MrJazsohanisharma

رواية صمت الفتيات الفصل الأول بقلم خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية صمت الفتيات  الفصل الأول بقلم خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا


رواية صمت الفتيات  الفصل الأول بقلم خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


نبذه مختصره عن الروايه:- تبدأ الحكاية في نسق مشوق مع ظهور عروسة بفستان زفاف ملطخ بالدماء  قد ارتكبت جريمة قتل وبعدها يتم القبض عليها ليلة زفافها؟ ويفشل المحقق أن يقنع العروسه بالتحديث وتستمر بالصمت فقط في ظل أحداث غامضة دون دوافع للقتل! و هكذا توصد كل الأبواب وتساق عليها؟ 


حتى كانوا لا يعرفون اسباب عائله المجني  عليها وخطيبها الذي يصاب بصدمة كبيرة، وفي مجتمعاتنا الشرقية وتكون التأويلات كثيرة ويُصدر الناس أحكامهم ضد المتهم من لحظة الإمساك به، ويتشوق الجميع لرؤية القاتل معلقا بحبل المشنقة وباسرع وقت مما يدفع أجهزة النيابة والقضاء سرعة، فعندما تكون المتهمة امرأة وبأي قضية فلا أعذار لها ولا بحث عن الدوافع.


لكن فجأة تعاكس الأقدار ومع قرار المتهمه المفاجئ اخيرا بالتحديث لكن أمام الصحافه!! لكن ليس حتى تنقذ نفسها بل لانقاذ حياة اطفال ابرياء حتى لا يقعون مثلها في ذلك الفخ! و تبدأ بالسرد بما تستطع البوح به خلال طفولتها بما أصابها لتحمل طيلة عمرها عقدة الخوف والوحدة لتوصلها في نهاية المطاف إلى ذلك الحل حتي لا يقع غيرها بي، حتى لو اضطرت الي فضح نفسها؟ بصفتها قضية حساسة يرفض المجتمع علاجها خوفاً من الفضيحة والعار الذي سيلحق بالفتيات الصغار الغير مذنبات، مستخدمة نظرية العنف يولد العنف، والحل من وجهه نظرهم "صمت الفتيات"


لكن يا ترى ماذا سوف يكون رد فعل الاهالي  والمجتمع وخطيبها على حديثها ذلك؟. 

روايه_صمت_الفتيات

‌✍️⁩ بقلم_خديجة_السيد


الفصل الأول

نحن جميعًا كأمهات أو آباء مسؤولين عن طريقة غرس الأفكار داخل أطفالنا فنحن جميعًا قادرون على تحويل الطفل من بريء إلى خبيث ولسوء الحظ ،نحن المربون أول من قام ببناء هذا الطفل. هذه حياة فيها العديد من الأشخاص والأفكار والتطورات الغريبة. ويجب علي الأم تغرس في ذهن ابنتها كل الأشياء التي تجعلها قوية ،وتهيئ ابنتها لعالم مليء بالإحباطات ، وتجهز ابنتها لعالم تنتشر فيه العنصرية بكثرة ، أتمنى أن نركز على فكر أطفالنا ،وما هو الأهم ماذا يحتاج الطفل في الوقت الحالي.


❈-❈-❈


في إحدى الليالي كان الجو باردًا وتناثرت قطرات المطر ببطء من خلف الزجاج ، بينما كانت الأوراق تهتز فوق الطاولة وأخذت أقلام الطلاب صريرًا وهم ينقلون الدرس من اعلى السبورة وينبهون حواسهم باهتمام إلى ذلك المعلم ،الذي كأن يكتب دروسًا لمواد اللغة الإنجليزية. 


ما عدا هي كأنت شارده تدعي اسمها ديمة ، كانت تبلغ من العمر أربعة عشر عامًا، كانت تجلس بجانب النافذة تشاهد المطر دون أن تنتبه للدرس ولا حتى لذلك المعلم، وعندما رفعت ديمه وجهها نحو المعلم أيمن أصابها الرعب من قساوة عينيه وحدته وهو ينظر اليها.وملامح وهالة من الخشونة، فحاولت ديمه الاعتدال في جلستها بسرعه وامسكت القلم بيد مرتعشة حتى تكتب وهي تبعد عيناها عنه بخوف. 


