غرزة_مخفية ثلاثيات_الجوى فيلوفوبيا الجزء الثاني حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
غرزة_مخفية ثلاثيات_الجوى فيلوفوبيا الجزء الثاني حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
بعد تفكير يومين و لأن الفحص العملي قريب ولازم أتدرب على استعمال المعدات،ماكان في إلا مخرج واحد عندي.
و مرغمة و لأول مرة مابكون سعيدة بتسليم قطعة صممتها لحدا.
اتصلت بسارة و خبرتها أني قدرت أمن لها نفس الجاكيت اللي حبته،وطبعاً هي طارت من الفرح،وماصدقت إيمتى تستلمه مني و اتفقنا سلمها باليوم التالي بحرم الجامعة عندها.
أنهيت اتصالي و علقت الجاكيت الي جلبته للتو من المصبغة بعدما تنظف و انكوى،مع أنه ماعليه إلا ريحة عطري،بس ماحبيت سارة تشك بشي أبداً.
دخلت أمي و شافت الجاكيت معلق،و أنا شاردة وعم أتحامل على نفسي يمكن للمرة المليون.
جلست جنبي،و مسحت على شعري و ابتسمت لي بحنية.
و نطقت بصوتها اللي دائماً بيعزف على أوتار قلبي:
_شو يا درة قلبي؟
ابتسمت لخفف عن نفسي و لأخفي حزني عنها،و رديت بطبيعية مصطنعة:
_مافي شي أمي،عم فكر بالجامعة بس.
نظرت بعيوني باستنكار لطيف،و مازالت ابتسامتها الحلوة على وجهها:
_عليي؟مو هاد الجاكيت اللي اشتغلتي عليه الاسبوع الماضي و لبستيه أول مرة من يومين؟
ازدردت ريقي و خفضت وجهي:
_مبلا
_ليش بدك تبيعيه لكن؟مو كنتي كتير حاببتيه؟
قررت كذب حتى ماحملها هم أو تحزن من أجلي لأنه مو ناقصها حزن و هموم:
_ماحبيته لما لبسته،حسيته مابيشبهني،وفي،صبية بدها ياه و بالسعر اللي بطلبه،رح بيعه و خيط غيره،ماتاكلي هم أنتِ
_أي بس ماكان مبين عليكي مو حاببتيه لما طلعتي فيه من هالبيت!و هاد الجاكيت بالذات كتير لاق عليكي ولبق لك.
جاوبتها بنزاقة:
_خلص أمي،هو قطعة متل أي قطعة اشتغلتها،بدي بيعه و انتفع بحقه.
لترد عليي بهدوء و حنية فايضة:
_إذا لازمك مصاري قولي،بطلب من خالك يديننا
مابعرف ليش هالجملة خلتني انفعل و جاوب أمي بحدة و عصبية،مع أنه مو من طبعي هالشي :
_الله يخليكي أمي،لاخالي ولاعمي ولا حدا!
أنا بعرف دبر أموري،و بعرف طالع القرش وما أحتاج إنسان!
كل هالأيام ماطلبت من حدا لأطلب هلق!!
مارح أسمح يجي يوم و حدا يقلي صرتي دكتورة بفضلي!
لو بدي موت!لو بدي فصّل تياب ليل و نهار،مارح اسمح لأي حدا يفضّل عليي بقشة!
صح أنا ماعندي أب يحملني،بس عندي رب ينصرني و يرزقني!
الله يخليكي لابقا تجيبي سيرة الدين نهائياً!
