر لشراء ساندويتشات من احدى مطاعم الفول والفلافل ...ويبدو انه غير معتاد على مطاعم الشوارع بذلك المته معدته بشكل سئ ....تباً يبدو ان حقاً ماريانا قررت فعلا ان تقصيه من حياته للأبد ....قررت عدم الاهتمام به ...لا يعرف لماذا ولكن هذا ضايقه للغاية ...وهذا يدهشه للغاية ...لماذا يشعر بهذا الضيق ...لقد اراد هذا...اراد ان يبعدها عنه ...الا تحبه ...فلماذا الآن هو متضايق ...هو حقاّ لا يفهم نفسه .....
...........
في المركز التجميلي الخاص بماريانا....
كانت تمارس هوايتها المفضلة في تجميل عروس زفافها اليوم ....بينما ابتسامة على ثغرها ...تحاول طرد جورج من عقلها ...فهو لا يستحق أن تفكر به ...لا يستحق اي اهتمام تقدمه له ...هو لا يستحق حبها ...فكرت بتمرد ...ثم ابتسمت بسعادة وهي تتذكر تعابير وجهه اليوم ...كان حقاً مصدوم ...الاحمق ظن أنها سوف تتنازل لأجله....هي لم تنتهي بعد ...ستوريه كيف يمكنها أن تكون قاسية عليه .....
.....
بعد قليل ....
كانت أنهت هي عملها مع العروس وجعلت الفتيات الآتي يعملن عندها يكملان الباقية ....وجلست لترتاح قليلا عندما رن هاتفها ...نظرت لتجد والدتها ...أمسكت الهاتف وردت على هاتفها وهي تقول :
-ازيك يا ماما ...
-ها يا ماريانا طمنيني ...نفع اللي قولتلك عليه ...
ابتسمت هي بسخرية وقالت:
-طيب يا ماما سلمي عليا الاول ...قوليلي ايه اخبارك ...اي حاجة ...
-يا بنتي مش قصدي ما انا عايزة اطمن عليكي برضه يا ماريانا ....نفسي قلبي يبقى مطمن عليكي مع جوزك ...أنا يا حبيبتي مليش غيرك اخاف عليه ....
ابتسمت بتأثر وقد ترطبت عليها بفعل الدموع وقالت بصوت جاهدت لإخراجه ثابت :
-انا كويسة يا ماما....
-لا يا بنتي أنتِ مش كويسة ولا حاجة ....أنا حاسة بيكي يا ماريانا....قوليلي لسه هو مزعلك ...
مسحت الدمعة التي طفرت من عينيها وقالت بقوة :
-هو من النهاردة ميقدرش يزعلني يا ماما خلاص ....هو من النهاردة انتهى من حياتي خلاص....
-يعني ايه يا بنتي ؟!
-يعني اللي سمعتيه يا ماما ...جورج مبقاش من أولوياتي من النهاردة ...أولوياتي هي أنا ...أنا وبس.....أنا حطيته في المكان اللي يستاهله...من النهاردة مش هفكر اللي في سعادتي وبس ....
-يا ماريانا بس جورج يبقى جوزك ...لازم تحاولي تكسبيه ...لازم ....
-حاولت كتير ...مديت ايدي ليه كتير ...رميت قلبي وكرامتي تحت رجله كتير ...وايه حصل بعدين!!أنا اللي اتكسرت ...أنا اللي قلبي اتكسر...هو انا مليش قيمة عندك للدرجة دي يا ماما ....أنا خلاص تعبت ..
انهمرت الدموع أكثر من عينيها واختنق صوتها وهي تضع كفها على قلبها وتقول :
-انا عملت ايه بتعاقب عليه ...أنا حبيته ...حبيته اكتر من نفسي ...وهو عمل ايه ..كسرني ...أنا مش قليلة يا ماما ...زي ما دوقتوا حبي هحرمه مني ومش هسامحه ابدا!!!
تنهدت والدتها وقالت:
-طيب اهدي ...اهدي يا حبيبتي ...
-لا مش ههدى....أنا مغلطتش ...أنا مش هتحمل اللوم لوحدي ...أنا حاولت أصلح الجواز ده اتحملت إهماله مرة واتنين وتلاتة ...ده كان معايا أنا وبيقول اسمها هي. ..شوفتي قلة قيمة اكتر من كده !!!أنا أعمل ايه اكتر من كده ...ابوس ايديه عشان يحبني. ..
