رواية سيطرة_ناعمة الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية سيطرة_ناعمة الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية سيطرة_ناعمة الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

-اااه كنتي وحشاني بشكل 

-بكرهك

همست بها لونا بقهر قبلما يقهقه عاليا بينما يجذبها لأحضانه المتعرقه العاريه وجسده يهتز من شدة جلجلة ضحكاته، مسح جبينها المتعرق إثر فعلته ثم أكمل:

-وانا كمان بكرهك يا روحي

حاولت التملص من بين أحضانه لتخرج منها وتبتعد عنه فهمس:

-إثبتي بقا لسه فيكي حيل

فقالت بغضب مكبوت:

-سيييبني


تحولت ملامح وجهه على الفور للضيق والتجهم فحررها من بين ذراعيه كما أرادت لتلتف بسرعه وكأنها تبتعد عن ملقف للقمامة تستعد للذهاب للمرحاض فقال:

-رايحه فين؟

وقفت توليه ظهرها ولم تجيب فقال:

-رايحه تستحمي بسرعه عشان تشيلي اي أثر مني عليكي مش كده

اطبقت جفناها تبكي بقهر شديد فصرخ فيها:

-ليه كل مره أقرب منك تعملي كده ليه كل مره تبقى بالغصب ، انتي مراتي وانا ليا حق فيكي وباخده 

-انت ايه الي جابك هو مش خطوبتك بكره؟


أظلمت عيناه وتعاقبت عليه مشاعر وئدها سريعاً ثم اعتدل في جلسته وقال:

-ماكنتيش عايزه تشوفيني مش كده؟ جيت اخدك عشان تحضري فرحي مش انا ابن خالك بردو؟

-على اساس أنكم معترفين اني من عيلتكم اصلا ولا حد مهتم، حضرت أو ماحضرتش ماحدش هياخد باله.


رفع عيناه لها بصمت، يطالعها ....يراقب جمالها عن كثب....


لونا ابنة عمته صاحبة وجه الحوريه والعيون الواسعه البنيه وشعرها كذلك، كانت تضوي كالنور ...جمالها متدلل ...متدلع...متغنج، حتى لو كانت في أسوء حالتها ....حتى وان كانت بمزاج سيئ...انها تقتلته...تذبحه في كل مره يراها فيها....يعلم انها ذات أثر وحضور، يُعمل لها الف حساب حتى لو كنت تكرهها.


نفض كل تلك الأفكار عن عقله، لابد من التماسك دوماً 

فهز كتفيه وقال بيرود:

-ولو...شكليات...تفتكري اهل خطيبتي هيقولوا ايه لما ما تحضريش خصوصاً ام العروسه انتي عارفه هي مركزه معاكي أد ايه؟

-مانا سيبت لها البلد كلها ومشيت اعمل ايه تاني.


وقف عن الفراش يلتقط ملائه صغيره يواري بها سوئته ثم قال بحاجب مرفوع:

-انا وأنتي عارفين انتي سافرتي ليه ولا ناسيه


اهتزت شفتيها بغضب ثم همست:

-لأ مش ناسيه

صمتت لثواني ثم قالت:

-المفروض تطلقني...انت خلاص هتخطب أهو.

اغمضً عيناه يخفي غضبه ثم قال:

-عايزاني أطلقك عشان تدوري هنا على حل شعرك مش كده؟


ابتلعت غصه مريره بحلقها فهي تدور معه بحلقه مفرغه لم ولن يغير فكرته عنها فقالت:

-لأ...عايزه اخلصك من عاري وان اسمي يرتبط بأسم حد محترم وله وزنه زيك.

-ماحدش عارف انك مراتي غير عمك اللي جوزك ليا والشويه الي فاضلين عايشين من عيلة ابوكي مالكيش دعوة انتي بأعمامي وبطلي لعب بالكلام عشان انا قاريكي.

-بسس...

قاطعها بغضب:

-مابسش..انتي مش كنتي داخله تستحمي...اتفضلي ادخلي ومش عايز كلام تاني.


تحركت بكره وغضب وتركته يرتمي على الفراش خلفه يضع كفيه على دماغه كأنه يسارع أصوات كثيرة متداخله تدور داخلها 


وهي بالداخل تقف أسفل المياه تغسل جسدها بقوه شديدة ودموعها تختلط بالمياه الغزيرة المتدفقه عليها تعيد الغسل بقوه أكبر تمحو أثره من عليها ولكن عبثاً تشعر بالنفور والغضب...تباً لما لا تتخلص منه لما.


أرتدت روب الإستحمام بأهمال وخرجت من المرحاض تتقدم من الفراش تنتوي النوم هكذا لن تصحو لمده اطول تواجه فيه كابوسها...."ماهر"..."ماهر عزام الوراقي" ابن خالها هو أسوء كابوس...أسوأ من عمها وما فعله بها هو الأسوء على الإطلاق.


نامت على اخر مكان بطرف السرير وتكورت على نفسها تكتم صوت بكائها تخشى أن يسمعه لتشهق بصدمه وهي تشعر بيده الغليظه تسحبها لعنده حتى أستقرت في أحضانه العاريه من جديد .


حاولت التملص منه يظهر نفورها ليأمرها بحزم:

-بطلي حركه...نامي

سكنت بأمر واحد ولم تتحرك لتمر تلك الليلة المريرة عليها ويذهب لحال سبيله تشغله عنها حياته التي كانت هي دوماً خارجها ويتذكرها كل حين فتتنفس هي ...صبرت نفسها بهذا الامل كي تساعد حالها على الإطمئنان ولو مؤقتاً حتى تغرق في النوم وينتهي كابوسها معه لكنه لم يتركها بحالها وهمس :

-لونا

لم تجيب فقط صمتت وهو يعلم أنه لو تركها ينتظر جواب فسينتظر سنين، هي مقطوع منها الامل لذا أكمل:

-نفسي ولو لموة تجيلي انتي...نفسي في مرة بمزاجك.

-انت ناسي حكايتنا وناسي اتجوزنا أزاي؟


أغمض عيناه بحزن يتدفق لعقله ماحدث في وقت ماضي 


قبل ثلاثة أشهر 


كان يجلس باحد مقر شركات عائلته 


انه ماهر عزام الوراقي صاحب الأربعه وثلاثون عاماً،طويل الجذع عظيم الجرم  شعره مصفف بعنايه ورائحة عطره القويه تملأ المكان، كان يشع فخامه وكأن المال يتحدث.


يتابع في إجتماع مغلق مع عمه و والده بعض المستجدات لاحد أهم مشاريعهم في الوقت الذي فصلهم دقات متعاليه على هاتف والده .


نظر عزام للهاتف ثم اغلق الاتصال الذي عاود الدق من جديد فقال فاخر:في ايه؟


لم يجيب ليعود الاتصال من جديد فينظر فاخر للهاتف ثم يعود بالنظر لأخيه ويقول: 

-هو وصلك وكلمك؟! 

-ده راجل وسخ وابن كلب


استغرب ماهر مجريات الحديث فسأل:

-في ايه هو مين ده وماله بيكم


ليقول فاخر:

-ده راجل نصاب كان عايز يشتغلني انا وابوك بس احنا سكيناه على قفاه يالا نكمل شغل وسيبك منه.


بتلك اللحظة انفتح الباب فانتفض ثلاثتهم بلهفه أثر ولوج رجل عجوز يتحرك بصعوبه فأسرع اليه ثلاثتهم يساعدونه على التحرك بينما قال ماهر:

-ايه الي نزل بس يا جدي


سعل الجد وقال بصوت متحشرج:

-قعدت البيت دي تقصف العمر مش عايزها ..عايز أشتغل.


ثم نظر لابنه الكبير وقال:

-عملت إيه في الموضوع الي كلفتك بيه يا عزام؟


كور عزام قبضة يده ولم يجيب فهتف الوالد بصوت اعلى:

-عملت ايه يا عزام بقولك


ليلتف عزام وينظر لفاخر ثم نظر أثنتيهم بغضب لوالدهما وبعدها قال فاخر:

-انت لسه يا بابا بتدور ورا الفاجره دي

-بنتي يا فخري...مهما عملت هتفضل بنتي

-بنتك هربت مع ابن النجار الي كان شغال عندنا من خمسه وعشرين سنه وجابت لنا العار.

هتف الجد بغضب:

-اخرس ماتقولش كده على اختك

ليتدخل عزام:

-مايقولش ايه ماهي دي الحقيقه كنا هنستنى ايه من واحده امها دخلت بيتنا خدامه ولعبت على البيه وحملت منه فاتجوزها عرفي وجابت لنا بنت حرام ...خلف الندامه الي لما كبرت فجرت وهربت مع عشيقها


وقف الجد يقول بغضب:

-اخرس يا عزام بقولك...الحكايه مش كده واختك كانت ضحيه طول عمرها.


شدد عزام على حديثه وقال بينما يلتف حول والده ولم يرحب شيبته:

-ضحيه...بنتك دي سليلة عار وعشان تتأكد خلفت بنت فاجرة وقادرة زيها وسمعتها زي الزفت في المنطقه اللي عايشه فيها ابوها سابهم وطفش ولا همه وعمها مش قادر عليها كل شويه يكلمني عشان اروح اخدها والمها


التفت الاب وسأل بلهفه:

-بجد؟! 

فرد عزام:

-لسه كان بيرن عليا قبل ما تدخل وكلم فاخر قبلها ...تلاقيها عملت عمله جديده وقرطتسته فبيكلمنا

-طب هي فين؟! و رحيل بنتي فين؟! روح...روح هاتها ..روح هاتها يا عزام.


احمرت عينا عزام من الغضب وقال:

-أجيب مين...انت تحمد ربنا اني ماخنقتهاش بأيدي دول وخلصت العيله كلها من فجرها وسمعتها الي زي الزفت

-طب روح انت يا فاخر


ليرد فاخر بغضب:

-اروح فين واجيب مين...اسمع يا بابا انا مستحيل اتقبل البت دي ولا ادخلها عيلتنا زي ما انت عايز انا حتى اخاف على بناتي منها واخاف كمان على سمعتهم...دي عيله وسخه مش لاقيه الي يلمها ولا يربيها ولا انا هستغرب ليه ماهي جدتها الخدامه الي اتجوزت البيه عرفي وامها فاجره هربت مع عشيقها وابوها راجل قبل بكده الكوكتيل ده هيجيب واحده جنس ملتها ايه اكيد صورس نجاسه وكلاحه بيور.


توسلهم الجد يقول:

-عشان خاطري ياولاد...أدوها فرصه...والله أنتوا فاهمين غلط..عشان خاطر أبوك يا عزام تروح تجيبها.


-وخاطر امي الي ماعملتلوش اي حساب...امي بنت الحسب والنسب الي جوازك منها رفعك ورقاك وحطك في حته تانيه خالص وفي الاخر رافقت عليها الخدامه وعيشتها مقهوره العمر كله...عايزني اروح اجيب خلفتها تعيش قدامي ليل نهار...ده لا يحصل ولا يكون.


ثم تحرك عزام وترك لهم الغرفه غير مبالي بنداء والده الذي التف لفاخر وقال:

-طب روح انت يا فاخر...عشان خاطر أبوك 

-مستحيل ادخل واخده زي دي على عيلتي والناس تعرفها انا عندي بنات يا بابا مستحيل اعمل كده..مستحيل أقبلها مستحيل.


ثم تحرك مغادراً كما فعل أخيه تاركاً الاب يناديهما متوسلاً:

-يا فاخر...يا عزام...بنت اختكم ياولاد.


اهتز جسده بعجز فهرول ماهر بلهفه يسنده قائلا:

-سلامتك ياجدي

-سندني يا ماهر...سند جدك.


ساعده ماهر كي يقترب من اول أريكه ويرتمي عليها قائلاً :

-سلامتك يا جدي

-اااه...عايز سلامتي بحق يا ماهر.


صمت ماهر وقد فطن القادم وبالفعل تحدث الجد:

-روح شوف بنت عمتك وهاتها لعندي...انت الوحيد اللي تقدر تعمل كده....انا قلبي مش مرتاح يابني..كفايه ظلمت امها..هظلمها هي كمان واتخلي عنها

-بس ياجدي...

-ماتسمعشً الي ابوك وعمك بيقولوه ...رحيل مظلومة...رحيل هربت بعد ما ابوك وعمك كانوا عايزين يستغلوها وهي عايزه حاجة تانيه وانا ربنا يسامحني كنت مطاوعهم...كانت المصلحه عمياني ماكنتش بشوف غير المصلحه والفلوس بس انا دلوقتي شوفت بعد ما شبعت فلوس ...لو بتحب جدك وخايف عليا بحق روح وجيبها يا ماهر...طول عمرك مش بيهمك ولا بتهاب حد...مش هيهمك كلام ابوك وهتروح انا عارف


-ياجدي دي...

-عشان خاطري يا ماهر ده انا محمد الوراقي عمري ماتحايلت على حد كده وبتحايل عليك.


عجز ماهر امام توسلات جده فقال بعدم تقبل:

- حاضر يا جدي...حاضر

-هتوصلها ازاي

-هحاول اغفل بابا واخد رقم عمها من موبايله شكله واقع وعايز يوصل لأي حد فينا 

-ربنا يباركلك يابني ...طب روح...روح بسرعه يالا

-دلوقتي 

-دلوقتي بالله عليك

-خلاص يا جدي حاضر..مش عايز أشوفك كده الله يخليك

-حاضر بس تروح النهارده ..النهارده يا ماهر

-حاضر...النهارده والله 


في احد مقار الشركات الكبرى جلست فتاة بديعة المحية ممتلئة القوام لها طله مميزه لكنها متوتره تفرك كفيها ببعض من شدة الارتباك وانتفضت منتبهه على صوت قوي من فتاة في سن مقارب لها تسأل بقوة:

اشتغلتي فين قبل كده 

-أا..بصراحه...دي ...أول مرة أشتغل

نظرت الفتاة الأنيقة لزميلتها التي بادلتها النظرة بسأم وترفع ثم اتجهت أنظار كل منهما لتلك المهتزة التي تجلس أمامهما بتوتر و وجه شاحب

لترفع الفتاة ذات البذلة العمليه والشعر المصفف بعنايه حاجبها وتقول بترفع:

-نعم ...انتي جايه تهزري؟! مش عارفه شركة ايه دي الي مقدمة فيها والوظيفة ايه؟؟


انكفت "لونا" تفتح حقيبتها بتوتر وتلجلج من شدة الإرتباك والإحساس بالدونيه أمامهما وحاولت ان تسرع في اخراج رزمة من الأوراق تعرضها أمامهم في محاولة منها للفخر وتقول:

-أنا....الرسومات دي بتاعتي انا الي عملاها انا شغلي حلو قوي في التصميم والجرافيك.


نظرت كل فتاة للأوراق شزراً ثم عاودوا النظر لها لتلتقط إحداهن الاوراق منها وتلقيها بأحتقار على الطاوله الفاصلة بينهم ثم اكملت بإمتعاض:

-اتعلمتي التصميم والجرافيك فين

توترت لونا ثم جاوبت بأهتزاز:

-واحده جارتي علمتني 


لاحظت تبادل الفتيات النظر لبعض بسخريه منها مضاف إليه الإستحقار والإستعلاء لتقول الأولى للثانيه:

-أنا مش عارفة موظفين الأتش أر الي بيدوا مواعيد للمتقدمين دول بيدوهم ويقبلوهم على أساس ايه؟!


لتوافقها الثانية الرأي وتقول مكملة:

-ناقص نروح نعملهم شغلهم كمان.


لتعود الأولى والتي يبدو من فخامتها وثقتها انها المديرة لتسأل لونا:

-أنتي اصلا خريجة ايه

توترت لونا وتعرقت ثم قالت بصوت متحشرج من شدة شعورها بالدونية:

- لا أنا ماخلصتش ثانويه عامة عشان 


ضحكت الفتاتان وقالت الأولى باحتقار:

-يعني معاكي إعداديه ...ههه مش متخيلة معاكي إعداديه وجايه تقدمي على وظيفة جرافيك ديزاين في شركه كبيره زي الوراقي بجد مش عارفة جبتي الثقه دي منين


تلجلجت لونا ثم قالت:

-طب بصي في التصاميم وهتعرفي اني...

-آه اه خلاص عرفنا انك جامده جداً هههههههه اتفضلي اتفضلي


ثم تجاهلتها وكأن رحيلها من عدمه لا يهمها ثم بدأت تتحدث مع زميلتها باحتقار وسخريه عن الوضع وأصوات ضحكاتهم عاليه لتقف لونا بهزال وتتحرك ناحية الباب وهي مستمعه لأصواتهم الواضحة كلها سخريه لاذعه عنها.


وصلت لحيها تجر أزيال الخيبة والذل بعدما جرى معها هناك مرت على منزل صديقتها مقرره انها لن تفوت عليها لا تريد التحدث عن ماصار هناك.


