غرزة_مخفية ثلاثيات_الجوى فيلوفوبيا الجزء الثالث والأخير حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
غرزة_مخفية ثلاثيات_الجوى فيلوفوبيا الجزء الثالث والأخير حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
صدمات متتالية!
بس الأخيرة كانت الأكبر و الأقوى.
مهند كان كتير لبق بطلبه،و رغم عمق المشاعر اللي حسيتها من كلامه و تعبيراته و لهفته،إلا أنه أبداً ما ألح عليي،و لا استعطفني حتى أعطيه الموافقة.
و هذا الشي كتير كبّره بعيني،مين مننا بتحب الرجل اللحوح أو الضعيف.
و غير هيك،كبر بعيني لأنه ما استخدم مشاعره و حبه كوسيلة ضغط عليي،هو حاسس أني بحس بشي تجاهه بس ماسمح لنفسه يقتحم خصوصيتي و يتكهن بماهية هالمشاعر.
و هذا كتير مهم بالنسبة الي.
كلنا منعرف لحظة اعتراف الرجل بالحب قديش حلوة و مهمة و استثنائية بالنسبة للأنثى،
بس الاستثنائي أكثر بنظري أنه اعترف بحبه و ماحاول يسحب مني أي كلمة عن اللي بحسه أنا.
ولا حاول يستغل مشاعري لصفه ويحصل على الموافقة.
هو فقط أفصح عن اللي بداخله و قدم طلبه و أعطاني مهلة للتفكير و رد الجواب.
هذا دليل أنه هو بده ياني أختاره بعقلي مو بقلبي،بده ياني فكر فيه بشكل جدي كشريك للحياة مو كحبيب لفترة يمكن تكون مؤقتة!
مابده مشاعري تجاهه تأثر على قراري و تخليني وافق بدون اقتناع،كأني عم أضحك على نفسي.
و هذا ماجعلني حقيقةً حبه،لأنه قوي و مشاعره ما أضعفته على العكس قوته،ماخلته يترجاني لوافق حتى أرضي مشاعره.
لأنه ملك موقف و ثبت عنده،و لأنه بصراحة نضح بالرجولة رغم صغر عمره مقارنة بأشخاص أكبر منه بسنوات و ما بيملكوا ما ملكه من هالرجولة.
و هذا بيثبت أنه الرجولة و الوعي مالهم علاقة بالعمر،بنظري الرجولة هي مجموعة مبادئ بيتربى عليها الشخص،حتى يوصل لمرحلة تنضج تربيته و تجربته و تظهر هالخصال على شكل مواقف و كلام و تصرفات.
حتى يوصل لمرحلة بيكون قادر فيها على تبني هالرجولة و العمل فيها بكل تفاصيل حياته،حتى أصغرها.
خلال ثلاثة أيام فكرت فيهم ،و صليت صلاة الاستخارة و حسيت بإرتياح تجاهه،وحسيت بانشراح بصدري،و فعلاً عيوني بلشوا يصورولي إياه على أنه هو الشخص المنتظر اللي رح يكمل معي بقية حياتي.
بس لفت نظري أنه بهدول الأيام _اللي هن المهلة المفترضة للتفكير_ ماشفته أبداً،ولا حتى لمحته بالجامعة ولا بالحديقة ولا بمكان!
مع أني من قبل كنت كتير ألمحه،مابعرف ليش توارى عن نظري،بس يمكن حتى مايحرجني ويخجلني هيك فسرتها.
انقضت المهلة و باليوم الثالث و مثل ماعمل هو الساعة 12 ليلاً،بعثت له رسالة قلت فيها:
_فيك تجيب أهلك و تتفضل
طبعاً كتبت و أنا قلبي بين إيديي،و ابتسامتي نابعة من روحي هالمرة،
و كأني مو مصدقة أني عم أبعث هالكلام لمهند
"رجل العمارة" اللي لاحقتني نظراته ثلاث سنين،و خلى قلبي يرجف كلما شوفه!
بس استغربت أنه استلم الرسالة و مارد عليها و لاحتى اتصل!
باليوم التالي و بحديقة الجامعة كنت جالسة عم ارتاح بين المحاضرات،و لسا مهند ما بين لحد الآن و بصراحة كتير استغربت موقفه!
