رواية صمت الفتيات الفصل الثاني بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
![]() |
كنت اسمع دائما حكمه تقول "ليت الطفوله تعود يوماً" لكني في الحقيقه كنت اكره هذه الجمله بما فيها طفولتي المشوهه التي تركت داخلي جروح لم تلتئم واتعبتني من كثرة صمتي وعدم شرح ما بداخلي
لقد مررت بـ ليالي كنت أقول لنفسي "غدًا ستنتهي هذه الفترة الصعبة" أكررها كل يوم حتى اكتشفت إنني تجاوزت فترات مختلفة من التعب دون أن أستريح.. كلما هربت من فـخ تعثرت بـ فخ أخر.. حتى نسيت أي فترة كنت أقصدها وكنت أقول عنها "ستنتهي" اكتشفت إن الشيء الوحيد الذي انتهى هي طاقتي لا أكثر.. وكنت دائما اتمنى الموت! فكنت أراه هو الحل المناسب لي! إن الموت ليس هو الخسارة الكبرى، الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا ونحن أحياء
فعندما اغمض عيني لاشرد في طفولتي أري طيف من الذكريات المؤلمة؟
اعتادت ليالي طويله وأنا في عمر الخمس سنوات أن اظل بمفردي معه وكان هو يحرص دائما على ألا يعلو صوتي خوفا من أن يراه أحدهم ما يفعله بي! فأخذ يقترب مني بخطوات بطيئه جداً بعد ان اغلق الباب جيد واقترب وهو يبتسم لي ابتسامه شيطانيه اعرفها جيدا وقد أعادت عليها، تراجعت على الفور بخطوات الى الخلف بخوف وذعر وانا اضع يدي على وجهها وبدات اجهش في البكاء بحرقه واهز راسي برفض وارتعش جسدي برعب شديد عندما سمعت صوت سحاب البنطلون وبعدها أقترب مني ليفعل ما اعتاد عليه معي دون خجل أو عطف تجاهي!! شعرت في تلك اللحظة أني أختنق و احد يضغط على روحي بعنف ليأخذها وبصعوبة وببطء شديد أصبحت اتنفس فـ هكذا تمر عليه هذه اللحظات؟ عندما يقترب مني.
لدرجة أني لم استطع كتمان الصراخ لكن كنت في هذا العمر صغيره وضعيفة أيضا فكانت صرختي اضعف مني ولم يسمعني احدهم لينقذني منه! وهو لم يهتم لي ليكمل ما يفعله بي دون مراعاة أو شفقه... ياله من أمر صعب وياله من خزلان وياله من قهر اكل قلبي دون رحمة، واتعبني ما يفعله بي واتعبني التجاوز المستمر... واتعبني تعمق الأمر في هذه الأشياء التي لم يستوعبها عقلي الصغير وكثرة تحليلُها، اتعبني كل شيء بداخلي ولم أعلم يومًا كيف أتوقف، فهذا جزء من ذكريات طفولتي المؤلمه!! التي كنت اتحدث عنها في البدايه وما مزالت لها باقيه.. عليكم بحقائق سيصعب بعضكم تصديقها لكن الواقع في الغالب اغرب من الخيال.
