MrJazsohanisharma

رواية صمت الفتيات الفصل السادس والسابع والثامن بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية صمت الفتيات الفصل السادس والسابع والثامن بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية صمت الفتيات الفصل السادس والسابع والثامن بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


هبط من الطابق العلوى و الشمس مكتملة في السماء و امي بغرفتها وكالعادتها مشغوله في تصحيح واجب التلاميذ فهي تعمل معلمه لغه عربيه ولا تسمح لأحد في ذلك الوقت بالدخول لغرفتها و يزعجها، لذلك تحركت خارج المنزل بهدوء شديد و اخذتني خطواتي بعيدا ، خارج البيت للحقول وباتجاه الطريق الرئيسي ثم وضعت الدراجه على الارضيه و ركضت بها اسير ، بخطوات حماسيه سريعه بدرجتي الجديده الذي اشتراها والدي قبل أيام قليلة. كنت اقيدها وانا مبتسمه بسعاده كبيره و خصلات شعري تتطاير من الهواء.. كنت في الخامسة من عمري ، وهذه كانت اقصى احلامي حينها اللعب وان اكون سعيده


واصلت السير بالدراجة ، مشيًا مختبئًا بين الأشجار لكنني توقفت فجأة بانتباه عندما وجدت أنوار سيارة تقترب من الخلف لم أكن أهتم في البداية وكنت سأستمر في المشي ، لكنني توقفت عندما وجدت رجل يخرج من السيارة ويتقدم نحوه فتاة تسير بسلام ، لكنه اقترب منها تجاهلته الفتاه في البداية واكملت مشي ، لكن اقترب منها بإصرار وتقف أمامها وتطلع فيها بتلك النظرات الشهوانية رغم أنها لم تفعل له شيئا ..لكني لم أفهم هذه النظرات عندما كنت في هذا السن الصغيرة


بينما الرجل قد اقترب منها و امتدت يده بجرأه تتلمس جسدها ويدايها تحاول إبعادهما بضعف شديد لكنة لم يبتعد ، فلم تجد الفتاه غير من زرع أظافرها في وجهه لتنتزع طبقة من جلده لكنه كان سريعا فأمسك بيدها و صفعها بقوة.. و فجاه أطلقت الفتاه صرخة خافتة فلتت من بين أسنانها وتطلع فيها الراجل بغضب وهو يبتسم شماته ليتركها اخيرا وتفاجئت بي الفتاه ترحل وهي تبكي بشده ولم تاخذ حقها منه رغم انه هو من ابتدا في البدايه بالتطاول عليها وحاول مضايقتها. 


توقفت لحظات بأعين متسعه بخوف شديد وانا اشاهد هذا الموقف الذي حدث امامي ولم أفهم شيئا، تخيلاتي لم تكن سوى تخيلات غير مفهومة وفجاه قبل ان اتحرك للرحيل الى المنزل سمعت صوت يُنادي من بعيد، تجاهلته وقد بدأ الخوف يتسرب لروحي واعتقدت ان هذا الرجل جاء اليه انا الاخرى رغم اني لم افعل له شيء لكن الفتاه ايضا لم تاذيه ولا تفعل شيء له؟ ، ولكن لا مكان للامان الآن، وفجاه شعرت بيد تجذبني نحوها لاصرخ بخوف وذعر قبل أن التفت خلفي واجد أبي! وهنا تنهدت براحه شديدة وابتسمت بأمان.


جذبني ابي من يدي بغضب شديد حتي وصل إلى المنزل ودلف وهو يصيح بصراخ حاد


= اتفضلي يا هانم بنتك خرجت وكانت بره البيت لوحدها في ساعه زي دي، انتي كنتي فين و ازاي تسيبيها تخرج لوحدها بره 


ركضت امي نحوي بفزع وأنا جريت اختبئ وأرتمي داخل احضانها الحنونة وانا غاضبة، غاضبة جداً وحزينة ايضاً لتقول نشوي وهي تمسح على رأسي بحنان 


=انا كنت جوه في المكتب براجع على دروس التلاميذ وهي استاذنتني بس انا رفضت.. اللي خلاكي تخرجي لوحدك بس يا ريحانه 


لمحت نظرات عتاب من امي لي وانا بدأت ابكي في أحضانها وهي تداعب شعري وقلت بتبرير وزعل 


= كنت عاوزه العب بالعجله اللي بابا اشتريهالي بره في الشارع 


لم افهم حينها الخطا الذي ارتكبته ومازالت دقات قلبي تتراقص بسرعه من تصرف ابي الذي قاطع شرودي بقسوة شديدة وهو يقول


=انا اشتريتلك العجله دي عشان تلعبي بيها في البيت و إياكي ثاني مره تطلعي بره الشارع من غيري انا او أمك، حسك عينك تعملي حاجه زي كده وتطلعي بره.. لولا ان انا اخذت بالي منك بالصدفه وانا راجع من الشغل كان الله واعلم الزباله الثاني عمل فيكي ايه 


عقدت أمي حاجبيها بدهشة وقلق من كلمات أبي ثم ابعدتني أمي قليلاً برفق دون ان تفلتني من احضانها وقالت وهي تنظر إليه بحب 


=ادخلي جوه يا ريحانه الاوضه بتاعتك وانا شويه وطالعه ليكي يا حبيبتي


تحركت بالفعل إلي الداخل بملامح مزعجة وعيوني الحزينة، ونظرت نشوي إلي زوجها وقالت بقلق شديد


=هو مين ده اللي بتتكلم عنه يا اسماعيل هو في ايه؟ اللي معصبك كده أوي


ضيق حدقتيه عليها مكتفاً ذراعيه فوق صدره مزمجراً بقسوة وبفحيح حاد


=واحد حيوان كان بيتحرش بي بنت في نفس الشارع اللي كانت بنتك بتلعب فيه الشارع اصلا كان هادي وما فيهوش حد غيرهم.. تقدري تقولي لي كنتي هتعملي ايه لو الحيوان ده قرب من بنتك وهي لوحدها 


شهقت نشوي بصدمه وخوف ثم ابتلعت ريقها بتوتر قائله 


=خلاص يا اسماعيل اهدى والحمد لله انها جاءت على قد كده وما حصلش حاجه، اهدى بقى البنت مخضوضه منك وخافت


ليقول و هو يرمقها بنظرات سامة مملتئة بالسخط والغضب 


=وانا مش لسه هاستنى لما يحصل ليها حاجه كفايه القرف اللي أنا باسمعه وبشوفه كل يوم.. الدنيا بره مش امان.. روحي هاتي العجله منها طول ما هي موجوده في البيت بنتك هتكرر إللي عملته وتطلع بره ثاني من وراءكي والله اعلم اللي هيحصل المره دي بقي، و قولي ليها ما فيش طلوع بره البيت ثاني الدنيا بره مش امان! 


تنهدت نشوي بضيق شديد وقالت بتوجس 


=طب بلاش تاخذ العجله عشان خاطري انت لسه جايبها ليها بقيلك يومين وهي كان نفسها فيها قوي سيبها تلعب بيها شويه وانا اوعدك انها مش هتخرج بره البيت تاني


رمقها بنظرة متصلبة قبل ان يشير برأسه و بيده قائلاً بضجر


=نشوى ما بحبش أعيد كلامي مرتين روحي هاتي العجله منها، انا بعمل كده لمصلحتها وعشان خايفه عليها من اللي بره


كنت واقفه من بعيدا اراقب حديثهم وابكي بشهقات منخفضة و قد اصبح وجهي محمر من شدة البكاء.. عندما علمت ان ابي سياخذ الدراجه مني رغم انني لم اخطا في شيء، انا بالاساس لم افهم حتى الان ما خطا الفتاه ايضا التي ضايقها ذلك الرجل المتحرش.. شعرت بشعور من الضيق يتغلغل داخلي،ولم تجد امي غير ان تهز راسها ببطء باستسلام وتحركت لتحضر الدراجه له.. وانا ظليت ابكي لساعات متواصله بحزن شديد منهم. 


وفي المساء دعتني والدتي الى وجبة العشاء فقد احضرت لي وجبتي المفضله حتى انسى حزني على دراجتي .. جلست وكنت آكل لوحدي و لم يشاركني أحد الطعام ! حتى اقترب مني ابي وابتسم اسماعيل وهو يقبل يدي و رأسي بحنان طاغي وقال بهدوء يحاول يواسيني 


=متزعليش مني يا ريحانه انتي عارفه يا حبيبتي ان انا بحبك قد ايه بس بخاف عليكي اكثر ، عشان كده لما الاقي حاجه عاوزاها بس ممكن تؤذيكٍ لازم أبعدها عنك، عشان كده اخذت منك العجله بس هجيبلك لعبه احسن تلعبي بيها في البيت بس! اتفقنا 


تساؤلات كثيرة تبعثرت في عقلي ولكني ساعتها نطقت بأكثرها الحاحا و كنت خائفه من افكاري التي اطبقت على عقلي الصغير كفكيّ سمكه قرش وبدأت تلتهمني بلا رحمة 


=طب هو ليه الراجل ده ضرب البنت هي ما عملتلوش حاجه وحشه ،هو اللي ضايقها الاول 


نظر الية ابي بغضب وضيق وكانه هذا ما يخشى ثم نظر الى امي الذي توترت ايضا بشده، عقد حاجبي باستغراب ولم افهم ما بهم هل سؤالي صعب للغاية هكذا، حتى بعد فتره اجاب ابي باختصار شديد


= حبيبتي ما لكيش دعوه بالكلام ده انتي لسه صغيره، ولما تلاقي حاجه زي كده تمشي على طول ما تقفيش زي النهارده.. والبنت غلطانه عشان بتلبس لبس وحش عشان كده الراجل ضايقها


قبل ان استوعب حديث أبي أسرعت أمي تتحدث وهي تنظر إلى والدي بلوم قائله بابتسامه متوترة 


=اه يا حبيبتي مش ذيكٍ جميله وبتسمعي الكلام عشان كده لما هتكبري هتلبسي لبس كويس وتتحجبي ،عشان ما حدش يضايقك 


كان هذا أكبر خطأ وأصعب اجابه سمعتها منهم ان يعلموني وأنا في هذا العمر ان الخطأ يقع على الضحية وليست الجاني ..


بعد أيام قليلة ، بالفعل لم اخرج من المنزل بمفردي مرة أخرى وأبي لم يدعني اسير بالدراجة مرة ثانية خوفاً عليا من بالخارج! 

لقد قام بالفعل بحمايتي من الغرباء بالخارج ، حتى زوار المنزل والجيران والأصدقاء .. لكنه نسي أن يحميني من الاقارب! 


في منتصف العام الدراسي كانت امي مشغوله دائما هذه الفتره بالامتحانات والمراجعات الدراسيه لذلك كانت تتاخر كثيرا في الرجوع الى المنزل ومشغوله طول الوقت ، وابي ايضا كأن مشغول في العمل وكانت هذه طبيعه عملة بالاساس يتاخر لساعات طويله واحيانا لن اراه غير بعد اسبوع او تصل المده الي شهر .. وكنت اقضي هذه الايام بمفردي مع أي شخص موجود من العائله ، احيانا مع جدتي أو عمتي.. وفي اخر الليل تاتي امي وتاخذني للعوده الى المنزل.


قضيت وقتًا طويلاً مثل هذا حتى تفاجأت يومًا ما أن والدتي كانت تأخذني معها للعمل في المدرسة ، اسندت أمي بجسدها البدين علي كرسي المماثل امام المكتب و هي تفتحص بعض الاوراق التي بادت مهمة لها ضغطت علي شفتيها ليشدد تركيزها علي تلك الاوراق.. 


كنت جالسه معها داخل مكتبها وكانت مشغولة بالمراجعة الامتحانات.. ظليت العب بالاشياء التي بداخل المكتب بمشاغبه كثيرا وكانت امي تحذرني كل فترة واكثر من مره بالتوقف حتى تستطيع التركيز بالعمل وبعدها ستؤخذني لنعود للمنزل.. لكني قد مللت بشده من الانتظار لذلك كنت ألعب بأي شيء أمامي بدافع الملل.. 