تنهدت أمي و مسحت على شعري من جديد،وابتسمت بهدوءها المعتاد و هزت رأسها بإيجاب:
_متل مابدك،بس لاتفكري اني مو حاسة فيكي،أو أني مبسوطة لأنك حاملة هالهم من وقت كان عمرك 17 سنة،بس يا أمي،الدنيا امتحانات و إختبارات،والحمدلله أنتِ أعطيتي أحسن ماعندك بإختبارك و أنا متأكدة أنه الله رح يعوضك،و رح تقطفي ثمار هالتعب كله،أنا كتير فخورة فيكي،وفخورة لأني ربيت بنت بألف رجال،صدقيني إذا بغادر هالحياة رح كون متطمنة عليكي لأني بعرفك قد حالك،و ما رح تسمحي لرياح الحياة تحنيكي أو تمزق شراعك،رح تبحري و توصلي لوجهتك،وترفعي راسي و راس أبوكي فيكي.
ابتلعت غصتي و ابتسمت بحزن و حطيت راسي بحضنها:
_الله يخليكي لاتحكي هيك ولاتجيبي سيرة الموت،أنا بدي ياكي تفتخري فيني و أنتي عايشة،بدي عوضك عن الفقر لما أشتغل بشهادتي و حسن حياتنا،بدي تكوني معي وقت يجي العوض.
أمي أنا لولاكي ماكنت بوصل لمحل صدقيني.
_الله يرضا عليكي يا دُرة قلبي.
دائماً أنا و أمي منصبر بعض،و منمسح على جراح بعض،و منمني أنفسنا بالعوض القادم،ومنختلق سعادة مؤقتة قادرة تخلينا نكمل بهالدرب.
وجود أمي بحياتي عاطيها قيمة،و لا مرة حسيت أني عم أعمل غير واجبي تجاهها،أمي ترملت صبية و كانت قادرة تتزوج و تكمل حياتها مع رجل يسندها و يصرف عليها و يريحها من كتير هموم،أو تحط راسها على كتفه و ترتاح من عبىء الحياة لو للحظة،لأنها بتعرف في حدا بظهرها.
بس هي وضعتني برأس أولوياتها،وآثرتني على نفسها و على رغباتها و مشاعرها كأنثى_اللي أنا صرت أفهمها منيح_ وصرت أفهم حاجة الأنثى للرجل.
فضلتني و رهنت عمرها للوحدة،و فضلت أني أكبر بدون أب، على أني أكبر مع زوج أم مافيها تراهن على حسن أخلاقه،أو على الأقل حسن معاملته لي،خاصة مع إحتمال وجود أخوة من صلبه هو.
لهيك كفتي رجحت أمام كفة كل مايخص أمي،و دفنت مشاعرها ببير عميق،و قطعت كل حبل يوصل له،فقط من أجلي أنا.
وهاد سبب جوهري لإصراري على النجاح وعلى رفع رأسها فيني و تحقيق أمنيتها و رغبتها.
هاد سبب بيخليني أتحمل و أضغط و أتحامل على نفسي و رغباتي من أجلها،و من أجلها هي فقط.
باليوم التالي:
وضعت الجاكيت بكيس ورقي أنيق،حملت أغراضي و طلعت من البيت و دعوات أمي سبقتني.
وبعد رحلة المواصلات الصباحية المختلطة بين صوت فيروز و زحمة السير وصلت أخيراً،نظرت لساعتي و كانت 9:45 دقيقة ،و اتفقت مع سارة الساعة 10 تماماً لاقيها بحديقة كلية العمارة.
بلشت الطبول تدق بصدري،لأول مرة رح أقصد هالكلية اللي موجود فيها"رجل العمارة" مثل مابحب سميه!
قطعت المسافة بهدوء و بدون استعجال لئلا يظهر ارتباكي امام سارة فتكشفني،و لو أني براهن أني مكشوفة أصلاً.
وصلت أخيراً،زفرت نفسي بهدوء و بلشت فتش عليها،لحد الآن ما التقيت فيه و هذا من حسن حظي،مابدي انفهم غلط بالنهاية!
لمحتني سارة و لوحتلي،ابتسمت بشكل بسيط و خطيت نحوها،ونحو المجموعة اللي كانت جالسة معهم،و أكيد رح يكون هو بينهم،لأني لاحظت أنه في معرفة بينه و بين سارة،لما قربت أكثر لاحظت ارتباك سارة بشكل بسيط،على مايبدو كان في نقاش حاد داير بالمجموعة، وصوت "رجل العمارة"كان عم يصدح،لأول مرة بشوفه متصادم مع حدا!
