لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
نوفيلا هوس يامن بقلم سارة بركات الفصل الثاني حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
![]() |
نوفيلا هوس يامن بقلم سارة بركات الفصل الثاني حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
"تنهيدة .. نحتاج فقط لتنهيدة، لنرتاح قليلًا ونفكر أكثر"
تتحرك والدتها ذهابا وإيابًا تهاتفها مرار وتكرارًا ولكن لا توجد إجابة وما أقلقها أكثر أنه بعد كل ذل قامت بإغلاق هاتفها ..
أردفت والدتها "سمر" بقلق:
"يا خوفي ليكون حصلها حاجة، أقول لأبوها إيه؟"
ظلت تفكر كثيرًا حتى أتى على بالها خطيبها حمزة" فهي بالتأكيد لا تزال معه بالخارج .. دونت رقمه وبدأت بالإتصال به ولكنه أيضًا لا يُجيب، ظلت تهاتفه كثيرًا حتى قام بالرد، وسألته بقلق..
"أيوه يا حمزة، إتأخرتوا كده ليه؟"
أردف بتعجب لقلقها:
"مش فاهم، مين إللي إتأخر؟"
"إنت وعهد طولتوا بره جدا."
أردف حمزة بعدم فهم:
"بس أنا عهد مش معايا يا طنط، هي لسه مرجعتش؟"
شهقت "سمر" بفزع من حديثه:
"إزاي مش معاك؟؟، كل إللي أعرفه إنها كانت معاك وقالتلي إنها هتتأخر شويه."
أردف حمزة بملل:
"لا، أنا جاتلي مكالمة مهمة تبع الشغل وإضطريت أمشي وهي قالتلي إنها هتروح لوحدها."
أردفت "سمر" بتعجب لحديثه وبروده:
"وإزاي تسيبها لوحدها في وقت زي ده؟؟ طب أعمل إيه دلوقتي طيب؟؟ أقول لأبوها إيه؟؟ مش لاقيين بنتك؟"
تأفف حمزة بملل بسبب توريطه بشكلٍ مستمر في حياتهم ..
"طب أعمل إيه طيب؟ أساعد حضرتك إزاي؟"
"تساعدني إزاي؟!!، هو الموقف إللي إحنا فيه ده محتاج سؤال؟؟؟ طبعا تدور عليها وتحاول توصلها، أنا قلبي مقبوض وخايفة عليها أوي، عهد مش متعودة تبقى لوحدها، ومابتعرفش تروح في حتة لوحدها."
عقد "حمزة" حاجبيه من حديث والدتها عنها، فهي تتحدث عن طفلة صغيرة وليست إمرأة عاقلة ستتزوج بعد ثلاثة أشهر من الآن، ماهذا الملل؟؟ .. أغلق مع والدتها وبدأ يبحث عنها ويحاول الإتصال بها ولكنه لم يستطع الوصول إليها.
........................
في صباح اليوم التالي:
كانت نائمة بهدوء ولا تشعر بأي شئ حولها ومع الوقت بدأت تستعيد وعيها بعدما إنتهي مفعول المخدر .. إستفاقت بتكاسل ونظرت للسقف بشرود .. "ياله من حلم عجيب؟!" .. ذلك ما حدثت به نفسها عندما إستيقظت، ولكنها عقدت حاجبيها عندما إستوعبت أنها ليست بغرفتها، أو بمعنى أدق ليست في منزلها ... نهضت بفزع وكادت أن تتحرك ولكن وجدت نفسها مكبلة بالسرير بأساور حديدية ..
صرخت "عهد" بصوت عال لعل أحد يسمعها ...
عهد بصراخ:
"إلحقوني!!"
ظلت تصرخ بقوة ولكن لا حياة لمن تنادي...
.............................
"يعني إيه بنتك لسه مرجعتش لحد دلوقتي؟"
ذلك ما هدر به "أحمد" والد "عهد" في وجه زوجته التي أكلها القلق على إبنتها ..
"ساكته ليه؟؟ردي عليا؟ بنتك فين؟؟"
إنهمرت الدموع من مقلتيها وبدأت بالتحدث بصوت متحشرج ..
"مش عارفة هي فين، وقلبي واكلني عليها من إمبارح، البنت مالهاش أي أثر وتليفونها مقفول، أنا خايفة يكون جرالها حاجة، أنا هروح فيها."
بدأت بالبكاء بشدة أمام زوجها الذي شعر بالقلق أيضًا ..
" طب و حمزة مايعرفش مكانها طيب؟؟ مش هو كان معاها إمبارح؟؟"
"كانت معاه بس هو مشي عشان جاله مكالمة مهمة تبع الشغل."