وبعد دقائق ،قرع جرس المدرسة معلنا انتهاء الدوام في مدرسة الاعداديه بنات، و بدأت تخرج الفتيات من الفصل بعضهن على عجل والبعض الآخر يتأرجح ببطء أما عن ديمة فنهضت سريعاً تضع الكتب وجميع الاشياء الخاصه بها داخل الحقيبه حتى ترحل بسرعه لكن توقفت فجاه بتوتر عندما خرج صوت المعلم ايمن خشنا يهتف بزمجرة عنيفة 


=ديمة استني ما تخرجيش، انا عاوز اتكلم معاكي


تطلعوا بعض الفتيات زميلتها اليها باستغراب وقلق يتساءلون انفسهم ماذا فعلت حتى يريد ان ينفرد بيها المعلم، ليهتف بصوت حازم


=اطلعوا انتم يا بنات استنوا زميلتكم بره، وهي شويه وهتطلع لكم انا عاوزها لوحدها في موضوع خاص! 


التزمت ديمه الهدوء والصمت ورحلت الفتيات وبعد ثواني اقترب المعلم من باب الفصل حتي يغلقه! ليتحول هدوء ديمة الى شعور بالرعب وعدم الامان ..مشاعر متضاربة غريبة تجتاحها في موقف كذلك كلما وجدت نفسها بمفردها معه أو مع أي مع شخص غريب، فهو دائما أفعاله غريبه ويزداد اكثر عندما يكون بمفرده معها....هتفت باضطراب ونبرة مرتجفة تزدرد ريقها بصعوبة فيما ملامحها الشاحبة توحي رعبها


=نعم يا مستر ايمن حضرتك عاوز تتكلم معايا في ايه؟ 


صمت المعلم واستمر يقترب منها بملامحه الخشنة ونظراته الحادة الى ان وصل امامها ...فارتدت ديمة الى الخلف خوفا وكادت تتعثر لولا انه امسكها من كتفيها وثبتها فتعالت ضربات قلبها داخلها بهلع بقي ايمن صامتا الا من انفاسه الهادرة...ثم ابعد قبضتيه عنها ليقول بصوت عميق


=مالك يا ديمه اهدي خايفه مني ايه، انا بس عاوز اسالك ينفع اللي عملتيه النهارده في الدرس ده قاعده مش مركزه ولا منتبه معايا خالص، تحبي اكسفك دلوقت قدامي واسالك انا كنت بشرح ايه؟ عشان اعرفك انك مش مركزه 


تنهدت بصوت رقيق ونبرة ناعمة تهتف غير بعيد عن شعور بالقلق والتوجس اعتراها بان خطب ما هناك لتقول بإحراج وآسف


=معلش اسفه يا مستر أيمن سرحت غصب عني و ما ركزتش في الحصه، بس اوعد حضرتك مش هعمل كده ثاني 


تحرك ذلك غريب الاطوار ليقترب منها مره ثانيه كسهم ناري وخلال لحظات كان يقف امام ديمه التي تحاول ان تبدو هادئه والسيطره على ملامح وجهها الوميض بصعوبة بسبب الرعب، بينما قال أيمن بقسوة وهو يركز النظر اليها بتفحص


=طب وبالنسبه لي درس النهارده اللي ما فهمتيش منه حاجه لانك مش مركزه هتعوضي ازاي، في علمك النهارده كان اهم درس اللي هيجي مني الامتحان بتاع اخر السنه.. وانتي للاسف رافضه تاخدي دروس معايا تحسن من مستواكٍ 


اطرقت ديمه راسها بتلعثم بعد ان لاحظت نظراته الواضحه التي لم تفهمها وهي تهمس بخفوت


=مش محتاجه درس واوعدك خلاص مش هسرح في الحصه ثاني وبالنسبه لدرس النهارده اول ما اروح البيت هحاول اقرا ثاني واركز في كل كلمه عشان افهم... في حاجه ثاني يا مستر ايمن قبل ما امشي