قربت من سارة و قررت يكون التسليم سريع بما أننا اتفقنا عالسعر بمكالمة هاتفية:
_تفضلي سارة،مبروك
كان بادي عليها الارتباك وعدم الارتياح،فقالت بشكل مقتضب:
_تسلمي حبيبتي،تفضلي هي حقه كامل،متل ما اتفقنا و فوقهن حبة مسك لأنك تعذبتي بالتوصيل.
ابتسمت بخجل و أخدت المصاري و حطيتهن بحقيبتي،كنت عم انظرلا بس عقلي مركز تماماً بالحوار الي خلفها،اللي حدته زادت و تصاعدت وتيرته بسرعة و بشكل مفاجئ،فجأة النقاش تحول لجدال و الجدال تحول لصراخ و ضرب!
مابعرف ليش انقض الشب الثاني على "رجل العمارة" وضربه ليردله الأخير الضربة!
تجمهرو الطلاب حولهم ،وماحدا تجرأ ينهي المعركة الحاصلة!
و بعد عدة ضربات متتالية من الطرفين لبعض،و كانت كفة الشخص الثاني غالبة،لأنه على مايبدو عنده خبرة بفنون القتال.
حرفياً قلبي وقع من أجله وهو عم ينضرب،و بلحظة حاسمة،تلقى ضربة قاضية،و كأنه كان خصمه متوعدله فيها من زمان،ثواني معدودة و ألقي طريح الأرض،و علي صوت الشهقات و الكل انذهل لأنه "مهند" أغمى عليه و خصمه فوراً هرب لئلا يتعاقب،حسيت شي بصدري انخلع من مكانه لرؤيته بهالوضع،بدون أي تفكير اندفعت نحوه و بعدت كل اللي كانوا واقفين حوله و حاجبين عنه الهواء النضيف.
مابعرف كيف تشجعت و واتتني الجرأة حتى أبعد الكل لأعرف شو صرله:
_إذا بتريدوا ارجعوا الكل لورا،انا طالبة طب و رح أفحصه
عليت صوتي أكثر:
_لورا إذا سمحتوا!!
قعدت على ركبي جنبه،و أخرجت سماعتي الطبية من حقيبتي اللي لحسن الحظ كانت معي،زفرت نفسي و قويت قلبي _ الي كان عم يرجف_و وضعت السماعة على صدره.
بس الضجة حولي ما سمحتلي أسمع منيح،فاضطريت أفتح أزرار قميصة و اضع السماعة على الجلد مباشرة،مافيني أوصف ارتباكي و خوفي و لهفتي و اختلاط مشاعري بهاللحظة،و أنا عم اسمع نبض قلبه بأذنيي!
و عم راقب قسمات وجهه الوسيمة عن هالقرب ولأول مرة.
كان النبض جيد،قست الضغط بالطريقة البدائية و ظهر أنه ضغطه هابط بشكل كبير.
ففكرت بسرعة بالتدبير التالي و تكلمت بنبرة أمر مع اللي حولي:
_لو سمحتوا يقربوا شبين يحملوه و يمددوه على المقعد الخشبي
بالفعل اقتربوا اثنين و حملوا و مددوه،و نظروا لي كأنهم ناطرين أمري التالي،فاقتربت منه بحزم و خلعت حذاؤه و رفعت أقدامه على يد الكرسي،
بدأ يتحرك و يعلن استعادة وعية،نظرت لأحد الشبين و تكلمت معه بجدية:
_لوسمحت،جبله قهوة أو اي شي مالح لنرفعله ضغطه
_اكيد ثواني.
وقفت بجانبه و امسكت رسغه لراقب النبض مع دقة عقارب ساعتي،مع أنه تسارع نبضي شتتني عن كل شي،بس كان ضروري أعمل واجبي تجاهه على أكمل وجه،و إلا شو معنى كل شي عم حسه تجاهه من مشاعر.
