رواية جراح الماضي الفصل التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر بقلم هاله سيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية جراح الماضي الفصل التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر بقلم هاله سيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
كونك تمتلك صديق هذا فى حد ذاته هديه من القدر.
الصديق الحقيقى.. هو من يتفهم آلامك ومعاناتك.. حزنك.. ضعفك.. دون عن بقيت البشر هو من تفتح له قلبك تحكى تفضفض تخرج ما بداخلك امامه لا يكل ولا يمل من سماعك..
(فالصداقه لاتعنى ان يكون صديقك برفقتك كل الوقت ولكن ان يكون بجانبك عندما يتخلى عنك كل الكون)
وكما قلت سابقا (ليس كل اخ لك انجبته امك) فهناك اخوه تنجبها الايام.....
وأيضا هناك اصدقاء بالاسم فقط متى ما تحتاج اليهم لاتجد لهم اى آثر ...لذا اترك مثل هؤلاء الاشخاص وابحث عن الصديق الحقيقى لانه عمله نادرة الوجود.....
**********
تجلس القرفصاء على أرضية الغرفه تحاول ان تقنعها بأن تتناول بعضا من الطعام.. لكنها ترفض وتخبرها بأنها لا تريد لكن الاخرى لن تستسلم ابدااا حتى تخرجها من عزلتها..
*مريم وهى تنظر لها بحنان
لولو حبيبتى كلى علشان خاطرى
*أعادت إليها نظراتها بأخري منزعجه لكنها ردت بهدوء..
مليش نفس والله يامريم علشان خاطرى متغصبيش عليا.
*ردت بنبره منزعجه..
يعنى أيه ملكيش نفس.. مش شايفه وشك عامل ازاى! حرام عليكى بقالك أسبوع مأكلتيش من ساعة ما رجعتى من اسكندريه.. خليكى قويه عالاقل علشان خاطر امك الى زعلانه ومقهوره عليكى من غير ما تعرف السبب ولا علشان مصطفى اخوكى الى زعلان عليكى هو كمان..
*ردت عليها بصوت خالى من الحياه
عارفه انا بتمنى اموت.. يارب اموت علشان الكل يرتاح.. لانى عارفه انى تعباكم معايا..
*هتفت مريم بعصبيه وتعجب
انتى هبله.. بتدعى على نفسك يا آلاء !وبعدين انتى مش بتتعبى حد.. احنا علشان بنحبك زعلانين عليكى..
*فجأه ارتمت آلاء فى حضن صديقتها واجهشت بالبكاء فاحتوتها مريم بحنان اخوى واخدت تربت على ظهرها....بس بس أهدى مفيش حد يستاهل تبكى علشانه... وبنبره مرحه كى تخفف عنها.... وبعدين فى حد يعيط وهو عنده صديقه حلوه زى كده وأم عسل زي مامتك.. ولا أخ بيحبك ويخاف عليكى زي مصطفى..
*ابتعدت آلاء عنها وقالت
بجد مش عارفه من غيركم كنت هعمل أيه.. وبنبره صادقه.. بجد مصطفى دا تعويض من ربنا ليا... ونعم الاخ ثم أردفت بتذكر.... بس انتى عرفتى ان انا رجعت أزاى وموبيلى مقفول من ساعة مارجعت. ؟!
*فاكره آخر مره كلمتينى
*اها. لما قولتلك انى راجعه القاهره
*اه .. المهم بقا تانى يوم اتصلت بيكىلقيت موبيلك مغلق! قلقت ومش عارفه اوصلك ازاي لانى معرفش رقم التلفون بتاع اخوكى وكمان عنوان الفيلا ضاع منى فكنت هتجنن بجد اسبوع ومعرفش عنك حاجه لحد ما ربنا بعتلى الى يطمنى
*نظرت لها باستفهام وقالت
مين دا؟
*مصطفى ...
*رفعت آلاءاحدى حاجبيها بتعجب ودهشه
مصطفى! معقول
*اومأت مؤكدا:ايوه ....ثم اخذت تسترجع ماحدث..
*جالسه على الاريكه بغرفتها وتقوم بقرض ضوافرها تكاد تبكى خوفا وقلقا على صديقتها الوحيده فهى مختفيه من عدت ايام ولا تستطيع الوصول لها.. هاتفها مغلق..... عنوان منزلها الجديد لا تجده...اين هى ؟يااااااالله
*ملك بأستغراب من افعال شقيقتها.
مريم بتعملى ايه ؟!خلاص هتاكلى صوابعك! وبعدين متوتره كده ليه
*لترد الاخري بحزن
بتصل باآلاء بقالى كام يوم تليفونها مغلق
انتقل لملك بعضا من القلق
فعلا غريبا..لانها مش متعوده تقفل تليفونها ...او ما تتصلش بيكى كل الفتره دى
*ما هو دا الى قلقنى... ربتت ملك على كتف شقيقتها كي تطمئنها.. ان شاء الله خير متقلقيش.
*مريم بخنان:يارب ..روحى انتى بقا يا حبيبتى علشان دراستك عاوزين مجموع كبير.. اوكى
*ادت ملك التحيه العسكريه لشقيقتها وقالت.
أوامرك يافندم.. عن أذنك..
بعدما خرجت.. عادت مريم لجلستها مره اخرى.. لكن لحظات وتسمع رنين هاتفها أسرعت لترى من المتصل علها تكون آلاء.... وصدق حدسها.... فردت بلهفه وسرعه..
*الوآلاء انتى فين
فأتا صوت رجولى يقول..
احم احم.. انا مش آلاء.. انا مصطفى
*سألته بخوف وقلق :آلاء فين جرالها حاجه؟
*هتف هو بنبره يشوبها الحزن:هيا كويسه.. بس محتاجاكى جنبها لان حالتها النفسيه وحشه ....ثم اكمل
و أنا عارف انك صديقتها الوحيده.. فأنا بتمنى تيجى تخرجيها من حالتها دى
قالت مؤكدا بلهفه :اكيد طبعا انا جايه ثم ادفت بتسأل:بس ممكن اعرف السبب؟
*اخذ يسرد لها ماحدث معها.
*مريم بلهفه:طيب ممكن العنوان....
*طبعا اكتبى عندك. .....عوده للوقت الحالى
*بس كده يا ستى.
*نظرت لها بحب ثم هتفت.
ربنايباركلى فيه وفيكى يا مريومه يارب..
*اللهم أمين....” يلا كلى بقا”
زفرت آلاء بضيق :مريم اخرجى بره
*مريم بمزاح:بتقولى عاوزانى احضنك.. بس كده من عنيا
نظرت لها بأستنكار وتعب :مجنونه والل... وقبل ان تكمل جملتها انقضت مريم عليها واحتضانتها واخذت تدغدغها..
فجاه انفتح باب الغرفه واطلت برأسها
هتفت بصوت عالى :خيااااااانه من غيرى.
***********
فى طريقه متجها للقاهره يبحث عن اهل عبدالرحمن ويتمنى من كل قلبه ان يجدهم..
لكن يخرجه من شروده رنين هاتفه.. فاخبر السائق ان يغلق صوت المذياع (الراديو)
*ايوه ياعبدالرحمن
هتف الاخر بتسأل:أنت فين يا خالد؟
رد عليه بجديه تامه:انا فى طريقى للقاهره
*عبدالرحمن بأستفسار
هتعمل ايه فى القاهره ؟وليه مقولتليش انك رايح هناك
*ردصديقه بنبره غامضه:لما اجى هقولك.
