رواية مالم تخبرنا به الحياه بقلم ايلا حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة أفكارنا

  رواية مالم تخبرنا به الحياه  بقلم ايلا حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة أفكارنا 

ازاي لسه عندها ١٩ سنة و مع ذلك بنتها عندها خمس سنين! جابتها امتى و ازاي؟


_اومال لو عرفتي الباقي...أنا سمعت كمان إن بنتها مش من جوزها أصلاً و إنها اتجوزته عشان تداري على الف ض ي حة مش أكتر...


_يا ل ه و ي ، ازاي جالها قلب تعمل حاجة زي كدا في السن دا؟! جابتها و هي عندها ١٤ سنة بس  ي خ رب ي ت ها !!


_ششش وطي صوتك لاحسن لو سمعتنا و احنا بنتكلم عليها هتضايق مننا.


_سيبك منها، ب ت الا ي ه ...عاملالنا فيها شيخة و لابسة الخمار و هي عاملة م ص اي ب سودة قد كدا!


شهقت بصدمة و أنا بسمع كلامهم، كنت معدية جمب أوضة المدرسات أول لما سمعت نهلة و صفاء بيتكلموا عليا.

كنت ناكرة...طول حياتي عشت ناكرة للي حصل و دي الطريقة الوحيدة اللي قدرت أستحمل بيها، ليلتها شفت حياتي و مستقبلي بيدمروا و مع ذلك عملت نفسي عمية، فجأة حسيت بال ق رف من نفسي لدرجة إني كنت عايزة أر ج ع، غطيت بوقي بيدي و جريت بسرعة على الحمام و كنت حرفيا ب رج ع   م ص ار ي ني لأني مكلتش أي حاجة من امبارح الضهر من ساعة الوجبة اللي الظا بط  أج ب ر ن ي أكلها، اكتشفت إن الحقيقة لما بنسمعها على لسان الغير.....بتوجع أكتر.


________________


_يمنى انتي متأكدة إنك سمعتيهم بيقولوا كدا؟


سألتني المديرة و هي ماسكة يدي بقلق و بتحاول تهديني.


_أ..أيوا، متأكدة.


_بس ازاي عرفوا حاجة زي كدا؟ أنا متأكدة إني مجيبتش السيرة دي لأي حد و محدش يعرف خالص غيري...انتي حكيتي لحد طيب؟!


صوت ان ت ح اب ي بدأ يعلى و أنا بجاوبها:


_لا...مقولتش لحد حاجة...مقولتش...


_طيب اهدي دلوقتي، البكا مش هيفيدنا لازم نعرف مين اللي نشرت الكلام دا و عرفت منين أصلاً...


قعدت على الأرض وحضنت نفسي، بصيتلها و عيوني مليانة د م و ع و اتكلمت:


_أنا..أنا معملتش حاجة غلط، انتي مصدقاني مش كدا؟


_مصدقاكي يا يمنى.


_ماما... ماما مماتتش بسببي زي ما بيقولوا مش كدا؟ قولي إنها مماتتش بسببي!


قربت مني و حاولت تطبطب على كتفي بس أنا زحت يدها و رجعت لورا ب خ وف و أنا عمالة أردد:


_مش أنا...مش أنا اللي ق ت ل ت ها ...ماما مما*تتش بسببي أنا..


_يمنى اهدي...أنا طنط عبير...بصيلي هنا.


مسكت وشي و أج*برتني أبص في عيونها قبل ما تكمل:


_انتي و يارا هتبقوا كويسين، ماشي؟!


هزيت راسي و بلعت ريقي قبل ما أتكلم:


_يارا...يارا بنت عادية، يارا...يارا عندها أنا و دا كفاية.


_أيوا ، يارا محظوظة عشان عندها أم قوية زيك.


حضنتني و أنا بدأت أبكي أكتر، أخيراً بعد عشر دقايق من العياط المتواصل بدأت أهدى.


_متزعليش من كلامهم يا يمنى أنا هلاقي اللي عملت كدا و هحاسبها.


نفيت براسي و أنا بقوم من على الأرض و بساعدها هي كمان عشان تقف.


_لا ملوش لزوم، أنا كدا كدا هسيب الشغل هنا خلاص...


_بس يا يمنى...


قاطعتها قبل ما تكمل:


_صدقيني مش هقدر أستحمل أسمع أي كلمة عن الموضوع دا تاني.


نزلت راسها بحزن.


_طيب زي ما تحبي، بس على الأقل حاولي تستحملي لغاية ما تلاقي شغل تاني عشان يارا...


_ماشي.


نطقتها كدا، مكنتش بفكر في حاجة غير السلسلة اللي متعلقة على رقبتي و بفكر إن الوقت جه أخيراً عشان أستخدمها، لو الإشاعات زادت محدش هيقبل بنتي في المجتمع و أنا مستحيل أسيب يارا تعيش حياة زي كدا!


طبطبت على كتفي و طلبت مني أروح الحمام عشان أغسل وشي.


بصيت لوشي في مراية الحمام بعد ما غسلته، عيني تحتها هالات سودة و باين إني خاسة بشكل كبير، لما طنط عبير حضنتني كرهت الشعور....شعور إن حضنها مش كفاية، مكانش في نفس دفا الحضن اللي استلقاني لما وقعت في الكافيه، مكانش بنفس دفا اليد اللي مسكتني امبارح و مسكتها لوحدها كانت كافية تلحقني قبل ما أدخل في نوبة ه ل ع...


ض رب ت وشي بيدي مرتين تاني بالمياه جامد عشان أفوق مش عايزة أفكر فيه، ك ر ه ت نفسي و أفكاري، حاسة بالذنب

 ب ي ن ه ش ن ي  من كل ناحية و صدري ب ي ض ي ق  أكتر، فجأة سمعت صوت خ ب ط جامد على الباب بيسحبني من أفكاري.


غسلت وشي للمرة الأخير و قفلت الحنفية قبل ما أفتح الباب.


_سعا...


ملحقتش أكمل الكلمة، لقيتها بتحضني جامد.


_سعاد مالك؟ انتي كويسة؟


صوت مي جه من وراها و هي بترد عليا:


_قوليلنا انتي اللي كويسة؟


ملامحي بدأت تتوتر، أكيد عرفوا.


_أنا..أنا كويسة ، هيكون مالي يعني؟


سابتني سعاد و اتكلمت و عيونها قربت تدمع:


_أصل احنا سمعنا من أبلة عبير إنك ناوية تسيبي الحضانة، عايزة تمشي و تسيبينا ليه؟


أول ما عرفت إن الكلام لسه موصلهمش بدأت أهدى، ما طبيعي..أكيد لو كانوا عرفوا كانت هتبقى ردة فعلهم مختلفة عن دي... أنا متأكدة إنهم كانوا هيقرفوا مني و عمرهم ما هيتجرأوا يلمسوني أو يقربوا مني تاني.


مسحت على وشي في محاولة إني أتمالك نفسي أكتر قبل ما أرد:


_أنا مش عايزة أسيبكم، كل الحكاية إني...إني هنقل قريب و مكان بيتي الجديد بعيد عن هنا.


هايل، بقيت كدابة محترفة!


_بسيطة، اركبي تاكسي كل يوم و تعالي.


اتكلمت مي قبل ما ت ض ر ب ها سعاد على راسها و تتكلم:


_عايزاها تصرف ال م ر ت ب   الم ع ف ن  اللي بناخده على فلوس المواصلات و لا ايه؟!


مي كانت لسه هترد عليها بس صوت حمحمة جه من وراهم....


_قولولي إنها مش المديرة.


اتكلمت سعاد بقلق بعد ما بلعت ريقها.


_مش المديرة.


أول ما سمعت رد مي اتنهدت براحة بس لما لفت وشها اتجمدت في مكانها بصدمة و بصت لمي اللي رفعت كتافها و اتكلمت بدون مبالاة:


_ايه؟ انتي اللي قولتي نقول إنها مش المديرة.


قاطعتهم أبلة عبير:


_ماله المرتب يا مس سعاد؟ دا ضعف مرتب المدرسات العادي اللي شغالين في الحضانات التانية.


_أنا..أنا مش قصدي حاجة.


_طيب ملمومين عليها كدا ليه؟ أنا قولتلكم عشان متتصدموش مش عشان تسيبوا حصصكم و تيجوا ت خ ن ق وها هنا...


اتكلمت و هي باصة لسعاد اللي كانت لسه حضناني جزئياً عشان تفهم التلميح و تسيبني أخيراً.


_اتفضلوا كل واحدة على حصتها يلا.


أول ما سعاد و مي مشيوا بصتلي و اتكلمت:


_تقدري تاخدي اليوم أجازة النهاردا، روحي اتفسحي و كلي حاجة حلوة م ت ن ك دي ش على نفسك.


أنا فعلاً كنت هعمل كدا، النهاردا همشي و هاخد يارا معايا و بما إنه آخر يوم لينا في الحياة، كنت ناوية أخليه أسعد يوم على الإطلاق في حياتنا القصيرة و ال ك ئ ي بة...


________________


_ألو يا أدهم...


_ألو...عملت اللي قولتلك عليه؟


حطيت التليفون على ودني و رديت و أنا بسوق العربية.


_أيوا، سجل البنت قدامي أهو المشكلة إنها...


_مالها؟ ما تنطق و تخلصني.


_مواليد **٢٠ يعني عندها ١٩ سنة بس!


_و فيها ايه يعني؟ كان باين إنها صغيرة بالفعل، تلاقي البنت التانية الصغيرة أختها و لا حاجة و هي بتضحك علينا...


_بس المص*يبة إنه مش مكتوب إنها متجوزة!


دست على المكابح جامد مرة واحدة قبل ما العربية تقف أخيرا بصرير عالي و م ز ع ج.


_اي اللي بتقوله دا؟ احنا كنا بنراقبها و متأكدين إن جوزها ياسر السياف.


_مش عارف، شكل الموضوع فيه لعبة كبيرة أكبر من اللي كنا متخيلينها...


قفلت التليفون ب ع ص ب ية و دماغي قعدت تودي و تجيب، البنت مراته بشهادة المنطقة كلها إلا لو...لو متجوزين بقالهم أكتر من سنة!

ساعتها بس هيضطروا يعملوا عقد م ز و ر عشان مكانتش في السن القانوني للجواز، و بما إن يارا عمرها أكتر من سنة يبقى....


ض ر ب ت الدراكسيون ب ع ص ب ية و رجعت شغلت العربية تاني، كانت يا دوب الساعة تلاتة العصر و كنت رايح أقابل صحابي قبل ما مازن يسد نفسي بالأخبار.


فجأة سمعت التيليفون بيرن تاني، سحبته و بصيت على الاسم "العملية رقم ٣٦٦"، مهتمتش في البداية و رميت التيليفون بعيد قبل ما دماغي تستوعب مين صاحبة الاسم، كانت يمني..يمنى بترن عليا أنا؟ أخيراً قررت تستسلم؟!


مديت يدي و سحبت التيليفون تاني و رديت بسرعة:


_ألو، آنسة يمنى معايا؟


_أنا...أنا قبلت إعتذارك و استخدمت التذكرة...


خلايا مخي وقفت عن التفكير فجأة..


_يعني ايه استخدمتيها؟


_أنا في الملاهي دلوقتي مع يارا و اتصلت عشان أشكرك.


ض ر ب ت راسي لما استوعبت الغ ب اء اللي عملته، مكانش لازم أديلها التذكرة، كان لازم أنا اللي أخدها و أوديها بنفسي، ازاي متوقعتش إنها ممكن تعمل حاجة زي كدا؟!


استجمعت نفسي و سألتها تاني:


_بتقولي إنك في الملاهي دلوقتي؟


ردت عليا بنبرة امتنان حقيقية:


_أيوا و شكرا لحضرتك جداً.


_عفواً على ايه؟ دي حاجة بسيطة.


قفلت معاها و رنيت على حد و أول ما رد اتكلمت بسرعة:


_متستنونيش مش جاي.


_نعم! و مش جاي ليه يا أستاذ يا....


قفلت السكة في وشه من غير ما أرد و غيرت اتجاه العربية، أنا مش عامل كل دا عشان في الآخر مطلعش منك بحاجة، مش أنا اللي ي ت ل ع ب معاه بالطريقة دي يا كتكوتة!


_________________


يُتبع....


الفصل الرابع من...

#ما_لم_تخبرنا_به_الحياة


الفصل المرة دي قصير ، و دا ليه؟ عشان التفاعل قليل(T^T)

 ما هو مش معقول أول فصل يوصل أعلى من خمسية و بعدين يقلوا لدرجة ميكملش حتى متين!

لو مش عايزين أكمل عادي، لكن مش أقعد أكتب و أتعب على الفاضي و في الآخر ملاقيش تفاعل، مش كدا يا جماعة!(._.)


تفاعلوا و قولوا رأيكم عشان أكمل، و كل ما التفاعل يزيد كل ما تحمست و خليت البارت أطول فتفاعلوا و علقوا عشان البوست يترفع و يوصل للكل.🫵


المهم تتوقعوا أدهم عايز من يمنى ايه، و تتوقعوا ايه قصتها؟

بس كدا دمتم بخير و مش هحط قلب علشان زعلانة منكم :-

#ما_لم_تخبرنا_به_الحياة ٢

في اليوم التاني أول ما فتحت عيوني كنت  م ر م ية على الأرض من غير هدوم على البلاط الساقع و مفيش حتة في جسمي تقريباً مش م و ر مة سواء من الض ر ب أو من ع ض ا ته اللي أول ما لمحتها على كتفي حسيت إني عايزة أ ر ج ع.


___________________

ملاحظة قبل ما نكمل: دا الفصل التاني بعد ما يمنى وعدت يارا إنها ترجعلها، و كونك بتقرى الفصل دا هنا، معناه إن الفيس أخيرا تكرم علينا و قبله(T^T) بس عشان محدش يبقى متلغبط، الفصل الجديد لسه هينزل النهاردا بإذن الله  واللي مش فاهم حاجة يسأل عادي و آسفة على اللغبطة.(..)♡

____________________


ياسر اللي يؤسفني أقول إنه جوزي كان شخص م خ تل عقلياً، م د م ن  م خ در ات  و  ك ح ول، دا غير إنه

سا د ي  بيتلذذ  ب ت ع ذ ي ب ي  سواء عملت أو معملتش حاجة عموماً...


فجأة حسيت بغ.صة في قلبي أول لما افتكرت يارا و وعدي ليها، لفيت بعيني في المكان بدور على أي حاجة قريبة مني ينفع ألبسها، مكانش في على الأرض غير هدومي اللي ياسر ق ط ع ها لي ، لمحت الش و مة و الح ز ام اللي كان  ب ي ض ر ب ني  بيهم امبارح و رغبتي في الإ س ت ف ر اغ  زادت مع إن معدتي كانت شبه فاضية، افتكرت يارا اللي مأكلتش حاجة من امبارح زيي و بدأت أز ح ف  و  أنا  ب ب ك ي من القلق عليها.


بعد م عا ناة حقيقية أخيراً قدرت أوصل للدولاب، اتسندت على الحيطة و أ ج ب رت نفسي إني أقوم بال ع ا ف ية، فتحت الدولاب و سحبت منه أول حاجة جات في يدي، كان إسدال الصلاة، لبسته و أنا بحاول أتجاهل أ لم   جر و حي اللي كل ما القماش يلمسها أحسها ب ت  ح ر ق ني  أكتر.


 فجأة سمعت صوت تيليفوني بيرن، بصيت بسرعة على ياسر على السرير لقيته لسه نايم زي الخ ن ز ير على بطنه و مش حاسس بحاجة فحمدت ربنا.


أخدت التليفون اللي كان عمال يرن من على الأرض و عملته صامت من غير ما أشوف مين، كان همي الوحيد في اللحظة دي إني أطمن على يارا و بس.


لما دخلت أوضة يارا لقيتها متكورة و نايمة على الأرض مكان ما سيبتها امبارح، باين إنها نامت بعد ما تعبت من كتر العياط بسبب عيونها اللي كانت م ن فو خة، ميلت عشان أشيلها و أحطها على السرير بس مقدرتش، حاولت مرة و اتنين و تلاتة بس جسمي كان أض ع ف من إنه يقدر يستحمل وزن طفلة خمس سنين و عندها نقص تغذية، آخر ما ز ه ق ت سحبت البطانية من على السرير و غطيتها بيها و قعدت جمبها، بدأت أملس على شعرها و أنا بتكلم بهمس:


_قوليلي يا يارا...لما قررت أحتفظ بيكي يومها كنت

 غ ل ط ا نة؟

على الأقل لو  م و تي  ساعتها مكنتيش هتشوفي كل الع ذا ب  دا!

ماما كان معاها حق؟ أنا   أص غ ر  من إني أقدر آخد بالي منك لوحدي؟ يمكن ، سامحيني عشان المسؤولية كانت أكبر مني و مهما حاولت أشيلها كان ح م ل ها دايماً  ب ي ك س رني  و أرجع أشكيلك منها و من حياتي.

أق د ر  أستحمل كل حاجة إلا إني أشوفك كدا...قوليلي لو  ق ت ل تك  دلوقتي و  خ ل ص ت  على نفسي بعديها هيبقى حرام؟ يا ترى..هت ز ع لي  مني و لا 

هت ش كر ي ني  إني  لح ق تك  قبل ما الدور يجي عليكي و تاخدي نصيبك من الم صا ي ب   و   الأ ح ز ا ن  زيي؟


سكتت بعد ما لمحت العُقد اللي كان على رقبتها واللي طلبت منها متخلعهوش أبداً مهما حصل، كان على شكل نص قلب و كنت لابسة النص التاني اللي بيكمله، ممكن حد يفتكر إنها للزينة بس الحقيقة إن الس لا سل كانت بتتفتح، كنت مخبية جوا كل س ل س لة   بر شا مة عبارة عن حبة سِ م  لونها أحمر!


ابتسمت و ميلت عشان أطبع بوسة رقيقة على راسها، ممكن أكون خلفت وعود كتير ليارا بس الحاجة الوحيدة اللي كنت متأكدة منها إن لما يجي الوقت المناسب.....و أبقى شجاعة كفاية..... ه م ش ي   و هاخدها معايا.


________________


منبه الساعة تسعة رن، طفيته و أنا بلبس هدومي بعد ما استحميت و صليت، دهنت جسمي كله ب م ر ه م مسكن ل ل آ لا م مكانش بيفارقني من ساعة ما اتجوزت ياسر، اتنهدت بعد ما الأنبوبة التانية في نفس الأسبوع بالفعل خلصت و رميتها في سلة الزبالة و أنا بفكر إني لازم أشتري واحدة جديدة النهاردا.


الجزء الأ س و ء إنه بالرغم من ت ع بي كان لازم أنزل الشغل و أمثل إن مفيش حاجة حصلت.


طلعت خبطت على جارتنا، كنت دايماً بطلع يارا عندها قبل ما أمشي عشان ياسر ميعملهاش حاجة و أنا مش موجودة، طلبت منها تنزل ورايا براحة تاخدها من تحت عشان مكنتش قادرة أشيلها و هي نفذت كلامي بابتسامة دافية من غير ما تعترض.


قبل ما أمشي رجعت تاني و اتكلمت بسرعة:


_سلمى، أنا عارفة إني بتقل عليكي بس معلش ابقي وكليها أي حاجة لما تصحى عشان من امبارح مأكلتش.


بصيتلي بعتاب و اتكلمت:


_عي.ب عليكي يا يمنى الكلام دا ! انتي مش بتقلي عليا و لا حاجة، يارا زيها زي بنتي بالظبط.


ابتسمتلها بامتنان حقيقي قبل ما أرد:


_أنا بجد مش عارفة كنت هتصرف ازاي لو انتي مكنتيش موجودة، بجد متشكرة جدا عمري ما هنسى جميلك دا.


قر صتني من خدي براحة و هي بتتكلم بهزار:


_ربنا موجود دايماً، بطلي كلام عبيط و انزلي على شغلك دلوقتي قبل ما تتأخري و متقلقيش على يارا أنا هاخد بالي منها.


شكرتها تاني و نزلت بسرعة.


__________________


_كل الناس تاخد أجازات ترجع تمام و زي الفل إلا يمنى...ترجع أكنها ز و م ب ي.


اتكلمت مي بهزار قبل ما  ت ن ك ز ها سعاد في جنبها..


_بس يا مي، باين على يمنى إنها ت ع با نة بجد، مالك يا حبيبتي انتي كويسة؟


_أنا كويسة، امبارح بس منمتش كويس مش أكتر.


_بس خدك ماله م و ر م  كدا ليه؟


سألت سعاد بقلق حقيقي.


_ع..عشان ضرسي...ضرسي ب ي و ج ع ني، لما آخد أجازة تاني هبقى أخلعه.


_ضرس ايه اللي ي و رم  خدك كدا؟ دا عامل زي ما يكون حد ض ا ر بك بالروسية.


_مي...الروسية بتبقى بالدماغ للدماغ، قصدك عامل زي ما يكون حد  م د ي ها   بالق ل م  على وشها جامد.


_بس يا سعاد يا حبيبتي ق ل م  ايه اللي ي و ر م كدا؟ صدقيني هو حد ا دا ها بالروسية في خدها.


هزت سعاد راسها ب ق لة   ح ي لة   من مي و اتكلمت و هي بتسحبني وراها:


_أياً كان ضرسك و لا ايه اللي حصل، أعتقد التلج هيخفف الو ر م شوية.


مشيت وراها و سيبتها تحطلي تلج على خدي و شفايفي الم ك د و م ين.


_متأكدة إنك هتقدري تتعاملي مع العيال دي النهاردا؟ لو ت ع با نة ممكن آخد حصصك أنا.


_متقلقيش أنا بعرف أتصرف معاهم.


قا.طعتنا مي و هي داخلة بكوبايتين شاي و بتناولني واحدة.


_متخافيش على يمنى، العيال بيحبوها و بيسمعوا كلامها.


_أنا قصدي إنهم  ه ي ص د ع و ها  و هي يا عيني مش م س ت ح م لة حاجة.


_على رأيك صح، دول  ع فا ر يت مش عيال!


شربت شوية من كوباية الشاي قبل ما أدخل أخيراً في المحادثة اللي دايرة عني في وشي:


_متقلقوش عليا، النهاردا درس بسيط كدا كدا و هخلصه بسرعة.


كنت شغالة مدرسة رياضة في حضانة السلام، على الرغم إن معيش شهادة ثانوية بس صاحبة الحضانة كانت تعرف ماما و عارفة قصتي كلها، أنا كنت مه و و سة بالأرقام لما كنت صغيرة و لما كبرت هي أخدتني و شغلتني معاهم.


فتحت الكتاب عشان أنقي شوية مسائل أكتبها على السبورة قبل ما أسمع تليفوني بيرن تاني، كنت عارفة إنه مستحيل يكون ياسر عشان كدا مهتمتش في البداية لكن لما رن للمرة الرابعة اخدته و رديت ب ع ص ب ية:


_الو...


_آنسة يمنى معايا؟


حسيت بجسمي كله ات ج م د أول ما سمعت نبرة الصوت المألوفة على الناحية التانية، للحظة ان ف ص ل ت  عن العالم و كل اللي كنت شايفاه جوز عيون زرقا با ر دة   ب ت ح د ق  فيا قبل ما يرجعني صوته للواقع تاني:


_أنا الظا ب ط أدهم اللي سيبتك تخرجي امبارح فاكراني؟


_أ..أيوا، حضرتك في أي م ش ك لة؟


_يعني...ت ق د ري تقولي كدا.


حسيت بمفاصل رجلي ب تس يب و مبقتش قا د رة تشيلني أكتر عشان كدا قعدت على كرسي صغير جمبي.


_م..م ش ك لة ايه؟ أنا..أنا م ع م ل ت ش حاجة والله!


_اه د ي، م ش ك لة بسيطة م ت ق ل ق يش.


_ايه هي؟


_مش هق د ر أقولك في التيليفون، فا ضية تقابليني؟


بصيت على الساعة لقيتها لسه تسعة و نص، اترددت شوية قبل ما أتكلم:


_عندي شغل دلوقتي، ينفع بعد ساعتين؟


_حلو، الساعة ١١ و نص كدا قابليني عند كافيه السعادة عارفاه؟


مخي عمل ايرور، كافيه ايه دا اللي عايزنا نتقابل فيه؟ أنا كنت فاكرة إني هروحله القسم!


_أ..أيوا ، مش اللي في ال****


_أيوا هو، خلاص هستناكي متتأخريش.


قال و قفل السكة.


فضلت دقيقة متنحة مش قادرة أستوعب ايه اللي حصل، مش قادرة أحدد هو ناوي على ايه و لا بيعمل كدا ليه بس قررت في النهاية إني لازم أقابله قبل ما أحاول أحط أنا أي تخمينات من عندي.


__________________


الساعة ١١ و ربع، ماشية في الشارع رايحة للكافيه بعد ما خلصت حصصي و استأذنت، كنت حاسة ب د و خة بسيطة و حاسة إني بر دا نة بالرغم من إني كنت ماشية في الشمس.


طول الطريق كنت بفكر ايه الحاجة اللي ممكن أبقى عاملاها بس مجاش في دماغي غير فوزية صاحبتنا في الحضانة اللي كنا عمالين نهزر معاها و  ن ت ر يق على اسمها و هي قالت إنها هت ب ل غ عننا إننا ب ن ت ن م ر عليها.


بعد عشر دقايق مشي أخيراً وصلت هناك لأن المكان كان قريب من الحضانة، في البداية افتكرته لسه موصلش لأني مشوفتش حد ببدلة ضا بط قاعد بس لما دخلت جوا لمحته....شعره الأشقر مسرحه لورا بطريقة جميلة، و قميصه الأزرق الفاتح مخلي عينيه تبرز أكتر، جسمه رياضي و دا شئ طبيعي بالنسبة لشغله، شكله..شكله كان مثالي من غير و لا غلطة!


أول ما استوعبت إني كنت م ب ح ل قة فيه لفترة نزلت وشي بسرعة و استغفرت ربنا، لما بصيت للأرض لمحت جذمتي الم ق ط عة و افتكرت منظري المتواضع فحسيت بإح ر اج، كنت لابسة البالطو البني القديم بتاعي على خمار أسود و جيبة سودة، في الحقيقة مكانش عندي غيرهم، اترددت شوية قبل ما أمشي ناحيته و هو أول ما أخد باله مني وقف و شاورلي... 


_آنسة يمنى، اتفضلي اقعدي.


أول ما وصلت قدامه اتكلمت بسرعة:


_والله يا حضرة الظا بط ما كان قصدي حاجة ، فوزية زي أختي بالظبط و أنا كنت بهزر معاها بس مش أكتر...


_فوزية مين؟ ايه اللي بتقوليه دا؟


_مش فوزية اشتكتني عشان كنت ب ت ر ي ق على اسمها؟


بصلي با س ت غ ر اب  من غير ما ينطق فخمنت إن الموضوع ملوش علاقة بفوزية، ح ك ي ت راسي و  ابتسمت بإ ح ر اج و قعدت.


_يعني...يعني مش فوزية اللي اشتكتني؟


بصلي بحاجب مرفوع قبل ما يرد أخيراً:


_محدش شكاكي.


_طيب اومال ليه اتصلت بيا؟


سألته بقلق، دماغي ه ت ن ف ج ر من الصداع و حاسة بد و خة خفيفة.


_هقولك بس لما تهدي الأول، تحبي تشربي ايه؟


_مش..مش عايزة أشرب حاجة.


_لو سمحت، عصير فراولة و كوباية قهوة هنا.


اتنهدت ب ي أ س ، أياً كان اللي عايزه هو بينفذه، بصيتله ب ط ر ف عيني قبل ما أتكلم:


_و ليه عصير فراولة؟ كنت طلبتلي قهوة معاك.


بصلي و ابتسم بجانبية:


_كان قدامك فرصة تختاري و بعدين القهوة غ ل ط على الأطفال.


بصيتله بعدم تصديق، هو دلوقتي بيقول عليا أنا طفلة؟! رديت ب غ ي ظ:


_أنا مش طفلة، أنا مدام متجوزة و معايا بنت!


قرب و اتكا بيده على التربيزة قبل ما يتكلم:


_ اممم، و يا ترى المدام الكبيرة خالص دي عندها كام سنة؟


_عندي تلاتين سنة.


كنت بحاول أتكلم بثبات بس معرفش ليه صوتي طلع م ه ز و ز كأنه هو كمان ب ي ك د ب ني.


_تلاتين؟! دا انتي يا دوب امبارح كنتي تمانية و عشرين، أنا  خ ا ي ف أقابلك بكرا ألاقي عمرك بقى أربعين سنة لاحسن عندك التقويم بيمشي أسرع باين.