_______
في جنينه المنزل على الطاولة بعد ربع ساعة في جو من الصمت المريب... كان يجلس حمدي أعلي المقعد في انتظار شقيقه الا انة تاخر بالداخل حتي بعد لحظات قصيره رآه وهو قادم الية.. تجهم وجه حمدي وجدية ملامح ينبئان وهو متسائلا بسخرية
= طولت جوه كل ده بتوصل والدتك ولا وقفتك توصيك عليا عشان تفتح معايا موضوع الجواز زي كل مره
حملق اسماعيل في حمدي بدهشة ...بينما قطب حمدي حاجبيه بغضب وهو التزم الصمت زامة شفتيه بحنق ليعرف انه على حق.. هتف اسماعيل بصوت ثابت وهو يجلس أمامه مرددا
=طب ما انت بقيت تعرف اللي فيها اهو
و تفهمها وهي طائره ريحنا بقى وريح امك، ما هي بصراحه معاها حق يا ابني انت عديت الاربعين هتتجوز امتى ولو خلفت عيالك هيبقى عندهم كام سنه وهتلحق تربيهم وتجوزهم أمتي بس.. الاعمار بيد الله صحيح و ربنا يديك طوله العمر ما قلناش حاجه بس ربنا ميزنا بعقل نفكر به برضة
نظر نحو اسماعيل يحدجه بغضب وهو يضيف بتهكم
=مش بحب اعمل حاجه انا مش مقتنع بيها وانت عارفني يا اسماعيل كويس، وبعدين بحس موضوع الجواز مشروع فاشل وبالذات معايا مش هنجح فيه ولا قد مسؤوليه عيال وجواز.. عشان كده اخذتها من قصيرها وسيبها زي ما تيجي معايا
تطلع فيه باستغراب وملامح مدهوشة ثم اجاب اسماعيل بنفس الهدوء وهو يتطلع الى حمدي العابس بتحدي
=الجواز مش مشروع فاشل ولا حاجه العيب فينا وفي اختيارنا يا حمدي، ومش كل ايامه حلوه ولا كل ايامه وحشه.. ودي طبيعه اي حاجه حوالينا فيها الوحش والحلو انت بس لازم تتعايش وتمشي امورك، دي سنه الحياه
حمدي بنظرات غير مهتم وابتسامة جانبية هاتفا
=ماشي، ماشي هبقي اشوف الموضوع ده بعدين خلينا النهارده بس في فرح بنتك
صمت اسماعيل للحظات بضيق شديد ثم هتف بحدة وملامح حانقة
=انا عارف انك بتاخذني على قد عقلي وفي النهايه هتنفذ اللي انت عاوزه ..انت حر بس لما تلاقي نفسك لوحدك في الاخر هتندم.
صمت حمدي ببرود ولم يجيب بينما ابتسم اسماعيل بسعاده فجاه وهو ينهض عندما راى شقيقته منى وهي تتلف من بوابه المنزل ومعها اولادها، أقترب منها وهو يهتف
=اهي اختك مني جاءت هي كمان
ابتسمت منى بسعادة غامرة وهي تقترب و عانقت شقيقها وهنأته ، بينما تبادل هو العناق بترحيب أكثر حارة وابتسامًا .. فبالرغم ان منى وحمدي أخوات إسماعيل ، لكن من الأم فقط ..لكن اسماعيل يعتبرهم اشقائه من الاب والام، وهم قريبون جدا من بعضهم.
***
بعد مرور ساعات.. تعالت الاصوات مع وصول الاقارب المقربين من عائلة اسماعيل و نشوي باعتبارها حفلة زفاف ليصل بعدها الماذون أم العريس والدته وعائلته كانوا على وصول في المطار فهو يعيشون بالخارج لسنوات عديده، وبعد زواج ريحانة ستصبح واحده من العائله وتسافر معهم إلي الخارج... ركضت نشوي برفقة اسماعيل يرحب بالمعازيم ويدعونهم الى الجلوس ويعرفونهم على اقارب نشوي...
بعد بضع دقائق ، كانت ريحانة تغادر غرفتها في الخارج بهدوء مرتدية ذلك الثوب الأبيض الذي أعطاها لها العريس .. تحركت بخطوات بسيطة نحو المقعد وجلست مع النساء في الداخل ..كان الجميع سعداء وفي حالة من الفرح بينما كانت هي تتجول في الفراغ بقلق ..وبخوف شاردة في هذا المستقبل المجهول التي لاتعرفه...ولا تفهمه..
وماذا سيخبئ لها من مفاجآت.. حاولت أن تتكيف مع الجميع وتكون سعيدة مثلهم لكن باتت بالفشل وعقلها لم يساعدها على التوقف عن التفكير.