تطلع ايمن الي وجهها المرتعب وهو يدقق في ملامح وجهها ..فتاه بعيون عسلية واسعة وجميلة رموش طويلة مرتعشة تتهادى منها... شعر متدرج و بوجهها المكتنز بخدود حمراء من الخوف ...شفاه صغيرة منفرجة مرتجفة تزفر انفاسها باضطراب.. إبتلع ريقه المعلم بصعوبة شديدة يحاول بصعوبه اخماد رغبته بها والسيطره على نفسه أمامها، شعرت هي بالقلق منه ونظرت إليه بملامح مستغربة... فتقدم نحوها وامسك كفها الصغير البارد يسير اصابعه فوقه ببطء هاتفاً بلين


=ديمه افهميني يا حبيبتي انا بكلمك الكلام ده عشان خايف عليكي وعلى مصلحتك وخايف السنه تضيع عليكي او تجيبي درجات مش قد كده، عشان كده انا من رايي انك تاخذي درس معايا زي زمايلك وابقي تعالي معاهم هم عارفين عنوان بيتي اللي باديهم في الدروس، واذا كان يا ستي على المصاريف انا ممكن اعمل لك خصم مخصوص عشانك 


حاولت سحب يدها من بين كفه لكن المعلم لم يتركها تفعل ذلك بل شدد من احتضان يدها بين يده أكثر...فيما ازدرت ديمه ريقها بارتجاف وهمست بتوتر:


=حضرتك فهمت غلط انا مش عاوزه اخذ درس مع حضرتك عشان المصاريف انا فعلا حاسه نفسي مش محتاجه درس وشكرا لاهتمام حضرتك، ممكن بقى امشي زمان زمايلي زهقوا ومشوا .. آآ عاوزه الحقهم 


لم يرد عليها وفجأة التزمت ديمه الصمت وحدقت أمامها مصدومة عندما شعرت أنه ترك يدها أخيرًا ، لكنه وضع يده فوق جسدها ليبدأ في التحرك بحرية، ويحركها على جسدها أثناء الضغط علي منحنيات جسدها وتقوست هي تتأوه بألم ..وهو كان يتنفس الصعداء بصعوبة بالغة ويصدر اصوات يتلذذ واستمتاع بما يفعله معها؟ وملامح السرور واضحه علي وجهه. 


أخذت تشعر بلمساته فتثير في نفسها موجة من الغثيان والتقزز وهي تشعر بـيده اصبحت تتلامس جسدها بتعمق أكثر وأكثر.. لحظات مرت عليها شعرت فيها بالرعب والخوف،ولم تتحرك او تصدر اي رد فعل، هي لا تعرف حقا كيف التصرف في موقف كذلك؟ 


بالتاكيد جاء في ذهنها أن تبتعد عنه وتصرخ في وجهه ان يتوقف عن ذلك، لكن هل سيصدقها احد؟ هل حينها ستستطيع مواجهه اهلها عندما يعلمون انها تتعرض لانتهاك جسدي اكثر من مره وبطريقه مباشره وغير مباشرة! من المعلم الخاص بها؟ 


وجاء في ذهنها بالاخير اغبى سؤال كيف ستستطيع مواجهه العالم بعد أن تفضح نفسها عندما يعرف الجميع انها تعرضت للتحرش 

الجـ ـنسي؟ وفجاه قلبت الموازين كانها هي المذنبه وليست الضحيه!!. فاقت علي صوته وهو يعود ويهتف بخشونة ونبرة ثابتة


=متاكده انك مش محتاجه دروس عندي في البيت؟ 


فهتفت بسخط و ملامح مجعدة من الوجع داخلها


=متاكده ..عن إذن ذلك حضرتك 


أبتعدت للخلف وهنا لم تستطع السيطرة على دموعها الحزينه بقهر.. نظر اليها أيمن بانزعاج ثم حمحم بتوتر وعاد يهتف بعنف ونبرة خشنة بينما عيناه تقدح شراسة 


=تمام اتفضلي و إياكي تاني مره الاقيكي مش مركزه في الدرس، المره الجايه هتصرف تصرف مش هيعجبكي وهحرجك قدام زمايلك.. طالما الذوق مش نافع معاكي