-يا بنتي خلاص ابوس ايديكي...نفسك مش كده ...متحاوليش مع حد ...اهتمي بنفسك وبصحتك ...ولو عايزة تيجي تقعدي معايا كام يوم تهدي فيهم اعصابك ماشي....
هزت ماريانا رأسها وقالت :
-لا يا ماما أنا مش هسيب بيتي ...عايز هو يمشي ...يمشي براحته ....لكن مستحيل اسيب بيتي !!!
تنهدت والدتها بتعب وقالت :
-براحتك يا بنتي أنا هقفل معاكي دلوقتي ....
مسحت ماريانا دموعها وهي تهز رأسها وتقول :
-سلام يا ماما ...خلي بالك من نفسك ...
ثم أغلقت الهاتف....لتمسك هاتفها و
نظرت إلى شاشته لتجد صورة زفافهما خلفية للشاشة ...اغتاظت ثم فتحت جهازها وغيرت الصورة لصورة لها بمفردها ...هو لايستحق هذا الاهتمام منها !!
............
-لا معلش شغل ايه اللي عايزة تروحيه من بعد اسبوع جواز أنا مش فاهم؟!
قالها أمير بضيق لترفع حاجبيها وتقول :
-انت ايه محسسني ان ده جواز حقيقي احنا الاتنين مش بنطيق بعض ...واكيد مش متوقع مني اني امثل دور الزوجة المحبة لسيادتك يا فندم ....وبعدين مش جاية استأذنك أنا جاية اقولك ...أنا هرجع لشغلي. ...
رفع حاجبيه بصدمة منها ونهض وقال:
-هو أنا مليش كلمة عليكي ولا ايه ؟!
هزت كتفيها وهي تقول :
-لا ملكش ولا حاجة يا أمير ؟!لأن دي حياتي انا ...معرفش بتتدخل فيها على أساس ايه ؟!جوازنا معروف عشان مين ...فمعرفش ليه مصمم تظهره جواز حقيقي ...ده لا جواز حقيقي ولا حاجة .....
اقترب منها وهو يجذبها نحوه ...ارتبكت وهي تراه قريب منها لهذا الحد وقال:
-هو أنتِ متضايقة ليه؟!بتحاولي تستفزيني ليه؟!....بتحاولي تقنعي مين أنه مش جواز حقيقي ...بتحاولي تقنعيني ولا تقنعي نفسك ...أنا عن نفسي عارف ...بس يظهر أنتِ اللي عندك امل عشان كده عايزة تقنعي نفسك صح.....عندك امل ام جوازنا يبقى حقيقي ...
ابتسمت ببرود وقالت:
-طبعا فاكر وشي هيحمر وهرتبك ....عشان أبين أن كلامك حقيقي ...معرفش انت جايب النرجسية دي من فين ...انت ذات نفسك لو عايز الجواز بتاعنا يكون حقيقي أنا اللي هرفض ....لاني مش عايزاك ...أنا عايزة بس عمر ...عمر هو سبب وجودي المؤسف معاك
ابتسم بسخرية وقال:
-طيب ما تيجي نجرب ....
ثم جذبها نحوه وهو يلصق شفتيه بخاصتها ....وبعدها حاصر وجهها وهو يقبلها بقوة محاولا انتزاع استجابتها بقوة ...أما هي كانت جامدة بين يديه باردة ...عينيها مفتوحتان بكل برود ...تنتظر أن ينتهي ...نعم لقد تعلمت أن تسيطر على مشاعرها....لو كانت سما القديمة لكانت انهارت بين ذراعيه وهي تعترف له بعشقها ...ولكن سنوات تدريبها للتحكم بنفسها أتت بنتيجة... فإنه على الرغم من أن قلبها يقصف داخل صدرها بقوة ...ورغم أن الفراشات تتحرك بمعدتها ...إلا أنه نظراتها كانت باردة للغاية ...
ابتعد اخيراً عنها وهو يلهث .... بشرته البيضاء استحالت للون الاحمر بسبب الانفعال ...كان يتنفس بعنف وهو لا يصدق ما فعله ...لقد خان حب حياته بتقبيله لشقيقته.... والشعور بتلك المشاعر ...لم تكن قبلة خالية من المشاعر لقد شعر بشئ قوى ضربه في صدره بقوة وهو يقبلها .....وكل ما يريده الان أن يقبلها مرارا وتكرارا ...ما تلك المشاعر القوية نحو تلك المرأة ... بماذا يشعر هو هل فقد عقله تماما!!!!