فكُلما كتم المرء أحزانه وراكمها، كُلما تَحولت تدريجياً الى ألم جسدي، فنظن أن الكِتمان إنتصار بينما هو فى الحقيقة أكبر هَزيمة يَرتكبها الإنسان بحق نفسه...
تطلع حمدي إلي ريحانه وهي بالداخل تجلس صامته ثم هتف بثبات مبتسما في وجه اسماعيل بتسلية
=الف مبروك يا اسماعيل خلاص كبرت وكلها شهور وعلى راي امك وهتبقى جد
ابتسم اسماعيل بخبث واجاب ببشاشة
=مش هابقى لوحدي يا فالح انت ناسي ان ريحانة تعتبر انت اللي مربيها وهي صغيره وانت كنت بالنسبه ليها الاب الروحي في غيابي.. يعني ان شاء الله لما ربنا يكرم ريحانة وتخلف طفل هيقول لك انت كمان يا جدو
***
كانت ريحانه تجلس بهييتها المميزه أو من المفترض أن تكون مميزه كما يتفوه الجميع فهى الآن الاميره بذاك التاج التى تضعه على شعراتها وتلك الرطوش من مساحيق التجميل التى وضعوها على وجهها ليضيف جمالا على جمالها وبالاخص ذاك الكحل الذى يحدد عيونها ليبرزهما ولكن هل الجمال يدوم ؟ كانت الاجابه لا حينما وجدت تلك الدمعات التى تهدد بالهطول قد نفذت تهدديدها بالفعل ونزلت من اجفانها لتسير على وجنتيها لتطلخ تلك الألوان التي جلسوا لعده ساعات يضعونها على وجهها ويزداد السواد أسفل عيونها نتيجه لذاك الكحل الذى يحدد اجفانها ليعطيها رونق أخر ولكن اتمحى ذلك البريق وكل تلك البهجه ببضع من الدمعات.. افاقت على نفسها سريعا لتمسح دموعها قبل ان يراها احد ويتسائل ما بها.
وبعد فترة هرعت الطفله الصغيره دهب من الخارج نحو ريحانه وهتفت بشقاوتها المعتادة معها قائله
=شكلك حلو قوي.. ريحانة
نظرت إليها وابتسمت ريحانه بحنان وأجابتها بود بينما تنخفض نحوها وهي مازالت تجلس
=نعم يا حبيبتي عاوزه حاجه
اجابت الصغيرة بصوت رقيق وهي تمسك يديها تحركها لتنهض
=ما تيجي تلعبي معانا بره.. انتي مش بتعملي حاجه وقاعده
افلتت ريحانه ضحكة صغيره خافتة عليها فابتسم بحنان.. وهمست بلطف
=مش هينفع يا حبيبتي اطلع دلوقتي روحي انتي العبي مع الاطفال اللي في سنك بره بس ما تبعديش بره عن الجنينه وخلي بالك من نفسك
لترد الصغيرة بوجه عابس مرددا ببراءة
=ما انا مش لاقيه اطفال من سني العب معاهم اعرفهم هنا غيرك.. بس عمو اللي قاعد بره قاللي تعالي العبي معايا لوحدنا وهلاعبك لعبه حلوه قوي اسمها الغميضة بس انا عاوزاكي تلعبي معنا انتي كمان
عقدت ريحانة حاجبيها باستغراب ثم اقتربت منها وقبلت وجنتيها بحنان هاتفه باهتمام
=انا مش هينفع اطلع يا حبيبتي بره دلوقت.. بس هو مين ده اللي قال لك تعالى العبي معايا
هزت كتفها الطفله الصغيره بعدم معرفه قائله بابتسامه حماس
=معرفش.. تعالي معايا هتنبسطي قوي اللعبه شكلها حلو هنلعبها بطريقه غير اللي بنلعبها انا وانتي.. هنغمض عينينا ونعد واللي مش هيفتح عينه قبل الثاني مهما حصل هو إللي كسبان
لتتجهم ملامح ريحانه فجاة وتردف بسرعه
=مين اللي قال لك اللعبه دي يا دهب.. شكله ايه الراجل اللي كان عاوز يلعب معاكي
