رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق) الحلقه الحاديه والعشرون والثانيه والعشرون والثالثه والعشرون بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق) الحلقه الحاديه والعشرون والثانيه والعشرون والثالثه والعشرون بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
ابتسمت لمزاحه ومرحه وبدأت تتعامل مع الحاسوب بقلق وتوتر وحاول هو أن يجعلها تطمئن أكثر من ذلك ، مضى بعض الوقت وهو يوجهها ويشرح بعض بدايات التعامل مع هذا الجهاز
تنهدت بضيق وهي تنظر له وقالت بعبوس :-
_ اظاهر مافيش فايدة ، انا مش حاسة إني فاشلة
سارع هو باعتراض واوضح قائلًا:-
_ احنا لسه بنقول بسم الله ، انتي لحقتي تيأسي !!
اجابت بتقطيبة وقد رفعت يدها عن ازرار الحاسوب :-
_ بقالنا ساعة وانت شرحت حاجات كتير وبحس اني فهمتها بس لما باجي اطبق بفشل رغم إنك بتجربها قدامي الأول !!
ابتسم بهدوء وقال :-
_ ماتستعجليش هتتعلمي كل حاجة وكل شيء بياخد وقته
ثم تابع بمكر :-
_ وبعدين انا مش مستعجل حتى لو هنفضل كدا للسنة الجاية
صوبت نظرتها على الحاسوب مجددًا وتجنبت نظرته المعترفة التي اربكتها ثم نهضت وقالت بتساؤل:-
_ بقولك إيه تشرب قهوة ؟ 😕
اشاج وجهه عنها وهو يكتم طيف بسمة كادت ان تتسع من طفوليتها الظاهرة ثم قال بلهفة :-
_ يااااااريت بجد
استدارت ليالي وخرجت من المكتب إلى غرفة الكافيتريا وبدأت بأعداد فنجان قهوة "مضبوطة " صادف إنه يحبها هكذا .....
عادت بعد دقائق إلى المكتب ووضعت الفنجان أمامه ثم جلست في مقعدها ونظرت للحاسوب بكره مما جعل ابتسامة عمر تتسع وهو يرتشف من قهوته بعض القطرات وقال بمرح :-
_ انا لو مكان اللاب وبتبصيلي كدا هكره نفسي 😂
اجابت بمقت حانق :-
_ هتشرح حاجة تاني ولا كفاية كدا النهاردة ولا إيه ؟
نظر لها برقة ثم اجاب بلطف :-
_ كفاية كدا النهاردة عشان ما تتلغبطيش ، خلي اللاب معاكي واقعدي طبقي كل شوية لحد ما تتعلمي ، التكرار بيعلم الشطار
اجابت بقلق :-
_ هي هايدي عارفة إني هشتغل هنا ؟
ردّ عمر بتأكيد :-
_ اكيد تامر قالها بعد ما خرج من هنا ، انتي ما تعرفيش إنها خطيبته ولا إيه ؟
اجابت ليالي بهدوء وقالت :-
_ اه عارفة ، بس عشان ما تسألش على مكاني وكدا
طمئنها عمر وقال :-
_ ما تقلقيش من أي حاجة ، انا عارف بعمل إيه ،وعلى فكرة لو فضلتي مع هايدي عمرك ماكنتش هتتعلمي ولو قعدتي ١٠سنين
هزت رأسها بموافقة :-
_ ايوة فعلا ، مش عارفة ليه بتعاملني كدا ؟!
نهض عمر واقترب من نافذة مكتبه وقال :-
_ نادراً لما تلاقي حد يساعدك من غير مقابل ، عشان كدا لازم تساعدي نفسك
نظرت له خلسة ثم وجهت نظرتها لاتجاه آخر وقالت :-
_ طب وانت بتساعدني ليه ؟
سرحت عيناه وطافت الابتسامة على محياه وهو يقول :-
_ لسه ماعرفتيش !!
واستدار ليراها وقد امتقع لونها من الخجل عقب جملته الآخيرة وتابع :-
_ مع الوقت هتعرفي كل شيء لوحدك ، انا مستني الوقت المناسب بس ، اصلك بصراحة صغيرة أووي 😄
مطت فمها بتذمر واخذت اللاب توب وابتعدت لطاولة بعيدة عن مكتبه خاصة بدراسة التصميمات وتظاهرت بالاندماج في العمل ولكن ذهنها مشتت تمامًا في كلماته ، راقبها من بعيد بنظرة متسلية وتابع عمله هو ايضاً .
************************
عاد تامر إلى مكتبه وهو يستشيط من الغيظ ، ضرب على مكتبه بقوة وقال بشر :-
_ انا سكت كتير بس مش هسكت اكتر من كدا
التقط هاتفه وضغط على رقم هشام ، اجاب الآخر بتأفف
_ خير ؟
تحدث تامر بغيظ وانفعال وقال :-
_ انت عمال تقولي كله تمام تمام والبت اياها جت اشتغلت عند اخوك في الشركة وشكلها هتسيطر
اجاب هشام بذهول وقال بغضب:-
_ اشتغلت في الشركة ازاي يعني ؟! ومن امتى الكلام ده ولا هي اشتغلت فجأة ؟!
تلعثم تامر في الاجابة ثم قال بمكر :-
_ انا ما رضيتش اقولك عشان عارف إنك متهور وهيبان إني انا اللي قولتلك وهتخلي شكلي وحش قدام اخوك لكن البت دي يتخاف منها
هتف هشام بعصبية :-
_ أول مرة احس إنك غبي يا تامر ، لكن إزاي اشتغلت وهي ...