اغلقت باب شقّتها عليها تحمد ربها انها لم تقابل في طريق الصعود عمها البغيض ولا زوجته ذات اللسان السليط و وقفت تتطلع لبيتها الجميل المؤثث بأثاث راقي جداً لكنه بات خالياً عليها منذ اختفاء والدها وهي لا تعلم اين هو فتلك القصه هي هم اخر لوحدها.


أغلقت عيناها تطفئ كل الأصوات الصارخه داخل عقلها وذهبت لأخذ حمام دافئ يريحها ثم تخرخ من الفراش للنوم ربما نست ما جرى.


وبعد عشرون دقيقة كامله خرجت من المرحاض تلف روب الأستحمام الأبيض السميك خلف جسمها وعلى رأسها المنشفه ثم ذهبت بإتجاه المبرد الضخم ذو البابين تفتحه لتواجه الحقيقة انها لا تملك طعام اليوم .


اغلقت الباب بغضب فوالدها مختفي ولا تعرف بأي بنك أدخر أمواله وما تركه في المنزل قد لملمته وعاشت عليه طوال الأشهر المنصرمة حتى نفذ.


ماذا ستأكل الان وكيف ستعيش......


التفت بخوف وهي تشعر بشيء وكأنه قد قذف في الشرفه المفتوحه لتشهق برعب وهي ترى رجل عريض وضحم الجثه يخلع قميصه ثم يقترب منها في نفس اللحظة التي فتح فيها الباب لتجد عنها"انور" ومعه رجل أخر يصرخ بأعلى صوت عنده:

-شووووفت....شوفت يا ماهر بيه...شوفت بعينك...اهو...اهو....الفاجرة بنت عمتك جايبه عشيقها للبيت.


وبسرعة البرق قزح الرجل من الشرفه كما دلف وبقت هي متسعة العين مرعوبة تقف متفززه الجسد مقابل عمها سندها سترها وغطاها وذلك الرجل الغريب الذي يقف والشر يتطاير من عينه ثم هجم عليها يقبض على ذراعها ويلويه خلفها بغضب مقربا وجهها من وجهها يسألها بغضب عاصف:

-مين ده انطقي...ده كده الي بيتقال عليكي صح ..

-انت الي مين وماسكني كده ليه ..سيبني


تقدم أنور يقول بأعين لامعه منتصرة:

-شوفت بنفسك اهو ياباشا ماحدش قالك.. خلاص حطيت صوابعي العشره في الشق منها...ومن النهارده البت دي لا بنت اخويا ولا اعرفها...تاخدوها تحرقوها تغوروها تودوها في مصيبه ماليش فيه 


تقدمت منه تهتف بشراسه:

-انت بتقول ايه انا مش متحركه من بيت ابويا انت فاكرها سايبه 

-بيت ابوكي..ابوكي باع لي البيت ده كله بيع وشرا قبل ما يطفش متك ومن سمعتك الي زي الهباب

-والله وفلوسه حولها لك بأسمك مكافأة ليك بالمره؟!

-اه وابقي روحي أسأليه ده لو عرفتي توصلي له

-لاخر مره هسألك بالحسنى يا عمي وديت ابويا فين؟

-ابوكي هوب وطفش ...من سيرتك يا قادره

-اقطع لسان اي حد يجيب سيرتي انا المنطقة كلها بتحلف بأخلاقي الدور والباقي على العواطلي الي اغتنى فجأه بعد ما ابويا فص ملح وداب

نجحت في استفزاز انور الذي رفع كفه بغضب يصرخ فيها:

-لمي نفسك يا قليلة الادب يا معدومة الربايه

أستعدت لونا لتلقي صفعه قويه جديده فأغضمت عيناها بخوف شديد لتفتحهم مجدداً بدهشه على صوت ماهر القوي:

-انت هتمد إيدك عليها وانا واقف؟

-مش سامع قلة أدبها...البت دي مش هتقعد هنا يعني مش هتقعد هنا..يا تاخدها معاك دلوقتي يا انا هتصرف

-هتعمل ايه يعني

-هجوزها بقا 


صرخت لونا برعب:

-عايز يجوزني راجل اصغر من ابويا بكام سنه

-اهو راجل يسترك ولا انتي عشان عايزه تفضلي سايبه على نفسك انا الي عندي قولته وانتي عارفه بقا..


نظر لها نظره متوعده علمت من خلالها ان من قفز للبيت منذ دقائق كان باتفاق معه لما لا وقد فعلها مسبقاً بل ألف قصص دار بها على كل سكان الحي حتى صدقوه وباتت بنظرهم فتاه لعوب مقطوع منها الامل وبدأت العلاقات بالجيران تتقطع معها حتى توقف الجميع عن محادثتها وباتت بنظر الكل "شمال" بفضل عمها .


لذا علمت أن ماحدث قد يتكرر وربما بصورة أبشع..أو ان تتزوج من رجل عجوز غني يملئ جيب عمها ...حتى العمل رفضت منه .


ماذا تفعل وإلى أين تذهب.


لترفع عيناها على صوت ماهر الذي قال:

-خلاص سيبها...هاخدها....جدها عايزها.


بعد دقائق في سيارة ماهر كانت تجلس بتوتر بات مرافقها الوحيد ولاحظت توقق السياره فمدت يدها تفتحها لكن أوقفها يقول:

-ياريت تكوني عاقله وبلاش مشاكل كلهم مش طايقينك وسمعتك الهايله واصله لعندهم سامعه.


كظمت عيظها مضطره على بلع وتقبّل الإهانه وهزت رأسها بإذعان تستعد للدخول عند أل وراقي فكيف سيكون إستقبالهم لها وماهو القادم وكيف أختفى والدها .....سنرى 

#سيطرة_ناعمة2


هل يعيشون بقصر الرئاسة ؟!!!!!


كان أول سؤال صرخ بع عقل لونا وهي تطالع ذلك البيت الواسع الكبير الملتف بحديقه كبيره واسعه يتوسطها أكثر من حمام سباحه ومرأب للسيارات صفّ بها ماهر سيارته الرولز رايس.


طالعتها متأمله بإبتسامة حزينه وعقبت:

-عربيتك حلوه قوي


كانت تتحدث بعذوبه وهدوء ليرمقها من اسفل لأعلى يإزدراء ثم قال:

-خليكي في حالك


فتحت فهما وشحب لونها بعد إحراجه وكبسه لها، لو ضربها لكان أقل هواناً، هي كانت تحدثه بحلاوة وعذوبه معتقده أنهم أقارب.


لكنه أيقظها من أحلامها الساذجه حيت حدثها بتجهم وسار أمامها يتقدم يريها الطريق نحو الداخل وهي خلفه.


تتبعته بصمت تام، لا جرئة لديها على الحديث بعد ما رأته، تهز رأسه وتسب نفسها بأقذر انواع السباب، فدوما سذاجتها تقودها نحو الإهانه….كيف نست علاقتها بهم وكيف نست ما قصته لها والدتها عن شقيقيها وأسرتها…ههه ماذا كانت تنتظر هي منهم وهم بالأساس لم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال عنها بل بالأساس لم يهتموا بالسؤال عن شقيقتهم المريضه .


راقبت ملامحه المتجهمة والتي لا تنكر انها وسيمه وهو يرمقها بإحتقار شديد لتهز رأسها بعنف ….هي غبيه وباردة ومستفزة..فبعد كل ما حدث معها مازالت تنتظر الإحسان من الأخرين.


أعتقدت أنها ستذهب لأهل والدتها ليحتضنوها برعايه وأهتمام ..على أي أساس ؟؟؟؟ على أي أساس فكرت بذلك وانتظرته من أناس لم يسألوا عنها ليوم في حين ان من يعرفونها ويعتبروا سترها وغطاها قد إستغلوها وسرقوها والله أعلم ماذا فعلوا ايضاً.


لما هي دوماً بحاجة للمزيد من الصفعات حتى تتعلم ولما دوماً تصبح هي رد الفعل وليست الفعل بعين ذاته.


نظرت له بجانب عيناها ورق القلب….انه فخم …فخم جداً،نجوم السينما بجواره رعاع …. ييدو مقدام ،مهيب،هل سيصبح أخ لها يقف لأي شخص قد يعترضها؟ كم تمنت ذلك مذ كانت طفلة لا احد يلعب معها ولا أصدقاء لها.


دلف بها لبهو عظيم يلمع من النظافة والترتيب كان مؤثث بأثاث حديث راقي.


لتتفاجأ بتقدم فتاة غايه في الجمال والروعه تقريباً من نفس سنها ترتدي شورت قصير ومن الأعلى (كروب توب) أظهر معدتها المسطحه بسرتها، ارتمت في أحضان ماهو تردد:

-ماهر ،ايه الي أخرك؟ كلنا مستنينك ع الغدا

-ماعلش كنت في مشوار مهم.


كانت تنظر لهم بصمت وهي تسأل داخلها (مراته دي؟ بس حلوة قوي ماشاء الله)

لكنها تحيرت وهي تسمع تلك الجميلة تسأله مارحه:

-مين  المزه دي يا ميرو انت اتجوزت من ورانا ولا ايه؟

التف ماهر ينظر لها بضيق ثم قال:

-لأ طبعاً 

-امال مين دي؟

-تعالي جوا هتعرفي دلوقتي 

قادها لتتقدم أمامهم لكن ذلك لم يمنع الفتاه من ان تلتف لها وتبتسم مرحبه:

-أهلاً وسهلاً انا جنا اخت ماهر..


شملتها بنظره منبهرة وأكملت:

-أنتي جميلة قوي.


غبطت لونا من كلماتها التي اخترقت روحها فأنعشته رغم كونها معتادة على سماع الكثير من السناء على خلقتها لكن داخل هذا البيت لم تتوقع لذا انتعشت ملامحها ومدت يدها للسلام تقول:

-انتي الي قمورة قوي …أنا أسمي لونا 


بينما كان ماهر يقف ينفخ دخان سيجارة الفاخر للأعلى وعيناه تمر لأسفل يستمع لما يحدث وعيناه تسرح على لونا الفاتنة تفصصها تندرج منه على مؤخرتها المستديرة وصدرها المنتفخ ثم معدتها المسطحة ووجها رائع التكوين الملتف حوله قصة شعرها البني مائل للعسل يصنع منها فتنه متددلة تجذب الأنظار .


لف رأسه يسب ويلعن….يصك أسنانه …تباً انها بالفعل جميلة و جداً بعد.


كاد ان يتحدث يحثهم على التحرك للدخول لكن أستوقفه سؤال شقيقته المستعجبه:

-والحقيقي أيه؟

ابتسمت لونا وبدت معتاده على هكذا سؤال وردت بثقه متدلعة :

-لأ ده الحقيقي.


شملها بعيناه…طريقتها متغنجة حتى وهي تتحدث تتعمد إغواء من حولها، تلك الفتاة منحله سائبة بالتأكيد كما قال عنها عمها فصوتها وحده به من الإغواء الكثير تتحدث كما لو كانت (هند رستم) تقف أمامك.


تجهمت ملامحه ووقف يسمع صوتها المغوي ووجها الذي برع في تمثيل الكسوف فيما سألت چنا بجبين مقطب:

-بجد؟ يعني ايه لونا.

-يعني القمر

-هممم انتي فعلاً قمر يا لونا.


ضحكت چنا رغماً عنها تضرب كف بكف وتقول:

-مش معقول إسمك مزيكا وانتي تجنني ايه ده هو في كده؟!!


إحمر وجه لونا وبقت كما هي دوماً عاجزة عن الرد على كلمات الغزل الصريح التي تغمر بها من النساء والرجال ولا تحد ماتقوله لتلك الفتاة الأكثر من لطيفه ليقطع عليهما كل ذلك صوت ماهر :

-مش يالا بقا ولا ايه

وبعدها رمق لونا بنظره متجهمه جمدت ضحكتها لثواني قبلما تقول چنا:

-ايوه صح دول حاطين الغدا من بدري…على فكره يا ماهر عايزاك في حوار.


كاد ان يتحرك لولا جملتها فوقف يقول:

-حاجه حصلت تاني؟

فركت كفّها ثم قالت:

-بعد الغدا بقا

-انطقي اخلصي 

-خلاص يا ماهر بعد الغدا …واصلا انا عايزه اعرف مين المزه دي الأول

شد نفسه في وقفته قبلما يتحرك مردداً:

-مش هنتكلم مرتين تعالي وانتي تعرفي…يالاا


الكلمة الاخيره العاليه كانت بالطبع من نصيب لونا التي حاولت التغاضي عن كل ما يحدث وتحركت خلفهما تدلف لغرفة كبيرة تضم مائدة طعام طويلة جدا وفوقها أصناف متعددة شهية من الطعام المصري .


القى ماهر عليهم السلام ليرفعوا رأسهم جميعاً ولم يردوا السلام حيث هتف عزام بحده:

-ايه الي دخل البت دي هنا…انت بتتخطاني يا ماهر؟

وقف فاخر يقول:

-هي دي يا عزام …انا ماكنتش شوفتها..البت دي ايه الي دخلها بيت امي.

دوى صوت ضربة عكاز قويه على الارض أعقبها صوت محمد الوراقي:

-ده بيت محمد الوراقي يا فاخر 

وقف بصعوبه يحاول ان يلتف لا يسعفه عظامه المهشهشة ولا ظهره لكنه التف يطالعها بإنبهار:

-بسم الله تبارك الله فيما خلق…انتي بنت رحيل؟بسم الله ماشاء الله..تعالي …تعالي في حضني يا لونا..أنا جدك.


لم تتقدم منه، بقت واقفه متيبسة تنظر لهم جميعاً فرد فرد من أول ذلك الرجل عزام والذي رأته مسبقاً مع عمها وقد رفض أخذها معه بل سبها وأهانها هي وعمها وعائلتها كلها ثم غادر ولجواره تلك المرأة الثلاثينية التي لا تعرف ماهيتها لكن ترى نظرات الإزدراء والكبر تفوح من عيناها، تخططا تنظر على ذلك الرجل الثاني الذي رفضها للتو هو الأخر ولجواره فتاتان بأعمار متقاربه في متوسط ال١٧ وال١٨ ثم عادت تنظر لماهر ولجواره شقيقته ثم للجد الذي مازال يقف ينتظرها بفرحه ممزوجه باللهفه يردد:

-تعالي يا لونا.

لاحظت نظرات ماهر الحاده التي أرفقها برفعة حاجب من عينه وكأنه يسألها (الراجل فاتح لك حضنه يابجحه)


تقدمت منه بعدم تقبل واضح و وضعت نفسها بأحضانه دون ان تنغمر لكن محمد الوراقي قطع عليها الفرصه حين رمى عكازه أرضاً وضمها له بقوه بين ذراعيه وهي لا تبادله العناق تقف بين أحضانه مرغمة تحت نظرات ماهر القوية الغاضبه وكأنها ينهرها يطلب منها ان تبادله العناق بحرارة…وبرغم ذلك لم تفعل…ظلت متيسبه لكن الوراقي لم يبالي هو سعيد ..يكفيه وجودها بينهم الأن.


أخرجها من أحضانه يقبل وجنتيها بالتبادل مردداً:

-اخيراً نورتي بيتك يا بنتي ..نورتي بيتك…ماشاءالله..ماشاءالله عليكي…قمر ماشي على رجلين ماشاءالله اللهم بارك.

تمم عليها بيده بصورة متلهفة أسترعت انتباه الجميع بينما يردد:

-انتي كويسه…عمك عملك حاجة..انتي هتعيشي معانا هنا على فكرك..شايفه العز ده كله…انتي ليكي فيه ..ده ورثك من أمك.


إلى هنا ولم يتحمل كل من ماهر وفاخر وبدأو بالصراخ رافضين:

-ليها ايه و ورث ايه انت بتقول ايه يا بابا

-اسمع يا بابا البت دي لا يمكن تعيش هنا مع بناتي انت فاهم.

التف لهم الوراقي ببط ثم هتف:

-عايزني ارمي بنت بنتي زي ما بسببكم رميت امها زمان.

-امها الي كانت…..


قاطعه الوراقي بحسم شديد وتعصب لم يحدث من سنون حيث ضرب بالأرض عكازه وهتف:

-البيت ده بيت محمد الوراقي ..انا الي اقول مين يمشي ومين يقعد ولونا قاعده في ورثها حقها هي وأمها.


فهتف صوت أنثوي بنزق:

-هي إسمها لونا؟!!!


كان من تلك السيده الثلاثينيه التي تقف لجوار عزام ومن بعدها غادر عزام يترك الطعام بغضب شديد يعقبه فاخر بل غادروا البيت كله محتجين.

التف محمد الوراقي ليجلس ومارالت يده بيد لونا التي لم تكلف نفسها عناء مساعدته رغم رؤيتها لإرتعاش ذراعيه فيما تقدم ماهر يسانده قائلاً:

-سلامتك يا جدي..تعالى.

حركها بيده كي يصبح هو القريب من جده ويتثنى له مساعدته ليجلس الجد مردداً:

-تعالي يا لونا.


لم تستجب لونا وبقت واقفه ليقول ماهر :

-تعالي

فتقدمت تنتظر ليرمق الجد ماهر أولاً ثم لونا التي لم تتحرك الا حينما أمرها فاقتربت ليقول :

-أقعدي عشان تتغدي..أقعدي هنا جنب ماهر كرسيه لسه فاضي.


قال الأخيرة بإبتسامة ليرمقه ماهر بحاجب مرفوع فينا ضحك الجد بصمت خبيث .

ضحكته الخبيثه لفتت إنتباه ماهر للونا ينظر عليها بنظرة جديدة يمشطها ويمشط كيرڤاتها المثيرة لرجولته لتتلاقى عيناه بعينا جده فتتجلجل ضحكاته وتعصف عينا ماهر بغضب فيبعد عيناه بسرعه عنها ويحاول التقاط شوكته كي يشرع في الطعام.


تحت أنظار الجميع لا يفهمهم سوى تلك الثلاثينيه التي كانت تجلس لجوار عزام قبلما يغادر.


وأول من فتح الحديث كانت چنا التي قالت:

-هو في ايه يا جدو وايه الحكايه؟


سحب الجد نفس عميق ونظر أولاً لماهر ثم نظر للمتبقين جالسين وقال:

-دي لونا بنت رحيل بنتي الله يرحمها وهتعيش معانا خلاص

-أمال بابا وعمو مشيوا زعلانين ليه؟شكلهم زعلانين منها

-لأ ده سوء تفاهم وأنا متكفل بيه..

ثم نظر للونا وقال مبتسماً:

-دول عيتلك يا لونا ..دي چنا اخت ماهر وبنت خالك.


نظرت لها لونا مبتسمة لتبادلها جنا نفس الإبتسامة فيما أكمل الجد وهو يشير على تلك المرأه التي يقفز من وجهها الصفار:

-ودي چيلان …مرات خالك عزام.

زم ماهر شفتيه وهو يرى رقبة لونا تلوح بوجهها تنظر له مستغربه فعمر تلك السيدة تقريباً مثل عمره كيف؟

ليقول الجد موضحاً:

-دي مرات عزام الجديدة مش أم ماهر..أم ماهر مريضه شويه.

فعقبت متعاطفه :

-ألف سلامه 

لتهمس جيلان جانباً (محنوو)

صوت لونا كان لامع..متغنج ومتدلل مثلها هي وملامحها وكل ذلك يجلب لها المشاكل ويصيبها بالتعب ويضعها دوماً موضع إتهام.

ضحك الجد ثم قال:

-دلوقتي بس سمعنا صوتك؟!

ورمق بعدها حفيده بنظره خاصه وكأنه يخبره دون حديث(انت عاجبها)


جعلت ماهر يهتز داخليا رغم الثبات الظاهر عليه وبلا إرادة منه بدأت عيناه تنظر على لونا كامرأة تُشتهى.


________سوما العربي________


جلست على طرف الفراش الكبير الذي يتوسط غرفتها وقد مر عليها حوالي ساعتين اتخذتهم لمطالعة وإكتشاف الغرفه بعد ذلك الغداء الكارثي والذي لم تأكل فيه بل لم يأكل أحد بعد ما صار.


لا تعرف ما القادم ولا كيف ستعيش هنا والى متى يوم ؟يومان؟ثلاثة؟ أم أكثر؟

هي غير مستسيغة ماجرى ولا ان يجردها عمها من كل حقوقها ويلبسها مصيبه بعد تشويهه سمعتها لن تمرر ما جرى مطلقاً.


التقطت هاتفها وبدأت تتصل على صديقتها وجارتها ليستغرق الإتصال وقتها طويلاً

حيث ذلك المنزل الكبير بالحي الراقي تركض سيدة في منتصف الثلاثين نحو الهاتف تنظر للشاشة التي تضوي بإسم صديقتها فتفتح المكالمة وتلتف لتكمل ما بدأته

فوضعت الهاتف بين أذنها وزراعيها بينما كانت مستمرة في إغلاق أزرار بلوزتها تسأل بإهتمام:

-هااا عملتي ايه؟!

-أنا هنأك دلوقتى 


ثم بدأت تقص على مسامعها كل ما جرى والأخرى تسمع لها بإهتمام شديد الى أن انتهت لونا تقول:

-سما…انتي معايا

-معاكي بس كنت بلبس الولد عشان رايحين لحماتي

-طب ايه رأيك اعمل ايه وهتصرف ازاي مع عمي؟

-بقولك ايه بلا عمك بلا زفت حد يسيب العز ده ويرجع للراجل ده الي كان كل يوم يلبسك مصيبه 

-وبابا يا سما انا مش عارفه هو فين


سحبت سما نفس عميق ثم قالت:

-والي هو ابن خالك ده قولتي لي أسمه ايه؟

-ماهر..ماله

-بصي الراجل ده شكله تمام وله وزنه ما تحاولي تكسبيه لصفك 

-إشمعنى يعني.

-يابت فتحي دماغك معايا …مش ملاحظة ان هو الوحيد الي جه واخدك وماخفش من ابوه ومن حكيك باين عليه شخصية إكسبيه ممكن يساعدك تاخدي حقك ناشف وساعتها تعيشي ملكة تدوري على أبوكي بعيد عن عمك.

تحيرت لونا وبقت تفرك في أصابعها وسألت:

-تفتكري؟

-أسمعي مني…قربي منه واعتبريه زي اخوكي وصاحبيه هو وأخته شكلهم قويبين مش صعبين واهو يبقى لك قرايب 

-بس انا مش طايقاهم كلهم.

زمت سما شفتيها بقلة حيلة وهي تمشط شعر صغيرها وتكمل:

-قلبك بلاك أسود انا عارفه بس امك الي ظلمها أبوها واخواتها لكن الأحفاد زيهم زيك يا لونا .. هااا

-هحاول…ربنا يسهل

-هو ونعم بالله وكل حاجه بس مافيش وقت حضرتك ابوكي بقاله شهور مختفي لازم نتحرك..بصي انا هقفل معاكي عشان محمود على الوايت شكله جه تحت وهنزله لما أرجع هكلمك أشوفك وصلتي لأيه سلام.


أغلقت معها الهاتف وبقت جالسه لدقائق تفكر في نصيحة سما وخطتها .


وبعد دقائق خرجت من غرفتها تشعر بالعطش و وقفت على أعتاب غرفة ماهر تدقها بهدوء لكنها لم تتلقى لرد رغم صوت الأغاني الصادحه بالداخل تخبرها بأن هناك لكنه لا يسمعها منها لذا فتحت الباب بهدوء تناديه وتقدمت بخطوات حذره تناديه وهو تتجه نحو الشرفه المفتوحه ربما كان هناك وأخذت تردد بصوتها المسهوك المغوي:

-ماهر….ماهر…ماهر.


كان قد خرج من حمامه المثلج للتو الماء يتصبب على طول جزعه الضخم المستور بالأسفل فقط بمنشفه بيضاء كبيرة يراها بذلك الثوب الصيفي النبيذي المجسم لجسمها الغض يهتز أمامه بليونه وهو يتقدم خلفها حيث المرحاض المقابل للشرفه يسمع إسمه لأول مره من حسها الأنثوي الذي يزلزل كيان أي رجل مهما كانت درجة تحمله

وهي حينما لم تجد أحد في الشرفه التفت لتغادر لتشهق برعب وهي تراه خلفها تماماً عيناه مظلمة بقتامة هزتها.


لكن ما أثار رعبها هو وقوفه عاري لتكتشف انه لم يجيب لأنه كان يأخذ حماماً…وضعت يدها على فمها مصدومة تسأل(ماذا سيقول عنها الأن)

نظر لها بجسد يأن جوعاً رغماً عنه وقال بصوت عميق:

-بتنادي عليا ليه؟ 

تلجلجت برعب وهي ترى عيناه تتدحرج منه لتنظر على نهديها الظاهران من قميصها ثم لقدميها الملفوفتان وأحياناً خصرها ثم يعود لوجهها وشفتيها فأرتعبت وذهب تفكيرها مع الريح تقول:

-أصل…أصل.

تقدم خطوة يعدم المسافات ثم يقول بتلكئ:

-أصل إيه؟!!


وقوفها أمامه وهو عاري يشرف عليها بجزعه الضخم كان مهلكاً له بل مزلزلاً مفتااً ذلك الحجر … ومرعباً لها.

ابتلعت رمقها بصعوبه وقالت:

-كنت هسألك على حاجة بس خلاص

همت لتغادر لكنه أوقفها يقول:

-هو ايه اللي خلاص..انتي مش دخلتي أوضتي .


نظر لها من كل الجوانب يخصها بنظرة رجل تعجبه إمرأة ثم أكمل:

-يبقى تقولي بقا كنتي عايزاني في ايه؟


حاولت تفكيك ذراعها منه ثم قالت وهي تبعد عيناه عنه وتقول:

-للللما تلبس نتكلم 

ليكمل بلهاس:

-ليه ماكده حلو 

-للأ.

لاحظ انه يتحرك داخياً وهو كاب قوسين أو أدنى من إرتكاب الخطيئة خصوصاً وهو مازال يلفها بعيناها فهتف بنفاذ صبر وتحمل:

-روحي على أوضتك بسرعه.


هرولت سريعاً تجاه غرفتها وهي تنهر نفسها على تهورها وفعلتها وهو يلتف  ويتجه للمرحاض يغلقه بغضب شديد.


وبعدها خرج من البيت يترك لها البيت كله ولجأ للعودة لعمله.


وبينما هو يجلس هناك دلف لعنده أحد الرجال يقول:

-مسا الفل يا باشا.

رفع له ماهر عيناه يقول:

-وصلت لحاجه ولا فيستك بردو

-بص يا باشا …الراجل الي اسمه انور ده شكله كده عوق وأنا وأنا براقبه زي ما فخامتك أمرت من الصبح والله زي ما أمرت يا زعامه لاقيته بيتخانق مع جدع كده باين عليه شمال 

-كانوا بيتخانقوا يقولوا ايه

-كان بيقولوا ده ماكنش إتفاقنا والفلوس كده مش كامله.

-وايه كان اتفاقهم؟

-علمي علمك يا ريس بس انا صورته وقولت من صورته أكيد معاليك هتقدر توصل لحاجة 

-طب أبعتها لي ..


مر اليوم عليه وعقله يعمل في كل الإتجاهات وللأن لم يقابل لا عمه ولا والده ولا يعلم أين ذهبا.


دلف للبيت بمنتصف الليل يفتح أزرار قميصه الأبيض ويحمل جاكيت بذلته على كتفه بإهمال وتعب ليقف متصنم وهو يرى……..

#سيطرة_ناعمة٣


كانت طلتم خدها وهي تستمع سباب صديقتها لها عبر الهاتف حيث صرخت فيها:

-انتي غبيه يابت مابتفهميش…رايحه له أوضته

-مش انتي الي قولتي لي قربي منهم

-ما عندك اخته قربي منها الأول ومنها تبقى مدخل ليه لكن ايه داخلة الغشومية دي.


انتهت المكالمة بوابل من التوبيخ والسباب الصادر عن سما وكان من نصيب لونا التي وقفت تفكر ماذا ستفعل، هي لا تملك رفاهية الوقت كما ذكرتها مراراً فوالدها مختفي وعمها لا يرحم.


خرجت من غرفتها بهدوء واتجهت نحو غرفه چنا الكامنة بأخر الممر تدق الباب دقات متتالية خفيفة الى أن أذنت لها جنا بالدخول ففتحت الباب مبتسمه تقول:

-هزعجك لو قعدت معاكي شوية 

-لا أبداً…تعالي.


تقدمت لونا وقد غيرت ثيابها لثوب أخر أبيض قطني عاري الأكتاف محبك على جسمها الممتلئ تتقدم وهي تتهادى في خطواتها فتقول جناً مازحه:

-صلاة النبي أحسن إيه الحلاويات دي

إبتسمت لونا بنعومه تصدر عنها دوماً ثم تقدمت تقول:

-مش احلى منك..على فكرة أنا ارتحت لك جداً..ممكن نبقى صحاب؟

-ده كده كده يعني…انتي عارفه انا مش عندي اخوات بنات

-بس عندك ماهر


اتسعت ابتسامة جنا تقول :

-ماهر….ده احلى وأحن أخ في الدنيا…مش متخيله هو حنين عليا أد إيه بحبه اكتر من نفسي ربنا يخليه ليا وافرح بيه قريب.

تبسمت لونا وهي تستشعر صدق إحساسها…إحساس لم تذقه ولم تجربه من قبل وتمنت…تمنت لو يصبح لها أخ مثلما هو لچنا فقالت:

-شكله كده فعلاً وشكلك متعلقه بيه

-هو طيب وحنين عليا على فكره أوعي يغرك انه متعصب وكلمته واحده وكده ده كتكوته خالص وجميل من جوا.


حاولت التدحلب بزياده وان تدخل في خصوصياتها أكثر لكي تسرع التقارب فسألت:

-انتي في حاجة قلقاكي؟

رمقتها جنا بتعجب فتداركت لونا موضحه:

-أصلي شوفتك زي ما تكوني قلقانه وعايزه تكلمي ماهر في موضوع شاغلك وحصل فيه حاجة جديدة.

زمت جنا شفتيها تنظر للونا بتقييم ثم قالت:

-اه..في…واحد قريب واحده صاحبتي دايما بيعترض طريقي وبيضايقني 

-وساكته له ليه أدي له فوق دماغه ولااا؟؟ 

صمتت لونا لبرهه وهمست مبتسمه بتساؤل لطيف:

-هو عاجبك؟

-لأ طبعا…ده تنح وبارد 

-خلاص ادي له فوق دماغه 

-المشكلة اكبر من كده شويه اصل باباه في شغل مشترك بينه وبين بابا بس انا كلمت ماهر وهو وعدني هيتصرف.. كنت خايفه من بابا لأنه في الشغل والمصالح مابيهزرش بس خلااااص طالما ماهر أتدخل يبقى أحط في بطني بطيخه صيفي.


تبسمت لونا بحزن تحسدها …هنيئاً لها بأخ كماهر…ياليته ينظر لها بالشموليه والرعايه ويتخذها شقيقه كچنا.


صمتت مفكرة سما كانت محقه مئة بالمئة.


انتضفت متفززة على صوت چنا تقول:

-بتعرفي تطبخي؟

-نعم؟!

-ماهر بيحب الباستا ..تلاقيه قرب ييجي تعالي نعملها له.

-باستا ايه الوقت اتأخر الساعه داخله على ١١

-وفيها ايه ما احنا سهرانين

-لأ انا مش ق


لكن چنا جذبتها بسرعه تقول :

-انتي لسه هتفكري قومي ده هيفرح قوي لما يرجع ويلاقيها.


وقفت معها لونا موافقه هي بالفعل تريد كسب ود وأخوة ماهر ستفعل ربما رأى فيها شقيقه وديعه ونقيه بخلاف تلك الصورة التي وصلته.


فوقفت في المطبخ مع جنا تعد الصلصة الحمراء وتسلق المعكرونة فيما ظلت چنا تحكي وتثرثر عن مغامرات طفولتها ولعبها مع ماهر وأبن عمهم فاخر الذي سافر منذ سنوات للعمل والدراسة فسألت لونا:

-هو في ابن خال ليا كمان؟!!

-أمممم..اسمه كمال اصغر من ماهر بسنه سافر يدرس طب أسنان برا وجاله فرصه شغل حلوه في مجاله ففضل هناك بس بييجي كل شهرين تلاته مش بيقطع خالص وكمان دايما بيكلمني فيديو كول…بس اييه عسسل اساساً كل احفاد العيلة عسل.


ضحكت لونا بحزن ثم نظرت لتلك الفتاة الحالمة وقالت:

-والله انتي الي عسل يا چنا وتستاهلي كل خير.

-حبيبيتي 

-وكمال ده بقا وضعه ايه متجوز ولا خاطب ولا ايه 

-كمال …ده بتاع بنات درجة أولى…مش عارفة ليه طالع كده مش محترم زي ماهر..كمال ده كل يوم حرفياً مع واحدة فظيع فظييع بس عسليه ودمه خفيف انا شخصياً بحبه جداً.


تهلل وجهها تقول:

-ايه ده!! ده بيتصل ..تعالي..تعالي نطلع نكلمه من شاشة الاب توب احسن…وبالمره اعرفه عليكي

-لا والصلصه الي بتتسلك والمكرونه الي في المايه دي…قولت لك الوقت اتأخر ماسمعتيش كلامي.

-هي خلاص بتخلص أهي..يالا قبل ما يقطع الاتصال…تعالي بقا.

-أطلعي انتي كلميه وانا هفنش كل ده وأحصلك.


لم تتخذ چنا وقتاً في التفكير بل أيدت فكرتها وهرولت مغادره لتحادث كمال فيما بقيت لونا وحيده تنهي وضع الصلصة الحمراء على المعكرونه ثم تقدمها في طبق متوسط وتزينه بأهتمام كي ينال رضاه مراعيه ان العين تأكل قبل الفم.


ثم خرجت من المطبخ نحو الطاوله الموضوعه بغرفه واسعه مقابل البهو تضم أرائك كبيره وشاشة عرض ضخمه.


وضعت عليها أطباق الباستا ثم عدت أكواب من المياه الغازيه و وضعتهم بجوار الأطباق في محاولة منها لتقديم سفره بسيطه ولكن منمقة وبينما هي منكفيه تنهي مابدأت كان قد عاد لتوه من الخارج يخلع عنه معطفه ويحمله بإهمال وتعب فوق احدى كتفيه وبقى بقميصه الابيض مشمر أكمامه وأزراره مفتوحه لما يقارب معدته.


و ولج للداخل ليقف مصدرم وهو يرى تلك الفتنة أمام عينه وكأنها تتحداه أن يقاوم …انها بالحق فتنه ..

واخذ يقترب بأنفاس لاهثه وهو يراها بذلك الثوب الأبيض المجسم على منحناياتها الكيرڤيه الجباره وقد زادت الأمر سخونه وهي منكفيه تهندم وتضبط الأطباق ثم أستقامت وهي موليه ظهرها له تنظر بتققيم للأطباق ثم التفت لتتسع عيناها متفاجئة من وصوله لكن ما لبثت ان ابتسمت لتهديه أجمل إطلاله وهو يقف يرمق جمالها المستفز خصوصاً وقد رفعت شعوها فوق رأسها بفوضوية سامحه له بالنظر لطول عنقها الأبيض .


ورغماً عنه تسرح عيناه على جسدها ذو الأنوثه الفتاكة تقف منه رغماً عنه في أماكن محدده ثم تنتقل لأماكن أسوء وأضل سبيل.


علت وتيرة أنفاسه وهو يجاهد متحكماً بينما يسأل:

-ايه ده؟


لترد بصوتها الذي لا يعرف أهي تتصنعه أم لا لكنه كان به من الدلال والميوعه ما يكفي حين ردّت مبتسمه تنتظر إطراء على فعلتها:

-چنا قالت لي انك بتحب الباستا فعملتها لك.


انتظرت ان يتقدم ويشكرها بحبور ثم يشرع في تناول ما فعلت لكنه لم يفعل وبقى في مكانه يطالعها بصمت مغلف بقسوه وقتامه.


لا تعلم انه يشعر بجفاف حلقه من جرعة الأنوثة والليونة التي يراها ويأخذها في اليوم أكثر من مره بعدما دخلت لبيتهم ..أفكار شيطانيه تملكته وهو ينظر ناحيتها..جمالها متحدي…مغوي..غير مقدور عليه..هي بارعه فينا تفعل على ما يبدو…وقد بدأت قوة تحمله في التداعي أمامها.


فهرول ناحية المطبخ يتركها وصب لنفسه الماء كي يروي حلقه الظمأن من شدة تأثره.


فتحركت خلفه دون تفكير مستغربه تسأل ما به وكأنها لا تعلم ان صوتها وتصرفاتها وأفعالها التي تعتقدها عفويه تديد من جرمها دون عمد.


فقد دلفت خلفه مهتمه تسأل بصوتها الذي بات مميزا متدلعاً وهو يعرف:

-مالك يا ماهر؟!


لم يجيب ووقف أمام المبرد يوليها ظهره يحاول إرتشاف الماء والسكوت لثواني لكنها لم تريحه وترحم حالها بل أقتربت بقلق تسأل:

-ماهر انت تعبان؟

ليلتف لها بسرعه وينظر لها صامتاً فتبتسم لها ومالبس ان شهقت عالياً برعب حين وجدته يهجم عليها ويعود بها للخلف يحسرها بينه وبين الحائط وقد نفذت طاقة تحمله ولم يستطع مقاومة إغوائها وأنوثتها فقال بأنفاس لاهسه وهو يضع يده على عنقها وعيناه تسرح منه على وجهها الجميل:

-انتي عايزه ايه؟! عايزه توصلي لأيه بعاميلك دي؟!!! هاااه!!


عض شفته السفلى وقد تمكن منه تأثيرها عليه وحكمته الرغبه حين أكمل بلهاث:

-عايزه ايه قولي..عايزه ليله في حضني؟! ولا عايزه ايه؟!


شهقت برعب وقد شق كلامه قلبها وفتحت فمها من الصدمة لتريد الأمر سواء كما تفعل في نفسها دوماً فبفعلتها قد زادت إغواء لكن هزت رأسها بأسى تقول:

-عايزاك أخ ليا يا ماهر 

-أخ؟!!!!

سأل بغضب وإستنكار مختلط بالسخريه وقد إستفزه تصريحها في حين فقد القدرة على السيطرة على نفسه وهجم على فمها المنتفخ المفتوح يقبله كما يريد وليحدث ما يحدث.


وظن انه سيرتاح حين يقبلها لم يكن يعلم أنها بداية اللعنه…..


شعور القهر الشديد وخيبة ألامل المتكررة تمكنت منها فأبعدته عنها بقوة جعلته يرتد للخلف مصدوم مما جرى و الى اين وصلت الأمور.


كانت تتحكم في نفسها الا تبكي لكن خرج صوتها متحشرجاً وهي تقول:

-أنت اتجننت؟! 

وقف بأنفاس لاهثه ومازال مايريده يتحكم فيه فس حين هتفت بحده:

-بس الحق مش عليك الحق كله عليا انا الغلطانه لما فكرت انك ممكن تبقى أخ ليا وتحميني..الغلط كله عليا مش علييك.


صرخت بالأخيرة بقهر شديد ثم هرولت مغادرة تجاه غرفتها تغلقها عليها جيداً.


لكن ماهر مازال واقفاً مكانه بأنفاس متلاحقه ورغماً عنه تمدت أنامله يتلمس شفتيه التي أقطفت منها قبله منذ قليل ومن ضرب الجنون انه شعر بحلاوة رفت قلبه وجعلته يبتسم.


وجلس على أول كرسي خلفه يتذكر قبلته لها ثم يعاود الإبتسامة بشرود


في غرفة جنا

جلست على السرير تتحدث في شاشة اللاب توب وقد فتحت مكالمة فيديو مع كمال ابن عمها وكانت متحمسه بشدة وهي تراه يحادثها ومعه بجواره تجلس فتاة أجنبه حسناء قد تعرف عليها مؤخراً لتصفر محفزة:

-الله يسلهووو..حته جديده دي يا كموله؟

ضحك الوسيم بجلال يناسبه ثم أضاف:

-ايه رأيك في اختياراتي

-جاااامده…قولها انها جامده

-قولت يا چوچو قولت…انا احب قوي اعبر عن الجمال

-وشكلها معمره معاك..طالما تجاوزت الشهرين يبقى في أمل تعمر


ضحك كمال وأكمل حديثه المتقطع بسبب سوء الأنترنت بدا يسأل عن ماهر وان كان موجود ليحدثه لكن قوة شبكة الأنترنت لم تسعفه وانتهى الإتصال 


في الوقت الذي دق فيه ماهر الباب وأنتظر إذنها للدخول حتى سمحت له فدلف بخطوات هادئة لكن بوجه خالي من التعابير يقول:

-مساء الخير..كنتي بتعملي إيه 

-كنت بكلم كمال .. صاحب مزه جديده بس بقولك….جااامدة ..تقريباً كان يكلمك بس الفيديو كول قطع والنت هنج وهو مارجعش اتصل تاني…هههه طبعاً ماهو مش هيسيب المزه ويقعد يكلمنا احنا


إبتسم باقتضاب ثم قال:

-كنتي عايزه تقولي لي حاجه النهارده 

-اه…مروان قال قدام شلة النادي انه هيتقدم لي وانا خايفه بابا يوافق انت عارف انا مش بطيييقه


تشدق بإبتسامة مطمئنه يمسح على خدها قائلاً:

-ماتقلقيش مش هيحصل غير الي انتي عايزاه وبس…


ثم وقف ليغادر فقالت بلهفه:

-استنى رايح فين؟


مد يده لجيب معطفه واخرج مغلف من الحلوه ثم أعطاه لها قائلاً:

-ماتقلقيش مانستش اجيب لك حاجه حلوه زي كل يوم …الشكولا اللي بتحبيها اهي يا ستي.


اختطفتها منه بفرحه ثم قالت متدلله:

-كنت عارفه حبيب اخته مستحيل ينساها…بس مش ده قصدي انا قصدي نسهر مع بعض شويه و…

قاطعها واقفاً يخطو نحو الباب كي يغادر:

-مش قادر أنا هروح امسي على ماما واقعد معاها شويه عشان ماشفتهاش النهارده وادخل انام.

-ماما اما عيشتها واديتها الدوا فنامت تعالى اسهر معانا نشوف فيلم حلو.

-أنتو مين؟!

-انا و لونا.

رفع إحدى حاجبيه وسأل:

-ده انتو بقيتوا صحاب بقا؟!!

-اه دي طيوبه قوي.


هم ليغادر وهو لا يعجبه الحال لتتوقف قداماه وهو يسمعها تكمل:

-تعالى بقا ماتبقاش غلس ده انا اتحايلت عليها تعملك الباستا الي بتحبها وهي أخيراً وافقت.


التف لها ببطء شديد ثم سأل:

-هو انتي الي طلبتي منها؟!!

-واتحايلت عليها كمان كانت مكسله ورافضه وبتقول الوقت إتأخر.


لمعت عيناه ببريق مفاجئ ثم تحرك يغادر الغرفه وما ان فعل حتى فتح الباب من جديد يقول:

-چنا

-نعم

-ماتقوليلهاش اني عرفت انك انتي الي طلبتي منها واتحايلتي عليها

-ماشي بس ليه؟!

-قولي حاضر وبس ده الشكولاته لسه في إيدك ماكلتيهاش حتى.


فضحكت جنا وهو غادر بصمت رهيب..دلف لغرفته يغلق الباب وهو متخبط ثم إرتمى على فراشه يفكر شارداً مالبث ان ملس بأصابعه على شفتيه من جديد مكان قبلتها والإبتسامة السعيدة تملأ وجهه كله.


في صباح يوم جديد


إستيقظت متحامله وغيرت ملابسها بهدوء شديد، على مايبدو أنها إعتادت على الخزلان وعدم التقبل 


فتحت باب غرفتها لتتفاجأ بچنا تقابلها خارجه من غرفتها هي الأخرى:

-صباح الخير ..هو احنا هنصطبح بالجمال ده كل يوم؟ لا كتير علينا.


ابتسمت لونا بتعب وتكلف تشعر بالغرابه، طوال عمرها كانت مرفوضه من الفتيات لكن حظها عظيم مع الأولاد الا بهذا البير فقد تقبلتها چنا بينما رفضها ماهر.


على ذكر سيرة ماهر تجهمت ملامحها فقد ظلت طوال ليلها تبكي وهي لا تستطيع ان تنسى كيف تم سلبها حق تحويش قبلتها الأولى…بل وإتهامه لها بالرخص ومحاولة إغواءه…ياله من حقير لكن هي المخطئة بالفعل كما أخبرتها سما.


بتلك اللحظة خرج ماهر من غرفته ليقف لثواني وقد بدأصباحه بها .


ثم تحرك وهو يلاحظ أنها لم تنظر حتى ناحية غرفته رغم علمها بخروجه الآن وتقدمه ناحيتهم حتى ان شقيقته ألتفت له مصبحه:

-يا صباح الشياكه يا ميروو مش معقول جمال على اليمين وشياكه على الشمال مش قادره كتير عليا والله.

ضربها على رأسها وهو يقول مازحاً بينما يختلس النظرات ناحية تلك الفاتنة المغويه عله يطول نظره منها :

-صباح البكش على الصبح..أبقي فكريني أقص لك لسانك…


تفاجأ بها تتركهم يكملا حديثهم وتتحرك هي وكأن ما يدور لا يعنيها.


لونا كانت قد إستفاقت من أحلامها…واقع مر أفضل من احلام ورديه لن تتحقق ولن تجلب من خلفها سوى تهم ملفقة بالملي.


لذا تحركت أمره هو بالفعل وعلى وجه الخصوص بات لا يعنيها…بل الأسوء من ذلك هو الشعور المعاكس للحب والتقبل والذي ذرعت بذرته أمس بعدما فعل وقال.


الكره شعور عظيم وضخم من الصعب ان تطلقه على أحدهم ..لم تكره بعد لكنها تقسم أنها ماعادت ترجوا تقبله مادام قد رفضها ونعتها وسب شرفها وأخلاقها.


لكن على ما يبدو ان ذلك النرجسي لم يروقه ما يحدث و أوقفها كأنه ينتظر رد فعل معين ثم قال:

-لونا.


توقفت إثر سماعها صوته لكنها مازالت توليه ظهرها فقال:

-مش بكلمك …بصي لي.


لا يعلم لما طلب…عدم أكتراثها يعينه وجداً بعد وزاد تخفزه وهو يراها مازالت لم تهتم ليترك شقيقته ويتقدم لعندها قائلاً:

-بصي لي بقولك.


إلتفت لتريه حسنها البديع الذي شق صدره وهو لا يستطيع كبت عينه عن الا تمر عليها بشغف يتفقد كل هذا الجمال، لكنه برع في كسو وجهه بالتجهم والبرود وهو يأمرها بقسوه:

-بابا وعمي جايين دلوقتي بصعوبه وبعد محايله مني مش عايز طولة لسان ولا تهور سامعه.

-انا لساني مش طويل يا ماهر باشا.

ابتسم داخليا سعيد لمجرد ردها ومجادلتها رغم كونها ترد بتهذب كأنها ترغب في الرد لا تستطيع تمرير المزيد من الإهانات وبنفس الوقت لا تريد مشاكل ليقول:

-أنا نبهت عليكي وانتي حره سامعه.


لم تجيب عليه وإنما تحركت مغادرة تقول:

-سامعه.


زم شفتيه بضيق ثم تحرك خلفها وبالأسفل كانت الجلسه صعبه مشددة 


فقد عاد كل من فاخر وعزام متفقين ومتحفيز..كلمة واحدة ولا أخرى بعدها…لا مكان لتلك الفتاة بييتهم فهي فقط ليست وصمة عار بل جاءت لتأخذ حصة ليست بالقليلة من التركة…لم ولن يحدث:

-على جثتي.


كان هذا صوت عزام الذي قالها بحسم ويكمل فاخر:

-مش احنا الي هنسيب بيتنا عشان بت شمال زي دي …ده بيتنا يعني هي برا واحنا جوا.

ليهتف محمد الوراقي:

-هتطردوا بنت بنتي وانا على وش الدنيا 

-بنتك الفاجره الي هربت مع عشيقها؟!

-هربت منك ومن طمعك بعد ما كنت عايز تجوزها لواحد اكبر منها ب١١سنه وكان متهم بقتل مراته وكل ده عشان تعلو الشراكه الي مابينكم …بس الغلط مش عليك الغلط على أبوها الي كان مرافقكم وكان عايز يكبر تجارته بأي شكل حتى لو هيبيع بنته.


ليقف فاخر قائلاً:

-هو لو من ناحية الغلط عليك فهو عليك اه…من اول ما غوتك البت الخدامه وخنت مراتك الي عملتك معاها.


-اخرس…انا دراعي هو الي عملني.

-دراعك….هأووو…انت كنت حي الله واحد شغال على عربية موز بالليل وبالنهار بتشيل توب…جوازتك من امي عملتك بييه وفي الأخر جزيتها بأيه روحت اتجوزت عليها الشغاله بتاعتها عشان تقهرها وتكسر مناخيرها الأرض مش كده ودلوقتي تقولي عملك دراعك .


-أخررر…


لم يستطع محمد الوراقي الصمود او تكملة كلمته وإنما وقّع أرضاً مغشي عليه….


__________سوما العربي_______


وقفت على أعتاب باب شقة والدها لتفتحها رغم الرعب الذي يحاوطها لا تستطيع التنبؤ بما سيفعله عمها تلك المره…لم تكن ترغب في العودة لكنها لا تملك مكان تذهب اليه بعدما وقع جدها 


فبعد ما جرى أخبرهم الطبيب بحرج الحاله وانه سيمكث بالعناية المركزه وانشغل به ماهر بينما إستفرد بها كل من عزام وفاخر فطردوها شر طردة غير مبالين بوالدهما ولا اين ستذهب تلك الفتاة فلم يكن أمامها سوى العودة للبيت.


وبينما كان أنور يجلس يدخن أرجيلته بمزاج وقد خلى له البيت فإذ به ينتفض على صوت زوجته التي دلفت تعدد صائحة:

-قووووم يا منيل المزغودة بنت اخوك رجعت وفتحت الشقه.

-بتقولي ايه يا وليه؟!

-زي ما اتهببت سمعت…انت مش قولت انك غورتها…ايه الي رجعها.

ليقف انور بنفاذ صبر وقال:

-وبعدين بقاااا..هو انا كل ما أزيحها ترجع طب مااااشي…جت لقضاها مابدهاش بقاااااا.


صباح اليوم التالي 


إستيقظت لونا تتمطئ بتعب وخمول مستغربه الهدوء وكيف لم يعترض او يزعجها عمها ومالبث أن انتفضت صارخه بهلع حينما أدركت الوضع الذي هي فيه…..


#سيطرة_ناعمة٤


صرخه مدوية أطلقتها لونا بعدما وجدت نفسها وسط قبيلة من الفئران داخل غرفتها 

انتفضت واقفه برعب شديد وشعور التقزز والغثيان يتملكها، لا تعلم ماذا تفعل.

ظلت تصرخ بعزم ما فيها من قوه حتى انتحب صوتها تنادي عمها أو حتى الناس لكن ما من مجيب.


هرولت سريعاً وهي تصرخ بعدما التقطت مأزر بأكمام على منامتها البيضاء.


وهربت باتجاه شقة عمها واخذت تقرع الباب وترن الجرس بأن لكنه كان يقف خلف باب الشقه يراقب رعبها وهلعها من العين السحريه يراهن أنها في خلال دقائق ستفر هاربه.


وكما توقع فلونا وبعدما فقدت ألامل تحركت بسوعه تغادر البناية كلها وخرجت للشارع ترتدي المأزر فوق المنامة القطنيه وبقدميها خف منزلي صغير.


والمارة بالشارع ينظرون عليها بتعجب يحملقون مستغربين تصرفات تلك الفتاة ، على ما يبدو أن ما يشاع عنها صحيح فلا توجد فتاة عاقلة تخرج من بيتها بهكذا هيئة.


كانت على يقين تام بنظرات الناس عليها، وهي تسير دائبة بجلدها من بحلقتهم فيها لكن ما باليد حيلة، وصلت بصعوبة بالغة لمنزل صديقتها الوحيدة سما ودقت الباب.


لكنها تفاجأت بابنها الصغير يخبرها ان والدته ذهبت لعملها و لا يوجد بالداخل سوى والده..


أغمضت عيناها بتعب شديد لا تعرف كيف تتصرف.


لقد بات من المستحيل الإحتماء ببيت رفيقتها الوحيدة  فمحمود زوجها يرفضها تمام الرفض وبالأساس سما تحادثها دون علمه.


لن تقدم ابداً على صنع مشكلة لصديقتها بل هي بالأساس لن تعرض نفسها للإحراج من قبل محمود .


صكت أسنانها بخوف ورعب ولم تجد بد أمامها سوى حل واحد.


_______سوما العربي__________

-انت أتجننت يا راجل…بقا هو ده الي اتفقنا عليه؟! رايح تجيب لها شويه فيران؟! بقا هو ده الي هيخليها ماتعتبش هنا تاني يا دكري؟!


رمقها أنور بأمتعاض ثم قال:

-كنتي عايزاني اعمل إيه يعني مانا كان لازم اتصرف 

-فين الجدع اللي كان هييجي لها البيت

القى أنور مبسم الأرجيلة وقال بغيظ:

-أبن الهرمه ساحب عليا عالي وعايز دوبل الفلوس 

-أديلوا خلينا نغوراها خالص بدل ماهي كل يوم والتاني ناطه لنا زي فرقع لوز.

-ابن الوسخه مابيردش عليا أصلا 

-وبعدين؟!هتعمل ايه ولا توصله ازاي؟؟ البت دي بنت كلب ودماغها صرمه…هترجع انا عارفه…انت لازم توصله او شوف غيره 

-لاااا…خليكي ناصحه…أهم من الشغل تظبيط الشغل..الواد ابن خالها جه ولمحه مش هينفع نجيب حد غيره

هزت زوجته كتفيها وقالت ببكاسة:

-عادي…رجالتها كتير…وكل يوم والتاني مدخله راجل شكل..فاجره بقا.

نظر لها أنور وعيناه تلمع بوميض الشر وهو يسحب أنفاس أرجيلته ثم ردد:

-خليني أستف الكلام في دماغي كده عشان مانبوظش كل حاجة 


___________سوما العربي________


وقف يتابع جده الدي خرج من العناية المركزه وانتقل لغرفه عاديه..نائم على سريره ذاهب في ثبات عميق والممرضه تحقن له الأدوية في المحلول الموصل بوريده.


ثم التفت له تقول:

-الحقنه التانيه بعد ساعتين …الف سلامه عليه

-هو هيفضل نايم كده؟! انا مش فاهم حاجه فين الدكتور الي متابع حالته امال لو ماكناش في مستشفى خاصه بقا


حاولت الممرضه إمتصاص غضبه وقالت بهدوء تحسد عليه:

-هدي نفسك يا فندم…الدكتور جاي لحضرتك دلوقتي هو كان عنده من نص ساعه بس ماحدش كان موجود…عنئذنك.


زفرت تعب سيطرت عليه هو بالفعل قد انشغل بالهاتف منذ دقائق ولا أحد معه، فوالده وعمه ذهبا لمتابعة العمل قائلين أن البركة فيه بغيابهما.


فتح عيناه منتبهاً لدقات خفيفه على باب الغرفه فتحرك يفتحه لتتسع عيناه بصدمه وهو يرى لونا تقف أمامه بتلك الهيئه فما كان منه سوى أن مد يده وسحبها لعنده بالداخل ثم أغلق الباب والتف لها يطالعها بأعين متسعه هاتفاً:

-أنتي أتجننتي؟!! ازاي تمشي كده في الشارع.


بكت…بكت بحرقه كطفلة صغيره تنظر أرضاً وتفرك أصابعها بتوتر شديد…شق قلبه مظهرها ولا يعلم لما وكيف فعل لكنه أقترب منها بإمتعاض يضع كفه على رأسها يدفعها داخل أحضانه الدافئة.


وللعجب أن لونا المتمردة سكنت للحظه وهي تشهق في البكاء بينما ماهر يمرر يده على ذراعها وظهرها وكأنه يحاول تدفئتها وتهدئتها هامساً:

-ششششششششش

ألجمتها الصعقه وتنبه عقلها حين أدركت ما يحدث وأنها بأحضان ماهر الأن لتنتفض من حضنه سريعاً وتبتعد عنه فتقف متوترة تنظر أرضاً.


لعن من بين أنفاسه ليدرك أنه هو من مكان متدفئ بها وقد سلبته ذلك حين ابتعدت.


اقترب منها الخطوة التي ابتعدتها وسأل:

-إيه الي مخرجك كده

تعالت شهقاتها وحاولت التحدث من بينها تقول:

-صحيت…صحيت من النوم لاقيت البيت كله فيران

-نعم؟! فيران ازاي يعني؟!!

-والله ده الي حصل 


ربع كتفيه حول فبدا متحفز غير مصدق ومن ثم أردف:

-وبعدين..كملي

-أخدت الروب عليا وطلعت اجري روحت لجارتي بس مالقتهاش وماكنتش عارفه اروح فين ولا اعمل ايه ف…ف…فكرت اروح البيت عندكم بس خوفت قولت أجي ع المستشفى أكيد مش هتتحانقوا معايا وتطردوني من هنا.

-لا ممكن نطردك عادي

اتسعت عيناها برعب لتقابل وجهه الجامد الذي سألها :

-ولما انتي خرجتي بالجامه والروب جيتي لحد هنا ازاي؟

-أخدت تاكسي و…


قاطعها هاتفاً:

-نعم؟! وكنتي مع سواق التاكسي بالبجامة والروب الي لازقين عليكي دول؟!!!

هزت رأسها بخري ليسأل بشك:

-وحاسبتيه بأيه بقا؟!

طالعته بجهل لم تفطن مقصده بعد لكنها جاوبت:

-ماحسبتوش لسه هو مستني تحت قولت له ان أخويا مستنيني وهينزل يحاسبه.

-أخوكي!!

قالها بضيق شديد وتحرك بعدها مغادراً الغرفة، لكن مالبث أن عاد يفتح الباب ويطل منه محذراً:

-إياكي تخرجي لحد ما أجي.. بحذرك..فاهمه؟!

-حاضر 


تحرك مغادراً وهي تقدمت تجلس على أقرب كرسي مقابل لسرير جدها تضع وجهها بين راحتيها وقد تعبت من كل ما يجري معها فقد باتت غير قادرة على التحمل والصد، اصبحت خائرة القوة بينما مازال خلفها شوط كبير فهي لم تفعل شيئاً..لم تؤمن عمل ولا بيت ولم تستعيد أموالها من عمها ولم تتوصل أين والدها.. هي حتى لا تعرف من أين تبدأ.


وفي خضم تلك التوهه والضغوط تم الدق على الباب دقه واحده فقط ومن بعدها دلف الطبيب يقول:

-صباح الخير…أخبار مريضنا اي……


أقتطع حديثه مرغماً وهو يواجه سحر لونا وردد بلا إرادة:

-بسم الله ماشاء الله.

وقفت مرتبكة لا تعرف كيف تتصرف هي لا إرادياً فقط وضعت يدها على طرفيّ المأزر تلملمه من عند الصدر وتحمه حول رقبتها لكن جمالها كان لوحده صارخ فلتداري ما تداري هي جميلة ومغويه مهما فعلت.


تقدم الطبيب بإبتسامة شخص يرى لوحه فنيه بديعه الصنع لا تقدر بثمن وحاول قياس نبض محمد الوراقي ومتابعة حالته لكنه غير قادر فعيناه تسرح منه لعند تلك الدلوعه فسألها:

-أنتي قريبة المريض؟

بصعوبه خرج صوتها :

-أيوه.

-يقربلك ايه بقا؟

-جدي

-أنتي إسمك ايه بقا؟

-لونا

-بجد!!! ده الحقيقي؟!

-أه

إبتسم بعذوبه ثم قال:

-ماتقلقيش يا لونا جدو هيبقى زي الفل.

=لا هي مش قلقانة خالص…اتفضل يا دكتور تعبناك.


شعر الطبيب بالتوتر والحرج فلجأ لأن يغادر سريعاً وترك تلك اللينة مع ذلك القاسي يقف والشر يتطاير من عيناه المظلمه يقول من بين أسنانه :

-هو أنا مش قولتلك ماحدش يشوفك بالشكل ده ؟ انتي أتجننتي؟

-أنت قولت لي ماخرجش من الأوضه انا كنت قاعدة لاقيته دخل و….

فأكمل هو بغل:

-فقعدتي تتسايري معاه وكمان عرف إسمك…إنتي ازاي سهله كده؟!


أتسعت عيناها بغضب شديد لتقول:

-انت بتقول إيه؟! 

-بقول ايه؟ واضح انك متعودة دايماً..ده انا حتى نزلت مالقتش تاكسي ولا حاجة واضح انه خد حقك مبلول ولا ايه؟


تحفزت كل خلاياها وعلى تنفسها بصورة واضحه ولم يكن بوسعها فعل شيء سوى انها تحركت مغادرة لتترك له المكان هو وافكاره عنها لكنه قبض على ذراعها ومنعها يقول:

-أستني عندك..انتي رايحه فين

-سيب أيدي…سيب بقولك

-لو مش عايزاني أكسرها لك هي ورجلك الي فرحانه بيها دي تخرصي خالص وتترزعي هنا ماتتحركيش انتي سامعه.


دفعها بعنف على الأريكه الوحيدة الموجودة بالغرفه فارتمت فوقها برعب وجلس مقابلها يهاتف شقيقته:

-ألو…أيوه يا چنا…لا أنا كويس وجدك كويس ماتقلقيش..عايزك تجيبي لي لبس من عندك.


شمل لونا بنظرة متفحصة وقال بجرأة:

-لا أكبر من مقاسك نمرتين.


شهقت لونا بحرج شديد بينما هو كبت ضحكته وحاول الظهور بثبات يرد على سيل أسئلتها:

-چنا…مش عايز كلام كتير انا دناغي ورامه أصلا…تجهزي الي قولت لك عليه وتبعتيه مع السواق يا چنا ماتنزليش وتسيبي ماما…سامعه؟ ماشي يا حبيبيتي سلام.


أغلق الهاتف والقاه بجانبه..ماهر كتلة من الفخامة تجلس وتتصرف بكاريزما عاليه له هالة من الهيبة تخصه وحده.


أبعدت عيناها عنه ما كانت تتمنى أن تصبح علاقتهم هكذا…ترى كيف بكل حنو ورعاية يعامل شقيقته بينما هي ….صمتت ولم تكمل تردد داخلها(هي جت عليه يعني)


بينما جلس ماهر على كرسيه يطالعها متئملاً فرغما عنه جمالها يستدعي الأعين لمطالعته. حرفياً عيناه تأكلها يمررها عليها من قدميها لرأسها ببطء وتروي ثم من رأسها يعود لقدميها بنفس البطء الشديد وذاكرته تشرد منه لبضع دقائق قد مرت حين خرج من المشفى يبحث عن سيارة الأجرة ولم يجدها فأقترب منه أحد أفراد الامن يسأل:

-في حاجة ياباشا؟

-لا بس المفروض في تاكسي وأقف مستنيني هنا عشان أحاسبه بس مش لاقي حاجة 

ليرد الشاب بلهفه:

-يا خبر يا باشا…هو تبعك؟!

-يعني كان هنا فعلاً؟!!!

-أيوه وكان مستني حسابه من الأنسه الي كانت معاه بس هي اتأخرت قوي وبتاع الونش جه وكان هيكلبش له العربيه فقال يمشي هو مش حمل تمن المخالفه وادي جزاء الي يعمل خير….لو اعرف يا باشا انها تبعك كنت دفعت انا والله .

ربط ماهر على كتف الشاب يقول:

-حصل خير حصل خير.


عاد من شروده على صوتها الذي قررت ان تخرجه وليحدث ما يحدث:

-بطل تبحلق فيا كده …عيب انا زي أختك.


(أختتي) هكذا ضحك ساخراً بداخله ولم يستطع كبتها فقال :

-بس يا عبيطة

-عبيطة؟!!! لا ده انت زودتها قوي.


رمقها بتسلي وقد راقه غضبها لينتبه للباب الذي يدق فيقول:

-قومي ادخلي الحمام واقفلي عليكي.


لكنها ومن شدة غضبها منه لم تتحرك فعادها:

-قومي يالا واقفلي على نفسك.

-لا هقعد عادي مانا كده كده سهله 

-قومي يا لونا أحسن لك.


لكنها عاندت ولم تقوم…ليهم واقفاً من مكانها كأنه ينتوي لها فتنتفض سريعا وتفر ناحية الحمام تغلق بابه عليها.


وأخيراً تثنى له الضحك تشق الضحكه فمه وتملأ صدره بإنتعاش.


ذهب باتجاه الباب يستلم كيس الملابس من السائق ومن قاحته فتش فيه ينظر على أشيائها الخاصه ثم يبتسم بإعجاب.


على ما يبدو أن لماهر شخصية أخرى غير تلك التي يعرفها فهو قد فتح عليها الباب لتصرخ في وجهه:

-انت ازاي كده …مش المفروض تخبط.

فرد ببرود وبابتسامة مستفزة:

-تؤ

ناولها الكيس الكرتوني ثم قال:

-جبت لك لبس بس ..

صمت يزم شفتيه ثم أكمل:

-چنا ماعرفتش تنشن صح شكلهم هيبقوا ضيقين عليكي بدرجة.


اتسعت عيونها الجميله من وقاحته الفجة تلتقط من الكيس وتصرخ في وجهه:

-أنت بأي حق تكلمني وتعاملني كده…مين إداك الحق ده،

ليرد بتجبر وتملك:

-أنا أديته لنفسي .

ثم أمرها:

-عشر دقايق وتكوني برا..فاهمه يا ….لونا.


نطق إسمها بخصوصية….خصوصية تخصه وحده.


وذهب ينتظرها على الكرسي بالغرفه وهو شارد……من العجب ان تتفجر بداخلك بودار لأشياء ماكنت تعرفها عن نفسك…بل من المرعب أنك تمتلك شخصية أخرى خاصه بك لا تستطيع إظهارها للعلن.


والأشد رعباً هو ذلك الشخص الوحيد الذي تتفجر معه كل تلك الخفايا ما ان تراه وتقابله فتتجلى معه كل ما تخفيه وتحبذ إطلاق العنان لشخصيتك الدفينه التي أكتشفتها للتو وللعجب بعد ان تلك الشخصية هي من تعطيك جرعة اللذة التي تحتاجها كي تحلو الأيام…فتباً للونا.


أسند رأسه على الكرسي من خلفه متنهداً وقد أتعبه ما أكتشف ليتعب أكثر وتنتفض كل خلاياه الرجولية بعدما فتح الباب وطل "الملبن" من خلف الباب..المأزر وخف المنزل كان أرحم.


فقد أرسلت شقيقته فستان نهاري بلون البنفسج الناعم يتلف حول قدها المياس بروعه تفتن وهي بالأساس تسير بخطوات متهادية تفتك به وبأعصابه.


هز رأسه وما عاد قادر على التحمل ليأمرها بإرهاق شديد:

-أرجعي البسي الي كنتي لبساه.

-بس 

صرخ فيها:

-مابسش….سمعتي انا قولت ايه

-مش هروح ايه قلة القيمه دي وبعدين انا حره.


ثم تقدمت تجلس على الأريكه بعند شديد مالبس ان تحول لضيق تحت نظراته المتفحصة وهي تحاول تحريك الملابس حول صدرها ليسأل بضحكة وقحه:

-قولت لك المقاس ضيق.


أهدته نظره ناريه جعلته يقهقه عالياً فقالت بجنون:

-ياريت واحد محترم زيك مايكلمش واحده سهله زيي؟ ولا انت بحالات؟!


قالتها تذكره بغضبه واتهاماته التي لم يمر عليها الكثير ليقف من مكانه ويتحرك ناحيتها لكن أوقفه صوت هاتفه الذي أعلن عن إتصال من والده.


ليجيب على الهاتف :

-ألو

-ايوه يا ماهر…جدك عامل ايه

-والله يا بابا حقك تيجي تشوفه بنفسك 

-مانت موجود والموجود يسد ولا مش مخلف راجل مثلاً انت في المستشفى وانا في الشغل ولا هو كل حاجه لازم تقف يعني؟


رفر ماهر بتعب ثم قال بمهادنة:

-ماشي يا بابا..جدي كويس وخرج من الرعايه بس لسه نايم مش هيصحى دلوقتي وانا معاه اهو.

-طب بقولك ايه…كلم چنا اختك ولا چيلان ييجوا يقعدوا معاه وتعالى لي انت على الشركه ….مجدى أبو شقره وعايزين نفاحته في الموضوع إياه


القى ماهر نظرة على لونا ثم همس من بين أسنانه:

-بردو يا بابا مصمم قولت لك ان انا مش صغير عشان أتجوز بالطريقة دي


ليرد عليه والده بقوه وتصميم:

-ماهو عشان انت مش صغير فلازملك جوازه تليق بيك ومافيش اكبر مت عيلة أبو شقرة عشان نناسبها انا ماصدقت…ده هيعلي أسهمك في السوق العيلة دي مش اي حد بيقدر يقرب ناحيتها…


رمق ماهر لوناً بنظرات غير مفهومة هو يستمع لبقية كلام والده:

-بس البنت بقا عينها كانت هتطلع عليك في اخر حفله كنا فيها وبقت عماله تتلزق فيك وتفتح معاك اي مجال للكلام وده هيخليها هي الي تضغط على أبوها وهيوافق انا عارف مش بيرفض لها طلب ابداً…وبعدين في ايه مالك كده…هو انت عايز ايه غير واحده من نفس بيئتك ومستواك وصغيره وغنيه وتقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك تفتكر هتبقى بتدور على ايه تاني مش فيها…أعقل يا ماهر وتعالى يالا عشان انا كده ولا كده لمحت له وهو فهم وشكله مرحب ف No way  نرجع في كلامنا فاهم

اغلق المكالمة مع والده ثم نظر للونا بصمت طال وطال …طال لدرجة أنها خافت وسألت:

-في ايه؟

ليقول بأمر واضح شديد اللهجة:

-قومي يالا هروحك

-ايه

-ايه..هوديكي بيت ابوكي 

لتقول بخوف:

-بس انا خايفه من عمي والفيران على فكرة انا والله مش كده مش زي ما بيقول عني خليني اروح بيتكم.

رفض بأعين قاتمه غامضه ثم أردف:

-عمي فاخر هناك مش هيسبك 

صمت لثواني وأكمل بأعين موحيه:

-ولو انا مش معاكي كله هيدوس عليكي.


رسالته كانت واضحه وضوح الشمس..فهمتها هي ليست بغبيه.


فيما أكمل هو:

-تعالي بقا نشوف في فيران في شقتكم أصلا ولا دي كمان كدبه زي أجرة التاكسي.


نزل كلامها عليها كالكهرباء زلزلها لكنها لم تكن تملك أي خيار فنهضت قائلة بحزن شديد وكر بات ينمو له داخلها:

-لأ شكرا انا هعرف اروح لوحدي.


نبرتها قطعت وتينه….علم ما باتت تكنه له لكن يبالي على الأقل حالياً…أجل كل شيء هو في عجله من أمره وقال بحده غير قابله للجدال:

-أنا مش بناقشك….يالا.


_________سوما العربي ________


دلف معها للشقة التي كانت تلمع كالزجاج رمقها بنظرة إتهام واضحه لتقول بلهفه وتبرير:

-والله والله كان…

-شششش أخرسي…تعرفي تخرسي…انا لولا اني مش فاضي لك كنت دفنتك مكانك…تقعدي هنا ماتتحركيش وانا رايح مشوار ساعتين تلاته وهكوه هنا ….فاهمه 


لم تجيب وهو لم ينتظر ردها بل تحرك مغادراً وذهب حيث صف سيارته بعيداً في الشارع العمومي ليشك بأحدهم ومشيته…كأنه يعرفه.


همهم متذكراً فهذا الرجل هو عم لونا..مشيته مريبه لما يتلفت خلفه هكذا.


لا يعرف لكنه تحرك خلفه يتتبعه حيث ذهب.


بينما كانت لونا تجلس في شقتها حيث أمرها ماهر وهي بخوف نفذت لا تملك أية خيارات لكنها حاولت مهاتفة سما ربما دلتها على حل أخر غير الإنتظار وتحمل الأهانات فقد باتت مدركة ان ماهر لن يتقبلها كأخت له وأخوالها يرفضونها وجدها الوحيد القادر على شملها بالحماية فهو طريح الفراش بالمشفى لا تعلم متى سيفيق.


لم تكد تلك المسكينة ان تكمل مكالمتها فقد تفاجأت بدق الباب لتصرخ برعب وهي تجد أحدهم يكمم فهمها عن الصراخ بينما يقول عمها الذي وقف بكشفة وجه لجواره يفح الغل ونفاذ الصبر من صوته:

-مقفلة كل الشبابيك والبلاكونات لا ناصحه يابت..هندخلك هندخلك وديني لاخلص منك .


حاولت لونا الصراخ من جديد ليقول أنور للرجل العريض :

-شوف شغلك بس بالهداوه لحد ما اكلم الي اسمه ماهر.


خرج وأغلق الباب تاركاً أبنة أخيه مع رجل غريب يكممها وهاتف ماهر الذي كان يصعد السلم بالأساس فقال:

-ماهر باشا…كويس انك جيت…الفاجرة رجعت تاني ومعاها عشيقها…مابتسلاهوش يا باشا ولا بتكتفي…انا غلبت..دي كمان مش راضيه تفتح لي الباب.


دفش ماهر الباب بكتفه عدة مرات الى ان كسر ليجد لونا تقف وقد حررها الرجل مه ذراعيه ليصرخ أنور:

-شوفت بعينك اهو يا باشا.


هرول ماهر ليهجم على الرجل لكنه سارع بالركض نحو الشرفة فتحها وهوب منها سريعاً ليعود ماهر نحو لونا بخطوات متثاقلة كأنه سينقض عليها لكن صبر أنور كان قد نفذ فقال:

-البت دي مش هتقعد يوم في البيت ده وقسماً بالله لاتخرج من هنا بفصيحه او أقتلها وأغسل عاري بأيدي.


ليصرح ماهر:

-عنك انت…حرام تدخل فيها السجن..


صمت بترقب ثم قال:

-إتصل هات المأذون 

-هاااااااااه؟!!!!!

فصرخت لونا :

-لااااااا….مسحيل أوافق…مستحيل أنا بكرهك 

-مش أكتر مني

ثم نظر لعمها يأمره:

-يالا إتصل بالمأذون قولت لك.


وضعت لونا يدها على فمها برعب تقول:

-لاااا حرام ماتعملوش فيا كده…ده عايز بجوزني لمقاول اكبر من ب١٥سنه ومتجوز مرتين ماتعملش فيا كده يا ماهر.

-أهو الي رضي بيكي وبعارك يا وسخه.


رمقه ماهر بنطرة ناريه جعلته يرتجع للخلف وصمت ليقول ماهر:

-كلم المأذون وهات الباقي من عيتلكم….أنا العريس…


كلمه كانت الأشد رعباً للونا التي بهت لونها وشعرت بالضياع أكثر….


#سيطرة_ناعمة٥


وقف أنور مذبذباً لا يعلم هل مايحدث سيسير وفق مصلحته ام لا؟ هو على علم بماهر وعائلة ماهر وهو الان سيصبح زوجها.


شعر بالتوتر الشديد وبدأ يتلجلج أمام ماهر الذي ينظر ناحية تلك المغويه الجالسة بالفستان البنفسجي يظهر ليونة وغضاضة جسمها فهتف بحده:

-أدخلي وأقفلي على نفسك.

لكنها مازالت منشغلة في البكاء ولم تجيب فيما التف هو ينظر لعمها وقد نفذ صبره فسأل :

-فين المأذون ماجاش ليه؟

ابتلع ريقه بتوتر وهو يفرك يديه معاً ثم قال:

-ماهو ياباشا يعني…أصل

-أصل ايه وفصل ايه؟ ايه الحكايه بالظبط؟!

-اصل انا بصراحه بقا عمها وانا أدرى الناس بمصلحتها وهي متقدم لها عريس تاني احسن ودافع مهر أكبر 


تجهمت ملامح ماهر وشعور من نار يتدفق داخل صدره لا يفطن من أين ولد، نظر لتلك المنخرطة في البكاء بجواره وأمرها:

-انتي لسه قاعدة؟!قولت ادخلي وأقفلي على نفسك الباب 

أمره كان حاد وعنيف جعلها تتحرك دون رفض فدلفت وأغلقت الباب كما أمره ليتبقى أنور وحده في مواجهة ماهر الذي وقف من مجلسه وأخذ يتقدم منه بخطوات بطيئة بثت الرعب في قلب أنور الذي قد تجلى التذبذب والخوف على ملامحه يزيد مع إقتراب ماهر منه حين وقف أمامه يردد بصوت بطيء أرعبه:

-كنت بتقول ايه بقا؟! أه انت عمها وأدرى الناس بمصلحتها مش كده


رعب أنور كان واضح خصوصاً وهو في مواجهة شخص كماهر لكن الجشع والطمع كانا أكبر فبعدما فعل الكثير والكثير للإستحواذ على مال أخيه لن يأتي ويفرط بكل ذلك خوفاً من ماهر وتهويشاته هو قتيل ذلك المال ولن يتركه مهما جرى لذا تحدث بتصميم رغم خوفه الواضح:

-كده، وانا مش موافق على الجوازه دي

-مش موافق؟! ده حلو قوي الكلام ده،طب ما إن شاء الله عنك ما وافقت،أنا ببلغك مش جاي اخد رأيك.


رفع أنور عيناه بعينا ماهر يتحداه قائلاً:

-من غيري مش هيبقى في جواز انا وليها الوحيد فمن غيري مافيش مأذون هيقدر يكتب لك الكتاب.

إبتسم ماهر بجانب فمه إبتسامة متحدية صغيره ثم قال:

-حلو ده…تعجبني..صح انت وليها مش هعرف اكتب كتاب من غيرك بس انا عايز أكتب الكتاب دلوقتى أعمل إيه؟؟


قال الاخيره بحزن شديد وقلة حيله جعلت أنور يشم أنفاسه بيعض الراحله مالبث أن سعل وجحظت عيناه حين قال ماهر بقلة حيله كأنه مضطراً:

-خلاص بقا أمري لله..كده أنا مضطر أدور بنفسي على ابوها يجوزها لي.


انخفض ضغط أنور وتباطأت دقات قلبه يدرك مايقوله ماهر وما لم يقوله ليبستم له ماهر ويضربه على كتفه كأنه يحركه بمهانة:

-شاطر…أمسك العقل كده وخليك حكيم وانزل من سكات جيب المأذون بلاش تخليني أوريك لعبي.


أدرك أنور إنفلات الأمر من يده وأنه سيخسر تلك الزيجه والمهر لا محالة لذا حاول التماسك والخروج بأقل الخسائر فصلب طوله وقال بتجبر:

-لا لو كده يبقى نتفق الأول يا باشا

-نتفق وماله بس تقولي الأول وديت أخوك فين وعملت فيه كده ليه؟


لم يجيب أنور ليهتف ماهر بحده وغضب:

-خلص…أبو لونا فين؟وفين فلوسه 

-في مصحة نفسية 

-إيه؟؟؟

-أخويا إتجنن يا باشا ومخه فوت بقا بيجي له خيالات وتهيؤات بحاجات مش موجودة..أعمل ايه يعني كنت مضطر أدخله مستشفى ياخدوا بالهم منه.


ليبتسم مضيفاً بثقة:

-وماحدش يقدر يعرف اسمها غيري اصلها مصحة نص كم مش مسجله فلف مهما تلف مش هتعرف توصله.

إنشق قلب ماهر على تلك المسكينة وسأله:

-وليه عملت كده؟ مش حرام؟! كان عملك ايه أخوك؟


لينفجر أنور بغل وغيظ:

-ده يستاهل الحرق…الجاحد كان عايز يكتب لبنته دي كل حاجة بيع وشرا قبل ما يموت …ابن الهرمة مش عايز حد يورث معاها…شوفت الكفر ياباشا…عايز يخالف شرع الله وباع الي وراه والي قدامه وسيلهم فلوس وماتقضلش غير البيت ده وكان رايح كمان يكتبوا للغندورة عايز يطلعني بلوشي…عايز يشفط حقي في كرشه…كان هيأكلني لبنته.


فضحك ماهر ساخراً يسأل:

-هي فلوسك ولل فلوسه ..الفلوس دي جت منين؟

-من شغله الي لمها في شولة من السفر برا ابن المحظوظة.

-يعني فلوسه هو وبتقول عليه عايز ياكل حقك ويأكلك لبنته؟

-والله بقا ده الشرع هو الي قال العم يورث اخوه الي مش مخلف ولد.

-وقال بردو ان كل واحد حر في ماله يورث فيه من يشاء على حياة عينه مش يسيب بنته تشحت من عمها ولا عمتها.

-إنت هتفتي في الدين كمان..بقولك ايه..عليا وعلى أعدائي ولو عايزني اجوزهالك لازم نتفق .


رمقه ماهر بصمت تام ثم قال:

-موافق.


مرت دقائق لا تعلم عددها وهي تجلس في غرفتها تبكي تحاول الإتصال على صديقتها سما لكن هاتفها كان مغلق منذ الصباح.


إلى أن سمعت صوت إغلاق باب الشقه فتسحبت لتخرج على أطراف أصابعها لكنه فاجأها وهو يفتح الباب يلج للداخل ينظر لها بطريقة مختلفه إرتبكت منها وإسترعاها الإندهاش وهي تراه يخلع عنه معطفه يلقيه على الأريكه وبعدها يلقي بجسده على فراشها الأنيق يزفر بتعب مرتاحاً كأنه بيت والده.


إندهشت من تصرفاته وأريحيته في التصرف، باتت تراه غريب الأطوار لكن ذلك لم يكن همها الان هي في تلك المصيبة التي وقعت على رأسها.


لذا تشجعت فتقدمت تقول:

-ماهر.

-هممممممم


همهم بخمول وهو يضع ذراعه على عينه لتقول:

-عشان خاطري يا ماهر انا مش عايزة أتجوز مش موافقة 

-مش لازم توافقي

رد عليها وهو بنفس الوضعيه من الخمول والكسل لتتفزز بعصبيه:

-قوم هنا وكلمني انت مستضعفني كده ليه؟

لم يستجيب لها ولم يتحرك بل بقا على وضعته لتأخذ جوابها هو بالفعل مستضعفها فهتفت:

-انا مش هسكت على الي بيحصل ده وبعدين…انت مش شايفني سهله وشمال عايز تتجوزني ليه؟


اعتدل من نومته وجلس يواجهها مردداً بأعين حاول كسوها بالبرود:

-عشان اللمك…ومش عايز كلام تاني انا بقالي يومين مطبق في المستشفى وهموت وافرد جسمي…فمن هنا لحد مايوصل المأذون ماسمعش صوتك فاهمه.

ليبسم لا إراديا وهو يسمعها تندب بعويل:

-إنت طلعت لي منين؟! طلعت لي منين بس.


ليغمض عيناه ويسحب نفس عميق يسأل هو نفسه بجنون (أنتي الي طلعتي لي منين)


لكن فتح عيناه كالمصعوك وانتفض جسده من فوق الفراش وهو يسمعها تقول بتحدي:

-بس انا بحب واحد تاني.


في ثانيه كان مقابلها يقف على الأرض يغرز أظافره في لحم ذراعها بينما يقبض عليه ويهزّها بعنف ضرب قلبه يسألها:

-بت إيه؟! سمعيني تاني كده؟! بتحبي؟!!!! 


احتدمت النيران في عيناه وزادت غلظة قبضته على ذراعها يسأل من جديد:

-هو مين؟! مين ده إنطقي

خافت وارتعبت بل ذابت في جلدها فقالت بسرعه:

-مش بحب حد…بكذب عليك والله..سيبني بقاااا.


لم يصدقها..وقلبه مشتعل نار هو فقط دفعها لتسقط أرضاً و وقف يتنفس بسرعه من شدة تلاحق أنفاسه وعلو ضغطه ينظر عليها وهي مسجاه أرضاً يسأل هل بالفعل تحب أحدهم؟! هذا ما لم يحسب له حساب.


كان يضع يديه على خصره ويقف ينظر للسقف لتتحدث هي وهي تبكي :

-بلاش جواز يا ماهر…انا زي أختك 

-أخرسي..أنا أختي أشرف من الشرف.

لتقف على قدميها تمسح عيناها بشراسه وتهتف:

-ولما انت شايفني مش شريفه كده راضي ازاي على واحده زيي تشيل اسم سعادتك والعيلة الكريمة ماتسيبني…انا بكرهك ومش بطيقك مستحيل اتربط بيك العمر كله ده بالنسبه لي إسمه إنتحار.


إستفزته ببراعه فهتف من بين أسنانه بعدما جذبها من ذراعها يقرب وجهها من وجهه ويقول:

-ولا انا كمان طايق أشوف وشك بس غصب عني سمعتك بالنسبه لي فلوس بخسرها واحنا تجار راس مالنا السمعه فخيالك مايسرحش لبعيد ويكون في معلومك ماحدش من البيت عندي او حتى معارفي هيعرف إنك مراتي…عقد الجواز ده عشان تلمي نفسك.


صمت لثواني ثم أكمل:

-وعشان لو فكرتي بس مجرد تفكير تجيبي راجل تاني بيتك أقتلك ولاخدش في وسخه زيك ساعه سجن.


القاها أرضا بعد حديثه السام وختمه مردداً:

-خلي بقا الي بتحبيه ينفعك و وريني كده هيقدر يقرب ناحيتك ازاي…الله في سماه أقتلك وأقتله والقانون في صفي..فاهمه 


صرخ في وجهه بحرقه نار ناشبة في صدره ولم يصرفه عنها سوى صوت جرس الباب ينبأه بعودة عمها ومعه المأذون.


ذهب يفتح الباب ليتفاجئ بالمأذون المميز بدفتره وعمها أنور ولجواره ثلاث رجال وسيدتين فسأل:

-مين دول؟

ليجيب أنور:

-مش قولت لي أجيب قرايبنا..دول ولاد عمي وبنات عمتي 


هز رأسه متفهماً ثم سمح لهم بالدخول لتتقدم منهم لونا مندفعه تقول:

-أنا مش موافقه على الجواز…مش هينفع أتجوز من غير موافقتي ولا ايه يا شيخ.

ليهتف أنور بغل:

-اه يا فاجره…عينك وسع كده…بقا قافشينو معاكي في الشقه وتقولي مش عايزه اتجوزوا..مالكيش في الح….


-بسسسسسس…ولا كلمة زيادة خليني محترم سنك.


كان ذلك صوت ماهر الصارم والذي أرعب أنور وكل الحاضرين ليلتف بعدها للونا يقول:

-أدخلي جوا لحد ما كل حاجه تخلص

-مش داخله.

ثم وجهت حديثها للمأذون تقول:

-انا مش موافقه يا شيخ

-يبقى مافيش جواز يا أنسه

نظر له ماهر بحده يكاد يقتله لكن المأذون هز كتفيه وقال:

-مستحيل اكتب كتاب واحده مش موافقه على جوازه كده العقد يبقى باطل ولو طلعت من هنا وجبتوا غيري هبلغ عنكم.


سحبت لونا أنفاسها أخيراً تشكر المأذون بعيناها ليقول ماهر:

-ولو سمعت موافقتها

-ساعتها هعقد عليكم بأمر الله 

-تمام…دقايق وجايلك


ثم سحبها ودلف بها لاقرب غرفه يغلق عليهما الباب مردداً:

-أنا مش عايز لعب عيال…وقسماً بالله لا تتربي على الي انتي عاملاه ده…بترفضيني قدام المأذون والناس..

فقالت بعد تفكير لثواني:

-خلاص خليها عقد عرفي عشان حجتك لو حبيت تقتلني العقد العرفي إثبات.

-أه يا شمااال..اه يا شماال..عرفي وبتقوليها كده في وشي..


لتظلم عيناه وهو يكمل:

-ولا عشان تبقى ورقه وتتقطع وتروحي تجري على حبيب القلب..عشان اقتلك ساعتها بجد.


لحظتها إستشعرت لونا شيء…شيء مختلفً جعلها تجعد مابين حاجبيها تنظر له بإستغراب ليلاحظ ذلك ويعلي نبرة صوته ينتشلها سريعاً:

-اخلصي انا مش فاضي لك..خليني ارح لجدك ولا امشي واسيبك انتي مع عمك هنا وتفضلي طول عمرك مش عارفة توصلي لأبوكي.


طالعته بحيره وتعب ليقول:

-معاكي تلات دقايق تقرري هتخرجي معايا تقولي اه ولا لأ.


صمتت ومر الوقت ولم تشعر سوى بجملة المأذون يردد:

-بارك الله لكما وبارك عليكما.


وتحرك ماهر بعدها يقترب منها ثم يميل يجمع رأسها بين كفيه ويقبل جبينها وعلى وبعيونه فرحه حقيقية وهو يقول لها بصوت رخيم:

-مبرووك يا لونا.

-!!؟؟؟!!!!


كان ذلك بالفعل هو ردة فعلها على تصرفه الأكثر من حميمي تقسم لو كان الوضع غير الوضع لكانت قد ذابت بين ذراعيه الأن من شدة رومنسيته وحميميته ودفئ صوته…لقد كان ينظر لها وكأنه أخيراً قد نالها…جعدت مابين حاجبيها تسأل هل هو مجنون ام مصاب بإنفصام الشخصية.

وقال بعدها:

-جهزي نفسك عشان هنمشي من هنا

هزت رأسها وتحركت بصمت مطيع ناحية غرفتها ليلتف له أنور ويقول:

-أظن بقا آن الأوان نتحاسب.

إبتسم له ماهر بظفر يطالعه بنظرة غموض وإنتصار.


__________سوما العربي_________


في سيارته كان يقود بمزاج مبتسماً رغما عنه وتلك الجالسه لجواره باتت زوجته…لقد تزوج لونا وهو سعيد…سعيد جداً

كلّ دقيقتين او أقل ينظر عليها ويفرح ويعود بعيناه من جديد يراقب الطريق.


لكنه ما ان وصل عند البيت حتى نظر عليها قائلاً بعدم رضا:

-ماكنش في تيشيرت تاني اطول من ده شويه

أسبلت جفناها بحزن لا تريد مجادلته الان يكفيها ما جرى..لقد قضي على مستقبلها وانتهت حياتها ولم تكن تملك اي وسيلة لتغيير كل ذلك .


تسمعه وهو يقول بعدم رضا:

-ومالك رافعه شعرك كده ورابطه التيشرت من على وسطك؟!

-هو ستايله كده

-يبقى يتغير..فكيه وماتعمليش شعرك كده تاني وانتي برا البيت فاهمه.

-فاهمه.


قالتها ثم شرعت في تفكيك التي شيرت لكن لم يعجبه وقال:

-بردو ضيق..ماتلبسيهوش تاني

لم تجيب عليه بل قالت:

-هو مش انا اتجوزتك يعني بقيت في وشك وكرامتي من كرامتك! فين حقي الي عند عمي؟! انا عايزاه.


سحب نفس عميق ثم قال متهرباً:

-مش وقته…انا لازم أنزلك واتحرك دلوقتي على المستشفى عشان كلموني…تدخلي وتطلعي على أوضتك ماتطلعيش منها ..يالا.


هز رأسها موافقه وغادرت بينما هو ظل ينظر عليها من بعيد يبتسم بفرحه يكاد يجن منها….ااااه لقد تزوجها.


بقى يراقبها حتى اختفت بالداخل ليحرك مقود السيارة ويتحرك وهو يتنهد عالياً بتعب وهيام.


_________سوما العربي__________


دلفت لونا للداخل تتلفت حولها برعب تخشى ان تقابل أحد أخوالها لكن حمدلله لم تقابل اي منهم وأنما تقابلت مع جنا التي قرصتها قي خصرها تقول:

-هالو يا مززه…كنتي فين يابنتي

-هاااه…كنت …كنت في بيتنا بجيب لي لبس.


نظرت جنا على حقيبة لونا وقالت بتفهم:

-اااه ماشي…بس ايه الشياكه والحلاوة دي؟ حذري فذري من جاي عندنا النهارده ؟

-مين؟

سألتها لونا بترقب بعدما إعتادت الخوف لتقول چنا وهي تصرخ من الحماس :

-كمال ابن عمي فاخر..سرع أجازته لما عرف ان جدو تعب

-مين ده ماعرفوش 

تأبطت چنا ذراع لونا وسحبتها معها ليتحركا نحو الداخل فيما أكملت چنا:

-تؤ …إنتي لحقتي تنسي…كموله ده ابن عمي فاخر يعني ابن خالك انتي كمان وأصغر من ماهر بسنتين بس حاجة بقا كده إييه أوووز …لوووز…مز مزازه يخربيته..وبتاع بنات بقا ماقولكيش .


فكرت چنا لثواني ثم تحدثت بعبقريه:

-أنا بقترح نجوزكوا لبعض تخيلي لما الشوكولاته تتجوز المربى هيبقى الإنتاج ايه…حاجة نايتي خالص.


ضحكت لونا بهم…أه لو تعلم أه.


وبينما هما كذلك إذ بأحد الخدم يردد مهللاً:


-كمال بيه وصل .


لتهرول چنا بحماس تسلم عليه وهي تسحب لونا معها ثم تترك يدها وتقترب منه ولونا قد توقفت بفتور غير مهتمه.


ترى چنا وهي تنتظر خروجه من السياره ويفتح الباب ليخرج شاب عريض بشرته خمريه وطويل لديه مزيد ومزيد بل مزيد من الوسامة.


يبتسم بفرحه شديدة ما ان أبصر چنا يصرخ:

-چنچونة…ايه ده ده انتي على الحقيقة طلعتي مختلفه كبرتي يا عفريته.

-شوفت…احلويت أخر حاجه مش هتلاحقوا عليا من العرسان.

-ماشيه معاك يا عم..هيبقى عندهم نظر طبعاً ..ايه ده من الصاروخ العابر للقارات الي واقف هناك ده يابت يا چنچونة؟

-دي لونا الي قولت لك عليها.

-لا بس عوووود وع المظبوووط..مرتبطه بقا لونا؟


ضحكت چنا عليه وقالت:

-تعالى أخدمك وأعرفك عليها عد الجمايل.


تحرك معها وهي تكمل:

-وعلى فكرة كلمت ماهر كان رايح مشوار ولما عرف انك وصلت لف ورجع وهو اصلا ماكنش بعد ثواني وهتلاقيه هنا.

-ماهر ايه وخشونه ايه خلينا احنا مع الليونة ولونا..عرفيني عليها ينوبك ثواب اخوكي عطشان.


ضحكت تتقرب منها فتقول لها:

-لونا..ده كما…


قاطعها يقول هو وهو يمد يده ويسبل عيناه للونا:

-سيبك منها.. كمال فاخر الوراقي، ٣٠ سنه، دكتور أسنان شاطر خصوصاً الحشو، أعذب و وحيد ولم يسبق لي الزواج وابحث عن شريكه للتعارف الجاد.


لينتفض ثلاثتهم على صوت صرير سيارة ماهر وترجله السريع منها ورزعه للباب من خلفه ثم تقدمه منهم بوجه مقفهر

#سيطرة_ناعمة٦


تقدم منهم بوجه مقفهر كأنهً مجرم غير مبالي بعودة إبن العم بعد غياب قد طال كل همه تلك الليونة التي تقف أمام رجل بوسامة كمال.


هو بالفعل على علم بوسامة كمال التي كانت ولازالت دوماً تغرق الفتيات في غرامه.

وهو كذلك على علم بأن لونا فتاة تعجب الباشا..وإلا ما كان ليقدم على كل ما فعل كي ينالها.


توقف عندهم يقول :

-حمدلله على السلامة يا كمال.

نظر له كمال بجنون يردد:

-حمد لله على السلامة يا كمال؟! هو انا كنت بايت في حضنك؟! ايه يا جدع انت ده ؟!

نظر لجنا يسأل:

-هو لسه غتت زي ما هو؟!

-إخس عليك يا كمال ماتقولش على ميمو كده؟

-ميمو؟؟ ده شكل ميمو ده


ظل كمال وجنا يتجادلان حول ان كان ميمو أم لا بينما لونا تقف تحاول الهرب من نظراته المميته المسلطة عليها وحدها تحاول تفاديها ببرود رغم شعورها انهز قد تكون معنية بها.


ليقدم ماهر على إحتضان كمال بحرارة حقيقية مردداً:

-حمدلله على السلامة يابن عمي نورت البيت

-آه كده انت كده ممكن نسميك ميمو ماشي انا موافق.

-شكراً ياعم على كرم أخلاقك

ثم أضاف من بين أسنانه رغما عنه:

-مش ندخل احسن ؟

ضيق عيناه بتحذير ناحية لونا يقول:

-ولا ايه؟!

نظر ناحية جنّا وسألها:

-أدخلوا انتو جهزوا السفره وانا وكمال هنيجي وراكم.

-حاضر…يالا بينا يا مزه على المطبخ.

وأخيراً تحركت لونا مع چنا للداخل تحت نظرات ماهو الغاضبه وكمال الذي أضاف:

-ده الطب أتقدم قوي في مصر.

-كماااال.


انتفض كمال يقول:

-جرى ايه ياكبير انا كده ممكن أقطع الخلف 

-انا بقول تتظبط بدل ما أخليك قاطع مايه ونور خالص.


حمى كمال جسده بطريقة موحيه ثم قال:

-هي حصلت كله الا الكهربا…وبعدين في ايه ياعم بقا هو ده إستقبالك ليا اخس عليك اخس…ماكنش العشم يا ….ميمو.

-اتلم ياض واطلع قدامي نقعد في الجنينه على ما الأكل يجهز.

-ايوه انا فعلاً محتاج اطلع الجنينه أفهم منك مين لونا دي وايه حكايتها.


نار نشبت في صدر ماهر من حديث كمال عن لونا حتى رغم علمه ان كمال يمزح كالعاده..


تقدم يجلس معه في الشمس يسأل:

-أيه بقا الكلام على أيه؟

-مشاكل وحوارات..لونا تبقى بنت عمتك رحيل الي…


قاطعه كمال متذكراً:

-أيوه أيوه…ياخبر..ده تلاقي أبويا وعمي مش طايقنها..مانا عارفهم.

-هما مش طايقنها وبس؟ احنا كل يوم خناقه وأخر مرة جدك وقع فيها،المشكلة ان البنت حالياً مالهاش حد وعمها راجل إبن وسخه، لأ وراميها وكل يوم ملبسها مصيبه عشان يخلص منها اخر مره جاب لها كتيبة فيران في البيت.

-فيران؟!!!

-أه والله مش بقولك ابن وسخه..ده كمان كان ناوي يجوزها مقاول كبير في السن ومتجوز ومخلف….مش عارف هحلها ازاي دي، هي حقها تاخد ورثها و ورث أمها خصوصاً ان عمها سرق كل فلوس أبوها ومش راضي يرجعهم وجدك متمسك بيها كأنه بيكفر عن غلطه في حق أمها وأبوك وعمك قايدين البيت حريقه بسببها ومش طايقنها لا في سما ولا في أرض


اتكئ كمال في جلسته يقول:

-أنا عندي أنا حل الموضوع ده؟

نظر له ماهر بتوجس ثم سأل:

-إزاي؟

-أتجوزها واحل المشكل

تفزز جسد ماهر رغم محاولته تحجيم ذلك وقال :

-نعم؟!

-أيوه مالك بس 

-لم نفسك يا كمال مش عايز أتغابى عليك

-وتتغابى ليه ياعم هي تخصك في حاجه؟!


بهتت ملامح ماهر ونيران قلبه جعلته ينتوي المجازفه وهم لأن يصرح أنه نعم هي بالفعل خاصته لكن كمال إستبق يكمل:

-أنا يعني الحق عليا كنت هحل معادلة صعبة أنا طول الوقت مسافر ومش هنا فتبعد عن ابوك وعمك وجدك يبقى مطمن عليها وهتبقى في أيد أمينه..خلينا ندلع الچيلي بقا يا ماهر.

تعصب ماهر وقال:

-كمال…إنسى الموضوع ده خالص وبعدين أنا ولونا.

=أحلى ورق عنب لأحلى كمولة في الدنيا.

أقتطع أعترافه الضروري دخول چنا التي لا يريدها أن تعلم رغم رغبته في أعلام كمال كي يضع النقاط فوق الأحرف ويتفهم أن لونا تخصه كي لا تزوغ عيناه عليها خصوصاً وهي بالفعل جميلة سيعجب بها أي رجل…إنها حقيقة علمية لا يمكن إنكارها فهنالك إشياء لا يختلف عليها إثنان ولونا بمقاييس الجمال ليست جميلة فحسب بل أيقونة.


غرق في أفكاره يبحث كيف سيخبر كمال فهو يرى ذلك ضروري جداً في حين كان كمال مندمج مع چنا يهلل:

-الحقيني بيه…أااااه ياقلبي…أنت كنت فين من زمان ده أنا معدتي نشفت من غيرك يا حبيب قلبي.


تقدمت لونا كي تخرج فوق من مكانها قبلما يراها كل من چنا أو كمال ويسألوه لماذا سحبها معه للداخل.


فتحرك لعندها يأمرها بغضب:

-قدامي على فوق.

-في ايه؟! 

-من غير ولا كلمة قدامي على فوق

-لا انا جعانه ومحتاجه اكل ما أكلتش من إمبارح 

-أنا بقول الكلمة مره واحده سامعه…يالا قدامي.


تحركت معه على مضض تصعد لغرفتها التي سكنتها مسبقاً تدلف وهو بعدها ثم يغلق الباب ويقول بحده:

-أيه الي حصل تحت ده؟! 

-أيه آلي حصل؟!

-هو أنا مش نزلتك من العربيه وقولت لك تتزفتي تطلعي أوضتك؟

-أتزفت؟! انت بتتكلم معايا كده ليه اصلا؟أحترم نفسك بقا والتزم حدودك.


إشتعلت عيناه وهو يسمع ماتقوله ليقترب منها مرددا:

-أ..أيه؟ ألتزم حدودي…شكلك ناسيه انك مراتي يا هانم

لم تهتز من كلماته وقالت:

-وانا ماعملتش حاجة أصلا تستاهل انك تكلمني بالطريقة دي.


جذبها من كنزتها القنطنيه البديعه عليها وقال:

-وهو ده لبس تلبسه واحده محترمه مش قولت لك تغيريه

-مالو لبسي مش فاهمه 

-ماله لبسك..بطنك باينه يا هانم 

-ما أنا بشوف چنا بتلبس كده عادي

-اختي صغيرة 

-أنا أكبر منها بسنتين

-أنا مش عايز جدال وكلام كتير الي بقوله يتسمع وتقولي حاضر فاهمه 

-لا مش فاهمه انا ماعمل..


قاطعها يقول بتحذير:

-مش عايز جدال وبلاش تخليني أقلب على الوش التاني

-هو لسه في وش تاني أصلاً؟

-اه في و قسماً بالله لو ما اتعدلتي لاسود عيشتك فاهمه…واقفة تتمرقعي مع كماااال؟؟؟


صرخ بجملته الأخيرة غاضباً بشدة لتجحظ عيناها وترد بغضب هي الأخرى:

-بتمرقع؟! حلو…طب إسمع بقا…انت مش متجوزني عشان تلمني زي ما بتقول…مالكش عندي غير كده لما تبقى تظبطني معاه او مع غيره في وضع مخل أبقى تعالى أقتلني زي ما بتقول عشان انت شكلك لسه ماتعرفش مين هي لونا.


صرخت في وجهه بما تفوهت لقد وضعت في وضع صعب لدرجة انها باتت تصدق على نفسها مايتهومها به زوراً ومن كثرة التكرار رددته بلسانها عن نفسها فأي ظلم أكثر مت هذا .


رغماً عنها أجهشت في البكاء وقد صعبت عليها نفسها لينشق قلبه وهو يعلم أنه سبب كل ذلك وانها محقه.. أوصلها لأن تتفوه بما أوهمها به …لقد نجح في تشكيكها بنفسها انها أعلى درجات الظلم.


فتحرك جسده طواعية لقلبه ناحيتها وهو يحاول ان يحتضنها لكنها كانت تبتعد بنفور تبعده ثم همست بقهر:

-أنا بكرهك…وانا الي عمري ماكرهت حد في حياتي …


أتسعت عيناه وهو يسمع ماتقول لينسحب الدم من جسده فجأة وهو يسمعها تقول بصدق حقيقي:

-انت أول شخص أكرهه ويمكن تكون الوحيد.


لم يستطع مواجهة ما قيل فقد كان أكبر وأعظم منه ..


خرج من عندها يذهب لغرفته يغلقها عليه وهو يضع يده على فمه غير مصدق ما سمع لا يعلم كيف سيتصرف معها ولا مع الوضع كله.


لكن رنين هاتفه أخرجه من كل ذلك حينما وجد الانصال من والده يقول:

-أنت فين يا ماهر 

-في البيت كمال رجع هاخده ونطلع لجدي ع….


قاطعه عزام يقول:

-طب كويس …خلي كمال هو الي يروح يطلع جدك وتعالى لي انت حماك على وصول.


جن جنون ماهر يسأل وهو يتحرك بلا هوادة:

-إنت خليته حمايا خلاص؟!!!

-ايوه…دي صفقة العمر…جوازه هتحطنا في حته تانيه خالص في البلد والبت عينها منك يعني سالكه زي السكينه في الحلاوه.

-أنا مش موافق ومش عايز

-خلاص يا كمال مابقاش نافع ده أنا تقريباً فاتحته

-وانت ازاي…

قاطعه عزام يقول:

-هو ايه الي ازاي ومش ازاي …انت ابني وانا شايف لك الصالح …المصلحة بتقول إنّ الجوازه دي لازم تتم والراجل  لمح كذا مره وبنته مياله ..فمكنش في فرصه اعمل عبيط ساعتها كان هيقلب عليا.

-يانهار مش فايت …يعني هما أمروا ومش مهم رأيي؟! خطبوني يعني؟! ترضاهالي يابابا؟!

-أرضاهالك أه…ومارضاش بأحسن من كده لأن مافيش جوازه أحسن من كده …ماتنشف كده في ايه..الستات كلهم صنف واحده فخد بقا الي تفيدك، الستات كلهم على السرير واحد..قدامك نص ساعه وتكون عندي سامع…سلام.


أغلق المكالمة بحسم شديد وخلف ماهر يقف يشعر بالغضب والعجز يردد:

-لا…مستحيل أوافق بكده..أنا لازم أروح امنع كل ده..


صمت يتذكر جملة والده ثم ردد:

-لا كلهم مش واحد…كلهم مش لونا.


ليغمض عيناه بألم يسمع صدى جملتها في أذنه حين أخبرته انه أول من كرهت بل الوحيد وتداهمه فكرة أخرى انه مساق للزواج بأخرى.


ليشد جسده ويسحب نفس عميق…فقد فعل كل ذلك لتبقى له ومعه يضمنها وبعدها سيهون عليه اي شيء حتى لو أرغم على الزواج بعشرة لا يرغبهم فسلواه انه قد نال لونا وضمنها لنفسه حتى ولو بالزور.


مسح على وجهه وهو يقرر أن مازال الوقت معه سينسيها ما فعل بها ويحاول تغيير وجهة نظرها عنه..يؤمن ان كل شيء قابل للتغيير وهو بالأكيد مازال لديه الفرصه.


فخرج من غرفته وذهب لغرفتها يدق الباب لكن لم يتلقى رد..ليصك أسنانه بغضب وهو يفكر آنها بالتأكيد هبطت لمشاركتهم الطعام.


حاول تهدئة نفسه يقسم ان يعاملها جيداً كي يصحح ما جرى بينهما .


وصل للحديقة ليقف متأملاً بصدر منشرح جمالها وسط الورود والخضرة وما زاد جمالها هو انها تضحك أخيراً بإشراق..إبتسم بداخله فعلى مايبدو أنها لم تتمكن من الضحك إلا بعدما أخرجت شحنه من شحن غضبها في وجهه وعبرت عنه.


لكنه شعر كذلك بالضيق وقد فقأ عينه جمالها الواضح وتأنقها بحيث كانت بالفعل لذيذة وجذابه تسر الناظر لها خصوصاً بعدما بدلت ثيابها من كنزه قطنيه وجينز وارتدت فستان أخضر بسيط جعل منها لوحه فنيه ممتزجاً مع جمال شعرها الجميل ليهز رأسه بقلة حيله فماذا سيفعل وكيف سيتحكم بالأمر، ماهي بالفعل جميلة، تلك هي خلقتها وحظها لايملك تغيير الوضع وكذلك لا يمكنه التحمل،فهمس(أعمل فيها أيه بس) 


زفر أنفاسه بتعب ثم تقدم منهم وعلى عيناه ابتسامة ينظر عليها كأنه مقرراً مراضاتها…

تقدم يجلس بجوار فهّمت بالإنتقال فأستغل إنشغال كمال وچنا بالحديث عن ورق العنب المصري وجماله، ليهمس لها:

-أقعدي جنبي يا لونا

-لا

ردت بإقتضاب فيقول متفهماً:

-عشان خاطري.

نظرت بضيق شديد من توسله، بمزاجه يسير عصبي وعنيف يلقي بالتهم جزافاً وبمزاجه أيضاً يقرر أن يصبح الوضع رواق ويبتزها بأسلوب راقِ كي لا يتنثنى لها الرفض.


كبت ضحكته وقد فهم عليها وفهم ايضاً انها ستصرخ في وجهه الأن بجنون ليلحقها قبلما تفتح فمها فيقول:

-شششش….أهدي أحسن لك بدل ما أقوم دلوقتي قدامهم وأعمل حاجات أنا هموت وأعملها.

هزت رأسها بجنون تقول:

-إستحالة تكون طبيعي .


ثم أضافت بجدية:

-يا ماهر انت أكيد عندك إنفصام،محتاج تتعالج.

-حاضر.


ثم إبتسم لتود أن تصرخ في وجهه بجنون من تلك الشخصية هي بالفعل لا تعلم له وجهه محدده ولا تستطيع تحديد شخصيته كل لحظة هو في حال.


قاطعهم صوت كمال الذي لاحظ همسهم يقول:

-بتترغوا تقولوا ايه..يالا انا ميت من الجوع

-صح يالا خلص أكل عشان تروح تطلع جدك من المستشفى .

-نعم يا حبيبي؟؟هو خلاص مافيش دم؟! أنا لسه جاي من السفر.

-جاي على جمل يعني يا كمال ماتنشف كده في ايه؟ أنا لازم اروح الشغل لبابا دلوقتي حالاً.


زفر بتعب والقى الشوكه من يده وهو يتذكر ما ينتظره هناك لينظر يميناً ناحية لونا ويشعر بالضيق الشديد، فجعدت مابين حاجبيها بإستغراب من نظراته لها هي بالفعل محتارة في شخصيته بينما ماهر قد أشاح بعيناه بعيداً يفكر هل سيستطيع إيجاد حيله يتهرب من خلالها من تلك الزيجة؟


وقف من مكانه مقرراً عدم التأخر سيذهب لهناك سريعاً يواجه ربما إستطاع تغيير مجرى الأمور فقال:

-أنا لازم أتحرك دلوقتي…يالا يا كمال 

-و ورق العنب؟! قووم يا كمال.

-أوووف.

تحرك كمال ناحية السيارة وكذلك ماهر لكن لونا أوقفته مناديه:

-ماهر…إستنى.


ألتف ينتظرها و هو ينظر عليها مستغرباً تصرفها يراها تهل عليه مسرعه ليبتسم داخله ويسأل لما لا يتلقفها داخل أحضانه يغمرها فيها يفرح ويستمتع بها؟

فيما تقدمت لونا منه فسأل:

-في حاجة يا لونا؟


لتتحدث بإستكانة قررت تجربتها تنتطق بتهذيب:

-يا ماهر انا كلمتك عن بابا وقولت لي مش وقته بس الوقت بيعدي والوضع مش بيتغير ياريت يا ماهر تتصرفلي في الموضوع ده عشان خاطر بابا حتى أعتبره شخص بتعطف عليه لو انا يعني ماليش خاطر عندك.

ليبتسم بعذوبه ويجيب:

-بس يا عبيطة…أنتي خاطرك غالي عندي قوي يالونا.

-هااااااا؟!!

اتسعت إبتسامته من فرحتها ليضيف:

-لما أرجع النهاردة هجيب لك معايا خبر حلو…إستنيتي..أوعي تنامي.

-هستناك أكيد.


كان يود ان يقبلها حتى لو من خدها لكن چنا تجلس قريبة وستراهم لذا كبت رغبته وغادر بها تاركاً لونا خلفه تردد بجنون:

-ده وافق عادي!! ده طلع الدكتورة دي عندها حق بقا…


صفقت بيديها مهللة:

-بركاتك يا دكتورة سارة.

ثم هرولت تصعد لغرفتها تفتح جهازها المحمول تتابع فيديوهات ونصائح أخرى لنفس الدكتورة 


فتحت الفيديو التالي وقد كان مقاداه كيف تستغل الصوت والنظرات والجمال في إغواء من يقابلها وتريد تطلب منه تعلمها كيف تستغل ذلك الجمال الذي لطالما كان نقمة عليها وصوتها الرقيق والدلع المنبعث من عيناها دون أدنى مجهود.

تتذكر كم قمعت من المجتمع وكانت مرفوضه من الكثيرين فكيف لمجتمع يطلب من البنت ان تسترجل في كل الأوضاع وتصبح خشنه كي لا يتم التحرش بها بدلاً من تربية ذكر البطريق الذي أنجبوه لا…يحملون شهواته على عاتق فتاة قد خلقها الله وأنزل معها حفنة من الدلال والدلع.


فكانت لونا ضحية نساء مقهورات تربين على أن الصوت المتسهوك لابد وان يحارب او ينبذ فإما أن تتغير تلك الفتاة ويخشوشن صوتها كالرجال وإلا نعتوها بقلة الأدب والحياء.


أخذت نفس عميييق تضع الهاتف جانباً تسأل نفسها تلومها كيف تركت نفسها لسنوات تحت تأثير مجتمع كهذا وكيف كانت تأخذ صورة عن نفسها من رؤيتهم لها .


إرتخت في جلستها مهمهمة بتلذذ فتهمس وهي تبتسم:

-اااه لو وافق ..هزود العيار حبتين وأخليه يجيب لي شغل.


سرحت متأملة:

-أه لو أمن شغل كويس وبيت بعيد عن عمي…ياسلام تبقى الدنيا ضحكت لك يابت يالونا.


___________سوما العربي_________


دلف لمكتب والده بخطى واثقه بعدما فكر كثيراً في طريقه للخروج الأمن لكن ما أن دلف حتى تفاجأ بوالده يقول بحبور:

-أهو العريس جه أهو


بهت وجهه..هل فاتحه مباشرة بالفعل وبات هو العريس؟!


تقدم بخطوات متثاقلة يردد:

-مساء الخير 

ليرد والده والرجل الأخر:

-مساء النور يا حبيبي…تعالى سلم على حماك..إبسط يا سيدي كلمتهولك و وافق وهيعمل الخطوبه قبل لونشنج المشروع الجديد ايه رأيك..عشان تبطل تلح عليا.


لتغاضى عن النظر لأبنه المحترق وينظر للرجل الذي يجلس أمامه يرتدي بذله غاليه يبتسم وهو يدخنّ سيجارة فيكمل:

-مش عايز أقولك يا عبد الرحيم بيه هاريني زن…واضح إن الأنسه جميلة مطيرة النوم من عينه.


صوت قهقهات عاليه مستفزه صدحت في أذنه جعلته الأن فقط يدرك بل ويشعر بما حدث مع عمته رحيل منذ خمس وعشرون عاماً واذا كان هو رجل واقوى منها يقف الأن يشعر بالقهر ملازم لقلة الحيلة فما بالك بها.


________سوما العربي________

تأخر ميعاد خروج الجد فقرر العودة للبيت لتبديل ملابسه ثم اللحاق به هو كمال بالمشفى.


دلف للبيت بتعب شديد وأقدام متثاقله وكالعادة قد خلع عنه معطفه يحمله بيد واحدة على كتفه يتذكر ما فعله والده وذلك الجدال العقيم الذي لم يثمر بشيء معه فقد كان مصمم على ما يراه من مصالح كثيرة ستجنيها تلك الزيجه.


يتقدم وهو يهز رأسه بحزن شديد يسأل ماذا عنه وما يريد؟! ماذا عن لونا التي هي مايريد.


بينما كانت أفكاره تتلاعب به مثل الكره وقف في منتصف الردهة وقد تخشب جسده بعدما أتاه صوتها الغموي من خلفه يناديه:

-ماهر.

فالتف ببطء شديد ليصدم ويسقط معطفه من يده بعدما التف لها ورأى هيئتها كيف تنتظره……

يتبع 


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺


قارئاتي وقمراتي وقرائي الغاليين بعد ما تخلصوا القراءه هتلاقوا الروايات الجديده والحصريه إللي هتستعموا بيها من هنا 👇 ❤️ 👇 💙 👇 ❤️ 👇 




🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺


إرسال تعليق

أحدث أقدم