وفي تلك اللحظة أقتربت منها نشوي والدتها وقبلت ريحانه بحنان تهنئها وتوالت التهاني من الحاضرين خلفها، فيما ركضت الطفلة بعيدا عنهما لتعود نشوي وهي تقول بابتسامة عريضة
=ريحانه حبيبتي تعالى اعرفك على اصحابي من ايام الجامعه عاوزين يسلموا عليكي ويباركوا لكٍ
لم تجيب عليها ريحانه انما اشاحت بوجهها عنها بسرعه وقلق وهي تبحث عن الطفله دهب لكن اتسعت عينيها بصدمه وخوف عندما لم تجدها حولها لتعلم أنها من الممكن أن تكون قد خرجت للخارج لذلك الغريب الذي كانت تتحدث عنه قبل قليل؟؟
اقتربت ريحانه من اصدقاء والدتها بالاخير تسلم عليها باحترام وابتسامة باهتة ثم توالت التهاني بترحيب حار قبل ان يرحلوا..ثم ازدردت ريحانه ريقها بصعوبة ولكنها حافظت عل ثبات ملامحها وهي تتساءل
=ماما ماشفتيش دهب كانت واقفه هنا جنبنا من شويه
حدجتها نشوي بنظرات ساخطة وهمست بحدة
=دهب ايه دلوقتي بس.. ما اعرفش انا طالعه اشوف المعازيم لو عاوزين حاجه وبالمره اتصل على العريس اشوف فاضل له قد ايه ويوصلوا هنا
زفرت نشوي بسخط قبل ان ترحل للخارج.. لكن ريحانة لم ترد عليها ولا تهتم بما حاولها بل استمرت بالبحث عن دهب بداخل المنزل وفي كل مكان عنها بخوف شديد عليها و تلك الكلمات التي قالتها دهب إليها كانت تخترق اذنها كالبرق... فهي تعرف جيدا هذه الهمسات المرعبه التي باتت تتكرر كل ليله معها بنفس الكلمات واصبحت جزء من طفولتها...لتنكمش في نفسها و جسدها وهو يرتعش ويتصبب عرقاً.. وبعد بحث طويل تاكدت بأن دهب قد خرجت الى الخارج..!!
في ثواني لم افكر مرتين في الأمر رفعت طرف فستان زفافي بيدي حتى لا اسقط وركض للخارج ابحث عنها تصنمت أمام البوابة الضخمة بقامتي القصيرة وقوامي النحيفة، وتجمدت ساقي النحيلتين واتسعت عيني الدقيقتين بينما بدأت احدق في وجهه الناس عنه قبل عنها فاذا كان هو اختفى ايضا مثلها معناه ذلك؟ أن ما بدات اشك وافكر فيه صحيح؟ وعندما ياست من البحث هنا بين الناس الذي كانوا ينظرون لي بفضول ودهشه ويتسالون انفسهم ماذا تفعل العروسه هنا دونه عريسها.. لكني تجاهلت كل ذلك ولم افكر فيه فكل ما هو يشغلني الان هو أن أنقذ براءة طفله صغيره..
ثم مر بمخيلتي مكان لم ابحث فيه وهو الكراج الخاص به عائله دهب! أقتربت بسرعه من باب كراج السيارات ومدت كفي الصغيرة بتردد نحو البوابة بخطى بطيئة مهزوزه من شده خوفي و وضعت يدي علي الباب ودلفت لاكمل رحلتي عن البحث عنها؟
كان هناك سيارات كثيره بداخل الجراج ولم ارى احد، تمرُّ عليه دقيقتين وانا اشعر اني سوف اجن رفعت رأسي ودارت حول نفسي وأنا احدق مدهوشه بعواميد الإضاءة المنتشرة بكل زوايا الكراج مطفيه! وهذا زاد القلق بداخلي اكثر واكثر.. لكن كان بينهما إلا ينبثق إلا الضوء الأصفر من مصباح واحد فقط هناك.. وبسرعه فكرت ان انخفض بجسدي الى الأرض وابحث عنهم حتى احدد مكانهم اسرع!.