نظر إليها ليجدها تنظر إليه بقرف وتمسح شفتيها بباطن كفها وتقول:
-لو عملت كده تاني هتاخد بالقلم على وشك !!!
-بتقولي ايه ؟!
قالها بصدمة لترد :
-واللي سمعته ...لو كررت العملة دي تاني هتاخد بالقلم على وشك ...اياك تقرب مني بالطريقة دي تاني ...لو عايز واحدة تهتم بحقوقك الزوجية ممكن بنفسي ادورلك على عروسة واجوزهالك كمان ...أنا هنا ام لعمر وبس ...ابن اختي ...وابني كمان ...بعدين مش على أساس بتحب مريم ....راح فين حبك ليها وانت بتبوس اختها بعد اسبوع بس لما قولت أن جوازنا مجرد صفقة ...التزم بكلامك وخليك مخلص لمريم ...وابعد عني أنا مش ناقصاك ...والشغل أمره منتهى ومتخافش على عمر ...ده ابني لو لقيتني مقصرة معاه هسيب الشغل...أن كان ده يريحك!!!
ثم تركته وذهبت ليجلس على الأريكة بصدمة وهو يضع كفه على قلبه ...رباه ماذا فعل ...كيف يفعل هذا ....ماذا ستقول عنه الآن ...لقد التزمت بصفقتها...لم تحاول الاقتراب منه ...هو من قبلها بذلك الجنون....لا بد أنه فقد عقله !!!
.........
ولجت للجامعة وهي تخفي عينيها تحت نظارة شمسية....قررت أن تتجاهله اليوم ....قررت ألا تتكلم معه ...الا تعطيه لي فرصة ليؤذ يها...تمنت من الله الا يقترب منها ...الا ترى تلك الفتاة معه فيحترق قلبها...هي أبداً لن تنفذ ما يريده...لن تفعل هذا أبداً...ولكن للاسف وجدته أمام قاعة المحاضرات ...يجلس مع تلك الفتاة ويضحكان سوياً .....
شعرت بقلبها يتمزق بعنف وهي تراه ....حبيبها ....من اغرقها يوميا بكلمات الغزل ...يرتمي الان بين يدي أخرى ...كيف يفعل بها هذا ....
ولكنها بقوة رفضت أن تظهر ضعفها وتجاوزته وهي تلج لقاعة المحاضرات.....
...
-ايه ده ...دي حلقتلك يا عادل ...
قالتها جميلة وهي تبتسم بشماتة ....نهض بعيدا عنها وقال:
-هترجع زي الكـ لبة تترجاني احبها وهتشوفي يا جميلة ...أنا هكـ سر مناخيرها ...هخليها تبوس رجلي عشان ارجعلها ...مش عادل البكري اللي يتكرفله بالطريقة دي ...
ثم ولج لقاعة المحاضرات ...وجدها تجلس بعيدا عن مكانه المعتاد ...وتزيح عينيها العسلية عنه ....
كز على أسنانه بغضب وهو يتوعدها من الداخل ثم ذهب وجلس هو في مكانه وبعد قليل جلست جميلة بجواره وهي تنظر لنوران بشماتة ...كانت نوران تكتم دموعها بشق الأنفس ...كان داخلها يحترق ...لقد سمعت بالفعل صوت قلبها وهو ينكسر ...لا تعرف لماذا أحبت رجل لا يشعر بها ....أغمضت عينيها عدة مرات وهي تطرد الدموع من عينيها ....لقد قررت من اليوم أن تحاول التخلص من حبه ...هو لم يحبها يوماً...فالذي يحب لا يمكنه أن يؤذي حبيبه بتلك الطريقة ...هي تموت الان وهو لا يشعر بها ....
هزت رأسها وقررت أن تركز بمحاضرتها ...
...
ابتسم عادل وهو ينظر إليها ...أنها تحبه ...بل تعشقه ...هو يحتاج لأسلوب جديد يأخذ به ما يريده.....
....
بعد انتهاء المحاضرة ...
خرجت مسرعة لتذهب لمنزلها ...شكرت ربها أن اليوم محاضرة واحدة فقط ...بهذا تستطيع الهروب. ..ولكن لابد أنها كانت تحلم...فها هو قد وقف في طريقها ....نظرت إليه ببرود وقالت:
-ابعد لو سمحت ...