_م ت خا فش، مش هيحصل!


ضحك باستمتاع و رجع بضهره لورا تاني.


_خلاص ناوية تثبتي على التلاتين؟ مش وحش برضو.


_أنا قصدي إني مش هقابلك تاني، لو في حاجة قول دلوقتي عشان دي آخر مرة نتقابل فيها!


اتكلمت بحزم أول ما حسيت إنه  ب ي ت س لى  مش أكتر.


_طيب اهدي، الله أعلم بكرا يبقى فيه ايه، على العموم أنا كنت متصل بيكي بخصوص بنتك.


كل حواسي صحيت فجأة أول ما سمعت سيرتها، ازاي مجاش في بالي إن الموضوع بخصوص يارا مع إن الم ش ك لة الأساسية كانت بسببها؟! 


ات خ ض ي ت و وقفت بسرعة.


_ما ل ها يارا؟ يارا بنتي، بنتي وحدي م ح د ش  ليه دعوة بيها...


_أنا مقولتش حاجة، ممكن تهدي و تسمعيني؟


فجأة حسيت بدوخة تاني بس أشد، اتسندت على التربيزة بيدي و أنا بحاول م ق ع ش على الأرض...


_مالك؟ انتي كويسة؟


اتكلم الظا بط و هو بيقرب مني و أول لما شفت يده بتتمد ناحيتي حسيت ب ر ع ب  و  ز ح ت ها بسرعة.


_م..م ت قر بش،  ا ب ع د...


الموضوع بدأ يتطور من كونه مجرد د و خة لنوبة ه ل ع ، بدأت أشوف ذكريات من الماضي، شارع ض ل م ة، ريحة ع ف و نة  و   رط و بة شديدة في الجو ، يد ب ت س ح ب هدومي غ ص ب عني و أنا عمالة أ ص ر خ، و فجأة....فجأة مبقتش قادرة آخد نفسي...


_آنسة يمنى؟!


مقدرتش أستحمل أكتر من كدا، يدي فلتت الترابيزة بس بدل ما أحس بالأرض حسيت بحضن دافي، يد كانت بتلمس دماغي و صوت سمعاه قريب مني جداً:


_يا ل ه و ي! درجة حرارتك عالية جداً ،حد يتصل بالإ س عا ف بسرعة!


كانت دي آخر حاجة سمعتها قبل ما عيوني ت ق ف ل خالص، و....و فجأة بين السواد شفتها، كانت واقفة هناك و أنا واقفة معاها...على ممشى النيل...الهوا بيطير شعري الفحمي الناعم لورا بيخلي ك د مة عيني الشمال الزرقا تبقى ظاهرة بوضوح... ميلت عشان تبقى طولي و اتكلمت:


_يمنى، انتي بنت ماما الشطورة صح؟


هزيت راسي بالموافقة.


_طيب و لما انتي بنت شطورة...في بنات شطورة تلعب مع الولاد؟


بدأت ملامح الطفلة اللي مكانتش في الحقيقة غير أنا تر تبك.


_إ..إياد هو اللي جه يلعب معايا.


_أنا عارفة، كنتوا بتلعبوا لعبة ايه؟


سكتت شوية قبل ما أجاوبها.


_لعبة العريس و العروسة.


_همم، عشان كدا با س ك من بوقك؟


_أيوا.


ابتسمت و خدتني في حضنها قبل ما تتكلم:


_يمنى... انتي لسه صغيرة، بكرا و بعده هتتجوزي و هيبقى عندك حد تحبيه و يحبك لكن مينفعش تسيبي أي حد كدا ي بو س ك    أو    ي ل م س ك   فاهمة يا ماما؟


_ليه؟ دي لعبة.


_حتى لو لعبة، اللي بتعمل كدا بتبقى بنت و ح شة و محدش بيحبها.


_عشان كدا بابا ض ر ب ني؟ عشان هو مبقاش بيحب يمنى؟


_لا، بابا بيحب يمنى و عمل كدا عشان عايزها تبقى بنت كويسة، مت ز ع ل ي ش منه يا يمنى.


ابتسمت و حضنتها جامد.


_مش زعلانة.


_همم يا ترى يمنى هتبقي بنت شطورة و مش هتسيب حد   ي ل م س ها   تاني؟


_أيوا، يمنى هتبقى بنت شطورة و مش هتسيب حد ي ل م س ها تاني أبداً أبداً.


_وعد؟


مدت صباعها الصغير ليا و أنا لمسته بصباعي الصغير قبل ما أجاوبها:


_وعد.


"ويح روحي إن اغتربت عني

تذرني فلا أدركني...

إني أبحث عني و أجدني...

خيباتٌ و وعود لم تنجبر..."


#ما_لم_تخبرنا_به_الحياة 5


_حد يجي الملاهي على الصبح كدا؟


كنت بناول يارا غزل البنات قبل ما أسمع صوت حد جاي من ورايا مألوف، بصيت ورا بسرعة و لقيته هو أدهم فعلاً،  ع/ض/يت على شفتي عشان أمنع ابتسامة من إنها تتكون، غرضي من الاتصال كان إني أخليه يجي بطريقة غير مباشرة بس متوقعتش إنه يجي بالسرعة دي، بما إن النهاردا آخر يوم قررت إني هعمل كل اللي عايزاه......شايفيني خ/اي/نة عشان كان الشخص الوحيد اللي عايزة أشوفه لآخر مرة راجل غريب؟ مش مهم، كنت أن/انية عشان ناوية أخلي النهاية م/ئسا/وية؟ برضو مش مهم...شوفوا اللي تشوفوه، النهاردا يومي الأخير و الحكاية حكايتي و لو مكانتش البداية ليا...فالنهاية بتاعتي.


ك/ت/فت يدي و رديت عليه بحاجب مرفوع:


_احنا بقينا العصر يا حضرة الظابط.


__________________


ماشي قدامي، مقعد يارا فوق كتافه و هي م/ست/غ/لة الوضع و فرحانة بالمنظر من فوق ، كنت ه/من/عها في البداية بس لما افتكرت إنه آخر يوم سبتها.


منظرهم سوى و هم عمالين يلعبوا و يضحكوا خلاني أحس بدفا في صدري، كان نفسي يبقى عند يارا أب حقيقي زيه! فيها ايه لو الحياة كانت عادلة معانا شوية؟!


فجأة وقف و لف و بصلي براس مايل و تعابير عبيطة على وشه، الغريب إن يارا فوق كتافه كانت عاملة نفس تعابيره بالظبط فضحكت على منظرهم.


_ايه مالكم؟ وقفت ليه؟


_ماشية ليه ورانا؟ تعالي هنا.


_لا، أنا.....


قبل ما أقدر أعترض يده اتمددت و س/ح/بت/ني من يدي عشان أمشي جمبهم.


بصيت لإيدينا  المشبوكة سوى و حسيت بالس/خو/نة بتوصل لوشي، غلط إني أسيبه يمسك إيدي مش كدا؟

بس...بس شعور الدفا و الأمان غير المألوف كان ش/الل تفكيري.


_ماما...عايزة أنط...عايزة أنط هناك.


مع كلامها أدهم أخيراً ساب يدي و بصلي قبل ما يتكلم:


_قصدها على الترامبولين خلينا ن...اي دا مالك؟ وشك لونه أحمر، حاسة إنك تع/با/نة؟


قال و هو بيمد كفه و بيحطها على قورتي عشان يتحسس درجة حرارتي.


ار/تب/كت أكتر و شلتها بسرعة و أنا برد:


_لا، مش تع/با/نة، دا....دا بس بسبب إننا ماشين في الشمس، جسمي ب/يس/خن بسرعة.


همهم بتفهم و مش متأكدة بس حسيت إني لمحته بيبتسم بجانبية قبل ما يديني ضهره و ي/سح/ب/ني معاه ناحية الترامبولين.


_مستنية ايه؟


_ها!


_مستنية ايه؟ اق/لعي جذمتك انتي كمان.


بصيت عليهم لقيته و هو يارا قا/لعين كوتشياتهم و واقفين مستنييني.


نفيت براسي و اتكلمت بسرعة:


_لا أنا...أنا مش هدخل، روحوا انتوا.


لما سكت فكرته سمع كلامي، بس تفاجئت بيه بيوطي و بيفتحلي سوستة الجذمة من على الجمب.


_الواحد مش بيجي للملاهي كل يوم، حاولي تس/تغ/لي اللحظة.


وقف و هو  بي/غم/ز/لي  بعد ما خلص فتح السُسَت في الناحيتين.


بصيت با/رتبا/ك ناحية اللعبة، لما كنت صغيرة مجاتليش الفرصة أبداً إني أجرب أي نوع من الألعاب عشان طبيعة بابا الم/تش/ددة و إيمانه بفكرة إن البنت لازم تحافظ على نفسها و تفضل جوا البيت فمكانش 

ب/يس/يب/ني  أخر/ج  أبداً.


_سرحتي فين تاني؟ قولتلك عيشي اللحظة متفكريش كتير.


اتكلم و هو ب/يسح/بن/ي عشان أطلع وراهم.


_ممكن تبطل تس/حبن/ي من يدي فجأة كل شوية؟!


اتكلمت بض/يق مصطنع، الحقيقة إن كل مرة بيمسك فيها يدي قلبي كان بيد/ق جامد و كنت خايفة أعترف لنفسي بالسبب الحقيقي.


رفع ايديه الاتنين لفوق في وضعية استس/لام و اتكلم:


_ماشي، زي ما تحبي، مش همسكك تاني...راضية؟


مرتدش عليه و دخلت جوا، اتفاجئت بإني مش قادرة أقف بسبب الناس اللي عمالة تنط قريب منا.


حاولت اتوازن بس كنت عمالة أق/ع و هو كان بيتفرج عليا و عمال يضحك أما يارا كانت في عالمها الموازي عمالة تتنطط و مش فارق معاها حاجة.


آخر ما ز/هقت  است/سلمت و فضلت قاعدة مكاني قبل ما ألاقي يد ممدودة قدامي.


_طيب، ينفع أمسكك المرة دي بس؟


اتر/ددت شوية قبل ما أمسك يده، شد/ني فوقفت معاه، بدأ ينط براحة و طلب مني أعمل زيه.


مش عارفة أوصف الشعور ازاي، بس في كل مرة بلاقي جسمي في الهوا كنت بحس بشعور غريب بالحرية، عايزة أنط أعلى و أطير فوق، عايزة أخ/لص من كل الأفكار و الكو/ابيس و الحياة تقف على كدا.


__________________


اكتشفت المعنى الحقيقي لجملة " عيونه بتلمع من السعادة" لما ركزت في عيون يمنى، عيون بني بمسحة من العسل، دايماً تحسسك إنها شايلة همو/م العالم و حز/نه و مئا/سيه كله فيها بس لما بتضحك...بتقدر تشوف بوضوح إنها مجرد طفلة استح/م/لت فوق

 طا/قتها أكتر بكتير، كنت حاسس بالش/فقة عليها من اللي اتض/طرت تشوفه و تمر بيه أياً كان ايه هو.


في الحقيقة، مستغرقش الموضوع وقت طويل قبل ما يمنى تندمج و تبدأ تستمع بجد، كنت براقبها و هي عمالة تجري من لعبة للعبة زي الأطفال بالظبط و المضحك إن لما يارا بتتعب كانت يمنى هي اللي بتلح عليها عشان يكملوا، كانت خطتي ماشية بمثالية.


_بس كدا...كفاية.


اتكلمت و أنا بس/حب يارا اللي باين عليها انهكت تماماً و بنق/ذها من يد يمنى اللي كانت بتج/رها عشان يركبوا لعبة تاني.


_بس..بس ليه؟ لسه في لعب تاني كتير عايزة أجربها.


_يمنى..خلينا ناخد بريك عشان ناكل و بعدين نرجع نكمل، بصي على يارا...تع/بت خالص.


اتكلمت و أنا برفع يارا و أول ما شلتها حضنتني و سندت راسها على كتفي بتع/ب.


يمنى أول ما أخدت بالها منها وافقت على مض/ض و مشيت ورانا ناحية الكافيتريا.


طلبت أكل كتير لينا احنا التلاتة ، كنت مقعد يارا على حجري و بوكلها عشان أمنح فرصة ليمنى تقدر تاكل براحتها و في البداية طبعاً كانت معتر/ضة بس بعد إصر/اري إني أعمل كدا وافقت.


فجأة حسيت بوتيرة أنفاس يارا بقت بطيئة و منتظمة و جسمها بقى مسترخي فعرفت إنها نامت، شلتها في وضعية مريحة أكتر عشان تقدر تكمل نوم و 

اس/تغ/ليت الفرصة و سألت يمنى:


_يارا بنت جميلة جداً ما شاء الله عليها، ممكن تقوليلي عندها كام سنة؟


أخدت قطمة من الساندوتش قبل ما ترد بحماس و خدودها مليانة بسبب مدحي لبنتها:


_خمسة.


_همم، طيب و انتي عندك كام سنة؟


اتكلمت بعد ما مديت صباعي عشان أمسح حتة كاتشب كانت على طرف شفتها و لحستها.


فجأة ار/تب/كت و خدودها بدأت تحمر تاني و سابت الأكل.


_ما..ما قولتلك تمانية و عشرين.


اتسندت على الترابيزة بيدي اللي مكنتش شايل عليها يارا.


_لا، انتي قولتيلي تلاتين و باين جدا إنك أصغر من كدا ممكن تقوليلي عمرك الحقيقي؟


سألتها بحاول أستدر/جها في الكلام و متفاجئتش لما ردت أخيرا:


_بصراحة...عندي خمسة و عشرين سنة.


طبيعي هت/نكر فحاولت أوصل للي عايزه من ناحية تانية.


_طيب و متجوزة بقالك كام سنة؟


_خ..خمسة.


مع إني توقعت حاجة زي كدا، بس لما سمعت الحقيقة من لسانها حسيت بصد/مة، أهلها سمحوا إنها تتج/وز و هي عندما ١٤ سنة بس؟

حاولت أتمالك نفسي و مبينش حاجة و أنا بسألها تاني: 


_و مستريحة مع جوزك؟


بدأت تهز رجلها بسرعة بعص/بية و جسمها يتر/عش بدرجة خفيفة بس قدرت ألاحظها قبل ما تجاوب بح/دة:


_ممكن أعرف ليه بتسأل كل الأسئلة دي كأنك بتح/قق معايا؟ أعتقد إن حياتي الزوجية متخصكش في حاجة.


_مش قصدي... كل الحكاية إني شفت...


اتحمحمت و مثلت الق/لق قبل ما أكمل:


_شفت آثا/ر حبا/ل على يدك.


بصتلي بصد/مة و خو/ف و انا اتكلمت تاني بحاول أخليها تثق فيا:


_آنسة يمنى، متقلقيش...لو بتتعرضي لأي شكل من أشكال العن/ف أقدر أساعدك.


هزت راسها بالن/في بسرعة و ردت:


_ل..لا ، أنا كويسة.


حاوطت يدها اللي كانت بتتر/عش بخو/ف على الترابيزة بكفي و اتكلمت:


_بس أنا عارف إنك مش كويسة، احكيلي...


سح/بت يدها بع/يد و وقفت قبل ما تتكلم بعص/بية:


_ق..قولتلك أنا كويسة، ليه مش عايز تفهم؟


يارا صحيت من صوت زعا/قها و في ناس وقفت تتفرج علينا فطلعت الحسا/ب و حطيته على الترابيزة قبل ما أسح/بها معايا برا.


وقفت في نص السكة فجأة و سح/بت يدها م/ني.


_قولتلك متمسكنيش فجأة بالطريقة دي.


_أنا آسف، بس بسبب واحدة عص/بية الناس كلها كانت بتتفرج علينا جوا.


حكت راسها و بصت للأرض  بإحر/اج.


_انت..انت اللي عص/بتني.


_طيب ، هديتي دلوقتي؟


_مش قوي، لو سألتني أسئلة زي دي تاني هتع/صب عليك.


حسيت إنها بدأت تاخد عليا شوية عشان كدا قررت مضغ/طش عليها أكتر عشان منرجعش للصفر تاني فاتكلمت بهدوء مصطنع على عكس البرا/كين اللي كانت جوايا:


_تمام، زي ما تحبي...مش هسألك تاني.


كتف/ت دراعاتها و بصتلي بحاجب مرفوع:


_دا نفس اللي قولته ساعة ما طلبت منك متمسكش يدي تاني.


ابتسمت بإحر/اج:


_مكانش قصدي أمسكك تاني، أنا بتكلم بجد...مش هسألك تاني بس لو حسيتي إنك عايزة تتكلمي في أي وقت افتكري إني موجود و هقدر أساعدك.


__________________


في حاجة غر/يبة...على الرغم من إن عيونه مكانتش صادقة تماماً في عرضها بس أنا كنت حاسة بشعور مألوف كان غايب عني لفترة طويلة، شعور اشتقتله جداً بدأ يتسر/ب لقلبي براحة تاني...لأول مرة من فترة طويلة أنا...أنا كنت حاسة بأمل.


حطيت يدي على صدري مكان السل/سلة و حسيت إني عايزة أرجع في قراري، يمكن...يمكن الحياة لسه فيها خير، يمكن فعلا أدهم يساعدني و أتح/رر أنا و يارا من ياسر و تكبر كأنها بنت طبيعية من غير ما حد ما يعرف قصتها...


ابتسمتله بامتنان و هزيت راسي بالموافقة قبل ما يارا تنزل من على دراعه و تجري ناحيتي و هي بتتكلم:


_ماما، عايزة ألعب هناك.


بصيت للناحية اللي كانت بتشاور عليها و كانت عبارة عن مساحة صغيرة فيها ألعاب أطفال.


أدهم جه فجأة رفعها و قعدها على كتافه تاني و اتكلم:


_زي ما تحب الأميرة.


كان الوقت بقى المغرب بالفعل و بما إن خطتتي اتغيرت و قررت أروح البيت النهاردا  بدل المقا/بر حاولت 

أعتر/ض عشان مكنتش عايزة أتأخر أكتر من كدا على ياسر، كنت عارفة إن اللي مستنيني في البيت بالفعل عقا/ب مش هيكون هي/ن أبداً، كل اللي عدى كوم و المرة دي كوم تاني خالص.


_يارا خليها مرة تاني عشان اتأخرنا.


_ بس أنا عايزة ألعب هناك.


_سيبيها نص ساعة تاني و أنا هوصلكم متقلقيش.


في النهاية وافقت، بما إني كدا كدا هتض/رب مش هتيجي على نص ساعة أسيبها فيها تعمل اللي نفسها فيه.


قعدت على كرسي قريب منها و أنا بتفرج عليها و قبل ما ألاحظ إن أدهم مخت/في لقيته جاي و في يده تلات علب آيسكريم.


_فراولة و لا مانجا و لا شوكولاتة؟


سألني و هو بيمدهم قدامي.


_امم فراولة.


_ازاي دا ؟ أول مرة أشوف فراولة عايزة تاكل فراولة.


ضر/بته على كتفه بإحر/اج.


_بطل تقول كلام زي كدا.


_حاضر، زي ما تحبي.


اتكلم بنظرة لعو/بة و عرفت إنه مش هيبطل و كان ظ/ني في محله لما اتكلم بعدها تاني:


_اتفضلي، أحلى آيسكريم  لأحلى يمنى.


هزيت راسي بق/لة حي/لة و هو أخد العلبتين التانيين و راح يدي واحدة ليارا.


ابتسمت برضا و أنا ببص للسما، فيها ايه لو الحياة تبقى كدا علطول؟ فيها ايه لو كان أدهم مكان ياسر؟!


أول ما استوعبت اللي كنت بفكر فيه هزيت راسي

 بإح/راج و كأني بحاول أنفض الأفكار منه.


_مالك؟ انتي كويسة؟


اتكلم أدهم و هو بيقعد قريب مني.


حطيت وشي في الأرض بسرعة و حاولت أتجنب إنه يشوفني عشان كنت متأكدة إن وشي كله اتصبغ أحمر.


_أنا...أنا كويسة.


همهم بعدم اقتنا/ع و بدأ ياكل الآيسكريم.


_انتي بتشتغلي ايه يا يمنى؟


سأل فجأة و أنا بصيتله باستن/كار.


_انت قولت إنك مش هتسألني حاجة تاني!


_كان قصدي على الأسئلة الشخصية.


اتنهدت قبل ما أجاوبه:


_ما دي برضو أسئلة شخصية.


_لا، الأسئلة الشخصية هي اللي محدش يعرفها غيرك لكن الحاجات اللي كل الناس عارفاها عنك عادي مش شخصية، ولا جات على قرمط يعني؟!


ابتسمت و قبل ما أجاوبه سمعنا صوت صر/اخ جاي من ناحية يارا.


وقفت بسرعة و بصيت لقيت الأطفال كلهم متجمعين على حاجة فجريت بسرعة ناحيتهم و أدهم جري ورايا.


_ايه، في ايه ؟ مالكم؟


في ولد صغير فسح و هو بيشاورلي على الجسم اللي كان مر/مي على الأرض و كلهم ملمومين حواليه و هو بيتكلم:


_أغ/مى عليها و بوقها بيط/لع رغاوي بيضة.


قلبي اتق/بض، مش عايزة أبص لاحسن يطلع اللي في دماغي صح و أول ما لمحت يارا و السل/سلة اللي على رقبتها مفتوحة جسمي انه/ار على الأرض و بدأت

 أصر/خ بهيس/تيرية.


_يمنى؟ مالك في ايه؟ ايه دا...يارا!


جري بسرعة ناحيتها و بعد باقي الأولاد عنها و هو بيرفعها و أنا فضلت أصر/خ، أنا الوحيدة اللي عارفة...انا الوحيدة اللي عارفة إن بنتي را/حت بسببي.


الناس اتصلوا بالإسعاف و أدهم فضل يحاول يه/دي فيا بعد ما شربها مياه بملح.


جسمي كان بيتر/عش جا/مد و مش قادرة أست/حمل فكرة إني مش هشوفها تاني و بسبب مين؟ بس/ببي ، ليه في اللحظة اللي قررت أبقى فيها أم أحسن كل حاجة انها/رت؟


بصيت عليها و هي على كتف أدهم و وشها أز/رق 

مفهو/ش حياة ، ساعتها يدي اتح/ركت بتلقا/ئية و طلعت سلس/لتي، لو هتروح يبقى هروح معاها أنا كمان، فت/حتها  بسر/عة و طلعت الح/بة و قبل ما أحطها في بوقي أدهم مسك يد/ي و ض/غط عليها 

جا/مد، بصلي و عينبه بتطلع ش/رار:


_إيا/كي!


س/حب البرشا/مة مني و شالها في جيبه في نفس اللحظة اللي وصلت فيها الإسعاف و لما شفتهم بيحاولوا يعملولها الإسعافات الأولية عشان تفوق من غير فا/يدة  أ/غمى عليا.


في أحلامي شفت المشهد بيتكرر تاني بالبطئ: 


جسم بنوتة صغيرة شعرها فحمي ناعم و عينها بلون البحر واقفة جمبي في الشارع مستنيين أوتوبيس المحطة سوى، البنوتة اتكلمت بحماس:


_ماما، العُقد دا معناه إننا هنفضل دايماً سوى؟


_أيوا، معناه إننا هنفضل سوى مع بعض دايماً، بصي أنا كمان لابسة واحد.


ابتسمت بسعادة و هي بتقربهم لبعض عشان شكل القلب يكمل.


ازاي...ازاي اتج/رأت أقد/م المو/ت لعيونها اللي لسه بتلمع بالحياة؟!


_يارا، متقل/عهاش خالص، اتفقنا؟


_طب و لو عايزة أستحمى؟


ضحكت على كلامها، ازاي قدرت أضحك و كأني مش عاملة حاجة؟


_متخافيش مش هتبوظ من المياه.


_واو! يلا عشان نروح بسرعة عايزة أوريها لميار بنت طنط سلمى.


اتكلمت و هي بتش/دني من هدومي عشان أمشي وراها بعد ما الاوتبيس وصل.


ناد/مت عليا كتير جداً عشان أم/نعني من إني أديها السل/سلة بس صو/تي مكانش بيطلع، و حاولت أتحرك بس ر/جلي كانت ثا/بتة في مكانها، أنا رِكْبت الاوتوبيس مع يارا من غير ما تبص لورا...مشيوا و

 سا/بوني هناك، قاعدة بتفرج على حسر/تي بعنيا.


ليه مستع/جلة يا أنا؟! هتقدري تست/حملي مسؤ/ولية اللي عملتيه دا بكرا لما نصحى؟

هيكون من الأ/حسن إنك متص/حيش أبداً تاني!

#ما_لم_تخبرنا_به_الحياة 6

قاعدة على السرير في المستشفى و الظا*بط قاعد قدامي، مك*تف دراعاته و بيهز رجله بعص*بية بقاله نص ساعة قبل ما يبدأ يتكلم أخيراً:

_كنتي ناوية تنت*حري و تا*خدي بنتك معاكي؟


سكتت و مردتش.


_يمنى..ردي عليا، انتي اللي اديتي يارا الس*م؟ كنتي ناوية تمو*تيها هي كمان.


ابتسمت بسخر.ية من غير ما أبص ناحيته و اتكلمت:


_عايز تعرف عشان تح*بسني؟ استريح...أنا همو*ت نفسي بنفسي كدا كدا.


وقف و قرب مني، مسكني من فكي جا*مد و أج*برني أبص ناحيته قبل ما يتكلم:


_يمنى متعص*بنيش! أنا مش بسأل عشان أح*بسك أنا عايز أفهم انتي عملتي كدا ليه؟


بادلته بصاته بت*حدي من غير ما أتكلم.


_ردي!


فضلت ساكتة و هو لما لقي مفيش رد مني حتى بعد المرة الخامسة من زعا*قه سابني وراح يقعد مكانه و هو بيمسح على وشه بيده في محاولة منه إنه يهدى.


اتحمحم و بدأ يتكلم بهدوء:


_عارف إن حياتك صع*بة، بس مش لدرجة إنك تحاولي تخل*صي على نفسك و بنتك! كلنا عندنا مشا*كل و مستحملين....


مقدرتش أمسك نفسي أكتر من كدا، سح*بت المحاليل من دراعي و قمت من على السرير، وقفت قدامه و سح*بته من ياقة قميصه جا*مد و ز*عقت فيه بصوت عالي:


_عارف إن حياتي صع*بة؟ تعرف ايه انت عن حياتي عشان تحكم إنها متستاهلش إني أخ*لص على نفسي؟ تعرف ايه عن بنتي و اللي شافته من أول يوم فتحت فيه عيونها على الدنيا ؟ انت تعرف ايه عنا عشان تتكلم ها؟!!


بصلي بذهول من غير ما يرد، كانت عيوني بتدمع غص*ب عني فسبت ياقته و بعدت، لفيت وشي الناحية التانية و مسحت دمو*عي في كمي بسرعة، رجعت أقعد في مكاني على السرير تاني و اتكلمت بنفس نبرة السخر*ية و كأن مفيش حاجة حصلت:


_الناس اللي زيكم أكبر همهم إنهم يجيبوا عربيات أحدث موديل!

خليك في حياتك عشان صدقني...لو فكرت تجرب تعيش لحظة واحدة في حياتنا مش هتع*مر هنا كتير.


________________


بعد كلامها الهدوء خيم تاني على المكان، مقدرتش أرد عليها...مش عشان كلامها صح! عشان...لما شفت عيونها الد*بلانة عرفت ببساطة إن حجم المعا*ناة اللي بتمر بيها كانت أكبر بكتير من أي مشك*لة واجهتني في حياتي قبل كدا.


بعد صمت طويل اتكلمت أخيراً من غير تبص ناحيتي:


_يارا...يارا لسه عايشة و لا ما*تت؟


صوتها مهز*وز و خا*يف و كأنها مش عايزة تعرف الإجابة.


_معرفش، خدوها على أوضة الطو*ارئ أول ما دخلنا من ساعة و لسه مطلعوش.


سكتت و اتكلمت تاني بعد فترة:


_ممكن أطلب منك طلب؟


_لا مش ممكن.


رديت على طول و هي تجا*هلت ردي و اتكلمت:


_لو يارا منج*تش...رجعلي البرشا*مة.


_قولت مش ممكن و البرشا*مة مش هرجعهالك.


بصتلي و ابتسمت بسخ*ية:


_ليه؟ محتاجها كدليل؟


كنت هنفي بس نظراتها المت*همة ناحيتي خلتني أجاوب عليها بعص*بية:


_أيوا، بالظبط كدا...محتاجها كدليل.