وتجمت مكاني من هول المنظر! عندما رأيت اقدمهم من تحت السياره بالفعل في اخر الزوايا بالكراج وهم قريبون جدا من بعض.. ولاحظت انها كانت ترتعش قدمها وجسدها وتحاول الفرار منه لكنه ثبتها بقوة أمامه رافض تركها ابدا...
رعشه سرت بجسدي بثقل تتنقل بجميع خلاياها حتي خلايا عقلي الذي شل من الصدمه.. تصلب جسدي بدون ارادتي وكأني مكبله ولكن لم يمنع هذا من الانتفاض بهستريا ونحيبي الذي اخذ يتعالي مع صدري الذي يعلو ويهبط بعنف.. شعرت بثقل لساني يحاول الصراخ ولكن لا يستطيع...
تذكرت ما كانت اشعر به السنوات الماضيه! تذكرت صوته وهو يناديني للعب معه.؟ تذكرت لمسته المقززه والمتفرقه فوق جسدي؟. وسخونه أنفاسه تقترب اكثر من عنقي الذي برزت عروقه واخذت تنبض بعنف.؟ الظل المرافق لي دائماً في طفولتي نعم انها حقيقه وأنا ليست بحلم او بالمعني الاصح بكابوس.
فرت دموعي من عيني التى تحجب الروئ عنها وضليت ارمقها بصدمه ممزوجة بقهر، وبعدها سمعت صوت صرخة طفلة بريئة تستغيث وكانت دهب تدعي من صرختها أن ينقذها أحد منه.. وضعت يدي على اذني واخذت ابكي بعنف وانا احاول ان اقوى نفسي وانا اتحدث بهمس داخلي حتى اتشجع..
أنا لم اهرب وسوف أنقذها مهما كلفني الامر وستظل نظيفا وطاهرا ،لم يلوثها احد مثلي ولم تورث مثلي الكثير من الألم والعذاب لسنوات طويلة رغم أني كنت الضحية وليست المذنبه..!!
حاولت بسرعه نفي كل ذلك الأن فيجب ان الحقها منة بسرعه مهما يكلفني الامر.. لم اتركها ضحيه له هي ايضا؟ لما اتركها تشعر بما شعرت به لسنوات طويله لأني صمت! ولم استطيع ان اتخطى حتى الان؟ اقتربت منهم وتعثرت فى خطواتي ليشعر هو بي وابتعد عنها قليلا بصدمه وقلق..!! وتحدثت بصوت مختلط بالدموع، وأنا اهز رأسي بنفي بغضب شديد وصرخت بقوة بأن يتركها ويبتعد عنها الآن..!!
***
بداخل جنينه المنزل تعالت الاصوات مع وصول العريس والاقارب اخيرة... أقترب منه العريس احمد برسمية وهو يهتف بلباقة بينما يمد يده ليصافح هاتفا
=امال فين ريحانه الماذون قال إنه خلاص شويه وهيمشي بقيله كثير قاعد بره.. معلش يا عمي عشان نلحق طيارتنا الثانيه بالليل.. خلينا نكتب الكتاب دلوقتي افضل
صافحة وابتسم اسماعيل باحترام واجاب بكياسة
=ماشي يا ابني اللي تشوفه، هاروح استعجلهم جوه عند اذنك
هز رأسه العريس مبتسم بهدوء بينما تحرك اسماعيل الى الداخل ليقابل زوجته وهي تقف بملامح مزعجة عقد حاجبيه باستغراب قائلا بدهشة
=مالك يا نشوى في حاجه حصلت مش على بعضك كده ليه؟
هتفت نشوي بحنق وعيناها تقدح غضب قائله
=وهيجي منين الخير طول ما بنتك ما بتسمعش كلامي الهانم مختفيه بقيلها اكثر من نصف ساعه ومش لاقياها..
