رواية قدرك عشقي الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية قدرك عشقي الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية قدرك عشقي الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر بقلم الفراشه شيماء سعيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


يصير في كل مكان مثل المجنون أين ذهبت فهو يبحث عنها منذ ثلاثه ايام و لا أثر لها أين ذهبتي يا حبيبتي سقطت من عينه دمعه ساخنه اشتاق لها و لابتسامتها الرائعه الذي يذوب بها قلبه حياته بدونها و لا شيء يخشى أن يكون حدث لها مكروه أغلق عينه بعجز و هو يبكي مثل الطفل الصغير هل بالفعل فقدها لالالا مستحيل موته أفضل من ذلك عاد للقصر مره اخرى وجد ليلى تنام على فراشها بتعب جلس بجوارها و زاد بكائه. 


ليلى : عرفت هي فين. 

تحدث بصوت مختنق : راحت و شكلها مش هترجع تاني. 

سقطت دموعها هي الآخر كل ذلك بسببها هي نقطه النهايه هي من كتبتها خسرت مسك و ستخسر بدر لا هي خسرته بالفعل تشعر أن نهايتها الآن لا محاله رفعت رأسها إليه و فتحت ذراعيها له ليلقي بنفسه داخل صدرها يبكي بانيهار لأول مره يكون بذلك الضعف اخد كلن منهم يخرج ما بداخله من الألم لعله يرتاح أما هي شعرت بآلام قاتل برأسها يبدو أنها النهايه بالفعل ابتعدت عنه قائله. 


ليلى : انا عارفه مكان مسك. 


انتفض من مكانه بعدم تصديق اتعرف مكان مسكه و تتركه يموت أمامها : بجد هي فين. 


حاولت كتم تلك الآهات التي تريد أخرجها : قبل ما تروح تجب مسك أنا كنت عارفه مكانها من اول يوم مشيت فيه بس كنت أضعف من اني اقولك الحقيقه مسك بتحبك و انا واثقه انك بتحبها انا مش ملاك يا بدر انا بشر بس انت من حقك تعيش زمان حرمتك من الخلف و انك تكون اب و ليك سند و كنت هحرمك كمان من حب عمرك. 


اتسعت عينه بذهول أكانت تعلم بمشاعره تجاه مسك منذ البدايه و لم تتحدث اهو كان مكشوف لتلك الدرجه يعترف انه لم يعتبرها ابنته في يوم دايما كانت ملاكه التي تكبر أمام عينه يوم بعد يوم احبها منذ اللحظه الأولى التي رآها فيها و حملها بين يده عشقها من رائحه عطرها الذكيه أما ليلى كانت تنظر له بابتسامه باهته كأنها تقرأ أفكاره قلبها يؤلمها فهي الأحق به لو كانت بكامل صحتها لقتلت مسك و حربت العالم من أجله . 


ليلى : ايوه من اول يوم و انا عارفه مشاعرك ناحيتها انت عمرك ما حبيتني 18 سنه و انا شايفه حبها بيكبر قدام عينيا من يوم ما مسك دخلت حياتك و انا براها كنت بتنام مع مسك اكتر ما بتنام في اوضنتا كل ما بتكبر كل ما انت بتحبها اكتر و اكتر رفضت تتجوز و تخلف عشانها يا بدر. 


سقطت دموعها أكثر و هي تنظر داخل عينه : يوم ما وجده الله يرحمه طلب تطردها من البيت و هي عندها 5 سنين كنت انا السبب و لما لقيتك ثورت و كنت هتحرق القصر انا كمان رفضت انها تمشي بس مش عشانها عشانك انت قولت طول ما مسك معاك انت هتفضل معايا.. 


أخذت نفس عميق و هي تنظر داخل عينه بندم : لما زمان قولتي استنى نتجوز بعد الجامعه انا رفضت و قولتك عايزه اكون جانبك على طول بس ده مكنش رأيي جدي قالي بدر في سن المراهقة و مع الوقت هيبطل يحبك عشان كده صممت نتجوز في اسرع وقت عشان ما توفق و تعرف حقيقة مشاعرك اكون مراتك. 


لم يتخيل في أبشع أحلامه أن ليلى تفعل كل ذلك فهو كان يفعل من أجلها المستحيل حتى لا يشعر بالذنب تجاهها و هي في المقابل كانت تخطط و تتآمر خلف ظهره بالفعل يعترف أن حبه لليلي كان مجرد تعود و شعور بالذنب و لكن الآن لأول مره يرى الوجهه الآخر من ليلى ابتسم بسخرية فكل شيء أصبح رماد و خسر مسك و عشقه لها على شي لا يستحق. 


أما هي كانت تعلم بحقيقتها و لكنها أحبته و في الحب و الحرب كل شيء مباح كانت تريده هو فقط فعلت المستحيل من اجل بقائه معها و لكن مسك أخذته منذ اللحظه الأولى في حياتهم مسك تستحق القتل لأنها دمرت حياتها أخذت زوجها من أمام عينيها و كأنها و لا شيء و لكن بقاءه معها أيضا بسبب تلك الصغيره . 


ليلى : لما قعدت افكر شويه لقيت ان مسك هي آخر خيط بيجمع بنا لو فضلت موجوده انت مش هتتجوز عشان كده خلتها في حياتنا لكن لما جات لحد عندي و قالتلي انها بتحبك حسيت بنار بتاكل جوايا كل اللي عملته في سنين هي هتهدوا في لحظه كنت هطردها بس عرفت اني مريضه حسيت وقتها أن ده عقاب ربنا و انت عارف الباقي. 


يقف أمامها عاجز عن أي رد فعل يريد قتلها و لكنه لتلك اللحظه بداخله شيء يخصها احترام تقدير عشره فهي رفيقه دربه و كانت خير الزوجه و السند و مرضها غفر لها كل شيء اقترب منها و ضمها إليه مره اخرى. 


بدر : ابكي يا ليلى. 


كانت تلك الكلمه مثل الضوء الأخضر لها لتنهار في البكاء فقلبها يأكلها من العشق كانت تتمنى أن تظل بجواره أن تكون هي الأولى و الاخيره بحياته و لكن


 قلوبنا ليست بيدينا لم يحبها مهما فعلت أما هو ضمها إليه و أغلق عينه بتعب كثير عليه كل هذا قلبه أصبح لا يتحمل هذا كم من الألم و الصدمات ابتعدت عنه و هي تبتسم  أما هو قال بحنان. 


بدر : انا حجزت لكي في أكبر مستشفى في امريكا ساعه و الطياره هتكون هنا عشان ترجعي تنوري بيتك تاني. 


لم ترد عليه فهي تعلم أن كل شيء انتهى كل ما تريده الأن رأيت مسك للمره الاخيره لتطلب منها السماح فهو على وشك لقاء الخالق فقالت بتعب. 


ليلى : مسك عند هيثم روح جيبها و تعالى. 


ابتسم بآلام العالم من المستحيل أن تقبل مسك العوده معه للقصر إجابته بثقه : قوليها ماما ليلى عايزكي و هي هتيجي معاك. 


____شيماء سعيد_____


أما بقصر عائله هيثم كانت تجلس بغرفه الضيوف و هي تأكلها نيران الاشتياق مؤلم جداً الفراق و لو لدقائق معدوده يا الله كم تحبه و تريده حياتها بدون مثل حياه الأموات لا حياه فيها ابتسمت باتساع و هي تتذكر ذلك اليوم الذي عادت به من الحضانة و علمت انها ليست من عائله الطحاوي. 


فلاش بااااااااك. 


دلفت لجناحه و هي تتعالى أصوات شهقاتها لينظر إليها بلهفة و يركض في تجاهها ألقت بنفسها داخل أحضانه و بكت أكثر تقطع قلبه لأجلها أخذ يحرك يده على شعرها الحريري بحنان إلى أن هدأت تماما. 


بدر : حبيبه بابي مالها. 

رفعت رأسها تنظر إليه بعيون القطط خاصتها : هو ثحيح انا اسمي مثك علم الدين و انت مش بابي يا بدوره. 


أغلق عينه و هو يسب العالم كله تحت أسنانه و لكن لو بيده لوضعها بغرفته و أغلق عليها حتى لا يراها أحد و يجعلها تبكي فعيون تلك الصغيره أكسجين الحياه بالنسبه له الجميله تبكي أمامه و  قلبه يبكي معها الف مره حاول رسم ابتسامه على وجهه قائلا : بابي الحقيقي راح عند ربنا بس انا بابي اللي بيحب مسك جدا و مستحيل يعيش من غيرها. 


رفع يده و أزال الدموع من وجنتيها : و مسك بتحب بابي بدر صح. 


اتسعت ابتسامتها ببراءة و هي تعود داخل أحضانه مره اخرى : ثح بث انت من النهارده بدر بدوره و بث (بس). 


تعالت دقات قلبه من نطقها لاسمه بتلك البراءه الرائعه التي تزيدها جمالا على جمالها هل انت جننت بدر أما ماذا هو بالفعل يفقد عقله أمامها اسمه من خاصتها له مذاق خاص حاول أخرج صوت عندها و جدها تخرج من أحضانه و تنظر إليه كأنها تنتظر رده : ايوه يا قلبي صح. 


انتهى الفلاش بااااااااك. 


عادت لأرض الواقع مره اخرى و هي تجده يجلس بجوارها شهقت بفزع كيف هل هو أمامها بالفعل أم أنها مش شده اشتياقيها له تتخيل وجوده لعنه


 نفسها اهي جنت لتتخيله لا هو معها بالفعل من رائحته الرجوليه الجاذبة و لكنه متى دلف للغرفة أما هو بمجرد نظرها إليه لم يتحمل أكثر و جذبها إليه


بقوه اعتصرها داخل صدره ثلاثه ايام مروا أكثر من ثلاثين عاما دفن وجهه بعنقها يستنشق عطرها الذي يدمنه و فقده بالايام الأخير لم يختلف حالها عنده


أغلقت عينيها باستمتاع كأنها غريق و وجد توق النجاه أخذت تتمسح بصدره مثل القطه ابتسم باتساع على دلالها الفطري ذاك ابتعدت عنه بعد فتره و هي تلوم نفسها على استسلامها المغزى لاحضانه قال باشتياق. 


بدر : وحشتني هنت عليكي ازاي كنت عايش زي الميت يا مسك البدر. 


نظرت إليه بتوهان ذلك الرجل مثل الأكسجين بالنسبه لها بأقل كلمه منه أو نظره بطرف عينه تجعلها في كوكب آخر : ها. 


حركه رأسه بقوه دليلا على صدق حديثه : يلا نروح بيتنا في كلام كتير لازم نقوله. 