***

خرجت ديمه بخطوات سريعة ،وكادت تنهار وهرعت نحو المرحاض وأغلقت الباب خلفها وبدأت تبكي بحرارة ، محاولًا استيعاب كل تلك اللحظات القاسية التي مرت بها مع أفظع التجارب وما يؤلمها اكثر انها غير قادره علي التحدث والبوح عن كل شئ الي عائلتها حتى يقفون ضد هذا المعلم، صحيح أنها لا تعيش مع عائلة قاسية أو صارمة ، لكن أيضًا لم يكونوا قريبًا منها لدرجة أنها عندما تتعرض لمشكلة تذهب إليهم وتخبرهم لكنها تخشى رد الفعل وآراء المجتمع؟ 


لكن الكارثة الأكبر أن المعلم أيمن تحرش بها ،ولم تكن هذه هي المرة الأولى!! في البداية ظنت أنها متوهمة ، لكن عندما ازداد الأمر وما حدث اليوم! لقد تأكدت من نوايا السيئة وعرفتة جيدًا ،خاصة عندما يتحدث بإصرار عن الذهاب إلى منزله ليكون بمفرده معها ويفعل ما يحلو له... واليوم بالذات قد تعمق في الأمر أكثر! لكن أكثر ما يؤلمها هو صمتها اللعين؟ وقد أدركت أن الأمر سيتكرر مرارًا وتكرارًا ما دامت لم تتخذ موقفًا بشأنه وستظل ملتزمه بالصمت. 


بعد يومين. لم تذهب ديمة إلى المدرسة بسبب ذلك المعلم وقد حاولت التغيب هذه الأيام وكانت تخترع الحجج لأسرتها حتي يوافقون علي غيابها ، ومن ناحية أخرى كانت تحاول تجاوز ما حدث لها.


وفي المساء كان الجميع يجتمع حول سفره الطعام يتناولون وجبتهم، الاب والام والابناء ما عدا ديمة التي كانت تجلس صامته ولم تاكل حتي بضع لقمات وكانت طول اليومين شارده ومرهقة من كثره التفكير في الامر... 


بعد فتره نهض والدها الي غرفه النوم حتى يستيقظ مبكرا للعمل، بينما اخفضت ديمه عينيها ببطئ التي تظهر بهم نظرة اقل مايقال عنها قاتلة تحمل من الانكسار والالم اطنان وهي تقلب بالطعام بلا شهيه ثم انتبهت الى صوت والدتها التي كانت تقول شيء لكن لم تسمعه جيد، رفعت ديمه مقلتيها ونظرت إلي والدتها وهتفت بنبره حاولت جعلها قدر المستطاع هادئه


=كنتي بتقولي حاجه يا ماما


اقتربت والدتها بوجهها منها تنظر الى عينيها قائلة بحنان: 


=ايوه يا حبيبتي كنت بقول لك ابقى نامي بدري النهارده عشان كفايه كده غياب ابوكي قبل ما ينام منبه عليا لازم تروحي المدرسه بكره وتهتمي بدروسك ،كفايه غياب كده كتير مش عاوزين حد يستقصدك ولا درجاتك تنقص لقدر الله.


اخذت ديمة تهز راسها بالرفض مع كل كلمة تخرج من فم والدتها تقتلها بكلماتها تلك فهي لا تعلم السبب الرئيسي لعدم ذهابها الى المدرسه، لكن والدتها رفضت ان تغيب مره ثانيه ولم تجد امامها غير الموافقه هي قائلة بحسرة وصوت هامس اجش


=حاضر يا ماما ..انا شبعت تصبحي على خير


❈-❈-❈


كانت ديمه تتوسط فراشها بوهن وهي تضم ساقيها لصدرها وتخفض رأسها حتي لامست ساقيها رأسها ،عقلها ليس معها بل شارد بكل ما مرت به منذ ذلك اليوم المشؤومه عندما تحرش بها المعلم.


بالفعل لقد مر يومين على ذلك الحادث لكن بالتاكيد لم تنسى طول حياتها هذه التفاصيل التي تخزن داخل ذهنها جيدا، انقطعت عن الذهاب لـ المدرسة حتى لا تعيش ذلك التجربه مره ثانيه فبالتاكيد ان ذهبت غدا المدرسه لم يتركها المعلم دون ان يقترب منها ثانيه بهذه الطريقه المهينه، تشعر دائما بالخوف والحيره ومن المفترض انها حتي لا تملك الحق في الرفض او القبول بل هي مُجبره؟؟. 