تغيرت معالم وجهه للدهشة، فكيف يتركها خطيبها هكذا في الليل وحدها؟؟ ... أغمض عينيه بضيق وغضب في آنٍ واحد، وتحرك بإتجاه باب الشقة، ولكنها أوقفته ..
"رايح فين يا أبو عهد؟؟ هتعمل إيه؟؟"
"هروح القسم أعمل بلاغ."
تركها وخرج من الشقة دون أن يتفوه بحرفٍ آخر؛ أما هي جلست بمقعدها تبكي عليها وتحاول أن تتصل بها مرة أخرى ولكن كالعادة الهاتف مغلق.
.........................
نوفيلا/ هوس يامن .. بقلم/ سارة بركات
خائفة؟! .. نعم هي خائفة من مصير مجهول، لا تعلم كيف أتت إلى هنا، كل ماتتذكره ذلك الشاب الذي إستوقفها وظل يناديها بإسم "فيروز" وعندما حاولت الفرار منه أمسك بها وبعدها سقطت مغشي عليها، كانت تحتضن جسدها الذي يرتعش ولكن لا تدري، هل يرتعش من الخوف أم من برودة الجو الممطر؟ .. إنتفضت بفزع عندما سمعت صوت الرعد بالخارج في تلك الشقة حالكة الظلمة بالإضافة إلى صوت هطول الأمطار .. ظلت هكذا تجلس منطوية تحتضن نفسها تبكي بألم، لم تكن تعلم أن تلك ستكون نهايتها، يالها من نهاية بشعة، ظلت تفكر كثيرًا كيف سيجدها أهلها؟؟ أو بمعنى آخر كيف سيجدون جثتها؟؟، هل سيجدونها ملقاة بنهر صغير خالية من الأعضاء؟؟ أم سيجدونها مذبوحة في حقيبة سوداء كبيرة ملقاة في القمامة؟؟، توالت الأفكار الموحشة بعقلها أكثر، مما جعلها مستسلمة لمصيرها المجهول، إنتبهت لصوت باب الغرفة وهو يُفتح، يقف أمامها ينظر لها بإبتسامة حتى أردف بهدوء وهو يشير إلى الأساور الحديدية ..
"آسف لو ربطتك بالشكل ده، كنت حابب أضمن إنك مش هتهربي مني."
أردفت "عهد" برعب ملحوظ:
"إنت مين؟ وعاوز مني إيه؟"
"قولتلك إن إسمي يامن، وعاوز منك إيه؟؛ فأنا عاوز أنقذك يا "فيروز"."
أغمضت عينيها بإرهاق فهي لن تناقشه في أمر إسمها الحقيقي مرة أخرى فيبدو عليه أنه مريضٌ نفسيّ، أردفت بصوت مهزوز:
"أرجوك سيبني أمشي، وصدقني هديلك إللي إنت عاوزه، فلوس، دهب، أي حاجة إنت عاوزها هديهالك، وحتي كمان مش هبلغ عنك، بس سيبني أروح أرجوك."
إقترب منها "يامن" بهدوء ولكنها إبتعدت عنه بسرعة حتى إلتصقت بالحائط المجاور للفراش، وعندما لاحظ خوفها ذلك توقف وأردف بهدوء:
"أنا مش هأذيكي يا فيروز، أنا عايزك تحبيني زي مانا بحبك."
أغمضت عينيها بتقزز ذلك المخبول، ولا تعلم كيف تتصرف فهي في وضع لا تُحسد عليه، ولكنها فتحت عينيها عندما وجدته يقوم بفك الأساور الحديدية، تركها وبدأ بفتح ستائر الغرفة ذات اللون الداكن، أغمضت عينيها بقوة نتيجة لضوء الشمس الذي إنتشر في الغرفة فجأة بعدما إعتادت عينيها على الظلام.
أردف "يامن" بإنشغال:
"أنا جهزتلك الفطار، أتمنى يعجبك."
عندما إعتادت عينيها على الضوء قامت بفتحهما وتوجه نظرها صوب باب الغرفة، وإستغلت إنشغاله وركضت لخارج الغرفة وعندما رأت باب الشقة توقفت عنده وحاولت فتحه ولكنها تفاجأت بأنه مُقفلٌ بقفلٍ كبير، بدأت بالصراخ بقوة لعل أحدٍ يسمعها من الخارج ..
"إلحقوني!!!"
ظلت تصرخ بقوة حتى خارت قواها وجلست أرضا تبكي بقهرٍ بجوار باب الشقة..
