القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الرياضة

نوفيلا هوس يامن بقلم سارة بركات الفصل الأول حصريه وجديده على مدونة أفكارنا


نوفيلا هوس يامن بقلم سارة بركات الفصل الأول حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


نوفيلا هوس يامن بقلم سارة بركات الفصل الأول حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


"أحيانًا يبدو لنا أن الحياة تعطينا درسًا قاسيًا، ولكن ما لا نعلمه أن الحياة هي القسوة بحد ذاتها"


في قاعة متوسطة الحجم مليئة بالأضواء بها رفوف مكتبية تمتلئ بنسخ متعددة لكتاب واحد يحتوي على عنوان صغير بإسم .. "معاناة فيروز" .. تجلس على كرسي خاص بطاولة مستطيلة ويجلس بجانبها الأيسر صاحب دار النشر التي تعمل بها ... كانت تبتسم لكل من يقترب منها لتوقيع روايتها الورقية لقراءها الأعزاء، البعض الآخر ينظر لها بحماس والآخرون يقومون بتصويرها أثناء توقيعها لهم، وفي ذات الوقت تبحث عنه بعينيها ولكنها لم تجد له أي أثر، نظرت للوقت من خلال هاتفها ووجدت أنه قد تأخر كثيرًا، لقد إتفقا أن يتقابلا سويًا هنا ولكن ذلك الإتفاق كان منذ ساعتين تقريبًا، ظلت هكذا تنتظر مجيئة وفي ذات الوقت تشعر بالتشتت لأنها يجب أن تنتبه لقرائها، إستفاقت من شرودها عندما إنتبهت لسؤال صحفي تابع لجريدة ما ..

"إحساسك عامل إزاي وإنتِ شايفه إن رواية "معاناة فيروز" حققت النجاح الساحق ده على الرغم من إنها أول رواية إنتِ تكتبيها؟"

إختفى توتر"عهد" قليلًا وأردفت بهدوء:

"من وجهة نظري، هي نجحت عشان الرواية دي بتتكلم عن واقع أغلبنا عايشه."

سأل الصحفي سؤال آخر:

"تقصدي من كده إنك كتبتي قصة حياتك؟"

تحدثت "عهد" بإبتسامة هادئة:

"أنا كتبت عن كل بنت في البلد دي بتعيش معاناة مشابهة لـ "معاناة فيروز"، هي كانت بنت كل الظروف إللي حواليها مخلياها مجبرة على كل حاجة هي بتعملها، أكبر مثال من صغرها أهلها مكانوش سايبين ليها حرية الإختيار، وده طبعا هيتوالى عنه حاجات كتير زي إللي قرأتوه في الرواية يعني."

هز الصحفي رأسه ثم جلس بمقعده وإستقام أحد القراء يسألها:

"يعني إحنا كده نفهم، إن البنات كلهم شخصياتهم ضعيفة حتى لو بينوا العكس؟"

نفت "عهد" وأردفت بتوضيح:

" إللي أقصده إن كل شخصية بتتبني على أساس شكل التربية أو شكل الحياة إللي هي عاشتها لإن ده في الأول وفي الآخر بيبني الشخصية."

هز القارئ رأسه ثم جلس بمقعد وتوالت الأسئلة وأيضًا إلتقطت "عهد" بعض الصور مع معجبيها، ولم تنتبه لذلك الذي يقف بركن من أركان القاعة يراقبها بإبتسامة هادئة ... إنتهت الأسئلة وبدأ الحضور في الذهاب أما "عهد" كانت تنظر أمامها بشرود ... لم يأتي، تنهدت بضيق وإستقامت من مقعدها حاملة حقيبتها في يدها وكادت أن تخرج ولكنها إصطدمت بأحدهم وأردفت بتشتت دون أن تنظر إليه ..

"أنا آسفة."

أردف الرجل:

"أنا إللي آسف."

رفعت رأسها لتنظر له، وعقدت حاجبيها وكادت أن تذهب ..

أردف الرجل برجاء:

"عهد، أعذريني أنا عارف إني إتأخرت، بس كان ورايا شغل كتير ويادوب لحقت أخلصه."