قولت و طلعت برا، سيبتها عشان مكنتش مستعد أقعد أتخا*نق معاها تاني.


كنت قاعد برا لما سمعت صوت همس في ودني فجأة:


_"متضا*يق ليه؟ دي حقيقتك."


هزيت راسي بسرعة أول ما سمعت الهمس و حاولت أركز على أي حاجة تاني.


لقيت ممرضة طالعة برا أوضة الطو*ارئ فوقفتها و سألتها عن يارا، هزت راسها بحز*ن و اتكلمت:


_للأسف حالتها خط*يرة، الس*م اللي اخدته قو*ي جداً على بنت صغيرة زيها.


إجابة الممرضة جات بالتزامن مع خروج يمنى برا أوضتها و اللي أول ما سمعت كلامها جسمها اتج*مد في مكانه و بدأت الدمو*ع تنزل من عيونها بصمت.


قربت منها و اتكلمت بهدوء:


_متخافيش يا يمنى، يارا بنت قوية و هتقدر ت...


_اسكت....


_أفندم؟!


سألت مش مستوعب ردها الغريب.


_لو مش هتديني البرشا*مة اسكت، متمثلش إنك مهتم! مش محتاجة شف*قة من حد.


اتكلمت و مشيت و هي بتتسند على الحيطان لغاية ما وصلت لأوضة الطو*ارئ و قعدت قدامها على الأرض.


ضر*بت راسي بيدي و اتأ*هوت بملل، كلامها كان معناه إننا رجعنا لنقطة الصفر تاني!


فجأة تيليفوني بدأ يرن، طلعته من جيب البنطلون و اترددت شوية قبل ما أرد لما قرأت الاسم اللي ظاهر على الشاشة:


_ألو...


_ألو يا أدهم، انت موجود في مستشفى ال*** دلوقتي؟


مستغربتش إنه كان عارف، و مهتمتش لحقيقة إنه حتى مسألش إذا كنت بخير و لا لا و ايه سبب وجودي في المستشفى، رديت بعدم مبالاة:


_أيوا، ليه؟


_بلغنا اتصال بحالة تس*مم طفلة، يا ريت تبدأ تح*قق مع أهلها دلوقتي منا ما أيوب يوصلك عشان يساعدك في التح*قيق.


بصيت على يمنى اللي كانت لسه قاعدة على الأرض قدام الأوضة كانت ضامة رجلها لصدرها و لسه بت*بكي اتنهدت و رديت:


_أنا تع*بان، خلي حد تاني يح*قق بدالي.


كنت عارف إني أول ما أشوف عيونها الحز*ينة و الم*رهقة هتصعب عليا و مش هقدر أح*قق معاها و عشان محسش بتأنيب ضمير إني السبب في حب*سها قررت أهر*ب.


سكت شوية و كان باين إنه بيتنفس بغ*ضب قبل ما يتكلم بز.عاق:


_انت أربعة و عشرين ساعة تعبا*ن؟ امتي هتكبر و تستحمل مسؤولية المنصب اللي انت فيه؟ انت عارف كام واحد كان هيمو*ت و يترقى مكانك؟


_أنا مطلبتش إني آخد الترقية دي و انت عارف كويس إني مستح*قهاش!


رد بصوت عالي و حازم:


_أدهم...تعالى قابلني دلوقتي، إياكش تتأخر!


قال و قفل الخط في وشي.


حسيت بر.عشة بتسري في جسمي كله بعد ما عرفت إني هضطر أشوفه بعد المدة دي كلها.


خط*فت نظرة أخيرة ليمنى و اتنهدت قبل ما أسيبها و أمشي.


__________________


اضطريت أروحله البيت بعد ما عرفت إن وقت شغله خلص و روح.


استنيت بالعربية قدام سور الفيلا الكبير قبل ما الحارس يجي يفتحلي بسرعة و هو عمال يرحب بيا و يقول إن الفيلا نورت بوجودي، شكرته بشكل مقتضب و أنا بناوله مفاتيح العربية عشان يركنها و اتوجهت أنا لجوا البيت.


أول ما الخدامة فتحتلي الباب لقيته قاعد في الصالون و مستنيني، اتكلم بهدوء أول ما حس بخطواتي المقتربة منه من غير ما يبص ناحيتي:


_حليت الق*ضية اللي شغال عليها و لا لسه؟


ابتلعت ريقي بق*لق قبل ما أنفي براسي و أتكلم:


_ل..لسه، احنا عرفنا مين المجر*م بس لسه بنحاول نمسكه متل*بس و....


قاطعني قبل ما أكمل:


_عن طريق إنك تتفسح مع مراته طول النهار؟


ابتلعت بق*لق للمرة التانية و رديت:


_أنا...أنا كنت ناوي أخليها تساعدنا.


وقف و بدأ يقرب مني براحة و مع كل صوت خب*طة لجذمته على الأرض كان قلبي بيد*ق بوتيرة أسرع.


وقف قدامي، عينيه الزرقا البا*ردة و اللي كر*هت لون عيوني عشان شبهها كانت بتحد*ق فيا بغض*ب و أول حاجة استقبل بيها ابنه من فترة طويلة.....كان قل*م خلى وشي يلف الناحية التانية.


_انت سامع نفسك بتقول ايه؟ انت مدرك انت ابن مين؟


فضلت واقف مكاني من غير ما أتجر*أ أبص في وشه تاني قبل ما يكمل:


_معاك أسبوع واحد بس يا أدهم، أسبوع واحد بس.... لو مكنتش قبضت على المجر*م ساعتها هيبقى لينا كلام تاني، اتفضل...


_______________


أول ما دخلت شقتي، حطيت المفاتيح على الجذامة و دخلت الحمام عشان أغسل وشي.


لما بصيت في المراية لقيت شفتي مجرو*حة بسبب الق*لم اللي اخدته بس حمدت ربنا إنها جات على كدا بس.


فجأة دماغي بدأت تسترجع يمنى، كلامها و منظرها و هي منها*رة و بتع*يط رجعني لمكان مكنتش حابب أرجعله تاني أبداً.


جملتها الأخيرة اترددت في دماغي تاني "...انت تعرف ايه عن حياتنا عشان تتكلم ها؟" و الهمس*ت بدأت تها*جمني بشكل أقو*ى:


_"تعرف ايه عن حياتهم؟ انت ابن لوا، يعرف ايه ابن البهوات عن معا*ناة الناس؟"


هزيت راسي بنفي و اتكلمت بصوت عالي و أنا بحاول أقنع نفسي إن مفيش حاجة:


_لا، مفيش حد بيتكلم...دا متهيأ*لك انت  بس يا أدهم افتكر كلام الدكتور.


ضحك الصوت و اتكلم تاني:


_"أنا بتكلم، مش سامعني؟! هي بنت غلبانة، عملت جر*يمة و هتتحا*سب عليها، لكن انت....مين اللي هيحا*سبك على كل جر*ايمك يا حضرة الظا*بط؟"


_ا..اخر*س...


اتكلمت و أنا بغطي وداني بيدي في محاولة إني مسمعهوش.


_"انت شخص فا*سد."


_دا...دا مش صح.


_"انت مجر*م...و المجر*م لازم تتحقق فيه العدا*لة!"


_قولت اخر*س.


ز*عقت المرة دي بصوت عالي.


رحت ناحية الدش، سديت البانيو و شغلت المياه و أول ما ملى قلعت كل هدومي و رميتها على الأرض، دخلت جوا، كت*مت نفسي و نزلت بجسمي كله تحت المياه في محاولة مني إني مسمعش أي أصوات.


بعد حوالي دقيقة طلعت راسي تاني بعد ما قررت إني أركز على القض*ية عشان مقعش في مشا*كل مع بابا، آخر حد في الكون أتمنى إنه يكون ليا عدا*وة معاه.


لبست هدومي بسرعة، دورت على الدوا اللي كنت باخده زمان و وقفته بقالي فترة لغاية ما لقيت العلبة، بلعت منها حب*تين بسرعة و أخدت مفاتيحي و نزلت ناحية المستشفى.


و أنا في الطريق اتصلت بأيوب و اتكلمت بسرعة أول ما رد:


_أيوب، مين اللي معاك و بدأت تحق*يق مع يمنى و لا لسه؟


_معايا سيف و لسه مبدأناش نح*قق معاها عشان را*فضة تتكلم لغاية ما بنتها تفوق تاني.


_هي بنتها لسه مفا*قتش؟


_لا، حالتها خط*يرة و احتمال كبير تمو*ت بس أمها لسه متعرفش.


اتنهدت بت*عب و اتكلمت:


_طيب خلي سيف يمشي أنا جاي أح*قق معاك بداله.


_و اشمعنى غيرت رأيك فجأة؟ مش كنت تعبا*ن؟


_أيوب...اعمل اللي بقولك عليه و متعص*بنيش مش وقتك!


اتنهد بق*لة حي*لة و رد عليا:


_طيب متتأخرش بس.


قفلت معاه، ضغطت على البنزين و زودت السرعة.


 يمنى كانت حلي الوحيد و مستحيل أسيب مفتاح حل قض*يتي يض*يع مني!


________________


يتبع....


الفصل السادس من...

#ما_لم_تخبرنا_به_الحياة


جماعة ليه التفاعل قل تاني؟ آخر فصل نزلته كنت بكتبه و انا حرفيا مش قادرة افتح عيوني من كتر الصد/اع و السخو/نة و مع ذلك فضلت اني اكتبه و متأخرش عليكم فليه منقدرش التعب؟ اللايك اللي بتحطه مش هيضرك و لا هياكل منك حتة بس هيعرف الكاتب انك مقدر مجهوده ، اكتر من تلتين متابعين الرواية مش بيتفاعلوا حرام بجد!

انا مش عايزة انبه على حكاية التفاعل دي تاني لو ملقتش تفاعل هنزل الفصول وقت ما اعوز براحتي مش يومياً و بس كدا دمتم بخير من غير قلوب تاني 


_البنت صغيرة، جوزها سا*دي و بيعذ*بها دايماً و دا سبب العلا*مات على جس*مها بس هي رافضة تعتر*ف.


اتكلمت بسرعة و أنا ماشي جمب أيوب في ممر المستشفى الطويل بشرحله عن حالة يمنى باختصار.


همهم بعدم اقتناع قبل ما يسألني :


_بس أنا مش فاهم برضو....ايه علاقة دا بإنك عايز تح*قق معاها لوحدك؟


وقفت و كت*فت دراعاتي قبل ما أرد:


_بقولك البنت حالتها ص*عبة! مش هتتكلم بسهولة.


بصلي بنظرة تشكك:


_و هتتكلم معاك انت يعني؟


_مش قصدي...قصدي يعني إنها لو شافت ظا*بطين مرة واحدة هتتو*تر و تخا*ف هيبقى أحسن لو كان واحد بس.


بصلي بتفكير قبل ما يتكلم أخيرا:


_صح، معاك حق....


اتنهدت براحة قبل ما ألاقيه بيكمل تاني فجأة:


_معاك حق...عشان كدا أنا اللي هدخلها و انت خليك هنا.


اتجم*دت في مكاني للحظة و هو مشي ، بعد ما استوعبت كلامه جريت وراه بسرعة، وقفت قدام باب الأوضة و من*عته يدخل قبل أتكلم برجاء إنه يبعد و يسيبلي القض*ية:


_انت شكلك مخ*يف، أنا متأكد إنها هتبقى مستريحة معايا أكتر.


كت*ف دراعاته و بصلي من فوق لتحت قبل ما يتكلم باستخفا*ف:


_و دا سبب تاني يخليني أنا اللي أح*قق معاها، لما تخا*ف هتقول الحقيقة...


كت*فت دراعاتي أنا كمان و اتكلمت بإصرار:


_مش عايز تسيبني أنا أدخلها ليه؟ انت شاكك إني هحاول أساعدها تهر*ب من حاجة زي دي يعني؟


ضيق عينيه، قرب عليا و شاور ناحيتي بصباعه و هو بيتكلم:


_لا، أنا مش شاكك...أنا متأكد، فابعد عن طريقي أحسن ما أب*لغ عنك معاها.


_لا.


رديت بعنا*د.


_أدهم متفتكرش إن عشان أبوك لو*اء إنك تقدر تعمل اللي انت عايزه!  لو مبعدتش هب*لغ إنك على علا*قة بالمت*همة و إنك بتحاول تتس*تر على الجر*يمة....


ابتلعت ريقي بق*لق، حتى لو بل*غ عني محدش هيقدر يعملي حاجة...محدش هيقدر يعملي حاجة ما عدا بابا و دي هي بالظبط المص*يبة...


_أولاً...انت معندكش دليل على حاجة زي دي، ثانيا..ليه متأكد إنها جر*يمة؟ مش ممكن ت...


فجأة قاطعت كلامي ممرضة جاية ناحيتنا جري و هي بتصرخ بسعادة:


_البنت الصغيرة...لحقناها، حالتها بقت مستقرة أخيراً.


تبادلنا أنا و أيوب نظرة سريعة قبل ما أبصلها تاني و أتكلم بابتسامة مجاملة:


_ماشي، احنا هنبلغها تقدري تتفضلي.


أيوب است*غل لحظة كلامي مع الممرضة و فتح الباب و دخل، دخلت وراه...كانت يمنى واقفة عند الشباك و باصة ناحية السما و مهتمتش إنها حتى تلف عشان تشوف مين اللي دخل.


اتحمحم أيوب عشان يجذب انتباهها و بدأ يتكلم :


_أستاذة يمنى احنا....


و قبل ما ينهي جملته مشيت ناحية يمنى و أنا بتكلم بنبرة سعادة مصطنعة:


_ألف مبروك يا آنسة يمنى، لحقوا يارا.


أول ما سمعت كلامي لفت وشها ناحيتي بسرعة و نطقت بعدم تصديق:


_ب..بجد؟!


_أيوا بجد، متتخيليش أنا مبسوط ليكي قد ايه..


اتكلمت و أنا بش*دها من دراعها و بحضنها و هي من الصد*مة مقاو*متش، في الحقيقة...أنا متأكد إنها مكانتش لحقت تستوعب حتى.


و وسط دهشتها و انصد*ام أيوب همست في ودنها قبل ما أبعد:


_مش هقول حاجة و انتي اعملي نفسك هبلة.


بصتلي باستغراب في البداية بس أول ما أخدت بالها من أيوب بدأت تر*تبك و أنا تأو*هت داخلياً من غبا*ئها، كان باين جداً إنها عاملة حاجة و مخبية.


اتكلم أيوب بعد ما منحنا احنا الاتنين نظرة ش*ك:


_آنسة يمنى هطرح عليكي شوية أسألة و يا ريت تتعاوني معايا.


_بس أنا عايزة أشوف بنتي الأول.


_هتشوفيها بعد ما تجاوبي على أسئلتي.


اتدخلت في الكلام:


_احنا مش عايزينك تتو*تري خالص، اهدي و احكيلنا اللي حصل بكل صراحة...


لف أيوب ناحيتي و بصلي بحاجب مرفوع قبل ما يتكلم بحزم و هو بيشاور ناحية الباب:


_قصدك هتحكيلي أنا، انت...برا!


______________________


واقف برا الأوضة عمال ألف شمال و يمين بق*لق بعد ما أيوب طر*دني من جوا، ضر*بت راسي و تنهدت للمرة الألف، بسبب حضني ليمنى أيوب بقى عنده دليل قوي إني أعرفها و قدر يبعدني، بس للأسف دي كانت الطريقة الوحيدة عشان أقولها، لو مكنتش عملت كدا يمنى كانت هتعتر*ف على نفسها....بصراحة لسه مش متأكد إذا كانت هتعتر*ف و لا لا بس بتمنى من كل قلبي إنها تكون فهمت اللي قولته و تثق فيا.


عدت حوالي نص ساعة على وجودهم جوا و لسه مفيش خبر، بدأت أتر*حم على نفسي مقدماً من اللي هيحصل فيا، فجأة شفت نفس الممرضة جاية ناحيتي بسرعة و بتتكلم:


_البنت فاقت.


بصيت ناحية الباب اللي كان لسه مقفول و اتكلمت:


_طيب أنا جاي أشوفها.


_و والدتها؟ مش هتيجي تشوفها هي كمان؟ كانت قلقا*نة عليها خالص.


_هتيجي بعد ما تخلص مع الظا*بط جوا.


هزت راسها بالموافقة و أخدتني لأوضة يارا.


خبطت قبل ما أفتح باب الأوضة بهدوء عشان أشوف يارا نايمة على السرير بت*عب و في دراعاتها الصغيرة متع*لقة إ*بر محا*ليل.


أول ما حست بحركتي في الأوضة فتحت عينيها و بصت ناحيتي بحماس لكن لما اكتشفت إني مش يمنى كشرت و سألتني:


_عمو، فين ماما؟ ليه مجاتش معاك؟


_ماما قالتلي أقولك إنها حالاً تيجي.


كت*فت ايديها و قعدت على السرير قبل ما تتكلم بضي*ق:


_يبقى ماما مع الرا*جل الشر*ير و مش هتيجي.


استغربت كلامها، رحت قعدت جمبها و سألتها بهدوء:


_يارا، مين الراجل الشر*ير؟


_ بابا!


بالرفم من إنه كان عندي شبه خلفية عن سبب قولها عنه كدا سألتها:


_و ليه بتقولي على بابا شر*ير؟


_عشان أنا بكر*هه لأنه دايماً بيضر*ب ماما و بيخليها تقعد تصر*خ كتي...


قبل ما تكمل حطت يدها على بوقها بسرعة فاستغربت فعلها.


_مالك؟ ماما قالتلك متحكيش لحد؟


هزت راسها يمين و شمال بنفي.


_اومال ليه مش عايزة تكملي؟


_ماما متعرفش أني مش بسمع كلامها و مش بحط يدي على وداني زي ما بتطلب مني.


همهمت بتفهم و هي بصيتلي و اتكلمت ببرائة:


_عمو، متقولش لماما عشان متز*علش مني.


كنت هستفسر منها أكتر بس افتكرت سبب وجودي و إنه مفيش قدامي وقت كبير فاست*غليت الفرصة و اتكلمت بسرعة:


_يارا يا حبيبتي بصي..مش هقول لماما إنك مش بتسمعي كلامها لو عملتي اللي هقولك عليه دلوقتي اتفقنا؟


____________________


_همم، بس أنا برضو مش مقتنع، ازاي يعني البنت هتلاقي حبة س*م خطي*رة زي دي على الأرض في مكان عام زي كدا؟


قلبت عيني بملل و اتكلمت و أنا بحاول أدعي الهدوء و الثبات:


_قولتلك ممكن تكون لقيتها على الأرض أنا معرفش جابتها منين.


_يعني آخر كلام إنك كنتي سايباها بتلعب و فجأة لقيتي العيال اتلموا على البنت بعد ما أغم*ى عليها؟ متأكدة إن دا اللي حصل؟


_أيوا، مش فاهمة ليه بتحاول تته*مني بإني السبب! الأطفال طبيعي لما بيلاقوا حاجة تشد إعجابهم بيحطوها في بوقهم، أكيد...أكيد مش هحاول أمو*ت بنتي يعني.


قولت آخر جملة بصوت واطي من غير ما أبص في عينه و أنا حاسة بتأ*نيب ضمير.


_أنا مش بته*مك بس كل حاجة بقت واردة في الزمن اللي احنا فيه دا.


_لا، انت معا*ند فيا من لحظة ما شفتني في القس*م!


كتف*ت يدي و اتكلمت و أنا بشاور عليه بعص*بية و هو اتأوه بملل قبل ما يرد :


_قولتلك قبل كدا يا أستاذة يمنى و هقولها تاني...أنا معنديش مصلحة في إني أأذ*يكي، أنا بنفذ شغلي و بس. 


_والله!  البنت كانت ساعتها مبسوطة و قاعدة بتاكل شوكولاتة و واضح جدا إنها بتلعب مش أكتر، قولي بالله عليك دا كان منظر واحدة مخطو*فة؟!


اتكلمت و أنا بحاول أصرف انتباهه عن الموضوع الرئيسي بس منفعش لأنه رد بكل بساطة:


_أيا كان، اللي حصل حصل و خلصنا...


_طيب، إذا كنت خلصت يا ريت تسمحلي أروح أشوف بنتي.


_تمام، اتفضلي...


اتكلم بهدوء و هو بيفتحلي الباب و قبل ما أعدي وقف قدامي و كمل:


_بعد ما تقوليلي ايه علاقتك بأدهم.


مش عارفة ليه افتكرت لحظة ما أدهم مسح الأكل من على بوقي بصباعه و بعدين لحسه، حسيت بوشي بيس*خن و بصيت في الأرض و أنا برد:


_م..مليش علاقة بيه.


همهم بعدم اقتناع و في اللحظة اللي فكرته صدقني فيها اتفاجئت بيه بيسحبني و بيحا*صرني بين جسمه و الحيط و إيديه على الجنبين عشان يمن*عني أهر*ب قبل ما يتكلم:


_و لما انتي ملكيش علاقة بيه ليه جري عليكي و حضنك؟


حسيت بالسخو*نة بتزداد في وشي أكتر و رديت:


_م..معرفش، اسأله ليه عمل كدا، هو كان في المستشفى قبلك و كان بيحاول يهد*يني ل..لكن....


قاطعني و هو بيرفع وشي لفوق بيده بحدة:


_متكد*بيش، ردة فعلك بتقول إن اللي بينكم أكبر من مجرد لقاء عابر في المستشفى.


بلعت ريقي بصعوبة و أنا ببادله التحد*يق في عينيه السودا الحادة.


_أنا..أنا مش بكد*ب.


سابني و بعد و هو لسه بيبصلي بش*ك و اتكلم:


_اسمعي...أحسنلك ميبقاش ليكي علاقة بأدهم عشان أياً كان اللي بتحاولوا تعملوه هكشفكم انتوا الاتنين و هخليكم تند*موا فاهمة؟!


هزيت راسي بالموافقة بخو*ف قبل ما أطلع برا الأوضة بسرعة و أسيبه.


مشيت ناحية أوضة الطو*ارئ بس ملقتش يارا هناك و الممرضات قالوا إنهم نقلوها أوضة تاني بعد ما فاقت، في اللحظة اللي لفيت فيها عشان أرجع اتخبطت في جسم كبير و صلب ، رفعت وشي لفوق براحة و اتفاجئت لما لقيت الظابط أيوب واقف بيبصلي.


بعدت عنه و اتكلمت بعص*بية و ق*لق:


_انت...انت ماشي ورايا ليه؟ 


رد بدون مبالاة:


_محتاج أسأل بنتك شوية أسألة هي كمان عشان أطمن إن مفيش حد حاول يئذ*يها و لا حاجة.


اتكلم و هو بيبصلي بطرف عينه و كأنه بيلمح بالكلام إني الشخص المقصود.


ابتلعت بخو*ف، لو يارا قالت إنها لقيت البرشا*مة في السل*سلة هروح في دا*هية.


_ب..بس يارا أكيد لسه تعبا*نة و مش هتقدر تجاوبك.


_متقلقيش عليها، هم سؤالين و همشي علطول.


رد بإصرار و أنا استس*لمت لمصير*ي.


____________________


أول ما شفت يارا قاعدة على السرير جريت ناحيتها، حضنتها جامد و قعدت أ*بكي و هي كانت مستغربة أنا بب*كي ليه قبل ما يقاطعنا الظابط أيوب...اتكلم و هو بيقرب منا و بيشد*ني براحة من يدي عشان أقوم:


_أستاذة يمنى، سيبيني أخلص شغلي لو سمحت و بعدين تقدري تقعدي معاها براحتك.


عيا*طي زاد أكتر بعد ما فكرت إنها آخر مرة هقد*ر أشو*فها فيها و إنهم هيا*خدوها مني و يحبسو*ني.


الظا*بط طلع منديل من جيبه و ناولهوني و هو بيتكلم:


_متخافيش مش هاخد وقت، روحي اغسلي وشك في الحمام على ما أخلص.


هزيت راسي بالموافقة و أنا ببوسها على راسها جامد و كأني بودعها لآخر مرة، اتحركت ناحية الحمام اللي كان في الأوضة و أول ما دخلت جوا قل*عت الخمار و حطيته على كتفي عشان أقدر أغسل وشي من غير ما يتبل.


شغلت الحنفية و غسلت وشي و في اللحظة اللي رفعت فيها راسي عشان أبص في المراية اتفاجئت بانعكاس شخص غر*يب ورايا مقدرتش أشوف ملامحه كويس بسبب الإضائة الخفيفة.


فتحت بوقي و قبل ما أصر*خ الشخص الغر*يب جه من ورايا و غ*طى بوقي بيده بسرعة قبل ما يهمس في ودني:


_ش ش ش، أنا أدهم.


_______________


كنت واقفة قدام مراية الحمام أول ما لمحت انعكاس لشخص غريب ورايا مقدرتش أشوف ملامحه كويس بسبب الإضائة الخفيفة، حاولت أصر*خ بس الشخص الغريب كت*م بوقي بيده بسرعة قبل ما يهمس في ودني:


_ش ش ش، أنا أدهم...هشيل يدي بس إياكش تصر*خي اتفقنا؟!


هزيت راسي بالموافقة فشال يده، لفيت بسرعة و اتكلمت بهمس مشابه:


_بتعمل ايه هنا؟


_ملحقتش أطلع من الأوضة قبل ما انتي و أيوب توصلوا فاستخبيت هنا.


همهمت قبل ما أتكلم بسرعة:


_أيوب بيسأل يارا برا و لو قالتله الحقيقة هياخدوها مني و يح*بسوني أعمل ايه دلوقتي؟


_متقلقيش، يارا مش هتقول حاجة.


رفعت يدي من على عيني و بصتله باستغراب:


_ازاي انت متأكد؟


كت*ف دراعاته و اتكلم بفخر:


_انا قولتلها متقولش.


ضحكت بسخر*ية بصوت واطي عشان أيوب برا ميسمعناش و همست بنبرة انتحا*ب خفيفة:


_يبقى ضع*نا.


_ليه بتقولي كدا؟


_يارا بنتي و أنا عارفاها، مبتسمعش الكلام، هتقوله كل حاجة بالع*ند و هتقوله كمان إنك قولتلها متقولش.


_معتقدش....

سكت شوية و بعدين كمل:


_على العموم كنت شا*كك في إنك أم يارا بس دلوقتي اتأكدت.


اتكلم و هو باصص ناحيتي بصا*ت غر*يبة، حسيت بسبب نظراته إني عريا*نة فحطيت يدي على الجاكيت بتأكد إني لابسة و اتكلمت بق*لق:


_ق..قصدك ايه؟


_عندكم نفس الشعر الفحمي الجميل.


حطيت يدي على راسي بسرعة و كانت اللحظة اللي اكتشفت فيها إني كنت قالعة الخمار.


اتكلمت و أنا بحاول أغطي شعري :


_انت، مت*بصش..لف وشك الناحية التانية.


_طيب ماشي وطي صوتك.


لف وشه ناحية الحيط و اتكلم:


_أهو لفيت...مستريحة؟


كو*رت يدي و ضر*بته جا*مد في كتفه من ورا و بالرغم من إني شاكة في كونها وج*عته لأنه متهزش و لو سنة بسيطة لقيته اتأ*وه بأ*لم.


_أستاذة يمنى انتي كويسة؟!


سمعنا صوت أيوب فجأة من برا فرديت بسرعة:


_أ..أيوا، أنا كويسة، اتخب*طت في الحنفية بس مش أكتر.


_ليه عملتي كدا؟


همس أدهم بنبرة أ*لم مصطنعة فهزيت راسي بق*لة حي*لة منه و اتكلمت:


_عشان لما شفتني قالعة الحجاب كان لازم تلف وشك من الأول، و بطل تم*ثيل..عارفة إنها مو*جعتكش!


_مش شايفة إنك أخدتي عليا أوي لدرجة إنك تضر*بي ظا*بط؟ افرضنا حب*ستك دلوقتي!


اتكلم و هو لسه مدي وشه للحيط.


_مش هتفرق، كدا كدا هتح*بس.


همهم و مردش عليا تاني، مسكت الخمار و كنت لسه هلبسه قبل ما ألمح تيشرته الأبيض مبلول شوية من على الضهر مخليه يلزق في جسمه و عضلاته تبقى ظاهرة بوضوح.


حسيت بفضول أعرف ملمسها هيبقى ايه، قربت منه و يدي اتمدت بتلقائية ناحيته و قبل ما أقدر ألمسه لف وشه و اتكلم:


_خلصتي؟ بتعملي ايه كل دا ؟ مش...