اغمضت عينيها بشده اثر تلك الرجفه التي تسري بجسدها عندما تذكرت لمساته المقرفه لها، سقطت منها دموعها بحسرة رغماً عنها باشفاق علي حالها فهي لا تريد ان تتعرض مره ثانيه الى ذلك الشعور الذي يشعرها بالاستمزاز من نفسها قبل منة... فأحيانًا يكون العالم أكبر لعبة شيطانية يتسابق فيها البشر للحصول على ملاذهم ورغباتهم ، حتى لو كان ذلك على حساب البشرية..! فكيف لمعلم في سنه الاربعين يتحرش بطفله في سن أولاد دون مراعاة إلي حالتها وما سوف تشعر به حينها وكم المعاناه التي سوف تقابلها في حياتها القادمه! هل يعتقد أن الامر سهل التخطي عليها فهي طول السنين القادمه من حياتها لن تنسى هذه اللحظات مطلقاً.


لتنظر لأرجاء الغرفة، فتشعر وكأن جُدرانها تنطبق على قلبها، لتتنفس بضيق واضعة يديها على صدرها... ظلت تتقلب بالفراش دون فائده اصبح نومها شبه معدوم فهي تظل مستيقظه طوال الليل من فرط خوفها لانها لم تجد اي حل لذلك الورطه، حتى اسرتها التي من المفترض ان يكونوا مصدر حمايتها خائفه منهم، اين تجد الحل اذا؟ 


كانت اضاءه الغرفه خافضه ومرت نصف ساعه وهي على هذه الحاله الخوف يمتلكها ويسيطر عليها، التفتت بوجهها دون انتباه لكن وقع نظرها على كتاب يوجد أعلي الطاوله بالغرفه قد اشتريته هي من المكتبه عندما جذب اسمة انتباهها لكن لم تقراه حتى الآن، ثواني فكرت ان تقرا منه بعض صفحات حتي ياتيها النوم ثم تتركه


فهي تريد ان تشغل عقلها باي شيء حتى يتوقف عن التفكير قليلا الذي يقتلها بالبطيء... 


لحظات كانت نهضت واحضرت الكتاب لتقرا إسم الغلاف بصوت منخفض "صمت الفتيات" لكن الذي اثاره هواجسي أفكارها أكثر عندما لاحظت انه مكتوب اسفل الكتاب الأحداث "مستوحاه من قصه حقيقيه على لسان الضحية" صمتت لحظه وعقدت حاجبيها بفضول ثم بدات تفتح اول صفحه لتغوص في القراءه بتركيز وكان كالاتي...!


❈-❈-❈


أسمي هو ريحانة اسماعيل اعمل مدرسة رسم

وامي تدعي نشوي علاء معلمة لغه عربية سابقة، وأبي اسماعيل عبد الرحيم يعمل ضابط شرطة برتبه عقيد، عائلتي صغيره وجميله صحيح كم تبدو اليكم.. لكن لا تحكم على الكتاب المغلقة من عنوانه! احيانا يكون ما بداخل الكتاب سيصدمك حقا؟ 


قد لا املك انتصارات مدهشه لكنني أستطيع أدهاشك بهزائم خرجت منها حية.! رأيت مالم أرغب برؤيته ،عِشت بسكون بينما كان من المفترض أن أصرخ في وجه المواقف التي زعزعت ثباتّ قلبي.


لكن مع الأسف الشديد عائلتي لم تخبرني أبدًا عن الاكتئاب! هي فقط تومن أنّ ألم راسي من التلفاز أو الهاتف دايما تقول انني لا فائدة ، لا تعْلم صراخ الارواح بـ داخلي! و كمية الألم الذي يسكُنني ، هي لا تعرِف شيئًا عن الفراغِ الذي اعيش فيّ و لا تعرِف اللّاشيء الذي أرتكزُ عليه حينما يشتدَّ بي الألم! 