عند كلماته الأخير انتفضت من مكانها كأنها لدغتها عقربه تذكرت كل شيء بلحظه هو لم يحبها تركها ترحل و حمل زوجته لجناحهم لم تنسى ذلك المشهد طوال حياتها كانت تتمنى الموت عن أنها تراه


 باحضان أخرى شعرت بتلك النغزه تعود لقلبها من جديد و سقطت الدموع من عينيها تتذكر كيف تركها كأنها  نكره و خرجت من حياتهم قلبها اللعين يدق من أجله فقط ماذا تفعل كان يتأمل تعبيرات


 وجهها التي توحي بالغضب و خيبه الأمل و الدموع المتساقطة على وجنتيها ليغلق عينه بقوه لا يتحمل نظرت الألم في عينيها يعلم جيدا انها تلومه و معها كل الأحق يعيدها لاحضانه أولا و بعد ذلك يتركها تفعل به ما تريد تذكر حديث ليلى ليفتح عينه مره اخرى. 


بدر : كل حاجه عايزه نتكلم فيها هنتكلم بس دلوقتي ليلى محتاجكي معاها. 


شهقت و هي تقوم من مكانها بسرعه ليلى تريدها هي بخطر أم ماذا تعالت دقات قلبها أكثر تخشى فراق تلك السيدة الحنونه التي أعطتها حنان الأم و الصديقه كانت تجلس بجواره بسياره و هي تبكي برعب أخذت تفرك بيديها ماذا تفعل إذا حدث لليلي مكروه بمجرد وقوفه خرجت من السياره مثل المجنونه كأنها تسابق الزمن دلفت وجدتها تجلس على الفراش الألم شديد ركضت إليها بلهفة و ضمتها لصدرها. 


مسك : مامي ليلى ارجوكي خليكي جانبي. 

انهارت دموع ليلى أكثر و هي تضمها بجنون و كأنها تود ادخلها بصدرها فعلت الكثير بتلك الملاك البريئه و الآن تضمها بلهفة و تطلب منها البقاء لم تبتعد عنها و تحدثت بتعب. 


ليلى : يا ريته كان بأيدي كنت فضلت عشان اعوضك عن كل اللي فات عايزه اسمع منك كلمه مامي لآخر مره يا مسك قوليلي مسمحاكي يا مامي ارجوكي. 


كان يقف أمام الغرفه يحاول عدم الانهيار فهو سندهم و انهياره يعني انهيار الجميع لم يتحمل و ذهب إليها يضمها إليه بقوه. 


بدر : ليلى بلاش الكلام ده  الطياره وصلت و هتكون احسن من الاول كمان. 


حاولت عدم غلق عينيها بضعف شديد : عايزه اسمعك انت كمان بتقولي بحبك يا ليلى لآخر مره. 


انهارت مسك و تعالت شهقاتها و بعد محاولات كثير نطقتها : مسامحكي يا مامي ليلى بس أفضلي معايا. 


نظرت إليها بابتسامه سعيده سامتحها و هذا كل ما تتمناه نظرت لبدر برجاء ليقول بصدق : بحبك يا ليلى. 


أطلقت مسك صرخه مذبوحه هزت القصر بالكامل ماتت ليلى نظر إليها بعدم تصديق اهي رحلت بالفعل نصفه الآخر و شريكه حياته تركته في منتصف الطريق و رحلت ضمها إليه و أخذ يحثها على القيام. 


بدر : ليلى قومي أنا بدر افتحي عينك اكيد مش هتمشي بدري كده ليليييييي قومي بقى. 


أخذت تتأمل الموقف و جسدها يرتجف بانهيار  ترجعت للخلف حتى اصطدم ظهرها بالحائط جلست أرضا تبكي و تضم قدميها لصدرها لعلها تشعر بالأمان   نظر إليها بدر بلهفة و ذهب  يضمها إليه. 


مسك : ماتت و سبتني لواحدي. 


_____شيماء سعيد_____


بعد مرور عده أسابيع كان يجلس و بيده صوره لها الفراق أصعب ما يعيشه الإنسان احساس بشع بفقدان رفيق حبيب زوج اخ اب يشعر بالألم يقتله وجودها في حياته كان شي اساسي ابتسم و هو يتذكر أحد مواقفها معه. 


فلاش باااااااااك. 


عاد بدر من عمله بعد يوم طويل و دلف لجناحه وجد ليلى تجلس و هي تضم مسك إليها و تحكي لها إحدى الحكايات الخياليه ليبتسم إليهم بحنان و قبل أعلى رأسها و رأس صغيرته الرائعه. 


ليلى : حمد الله على السلامه يا حبيبي.. 


تفحص ملامحها بدق فهو يعلم ليلى جيدا : مين مزعل القمر ده. 


أخذت نفس عميق ما تقوله صعب على اي امرأه قوله أو تخليه و لكن ما باليد حيلة : عايزك تتجوز يا بدر. 


قام من مكانه بغضب العالم ماذا تقول تلك أتريد أن يتزوج من اخرى و يتركها هي و ملاكه الصغير لا مستحيل ليلى و مسك حياته و هو لا يريد أكثر منهم. 


بدر : ايه الجنان اللي انتي بتقوليه ده عايزني اتجوز واحده غيرك واحده تشاركك فيا انتي و مسك انتي اكيد حصل في عقلك حاجه. 


ليلى : لا بس انت محتاج طفل و عارف اني مش هقدر اقدم لك ده. 


أغلق عينه لعده ثواني ليستعيد السيطره على أعصابه فهي تعشقه و تريده سعيد تريد أن يصبح له سند و ظهر فيما بعد و لكنه يريدها هي و مسك فقط فتح عينه و رسم ابتسامه جميله على وجهه و عاد و ضمها لصدره بحنان. 


بدر : بدر عايز ليلى و مسك بس انتوا حياتي و مش عايزه غيركم. 


انتهى الفلاش باااااااااك. 


عاد لأرض الواقع مره اخرى بعد موت ليلى أصبحت مسك هي الأخرى حبيسه غرفتها يراها صدفه للمره الثانيه يعود بذاكرته للماضي عند أول دقه قلب لها. 


فلاش باااااااااك. 


عاد بدر للقصر و هو يعلم أن مسك في المدرسه و ليلي عند والدتها جلس على أحد المقاعد ليرتاح قليلا من تعب اليوم ليجد تلك العاصفه تدلف للقصر و هي تغنى ابتسم بحب صغيرته أصبح انسه ناضجة فهي الآن بالصف الأول الثانوي جلست بجواره و هي تبتسم ببراءة. 


مسك : ازيك يا بدوره. 

ابتسم على لقبه الذي يعشقه منها : كويس يا مسكي عامله ايه في المدرسه. 


أحمر وجهها و بدأ عليها التوتر : كويسه بس بحس بحاجات غربيه الفتره دي.. 


ماذا تشعر اهي مريضه و هو غافل عنها كيف و هي تحت عينه طوال الوقت حتى بالمدرسه الحرس الخاص به معها يعلم عنها أدق التفاصيل فهو يعرفها أكثر من نفسها اقترب منها بلهفة : مالك حاسه بايه نروح للدكتور. 


توتر أكثر فهي لا تعرف كيف تبدأ الحديث معه و ما رد فعله عليها : انا مش تعبانه بس. 


حثها على الحديث بحنان : بس ايه يا مسكي قولي. 


خفضت رأسها و قالت : في واحد كل ما أقرب منه قلبي يدق جامد و أحس أن الجو حر جدا و انا جانبه و لو حد قرب منه غيري ببقى عايزه اخنقه بحس انه بتاعي انا و بس مش عايزه حتى يبص لأقرب الناس ليه. 


انتفض من مكانه و عينه تحولت لاللون الأحمر من شده الغضب لأول مره يشعر هو بتلك المشاعر الغريبه هي لم تحب أو تتزوج فحياته منذ أن رآها تتلخص بكلمه واحده "مسك" أتريد أن تكون ملك لرجل لا مستحيل  تعالت دقات قلبه مثل الطبول كأنه يريد الخروج من صدره مسك ملكه هو منذ انا فتحت عينيها على العالم  مستحيل خروجها من ذلك القصر إلا بموتها شعر بذهول من نفسه بماذا يفكر فهي فتاه و ستتزوج في يوم من الأيام قبضه غربيه بصدره جعلته يرفع نظره إليها هل هو يشعر بالغيرة تجاه مسك. 


بدر : و مين ده بقى ان شاء الله... 


لم تفكر كثيرا و خرجت تلك الكلمه البسيطه من نظرها لتحطم قلبه : انت.... 


انتهى الفلاش بااااااااك. 


خرج من شروده على صوت الباب إذن للطارق بالدخول لتدلف الخادمه. 


بدر : خير. 

الخادمه باحترام : هيثم بيه و جده تحت عايزين حضرتك.. 


بعد عشر دقائق كان يجلس بالمقعد المقابل لجد هيثم و هو يقول بجديه : خير يا خلف بيه. 


خلف : انا جاي اخد مسك بنت ابني و امشي من هنا بهدوء. 

الفصل الثاني عشر


كان ينظر للعشب الأخضر أمامه بتعب.. مر سته أشهر على رحيلها مع  أخيها .. أصبح هو وحيد ذلك القصر الذي كان ينبض بالحياه.. أخذ يتأمل كل مكان لها به ذكره ابتسامتها كانت تملأ حياته و ها هو الآن يعيش بدونها.. دلفت صغيرته للجامعه و ستصبح طبيبه مثله و لكنه بعيد عنها كل البعد..تركها لتعيش فهو سينهي حياتها تركها لتحب غيره ..و عاش هو مع الذكريات مجرد ذكريات... قلبه محطم فالبعد قسم بدر الطحاوي جزء كبير بداخله يحثه على وجودها بحياته مهما كلفه الأمر و الجزء الآخر يترك لها حريه الاختيار... مسكه لا تفكر به بل بدأت حياتها من جديد... رفع يده يقبض على شعره الغزير بقوه و هو يتذكر يوم رحيلها...


فلاش باااااااك ..


اتسعت عينه بذهول بعدما انتهى السيد خلف حديثه.. مسك ابنه ولده.. ستتركه و يكون لها عائله..كيف سيعيش بدونها.. كيف سيعيش دون روح..بعد ثمانيه عشره عاما النهايه اليوم.. لم يكن في حسبانه تلك اللحظه لحظه النهايه.. كان يتخيل انها لم تأتي.. تصلب جسده بالكامل و هو يراها تجلس أعلى الدرج تستمع لحديثهم بالكامل و دموعها تنهار من عينيها.. و السيد خلف يحكي القصه.. وضع يده على وجهه ليفكر قليلا ماذا يفعل معها قلبه يبكى قهرا يفضل موته عن تلك اللحظه فراقها يعني نهايه بدر الطحاوي.. 


ذهب إليها و هو يسندها لتجلس بجوار جدها.. سيتركها تقرر ما تريده أزال دموعها بطرف أصابعه.. و هو يقول بهدوء ظاهر عكس نيران قلبه المشتعلة. 