مكملش كلام أول ما لاحظ إني كنت قريبة جدا منه، اتج*مدت في مكاني و أنا ببص في عيونه قبل ما أستوعب الغبا*ء اللي كنت هعمله و رجعت لورا بسرعة.


سح*بني من وسطي و لز*قني في الحيط، بص في عيوني قبل ما يتكلم و هو ماسك خصلة من خصلات شعري الناعم و بيلفها على صباعه من غير ما يق*طع التواصل البصري بينا:


_كل دا ملبستيش! كنتي بتحاولي تعملي ايه ها؟


ز*حت يده و بصيت في الأرض قبل ما أتكلم:


_م..مكنتش بعمل حاجة، لسه كنت هلبس أهو، ا..ابعد.


ميل راسه عشان يبقى في طولي قبل ما يهمس في ودني:


_حد قالك قبل كدا إنك بتبقي مقفو*شة قوي و انت بتكد*بي؟


بلعت ريقي بتو*تر و حسيت جسمي كله قش*عر من نفسه السا*خن على ر*قبتي.


حاولت أبعده بس متز*حزحش، يد لسه ماسكة وسطي و التانية محا*صرني بيها على الحيط و وشه قريب جدا مني.


اتكلمت تاني بترجي:


_لو..لو بعدت هقولك.


همهم بتفكير قبل ما يسيبني و يبعد أخيراً و هو مك*تف دراعاته و واقف يبصلي مستني تفسير.


_ت..تيشترك كان مبلول ف..


_ف..؟


وشي كان قرب ينف*جر من كتر الإحر*اج و أنا مش قا*درة أكمل، بصيتله و اتكلمت بعص*بية:


_م..مفيش، ما قولتلك مكنتش بعمل حاجة و لف وشك تاني أحسنلك.


اتكلمت و أنا بشاور ناحيته بصباعي بتهد*يد.


ع*ض صباعي و ضحك فسح*بته تاني بسرعة.


_التيشرت مبلول عشان أول ما دخلت اتسندت على حنفية الدش بالغلط.


لفيت وشي بعيد و اتكلمت:


_أياً كان...حد يلبس تيشرت خفيف زي كدا من غير أي حاجة تحته و احنا في الشتا؟!


سمعته بيضحك قبل ما يتكلم:


_أنا كنت لابس جاكيت بس مش عارف قلعته فين، و بعدين عرفتي ازاي إني مش لابس حاجة تحت التيشرت؟


وشي بدأ يحمر تاني و قبل ما أجاوبه سمعنا صوت أيوب تاني من برا:


_أستاذة يمنى متأكدة إنك كويسة جوا؟


_أنا...أنا كويسة.


_مال صوتك؟ لسه بت*بكي؟


وشي احمر أكتر.


_م..مش بب*كي أنا كويسة.


سكت شوية و كان باين إنه مش مقتنع بكلامي قبل ما يتكلم أخيراً:


_طيب، أنا خلصت مع يارا و ماشي، حاولي تطلعيلها بسرعة عشان متقعدش لوحدها.


_ح..حاضر، أديني طالعة أهو.


أول ما سمعنا باب الأوضة بيتفتح و يتقفل تاني بصيت لأدهم بطرف عيني بض*يق قبل ما أفتح باب الحمام و أز*قه برا، لبست الخمار و ظبطته قبل ما أطلع و ألاقيه قاعد بيلعب مع يارا و كأنه معملش حاجة.


_ماما!


يارا صرخت بسعادة أول ما شافتني.


قررت أتناسى الموقف مؤقتاً و أنا ببتسملها و بقعد جمبها.

____________________


حوالي الساعة ١١ بالليل ، كانت يارا نامت أخيراً بعد ما أكلت و تع*بت من كتر اللعب معايا  و مع يمنى.


اتكلمت يمنى و هي بتغطيها:


_أنا برضو مش قادرة أصدق إنها سمعت كلامك و مقالتش حاجة للظا*بط.


رفعت دراعاتي لفوق و اتمددت قبل ما أتكلم:


_لا صدقي، لو كانت قالت حاجة مكانش زمانك قاعدة هنا دلوقتي.


_ممكن أطلب منك طلب؟


بصيتلها بطرف عيني بش*ك قبل ما أرد:


_تاني؟ لا مش ممكن.


_ابعد عن يارا.....ابعد عني أنا و يارا.


بصيتلها باستغراب فكملت:


_اللي بيحصل دا غل*ط، أنا مش خا*ينة.


ابتسمت بسخر*ية و اتكلمت:


_محسساني إننا بنعمل حاجة غ*لط يعني.


_فعلاً، احنا مبنعملش، بس انت اللي بتعمل لوحدك.


اتعدلت في قعدتي و كتفت دراعاتي قبل ما أرد:


_والله؟! و بعمل ايه غ*لط إن شاء الله؟


بصيتلي بغ*ضب و شاورت عليا قبل ما تتكلم:


_عمال تتخطى حدو*دك و تلم*سني كل شوية.


_طيب أنا آسف، مش هلمسك تاني استريحتي؟


_أولاً انت كدا*ب، ثانياً..انا عايزاك تبعد عن يارا بالذات.


_ و دا ليه إن شاء الله؟


سكتت شوية قبل ما ترد:


_مش عايزاها تتعود على حد بكرا و بعده مش هيبقى موجود.


بصيتلها بعدم تصديق، وقفت و اتكلمت بعص*بية:


_انتي ايه مش*كلتك؟ دي الطريقة اللي بتشكري بيها أي حد بيحاول يساعدك؟


_أنا...


قا*طعتها:


_لا فهمتك، مش هقرب منك أو من يارا تاني، سلام.


خلصت كلام و سيبتلها الأوضة و مشيت.


ركبت عربيتي و بدأت أسوق ناحية البيت.


لما وصلت الشقة اترميت على سريري بت*عب، مش عارف ليه انف*علت عليها للدرجة دي مع إني كنت بساعدها عشان مصل*حتي بس مش أكتر.


بعد حوالي ساعة لما هديت، قمت و سحبت شنطة السفر الكبيرة من الدولاب و بدأت أحط فيها شوية حاجات قبل ما أستحمى و أنزل تاني.


___________________


تاني يوم صحيت في المستشفى و اتفاجئت لما لقيت بطانية عليا، امبارح الدكاترة مرضوش يسيبوني آخد يارا و قالوا إنها لازم تفضل خمس أيام في المستشفى على الأقل عشان يتابعوا حالتها و يتأكدوا إنها كويسة، لحسن الحظ إن الأوضة اللي كنا فيها كانت فاضية فنمت على السرير اللي جمبها.


شلت البطانية من عليا بهدوء و اتلفت في الأوضة قبل ما ألمح أدهم قاعد على الكرسي اللي قدام سرير يارا و نعسان.


اتنهدت و هزيت راسي بق*لة حي*لة لما لقيته لابس تيشرت بنص رمادي شبه بتاع امبارح في عز الشتا و قررت أغطيه بالبطانية اللي خمنت إنه صاحبها.


أول ما حطيت البطانية عليه فتح عينه و بصلي فاتكلمت:


_صحيتك؟!


_مكنتش نايم ، كنت بريح عيني شوية.


ابتسمت و اتكلمت بسخر*ية:


_ما واضح، و رجعت تاني ليه؟ افتكرتك فهمت و مش هتقرب مني أنا ويارا تاني.


_عفواً مش محتاجة تشكريني.


رد بعدم مبالاة و رجع غمض عينه تاني.


اتنهدت بق*لة حي*لة و اتكلمت:


_رجعت امتى؟


_امبارح بالليل.


بصيتله بصد*مة، دا معناه إنه كان قاعد طول الليل كدا؟!

حطيت يدي على راسه و زي ما توقعت....كان سخن.


اتكلمت بز*عاق:


_ليه لابس خفيف كدا؟ أديك سخ*نت.


شال يدي من على راسه و حطها على خده و اتكلم:


_يدك دافية، بتقوليلي ملمسكيش و انتي دايماً اللي بتبدأي.


افتكرت امبارح لما كنت هلمسه فعلاً الأول، معقول يكون لاحظ؟! و لما لاحظ معلقش ليه لما اته*مته امبارح بإنه الوحيد اللي بيتخ*طى حد*وده؟! سحبت يدي بسرعة و بصيت بعيد قبل ما أتكلم:


_ك..كنت بشوف درجة حرارتك مش أكتر.


همهم بتعب واضح، و أول ما وقف كان هيقع فسندته.


_أنا بجد مش فاهمة انت بتحاول تمو*ت نفسك و لا ايه؟


_حتى لو م*ت، معتقدش هيسيبني في حالي.


_هو مين؟


_الصوت...


_صوت ايه؟ أدهم انت بدأت تختر*ف...فوق.


نادمت الممرضات و هم ادوله برشام سخونة و سابوه ينام على السرير اللي كان جمب يارا بطلب مني عشان أقدر آخد بالي منهم هم الإتنين.


__________________


فتحت عيوني بصعوبة، مكنتش عارف نمت امتى و لا ازاي بس كنت حاسس بصد*اع راسي خف شوية، اتلفتت حواليا و اتفاجئت إن الحيطان كانت بيضة مش زرقا و سرعان ما اكتشفت إني مكنتش في أوضتي.


افتكرت اللي حصل و اتعدلت بسرعة، لقيت يمنى حاطة الكرسي بين سريري و سرير يارا و قاعدة في النص، أول ما حست بحركتي فتحت عينها و اتكلمت:


_صحيت؟! حاسس إنك بقيت أحسن؟


هزيت راسي بالموافقة فابتسمت و اتكلمت:


_كويس.


 وقفت و بدأت تمشي ناحيتي، ميلت عليا و افتكرتها في البداية هتحضني بس اتفاجئت بيها بتقر*ص ودني، قر*صتها مكانتش بتو*جع و مع ذلك اتكلمت بأ*لم مصطنع:


_آه، ليه عملتي كدا؟


_يمكن عشان قاعد بتلف بتيشرتات نص كم في عز البرد اللي احنا فيه دا؟! و عارفة إنها مو*جعتكش فبطل تمثيل.


ابتسمت بجانبية و رفعت يدي باستسلا*م:


_ماشي، اتكش*فت...كل قرصا*تك و ضربا*تك كتكوتة زيك و مستحيل تو*جع.


شمرت كمها و اتكلمت بتهد*يد:


_أنا اللي بتعمد تبقى خفيفة، ما بلاش تستف*زني أحسنلك؟!


قربت عليها و اتكلمت:


_ليه؟ هتعملي ايه يا كتكوتة؟


مدت يدها عشان تضر*بني في وشي بس اتفاديت اللك*مة بسهولة ففقدت توازنها و و*قعت، اتعدلت و حاولت تضر*بني تاني بس المرادي بعدت و ز*قيتها على السرير و ث*بتت إيديها الإتنين فوق راسها و اتكلمت:


_بصوا ايه اللي عندنا هنا؟! يظهر في حد محتاج يتحكم في عص*بيته.


_ابعد عني، أنا هوريك هعمل فيك ايه.


اتكلمت بعص*بية و هي عمالة تر*فس برجلها و بتحاول تح*رر نفسها مني.


_يا كوتي عليكي، حتى عص*بيتك كيو*ت و جميلة زيك.


بصتلي بعدم تصديق و وشها احمر ، ابتسمت و في اللحظة اللي افتكرتها استسلمت فيها اتفاجئت بركبتها اللي تن*تها و ضر*بتني بيها في منط*قتي فبعدت عنها و أنا بتلو*ى بأ*لم حقيقي و هي ابتسمت بانتصا*ر.


_كدا برضو؟ عايزة تن*هي مستقبلي قبل ما يبدأ؟


_أحسن تستا*هل.


بصيتلها بغ*يظ و هي اتكلمت تاني:


_حاطط في الشنطة كل حاجة و مهانش عليك تجيب جاكيت تلبسه؟!


_ملكيش دعوة، أنا مستريح كدا.


_روح جيب حاجة تقيلة و البسها.


_مش هلبس حاجة و أعلى ما في خيلك اركبيه.


___________________


راكب العربية، و مروح البيت عشان أجيب هدوم تقيلة ألبسها بعد ما يمنى فازت في النقاش.


نقيت جاكيت أسود تقيل و لبسته على التيشرت الرمادي بصيت على نفسي في المراية و حسيت إن شكلي مش بطا*ل، فتحت درج المكتب عشان أطلع الدوا بتاعي و اتفاجئت بإن العلبة خلصت.


قررت أعدي في طريقي على الصيدلية عشان أجيب منها الدوا و كان أسو*ء قرار أخدته لما اتفاجئت بأيوب هناك.


أول ما شفته لفيت عشان أرجع بس للأسف كان الوقت فات لما سمعته بينادي عليا:


_أدهم، استنى عندك.


وقفت في مكاني و هو قرب مني و اتكلم:


_كدا برضو تشوف صاحبك و متسلمش عليه؟


_أيوب عايز ايه؟ 


رديت عليه بعص*بية.


_مالك متعص*ب ليه؟ كنت عايز أرجعلك الجاكيت اللي نسيته في أوضة يارا في المستشفى و لا مش عايزه؟


جسمي كله ات*شل في مكانه و انا ببادله التحد*يق بصد*مة، أيوب عرف؟

_سكتت ليه؟ متخا*فش مليش مصلحة إني أأذ*ي يمنى و أب*لغ إنها اللي ادت الس*م لبنتها.


_أيوب أنا مش فا*ضيلك، عندك حاجة عايز تقولها اتفضل لإما تسيبني و تمشي.


اتسند على العربية قبل ما يتكلم بابتسامة جانبية مستف*زة:


_و مش فاضي ليه؟ يمنى قالتلك متتأخرش.


قربت ناحيته و رديت بهدوء:


_أيوا، عن إذنك بقى عشان متأخرش.


مسك يدي قبل ما أمشي و اتكلم:


_أنا عارف انت بتقرب من يمنى ليه، جوز يمنى اللي بيضر*بها يبقى السياف مش كدا؟


جز*يت على أسنا*ني بغ*يظ قبل ما أتكلم بنبرة ثا*بتة:


_شئ ميخصكش أنا بقرب من مين و ليه ، خليك في كو*زك.


ضحك باستمتاع و سابني قبل ما يتكلم:


_انت مش هتبطل قذا*رتك دي بقى؟ و لا عشان مفيش حد يحا*سبك يعني.


مقدرتش أتحكم في أعصا*بي أكتر من كدا، لفيت و ضر*بته في وشه جامد.


ت*ف شوية د*م من بوقه قبل ما يردلي الضر*بة هو كمان و فجأة اتقلبت خنا*قة، الناس اتلموا و قعدوا يتفرجوا علينا و احنا بنضر*ب بعض  من غير ما حد فيهم يتجر*أ يدخل بينا بسبب أحجامنا الضخمة.


في الآخر ثب*تني على الأرض و هو بيتكلم:


_انت إنسان حقي*ر، مش مكسو*ف من نفسك؟


ضر*بته بالبو*كس في وشه و بدلت وضعياتنا، بقيت أنا اللي مثب*ته على الأرض قبل ما أتكلم:


_قولتلك كذا مرة ملكش علاقة بيا.


زاحني من عليه و قدر يقلب وضعيتنا للمرة التانية و ضر*بني قبل ما يتكلم:


_هيجي يوم و هتتحا*سب على كل جر*ايمك يا أدهم و هتند*م صدقني.


أخيراً الناس بدأت تتدخل بعد ما كنا شبه خل*صنا على بعض رفع*وه من عليا و أخدونا أحنا الإتنين للمستشفى.


________________


الوقت اتأخر و أدهم مرجعش، حسيت بق*لق عليه شوية بس حاولت أقنع نفسي إنه كبير كفاية إنه ياخد باله من نفسه.


فجأة لقيت باب الأوضة بيتفتح، في البداية افتكرته هو فابتسمت و وقفت بسرعة لكن ظني خا*ب لما شفت الظا*بط أيوب داخل و هو وشه كله عليه ضما*دات جر*وح و دراعه متج*بص.


استغربت شكله و قبل ما أقول أي حاجة اتكلم:


_أستاذة يمنى، كنت عايزك في كلمة.


__________________


_متروحش الحفلة يا أدهم، دول كلهم شيا*طين..عايزين يجروا رجلك عشان تبقى زيهم، متغا*ظين منك عشان انت ابن لو*اء!


قلبت عيوني بملل و أنا بسمع نفس الكلمات منه للمرة الألف، تجاهلت كلامه و أنا بعدل هدومي اللي كانت عبارة عن قميص أسود شفاف و بنطلون ضيق مقطع من على الركب و بصيتله قبل ما أتكلم:


_ايه رأيك؟


كت*ف دراعاته و بصلي بض*يق قبل ما يسألني بنفو*ر واضح على وشه:


_جبت الهدوم المقر*فة دي منين؟


_من توفيق.


_توفيق تاني؟ يا أخي الله لا يوفقه و يسخ*طه ناموسة قادر يا رب، اقلع يا بابا...شكلك عامل زي الشو*اذ.


اتأفأفت و بعدت عنه و أنا بتكلم:


_دي الموضة دلوقتي، كل المشاهير لابسين كدا انت اللي مبتفهمش في اللبس.


وقف قدام باب الأوضة و هو بيحاول يم*نعني أنزل و اتكلم بجدية:


_أدهم، أنا بتكلم بجد...لو رحت الحفلة دي لا انت صاحبي و لا أنا أعرفك بعد كدا.


فقد*ت أعصا*بي عليه و زع*قت:


_اومال عايزني أقعد معاك طول النهار هنا عشان انت مش قادر تتصرف زي البني آدمين الطبيعين يعني؟


سكت و بصلي بنظرة انكسا*ر قبل ما يتكلم:


_بتعا*يرني بمر*ضي يا أدهم؟


فجأة استوعبت اللي كنت بقوله قربت منه و أنا بنفي بسرعة:


_أنا..أنا مش قصدي، آدم أنا...


_اسكت، عايز تروح الحفلة روح مقدرش أمنعك، بس متجيش بكرا و بعده تعي*طلي بعد كدا لما تند*م فاهم؟!


ز*اح يدي و بعد، مشيت وراه، حاولت أمسكه بس فجأة الخلفية اتغيرت و آدم اختفى، لقيتني قاعد في الشارع في سك*ينة في يدي و هدومي كلها د*م، ببص على حجري لقيت آدم، شفته بيحرك بوقه اللي مليان د*م بكلمات مقدرتش أسمعها من الصد*مة اللي كنت فيها، عينه قف*لت و دي كانت اللحظة اللي قمت فيها من النوم مفزو*ع.


رمشت بعيني مرتين بحاول أستوعب أنا فين و بعمل ايه قبل ما أشوف محا*ليل متع*لقة في يدي و جهاز تنفس على وشي.


فجأة الذكريات بدأت ترجعلي تاني لما كنت بتخا*نق أنا و أيوب في الشارع و كان بيحاول يخن*قني قبل ما يضر*بني في وشي و يغ*مى عليا و دا كان أكيد سبب وجودي في المستشفى دلوقتي.


شلت جهاز التنفس من على وشي و حاولت أقف بس حسيت بأ*لم شديد في دماغي، حطيت يدي على راسي لقيتها ملفوفة بشاش.


اتنهدت باستسلا*م و قعدت على السرير و أنا بفتكر تفاصيل الكا*بوس اللي كنت بحلم بيه تاني،

ليه...؟

ليه بقيت أشوف حاجات كنت فاكر إني قدرت أتخطاها من زمان؟


______________________


_أدهم مش شخص كويس.


اتكلم الظا*بط أيوب و هو قاعد جمبي في جنينة في المستشفى.


_ل..ليه بتقول عليه كدا؟


_عشان أدهم عمل جر*ايم كتير و هو صغير بس عشان هو ابن لو*ا كان بيطلع من كل المشاكل زي الشعرة من العجين.


كت*فت دراعاتي و اتكلمت بعدم مبالاة:


_أنا مش فاهمة برضو ليه بتقولي الكلام دا؟!


_بقولك الكلام دا عشان مش عايزك تثقي فيه و بعدين يئذ*يكي...


سكت شوية و بعدين بص في عيوني قبل ما يكمل:


_يمنى...انتي بنت كويسة و دا اللي خلاني مبل*غش عنك على الرغم من إني عارف كل اللي حصل، أنا خا*يف عليكي صدقيني.


بلعت ريقي و اتكلمت بتو*تر:


_انت..انت عارف؟!


_أيوا عارف، قدرت أو*قع يارا في الكلام بسهولة.


ضر*بت راسي بق*لة حي*لة، كنت عارفة إن يارا هتقول بس أدهم مصدقنيش، سحبت نفس عميق قبل ما أرد:


_طيب و عارف برضو إن أدهم الوحيد اللي كان بيساعدني كل الفترة اللي عدت دي؟


_بيساعدك عشان مصا*لحه الشخصية، أدهم...


_اسكت.


ز*عقت بصوت عالي، معرفش ليه حسيت بغ*ضب من طريقة كلامه عنه، يمكن عشان حسيت إن أدهم شبهي؟

كل واحد فينا عنده ماضي جايبله الكلام!


_اسمع....مش من حقك تحكم على أي شخص من ماضيه! أدهم اللي أنا شايفاه دلوقتي غير أدهم اللي انت بتتكلم عليه و دا المهم، كل الناس بتغلط و كل الناس من حقها تحاول تتغير للأحسن...


_بس صدقيني، أدهم مش..


_قولت اسكت، مش مكسو*ف من نفسك و انت بتتكلم عن زميلك بالطريقة دي من وراه؟ هو عملك ايه عشان تكر*هه للدرجة دي؟


شفته بيش*د على يده جامد بغ*يظ قبل ما يقف و يتكلم:


_عموماً أنا عملت اللي عليا و حاولت أحذرك منه و انتي براحتك.


مشي الظابط أيوب من غير ما يقول و لا كلمة زيادة، و أنا رجعت لأوضة يارا فوق و بعد حوالي ساعة لقيت الباب بيتفتح و أدهم بيدخل.


كان وشه في حتت كتير منه مور*مة، ضمادتات جر*وح على مناخيره و شفايفه، أخيراً راسه اللي ملفوفة بشاش، اتخ*ضيت من منظره و قمت ناحيته بسرعة:


_أدهم ايه اللي عمل فيك كدا؟ انت كويس؟


رد بتعب:


_أنا..أنا كويس.


فجأة افتكرت منظر أيوب، اتنهدت بق*لة حي*لة قبل ما أتكلم:


_ايه اللي خلاك انت و أيوب تضر*بوا بعض كدا؟


وسع عينه بذهو*ل قبل ما يسألني بشك:


_و..و ازاي عرفتي؟


سحبته من يده ناحية الكرسي و اتكلمت و أنا بزيحه بخفة عشان يقعد:


_جالي و كان وشه مش*لفط زيك، معتقدش إنها صدفة إنكم انتوا الإتنين تبقوا بالمنظر دا في نفس الوقت.


شفته بيبلع ريقه بق*لق قبل ما يتكلم:


_أ..أيوب جالك؟ كان عايز منك ايه؟


_مفيش..كان عايز يكلمني في شوية حاجات.


_ح..حاجات زي ايه؟


كت*فت يدي و رفعت حواجبي باستنكا*ر و أنا بتكلم:


_زي مثلاً إن يارا قالتله الحقيقة؟!


_و...مقالش أي حاجة تاني؟


قررت مقولهوش على الكلام اللي قاله عليه عشان ميتضا*يقش فهزيت راسي بنفي قبل ما أتكلم :


_لا، مقالش حاجة تاني، ليه..في حاجة تاني أهم من إني هتح*بس دلوقتي؟


ابتسم بتو*تر و رد:


_لا مش قصدي، كل الحكاية إني عارف أيوب..طالما مب*لغش عنك لغاية دلوقتي يبقى مش ناوي يعمل حاجة متقلقيش.


همهمت بموافقة، في النهاية...معتقدش إن أيوب كان بالسو*ء اللي كنت متخيلاه بيه.


____________________


الأيام عدت أسرع من ما توقعت، أدهم بالرغم من إصا*باته كان بيساعدني و بياخد باله من يارا معايا و كنت ممتنة ليه لأنه مبعدش و سابنا زي ما طلبت منه.


كنت براقب يارا و هي بتلعب معاه و فرحانة، في الوقت اللي قعدناه كان المفروض تبقى يارا تعبا*نة بس الغريب إنها كانت في أحسن حالة ليها من ساعة ما اتولدت تقريباً، وشها رجعتله حيويته و بهجته تاني، و وزنها زاد بسبب الأكل اللي أدهم كان بيعمله و يجيبه كل يوم مخصوص ليها، فكرت إن ممكن تكون سبب المشا*كل الص*حية اللي كانت عندها هو الق*لق الدايم اللي كانت عايشة فيه بسبب ياسر....


و على سيرة ياسر أول ما افتكرته حسيت بصدري بيض*يق، طلعت و سبت أدهم و يارا سوى و نزلت عشان أشم شوية هوا في جنينة المستشفى، النهاردا آخر يوم، يارا هتطلع و مش قادرة أتوقع هتكون ردة فعل ياسر عاملة ازاي لما أرجع بعد المدة دي كلها خاصة إنه رن عليا مرة بس مردتش.


للحظة فكرت أهر*ب و مرجعلوش تاني بس افتكرت إن معنديش مكان أروح فيه.


لما بصيت على يدي و شفت الآثا*ر الخفيفة عليها و اللي كانت اختفت تقريباً بدأت دماغي ترسملي أبش*ع سيناريوهات التعذ*يب اللي مستنياني أول ما أرجع، بدأت نبضات قلبي تزيد و مكنتش قا*درة آ*خد نفسي كأن في يد بتخ*نقني....


قعدت على الأرض، غمضت عيني جامد و قبل ما أستسلم لنو*بة اله*لع ريحة عطر مألوفة انتشرت في المكان و يد دافية مسكت يدي قبل ما أسمع صوته بيسأل بقل*ق:


_يمنى..انتي كويسة؟


بدأت أهدى تاني و فتحت عيوني أخيراً عشان أشوف أدهم قاعد على الأرض جمبي، بصيت على يده اللي ماسكة يدي، أكتر من خو*في من ياسر كنت خا*يفة من أدهم أو تحديداً.....من مشاعري اللي بدأت تتطور ناحيته غص*ب عني، كنت عارفة إن دا غل*ط و إنه مستحيل أنا و أدهم نبقى سوى، مكنتش أعرف عنه أي حاجة بس من قعاده طول الوقت معايا أنا و يارا و يده اللي مكانش فيها دبلة خمنت إنه مش متجوز، بس حتى لو مكانش متجوز مستحيل يقبل بواحدة زيي خصوصاً لما يعرف حقيقتي و حقيقة بنتي، أدهم كان شخص طيب و حنون و يستحق واحدة أحسن مني بكتير.


اتنهدت بض*يق قبل ما أجاوبه:


_أنا....م*ش كويسة.


رد عليا بسرعة من غير تردد:


_طيب احكيلي، ممكن أقدر أساعدك.


بصيت لعيونه الزرقا، مبقتش مخ*يفة و بار*دة زي الأول بالعكس...كانت الحاجة الوحيدة اللي محتاجة أشوفها عشان أهدى.


سحبت يدي من يده و اتنهدت بض*يق للمرة التانية قبل ما أتكلم:


_انت بالفعل ساعدتني كتير، أدهم...ليه بتساعدني دايماً؟


سألت و هو ملامحه بدأت تتو*تر فجأة قبل ما يجاوب أخيراً:


_م..مش واضح ليه؟


نبضات قلبي بدأت تزداد معقول يكون بيبادلني نفس المشاعر؟!


_ل..لا، مش واضح.


_طيب، ايه رأيك تقابليني في نفس الكافيه اللي اتقابلنا فيه أول مرة بكرا و هقولك.


اتكلم بعد ما سحب وردة من جبمنا و ادهالي، وشي بدأ يس*خن و اتكلمت بسرعة في محاولة مني إني أغير الموضوع:


_على العموم انت..انت بتعمل ايه هنا؟ سبت يارا لوحدها و نزلت؟


_لا، يارا نايمة و نزلت أقولك إن الدكاترة بيقولوا نقدر ناخدها دلوقتي و نروح.


حسيت بقلبي اتق*بض، يا ترى ياسر هيعمل فيا ايه المرة دي؟


_______________


كنت راكبة في العربية جمب أدهم بعد ما صمم يوصلنا بنفسه، يارا لسه نايمة على كتفي و موسيقى هادية شغالة في الكاسيت.


فجأة أدهم وطى الصوت و بدأ يتكلم:


_يمنى..انتي متأكدة إنك هتبقي كويسة؟!