كنت عم أقرأ بكتابي،و عم حاول ألهي عقلي عن التفكير فيه،و خاصة عيونه الرماديات!
فجأة أجت سارة و سلمت عليي:
_كيفك دُرة؟
_أهلين سارة،كيفك أنتِ؟
_أنا بخير،تفضلي هدول من مهند
مدت لي يدها بكأس قهوة و معه قطعة كيك،أخذتهم و أنا مستغربة أكثر،أنه ليش يرسلهم معها هي بالذات!،رغم جمال المفاجأة إلا أنه الاستغراب كان مسيطر عليي
وهي رصدت هالشي و ابتسمت بوجهي وقالت بلطف:
_معك حق تستغربي،مهند بيكون ابن خالتي،وهو طلب مني وصلّك ياهم،وقال أنه خبرك عن السبب اللي مخليه مايحكي معك.
و طلب مني أسألك عن رقم بيتك و العنوان.
أومأت بإيجاب و أنا لسا عم أستوعب،طالعت ورقة و قلم و سجلت المعلومات اللي طلبها و أعطيتهم لسارة اللي بدورها تشكرتني و غادرت،ماقدرت إلا راقبها و ألحقها بنظري ،لشوفه واقف بعيد عني،و عم يراقب بصمت مثل عادته،أخذ منها الورقة،و لف وجهه و مشي بدون ما حتى ينظر فيني أو تتلاقى عيوننا!
معقول يعني عم يشوقني له؟
ولا هو عهده مع ربه و خايف ينكث فيه؟
بس النظرة ما بتخل بالعهد صحيح؟
كأنه الشوق بلش يشتعل بصدري و بدأت أشتاق للنظر بعيونه؟
يبدو أني أمام شخص بيعرف تماماً يتعامل مع مشاعره،وبيعرف يضبط نفسه أمامها!
و يبدو أني أمام حب كبير عم يطرق على أبواب قلبي و ماعندي أي رغبة بمقاومته أو صده!
رفعت الكأس الورقي وفتحت الغطاء لأشرب منه،بس لاحظت أنه مكتوب بخط اليد على الكأس:
يا دُرةً اختبأت بمحارها_مهلاً عليَّ فإني غريقُ الحب و الوجدِ.
مابقدر أوصف الي حسيت فيه بهاللحظة،سعادة و حب و شوق و فرح حقيقي لأول مرة بحس فيه.
ولأول مرة بحس بطعم مختلف للقهوة،وكأنها أطيب قهوة بالكون كله.
طبعاً احتفظت بالكأس،وخبيته كذكرى لطيفة.
ولما رحت على البيت كان إتصال أهله سابقني و أمي واضح عليها هالشي،تصرفت بطبيعية و كأني ما بعرف شي،و لما قعدنا نتغدى فاتحتني أمي بالموضوع،بس ماكان مبين عليها الفرح كتير!
_دُرة،اليوم اتصلت فيني أم مهند
حاصرتني بصراحتها و بقولها "أم مهند"!،فتركت الأكل من إيدي ونظرت لها مباشرة:
_مين أم مهند أمي؟
ابتسمت بلطف كعادتها و حطت إيدها الدافية فوق إيدي و مسدت عليها:
_رح تعملي حالك غشيمة؟ المخلوقة حكت معي بشكل مباشر و قالت أنه الشب عنده رغبة فيكي و صارحك بهالشي و أنتِ أبديتي موافقتك،و هن حابين يطلبوكي بشكل رسمي،و يعقدوا القران، بأقرب وقت،لهيك بدي تجهزي حالك.
مع أني فرحت بكلامها،بس زعلت من حالي لأني خبيت عليها،مابعرف ليش حسيتها زعلت مني لهالشي و مافي بنبرتها أي فرح،جاوبتها و نبرة صوتي حملت إحساسي بالذنب:
_أمي أنا آسفة لأني ماخبرتك،صدقيني كل القصة أنه هو اتصل فيني وخبرني أنه حابب يطلب إيدي و أعطاني مهلة لفكر و بعدما بيتت إستخارة بعتت له رسالة بأنه فيه يبعت أهله،بس هيك صدقييني مافي بيني و بينه أي شي!
عاودت الابتسام الحنون،و أسبلت جفونها برقة و التمعوا عيونها وقالت:
_أنا بعرف شو مربية،و ماني زعلانة منك،و واثقة كتير إنك مابتغلطي.