بدر : سمعتي خلف بيه قال ايه. 


رفعت نظرها إليه و هي تترجاه بعينيها ليتمسك بها فهي لا تريد الرحيل كيف ترحل مع ذلك الرجل الذي تسبب بكل ما حدث معها.. جعلها يتيمه لقيطه..جعلها تعيش دون عائله أو سند.. كانت سيكون مكانها الشارع لولا بدر و ليلي.. و عندما طردتها كانت أيضا ستعود للشارع.. لن ترحل معه بعد كل ذلك فهو يستحق القتل. 


مسك : سمعت و عارفه كل كلمه بيقولها من ايام من كنت عندهم..هيثم حكي لي كل حاجه.. و عملت انا و هو تحليل DNA و النتيجه ظهرت بعد موت مامي ليلى.. و عرفت اننا اخوات و ان هو ابن الهانم و العائلات..و أنا بنت الغجريه. 


أبعدت نظرها عنه و نظرت للسيد خلف و ابتسمت بسخرية : ايه معالي الوزير جاي و عايزه بنت الغجريه تعيش في قصر علم الدين.. اه سوري ما الوزاره خلاص راحت.. فحضرتك دلوقتي مش خايف من الفضايح.. جوزته على امي عشان تفضل عايشه و متقتلهاش مش كده.. بس للاسف برضو ماتت انا مش همشي من هنا.. و لو خرجت منه اكيد مش لبيتك..


كان في قمه سعادته و هو يسمع قرارها ذاك لن تتركه اختارته و اختارت البقاء معه في لحظه اختفت تلك السعاده و هو يسمع حديث جدها. 


السيد خلف بجديه : نحاسب في بيتنا مش هنا. عاد بنظره لبدر : بدر بيه انت واعي و عارف ان مسك صغيره و مش عارفه مصالحتها فين انت فاهم قصدي كويس عشره دقائق هسيبها معاك.. 


ثم أشار بعينه لهيثم ليقوم معه.. و لكن صوتها الحاد جعله يتسمر مكانه.. يتحدث بكل برود و يرحل.. و كأنه لم يضيع سنوات عمرها بسببه.. من اين أتى بذلك الجبروت و اللامباله.. ستخرج جروح السنوات في تلك اللحظة.. التي كانت تنتظرها بفارغ الصبر. 


مسك  : استنى يا معالي الوزير.. الكلام لسه في أوله سنين العذاب دي مش هتخلص بكلمه بارده منك لا.. ده انا جوايا نار لو خرجت هتحرقك.. جاي بكل برود تاخدني زي الجاموسه و تمشي.. لا احنا بنا حساب بعدد عمري و عمر امي.. 


عاد نظره إليه مثل ابيها بكل شئ.. عنيده مثله تحمل ملامحه و عينه تذكره بولده الوحيد.. الذي رحل و هو في زهره شبابه جلس على مقعده مره اخرى.. يتحدث دون مشاعر.. يتحدث بكل جبروت دون نظره حنان واحده لتلك المسكينه الصغيره.. 


خلف : مش هكدب عليكي و قولك كنت بدور لا.. انا حتى لما شوفتك هنا في القصر مع الشبه الكبير اللي بينك و بين ابوكي.. عملت نفسي معرفكيش.. لأن زي ما قولتي انتي بنت الغجريه اللي خطفت ابني من حياته.. مستحيل احبك أو يكون ليكي مكان في حياتنا.. لكن لما هيثم عرف الحقيقه.. طلب انك تعيشي معانا أو يسيب البيت.. و انا مش هعمل نفس الغلط مرتين و اعمل معاه زي ابوه.. 


كانت تسمعه و كأنها من كوكب آخر.. ايوجد في العالم بشر بتلك الطريقه.. اهو أزال قلبه من صدره ام ماذا.. شعرت بإهانة كبيره من حديثه يتحدث عنها و كأنها قمامة.. نكره لا وجود لها بحياته.. ابتسمت بسخرية على قلبها الساذج هذا فهي بالفعل حمقاء.. كانت تريد يأخذها داخل أحضانه و يبكي ندما.. ارغمت عنيها على الصمود لن تبكي بعد الآن.. و خصوصا أمام ذلك الرجل أو الحجر.. 


مسك : يااا جاي على نفسك اوعي كده ليه.. انت بنادم زينا و الا ايه اللي بيدق جواك ده.. هو بيدق أصلا و الا حجر.. بس تعرف انا كنت متوقعه كل ده واحد رمي ابنه في الشارع واحد ذلك بدل ما تقف جنب ابنك و بعدين تتعاتب معه.. خليت دياب الجبل تتعشي بيه عشان سبته لواحده من غير سند.. قلبك هيحن ليا أنا. 


احتدت ملامح وجهه بغضب : انت ناقصه تربيه. 


قطعته و هي تقوم من مكانها.. و تذهب تقف أمامه وجه لوجه.. و هي تتحدث بقوه لا يراها أحد بها من قبل.. 


مسك : انا فعلا ناقصه تربيه اصلي مليش أهل.. بنت من غير حاكم.. و بعدين فيا كما عرق غجري.. و لو طلع دلوقتي سوري في الكلمه يا حاج هتحصل المرحومه ام العيال.. 


جاء ليرفع يده ليصفعا انتفض بدر من مكان بغضب ليمنعه هو و هيثم.. و لكن يدها و هي تمسك بيد جدها كانت الأسبق.. نظرت إليه بجبرته يشبه بجبرته و أكثر.. 


مسك : إذا كنت انت خلف علم الدين فأنا مسك علم الدين.. يا معالي الوزير.. و دلوقتي المقابله انتهت أخرج بره. 


خرج بالفعل و هو في حاله من الصدمه.. و لكن الصدمه الأكبر كانت من نصيب بدر.. لأول مره يراها بتلك القوه و البرود.. كانت دائما صغيرته الرقيقه صاحبت احن قلب في العالم.. قطته ظهر لها أظافر.. أما هي عادت بنظرها إليه.. قالت له بتساؤل. 


مسك : كنت هتسبتي؟. 


اغمض عينه بآلام هو لا يريد تركها عشقها ينتشر بجسده مثل المرض.. و خروجه منه  بروحه و لكنه لن يكن بتلك الانانيه سيتركها..


بدر بصوت خالي من الحياه كأنه يكتب شهاده وفاته بيده : هسيبك.. عشان لازم تعيشي حياتك من غيري.. غلط دقات قلبك أكبر غلط.. مع الايام مشاعرك هتتغير و تقولي عليا انسان أناني استغل صغر سنك و اتجوزك.. هضيع شبابك و أجمل أيام عمرك و في الاخر تقولي ده مكنش حب ده كان مراهقه أو تعود.. ما انتي متعرفش حد غيري انا كنت مصدر القوه و الحنان الوحيد في حياتك.. يمكن عشان كده قلبك دق ليا .


مع كل كلمه يقولها تمسك دموعها بقوه حتى لا تنهار أمامه.. يكتب نهايه عشقها له بكل سهوله.. لم تستوعب ما قاله إلا أنه يخرجها من حياته بطريقه لطيفه... يكفي لهنا مسك خذي ما تبقى من كرامتك.. ها هو الآخر يتخلى عنها.. 


مسك بابتسامه خلفها مليون كلمه اه : مش عارفه اشكرك ازاي على استضافتك ليا في بيتك طول السنين دي.. واحد تاني كان حطني في اي بيت أيتام..


اقترب منها بلهفة..  هو لم يقصد كلمه واحده من ما دلفت في عقلها الصغير : مسك انتي فاهمه الموضوع غلط.. انا خايف عليكي انتي بكره مشاعرك تتغير..


انتفضت تبعده عنها.. و هي تضم قدميها لصدرها و تنظر للسقف.. بداخلها عشق له يكفي للعالم بأكمله و هو في المقابل يرفضه.. مشاعرها ستتغير اهو مختل ام ماذا.. فهي طوال سنوات عمرها لم تحب غيره.. كان أمامها الكثير من سنها و لكن ذلك القلب الأحمق اختاره هو.. عادت بنظرها إليه و هي تقول بسخرية. 


مسك : مشاعري تتغير كان ده حصل من سنين بس انت عندك حق انا غبيه انت عمرك ما حبيتني. 


انتي بالفعل حمقاء يا ملكه قلبي.. لم أحبك كيف و دقات  على اسمك.. عدد انفاسي من ابتسامتك.. حياتي تتلخص بكلمه واحده "مسك".. اه لو تعلمي كيف ستكون حياتي في بعدك مثل الطفل الرضيع الذي فقد أمه.. كلمه اعشقك قليله عن وصف ما بداخلي لك.. تلك المره تحدث بضعف..


بدر : كل كلمه طلعت من لسانك كانت زي الخنجر في قلبي.. مين قالك اني عمري حبيبتك. 


مسك بقوه : انت. 


عاد بظهره للخلف و هو يغلق عينه بآلام و قهر العالم.. و اه من وجع الرجال.. فهو بكى من أجلها و هي تقول لم يحبها : الست دموعها قريبه اوي.. أما الراجل مش بتنزل دموع إلا في حاله العشق.. و انا بكيت لما بعدتي عارفه ده معناه ايه. 


بكى من أجلها هي سمعته قالها ام قلبها يتوهم حديثه ذاك.. : يعني ايه.. 


عاد ينظر داخل عينيها مره اخرى.. و هو يقول بابتسامه عاشقه : مقدرش اقولك معنى كلامي عشان المعني هيخليكي معايا لآخر نفس.. لو مش بمزاجك هيبقى غصب عنك.. عشان كده لازم ابعد في البعد الدوا همشي من القصر عشان ده بيتك.. و خرجيني من حياتك لو فضلت مشاعرك زي ما هي هرجع و حضني هيكون مفتوح ليكي.. اتغيرت هفضل عايش على ذكريات 18 سنه الباقي من عمري..


جاء ليرحل و لكنها وقفت أمامه تتحدث بقناع من الهدوء خلف فتاه صغيره مثل الطير الجريح : خليك انت في قصر... و انا همشي مع هيثم اخويا.. عوض ربنا ليا. 


انتهى الفلاش بااااااااك 


عاد لأرض الوقع مره اخرى.. و هو يبتسم ابتسامه خاليه من الحياه.. يبدو أنه خرج من قلبها و تغيرت مشاعرها.. و ها هو يعيش على الذكريات كما وعدها.. قلبه معها أينما ذهبت.. عقله مشغول بها و بحياته القديمه معها.. ألقى نظر أخرى على تلك الورده التي كانت تخصها و اقترب منها ليجلس بجوارها كأنها مسكه العاشق لها...