تسأل عبدالرحمن بتأفف:و ليه مش دالوقتى
*خلاص بقا يا عبدالرحمن لما ارجع هحكيلك.... ثم هتف متذاكرا
اها صحيح زياد هيعدى عليكم علشان تروحو تشوفو الفيلا الى هتقعدو فيها
رد قائلا :اوك ثم أردف بتسأل:صحيح انت هتقعد هناك اد ايه ؟
*حوالى يومين كده.. سلام
*سلام.... بعدما اغلق الهاتف
ارجع رأسه للوراء يتذكر المكالمه الهاتفيه التى اتته بالامس...... يستندبأحدى بذراعيه على سور البلكون بتأمل الماره ويحتسى فنجان من القهوه ...كم اشتاق لتلك المدينه.. بل أشتاق إلى البحر بجميع حالاته....وهو ثائر..هائج.. وهو هادئ هكذا هو ايضا مثل البحر بكل حالاته يسمع رنين هاتفه فيذهب بتكاسل ليرى من المتصل ليجده الرجل
الذى كلفه بالبحث عن والدتةعبدالرحمن وشقيقته
*هتف بجديه تامه: ”ها لقيتهم”
*رد الاخر بتردد: لقيتهم ياباشا بس... بس
*هتف خالد بنبره مرعبه دبت الخوف فى اوصال الطرف الاخر على الهاتف
بس ايه... ما تنطق يابنى ادم
*قال بخوف:ياباشا انا وصلت لاخر مكان كانو قعدين فيه و
*ليقطع عليه خالد حديثه بتسأل وأستفهام
كانو فيه ؟يعنى أيه
*قال موضحا:انا بعد ما وصلت لمكانهم اكتشفت انهم سابوالبيت بقالهم فتره
*طيب ما سألتش حد من الجيران ليه يمكن عارفين عنهم حاجه.
*سألت وكلهم ميعرفوش حاجه عنهم.. بس فى حد هناك قالى ان فى جاره ليهم ممكن تكون عارفه هما فين بس للاسف الست دى طلعت مسافره عند بنتها وهتوصل بكره.
*تنهد بضيق ثم أردف قائلا :خلاص انا جاى بنفسى ااقابل الست دى..*..فرد الرجل عليه :فى انتظار سعادتك ياباشا..
افاق من شروده على صوت السائق يخبره بوصولهم إلى إحدى فنادق بالقاهره..
*********
التفتت الفتاتان معا ليراو مصدر هذا الصوت... عرفتها آلاء على الفور اما مريم تطلعت إليها لم تعرفها فوجهت بصرها لآلاء ثم للفتاه المجهوله مره اخرى كالبلهاء...
آلاء بهدوءبعد ان سلمت عليها :اهلا نودى ..تعبتى نفسك ليه بس
*نظرت لها ندى بعتاب ثم قالت بهدوء ولوم :اتعب نفسى ايه بس... انتى اختى يالولو يعنى عيب الكلام دا
*مريم ببلاهه:مين دى يالولو؟!
*أسفه نسيت اعرفكم ببعض.. ثم قامت بالتعريف بينهم
*مريم أأقدملك ندى... ندى ااقدملك مريم
مريم بتسأل:زميلتك فى المكتب صح ؟
*ردت آلاء بتأكيد ::ايوه هيا
هنا تحدثت ندى بمرح
ازيك يا مريم عامله أيه.. تعرفى آلاء ما لهاش سيره غيرك.. مريم مريم مريم لدرجة انى غيرت منك
*مريم بغرور مصطنع :احم.. احم.. يابنتى هو انا أي حد وبعدين سلمي عليا زى الناس ثم قامت بجذبها لاحضانها مما جعل ندى وآلاء يضحكان على تصرفها.. لحظات وجلسو ثلاثتهم
*هتفت ندى بقلق:سألت عليكى البشمهندس قالى انك تعبانه شويه.. بس لما شوفتك طلعتى تعبانه شويات مش شويه بس.. إيه الى عمل فى وشك كده بقا اصفر اوى وفى هالات سوده!
*أومات مريم مؤكده :شوفتى مش انا لوحدى إلى لاحظت كده.. عارفه ياندى بقالها اسبوع مش بترضى تاكل حاجة
*ليه يالولو لازم تأكلى وتأخدى الدواء علشان تخفى.
نظرت آلاء لمريم وبادلتها مريم النظره دليل على عدم معرفت ندى للسبب الحقيقى.... قالت آلاء بضيق وتعب :اها.. انتو اتفقتو عليا مش كده... فأومت صديقتيها بتأكيد :ايوه... يلا كلى بقا
*تنهدت آلاء تنهيده طويله تخرج بها ما يعتمل بصدرها ..
*يا جماعه والله مليش نفس صدقونى.. وأول ما باكل حاجه معدتى بتوجعنى.
*اقترحت عليهم ندى شئ ما لاقاه أستحسان مريم اما آلاء
*ايه رأيكم نخرج مع بعض نروح اي مول ....جنينه.... كافيه
*مريم بفرحه:ايوه انا سمعت ان مول (.........)عامل عروض على الهدوم والجذم ايه رأيكم نروح نشوف ونشرب اي حاجه فى كافيه هناك ؟ايه رايك يابت
*صمتت لحظات لكن بعد ألحاح من صديقتيها اومات بالموافقه على الرغم من احساسها بالتعب إلا انها لم تحب ان تخجلهم..
*فصرخت مريم وندى بفرحه ثم قاما بالقفز على السرير :هاييييييييي وافقت وافقت هايييييي
*آلاء بضحك:يا مجانين هتكسرو السرير... ياربى يعنى كان عندى واحده بس مجنونه طلعلى كمان واحده اجن منها ثم خبطت كفيها ببعضها البعض... عليه العوض ومنه العوض.... وتركتهم يلهون معا وذهبت لترتدى ملابسها واستئذنت امها وتتصل بأخيها لتخبره بأنها ذاهبه مع اصدقائها.. ففرح بشده لانها قد قررت الخروج من قوقعتها.......بعد ان ارتدت ثيابها :يلا يامجانين ...تطلعت إليها الفتاتان ثم لبعضهم وهتفوه بأعجاب:ايه يابت الحلاوه دى حتى وانتى تعبانه مزه.
*ابتسمت لهم ثم قالت بمزاح لكن يشوبه بعض التعب :الله اكبر.. خمسه فى عينيكم وقامت بعمل العلامه الشهيره وهى رفع كف يدها امام وجههم.. فابتسمو على فعلتها ثم ذهبو للتنزه معا.
********
ممدادعلىالفراش يحاول ان يسترخى من اثر السفرحاول كثيرا النوم لكن هيهات كلما خاول النوم تأتيه صاحبة تلك العيون الساحره ..يراها بوجهها البرئ الهادئ لكن مهلا لقد لمحت فى عينيها نظرت حزن.. انكسار.. لا ادرى اي منهما ولا اعلم سبب لها.. هل زوجها كما يعتقد بأنه سبب هذه النظره المنكسره... ياااااالله فالتخرجى من رأسى يا فتاه لقد رأيتك مره وفعلتى بى هذا ماذا لو رأيتك ثانيا.... لا ليس انا من تؤثر به فتاه ..اي فتاه.. هذا ما كان يحدث به نفسه قبل ان يرن هاتفه.. رد خالد بتأفف:ايوه
*يا باشا الست الى مستنينها جت. ثم صمت ليستمع لرب عمله :العنوان... بعد ان املاه الرجل العنوان..
*تمام خليك عندك وانا مسافة الطريق وجاى
*اوامرك يافندم.... ثم ذهب خالد كى يرتدى ملابسه
**********
فى احدى الكافيهات
تستريح الفتايات بأنهاك بعد عدة ساعات من التسوق فى شراء الملابس وغيرها من الاشياء اللازمه لهم.. مريم وهى تلقى بنفسها علي احدى المقاعد :منك لله يا ندى يارب يأخدك ....يعنى مفيش اي بلوزه عجبتك غير الى مرمطينا عليها دى ؟*هتفت ندى ببراءه :ايه يامريم البلوزه عجبانى.
*مريم بغيظ وهى تجز على اسنانها:عجباكى !اهو فى الاخر بعد اللف دا كله ملقنهاش .
*خلاص يا مريم ياحبيبتى معلش.. قالتها الاء بتعب
*مريم بتعب هيا الاخرى :خلاص...خلاص بس عقابا ليكى ياندى انتى هتعزمينا على الغداه والعصير. ها
*نظرت ندى والاء لبعضهما ثم انفجرتا من الضحك ::هههههههههههه مش معقول صحبتك فظيعه
*والله انتم الاثنين عاملين مكس رهيب هههههههههه ضحكتونى والله وانا مليش نفس
*والله بليتشو انا بتضحكو عليه قالتها بغيظ منهم ثم همت متصنعه الانصراف :طيب انا ماشيه
*لكن جذبتها آلاء من معصمها لتجلسها ثانيا
*اقعدى احنا بنهزر.. *طيب اطلبولى عصير ابل ريقى احسن نشف..... ادت ندى التحيه العسكريه لها ونادت على الجارسون.