بعد فترة قصيرة تقدمت من امي بوجه عابس ونظرت إلى ما كانت تفعلة، لاصعد فوق المكتب أمامها بحنق وقلت 


=انا عاوزه اروح عند تيته زبيده او عمته منى كنت هناك بلعب مع اولاد عمتي والجيران براحتي ، مش مبسوطه هنا ومش لاقيه حد العب معاه


نظرت إليه أمي بعدم رضي وقالت بتحذير


=مش بابا نبه قبل كده عليكي ما تلعبيش مع حد غريب عنك.. اوعي تقولي كده قدامه بقى عشان ما يفضلش يزعق ، وما تعمليش ثاني مره حاجه هو قال لك عليها لا


قلت بتلقائية و براءة شديدة 


=ما هم كويسين ومش بيعملوا حاجه وحشة ليا زي الراجل الوحش اللي عمل في البنت 


شهقت امي بصدمه وغضب مكتوم وهمست بصوت منخفض بغيظ


= ايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده بس اوعي تقولي كده ثاني مره قدام حد .. و آآ بعدين بابا مش قصده ما تلعبيش معاهم عشان هيعملوا حاجه وحشه فيكي، لا هو بيقول لك كده عشان ده الصح وما تقربيش ولا تلعبي مع حد غريب أو ما نعرفهوش.. فاهمه! 


أكملت أمي تصحيح الأوراق الذي أمامها بينما أنا لم يعجبني هذا! هزيت رأسي بملل وأنا أتحدث إليها بتوسل شديد


=حاضر بس انا زهقت ومش لاقيه حد العب معاه هنا يلا قومي وديني عند تيته وانا مش هالعب مع ولاد الجيران ثاني


رفعت أمي مقلتيها عن الاوراق التي اعلى المكتب ونظرت نحوي بضيق شديد قائله بنفاذ صبر


=يا بنتي اسكتي بقى وخليني اركز في اللي بعمله لو غلط غلطه واحده بس انا اللي هتحسب عليها وفيها مشياني من هنا ، وبعدين مش هينفع تروحي عند تيته الايام دي خالص عمتك منى هتعمل عمليه الزايده وتعبانه وكفايه عليها عيالها وتيته مش في البيت أصلا وقاعده مع عمتك بتخدمها عشان هي مش قادره تخدم نفسها ولا تخلي بالها من عيالها 


احتقن وجهي بعدم رضي وضميت شفتي بشكل طفولي غاضبة عندما تابعت أمي حديثها قائله بانشغال وعدم اهتمام لي


=روحي هناك العبي بقى باي حاجه وريحيني 


نظرت والدتي إلى الأوراق مرة أخرى باهتمام وبدأت في العمل مرة ثانية دون مبالاة، ضيقت عيناي بزعل منها وأنا أنظر إليها مكتفاً ذراعي فوق صدري لكن لم تنتبه لي من الاساس واكملت مراجعه الامتحانات بتركيز ، تنهدت باستسلام وهبطت من أعلي المكتب والقيت بنفسي فوق المقعد بقوة حتى تنظر اليه امي وتلاحظ زعلي لكن عندما سقطت فوقه الاريكه اصطدمت قدمي رغما عني نحو الطاوله بجانب الأريكة لتسقط المزهريه شظايا صغيرة علي الارضيه 


انتفضت أمي بفزع لتجد المزهريه مكسوره بالارض لتنظر إليه بغضب عارم وهي تصيح بحده


=يا نهار ابيض ، مالك يا ريحانه بقيتي شقيه قوي كده ليه بس وما بتسمعيش الكلام.. ابعدي ما تقربيش انا اللي هشيل الازاز عشان ما اتعوريش نفسك ..اقعدي على جنب بقى وريحيني شويه 


انكمشت خوفًا منها لانهض بعيدا في اخر زوايا الغرفه وهي نهضت بخطوات سريعة للعثور على قطع الزجاج واستمرت في تأنيبي بشدة وعندما انتهيت من إزالة الزجاج ، تنهدت بتعب ويأس مني.. وقبل أن تتحدث استمعت الى صوت هاتفها يرن نهضت لتجيب عليه وكان عمي حمدي يتحدث معها ومن الواضح أنه كان يستفسر عن شيء في الطعام لأنه يجلس وحده في المنزل بدون والدته أو أخته منى


وفي نهايه المكالمه ابتسمت أمي بهدوء وهي ترد عليه لا داعي للشكر ، لكن قبل ان يغلق الخط تسائل أمي اين وضعتي ريحانه ومع من هي تجلس الان؟ أجابت أمي وهي تنظر نحوي بعتاب شديد


=لا يا سيدي ريحانه قاعده معايا النهارده في المدرسه قاعده مجننه اللي جابوني لعب وتنطيط.. ما لقيتش حته اوديها فيها ما انت عارف اخوك طبيعه شغله ما ينفعش ياخذ حد معاه وحتى لو اخذها هو على طول مشغول ومش هيعرف ياخذ باله منها، ومش راضي نجيب مربيه تاخد بالها منها بيقول مش ضامن تعمل في البنت حاجه ولا تسرق البيت واحنا مش موجودين


لاخفض راسي وأنا اتحرك ببطء نحوي الكرسي لاجلس فوقه بينما اجاب حمدي علي أمي قائلا


= هو بصراحه معاه حق يا نشوى هو حد دلوقتي ضامن حد ، انتم الاثنين مشغولين طول الوقت والبنت بس اللي هتكون معاها وهي ممكن تسرق البيت وتمشي عادي ، طب صحيح ما تجيبيها تقعد معايا ما انا قاعد لوحدي ومش لاقي حد يونسني 


لمعت عيون امي بتفكير وكانها اخيرا وجدت طوق نجاه حتي تتخلص من ازعاجي المستمر لها وقالت بتردد


= بتتكلم جد يا حمدي مش هتضايقك ولا حاجه اصل هي بقت شقيه اوي الايام دي و مش عاوزه اسببلك ازعاج ولا حاجه 


ابتسم حمدي وهو يقول بنبرة هادئه 


=ولا ازعاج ولا حاجه ، انتي عارفه انا بحب ريحانه اد ايه وبعتبرها زي بنتي.. اقفلي وانا نصف ساعه وهعدي عليكي اخذها وما تشيليش همها طول ما هي معايا


**

بـعـد مـرور سـاعـة


في أحد الأحياء الشعبية وفي أحد المنازل البسيطة ، كان حمدي يقف في المطبخ يعد لنفسه ولريحانة التي كانت معه في المنزل شطائر سريعة حتي ليتناولوها ، لكنه استدار لي عندما وجد بعض الصعوبات في تحضير الطعام و التفت نحوي وأنا جالسة على الرخام وأراقب ما يفعله بابتسامة هادئة حتى ابتسم  عمي حمدي بوجه وقال بمرح 


=عندك خلفيه عن موضوع البيض بالشكشوكه ده بيتعمل ازاي.. ما كنت وفرت على نفسي وخليته بيض مطقش ولا مسلوق 


حركت كتفي بعدم معرفه وانا أقول بعبس طفولي 


=لا معرفش.. ماما ماكانتش بتدخلني المطبخ خالص بتخاف عليا ومش بتحب حد يقف معاها وهي بتطبخ 


تنهد حمدي ولم يتحدث مره ثانيه وبعد قليل كان يمدد حمدي بقدميه امام الطاولة الصغيرة المتواجدة امام التلفاز وتمعن بجثته علي الاريكة وكان يأكل بعض الساندوتشات التي صنعها هو وريحانه قبل قليل داخل المطبخ، ثم قمت من مكاني بقامتي القصيرة وقلت له


= هي تيته مش هتيجي النهارده 


نظر إليه وأجاب وهو يهز رأسه بضيق 


= لا وهتقعد اسبوعين عند مني، بتساعدها في شغل البيت عشان جوزها مسافر وهي قاعده لوحدها مع عيالها .. بس بتسالي ليه؟ 


زفرت بحنقة من اللعاب الطفولية.. وقلت بصوت خافض بزهق يخرج من ثغري بالغضب 


=انا زهقت ومش لاقيه حاجه هنا اعملها برده.. وما فيش لعب في البيت 


اخذ رشفة من ذلك العصير الذي أعده بيديه وتنهد بهدوء شديد و هو يقول باقتراح


= تاخذي تلعبي في التليفون بتاعي 


تحمست و انصت بكل خلايا في جسدي إلي عمي حمدي و قلت بصوت هامس ببهجة امتلأت ملامحي 


=هو ينفع 


اماء رأسه باسمًا و علامات الرحب تتسمه ثم 

اعتدل في جلسته و وقف لوهلة ليأخذ الهاتف من أعلي الطاوله مشيراً إليه بالموافقه ثم اعتدل من هيئته ناظراً لي بتفحص قائلا


=اكيد يا حبيبتي ينفع.. تعالي خذيه واقعدي جنبي! عشان ما تمسحيش حاجه بالغلط مهمه فيه


وفر لي عمي حمدي مكانًا للجلوس بجانبه على الأريكة ، ثم أعطاني الهاتف بعد أن أحضر لي لعبة حتى أتمكن من اللعب والاستمتاع بها، استمريت العب بحماس كبير واهتمام ولم أهتم لما حولي ،ثم رفع عمي يده بلطف ومر بيده علي شعري الاسود الكثيف.. ثم امسك بكلتا كتفي العاريتين وحملني بين ذراعيه ليضعني فوق قدميه.. و واصل في المسح علي كتفي العاري برفق وبلطف.


وعندما رفعت عيوني نظرت اليه بحيره فقد باغتني سؤاله وهو يربت علي ظهري بهدوء وقال 


= عجبتك اللعبه؟ مبسوطه ولا لسه زهقانه؟ 


ابتسمت ببراءة وانا اهز رأسي بالايجابي وبتجاهل اخذت تركيزي الى اللعب بالهاتف دون مبالاة، بينما هو اخذ يده تربت علي ظهري بنعومة و مال عليه بهدوء خائفاً من ان يثير فزعي أو يثير شكوكي داخلي، وطبع بشفتيه قبلة علي جبهتي عميقة ويده بدأت تضغط بقوة قليلا على جسدي ..حركاته تلك شلت جسدي وتصلبت بمكاني ثم ازاح خصلات شعري عن وجهي.. توقفت عن اللعب بالهاتف ونظرت إليه مضطربه وحائرة بينما لاجد عيونه متصلبه بقوه بعيوني وشرحت الكثير.. كانت نظراته تخيف كل ذرة في عقلي وجسدي الذي لم ينطق وتخدر بالكامل! 


وقبل أن يحدث شيئا أخري.. تعالت أصوات الهاتف بين يدي لانتفض بفزع لتكون المتصلة أمي.! ابعدني عم حمدي من فوق قدميه و خطف الهاتف من بين يدي ليجيب على امي.. وبعد فتره اغلق الهاتف وقال بوقار 


= يلا يا حبيبتي ماما مستنياكي بره عشان تروحي معاها.


كانت هذه أول مرة في حياتي أجلس معه وحدي. لم تكن هناك علاقة بيني وبين عمي حمدي في الماضي ، ولم يكن قريبًا جدًا مني ويدللني هكذا؟ ولم تكن هذه المرة الأولى والأخيرة معه! بل صرت الايام القادمة اجلس معه وبمفردنا في وقت العمل لأمي وأبي .. 


فكان الجلوس مع عمي حمدي بالنسبة إلي عائلتي فرصة ثمينة ليكونون مطمئنون أكثر آمان لي، مع شخص يثقون به وبدون قلق عليه!


كانت كل زيارة له كان يصدمني مذهله بالحيرة عندما يقترب مني باستمرار.. واصبح يلامس جسدي كثيرا بطرق بريئه وغير بريئه.. ودائما يصر أن أجلس بالقرب منه حتى افسح له المجال ليلمسني براحه دون عواقب.. حتى اذا دلف للمطبخ أو للخارج ياخذني معه وكل فتره يلمسني بلطف شديد وبرفق.. وغير القبولات البريئه التي يوزعها احيانا على خدي و رأسي بحنان


وعندما ياتي ليأخذني من عن والدتي من المدرسة أو المنزل ، كان يجلب لي الحلوى والألعاب .. لقد استمتعت حقًا بالأوقات التي قضيتها معه كثيرًا ، وكان لطيفًا جدًا معي ولم يؤذيني أبدًا .. عقلي الصغير في تلك اللحظات لم ينبهني لخطورة الموقف ..إلا في ذلك اليوم الذي انقلب كل شيء راسا على عقبا وحدث شئ لم يكن في الحسبان.  