رفعت يدها عن يدي و رجعت للخلف و طالعت مصاري من جيب ملابسها و وضعتهم على الطاولة،نظرت لهم باستغراب و رفعت نظري لعيونها و حسيت بأني توترت لمجرد التفكير إنها تدينتهم،وقبل ما أفتح شفاهي و أحكي كانت سابقتني و قالت:
_لاتخافي ما تدينتهم من حدا،هدول كنت عم شيلهم على جنب لمناسبة مثل هي،و هلأ إجا وقتهم،بدي ياكي تروحي على السوق و تشتري تياب حلوين يليقوا بضيوفنا،و تيجيبي ضيافة مرتبة لنبيض وجهنا أدامهم
_بس أمي تيابي مناح و مافيهم شي!
ردت بحلم و حنية:
_معلش،بدي خطيبك يشوفك أحلى وحدة بالدنيا،مابدي حدا يظن نفسه أحسن منك لو لحظة وحدة!
لاتناقشيني و اعملي مثل ما عم قلك.
_حاضر أمي
وصار مثل ما أمي طلبت،وبعد أيام كانوا مهند و أهله و جاهته ببيتنا،عم يطلبوني من عمومي و أخوالي،و بنفس الجلسة انعقد قراننا،وصرت حلاله مثلما هو رغب.
و بعد أجواء العادات و التقاليد المعروفة،و بعدما مشيوا الضيوف و أهله و بقي مهند لوحده ببيتنا،صار وقت أننا نقعد لوحدنا،خجلت كتير و ارتبكت ،بس أخيراً أجت أمي و شجعتني،
حضنتها و استمديت منها الشجاعة و نقرت على الباب ودخلت،كان مبين متوتر و لما شافني وقف فوراً،مشيت اتجاهه ببطئ،ولما صرت مقابله ارتبكت و شبكت إيدي ببعض و ماقدرت أكمل النظر بعيونه،مدلي يده ليسلم عليي،و ناداني:
_دُرة الروح!
انجبرت انظر بعيونه،وشوف الطريقة الرائعة اللي عم ينظرلي فيها،وكيف عيونه عم يلمعوا بالحب!
قال:
_سلمي عليي!
بعد تردد حطيت يدي براحته،شد عليها و ابتسم لي بشكل ساحر وماتركها أبداً،أجلسني جنبه و لسا ممسك فيها و وضع راحته الثانية فوقها و كأنه خايف أني أسحبها،قال بصوت دافي مليان مشاعر:
_بتعرفي أنه المهلة اللي اخذتيها للتفكير،مانمت فيها ولا ليلة!
و قضيت الليالي الثلاثة معتكف و عم أدعي لتقبلي فيني.
قلت باستغراب:
_ليش كل هاد؟!
قال وهو عم يتأمل ملامحي:
_لأني من يوم شفتك لأول مرة،وقع بقلبي شي ما وقع لبنت غيرك،و لما حسيت أني بلشت أتورط وحبك،وماكان في إمكانية أتقدملك،لعدة أسباب،
طلبتك وقتها من ربي،طلبت أنه يجعلك على اسمي،وما يعطيكي لغيري،بس ليجي الوقت وكون قادر أخطي هالخطوة،ثلاث سنين و أنا كل يوم بدعي
"يارب اجعلها من نصيبي"
و أوقات ادعي "يارب خليها تحبني"
ويبدو الدعوتين استجيبوا،بس بهدول الثلاث ليالي،خفت كتير
خفت لما تفكري و توازني بيني وبين كل شي تاني بحياتك كفتي تهبط!
وخاصة أني بعرف أنك مجتهدة و دراستك كتير مهمة عندك،خفت أنه لو كان عندك مشاعر تتجاهليها بينما تنهي دراستك مثلاً و تخليني انطر بدال الثلاث ليالي،ثلاث سنين كمان!
بس الحمدلله وافقتي،و طلعت مخاوفي مو بمكانها.