الجارسون :تحت امركم يا انسات...... *ندي طلبت عصير التوت اما مريم عصير المانجو و ايس كريم..
آلاء:انا عاوزه قهوه مظبوطه
*ندى ومريم بأعتراض :لا قهوه لا...... **نظرت لهم بتسأل :لا ليه
*يابنتى انتى مش شايفه نفسك... لو سمحت يا متر هات ليها عصير فراوله ثم اضافت.. وياريت لو عليه بنجر
*آلاء بغيظ وتعجب:فراوله وببنجر كمان؟!يا مريم
*اومات لها بتأكيد واخبرتها بان البنجر مفيد للانيميا
”قولولى يابنات ايه هيا احلامكم”.. المتسأله كانت ندي
*مريم بهيام مصطنع :انا نفسى فى لحمه وفراخ وسلطه وكشرى يا سلام
ندى بغيظ:كشرى!منك لله يابعيده فصلتينى
*يابت بهزر.. نتكلم جد بقا... بصى ياستى انا حلمى اتجوز واحد بيحبنى واحبه يعنى من الاخر كده نكون بنعشق بعض ونعيش احلى قصة حب.. نسافر من مكان لمكان ...نلف العالم يعنى...
*يا حبيبتى دا هيفضل طول عمره حلم مش هيتحقق.. علشان تلفى العالم عاوزه تتجوزى مليونييير هههههههههه قالتها بمزاح./*ردت عليها بتأفف:فصيله يا شيخه.. قوليلى ياختى حلمك ايه؟
ندى بضحك:واحد احبه ويحبنى ونلف العالم سواه.. ههههههههه
*والله......*اه والله...... *أومال بتتريقى عليا ليه
*ندى بأبتسامه:يا بنتى دا حلم ولا هو يبقى لاحلم ولا واقع كده غلط على المراره.
تتابع مشاكستهم بابتسامه و سخريه في نفس الوقت.. وتحدث نفسها
حب وعشق وجوله حول العالم مع رجل تعطيه قلبك وفى النهايه علامه تحصلين يا حمقاء... الخيانه او يتركك بلا سبب! نظرو لها ثم *ندى بستفسار :وانتى يالولو؟
اظلمت عينيها واصبحت قاتمه وهى تقول
آلاء بشفاه تقسو ببسمه ساخره :حلمى! ضحكتينى والله يا شيخه.. انا حلمى انى انتقم من شخص واحد بس ....بس للاسف مش هينفع او بالاحرى مش هقدر لانى مش زيه..او عالاقل نفسى اعرف هو سبنى انا وامى لوحدنا ليه..
*آلاء آلاء آلاء
ردت عليهم بعدما فاقت من شرودها :ايه مالكم ؟
*ندى :بنقولك حلمك ايه..
*نظرت لها بغموض وردت عليها بنبره اكثر غموضا
للاسف حلمى مش هعرف احققه ///*سألتها ندىبأستغراب:ليه مش هتعرفى تحققيه؟
*هتفت بهدوء :ماتخديش فى بالك
*ندى بتعجب :احيانا بتبقى غامضه ومش بعرف افهمك!
*مريم بمرح مصطنع كى تتوه هذا الموضوع.
انا هقولك حلمها ايه.. دا طبعا غير ان طنط سميه مامتها تخف
*ندي بمزاح:قولى ياروما كلى اذان صاغيه.
مريم بضحك :ياستى نفسها تركب خيل على شط البحر ساعة الغروب ..ويكون المكان فاضى علشان تسيب شعرها وتنطلق بحريه ثم اكملت وانا من عندى بضيف على الحلم دا ان يكون معاها فارس احلامها(زوجها المستقبلى)
*ابتسمت آلاء على ماتقوله صديقتها.. اما ندى قالت بأعجاب:
الله حلم حلو أوى يالولو وكمان هيبقى احلى فعلا زى ماقالت مريم ان يكون معاكى فارس احلامك.. ثم تسألت باستفهام:بس هو انتى بتعرفى تركبى خيل؟
*آلاء بأبتسامه هادئه: لا... نظرت لها بدهشه :اومال هتركبى ازاي
*يا بت هو انا قومت وروحت ركبت خيل دا مجرد حلم.
*هههههههههههه اومال انا قولت فارس الاحلام ليه علشان تركب معاه يا هبله
ندي بضحك مماثل:فعلا عندك حق هههههههه
*ايوه ايوه حفلو عليا.. وبعدين بلا فارس احلام بلا بتاع انا قعدلكم مش هسبكم ابدا واتجوز.. قالتها بهدوء
مما ادهش ندى :نعم!
مريم بضحك ومزاح:متستغربيش يا نودى هيا كده بتكره الرجاله ومش عاوزه تتجوز.. معقده بعيد عنك... نعمل ايه تعبت منها والله
*ضحكت ندى على قولها :عسل يامريم والله
*هههه خفه منك ليها يلا يابت انتى وهيا علشان نروح احسن تعبانه جد... قالتها بتعب حقيقى.
*طيب استنى اتصل بحازم يجى ياخدنا بدال ما نركب مواصلات وانتى شكلك تعبانه.
*ندى بهدوء:طيب اروح انا بقى علشان طريقى غير طريقكم.
*ليه يابنتى حازم اخويا هيوصلنا كلنا سواه
*قالت بأعتراض: لا بلاش اتعبه خليه يوصل آلاء بس و انا هركب تاكسى و أروح.
*بس.... *بلا بس بلا بتاع.. بجد لازم أروح دلوقتى لان ماما مستنيانى علشان نروح عند اختى وقبل ان تكمل كلامها رن هاتفها فنظرت له وجدت المتصله امها :أهو ماما بتتصل عن اذنكم سلام. ......*سلام.
اما مريم قامت بالاتصال على اخيها لكى يقلهم إلى المنزل فوافق سريعا خاصا عندما علم ان آلاء بصحبتها..
حازم بلهفه :خمس دقايق واكون عندكم سلام. *مريم بتعجب:سلام.
*مالك يابت...... *اصل اول مره حازم يوافق على حاجه اطلبها منه بسرعه.!!
*يا ساتر عليكى دايما سيئة الظن كده... بعد مرور بعض الوقت اتى حازم كى يوصلهم للمنزل .....يلا يابنات
*يلا ياخويا......
اما آلاء بمجرد وقوفها اجتاحت رأسها دوخه شديده(دوار) لكنها تحاملت على نفسها وسارت معهم إلى السياره.... وبين كل لحظه واخرى ينظر لها حازم بنظرات والهه محبه عن طريق مرآة السياره لكنها وللاسف كانت تتأمل الماره من شباك السياره مما جعله يتنهد بضيق لشعوره بأنها لاتشعر به ولا بحبه الشديد لها ..وصلت السياره لفيلا الراوى وكان وصولهم يتزامن مع وصل مصطفى بسيارته من العمل... عندما رأهم رحب بهم وأصر على دخولهم المنزل كى يحتسو معه فنجان من القهوه....
*مصطفى بترحاب:اهلا ..اهلا دكتور حازم
حازم بأبتسامه:اهل مصطفى وبعدين مش قولنا بلاش دكتور دى
*هههههههههههههه معلش نسيت يازوما.. ثم انتبه لمريم فرحب بها هى الاخرى ...اذيك يا أنسه مريم
ردت عليه بهدوء:الحمد لله يا بشمهندس
*انا مش عارف اشكرك ازاي علشان قدرتى تخرجى الاء ..
ردت مريم عليه بعتاب:متقولش كده ..آلاء دى اكتر من اختى.
مصطفى بأنتباه:طيب اتفضلو جوه نشرب فنجان قهوه مع بعض.