الفصل السابع


#روايه_صمت_الفتيات 

‌✍️⁩ #بقلم_خديجة_السيد

____________


عندما قررت اكتب عن الألم..!!

لم اقصد أبداً لفت الأنتباه ، أو أن يشفق عليا أحد...أحياناً تكون المشاعر المخزونه بداخلنا كثيرة...و نخففها بالكتابة عنها فنشعر ببعض الراحه...قد يكون ما يحزننا شئ لا يذكر...

و قد نخجل أن نبوح به كي لا نُستصغر

لكنـها رواسب الأيام تراكمت فشكلت حمـلاً ثقيـلاً أتعـبنا حمـله فنبوح به....


كعاده مثل كل يوم يمر عمي حمدي لياخذني لاجلس معه في منزله وفي المساء تاتي امي او ابي لياخذوني ونعود الى منزلنا، وفي ذاته يوم ركت بخطوات سريعه لاحضنة وبعدها يعطيني الحلوي التي يشتريها مخصوص لي فقد كسب رضايه بافعاله المميزه معي.. ركبت السيارة معه لنسير الى منزل جدتي فهي تزال تقيم في منزل مني وتعتني بابنتها المريضة، وعندما دخلنا الى المنزل ركت فوق الاريكه و قفزت بقدمي بشقاوه ،نظر إليّ عمي وابتسم ثم اغلق الباب خلفه ونزلت من فوقه الأريكة ومشيت نحوه لأطلب منه ، كالعادة ، هاتفًا لتشغيله لالعب لكن فاجأني بقولة هذا قائلا بأسف


= التليفون بايظ يا ريحانه.. وقعي مني بالغلط امبارح يا حبيبتي وعند الراجل بيصلحه


ضميت شفتي بعبس وحزن عندما علمت ان الهاتف قد سقط منه بالخطأ ولم احصل عليه اليوم للعب.. ذهبت لاجلس فوق الأريكة بوجه عابس ليتقدم مني عمي وحوط كتفي بيده بقوه كعادته وهمس بابتسامه هادئه مرددا


= ما تزعليش يا حبيبتي انا كمان اتضايقت انه اتكسر عشانك.. بس انا عندي لعبه احسن وهنلعبها انا وانتي سوا 


عقد حاجبي ثم تحرك وجلس امامي وجهه يقابل وجهي وهو ينظر لي بطريقه اقشعر لها بدني يردد


=تلعبي لعبه الغميضة معايا.. بس بطريقه ثانيه هنغمض عينينا احنا الاثنين وهنعد بصوت عالي واكثر واحد فين هيفضل مغمض عينيه لوقت اطول هو اللي كسبان.. وهاديكي مكافاه كبيره قوي 


هززت رأسي وأنا أتساءل بفضول 


=مكافاه زي ايه؟ 


ابتسم بتلاعب وقبلة خفيفه اسفل أذني سرقتني من هدوئي ليكمل صوته مهمة 


= مممم.. ممكن العاب او اجيبلك تليفون ليكي لوحدك كمان 


وهنا سرحت بعيداً وابتسامة رسمت لها خطا رفيعا على شفتي وهززت راسي بالإيجاب مواقفه بحماس وسعاده.


***

امسك عمي حمدي بيدي وقادني للدخول إلى تلك الغرفه الصغيرة لم ادخلها قبل سابق لكن تفاجأت بها مرتبه وأنيقة وبها معقد واحد و عددا كراتين بداخلها أغراض غير صالحة للاستهلاك لذلك تضع هنا و باقي الغرفه فارغه، أفقت علي صوته قائلا بحزم


= يلا غمضي عينيك و زي ما اتفقنا اللي هيفتح قبل الثاني عينه هو الخسران.. اما اذا فضلتي مغمضه عينيك وما فتحتهاش مهما حصل انتي اللي كسبانه يا ستي ليكي عندي مكافأة كبيرة اوي


هززت رأسي بحماس وأنا أغمض عيني بقوه معتقدة هو الاخر أغلق عينيه وبدات بالعد بتركيز حتي افوز أنا واحصل علي مكافأة كبيرة من عمي حمدي مثل ما قال لي من يغمض عيونه اكبر وقت مهما حدث فهو الفائز ..هتفت بصوت سريعة بلهفة مبتسمة 


= ! آآآه 1،2،3،4


أطلقت صرخة ألم صغيره من بين أسناني عندما سرحت يده والتقطت العضلة المتضررة اسفل عنقي.. وفجاه كشف ملابسي عن كتفيّ واخذ يدلكهما بيديه القوية الضخمة وعضلاتي تأن و عيونه تراقبني بتوجس وهنا سرحت بعيداً وابتسمت بتوتر شديد وكسرت قواعد اللعبة لافتح عيني ببطىء شديد بقلق لي اترعب عندما قابلت عيناه السوداء تلتمع بشهوة قذرة و التي لأول مره أرها بعينيه نحوي.. 


فتحت فمي غير قادرة على فهم ما يحدث شاهدت هذا الرجل الذي من المفترض يكون عمي وهو يقترب مني بنظرات غامضة، فارتجفت واسرعت اتحرك واهرب منه للخارج ولكن أسرع هو في وضع يده فوق فمي يكتم صوتي ..ولكن الرؤيا كانت واضحة ، وذلك المشهد الأسود يأخذ مكان داخل عقلي في متاهات عميقة لذكرياتي حتي لا أقدر على النسيان ابدا .. إلا أن قشعريرة سرت في جسدي إنها النهايه لامفر! وكأنت قدمي تمرده لتتحرك بحذائي الاسود وبقوه للنجا.. أفكاري تعثرت ولا أفهم ما يحدث حولي.. ولكن تجرأت يده وخطت تستكشف أماكن جسدي الصغير وكانت الصدمه التي لم استوعب بعدها ما حدث..


ثم قبض على ملابسي بقوه وفي داخلة تصميم وإرادة على ان يخلع ملابسي عني وبالفعل نجح في ذلك بكل سهولة فجثة ضخمه تتعدي جسدي بمراحل فأنا اشبه مقارنه بيه كالعصفور في نحافة جسدي.. تفحصت عينه جسدي العاري بطريقة مقرفة ومثيرة للاشمئزاز. 


تساؤلات كثيرة تبعثرت في عقلي ولكني ساعتها كنت خائفه بشده من طريقه انتهاكة لجسدي الذي اطبق عليه كفكيّ سمكه قرش وبدأت تلتهمني بلا رحمة.


دقائق.. مرت أو ربما ..ساعات لا اعرف لكن كان الوقت بطئ جدا بطريق أوجعتني أكثر من ألم انتهاك جسدي، وكنت كل ما اتمناه في تلك اللحظات الصعبة أن تنتهي بسرعه البرق لأخذ انفاسي و اركض لاترمي في حضن أمي وأشعر بـ الأمان!  


وبعد فترة كنت لا اصدق أنه أبتعد اخيرا عني.. وتركني و رحل بكل هدوء للخارج فتعلقت عيوني المليئه بالدموع به و تصلب جسدي من الصدمة واخذت امرر نظراتي المندهشة إليه لكن قد خرج ولم يعطني اهتمام! 


كنت أموت حقا في ذلك الوقت! وانا أتعرض لأغرب موقف في حياتي فلا افهم منه شيئا سوى الألم! .. أصواته وهو يتنهد باستمتاع مرتفعه فقط تتراقص امامي ! النعاس يداهمني بشده وانا لا افهم لماذا يشعر بالاستمتاع وأنا أتألم بشكل كبير لدرجة أصبح الوجع لا يطاق


ظليت صامتة اتطلع الي الفراغ باعين متسعة ممتلئة بالفزع حيث كان يمر امام عيني ما انا فيه الآن و نبضات قلبي تعلي خوفاً .. حتي لا اعرف لمن أشتكي في ذلك الوقت وهززت رأسي ببطئ هامسة بصوت منخفض مرتعش "عمي أنا أتألم"رغم أنه هو الذي تسبب في هذا الألم! 


***

عوده لمجلسي بداخل الحبس أمام الصفحي وانا اعترف بجزء من الحقيقه التي عشتها وانا اتجول بين ذكرياتي البشعه بيأس قبل ان انتفض لي الواقع من خيالاتي وعندما وصلت إلى ذلك الجزء لم اقدر على التحمل لاسقط بالأرض الصلبه بركبتي بقهر و بنواح مصاحب صوت بكائي المرير الذي يشكل اثر درامي حزين.. لم تترك الدموع سبيل لعيني كنت ملقاه بضعف بالأرض ادفس رأسي بين يدي فلا مناجي


صرخت بألم منفجره في بكاء مرير فالتفاصيل اخذت تمر داخل عقلي بجنون ولا تريد التوقف ولا النسيان ولو حتي جزء واحد فقط! أخذت أبكي بهسترية واصرخ باكية فقد كان الالم داخلي يكاد يمزقني حرفياً.


نهض ذلك الصفحي الذي يدعي حمزه بوجه شاحب و اتسعت عيناه بقلق وصدمة فكان متجمد وهو يستمع الى قصتي وتركني اتحدث واتحدث دون ان يقاطعني وهذا ما كنت اريده لكن عندما قادتني ذكرياتي الي الماضي البائس لم اتحمل وانفجرت لأول مرة أظهر الألم وحقيقه ما حدث لي؟ بعد طال هذه السنوات اعري الماضي و أطلق صرختي تنطلق في وقت لاحق حبستها داخلي! 


لم يعلم حمزه ماذا يفعل الان وانا بهذه الحاله فما قالته كانت صدمه كبيره للجميع؟ وفجاه انفتح الباب ليدلف المامور و رشوان وهم لا يصدقون ما سمعوا عندما كانوا يراقبوني خلف الزجاج و استمعوا الى كلماتي! وما هي الحقيقه التي اخفتها لسنوات داخلي! ولم يعلمها احد ولم اتحدث عنها الا الان فقط. 


اقترب رشوان مني بخطوات متردداً بقلق ليقول بصوت حزين جدا علي حالي


=ريحان انتي كويسه.. خلاص يا بنتي ما تعمليش كده .. ريحانه انتي سامعاني طب ردي عليا


ليشعر حمزه بالصدمة فور رؤيتي ملقية علي الارض وابكي بشده واصرخ ليهتف بصوت يملئه الشفقه والقلق


=انا من رايي تطلبوا ليها دكتور يديها حقنه مهدئه انتم مش شايفين حالتها ازاي؟ حد يطلب دكتور بسرعه 


هز رشوان رأسه بعطف شديد و قلق 


=صح دكتور السجن تعالي يا بنتي اسندي عليا 


وقبل أن يقترب مني أحدهم رفعت راسي صائحه بانفس لاهثة بقهر من بين بكائي المرير


=لااااا انا لسه ما خلصتش الحكايه القصه ما انتهتش لحد هنا؟ انا مش هاسكت ثاني طالما اتكلمت مش انتم اللي فضلتوا تضغطوا و تضغطوا عليا عشان اتكلم واقول اللي حصل؟ اديني عملت اللي انتم عاوزينه واتكلمت.. 


ابتلعت لعابي برعب و تراجعت لخلف و احتضنت قدمي لصدري خوفاً من الجميع حولي وانا اصرخ متألمة بهسترية.. متجاهله الألم الذي يعصف بجسدي لكني كنت احرك رأسي يمنياً ويساراً واصرخ بهسترية


= بس مش هي دي كل الحقيقه مش ده كل الكلام اللي المفروض تسمعوا بس.! بطلوا انتم انانيه واسمعوني مش هسكت زي زمان ما حدش هيخرسني طالما اخذت قرار وهتكلم .. ايوه هتكلم وهقول كل حاجه انا ليا صوت ولازم تسمعوا 


اهتز جسد حمزه بقوه شاعرة بالبرودة تتسلل الي عروقه وقد اتسعت عينيه برعب عليه عندما همست بانفاسي الاخيره بضعف شديد رغم اصراري قائله


= ومش هاسكت ثاني؟؟ فاهمين ولا لاء؟؟ لازم اتكلم غصب عن أي حد


حاولت فتح فمي و قول المزيد لكني لم أستطع حيث اغلقت عيني و استسلمت اخيراً للدوامة السوداء التي ابتلعتني بداخلها..