ميلت راسي و ابتسمت هالمرة من قلبي،وحسيت أديش الله رح يعوضني بهالشخص،و رديت له:
_أي الحمدلله
قال بنبرة مشبعة بالمشاعر و لكن بصوت خافت:
_أنا بحبك
اتسعت ابتسامتي و قلت:
_يبدو أني رح أسمع منك قصص كتيرة عن حبك،يا "رجل العمارة"
قطب حاجبيه باستغراب،لكني كملت:
_هاد لقبك عندي
_رجل العمارة؟
ضحك بخفة وقال:
_مقبول منك،مع أني حلمت بلقب أحلى
_يمكن مع الأيام
اقترب مني و مسك يديي و رفعهن لشفاهه و قبلهن و نظر بعيوني عن قرب وقال:
_ماني مصدق أنك صرتي إلي،يا الله شو طلبتك،شو ترجيت ربي كرمالك،صدقيني كنت بقدر كون مثل أي شب و أخطي تجاهك و عبرلك عن مشاعري و أقنعك فيني و عيش و عيشك قصة حب مابتخطر على الخيال!
بس..........فكرت
البدايات التي لاترضي الله،نهايتها لن ترضيك.
يمكن لو صرتي حلالي بالنهاية،ما أسعد معك،ماحس بحلاوة هالشي وقيمته
يمكن لو تزوجتك ما نتفق،يمكن تطلعلي مشاكل كتيرة تكون هي النهاية اللي مارح ترضيني!
يمكن تنردلي كل كلمة قلتلك ياها بالحرام ببنتي أو أختي،
لك يمكن آخر شي نتطلق مثلاً،موشرط تكون النهاية الغير مرضية هي أننا نترك بعض قبل الزواج،بجوز لو كمل هالزواج مايكون متل ماحلمنا.
فكرت أني مابدي قضي عمري عم كفر عن ذنب حبي الك و علاقتي فيكي!
بالعكس أنا بدي قضيه عم أشكر ربي عليكي!
بعرف علاقات الحب و بعرف أديش بينجرف الشخص بمشاعره،دُرة أنتِ بدون ماتعرفي كنتي عندي أغلى من كل هالشي،و أغلى من أني قول بحبك و أعرف حسابي عليها،لهيك صبرت و بلعت مر الصبر و تجرعته مشان هي اللحظة.
أنا حتى ابتسامة ماكنت ابتسملك من خوفي ليروح رصيدي من الصبر،لهالدرجة أنا خفت الله فيكي!
وهلأ صرتي ملكي،و صرت بقدر عبرلك بكل الطرق عن المشاعر الي تكدست بقلبي ثلاث سنين.
و منى قلبي تكوني بتحملي نفس هالمشاعر الي،
لو مو بنفس القدر لأني بعرف خجلك،بس على الأقل تكوني بلشتي تحبيني.
نقلت نظري بين مقلتيه اللامعتين،و ماعرفت كيف رد و لا شوقول أدام كل هالكلام،ماقدرت إلا ابتسم له،و شد أصابعي على أصابعه،ليردلي الابتسامة بواحدة أجمل و أحلى و أعذب،ويكمل كلامه:
_جبتلك هدية،مارح تخطر على بالك
ترك ايديي،و التفت للكيس الورقي خلفه،فتحه و طالع منه المعطف اللي اشترته مني سارة،انذهلت و أخذت ثواني لاستوعبت
_أنت اللي اشتريته؟
_و بالسعر الي طلبتيه و فوقه حبة مسك كمان
_بس ليش؟؟
_لأنه كتير كان حلو عليكي،كتير كنتي ملفتة للنظر و أنتي لابستيه،و خاصة البيريه على شعرك الكستنائي،كيف بدك ياني أتحمل شوفك فيه و أتحمل أنه كل الشباب رح ينظرولك و أنتي لابستيه؟صدقيني لو بقدر لخليتك تخلعيه بنفس اللحظة،بس انجبرت أصبر يومين لآخذه و خبيه عندي.
_بس شو أكدلك أني ما رح جيب لسارة واحد مثله مثلاً؟
ابتسم بذكاء و ألبسني الجاكيت و وضع البيريه على شعري و توسعت ابتسامته للآخر وهو عم ينظر لي وقال:
_شعارك يا مصممة
رفعت حاجبي باستغراب،ولكنه أشار بأصبعه للوردة السداسية اللي بطرزها بالعادة،لما نظرت لها و رجعت نظرت فيه غمزني و قرب وجهه من وجهي:
_أنا بعرف عنك كل شي
_بتعرف أني.....