لم تُجبه وخرجت من القاعة؛ أما هو فقد لحق بها، وأمسك ذراعها يوقفها ..

"إسمعيني، صدقيني غصب عني، إنتِ المفروض تقدري حاجة زي كده، وبعدين رواية إيه دي إللي عشانها تزعلي مني."

توقفت بمكانها تواجهه بضيق:

"أيوه أزعل منك عشانها، لإني ماشوفتش منك أي دعم ولا تشجيع حتى، ده غير إنك غايب دايما عن الصورة، إنت المفروض خطيبي يا "حمزة" يعني نتعود إننا نتشارك في كل حاجة، أومال هنتجوز إزاي؟ وحياتنا هتبقى عاملة إزاي بعد كده طالما إنت بتغيب في أهم الأوقات بالنسبالي."

حاول "حمزة" أن يُخفي ضيقه من حديثها وتفاهته:

"خلاص ياستي حقك عليا، بجد مش عايزك تزعلي مني، قوليلي طيب أصالحك إزاي؟"

لم تُجبه ولكنها كانت شارده فقط، تشعر بأنها تائهة .. ضائعة ليست في المكان المناسب .. إنتبهت على سؤاله لها ..

"إيه رأيك نتعشى في أي مطعم تختارية وأهو تعويض مني ليكي عن إللي أنا عملته النهاردة ده؟"

ظلت تنظر إليه ولكنها لم تُجبه ..

"إنتِ هتفضلي بصالي كده كتير؟ يلا بينا نمشي عشان ما نتأخرش أكتر من كده وعشان ألحق أوصلك البيت."

تنهدت بإستسلام وركبت معه سيارته تنظر للشوارع بشرود من خلال زجاج السيارة ...

................

نوفيلا/ هوس يامن .. بقلم/ سارة بركات

كانا يأكلان سويًا على طاولة بها العديد من المأكولات الشهية وكان "حمزة" يتحدث بحماس عن عمله وزملائه في العمل وعن مشاريعه التي يقوم بتنفيذها مؤخرًا؛ أما هي فكانت تجلس تنصت له بهدوء وأحيانًا تكون شاردة، ظلت هكذا طوال جلوسهما سويًا، تلتمس محبسها الذي ترتديه في بنصر يدها اليُمنى .. إنتبهت على حديثه ..

"هانت خلاص، كلها ثلاثة شهور ونتجوز."

إبتسمت بفتور وأردفت ..

"إحنا هنمشي إمتى؟ مصدعة شويه ومحتاجة أنام، اليوم كان مُتعب بالنسبالي."

"مافيش مشكلة، نمشي من دلوقتي لو عايزه؟"

إبتسمت بإرهاق:

"ياريت."

خرجا سويًا من المطعم بعد أن قام "حمزة" بدفع الحساب وركبت سيارته وهو صعد بجانبها وكاد أن يتحرك، إنتبه لهاتفه الذي يصدر رنينا مستمرًا؛ أما "عهد" فقامت بفتح حقيبتها وتُخرج روايتها "معاناة فيروز" مبتسمة بسعادة، كان حلُمًا بعيدًا ولكن بإصرارها قامت بتحقيقه، قامت بتصفح روايتها لعلها تشتت نفسها قليلًا عن ماتشعر به الآن، ولكنها إنتبهت لـ"حمزة" الذي يوجه حديثه لها..

"أنا آسف جدا يا حبيبتي، مضطر أمشي دلوقتي، في مشكلة في الشغل."

نظرت "عهد" للوقت من خلال هاتفها ثم عادت تتطلع له بإستفسار وإحراج في آنٍ واحد ..

"كان نفسي أوصلك لحد البيت، بس حقيقي مشغول جدا."

تحدثت "عهد" بإرتباك:

"لا عادي يا "حمزة" مافيش مشكلة، هقدر أروح عادي، خد بالك من نفسك."