اندفع حمزه نحوها ينحني عليها يتفحصها بقلق فور ان رأي اغماءها هذا متفحصاً نبضها بيده لكن تفاجئ بيد رشوان تبعده عنها حتى يقترب هو ويحملها خارج الغرفه باتجاه غرفه طبيب السجن. 


***

فوق فراش السجن بالمستشفي.. شعرت بضربات خفيفه علي وجهي و كثرة المياه التي تنثرت علي وجهي وسمعت كل الهمهمات من حولي لاشعر بأنفاس مضطربة قلقه عليا لكن جسدي يأبي الاستيقاظ اكتفي من تلك الضغوط يحتاج الراحة للأبد.. لكن اين تلك الراحه؟ سمعت صوت رشوان الرجولي يناديني باسمي و اخذ يكرر و أنا اتجاهل ليس لدي القدرة علي محاورة اي حد الآن! 


شعرت بالألم ورمشت عيناي بقوة اعصرها داخلها و بحركة بطيئة استطاعت فتح عيني و العودة للحياه بعقل اكتفي من اضطرابات تحاوطه في حياتي.. وجدت غيمة بيضاء تخمر عيناي عن البصر بدأت تدريجياً بـالازاله واحتلال الواقع ..لاحاول المقاومة متنسدة علي الفراش بارهاق و تعب وحاولت مقاومة جسدي الهزيل و التماسك بالاعتدال.. وضع رشوان يده علي رأسي يدخل خصلات شعري متمرده داخل الحجاب بهدوء ليخرج تنهيدة من قلبه قائلا برعب


= حمد لله على سلامتك يا بنتي انتي كويسه 


اخذت نفس عميق محاولة كتم دموعي التي سكنت علي خدي الناعمة بشره القمحاويه الممتزجة بـلون الوردي الرقيق ..امتصيت شفتي السفلية بجفء واعتدلت جالسة باستقامة متوجهه بنظره الي عم رشوان المشفق علي حالي .. رفعت يدي و ازاحت دمعتي عن عيني و قلت بصوت خافض مؤلم يخرج من ثغري بالغصب 


=لسه عاوزاني اتكلم؟ هتديني الفرصه اتكلم وتسمعوني ولا بعد اللي عرفتوا رجعتوا في كلامكم كلكم وهتتخلوا عني ذي زمان


ربت علي يدي بهدوء و هو يقول 


= اهدي يا حبيبتي هنتكلم بعدين.. بس خليكي متاكده ان طالما انتي مظلومه وليكي حق وبتقولي الحقيقه ما حدش مننا هيتخلى عنك


قاطعته بإلحاح باكي بإحباط فقد زاد الحمل فوق طاقتي


=هو انت هتعمل زيهم مش هتصدقني صح


هز رأسه برفض بسرعه وهو يقول محاوله بث الطمئنينه داخلي 


= ما حدش قال كده بس اللي حكيتي كارثه و لحد دلوقتي ما حدش فينا قادر يستوعب لسه كمان لما يعرفوا اهلك الحقيقه رد فعلهم اكيد هيكون صعب من الصدمه الفظيعه دي 


ارتعش جسدي بعنف عندما تخيلت ان يعملون عائلتي الحقيقه المره ونظرت إليه بخوف وهو يتابع حديثه بعدم استيعاب وقد ظهرت ملامح الاشمئزاز عليه عندما شرد في ما قالته وقال بعدم تصديق 


= اللي حكيتيه النهارده ما حدش كان يتوقعوا صعب اصلا حد يصدق ولا تدخل عقله حاجه ذي كده، بس ما حدش هيتخلى عنك وخلي أملك في ربنا كبير 


كان في تلك اللحظة يفتح الباب ليظهر ذلك الصحفي حمزه ناظرا إليه.. ليجدني الان بوجه شاحب متألم.. رفعت عيني بضعف نحوه لاجد ينظر لي مطولاً لا يعرف بما عليه ان يفعلة، فالجميع مزال مصدوم مما سمعه غير معقول تلك الحقيقه التي كشفت عنها.. اشحت بوجهي بعيداً بذهن شارد وهو وضع يده علي رأسه بتعب كان يود الحديث بالكثير لكن فضل الصمت! لكن داخله يقين اذا الحق معي بالفعل سيظل بجانبي حتى ينشر الحقيقه الكامله ويكشف الستار! 


لم اعرف بما عليه الحديث و اخذت انوح بضعف وانتهي صوت بكائي ليحل مكانه صوت شهقاتي المستمرة شعر رشوان بالشفقة علية لكن ما بيد حيله ..هم رشوان بعد فترة واقفاً بـ بنيه الضخمة ليتجه ناحية الباب و أغلق الباب خلفه ..وانا ضغط علي شفتي السفليه لامنع نفسي من الانفجار في البكاء مره ثانيه بهستيرية ومزالت التشجنات تخرج من شفتي المرتعشة بضعف.


***


اسند اسماعيل بجسده البدين علي كرسي المماثل امام الطاولة و هو يفتحص بعض الأخبار التي تكتب عن ابنته التي بادت مهمة للناس هذه الأيام فهي أصبحت تعد ترند الصحافه هذه الفتره.. ضغط علي شفتيه بغضب مكتوم ليشدد بتركيزه علي صور الهاتف وهو بتفحص الاخبار بوجه قاتم.. بعد ثواني تقدمت و جلست نشوي بـجانبه و نظراتها تحمل كل انواع الألم و الإجهاد بسبب عدم راحتها وحزنها علي طفلتها الوحيدة التي أضاعت مستقبلها في لمح البصر! 


اعتدلت جالسة باستقامة و رفعت اعينها الحزينه له لتقول بتساءل بفضول


=تفتكر يا اسماعيل بنتك ليه عاوزه الصحافه تعرف هي عملت كده ليه قبل ما تقول لنا او تعترف حتى في النيابه


اطلق اسماعيل ضحكة ساخرة و ضغط على ازرار الهاتف ليغلقة و استقام بظهره قائلاً باستهزاء


=هو حد يعرف اللي في دماغ بنتك انا حاسس اني مش دي ريحانه اللي ربتها وكبرت علي ايدي وهي صغيره، حاسس كانها واحده معرفهاش ولا بقيت فاهمها 


عقدت حاجبيها بألم واشاحت وجهها بعيداً شارده الذهن قائلة


= مين كان يصدق ان كل ده هيحصل بس ،كلنا كنا فرحانين ومبسوطين عشان هتتجوز جت هي في ثانيه بوظت كل حاجه ويا ريتني عارفين حتى هي عملت كده ليه؟ انت تصدق يا اسماعيل ان ريحانه تعمل حاجه زي كده بنتنا احنا تقتل! طب ليه و إزاي؟ ده احنا كلنا كنا بنحلف ونتباهى باخلاقها وطيبه قلبها.. عقلي مش قادر يستوعب اللي حصل ولا حتى كل ما افكر في سبب ممكن يخليها تعمل كده ما الاقيش.. اكيد في حاجه غلط ريحانه مستحيل تعمل كده بنتي مستحيل تقتل، وهتقتل ليه اصلا وما لقيتش غير عمها حمدي اللي بيحبها وهي كمان بتحبه 


تنهد اسماعيل بقوه يتمالك نفسه وهو يقول بصوته الرخيم


=بصي يا نشوى ربنا اللي عالم بحالي انا كمان، وانا ذي أي ضابط لما بيشوف قضيه زي كده بابقى متاكد 100% ان اللي قدامي عمل كده لسبب وفي حاجه دفعته للجريمه دي! انا متاكد ان ريحانه في سبب وراء قتل حمدي بس هو ايه الله اعلم؟ بس حتى لو قالت اسبابها تفتكري في حاجه في الدنيا ممكن تكون مبرر لي إللي عملته 


امتعض وجهه بغضب محاوله التمسك عندما وجد زوجته تخفض رأسها صامتة بقله حيله ليقول بحده 


=سكتي عشان ما فيش مبرر وهي ارتكبت جريمة بشعه.. بنتك غلطت غلطه كبير خلتني انا وانتي هنفضل شايلين الذنب في رقبتنا لحد اخر يوم في عمرنا ومش قادرين نبص في عيون الناس حتي


امسكت شفتيها الشفلي باسنانها و تمتمت بعيون دامعة 


=بس دي برده بنتنا يا اسماعيل والله العظيم انا زيك صعبان عليا حمدي أخوك انا ما شفتش طول عمري منه حاجه وحشه تخليني اكرهه، وبادعيلي في صلاتي ربنا يرحمه ويصبر والدتك.. وعارفه ان بنتي غلطت غلطه المفروض اتبرى منها اصلا.. بس  قلبي ولا قلبك هيطوعونا على كده


لتشرع في البكاء بشده وهي تلح عليه بقهر مريرة 


=وانا مش هقول لك مستنيه مبرر ولا تتكلم انا مستنيه تنفي انها قتلت وعملت حاجه زي كده اصلا، مش مستوعبه ان بنتي تعمل كده وتوجع قلبي عليها بالشكل ده وما تفكرش فينا حتي قبل ما تعمل العمله دي.. ربنا يتولاها ويتولنا برحمته هو اللي عارف الحقيقه فين


تعالي صوت هاتفه لينظر إلي النمره عدد لحظات بتوتر ثم هم واقفاً بجسده الضخمة ليتجهة في نصف الصالون ثم فتح الهاتف واجاب بتلعثم


=ازيك يا منى اخبارك ايه واخبار ماما ايه 


جاء صوتها الحزين وهي تهمس بنبرة مولمة


= طب كويس انك لسه فاكرنا وفاكر ماما كمان، في ايه بس يا اسماعيل اول مره تعدي مده طويله زي كده وما تجيش تشوفني ولا انا ولا امك ولا تسال علينا بتليفون حتي، للدرجه دي هاينين عليك 


ظهرت علي ملامحه علامات الاعتراض و هو يجيب عليها بسرعه بنفي


=ابدا والله يا منى انتي مش عارفه انا تعبان قد ايه كل ما افكر في ماما وفيكي.. بس صدقيني كده الاحسن امك اكيد مش طايقه تشوفني في الوقت ده بالذات


ابتلعت ريقها بصعوبة بتفهم وهي تقول بتأثر  


=قصدك عشان اللي عملته ريحانه طب وانت ذنبك ايه، ماما اكيد مش هتاخذك بذنب بنتك هي في النهايه أم وقلبها كبير ومش عايزه تخسر اولادها الاثنين.. وهي بنفسها بتسال عليك كل يوم.. بلاش انت كمان تبعد عنها وعني 


اخذ نفس عميق و قال بعد تنهيدة قوية


=حاضر يا منى كمان يومين كده وهحاول اجيء لكم 


ابتسمت مني براحه قليلا ثم هتفت متسائلة بصوت متردداً


=هي ريحانه عامله ايه انا بتابع اخبارها من على النت بس مش بيقولوا الحقيقه في كلام مش مصدقه عشان كده باسالك طمني عليها عامله ايه 


هز رأسه باقتضاب هاتفاً بلهجة اختصار


=الحمد لله على كل حال لسه مستمرة في السكوت ومش راضيه تتكلم.. ادعيلها وادعيلنا يا مني احنا مش عارفين في ايدينا ايه نعملوا


نظرت مني خلفها لتتأكد من أن والدتها مازالت نائمه ولم تستيقظ بعد، ثم همست بصوت متحشرج


=بص يا اسماعيل انت اكيد ظابط وفاهم اللي فيها ما فيش حد بيعمل جريمه زي كده ويضيع نفسه من غير اسباب قويه، وبلاش تتخلى عن بنتك من غير ما تسمعها وتعرف موقفها حتى.. ومين عالم اللي فيها و الحقيقه ايه؟ 