*رد حازم بأعتذار علىالرغم من انه يريد البقاء :معلش خليها مره تانيه
مصطفى بأصرار:لا والله لازم تدخلو دا حتى اول مره تشرفونا.. ما تتكلمى يا آلاء.
*قالت آلاء بهدوء:يلا يا مريم بقا.. اتفضل يا دكتور حتى نرد جزء من جمايلكم.
امام اصرارهم رضخ حازم والذى كان فرح بأنه سيبقى معها فتره اطول .
*********
وصل بسيارته إلى المكان المقصود فوجد الرجل بأنتظاره ..هبط خالد من سيارته و ما ان رأه الرجل هب واقفا لتحيته سأله خالد فى اي شقه تمكث تلك المرأه. وبمجرد معرفته توجه خالد ليلتقى بتلك السيده لكن قبل ان يدلف للداخل تسال الرجل ان كان يريد منه الذهاب معه.
*اجى معاك ياباشا ؟
*نظر له ثم قال ببرود: لاخليك عندك
*فتمتم الاخر:اوامر يا باشا.
صعد خالد درجات السلم حتى وجد الشقه المنشوده.. كان المنزل يوجد بمنطقه ليست راقيه ولا شعبيه لكنها تتسم بالهدوء نوعا ما.
*كانت بالمطبخ تعد وجبة العشاء عندما سمعت طرقات على باب المنزل فذهبت لترى من الطارق وما ان فتحت الباب وطالعته عيناها بطوله الفارع حتى توترت فأن له حضور مهيب يجبرك على احترامه.
*نظرت له بتوتر وسألته عما يريد :
خير يا سعادت البيه.. عاوز مين؟
*هتف بجديه وهو ينتظر تأكيد:
حضرتك الست ام محمود
*أومأت بهزه من رأسها وردت بأرتباك.
ايوه ان...ا يا ب.. ي. ه... خي... ر (ايوه انا يابيه خير)
*رد عليها بهدوء حتى يطمئنها لانه لاحظ ارتباكها وتوترها
كل خير يا حجه ثم اكمل ..انا كنت حابب أسألك عن واحده ست ساكنه هنا.
*نظرت له بأستغراب و
ست مين دى ؟!
*أسمها سميه محمدابراهيم
*نظرت له بدهشه وبداخلها تتسأل
ست سميه وهما يعرفو الاشكال النضيفه دى منين يأختى .. دا ريحة برفانه مليه المكان كله ولا لابسه شكله غالى ..اوى. *أخرجها من شرودها صوته المتأفف.
ها يا حجه تعرفيهاولا لا؟
*نظرت له بفضول وبداخلها تريد ان تعرف من هو و ما صلته بهم. فالقد مرت سنوات عديده ولم ترا لهم أقارب.
*ردت عليه بفضول :وأنت تقربلهم إيه يا بيه ..
*رد عليها بكذب :انا واحد قريبهم.
اما ردها عليه كان مصمصة شفاه ونبره متهكمه.
مسسسم ..وهما دول ليهم أهل هذا ما حدثت به نفسها ...لكنها قالت له بتعجب:
*سبحان الله يعنى طول السنين دى محدش بيعبرهم ولا بيسأل عليهم وفجأه كده بقا يطلعلهم قرايب وراه بعض
*طالعها بإستغراب وتسأل بعدم فهم.
قرايب وراه بعض ؟تقصدى ايه يا حجه بكلامك دا ممكن افهم.
*كتفت المرأه ذراعيها وقالت بلا مبالاه مصطنعه
واحد كده من كام شهر جه وخدهم معاه
*طيب متعرفيش خدهم فين ولا أسمه ايه.
*همست بغيظ :سألتهم والمزغوده بنتها ماردتش تقولى راحين فين ولا هو مين.
*هتف متسأئلا:بتقولى حاجة يا ست ام محمود!
*ردت بأبتسامه صفراء: لا يابيه بس الصراحه معرفش هما راحو فين ولا مع مين.
*يااااااالله لقد تعبت من البحث عنهم لم اكن اريد ان اخيب امل صديقى لكن ما باليد حيله.
*سألته بأستفهام قبل ان تغلق الباب
حضرتك عاوز حاجه تانيه قبل ماأقفل؟
*قال بهدوء عكس ما يكمن داخله من ضيق لتلك السيده التى أمامه.
لا يا حجه شكرا.. ثم أخرج من حافظته كارت مدون عليه أرقام هواتفه.... دا الكارت بتاعى لو رجعو او عرفتى هما مكانهم أتصلى بيا ضرورى. ..اخذت الكارت ثم تشدقت قائلا :حاضر.....سلام عليكم.
*وعليكم السلام‘‘ وبمجرد استدارته ليذهب أغلقت الباب بقوه مما جعله يهتف.
*يا ساتر وليه (بومه) استغفر الله العظيم.ثم ذهب عائدا إلى الفندق من دون ان يحصل على أي معلومه مفيدا لكن بداخله يتسأل عن هويه هذا الرجل الذين ذهبو معه.
*والله عجيبه كل ماوصل لمكان ألاقيهم مشيو زى الى عارفين ان فى حد بيدور عليهم.. كان يحدث نفسه بصوت مسموع مما أسترعا انتباه السائق..... فهتف السائق بتسأل:بتقول حاجه يا خالد بيه.
*رد عليه بجديه:متأخدش فى بالك يا حسن.. فأوما الاخر بهدوء ونظر للطريق امامه.
******
عوده مره أخرى لفيلا الراوى
يجلس الشابان فى غرفة المكتب يتمازحان وعلى مايبدو أنهم وجدو شئ مشترك فيما بينهم وهو لعبة الشطرنج والذى تفوق فيها حازم مما أغاظ مصطفى.
*ههههههههههه كش ملك يا بشمهندس
*رد الاخر مغتاظا :دى جت حظ معاك علشان بس انا لسه راجع من الشغل ودماغى مشغوله.
*قهقه حازم بضحك وقال
اه اه ما أنا واخد بالى
*انت بتتريق يا دوك... قالها بضحك
*بادله حازم الضحك:لا لا سمح الله وانا أقدر بردو.
*فهتف مصطفى بغرور مصطنع:اها بحسب.
*لا اجمع هههههههههههههه
*مصطفى بمرح :ههههه خفه ياض.
*نظر له حازم للحظات ثم هتف بجديه تامه.
مصطفى.نظر له مصطفى بتسأل عما يريد.
****
فى غرفة آلاء
بعد ان انتهو من اداء صلاة العشاء ...جلبت لهم الخادمه العشاء كى يتناولو سويا وما الاء كادت ان تعترض إلا ان مريم هددتها بإنها سوف تخبر مصطفى بهذا مما جعلها تتراجع وتوافق على تناول الطعام .
*آلا باعتراض:ماليش نفس كلى انتى
*قالت مريم بتهديد جاد وهى تتجه ناحية الباب::والله يا آلاء لو ما أكلتيش لكون قايله لاخوكى وهو يتصرف معاكى.
*نظرت آلاء لها بضيق ثم هتفت بتذمر طفولى.
لا مصطفى لا. خلاص هاكل ربنا على المفترى.
مما جعل مريم تبتسم بأنتصار ولحظات وشرعو فى تناول الطعام سويا.
****بعد مرور نصف ساعه سمعو طرقا على باب الغرفه فإذنت آلاء للطارق بالدخول.. فكانت الخادمه آتيه لتخبرها بأن حازم ينتظر مريم بالاسفل كى يذهبو.. فنزلت الفتاتين معا إلى الاسفل ...بعد ان تبادلو السلامات التى لم تخلو من نظرات حازم لالاء والذى كان يلاحظها مصطفى.. اما آلاء فلم تلاحظ شئ كالعاده ..فهى كانت منشغله بالحديث مع مريم.
حازم.. مريم:يلا السلام عليكم
فرد مصطفى وآلاء:وعليكم السلام.‘‘ شرفتونا يا جماعه.
بعد خروجهم .
*عن اذنك يا مصطفى هروح اخذ شاور علشان افوق... وأستدارت لتذهب لكن اوقفها نداءه بأسمها.
آلاء.