خرجت من سيارته دون أن تتحدث بكلمة أخرى وفي ذات الوقت تشعر بالحرج بالموقف الذي وضعها به، أشار لها بالوداع من داخل السيارة وهي قامت بهز رأسها ثم رحل، توقفت قليلًا بالشارع تنتظر سيارة أجرة فارغة ولكنها لم تجد، لفح الهواء شعرها الأسود وشعرت بالبرودة قليلًا مما جعل بشرتها البيضاء حمراء اللون قليلًا، إحتضنت نفسها وقررت أن تسير قليلًا لعلها تقوم بتدفئة نفسها قليلًا بعمل جهد جسدي وأيضًا لكي تفكر بخطواتها القادمة، وقبل أن تبدأ بالتحرك أرسلت رسالة نصية لوالدتها تخبرها بأنها ستتأخر قليلًا، بدأت تسير بالشوارع شاردة، تنظر حولها بتيه، ظلت هكذا تسير بالشوارع دون وجهة معينة حتى إنتبهت على شخص خلفها يتحدث ينادي أحدهم ..

"فيروز."

عقدت حاجبيها ولكنها لم تكترث على إعتقادها أن النداء لشخص آخر وليس لها وأكملت سيرها، إنتبهت أن صوت الشخص يقترب أكثر ..

"فيروز."

توقفت بمكانها وإلتفتت خلفها بملامح مستفهمة، وجدت أمامها شابًا ثلاثيني طويل يرتدي معطفًا جلدي ملامحه هادئة تشعر أنها رأته قبلًا ولكن متى؟ لا تتذكر، إنتبهت عندما أردف ذلك الشاب بتوتر وإحراج:

"أنا بنادي عليكي من بدري، مش بتردي ليه؟"

"أفندم؟ هو أنا أعرف حضرتك؟"

"هو إنتِ مش فاكراني يا فيروز؟ أنا يامن."

لم تستطع "عهد" أن تستوعب ما يقوله ذلك الشاب الغريب، أردفت بتوضيح ..

"أنا إسمي "عهد" مش "فيروز"، أكيد حضرتك إتلغبطت بيني وبين حد تاني."

كادت أن تسير ولكنه أوقفها مرة أخرى.

"أنا عمري ما أتلغبط بينك وبين حد تاني يا "فيروز"، إنتِ إزاي مش فاكراني؟!"

شعرت "عهد" بالضيق من ذلك الشاب فيبدو من الواضح أنه ليس في وعيه، كادت أن تتحدث ولكنه أكمل حديثه ..

"أنا حتى كنت واقف في القاعة من بدري ومتابع كل أحداث يومك، إزاي منتبهتيش ليا؟"

وفي تلك اللحظة تذكرت أنها لمحته في القاعة قبلاً ..

أردفت بهدوء مع توضيح:

" يمكن في لَبس في الموضوع، هي الرواية إسمها "معاناة فيروز" يعني إسم البطلة نفسه جزء منها، لكن أنا الكاتبة إللي كتبت الرواية، وإسمي "عهد"."

إقترب "يامن" منها خطوة متحدثًا بإصرار وهو ينظر بعينيها:

"لا، إنتِ فيروز، أنا عارف إنهم أجبروكي على ده، أجبروكي على حاجة إنتِ شوفتيها، بس ماتقلقيش أنا موجود."

توترت "عهد" أكثر وشعرت بالخوف من ذلك الشاب، وإبتعدت عنه وبدأت بالسير بخطوات أسرع أما هو كان يقوم بملاحقتها ..

"فيروز، إسمعيني."

كانت تنظر حولها لا يوجد أحد يساعدها؛ فقد إقترب منتصف الليل .. إنتبهت لسيارة أجرة تقترب منها وكادت أن ترفع يدها لتشير للسيارة ولكنها لم تستطع لأن الشاب قد وصل لها وكمم أنفها وإبتعد بها لشارع جانبي ولم يراه أحد، حاولت أن تقاوم ولكنه قد خدرها وآخر كلمة قد سمعتها منه ..

"هنقذك منهم يا فيروز، انا خلاص معاكي."

وأغمضت عينيها مستسلمة للنوم.

......

آرائكم؟ توقعاتكم؟؟ هنتظر ريفيوهاتكم على الجروب روايات سارة بركات (سارويات)

وكمان تعليقاتكم هنا هنتظرها❤️ 


لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


الفصل الاول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث من هنا






تعليقات