ان الاكتئاب هو ابغض تجربه مررت بها على الاطلاق انه انعدام تصور الشعور بالسعاده مره اخرى، وايضا غياب الامل كليا، انه مختلف تماما على الشعور بالحزن.. وما زال الجميع يلومني من قُدرتي على الجلوس بمفردي لـ اوقات متاخره ، لا يعلم أحد أنني وحيِده أحارِب ما بـ داخِلي لـ وحدي و لا تعلم كمَّية النضج الذي وصلت إليه بعدما التقيت بـ كلّ تلك الخيْبات.. لا تعرِف شيئًا عن شر أفكاري و خيبَاتي الكثيرة! لا احد يعلم حقا؟ 


كنت في مقتبل العمر الرابعة والعشرين حين بدأت في التفكير في كتابه قصه حياتي و البوح بما داخلي إلي الجميع بعد تلك السنوات اخيره، لكن ليس السبب شهره او تعاطف من العالم بل هو تحذير هام لك فتاه من الممكن أن تعيش تجربتي وما زالتٍ تلتزم بالصمت. 


سوف احكي إليكم من اين بدات هذه القصه وكيف انتهت أيضا؟.. 


فى القاهرة في احد العماير ذات الطراز القديم، 

بداخل المنازل ذات التصميم حديث نجد عائلة إسماعيل عبد الرحيم هو وزوجته يستعدون لتناول الإفطار حتى بعدها يبداوا في تجهيز عرس ابنتهم الوحيده ريحانه على ابن خالتها المهاجر خارج البلاد لسنوات عديده، كان يجلس إسماعيل على رأس الطاولة وعلى يمينه زوجته نشوي يتناولون الطعام ويتحدثون فيما بينهم.. ليقول اسماعيل والملامح الجادة التي تدل على رجل صارم


=هي بنتك فين؟ ما جيتش تفطر معنا ليه قومي صحيها لو نايمه، اليوم طويل ومش هيبقى عندنا وقت لي أي حاجه ومش هتلحق تاكل وهتنسى اصلا


فهتفت نشوي بنبرة عابسة وملامح بشوشة


=بنتك يا سيدي قامت من بدري وقاعده تحت في الجنينه مع البنت الصغيره بنت الجيران اللي ساكنه فوقينا من سنتين... كالعاده تلاقيها قاعده بتعلمها الرسم


اجاب اسماعيل بثبات مبتسما بظفر


=قصدك البنت اللي عندها سبع سنين دي اسمها دهب بيتهيالي.. سيبيها تلاقيها بتودعها عشان بعد كده هتسافر مع جوزها أمريكا ومش هيشوفوا بعض ثاني 


زمت نشوي شفتيها بحنق وردت بعدم رضي ونبرة حادة


=قاعد بتتكلم كاني بنتك في سنها ،من قله البنات راحه تصاحب عيلة عندها سبع سنين ده كل يوم والثانيه الاقيها تحت في الجنينه قاعده بتتكلم معاها كانها كبيره.. حتى كمان في التليفون ساعات بسمعها بتكلمها 


تنهد زوجها بابتسامة مرحة وهو يحدق إليها مرددا


=خلاص يا نشوى مش هنعمل مشكله من موضوع مش مستاهل.. مش وقته وبعدين اهي كلها كام ساعه وهتمشي، وبعد كده ولا هتلاقيها تحت ولا فوق 


أردفت زوجته بامتعاظ وقد عبست ملامحها بتجهم حزين


=أنت فاكر بكلامك ده بتريحني يا اسماعيل والله هتقطع بيه دي بنتي الوحيده برده، يا ريتهم كان هيسكنوا هنا في مصر معنا على الاقل لما اعاوزه ازورها اخري كام مواصله مش طياره


اجاب اسماعيل بجدية ودهاء مبطن...محدقا الى زوجته وهو يسخر من حديثها قائلا 


=شوف مين اللي بيتكلم دلوقت الله يرحم زمان كنتي زعلانه انها بترفض العرسان وفسخت مرتين قبل كده ،وكنتي طايره من السعاده لما خلاص حددوا ميعاد الفرح واخيرا هتتجوز وبنتك وافقت المره دي من غير مشاكل زي كل مره


صمتت لحظه وعبست بحدة وهي تتذكر السنوات السابقه من عناد ابنتها الغير مبرر علي فكره الارتباط حتى انها خطبت مرتين وتم فسخ الخطوبه من ناحيتها، لكنها حاولت محي هذه الذكريات بابتسامه سعيدة وأجابتة نشوي نبرة هادئة ثابتة 


=الحمد لله ما تفكرنيش دي كانت مطلعه رحنا معاها اهو الحمد لله ان ربنا هداها ووافقت اخيرا.. ربنا يهديكي يا ريحانه وتكمل الليله على خير ويجعل جوزتك دي وش الخير عليكي يارب.