نظر إليها بنظرة حب خالصة ...نظرة استطاع تمثيلها بمهارة وقال :
-مش قادر ...مش قادر انساكي يا نوران ...حاولت اخليكي تغيري ...لكن قلبك حجر...لو كنت أنا مكانك وشوفتك مع حد غيري كنت همو ت والله ...
ارتعشت داخلها ...ولن تنكر أنه لذة الانتصار هزتها بقوة ولكنها سيطرت على نفسها وقالت:
-ايوة وانا مالي ...اعملك ايه مثلا...ابعد عني عايزة اروح البيت مش فاضيالك !!!
ثم كادت أن تذهب مرة أخرى إلا أنه وقف أمامها وقال:
-أنتِ قلبك قاسي أوووي ....أنا بموت عشان تديني نظرة من عيونك ...وأنتِ مصممة برضه ...حرام عليكي....
أنها تضعف ...تذوب ...لم تستطع منع ابتسامة انسلت من بين شفتيها ...ولكنها حاولت السيطرة على نفسها بقدر الإمكان إلى أن اقترب منها وقال بنبرة حميمية:
-وحشتيني ...اديني فرصة تانية ...
كادت أن توافق بسعادة ...ولكنها قررت تأديبه حتى لا يطلب منها أي طلب دنئ ....حتى يراها غالية أرادت أن يسعى هو خلفها وليس العكس ...ولكنه هزمها مرة اخرى وهو يقول بنفس النبرة الحميمية :
-انا عايزة اخد رقم اخوكي عشان اطلب ايديك ...أنا لازم اتجوزك ...مش هسيبك لغيري....كل اللي طلبته منك كان مجرد اختيار وأنتِ نجحتي فيه ...أنا بحبك يا نوران ...مش قادر اعيش تاني من غيرك ...استني اكلم بابا لما يجي من السفر الاسبوع اللي جاي ....وبعدها اتقدملك واتجوزك علطلول ...
كانت تطير بالفعل ...شعرت أنها اسعد فتاة في العالم ....
أبعدته وركضت من أمامه وهي تبتسم بخجل ...
-طيب ردك ايه طب.....
-هبعتهولك واتس ...
قالتها بدلال ثم ذهب وهي تطير من السعادة ...حال خروجها يختلف تماما عن حال دخولها ...
....................
-ها يا بنتي فكرتي في اللي قولتلك عليه ؟!
قالتها وفاء بإبتسامة حنوهة عندما رأت رحيق في غرفة المعلمين ...كانت قد اخذتها على جانب لتحدثها بخفوت ...لترد رحيق وعينيها تزوغان بتوتر وقد شعرت بأن جسدها أصبح ساخن بفعل التوتر والخوف وقالت:
-ايوة يا ميس وفاء ...فكرت وموافقة ...خليه يكلم اخويا أمجد ....وهو هيحدد ميعاد عشان الرؤية الشرعية ولو فيه قبول من ناحيته اخويا هيسأل عليه وبإذن الله خير ....
ابتسمت وفاء وقالت:
-ربنا يتمملك على خير يا بنتي ...استاذ حسن مفيش زيه ...راجل طيب ومرتاح ماديا وهيسعدك ...وكمان ميبانش عليه السن يعني متقلقيش ...
هزت رأسها وهي تحاول رسم بسمة على شفتيها ...تحاول أن تقنع نفسها أن هذا هو الافضل
وان هذا. الرجل سيسعدها ...لا يهم السن ...هي أيضا ليست صغيرة ...أما شعور الأمومة فربما يكفلان طفل .... حاولت إقناع نفسها بهذا ولكنها كانت تختنق أكثر فأكثر .......
بعد قليل ...
كانت تجلس مع صديقتها مادونا التي قالت :
-هي مس وفاء كانت واخداكي على جنب وبتقولك ايه ؟!عندي فضول ...واياكي تخبي عليا ...أنتِ مبتخبيش عليا حاجة يا رحيق ...
توترت وقالت :
-مفيش حاجة يا مادونا. ...هكون مخبية عليكي ايه يعني ؟!