اجاب تامر سريعا :-
_ قصدك عشان موضوع الحمل يعني ، طب وايه يعني ! ،وبعدين هايدي قالتلي إنها كانت بتصدع وبتدوخ وهي بتشتغل كتير ، انا متأكد إن في دماغها حاجة
صاح هشام بغضب وهو يطرق على حافة مقعد أمامه وقال :-
_ بنت ال ....، بس انا هخليها تتحايل عليا عشان ارضى اتجوزها ، هي فاكرة انها ذكية ،خلينا نشوف مين اذكى من التاني
اغلق الهاتف بغضب وهو يتوعد لأمل بالشر ، اما تامر جلس على مكتبه وهو يبتسم بشماته وقال :-
_ انا اسف على اللي هيحصلك ،بس انتي اللي جبتيه لنفسك
**********************
شعرت أمل بالقيء واسرعت إلى المرحاض وبعد دقائق كانت تخرج وهي تلهث من التعب ، اخذت منشفة ملقاة على الاريكة وجففت وجهها ثم ذهبت الى غرفتها واخرجت الدواء الذي بحثت عنه كثيرا حتى وجدته في أحد الصيدليات في نفس الليلة التي تم سرقة حقيبة النقود بها ، اخذت قرص من الدواء وارتشفت قليلا من كوب الماء ثم جلست على الفراش ولمعت عينيها بدموع الندم وقالت :-
_ لو الزمن يرجع بيا تاني كام شهر بس ، انا غلطت غلط كبير ومش عارفة اسامح نفسي ، يارب انقذني يارب من اللي انا فيه
سمعت صوت الهاتف فجأة ، تحركت لتأخذه من على كمود صغير بجانب سريرها وارتعشت عندما رأت رقم هشام هو المتصل
اجابت بخوف :-
_ الو ؟
رد عليها بعنف :-
_ ورحمة ابويا لعرفك مين هو هشام كامل الشريف ، بتلعبي من ورايا وفاكرة نفسك شاطرة ، انا عارف انتي فين دلوقتي ولو كنت سايبك فأنا سايبك بمزاجي ، وخليكي فاكرة انا ممكن اعمل أي حاجة وعشان كدا هنصحك للمرة الآخيرة ..ابعدي عني
انتفضت من الخوف وقالت وهي تتظاهر ببعض القوة حتى لا يستغل ضعفها :-
_ انت بتزعقلي كدا ليه مش كفاية اللي عملته وسرقت فلوسنا يا حرااامي ، وهو ايه اللي عارف انا فين !!! ، هو انا شكلك وزيك بروح اماكن مشبوهة ولا فاكرني ما اعرفش ، انا لو قررت اعمل حاجة هعمل كتير يا هشام بس انا بقى اللي هنصحك للمرة الآخيرة .. صلح غلطتك لأن لو ما عملتش كدا بمزاجك هتعمله غصب عنك وانا عمري ما هموت ابني بأيدي
ضحك بقهقة ساخرة ثم تحدث بشر :-
_ غصب عني !!! ، قصدك يعني على عمر ، طب انا هقولك حاجة وخليكي فاكراها كويس ، انا لو ابويا نفسه عايش مش هيقدر يجبرني اعمل حاجة ، وعندي مفاجآة صغيورة كدا ليكي ، عشان تبقي تخططي كويس بس مش هقولك عليها دلوقتي انا سايبها للآخر خالص
اغلق الهاتف في وجهها وعيناه تقدح شررا ...
تعالى صوت انفاسها المتسارعة من شدة الخوف من الآتي ومن المجهول واحتارت برعب من حديثه ، ماذا يخبئ لها كي يتحدث بقوة هكذا وصوته ينبئ بالشر .......
***********************
انتهى دوام عمل اليوم وعادت ليالي إلى منزلها لترى أمل في حالة لا يرثى لها من المرض وحرارتها عالية ، اقتربت ليالي بخوف وقالت :-
_ هروح اجيب دكتور حالا ماتقلقيش
منعتها أمل وشدت على معصم يدها وقالت :-
_ لأ ، مافيش داعي اعمليلي أي حاجة سخنة اشربها وهبقى كويسة ، هفوق بسرعة ما تقلقيش
نظرت لها ليالي بترقب وتمعن وقالت :-
_ ما اقلقش ازاي !! ده انتي عنيكي شبه الدم زي ما تكوني بقالك اسبوع بتعيطي ، انا لازم اجيبك دكتور عشان اطمن
صممت أمل بعصبية وقالت :-
_ حرام عليكي بقى ، اسمعي كلامي بقولك ، ماتجبيش حد انا هبقى كويسة واعملي بس زي ما قولتلك وكلها ساعة زمن وهبقى زي الحصان وهتشوفي ..
نهضت ليالي من جانبها ودلفت الى المطبخ لتعد شراب ساخن وعادت مرة أخرى إلى غرفة شقيقتها وناولتها كوب الشراب ...
اعتدلت أمل في جلستها واخذت منها الكوب وبدأت ترتشف قطؤاته ببطء ونظرة شاردة ...
راقبتها ليالي بريبة وقالت بقلق وهي تجلس بجانبها مرة أخرى :-
_ نفسي أعرف فيكي إيه ؟ يوم تبقي كويسة وبعدها ترجعي تاني للحالة دي
ثم تابعت بألم :-
_ أمل ، الحزن مش معناه اننا نضيع حياتنا بالطريقة دي ، انا محتاجاكي جانبي أووي بالذات في اللي جاي
تأملت أنل في وجه ليالي لفترة ودموعها تنزف بغزارة ثم وضعت الكوب جانبا وضمت شقيقتها وسمحت للبكاء أن يعلو وقالت بتمتمة:-
_ هقوي وهقف على رجلي تاني وهبقى جانبك ، اوعي تخافي يا ليالي ، انا مش عارفة اسامح نفسي على اللي عملته معاكي بعد ابويا ما مات بس القهر اللي ساكن قلبي خلاني اعمل كدا بس انا مش كدا والله العظيم ما كدا 💔
بعدت ليالي قليلا وسكن وجه شقيقتها بين يدها وقبلت جبينها بقوة ثم قالت بمحبة :-
_ وانا مش زعلانة منك ولا عمري هزعل منك ،انا ماليش غيرك يا عبيطة ، وعمري ما هنسى يا امل حنيتك عليا بعد امي ما ماتت طول السنين اللي عدت ، يبقى هزعل منك على شوية كلام قولتيه ساعة شيطان دنا ابقى قليلة الأصل حتى !
ضمتها أمل بقوة ثم تظاهرت ببعض المرح وهي تجفف عينيها بأصابع يدها وقالت :-
_ هنفضل نعيط كدا ومش هنتعشى !
ابتسمت ليالي وقالت :-
_ هروح احضر العشا ثواني واكون عندك
اسرعت ليالي وهي تمسح وجهها من الدموع ، واخذت أمل تنهيدة طويلة ثم قالت وقد استجمعت بعض قوتها :-
_ انا مش هخاف منك يا هشام ، انا لازم اقوم واقوى وادافع عن ابني واقف جنب اختي اللي بتموت دي ، وهتشوف
رتبت ليالي صينية الطعام ودلفت الى غرفة شقيقتها وهي تبتسم بمحبة ووضعت الطعام أمامها ثم بدأت في اطعامها بمشاكسة
*************************
في صباح اليوم التالي
عند وصول ليالي الى الشركة دلفت إلى المبنى والقت على هايدي نظرة منتصرة وقوية وبادلتها الآخرى بنظرة مغتاظة وحقودة .....
دخلت المصعد وهي مرتابه منه وضغطت على أحد الازار وتحرك المصعد للآعلى ⏫
فتح الباب اتوماتيكاً عند الطابق الاداري وخرجت منه واستندت على الحائط من شدة الدوار حتى اغمضت عينيها لثواني واخرجها عنوة صوت عمر وهو يقول بقلق :-
_ ليالي ؟ ماالك في إيه ؟
فتحت جفن عينيها وقالت متفاجئة بوجوده :-
_ لأ اصلي دوخت شوية من الاسانسير وعشان كدا وقفت على ما الدوخة دي تروح
راقب ملامحها وقال بنبرة قلقة :-
_ هتقلقيني عليكي كدا ، لو تحبي تروحي وترتاحي هوصلك بنفسي
رفضت ليالي وقالت وهي تتحرك وتتجه للمكتب :-
_ ما تكبرش الموضوع دي دوخة بسيطة من الاسانسير مش حاجة كبيرة يعني
ابتسم بأطمئنان وقال :-
_ طب يلا عشان نشتغل بس هعفيكي لمدة ساعتين من الشغل على ما تستريحي واكون خلصت شغلي وفضيت
تعجبت ليالي وقالت :-
_ بس اللي اعرفه إنك المفروض تروح لموقع النهاردة عشان تتابع الشغل هناك !
تذكر هذا الميعاد بضيق ثم اجاب :-
_ مش هروح وانتي وكدا ،هبعت حد بدالي
نظرت له بعبوس وقالت باعتراض :-
_ لا ،منا مش جاية عشان اعطلك عن شغلك لو كدا مش هاجي تاني
رمقها بغيظ وقال :-
_ تصدقي انا غلطان اني خايف عليكي 😣
ودخل الى مكتبه وتركها ، ضيقت عينيها بغيظ ودخلت خلفه المكتب وقالت وتظاهرت ببعض التعب :-
_ في حد يزعق لحد وشايفه تعبان ودايخ كدا ، انا زعلانة اوي😢
اجابها بحنق :-
_ ما انتي اللي عصبتيني وده كله عشان خايف عليكي !!
تظاهرت هذه المرة بالبكاء وقالت :-
_ بيزعق تااااني 😢💔
بقى هي الدنيا كدا ،بقى هي الناس كدا 😢
قال باستغراب مع الندم :- خلاص بقى بطلي عياط 😒
قالت وهي تأخذ منديل من حقيبتها وغطت به ابتسامتها المكبوته :-
_ منا قولتلك قبل كدا لما حد بيزعقلي بزعل وبعيط وبتعب وبدوخ ..اه 😩😂😝
تنهد بعنق ثم تأسف :-
_ خلاص انا اسف ما تزعليش 😞
اجابت مسرعة :-
_ مش قادرة اسامحك 😥
رد عمر بدهشة :-ايه 😃
عدلت من اجابتها وقالت :-
_ سيبني دلوقتي على ما اهدى
عمر بضيق :- هروح الموقع دلوقتي 😣
اجابت ليالي وتعالت رعشة يدها وبدا الآمر وكأنه حقيقة وقالت :-
_ روح ، ما كله رايح 😖
ضيق عينيه بتذمر وزم شفتيه بغيظ وخرج من المكتب حتى اكلقت هي لضحكتها العنان 😂
*********************
بعد مرور أكثر من ساعتين
ترجلت من سيارتها الفاخرة ودخلت إلى نقر الشركة لتتسع عين هايدي
واسرعت اليها محتضنة اياها بقوة وقالت :-
_ وحشتيني مووووت بقى كدا ؟! ، قافلة فونك وجتلك قالولي انك مسافرة ومش عرفت اوصلك خالص
اجابت ريهام وقالت :-
_ معلش ، بس خلاص انا هنا وواقفة قدامك كمان
ابتسمت هايدي وقالت :-
_ طب يلا بقى احكيلي عملتي ايه في الاجازة ؟
ردت ريهام وقالت:-
_ هقولك بس هروح مكتبي وهعدي على عمر الأول
ثم تركت هايدي واسرعت إلى المصعد دون أن تلتفت لاجابة هايدي عليها بعدم وجود عمر في مكتبه ......
*************************
انتابها صداع شديد بعد أن جلست امام الحاسوب لفترة طويلة ورغما عنها اشتاقت لرؤيته حتى تفاجئت بالذي دخلت المكتب بدون حتى استأذان وبشكل مفاجيء ....
نظرت ريهام لليالي بدهشة وقالت :-
_ انتي بتعملي إيه هنا ؟ انا فكراكي ،انتي بنت عم جمال صح ؟
***********************
ايوة بقى ريهام اخيرا جيتي وهترحمينا 😂😂
الحلقة الثانية والعشرون ..ليالي (الوجه الآخر للعاشق )
نظرت ريهام لليالي بدهشة وقالت :-
_ انتي بتعملي إيه هنا ؟انا فكراكي،انتي بنت عم جمال صح ؟
نظرت ليالي في وجهها بتمعن وتذكرت إنها رأت هذا الوجه من قبل وبعد دقيقة قالت مؤكدة :-
_ ايوة ، الله يرحمه ، انا بردو حاسة اني شوفتك قبل كدا بس مش فاكرة بصراحة
تأملت ريهام لبرهة في وجهها وعلى الفور اتى في ذاكرتها هشام ثم اردفت بهدوء :-
_ انا جيت عزيتك يوم الوفاة مع طنط فريدة والدة عمر ، بس انتي بتعملي ايه هنا ؟
انتقل نظرها للحاسوب المثبت أمام ليالي ثم قالت بشك :-
_ انتي بتشتغلي هنا ؟!
تعجبت ليالي من استفسارها بتصميم هكذا وبنظرات غامضة ثم قالت بموافقة :-
_ اه اشتغلت هنا من فترة مش كبيرة
ضيقت ريهام عينيها باستفسار ثم قالت :-
_ وشغلك هنا ! في مكتب عمر ؟! وعمر موافق ؟!!
استاءت ليالي من اسئلتها المندهشة وكادت أن تجيب حتى اجاب صوت آخر :-
_ ايوة موافق يا ريهام ، في مانع عندك ؟
التفتت الفتاتين لمصدر الصوت ليروا عمر يقف عند مدخل باب المكتب ويداه في جيوب بنطاله ثم القى نظرة قوية على ريهام وكرر جملته :-
_ ايوة موافق ،ايه المشكلة !! ، تقدري تقوليلي ؟
قطبت ريهام حاجبيها وقالت بضيق لهذه العصبية التي تجلجل نبرة صوته :-
_ انا ما قولتش إن في مشكلة يا عمر ، ده مجرد استفسار لأني عارفة إنك مابتعرفش تشتغل وحد جانبك ، واسفة لو ازعجتك
اسرعت إلى الخارج ومرت بجانبه ورمته بنظرة معاتبه ثم دخلت المصعد صعودا إلى مكتبها في الطابق الرابع .
رمقته ليالي وهو يتنهد بضيق وكأنه يعاتب نفسه ثم قالت :-
_ هي دي ريهام ..خطيبتك ؟
هتف بحدة :-
_ اللي كانت خطيبتي يا ليالي ، انا انفعلت عليها من غير سبب واهي زعلت
لمعت دمعة بعينيها ثم قالت بنبرة مرتعشة تهدد بالبكاء :-
_ انا اسفة اني سببت مشكلة من غير ما اعرف ، روح اعتذرلها ولو عايزني انا كمان اعتذرلها ماعنديش مشكلة
اخذت حقيبتها من على المقعد المجاور لها ثم تحركت باتجاه الباب ،
وقف أمام الباب مانعا اياها من الخروج وقال بضيق :-
_ انا ما قولتش إنك السبب وعمري ما هخليكي تعتذري لحد انتي ما غلطيش في حقه ، ماتبقيش دايما متسرعة كدا في رد فعلك
نظرت أمامها وتحاشت النظر إليه ثم قالت :-
_ انا حاسة اني تعبانة وعايزة امشي ، ممكن ؟
ابتعد عن الباب وقال بابتسامة ماكرة :-
_ ممكن طبعا
تعجبت من تساهله وابتسامته واعتقدت إنه ارتاح لذهابها ، تسارعت انفاسها اكثر بدموع مكتومة ثم اسرعت ونزلت على درجات السلم
دخل مكتبه بنفس الابتسامة الماكرة ثم جلس على مقعده
*************************
خرجت من المبنى وهي تبكي واسرعت إلى السيارة التي تنتظرها يوميا لتنقلها إلى منزلها ودخلت السيارة بعصبية حتى تعثرت يدها بصندوق هدايا كبير مغلف بشكل مذهل ومكتوب اسمها عليه ،،
نظرت للصندوق بدهشة عندما لمحت اسمها ، اخذها الفصول لفتح هذا الصندوق ورؤية محتواه ولم تستطع المقاومة .....
فتحته لتتسع عيناها ، دمية كبيرة ترتدي فستان عرس ابيض ومزينة بطريقة مذهلة جعلت الابتسامة تظهر على وجهها الباكي وخمنت من ارسلها ثم لمحت مغلف صغير به ، مدت يدها لتفتحه وقرأت المكتوب
*النص*
كل سنة وانتي طيبة ، انا ماروحتش الموقع ، انا كنت بدور على هدية عشان عيد ميلادك ، انا عرفت التاريخ من الملف بتاعك ، ليالي
مش عايزك تزعلي مني ابدًا ، تعرفي ساعات بحس إنك بنتي ..من دمي ، مش بقدر على زعلك وببقى مخنوق ، في كلام كتير نفسي اقوله بس انتي مش مستعدة ليه في الوقت الحالي ،انا مستني اليوم اللي هقولك فيه كل حاجة بفارغ الصبر بس لو انا غالي عندك زي مانتي اغلى الغالين عندي ، لو مبسوطة من كلامي ده اتصلي بيا دلوقتي ومش مهم تقولي حاجة ، اديني طرف الخيط عشان اتحدى الدنيا كلها بيكي ، اديني اشارة واحدة وانا هفهم ..
عمر ....
ابتسمت وهي تقرأ كلماته وكانت تتسع ابتسامتها كلما قرأت أكثر وقررت إنها ستخبره عن مرضها بمجرد اتصال الطبيب لها بقرب إجراء العملية الجراحية ولكن الآن احتارت ماذا تفعل ...
اخذت هاتفها من حقيبة يدها وارتعشت اناملها وهي تضغط على الرقم حتى تم الاتصال .....
*****************
كان الفكر يأخذه هنا وهناك واختفت ابتسامته مع مرور الوقت وهو ينتظر الاتصال الذي سينهي حيرته ويأخذ اعترافها بشكل غير مباشر ومراعيا لظروفها المؤلمة ولسنها الصغير ،حتى على صوت رنين الهاتف واخذه بسرعة واجاب بابتسامة بدلت ملامحه للنقيض :-
_ليالي
ران صمت لبضع دقائق كادت خلاله أن تنطق ولكن التوتر والخجل كتم صوتها حتى استطاعت بالكاد أن تجيب :-
_ ايوة يا عمر ، الهدية عجبتني اوي
اتسعت ابتسامته اكثر وقال بعد إن اخذ تنهيدة ارتياح طويلة :-
_ حمد الله على السلامة ، انا مش مصدق اللي انا فيه ،حاسس اني بحلم
بخجل وضمت المغلف الصغير اتجاه قلبها والتزمت الصمت حتى سمعت فحيح ابتسامته وقال :-
_ اد كدا مبسوطة ، وبتحضني الجواب 😂😊
اتسعت عينيها بصدمة وقالت بتلعثم :-
_ ها 😨
ضحك بقهقهة عالية وقال بمرح :-
_ انا واقف قدام شباك المكتب وشايفك 😝😂💃
تملكها الغيظ وهي تنظر من نافذة السيارة للاعلى ورأته يضحك وقالت بانفعال :-
_ مش عايزة هديتك تعالى خدهااااااا😭
ضحك أكثر من حديثها وقال بعشق :-
_ خلاص ، دخلتي حياتي ولا يمكن تخرجي منها
بلعت ريقها بخجل وقلت الخط كعادتها عندما تتوتر من حديثه
*************************
بعد أن ارسلت ريهام إلى هايدي لتأتي إلى مكتبها واستفسرت عن بداية مجيء ليالي ،، اجابت هايدي
_ بصراحة يا ريمو كلنا هنا مستغربين ، البنت مابتفهمش في الشغل نهائي وحاولت اعلمها مافيش فايدة ، وكمان عمر بيعاملها بشكل ملفت
امتقع لون ريهام وقالت بدهشة :-
_ ازاي يعني ؟
تابعت هايدي :-
_ يعني لو حد زعلها بيبهدله وبيخاف على زعلها اووووي بشكل اوووفر بس اللي عرفته من تامر إن عم جمال الله يرحمه وصى عمر عليها قبل ما يموت ، يمكن عشان كدا عمر مابيخليش اي حد يكلمها حتى لو غلطت ...
تنهدت ريهام بارتياح وقالت :-
_ خضيتيني يا شيخة ، اكيد ادام الموضوع كدا يبقى عمر بيعمل كدا عشان الوصية ، انا عارفة عمر اد ايه طيب وحنين وشهم
مطت هايدي شفتيها وقالت :-
_ يمكن ، المهم انا عايزاكي تخلي بالك منها اصلها سهتانة كدا ومش مرتحالها ، دي من خبثها لما تلاقي الشغل بيكتر عليها تعمل نفسها دايخة وهتقع عشان ما اخليهاش تشتغل !
تذكرت ريهام أمر ما وقالت بهروب :-
_ لأ شيليها من دماغك خالص ،في ناس كدا بتتعب من اقل مجهود وشكلها ضعيفة كمان .
تعجبت هايدي وشعرت بالغيظ واضافت :-
_حتى انتي !! ، عموما انا هروح اشوف شغلي عشان اتأخرت
نهضت وتركت ريهام شاردة ، فتحت باب المكتب لترى عمر يقف وكاد أن يفتح الباب هو الآخر ولكن سبقته ...
توتو وجه هايدي واسرعت للخارج واندهش عمر من توترها ثم دلف الى المكتب بوجه مبتسم ويضخ سعادة ...
بادلته ريهام ابتسامته وقالت :-
_ جاي تصالحني ولا ايه ؟
رد عمر بموافقة :-
_ ايوة جاي اصالحك ، ريهام انتي عارفة معزتك عندي واكيد مش هبقى مبسوط وانتي زعلانة مني بالذات في أول يوم رجوع ليكي في الشركة بعد الاجازة
نظرت له بسعادة وقالت :-
_ لأ مش زعلانة خلاص
وتابعت بمكر :-
_ بس انت شكلك مبسوط دلوقتي بعكس لما شوفتك من شوية !
اجاب بصدق وهو ينظر أمامه وتذكر وجه ليالي :-
_ مبسوط دي كلمة قليلة ، انا النهاردة حاسس اني اتولدت من جديد
صدح رنين الهاتف الخاص بمكتب ريهام واجابت :-
_ الو ؟
ردت عليها هايدي وقالت بقوة :-
_ عشان تتاكدي من كلامي وان البنت دي خبيثة اديني عرفت انها مشيت وكمان لما سألت الأمن قالي انها كان باين انها معيطة ، تقدري تقوليلي اشمعنى النهاردة
ابتسمت ريهام بسعادة واطمئنان لاعتقادها إن عمر يتحدث عنها واجابت بعجالة :-
_ هنتكلم بعدين يا هايدي ،سلام
وضعت السماعة ونظرت مرة اخرى لوجه عمر الشارد وقالت :-
_ ربنا يفرحك اكتر واكتر ويحققلك اللي في بالك
ابتسم لها بصدق وقال :-
_ وانتي كمان ربنا يفرحك يارب زي ما انا فرحان ، انتي تستاهلي كل خير ، تعرفي في كل المواقع بتاعت الشغل زهقوني سؤال عليكي
ضحكت ريهام بشدة وقالت :-
_ خلاص يا استاذ اديني رجعت ، ومش هبعد تاني
رمقته بنظرة متمعنة وتابعت :-
_ يظهر إني كان لازم اخد اجازة من زمان ، لو أعرف كدا ماكنتش اترددت ثانية
اجاب عليها بمرح وهو يعتقد إنها تعتبره اخاها الآن :-
_ لا يا باشمهندسة ،مافيش اجازات تاني ، ده غصب عنك مش بمزاجك
نهضت ووضعت يدها بمرح بجانب رأسها وكأنها تحيي العلم الجمهوري :-
_تمام يا فندم ، عُلم وسينفذ
ابتسم بود ثم نهضت والقى عليها السلام ثم خرج من مكتبها ...
وضعت يدها على وجهها ثم سقطتها بعدم تصديق وهي تضحك :-
_ معقول عمر بقى يحبني ، يعني لما غبت عرف قيمتي وحس بغيابي ، انا مش مصدقة ....
بس المرادي مش هتعامل زي الأول ، لازم هو اللي يقرب تاني وهو اللي يبدأ ، مش هضحي بكرامتي تاني ، بس المهم دلوقتي اني مبسوطة وطاايرة من السعادة
**********************
ترجلت ليالي من السيارة واخذت صندوق الهدية بعد أن وضعته في حقيبة كبيرة حتى لا يلفت الانتباه ، واسرعت الى منزلها وفتحت الباب أمل بوجه شاحب ....
رمقت أمل ما بيد شقيقتها بتعجب وهي تغلق الباب وقالت:-
_ ايه اللي في ايدك ده يا لولا؟
ابتسمت ليالي وقالت :-
_ هقولك يا امل ، تعالي لأني لازم احكيلك كل حاجة
جلست أنل على الاريكة بجانب ليالي وبدأت الآخيرة تسرد كامل القصة ....
ابتسمت أمل بفرحة لشقيقتها وقالت وهي تضمها :-
_ ربنا يفرح قلبك يااارب ، بس ماكنتش عايزاكي تاخدي الهدية
ظهر العبوس على ليالي وقالت بتوتر :-
_ يعني انا كدا عملت حاجة غلط يا امل ؟
لو كدا انا ممكن ارجعاله
ربتت أنل على يدها وقالت بلطف :-
_ لأ ما ترجعيهاش عشان ما يزعلش ، عمر انسان محترم ، ولو مش محارم ابوكي الله يرحمه ماكنش يوصيه علينا ابدا
اجابت ليالي بحيرة :-
_ طب ليه زعلانة اني اخدت الهدية ؟
هربت أمل بعينيها المليئة بالحزن وقالت بألم ووجع :-
_ لأني مش عايزاكي تضحي بأي شبر من عزة نفسك وكرامتك ، كان الاحسن لو خدتيها بعد الارتباط الرسمي ، هقولك نصيحة واحفظيها زي اسمك ، لو فرطتي من كرامتك ب سم واحد هيجر تصحيات كتيرة بعديه ، عشان كدا دي أول واخر مرة تاخدي منه هدية ، ماشي
قالت ليالي مؤكدة :-
_ حاضر يا امل ، مش هاخد منه اي هدية تاني ، وعلى فكرة انا لو بس اديته اي اشارة ممكن يجي يتقدملي من بكرا ، بس انا خايفة من مرضي
هتفت أمل بعصبية :-
_ الاعمار بيد الله ، ولو ماكنش يوقف جانبك في ظرف زي ده يبقى مايستاهلش إنك تتجوزيه ، لو بيحبك هيتمسك بيكي ولو كنتي عضم في اوفة
تنهدت ليالي بحيرة :-
_ عندك حق ، بس انا مش هقوله حاجة دلوقتي لحد ما اشوف الدكتور والعملية ، انا مش عايزاه يفتكر حاجة تانية
اعترضت امل وقالت :-
_ مش هيفتكر أي حاجة وحشة على فكرة وهيتفهم الموقف ،بس انا مش هفرض عليكي تقوليله او لأ رغم إني معترضه على ده ، بس اللي انتي شايفاه صح اعمليه
نهضت ليالي وقالت :-
_ هروح اغير هدومي وارجعلك
نظرت أمل لشقيقتها وهي تبتعد وتدلف الى غرفتها وحقا فرحت لأجلها ولكن حزنت على نفسها أكثر وقالت بحزن :-
_ بعتي نفسك بالرخيص أوووي يا امل ، الغلط مش بيجيب غير الغلط عمره ما هيجيب صح ابدا ، وياريتني وقعت في واحد يستاهل دنا وقعت في مجرم ، حيوان ،ممكن يعمل أي حاجة تيجي على باله ، انا كنت بفكر اقول لعمر ولليالي واشيل الحمل ده عني شوية ، لكن دلوقتي هقولهم ازاي !!؟ هضيع لختي فرحتها !! ، ياااارب 😢
*************************
بصوا انا رأيي ان امل تقول لعمر ونخلص 😂😂😂 وليالي هتفرح أوووي صدقوني 😂😈💃
روبايتبع ادعموا الصفحة ب لايك و10 تعليقات عشان توصلكم باقي فصول الرواية 💯🌹
الحلقة ٢٤ ...ليالي (الوجه الآخر للعاشق )
وكادت ريهام ان تعنفها حتى فُتح الباب فجأة ونظرت ازواج من العيون بأتجاه الباب .....
دخل هشام الى المكتب بنظرات متمعنة لكلا من الفتاتين وبالأخص
ليالي ....
تنقلت نظرة ريهام ما بين هشام وليالي بتفحص لردود الافعال في حين أن ليالي لم تراه قط لذلك كانت نظرتها متسائلة بهوية هذا الذي اقتحم المكان مثلما فعلت ريهام سابقا ....
اقترب هشام منهم وقال وهو يتفحص وجه ليالي بغموض:-
_ إيه ده يا ريهام ! هو في ناس جديدة جت الشركة ولا إيه ؟
رفعت ريهام حاجبها بسخرية ونظرت له وكأنها تكشفه :-
_ ده على اساس إنك ما تعرفهاش !!
قطبت ليالي حاجبيها في ضيق وتعجب وقالت متساءلة باستغراب :-
_ هيعرفني منين ؟! هو مين أصلا ؟!!!
أنا أول مرة أشوفه !
التفتت ريهام لها وازدت سخرية وجهها ونظرت للحقيبتها بقوة ثم اجاب هشام بخبث :-
_ انا أول مرة أشوفها رغم إن ملامحها مش غريبة عليا ، حاسس إني شوفتها قبل كدا أو يمكن حد شبهها !!
تمتمت ريهام ببعض الكلمات الغير مفهومة ثم قالت :-
_ حد شبهها !! ، أه يمكن عم جمال الله يرحمه ، ماهي ليالي تبقى بنته
لمعت دمعة في عين ليالي واسرعت بخارج الغرفة وهي تكتم دموعها من ذكر والدها بهذه الطريقة من ريهام التي ظنتها رقيقة ...
حملق هشام ببلاهة وصدمة في وجه ريهام وردد جملتها دون أن يشعر :-
_ بنت عم جمال !! ،، ليالي ؟!!
ابتسمت ريهام بسخرية وعادت إلى عملها وتركته يقف وسط غرفة المكتب شارد من الصدمة ، إذا هذه شقيقة أمل وهي من تعمل هنا وليس أمل ، كان يعتقد أن شقيقة أمل طفلة وليست كبيرة هكذا ، تحدثت ريهام فجأة وبصوت أخرجه من شروده وقالت :-
_ لو كنت عايز عمر فهو زمانه على وصول بالكتير قدامه ساعة
أجاب عليها :-
_ انا كنت جاي اسأله على حاجة بس خلاص
ثم استدار وخرج من المكتب إلى الخارج .....
تنفست ريهام بحدة وقالت :-
_ لولا إني مش عايزة اكون السبب في الكارثة اللي هتحصل لو عمر عرف اللي حصل كنت قولتله من زمان ، انت فعلا ماكنش قصدك توقع ابوها على السلم لكن حملها منك دي مصيبة وربنا يستر في اللي جاي .
************************
كانت تجفف دموعها بيدها حتى مد احدهم يده بمنديل لها ، رفعت رأسها لتقابل وجهه من جديد وقالت وهي تنظر للأسفل مجددا :-
_ شكرا مش محتاجاه
ابتسم ابتسامة ماكرة ثم قال :-
_ بس دموعك دي محتاجاه
نظرت له ولاحظت نبرته الملتوية ثم هتفت بأعتراض :-
_ انا قولت مش عايزاه ، انت ما بتسمعش !
تعجب من رد فعلها ثم وضع المنديل على المقعد بجانبها وقال بثقة :-
_ احب أعرفك بنفسي ، أنا هشام صاحب الشركة دي
نظرت له بصدمة وقالت بسخرية :-
_ أنت !!
غضب من سخريتها وقال بعنف :-
_ اه انا ، إيه ما انفعش ؟!
اشاحت وجهها عنه بضيق وقالت بنفاذ صبر وهي تهم بالذهاب :-
_ شكلك مجنون ومش طبيعي
وكادت أن تذهب سد عليها الطريق وقال بقوة :-
_ استني ،مش هتمشي
غضبت من تصرفه وصفعته على وجهه بعصبية لاقترابه منها بهذه الطريقة السخيفة ، ونظر لها بعنف ونظرة ثائرة وراقبها وهي تركض بأتجاه المكتب مرة أخرى ..
هتفت ليالي وقالت لريهام :-
_ مين المجنون ده ، لو سمحتي بلغني الأمن يجي ياخده
اندهشت ريهام وقالت بغيظ :-
_ يعني ما تعرفيش إن ده هشام أخو عمر !!
الجمت الصدمة صوت ليالي ولم تستطع النطق .....
فاقت بعد دقائق على صوته وهو يقول لريهام بشكل آمر وعصبي ويقف عند باب المكتب :-
_ ما تقوليش لعمر إني جيت هنا يا ريهام ،
ورمى ليالي بنظرة بها شرارات الغضب وهو يتحسس جانب وجهه ثم ذهب .....
توجست ليالي من نظرته ولكن لم تريد أن تعتذر فهي لم تخطئ على كل حال .....
**************************
أمام مبنى الشركة
دخل سيارته بوجه غاضب واغلق الباب بعنف ثم أطرق على المقود بيده بعصبية وهتف:-
_ اما وريتك ، بقى تضربيني انا !! ، ده اختك رغم اللي عملته فيها ماكنش عندها الجرأة تعملها ! بس ملحوقة والايام جاية كتير
وتحركت السيارة في الطريقة وذهبت من أمام الشركة بسرعة عالية
*************************
جلست ليالي أمام اللاب توب في مكتب عمر بأعصاب متوترة ، هل تقل لعمر ما حدث ، ولكن هشام أراد أن لا يخبره أحد بمجيئه اليوم ! ، ماذا تفعل ؟
رمقتها ريهام بنظرات غاضبة وهي تعتقد أنها كاذبة ثم نهضت بانفعال واضح تعجبت له ليالي وقالت ريهام بحدة :-
_ انا هروح مكتبي ، مش طايقة اقعد هنا
ثم ذهبت ، عقدت ليالي حاجبيها بانزعاج ودهشة من تغير أسلوب ريهام بهذا الشكل وضاقت كثيرًا لهذا الأمر ، وعاد بها الفكر مجددا لهذا الهشام ثم قالت بتمتمة :-
_ ادام قال محدش يقول لعمر إنه جه هنا ، يبقى مش ناوي يقوله اللي حصل ، بس انا عايزة أقول لعمر مش عايزة اخبي عليه ، ولو قولتله ممكن أخوه يفتكر إني عايزة اعمل مشكلة والله اعلم ممكن يحصل إيه ، اعمل إيه بس ياربي ...
فُتح باب المكتب ودخل عمر وعندما شاهدها تبدل أرهاق وجهه لابتسامة واسعة وقال :-
_ السلام عليكم
اجابت ليالي بطيف بسمة :-
_ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، اتأخرت ليه ؟
ضحكة وهو ينظر لها وقال :-
_ بدأنا اسئلة رايح فين وجاي منين واتأخرت ليه انا اللي جبته لنفسي😂
بعدت وجهه ونظرت للحاسوب بضيق وقالت معتذرة :-
_ أنا اسفة ماكنتش اقصد ، بعتذر لحضرتك ماكنش ينفع اسألك
جلس بالمقعد المقابل لها وتبدل مرحه وقال :-
_ انا بهزر على فكرة ، ده ينفع وينفع وينفع ، اضحكي بقى
ثبتت نظرها على اللاب واتى في ذاكرة اخاه وشردت قليلا ،
وانتبهت لصوته وهو يهتف :-
_ ليااااالي ، روحتي فين !
ارتبكت وهي تنظر له وقد ادار الحاسوب لجهته واغلقه ثم وضعه على المكتب وقال بأسف :-
_ خلاص بقى ما تزعليش ماكنش هزار ده !!
اجابت بقلق :-
_ لأ مش زعلانة ، ومش عايزاك تزعل مني أنت كمان لو عملت أي شيء وانا مش قصدي ، أو في حاجة ما قولتلكش عليها ، انا ساعات كتير ببقى مندفعة و..
قاطعها ببسمة لطيفة وقال بحب :-
_ ماتفكريش واتصرفي بطبيعتك ، وانا مش هزعل منك وحتى لو زعلت المهم إنك هنا وقلبي مطمن عليكي
شعرت بالارتباك أكثر وقالت :-
_ طب أفرض إن حد قريب منك يعني قالك حاجة عليا ..هتصدقه ؟
تعجب عمر ولكن تحدث بتلقائية واجابها بهدوء :-
_ سواء قريب أو غريب ، انا مش هظلمك ، هسمع منك انتي كمان ، انا مابحبش الظلم يا ليالي وبخاف منه لأني مش أد اني اظلم حد واقف قدام ربنا وانا شايل الذنب ده
تنهدت بأرتياح ثم ابتسمت وقالت بتساؤل :-
_ إنت بتصلي صح ؟
قطب حاجبيها وقال :-
_ طبعا ، بس تصدقي ما صليتش الظهر بصراحة هروح اصليه حالا
نهض ثم قالت :-
_ هتدعيلي 😊
وضع هاتفه على المكتب وقال بدفء :-
_ مش هرد عليكي ، إنتي عارفة ليه
احمر وجهها خجلا وقالت وقد هربت عينيها لجهة أخرى :-
_ ليه ؟
تابع بنبرة حنونة :-
_ لأنك مافارقتيش دعواتي من أول مرة شوفتك فيها هنا يا نجلاء يا فتحي
وضعت يدها على فمها تكتم ضحكتها ولم تستطع النظر له
تركها وذهب ليتوضأ ويصلي .......
**************************
كانت أمل قد حسمت أمرها أن تخبر عمر بما حدث من شقيقه وذلك بعد تفكير طويل قد درست جميع نتائجه وقررت أن تخبره أفضل أن
أخاه بطريقة أخرى وستصبح أمامه مذنبة وهذا سيلحق الاذى بشقيقتها ليالي أيضا ، انهت الاعمال المنزلية وشارفت على إنهاء طعام الغداء حتى دق باب المنزل......
ذهبت أمل لتفتح الباب بحركات بطيئة ومتعبة ورغما عنها احست بالدوار ولكن تماسكت قليلا ، وتعجب لأن ميعاد مجيء ليالي لم يأت بعد ، فتحت الباب لتنتابها الصدمة وانتفض جسدها من الخوف عندما رأت هشام يقف أمام الباب وينظر لها بمكر ارعبها ....
دفع الباب ودلف للداخل حتى كادت أن تقع ولكن تمسكت بمقبض الباب وتوازن جسدها ....
نظرت له بصدمة وهو يتحرك بداخل المنزل باتجاه الارائك ويجلس واضعا قدما على قدم بمنتهى الغرور ...
بلعت ريقها بخوف وتطلعت بترقب إلى الخارج حتى ترى إن كان هناك من يراقب الزائر الغريب أم لا ......
قال بسخرية :-
_ ماتخافيش محدش شافني وانا طالع هنا ، انا عامل حسابي
اغلقت الباب وقالت وهي تشير له بأصبعها المرتجف وعينيها التي بدأت تشق طريقها للدموع :-
_ إن كنت فاكر إنك ممكن تعمل فيا حاجة ومحدش هيعرف تبقى غلطان انا لو صرخت صرخة واحدة دلوقتي هتلاقي رجالة الحته كلهم قدامك
قهقه بسخرية ثم نهض ووقف أمامها :-
_ طب اصرخي كدا ووريني رجالة الحته دول ، هو ليه فاكرة إني جاي ااذيكي !
نظرت له بكره وقالت بحدة :-
_ ياريتني شوفت وشك الحقيقي قبل ما تضيعني ، ياريتني ما صدقتك كنت غبية
مط شفتيه باستهزاء وقال :-
_ لا ، انتي كنتي عايزة فلوسي ، شوفتي فيا فلوسي وبس ، بس ما انكرش إنك كنتي رخيصة أووي ، من كلمتين لغيتي عقلك ومش عارف كنتي مستنية مني إيه غير إني اسيبك !!!
بكت أمل بحرقة وقالت بعصبية :-
_ منك لله ، انا كنت مستنية تبقى بني ادم وتوفي بوعدك ، كنت مستنية يبقى ليك ضمير ويبقى في قلبك شوية رحمة وتبقى على ابنك اللي لسه ما شافش الدنيا ، انت قلبك مش بيوجعك وانت عايزني اجهضه واموته ، هو مش ابنك من لحمك ودمك
صاح بها بغضب وقال :-
_ بطلي دور المسكنة ده عشان مابحبوش ، وابن إيه اللي ازعل عليه ، انا يوم ما ازعل على ابني هتكون امه محترمه وصاينه نفسها مش زيك !! ، انا لما قربتك زعقتيلي ، شتمتيني ، ضربتيني بالقلم
وتحسس جانب وجهه وتذكر وجه آخر شبيه للوجه الذي أمامه الآن ، يمكن لو كنتي عملتي كدا كان زمانك مراتي رسمي دلوقتي !
****************************
في إيه ما حد يفهمني اللي بيحصل يا جدعان 😕😕😕😕😂💃
#روبا_الطيوبة_الحبوبة 😝😂💃يتبع ادعموا الصفحة ب لايك و10 تعليقات عشان توصلكم باقي فصول الرواية 💯🌹
تكملة الرواية حتى الحلقه السابعه والعشرون من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