في الاسفـل. 


كانت ريحانه تتنقل مثل الفراشة بحديقة البيت وبتسقي الزريعات وبجانبها دهب الطفله الصغيره تدور حواليها وهي تدندن وتغني وشعرها الحريري الطويل يتطاير مع الريح وهي تعكس اشعة الشمس الذهبية لتزيد من بريق شعرها المايل للبني ،متجاهلة العيون اللي كانت تراقبها عن قرب وهي كانت ريحانه التي كانت تبتسم بحب وهي تري سعادتها وتشرد فيها.. ما زالتٍ صغيره حقا وبريئه لم يلوثها العالم بقواعده المشوهه، ثم اغمضت ريحانه عينيها وهي تتمنى اليها طفوله سليمه وليست معقده وتدعي داخلها ان لا تمر بما هي مرت به..!! 


قبل سنتين تعرفت ريحان على الطفله الصغيره دهب التي احبتها من اول يوم هي وعائلتها رغم ان ريحانه لم يكن لها اصدقاء طول حياتها إليها مقربين بشده لكن دهب كسرت هذه القاعده فيها لتقترب منها ريحانه يوميا وتبدا تساعدها وتعلمها كفه الاشياء بحب وهي ايضا دهب احبتها بشده وتعلقت بها ،ودائما تاتي اليها المنزل حتى تجلس معها وتحكي اليها القصص وتعلمها الرسم.


بعد فتره جاءت أم دهب حتى تاخذها وقبل ان ترحل دهب اعطيتها زهره وهي تبتسم ببراءه وطلبت منها بحزن بان تتواصل معها عبر التليفون يوميا عندما تتزوج وتسافر الليله الى خارج البلاد ولا تنساها أقتربت منها ريحانه وقبلتها من جبينها هاتفه بحنان


=ما تقلقيش يا حبيبتي هتصل بيكي دائما عن طريق ماما عشان اكلمك واطمئن عليكي خلي بالك من نفسك.. ويلا روحي مع ماما عشان تجهزي واشوفك في الفرح بالليل ...سلام


ابتسمت والده دهب واخذت الطفله وشكرتها، وقبل ان تدلف ريحانه تفاجات بوالدها يقف خلفها وتنهد اسماعيل واقترب منها قائلاً


=انتي كمان اخذتي نمرتها وهتكلميها هناك يا بنتي على راي امك من قله الصحاب راحه تصاحبي عيله صغيره مش من سنك.. ودي ناويه تتكلمي معاها في ايه بقي لما تسافري مع جوزك.. يا بنتي دي طفله عندها سبع سنين تفهم ايه دي


هزت ريحانه رأسها بيأس ثم هتفت برزانة و ملامح ثابتة لاتشي بمكنوناتها.


=مالهم بس يا بابا الاطفال بالعكس بيفهموا كل حاجه واكثر من الكبار كمان ساعات.. انتم بس اللي بتقعدوا طول الوقت فاكرنا مش فاهمين حاجه.. 


وفي نفس اللحظه كانت تدلف سياره وتقترب منهم و تصف السياره امام المنزل ...ويترجل منها شقيق اسماعيل ووالدته زبيده، هبط حمدي وهو يجول بنظراته قبل ان تقع عيناه على ابنه اخي وشقيقه يقفون امام المنزل في الخارج فاغلق الباب بروية وتوجه نحوه والدته بخطوات ثابتة ثم اخذ يديها حتي يدخلون


بقيت ريحانه متسمرة مكانها تحدق نحو ذلك عمها وجدتها ثم ...لتحتد ملامحها بجدية وهي تردف بصوت مخنوق ونبرة خفوت محدقا في والدها


=انا هدخل لماما عند إذن حضرتك


رحلت ريحانه بخطوات سريعه الى الداخل بينما اقترب اسماعيل ليقابل ويرحب بعائلته قبل ان تتهلهل اساريره بالابتهاج لدي زبيده وهي تقول بسعاده


=مبروك يا حبيبي الف الف مبروك اخيرا اول حفيده في العيله هتتجوز وكلها شهور وتجيبلي حفيد كمان 


نظر اليها حمدي بطرف عينه قائلا بمشاكسه


=هو انتي فرحانه ومش زعلانه عشان هيكبروكي يا زيزي كمان وكمان.