*التفتت لترى ماذا يريد.
ايوه ؟
*نظر لها بفرح وسعاده مما جعلها تبتسم له وتتسأل .
*واضح انك فرحان ربنا يديم عليك الفرح.. بس ممكن أعرف السبب ؟
*مصطفى بنبره فرحه :أصل اختى الصغنونه كبرت وبقا يجلها عرسان.
*نظرت له بعدم فهم وتسألت بغباء.
اختك مين ؟
*انتى غبيه هو انا عندى كام اخت!.. اكيد أقصدك انتى
*تحدثت ببلاهه:عريس ليا انا
اوما مؤكدا واجابها بتأفف من هذا الغباء الذى اجتاحها فجاه
*أيوه ليكى.. اومال ليا..... بعدما استوعبت الامر.
*ردت بهدوء مخالف عما يحدث داخلها من حزن وضيق.
قوله مش موافقه.
*نظر لها بأستغراب ثم قال..
مش موافقه.. مش لما تعرفى هو مين الاول !
*ردت بصوت جاهدت لاخراجه.كانه يأتى من بئر عميق.
صدقنى مش هتفرق.
لكن الاخر لم يهتم بما قالت وهتف بأصرار لايعرف ما بها كلما تسمع سيرة الزواج تتلبسها حاله من الجمود
واللامبالاه لكن رجع وقال لنفسه مره اخري لا لا تكذب فانت تعرف السبب فلا توهم نفسك بأنك لا تعرف.
*بس انا عاوز اقولك اسمه وتعرفى هو مين
*كتفت ذراعيها امام صدرها وأمات بهدوء فهى لا تريد ان تغضبه.
مين العريس؟
*فأخبرها بأخر شخص تتوقعه ان يقدم لخطبتها .
العريس هو...............
الفصل العاشر”
******
*و توكل على العزيز الرحيم
*مهما كنت قلقآ من أى أمر...
*فأجمل ماتفعله أن تفوضه إلى الله فهو أقدر منك عليه وأرحم بك من نفسك على نفسك...
**********
فى صباح مشرق وهادئ غزت فيه الشمس(مدينه الاسكندريه) عروس البحر المتوسط...
كانت الاستعدادت لحفل الافتتاح تجرى على قدم وساق وها هو يراقبهم من بعيد فهو حريص على ان يكون كل شئ على مستوى عالى من الفخامه والرقى.
هو يريد ان يعرف الجميع بأن مالك هذه الشركه لا يستهان به وعلى قدر كبير من المنافسه..
وفى ذات الوقت كانت دعوته غامضه بعض الشئ فهو قد ذكر اسم شريكه كاملا ولم يذكر من اسمه سوى أولKحرف وهذا ما حير البعض ومن ضمنهم عبدالرحمن وزياد وأخذو يتسائلون فيما بينهم عن السبب لكن لم يتواصلو لشئ وهم يعلمون ان قامو بسؤاله لن يفصح لهم عن السبب..
كما قام زياد بدعوة مصطفى لحضوره كى يقوم بتعريفه على أخيه...
آتى زياد من خلف أخيه محدثا إياه فالتف له الاخر ليرى مايريد....
-زياد بمرح:كده يا معلم كل حاجه جاهزه هاروح أنا بقا أغير هدومى وأجى على باليل...
-فأوما له الاخر موافقا ثم قال :
تمام بس متتأخرش... وأنا كمان وعبدالرحمن هنروح نلبس..
-سلام.... ثم ألتف خالد حوله يبحث عن صديقه إلى ان وجده
-خالد مناديا إياه : عبدالرحمن. ....عبدالرحمن
سمعه عبدالرحمن فآتى إليه ليرى ماذا يريد...
-عبدالرحمن بوجه عابس حزين :
خير يا خالد فيه حاجه؟
-زفر خالد بقوه ثم تحدث قائلا
فكها بقا ياعبدالرحمن ...متخلنيش اندم انى قولتلك
-نظر له بدهشه ثم قال..
هو انت ما كنتش عاوز تقولى كمان!
-مقصدش كده.. بس كنت حابب يكون عندى أخبار حلوه..
بس بإذن الله هساعدك ونوصلهم ماتيأس.... يلا بقا نروح نغير هدومنا دى زمان الضيوف على وصول..
-زفرعبدالرحمن بضيق:يلا يا عم.
*********
داخل سيارة مصطفى المتجهه للاسكندريه كان الصمت يعم السياره و كأن على رؤسهم الطير.. كلا منهم يفكر فى أمر ما ..اما بالنسبه لمصطفى كان يفكر فى تلك الدعوه التى لم تكن فى الحسبان.
فهو متخوف من ان تلتقى آلاء بهم وتسوءحالتها النفسيه مره آخرى... فا لولا دعوه زياد وأصراره على حضور آلاء معه ما كان ابدا ليوافق على ذهابها معه والغريب في الامر انه عندما اخبرها وافقت ع الفور وهو ما آثار تعجبه لكنه سيحرص ع الا تقابلهم كي لا يصيبها آذي مره اخري....
اما الاءفهي من تمنت مسبقا ان تعود لزياره الاسكندريه وهاهي امنيتها تتحقق فهل ستكون امنيه سيئه ام جيده فلنري
ارجعت راسها للوراء تستعيد ذكريات ذاك اليوم......
-مين العريس ي مصطفي؟
- اخبرها مصطفي باخر شخص تتوقعه
-حازم يا الاء
-الاء بفاه مفتوح من الصدمه.. مين
-حازم اخو مريم!!
- اوما موافقا اياها..
- ايوه حازم اخو مريم
آلاء و مازالت على صدمتها تحدثت قائلا..
طيب أزاى وحازم بيعتبرنى زى أخته ... وأنا كمان بعتبرو أخويا....
-مصطفىنافيا :حازم عمره ما اعتبرك زي اخته انتي بس الي بتشوفي كده بس ف الحقيقه حازم بيحبك من زمان اوي
-الاء بدهشه : بيحبني؟ومن زمان اوووي!!
-ابتسم مصطفي قائلا :ايوه بيحبك وعايز يتجوزك وكان مأجل الموضوع لحد ما يظهر اي حد من اهلك ويتقدملك علشان متحسيش بالنقص
- افاقت من شرودها ع صوت اخيها يخبرها بوصولهم للفندق
- الاء وصلنا الفندق يلا
-تطلعت الاء حولها بقلق لكنها ما لبست ان تنفست الصعداء عندما علمت انه فندق اخر غير الذي جلست فيه سابقا...
-تفهم هو قلقها فأحاط كتفيها ليبث اليها الامان الذى تحتاجه ..
متقلقيش دا فندق غير الفندق الى كنتى فيه قبل كده.
أومات برأسها وابتسمت ابتسامه متوتره بعض الشئ ثم دخلا معا إلى الفندق... (الاستقبال)
-لو سمحت فى حجز بأسم مصطفىالراوى
موظف الاستقبال :ثوانى يا فندم... لحظات وأوما له الموظف بتأكيد.
أيوه يافندم.. اتفضل حضرتك المفاتيح .ثم نادى على احد العاملين لكى يأخذ الحقائب وإيصالهم إلى الغرف.
-معاهم يا عبدو...... بعدما ذهب كلا لغرفته لحظات وسمعت آلاء طرق على باب غرفتها فذهبت لترى من الطارق والذى لم يكن سوى اخيها.
*مصطفى بأبتسامه هادئه قائلا باعتذار :سورى يا لولو علشان ازعجتك.
*بادلته آلاء الابتسامه وقالت بعتاب:ازعجتنى ايه بس ..
*مصطفى موضحا ومفسرا سبب مجيئه :طيب ساعه كده ونروح انا وانتى أي مول نشترى منه فستان اوك
*نظرت له ثم تسائلت : فستان لمين؟
-ليكى علشان تبقى احلى واحده فى الحفله يا عسل انت.. انها كلامه بمرح
-قالت آلا بأعتراض :لا مفيش داعى انا هلبس أى طقم من عندى
-طالعها بضيق وتكلم منهيا الحوار :هعمل نفسى ما سمعتش حاجه وساعه وتكونى جاهزه..... وتركها قبل ان تعترض مره اخرى...