"إيه رأيك؟"
إلتفتت للخلف بسرعه عندما سمعته، كان ينظر لها بإبتسامة هادئة غير آبهًا لصراخها والذي فعلته قبل ثوانٍ، كان يشير للمائدة الموجودة بمنتصف الغرفة المتواجدين بها والتي تحمل العديد من أصناف الطعام ..
"أتمنى إن الأكل يعجبك."
بدأت بالتحدث برجاء متجاهله حديثه الأخير:
"أرجوك، أنا محتاجة أخرج من هنا، سيبني أمشي وصدقني بجد مش هبلغ عنك ولا هقول عنك حاجة، هقول إن أنا سافرت .. هربت .. هقول أي حاجة بس المهم أخرج من هنا ومش هقول إنك خطفتني."
ظلت تنظر إليه ولردة فعله والتي صدمتها؛ فلقد تجاهلها تمامًا كأنها لم تقل شيئًا وتوجه صوب المائدة وجلس على كرسي بها وأردف بإبتسامة..
"الأكل هيبرد."
لم تُجبه وعادت للبكاء مرة أخرى، أما هو شرع في الأكل، مرت دقائق عديدة وهي تراقبه أثناء تناوله للطعام حتى إنتبهت لحديثه ..
"يلا تعالي، كُلي معايا."
لم تُجبه ونظرت أرضا وهي تبكي في صمت متذكرة حياتها المملة قبل ذلك الحادث وتتمنى الآن أن تعود لتلك الحياة مرة أخرى وألا يحدث ماحدث مطلقًا.
"على فكرة إنتِ ليكي مُطلق الحرية إنك ترفضي أي حاجة بتحصل غصب عنك طبعا، بس بالنسبة لرفضك للأكل؛ فده هيأثر عليكي بعدين كطاقة وكشكل، يعني تقدري تاخدي قرار الرفض في حاجة عمرها ماهتفيدك بشئ وده من وجهة نظرك طبعا."
ظلت تنظر إليه بهدوء حتى هدأت قليلًا وأردفت بصوت مبحوح:
"إنت عايز إيه مني؟"
"قولتلك إني عايز أبقى معاكي يا فيروز، عايز نبني حياتنا سوا، عايز أنقذك من الواقع إللي إتفرض عليكي ده."
"إنت مريض."
تمتمت بتلك الكلمة وهي تنظر في عينيه ولدهشتها أنه إبتسم عندما لقبته بذلك اللقب، وأردف بتفهم:
"كٌلنا مرضى بس بإختلاف القصص."
مسح يديه بمحرمة ناعمة كانت ملقاة بجانبه على المائدة وحمل بيديه كتاب لم تكن منتبهة له مِن البداية والذي إتضح بعد ذلك أنه روايتها "معاناة فيروز"، ظل "يامن" يتصفح الرواية أمامها .. ظلت تنظر له وهو مندمج في بعض أحداث الرواية، حتى قررت أن تسأله سؤال خطر على بالها..
"ليه أنا؟"
إنتبه لسؤالها ونظر لها بإستفسار، تنهدت وإستأنفت حديثها..
"في كُتّاب كتير غيري، إشمعنا أنا إللي خطفتني؟"
تنهد "يامن" بهدوء وأغلق الرواية..
"لو أخدتي بالك، كل الكُتّاب بيكتبوا عن قصة هما عاشوها وحسوها أو يمكن موقف إتعرضوله، بس كل الروايات كان فيها بطل وبطلة..."
إلتمعت عينيه وهو ينظر إليها وإستأنف حديثه..
ماعدا إنتِ، إنتِ الوحيدة إللي كتبتي رواية من غير مايكون في بطل يبقى هو محور القصة، قرأت عن حياتك وعن المعاناة إللي إنتِ عايشاها، وإتشديت ليكي وحبيتك من صفاتك؛ فقررت إني أكون أنا بطل قصتك."
سخرت "عهد" من حديثه بداخلها، إنه حقا مريضٌ نفسيّ يعيش بداخل روايتها ويعتقد أنه هو الفارس ذو الحصان الأبيض الذي سينقذ بطلة روايتها من حياتها المأساوية تلك، ولكنها توترت عندما أكمل حديثه..
"تقدري تنكري إنك ماكتبتيش عن واقع إنتِ عايشاه بالفعل؟"
ردت "عهد" بنفي وإصرار:
"لا، دي مش أنا، وإسمي الحقيقي هو عهد، لكن فيروز دي شخصية خيالية وأتمنى تفهم وتستوعب ده وتسيبني أمشي."