ابتسمت بتو*تر و اتكلمت:


_أ..أيوا، و مش هبقى كويسة ليه يعني؟


_أقصد جوزك...


_ماله جوزي؟


اتردد شوية قبل ما يتكلم:


_يمنى، لو بتتعرضي لأي شكل من أشكال الع*نف مش لازم تسكتي عليه، قوليلي و أوعدك هساعدك.


بصيت من الشباك و افتكرت الاتفاق قبل خمس سنين اللي أجب*رني أستحمل و أسكت قبل ما أتكلم:


_لا، متقلقش عليا أنا كويسة.


سمعته بيتنهد بض*يق و منطقش ولا كلمة تاني لغاية ما وصلنا.


نزلني قدام البيت و فضل مراقبني لغاية ما دخلت جوا و بعدين مشي.


بصيت ليارا على كتفي و فكرت إني لازم أسيبها النهاردا عند جارتنا عشان مش ضامنة رد فعل ياسر هيبقى ازاي.


بعد ما طلعت يارا عند سلمى و سيبتها عندها نزلت تاني و دخلت المفتاح في الباب و فتحته براحة.


بدأت أمشي جوا بهدوء و استغربت إن ياسر مكانش قاعد في الصالة، أول ما قربت ناحية الأوضة بدأت أسمع أصوات غريبة جاية من جوا و أول ما استوعبت طبيعة الأصوات وسعت عيني بذهول و فتحت باب الأوضة بسرعة.


لما وقعت عيني على المشهد قدامي حسيت بجسمي كله اتش*ل في مكانه قبل ما أنطق بصد*مة و عدم تصديق:


_صفاء؟!


______________


_يعني أنا أبقى في المستشفى و تعبا*نة و طا*لع عيني و انت قاعد هنا بتخو*ني؟ في بيتي؟ و على سريري؟ مش كفاية كل اللي بتعمله فيا؟


صر*خت بأعين د*امعة، على الرغم من معاملته الس*يئة معها هي لم تتخيل أن يصل الأمر قط إلى حد الخيا*نة!


نهضت المرأة التي كانت إلى جواره بينما تحاول جمع أغراضها سريعاً لتتطالعها يمنى بعدم تصديق قبل أن تنطق بأ*سى:


_انتي يا صفاء؟ ليه؟ عملتلك ايه عشان تعملي فيا كدا؟دا أنا...


قاطعها صوت زوجها الذي تحدث فجأة بعدم مبالاة:


_يمنى، اطلعي برا و خدي الباب في يدك.


سكتت تطالعه بأعين ذاهلة قبل أن يعيد كلامه مجدداً بنبرة أكثر صرامة:


_اطلعي و اقفلي الباب أحسنلك قبل ما أبدأ أحا*سبك على كل الأيام اللي كنتي مبيتة فيها برا...


_انت...انت عب*يط؟ بقولك كنت في المستشفى!


ابتسم ياسر بسخر*ية قبل أن ينطق:


_و أنا ايش ضمني إنك كنتي في المستشفى؟ انتي ناسية اللي عملتيه قبل كدا؟ لو ناسية روحي شوفي بنتك فين و بصيلها يمكن تفتك...


لم يكمل حديثه بسبب يمنى التي صف*عته على وجهه فجأة دون سابق إنذار، نظر إليها بأعين مش*تعلة من الغض*ب و هي تراجعت على الفور إلى الخلف بجسد ير*تعش و كأنها أدركت للتو فقط حجم الكا*رثة التي صنعتها.


_ي..ياسر أنا مكانش قصدي، أنا..أنا مش عارفة ازاي عملت كدا صدقني...


قام بسحب خمارها و نز*عه قبل أن  يق*بض على شعرها ليجر*ها منه خارج الغرفة بينما استمرت في الصر*اخ و محاولة التم*لص منه دون فائدة.


أ*لقى بها في الحمام و من ثم قام بتشغيل المرش لتغر*قها قطرات الماء الباردة خلال ثوانٍ من رأسها إلى أخمص قدميها.


_أنا حذ*رتك...بس بما إنك عايزة نتحا*سب دلوقتي حلو...يبقى نتحا*سب دلوقتي...


تكلم قبل أن يسحب خرطوم المياه ليه*وي به على جسدها بعد أن قام بنز*ع المعطف البني الثقيل الذي كانت ترتديه حتى لا يحميها من ضربا*ته.


ظلت تصر*خ و تتر*جاه أن يتو*قف و يتر*كها لكن مع كل صر*خة كان يزيد من شدة الضر*ب لذا استس*لمت في النهاية.


بعد حوالي نصف ساعة تركها أخيراً بجسد مد*مي بعد أن قام بر*بط كلتا يديها بح*بل ثخين في ماسورة المياه حتى لا تتمكن من الخروج.


عاد إلى الغرفة ليجد صفاء ما زالت في انتظاره و ما إن رأته حتى تحدثت سريعاً:


_ل..ليه ضر*بتها كدا؟ مكانش ليه لزوم كل دا.


_أحسن، عشان تتر*بى.


تحدث بينما يقوم بتبديل ثيابه التي ابتلت قليلاً بملابس أخرى جافة، اقتربت منه صفاء و قامت باحتضانه بينما تتحدث بغنج:


_يا حبيبي أنا خا*يفة عليك، البنت لسه صغيرة و لو ما*تت ولا حصلها حاجة ممكن يح*بسوك.


قهقه بسخر*ية قبل أن يجيبها:


_محدش يقدر يلمسني، انتي متعرفيش مين ياسر السياف و لا ايه؟


_عارفة، بس يعني برضو...


_بلا بس بلا مبسش، سيبك من يمنى و قر*فها و ركزي معايا أنا، كنا فين؟ اه افتكرت...


تحدث بينما يميل عليها ليطبع قبلة على شفاهها لتقهقه بينما تبادله القبلة.


________________


_احكيلي يا أدهم، من امتى بدأت ترجعلك الأصو*ات دي تاني؟


_من...من أول ما قابلت يمنى....


عقد الطبيب محمود حاجبيه معاً قبل أن يتحدث:


_ممكن تعرفني ايه طبيعة الكلام اللي بتسمعه المرادي؟


_كتير...بسمعهم بيته*موني بإني شخص منا*فق، فا*سد، حق*ير و...و مجر*م!


همهم الطبيب بتفهم قبل أن يسأله:


_و انت شايف نفسك مجر*م؟


اعتدل أدهم في جلسته حيث كان متسطحاً على ظهره على كرسي الطبيب، طالع لوحة الفراشة ذات اللون الأسود و الأبيض المعلقة على الحائط في مواجهته بتفكير قليلاً قبل أن يجيب:


_م..مش عارف، في ذكريات كتير بتها*جمني في أحلامي مبقتش قادر أحدد إذا كانت حقيقية و لا لأ.


استند الطبيب بظهره إلى الكرسي و تحدث:


_يظهر إن يمنى بتثير فيك مشاعر تأ*نيب الضمير و الند*م، من اللي حكيتهولي عنها ممكن نقول إنك لما بتشوف شخص مظلو*م و بيعا*ني بتفتكر كل الناس اللي شفتهم بيعا*نوا و مقدرتش تعملهم حاجة...


ابتسم أدهم بسخر*ية قبل أن يتحدث:


_أنا كنت سبب معا*ناتهم...


_منكرش إنك عملت حاجات فظ*يعة و انت صغير، بس لازم تفتكر إن كلنا بشر و مش معصومين من الغ*لط، الأهم إننا لما نغ*لط نتعلم من الغ*لط دا و منكررهوش تاني...


تحدث الطبيب بينما يلمحه بطرف عينه قبل أن يسأله بتو*جس:


_انت مرجعتش للكحو*ل تاني مش كدا؟


هز أدهم رأسه نفياً.


_كنت بفكر أرجعله بس قررت آجي هنا الأول...


_كويس إنك رجعتلي الأول، اسمع...أنا عايزك تبعد عن يمنى مؤقتاً عشان نشوف هتسمع الأصو*ات و انت بعيد عنها و لا لأ...


_بس..بس أنا حالياً مقدرش أبعد عنها.


_ليه؟


طالع أدهم اللوحة مجدداً قبل أن يجيب:


_عشان فاضل يومين بس!


______________


مع انطلاق أذان العصر بدأت سلمى تشعر بالق*لق على يمنى، في الأمس لقد شعرت باضطر*ابها و هي تسلمها ابنتها الصغيرة و تطلب منها إبقائها عندها مؤقتاً حتى تأتي لتأخذها في اليوم التالي دون أن تتفوه بأي شئ آخر!


كانت سلمى تعرف أن زوج يمنى لم يكن شخصاً جيداً و كانت تخشى أنه قام بفعل شئ س*ئ لها منذ أنها لم تتأخر على ابنتها كل هذا الوقت من قبل.


فكرت في الإتصال على يمنى لكنها تأوهت بغ*ضب و ضر*بت رأسها عندما تذكرت أنها لم تطلب منها رقمها من قبل بل أنها لم تفكر في هذا لأنها لم تحتج إليه أبداً قبل الآن.


نهضت لتنادي على ابنتها الكبيرة التي كانت تلاعب يارا لتتحدث بق*لق لم تستطع إخفائه:


_ميار، خدي بالك من يارا على ما أروح أشوف أنا أمها لاحسن يكون حصلها حاجة..


خطفت ميار نظرة إلى غرفتها تتأكد أن يارا لا تزال منشغلة باللعب بالدمى و لا تستمع إليهم قبل أن تجيب:


_أيوا يا ماما بالله عليكي شوفيها بسرعة لاحسن يارا من ساعة ما صحيت و هي عمالة تب*كي و عايزاها و انا بالعا*فية سكتها دلوقتي...


_طيب طيب، حاولي تخليها تاكل أي حاجة لغاية ما أرجع و أنا مش هتأخر...


ارتدت سلمى ملابسها على عجالة و فكرت أن تبحث عنها في الحضانة التي كانت تعمل فيها لكنها ما إن لمحت باب شقة يمنى بينما كانت تنزل على الدرج شعرت بأن عليها التأكد أولاً من كونها غير موجودة بالمنزل....


رنت الجرس و طرقت الباب مرة و اثنتين و ثلاثة دون إجابة، و عندما كانت على وشك الذهاب سمعت صوت هاتف يرن بنغمة مألوفة...نغمة هواتف نوكيا القديمة، لقد كان هو هاتف يمنى لا محالة!


طرقت على الباب أكثر لكنها لم تحصل على إجابة و عندما حاولت فتحه فوجئت به غير موصد بالمفتاح.


اتخذت خطواتها للداخل بينما تبحث بعينيها في أرجاء الشقة بحذر، لقد كان فرش الشقة بسيطاً و قديماً بالنسبة للشقق الحديثة، ناهيك عن الجدران المقشرة و السجاد المهتر*ئ...


عقدت سلمى حاجبيها معاً بحيرة من أمرها، لقد رأت زوج يمنى يغادر المبنى لعدة مرات و قد كان يبدو ثرياً من أسلوبه في الملابس، هي ظنت أنه يب*خل على يمنى بالمال فحسب و لهذا كانت ترتدي دائما نفس الملابس المق*طعة و المهتر*ئة على عكسه.


أخذت تبحث عن يمنى في جميع أنحاء الشقة لكنها لم تجد لها أث*راً، فجأة سمعت صوت الهاتف يرن مرة أخرى في جيب معطفها الملقى أمام باب الحمام، اقتربت و أخرجته لتجيب على المتصل بحذر و الذي تكلم ما إن فتحت الخط:


_الو يا يمنى انتي فين؟ نسيتي معادنا و لا ايه؟


_ا..الو، مين معايا؟


عقد أدهم حاجبيه معاً و أبعد الهاتف لينظر إلى الرقم على الشاشة مرة أخرى يتأكد أنه رقم يمنى قبل أن يعيده إلى أذنه مرة أخرى و يتحدث:


_الو..مش دا رقم الآنسة يمنى؟


_أيوا، مين عايزها؟


تردد أدهم في الإجابة قليلاً، لقد فكر أنه من غير المناسب أن يخبرها عن علاقته الحقيقية بيمنى حتى لا تس*ئ الظن بهما لذا تحدث أخيراً:


_أخوها، ممكن تديها التيليفون؟


شعرت سلمى بشئ خا*طئ يجري ، لقد انتقلت إلى تلك العمارة منذ سنتين لكنها لم تشاهد أي أحد يزور يمنى من قبل مطلقاً لكنها في النهاية قررت أن لا تدخل، تنهدت بيأ*س قبل أن تجيب:


_والله كان على عيني أدهالك بس أنا معرفش هي فين، قلبت الشقة كلها و.....يمنى!


قطعت كلامها لتصر*خ باسمها فجأة ما إن وقعت عيناها على الجسد المر*بوط المل*قى بداخل الحمام.


_ايه؟ في ايه؟ مالها يمنى؟


تحدث أدهم بق*لق بينما يضغط على دواسة البنزين ليزيد من سرعته.


لم تجبه على الفور حيث كانت قد دخلت لتفقدها، حاولت إيقاظها لكنها لم تستجب و كانت أطرافها متجمدة لذا ص*رخت في الهاتف مجدداً:


_يمنى مش بترد!


سقط الهاتف من يد أدهم و شعر أن جسده كله صار مشلو*لاً.


__________________


فتحت عيوني عشان أشوف مكان غريب كله زرع أخضر، كنت لابسة فستان أبيض جميل و شعري مفرود على ضهري، وقفت و اتلفتت حواليا و أنا بحاول أفتكر ازاي وصلت هنا، آخر حاجة فاكراها إنه أغ*مي عليا من كتر ضر*ب ياسر ليا جوا الحمام.


فجأة من بعيد سمعت صوت جميل بيغني...


"ههاديكي في الزمان ههاديكي..

و في كل الأكوان..هلاقيكي...

هاجي ليكي...

مهما كان المكان...

و أناديكي...

بأجمل الألحان..."


 مشيت ورا الصوت  لغاية ما لمحت جسم شخص مألوف مديني ضهره، شعرها الفحمي الناعم و الطويل اللي مغطي ضهرها مستحيل أنساه أبداً...كانت ماما!


أول ما شفتها عيوني دم*عت و جريت عليها بسرعة و حضنتها جامد و اتكلمت:


_ماما، أنا تع*بت قوي...مبقتش قادرة..مبقتش قادرة أستحمل يا ماما...


طبطبت على راسي و اتكلمت و هي بتحاول تهديني:


_عارفة، عارفة يا قلب ماما، أنا جاية عشان آخدك معايا...


بصيتلها بذهول قبل ما أتكلم:


_انتي مش متضا*يقة مني عشان خ*نت الوعد؟


بصيتلي و ابتست قبل ما ترد:


_انتي مخنتيش الوعد يا يمنى...بس الحياة هي اللي غدا*رة، غد*رت بيا و بيكي، و دلوقتي أنا جاية آخدك مكان أحسن...هتيجي معايا؟!


مددت يدها ليا و أنا مسكتها بيدي.


_أيوا، عايزة آجي معاكي، خديني....خديني مكان أحسن يا ماما......


_____________


_ي..يمنى!


تجمد ما إن وقعت عيناه على المشهد أمامه، جسد هز*يل تجلطت الدما*ء عليه مكونة بقعاً بنية قاتمة، الخطوط الطولية الحمراء و الزرقاء المرسومة على جس*دها بوضوح بفعل الخر*طوم، و أخيراً وجهها الشا*حب و شفاهها الزر*قاء....


تردد قليلاً قبل أن يخطو للداخل بينما يشاهد سلمى إلى جوارها تنو*ح عا*جزة عن فعل أي شئ لها...


أمسك بالح*بل و بدأ في فكه حتى تمكن من تحر*ير يدها أخيراً و من ثم حملها ليضعها في الخارج على إحدى الأرائك قبل أن يغطي جسدها البارد بمعطفه.


وقفت سلمى إلى جواره تطالع جسدها الها*مد معه قبل أن تسأله بصوت مر*تعش:


_م..ما*تت؟


ترك وقع السؤال في فمه طعماً مراً، "ما*تت؟!" ما هو المو*ت حقاً؟ لقد شاهده عدة مرات لكنه لا يزال عاجزاً عن فهم ماهيته، كل ما يعرفه أن هناك شعوراً مؤ*لماً و خا*نقاً استمر في التصاعد إلى حلقه...


حاول تمالك نفسه و انحنى على الأرض حتى يصبح في مستواها و من ثم وضع رأسه على صدرها يستجس نبضات قلبها و في اللحظة التالية توسعت عيناه بغير تصديق، ها هو...إنه خافت للغاية لكنه ما زال قادراً على تمييزه، نهض سريعاً ليصر*خ في سلمى:


_اتصلي بالإسعاف حالاً!


________________


_بابا، الضفيرة مش حلوة، عايزة شعري مفرود...


تنهد الظا*بط أيوب بيأ*س بينما يقوم بتعديل شعر ابنته الصغيرة للمرة العاشرة في نفس الدقيقة...


_أروى بطلي دلع، مش شايفة بابا تعبا*ن ازاي دلوقتي؟!


امتلأت عيون الصغيرة ذات السبع أعوام بالدمو*ع جراء صرا*خ أخيها الأكبر عليها، تنهد أنس و اقترب منهما ليسحب المشط من يد والده بينما يتحدث:


_تعالي، هعملهولك أنا.


ازداد تشبث الصغيرة في والدها بينما تنفي برأسها متحدثة:


_لا، أنا عايزة بابا هو اللي يعملهولي، انت هتو*جعني!


_خلاص يا أنس سيبها، هعملهولها أنا...


تحدث أيوب في محاولة منه لب*تر خلا*فٍ على وشك البدء من جذوره.


_بس انت راجع من الشغل تعبا*ن و هي عمالة تتدلع! مش عشان ماما يعني..


_أنس!


صر*خ والده يمن*عه من متابعة الحديث ليبتلع الصبي كلماته و يجر خطواته الغا*ضبة إلى غرفته قبل أن يغلق الباب خلفه بقوة.


نظرت أروى إلى والدها قبل أن تسأله بنظرات بريئة:


_بابا، هي ماما هترجع امتى من السفر؟!


تنهد أيوب و هم أن يجيبها لولا أن قاطعه صوت رنين هاتفه...


أخرج الهاتف من جيبه و ما إن لمح اسم المتصل على الشاشة حتى ظن أنه يتوهم من كثرة الإرها*ق، لكن ظنه أصبح خاطئاً ما إن فتح الخط ليأتيه صوت أدهم من الجهة الأخرى يجعله يتأكد أنه هو المتصل بالفعل:


_أيوب، قابلني في القس*م حالاً.


تنهد أيوب بغ*يظ بينما يجيبه:


_عايز مني ايه؟ ورديتي خلصت خلاص.


هم بإغلاق الخط لكن يده تج*مدت ما إن سمع أدهم ينطق:


_عرفت مكان تسليم الشحنة الجديدة.


_ايه؟ ازاي عرفت؟!


_مش مهم ازاي عرفت، قابلني في القس*م دلوقتي عشان نشوف هنعمل ايه.


تنفس أيوب بعمق بينما يغلق الهاتف، نظر إلى ابنته الصغيرة التي لا تزال جالسة على قدمه قبل أن يتحدث:


_أروى، بابا هيروح مشوار و يجي بسرعة ماشي؟


هزت الصغيرة رأسها بنفي قبل أن تتحدث:


_لا، متروحش...لو سبتني أنس هيضر*بني.


قام بالتربيت على شعرها بلطف بينما يبتسم متحدثاً:


_أنس مش هيضر*بك، أنس أخوكي الكبير و هو بيحبك اسمعي كلامه و متضايقهوش.


هم أيوب بالمغادرة لكن الصغيرة تشبثت في قدمه بينما تتحدث بسرعة:


_بابا، أنس بيقعد يقول إن ماما ما*تت و إنها مش هتر*جع تاني متسيبنيش معاه، أنا بك*رهه.


تنهد أيوب بينما يمسح على وجهه بيديه في محاولة منه لتهدئة غض*به، لقد طلب من أنس عدة مرات ألا يتحدث بتلك الطريقة أمام أخته الصغيرة التي لا زالت لا تعي شيئاً.


انحنى على ركبتيه ليصبح في طولها قبل أن يتحدث:


_يا خبر! أنا دلوقتي بس افتكرت إني جايبلك آيس كريم و شايله في التلاجة، ايه رأيك تروحي تشوفيه؟!


ما إن سمعت أروى كلمة آيس كريم حتى بدأ لعابها يسيل بينما لا تزال متشبثة في قدم والدها، لا تدري هل تذهب لتأخذ الآيس كريم و تفلت أيوب أم تبقى متمسكة به حتى لا يغادر و يتركها، لكنها في النهاية سمحت لحبها للآيسكريم بالتغلب على حبها لوالدها لذا تركته و ذهبت نحو الثلاجة تتفقدها، في تلك الأثناء طرق أيوب غرفة أنس لمرتين قبل أن يفتح الباب ليجده نائماً على السرير بينما يحتضن صورة والدته إليه.


تحمحم قبل أن يتحدث:


_أنس، خد بالك من أختك و إياكش تضر*بها و أنا شوية و حالاً آجي...


أوشك على مغادرة الغرفة قبل أن يأتيه صوت أنس المن*كسر:


_ليه بتض*حك عليها و بتقولها إن ماما مسافرة؟ قولها الحقيقة لأنها كدا كدا بكرا هتعرفها...


تنهد أيوب بيأ*س بينما يستدير لمواجهة ابنه:


_قولتلك أروى لسه صغيرة، متفهمش يعني ايه مو*ت، بطل تقول كلام زي كدا قدامها سامع؟


عندما نظر إلى ابنه لاحظ الدمو*ع المتكتلة في عينيه بينما يطالع صورة والدته، طالع الساعة المعلقة في الغرفة و التي كانت تشير إلى الرابعة و النصف مساءً لكنه في النهاية اقترب منه مقرراً تناسي مهامه قليلاً مؤقتاً، تحدث بصوت هادئ:


_تعرف إنك شبهها جداً؟! كل ما ببصلك بحس إن هدير لسه عايشة.


هبطت دمو*ع الفتى الصغير بينما تابع والده:


_أروى ملحقتش تقعد معاها زيك، ممكن تاخد بالك منها و تعمل نفسك ماما صغيرة ليها؟!


تسمر أنس في مكانه للحظات قبل أن  يضر*ب والده على كتفه ليم*نعه عن قول المزيد.


_بابا بطل تقول كدا، أنا راجل.


أمسك أيوب بيده قبل أن يتحدث:


_و مين قالك إن الراجل مينفعش ياخد دور الأم؟ ما أنا من ساعة ما هدير مشيت و أنا بقيت ماما و بابا ليكم.


سكت أنس بينما يفكر قبل أن ينطق أخيراً:


_برضو، أنا أخوها الكبير و بس.


ضحك أيوب بينما يبعثر له شعره الحريري و الذهبي الذي ورثه من والدته قبل أن يتحدث:


_طيب خليك انت الأخ الكبير و أنا هبقى ماما، عايز حاجة معايا و أنا مروح؟!


طالع أنس والده بتردد قليلاً قبل أن ينطق:


_بابا، متخلنيش أضطر أقول لأروى في يوم إنك مسافر.


ابتلع أيوب بتو*تر، و فكر أن رؤية أنس لمظهره بعد مشا*جرته مع أدهم قد أثار فيه تلك المشاعر لذا في النهاية أجاب بهدوء:


_متخافش، هفضل معاكم دايماً.


_وعد؟


تنهد أيوب قبل أن يجيب:


_وعد.


"لما يختار الإنسان أن يكون منا*فقاً؟ لما يفضل قطع الوعود التي يعلم يقيناً أنه لا يستطيع إيفائها عوضاً عن قول الحقيقة؟ قد تكون الحقيقة مؤ*لمة، لكنها قطعاً ليست بنفس أ*لم خيا*نة الوعود."


__________________


_لقيت الورق دا فين؟


تحدث أيوب بينما يطالع الصور على هاتف أدهم و التي توضح مواعيد و أماكن تسليم المخد*رات الدقيقة لصفقات تمت و صفقات لم تتم بعد.


_لقيتها.


نظر إليه أيوب بش*ك قبل أن يتحدث بحاجب مرفوع:


_أيوا لقيتها فين؟


ابتلع أدهم بق*لق قبل أن يجيب:


_ق..قولتلك لقيتها و خلاص مش لازم تعرف لقيتها فين.


_لا، لازم أعرف لأني مقدرش أثق في مجر*م بالسهولة دي.


تنفس أدهم بغض*ب قبل أن يتحدث بينما يشير إلى أيوب بسبابته في تحذ*ير:


_أيوب، يا ريت تفصل بين حياتنا الشخصية و الشغل لو مش عايزني أك*سر المكان دا على دما*غك دلوقتي.


اقترب منه أيوب بينما يجيب بتح*دي:


_والله؟ وريني هتعمل كدا ازاي عشان أبعتك النهاردا وراه.


اقترب منه أدهم بدوره علامة على عدم نيته في التراجع و قبل أن يتحول المكان إلى سا*حة قتا*ل تدخل الظا*بط مازن بينما يبعد الاثنان عن بعضهما متحدثاً:


_انتوا الاتنين دا مش وقته، أيوب..أدهم لقي معلومات قيمة جداً هتساعدنا و مش مهم لقاها فين، و انت يا أدهم...يا ريت تمسك عص*بيتك و تبطل تبدأ تضر*ب الناس لمجرد إنهم بيغي*ظوك بالكلام، انت أكبر من كدا!


كت*ف كل واحد منهما ذراعاه بينما يبتعدان عن بعضهما بامتعاض ليتحدث مازن مجدداً:


_معاد التسليم اللي جاي بعد أربع أيام، خلينا نعملهم كم*ين هناك و نق*بض عليهم متل*بسين.


___________________


بعد ما خلصنا مناقشة تفاصيل العملية مع باقي أعضاء الفريق فكرت أعدى على يمنى في المستشفى عشان أتطمن عليها.


كنت حاسس بلغ*بطة كبيرة و أنا واقف قدام المستشفى، السبب اللي خلاني أقرب من يمنى إني أقب*ض على ياسر و دلوقتي بالورق اللي لقيته في شقتها مبقتش محتاج ليها تاني، يبقى أنا بعمل ايه هنا دلوقتي؟


ضر*بت العربية برجلي بض*يق قبل ما ألمح سلمى بتقرب مني و في إيدها يارا و معاها بنت تاني كبيرة مقدرتش أتعرف عليها، أول ما شافتني وقفت واتكلمت:


_مالك واقف هنا ليه؟ مش جاي عشان تشوف يمنى؟!


حكيت رقبتي بإحر*اج قبل ما أرد:


_في الحقيقة كنت جاي أشوفها بس اكتشفت إن عندي شغل مهم دلوقتي و لازم أ...


مكملتش بسبب يدها اللي سحبتني من دراعي و هي بتتكلم:


_يا راجل بلا شغل بلا بتاع، بقى في شغل أهم من أختك برضو؟ و بعدين مش كفاية كنتوا سايبينها مع الراجل المفت*ري دا يمو*ت فيها كل يوم براحته؟!...يا أخي دا أنا ما صدقت ألاقيلها حد يعرفها، بصراحة لو مجبتش جوزها دا و دغد*غت دما*غه تبقى عي*بة في حقك والله، دا أنا....


تأوهت  بملل و أنا بسمع رغي سلمى اللا متناهي قبل ما نوصل أخيراً لأوضة يمنى في العنا*ية المر*كزة.


كنت حاسس  بوخذ*ات في قلبي و أنا بتفرج عليها من ورا الإزاز الشفاف، المحا*ليل متع*لقة في يدها و جها*ز الت*نفس على وشها و جها*ز القلب مبين ضر*بات قلبها الضعيفة.


مكانتش دي المرة الأولى اللي أشوف فيها يمنى تعبا*نة بس كانت المرة الأولى اللي أشوفها فيها خا*لية من الحياة.


لفيت وشي بعيد عنها و أنا بحاول أقنع نفسي إنها سواء ما*تت و لا عاشت دا شئ ميخصنيش و مش لازم أحس ناحيتها بحاجة، فجأة لقيت إيدين صغيرة بتشدني من الجاكيت بتاعي، بصيت و لقيتها يارا، اتكلمت و عيونها مليانة دمو*ع:


_عمو، مال ماما؟


وطيت على الأرض و مسحت دمو*عها بيدي و أنا ببتسم قبل ما أتلكم :


_متقلقيش ، ماما تعبا*نة شوية و حالاً تصحى...