عقد اسماعيل حاجبيه بدهشة وتعجب وهو يجيب عليها باستغراب شديد


= ما توقعتش تقولي حاجه زي كده هو انتي تعرفي حاجه عنها او هي عملت كده ليه 


ازاحت دمعاتها عن عينيها و قالت بصوت خافض مؤلم يخرج من ثغرها بحزن شديد 


= يا ريتني كنت اعرف كنت لحقتها ومنعتها وكنت هاقول لها ان ما فيش اي حاجه في الدنيا تستاهل انك تضيعي نفسك عشانها، و انك تستاهلي تعيشي مرتاحه مش تكون دي نهايتك أبدا.. هي بس صعبانه عليا قوي وما تستاهلش كده بجد


***

في قسم الشرطه بداخل مكتب المامور جلس حمزه ناظرا إليه بأعين متسعه وهو يتساءل باستفسار


=انا عاوز اعرف حاجه دلوقت بالنسبة لي المتهمه ريحانه لو فعلا اللي قالته صح وفعلا عمها ده كان بيتحرش بيها ويعتدي عليها زي ما كانت بتحكي.. موقفها هيكون إيه في القضيه 


نظر إليه الضابط بحده ليهتف بغضب قائلاً


=رغم أنها حاجه متخصش حضرتك بس انا الفيلم اللي حكيته الانسه ريحانه طالما معهاش دليل واحد عليه مش هصدقه وانها احتمال كبير تكون بتعمل كده وبتالف القصه دي عشان الحكم يتخفف او تطلع براءه


انصدمت حمزه من حديث الضابط فهو توقع بعد هذا الحديث وكشف حقائق جديده في القضيه سوف تتغير نظرته بالكامل حول القضيه ليقول بصوت يملاه العطف


= بس حالتها كانت صعبه وهي بتحكي دي دخلت في حاله انهيار ..ونقلها لمستشفى السجن ده كمان كان تمثيل 


هز رأسه بجمود وهو يجيب بنبرة حادة رخيمة 


= انا مش بفكر زيك بعواطفي وانا شفت كتير من الاشكال دي وعدى عليا حاجات كثير ذي كده.. وفي النهايه المحكمه بتاخذ بدليل مش بشويه كلام ما فيش اي شاهد واحد عليه 


اتسعت عيناه بقلق وهو يتساءل باستفهام 


= وهي هتجيب منين شاهد على حاجه زي كده اذا كان المجني عليه ذات نفسه مات.. طب انا معاك ان ممكن فعلا يكون مش حقيقي اللي حكيته، بس فكر ثواني بس لو حقيقي وهي حصلها كده فعلا.. هي تستاهل الحكم ده ! ده الزفت عمها هو إللي يستاهل الموت مش هي انتي متخيل حالتها كانت ازاي وكانت حاسه بايه وشعورها ايه لما طفله تكون عندها خمس سنين وتتعرض لي اعتداء جنسي 


تنهد الضابط بضيق شديد من كثره الحديث والتساؤلات ليقول بجدية وتحدي


= لو نعتقد ان كلامك صح ده برده ايه علاقته بالقضيه هي لحد دلوقت ما حكتش قتلته ليه؟ وهي قالت بلسانها ليك ان الكلام ده حصل وهي عندها خمس سنين اللي يخليها تسكت المده دي كلها وتيجي تقتله بعد ما عدت سنين طويله على الموضوع وكبرت وخلص هتتجوز كمان، يبقى الحكايه لسه فيها حاجات ثانيه مستخبيه بقي! 


ضغط على يده بغضب مكتوم فهو من اكثر الاشياء التي يكرهها في حياته الظلم ومعاقبه الضحيه بدلا من الجاني ليقول بصرامة 


= تمام وهي قالت برضه انها ما حكيتش كل حاجه لولا انها دخلت في حاله انهيار.. بس لازم حضرتك تدور وراء الموضوع الاهم او الجريمه البشعه اللي حصلت وهي صغيره وتبحث وراء عمها ده، اكيد هتلاقي دليل انه كان بالسلوك ده  


هتف الضابط بعنف شديد وهو يضرب يده على سطح المكتب بحده و أردف بتحذير قوي


= انت مش هتعرفني شغلي.. وبعدين لما هي تقدم بلاغ بالكلام ده وتعترف بلسانها ليا مش تروح تحكي لي الصحافه ساعتها ممكن فعلا ابحث واشوف.. يا ريت اللي اتفقنا عليه تعمله وما تنشرش حاجه لحد ما نعرف باقي الحكايه والمهم إيه اللي حصل يوم الفرح ..وهي اشمعنى قتلته اليوم ده بالذات 


***

بداخل منزل إسماعيل كان رشوان يجلس بداخل الصالون بصمت مريب وعلقة لم يتوقف عن التفكير، ليحاول ايجاد طريقه مناسبه ليتحدث ويكشف عن تلك الكارثه! لكنه يعلم جيد مهما حاول الهدوء بالحديث فسوف ينهار الجميع بالتاكيد بعد معرفه الحقيقه! 


آفاق علي صوت رفيقه وهو يتحدث بلهفه شديده 


=خير يا رشوان هي ريحانه اتكلمت انت مش قلتلي امبارح ان النهارده الصحفي هيجي ويقعد معاها عشان تتكلم وانتم هتكونوا مراقبين كل حاجه عشان تعرفوا اقوالها .. في جديد حصلت


نظر اليه رشوان بصمت قليل ثم هتف بصوت منخفض بارتباك


= هو مش بالضبط هي ما اعترفتش باللي حصل يوم الفرح وقتلته ليه بس هي قالت آآآ حاجه ثانيه! 


انفعل اسماعيل قائلًا بغيظ 


=نعم وهي طلبت الصحافه عشان تتكلم في موضوع ثاني هو في موضوع اهم من انها تقول قتلت عمها ليه؟ هي البنت دي عاوزه ايه بالضبط وايه اللي بتحاول توصليه من كل اللي بتعمله؟ انا ابتديت اصدق فعلا انها ممكن تكون بالوحاشه دي وقتلت عمها عن قصد


نهضت نشوي بتوتر و ارتباك لتهتف بصوت خافض


= يا اسماعيل اهدي خلينا نفهم منه الأول


نهض اسماعيل كـثور ثائر و قال بصوت عالٍ 


= تفهمي ايه وزفت ايه ما الحكايه باينه بنتك شكلها فعلا بتحاول تعمل اي موضوع عشان تشغلهم فاكره نفسها باللي بتعمله ده ممكن تطلع وما تاخذش جزائها..بس اقسم بالله ورحمه اخويا اللي دمه لسه ما نشفش ده لو فعلا عملت كده انا اللي مش هاسكت غير لما اجيب حق اخويا منها وهتبري منها انا خلاص جبت اخري منها، انا لحد دلوقتي للاسف عندي امل فيها ونفسي تخيب ظني .. مش كفايه امي واختي اللي قطعتهم بسببها وقدمت استقالتي ومش قادر احط عيني في عين الناس وكل ده من تحت راسها


اخفضت نشوي رأسها بحزن فهم كانوا على امل ان تتحدث ابنتهم وتنفي هذه التهمه عنها، صرخ اسماعيل بعصبية حادة وهو يشعر داخله بأنة صبرة نفذ


= ويا ترى الهانم بقى ايه موضوع المهم بالنسبه ليها واللي حكيته ليكم.. هاه ما تتكلم يا رشوان انت كمان قالت ايه؟ 


كان في ذلك الوقت يحاول رشوان يصارع نفسه بتوتر شديد حتي يبصق الحقيقه لهم، ولم يشعر بنفسه الا وهو يصرخ بغضب مثله بتلقائيه هاتفاً 


= قالت وهي عندها خمس سنين ان عمها اعتدى عليها جنسيا..!! 


صمت اسماعيل ولم يرد! بينما تراجعت نشوي بقدميها المرتعشة للخلف و علامات الرهبة تتوسط وجهها واخذت ترمش عددا مرات بعدم استيعاب.. ثم ابتلعت لعابها بخوف و رسمت علي شفتيها ابتسامة مصطنعة لتعطيها القليل من الثقة و قالت 


= انت بتقول ايه يا استاذ رشوان؟ ايه الكلام اللي انت بتقوله ده


صمت اسماعيل و لم يجيب فقد فضل السكون أو مزال تحت تأثير الصدمه ويحاول استوعاب فكرة اعتداء شقيقه على ابنته الوحيده.! هز رشوان رأسه بيأس وقله حيله وهو يقول بتأثير


= انا اسف في اللي هاقوله وعارف ان الكلام صعب جدا بس قلت لازم اجي بنفسي واقول لكم احسن ما النيابه تستدعيكم وتعرفوا الكلام ده بنفسكم هناك وما تقدروش تمسكم اعصابكم .. بس هي دي الحقيقه اللي حكيتها ريحانه النهارده 


ارتعش جسد نشوي من الرهبة حينما عاد عليها بهذه الكلمات مره ثانيه بسهوله لتصرخ بضجر و عقلها لا يستوعب 


= حكت ايه حضرتك واعي للي انت بتقوله ولا احنا اللي سمعنا غلط، ما تتكلم يا اسماعيل وشوف صاحبك ده بيقول ايه شكله بيخرف 


وقف اسماعيل امامه ليزيد دقات قلبه كان سيهم بالقول لينطق هو من عبق صمته قائلا بأنفاسة المسلوبه 


= هو انت قلت ايه من شويه يا رشوان.. عيد كلامك ثاني كده


احيانا من شدة الصدمة وعدم قبول الحقيقة تستنتج أذهاننا اسئلة خيالية مثل اننا لم نستمع جيدا .. بالتأكيد هذه الحقيقة غير صحيحة .. خطأ غير مقصود .. والعديد من التعليقات من هذا القبيل.. حتى لا نقبل الحقيقة ..حك رشوان أنفه بإصبعه بشكل ملحوظ بتوتر شديد ليأخذ خطوات إليه وهو يبلع ريقه بصعوبة بالغة قائلاً


= قلت اللي انتم الاثنين سمعتوا صح! ريحانه بنتكم النهارده اعترفت ان عمها حمدي اعتدى عليها وهي عندها خمس سنين، والموضوع شكله مش متوقف على كده؟ في حاجات ثانيه وهي قالت لسه هتحكيها وما حدش يعرفها وهي فضلت ساكته عليها سنين


صرخت بهم من اعماق قلبها الصغير بتألم وهي تهز رأسها بعنف ولا يريد عقلها التصديق لتنوح فيهم بأسي 


= لا ما حصلش مستحيل ده يحصل اكيد في حاجه غلط مش كده يا اسماعيل حمدي لا يمكن يعمل كده، ده انا كنت بوديلي بنفسي البنت وهي صغيره تقعد معاه لوحدهم بايدي دول! وانا مطمئنه عليها معاه.. وكبرت سنين هو جنبها ..ده احنا كنا بنقول هو ابوها الثاني الاب الروحي ليها مكان اسماعيل لو احتجته


اكملت حديثها و الرعشة تسير بجسدها مما حدث ,لكن حاولت اطمئنان نفسها بأن يوجد خطأ ما بالتأكيد وهي تنفي برأسها 


= هي صحيح فجاه بعدت عنه لما كبرت شويه بس كسوف و دلع بنات ده إللي احنا اللي قلناه لما لاحظنا ده! ايوه هو كده صح.. حمدي لا يمكن يعمل كده في بنتنا.. ده يوم فرحها كان فرحان أوي بيها عشان هي زي بنته وبيخاف عليها.. اكيد في حاجه غلط 


حاولت كتم بكاءها بأي وسيلة لكن لم تقدر انفجرت اكثر باكية بخوف , و بينما عينيها تتابع تفاصيل رشوان و كأنها تبحث عن أي رد فعل منه او يكذب ما قال قبل قليل.. لكن لم تجد هذا بل وجدت نظره حزن و عطف منه إليها.. لتصرخ محاولة اثاره عاطفته ناحيتها وهي تتحدث مثل المجانين 


= ما انا برده بنتي مش هتتبلي على نفسها بحاجه زي كده من نفسها بس لا لا، ده ما حصلش ما تتكلم يا اسماعيل ساكت ليه؟؟ نهار اسود ومهبب فوق دماغنا احنا لسه ما فوقناش من صدمه قتل حمدي تطلع لينا مصيبه ثانيه.. طب اتكلم انت يا رشوان كذب الكلام ده.. اتكلم ما تسكتش ابوس ايدك قولي بنتي 

ما قالتش الكلام ده حد يرد عليا ساكتين ليه؟؟ 


سقط اسماعيل فجاه فوق المقعد بوهن ولم يتحمل ليضع راسه بين يديه بانكسار ليتقدم منه رشوان بسرعه بقلق شديد.. 