نظرت إليها مادونا مطولاً...وهي ترفع حاجبيها بتلك الطريقة التي جعلت رحيق تبدو كالمذنبة ...شعرت رحيق أنها محاصرة...شعرت أنها لا تستطيع ان تكذب أكثر من هذا ...هي أكثر إنسانة فاشلة في الكذب ...لا يمكنها الكذب أبداً....لذلك تنهدت وقررت أن تعترف لمادونا بكل شئ....ثم بدأت تقص على استحياء عرض وفاء وموافقتها عليه !!!
بعد قليل ...
-نعم بتقولي ايه ؟!
قالتها مادونا بغضب ....
نظرت رحيق حولها وقالت بتوتر :
-اهدي لأحد يسمعنا ....
-اهدى ازاي بعد ما سمعت اللي بتقوليه ده يا رحيق ...أنتِ بجد هتعملي كده في نفسك...هتتحوزي واحد عنده خمسين سنة ...ليه يا حبيبتي ...ليه تعملي في نفسك كده...هو أنتِ قليلة ....أنتِ ....
قاطعتها رحيق بصوت مختنق وقالت:
-لو سمحتي يا مادونا ...ده قراري ...وبعدين أنا مش صغيرة ....وايوة أنا قليلة بدليل ان محدش اتقدملي لحد دلوقتي ....حتى أنتِ مرضتيش تكلمي اخوكي ...
-بطلي هبل أنا فهمتك أنه عشان ...
-حتى لو مكانش مرتبط ...مكنتيش هتكلميه عشان عارفة أنه هيرفض ...دي الحقيقة يا مادونا اللي رافضة انتِ واهلي تصدقوها ...رافضين تقتنعوا بيها انا خلاص القطر فاتني ...وصعب الاقى فرص ..ودي فرصة جاتلي ومش هفرط فيها ...يمكن ابقى مبسوطة ...يمكن هو انسان كويس ...حكمتوا عليه من سنه ليه؟! ..يمكن ابقى مبسوطة معاه ...بدل ما اللي رايح واللي جاي بيعايرني ...انا خلاص تعبت ...قررت اعمل اللي اشوفه صح ...
تنهدت مادونا وهي ترى غضبها ...لم تكن تريد أن تضغط عليها أكثر ...فلتفعل ما تريده ...هي لن توقفها ...ولكن لن تتخلى عنها أيضا ...ستبقى بجانبها وتساعدها ..ربتت مادونا على كفها وهي تقول بلطف ؛
-انا بجد اسفة يا رحيق ...أنا مقصدش اضغط عليكي ...سامحيني أنا بس مش عايزة تعملي حاجة تندمي عليها بعدين ...لكن أنا معاكي في اي قرار تاخديه. ..وايه رايك يا ستي نخرج ونشتريلك فستان جديد ...
هزت رأسها بتصميم وهي تقول :
-لا أنا هلبس العباية اللي جابهالي امجد ..مش هشتري حاجة
-هتقابلي العريس بالعباية؟!
قالتها مادونا بضيق لتهز رأسها وترد بتصميم وتقول :
-ايوة بالعباية
نفخت بضيق وهي تنظر إلى اوراق الامتحان التي تصححها وقالت :
-انتِ عنيدة اووي بجد !!!
.......
في المساء ...
يعني ايه الكلام ده معلش ؟!أنا مش هنام في اوضتي ...يعني لا فطرتيني ولا غدتيني ولا عشتيني وكمان عايزة تطرديني من اوضتي ....
قالها بغضب لتربع ذراعيها وهي تقف أمام باب الغرفة وتقول :
-هو أنا خلفتك ونسيتك يا جورج....ما تروح تاكل لوحدك وبعدين هتنام في الاوضة ليه؟!أنا مش طايقة ابص في وشك ...ولو سمحت كفاية كده وروح نام أنا مش ناقصة صداع ولا مشاكل ....احنا اتفقنا ...
-انا متفقتش على حاجة ...أنتِ اللي اتفقتي ....أنا مش موافق على أسلوب الحياة ده ...احنا متجوزين !!!
ضحكت بقوة ...بالفعل ضحكت حتى طفرت الدموع من عينيها ...كانت تضحك كالمجنونة ...تضحك لتخفي احتراق روحها وقالت:
-متجوزين....بجد ...ايه الضحك ده ؟! افتكرت اخيرا اني مراتك ...ده حلو ...حلو اووي ...كتر خيرك والله ...متشكرين أوووي يا باشا .....بس خلاص انا من النهاردة مبقتش معتبراك جوزي ....يعني لو سمحت روح على اوضتك وطرقني بقا !!!