وشو معنى ثلاث سنوات من دراسة الطب،إذا هلعت عند أول موقف فجائي؟
بهاللحظة فتح عيونه،و زفر نفسه بتعب كبير،نظر حوله ليستوعب اللي حصل،و بالنهاية لاحظ أني ممسكة لرسغه،و نظر بوجهي،و احتلت المفاجأة والصدمة ملامحه!!
ولأني ممسكة لرسغه شعرت بتسارع بنبضه رهيب،و متأكدة أنه رؤيته لي و ملمس يدي على رسغه جعل ضغطه يرتفع و يتحسن،بدليل لون وجهه اللي عاد لطبيعته،و تحسن وتيرة أنفاسه.
ازدرد ريقه و مازال عم يرمقني بدون تصديق للشي اللي عم يجري،
وبالنسبة الي فصفارات الإنذار و الخطر انطلقت بداخلي،و كان ضروري أهرب،خاصة أني شعرت بشي من الضعف أمام هالنظرات!
وضعت يده بهدوء فوق صدره،و رجعت خطوة للخلف،ازدردت ريقي بتلعثم و نطقت بعد مجاهدة كبيرة مع حبالي الصوتية:
_الحمدلله على سلامتك،ضغطك هبط بشكل فجائي،و عملتلك الإسعافات الأولية،و وضعك هلأ جيد.
تحولت نظراته لمعاني ثانية،و متأكدة أني شفت لمعة بعيونه ماكانت موجودة قبل لحظات،ابتسم بوجهي للمرة الأولى،و بكامل الهدوء نهض وجلس وابتسامته ما تبددت بالعكس زادت،و رد عليي بنبرة امتنان:
_الله يسلمك،منيح أنك كنتي موجودة.
الحرارة بداخلي تحولت لبركان،و متأكدة من تورد خدودي أدام هالرد البسيط،أومأت بإيجاب،و أردفت:
_إذا،إذا حسيت بدوخة لازم تراجع قسم الإسعاف فوراً
رد بابتسامة أعرض:
_إذا دخت رح حاول أوصل لأقرب مكان أنتي موجودة فيه.
لا الموضوع بلش يزيد و أنا ماعدت قادرة على تحمل كل هالإحراج،أومأت بالموافقة و قررت غادر بسرعة فاستأذنت و مشيت كم خطوة، بس تفاجأت بصوته عم ينادي باسمي،أقسم أنه قلبي كاد يتوقف بهاللحظة،لفيت نفسي لعنده، و كل مابداخلي عم يرتجف.
_ناديتني؟
_أي ناديتك،ماتشكرتك كما يجب!
جاوبت باقتضاب:
_مافي داعي للشكر،هاد واجبي مو أكثر!
هز رأسه بنفي و ابتسم بشكل ساحر وقال:
_لا،في داعي و كتير،و إذا بتسمحي أني آخد رقمك و أتواصل معك لأمر كتير ضروري،أمر ما
بيحتمل الانتظار أو التأجيل!
_أنا ماني متعودة أعطي رقمي لأي رجل
_بس أنا مو أي رجل!
نظرت حولي بتردد و حيرة و لأول مرة مابعرف كيف أتصرف،لكنه استطرد و كمل بإصرار أكبر:
_دُرة،صدقيني أنا كتير بحاجة أني أحكي معك،و هاد الموقف حصل ليشجعني على هالخطوة،أقسملك بالله ماعندي أي نية سيئة تجاهك،أنا بس بدي فرصة،فرصة صغيرة!