"أنا كان ممكن أصدق كلامك ده لو ماكنتيش إتوترتي قدام الصحفي وهو بيسألك إذا كنتي كتبتي قصة حياتك ولا لا، ممكن ميكونش حد إنتبه إنك إتوترتي لكن أنا الوحيد إللي إنتبهت."
صمتت ولا تدري كيف تُقوم بإجابته، ولكن لا يجب أن تنتبه لحديث شخصٍ مثله فهو مريضٌ نفسي، ظلت تدعو بداخلها أن تخرج من تلك الأزمة على خير، وتعود لأهلها سالمة .. إقترب منها عد خطوات وأردف بإبتسامة ..
"وقت الكلام خلص، وإنتِ لسه ما أكلتيش .. وماينفعش كده طبعا عشان طاقتك، وجبة الفطار مهمة جدا."
أردفت بكُره وهي تنظر داخل عينيه وتنكمش أكثر محتضنة نفسها بقوة:
"مش جعانة، وإبعد عني."
تنهد بإستسلام وأردف بهدوء:
"إنتِ حرة"
عاد للمائدة يزيل الأطباق ويعيدها للمطبخ مرة أخرى.
..................
أغلق باب الشقة بحدة وغضب؛ فكيف يخبروه أنه يجب أن ينتظر على إختفاء إبنته أربعة وعشرون ساعة حتى يبدأوا بالبحث عنها؟؟ ألا يشعرون به؟؟ لقد إستيقظ في الصباح على خبر إختفاء إبنته الوحيدة، إستفاق من شروده على صوت زوجته التي تتحدث بأمل ..
"خير يا أبو عهد، طمني عملت إيه؟"
أردف بغضب شديد:
"قالولي أستنى 24 ساعة عشان أقدر أبلغ، أنا مش قادر أفهم إزاي شايفين واحد مقهور على بنته ويقولوله كده."
بكت والدتها بحسرة بسبب عجزهم وظلت تدعوا داخلها أن يجدوا إبنتها بأسرع وقت، إن قلبها منفطرٌ عليها كثيرًا ..
"أنا عايزة بنتي، رجعلي بنتي يا أحمد."
ربت "أحمد" على كتف زوجته متحدثًا بحزن:
"هدور عليها، هدور في كل مكان ممكن تروح فين، وإن شاء الله هترجع."
إنتبه الإثنان عندما طُرق باب شقتهما، إلتفت "أحمد" نحو الباب وكان أن يتحرك، ولكن سبقته "سمر" راكضة نحو الباب بلفهة شديدة على إعتقادها أن إبنتها عادت إليها ولكن إختفت لهفتها وإبتسامتها عندما رأت "حمزة" هو من يقف أمامها وليس إبنتها ..
"لقيتوها؟"
ذلك ما أردف به حمزة عندما رأى الإثنين واقفين أمام الباب ..
"وهو مين إللي المفروض يسأل السؤال ده؟ إحنا ولا سيادتك؟"
ذلك ماتحدث به "أحمد" بغضب للمدعو "حمزة" ..
"يا عمي، أنا......."
قاطعه أحمد بغضب شديد:
"بس، ولا كلمة ... المفروض إن بنتي كانت معاك إمبارح بليل إزاي تسيبها تروح لوحدها؟؟"
"عهد مش عيلة صغيرة يا عمي عشان تكلمني بالطريقة دي."
إستفزه بروده أكثر وأردف بتهكم:
"أنا فعلا بنتي مش عيلة صغيرة، بس لما أبقى عارف إن معاها إبن عمها وخطيبها وزوجها المستقبلي اليوم كله يبقى أكيد هكون مطمن لإن إبن أخويا المحترم قد المسئولية، وعارف إنه بيخاف على بنت عمه، لكن مع الأسف إنت خذلتني."
كاد أن يتحدث حمزة دفاعًا عن نفسه، ولكن قاطعه "أحمد" بغضب شديد ..
"إتفضل إطلع بره بيتي، وإياك أشوف وشك ده تاني."
صُدم "حمزة" من طرد عمه له وما صدمه أكثر هو أن عمه قام بدفعه ليخرج خارج الشقة وأغلق الباب بوجهه ..
"هنعمل إيه دلوقتي يا أحمد"
تنهد أحمد تنهيدة عميقة وأردف بهدوء:
"هنزل أدور عليها."
........
آرائكم؟ توقعاتكم؟
هنتظر ريفيوهاتكم على جروب الفيس روايات سارة بركات (سارويات) وهنتظر تعليقاتكم هنا
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
تعليقات
إرسال تعليق