_____شيماء سعيد_____


في قصر الطحاوي بالصعيد ألقى بنفسه على أحد المقاعد.. منذ آخر حديثه بينهم و عاوتها للقاهرة.. يشعر بالنقص سته أشهر لم يراها من المؤكد أنها لا تتذكره.. و لكنه كيف ينساها و هو تعلق بها مثل الطفل الرضيع بوالدته.. احبها من اول نظره كما يقولون.. تذكر حديثه معها. 


فلاش باااااااك. 


آسيل بجديه : هتقبل بيا حتى لو قولتك اني أطلقت عشان عقيمه و مستحيل اكون ام و انت لو اتجوزتني مستحيل تكون اب او يكون عندك عايله. 


لم يفكر مثلما فكرت هي فهو يريدها  فقط ليقول بجديه هو الآخر : طالما انتي مش بتخلفي يبقى انا فعلا مستحيل اكون اب عشان لو مكنتش اب لأولاد منك مش عايز انا عايزك انتي و بس يا آسيل حمزه الطحاوي. 


من المستحيل أن يكون هناك رجل يقبل بعدم الإنجاب.. هو فقط يريد تجربه شيء جديد عليه.. الرجال جميعاً نفس التفكير.. تعالت دقات قلبها عندما وجدته ينظر إليها بتلك النظره التي تعلمها جيدا.. عشق السنوات تحول لسراب... خانها تزوج من اخرى..و بالنهاية تخلي عنها و اختار الأخرى.. و هذا يتخلى عن حلم اي رجل فقط ليكون معها.. لا تعلم لما تتعالى دقات قلبها و يرتجف جسدها من مجرد النظر ليه.. نظرت إليه بعدم استيعاب قائله.. 


اسيل : انت بتتكلم جد عايز تتجوز واحده مطلقه.. و زي ما قولتلك عقيمه.. انت بتضحك عليا و الا على نفسك.. 


قال بصدق : لا ده و لا ده انا فعلا عايزك انتي و بس.. الإنسان بيعيش سنين طويله مع حاجه و في الاخر يطلع نصيبه حاجه تانيه خالص.. انتي قدري و انا قدرك.. و اللي فات مجرد محطه في رحله كامله الباقي معايا أنا.. 


لا لن تقع في ذلك الفخ المسمى بالحب مره أخرى.. و ذلك اللعين الذي صدقه ستخرجه من صدرها و تقذف به بعيدا.. قامت من مقعدها و هي تقول بهدوء : شكرا يا حضرت العمده على وقفتك معايا.. لكن اللي انت بتفكر فيه مستحيل.. أنا جوايا جروح كتير و الف اه و اه.. سنين عشتها في خداع و كذب.. حب عمري طلع و لا اي حاجه طلع مجرد وهم انا عايشه فيه.. قلبي مفيهوش مكان لجرح تاني.. 


ستكون له هتنسي بعشقه لها الماضي و يكون هو فقط الحاضر و المستقبل.. رسم على وجهه ابتسامه لا تليق الا به.. 


حمزه : و انا بحبك و هستني فتره لحد ما تقدري تقفي على رجلك تاني.. و بعد كده مش هيكون في حياتك غير حمزه و بس.. و هقولك تاني انتي أسيل حمزه الطحاوي.. 


انتهى الفلاش باااااك. 


يكفي لهنا بعد أخذت وقتا كافياً لتخطي الماضي و الآن جاء وقته هو.. سيذهب للقاهره و لن يعود إلا بها.. زوجته و على اسمه لتحيي حياته بابتسامتها.. ليضمها لصدره دون قيود.. ليعلمها فنون العشق على طريقته الخاصة.. بمجرد تخيلها معه في مكان واحد.. تصلب جسده بالكامل.. و انتفض قلبه بداخل  صدره.. يحبها و يعشق أقل تفاصيلها.. 


____شيماء سعيد_____


بالنسبه لعصافير الحب خالد و إيمان.. تحولت حياتهم لجحيم والدته من ناحيه و هنا من الناحيه الأخرى.. و عنادهم هو الحاجز الأكبر.. لكنها قررت إنهاء كل شيء ستتصالح مع حبيبها و عشقها الأبدي.. نزلت للورشه و هي ترسم على وجهها ابتسامه رائعه.. دلفت وجدته يعمل بجديه شديد. 


إيمان : صباح الخير اسطا. 


رفع رأسه إليها باشتياق حبيبته أمامه يوميا و لكن بشكل جديد عليه.. جامده بارد تتحدث معه و كأنها تريد الفرار من أمامه.. و الآن تقف أمامه و على وجهها تلك الابتسامه التي تسحره.. ليقرر هو الآخر الصلح و لكنه سيلعب قليلا.. ليقول بسخرية.. 


خالد : ايه ده الست ايمان بنفسها عندنا.. لا ده كتير اوي عليا و الله.. 


اقتربت منه و لازالت تبتسم له : واحده و جوزها وحشها.. و جايه له مع انه قاسي جدا عليها.. و إلا أنت نسيت كلامك ليا.. 


احتدت ملامحه و هو يقول بهمس من بين أسنانه : بت هو انتي عندك حاجه في دماغك و الا ايه.. بقالي سته شهور كل يوم بخناقه جديده.. و النهارده انا ابو قلب قاسي.. و انتي ايه ملاك.. انتي قلبك لون شعرك الأسود ده.. 


ظلت ملامحها كما هي بل زاد دلالها أكثر قائله : عندك حق قلبي اسود اوي.. بس انت ايدك تقيله و كل ما انسى افتكر من العلامه بتاعتها.. شوفت مين فيا الظالم.. 


ذاب غضبه منها بدلالها الفطري ذاك.. خلال ثواني كان يأخذها من يديها و يصعد لشقتها.. بمجرد غلق الباب خلفهم التقت شفتيها بقبله مشتاقه.. عاشقه شهور و هو يلعب معها القط و الفار.. اشتاق لها لإيمان صغيرته الحنونه.. أخذ ينتقل بين شفتيها بتلذذ إلى أن انقطع أنفاسهم.. 


خالد : وحشتيني و وحشني حبك ليا.. كفايه لعب بقى خلينا نرجع زي الاول و احسن كمان.. 


إيمان : طيب و هنا اللي قاعده عند مامتك دي. 


أخذ نفسا عميق ما سيقوله كارثه.. و هو يعلم أن قدرت حبيبته على التحمل شبه معدومة.. 


خالد : انا اتجوزت هنا من 3 شهور. 

الفصل الثالث عشر


كانت تجلس بكليتها و معها صديقتها الجديده حياه.. شارده في حياتها هل ما فعلته صواب ام لا.. قلبها بعد تلك المده مازال يدق من أجله يقتلها الألم الاشتياق.. كيف تنسى و هو سنوات عمرها الماضيه.. حبه بقلبها مثل الوباء سيخرج بحياتها.. رفضها بالماضي من أجل زوجته و هي أعطت له ألف عذر و عذر و الآن يرفضها للمره الثانيه و لكن تلك المره دون سبب.. قلبها يبكي عليها و على ما وصلت إليه تريد الفرار من العالم الذي لم تجد فيه مكانا لها.. عينيها سترتاح بالبكاء و لكن عقلها يرفض الضعف لن تعود لمسك الصغيره مره اخرى.. خرجت من ذلك الصراع اللعين على صوت صديقتها.. 


حياه : مالك يا مسك سرحانه في ايه. 


رسمت ابتسامه زائفة على وجهها كما تفعل كثيرا في الأوان الأخيره : في الدنيا و الناس حاجات كتير اتغيرت في الأيام الأخيرة دي.. ناس راحت و ناس باعت.. ناس ظهرت و هي مالهاش مكان و ناس بقت سند.. حاجات كتير اوي بقت سراب و سنين راحت على الأرض كأنها مكنتش موجوده.. 


لم تفهم الآخر شيء إلا أن صديقتها في حاله صعبه ابتسمت بمرح لتخرجها من حزنها ذاك : بصي يا ستي عيد ميلادي بعد بكره و بابي مصمم انه يعمل حفله كبيره.. و انا مستحيل احضر الحفله من غيرك عشان كده طلعي اللي على الحبل و تعالى. 


تلك المره ابتسمت بسعاده حقيقيه لصديقتها : كل سنه و انتي طيبه يا روحي اكيد هكون موجوده.. 


_____شيماء سعيد_____


قالتها مره اخرى بصوت متقطع لعلها تتخيل أو داخل أحد كوابيسها.. : اتجوزت هنا. 


أخذت ترددها بعدم استيعاب تزوج هنا.. معنى ذلك أنه تزوج عليها ام ماذا.. أوشكت على فقدان عقلها خالد لم يفعل بها ذلك فهو يعشقها كانت دائما ابنته المدلله.. رفعت رأسها لتنظر بعينه تبحث عن حبه لها اهتمامه بها تبحث عن خالدها.. تريده ينفي ما قوله لكنه لم يفعل.. 


ظل على صمته و اكتفي بحرك خفيفه برأسه يؤكد بها على حديثه.. فهي الآن في حاله من الصدمه.. يعلم جيدا أن حبيبته هاشه لن تتحمل ما حدث و لكن ما باليد حيلة هنا في أمس الحاجة إليه.. حاول الاقتراب منها ليسطر على الموقف.. اتسعت عينه بذهول عندما عاد وجهه للجهه الأخرى بسبب تلك الصفعه القويه التي سقطت من يديها الصغيره على وجنته .. هل صفعته بالفعل نظر إليها وجدها تنظر إليه بشراسة غريبه عليها.. 


إيمان بصوت اهتزت له جدران البيت : انت جبت قله الأصل دي منين.. فين حبيبي اتجوزت ازاي قدرت تعمل كده.. تعرف خبر موتك كان عندي أهون بكتير من اللحظه دي.. مامتك كان عندها حق انا طول عمري حمل كبير عليك بس هنا لا دي بنت بشوات مش واحده مضيع اللي وراك عليها.. ازاي قدرت تكسرني بالطريقه دي.. انا مش هبكي على واحد خاين معملش حساب كل حاجه بنا.. يا خساره يا خساره كل حاجه.. مش عايزه اشوفك في حياتي بعد النهارده.. 


لم يستوعب حديثها بالكامل.. و لكن ما فهمه انها لا تريده في حياتها كيف و هي حياته.. 


خالد : انتي بتقولي ايه.. انا بحبك و في حاجات كتير انتي مش عارفها. 


قطعته بحده : و مش عايزه اعرفها أو اسمع صوتك.. طلقي يا ابن الناس كفايه سنين عمري اللي ضاعت.. 


طلبت الطلاق ام تخيل منه تقولها بكل بساطة.. و عشقهم أين ذهب يعلم أنه كسرها.. و جرح كبريائها كامرأه.. و لكنه يعشقها و هي تعلم مدى عشقه و هوسه بها حياته بدونها موت.. كيف قالها لسانها كيف قدرت على التفكير بها من الأساس.. حاول تملك أعصابه. 