نظرت له بشك،و حسيت أني لازم أسأل:
_شو بيثبت لي حسن نيتك؟شو بيجبرني صدقك؟
ابتسم مجدداً،و زفر نفس بسيط،والتماعة عيونه،خرقت بنصف وجداني،قال:
_جربيني،و إذا ما ارتحتي لي،أو ماصدقتيني،فوراً احظريني و انسي أني موجود،وبوعدك أني ما أزعجك بعدها أبداً
نقلت نظري بين مقلتيه الرماديتين،أول مرة بكتشف جمالهن عن قرب،حسيت وكأنه قلبي أصبح بحلقي،و أني ماعدت أقوى على التحمل و رغبتي بالهروب عم تنقر بداخل راسي،
أخرج جواله من جيبه،و فتحه و مده تجاهي لسجل رقمي،وقال بثقة:
_تكرمي عليي بهالفرصة إذا سمحتي،أنا بعرف أني رح نال شرف عظيم إذا تكرمتي عليي،و بعرف أنك دُرة،و الدُرة ما بينالها إلا اللي بيستحقها.
انهارت دفاعاتي أمام كلماته،وحصوني أصبحت هشة،مدت إيدي المرتجفة و مسكت الجوال لسجل رقمي عليه و رجعله إياه،سجل اسمي،و لف الشاشة لعندي ليورجيني الاسم(دُرة الروح)،
بلحظة مفاجأتي،ابتسم و حياني بإيماءة و غادر.
و انا التصقوا قدمي بالأرض و بصعوبة بالغة حتى قدرت غادر المكان،و مازال الاسم عالق بذهني!!!
بعد عاصفة من المشاعر الغريبة و دوام جامعي بان و كأنه دهر!!،توجهت أخيراً لسوق التجهيزات الطبية و اشتريت معداتي الجديدة اللي كانت فرحتي فيها لاتوصف!،و لما زاد معي مصاري،أخذوني رجليي لمحلات البالة بدون شعور،و بلشت غوص بمحيط من الأقمشة و الألوان،حتى استخرج منه قطعتي الفنية التالية،شعرت أني حابة ألبس ألوان مبهجة،فاخترت قطعتين بلون زهر اللافندر،درجة غامقة و الثانية فاتحة،و أثناء خروجي لقيت قفازات بنفس الدرجة الفاتحة فاشتريتهم و توجهت للبيت و إحساس بالفرح و السعادة العارمة بداخلي،من ناحية، مهند "رجل العمارة" بادر تجاهي،و من ناحية اشتريت معداتي اللي رح ترافقني لفصل من قصة تحقيق الحلم.
و خلال رحلتي للذهاب للبيت،و بالمواصلات،طالعت دفتري و خططت لتصميم الجاكيت اللافندري الجديد!
حتى يتسنى لي العمل عليه فوراً،كنوع من التعويض عن اللي كان السبب بمبادرة"رجل العمارة".
دخلت للبيت بحيوية و ضحكتي مستولية على ملامحي لدرجة أمي استغربت حالي ،و من وصلتي رحت لطاولة الخياطة و فردت القطع و بلشت هيئهم للقص و التجميع،لحقتني أمي و وقفت جنبي و راقبتني ،وسألتني بفضول بالغ:
_شو القصة أمي؟مالك بالعادة تجي من الجامعة بوجهك لطاولة الخياطة!
_مافي شي،بس متحمسة لألوان القطع و بدي خيط جاكيت جديد منهم!
_معك حق،كتير حلوين الألوان و الأقمشة،بس تعالي تغدي على الأقل وبعدين اشتغلي براحتك.
_مافي وقت أمي،بدي أنهيه اليوم،ضروري!
_رح صبلك صحن أكل،كليه هون و اشتغلي قد مابدك.
ساعة وراها ساعة،غربت الشمس و انتهى النهار،وصحن الأكل البارد منتظرني حن عليه و ألمسه،بس كنت مندمجة و مهووسة بسعادتي الصغرى بشكل نساني كل الدنيا!
من حسن حظي اجت الكهربا مدة ساعدتني أنهي كل الخياطة على الماكينة و بقي بس بعض الخياطة اليدوية،يمكن كنت عم أشغل نفسي عن جوالي اللي للآن ما رن!