بينما كانت نشوى في عالم أخر ،ابتعدت بخطوات للخلف متعثرة لتسقط بعنف على الارض الصلبه نحو الطاوله أمامها لتلقي كل ما بها علي الارض صارخة بهستيرية 


كانت هي التي آذت ابنتها بيدها محبوبة عمرها اول فرحتها !طفلتها الاولى والاخيره بقلبها.. تركتها بين ذئب بشري ضار يلتهمها إلا في ضعفها تحت قناع البراءة.. أبعدتها هي و زوجها عن العالم كله خوفاً من الأذى و الشياطين المؤذيه بالخارج! لكن لما يتوقعون

انه كان هو الشيطان ذاته. 


رفعت بانظارها لسماء مستنجدة بربها من تلك الصدمات فـ إلا هذه الحقيقه يصعب تصديقها! فكانت تعتقد أنها تتركها وترحل لتنعم بالجنة معه بينما هي تجالس الشيطان في غيابها.. لم تجد من يجنيها الا الله ،فصرخت بصوت عالٍ ممتزج بلحن القهر و التعب  


= لـطـفـك يـارب 


يـتـبـع.

بقلم خديجه السيد ♥️


فصل مؤذي بكل المقاييس حقكم عليا أنا عارفه بجد اسفه لكل حد اتاذى نفسيا بسبب الروايه دي زي ما بتبعتوا وتقولوا ليا بجد بتضايق من الكلام ده، وانا فكرت كثير اصلا اوقف الروايه بعد ما بدأت فيها ودخلت في مناطق معينه بعمق أكثر وبدأت اتخيل تفاصيل وافكر فيها عشان اكتبها.. لان انا كمان تعبت منها زيكم واكثر.. بس انا وعدتكم من زمان بالروايه فما اقدرش اوقفها وخلاص تكمل بقى وامرنا لله ونخلي بالنا من اللي جاي عشان تقريبا معظم الفصول هتكون كده.. وفي النهايه انا بكتب جزء من الحقيقه بيحصل للاسف واتمنى في نهايه الروايه الرساله توصل والكل يفهم انا عاوزه اوصل منها ايه 💔♥️

الفصل الثامن


#روايه_صمت_الفتيات

‌✍️⁩ #بقلم_خديجة_السيد

______________


صمتت ريحانه للحظة قبل ان تتحدث بنبرة متحشرجة وهى تنظر الي عينيه حمزه وهو جالس أمامها بصمت بداخل تلك الغرفه التي بجانب المأمور


= كنت فاكرك مش هتيجي او حتى لو جيت هم هيرفضوا يخلوك تسمعني من ثاني! عشان انا بحكي اللي هم مش عاوزين يسمعوا.. هم كل اللي يهمهم أحكي اللي حصل يوم الفرح والجريمه تمت ازاي عشان ياخذوا كلامي في المحضر ويقفلوا القضيه على كده.. انما اسباب ودوافع واللي دفعني لكده مش مهتمين بي اصلا


عقد حمزه حاجبيه باستغراب قائلا باقتضاب


= انا ما ليش دعوه بغيري بس انا يهمني اعرف باقي الحكايه، وانك فعلا لو مظلومه اوعدك اني مش هاسيبك غير لما اسمع بقى الحكايه وانشرها زي ما كنتي عاوزه 


ثم حاول رسم ابتسامه صغيره وهو يتساءل باهتمام


= انتي اخبارك ايه دلوقت؟ بقيتي احسن


لم تجيب بالطبع سؤال ساخراً في ظل حالتها، حمحم قائلا بهدوء مفتعل


= انسه ريحانه مش اسمك كده برده! ممكن تسمعي مني الكلمتين اللي هاقولهم وتحاولي تفكري فيهم كويس.. انا مش كل اللي يهمني الشهره واعمل سبق صحفي ما حصلش و اكون اول واحد ينشر قصتك واطلع ترند والكلام ده لاني زي ما عاوز شغلي يتم عاوز برده اساعدك واظهر الحقيقه 


ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهي تردف بصوت مخنوق


= طب ما انا كمان عاوزه الحقيقه تظهر امال انا بحكي ليك ليه؟ 


ضيق عينيه محدقاً بها بتركيز حيث هتف بلهجة عميقه


= بس انا شايف الافضل انك تحكي لي سياده الضابط الأول اللي ماسك قضيتك عشان توفري على نفسك وقت ومجهود في أن الحقيقة تظهر واللي يتعاقب الجاني مش أنتي! وهم مش عاوزين الصحافه تدخل في الموضوع او ما تكونش هي اول وجه.. صدقيني انا مش عاوز اضرك بالعكس انا عاوز اساعدك اعتبريني زي صديق او اخ ليكي وانا عاوز مصلحتك.. لو عاوز اؤذيك اكيد مش هقول لك احكي للحكومه وما تحكيش لي الاول.. لان انا اللي هاستفاد لما اسمي يتحط بعد ما انشر قصتك في الجرايد 


هزت رأسها بعدم فهم وقالت بنبرة حائرة 


= انا مش فاهمه حاجه منك ما انا عارفه انهم سامعين كلامنا دلوقت وهيعرفوا الحقيقه.. بس ممكن ما يسمحوش ليك تنشر او يدوك اقوالي بعد ما اقولها عشان كده انا عاوز الصحافه تنشر الاول والناس كلها تعرف حكايتي، صدقني انا كمان مش عاوزه البراءه اكتر ما عاوز الناس تاخذ بالها من اولادها والبنات تاخذ قصتي تحذير ليها عشان ما تقعش في نفس اللي انا وقعت فيه.. بسبب ان انا سكت 


ليقول حمزه ناظرا إليها مرادفا بتوضيح


= بس اقوالك مش هتبقى مثبته في محضر رسمي كده يا ريحانه غير انك بتعطليهم فانهم يحققوا ويثبتوا ان كلامك صح ويشوفوا دليل اكيد هيلاقوا دليل على كلامك لو انتي صادقه وده هيفيدك في المحكمه 


اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بصمت قبل ان تغمغم بصوت يملئه الحزن


= هيفيدني في ايه؟ انا قتلت وعارفه اخرتي هتكون ايه، غير انهم ازاي اصلا هيلاقوا دليل واللي انا باحكيه عدي عليه سنين وكمان اللي عمل كده مات خلاص.. انا لما قررت احكي مكنش في نيتي اصلا ولا فكرت في الحكم يتخفف ولا اطلع من هنا


تنهد حمزه بضيق شديد قائلاً بصرامة


= انا عارفه ان قضيتك صعبه بس فكري فيها من ناحيه ثانيه لما تنشري قصتك للناس والبنات تشوفها زي ما انتي عاوزه عشان تحظريهم وتوصليهم رساله انهم ما ينفعش يسكتوا زيك.. هيبقى كلام جميل وكويس بس كلهم هيبصوا على نهايتك لما قررتي تتكلمي انتي اللي دفعتي الثمن مش هو!! 


ثم اطلق حمزه زفرة مرتجفة قبل يقول بجدية


= اسمعي نصيحتي وخلي كلامك مع الشرطه عشان لو في اي حاجه بايديهم يتحركوا بسرعه.. وما تخافيش من ناحيه نشر قصتك لان انا برده هفضل موجود واتابع.. واكيد هعرف كل حاجه زي ما انتي دلوقتي بقيتي حديث اليوم على السوشيال ميديال والناس كلها بتابع قصتك على المواقع ، بس للاسف اللي مكتوب حاجه ثاني غير اللي انتي حكيتهالي عشان كده يا ريحانه ما ينفعش تسكتي ثاني لازم تتكلمي 


نظرت إليه بصمت بينما غصة تتشكل بحلقها و للألم المرتسم بعينيها الملتمعة بالدموع.. تنهد هو شاعرا بالعطف نحوها ليقول بصوت هادئه


= هو انتي ليه عاوزاني اكتب عن قصتك يا ريحانه اشمعنى دلوقتي بس فكرتي أن لازم الناس تسمعك وتتكلمي.. ايه الغرض من اللي انتي عاوزه تعمليه؟ غير انك عاوزه تنبه البنات


كانت عينيها ممتلئة بأوجاع و دقات قلبها تضرب بجنون لتهمس بصوت مرتجف 


= هي ما كانتش في دماغي الفكره جاءت بالصدفه لما تعبت من كثر ضغطهم عليا وطول الوقت عمالين يتهموني اني وحشه قوي واني انانيه ودمرت مستقبل العيله وما فكرتش فيهم، مع اني سكت ثاني عشانهم.. ما كنتش عاوزه ادمر حياتهم اكثر لما يعرفوا اللي انا مخبياه طول عمري.. مش هيقدروا يستحمله حقيقة زي كده.. بس ظلموهم والضغط اللي اتعرضت لي منها عليا كان اصعب المره دي.. 


غمغمت ريحانه بخفة بينما الدموع تنساب من عينيها لتغرق وجهها و هى تهمس


= عشان كده اخذت قرار اني لازم اتكلم بالذات لما فكرت ان بعد ما اموت ما حدش هيفتكرني غير بالوحشه وكلهم هينسوا كل حاجه عملتها كويسه معاهم.. لان ده العادي اول ما حد بيغلط غلطه واحده بينسوا كل حاجه لي.. واللي تعبني اكثر انهم فاكرينه الملاك الوديع وعمالين يدعوا له بالرحمه والمغفره و صعبان عليهم.. وانا.. آآ انا ما حدش افتكرني ولا استنوا حتى يسمعوا اسباب هو انا يعني بالعقل كده هصحى الصبح من نفسي عاوزه اقتله من غير ما يعمل لي حاجه.. 


كان هو يراقبها وقد جعل الحزن المرتسم على وجهها قلبه ينقبض زفر بحنق بينما هي كتمت بكائها منتحبة بشهقات ممزقة و هى لا تقتنع ببرائتها ان تظهر فاحد الأيام بتلك الصور الحقيقية.. ضغطت على يدها بقوه محاوله التمسك هاتفة بحزن و الارتعاب مرتسم على معالم وجهها


= رغم اني عارفه انه قرار صعب اني فكرت احكي بس ملقتش حل ثاني.. رغم ان برضه صعبان عليا دلوقت حالتهم كل ما اتخيل اللي هيعرفوا ممكن يجرا ليهم حاجه لقدر الله، تفتكر انا غلطت عشان اتكلمت مش كان الاحسن زي ما فكرت في الاول افضل ساكته واموت وارتاح بكل الاسرار دي 


انقبض صدر حمزه بالألم فور سماعه كلماتها تلك لا يعلم لماذا مصممة علي مساعدتها رغم ان جميع الادله ضدها لكن بطبيعه عمله يستطيع التفرقه بين الصادق والكذب! ولدي رغبه في مساعدتها و اظهار الحق اذا كان معها بالفعل، مرر عينه عليها بغضب مكتوم قائلاً بحده 


= طبعا غلطانه! ايه اللي انتي بتقوليه ده بس يا ريحانه انتي اكبر غلطه عملتيها أنك سكتي سواء وانتي صغيره او وانتي كبيره دلوقت، سكوتك هو اللي خلى اللي قدامك يزيد في اللي بيعمله عشان كده لازم تكملي اللي بداتي وتحكي 


صمتت لحظه مترددة ثم أجابته بصوت مرهق بشده


= بس انت هتعرف اللي باحكيه منين اكيد النيابه هتمنع انك تعرف اللي انا بحكي ليهم عشان كده انا طلبت اني لازم احكيلك الاول


تلاشى غضبه وقد ارتسمت ابتسامة حنونة علي شفتيه قائلا


= لا دي شغلتي انا بقى بصفتي صحفي، عادي جدا هعرف ايه الاخبار وممكن كمان احاول معاهم انهم يخلوني اقابلك ثاني ونتكلم في التفاصيل اللي عاوزاني انشرها، الموضوع مش هيكون صعب زي ما انتي متخيله اكيد بتسمعي وبتشوفي اعلاميين بيروحوا ويحققوا في السجن مع المساجين بعد أو قبل الحكم كمان عادي. 