توسعت عينيه بغضب وقال :
-ايه الأسلوب اللي بتكلميني بيه ده !!!
-والله يا حبيبي ده الأسلوب الوحيد اللي تستاهله....خلاص الاهتمام والحب اللي كنت بدهولك زي الهبلة راح ومش هيرجع تاني ...انت انتهيت من حياتي ...اتقبل ده يا جورجي
ثم أعطته منامته وقالت:
-باقي هدومك هتكرم وانقلها اوضتك التانية حاضر ....تصبح على خير
ثم أغلقت الباب بوجهه ....
وبعدها ابتسمت وهي تقول :
-ولسه يا جورج مشوفتش حاجة ...
نفخ بضيق واتجه إلى الغرفة الأخرى وقال:
-انا باين عليا هعيش ايام فل معاها
......
بعد قليل تسطحت على الفراش وهي تبتسم بسعادة ...لقد استطاعت رفع ضغط دمه ....ووقد قررت فعلا أن تستمر في فعل هذا ... يستحق كل ما ستفعله به....ترطبت عينيها بالدموع وهي تتذكر ما حدث معها في بداية زواجها . ....وكيف أنها تقبلت ليلة زواجها ... ليلة أحلامها أنه لا يحبها ....
......
في ليلة الزفاف ...
كانت تجلس كأي عروس مرتبكة على الفراش الأبيض الرائع...ترتدي غلالة بيضاء تظهر مفاتنها بطريقة جعلت وجنتيها تتزينان بحمرة الخجل القانية ...لم تضع أي مساحيق تجميل كما وصتها والدتها...فعلت كل ما املته عليها والدتها مهما كان صعب ...منها ارتداء تلك الغلالة الفاضحة ....ارتعشت وهي تشم رائحة عطره تنتشر في المكان رفعت عينيها السوداء لتجد عينيه الزرقاء مركزة عليها...ابتلعت ريقها بتوتر ليقترب هو منها ...ثم يجلس بجوارها ويقول بنبرة جامدة :
-انا اسف ...
نظرت إليه بحيرة ليكمل هو :
-مش هقدر النهاردة ...مش قادر احبك ...اسف ....
ثم تركها مذهولة ...ليلة زفافها وخرج ...وفي الحقيقة الذهول كان أقل ما يمكن وصفه...كانت مقتولة حرفياً بفعل كلماته!!!
خرجت من شرودها وهي تدفن رأسها في الوسادة وتبكي ...لن تسامحه ابدا بسبب ما اشعرها به !!!
......
بعد يومين ...
ارتدت عباءة سوداء أنيقة ....ونظرت إلى المرآة وهي تتنهد بتوتر ....لا تعرف ماذا سيحدث ...من سيتقدم لها سوف يأتي بعد قليل....نظرت إلى شكلها في المرآة ....كانت عادية ...عادية للغاية ...بشرتها سمراء ...وعينيها سوداء ...لقد ورثت بشرتها السمراء من والدتها ...ولكن والدتها كانت اجمل منها ...فوالدتها كانت تمتلك عينين ساحرة ...تمنت أن تمتلك مثل تلك العينين...ولكن للاسف ...ربما الجمال ليس من نصيبها ....وهي ليست غاضبة ...ليست غاضبة أبداً....
ولجت دلال إلى غرفتها وقالت:
-جهزتي يا حبيبتي ؟!
نظرت إلى دلال بتوتر واتجهت إلى الفراش وجلست عليه وقالت متنهدة :
-من بدري .....
تنهدت دلال وقالت:
-واثقة من قرارك ده ؟!
ابتسمت بحزن وقالت:
-مفيش الا الحل ده ...
-يا بنتي اصبري بس ....
هزت رأسها وقالت:
-لا كفاية كده يا ماما ...هصبر لحد امتي مبقاش ينفع ...أنا عايزة كمان اتجوز واشوف حياتي ...ويمكن الشخص ده يطلع كويس ...أنا تقلت عليكم أوووي....
تنهدت دلال وهي تقترب منها وتجلس بجوارها وتقول:
-كل ده بسببي صح ....بسببي فكرتي كده ...أنا عارفة اني مكنتش ام كويسة ليكي ...بس انا برضه تعبانة يا رحيق ...قلبي مكسور....أنا أفنيت حياتي عشان جوزي ....وفجأة لقيته بيقول هيتجوز عليا عشان الخلفة....أنا كنت بموت وانا بشم في هدوم الراجل اللي بحبه ريحة ست تانية .....مش هتحسي بالشعور ده انك تحبي حد اكتر من حياتك وفجأة ينسى كل حاجة ويكسرك...أنا كنت بموت يا رحيق ...بموت والله ... سامحيني على اللي عملته بس الغيرة عمت عيوني ...سامحيني يا بنتي ...