*آلاء بضحك:مجنون ....والله مجنون... ثم اغلقت الباب.
********
فى منزل حازم :
يجلس حازم على المكتب بغرفته وينقر على سطح المكتب بقلمه ويقوم بهز ساقه بعصبيه فجأه تدلف مريم وتراه هكذا شارد الذهن لم يشعر حتى بوجودها.. مما آثار تعجبها وتسائلت مع نفسها.. ترى ما سبب هذه الحاله التى انت فيها يا أخى!!
-مريم بمزاح :زوما يا زوما أصحى البيت بيولع ..
-أفاق من شروده بفزع على صوت شقيقته...
-حازم بخضه:ايه فى ايه... ثم تسائل بأستفسار :وبعدين انتى دخلتى امتى ؟
-مريم بمرح:من زمان يا أخ زوما دا أنا بقالى ساعه بخبط ولما ما لقتش رد قولت ادخل أشوفك بس الصراحه مكنتش متوقعه ان حالتك بالشكل دا.
-حازم بأستغراب :بالشكل دا! الى هو أزاى يعنى؟
-يعنى شارد.. سرحان ومش حاسس بالى حواليك و دا معناه حاجه واحده بس.
-أيه هيا يا شارلك هولمز ؟
-قالت مريم بخبث :أنك بتحب يا معلم..
لم تعرف بأنها ضغطت على وتر حساس.
-ردحازم بتوتر وأرتباك :بحب......... بحب مين..... وبعدين أيه التخاريف إلى بتقوليها دى
-وهنا قررت مريم ان توجه بالحقيقه التى يعتقد بأنها لا تعرفها
تحدثت مريم بجديه :مش تخاريف ياحازم أنا عارفه أنك بتحب آلاء من زمان أوى..... حازم انا أكتر واحده هتحس بيك فضفض ليا..
-حازم بأبتسامه :باين عليا أوى كده ،، وبعدين قوليلى عرفتى أزاى.
-بادلته شقيقته الابتسامه وقالت.
عرفت أزاى ..دى حاجه واضحه وضوح الشمس يا حازم.. أنت أول ما بتشوفها يا حازم عيونك بتلمع بتبقى سعيد جدا ....يعنى بتبقى واحد كده غير حازم الى نعرفه.... دايما خايف عليها مهتم لامرها .....
-حازم بسعاده غمرت وجهه.
أقولك على حاجه بس ما تقوليش لبابا وماما غير لما يوصلنى الرد على طلبى
-مريم بأستغراب: رد! رد إيه
-أنا طلبت أيد آلاء من مصطفى
-مريم بفرح وسعاده :بجد يا حازم أنا فرحانه أوووووى... ثم تذكرت شئ ما.
،،بس أمتى حصل الكلام دا ،، و إزاى الكلبه آلاء ما تقوليش ؟
-حازم مبررآ:طلبت أيدها يوم ماكنت عندهم فى البيت انا وأنتى.... وأكيد آلاء ما قالتلكيش علشان أكيد فكرت أنك عارفه ....وكمان علشان محدش يضغط عليها.....
-مريم بحزن مصطنع..
و انت ما قولتليش ليه مش معتبرنى أختك يا حازم أهئ أهئ أهئ.
-أنا ما كنتش حابب حد يعرف آلا لو آلاء وافقت.
-مريم مستفهما:وعلشان كده قاعد زعلان ومضايق لانهم لسه ما ردوش عليك ؟
أوما موافقا برأسه:أها ...وقلقان خايف ماتوافقش يا مريم.
-مريم مطمئنا إياه:ان شاء الله خير.. ولو ليك نصيب ربنا هيكتبهالك ..ثم اضافت قائلا لكن لو مالكش نصيب يبقى ربنا مش كاتبها ليك وشايلك الاحسن...
-ونعم بالله... ثم قال بحب وأمل :يارب توافق... انتى ماتعرفيش انا بحبها أد ايه يا روما أنا مستعد اعملها اي حاجه بس توافق ....آلاء بالنسه ليا حلم بسعى لتحقيقه أنا دايما بدعى ربنا انها تكون من نصيبى ونصى التانى... انا زى ما قولتى بحبها بحبها أوى...
-ربتت مريم على كتف أخيها ثم قالت :أنا عارفه كل دا وبدعيلك من كل قلبى.
-حازم بعقلانيه :مريم انا مش عاوز علاقتك بآلاء تتأثر لو ما حصلش نصيب بينى وبينها وكمان مش عاوز بابا وماما يعرفو علشان مايضيقوش ويأخدو موقف منها لانك عارفه هما بيحبوها اد ايه اوك... بس دا طبعا فى حال مفيش نصيب .
-مريم بتأكيد على كلامه:أكيد طبعا علاقتى بآلاء مش هتتأثر دا نصيب وقدر.... انت اخويا وبحبك و أكيد طبعا بتمنى واحده زى آلاء ليك. بس لو رفضت و دا حقها انها ترفض او تقبل...... فا مستحيل أخسر صحبتى وصديقة عمرى علشان موضوع زى دا...
-حازم بإبتسامه:حبيبتى يا روما... يلا بقا علشان عاوز ألبس وأنزل اروح العياده.
-أوك يا زوما سلام... بعدما ذهبت أخذت تفكر بينها وبين حالها.. فهى أكثر شخص يعرف آلاء وما يدور بخلدها خاصا تجاه موضوع الزواج و كرهها بالرجال بسبب ما يسمى والدها ...لكنها رغم هذا أخذت تدعو بقلبها لشقيقها ألا يكسر قلبه.. يارب يا حازم يكون ليك نصيب مع آلاء وتعوضها عن كل الى شافته فى حياتها...
**********
*داخل إحدى مولات الاسكندريه*
أخذو يتسوقون ويبحثون عن فستان مناسب للحفل لكن إلى الان لاتجد شئ قد نال أعجابها مما يثير حنق وغيظ مصطفى.
*مصطفى بغيظ :آلاء تعالى نرتاح شويه أنا تعبت
انتى عارفه لوحد غيرك تعبنى كده يا كنت سبتو ومشيت يا كنت قتلتو..
-فلتت منها ضحكه رغما عنها وقالت:هههههههههههه هههههههههههههه والله انت الى اصريت.إنى اشترى فستان.
والله..انتى عارفه انا لما أتجوز عمرى ما هعمل شوبنج مع مراتى بعد الى شوفته معاكى الله يكون فى عون الى هيتجوزك..
-عبس وجهها فجأه ثم قالت.
طيب يلا يا خويا ندخل المحل دا أنا حاسه إنى فيه حاجه تعجبنى.
-يلا ياختى... ثم ذهبا معا..
”داخل المحل
******
السلام عليكم //الموظف:وعليكم السلام أتفضلو يا فندم ثم نادى على إحدى العاملات بالمحل.
-مع الهانم شوفيها عاوزه محتاحه أيه.
-الموظفه:أتفضلى حضرتك.
آلاء موجه كلامها لمصطفى:
مصطفى هاتيجى تختار معايا.
هزمصطفى رأسه برفض:لا ياماما
ذوقى مش بيعجبك وبعدين أنا تعبان هرتاح هنا على الكرسى دا على ما تيجى.
-أوك.
-أخذت آلاء تبحث وتبحث بين الفساتين حتى كادت تفقد الامل إلا أنها رأت فستان قد جذب انتباهها..
-آلاء:ممكن أشوف الفستان دا بعد أذنك.
الموظفه:تحت أمرك حضرتك يا هانم.
-قالت آلاء بأعتراض :هانم أيه بلاش الكلمه دى.. انا آلاء بس.
الموظفه بإستحياء :أزاى بس حضرتك ماينفعش
-لا ينفع ،، قوليلى اسمك ايه بقا.
-أسمى سمر..
-طيب هاتى يا سمر الفستان علشان اقيسه .....قامت سمر بإعطائها الفستان كى تقوم بقياسه قامت آلاء بإرتداء الفستان و......