كان الضابط يقف خلف لوحه الزجاج متراقب ويتابع ما يحدث بأعين متسعه باستغراب فلم يتوقع ان ينصحها حمزه بالتحدث والاعتراف بالحقيقه إليه أفضل لها، عقد حاجبيه يفكر قليلا وهو ينظر الى حمزه مطولاً يشرد في كلام رشوان عنه وقد بدأ يقتنع قليلا انه يريد مساعدتهم بالفعل. 


❈-❈-❈


كنت اجلس بداخل المكتب في انتظار وصول الضابط حتى يحقق معي اخذت قدمي ترتعش ولكن لا مفر أنا اعلم ان في تلك الحالتين قد تم كتابه هلاكي.. اشعر إني الان بين نارين لا اعلم ماذا افعل اتقبل هذا الجنون ام احاول ان افر هاربة؟! بكشف الحقيقة.. حسمت امري علي ان اختار الانسب بالتأكيد لن اتقبل ان اشعر بذلك الالم الجسدي والعصبي الرهيب الذي عاشته منذ سنوات بمفردي والذي كان هلاكاً بالنسبة لي تنهدت بثقل.. حتي وصلت لأذني كلمات الضابط بصوته الغليظ التي يرجف لي جسدي قائلا حديثه


= ريحانه انا عايزك تتكلمي وتقولي كل اللي انتي عاوزاه وتاكدي ان عمري ما هسمع نصف الحقيقه ولا عاوز اعرف اللي حصل يوم الحادثه وبس! زي ما انتي فاكره، بالعكس انتي لو ليكي حق هاجيبهلك برده.. وده مش استثناء ليكي ولا حاجه ده اللي انا بعمله مع اي متهم هنا، زي ما يهمنا نعرف مين القاتل بيهمنا برده نعرف الاسباب 


هتفت أنا بتشتت وصوت مهتز مرتبك 


= احكي من اول فين؟ هتسمعني من البدايه يعني؟ 


أشار الضابط برأسه الي العسكري الذي بجانبه يجلس ليكتب حديثي في المحضر وقال بصوت هادئ 


= احكي من الاول خالص زي ما حكيتي مع الصحفي حمزه.. احكي اللي انتي عاوزاه يا ريحانه ما حدش هنا هيغصبك على حاجه ما تقولهاش.. وكل كلمه هتقوليها هتتسجل في المحضر 


التفت له بخوف وتوجس فلم اجد شئ غير أن أتحدث و احكي مره ثانيه ما حدث و بإرهاق جسدي نفسي بدأت من بين شفتي المرتعشه اتحدث و أعيد كلامي بينما دموعي بدأت تهطل بغزارة رغماً عني و احاول كتم صوت بكائي المنتحبة


عقد الضابط حاجبيه متسائلا باهتمام


= معلش اسف في السؤال يا ريحانه بس هو اتحرش بيكي بس زي ما كان بيعمل في البدايه ولا اغتصبك؟ 


تلي كلماته جعلت انتفاض جسدي بعنف بشكل هستيري واخذ جسدي ينتفض بعنف وأنا أحاول فتح فمي علي اخره محاوله اخذ انفاسي الذي انقطعت عني تماماً للحظات لاغمض عيناي بقوه وأنا امسك برأسي وهتفت بهستريا وألم جسدي و عصبي


= ما اغتصبنيش! بس كسرني اعتدى عليا بس مش علاقه كامله واللي عرفته لما كبرت عشان ما يسيبش وراءه دليل واتفضح والناس و أهلي تسالني فقدت عذريتك مع مين وتبدا تعرف، بس هو ما كانش بيسيب رواء حاجه تدينه وفي نفس الوقت يعمل اللي هو عاوزه.. بدون تعقيد، عاوز توضيح اكثر من كده ولا كفايه؟ 


اعتدلت الضابط من فوق الكرسي هاتفاً بقلق شديد


=انسه ريحانه انتي كويسه تحبي نوقف هنا ونكمل بعدين.. انا مش باضغط عليكي في الاسئله بس صدقيني كل سؤال بساله وكل جواب منك مهم في القضيه.. لو حابه نقف هنا زي المره اللي فاتت انا ما عنديش مانع 


هززت رأسي عددا مرات برفض اصرخ بألم حقيقي ليتحرك فمي مجدداً بارداتي وصوتي اصبح اغلظ واشد 


= لا هكمل المره دي مهما حصل مش عاوزه اوقف كلام خالص


تنهد الضابط بشده وقال متسائل


= طب بعد ما اعتدى عليكي عملتي ايه؟ عرفتي حد من اهلك؟ 


امائت له برفض بخفوت ورعب وانا امسك بقلبي واضغط عليه بتعب حين شعرت بالألم والرعب قد تملكوا مني من جديد والماضي يتراجع أمامي مره ثانيه.. وقلت بشفاه مرتعشه


= ما حدش عرف حاجه بس انا كنت هقول.. والله العظيم كنت هاقول واتكلم وحاولت اكثر من مره! بس محدش كان بيسمعني بل علي العكس كانوا بيمنعوني من الكلام! ويقولوا لي عيب تتكلمي في حاجه زي كده وما يصحش وما ينفعش انت بنت محترمه وكلام من ده كثير.. وهو كمان كان بيستغلي ده وبيخوفني قوي انا كنت بترعب منه وانا صغيره جدا 


ليقول الضابط وهو يصب تركيزه معي باهتمام


= قصدك عمك حمدي! لسه فاكره كان بيقول لك ايه وقتها؟ 


_عارفه لو اتكلمتي وفتحتي بقك اهلك هيعملوا فيكي ايه، هيموتوكٍ! 


_مش قلتلك قبل كده ما تحاوليش تتكلمي مع اهلك في الموضوع ده؟ انتي مفكره لو عرفوا هيعملوا حاجه، ده انتي هتجيبي ليهم الفضيحه والعار وهيبعدوا عنك ويسيبوكٍ لوحدك.


_هتفضلي هنا محبوسه في الاوضه الظلمه دي لحد ما تبطلي ما تسمعيش كلامي! 


_انتي خلاص جبتي لي اهلك العار و الفضيحه عاوزاهم يعرفوا ويذبحوكٍ.. وما حدش هيصدقك اصلا.. وكل اللي هيفكروا فيه انهم يخلصوا منك عشان العار اللي هيفضل ملازمهم طول عمرهم 


حاولت بكل الطرق بخوف أن امنع نفسي من التخيل لكني فشلت وقد استعد جميع الذكريات.. قلت بصوت بشبه هستيرية و قد شحب وجهي بشدة وأنا ابكي بمرارة و بحرقة وصوتي المتوسل له يرن باذني يصعقني كرعد 


= انا مش بعمل حاجه غير اني بفتكر ومش بانسى.. فاكره كل الكلام اللي كان بيقولهلي عشان يخوفني وما اقدرش افتح بوقي ولا احكي لحد اللي بيعمله فيا، وفاكره كمان عقابه لما كنت بفضل اعيط واحاول اهرب منه باي طريقه عشان ميلمسنيش ولا يعمل اللي بيعمله معايا.. كان بيعاقبني ويحبسني في اوضه ظلمه لوحدي مكنش بيطلعني غير لما يتاكد اني مش مش هتكلم ولا هنطق بحرف واحد لحد.. والاوضه دي كان بيحبسني فيها برده لما يعرف ان انا حاولت اتكلم مع حد او حتى المح 


صمت الضابط قليلاً ثم تابع بصوته يتحدث متردداً بشك


= هو موضوع الاعتداء ده اتكرر ثاني ولا كانت هي مره واحده وخلاص 


اغمضت عيناي بقوه واخفضت بوجهي الشاحب متالمه كـالأموات وقد زاد انتفاض جسدي وصرخت وانا اقول بنبره مرتشعه و امسك برأسي بعنف 


= الموضوع ده اتكرر لمده ثلاث سنين كان بيستغل اي فرصه عشان يقرب مني.. ويعمل اللي يعمله! 


اتسعت عينا الضابط بذهول وهو يرمقني بعدم تصديق قائلا بصوت بطيء 


= ثلاث سنين وما حدش عرف من اهلك ولا انتي حاولتي تتكلمي معاهم؟ ليه يا ريحانه ما حاولتيش تقولي لاحد طالما الامر استمر معاكى لفتره طويله زي كده


‏تظاهرتُ بأن كل ما حدث لي كان عاديًا، بينما كان يؤلمني، يؤلمني جدًا.. واستمريت في اِخفاء الحُزن، حتى ينجح هو في اِخفائي! فأنا الان اتراقص علي شريط الحياه و اتمايل لناحية الموت كلما انحدرت لحياه هنية كثيرًا..


ظليت لي فتره طويله تلازمني الكوابيس المخيفه واستيقظ في منتصف الليل وانا اصرخ متألمة وخائفه وكانت امي دائما تركض الي غرفتها وتضمني الى احضانها الدافئ وهي تهمس بنبرة هادئه باذني 


=اعوذ بالله من الشيطان الرجيم استغفر الله العظيم .. شفتي من شقاوتك ولعبك طول اليوم اتحسدتي قلت لك اكثر من مره بلاش تلعبي قدام حد وتتشقى قوي 


في تلك اللحظه انفتح الباب ودلف ابي بخطوات سريعة وهو يقول بقلق بالغ


= في ايه يا نشوى بنتك مالها بتصرخ ليه؟ 


اختبئت داخل احضان امي وانا ابكي بصوت مكتوم بينما نظرت امي نحوي ابي بنظرات مطمئنه باني بخير ولا داعي للقلق وكان مجرد كابوس وذهب ،لم يدعي ابي للأمر اهتمام و تحرك اسماعيل للخارج بينما عندما حاولت امي تبعدني عنها قليلا تشبثت بها بقوه وأنا ابكي بحرقه


= ماما ماتسبنيش انا مش عاوزه انام لوحدي، حاسه في حد في الاوضه معايا وبيراقبني


كانت هذه بالتاكيد اسباب غير حقيقيه حتي تقلق عليه أمي وتضطر الى النوم بجانبي وبالفعل نجحت في ذلك، واقتربت مني امي أعلي الفراش وهي تضمني وتهمس بكلماتها الدافئه حتى تطمئني، وبدات تقرا ايات قرانيه بصوتها الجميله حتي يسكن الأمان قلبي.


ظليت احضنها بقوة وأنا أضع رأسي فوق صدرها وهي تمسح بيدها أعلي رأسي و ظهري بحنان حتي اغفي لكني ظليت فترة عيناي متسعه و الدموع تسقط بهدوء حتي مسحت دموعي ونظرت إلي امي لاجدها تنظر إليه بابتسامه حب.. جعلتني اتشجع و أتكلم بصوت متوتر


=ماما آآ هو مش غلط بنت تقلع هدومها قدام ناس غريبه عنها أو حتي حد يقربلها، مش كده عيب


تحولت ملامح وجه أمي الي صدمه و نظرت اليه بحده وقالت بصوت منخفض


= ايه اللي انتي بتقوليه ده عيب بنت ذيكٍ تتكلم في الحاجات دي، احمدي ربنا ابوكي ما سمعكيش، ايه الاسئله اللي بتساليها دي ..وبعدين هي محتاجه اجابه ما انا من زمان معرفاكي عيب تعملي حاجه زي كده قدام حد غريب


هززت رأسي برفض وانا اعتدل فوق الفراش واتحدث بسرعه بخوف


= يا ماما انا 


تعالي صوت أمي قليلاً تهتف بغضب و نبره تحذيريه 


= اسكتي ولا كلمه مش عاوزه اسمع منك حاجه ذي كده واياكي ثاني مره تقولي الكلام ده فاهمه ولا لاء 


ابتلعت ريقي بصعوبة بالغة وتذكرت تلك اللحظات والسنوات التي مروا عليا كالدهر بعد تلك الليلة المشؤومه من تحت رأسه! ليله زفافي..!! وقد اثاره هواجسي وهمست وأنا شاحبة.. خائفة.. مضطربة حد القيئ


= التحرش في بلادنا ذي وصمة عار مقرفة مالهاش طعم ولا لون ولا معنى.. ومجتمع منهار وبيوت مليانة مشاكل وستات خايفة تتكلم وتعترض و تاخد حقها؛ عشان خايفة من الوصمة وعيون الناس ولسانهم واللي بيزيد ويغطي الخوف من العيلة اللي اول ناس بيقفوا ويحاربونا!! العيلة اللي المفروض تدعم وتحب وتطبطب.. تدعم قرار البنت اللي تتكلم وتقول انا اتحرش بيا او اغتصبت.. مفروض يسندونا احنا ويقفوا جنبنا ،احنا الصح، هم ازاي بيقدروا يزيفوا الحقيقه كده ويجوا علينا بدل ما يساعدونا مفروض كل بنت تتعرض لحاجه زي كده تلاقي كل واحد حواليها بيساندها فتديهم ثقة اكبر في نفسهم واختياراتهم عشان انا وكل بنت ذيي نستحق حياة افضل، حياة مفيهاش خوف ولا قلق من الناس حياه احنا نختارها بنفسنا.. هم ليه مش عاوزين يقتنعوا ان الحق معانا احنا مش هم..