بصيت بتأ*نيب لسلمى اللي جابتها معاها قبل ما ترفع كتافها لفوق و تتكلم:


_ايه؟ هي كانت عمالة تع*يط عشان تشوفها،و بعدين مكانش ينفع أسيبها في البيت لوحدها كدا كدا...


وقفت عشان أتكلم و قبل ما أنطق بأي حاجة جالنا الدكتور المسئول عن حالة يمنى و اتكلم و هو منزل راسه بحز*ن:


_للأسف، احنا بنحاول نعمل كل اللي نقدر عليه بس يظهر إن الأستاذة يمنى هي اللي مش عايزة تكمل.


_يعني ايه؟


اتكلمت بسرعة بعص*بية و هو رد بهدوء:


_يعني متتعشموش إنها ترجع، أنا بقول تجهزوا نفسكم من دلوقتي عشان اللي فاضلها مش كتير...

______________


_كانت لسه طفلة عندها ١٣ سنة لما اغت*صبوها، في سن ال١٤ بقت أم و مع إن بنتها كانت نتيجة عن*ف و اغتصا*ب عمرها ما عاملتها و*حش، حضنتها و حبتها و استحملت كتير جدا عشان يارا....


بصيت بذهول للست الكبيرة اللي كانت قاعدة جمبي و بتتكلم، كنت قاعد جمب يمنى في أوضتها اللي نقلوها فيها بعد ما قالوا إن مفيش أم*ل و إن اللي فاضلها مش كتير لما فجأة لقيت واحدة كبيرة دخلت الأوضة و قعدت جمبي.


النهاردا بالليل يوم الع*ملية و قررت آجي أشوفها عشان كنت خا*يف أروح و أرجع ملاقهاش، عدت أربع أيام على يمنى في المستشفى و في الأربع أيام دول اكتشفت حاجتين مهمين جدا...

الأولى: أبويا طلع أحن مما يبدو عليه و سمح إنه يمدلي مهلة القب*ض على ياسر  خمس أيام تاني قبل ما يق*تلني بنفسه...

التانية: مشاعري ليمنى كانت أكبر مما تخيلت، في الحقيقة....أكبر بكتير مما تخيلت!


لما روحت من المستشفى في اليوم دا حاولت كتير أنساها و مفكرش فيها، بس فكرة إنها كانت نايمة على سرير المو*ت و إني احتمال مشوفهاش تاني أبداً قت*لتني، سهرتني الليل و طر*دت كل كوا*بيسي و مسابتش غير كا*بوس واحد بس و هو مو*ت يمنى...


زمان فق*دت شخص كان عزيز عليا جداً و فقد*انه ك*سرني....

يا يمنى....أجزاء روحي لسه متفر*قة ملحقتش ألمها كلها، الو*قعة الأولى سابت شرو*خ و أماكن في روحي فاضية، أنا متأكد إني مش هقدر أجمع أجزاء نفسي المرة دي لو اتك*سرت تاني فأرجوكي....أرجوكي يا يمنى متك*سرنيش! 


عيوني بدأت تخو*ني و تد*مع فلفيت وشي الناحية التانية عشان الست متشوفنيش، مسحتها في كمي قبل ما ألف تاني و أتكلم:


_انتي...انتي مين؟ و ل..ليه بتقوليلي الكلام دا عن يمنى دلوقتي؟


_مش انت ظا*بط؟ بقولك عشان تاخد حقها من كل اللي ظ*لموها.


حكيت رقبتي بار*تباك.


_و..و ازاي عرفتي اني ظا*بط؟


_يمنى حكيتلي عنك ساعة ما سيبتها تروح هي و يارا...


بصيت في الأرض و سكتت قبل ما أرجع أسألها تاني:


_و...هي يارا فين؟


اتنهدت قبل ما ترد بنبرة حز*ينة و مكسو*رة:


_مع جارة يمنى اللي اسمها سلمى، حاولت آخدها منها بس هي قالت إن يمنى قبل ما تحصلها حاجة كانت سايباها أمانة عندها و إنها مش هتسلمها غير لأمها...


همهمت بتفكير، يا ترى لو يمنى ما*تت هيكون مصير يارا ايه؟!


اتحمحمت قبل ما أتكلم:


_طيب ممكن أعرف حضرتك مين و ازاي عارفة كل الحاجات دي عن يمنى؟


حكت راسها بإحر*اج قبل ما ترد:


_آه..أنا آسفة إني معرفتكش بنفسي، أنا أبقى مديرة الحضانة اللي يمنى كانت شغالة فيها و كنت صديقة والدتها الله يرحمها.


همهمت بتفهم قبل ما أبص ليمنى اللي كانت حالتها كل مدى بتتد*هور أكتر قبل ما أتكلم:


_ممكن تحكيلي أكتر عنها؟ ازاي انتهى بيها الحال مع واحد زي ياسر؟


اتنهدت و غمضت عينها و كأنها بتسترجع الذكريات قبل ما تفتحها تاني و تتكلم:


_والد يمنى كان شخص مت*شدد، مكانش بيسم*حلها تخرج أبداً مهما حصل، و في يوم من الأيام واحدة من صاحبات يمنى في المدرسة عزمتها على عيد ميلادها..اليوم دا يمنى قعدت تب*كي كتير عشان كان نفسها تروح فصعبت على  هدى و قررت تسمحلها تروح من و*را باباها....


سكتت عشان تاخد نفسها و أنا مديتلها إزازة المياه، شربت منها بوقين و رجعت تكمل:


_للأسف...هدى مكانتش تعرف إن صاحبة يمنى مكانتش كو*يسة، البنت في الحقيقة كانت بت*غير من يمنى و بتح*قد عليها و لما يمنى راحتلها ضح*كت عليها و حب*ستها في أوضة و خلت شاب كان سكر*ان يعت*دي عليها...


بدأت نبضات قلبي تزيد و قا*طعتها قبل ما تكمل:


_ت..تعرفي اسم البنت صاحبة الحفلة؟


بصيتلي بحاجب مرفوع قبل ما ترد:


_أيوا طبعا و دي حاجة تت*نسي؟ كان اسمها مرنة، الله ين*تقم منها و يج*حمها دنيا و آخر*ة آمين يا رب.


فجأة حسيت إني دخلت في فقاعة عزلت كل الأصوات من حواليا،  مكنتش سامع غير صوت دقات قلبي و أصوات تانية من زمان بدأت تتردد في دماغي بشكل مز*عج....


"الخ*مر دا من أفخم الأنواع..دو*قه مش هتخ*سر حاجة."


"متخا*فش، الح*بة دي هتبس*طك جداً صدقني."


"البنت جميلة، خا*يف من ايه؟ انت ابن لو*ا ."


"لا، اب*عد عني يا متحر*ش، مرنة الحق*يني، انا اسفة..."


حسيت إن دماغي هتن*فجر من الصداع فمسكتها بيدي جا*مد، معقو*ل؟

معقو*ل يارا تبقى...


_ماما، أنا جيت و جبت معايا الشوكولاتة اللي بتحبيها..يلا اصحي بسرعة.


كان صوت يارا اللي دخلت الأوضة مع سلمى فجأة و نطت على سرير يمنى.


بصيت عليها، عيونها...عيونها زرقا زي عيوني، دي صدفة مش كدا؟!


فجأة ميلت عليا الست الكبيرة و همست:


_معلش، مش هقدر أكملك عشان يارا موجودة.


رديت بسرعة و أنا بقوم من مكاني بتو*تر:


_لا..لا عادي، كدا كدا لازم أمشي دلوقتي خليها مرة تاني.


_____________________


_أدهم!


رمش بعينيه مرتين سريعاً قبل أن يطالع الشخص الذي يقف أمامه بينما تحدث الآخر بغ*ضب:


_مالك؟ سر*حان في ايه؟محتاجين دما*غك هنا ركز.


أومأ أدهم بصمت ليعود الرجل للحديث مجدداً:


_ كل واحد فاكر دوره ايه؟ محدش ينفذ أي حاجة قبل إشا*رتي فاهمين؟


أومأ الجميع باستثناء أدهم الذي عاد إلى عالمه الخاص مرة أخرى مما دفع القائد للتأ*وه بيأ*س منه.


مع انطلاق دقائق الفجر الأولى انطلق كلٌ من الظا*بط أدهم و أيوب تحت ستا*ر الظلا*م في الصحراء...


قاما بالت*سلل إلى موقع العصا*بة بهدوء قبل أن يسح*ب أدهم أول رجل يقابله و يقوم بك*سر عن*قه و جر*ه بعيداً لإخا*فئه بعد أن نز*ع وشا*حه ليلف به وجهه، و من ثم عاد لينخرط مع باقي الرجال و كأنه واحد منهم، كذلك فعل أيوب مع الرجل الذي من المفترض به أنه كان ير*اقب قبل أن يأخذ محله.


و أخيراً بعد حوالي عشر دقائق توقفت سيارة تبعتها سيارتين أخراوتين قبل أن ينزل منها رجلٌ مألوفٌ، رجل حفظ أدهم أدق تفاصيله من رأسه إلى أخمص قدميه حتى أنه لم يحتج إلى رؤية وجهه ليعرف من يكون.


ج*ز على أسنانه بغ*يظ بينما يراقبه يقترب منهم قبل أن يقف أخيراً متحدثاً:


_ها، جبت اللي اتفقنا عليه؟


نظر الرجل على الجهة المقابلة له قبل أن يجيب:


_عي*ب عليك، انت اللي جبت البضا*عة اللي اتفقنا عليها؟


ابتعد ياسر ليربت على حقيبة السيارة بفخر قبل أن يتحدث:


_كله هنا بالتمام و الكمال.


رفع الرجل إحدى حاجبيه متحدثاً:


_و الباقي؟ مش دا بس اللي اتفقنا عليه.


تنهد ياسر قبل أن يتحدث:


_هسلمهالك بعد ما تطلع من المس*تشفى.


عقد أدهم حاجبيه معاً بعدم فهم، و سرعان ما تنبهت جميع حواسه بعد أن نطق الرجل الآخر بقهقهة مستمتعة:


_عملتها تاني؟ مش قولتلك قبل كدا الب*ت تلزمني و براحة عليها شوية؟


كت*ف ياسر ذراعيه معاً قبل أن يجيب:


_والله أنا حاولت أمسك نفسي بس هي اللي مستف*زة و جابته لنفسها، لما تطلع خدها أنا لقيت لعبة جديدة..


شد أدهم على قب*ضته بغ*يظ محاولاً تمالك نفسه بينما يستمع لحديثهما قبل أن يأتي الرجل أخيراً بالقشة التي ق*سمت ظهر الب*عير عندما تحدث مجدداً:


_عب*يط، مفيش لع*بة أحسن من يمنى، سلمهالي و أنا هعلمك ازاي الألعاب بيتلعب بيها و بيتحافظ عليها....


ابتسم أدهم بجانبية و قبل أن يدرك أحد شيئاً كان قد سح*ب زنا*د سلا*حه ليط*لق على الرجل الذي كان يتحدث بجواره....


سح*ب الجميع  أز*ندة أس*لحتهم تباعاً و بدأوا في إطلا*ق النير*ان و قبل أن تصيب طلقا*تهم أدهم نز*ع أيوب وشاحه و ار*تمى ليسحبه بعيداً عن مجالهم في اللحظة التي تدخل فيها باقي أفر*اد الشر*طة.


كان أدهم يجلس إلى جوار أيوب خلف إحدى الصخور محاولاً التقاط أنفاسه قبل أن يسمع أيوب يتحدث فجأة:


_انت..انت ليه دايماً متهو*ر و غ*بي؟ 


نظر أدهم إليه و قبل أن ينطق بأي شئ لاحظ السا*ئل الأ*حمر الذي كان يغطي خاصرة أيوب بينما يستمر في  الض*غط على بقعة ما في جسده بقو*ة.


توقف أدهم عن الت*نفس للحظات قبل أن ينطق بصد*مة:


_أ..أيوب، انت...


_دا بسبب غبا*ئك، اسمع...أروى و أنس....أروى و أنس مسؤوليتك دلوقتي فاهم؟


تحدث أيوب بينما يحاول التقا*ط أنفاسه بصعو*بة ليهز أدهم رأسه بالنفي سريعاً:


_ل..لا، انت هتبقى كويس..هتبقى....


_اخر*س، مفيش وقت، سمعت...سمعت اللي قولتلهولك و لا لا؟ خد بالك من أروى و أن..أنس.


تجمعت الدمو*ع في عين أدهم بينما يحاول الض*غط بدوره على جر*ح أيوب ليوقف النز*يف.


_أ..أيوب، حاول تستحمل شوية، متق*فلش عينك..


ابتسم أيوب بأ*لم بينما يطالعه:


_واه! م..مكنتش متخيل إنك هتب*كي عليا، يا ترى...يا ترى بك*يت على آدم كمان؟


نفى أدهم برأسه بينما استمرت الدمو*ع في الانسيا*ب من عينيه.


_ايه؟ مبك*تش عليه؟ ك..كنت هقوله يسامحك لو..لو عملت كدا.


_أيوب، مش أنا...مش أنا اللي قت*لت آدم، أنا مش فاكر اللي حصل ساعتها بس أنا متأكد إني مستحيل أكون أنا اللي عملتها.


ابتسم أيوب بانكسا*ر و انسابت دم*عة من عينه بينما ينظر إلى السماء:


_متخافش، أنا..أنا رايح عنده دلوقتي و هسأله و....يا وي*لك لو كنت انت اللي غد*رت بيه.


انهمرت الدمو*ع أكثر من عيني أدهم  بينما يشاهد رفاقهم يقتربون منهم.


تحدث برجاء:


_أيوب متق*فلش عينك، أ..أرجوك متق*فلهاش!


_________________


_انت ازاي تتصرف من دماغك كدا؟ عارف الغل*طة اللي انت عملتها دي كلفتنا ايه؟! ظا*بط من أكفأ الظبا*ط اللي عندنا حالياً في العنا*ية المر*كزة بين الحيا*ة و المو*ت و المجر*م هر*ب، انت مستوعب حجم المص*يبة اللي عملتها؟!


بصيت في الأرض من غير ما أرد، معنديش تبرير أو بالأصح...مفيش تبرير ممكن يغطي حجم الكار*ثة اللي حصلت.


_اطلع برا يا أدهم، أنا هقول لأبوك و هو هيتصرف معاك و يعا*قبك بطريقته....


رفعت وشي من على الأرض و بصيتله بسرعة قبل ما أتكلم بترجي:


_لا، إلا بابا..انت عارف ممكن يعمل فيا ايه لو عرف.


_للأسف دا الحل الوحيد ، انت محتاج تفوق يا أدهم، و مفيش غير اللو*اء حسين هو اللي هيعرف ازاي يفوقك...


ضر*بت برجلي الأرض في اعتر*اض قبل ما أخرج و أر*زع باب المكتب ورايا، مشيت و أنا مش عارف أعمل ايه ولا ألاقيها منين و لا منين، المجر*م اللي بقالنا شهرين بنحاول نق*بض عليه هر*ب، أيوب في المستشفى بين الحيا*ة و المو*ت و...و يمنى...في احتمال بنسبة ٩٩  في المية إنها تكون البنت صاحبة الحاد*ثة في اليوم دا!


ركبت عربيتي و سحبت شعري لورا في محاولة مني إني أهدى و أركز، دلوقتي من بين كل المصا*يب اللي و*قعت فيها دي مرة واحدة..كان في حاجة واحدة شاغلة بالي، حاجة واحدة لو طلعت صح....يبقى كدا رحت في دا*هية رسمياً.


___________________


ابتسمت و أنا ماسكة إيد والدتي و ماشية وراها و فجأة سمعت صوت بيتردد في المكان:


_"ماما..."


ثبتت في مكاني و ماما لفت وشها ناحيتي باستغراب قبل ما تسألني:


_مالك يا يمنى؟ وقفتي ليه...مش جاية معايا؟


_في..في صوت.


_صوت ايه؟


بلعت ريقي قبل ما أجاوبها.


_صوت حد بينادي...


سكتت شوية و هي بتبص حوالينا قبل ما تتكلم:


_مفيش صوت، أنا مش سامعة حاجة.


فجأة الصوت اتكرر تاني:


_"ماما، اصحي..."


رديت عليها بإصرار:


_لا في صوت، في حد عمال ي..يقول ماما.


ابتسمت وقربت عليا قبل ما تتكلم تاني:


_و انتي ايه علاقتك بيهم؟ مش انتي اختارتي تيجي معايا؟ سد*ي ودانك و امشي...


بصيت في الأرض و اتكلمت بتو*تر:


_ماما أنا..أنا حاسة إني ناسية حاجة.


_"جبتلك شوكولاتة يا ماما."


سمعت الصوت مرة تاني و ماما اتكلمت بتحذ*ير:


_لو افتكرتي معناها إنك اخترتي ترجعي هناك، عايزة ترجعي هناك تاني؟


_أنا...أنا حاسة إنها حاجة مهمة.


_"ماما، ليه مش عايزة تردي على يارا؟"


فجأة عيني توسعت بذهول و أنا ببص لمامتي و هي حركت راسها بالموافقة قبل ما تتكلم:


_بالظبط، نا*سية بنتك! اختاري...عايزة ترجعيلها و ترجعي للعذ*اب اللي كنتي عايشاه تاني و لا تيجي معايا؟


عيوني دم*عت:


_ماما، أنا...أنا بحبك و عايزة آجي معاكي بس...بس مقدرش أسيب يارا لوحدها دلوقتي...


همهمت بهدوء و ابتسمت قبل ما تتكلم:


_يبقى ارجعيلها...


_ا..ازاي؟ 


_انتي الوحيدة اللي عارفة ازاي.


بدأت صورة ماما تبقى با*هتة، اتكلمت بسرعة و أنا بشوفها بتخ*تفي من قدامي:


_قصدك ايه؟ أنا معرفش ازاي أرجع!


_لا عارفة، افتحي عيونك يا يمنى...


_"ماما، افتحي عيونك."


_ازاي أفتح عيوني؟ ما أنا فاتحاهم أهو...


_انتي مش فاتحاهم يا يمنى، افتحيهم...


_"افتحي عيونك يا ماما أرجوكي...عشان خاطر يارا."


__________________


_يارا كفاية، ابعدي عن ماما لازم نروح...


نفت الصغيرة بينما تتشبث بزي المشفى الخاص بوالدتها.


_لا، أنا عايزة ماما تصحى..سيبيني...


تكلمت سلمى بينما لا تزال تحاول سحبها:


_يارا، ماما مش هتصحى دلوقتي، تعالي معايا و متتعبنيش عشان أسيبك تجيلها مرة تاني...


ازداد تبشث الصغيرة بوالدتها بينما بدأت دمو*عها بالهطول.


_ماما، افتحي عيونك.


_يارا قلت كفاية!


_افتحي عيونك يا ماما أرجوكي...عشان خاطر يارا.


لم تستطع سلمى تمالك نفسها أكثر من ذلك لتترك يارا أخيراً بينما تمسح دمو*عها التي تساقطت بدورها.


_يارا، تعالي معايا دلوقتي و..و بكرا هجيبك تاني عشان...عشان خاطري أنا.


نفت الصغيرة مجدداً بينما أخذت تنو*ح في حضن والدتها.


همت سلمى أن تسحبها مرة أخرى لكن يدها تجم*دت في مكانها عندما شاهدت يمنى ترمش بعينيها لمرتين قبل أن تفتحهما أخيراً لتصر*خ بعدم تصديق:


_ي..يمنى!


_______________


كنت ماشي في ممر المستشفى بق*لق، عمال أدعي إن سلمى متكونش أخدت يارا و روحت لسه، كنت بقرب أكتر من أوضة يمنى لما سمعت صوت دوشة كتير جاية من عندها و أول ما دخلت و لمحت عيونها المفتوحة اتج*مدت مكاني بصدمة، انا دلوقتي مش بتخيل إن يمنى صحيت، مش كدا؟!


كانت مديرة الحضانة و ستين معرفهمش بالإضافة لسلمى كلهم ملفوفين حواليها و أخيراً يارا اللي كانت نايمة في حضنها براحة، قربت منهم أكتر بحاول أتأكد من اللي أنا شايفه، و أول ما يمنى أخدت بالها مني ابتسمت و اتكلمت:


_شكراً ليك، سلمى حكيتلي على اللي حصل.


مقدرتش أتحكم في دمو*عي، دا كان معناه إن يمنى فعلاً رجعت!


بسبب كلامها الستات اللي في الأوضة أخدوا بالهم هم كمان مني، اتكلمت سلمى بسرعة و هي شايفاني بحاول أمسح دمو*عي:


_آه..دا أستاذ أدهم أخو يمنى، خلونا نطلع و نسيبهم سوى شوية، يا عيني ملحقش يسلم عليها خالص من ساعة ما جه.


بصيتلي المديرة بحاجب مرفوع و أنا ابتلعت بإحر*اج و على عكس توقعاتي معلقتش بحاجة و طلعت معاهم بهدوء.


أول ما طلعوا ابتسمت يمنى بجانبية و هي بتتكلم:


_أخويا؟! مكنتش أعرف إن عندي أخوات، اتفضل اقعد يا أخويا...


حكيت رقبتي بإحر*اج و أنا بقعد:


_اتضطريت أقول لسلمى كدا عشان متفهمش غل*ط.


همهمت بتفهم و رجعت غمضت عيونها تاني.


اتحمحمت قبل أتكلم فجأة:


_ي..يمنى، ممكن أحضنك؟


فتحت عين واحدة و بصيتلي بيها من فوق لتحت قبل ما ترد:


_لا، مش ممكن.


رجعت غمضت عيونها تاني قبل ما تفتحهم فجأة بذهول لما لقيتني قربت منها و حضنتها من غير ما أدي اعتبا*ر لر*فضها.


_أ..أدهم، قلت مش ممكن، اب*عد عني.


_آسف بس....انتي بجد وحشتيني.


حسيت بيها سكنت و بطلت مقا*ومة، و أول ما رفعت وشي عشان أشوفها لقيتها متج*مدة في مكانها و وشها كله أحم*ر.


ابتسمت.


_شكلي وحشتك أنا كمان؟


رمشت بعيونها بصد*مة قبل ما تضر*بني و هي بتتكلم:


_ابعد عني، موحشتنيش ولا حاجة.


ضحكت و أنا بمسك إيدها اللي كانت عمالة تضر*بني بيهم.


_طيب خلاص فهمت...هبعد.


فجأة يارا صحيت من دو*شتنا و أول ما شفتها افتكرت هدفي الأساسي من زيارتي و اللي نسيته بسبب صد*متي المبدأية بصحيان يمنى، اتكلمت بهدوء و أنا بمد يدي ناحية يارا:


_يارا حبيبتي، ماما تعبا*نة تعالي عندي...


نفت براسها و زادت من حضنها ليمنى.


_سيبها هي مش مضا*يقاني عادي...


رسمت ابتسامة مصطنعة و أنا ببعد عنها قبل ما تيجيلي فكرة تاني.


طلعت حبة شوكولاتة على شكل دبدوب من جيبي كنت سايبها معايا للإحتياط لو ممشاش الموضوع زي ما أنا عايز و.....دلوقتي تحديداً مكانش ماشي الموضوع زي ما أنا عايز!


حركتها قدامها و أنا بتكلم:


_خسارة، كنت هدي يارا الشوكولاتة الحلوة دي لو سمعت الكلام.


بلعت ريقها و هي عمالة تحرك عيونها يمين و شمال مع حركة الشوكولاتة قبل ما تنزل من على السرير و تقرب مني.


_عمو، يارا سمعت الكلام و نزلت من عند ماما..


بصيتلها و مثلت التفاجئ و أنا بتكلم:


_ايه دا بجد؟ يعني كدا لازم أديلها الشوكولاتة دي دلوقتي؟


هزت راسها بسعادة و أنا مديتلها حبة الشوكولاتة، استغ*ليت انشغالها بفتحها و يمنى اللي كانت لسه مغمضة عيونها قبل ما أس*حب منها شعرة بسرعة.


_اه، شعري...


بصيتلي بشك قبل ما تجري ناحية يمنى تاني و تشكيلها مني:


_ماما، عمو ش*د شعري.


فتحت يمنى عينها و بصيلتنا باستغراب قبل ما تتكلم بتخمين:


_بجد؟ تلاقيه كان بيلعب معاكي، تعالي جمبي هنا و بطلي دوشة.


أول ما غمضت عينها تاني تنفست براحة إني متكشفتش، حطيت الشعرة في منديل، وقفت و اتحمحمت قبل ما أتكلم:


_يمنى، أنا عندي شغل دلوقتي، بعد ما أخلصه هعدي عليكي.


همهمت يمنى من غير ما تفتح عيونها و أنا سيبتها و طلعت، كان لازم أتأكد من شكوكي قبل ما أقرر هعمل ايه في المستقبل بعد كدا.


_____________________


في منتصف الليل، طرقات صغيرة استمرت على باب غرفة أنس مما دفعه للتأوه بملل و النهوض من فراشه ليفتح الباب للشخص الذي كان قد خمن هويته بالفعل.


تكلم ما رأى هيأتها الصغيرة الواقفة أمام باب غرفته بينما تحتضن دميتها جيجي إليها:


_مالك يا أروى؟ ليه منمتيش لغاية دلوقتي؟


أجابت و الدمو*ع على وشك السقوط من عينيها:


_أنس، بابا اتأخر و أنا خا*يفة أنام لوحدي..


تأوه أنس بملل بينما يفسح لها مجالاً لتدخل الصغيرة سريعاً و ترتمي على سريره بسعادة.


تك*تف أنس بينما يراقبها قبل أن يتحدث بتحذ*ير:


_أروى، أنا عايز أنام، لو عملتي دوشة هخليكي ترجعي على أوضتك فاهمة؟


أومأت الصغيرة سريعاً، بينما اتجه إلى الفراش ليستلقي إلى جوارها.


_امم، أنس...بابا ليه مرجعش لغاية دلوقتي؟


_أكيد وراه شغل كتير و أول ما يخلصه هيرجع.


أجاب أنس بهدوء بينما هو في الواقع بداخله كان ير*تعد خو*فاً من فكرة غياب والده حتى تلك الساعة المتأخرة من الليل، هو لم يفعلها قط منذ وفا*ة هدير.


_طب و ماما؟ هترجع من السفر امتى...


هم أنس بإجابتها أن والدتهم تو*فيت و لن تعود أبداً لكنه تمالك نفسه بينما يتذكر كلمات والده " أروى ملحقتش تقعد معاها زيك، ممكن تعمل نفسك ماما صغيورة ليها؟"


تأوه أنس بقلة حيلة بينما يسحبها إليه لتنام بحضنه قبل أن يجيب:


_في يوم من الأيام احنا اللي هنروح لماما يا أروى، غمضي عيونك دلوقتي و أوعدك لما تصحي بكرا كل حاجة هتبقى تمام....


__________________


هل في حاجة اكتر سخر*ية من انك تقع في حب البنت اللي اغتص*بتها لما كنت لسه مجرد شاب طا*يش؟!

هقولكم انا ايه الاكتر سخر*ية...الاكتر سخر*ية يا عزيزي إن مش بس كدا لا...دا كمان تكتشف إن عندك طفل منها.


دا أنا...أدهم، ظا*بط عنده ستة و عشرين سنة بس و دا طبعاً يرجع لأسباب أبوية "و*اسطة" ، و دي ببساطة قصتي اللي بتدعو للسخر*ية و الح*قد على واحد معن*دهوش قيم و لا أخلاق زيي قدر يعمل حاجة زي كدا في ط*فلة!


أنا عارف إني أستحق الكر*ه بس بناشدكم إننا نخلي الح*كم للآخر...إنكم تقرأوا القصة للنهاية و تعرفوا الملا*بسات، إنكم تلتمسوا ليا الأعذار حتى لو مكنتش أستحقها عشان...عشان أنا مش هقدر ألتمسها لنفسي و هحكم عليها بالإ*عدام!

__________________


بعد يومين كنت واقف في ممر قسم التحاليل بعد ما طلعت نتيجة تحليل الحمض النووي ليارا و اللي اتضح إن نسبة التطابق بينها و بين حمضي النووي تسعة و تسعين و واحد و خمسين من مية في المية!


يدي كانت بتتر*عش و أنا بعيد قرائة الرقم للمرة الألف و بحاول أتأكد من كون اللي شايفه قدامي حقيقة، مكانش عندي مانع إني أتجوز يمنى و أربي بنتها كأنها بنتي بس المص*يبة دلوقتي ازاي هصارحها بإن يارا بنتي الحقيقية بالفعل؟ ازاي هتقبل تتجوز الشخص اللي اغت*صبها و د*مر حياتها؟ أنا متأكد إنها لو عرفت هتفضل ياسر و عذ*ابه عليا!