خالد : إيمان انتي فاهمه الموضوع غلط لازم تعرفي أسبابي.. و بعدين تقرري بس الأهم من كل ده مهما كان قرارك انتي ملكي.. و مستحيل اسمك يتشل من على اسمي يوم واحد.. 


من أين أتى بتلك الوقاحه بأي عين يتحدث هو.. تزوج عليها و حطم قلبها أحلامها أصبحت سراب بلحظه واحده.. و مع ذلك يتحدث كأنه المجني عليه.. قلبها به مشتعلة مثل نار جهنم.. و هو يقف أمامها بكل جبروت.. حاله من الذهول مسيطرة عليها للآن متخيله انها في الكاميرا الخفيه.. 


إيمان : انت مستوعب اللي حصل انت عارف عملت ايه.. اقولك انت قولتي بكل سهولة انتي و لا اي حاجه هوا غلطه مش أكتر.. 


لالا هي ملاكه الصغير ماذا تقول غلطه فهي الشي الوحيد الصحيح بحياته.. اقترب منها و هو يحاول ضمها إليه.. اتسعت عينه بذهول مؤلم و هو يراها تنهار أمام عينه.. حاله من الصريخ و البكاء هستيري حدثت فجأه أخذت تضرب بصدره بيديها الصغيره و هي تقول بطريقه عشوائية.. 


إيمان : قول أن ده حلم لا كابوس.. خالد مستحيل يكسر ايمان بالطريقه دي.. انتي ملكي انا مش ده كلامك صح.. رد و قول ان ده مجرد كابوس ايمان و خالد مستحيل تكون دي النهايه بتاعتهم.. انت قولتلي إن النهايه موت حد فيا بس احنا على عايشين.. انت هطلقي صح قول لا أتكلم.. 


سقطت دموعه هو الآخر رد فعلها في البدايه كان يشعره بالقلق.. فهو يعرف جيدا انها سريعه الانهيار و التماسك هذا غريب عليها.. ضمها إليه بلهفة قائلا.. 


خالد : صدقيني غصب عني انا ملكك انتي و بس ملكك يا حبيبتي.. انتي حياتي مستحيل غيرك ياخد مكانك حتى لو على موتي..


ابتعدت عنه و هي في حاله جنونيه.. و في غامضة عين كانت تسقط أمامه بسبب ذلك السكين الذي جلبته من طاوله الطعام و طعنت بها نفسها.. تسمر مكانه بعدم استيعاب هل بالفعل ذهبت و تركته.. اختار الموت صرخ باسمها بأعلى صوته.. طعن هو الآخر من كلماتها الأخير قبل أن يلتقطها بين يده فاقده الوعي.. أو ربما الحياه.. 


إيمان : الموت بس هو اللي يفرقنا.. 


______شيماء سعيد_______


كان يجلس بمكتبه الخاصه بالمشفي يقتل نفسه بالعمل.. لا يريد الذهاب للقصر لن يقدر على الاستمرار فيه بغيرها أكثر من ذلك.. قلبه يأكله عليها يشعر أنها تحتاجه أكثر من أي وقت مضى.. يعلم ما يدور بعقلها الآن أنه تخلي عنها اي من مره.. و في أكثر الأوقات احتياجا له.. فاق من تلك الدوامة الكبيره على صوت صديقه علاء.. 


بدر : خير يا علاء كنت بتقول حاجه.. 


قال الآخر بابتسامه هادئه : شكلك بره الدنيا في ايه يا بدر.. هتفضل لحد امتا كده. 

أخذ نفس عميق و هو يقول : تعبان يا علاء في حاجات كتير جوايا مش قادر اتنفس بسببها.. 


علاء بصدق : قول اللي جواك يا بدر يمكن ترتاح و أنا سامعك.. 


عاد برأسه للخلف و اغمض عينه : الحب طلع نار يا علاء مش قادر اخدها في حضني و لا قادر اكمل من غيرها.. حبها ليا دمار ليها هي بنت صغيره مش فاهمه انها بتدخل جوا النار من غير ما تحس.. أنا حياتي كلها بعيد عنها.. لو اتجوزتها مش هقدر اشوف نظره ندم أو نفور في عينها بعد كام سنه.. أو حتى اسمع كلمه من الناس عليها البنت اللي اخدت الراجل اللي ربها بعد ما مراته ماتت.. احساس العجز هيقتلني.. لا قادر اخليها ملكي أو حتى اشوفها ملك غيري.. 


علاء : انت فعلا في النار ازاي قادر تتحمل كل ده لواحدك.. بس الصح البعد يا صاحبي مسك فعلا طفله و الحياه لسه قدمها تحب و تتحب لكن انت لازم تتجوز.. 


انتفض من مقعده بغضب يتزوج غير مسكه.. يرى في عينها مره اخرى نظره القهر.. يعيش مره اخرى بجسد دون روح.. من المستحيل ذلك. 


بدر : انت بتقول ايه اتجوز غير مسك مستحيل أنا أصلا مش محتاج ست في حياتي.. انا محتاج حب مسك بس.. 


علاء : لا محتاج محتاج ابن سند محتاج حد يشيل اسمك.. و يكمل طريق بدر الطحاوي.. 


ابن علاء محق هو بشده الحاجه لذلك الابن و سند كلمه بابا.. يا الله كم جميله تلك الكلمه يريد سامعها الشعور بلذتها.. و لكن ذلك الطفل سيكون من مسكه غير ذلك لا يريده يريدها هي فقط.. 


بدر : انا فعلا نفسي في طفل يكون كل حاجه حلوه في حياتي ينورها هو و أمه.. بس تكون مسك غير كده مش عايز أطفال.. و لا حتى حياه.. 


علاء : لا انت حالتك صعبه طيب بص بعد بكره عيد ميلاد حياه بنتي بعد بكره لازم تكون موجود.. 


ابتسم بدر : كبرت حياه مش كده. 


علاء بفخر : كلها كام سنه و تاخد مكاني و بعدين انت ناسي اني اكبر منك 8 سنين و الا ايه. 

بدر : لا فاكر و ان شاء الله هكون موجود في الحفله عشان اشوف الصغير اللي كبرت.. 


____شيماء سعيد_____


بعد يومان في قصر الدالي بالقاهرة كانت تجلس حبيبه عرفتها.. حياتها ممله اليوم سيأتي هو و زوجته سترى حياتها بين يدي الأخرى.. و عليها الصمود و رسم ابتسامه على وجهها.. الحياه غربيه بطبعها كيف تحولت فجأه من عشقه و زوجته لمجرد ابنه عمه.. دق باب الغرفه لتدلف الخادمه.. 


أسيل : خير. 

الخادمه بإحترام  : فهد بيه بيطلب من حضرتك النزول عشان العايلة كلها تحت حتى أسر بيه و مراته. 


ترددت كثيرا بالهبوط للاسفل لا تريد رأيته أخرجت من حياتها.. و لكن رأيته مع غيرها تعيد لها ايام حياتها طفولتها و شبابها.. تلك الأوهام التي عاشتها سنوات عمرها.. ستواجه يكفي ضعف لهنا ستقف أمامه بكل وقتها لترى القهر في عينه.. دلفت لغرفة المعيشه و هي ترسم على وجهها ابتسامه بارده.. و جلست بجوار عمها.. 


معتز : القمر بتاعنا عامل ايه. 

نظرت  لأبيها قائله بابتسامه حقيقه : كويسه يا حبيبي.. 


عاد بنظرها لأسر و أمل : حمد الله على سلامه العرسان. 


رفض النظر في عينيها حتى لا ظهر شرارات العشق في عينه.. أما الأخرى ردت باستفزاز. 


امل : الله يبارك فيكي يا حبيبتي عقبالك. 


لم تتغير تعبيرات وجهها بل زادت ابتسامتها اتساع : في اقرب وقت. 


الجلسه في قمه التوتر الجميع في حاله من الانتظار إلا ذلك الفهد ينظر لها بثقة.. ستحب و تعيش و تنسى ذلك الماضي الغير مرغوب فيه بالمره أخذ ينظر لباب القصر كأنه ينتظر شيئا هام حتى دلف حمزه و معه مآذون.. نظرت إليه بعدم تصديق ماذا يحدث و كيف جاء لهنا.. و لما ذلك الشيخ أما هو ابتسم لها باشتياق عاد للحياه من جديد بمجرد رأيتها.. 


أسيل : حمزه. 


لم يرد عليها تكن ملكه اولا ثم يعبر عن جنونه و عشقها كما يريد.. اقترب من فهد و معتز و باقي رجال العائله و تحدث بجديه.. 


حمزة : جيت حسب المعاد يا فهد بيه.. 

فهد بابتسامه : من النهارده اسمي عمي و الا ايه.. 

حمزة : اكيد طبعا.. يلا يا مولانا. 


ماذا يحدث هذا هو السؤال الوحيد يدور بعقلها.. تقف بشكل يثير الضحك عينيها متسعه بذهول و فمها يكاد يصل للأرض.. و هي ترى ابيها يقترب منها بحنان.. 


معتز : حبيبتي حمزه قالي على قصه الحب اللي بنكم.. و قالي انك خايفه تقولي عشان كده انا و هو اتفقنا نعمل لك مفاجأه و نكتب كتابكم.. 


اللعنه ماذا فعل وضعها أمام الأمر الواقع لن تقبل بتلك الزيجه.. لن تسمح له يضيع الباقي من عمرها فهي تريد الارتياح و نسيان الماضي اولا ثم تختار الزوج المناسب لها.. فاق على صريخ ذلك الأسر كرهته و كرهت صوته.. 


أسر : هي مين دي اللي بتحب و هتتجوز أسيل مراتي.. 


جاءت لترد عليه و لكن تلك اللكمه التي أعطاها له حمزه جعلت الجميع يتجمد مكانه بصدمة.. لكنه لم يعطي لهم أي أهمية و تحدث بصرامة. 


حمزة : أسيل حمزه الطحاوي مش ملك حد غيري.. فاهم اوعي تقرب منها أو حتى تفكير الوسخ ده يفكر فيها.. 


أسر بجنون و هو يسدد له اللكمه و ينظر لها قائلا : ما تردي قولي انتي ملك مين.. أنا سبتك تهدي مش اكتر عشان تقدري تعيشي مع الأمر الواقع.. 


لم تنظر إليه فقط اقترب من حمزه و ابتسمت إليه ابتسامة قرأ معناها جيدا ليبادلها نفس الابتسامه.. 


أسيل : أنا أسيل حمزه الطحاوي لآخر نفس في عمري.. 


جاء أسر ليتحدث و هو يقترب منها.. و لكن نظرت فهد كانت كفيله بأن تجعله يترك المكان بالكامل و معه زوجته.. دقائق قليله و كانت أسيل بالفعل أسيل حمزه الطحاوي.. نظر حمزه لفهد بشكر ليرد الآخر النظره بثقة و وقار.. 