قاطعني وقال:
_خياطة؟ومو أي خياطة،مصممة أزياء.
_وبتعرف من وين بجيب الأقمشة؟
_سهلة،سوق الملابس الأوروبية
نظرت له بشك وتمحيص وسألت بحدة:
_كنت تراقبني؟؟
ضحك بخفة و قرص أنفي ليخفف انفعالي:
_مو دائماً،بس شوية دقة ملاحظة خلوني أكشف سرك،بس ماخبرت حدا حتى ما أحرجك أدام زباينك.
خفضت راسي،وسحبت إيديي بهدوء من بين يديه و رجعت للخلف بشكل بسيط،لكنه فهمني و رجع مسك ايديي من جديد و رفعلي وجهي ليتلاقوا عيوننا،وقال بحنية:
_لاتخجلي،أنا فخور فيكي كتير!
سألت بعفوية:
_عن جد؟
ابتسم وقال:
_طبعاً،مو أي حدا بيقدر يكون مثلك و يعمل اللي عملتيه،بس بدي قلك أنه،لهون وبس
قطبت حاجبي وسألت:
_شوقصدك؟
_قصدي أنه،بيكفي خلص،نزلي هالحمل عن اكتافك و اعطيني ياه أنا بحمله عنك،ارتكي عليي واتأكدي أني بضهرك سند،و سند قوي كمان
_بس أنا ماتعودت أطلب من حدا ولا أعتمد على حدا!
_و أنا مو أي حدا،و بعدين أنا مارح يكون الي فضل عليكي بهالشي،هذا واجبي و رح قوم فيه على أفضل صورة.
_بس.....
وضع أصابعه على شفاههي و أسكتني رغماً عني،و بعدها مسح على وجهي بيده و مازالت ابتسامته طاغية على ملامحه و قال بهدوء:
_مارح أحرمك من هوايتك،مارسيها براحتك و خيطي و صممي قد مابدك،بس لنفسك!
مابدي ياكي بعد اليوم تفكري تبيعي أي قطعة،ولا تحملي هم مصروفك أو مصروف دراستك أو أي شي تاني،تمام؟
تركيني أعمل واجبي تجاهك،متل ما الله أمر
قلت بتردد:
_ماني متعودة!
رد بإصرار:
_بتتعودي!،صار لازم تعيشي حياتك مثل أي بنت بعمرك و أحسن حتى!
غمرني شعور لايمكن وصفه،حسيت أني غالية أني بستحق!
حسيت أنه في حدا خايف عليي و بده راحتي و سعادتي،حسيت بقيمتي الحقيقية بقلبه،و بكمية صدقه تجاهي!
حسيت بالعوض،عوض الله الجميل!
مشاعر كتير اعتملت بقلبي و مابقدر اختزلها بكلمة أو وصف!
قلت و عيوني عم تتلألأ و هالمرة أنا اللي شديت قبضتي على يديه:
_من وين الله بعث لي إياك؟
_مابتعرفي،يمكن كون أمنية تحققت،أو دعوة استجيبت،أو تنهيدة ماحدا سمعها إلا ربك،أو حاجة ماسة مابحتي فيها لحدا،يمكن كون الحلاوة بعد الصبر!
أنا بعرف كل قصة حياتك،و بعرف قديش قدمتي تضحيات وتعبتي،ومابدي إلا أني أسعدك و أُسعد معك،بس هيك!
لأني و من وسط قلبي و روحي،بحبك يا درة الروح.
ومن هون بلشت حكايتي مع مهند،يلي كان العوض بكل معانيه،وكان الرجل الحقيقي يلي لطالما انتظرته و تخيلت حضوره بحياتي!
بعد هاليوم كل شي تغير،و صار لكل شي طعم مختلف.
و للجامعة بالذات صارت نكهة مختلفة تماماً برفقته طوال الوقت،مع أنه تخرج بعد خطوبتنا بشهر،إلا أنه بقي مصر على توصيلي منها و إليها كل يوم،بلشت أكتشف شخصيته الجذابة،و جوانب كتيرة فيه كانت فعلاً مهذبة و معتنى فيها جداً،اكتشفت التزامه الديني الكبير،و مدى تأثير هالالتزام عليه و جعله أكثر جاذبية و اتزان و رجولة بنظري!