حدق اسماعيل إلي زوجته بغضب مكتوم من ابنته ثم اجابه بحنق
=اهدي يا نشوي يعني هتكون راحت فين تلاقيها هنا ولا هنا انتي دورتي جوه البيت كويس ممكن تكون في الاوضه فوق نسيت حاجه
وفي نفس اللحظه اتجهت زبيده نحوهم بملامح مكفهرة زافرة بحنق وهي تقول
=اسماعيل ماشفتش حمدي مش عارفه راح فين وما رجعش لحد دلوقت ودورت بره ومش لاقياه
صمتت نشوي قليلا ثم هتفت بتفكير قائله بلهفة
=ممكن يكون مع ريحانه عشان كده الاثنين مش موجودين اتصل على حمدي أخوك بسرعه يا اسماعيل
أردفت زبيده بامتعاظ وملامح متجهمة
=اتصلت عليه ومش بيرد وبعدين اللي هيجيب ريحانه معاه دلوقت.. انا مش فاهمه حاجه هي بنتك فين دي كمان والماذون بره عمال يستعجلها..
لتضيف بنبرة حادة وملامح عابسة بقلق بالغ
=انا بدات اقلق اخوك فين يا اسماعيل
تنهد اسماعيل بتوتر مكتوم ثم اجابهم بهمس شديد وهو يحذر والدته بعينيه مرددا بتوجس
=حاضر يا ماما هطلع ادور على الاثنين بره بس.. اهدوا يا جماعه وبلاش قلق وتوتر عشان ما حدش يحس بحاجه
همت زبيده بأعادة حديثها بنفاذ صبر فهي تريد ان تعرف اين اختفت حفيدتها ايضا، ليقاطعها صوت صرخات هلع وذعر في الخارج تصيح بصوت عالي مرددا
=حـمـدي اتـقـتـل يا جـماعـه.. حـمـدي مـرمـي فـي الـكـراج وسـايـح فـي دمـه
اتسعت عينا زبيده بعدم استيعاب لحظات قبل أن تأخذ فى لطم وجهها بعنف وبهستريا وجنون لتنهار فى بكاء مرير وهى تردد كلماتها بحرقه
=يـا نـهـار اسـود حـمـدي... ابـنـي جـريـلـه ايــه لاااا
وفي ثواني قبل ان يستوعب الجميع الكارثه الاولى حدثت الكارثه الثانيه.. لتدخل ريحانه عليهم بخطوات ثقيله وهي ترفع طرف فستانها الملطخ بالدماء الحمراء بكثره وبيديها أيضا وكانت تسير بروح خاويه وبوجه شاحب دون تعبير... تقدمت ريحانه الى داخل المنزل بخطوات بطيئة مرتعشة لا يصدر عنها اى ردة فعل سوى البكاء وتنظر امامها بشرود بينما عينيها تذرف الدموع هن دون ارادة او سيطرة منها من يراها يظنها بعالم اخر...
بكت بشده حتى تلطخت تلك الألوان التى تضعها على وجهها وزاد السواد أسفل عيونها نتيجه ذلك الكحل الذي كانت تضعه في جفنيها ليعطى رونق لعيونها ولكن اتمحي كل ذلك ببضع من الدمعات التي كانت تساقط بغزارة..
نظر إليها الجميع بصدمة وعدم فهم. فبعد ان تم رؤيتهم بذلك الوضع يحق لاى شخص ان يظن بيهم الظنون فقد دخلت علي الجميع ملطخه بالدماء بفستان زفافها وبيديها وكانها قد قتلت قتيل.. ولماذا كانها فهي بالفعل قتلت؟!. لم يفهم احد ماذا حل بها..لكن الاكيد الآن أن قد تحول حفل الزفاف الى ميتم.
الفصل الثالث والرابع والخامس من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