_____شيماء سعيد______


في المساء كان يدلف لحفل عيد الميلاد بكل وسامه و وقار و لما لا و هو الدكتور بدر الطحاوي أشهر أطباء النسا و التوليد حول العالم.. جلس على أحد المقاعد و هو يشعر بالملل يريد العوده للقصر ليشاهد آخر حفل ميلاد لها بجواره.. تعالت دقات قلبه و هو


 يشعر بها جواره هو متأكد من رائحة عطرها.. أخذ يدور بعينه بالمكان وجدها بالفعل ليشعر بالحياه تعود له من جديد.. مسك أمامه بعد سته أشهر من الفراق.. يراها أمامه بعد ذلك الحرمان الذي كان


 يعيشه بغيابها.. جاء ليذهب إليها ليدق جرس الإنذار في علقه.. يجب البعد و الفرار ليقوم من مكانه مقرر الرحيل.. و لكن ضحكتها الرنانة مع ذلك الغريب جنت جنونه ليذهب إليها بغضب العالم.. 


كانت تضحك مع صديق هيثم و لكن ارتجف جسدها فجأة دون أي أسباب.. نظرت أمامها وجدته يأتي بتجاهها و كأنه سيقتل أحد.. أخذها من أيديها و دلف بها للفيلا بالداخل.. كانت تمشي معه مثل المغيبه.. هل هو هنا بالفعل هل يمسك يديها.. تراه أمامها أم أنها أوهام من شده اشتياقها له.. 


دفعها للحائط فتح فمه ليوبخها و لكن بمجرد رفع نظرة إليها نسي كل شيء.. إلا تلك الملامح المدمن لها حبيبته أمامه و بين يده.. تريد ضمها إليه و لكن ذلك غير مسموح.. وجد نفسه ينطق بكلمة واحدة.. 


بدر : وحشتيني يا مسك البدر.. 


تلك الكلمه في وقت اخر غير ذلك الوقت كانت تعني لها الكثير.. و لكن الآن قلبها ينزف و حديث لن يشفي جروحها مهما حدث.. ستحرق قلبه كما حرق قلبها.. لتقول بجديه.. 


مسك : بس أنا  لا حاسه بعد ما بعدت عنك بالحياه.. طلع عندك حق حبي ليك كان مجرد حب مراهقة.. و خلاص نسيت الكلام الفارغ ده و حبيت بس المره دي بجد.. 

الفصل الرابع عشر

أخذ يتأمل ملامحها بإشتياق كبير كأنه لم يسمع حديثها السخيف هذا ..  نظر لعينيها الجميله تلك العيون ساحرة  له يذوب بداخلها كأنه غريق في منتصف البحر .. رفع يده يحرك أطراف أصابعه على وجهها الناعم و هو يتحدث بهدوء مثير للاعصاب.. 


بدر :تعرفي من اول يوم ليكي علي الدينا و أنا بعرف اقرأ عينيكي.. و اعرف منها الحقيقه من غير و لا كلمه منك.. زي ما انا شايفها دلوقتي بظبط.. 


ارتبكت بشده من حركه يده المستفزة لمشاعرها.. نظرت في عينه بتوهان هي بالفعل تشعر في بعده بفقدان كل شيء الصديق و الحبيب و السند.. و لكنه هو اختار فراقها.. في البدايه أعطت له ألف عذر و عذر و لكن الآن ما عذره.. فهو فقط أنه يتخلى عنها بطريقه لطيفه.. كانت تحضر الآلاف من القصص والروايات  لذلك اللقاء.. و بمجرد لمسته لها نسيت كل شيء إلا هو.. 


مسك : شايف أيه دلوقتي.. 


اقترب منها لدرجه مهلكة لقلبه و قلبها رفع بيده تلك الخصله المتمردة من خصلاتها الناعمة.. و هو يتحدث بصوت هامس افقدها الباقي من ثباتها.. 


بدر : بحبك وحشتني مش قادره أبعد اكتر من كده.. كل ده بتقوله عنيكي قبل ما ينطقه لسانك.. أحنا جسمين بروح واحده انا بحس بيكي أكتر من نفسي يا مسك.. 


عندما انتهى من حديثه عادت لوعيها مره اخرى.. ابتعدت عنه و هي تنفض بيده بعيدا عنها.. اهو بالفعل يشعر بها إذن لماذا تركها تموت بدونه طوال تلك الأشهر الماضية.. لماذا تركها بدل النوم تفقد وعيها من شده البكاء.. اهو عنده شعور من الأساس.. ابتسمت بسخرية قائلا.. 


مسك : ايه ده هو انت طلع عندك شعور و احساس زينا.. يعني فعلا بتحس بيا.. كان فين احساسك ده و أنا ببكي من وجع قلبي كان فين و انا بموت في الدقيقة ألف مره.. احساس ايه اللي بتتكلم عنه.. بتقرأ عينيا قبل ما اتكلم طيب ليه سبتني امشي و عينيا كانت بتصرخ عشان تتمسك بيا.. انت اكتر حد وجعني في حياتي.. 


لو طعنته بخنجر كان أفضل بكثير من حديثها هذا.. هو الآخر كان يتألم بالفراق.. هو الآخر تمنى الموت بدل رحيلها عنه.. اقترب منها و ضمها إليه بجنون عاشق اتسعت عينيها بذهول عندما شعرت بتلك الدمعه الساخنه على عنقها.. اهو بكى بالفعل ام تخيلات من عقلها الباطن.. 


بدر : أنا كمان كنت بموت الف مره زيك و يمكن أكتر..  كمان عينيا كانت بتصرخ عشان تفضلي جانبي بس انتي مشيتي.. قلبي مش بيدق غير في وجودك من غيرك بدر الطحاوي ميت.. 


ابتعد عنها و هو ينظر إليها كالطفل اليتيم : لما كنت بشوف دموعك و انا مع ليلى كنت ببقى عايز ابكي انا كمان.. انتي عوض ربنا ليا من أول يوم شفتك فية كنتي بنتي في اكتر وقت محتاج كلمه بابا.. كنتي أمي لما ببقى زعلان و البيت كله نايم و انتي الوحيده اللي قاعده من غير اكل عشان تأكلي معايا.. و دلوقتي حبيبتي و ام ولادي مستحيل اخلي غيرك تشيل اسمي.. أو تشيل حته مني جواها.. 


كلماته لمسة قلبها من الداخل هي بدونه مجرد جسد بلا روح.. و هو الان يعترف انها حبيبته اخيرا قالها تلك الكلمة التي ظلت تبحث عنها سنوات طويلة.. رفعت عينيها ليه بعتاب ألم قلبه.. لتقول بحزن طفولى عاد به حياته من جديد.. وضعت يديها على صدره تجذبه من قميصه إليها بعفوية مهلكة.. 


مسك : كل ده قبل موت مامي ليلى بس بعد ما ماتت انت تعدت عني.. رفضت وجودي جانبك.. 


عاد بها داخل صدره مره أخرى و هو يتنهد بعمق : اه يا مسك لو تعرفي الأيام اللي فاتت دي عدت ازاي.. كأنها سنين كنت خايف اكون ظالم.. لو صممت على وجودك معايا كنت خايف اشوف نظرت ندم في عينك بعد كم سنه.. انا عندي 36 سنه و انتي 18 يعني بعد عشرين سنة هيبقى عندي 56 سنه و انتي 38 عارفه معنى ده أيه.. 


دفنت نفسها أكثر بعنقه تتنفس رائحته التي تدمنها و حرمت منها في الفترة الأخيرة : مش عايزه أعرف مش يمكن اموت قبل ما اوصل للسن ده.. 


ابعدها عنه بغضب : انتي غبيه اوعي تنطقي الكلمه دي تاني فاهمه و الا لا.. 


حركت رأسها بسرعه موافقة على حديث فهو يبدو سيقتل أحدهم.. ضمها إليه مره اخرى قائلا : كفايه بعد و وجع لحد كده من بكره هتقدم لجدك عشان مسك البدر ترجع تنور حياته من جديد.. 


_____شيماء سعيد_____


يقف أمام غرفتها و شعوره بفقدانها يقتله هي الآن بين الحياة و الموت بسببه.. معشوقه قلبه الذي كان مصدر الأمان الوحيد لها.. أصبح هو أيضا سبب موتها عصيت ربها من تحت رأسه خانها هو بالفعل خانها و خان عشق دام سنوات عمرها.. نظر لوالدته وجدها تبتسم باتساع أخيرا ستتخلص من إيمان لابد.. سنوات و هي تود موتها اليوم قبل غدا و هاهو مرادها يتحقق دون أدنى جهد منها.. 


السيدة بدريه : كفايه واقفه يا حبيب أمك هي مايستحقش كده.. دي واحده فرطت في روحها و كانت عايزه تموت كافره.. اوعي تحمل نفسك ذنبها تلقيها عامله مصيبه و عايزه تهرب منها.. 


اتسعت عينه بذهول هو يعلم جيدا أن والدته تكره إيمان.. و لكن ما قالته الآن تعدي الكره بمراحل.. كانت إيمان محقة عندما أرادت البعد أكثر من مره بسببها.. لم يتحمل أكثر من ذلك ليقول بغضب.. 


خالد : انتي ايه هي عاملت فيكي ايه عشان تشيلي الكره ده كله في قلبك.. اللي في صدرك ده حجر حب عمري بين الحياه و الموت و انا السبب.. و انتي واقفه فرحانه فيها بس العيب فيا أنا عشان سمعت كلامك و قولت التانيه محتاجه مساعده.. طلع كله من تخطيطك.. 


ستفقد ابنها هي تعلمه جيدا.. لن يسامحها على فعلتها تلك لتحاول الاقتراب منه بلهفة.. 


بدريه : خالد. 


ابتعد عنها بنفور و هو  يراها لأول مرة بوجهها الحقيقي.. تلك المرأه سبب دمار حياته.. كيف فعلت كل ذلك به و هو ولدها الوحيد.. كيف طوعها قلبها لتهدم علاقته  بزوجته و حبيبه عمره.. سنوات طويلة و هو يأجل زواجه من أجلها ليعطي لها فرصة لتحبها  و تتقبلها في حياتهم.. 


خالد : ابعدي عندي انتي ام انتي.. امشي من هنا عشان أنا عامل حساب لآخر حاجة بنا اكتر من كده رد فعلى هيكون رد فعل خالد البرنس و انتي عارفه ده معناه ايه.. 