-سمر بإنبهار :بسم الله ماشاء الله قمر
-آلاء بخجل :أنتى الى قمر ،،بس بجد الفستان شكله حلو
-تحفه والله أنتى خليتى الفستان جميل جدا لما لبستيه.
-عيونك هي الى حلوه ياحبيبتى.... عن أذنك بقا علشان اغير..
*عند الكاشير *
قالت آلاء بهدوء لصاحب المحل:لو سمحت انا هاخد دا ثمنه كام.
-الرجل :ثمنه (......)يافندم.
-أوكى هاخده.ممكن تجهزو
-تحت امرك يا هانم.
همت آلاء بأخراج النقود من الحقيبه لكن مصطفى سبقها وقام بالدفع بدلا عنها.
*آلاء بهدوء :أتفضل حضرتك
*الموظف :خلاص ياهانم الاستاذ الى مع حضرتك دفع.
نظرت آلاء تجاه مصطفى فوجدته ينظر لها بضيق بسبب فعلتها تلك. فأخذت الحقائب وخرجو لكن فى السياره
تكلم مصطفى بضيق وعتاب:إيه الى عملتيه جوا دا يا آلاء أزاى تدفعى وانا موجود .
آلاء مبررا :انت عارف انى مش متعوده على ان اى حد يدفعلى حاجه او يصرف عليا يا مصطفى .
مصطفى منهيا الحوار:أخر مره يا آلاء الموضوع دا يتكرر مفهوم.
لكن لا يوجد رد..مصطفى بصوت عالى نسبيا :مفهوم
آلاء بضيف :مفهوم ،،بس متزعقش كده
ابتسم رغم عنه وقال:طفله و ربى طفله هههههههههههههههه
**********
فى المساء
******
بدأ المدعوين بالقدوم... وكانت القاعه مليئه برجال الاعمال وسيدات المجتمع الراقى والجميع متحير من هذه الدعوه.. فهم ولاول مره يسمعون برجل الاعمال هذا وشريكه الغامض.... يجلسون وينتظرون صاحب الحفل الذى لم يأتى إلى الان لكن لحظات واتى عبدالرحمن آولا ثم والده ومعه ساندى الصغيره.. كان عبدالرحمن قمه فى الاناقه والشياكه فكان يرتدىحله رماديه اللون ورابطه عنق باللون الاسود وساعه معصم ماركة( )اما والده كان يرتدى حله كلاسيكه باللون الاسود وساندى كانت ترتدى فستان باللون الوردى مع صندل بنفس اللون....
رحب عبدالرحمن بالمدعوين وشكرهم على الحضور دقائق ووصل زياد وهو يماثل عبدالرحمن بالاناقه
*تحدث زياد بهمس فى أذن عبدالرحمن :
هوالبوص فين.
*بادله عبدالرحمن الهمس قائلا :والله يابنى ماأعرف أخوك دا بيروح فين ؟! هو قالى ادخل انت الاول وأنا شويه وهاجى.
زياد باستغراب :غريبه فعلا!
*زياد هيا الناس بتبصلك كده ليه ؟
*زيادبتفاخر: يابنى هو انت ناسى انا أبقى ابن فى مصر وأسكندريه ولا أيه ثم صمت لحظات.
عبدالرحمن :مالك سكت كده ليه؟
*تحدث زياد فجأه : اصل انا تقريبا عرفت خالد لسه مجاش ليه.
*ليه انطق... اخذ يسرد زياد ظنونه و
*عبدالرحمن :اها.. ثم وجد من ينادى عليه فالتفت فإذا بها اخته.
*عبدالرحمن أريد ان أدخل إلى المرحاض الان.
نظر لها باستغراب ثم قال :
وماذا أفعل لك! أذهبى.
-ردت عليه بتأفف.
ان كنت أعرف المكان لما سألتك.
اها لا تعرفين المكان ثم التف ناحية زياد محدثا إياه
-زياد ممكن تودى ساندى للحمام علشان مش عارفه مكانه.
-و ما توديهاش انت ليه .
علشان يا اذكى أخواتك مش هينفع اسيب الضيوف.
-اها .طيب......وجه عبدالرحمن كلامه لساندى.
-ساندى اذهبى برفقة زياد هو سوف يريك اين المرحاض.
-حسنا...ثم.ذهبا سويا .
لحظات وأطل بهيئته الجذابه والساحره للنساء و رائحة عطره الفواحه التى ملأت القاعه.
يرتدى حله سوداء اللون مع قميص ناصع البياض و رابطة عنق سوداء وساعة معصم من اشهر الماركات. ومصفف شعره على احدث صيحات الموضه وحذاء اسود لامع ...بالاضافه لطوله الفارع ... مما جعله محط انظار الجميع منذ دخوله للقاعه خاصتا مع ذاك الحضور المميز وتلك الهيبه التى تجبرك على احترامه
دخل ينظر لهم بنظرات ثاقبه كالصقر ويبتسم هو عندما يرى تغير وجوههم للاندهاش ومنهم ينظر له بصدمه ومنهم من ينظر له بهدوء ومنهم من ظهرت على معالم وجهه الغضب والكره.
بدأت الهمهمات تملأ المكان اما هو كان يبتسم بإنتصار فهذا ما أراده هو...
إحدى السيدات قالت بهيام:واو مين الشاب الى داخل دا ؟
ردت عليها أمراه آخرى بهيام مماثل : ريحةبرفانه مليه المكان واو...ثم التفت لتسأل احدهم.
-متعرفش مين الى داخل دا.
-رد عليها ومازالت الصدمه جليه على وجهه:معقول هو
-ايوه هو مين.
-انت متعرفيش هو مين.
-هزت رأسها بنفى :لا
-دا خالد البحيرى من اكبر رجال الاعمال فى مصر كان مسافر بقالو 6سنين بره مصر.
-هزت رأسها بأعجاب :اها.
-اما على الجهه الاخرى هناك من يتحدث عنه بكره .
ايه الى رجعه تانى ما احنا كنا مرتاحين منه.
*******
آتى عبدالرحمن نحوه عندما رآه.
عبدالرحمن بهمس ضاحك:
ايه يابنى الدنيا القاعه اتقلبت من ساعة مادخلت هههههههههههههههههه..
-خالد بهمس مماثل وغموض:ولسه هيتفاجأو هههههههههه
-طيب يلا علشان اقدمك على انك شريكى ههههههههه.... قالها بمزاح.
بادله خالد الضحك.. ههههههههه يلا يا خويا.
-عبدالرحمن موجها كلامه للجميع..
لو سمحت يا جماعه. انا حابب اقدملكم شريكى (خالد البحيرى )وهو مش بس شريكى لا وصديقى واكتر من اخويا.و دلوقت أسيبكم تستمتعو بالحفله.
*****
-تحدث احد المدعوين :
الكينج رجع والمنافسه هتبتدى من جديد والله زمان.
-رد عليه احدهم بكره وغل :ما كنا مرتاحين منه...
-تسائل احدهم بحيره:مين خالد دا الى اول ما دخل والدنيا اتقلبت كده.
-دا الحوت الى مفيش اى صفقه كانت بتعدى من تحت ايده ودا كان مكره أغلب رجال الاعمال فيه وكان مسافر من فتره والكل ارتاح منه بس اديه رجع اهو وهيتعبنا من تانى...
****************
بعد ان قام زياد بارشاد ساندى إلى المرحاض قرر الاتصال بصديقه مصطفى وفى هذه الاثناء كان مصطفى قد اوشك على الوصول بعد عده رنات....
*الو... ايه يا مصطفى انت فين
*مصطفى :خمس دقايق ونوصل
*اوك. فى انتظارك.. سلام .
*سلام..
*فى السياره *
مصطفى بمرح :والله ما عارف هدخل بيكى ازاى الحفله وانتى حاجه كده استغفر الله العظيم قمر.
*آلاء بمزح كى تدارى على خجلها:بس بقا احسن بتكسف هههههههههههه
*طيب يلا ياحلوه يالى بتتكسفى وصلنا اهو.
*يلا.
*******
اما زياد نسى تمام امر ساندى ودخل القاعه من دونها.