و عن التفكير بالكلام اللي رح يقوله مهند!
و عن الحكاية اللي رح يسردها عليي ،وعن تخيل سيناريوهاتها!
نامت أمي،و بقيت عم أشتغل على المعطف حتى اقترب منتصف الليل،أجت الكهربا مجدداً!و كأنه الحظ كله ضحكلي اليوم مرة وحدة!
كويت معطفي الجديد و ملسته،و النتيجة كانت مثلما تخيلت و أجمل بكثير!!
سعادة غامرة و عارمة بداخلي لما شفت كيف الله عوضني عن جاكيتي اللي بعته بواحد أحلا و اجمل و لونه أروع!
و ما أخذ نصف العمل اللي أخذه سابقه!
ابتسمت من قلبي و كان نفسي ألبسه و نام فيه على قد مو حلو!
و عند منتصف الليل،رن جوالي برسالة،شي بداخلي أكدلي أنها من مهند،فتحت الجوال و شعور الارتجاف بداخلي رجع،ترددت لحظة قبل ما افتح الرسالة،وبالنهاية تشجعت و فتحتها للاقي فيها كلمات معدودة!
بس سببتلي صدمة مابعدها صدمة،كتب بالرسالة:
"يا دُرة الروح،إن الروح تهواكِ"
عدت قرائتها مية مرة لأتأكد أني ماعم أحلم!،وبلشت الأفكار والمشاعر تتضارب بداخلي،
و دوامة كبيرة من الأسئلة أوشكت على ابتلاعي،لولا إتصاله اللي جاء بعدها بحوالي ربع ساعة،حاولت أتماسك و أتوازن قبل ما أفتح الخط و رد عليه:
_ألو
_درة الروح!
معقول هاد مهند اللي عم يحكي معي هيك؟أو مخي عم يهيئلي أشياء مانها موجودة!
لكنه استرسل بالحديث ليأكدلي أني ماعم أحلم أبداً
_ثلاث سنين،عم أحلم باللحظة اللي ناديكي فيها بالاسم اللي سميتك فيه بيني وبين نفسي!
يمكن متفاجئة و مصدومة،وحقك هالشي،بس اليوم أنا قررت كون شجاع وقوم بدوري كرجل،و أخطي خطوة تجاه البنت اللي شغلت بالي سنين.
قررت كون صاحب المبادرة،بعدما شفت بصيص الأمل اللي طلبته من ربي قبل ليلة!
ولو كان هالبصيص ضربة أفقدتني وعيي،فأنا ممتن لهالضربة لأنها خلتني شوف شي من اللهفة منك عليي!
أي لاتستغربي،أنا طلبت من ربي يورجيني بصيص أمل معك،و وعدته أني إذا شفت هالبصيص ف رح كون قد الأمانة،و قد رجولتي،و قد عهدي معه،بأني ما حدثك ولا أتقرب منك إلا لتكوني حلالي.
لهيك،بعد الرسالة،اللي أفصحت فيها عن جزء بسيط من اللي بكنه بصدري و بروحي الك،لمهدلك عن حديثي هاد.
قررت أتصل لخبرك،بأني طالب أيدك على سنة الله و رسوله.
قررت خبرك أني طالب أرتبط معك بميثاق غليظ،يسمحلي عبرلك عن كل صغيرة و كبيرة اعتملت و عم تعتمل فيني تجاهك،بدون ماخاف أعصي فيكي ربي،يا دُرة الروح.
لأنك دُرة و الدُرة لازم تنصان،ولازم كون رجل أمام نفسي و أمامك،و ما أسمح للشيطان يغويني و يمنيني بسعادة مزيفة و مشبعة بالعصيان.
ولأني بخاف،بخاف بعدما الله بعتلي الإشارة وبصيص الأمل،يسلبك مني بسبب تهوري و انقيادي بس خلف مشاعري.
هذا طلبي و أنتِ مطلوبي،ومنايي أسمع موافقتك.
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