طفرت الدموع من عيني رحيق وعانقت دلال بقوة وهي تقول :
-تعرفي أنا عمري ما زعلت منك ابداً...أنا كنت زعلانة من نفسي لاني وجودي مزعلك ...أنا بحبك اووي أنتِ متعرفيش ...أنا عمري ما هنسى انك ربتيني ....أنا معرفتش ام غيرك ...من صغري معرفش غيرك وبحبك امي اللي ولدتني بحبها بس معرفهاش ...مشوفتهاش ...بس شوفتك وعاشرتك ويعلم ربنا اني بحبك ...بحبك اووي ...
ابتعدت دلال عنها وهي تمسح دموعها وقالت بصوت مختنق:
-يبقى لو بتحبيني متكمليش في اللي بتعمليه ده يا بنتي ....عشان خاطري ....
قبلت كف دلال وقالت:
-خليني اجرب ...يمكن يطلع كويس ...
......
وصل العريس المنتظر...رجل في اوائل الخمسينات ...ملابسه مهندمة....شعره رمادي ...يبدو عليه رغد العيش ....
جلس على الأريكة الوثيرة وهو يبتسم بلطف لأمجد وأخبره :
-سمعت عنك كتير يا شيخ أمجد ...مش من الست وفاء بس ...سمعت انك عالجت ناس كتير ....
-انا معملتش حاجة يا استاذ حسن ...كل بإرادة ربنا ...
-ونعم بالله ..
ثم صمت قليلا وقال بلهفة :
-اومال العروسة فين؟!
ما كاد أن ينتهي إلى أن طلت رحيق وهي تمسك صينية العصائر والكعك ثم رفعت رأسها حتى ظهرت ملامحها السمراء ...نهض فجأة حسن ....
هي دي العروسة الصغيرة واللي زي القمر اللي جايباها ليا يا ست وفاء ...اومال لو و حشة هيكون شكلها ايه ...اتجننـ تي ولا ايه ...أنا عايز واحدة تعفني...شايفة دي هتعفني !!
صرخ حسن بصدمة لتتجمد رحيق مكانها وتسقط من كفيها صينية العصائر ....
نهض امجد بغضب واقترب من شقيقته التي أطرقت رأسها بخجل والدموع الساخنة تسقط من عينيها وزعق بالرجل:
-ما تحترم نفسك يا بني ادم انت !!!...ويالا اتفضل روح من هنا معندناش بنات للجواز .....
ابتسم حسن بسخرية وقال :
-ومين قالك اني هتجوز اختك دي ...ومين عاقل يتجوزها اصلا ...متقلقش هتخلل عندك محدش أبداً هيبصلها ....
احمر وجه امجد وكاد أن يقترب ليضر به الا ان رحيق أمسكت ذراعه وهي تنظر إليه بترجي ألا يفعل ...وبالفعل ذهب الرجل غاضباً اتبعته وفاء بعد أن اعتذرت لرحيق ...بينما رحيق تركت كل شئ لاذت بالفرار لغرفتها وبعد أن أغلقت غرفتها بكت كما لم تبكي من قبل ....
..........
-انا عايز عروسة ....مش مهم هي مين شكلها ايه ...مستواها المادي ايه ...أنا عايز واحدة اتجوزها ...واحدة ملهاش اي طلبات ...لا تطلب مني حب ولا حقوق زوجية ...واحدة ريبورت تنفذ اوامري وبس ...والأهم بده تهتم ببنتي تالا...
قالها ذلك الرجل الطويل...كان يسير بإنفعال بينما شعره الطويل يهتز خلفه بتوتر ....نظر إلى المساعد الخاص به وعينيه الزرقاء تبرقان بشدة وقال :
-مش عايز عبط زي المرة اللي فاتت يا رشاد والا هدفعك التمن !!!!
هز رشاد رأسه بتوتر وقال:
-حاضر يا باشا
جلس هو على الأريكة براحة وهو يغمض عينيه بقوة ويقول :
-عايزها في أسرع وقت ....اتحرك !!!
الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