طنط عبير، كنتي طلبتي مني إني أن*تقم من كل اللي أذ*وا يمنى، يا ترى جه في دماغك إني ممكن أكون الشخص اللي سببلها أكبر أ*ذى نفسي و جسدي على الإطلاق؟!


في اللحظة دي كان قدامي خيارين...لإما أصارح يمنى بالحقيقة و أخ*سرها و أخ*سر بنتي للأبد، لإما أحتفظ بيها كلها لنفسي، و كشخص أنا*ني و جبا*ن كان معروف طبعاً هختار ايه، طبقت الورقة و حطيتها في جيبي بمنتهى الهدوء و كملت طريقي، آسف...بس مفيش حاجة خير هتيجي من ورا معرفتك يا يمنى..

بوعدك إني أعوضك عن كل المر*ار اللي شفتيه بسببي فسامحيني عشان اخترت أد*فن الحقيقة في مقابل مستقبل كد*اب جميل. 


__________________


في المستشفى:


كت*فت يمنى ذراعيها بغ*ضب بينما تطالع هيئة الواقف أمامها قبل أن تنطق:


_لا يعني لا، قلت مش هاجي أقعد في شقتك يا أدهم.


تنهد أدهم بيأ*س بينما يعود للجلوس على الكرسي:


_قلتلك مؤقتاً بس لغاية ما نق*بض على ياسر عشان مضمنش ممكن يعمل فيكي ايه.


عقدت حاجبيها معاً قبل أن تسأله بشك:


_و لما أنا أقعد في شقتك انت هتقعد فين إن شاء الله؟


_ملكيش دعوة هقعد فين، أنا هتصرف.


نظرت إليه بتفكير قبل أن تشيح وجهها بعيداً مرة أخرى بينما تردد بإصرار:


_لا ، مقدرش أعمل حاجة زي كدا أنا هرجع شقتي و...


أم*سكها من كتفيها ليج*برها على النظر في عينيه قبل أن يتحدث مقا*طعاً إياها:


_قلتلك شقتك مش أما*ن! ياسر كان عايز يب*يعك لولا ستر ربنا انه ملحقش...


نظرت إليه بارتباك قبل أن تجيب:


_انت..انت متأكد إنك هتبقى كويس؟!


تركها ليمسح على وجهه بيديه في محاولة منه لتمالك أعصا*به قبل أن يتحدث:


_أنا هبقى كويس، سيبك مني و ركزي على نفسك انتي و يارا.


طالعته بحيرة من أمرها قبل أن تسأله:


_أدهم، انت ليه بتعمل كدا؟ ليه بتساعدني؟


بادلها التحديق قبل أن يجيب:


_علشان أنا بح...


و قبل أن يكمل حديثه قا*طعه اقتحا*م يارا فجأة للغرفة كعادتها برفقة سلمى و  التي ما إن رأته همست ليمنى:


_هو أنا كل ما آجي ألاقيه عندك هنا؟ اللي يشوفه ميقولش انه كان را*ميكي لواحد معندهوش لا د*م و لا إحسا*س بقالك سنين.


تحمحمت يمني بإحر*اج قبل أن تجيبها:


_اللي حصل حصل و خلاص...


ابتسمت سلمى بينما تجيبها:


_أيوا طبعا، أهم حاجة إنك كويسة دلوقتي، شوفي جبتلك معايا ايه...حبة كشري إنما ايه، هتاكلي صو*ابعك وراهم...


قلب أدهم عينيه بملل من ثرثرة سلمى الإعتيادية بينما ابتسمت يمنى بتو*تر:


_س..سلمى مش هقدر آكل كشري هنا.


_ليه؟ مش بتحبي الكشري؟ دا طعمه تحفة و هيعجبك خدي معلقة...


تحدثت بينما تمد يدها بالملعقة نحو فمها و ما إن اشتمت يمنى رائحته حتى شعرت بالغثيا*ن لذا د*فعت يدها بعيداً عنها و تحدثت بينما تغطي فمها و أنفها بكفها:


_سلمى، أنا بحب الكشري بس حقيقي أي أكل بيختلط بريحة المستشفى بحس إني عايزة أر*جعه...


عقدت سلمى حاجبيها بينما تعيد تغطية الطبق مجدداً لتتحدث:


_اومال يا حبيبتي ممو*تيش من الع*لقة هتمو*تي نفسك من الجو*ع؟ بصي على نفسك خسيتي ازاي! أراهن إنك حاجة و أربعين كيلو دلوقتي...


تحمحم أدهم قبل أن يتدخل:


_يمنى هتطلع النهاردا من المستشفى و أنا هتأكد من إنها هتاكل كويس.


طالعته سلمى بريبة للحظات قبل أن تتنهد و تستسلم في النهاية.


ابتسم أدهم قبل أن ينادي على يارا لتركض إليه دون تردد ظناً منها أنه سيمنحها بعض من الحلوى كما اعتاد دائماً؛ لكنها وسعت عينيها بذهول و دهشة ما إن أخرج علبة الهدايا متوسطة الحجم من خلف ظهره لتأخذها منه و تبدأ بفتحها على الفور.


_يارا، عي*ب كدا، طب حتى قولي لعمو شكراً...


_شكراً.


تحدثت يارا بينما لم تتوقف يداها عن محاولة نزع ورق الهدايا لتتأوه يمنى بيأ*س منها بينما ابتسم أدهم بدفئ متحدثاً:


_عادي، سيبيها..


سكت قليلاً قبل أن يتحمحم و يكمل بصوت أكثر انخفاضاً:


_ في النهاية يارا زي..زي بنتي بالظبط.


طالعته يمنى بريبة، لما تشعر أن أدهم قد ازداد تعلقاً بيارا في الآونة الأخيرة؟!


____________________


بعد ما الدكاترة تأكدوا من إن حالة يمنى بقت مستقرة سمحولها تطلع أخيراً، أخدتها هي و يارا و وصلتهم شقتي، و دا طبعاً بالعا*فية و بعد منا*هدة كتير مع يمنى، اتأكدت من إنهم كويسين و مش محتاجين حاجة و بعد كدا نزلت عشان أروح لمكاني الجديد مؤخراً من يومين.


خبطت على الباب مرتين قبل ما تفتحلي طفلة صغيرة الباب و أول ما شافتني كشر*ت و اتكلمت بض*يق:


_يوووه، هو انت تاني؟ فين بابا بقى؟


قر*صتها من خدها براحة و أنا بتكلم:


_يا باي عليكي! لسانك طو*يل زي أبوكي بالظبط.


فسحتلي الطريق بامتعا*ض و انا دخلت عشان الاقي أنس قاعد في الصالة و مك*تف دراعاته كالعادة، مبيتكلمش...مبيتفاعلش...مش بيعمل أي حاجة غير إنه بيقعد ير*اقبني كل يوم من أول ما آجي لغاية ما أمشي تاني يوم الصبح!


تجا*هلته لأني عارف إن مفيش فايدة من إني أحاول أكلمه، غيرت هدومي قبل ما أدخل المطبخ، دخلت أروى ورايا كالعادة و هي بتتكلم:


_النهاردا عايزة آكل سوسي.


بصيتلها بحاجب مرفوع:


_ايه سوسي دا؟ قصدك سوشي؟


صقفت بيدها بحماس و هي بتحرك راسها بالموافقة:


_أيوا هو دا، عايزة آكل شوشي.


حطيت يدي في وسطي و اتكلمت:


_يا سلام! و دا شفتيه فين بقى ان شاء الله ؟ 


ردت بسرعة:


_على الآيباد.


_آه منك يا سو*سة، بتقعدي كام ساعة على الآيباد في اليوم؟ شكلي لازم أسحبه منك.


_لا ملكش دعوة بيه، دا الآيباد بتاعي أنا بس.


اتكلمت و هي بتحضن الآيباد بتاعها فتأوهت بملل:


_طيب طيب خلاص مش عايزه....تعالي أنا هعملك حاجة أحلى من الشوشي بتاعك دا، هعملكم مكرونة بالبشاميل.


كشر*ت بوشها بض*يق:


_أنا مبحبش الماكرونة بالبشاميل.


تندهت بنفا*ذ صبر قبل ما أتكلم:


_طيب بصي، خلينا ناكل ماكرونة بالبشاميل النهاردا و بكرا هاخدك أفسحك انتي و أنس و أوديكم تاكلوا سوشي ايه رأيك؟


همهمت بتفكير قبل ما توافق أخيراً و أنا تنهدت براحة.


بعد حوالي ساعة كنت قاعد على ترابيزة السفرة انا و أروى و بناكل سوى، مكنتش مدي اهتمام لأنس لأن كان بقالي يومين بحاول معاه و هو مكانش بيستجيبلي، عشان كدا النهاردا قررت أتجا*هله تماماً، اللي كان مطمني شوية إنه على الأقل كان بياكل لما ببقى مش موجود، عرفت منين؟ من أروى السو*سة أم لسان طويل زي أيوب.


فجأة أروى اتكلمت من العدم و احنا قاعدين بناكل:


_عمو، هو انت الخدامة اللي بابا باعتهالنا؟


شر*قت بالأكل و أنا ببصلها بصد*مة، كنت هنفي بس لمحت أنس بيبتسم فقررت أجاريها في أفكارها الطفولية:


_أيوا، و الخدامة دي بتحب تا*كل الأطفال اللي م*ش بيسمعوا الكلام.


_همم، زي أنس كدا يعني؟!


_أنا مش طف...


اتكلم أنس قبل ما يك*تم بوقه بيده بسرعة و أنا ابتسمت بجانبية، يظهر إن لسه في أمل منه.


بعد ما خلصنا أكل و لعب نامت أروى في الصالة كالعادة و كالعادة أخدتها و حطيتها في أوضتها قبل ما أرجع أنا عشان أنام في مكاني المعتاد على الكنبة.


أول ما غمضت عيني حسيت بيد بتلم*سني، فتحت عيوني و تراجعت لورا بخو*ف بعد ما لمحت خيا*ل شخص واقف، في البداية فكرت تخي*لاتي و الأصو*ات اللي بسمعها بدأت ترجع تاني بس تنفست براحة لما أخدت بالي إنه أنس، بصيتله و اتكلمت بشك:


_أنس، مالك؟ في خاجة عايزها؟!


اتكلم أنس:


_أنا فاكرك، انت...انت اللي قت*لت عمو آدم مش كدا؟!


بلعت ريقي و بصيتله بصد*مة:


_م..مين اللي قالك الكلام دا؟


_سمعت بابا و ماما و هم بيتكلموا ساعة ما عمو آدم ما*ت.


بما إن أنس دلوقتي عنده ١٢ سنة فأعتقد إن ساعة الحاد*ثة كان عنده سبع سنين...


طبعاً عمر كافي إنه يفتكر اللي حصل بالفعل، فتحت بوقي عشان أرد عليه بس كأن الكلمات طارت، أرد عليه بايه و أنا نفسي مش فاكر اللي حصل ساعتها بسبب تأثير الكحو*ل؟ كل اللي فاكره إني شفت نفسي ماسك سك*ينة و آدم على حجري غر*قان في د*مه، و مع ذلك...مع ذلك في حاجة جوايا كانت رافضة تصدق إن أنا اللي عملت كدا.


 بعد فترة من سكوتي اتكلم أنس تاني:


_انت ليه قاعد معانا هنا و بابا مر*جعش لغاية دلوقتي؟ أنا كنت بحب عمو آدم جداً، متقولش إنك قت*لت بابا كمان زي أخوه....


نبضات قلبي بدأت تزيد، لو..لو أيوب ما*ت فدا هيكون بسببي فعلاً، حاولت أتمالك نفسي و أنا بجاوبه:


_أنس، بابا مما*تش...أنا قاعد معاكم مؤقتاً لغاية ما يرجع بالسلامة.


اتكلمت و أنا بتمنى من كل قلبي إن أيوب يصحى و يرجع لأولاده تاني.


________________


تاني يوم سبت أنس و أروى بعد ما عملتلهم الفطار و تأكدت إن في أكل في التلاجة للغدا.


رنت عليا يمنى و أنا في طريقي للشغل بس مرضتش أرد عليها، حسيت إن كلام أنس كان زي الق*لم اللي خلاني أفوق، أنا شخص مجر*م...ازاي هقدر أصارح يمنى بمشاعري و أبص في عينيها من غير ولا ذرة ند*م بعد كل اللي عملته؟


تنهدت بض*يق للمرة الألف، أكيد اللي بيحصلي في حياتي دا تكف*ير ذنو*ب!


بعد خمس دقايق كنت ماشي سرحان في القسم قبل ما تقع عيني على الشخص اللي كان واقف و مستنيني بوش مستقيم خالي من المشا*عر، ازاي نسيت موضوعه تماماً هو كمان؟ نطقت بصد*مة:


_ب..بابا؟!


حلو، يظهر إني مش محتاج أك*فر أكتر من كدا لأن  الساعات اللي فاضلالي في الحيا*ة بقت معد*ودة!


________________


_يعني مش كفاية كل المصا*يب اللي عاملها؟ كمان أروحلك شقتك ألاقيك جايب ست هناك؟!


اتكلم بابا بعص*بية و أنا بلعت ريقي بتو*تر، يا ترى عشان كدا يمنى كانت بتتصل بيا؟!


_بعد كل اللي عملته عشان أخلي س*جلك نضيف برضو مصمم تلو*ث اسم العيلة؟


سكتت و مردتش فكمل:

_أنا حذ*رتك كذا مرة تبقى زي أمك!


فجأة رفعت راسي و بصيتله أخيراً قبل ما أرد بح*دة:

_أنا مطلبتش منك تعملي حاجة، و ماما سابتك و مشيت عشان أسلو*بك دا...


ضر*بني بالقلم على وشي و انا ابتسمت بسخر*ية قبل ما أرفع راسي تاني واتكلم باستفز*از:

_أقولك على الكبيرة بقى؟ الست اللي في البيت معاها طفلة و أنا...أبقى أبوها!


بصلي بصد*مة قبل ما يس*حبني من ياقة القميص بتاعتي و يتكلم بعيون بتطلع شر*ار:

_أدهم، صدقني لو الكلام دا حقيقي هق*تلك بنفسي..


_كل مرة بتقول كدا، مستني ايه عشان تعملها؟


اتكلمت و أنا بطلع المسد*س بتاعي من جيبي، وج*هته ناحية راسي و مسكت يد بابا و حطيتها عليها قبل ما أصر*خ بحدة:

_بسببك كل يوم في أصو*ات في دماغي  بتطالبني بإني أق*تلني ، اعملها عشان لو معملتهاش هعملها أنا بنفسي....


سحب المسد*س و ر*ماه على الأرض قبل ما يش*دني مش شعري و يتكلم:


_اخر*س! فاكر المو*ت بالسهولة دي؟ المو*ت راحة ، انت حتى المو*ت متستحقهوش.


ر*ماني على الأرض قبل ما يوطي عشان يبقي في مستوايا و كمل:


_دي آخر غل*طة يا أدهم، صدقني دي آخر غل*طة هعديها قبل ما أحول حياتك لج*حيم و انت عارف اني أقدر...


سابني و وقف قبل ما يتكلم و هو طالع برا المكتب:


_بالنسبة لموضوع بنتك دا مش عايز أعرف تفاصيل،  همثل اني مسمعتهوش و انت اتصرف فيه قبل ما اتضطر اتصرف انا بنفسي و انت فاهم طبعا هتصرف ازاي...


مشى يده على ر*قبته في حركة أشبه بق*طع الراس قبل ما يمشي و يقفل الباب وراه أخيراً.


حلو، مش كفاية ياسر، لا...دا كمان بقى لازم أ*حمي يمنى و يارا من بابا دلوقتي، أنا بجد مبهور بقدرة لساني الفريدة على جلب المصا*يب ليا!

____________________


كنت قاعد على ترابيزة السفرة في شقة أيوب، على يميني أنس و على شمالي أروى، و يمنى و يارا قاعدين قدامي، و بعد صمت طويل اتكلمت يمنى:

_أدهم، ممكن أعرف جايبنا هنا ليه؟


ابتسمت بارتباك، طبعاً مستحيل أقولها إني بحاول أخبيها من بابا عشان كدا قررت أنقلها شقة أيوب مؤقتاً.


_عمو الخدامة؟ مين دول..


اتكلمت أروى و هي بتشدني من هدومي، و يمنى بصيتلي بريبة من اللقب.


اتحمحمت قبل ما أهمس ليمنى:

_هبقى أفهمك بعدين....


وقفت و شبكت إيديا ورا ضهري و أنا بكمل:

_أنا مجمعكم هنا النهاردا عشان نقضي وقت جميل سوى مع بعض كأسرة واحدة...


ك*تف أنس دراعاته قبل ما يتكلم:

_يا سلام! أسرة ازاي يعني و احنا أول مرة نشوفهم..؟!


اتحمحمت قبل ما أجاوب عليه و أنا بشاور بيدي على يمنى:

_دي طنط يمنى، قررت تطوع و تبقى خدامة معايا و بتعرف تحكي قصص جميلة قبل النوم.


_ياي!


صر*خت أروى بسعادة و يمنى بصيتلي بحاجب مرفوع قبل ما ترد يارا باعتراض:

_ماما مش خدامة!


طبطبت يمنى على راسها بفخر قبل ما تقف يدها في الهوا فجأة لما يارا كملت:

_و مبتعرفش تحكي قصص، قصصها مملة و و*حشة!


حطت يمنى يدها على وسطها قبل ما تتكلم بحز*ن مصطنع:

_بقى أنا قصصي و*حشة ؟ طيب شوفي مين هيحكيلك قصص تاني.


بصيتلها يارا بنظرات بريئة و أنا اتكلمت و أنا بخبط بالمعلقة على الطبق الفاضي على السفرة:

_هدووء، احنا صحيح لسه مش أسرة...


اتكلمت و أنا ببص على أنس اللي قلب عيونه بملل قبل ما أكمل:

_بس أنا ناوي نبقى أسرة جميلة و متعاونة لغاية ما بابا أيوب يرجع بالسلامة، حلو؟!


_عمو الخدامة، طب و مين دي؟


سألت أروى و هي بتشاور على يارا فاتحمحمت قبل ما أرد:

_أروى يا حبيبتي، مش لازم تفكري عمو كل مرة انه خدامة، قولي عمو بس كفاية ماشي؟ دي يارا بنتي...اه أقصد بنت طنط يمنى.


_شكلها جميل ممكن أبقى صاحبتها يا عمو الخدامة؟


تنهدت بيأ*س كنت هرد عليها بالموافقة لولا يارا اللي اتدخلت في الكلام فجأة:


_لا، أنا مش عايزة ابقى صاحبتك...انا عايزة ابقى صاحبة الولد الجميل اللي شبه الأمراء...


بصيتلها يمنى بصد*مة و أنس خدوده احمرت قبل ما يبعد وشه بعيد و يعمل نفسه مسمعش حاجة.


_يارا ع*يب كدا، البنوتات الحلوين يصاحبوا البنوتات اللي شبههم بس!


_بس يا ماما أنا عاجبني شعره الأصفر الطويل.


جز*يت على أسناني بغ*يظ قبل ما أمد يدي عشان أسحبها و أقعدها على رجلي و اتكلمت:


_مالك بشعره؟ شعر بابا جميل برضو، خليكي في شعر بابا.


فجأة اتجمدت في مكاني بصد*مة بعد ما استوعبت اللي قلته، بصيت ليمنى عشان ألاقيها هي كمان باصالي بعدم استيعاب قبل ما تنطق يارا أخيرا:

_ بس انت مش بابا!


ابتسمت بتو*تر و اتكلمت:

_أ..أيوا، بس بما اننا هنبقى أسرة واحدة، أنا من هنا ورايح هبقى بابا.


_لا، انت عمو الخدامة...


اتكلمت أروى قبل ما المكان كله فجأة يتملي أصوات ضحك.


_____________________


بعد أسبوع في حديقة الحيوانات:


_أروى، تعالي جمبي هنا متجريش! و لا أروحك البيت تاني يعني؟


تحدث أدهم و هو يسير إلى جوار يمنى، يحمل يارا فوق كتفيه كعادته بينما ي*جر أنس من ذراعه لرفضه الذهاب معهم.


ابتسمت يمنى على مظهره المضحك بينما تأوه بقلة حيلة قبل أن يسرع في خطوته لير*فعها لأعلى من فستانها بيده الأخرى متحدثاً:

_و بعدين؟ مش قلت تمشي جمبي؟ أنا غلطت يعني عشان قلت أروى كبيرة و عاقلة و سيبتك تمشي وحدك؟


تحدثت أروى بينما تطالعه بأعين الجراء:

_بس يا عمو الخدامة انت بطئ، و انا عايزة أشوف الزرافة بسرعة.


تنهد أدهم بينما ينزلها على الأرض مجدداً بينما لا يزال ممسكاً بها قبل أن يتكلم بتحذ*ير:

_امشي جمبي و حالاً كلنا نروح نشوف الزرافة سوى ولا عايزة أمسكك زي أنس؟


قلب أنس عينيه بملل و تأوه بيأس بينما يستمع إلى حديثمها لتزداد ضحكات يمنى على لطافتهم.


بعد قضاء يوم ممتع في حديقة الحيوان اصطحبهم أدهم لأكل السوشي في إحدى المطاعم بناء على طلب أروى و في النهاية قام بإدخالهم إلى إحدى المولات و كم كانت فكرة لم يدرك أدهم مدى سو*ئها إلا بعد أن انتشرت يارا و أروى في المكان سريعاً و قامتا بتخر*يب العديد من الأشياء.


بعد أن تمكن أدهم من الق*بض على كلتيهما في النهاية كان يجلس على إحدى المقاعد في محل لملابس المحجبات بينما ير*بط خصر كل واحدة منهما بح*بل كان يمسكه في يده حتى يتأكد من عدم فرارهما منه مجدداً بينما هو في انتظار أن تنتهي يمنى من تبديل ثيابها.


بعد خمس دقائق خرجت يمنى من غرفة القياس بينما ترتدي فستاناً أزرقاً سماوياً جميلاً و رقيقاً من انتقاء أدهم و أعلاه خمار أبيض.


تحدثت بخ*جل بينما تنظر للأسفل:


_أهو...استريحت؟ قلتلك مش عايزة أقيس حاجة.


_الفستان قمر عليكي، هناخده هو و الأطقمة اللي قاستهم كلهم قبله.


تحدث أدهم بينما يوجه حديثه إلى صاحبة المحل لترفع يمنى وجهها ناحيته على الفور، كادت أن تعتر*ض لولا رؤية ما فعله بيارا و أروى فعقدت حاجبيها بينما تطالعه بتأنيب ليبتسم و يحرك كتفيه لأعلى بلا مبالاة متحدثاً:

_عمالين يجروا مني كل شوية، دا كان الحل الأمثل.


غطى أنس فمه بيده في محاولة منه لكتم ضحكاته بينما تأوهت يمنى بيأ*س متحدثة:

_أدهم مش هقدر أقبل منك كل كدا، قلتلك قبل كدا مش عايزة حاجة.


_انا مش جايبهم عشان انتي عايزة تجيبي حاجة انا جايبهم عشان انا عايز أجيب.


طالعته بحاجب مرفوع قبل أن تتحدث:

_حتى لو عايز تجيب على الأقل هات حاجة واحدة مش كل دا! هتجيب فلوس دا كله منين؟!


_ملكيش دعوة أنا لسه قا*بض.


أجاب بإصرار.


_و عايز تبقى مف*لس من أول الشهر؟


نهض و  اقترب منها بينما ي*جر أروى و يارا خلفه قبل أن يتحدث:

_يمنى يا حبيبتي...جوزك أغنى مما يبدو عليه.


احمرت خدودها قبل أن تضر*به في كتفه و تبتعد متحدثة:


_انت مش جوزي!


ابتسم أدهم بجانبية بينما يتبعها هامساً بكلمات لم يسمعها أحد سواه:


_بس هبقى قريب.


___________________


الساعة العاشرة مساء:


بصيت ناحية أنس و أروى و يارا عشان ألاقيهم مشغولين بالآيس كريم و يارا بتحاول تبعد أروى عشان تلزق هي جمب أنس كالعادة، مس*كتها من قفاها و قعدتها بعيد قبل ما أرجع أقف جمب يمنى تاني و اتكلمت:

_يمنى، دايماً كنتي بتسأليني أنا بساعدك ليه، لسه عايزة تعرفي السبب؟


بصيتلي يمنى بحيرة قبل ما تحرك راسها بالموافقة بارتباك.


_السبب يا يمنى إني معجب بيكي و عايز أتجوزك.


رفعت وشها ناحيتي بصد*مة قبل ما تتكلم:

_انت..انت بتقول ايه؟ انا لسه على ذ*مة ياسر و..


قا*طعتها قبل ما تكمل:

_جوازك من ياسر غ*ير قانوني و مش متس*جل على الورق عشان كنتي لسه قا*صر دا يعتبر جواز عر*في.


اتكلمت يمنى بارتباك:

_ب..بس ازاي عرفت؟


_مش مهم ازاي عرفت، المهم عندي دلوقتي أعرف ردك، ها..موافقة تتجوزيني بعد ما أقب*ض على ياسر؟


سكتت شوية قبل ما تهز راسها بالموافقة بإحر*اج و انا ابتسمت و حضنتها و بعد ما سيبتها لقيت وشها كله مصبو*غ أحمر.


اتكلمت بإحر*اج:


_لو...لو عملت الحركة دي تاني مش هتجوزك صدقني.


ضحكت و هي ضر*بتني بكوعها في ب*طني.


_تاني؟ ما قلتلك ضر*باتك كتكوتة كلها زيك و مش بتو*جع.


تنهدت بيأ*س و وقفت بعيد عني قبل ما أتس*لل و أقف جمبها تاني.

_________________


_أدهم، احنا هنروح على شقة أيوب تاني؟


سألت يمنى و هي قاعدة جمبي في العربية فهمهمت بموافقة.


_طيب ممكن نرجع شقتك الأول عشان نسيت فيها حاجة مهمة.


حاولت أقنعها اني ممكن اشتريلها أي حاجة عايزاها بس هي صممت و اتضطريت في النهاية آخدها شقتي.


كنت قاعد في الصالة أنا و الولاد و لما لاحظت ان يمنى اتأخرت في اوضتي فتحت الباب و دخلت قبل ما أتج*مد في مكاني بصدمة لما لمحت الورقة اللي في يدها.


بصيتلي يمنى بعيون مليانة دمو*ع قبل ما تتكلم:


_أدهم ايه دا؟!


_______________


_ايه دا يا أدهم؟ دا مش حقيقي صح؟ قولي إن دا مش حقيقي...قولي إنك مش أبو يارا الحقيقي يا أدهم!


تحدثت بينما تصر*خ فيه بغ*ضب ليحني وجهه ناحية الأرض قبل أن يجيب:


_للأ*سف....دي الحقيقة، يارا تبقى...بنتي.


نظرت إليه بعدم تصديق قبل أن تنخرط في ضحك هستير*ي، ظلت تضحك بصوت مرتفع حتى انها*رت على الأرض أخيراً و تحولت ضحكاتها إلى بكا*ء و نح*يب.


اقترب منها ليحاول تهدئتها لكنها صر*خت فيه ما إن لاحظت اقترابه:


_اب*عد....اب*عد عني، إياكش تقر*ب!


_يمنى اسمعيني، أنا مكنتش أقصد أعمل كدا، أنا....


قاطعته متحدثة:


_دا أنا..أنا اللي في يوم كان عندي أحلام، أنا اللي في يوم حطيت راسي على المخدة و أنا بتخيل مستقبل جميل، أنا في يوم من الأيام كنت شخص طبيعي...


_يمنى...


_اخر*س! انت د*مرت حياتي و سر*قت طفولتي، حملتني مسؤ*ولية طفلة كنت بعا*ني كل يوم عشان أوفرلها أساسيات الحياة و انت كنت فين؟ قاعد بتلعب و عايش حياتك زي ما انت عايز...


_بس يا يمنى أنا....


_أنا مش عايزة أسمع صوتك....


رفعت وجهها لتنظر إليه قبل أن تنهض لتكمل:


_مش عايزة أسمع صوتك يا أدهم و لا أشوفك، أنا حاسة بالاشمئز*از منك، حاسة اني عايزة أر*جع...كل شئ متعلق بيك بقى مقر*ف و مث*ير للاشمئز*از....


_بصي يا يمنى أنا عارف إنك..