رحلت و تركته يعود لذلك الحائط الزجاجي ليشبع عينه و قلبه منها.. روايته لها بتلك الطريقة تقتله فهي الآن تصارع من أجل الحياة سنوات و هي تتحمل منه أي شيء.. تتقبل كل ما تفعله والدته بصدره رحب و في النهايه يكن ذلك حالها.. أين كان عقله و هو يتزوج من غيرها.. كيف وضع اسمه بجوار واحدة أخرى غير ملاكه الصغير لو يعود به الزمن لقتل نفسه قبل فعلته تلك.. 


______شيماء سعيد_____


منذ أن تزوجته و هي حبيسة إحدى الغرف بقصر الطحاوي ترفض الخروج منها حتى لا تراه.. كيف ستقف أمامه بعدما أصبحت ملكه بتلك السهولة كانت تريد قتل أسر.. و الآن وقعت في عرين الأسد حمزه و اااه من


حمزه يفعل لأجلها المستحيل.. كلما أرادت شيء يكون أمامها دون طلب منها مجرد تخيلها لأي شيء تجده تحت قدميها .. و ذلك اللعين الذي بين صدرها بدأ يتحرك من أجله يدق بمجرد سماع صوت سيارته.. طرقات على باب الغرفه تعرف صاحبها جيدا.. رسمت الجمود على وجهها ببراعة.. 


أسيل : اتفضل. 


دلف بهيبته و وقاره المعتاد الذي يختفي بمجرد رأيتها يتحول لشاب مراهقة في الخامسة عشر من عمره.. ابتسامة لها بصفاء قائلا.. 


حمزه : هتفضلي قاعدة في الاوضه كتير.. 


أسيل : و هو المفروض أعمل أيه يعني..


زادت ابتسامته اتسع و هو يقترب منها بعبث يضمها لصدره : و الله واحده قموره زيك كده متجوزه من يومين المفروض تعمل حاجات كتير.. بس اقول ايه طول عمري حظي قليل مع الستات.. 


اشتعلت نيران بقلبها لم تعرف لها مصدر اهو كان على علاقة بسيدات أخرى.. يحب أخرى و يتعامل معها مثلما يفعل معها الآن.. لم تشعر بنفسها إلا و هي تبتعد عنه صارخة  بوجهه.. 


أسيل : ستات و لما انت تعرف ستات كتير عامل نفسك شيخ ليه.. انت طلعت و الا بلاش بس ده اللي عندي و لو مش عاجبك روح للستات بتوعك.. 


سعادته الآن تكفي العالم كله بدأ يصيبها وباء العشق كما أصابه.. الغيره اول نبتة للحب حبيبته قلبها دق اخيرا من أجله.. ليكرر اللعب معها قليلا.. 


حمزة : و الله هما حاجه كتير من بره الكوكب.. بس اعمل ايه قلبي دق لواحدها قلبها حجر مش قادرة تحس باللي هيموت عليها.. 


تلون وجهها بحمرت الخجل تشعر كأنها بكر رشيد لم يتغزل بها رجل من قبل.. استغل تلك الفرصة المتاحه أمامه و اقترب منها يقبلها قبلات متفرقه على وجهها.. يشعر باشتعال الخجل بها أكثر و أكثر و هذا


ما يجعله يرغب بها بجنون.. فقد قدرته على التحمل ليلتقط شفتيها بقبله شغوفه متلهفه.. ياالله كم هي جميله طعمها يفقده صوابه.. جن جنونه


عندما وجدها تبادله قبلاته بنفسه الشغف ليحرك يده على جسدها بجراءه.. ابتعد عن شفتيها و هو يقبل عنقها تارك صك ملكته عليها.. انتفض فجأه و هو يراها تنهار بالبكاء و تبعده عنها بنفور.. 


حمزه : مالك يا أسيل في ايه.. 


ضربته بصدره قائلة : أبعد أبعد انتوا كلكم زي بعض الشهوة هي أساس حياتكم.. و الحب كذبة عشان تعرفوا توصلوا لغرضهم الأساسي و بعدين تدور على لعبة جديدة.. مش ده اللي انت عايز توصله.. 


كان يقف أمامها بعدم استيعاب اهو في نظرها بتلك الحقارة.. شهواني تتهمه بتمثيل الحب عليها ليصل لجسدها لو كانت امرأة أخرى لقتلها بمكانها و لكنها أسيل.. ابتعد عنها بمسافة مناسبه و هو يقول بسخرية ليثأر لرجولته منها.. 


حمزه : و انتي شايفه ان حمزه الطحاوي لما يعوز جسم ست ياخد حاجه مستعمله.. اكيد لا بس للأسف انا عايز قلبك بس من دلوقتي مش عايزه بصراحه مليت.. 


أنهى حديثة و خرج من الغرفه لتجلس على الأرض تضم جسدها إليها بانهيار.. جرحها و كسر ما تبقى من روحها لماذا دائما تضعها الحياه بتلك المواقف.. أخطئت في حديثها معه و لكن هو قتلها بكلماته وضع كرامتها تحت قدمه دون رحمه أخذت تبكي و تبكي على حظها الأسود.. و حياتها المعتم.. 


_____شيماء سعيد______


تسلل لغرفتها بحذر حتى لا يراه أحد أمن المشفى ليجلس بجوارها و هو يمسك بيديها بقهر عاشق.. 

فكرت أنه سيفقدها يقتله حياته ملخصه بكلمه واحده "إيمان".. عاش معها حياته بالكامل.. لا يوجد ذكرى واحدة له بدونها فهي ماضيه و حاضرة و ستكون مستقبله.. 


خالد : إيمان افتحي عينك انا حيوان غبي بس انتي طول عمرك احسن مني.. فاكره زمان لما كنتي تعملي نفسك عيانه عشان أصلحك طيب دلوقتي افتحي عينك و انا هعملك اي حاجه.. بس كفايه نوم عشان قلبي مش قادر يتحمل.. 


لم يصدق نفسه و هو يرى عينيها تترك ببطء شديد كأنها تستجيب لحديثه.. ليكمل بلهفة ليحفزها على القيام.. 


خالد : أيوه افتحي و وعد من خالد لحياة خالد اني هعمل أي حاجه انتي عايزه حتى لو اقتل نفسي بس قومي.. 


بالفعل بدأت فتحت عينيها رويدا رويدا إلى أن فتحتها بعد عناء كبير منها أخذت تنظر للغرفة حولها بدهشه أين هي و متى تأت لهنا.. شهقت بفزع عندما وجدته يضمها إليه بلهفة و حراره.. 


خالد : إيمان حبيبتي أنا آسف ياروحي اعملي اللي يريح قلبك.. حتى لو موتى. 


إيمان بدهشه : انت مين.. 


ماذا؟! .. من هو أحبيبته لم تعرف من هو مستحيل كيف تنسى حياتها لالالا خالد هذا مجرد كابوس و سيعود كل شيء كما كان.. 

الفصل الخامس عشر


صمت تام حل عليه بمجرد أكملها لحديثها تتذكره تمنى للحظة أن تفقد الذاكرة و يبدأ معها من جديد.. هو من حطم الماضي و الحاضر ام المستقبل بين يديها.. كل كلمة تخرج من فمها تطعن جزء من قلبه النهايه كتبت على يده.. خانها فعل ذلك في إيمان صغيرته.. يعرفها جيدا ضعيفه هاشه تعشقه تخيل انها من الممكن تتفهم موفقه.. و لكنها تحولت فجأه لامرأة يراها لأول مرة في حياته جامده.. وجهها خالي من التعبير.. 


إيمان : أنت مين اول مرة اشوفك من غير مرايه الحب.. شايفه قدامي راجل اناني و قليل الاصل.. باع حب السنين لو كان حد قالي انك عملت كدة كنت قولت مجنون.. خالد مستحيل يكسر إيمان أو يخون عهد الزمن.. بس خالد خان باع اتجوز خالد كسر قلبي كأنه بيكسر كوباية مياة مالهاش قيمه.. 


قطعها بقوة : اوعي تقولي عن نفسك كدة انتي أغلى ما أملك.. الموضوع له أبعاد تانيه خالد حبيبك مستحيل يعمل كدة من غير سبب.. 


نظرت إليه لأول مرة بتلك النظرة مجهولة الهوية بالنسبة له : سبب كل حاجة في الدنيا ليها سبب.. إلا الخيانه مهما كان سببها بتكون النهايه.. مفيش حجه مهما كانت قوية تغفر اللي عملته.. ازاي كنت بتبص في عيني بكل بساطة إزاي بوستني بكل المشاعر و الحب ده.. و انت طحني في ضهري.. بس مع ذلك عندي استعداد اسمع السبب.. 


اغمض عينيه بقوه تضعه بين فكي الأسد.. كيف يقول السبب هذا مستحيل إذا قوله سيكون رد فعلها أبشع بكثير.. ماذا يقول و كيف يقول.. بقى له معها فرصه واحدة و بالحقيقة تلك ستكون النهايه.. عاد ينظر إليها برجاء لأول مرة تراه في عينه.. 


خالد : بلاش تعرفي السبب بس و الله انت اغلى من حياتى.. 


قطعته هي تلك المرة.. و هي تنظر ليعينه كأنها تبحث عن شيء مفقود منها : معنى كلامك انها فتره مؤقته مش كده.. 


لأول مرة يشعر خالد البرنس بالقله الحيله و العجز.. عاجز عن بقائها معه و عن تركها.. عاجز عن ترك الأخرى فوجودها بحياته أصبح أمر واقع.. أخذ نفسا عميق و هو ينظر إليها كأنها نظرت الوداع.. 


خالد : لا وجودها أمر واقع.. مش عليكي لواحدك عليا أنا كمان.. نفس اللي انتي حاسه بيه أنا كمان بيقتلني.. و بحرق قلبي.. 


أمر واقع كلمه قطعت آخر خيط بينهم.. امتلئت عينيها بالدموع و لكنها أقسمت لا ضعف بعد الآن رسمت على وجهها الجمود قائلة : مش هقولك غير طلقني و خلي بنا احترام كفاية فقدنا حبا بلاش احترمنا لبعض كمان.. 


تحول فجأة من ذلك المنكسر لخالد البرنس.. موتها و موته الحاسم الوحيد بينهم.. غير ذلك فهي ملكة بإرادتها أو عنوة لن يتركها.. إيمان مخلوقه من ضلعه جزء لا يتجزأ من جسده و قلبه و حياته.. اقترب منها فجأه يقتحم شفتيها دون سابق إنذار.. يقبلها بقوه و عنف غريب عليه كلما حاولت الابتعاد كلما تمسك بها و عمق قبلته أكثر و أكثر.. ابتعد عنها بعد فترة بعدما تذوق طعم الدماء بفمه.. 


لتنظر إليه بغضب و اشمزاز قائلة : اية اللى انت عملته ده.. فاكر إن بالطريقه دي ممكن احن و ارجع تبقى بتحلم.. ااااه.. 