زفرت زبيده بسخط فيما تتجهم ملامحها بغيظ وهتفت بحنق


=اسكت انت لما تبقى تتجوز وتخلف هتفهم وقتها الاحساس ده.. وبعدين هو انا صغيره يعني 


تنهد حمدي ولم يرد ثم أقترب اسماعيل من والدته يقبل يدها و رأسها بحنان طاغي مرددا


=ربنا يديكي طوله العمر يا ماما وتفرحي بينا كلنا 


ابتسمت زبيده ثم اردفت بحنق مكتوم ونظرات حادة


=هي بنتك مشيت ودخلت ليه مش كانت واقفه معاك وشايفانا واحنا داخلين مش تقف تسلم علينا وتاخذ هديه جوازها مني 


عندما لاحظ اسماعيل بوادر غضب من والدته من ملامحها المتجهة ...اضاف سريعه وبملامح متوتره فهو لا يعلم لماذا انسحبت ابنته فجاه إلي الداخل ليردف بأسف


=هاه معلش يا ماما اصل نشوى اليوم مليان على اخره ومش طايقه حد عشان كده تلاقيها دخلت ليها على طول قبل ما تنده عليها 


حدقت زبيده الى اسماعيل بضيق ثم هزت راسها بتهكم بينما كان حمدي يقف بينهما وبقى على ملامحه الهدوء و الرزانة وهو ينصت باهتمام لبقية حديثهم ثم هتف بكياسة نحو اسماعيل مرددا 


=ممكن مكسوفه يا ماما بنات بقى.. تعالي نقعد يا اسماعيل احنا هنا ونسيبهم هم ستات مع بعض براحتهم جوه


وافق إسماعيل على طلب حمدي ، لكنه طلب منه انتظاره هنا وأخذ والدته إلى الداخل .. هز حمدي رأسه بالموافقة وكان ينتظر إسماعيل. ثم رفع رأسه إلي الاعلي ليرى ريحانة واقفة في الشرفة ..رفع يديه وحياها بابتسامة عريضة وهو يحرك شفتيه بالتهنئة لها.. لكن ريحانة لم ترد عليه ، وسكتت ، ناظرا إليه بتعبير صارم.


بقوا ينظرون إلى بعضهم البعض في اتصال بصري متباين بين الحدة والحنان ...متشابه بين الصراع والغضب... بينما ظلت ريحانة تحدق به بصمت ، مركزة عينيها الحادتين نحو عينيه ، لكن الأمر لم يستغرق وقتًا طويلاً ، وشعر هو بالنظرة المرتجفة في عينيها ، وسارعت ضربات قلبها ، ولم تستطع النظر إليه لفترة طويلة.. لتخفيض عينيها سريعه عنه و اغلقت باب الشرفه بقوة ودخلت الى الداخل. 


كان حمدي متوتراً بشكل ملحوظ وهو يقف في الأسفل ، ثم أنزل يديه وذهب للجلوس بعيداً منتظراً أن يأتي أخوه إليه.


أم في الأعلي. عند ريحانه اقتربت من الكرسي و عادت الى طاولتها، و وضعت امامها كل الادوات الخاصه بالرسم وبدات ترسم ومع كل لمسه بين القلم والورقه يخرج شيء من بين شعورها، كانت عينيها تتحرك مع القلم وتركز في حركه يديها فقط و تركت الحياه خلفها.. وكانها ترسم لترى الحياه انها وجدت الطريق المناسب لتخرج بها مشاعرها الصمتاء، دون الحاجه بأن تشتكي لأي مخلوق من البشر.


الفصل الثاني من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم