رواية لعنة العشق الاسود مقدمه والفصل الأول بقلم الكاتبه ساره على حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية لعنة العشق الاسود مقدمه والفصل الأول بقلم الكاتبه ساره على حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
شعرك اللي فرحانه بيه ده هقصهولك...."
قالها وهو يجذبها من شعرها مرتقيا بها درجات السلم متجها نحو غرفته ...
دفعها الى داخل الغرفة غير آبه بصراخها واغلق الباب جيدا بالمفتاح قبل ان يتجه الى الحمام ويحمل المقص ويعود به اليها ...
هزت رأسها نفيا وهي تتراجع الى الخلف حتى ارتطم جسدها بالجدار خلفها ...
" لااااا ......."
صرخت بقوة وهي تشعر به يجذبها مرة اخرى من شعرها ويبدأ بقصه بالمقص ...
كان يقصه بلا وعي حيث الغضب يملأ قلبه وكيانه ....
بينما هي تحاول دفعه وضربه لكن بلا فائدة ...
توقف اخيرا عما يفعله ورماها ارضا ...
لتنهض من مكانها وتتجه نحو المرأة فتنصدم بشعرها الذي سقط بالكامل ولم يتبقَ منه سوى خصلات قصيرة للغاية بالكاد تغطي رأسها من اعلى ....
اتجهت ببصرها نحوه لتجده يناظرها بتحدي ....
منحته ابتسامة خائبة وهي تفكر بأنه انتصر عليها ...
نجح في كسر شوكتها ...
رغم كل ما فعلت انتصر هو ..
وعلى حين غرة حملت المقص واتجهت به نحو صدرها
بِسْم الله الرحمن الرحيم ...
البداية ...
ليلة شتوية باردة للغاية تشبه ليالي هذا الشتاء ذو البرد القارص ...
فيلا راقية وضخمة مظلمة بالكامل بإستثناء غرفة واحدة ينبعث منها ضوء خافت للغاية ...
في الداخل نجد جسدين عاريين لرجل وإمرأة يمارسان الفحشاء على السرير ...
لا يشعران بأي شيء حوليهما ... تسيطر عليهما نشوة اللذة المحرمة ...
وفِي الخارج تقف امام الفيلا سيارة سوداءعالية مصفحة .... يهبط صاحبها منها ويتبعه رجاله ...
بإشارة واحدة توقف الجميع متراجعين الى الخلف بينما تحرك هو متجها الى داخل الفيلا و إلى تلك الغرفة تحديدا ...
اقتحم الفيلا الخالية من أي شخص عداهما واتجه الى الطابق العلوي وتحديدا الى الغرفة التي يسطع منها الضوء ....
وقف أمام باب الغرفة وأخذ يستمع لصوت لهاثيهما فأخذ يعتصر قبضة يده بقوة قبل أن يقتحم الغرفة عليهما ....
في نفس اللحظة فتح الضوء لينتفض الاثنان رعبا في مكانيهما ...
حاولت المرأة أن تتحدث لكنه سبقها وهو يوجه فوهة مسدسه نحوها ويطلق رصاصته اتجاه قلبها ثم تبعها برصاصة اخرى اتجاه قلب عشيقها ...
اتجه تحريمها وتأكد من كونيهما لفظا أخر أنفاسيهما...
ثم ما لبث أن اخرج هاتفه من جيبه واتصل بالشرطة قائلا :
" معاك مالك الصياد ... عاوز ابلغ عن جريمة شرف وخيانة في الفيلا بتاعتي .... "
***
تتحرك بعشوائية داخل غرفة نومها وهي تراجع مادة إمتحان الغد للمرة التي لا تعلم عددها …
متوترة كعادتها ليلة كل إمتحان رغم إنها من الأوائل على دفعتها على مدار الثلاث سنوات السابقة ..
جلست فوق سريرها بملامح مرهقة ..
تشعر بثقل غير مفهوم يحاوط روحها …
ثمة شيء غريب يبعث بروحها الرهبة ….
سحبت هاتفها تحاول الإتصال بخطيبها فهو وحده من يستطيع التخفيف عنها لكنه لم يجبها على غير العادة …
نهضت من مكانها مجددا تتحرك بتوتر وهذا الشعور الغريب يثقل روحها تعبا وهمّا …
عادت تسحب كتابها تحاول أن تنشغل به عندما صدح صوت صراخ غير مفهوم …
إندفعت خارج المكان بقدمين حافيتين وخصلات متطايرة تصيح بوالديها الذين يرتفع صراخهما أكثر :-
" ماما …"
إلتفتت والدتها نحوها بملامح مرتجفة تهمس بصعوبة وعقلها يرفض تصديق الخبر الذي وصل إليهما :-
" أختك .. أختك يا مرام …"
وما سمعته بعدها جعلتها تسقط بقدميها على الأرضية بعينين متسعتين وملامح فجعة …..!
الفصل الاول ...
بعد مرور سنوات ..
أمام المرآة يقف مالك يعدل من ربطة عنقه حينما دلفت والدته الى الداخل وهي تبتسم بحبور ...
اقتربت منه ووضعت كف يدها على كتفه ليلتفت نحوها ويحمل كفها ويقبله قبل أن يهتف بها :
" جيالي بنفسك يا سوزان هانم ...."
" طبعا يا حبيبي ... مش النهاردة فرح ابني الصغير .. انا فرحانة اوي يا مالك ... "
ابتسم لها ابتسامة لم تصل الى عينيه وقد عادت الذكريات السيئة تسيطر على عقله ...
ذكريات متعلقة بماضي ما زال حاضرا داخله وإن أظهر عكس ذلك …
طرد هذه الأفكار من رأسه وعاد بتركيزه ناحية والدته التي قالت بدورها :
" عقبالك يا حبيبي ...."
رد عليها بنبرة مقتضبة :
" لسه بدري ...."
إختفت ابتسامة والدته وهي تقول بلهجة حزينة :
" نفسي اطمن عليك يا مالك ... نفسي اشوفك متجوز وعايش مرتاح مع زوجة تحبها وتحبك ... "
لم يعلق على حديثها بل اتجه نحو الشماعة وحمل سترته من عليها و إرتداها ثم عاد لوالدته وقال مغيرا الموضوع :
" مش يلا بينا ... هنتأخر على المعازيم ...."
" يلا بينا ..."
تأبطت والدته ذراعه وسار الاثنان متجهان الى قاعة الحفل ...
..........................................................................
وقفت منى أمام المرأة تتطلع الى فستان زفافها الضخم بملامح شاردة ... لا تصدق بأنها ستزف اليوم الى حبيبها بعد سنين طويلة عانت فيها الحب من طرف واحد ...
نعم فقد أحبته منذ أول يوم رأته فيه في الجامعة حينما كانت في سنتها الاولى وهو كذلك كان معها في نفس القسم ... لكنه كان مرتبط بإبنة عمه ... ما زالت تتذكر معاناتها وحسراتها على قلبها الذي ظل يعاني مرارة الحب ...
الان لقد انتهى كل شيء ... انتهت آلامها وأحزانها ... فمصطفى بات لها ... وحدها ... يحبها ويريدها وسينالها ...
لقد أخلصت له لسنوات عديدة واستحقت حبه وإخلاصه ...
أفاقت من شرودها على صوت والدتها تسألها :
" موني حبيبتي .... روحتي فين ...؟!"
التفتت نحو والدتها وقالت بينما الدموع تكونت داخل مقلتيها :
" بفكر كنت فين وبقيت فين ...."
" بتعيطي يا منى ..."
" دي دموع الفرح ... انا بس فرحانة اووي ... فرحانة اكتر من أي شيء ..."
ربتت والدتها على وجنتها وقالت بحب :
" تستاهلي الفرحة دي يا حبيبتي ..."
ثم التفتت نحو ابنتها الكبرى وقالت :
" يلا يا سهيلة اسبقينا انتي واحنه هنلحقك على طول ..."
" حاضر يا ماما ..."
قالتها سهيلة وهي تخرج من غرفة شقيقتها وتتجه الى الطابق السفلي حيث يوجد هناك والدها الذي ينتظرهم ليقلهم الى مكان قاعة الحفل ...
...................................................................
في مكان اخر وتحديدا في مطار القاهرة الدولي ...
تقدمت فتاة جميلة للغاية ترتدي فستان اسود طويل ذو حمالات رفيعة ... فستان اختارته خصيصا لهذا اليوم .... كانت تسير بجانبها امرأة كبيرة في السن حيث اتجهت الاثنتان الى خارج المطار وتحديدا الى سيارة سوداء عالية تنتظرهم ...
ركبتا الاثنتان في السيارة ليلتفت السائق نحويهما ويهتف بوجه سعيد :
" حمد لله على سلامتك يا خالتي ... حمد لله على سلامتك يا مرام ..."
ابتسمت الخالة له ولم تنطق بحرف بينما ردت مرام عليه بإبتسامة مقتضبة :
" الله يسلمك يا عمرو .... "
" ماما مستنياكم فالبيت ..."
قالها الشاب الاخر والذي يدعى مازن لتهتف مرام بسرعة :
" انا مش هروح البيت .... "
" امال هتروحي فين ...؟!"
سألها عمرو بحيرة لترد عليه :
" هروح الفندق اللي فيه حفلة جواز مصطفى ....."
تبادل الشابان النظرات قبل أن يهتف مازن بها :
" ملوش لزمة انك تروحي هناك يا مرام.."
لكنها ردت بحزم وإباء :
" لازم اروح هناك يا مازن واشوفهم ..."
هنا تدخلت الأم التي قالت بنبرة متلكأة :
" م ل و ش ل ز و م ت ر و حي ه ن ا ك .... م ش عا و زة م ش ا ك ل...."
( ملوش لزوم تروحي هناك … مش عاوزة مشاكل ..)
ربتت مرام على وجنتها وقالت بلطف :
" متقلقيش يا ماما ... انا مش رايحة اعمل مشاكل ... انا رايحة أبارك لإبن عمي جوازه ....."
ثم عادت ونظرت الى عمرو وقالت بإصرار :
" خدني على الفندق يا عمرو وبعدين خد ماما وروحوا لبيتكم .."
.......................................................................
في احد اشهر الفنادق في البلاد ...
وقف مالك يستقبل المدعوين بجانب عمه ووالدته ... تقدمت ابنة عمه ميرهان منه وسحبته من مكانه متجهة به الى احد أركان الحفلة بينما هو يتأفف بضيق ويهتف بها من بين أسنانه :
" فيه ايه يا ميرهان ...؟! بتجريني وراكي كده ليه ....؟!"
وقفت أمامه وقالت بلهجة غاضبة :
" انت اللي فيه ايه يا مالك ...؟! بتتجاهلني ليه ...؟!"
عقد ذراعيه أمام صدره وقال :
" بتجاهلك ازاي ....؟!"
تشنجت ملامحها كليا وهي تقول بصوت حزين :
" مالك ... انت عارف اني بحبك ... ملوش داعي تتصرف معايا بالشكل ده ...."
تنهد بصوت عالي وقال :
" اظن مش ده الوقت المناسب للكلام ده يا ميرهان .... صح ولا انا غلطان..؟!"
اومأت برأسها ثم قالت مبررة لنفسها ما تفعله :
" اعمل ايه ...؟! مانت عارف اني بدايق اوي لما بلاقيك بتتجاهلني ...."
رفع بصره الى الاعلى بنفاذ صبر ثم قال منهيا الحوار :
" انا لازم اروح استقبل الضيوف ... مينفعش اسيب ماما لوحدها ... عن إذنك ..."
ثم تركها وعاد نحو والدته حينما كاد ان يصطدم بأحداهن ليتراجع الى الخلف في اللحظة الاخيرة وهو يهتف بذهول :
" سهيلة....!!"
ابتسمت سهيلة بخجل وقالت :
" اهلا يا سهيلة ... ازيك ...؟!"
أجابها مذهولا من التغيير الذي طرأ على شكلها بعدما ارتدت فستانا أنيقا ووضعت المكياج الذي ابرز جمالها :
" كويس .... انتي عاملة ايه ...؟!"
أجابته على استيحاء :
" كويسة الحمدُ لله ...."
" عن إذنك اروح اشوف منى ومصطفى واطمن إنهم جاهزين ..."
" اتفضلي .."
قالها فاسحا لها الطريق ثم اتجه نحو والدته وهو ما زال يفكر بسهيلة وتغييرها الملحوظ ...
.................................................................
ولج العروسان الى قاعة الحفل وسط نظرات جميع المدعوين وتصفيقهم ...
جلس العروسان في المكان المخصص لهما بينما اشتعلت الأغاني في ارجاء قاعة الحفل وانشغل بعض المدعوين بالرقص والبعض الاخر في الحديث والترحيب ببعض ...
انزوى مالك في أحد أركان قاعة الحفل وأخذ يدخن سيجارته وهو يتابع ما يحدث بلا مبالاة ...
عادت له ذكرى حفل زفافه من تلك المرأة التي خانته وطعنته في شرفه ... كيف تزوجها وكيف مثلت عليه الحب والغرام ثم خانته؟! ...
توقف عن أفكاره تلك وهو يلمح إحداهن تدلف الى الحفل وهي ترتدي فستان اسود طويل ومغري ...
لم يستطع أن يرى ملامح وجهها لكنه يقسم أنها جميلة للغاية ...
كانت جذابة للغاية بل خطفت أنظار الموجودين بفستانها الأنيق وجسدها الممشوق …
لاحظ تغير ملامح والدته وذهول شقيقه وعروسه في نفس الوقت الذي وقفت به تلك الفتاة أماميهما ليتقدم نحويهما بسرعة ويصل إليها فتلتفت له الفتاة قائلة بإبتسامة واثقة وكأنها علمت بمجيئه :
" ازيك يا مالك ...؟!"
ليردّد هو بذهول :
" مرام ...!"
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