و ببطئ و مع مرور الوقت،قدر يقنعني أتحجب،
ومابقدر أوصف فرحته فيني لما تحجبت،فرح لدرجة أنه أخذني على السوق و اشترى لي كل أنواع و أشكال و ألوان الحجابات،وحتى اشترى لي ملابس تناسب حجابي،مع أني كنت محتشمة بلباسي و لكنه كان له رأي ثاني ماقدرت خالفه،لأنه عم يتصرف معي من منطلق الحرص و الحب والغيرة الإيجابية!
شهرين مرقوا،وماكان في أحلى من حياتي معه،ذقت حلاوة مابعدها حلاوة،و عشت بقمة السعادة حرفياً،و حتى أمي كانت كتير متطمنة عليي معه.
لحد ما أجا هداك اليوم المشؤوم!
طلعنا المسا نتمشى،بس لسوء حظنا بإحدى الحارات اللي مرينا فيها،تواجد الشاب اللي مرة ضرب مهند و هرب!
ماكنت بعرف سبب الخلاف بينهم و نسيت تماماً اسأله عنه،بس كانت النظرات بينهم مو طبيعية،
ماكان في غيرنا بالزقاق،و الدنيا عتمة.
و بلش هداك الشاب يسمعه كلام طالع نازل،كلام كتير مستفز،بس مهند حاول يحافظ على هدوئه،ويتجاهله،و أنا حاولت خليه يبقى هادي،و يتحاشاه و يتحاشى كلامه المسموم،بس كان كتير مصر يستفزه و يغضبه،و وصلت معه يسمعه كلام عني أنا،كلام كتير بشع!
وبهاللحظة انفعل مهند و ما تحمل،وتحول الزقاق لساحة معركة،رجعت للخلف وأنا خايفة،وماني عارفة شو أعمل،مهند أوسعه ضرب و لكمات،ولكنه كان لسا مصر يتفوه بكلام سخيف عني!!
و كأني أنا كنت سبب الخلاف،و مهند قدر ياخذني منه!
فجأة هداك الشاب سحب خنجر من تحت ملابسه و حاول يضرب مهند فيه،وبحركة سريعة،وبلحظة قاسمة حرفياً،مسك له مهند يده و لواها،و غرز الخنجر ببطن صاحبه!!!
و بثواني خارت قواه،و وقع على الأرض و بدأ بطنه ينزف!
انصدمت و انشل دماغي عن التفكير،و مهند تجمد بمكانه و صدره فقط اللي كان عم يصعد و يهبط،و كأنه غير مصدق شو عمل!
لكنه فجأة نظر لي،و حسيت نظراته عم تستنجد فيني،قرب مني و مسك ايديي،و عيونه توسلوا لي:
_س...س ...ساعديني،ساعديني دُرة بترجاكي!!
قلت بهلع:
_كيف بدي ساعدك كيف!!
جاوبني برجاء:
_خلينا ناخده لبيتك،و أنتِ أسعفيه،أنتِ دكتورة!
بجبلك كل شي بتحتاجيه بس أسعفيه بترجاكي!
_بدك ياني أنا أسعفه؟
قال بإصرار و لكن بصوت مرتجف:
_أي،أي أنتِ!!
هو جرح صغير،أنا متأكد،بتخيطيه بغرز مخفية،و مننطره ليصحى و مستعد صالحه و أقنعه مايشتكي عليي،بترجاكي،حياتي المهنية لسا بأولها،و بدنا نتزوج و نأسس عيلة!
لاتسمحي لمستقبلي يضيع دُرة بترجاكي!!!
بتعرفي أنه هاد اسمه شروع بالقت.ل؟؟
بتعرفي عقوبته؟؟
مالي غيرك يا دُرة مالي غيرك!
هي غرزة مخفية،بتخيطي الجرح،و بعطيه حق سكوته،و يا دار مادخلك شر!
وقفت بينه و بين جسد الشاب الملقى على الأرض وعم ينزف!
و ماعرفت شو أعمل؟ولا كيف أتصرف؟
إذا ساعدته بكون عم خون ضميري!
و إذا ماساعدته بخون قلبي!
شو أعمل!!!!
النهاية
برأيكم شو عملت دُرة؟
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