تأوهت بالألم و هي تضع يديها مكان جرحها ليقترب منها بلهفة : مالك يا حبيبتي حاسة بأية.. 


ابتعدت عنه بنفور و هي تقول بجدية و ثقة : لأول مره احس اني كويسة.. تقدر تمشي عشان أنا عايزة ارتاح.. 


تنهد بتعب كان يخشى حدوث أي مكروه لها.. جاء ليتحدث و لكنه وجد علامات الإرهاق على وجهها يكفي حديث لهنا فهي تحتاج لقسط كبير من الراحة.. 


خالد : طيب هخرج برة.. عشان ترتاحي و بعدين نتكلم.. 


_____شيماء سعيد_____


منذ اخر حديث بينهم و تلك الكلمات الجارحة التي قالها كلن منهم للآخر .. و هي حبيسة غرفتها أما هو يجلس في عمله أكبر وقت ممكن و يعود في المساء لغرفته.. لا يريد رأيتها جرحته و هانت رجولته.. دلف لغرفته مثل كل يوم.. اشتاق لها مهما حدث هي


 حبيبته.. هو الآخر أخطئ كان على علم بما حدث معها.. من السيد فهد و مع ذلك هانها و فتح بداخلها تلك الجروح القديمة.. التي تحاول معالجتها.. جلس على فراشه باهمال ماذا يفعل يذهب إليها ام يتركها كما هي.. سيذهب فهو أخطئ أكثر منها.. 


دلف لغرفتها بهدوء شديد فالوقت متأخر جدا.. ليراها تنام على الفراش مثل البدر كما يقولون.. أخذ يتأمل ملامحها عن قرب لأول مره دون أي حاجز بينهم.. رفع طرف أصبعه يحركه على شعرها الناعم بحنان.. جميلة في كل شيء أخذت عينه تتحرك عليها


بحرية.. من اول قدميها البيضاء الناعمة..لخصرها النحيف المتقسم.. لصدرها البارز أمامه بحرية افقدته علقة.. ابتلع ريقه بصعوبة و هو يتخيلها بين يده.. بكامل إرادتها لتبادله عشقه و جنونه.. انتفض من مكانة برعب.. بماذا يفكر و لاين سيصل.. أخذ نفس عميق و هو يقول اسمها بهمس خفيف.. 


حمزة : أسيل.. اصحى.. 


حاول كتم ضحكاته على ردها و هي مازالت  عينيها مغلقه : مخصماك يا حمزة.. عشان انت طلعت نص كم .. 

حمزة : ماشي مقبولة منك افتحي عينك عشان عايز اتكلم معاكي.. 


فتحت عينها ببطء شديد اهو معها بالفعل أم خيال منها.. لتجده يجلس بجوارها و على وجهه تلك الابتسامه الساخرة التي وقعت بغرامها منذ اللحظة الأولى.. تعترف انها اشتاقت إليه بجنون لدرجة أنها تراه أمامها كأنه حقيقه ملموسة.. 


أسيل : خلاص هتجنن منك لدرجة اني بشوفك و أنا صاحية مش كفاية الأحلام.. 


سعادته تعدت الحدود تحلم به.. تتخيله اشتاقت لرؤيته مثلما اشتاق هو لها و أكثر.. ليبتسم بخبث قائلا : حلمتي بأية عشان أحققك كل أحلامك.. 


اختفت ابتسامتها فجأه.. هو حقيقة بالفعل يجلس بجوارها انتفضت بعيد عنه بحزن دفئ.. قائله. 


أسيل : خير يا حضرت العمدة. 


حمزه : أسف.. 


اعتذر هي سمعتها بالفعل اعتذر منها.. طوال فترة زواجها من أسر لم يعتذر على ردت فعله دائما كان يحملها الذنب.. أما حمزه الطحاوي ذلك الرجل المخيف الذي بمجرد دلفه اي مكان ينحني له كبار الرجال.. يعتذر منها على خطأ ارتكبته هي. ردد كلمة بذهول.. 


أسيل : أسف.. 


حرك رأسه بجدية دليلا على صدق حديثة.. لتسقط تلك الدمعة المتعلقة بعينها خلفها ألف دمعة و دمعه تبكي بطريقة جعلته ينظر إليها بهلع.. و في لمع البصر كانت تدلف داخل صدره و تلف يديها حول عنقه.. أصابه الذهول في بداية الأمر و لكنه تدرك نفسة بسرعه و ضمها إليه بحنان و حمايه.. ليسمعها تتحدث من بين شهقاتها.. 


أسيل : كان حب طفولتي و مراهقتي و شبابي.. عملت غلطه قديمه قعدت سنين بعتذر منه عشان يسامح بس هو كان قلبه حجر.. بس اخيرا اداني صك الغفران و اتجوزنا عشت أجمل شهر عسل في الدنيا.. لكن بعد كده كل حاجه اتغيرت عشان الاولاد.. تلات سنين بندور على الأطفال عمره ما زعلني طول الفتره دي.. لحد ما روحنا لآخر دكتور و اللي قال اننا مستحيل نخلف مع بعض.. انا اتدمرت نفسينا و قولته اني مش عايزة حاجة غيره من الدنيا كفايه حبا.. بس هو كان له رأي تاني اتجوز السكرتيره بتاعته في السر عشان يكون اب.. اده لنفسه حق حرمني منه خان حب السنين من غير لحظة تفكير واحده.. طلبت منه يطلقها و نكمل سوا بس رفض قالي مش هتحسي بأي فرق بوجودها بس هي دلوقتي في بطنها حلم عمري.. نسي انه في الأساس كان حلم عمري أنا.. نسي كل حاجه حبا كان كذبة حياتنا كانت وهم.. 


ابتعدت عنه قليلا لكنها مازالت داخل أحضانه : انا أسفه على كل كلمه قولتها لك المره اللي فاتت.. بس أنا موجوعه قلبي مقسوم و بينزف الحب اللي جواك أنا مش هقدر ابدلك نفس الشعور.. غير لما ارجع أسيل بتاعت زمان.. 


جاء ليرد عليها و لكنها كانت الأسبق و هي تضم شفتيها إلى شفتيه بشغف بفعلتها تلك جن جنونه و هو يبادلها بقوة و حرارة.. شعر برجفه جسدها الطري تحت يده ليأخذ لعالمه الخاص.. عالم العشق فيه هو السيد ابتعد عنها بعد فتره طويله.. و هو يشعر بالانتشاء يحيط جسده بالكامل.. تجمد و هو يسمعها تقول.. 


أسيل : طلقني يا حمزة.. 


_____شيماء سعيد______


عند بدر الطحاوي كان يجلس بالمقعد المقابل لهيثم و المأذون بالمنتصف.. أما هي كانت تجلس بجواره و دقات قلبها مثل الطبول.. اختفت ابتسامتها و هي تتذكر لقائها مع جدها.. 


فلاش بااااااااك. 


تحدث بكل جمود بعدما سمع طلب بدر : تكتب تنازل على ورثها.. 


انتهى الفلاش باااااااك.. 


حاول كتم تلك الدمعة الساخنة التي تريد السقوط على وجهها الناعم.. لم تصدق أن هذا الرجل جدها من أين أتى بتلك القسوة و انعدام الضمير.. بكل بساطة تحدث و طلب تنزلها عن ميراثها عن أي ميراث يتحدث هو.. فاق على صوت المأذون "بارك لكم و بارك عليكم و جمع بينكما في خير" 


عادت روحها من جديد أخيرا أصبحت زوجته.. حلم السنوات يتحقق أمام عينيها الآن.. اقترب منها هيثم و قبل رأسها بحنان.. 


هيثم : الف مبروك يا قمري.. 

ابتسمت قائله : الله يبارك فيك ربنا يخليك ليا يا هيثم.. 


نظر لبدر بجديه : الف مبروك يا بدر باشا.. خدك بالك منها و حطها في عنيك و اعرف كويس انها ليها سند و ضهر.. 


ضمها بدر إليها قائلا : مسك من قبل ما تشوفك و أنا ضهرها و سندها.. و لحد ما اموت انا الضهر الوحيد ليها.. و كفاية رغي بقى عشان دي دخلة عقبال عندك.. 


نظر إليه هيثم بغيظ : يعني مش كفاية اخدها قبل ما اشبع منها كمان بتطردني.. 


ابتسم الآخر بسماجه : اه يلا بقى عشان انا جبت اخري .. 


نظرت إليه بخجل قائله : بدر عيب كدة.. 


رحل هيثم و هو يلعنه بكل لغات العالم.. كيف يتحدث بتلك الطريقة عن أخته.. أما بالداخل بمجرد خروج الآخر كانت محمولة بين يده.. و هو يتفحص بخبث تراه بعينه لأول مرة.. شعرت برجفه بعمودها الفقري كانت تتمنى تلك اللحظة منذ سنوات طويلة.. و لكنها الآن تريد الفرار لن تبقى بذلك القصر دقيقة واحده.. 

دلف بها للغرفة قائلا بوقاحه. 


بدر : الليلة هتموت يا وحش.. 


انزلها بفزع و هو يراها تصرخ بأعلى صوتها : مالك في ايه.. 


ثانيه واحده و كانت تقف فوق الفراش مثل المجنونه تتحدث برعب حقيقي مرسوم على ملامحها : أنا عايزة امشي إحنا مينفعش نكمل مع بعض أنت عايز تعمل فيا حاجات وحشه.. 


اتسعت عينه بذهول كيف سيتعامل معها تلك.. كان يجب أن يضع تلك اللحظة بالاعتبار مسك طفله لن تتقبل عشقه لها بطريقته الخاصة .. يريدها و بقوه و لكنه هو الآخر صعب عليه اتخذها كزوجه بداخله مشاعر تتصارع يريدها و بنفس الوقت بينها حاجز كبير.. وجدها ترتجف فوق الفراش برعب ليحاول أدرك الموقف.. 


بدر : اهدي يا حبيبتي مفيش اي حاجة وحشة هتحصل ادخلي خدي شور عشان ننام.. يلا يا مسك البدر.. 


مسك : لا يا عم انا عايزة ارجع بنتك تاني موضوع الجواز دة مش حلو هيثم قالي انك هتعمل حاجات وحشة فيا.. و إن البنات المحترمه محصلش معها كده و إنك قليل الادب و إني ممكن اموت بين ايدك.. 


عض على شفيته قوه هيثم ذلك اللعين يستحق القتل ماذا فعل بمعشوقته.. تجمد جسده بالكامل من كلمتها الأخير.. 

مسك : طلقني.. 


تكملة الرواية من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺


قارئاتي وقمراتي وقرائي الغاليين بعد ما تخلصوا القراءه هتلاقوا الروايات الجديده والحصريه إللي هتستعموا بيها من هنا 👇 ❤️ 👇 💙 👇 ❤️ 👇 




🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺


إرسال تعليق

أحدث أقدم