صرخت من بين أنياب أسناني وجسدي كان ينتفض اشبه بالصدمه الكهربائية بالنسبه لي فأنا لأول مرة في حياتي اتجرا واتحدث عن ذلك واكشف المستور والحقائق الخفيه ..وكل هذا يسقط عليه في انٍ واحد كالصاعقه التي شلت حركتي وتفكيري 


= هم اللي بيعتدوا علينا ويدخلونا في حاله نفسيه صعبه جدا وخوف و وجع وقرف من كل حاجه 


تصلب وجه الضابط بغضب عاصف ضاغطاً بقوة على فكه وهو يشعر بالاسي علي حالي بينما أنا؟ 


رفعت عيناي انظر له بألم وقد هوت دموعي فوق خدي بغزاره و ضعف و رأيت الضابط وهو يجلس امامي فوق المقعد ولكن هذه المره بعيون يملؤها الشفقه وهو يتابع بصدمه ما أقوله.. حاله من صمت دامت للحظات فهو حقاً لا يعرف بماذا يجب عليه ان يفعل الان؟! اصره الجميع على قول الحقيقه، وعندما تحدثت اصابوا بحاله ذهول وصمت!! حتي هتفت من بين شفتي بعيون تترقق بها الدموع وصوت متحشرج اثر الغصه المريرة التي سرت بحلقي 


= صح انا فضلت سنين طويله قوي ساكته ومش بتكلم ولا باحكي اللي حصل لي لاحد من بعد ما ياست انهم يصدقوني ويدوني فرصه يسمعوني اصلا.. لدرجه أنا ‏بقيت مستغرب الهدوء اللي انا فيه، رغم إني جوايا كلام كتير أوي.. بس مش عارفه اقول لمين.. او اقولة لي حتي ايه اللي هيتغير، تفتكر هو انا لو كنت حكيت لحد اللي حصل لي كان هياخذوا موقف منه ويبعده عننا وعن العيله كلها عشان ما يضرنيش.. ولا كانوا هيتعاملوا عادي ولا اكن حاجه حصلت 


شعرت بشمإزاز وخوف وقد اقشعر جسدي وأنا اتذكر واتحدث عن الخطط البشعه من عمي حمدي و من حولي اتنفضت تلك الافكار في ذهني فأنا لا اتحمل ما كان يحدث لي من تلك الخطط الدنيئه..!!


ولم استطيع منع سيل دموعي فوق وجنتي بانهيار فقد كانت الحقيقه صادمه لي ولي الجميع ولكن هذا فوق طاقتي ..!! ولكن قد حان وقت كشف الاسرار التي تدثرت طويلاً بين ثنايا الزمن.


= عارف انا بعد ما كبرت واستوعبت الحقيقه واللي كان بيجبرني عمي حمدي يعمله معايا ده اسمه ايه! أنا معيطتش وقتها، ايوه حتى خوفي كتمته جوايا.. بس أنا عيطت لما ملقتش حاجه ألبسها في اكثر مناسبه مهمه ليا في تخرجي،ولما سلسلتي إللي بحبها اتقطعت، ولما سرحت شعري ومتظبطش، أنا عيطت على كُل حاجه تافهه علشان قُدام السبب الكبير كتمت وعملت مش هاممني و اتجاهلت 


لم تكن هذه المره الاولى التي حاولت فيها التحدث مع امي حول موضوع التحرش و الاعتداء الذي ظليت أتعرض لي لعدد سنوات بصمت، لكن كنت دائما اجد رد فعل قاسي جدا منها ومن غيرها! فحاولت ان اجد احد غيرها اتحدث معه لعله يفهمني ويفهم ما اقصده! 


وفي ليله كانت جدتي زبيده في منزلنا فهو معروف لدينا يوم الجمعه تتجمع العائله يوم الاجازه، وعندما جاءت جدتي هذا اليوم مبكراً حاولت استغلال الامر لاتحدث معها وانا ادعي داخلي ان تفهمني ولا اجد منها رد فعل لا احبذه .. تقدمت وجلست بجانبها عده ساعات وانا احاول اؤهل واشجع نفسي للتحدث فلم يكون الامر بهذه السهولة مطلقاً.. وكان الجانب الأصعب عندما اتحدث وبعد ذلك لم يعطوني فرصه لاكمال الحديث ..وبعد صراع طول معي تحدثت بصوتي المرتبك بشده وانا أقول


= تيته كنت عاوزه اقول لك على حاجه! 


ابتسمت لي بحب وقبلتني من وجنتي بلطف وقالت 


= قولي يا روح تيته عاوزه ايه 


لم يكن حب زائف منها او مصطنع فهي بالفعل تحبني لذالك تشجعت حتى اتحدث معها فبالتاكيد سوف تعطيني الفرصه للحديث وتسمعني! ومع ذلك حاولت اجمع الكلمات بطريقه غير مباشره للتحدث وقلت


= تيته انا لي واحده صاحبتي بتقعد مع واحد قريبها لوحدهم كثير و ساعات هو بيجبرها تقعد معاه وهي مش عاوزه ..بس هو بيقرب منها بطريقه وحشه وبيلمسها فـ..


وكالعاده لم استطيع اكمل حديثي! حيث نهضت فجاه وهي ترمقني بنظرة جامدة صائحه بصدمه وعصبية


= بيلمسها فين؟ يا نهار اسود اسكتي ايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده.. تعالي يا نشوي شوفي بنتك بتقعد مع مين ولا بتصاحب مين؟ وبيملي عقلها بكلام مش كويس.. 


جاءت والدتي تهرول من الداخل بخطوات غاضبه نحوي وهي تنظر إليه بملامح متهجمه و مزعجة مني لتفهم ما كنت أقوله لها وبدات في تبويخي دون اعطائي فرصه للحديث او الدفاع عن نفسي! 


وكأنه بركان غضب اشتعل و تدفق بعروقها فأفقدتها رشدها لتهتف بحزم


= الحقي بنتك بدل ما تضيع و ترجعي تعيطي عليها.. وابعديها عن صحابها اللي مش كويسين دول؟ احنا الحمد لله طول عمرنا الكل بيحلف باخلاق بنات واولاد العيله.. تيجي بنتك على اخر الزمن تشبه سمعه العيله 


حدجتني أمي بضيق شديد بينما أنا نظرت لهم بعين خاوية من أي مشاعر، احاول بمجهود جبار كتم بكائي الذي سينقلب صراخًا يرج ويحاوطني بعد أن اترك لي العنان


وبدل من اشكو لأجل أن يتعاقب الجاني تم معاقبتي أنا هذا اليوم، لجلوسي في غرفتي بمفردي! ولم اجلس مع الأسرة كـعقاب سيء إليه لكن والدتي لم تكن تعلم ان كان هذا افضل عقاب إليه..!! 


وبعد تلك اللحظه لم احاول مره ثانيه ان اتحدث مع عائلتي حول هذا الموضوع مطلقاً او بالاحرى لم اتحدث طول باقي حياتي.. ويبقى الصمت هو المحطة الأخيرة لكل الأشياء المؤلمة.


اغمضت عيني بشده اثر تلك الرجفه التي تسري بجسدي والتي اشعر بها لأول مره لم تكن خوف بل شعور اخر تتلذذت بي ولكني لا اعرف هويته فهو كضيف يدق بابي لأول مره.. لكن ربما ذلك الشعور النادر عليه وهو "الراحه" وقلت


= حرفياً فكره إنك تخبى إللى تاعبك وتفضل ساكته عشان ما تبينش لحد مهلكه جداً 


جائت انمالي تحيط بوجنتي ومسحت دموعي بعنف نازعه نفسي من دوامه افكاري وكان الضابط يهم بسؤال أخري ولكن تحدثت بما في داخلي من مرارة وقهر


= وبعدين كنت هتكلم ازاي واحكي لماما وبابا وهم اول ناس وانا صغيره فهموني ان اللي بيتحرش بواحده هي اللي غلطانه مش هو وجابوا الحق عليها.. ده كمان عمل لي خلل في عقلي وانا صغيره وخلاني اصدق كلامه عن العار و الفضيحه ..اللي هاجيبهم لاهلي لما اقول لهم حاجه زي كده حصلتلي


ساد الهدوء والصمت فتره قصيره ثم رأيت الضابط يمسح وجهه بضيق مكتوم ويحاول ضبط انفعاليته ثم نظر إليه قائلا بنبرة محذرة


= هو ايه اللي خلاه يبعد عنك بعد ثلاث سنين اشمعنى الوقت ده بالذات بعد وبطل يعمل اللي بيعمله معاكي


ابتسمت بسخرية مريره واضافت من بين عيوني الحمراء بشده وكانت تلتمع الدموع متحجرة داخلها وقلت بصوت ضعيف متعب بضعف


= عشان كبرت! وهو بيعمل القرف ده مع اطفال بس؟ انا باخاف قوي من الفكره دي؟ لما بتخيل ان ممكن يكون عمل اللي بيعمله معايا مع بنات غيري.. ويعيشوا نفس اللي انا كنت بعيشه


رأيت نظرات الاشفاق بين عينه وهو يتنهد الضابط قائلاً بقلة حيلة


= يعني انتي يا ريحانه فضلتي طول السنين دي كلها ساكته وما حاولتيش تعرفي حد ولا حد حس بحاجه؟ طب كنتي بتتعاملي ازاي معاه لما كبرتي؟ 


هززت رأسي بصمت لدقيقه واحده حتي نهيت هذا الصراع الذي بداخلي ونطقت حروف كلماتي ببطء شديد بسبب الارهاق النفسي الذي بدات اشعر به من كثر البكاء والتفكير بالماضي 


= يااه فكرتني بحاجات بقالي سنين بحاول انساها المشكلة انه من العيلة ومحدش عرف حاجة ولسة مضطرة اشوفه في كل مناسبة ولازم اسلم عليه والا هيقولوا عليا قليلة الادب ومش متربيه.. مش عارفه ازاي كانت بتيجيله الجراه ان يدخل البيت ويقعد وسط بابا وماما وياكل ويشرب عادي.. ويسلم عليا ويحط عينه في عيني ولا اكنه عامل حاجه، ازاي بسهوله كده نسي الاذى النفسي اللي عملهلي؟ وكل اللي انا مريت به بسببه ومش قادره انساه! عارف لما كبرت كان بياجي يزورنا في البيت كنت باحاول اخترع اي اسباب عشان ما اطلعش واسلم عليه واشوفه؟ تخيل! انا اللي كنت بخاف واداري نفسي منه وهو قاعد بره بيضحك ولا في دماغه حاجه، بس كان غصبا عني لازم اطلع واسلم عليه! لا إلا ابقي قليله الذوق وما باحترمش الكبير 


الفصل التاسع والعاشر من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم