رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) الحلقه الرابعه والعشرون والخامسه والعشرون والسادسه والعشرون والسابعه والعشرون بقلم رحاب ابراهيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) الحلقه الرابعه والعشرون والخامسه والعشرون والسادسه والعشرون والسابعه والعشرون بقلم رحاب ابراهيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) الحلقه الرابعه والعشرون والخامسه والعشرون والسادسه والعشرون والسابعه والعشرون بقلم رحاب ابراهيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


وكادت ريهام ان تعنفها حتى فُتح الباب فجأة ونظرت ازواج من العيون بأتجاه الباب .....

دخل هشام الى المكتب بنظرات متمعنة لكلا من الفتاتين وبالأخص 

ليالي ....

تنقلت نظرة ريهام ما بين هشام وليالي بتفحص لردود الافعال في حين أن ليالي لم تراه قط لذلك كانت نظرتها متسائلة بهوية هذا الذي اقتحم المكان مثلما فعلت ريهام سابقا ....

اقترب هشام منهم وقال وهو يتفحص وجه ليالي بغموض:-

_ إيه ده يا ريهام ! هو في ناس جديدة جت الشركة ولا إيه ؟ 


رفعت ريهام حاجبها بسخرية ونظرت له وكأنها تكشفه :-

_ ده على اساس إنك ما تعرفهاش !! 

قطبت ليالي حاجبيها في ضيق وتعجب وقالت متساءلة باستغراب :-

_ هيعرفني منين ؟! هو مين أصلا ؟!!! 

أنا أول مرة أشوفه ! 

التفتت ريهام لها وازدت سخرية وجهها ونظرت للحقيبتها بقوة ثم اجاب هشام بخبث :-

_ انا أول مرة أشوفها رغم إن ملامحها مش غريبة عليا ، حاسس إني شوفتها قبل كدا أو يمكن حد شبهها !! 

تمتمت ريهام ببعض الكلمات الغير مفهومة ثم قالت :-

_ حد شبهها !! ، أه يمكن عم جمال الله يرحمه ، ماهي  ليالي تبقى بنته 

لمعت دمعة في عين ليالي واسرعت بخارج الغرفة وهي تكتم دموعها من ذكر والدها بهذه الطريقة من ريهام التي ظنتها رقيقة ...


حملق هشام ببلاهة وصدمة  في وجه ريهام وردد جملتها دون أن يشعر :-

_ بنت عم جمال !! ،، ليالي ؟!! 

ابتسمت ريهام بسخرية وعادت إلى عملها وتركته يقف وسط غرفة المكتب شارد من الصدمة ، إذا هذه شقيقة أمل وهي من تعمل هنا وليس أمل ، كان يعتقد أن شقيقة أمل طفلة وليست كبيرة هكذا ، تحدثت ريهام فجأة وبصوت أخرجه من شروده وقالت :-

_ لو كنت عايز عمر فهو زمانه على وصول بالكتير قدامه ساعة 

أجاب عليها :-

_ انا كنت جاي اسأله على حاجة بس خلاص 

ثم استدار وخرج من المكتب إلى الخارج .....

تنفست ريهام بحدة وقالت :-

_ لولا إني مش عايزة اكون السبب في الكارثة اللي هتحصل لو عمر عرف اللي حصل كنت قولتله من زمان ، انت فعلا ماكنش قصدك توقع ابوها على السلم لكن حملها منك دي مصيبة وربنا يستر في اللي جاي .


************************


كانت تجفف دموعها بيدها حتى مد احدهم يده بمنديل لها ، رفعت رأسها لتقابل وجهه من جديد وقالت وهي تنظر للأسفل مجددا :-

_ شكرا مش محتاجاه 

ابتسم ابتسامة ماكرة ثم قال :-

_ بس دموعك دي محتاجاه 

نظرت له ولاحظت نبرته الملتوية ثم هتفت بأعتراض :-

_ انا قولت مش عايزاه ، انت ما بتسمعش ! 

تعجب من رد فعلها ثم وضع المنديل على المقعد بجانبها وقال بثقة :-

_ احب أعرفك بنفسي ، أنا هشام صاحب الشركة دي 

نظرت له بصدمة وقالت بسخرية  :-

_ أنت !! 

غضب من سخريتها وقال بعنف :-

_ اه انا ، إيه ما انفعش ؟! 

اشاحت وجهها عنه بضيق وقالت بنفاذ صبر وهي تهم بالذهاب :-

_ شكلك مجنون ومش طبيعي 

وكادت أن تذهب سد عليها الطريق وقال بقوة :-

_ استني ،مش هتمشي 

غضبت من تصرفه وصفعته على وجهه بعصبية لاقترابه منها بهذه الطريقة السخيفة ، ونظر لها بعنف ونظرة ثائرة وراقبها وهي تركض بأتجاه المكتب مرة أخرى ..

هتفت ليالي وقالت لريهام :-

_ مين المجنون ده ، لو سمحتي بلغني الأمن يجي ياخده 

اندهشت ريهام وقالت بغيظ :-

_ يعني ما تعرفيش إن ده هشام أخو عمر !! 

الجمت الصدمة صوت ليالي ولم تستطع النطق .....

فاقت بعد دقائق على صوته وهو يقول لريهام بشكل آمر وعصبي ويقف عند باب المكتب :-

_ ما تقوليش لعمر إني جيت هنا يا ريهام ،

 ورمى ليالي بنظرة بها شرارات الغضب وهو يتحسس جانب وجهه ثم ذهب .....

توجست ليالي من نظرته ولكن لم تريد أن تعتذر فهي لم تخطئ على كل حال .....


**************************

 

أمام مبنى الشركة 

دخل سيارته بوجه غاضب واغلق الباب بعنف ثم أطرق على المقود بيده بعصبية وهتف:-

_ اما وريتك ، بقى تضربيني انا !! ، ده اختك رغم اللي عملته فيها ماكنش عندها الجرأة تعملها ! بس ملحوقة والايام جاية كتير 

وتحركت السيارة في الطريقة وذهبت من أمام الشركة بسرعة عالية 


*************************


جلست ليالي أمام اللاب توب في مكتب عمر بأعصاب متوترة ، هل تقل لعمر ما حدث ، ولكن هشام أراد أن لا يخبره أحد بمجيئه اليوم ! ، ماذا تفعل ؟  

رمقتها ريهام بنظرات غاضبة وهي تعتقد أنها كاذبة ثم نهضت بانفعال واضح تعجبت له ليالي وقالت ريهام بحدة :-

_ انا هروح مكتبي ، مش طايقة اقعد هنا 

ثم ذهبت ، عقدت ليالي حاجبيها بانزعاج ودهشة من تغير أسلوب ريهام بهذا الشكل وضاقت كثيرًا لهذا الأمر ، وعاد بها الفكر مجددا لهذا الهشام ثم قالت بتمتمة :-

_ ادام قال محدش يقول لعمر إنه جه هنا ، يبقى مش ناوي يقوله اللي حصل ، بس انا عايزة أقول لعمر مش عايزة اخبي عليه ، ولو قولتله ممكن أخوه يفتكر إني عايزة اعمل مشكلة والله اعلم ممكن يحصل إيه ،  اعمل إيه بس ياربي ...

فُتح باب المكتب ودخل عمر وعندما شاهدها تبدل أرهاق وجهه لابتسامة واسعة وقال  :-

_ السلام عليكم 

اجابت ليالي بطيف بسمة :-

_ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، اتأخرت ليه ؟ 

ضحكة وهو ينظر لها وقال :-

_ بدأنا اسئلة رايح فين وجاي منين واتأخرت ليه  انا اللي جبته لنفسي😂

بعدت وجهه ونظرت للحاسوب بضيق وقالت معتذرة :-

_ أنا اسفة ماكنتش اقصد ، بعتذر لحضرتك ماكنش ينفع اسألك 

جلس بالمقعد المقابل لها وتبدل مرحه وقال :-

_ انا بهزر  على فكرة  ، ده ينفع وينفع وينفع ، اضحكي بقى 

ثبتت نظرها على اللاب واتى في ذاكرة اخاه وشردت قليلا ، 

وانتبهت لصوته وهو يهتف :-

_ ليااااالي ، روحتي فين ! 

ارتبكت وهي تنظر له وقد ادار الحاسوب لجهته واغلقه ثم وضعه على المكتب وقال بأسف :-

_ خلاص بقى ما تزعليش ماكنش هزار ده !! 

اجابت بقلق :-

_ لأ مش زعلانة ، ومش عايزاك تزعل مني أنت كمان لو عملت أي شيء وانا مش قصدي ، أو في حاجة ما قولتلكش عليها ،  انا ساعات كتير ببقى مندفعة و..

قاطعها ببسمة لطيفة وقال بحب :-

_ ماتفكريش واتصرفي بطبيعتك ، وانا مش هزعل منك وحتى لو زعلت المهم إنك هنا وقلبي مطمن عليكي 

شعرت بالارتباك أكثر وقالت :-

_ طب أفرض إن حد قريب منك يعني قالك حاجة عليا ..هتصدقه ؟ 

تعجب عمر ولكن تحدث بتلقائية واجابها بهدوء :-

_ سواء قريب أو غريب ، انا مش هظلمك ، هسمع منك انتي كمان ، انا مابحبش الظلم يا ليالي وبخاف منه لأني مش أد اني اظلم حد واقف قدام ربنا وانا شايل الذنب ده 

تنهدت بأرتياح ثم ابتسمت وقالت بتساؤل :-

_ إنت بتصلي صح ؟ 

قطب حاجبيها وقال :-

_ طبعا ، بس تصدقي ما صليتش الظهر بصراحة هروح اصليه حالا 

نهض ثم قالت :-

_ هتدعيلي 😊 

وضع هاتفه على المكتب وقال بدفء :-

_ مش هرد عليكي ، إنتي عارفة ليه 

احمر وجهها خجلا وقالت وقد هربت عينيها لجهة أخرى :-

_ ليه ؟ 

تابع بنبرة حنونة :-

_ لأنك مافارقتيش دعواتي من أول مرة شوفتك فيها هنا يا نجلاء يا فتحي 

وضعت يدها على فمها تكتم ضحكتها ولم تستطع النظر له 

 تركها وذهب ليتوضأ ويصلي .......


**************************

كانت أمل قد حسمت أمرها أن تخبر عمر بما حدث من شقيقه وذلك بعد تفكير طويل قد درست جميع نتائجه وقررت أن تخبره أفضل أن 

 أخاه بطريقة أخرى وستصبح أمامه مذنبة وهذا سيلحق الاذى بشقيقتها ليالي أيضا ، انهت الاعمال المنزلية وشارفت على إنهاء طعام الغداء حتى دق باب المنزل......

ذهبت أمل لتفتح الباب بحركات بطيئة ومتعبة ورغما عنها احست بالدوار ولكن تماسكت قليلا ، وتعجب لأن ميعاد مجيء ليالي لم يأت بعد ، فتحت الباب لتنتابها الصدمة وانتفض جسدها من الخوف عندما رأت هشام يقف أمام الباب وينظر لها بمكر ارعبها ....

دفع الباب ودلف للداخل  حتى كادت أن تقع ولكن تمسكت بمقبض الباب  وتوازن جسدها ....

نظرت له بصدمة وهو يتحرك بداخل المنزل باتجاه الارائك ويجلس واضعا قدما على قدم بمنتهى الغرور ...

بلعت ريقها بخوف وتطلعت بترقب إلى الخارج حتى ترى إن كان هناك من يراقب الزائر الغريب أم لا ......

قال بسخرية :-

_ ماتخافيش محدش شافني وانا طالع هنا ، انا عامل حسابي 

اغلقت الباب وقالت وهي تشير له بأصبعها المرتجف وعينيها التي بدأت تشق طريقها للدموع :-

_ إن كنت فاكر إنك ممكن تعمل فيا حاجة ومحدش هيعرف تبقى غلطان انا لو صرخت صرخة واحدة دلوقتي هتلاقي رجالة الحته كلهم قدامك 

قهقه بسخرية ثم نهض ووقف أمامها :-

_ طب اصرخي كدا ووريني رجالة الحته دول ، هو ليه فاكرة إني جاي ااذيكي ! 

نظرت له بكره وقالت بحدة :-

_ ياريتني شوفت وشك الحقيقي قبل ما تضيعني ، ياريتني ما صدقتك كنت غبية 

مط شفتيه باستهزاء وقال :-

_ لا ، انتي كنتي عايزة فلوسي ، شوفتي فيا فلوسي وبس ، بس ما انكرش إنك كنتي رخيصة أووي ، من كلمتين لغيتي عقلك ومش عارف كنتي مستنية مني إيه غير إني اسيبك !!! 

بكت أمل بحرقة وقالت بعصبية :-

_ منك لله ، انا كنت مستنية تبقى بني ادم وتوفي بوعدك ، كنت مستنية يبقى ليك ضمير ويبقى في قلبك شوية رحمة وتبقى على ابنك اللي لسه ما شافش الدنيا ، انت قلبك مش بيوجعك وانت عايزني اجهضه واموته ، هو مش ابنك من لحمك ودمك 

صاح بها بغضب وقال :-

_ بطلي دور المسكنة ده عشان مابحبوش ، وابن إيه اللي ازعل عليه ، انا يوم ما ازعل على ابني هتكون امه محترمه وصاينه نفسها مش زيك !! ، انا لما قربتك زعقتيلي ، شتمتيني ، ضربتيني بالقلم 

وتحسس جانب وجهه وتذكر وجه آخر شبيه للوجه الذي أمامه الآن ، يمكن لو كنتي عملتي كدا كان زمانك مراتي رسمي دلوقتي !  


****************************

الحلقة ٢٥...ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) 


وتحسس جانب وجهه وتذكر وجه آخر شبيه للوجه الذي أمامه الآن ،

_يمكن لو كنتي عملتي كدا كان زمانك مراتي رسمي دلوقتي ! 


وقع حديثه على مسامعها كخناجر تطعن قلبها بقسوة ولم تجد اجابة مقنعة تدافع بها عن نفسها فهي مخطئة كل الخطأ 

انهمرت دموعها بقوة وقالت وجسدها ينتفض بعنف :-

_ انا فعلا رخصت نفسي ،ماكنتش صعبة معاك ، بس تعرف إنك ارخص بكتير ، لأنك استغليت ضعفي والحالة اللي كنت فيها ،استغليت ظروفي واحساسي بالجرح اللي عشته قبلك ، كنت اغبى انسانة في الدنيا لما صدقت كلامك ولغيت عقلي عشان واحد مايقلش عنك قذارة 


نظر بسخرية وقال :-

_ انا مش مسؤول عن غبائك ، انتي عشتيلك يومين حلوين معايا وانا جاي النهاردة عشان نصفي حسابتنا 

نظرت له بقلق وترقب ثم قالت :-

_ انا مش هجهض مهما قولت وعملت ، ده ابني ومش هخلي مخلوق يأذيه 

اقترب منها وهو يضم قبضة بشكل خطر وقال بنظرة متوعدة :-

_ لو ما عملتيش كدا هفضحك 

اخرج هاتفه من جيب بنطاله وبحث عن شيء ثم وجه الهاتف لها وراقبها وهي تتسع عينيها بفزع مما تراه عبر فيديو محفوظ على الهاتف ....

نظرت له وحاولت أن تأخذ الهاتف ولكن سبقها وبعده عنها ثم وضعه في جيبه مرة أخرى ..صاحت هي :-

_ اه يا قذر ياحيوان يا سافل ، انت مصورني ! 

قهقه عاليا ثم قال :-

_ وانتي كنتي فاكرة إني عبيط ومش عامل حسابي ، انتي متصورة وانتي معايا يا حبيبتي ، بس ماتخافيش الفيديو ده مش هيطلع إلا اذا 

اصطكت اسنانها من الرعب والخوف وانتفض جسدها وهي تقول :-

_ الا اذا ايه ؟؟ 

نظر لها بخبث وأجاب :-

_ إلا إذا ماعملتيش اللي انا عايزه ، اللي هو ايه بقى 

بصي .... اولا موضوع حملك محدش يعرفه نهائي ولا انتي قولتي لاختك  او اي حد تاني ؟ 

نظرت له بكره ورمته بنظرات قاتلة ثم قالت بنفي وبكاء  :-

_ لأ ،محدش يعرف 

ابتسم بخبث وقد نال هدفه بشيء ما بدأ يتجمع في ذهنه وقال:-

_ بخصوص اللي في بطنك لو مش عايزة تنزليه انتي حرة مش هجبرك بس محدش يعرف على الأقل دلوقتي 

انتابها القلق مع شعورها بالخوف والحسرة من ما اكتشفته للتو وقالت :-

_ انا هعمل كل اللي انت عايزه بس بلاش الفضيحة ابوس ايدك يا هشام بلاش  

_ تابع حديثه :-

_ يبقى اتفقنا ، انتي تعملي اللي انا عايزه وانا كمان هعملك اللي انتي عايزاه ، مش انتي مش عايزه تجهضيه خلاص خليه بس أي كلام بخصوص الموضوع ده يبقى معايا وبس ولو حرف وصل لأهلي هيبقى الفيديو ده على اليوتيوب في خلال دقايق 

أمل بغضب :-

_ طب وانت مش خايف تتفضح لو نزل زي ما بتقول ! 

ضحك باستهزاء وقال :-

_ ده على اساس اني هنزله وهظهر وشي !!! انتي اللي هتظهري بس يا روحي وانا هيكون وشي مخفي ومحدش هيعرفني ، وعلى فكرة لو عمر اخويا ومليون زيه حاولوا يمنعوني مش هيعرفوا ،انا عامل حسابي على كل حاجة 

ارتعش جسدها ثم سقطت على مقعد قريب منها واجهشت في البكاء وقالت بحزن :-

_ حرام عليك ، عملتلك ايه عشان تعمل فيا ده كله !  ، وكمان ازاي هقدر اخبي على اختي دنا عديت الخامس وبلبس واسع عشان مايبانش عليا ، وارتحت لما ليالي اشتغلت عشان تنشغل عني وما تلاحظش 

ردد اسمها بخفوت وببسمة ماكرة ثم قال وهو يتحسس وجهه مرة أخرى  :-

_ ليالي اختك دي غيرك خالص 

لم تنتبه أمل الذي كانت تنتحب وتندب حظها الذي اوقعها بهذا الشيطان الذي لا ضمير له 

ثم تابع بحدة :-

_ هبقى اتصل بيكي وهقولك تعملي ايه ، بس ما تقوليش لحد خالص دلوقت انتي فاهمة ؟ 

هزت رأسها  بضياع وقالت باستسلام :-

_ وانا في ايدي ايه غير كدا 

رماها بنظرة محتقرة ثم خرج من المنزل ، وضعت أمل يدها على رأسها وقالت بانتحاب :-

_ يا مصيبتك السودة يا أمل ، هعمل ايه دلوقتي وانا خلاص رقبتي بين ايديه ، انا اللي عملت في نفسي كدا ، يااارب اموت 

( هفضل اقول يا بنات كل شوية حافظوا على نفسكوا لأن ده مش خيال ده بيحصل في الواقع واللي يرضى إنه يمشي في الضلمة ما يدورش على النور ويعيط بعد كدا ... روبا ) 


*************************  


بعد مروو عدة ساعات أخرى "في الشركة " 

تطلع عمر إلى ليالي الجالسة أمامه وتنظر للحاسوب بنظرة متعبة وشبه مغلقة ثم وضعت يدها على رأسها بألم ....

قال بقلق :-

_ الصداع رجع تاني !! ، لازم نروح للدكتور عشان اطمن عليكي ، اقولك قومي معايا دلوقتي 

نهض من مقعده ووقف أمامها بتصميم 

اجابت معترضة وهي تترك الحاسوب من يدها :-

_ صدقني مافيش داعي ، هبقى كويسة ما تقلقش ،انا مابحبش الدكاترة يا عمر ومابحبش اشوفهم 

وامتلأت عينيها بالآلام ولاحظ ذلك  ، جلس أمامها وقال بلطف :-

_ طب انا قلقان عليكي ، اعمل ايه وانا شايفك كدا ؟ 

نهض فجأة وابتسم بخبث ثم قال وهو يهم بالخروج :-

_ عرررفت ، ثواني وهجيلك 


نظرت له بتعجب واحتارت بالآمر واخرجها ألم رأسها من سيل تفكيرها حتى مرت دقائق وقد اتى عمر مرة أخرى وفتح باب المكتب ثم دخل ولم ينتبه للتي تراقبه في صمت والم من الخارج ....


وضع فنجان القهوة أمامها بابتسامة مرحة وقال :-

_ لما بيجيلي صداع بعمل قهوة وبيروح على طول ، انا عارف إني بعمل قهوة مش اد كدا بس حاولت اضبطها والله 😁 

ابتسمت وهي تراه يتحدث بهذه الطريقة ثم اذكرت أن الطبيب منعها من احتساء الكافيين واحتارت ماذا تفعل !!! 

ومن عدم الذوق واللياقة أن ترفض هذه المبادرة اللطيفة منه فأحتست مرغمة بعضا منها ثم وضعت الفنجان وقالت بابتسامة :-

_ الله حلوة أووي بجد تسلم ايدك 

بادلها الابتسامة بابتسامة مرحة ....


راقبت ريهام هذا المشهد من بعيد وهي تنظر بدهشة ولم تتحكم بدموعها التي انهمرت دون توقف ثم نظرت له متفحصة وجهه وعيناه التي ينظر بها لهذه الفتاة الجالسة أمامه والمها كثيرا نظرته التي يملاها الحب ويتضح بشكل ظاهر تماما وتفصح نظراته عن ما يجول في نفسه ......

انسحبت ريهام بهدوء حتى لا يشعر بها أحد وكتمت فمها حتى خرجت من الطابق بأكمله ودخلت المصعد .....

مثل ما راقبت عمر كانت ريهام مراقبة من تامر الذي شاهد المشهد كاملا للثلاثي ، ورأي الطرف الثالث وهي تركض باكية ....

دخل مكتبه ورفع يده باستسلام وضحك بقوة ثم قال :-

_ انا ماليش دعوة ، الدنيا بتبوظ بعيد عني ، لحد دلوقتي انا ما عملتش حاجة 

اتاه صوت رنين هاتفه حتى اجاب مسرعا عندما لاحظ رقم هشام :-

_ الو 

اجاب هشام بقوة :-

_ تامر ، تعرف إنك غبي  ، تاني مرة اتأكد انك غبي 

ضيق تامر عينيه وقال بحدة :-

_ ليه إن شاء الله ؟ 

اجاب هشام بايضاح :-

_ بقالك اد ايه مفهمني إن اللي بتشتغل في الشركة تبقى ..

قاطعه تامر وقال بثقة :-

_ تبقى بنت عم جمال ولو مش مصدق تقدر تيجي واوريلك اوراقها بنفسي 

تابع هشام :-

_ بس مش اللي أعرفها ، دي اختها مش هي ، اللي عندك تبقى ليالي اخت أمل 

جلس تامر والدهشة تملأ وجهه وقال :-

_ هو عم جمال عنده بنتين ! ، انا بحسبها واحدة بس 

رد هشام :-

_ ابقى ركز يا تامر ، انت مش عاجبني اليومين دول 

اجاب تامر بغيظ وحاول أن يتمالك اعصابه وصب غضبه على اوراق قد دفعها بقوة لتقع على الارض  ثم اجاب:-

_ ماشي يا هشام ، هركز 

بس انت هتعمل معاها ايه ؟ 

جاء صوت هشام بنبرة خبيثة تحمل الكثير من الغموض :-

_ هتعرف ، سلاااام 

اغلق الخط ودفع الهاتف في مقعد السيارة بجانبه ونظر لطريق السير امامه وهو يضغط على مقود السيارة بتفكير وقال :-

_ ماكنتيش في الحسبان يا ليالي ، بس بصراحة دخلتي دماغي ،وانا اللي تدخل دماغي مش بتخرج الا بمزاجي !!!


*************************


بعد فترة بكاء ونحيب قضتها أمل بدموع الندم حاولت أن تتماسك قليلا وتتظاهر بشكل يبدو طبيعي فشقيقتها قد اقترب ميعاد وصولها إلى المنزل ......

وبعد قليل سمعت أمل دقات متتالية على باب المنزل فذهبت الى الباب لتفتحه وقابلت شقيقتها بوجه شاحب كالاموات وجمود غريب قد استيقظ على ملامحها بعكس الآمس .......

دلفت ليالي بداخل المنزل ووضعت حقيبتها على الآريكة  ثم قالت   وهي تدلف الى غرفتها :-

_ مش هاكل يا أمل ، انا عندي صداع فظيع ومحتاجة انام 

دخلت الغرفة وبدلت ملابسها سريعا وهي تكاد تسقط ثم تمددت على الفراش وغرقت في ثبات عميق ........

القت أمل عليها نظرة ثم اطفأت اضاءة الغرفة وتركت البا مفتوح ....


**************************


في الصباح 

استيقظت ليالي مبكرا كعادتها واغتسلت ثم توضأت وصلت الضحى وبعدها استعدت للذهاب إلى العمل 

دخلت إلى غرفة أمل ورأتها ممددة في فراشها وعينيها شاردة وبها لمحات الحزن والالم .....

اقتربت ليالي منها بقلق وقالت :-

_ صباح الخير يا حبيبتي 

لم تنتبه أمل لدخول ليالي حيث انتبهت لصوتها ونظرت لها بدهشة وقالت :-

_ صباح النور ، انا ما حستش بيكي 

جلست ليالي بقربها وقالت وقد لاحظت علو منطقة البطن عند أمل بشكل غريب وقالت :-

_ قومي اتحركي يا امل ، غيري جو ، اخرجي ، بصي بكرا الجمعة ايه رأيك نخرج سوا 

اعترضت أمل :-

_ لما يبقى يجي بكرا نبقى نشوف 

قبّلتها ليالي رغم إنها استاءت لنبرة أمل الحزينة وقالت :-

_ طب هروح الشغل دلوقتي ولما ارجع نبقى نتكلم عشان في حاجة عايزة اقولهالك ومالحقتش اقولك امبارح كنت تعبانة ونمت 

ردت امل بلا اكتراث :-

_ خلاص لما تيجي 

خرجت ليالي من الغرفة واخذت حقيبتها وخرجت من المنزل بأكمله 


**************************

في الشركة 

القت ليالي السلام على عم محمد ثم دلفت بداخل المبنى وتبادلت هي وهايدي نظراتهم المعتادة ثم صعدت للطابق الأداري 

عند دخولها المكتب تفاجأت بوجود عمر الذي ابتسم عند دخولها والقت عليه تحية الصباح ورد عليها بمثلها ، ثم بدأت عملها المعتاد الذي بدأت تسير فيه بشكل جيد أو اقل قليلا ولكن ليس سيء ايضا ....


مر ساعتين حتى سمع عمر قرع على باب المكتب وقال وهو يدرس بعض الأوراق 

_ ادخل 

لم تبالي ليالي بمن يدهل أو يخرج فجميعهم يتحدثون مع عمر وليس مع الفتاة الجالسة منكمشة أمام الحاسوب بأحد الزوايا ....

حتى انتبهت لصوت سمعته قبل ذلك

دخل هشام المكتب ونظر اليه عمر بابتسامة محبة حتى قال هشام وهو يرمق ليالي بنظرة غامضة :-

_ وحشني يا عمر ، من امبارح ما شوفتكش قولت اجي اشوفك 

نهض عمر وهو يبتسم بمرح وقال وهو يعانق شقيقه بود 

_ وانت والله يا هشام واحشني ، انا عارف اني مقصر معاك اليومين دول ومابقتش اقعد اتكلم معاك زي الأول بس اديك شايف ، الشغل واخد كل وقتي 

رفعت ليالي رأسها لتلتقي بنظرته الخبيثة وهو ينظر لها معانقا اخاه ووجه لها ، اما عمر كان مواليها ظهره .....

قال هشام بمكر :-

 اه شايف طبعا الشغل ، تصدق بفكر اجي اشتغل معاك ، اصل عجبني الشغل بصراحة اللي شاغل كل وقتك ده 

ضربه عمر على كتفه بمرح ثم قال :-

_ ياااريت ، انا من زمان بتحايل عليك تيجي تشتغل معايا وانت اللي ماكنتش بترضى 


نهضت ليالي وعلى هها التوتر والقلق من نظرة هشام وحديثه وقالت وهي تستأذن بالانصراف :-

_ طب انا هطلع شوية ، بعد اذنكوا 

اوقفها عمر وقال :-

_ لا استني ، احب اعرفك يا هشام دي 

قاطعها هشام ونظر لها واضعا يده على خده ومبتسم بخبث :-

_ عارف ، بنت عم جمال 

شحب وجه ليالي لاعتقادها إنه سيخبر اخاه عما حدث بالآمس وبلعت ريقها بقلق حتى لاحظ عمر توترها وقال بتعجب واستغراب :-

_ مالك يا ليالي ، وشك اصفر ليه كدا !!! ، انتي صدعتي تاني ؟! 

اجاب هشام بسخرية مغلفة بالغموض :- 

_ده مش صداع يا عمور 

التفت له عمر بشك وقال :-

_ اومال ايه ؟ 

كرهت ليالي هذا الواقف امامها ويسخر منها بهذه الطريقة وقالت :-

_ انا هخرج ،بعد اذنكم 

ورمت هشام بنظرة غاضبة انتبه لها عمر

 

************************

 الحلقة ٢٦ ...ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) 


كرهت ليالي هذا الواقف أمامها ويسخر منها بهذه الطريقة وقالت:-

_ انا هخرج ،بعد اذنكم 

ورمت هشام بنظرة غاضبة انتبه لها عمر ....

خرجت من المكتب وهي تلتقط انفاسها المتوترة وجلست بالخارج تضم يدها حولها بقلق ......


انتاب عمر بعض الشك من الشكل العدائي الذي تعاملت به ليالي مع شقيقه ومن المفترض إن هذا أول لقاء بينهم !! 

وقال لهشام  :-

_ انت عرفت منين إنها بنت عم جمال ؟ 

أجاب هشام بابتسامة ماكرة :-

_ اصلي جيت امبارح اسأل عليك بس انت ماكنتش موجود وشوفتها مع ريهام ،وريهام هي اللي قالتلي 

فكر عمر  قليلا وقال بتعجب :-

_ وتقصد ايه لما قولت إنه مش صداع ؟!! 

ظهر العبوس على وجه هشام وقال :-

_ هو تحقيق ولا إيه عمر ! ، وعموما انا اقصد يعني ان البنات مش بتاعت شغل وبيتعبوا بسرعة 

ابتسم عمر وقال :-

_ طب خلاص ، قولي بقى في حاجة ، شكلك بيقول كدا 

جلس هشام على المقعد التي كانت تجلس عليه ليالي وفرد ذراعيه بإرياحية على أطرافه وقال :-

_ عايز اشتغل معاك

اندهش عمر من جدية شقيقه ثم ابتسم بسعادة :-

_ بجد ، الحمد لله إن ربنا هداك ، ولو عايز تشتغل من النهاردة كمان 

لوى هشام فمه بسخرية ونهض من مكانه ثم وقف أمام عمر ونظر بقوة :-

_ لأ مش النهاردة ، خلينا من أول بكرا 

تابع بمكر :-

_ الشغل هنا شكله حاجة تانية ماجربتهاش قبل كدا ، بس كلها كام يوم وهتبقى كل حاجة في ايدي 

ونظر لقبضة يده المضمومة بأصرار حتى اجاب بعمر بمحبة وصدق ولم يلاحظ أن هناك معاني أخرى خلف هذه الكلمات لم تكتشف بعد ...

قال عمر :-

_ تنور الشركة يا هشام ، دي شركتك ،انا من زمان ونفسي تشتغل هنا عشان تشيل عني شوية ،دنا ما بعرفش اغيب يوم 

ميل هشام رأسه على كتفه قليلا ونظر لعمر وقال :- 

_ لأ غيب زي ما انت عايز ، الشغل ده من النهاردة بتاعي ، بتاعي انا وبس 


******************************** 


انقبض قلبها فجأة ولكن ارجعت ذلك لزيادة توتر اعصابها حتى انفتح باب المكتب وخرج هشام ورمقها بنظرة غامضة وتعني الكثير ...

بلعت ريقها واشاحت بصرها عنه وحقا ارتابت من نظرته لها بهذا الشكل المخيف الغامض .......


دخلت المكتب بتوجس وراقبت أسلوب عمر الذي سيفصح عن ما يقلقها ......

نظرت إليه ورأته مبتسم وقال :-

_ ده اخويا هشام يا ليالي ، انا عارف إنك اتحرجتي 

تلعثمت وهي تجيب :-

_ ا..اه ، فعلا 

جلست مجددًا  أمام الحاسوب وبدأت تتعامل معه بأنامل مرتجفة بعض الشيء ، وانتبه عمر لذلك وتذكر حديث اخاه منذ قليل وهو يقول 

"البنات مش بتاعت شغل وبيتعبوا بسرعة " 

قال عمر فجأة :-

_ ليالي ، ممكن ترتاحي شوية وتسيبي اللاب 

تظاهرت بالانهماك وهي تتمني هذه الاستراحة ولكن حتى لا يكشف الهدوء قلقها ارادت العمل ...قالت :-

_ لأ ، شوية كدا 

كشفت نبرتها المرتعشة توترها بشكل واضح ، نهض وأخذ كوب ماء ووضعه أمامها ثم قال :-

_ طب اشربي وهدي اعصابك 

اعترضت بعصبية وهي تحرك يدها لتغلق اللاب ولكن اصطدمت يدها بكوب الماء حتى اختل وسقط على الأرض محدثا دوى مزعج ، 

نظرت ساهمة لكسر الزجاج على السجادة العاجية اللون وتحركت قليلا حتى تلملم اشلاء الكوب وعند اعتراض عمر مصيحا حتى تبتعد  كانت جرحت اصبعها وبدأت قطرات الدماء تسقط .....

صاح عمر مرة اخرى :-

_ انا مش قولتلك ابعدي ، مافي داهية الكوباية ، ينفع كدا جرحتي ايدك على حاجة تافهة !! 

نظرت للاسفل كاالطفلة التي تلقت تعنيف على خطأ ما من ابويها ثم سقطت دموع من عينيها ونظرتها تلومه على عصبيته وهي تتألم من الجرح رغم إنه بسيط .....

أخذ منديل ولف به اصبعها وقال وهو يسرع إلى ثلاجة المكتب الصغيرة ،وأخرج صندوق مغلق للاسعافات الأولية ثم عاد إليها وبدأ يسعفها ليوقف النزف ......

كانت تبكي بصمت حتى اعترضت وقالت :-

_ لو سمحت ارجع لشغلك وانا هشوف ايدي 

تعجب منها وقال بغيظ  :-

_ انا ما عملتش حاجة تزعلك على فكرة ، لكن لو زعلتي إني زعقت لما شيلتي الازاز تبقي بصراحة غبية ، المفروض تعرفي إني ....

قاطعته بحدة وهي تبكي بطفولية كادت أن تجعله يبتسم :-

_ ما تقوليش يا غبية تاني ، ومالكش دعوة بيا خااااالص ، وانا مش هشتغل كمان في مكتبك ، هروح لانسة ريهام اشتغل معاها ومش عايزة افضل هنا ...

قطب حاجبيه باستياء وقال بضيق ونظرته مليئة باللوم :-

_ والله ، طب روحي كدا ، حاولي بس وهتشوفي هعمل ايه 


تملكها الغيظ وهتفت :-

_ والله لروح ، هو انت فاكرني هخاف منك ، ومش معنى إنك خايف عليا تزعقلي وتشتمني ، انا مش خدامة عندك 

نهضت وحملت اللاب بيدها السليمة وتوجهت إلى الباب 

نهض مسرعا ووقف أمامها بوجه غاضب وقال بعصبية قد تملكت منه  :-

_ نفسي تبطلي العند ده شوية ، انا عملت ايه يخليكي كدا !! ، حتى لو زعقت فده عشان اذيتي نفسك بمنتهى الغباء 


اتسعت عينيها أكثر وقالت بصوت عالٍ:-

_ تاني ، بتزعق وبتغلط تاني !!  ، طب والله منا قعدالك هنا 

رغم ضيقه منها وغضبه ولكن لم يتمالك نفسه وضحك عاليا ثم قال :-

_ هتطلبي الطلاق امتى 😂 


اغتاظت أكثر من مرحه وفتحت باب المكتب وكادت أن تخرج حتى اغلق الباب بقوة وقد اختفت أي تعابير للمرح من وجهه ثم قال بجدية وحاول أن يكون هادئ :-

_ ادخلي واقعدي مكانك بهدوء عشان ما اتنرفزش بجد ، انا لحد دلوقتي هادي ، ولو تفتكري إني مديرك مش العكس ، يعني انا اللي اقول تشتغلي فين ومع معين مش بمزاجك يا استاذة 


نظرت له بتحدي وقالت :-

_ وانت لو ما سبتنيش بمزاجي همشي ومش هتشوف وشي تاني هنا ولا حتى في أي مكان تاني ولو عايز تتأكد جرب وهتشوف وانا اد كلامي 


ران الصمت بينهم للحظات وعكست عيناه عتاب وغضب سكن مقلتيه بعنف حتى قال :-

_عايزة تروحي تشتغلي مع ريهام فوق ..روحي 

بس بجد لأول مرة ابقى مضايق منك كدا  ومش لاقي سبب لعصبيتك دي كل فترة ولا عارف في ايه !! ، وكمان ما بقتش عايز أعرف 

روحي انا مش همنعك ، طالما اهتمامي وخوفي بيضايق كدا مش هفرضه عليكي ، وعايز اقولك حاجة آخيرة 

اللي هتبقى معايا وتفضل جانبي هيبقى بمزاجها وارادتها مش غصب عنها ولا هسمح لنفسي اعمل كدا ابدًا ...اتمنالك التوفيق 


بلعت ريقها بألم ونظرت له بأسف فهي تعرف إن عصبيتها كانت لسبب آخر غير عصبيته عليها ، حاولت أن تقول شيء ولكنه لم يترك لها فرصة ، فتح باب المكتب وأشار لها بالخروج وكأنه فتح باب الألم من جديد ، ترددت قليلا ثم خرجت وتركت لدموعها العنان حتى وصلت لمكتب ريهام وحاولت أن تبدو متماسكة كي لا يظهر عليها شيء ، 


**************************


بعد حديث قليل مع ريهام اكد هشام عليها :-

_ انا قولت لعمر إني جيت امبارح بس ما قولتلوش إنها زعقتلي فخلي بالك ، مالوش لزوم يعرف موضوع الزعيق ده 

اجابت ريهام وقد ظهر هالات سوداء حول عينيها تظهر اضطراب نومها وحالتها النفسية :-

_ خلاص يا هشام فهمت ، ثم تابعت بسخرية والم 

_ وما تقلقش ، مش هيأذيها مهما عملت 

ضيق هشام عينيه وقال :-

_ اه اخدت بالي ، وانا هشوف الموضوع ده من أول بكرا  زي ما قولتلك 

لم تجيبه ريهام فهي أخفت عنه بأنها تعلم امره ورأت الحادثة بأكملها واكتفت بالصمت فهي منذ الامس وهي صامته هكذا حتى استمرت طيلة الليل بلا نوم ، تبكي فقط 


لم تنتبه ليالي لآخر الحديث فقد كان الباب مغلق ولم تظن أن هشام بالداخل وإلا كانت هربت من هنا فهي تخاف منه ومن نظراته  المخيفة لها وليس بسبب الصفعة فقط ....


**************************


كان تنفسه يعلو ويهبط بعنف وضيق ، وقف أمام النافذة وحقا لم يدري إن كان تصرفه صحيح أم تسرع ، فرغم بعض الندم بداخله ولكن تمردها يشعل كبريائه ويجعله يعترض ، لم يتعود على التنازل والتضحيات بهذه البساطة ،ولكن في الحب الآمر مختلف بشكل معقد 

زفر بحدة ثم عاد أمام مكتبه واتصل بمكتب ريهام .....


تزامن رنين هاتفها مع دقات على الباب ، اشار هشام بالانصراف عندما التقطت ريهام الهاتف لتجيب على الأتصال ......


فتح هشام الباب لتتقابل عينيه الخبيثة مع عيناها الباكية والمتفاجئة من رؤيته هنا مرة أخرى 

قال بخفوت حتى لا تلتقط ريهام صوته وتسمعه :-

_ شكلنا كدا هنتقابل كتير الفترة الجاية ، يا ...ليالي 

حقا ارادت أن تصفعه مرة أخرى لأنه السبب في ابتعادها هذه المرة عن عمر وجعلها توترها وخوفها منه لتضخيم موقف لا يستحق كل هذا الغضب مما جعل عمر يغضب منها بهذا الشكل ...اجابت بكره :-

_ ياريت كل واحد يبقى في حاله يا استاذ هشام 


التفتت لهم ريهام وقد سمعت ما قالته ليالي ورمتها بنظرة محتقرة ثم انصتت لعمر وهو يقول :-

_ هتجيلك دلوقتي ، خلي بالك منها يا ريهام وماتخليش أي حد يزعلها على ما ترجع تاني لمكتبي 

تنفست ريهام بعمق قبل ان ترد بعصبية وهي ترى هشام يحجب الرؤية بعض الشيء عن ليالي التي تقف أمامه ويبدو أنهم يتحدثون في شيء سري بينهم ، وضعت السماعة بشكل عنيف بعد انتهاء المكالمة السريعة مما لفت انتباه ليالي وقالت بضيق :-

_ لو سمحت عديني عشان ادخل 

تحرك هشام وهو يتابع حركتها بجرأة ثم غادر المكان 

انتبهت ريهام لنظراته لها ،قالت ليالي بأحراج :-

انا جاية عشان ....

تحدثت ريهام مقاطعة :-

_من غير مقدمات ، اقعدي وتابعي شغلك ولو وقفتي في حاجة اسأليني ...

جلست ليالي ولم تفهم سبب عصبية ريهام بهذا الشكل منها أم أن الهواء يضخ طاقة سلبية على الجميع !! 


********************************


مرت الدقائق بشكل بطيء حتى اتى ميعاد انصرافها 

اغلقت الحاسوب واستأذنت ريهام بالانصراف واجابت الأخيرة بامتعاض وكأنها تطردها ......

ضاقت ليالي من اسلوب ريهام معها ثم ذهبت وهي تريد أن تبكي 

حتى خرجت من المبنى بأكمله ، دخلت السيارة التي تنتظرها يوميا  وبعد ان اغلقت باب السيارة نظرت بأتجاه نافذة مكتبه في الأعلى وتألمت كثيرا عندما لم تجده يراقبها كعادته .....

ذهبت السيارة بها من أمام المبنى متوجهة إلى المنزل .....


ازاح ستارة النافذة قليلا بعد أن اخفى نفسه عندما كادت أن تراه وهو يراقبها ، زادت لهفته بشكل مجنون وكاد أن يصعد لمكتب ريهام ويأخذها عنوة حتى تعود لمكتبه ولكن كرامته تعترض ....


*********************************


فتحت باب المنزل الذي وجدته مفتوح ولم تجد شقيقتها في المنزل ، 

جن بها القلق وهي تبحث عنها حتى اتت أمل بعد دقائق وهي تكاد أن تسقط ...

عندما لمحتها ليالي ركضت اليها وارتمت بين ذراعيها باكية 

صدمت امل وربتت على كتفها وقالت بقلق :-

_ في ايه ؟؟ ايه اللي حصل قوليلي 

اغلقت ليالي الباب وهي تجفف دموعها ثم قالت :-

_ طب تعالي نقعد انا مش قادرة اقف ، وبعدين انتي كنتي فين ؟ 

هتفت امل بها وقالت بحدة :-

_ كنت بشتري دوا ليا عشان خلص 

جذبتها من يدها للمقاعد ثم جلست بجانبها وقالت :-

_ ايه اللي حصل ، قلقتيني !! 

روت لها ليالي ما حدث مما جعل أمل تنهض ببطء وعلى وجهها صدمة افقدتها النطق ولم تستطع أن تتفوه بأي حرف وبدأت تبكي بشكل غريب ، شاركتها ليالي البكاء معتقدة أن شقيقتها تبكي لاجلها ثم صاحت أمل بغضب وتصميم :-

_ انتي مش هتروحي الشركة دي تاني ، على جثتي ، لأ ، لأااااا 


صدمت ليالي وقالت معترضة :-

_ لا مش هسيب الشركة يا امل ، انا كدا بقول لعمر انا مش عايزاك وابعد عني ، هاكدله سوء الفهم اللي حصل 


نهضت أمل بقلة حيلة ثم قالت بعصبية مرة أخرى :-

_ انتي فعلا غبية ، هو عمل ايه عشان تزعقيله كدا ، ده كله عشان خايف عليكي 

اجابت ليالي بندم :-

_ ماكنش قصدي ،بس اللي اسمه هشام ده كل ما اشوفه بخاف ، بصاته ليا وحشة أوووي يا امل ، انتي ما .....

صرخت امل بحسرة وبكاء :-

_ كفااااية بقى ، ماتكمليش 

تعجبت ليالي من شدة انفعال امل بطريقة زائدة عن الحد وقالت :-

_ طيب قوليلي اعمل ايه دلوقتي ، انا مخنوقة وعمر زعلان مني كدا 


مسحت أمل وجهه ونهضت بتعب وذهبت غرفتها وهي تقول :-

_ اعملي اللي تعمليه ، انتي فعلا غبية 


تنهدت ليالي بأسى واحزنها أكثر رد فعل أمل الذي اعتقدت إنها ستحتويها أكثر من ذلك .....


******************************


دخلت غرفتها وارتمت على الفراش وكتمت صرختها في الوسادة وقالت بغضب :-

_ يا حقير ، بقى من دون اللي حواليك كلهم ما تلاقيش غير ليالي ، انا عارفة إنت تقصد ايه بكلامك ، هي مافهمتهوش لكن انا فهماه ، بس مش هسيبك تدمرها زي ما دمرتني ، انا مستنية افوق شوية واقدر اقف على رجلي عشان ما تستضعفنيش ، يا ويلك مني 


*******************************


قد مر هذا المساء على جميعهم بشكل مؤرق ومتألم إلا هشام فقد احتفل بانجازه في أحد الحفلات الخاصة به وعاد أبكر من المعتاد إلى المنزل حتى يستيقظ مبكرا للعمل ......


في صباح اليوم التالي (في مقر الشركة ) 

ذهب الشقيقين معا إلى المبنى وقد تأخر عمر قليلا في ميعاده بسبب انتظاره لاخيه حتى استعد. .......

وصل أمام المكتب وفتحه عمر وخلفه هشام الذي بحثت عيناه على احداهن......


جلس عمر أمام مكتبه بشرود ووقف هشام بشكل غاضب أمامه :-

_ اومال في بنت عم جمال ، هي مش المفروض بتشتغل هنا ، ولا هي لسه ما جاتش ؟ 

نظر له عمر بعصبية وقال :-

_ اتنقلت عن ريهام في المكتب 

زم هشام فمه وظن أن عمر هو من فعل ذلك حتى لا يقترب منها وقال بغيظ :-

_ وانا هشتغل فين ؟ 

تحدث عمر بهدوء :-

_ هتشتغل معايا هنا يا هشام لحد ما مكتبك يجهز ، انا قلت لتامر يخلي العمال يجهزوه عشانك 


ابتسم هشام بمكر وقال :-

_ طب انا كدا هبقى محتاج سكرتيرة !! 

تنهد عمر بنفاذ صبر ولم يلمح ما يرمي اخاه له ورد :-

_ تقدر تطلب سكرتيرة في اعلان او قول لتامر وهو هيجبلك واحدة 


جلس هشام ومرر يده على شعره وقال بغموض :-

_ لأ ، انا هختارها بنفسي 


***************************


الفصل ٢٧ ...ليالي (الوجه الآخر للعاشق )


ابتسم هشام بمكر وقال :-

_ طب انا كدا هبقى محتاجة سكرتيرة !! 

تنهد عمر بنفاذ صبر ولم يلمح ما يرمي اخاه له ورد:-

_ تقدر تطلب سكرتيرة في اعلان أو قول لتامر وهو هيجبلك واحدة


جلس هشام ومرر يده على شعره وقال بغموض :- 

_ لأ ،انا هختارها بنفسي !


*************************


وصلت ليالي إلى مقر الشركة صباحا وكادت أن تقودها قدماها إلى الطابق الاداري مثل كل يوم ولكن تراجعت عندما تذكرت ما حدث بالآمس برغم إن قلبها يتذكر هذا ويتألم ....

صعدت للطابق الرابع وتوجهت إلى مكتب ريهام مباشرة ...

دخلت بخطوات متوترة ولمحت ريهام تجلس على مكتبها وكأنها تنتظر شيء ...

رمقتها ريهام بنظرات عصبية ثم هتفت :-

_ لسه جاية دلوقتي ؟!!! 

نظرت ليالي إلى ساعة يدها بدهشة وقالت معتذرة :-

_ انا اسفة ، بس الطريق هو اللي كان زحمة وبعدين انا ما اتاخرتش كتير ، ربع ساعة بس 

اتسعت عين ريهام بكره وعنف :-

_ ربع ساعة بس !! ، اومال عايزة تيجي الشغل الضهر مثلا !!! انتي غريبة جدا 

تنهدت ليالي بضيق ثم جلست أمام الحاسوب ولم تشأ أن تتسبب مشكلة هي في غِنى عنها ...

جزت ريهام على أسنانها بغيظ وتعاملت مع اوراق الملفات بشكل عصبي لفت انتباه ليالي ...


بعد مرور أكثر من ساعة حاولت ريهام أن تتناسى وجود ليالي حتى لا تشتعل نار غيرتها ولكن لم تستطع الصمود كثيرا ...

قالت بشكل مفاجئ :-

_ تعرفي تنزلي الحسابات وتديلهم الورقة دي 

اشارت ريهام بورقة في يدها إلى ليالي ، نظرت ليالي باستغراب فكانت ريهام تستطيع الاتصال بهم حتى يأتي احد منهم مثلما كان يفعل عمر ، نهضت واخذت الورقة من يدها وتوجهت لخارج المكتب


****************************


زفر بضيق شديد وهو يشتاق لرؤيتها وحتى لا يضعف نهض فجأة وأخذ معطفه وقال لهشام :-

_ انا هروح أشوف موقع مشروع "مراد رضوان " ، خليك انت هنا يا هشام واظن انك عندك خلفية عن الشغل 

رفع هشام حاجبه بمكر وأجاب :-

_ ما تقلقش على الشغل ، دنا حتى حبيته أوووي 

التقط عمر مفاتيح سيارته وذهب مسرعا للخارج قبل أن يقوده قلبه رغما عنه لعندها وسيف الكبرياء يسقط أمامها ويظهر ضعفه


****************************


دقات قلبها كانت سريعة وهي تنظر من بعيد لمكتبه حيث انها استغلت الفرصة لتسرق أي شيء يطمئنها عليه ولم تهبط إلى الدور الارضي مباشرة بل هبطت للدور الاداري ووقفت من بعيد تراقب أي ظهور له حين فاجئها خروجه كالفهد الذي يسرع الى فريسته وجعلتها هذه المفاجئة تتسمر مكانها لدقيقة حتى استوعبت موقفها المحرج وركضت إلى المصعد قبل أن يراها وكادت أن تضغط زر الهبوط ولكن فاجئها بالدخول .........

تسمرت في مكانها بلا حراك وهي تنظر له بريق قد جف من ارتفاع نسبة التوتر من رؤيته لها وهي تختلس النظرات له من بعيد


كان يمشي بخطوات سريعة للخارج ولكن عندما رأها ازدات سرعته للضعف حتى سبقها قبل أن تضغط على زر الهبوط ونظر لها بحيرة وهي تكاد تبكي وتطرف بعينيها بشكل متوتر ، دخل المصعد بعد أن افاق من سكونه أمامها ،ولم يتفوه بحرف واحد حتى إنه والاها ظهره ونظره لباب المصعد في جمود او حاول يتظاهر بالجمود حتى لا تكشفه عيناه المتلهفة لرؤيتها ....


حاولت هي الأخرى أن لا تبكي ولكن رغما عنها تساقطت دموع من عيناها وحاولت أن تتحدث وتعتذر ولكن كل محاولاتها خلال الدقائق التي مرت عليها وهي في المصعد بائت بالفشل حتى وصل المصعد إلى الدور الأرضي ونظرت هي لتدرج الانخفاض وكأنها تتدرج من قمم الأمل إلى منحدر اليأس وكادت ان تنطق حتى فتح باب المصعد وخرج عمر مسرعا وكأنه كان يختنق بداخل المصعد ....

وقفت تنظر له بألم وهو يبتعد ودموعها تنزف من عينيها ولم تخرج من المصعد حتى انها شعرت أن قدماها لا تستطيع تحريكها ولو لخطوة واحدة .....


قبل أن يخرج من المبنى بشكل نهائي استدار خلفه بشكل لا أرادي وضيق عينيه وهو يراها تقف باكية بداخل المصعد المفتوح بابه وتنظر للورقة بيدها ثم رفعت عيناها ونظرت له متفاجئة من التفاتته ثم رمته بنظرة معاتبة ....

ارتدى نظارته الشمسية السوداء واتجه امامه مجددا تاركا إياها في حزنها ....

***************************


قبل أن تصل للحسابات مسحت عينيها الباكية بأنامل يدها ثم دلفت بداخل غرفة مكدسة بجميع جوانبها بأرفف خشبية على هيئة مكتبة ضخمة تضم أرشيف كامل من المستندات والملفات وهذا بجانب اجهزة الحاسب الألي التي تضيء بإشعار اسم الشركة بشكل انيق ، بلعت ريقها وقالت للراجل ذو النظارات الطبية الذي يقف خلف مكتبه :-

_ الورقة دي بعتاها البشمهندسة ريهام 

أخذها الرجل منها ثم نظر بها لدقيقة وهز رأسه بفهم ثم قال :-

_ خلاص ماشي ، قوليلها كله هيضبط 

هزت ليالي رأسها بالايجاب ثم خرجت من الغرفة متوجهة للمصعد مرة أخرى رغم إنها تشعر بالدوار بسببه ولكن الصعود لأربع أدوار علوية أمر شاق عليها وسيأخذ بعض الوقت أيضا ....


وصلت للدور الرابع وخرجت من المصعد ولكن اصطدمت بكتف شخص ما ....

وقف امامها مبتسما ابتسامته الكريهة كعادته منذ رأها ثم قال :-

_ شوفي الدنيا نورت فجأة ازاي لما اتقابلنا ، كانت بتمطر من شوية


نظرت له بحدة وتنفست بشكل عصبي ثم تحركت متوجها لمكتب ريهام الذي يبدو إنه كان خارج من مكتبها للتو 

سد الطريق عليها وقال بقوة :-

_ لما اتكلم معاكي تاني تقفي وتسمعيني ، مابحبش الأسلوب ده


زمت شفتيها بغيظ ثم قالت :-

_ تحب ولا ما تحبش ، انا هنا بشتغل مش جاية اتفسح واقف معاك ، وبعدين هو حضرتك مالك بيا ، لا انت مديري ولا انت المسؤول عن شغلي ، ولا في بينا تعامل !!! يبقى تكلمني على أي اساس ؟!


نظر لها بخبث ثم قال بشكل غامض :-

_ اعتقد إن في بينا أشياء مشتركة ،او يمكن اشخاص مشتركة !! 

ذهب وهو يراقب حيرة وجهها الذي غمرت عيناها


وصلت أمام مكتب ريهام وهي غارقة في الحيرة بسبب جملة هشام الآخيرة ودلفت إلى المكتب شاردة ولم تنتبه إنها كان يجب أن تقرع الباب قبل الدخول ....

دخلت ليالي وجلست مكانها وهي في عالم آخر من الفكر والحيرة حتى انتبهت لصوت ريهام العصبي 

_ هو مافيش أي استأذان خااااالص وانتي داخلة ، هو انتي فاكرة نفسك في بيتكوا !!! 

انتبهت ليالي لحديثها وشعرت بالحرج ومدى غبائها الذي يوقعها دائما في المشاكل ..قالت :-

_ انا اسفة ما اخدتش بالي 

زفرت ريهام بحدة وصاحت بعصبية :-

_ صبرني ياااااااارب ، انا خلاص ما بقتش قادرة استحمل


تطلعت ليالي عليها وادمعت عيناها ، وتذكرت كيف كان عمر يعاملها كالأميرة ونعتت نفسها لشدة غبائها وعصبيته عليه ثم تذكرت جملة هشام مرة أخرى ....

"او يمكن اشخاص مشتركة " ،، هل يقصد عمر بحديثه ؟! 

لابد أن يقصده ، ولكن لماذا يتعامل بهذه الطريقة معها ؟! 

كل هذه الاسئلة كانت تجوب بداخل رأسها .......

مر اليوم بتوتر الاجواء حولها ثم عادت للمنزل بذهن يظل شارد وتتردد صدى جملة هذا الاحمق بداخل رأسها ، ولم تشأ أن تخبر شقيقتها بما قاله هشام رغم أن امل سألتها عن هذا الأمر ولكن ليالي اخفت هذا الحديث لكي لا تقلق شقيقتها بشيء مجهول


*****************************


مساء "في القصر " 

كانت عادته عندما يغضب ان يسبح في الماء حتى وإن كان الطقس شديد البرودة ولكن السباحة تهدأ اعصابه كثيرا وهذا منذ صغره ، خرجت فريدة وجلست تنتظره وبيدها المنشفة ....

خرج عمر من المسبح وتنزلق قطرات الماء من كامل جسده وناولته فريدة المنشفة وقالت بابتسامة :-

_ هشام عامل ايه في الشغل يا عمر ؟ انت حاسس إنه فعلا اتعدل ؟ 

تنهد عمر وقال :-

_ محدش بيتصلح في يوم وليلة يا أمي ،بس كفاية إنه أخد قرار إنه يتصلح ويبقى راجل يعتمد عليه 

ابتسمت فريدة وقالت :-

_ الحمد لله ربنا استجاب لدعواتي ، ارجع بقى انا كمان الشغل 

اعترض عمر بهدوء :-

_ انا شايف إن الاصح تكوني هنا ، يجي يلاقيكي موجودة مش مشغولة ، هو محتاجنا جانبه طول الوقت ، انا في الشغل وانتي هنا ، هو ده دورك يا أمي ، وكمان صحتك ما بقتش حمل شغل زي الأول ولازم ترتاحي


اتسعت ابتسامة فريدة وقالت بحب :-

_ ربنا يكملك بعقلك يا زينة الشباب كلهم ، انا عمري ما كنت اتمنى يبقالي ابن احسن منك يا عمر ، انا بفتخر بيك 

أخذ عمر والدته بين ذراعيه بحنان ثم بعد قليلا وابتسم قائلا بمرح :-

_ هو في حد عنده ام قمر وصغيرة زيك انت يا جميل 😚 

ضحكت فريدة عاليا ونظرت له وهو يصعد لغرفته وقلبها يدعي له


اغلق باب غرفته وقد تبدل مرحه إلى حزن وتنهيدة عميقة صاحبها حيرة من هذه الفتاة الذي استطاعت أن تشعل جنونه الراكد ، تستطيع أن تجعله يبتسم وكأنه يحلق وتستطيع أن تجعله يتألم بشدة


*****************************


في اليوم التالي 

عند صعودها الى الطابق الرابع دلفت إلى مكتب ريهام لتقابلها الأخرى بابتسامة ملتوية وقالت :-

_ انتي اتنقلتي للأدارة تاني 

اشتعلت وجنتي ليالي بحمرة شديدة وبدأ قلبها يتراقص من الفرح ، لاحت طيف ابتسامة سعيدة على وجهها ثم قالت :-

_ انتقلت للأدارة تاني ، بجد 

ظهر الكره في عين ريهام وقالت :-

_ اه بجد ، خدي اللاب توب بتاعك واتفضلي على شغلك عشان سألوا عليكي وحضرتك اتأخرتي زي كل يوم

أسرعت ليالي إلى الحاسوب واخذته مسرعة وركضت إلى الطابق الأداري بابتسامة جعلت وجهها يتورد بشدة ودلفت إلى مكتب عمر بدون حتى أن تستأذن ......

رأته يجلس خلف مكتبه يتفحص بعض الأوراق بيده ثم نظر لها بحدة وقال :-

_ ابقى خبطي قبل ما تدخلي بعد اذنك مش سينما هي 

تفاجئت من جفاف نبرته ولكن فكرت بخبث إنه يتظاهر بذلك ..ابتسمت بمكر وقالت :-

_ حاضر ، في أوامر تانية ؟ 

رفع نظره عليه بتعجب ثم احتدت نظرته مرة أخرى بعصبية وقال :-

_ انتي اتنقلتي هنا 

هزت رأسها بضحكة عذبة وخجولة وقالت :-

_ اه عرفت ، انتقلت للمكتب هنا تاني 

كاد أن يتحدث حتى دلف هشام وقال :-

_ لأ ، اتنقلتي لمكتبي انا


****************************

يتبع 

ماله هشام يعني مش زي عمر مثلا 😏 سيبي عمر بقى يا شيخة 😭😭 هشتغل انا سكرتيرة عمر 😂😂💝💝

 ادعموا الصفحة ب لايك و10 تعليقات عشان توصلكم باقي فصول الرواية 💯🌹


تكملة الرواية حتى الحلقه الثانيه والعشرون من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


إرسال تعليق

أحدث أقدم