_لا، انت مش عارف حاجة، إياكش تجرؤ تفكر إن يارا بنتك! يارا بنتي أنا بس...أنا اللي اتط*عنت في شر*في بسببها و مع ذلك اخترت أحتفظ بيها، أنا اللي كنت مر*مية في الشار*ع و أنا حا*مل فيها و مع ذلك استحملت وشلتها، انا اللي اتضر*بت كل يوم و اتعا*يرت بيها و مع ذلك حبيتها، أنا...أنا أمها، و انت ولا حاجة بالنسبالها فاهم!


ألقت الورقة في الأرض بعد أن قامت بتمز*يقها، مسحت دمو*عها ثم تخطته إلى خارج الغرفة.


نادى عليها بينما يراها تسير مبتعدة و تمسك بيد يارا:


_يمنى! رايحة فين؟!


_ملكش دعوة رايحة فين، انت آخر واحد ليه علاقة بيا.


تنهد أدهم بنفا*ذ صبر قبل أن يقترب منها و يفعل شيئاً كان يعرف جيداً أنه سيند*م عليه فيما بعد، لكنه رأى أن سلامتها هي أولويته في الوقت الحاضر.


قام بحملها على كتفه لتصر*خ بفز*ع:


_بتعمل ايه؟ نزلني....انت مش سامع بقولك ايه؟ نزلني حالاً!


كانت أروى تراقبهم بخو*ف بينما بدأت يارا بالب*كاء، تأوه أدهم بملل قبل أن ينزل يمنى في غرفته و يغ*لق عليها بالمفتا*ح من الخارج ثم التفت ليوجه حديثه إلى الأطفال:


_متخا*فوش، طنط يمنى تعبا*نة و محتاجة تستريح شوية، عايزين حاجة حلوة؟


طالعه أنس الذي كان واعياً بما يجري نسبياً بحاجب مرفوع بينما استمرت يارا في الب*كاء:


_أنا مش عايزة حاجة حلوة، أنا عايزة ماما...


حملها أدهم ليقوم بمسح دمو*عها متحدثاً:


_حاضر، أول ما ماما تستريح هجبهالك علطول، ماشي؟


نظرت إليه الصغيرة بحيرة من أمرها قبل أن تقرر الاستسلا*م في النهاية، أومأت برأسها ليمسك أدهم بيد أروى و يتبعهم أنس في صمت إلى الأسفل.


أدخلهم أدهم إلى السيارة و من ثم قاد بهم نحو شقة أيوب و عندما وصلوا تأكد من وضع كل من أروى و يارا في الفراش قبل أن يخرج و يجد أنس لا يزال في الصالة لذا تحدث:


_أنس، أنا عارف إن يارا و أروى مت*عبين بس حاول تاخد بالك منهم لغاية ما آجي، ماشي؟


تحدث أنس بينما يراقبه و هو يأخذ مفاتحيه و يلتف ليغادر:


_و انت رايح فين؟ راجع لطنط يمنى؟


توقف أدهم ليطالعه قليلاً قبل أن يجيبه:


_هيفرق معاك أنا رايح فين؟ اسمع الكلام و متحاولش تتدخل في مو*اضيع الكبا*ر، لما تصحى يارا و تسأل على مامتها قولها ان عمو أدهم راح يجيبها...


__________________


_أدهم، افتح الباب...عارفة انك برا و سامعني، افتح الباب بقولك...


كانت تضر*ب باب الغرفة بقب*ضتيها و قدمها بغ*ضب بينما تستمر في الصر*اخ، منذ سمعت صوت قفل باب الشقة يفتح هي لم تتوقف عن الصر*اخ و مطالبته بتحر*يرها، تحدث أدهم بينما يقف على الجانب الآخر من الباب:


_مش هفتحه لغاية ما تهدي عشان نعرف نتكلم.


_أنا مش عايزة أتكلم، هنتكلم في ايه؟ الكلام معاك خلص خلاص افتح الباب!


_عايزاني أفتحه عشان تروحي فين؟ هترجعي شقتك تاني؟ قولتلك ياسر هيح..


قاطعته في ثو*رة:


_ملكش دعوة هروح فين، و ياسر اللي انت بتتكلم عليه دا انت أح*قر منه بمليون مرة.


_معاكي حق، أنا أح*قر منه و مع ذلك مش هسيبك ترجعي تاني.


_يعني مش هتفتح الباب؟


_لا مش هفتحه.


_كدا؟ طيب ماشي، أنا هوريك هعمل ايه...


أنهت حديثها ليسمع أدهم صوت تك*سير الأشياء داخل الغرفة لكنه لم يأبه لذلك إلا بعد أن سمع صوت زجاجٍ ين*كسر و صر*خة متأ*لمة لذا هرع ناحية الباب بسرعة و قام بفتحه.


كانت يمنى تجلس على الأرض و تغلق عينيها بأ*لم بينما تض*غط على كفها بيدها الأخرى، إلى جوارها زجا*ج المرآة المكسو*رة و الدما*ء تس*يل في كل مكان من يدها.


انحنى أدهم ليجلس إلى جوارها، مد يده ليتفقد كفها لكنها ما إن أحست بوجوده حتى سحبت قط*عة زجا*ج حا*دة من على الأرض و و*جهتها نحوه بتهد*يد:


_لو مسيبتنيش أط*لع هتحصل حاجة مش كو*يسة صدقني...


تنهد أدهم بينما يقترب منها أكثر متحدثاً:


_مش هس*يبك تط*لعي يا يمنى قبل ما تسمعيني.


_قولتلك مش عايزة أسمعك و متقر*بش أكتر أحسنلك لإما....


_لإما هتعملي ايه؟ لو فاكرة إنك هتقدري تعمليلي حاجة بح*تة الإز*از اللي في يدك دي تبقي غلطانة.


ابتسمت يمنى بجانبية قبل أن تنز*ع خمارها لتضع س*ن الزجا*جة المدبب على عر*ق رق*بتها متحدثة:


_مش هقدر أعمل حاجة ليك، بس هعمل في نف*سي....


تفاجئ أدهم من صنعها ليتراجع على الفور بينما يتحدث محاولاً إثنائها عما تنوي فعله:


_طيب خلاص ه...هسيبك تطلعي بس سيبي الإز*از من يدك...


_ابعد عن باب الأوضة لإما صدقني مش هتردد أعملها...


تحدثت بينما تض*غط بق*طعة الز*جاج على ر*قبتها أكثر لتخرج بضع قطر*ات د*م.


_ط..طيب، أديني بعدت أهو تقدري تعدي بس أرجوكي نزلي الإز*ازة من يدك...


تنقلت يمنى بنظراتها بين باب الغرفة المفتوح و أدهم الذي يقف بعيداً و يرفع يديه في الهواء باستسلا*م، ترددت قليلاً قبل أن تنزل قع*طة الزجا*ج و تنهض لتجري بسرعة ناحية الباب و ما إن أوشكت على عبوره حتى تفاجئت بأدهم يس*حبها من معصمها و يلو*يه للخلف قليلاً مما أج*برها على التأ*وه بأ*لم و إسقاط قط*عة الزجا*ج منها.


سحبها إليه قبل أن يتحدث:


_كان لازم أخمن من البداية إنك مجنو*نة و ممكن تعملي حاجة زي كدا.


ز*مجرت بغ*ضب بينما تحاول الإفلا*ت منه لكنه أح*كم إمسا*كها بينما يج*رها خلفه إلى الداخل مجدداً و يغلق باب الغرفة خلفهما.


___________________


الساعة الثانية ظهراً في منزل أيوب:


_فرحانين كدا؟ خلصتوا و لا لسه؟!


تحدث أنس بينما يحاول النهوض من على الأرض قبل أن تسحبه يارا ليجلس مجدداً و تتحدث بتحذ*ير:


_متقومش، لسه مخلصناش!


تأوه أنس بملل بينما يعود للجلوس مكانه مجدداً، لقد كان يجلس هكذا منذ نصف ساعة بينما تقوم كل من أروى و يارا بتصفيف شعره و وضع أنواع دبابيس الشعر المختلفة فيه.


_ايه رأيكم تسرحوا شعر بعض أحلى؟


نفت أروى برأسها بينما تجيبه:


_شعرك لونه أصفر و لايق مع التوك أكتر.


لم يتمكن أنس من الإعتراض خشية أن تتذكر يارا أمر والدتها و تعود للبكا*ء مجدداً.


مرت خمس دقائق أخرى قبل أن تنتهيا أخيراً و تناوله أروى مرآة صغيرة ليستطيع رؤية نفسه فيها.


ما إن طالع أنس شكله في المرآة حتى توسعت عينيه بذهول، لقد حولا شعره إلى كار*ثة بالمعنى الحرفي، ابتلع بينما يراهما تتطالعناه برجاء أن تعجبه التسريحة المفترضة، لذا كا*فح ليرسم ابتسامة على وجهه بينما يتحدث:


_ا..ش..شكله جميل، تسلم إيديكم، أنا هروح بقى أرج...


_لا لسه هنعمل تسريحة تاني!


تحدثت يارا ما إن لاحظت أنه على وشك النهوض ليعود للجلوس مجدداً باستسلا*م بينما يدعو أن يعود أدهم قريباً و ينق*ذه منهما.


____________________


استيقظت يمنى ظهراً بسبب أشعة الشمس التي تعا*مدت على وجهها.


فتحت عينيها بصعو*بة بينما تعيد استرجاع أحداث الأمس في ذاكرتها سريعاً، لقد حاولت الهر*ب قبل أن يمسك بها أدهم و يعيدها للداخل مجدداً، حاولت ضر*به و التحر*ر منه مراراً قبل أن يج*برها على ابتلاع ح*بة ما لتف*قد الو*عي مباشرة بعد ذلك.


بدأت بالتلفت حولها في أرجاء الغرفة بق*لق، نظرت نحو يديها لتجدها مضمدة بعناية، طالعت باب الغرفة لتجده مفتوحاً و لا أ*ثر لأدهم في أي مكان لذا نهضت عن الفراش لتسير ببطئ ناحية الخارج لكنها و قبل أن تعبر من عتبة الباب تفاجئت بشئ ما يع*يق تقدم قدمها اليمنى، رفعت الثوب لتوسع عينيها بذهول عندما رأت سل*سلة حد*يدية تحيط كا*حلها و نهايتها مث*بتة في قدم السرير الخشبية!


_________________



أول ما بصيت على رجلي لقيت سل*سلة حد*يد محاوطاها و طرفها التاني متثبت في رجل السرير.


رجعت بسرعة ناحية السرير و حاولت أسحبها لكن مفيش فايدة، حاولت أرفع السرير و أعديها من تحت لكنه كان أتقل و أكبر بكتير من إني أقدر أشيله.


_صحيتي؟


جه صوت مألوف من ورايا، لفيت عشان أشوف أدهم مسنود بجنبه على باب الأوضة و في يده صينية أكل.


أول ما شفته اتكلمت بع*صبية:

_ايه اللي انت عامله فيا دا؟


رد بهدوء:

_اه..دا إجراء مؤقت لغاية ما نلاقي حل للمش*كلة.


_أدهم يا حق*ير همو*تك!


جريت ناحيته و قبل ما أقدر أوصل لوشه بضو*افري الس*لسلة منعتني.


_اهدي، مفيش فايدة من إنك تحاولي تخلعيها، مش هتقدري.


اتكلم و هو شايفني عمالة أحاول أفك الس*لسلة من رجلي.


تجاهلته و أنا بتلفت حواليا في الأوضة على حاجة أقدر أشيل بيها الس*لسلة لكن اتفاجئت لما أخدت بالي أخيراً إنه فضى الأوضة كلها و مسابش فيها غير السرير و الدولاب بس!


_حتى الدولاب فاضي متفكريش كتير!


اتكلم و مشي لغاية ما وصل عندي، حط الصينية قدامي و قعد.


_كلي و بعدين هنتكلم.


بصيتله بغ*يظ، أكتر حاجة مضا*يقاني كانت هدوئه الغريب في موقف زي كدا!


مديت يدي ناحية الصينية قبل ما اخد طبق السلطة و أك*به عليه.


اتنفس بعمق و هو بيمسح الأكل من على وشه قبل ما يتناول طبقه و يبدأ ياكل كأن مفيش حاجة حصلت، اتكلم و هو بياكل:

_لو مأكلتيش مش هنتكلم، و لو متكلمناش مش هف*كك.


رديت و أنا بشاور ناحيته بصباعي بتحذ*ير:

_مش هاكل و مش هنتكلم و خمن ايه اللي هيحصل؟...هتف*كني و غص*باً عنك!


_يمنى، متخلنيش اتضطر أستخدم معاكي أسلوب مش هيعجبك، اسمعي الكلام!


_و لو مسمعتهوش؟ هتعمل ايه يعني؟ انت مجرد واحد حق...


مقدرتش أكمل بسبب المعلقة اللي دخلت بوقي فجأة.


كنت هت*ف اللي حطه بس قبل ما أقدر أعمل كدا س*د منا*خيري بيده فاتضطريت أبلع.


_ها...اختاري، نكمل كدا و لا هتاكلي بنفسك؟


ابتسمت بسخر*ية قبل ما أسحب الصينية كلها و أق*لبها على الأرض.


_كدا فهمت و لا أعيد تاني؟ مش  ه.ت.ك.ل.م!


قولت و انا بتك على كل حرف.


وقف و بصلي بعص*بية قبل ما يرد:

_عايزة تفضلي جعا*نة يعني؟ براحتك.


بدأ يلم الأكل و قبل ما ياخده و يمشي وقف و اتكلم:

_هناك باب الحمام، السل*سلة طويلة كفاية عشان تقدري تدخليه، و زي ما انتي شايفة فضيت المكان كله فمتحاوليش تعملي اي حاجة غب*ية تاني...


ابتسمت بسخر*ية:

_ايه؟ ناوي تسيبني مر*بوطة كدا زي الكلا*ب؟ ما تقول عايز مني ايه و تخلص، عايز تغت*صبني تاني؟


بصلي بض*يق قبل ما يرد:

_قولتلك هف*كك بعد ما نتكلم و لو كنت عايز أعمل فيكي حاجة كنت عملتها بالفعل و انتي نايمة !


_انت متفرقش حاجة عن ياسر، كلكم مقر*فين و مس*تغلين.


_شوفي اللي تشوفيه، بس صدقيني دا عشان مصلحتك.


قال قبل ما يسيبني و يطلع برا.


__________________


مشيت و رجعت تاني يوم عشان ألاقي الأكل اللي حطيتهولها قبل ما أمشي كله مقلو*ب، يمنى نايمة على الأر*ض و رجلها اللي مربو*طة بالس*لسلة كلها محمرة و مليانة خرا*بيش من ضو*افرها.


اتهدت بيأ*س قبل ما أجيب قصافة و أبدأ أقصلها ضوافرها على اللح*م من غير ما تحس، طهرت جرو*ح رجلها و لفيتها بشاش قبل ما أبدأ ألم الأكل اللي كان مر*مي على الأر*ض في كل حتة.


صحيت بسبب صوت المكنسة، الغريبة انها متكلمتش و معملتش أي حاجة، كل اللي عملته انها أخدت ركن و مرضتش حتى تبص ناحيتي.


تاني يوم لما رحتلها كان نفس الوضع بالظبط، الأكل مقلو*ب، هي نايمة على الأر*ض، و تعا*وير جديدة في رجلها مع اني قصيت كل ضوافرها.


مقدرتش أتمالك نفسي أكتر من كدا و اتكلمت بع*صبية:

_هتفضلي كدا يعني؟ هتختاري تمو*تي بالطريقة دي؟


مردتش.


_طب مش عايزة تشوفي يارا تاني؟ يارا بت*بكي كل يوم عشان عايزاكي ترجعيلها.


برضو مفيش رد.


اتع*صبت اكتر، نزلت جمبها على الأرض و ز*عقت بصوت أعلى:

_انا عارف انك سامعاني و مطنشة، متعمليش نفسك نايمة.


مهما اتكلمت برضو كانت مصممة متردش و لا تبص ناحيتي.


_طيب يا يمنى خليكي..شوفي مين فينا اللي هتمشي كلمته في الآخر!


وقفت و خرجت برا بعد ما رز*عت باب الأوضة ورايا جا*مد.


قعدت على الأرض ورا الباب ، أنا فاهم ان اللي عملته مش سهل تسامحني عليه بس خو*في الأكبر كان إنها تخرج و ياسر يلاقيها و يئذ*يها بأي طريقة، مر*عوب من فكرة إني أشوفها تاني بنفس الحالة اللي لقيتها بيها في بيتها قبل كدا!


الأصوات زادت، كنت بتضطر آخد أربع حبا*ت في اليوم الواحد عشان أخر*سهم طول النهار، بس بالليل... بالليل كانت ليهم الغلبة، بيطلعوا في أحلامي على هيئة أشبا*ح و أنصا*ف بشر بيطار*دوني و بيحاولوا يخ*نقوني عشان ين*تقموا مني، زمان لما كنت بحلم بحاجة زي كدا كنت بتضايق اني صحيت من النوم و مم*تش، دلوقتي انا شاكر لكل يوم بصحى فيه عشان كل يوم جديد بيمثل فرصة جديدة مع يمنى، حتى لو هتاخد وقت طويل عشان تسامحني، حتى لو كان دا معناه امتداد لمعا*ناتي و كو*ابيسي انا...كنت ممتن.

______________________


عدت خمس أيام من ساعة ما حب*ست يمنى جوا الأوضة، و روتيني كان كالآتي...طول فترة الصبح لغاية الضهر عند يمنى، فترة العصر و المغرب في الشغل، و بالليل كنت بروح أتطمن على الأولاد و أبيت معاهم.


في آخر يومين بدأ يحصل تطور، يمنى مكانتش بتك*ب الأكل و بطلت تحاول تهر*ب و أعتقد إن دا على الأغلب كان بسبب إن جسمها خ*لص من الطاقة عشان مكا*نتش بتاكل، بس النهاردا....كانت سعادتي عظيمة لما دخلت الأوضة و لقيتها خلصت نص الأكل، ابتسمت و أنا بوطي عشان أشيل الباقي بس قبل ما أقف يد مسكتني:

_اقعد، انا مستعدة أسمعك دلوقتي...


اتكلمت يمنى بت*عب ملحوظ و انا اتو*ترت.


_ص..صوتك باين عليه انك تعبا*نة، خليها أول ما...


قا*طعتني و هي بتشد على يدي أكتر:

_اقعد يا أدهم، انت اللي هتتكلم مش أنا...


قعدت و نبضات قلبي بدأت تزداد أكتر، حاولت أنطق أي حاجة بس كأن دماغي اتمسحت، فين كل الأعذار و المبررات اللي كنت ناوي أقولها؟


اه افتكرت...كنت في حفلة مكانش المفروض أروحها و صاحبي الوحيد حذ*رني منها كتير بس مسمعتش كلامه، لما رحت أقنعوني أشرب حاجات مكنتش أعرف ايه هي، دخلوني الأوضة و....ثواني، ليه...ليه فجأة بقيت حاسس انه عذر سخ*يف جدا؟! 

دي كانت غل*طتي...من البداية للنهاية كانت غل*طتي، أنا اللي مسمعتش الكلام، أنا اللي رحت هناك أنا اللي شربت و أنا....


_أدهم! كنت عايز تقول حاجة انا بقولك اهو اتكلم...


سحبني صوت يمنى فجأة من أفكاري.


بصيتلها و عيوني كلها اتملت دمو*ع قبل ما لساني يتحرك لوحده و ينطق:

_أنا..أنا آسف.....


بدأت الدمو*ع تنزل من عيوني من غير تحكم مني قبل ما أكمل:

_كله كان غل*طي، كنت إنسان غب*ي و تا*فه، معنديش عذر يا يمني...


غطيت وشي بيدي و بدأت أب*كي أكتر قبل ما أحس بيها بتحضني، اتج*مدت في مكاني قبل ما أرفع وشي ناحيتها بصدم*ة، بصيتلي و ابتسمت:

_انا مسامحاك.


بصيتلها بعدم تصديق قبل ما أتكلم:

_ب..بجد؟ انتي مسامحاني بجد؟


_اها..أنا.....


كانت هتتكلم تاني قبل ما صوت تيليفوني يقا*طعها، طلعته من جيبي و كنت ناوي أقفله بس لما لمحت رقم المستشفى عليه رديت بسرعة بر*عب:

_ا..الو....


_الو يا أدهم، أنا مازن...


_بتتصل ليه من رقم المستشفى؟


_عشان عارف انك مش هترد لو كنت اتصلت من رقمي، المهم، أبشر....أيوب صحي.


التيليفون وقع من يدي بصد*مة.

__________________


كنت ماشي في ممر المستشفى و أنا مش قادر أصدق الخبر لسه، بعد ما يمنى هي كمان عرفت إن أيوب فاق خلتني أمشي و قالت انها هتستناني أرجع عشان أف*كها و نروح سوى.


أول ما دخلت جوا و لقيته قاعد و بيتكلم و بيهزر مقدرتش أمسك دم*وعي، بدأت أب*كي بهستير*ية، كمية الصد*مات اللي أخدتها النهاردا و اللي كانت سعيدة على غير العادة طبعاً كانت أكبر بكتير من طاقة استيعابي.


بعد ما قعدت شوية مع أيوب و اتطمنت عليه سبته و مشيت،  وقفت عند أول محل دهب قابلني، اشتريت خاتمين خطوبة و قبل ما أرجع ليمنى عديت على محل ورد جبت منه بوكيه ورد أحمر كبير، كنت عارف ان الخطوة متسرعة حبتين خصوصاً انها لسه يا دوب مسامحاني بس للأسف كل اللي كنت بفكر فيه اني عايز أحضنها و أخليها تنام جمبي طول الليل و دا مكانش ينفع من غير ما نتجوز.


كانت الخطة كالآتي...هعدي آخدها و نروح عند المأذون نكتب الكتاب و بعد كدا هوديها ليارا عشان كانت عمالة تب*كي كتير عشان تشوفها، و انا متأكد ان يمنى كمان كانت مشتقالها جداً، النهاردا آخر يوم هنبيت فيه في شقة أيوب لأنه طبعاً هيرجع و فكرت إني لازم أروح أشتريلنا بيت لوحدنا مخصوص أنا و هي و يارا بعيد عن بابا و بعيد عن الناس كلها...هحبهم و هحميهم و هعوضهم عن كل الحاجات الفظ*يعة اللي اتضطروا يعا*نوا منها بسببي.

_____________________


نزلت قدام العمارة اللي كانت فيها شقتي و أخدت نفس عميق بحماسة، قررت أشيل بوكيه الورد في شنطة العربية عشان أخليه مفاجئة قبل ما أطلع السلالم بسرعة و أسيب الأصانصير.


طلعت فوق و فتحت باب الشقة براحة و أنا بحاول أهدي نفسي، مش مصدق ان اليوم اللي كنت مستنيه من زمان أخيراً جه.


خ*بطت على يمنى قبل ما أفتح باب الأوضة و انا بتكلم بسعادة:

_يمنى خمني هنع....


الكلمات فجأة ع*لقت في زو*ري لما بصيت و ملقتهاش، وطيت عشان أمسك الس*لسلة لقيتها مفتوحة، حطيت يدي بسرعة في جيبي عشان أدور على مفتاح القفل بس ملقتهوش!


افتكرت حضن يمنى ليا على غير العادة، سح*بت شعري جا*مد لورا و أنا بضحك بعدم تصديق، معقول كنت غ*بي للدرجادي؟ 


نزلت و رحت على شقة أيوب بسرعة، أول ما دخلت قعدت أدور على يارا في كل مكان زي المجنو*ن قبل ما يجيلي صوت أنس:

_لو بتدور على يارا فطنط يمنى جات من شوية اخدتها و مشت بس قبل ما تمشي سابتلك الجواب دا..


اتكلم و هو بيمد جواب ناحيتي، اخدته و فتحته بسرعة عشان أبدأ اقراه:

" عشت طول حياتي تا*يهة، اتنقلت من مكان لمكان و كل الأماكن مكانتش بتاعتي، كل البيوت كانت غريبة، و كل الناس مكانتش شبهي...


بس يا أدهم عايزة أعترفلك بحاجة، انت لما حضنتني أنا...أنا لأول مرة في حياتي كنت حاسة بالأما*ن و الإنتماء، و لما دخلت بيتك افتكرت اني مبقتش تا*يهة و بقى ليا مكان، أدهم أنا حبيتك من كل قلبي و دي كانت غل*طة، لأن الضر*بة اللي بتيجي من عد*و بتو*جع؛ لكن الضر*بة اللي بتيجي من حبيب بتو*جع و بتك*سر...


عايزة اقولك اني مكدبتش عليك ساعة ما قولتلك اني سامحتك، انا بالفعل سامحتك بس مش عايزة أشوف وشك تاني، ارجع عيش حياتك زي ما كنت عايشها قبل ما تقابلني، و لو اتقابلنا بالصدفة في يوم من الأيام بكرا و بعده تأكد إنك تكمل طريقك كأنك مشوفتنيش لأن دا اللي أنا هعمله."


مسكت الورقة و قط*عتها، ازاي تعمل كدا بعد ما أو*همتني إن كل حاجة بقت تمام؟!

بقى انتي يا يمنى عايزة تلع*بي كدا؟ حلو، خليكي فاكرة انك انتي اللي اخترتي طريقة الل*عب من البداية، هتروحي مني فين يعني؟! بوعدك إن مسيرك تق*عي في يد*ي مهما لفيتي.


__________________


في مكان آخر بعيد، تحدث الرجل ضخم الج*ثة بينما يطالع جسد يمنى الجالسة أمامه بإعجاب:

_ماشي، اتقبلتي..مبروك عليكي الوظيفة يا...


_ياسمينة...اسمي ياسمينة.


_واو! ياسمنية، اسم جميل و جذاب، انا متأكد انه هيسمع في.....البا*ر.

__________________


نهاية الجزء الأول من...

ما_لم_تخبرنا_به_الحياة


طبعاً نهاية غير متوقعة و غير مرضية لناس كتير أنا عارفة، بس رد فعل يمنى كان طبيعي جدا بالنسبة لكل اللي شافته بسبب أدهم، في الجزء التاني هنشوف تأثير كل الصد*مات اللي مرت بيها يمنى عليها و الطريق المختلف تماماً عن شخصيتها بس هي قررت تمشي فيه كنوع  من الانتقا*م من المجتمع عن طريق انها تسا*هم في نشر الفسا*د، هنشوف تأثير اللي عملته على شخصية أدهم و ازاي هيتصرف معاها، طبعا أيوب هيبقى مشارك بشكل أكبر و يعتبر شخصية رئيسية برضو في الجزء التاني، في شخصيات جديدة هتظهر، أنس الكتكوت برضو ليه دور كبير في الجزء التاني هو و يارا و أروى و خصوصاً إنهم هيكونوا كبروا، في النهاية شكرا لكل اللي اتفاعلوا و قالوا كلام حلو و دعموني عشان أكمل،



رواية حور ياسين من هنا


رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا


رواية عشق مختلف من هنا


رواية نظرة عمياء من هنا


رواية عهد الأسود من هنا


رواية وتبقي لي كامله من هنا


نوفيلا الراهب كامله من هنا


رواية العشق الأخير من هنا


رواية رحيل العاصي من هنا


رواية زينه من هنا


غاردينيا من هنا


رواية الجميله والوحش من هنا


رواية دكتور نسا من هنا


رواية آصرة العزايزه من هنا


رواية رحلة قدر من هنا


رواية ليالي الغول من هنا


رواية لعنة الإرث من هنا


رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا


رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا


رواية لعبه بين يديه من هنا


رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا


رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا


رواية ملياردير الصعيد من هنا


رواية وتبقي لي من هنا


رواية عشق الحور من هنا


رواية طلاق غيابي من هنا


رواية اغتصب روحي من هنا


رواية غصن من هنا


رواية بلا ذاكره من هنا


رواية عودة الذئاب من هنا


رواية الجامحه والبدوي من هنا


رواية الحب والخطيئه من هنا


رواية جبرونا عالزواج من هنا


رواية لعبة الحب من هنا


رواية لما القلب بحب من هنا


رواية إبن الصعيدي من هنا


رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا


رواية بائعة الخضار من هنا


رواية مشكله عائليه من هنا


رواية غريق علي البر من هنا


رواية اللعب مع الشياطين من هنا


رواية كم من قلوب احرقت


رواية جمعتهم الاقدار من هنا


رواية مشكله عائليه من هنا


رواية لي نصيب من إسمي من هنا


سكريبت بنت الشارع من هنا


رواية طريقي كامله من هنا


رواية أحببت مربية ابنتي كامله من هنا


❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺


الروايات الكامله والحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺






إرسال تعليق

أحدث أقدم