عندما خرجت لم تجده.. وكان هناك طرقتان ولم تعرف اي منهما تسلك إلا ان قررت وكان الطريق الذى اختارته كان طريق الذهاب للخارج.. فأخذت تتلفت حولها ولم تعرف ماذا تفعل حتى ادمعت عيناها وفى هذه الاثناء دخل مصطفى مع آلاء التى لفت انتباهها هذه الملاك الصغير خائفه وعلى وشك البكاء .
*آلاء :مصطفى ثوانى هشوف البنت الصغيره دى مالها شكلها تايها باين ؟
*طيب بسرعه. ////اوك ....بعد ان ذهبت ناحيتها.
*آلاء بأبتسامه مطمئنه :مالك يا حبيبتى زعلانه ليه انتى تايها.
الا ان ساندى لم تفهمها :انا لا افهمك... قالتها بالانجليزيه. عندها علمت آلاء بان تلك الفتاه اجنبيه ولا تتحدث العربيه فالتفتت لاخيها وقالت له:مصطفى ادخل انت وانا جايه وراك على طول.
*مصطفى بأعتراض:لا خلينى معاكى علشان ماتكونيش لوحدك.
*ما تخافش مش هيحصل حاجه ////بس
*ياعم ما تخافش...... وامام اصرارها هذا رضخ مصطفى وذهب للداخل.
اما الاء التفتت للفتاه الصغيره وقامت بمحادثتها بالانجليزيه.
*آلاء بابتسامه هادئه:حسنا اخبرينى ما أسمك؟
*ردت عليها بتوتر:انا أسمى ساندى. وما أسمك انت.
أنا اسمى آلاء.
حاولت نطقه فى البدايه لم تنجح إلا انها فى نهاية المطاف استطاعت نطقه.
*آ... آلا...آلاء هل نطقته صحيح ؟
اجل ياعزيزتى. اذا اخبرينى اين تريدن الذهاب....قامت ساندى بأخبرها عن المكان الذى تريده
*اها انه المكان الذى سأذهب إليه ايضا.. //ساندى :حقا
*اجل هيا بنا...
ساندىبأبتسامه :حسنا لكن قبل ان نذهب اريد ان اقول بأنك جميله جدا بل بارعة الجمال وعيناك جميله ايضا..
*بل انت الجميله يا ساندى.. هيا بنا
********
والله ومصر وأسكندريه نورو يا خالد باشا.
*خالد بإبتسامة مجامله:منورين بأصحابهم يا منصور بأشا ثم نادى على صديقه.. عبدالرحمن.
*ايوه خالد.
اقدملك يا عبدالرحمن دا منصور باشا صاحب اكبر سلسلة مطاعم فى اسكندريه ومصر كلها. ودا طبعا عبدالرحمن صاحبى وشريكى
*منصور مادا يديه :اهلا اهلا يا استاذ عبدالرحمن.
*قام عبدالرحمن بالسلام عليه:اهلا اهلا يا منصور باشا. ثم همس فى اذن خالد.
*خالد متعرفش فين زياد.
*بادله خالد الهمس :لا.
*لكن لحظات واتى زياد.
*عبدالرحمن متسائلا :زياد فين ساندى.
*اوبا... سبتها هناك وجيت... أسف يا عبدالرحمن. والله نسيت.
*******************
يقولون فى الامثال (رب صدفه خير من الف ميعاد)
كم هى غريبه تلك الصدفه التى جمعتنا دون أدنى تخطيط او موعد.... وعلى الرغم من اننا سعينا جاهدين لذاك اللقاء وكم تشوقنا لرؤية الاحبه إلا ان الصدفه هى التى كانت لها الكلمه العليا...
(الصدفه)
البعض يعتبرها بدايه جديده والبعض الاخر يعتبرها جرح اخر يضاف لقائمة جروحه التى يحاول ان يخفيها بين طيات القلب المكلوم.. ... بين خبايا عقل قد اوشك على فقدان صوابه........
****************
.*عبدالرحمن بعصبيه: اسف... والله ماعارف اقولك ايه بس... عن اذنك. وذهب ليرى اين اخته. لكن قبل ان يصل للخارج رأها اتيه بصحبة احداهم. فذهب ناحيتهم.
*اين كنت يا ساندى.؟
*أسفه يا خالد لم اعرف الطريق وهناك رأيت آلاء وساعدتنى واتت بى إلى هنا.... وهنا أشارت لالاء.
عندما نظر لها عبدالرحمن شعرها بأنه يعرفها منذ زمن وبأنها جزء منه..
*يااااااالله لا اعرف لما اشعر بأننى اعرف هذه الفتاه. افاق من شروده على صوت ساندى.
*الن تشكرها لمساعدتى!
*عبدالرحمن بأبتسامه ثم مد يديه:انا متشكر جدا ياانسه أنك ساعدتى اختى.
*آلاء بأحراج: لا شكرا على واجب.... بس انا أسفه مش بسلم عن اذنك. وتركتهم وذهبت تبحث عن مصطفى
*ايه البنت الغريبه دى.؟! يلا يا سوسو.
********
بمجرد دخولها القاعه لفتت الانظار بهيئتها الساحره تلك فكانت ترتدى فستان من خامة الشيفون باللون النبيتى وكان الفستان ضيق من عند الصدر مع حزام باللون الذهبى ومتسع من أسفل مع حجاب باللون الذهبى ولم تضع اى من مساحيق التجميل سوى ملمع شفاه وكحل قد ابرز دون قصد منها جمال عينيها. ...شعرت آلاء بالضيق من كل تلك النظرات ....وأخذت تبحث عن مصطفى.
********
*يلاياعم تعالى اعرفك على اخويا.
*طيب استنى آلاء زمانها جايه. ثم التفت حوله يبحث عنها آلا ان وجدها فأشار لها بالقدوم....
*اها جايه.
*زياد بتسأل :فين دى.
*ياض الى هناك دى.
*زياد ببلاهه:قول والله.
*مصطفى بأستغراب :والله
*قال زياد بتلقائيه :اصلها بسم الله ماشاء الله قمر ... روح ياعم هاتها بدل ما الناس بتبص عليها كده..
بالفعل وجد مصطفى نظرات بعض الرجال مصوبه نحوها.
انا قولت هقتل حد النهارده محدش صدقنى... ثم اتجه ناحيتها ...وبعد ان جلبها وذهبو ناحية زياد.
*اذيك يا أنسه آلاء عامله ايه.
*الحمدلله. تمام.
*طيب يلا ياجماعه .
*هنا سأل زياد عن أسم آلاء.
زياد بهمس :صحيح اختك اسمها آلاء ايه...
*رد عليه مصطفى بمزاح:ليه هتطلعلها بطاقه هههههههههههعهههههه
*هههههه خفه يا واد ” دا علشان لما اقدمها للناس.
*اها...اسمها(..................................)
أخذ زياد يخبط رأسه ويحدث نفسه قائلا:
مش عارف ليه حاسس انى سمعت اسم والدها دا قبل كده..
********
*عبدالرحمن والدك راح فين ؟!
*تعب شويه فا أنا قولتلو يروح يرتاح ...
*اها تمام...... و سمع خالد احدهم ينادى عليه فالتفت ليرا من هو .
*عبدالرحمن... خالد......
*أيوه يا زيزو.... /ايه يا عم........///اما ساندى عندما لمحت آلاء ذهبت تجاهها
*ساندى بأبتسامه :انت هنا... التفت آلاء ناحيتها
آلاء بادلتها الابتسامه:اجل عزيزتى. واخذت الفتاتان تتحداثان سويا..
******
زياد بتعريف:اعرفكم ياجماعه دا البشمهندس مصطفى الراوى صاحبى وشركته هى الى صممت المشروع.
نظر خالد ناحيته وشعر بأنه رأه مسبقا.
خالد لنفسه:مش عارف شوفت الشاب دا فين قبل كدا.... عندما ذهب ببصره تجاه آلاء وجدها معطيا اياه ظهرهاوتتحدث مع ساندى ...وافاق من شروده على صوت زياد.
*مصطفى يا خالد.
*خالد بترحاب: آهلا اهلا بشمهندس مصطفى.. دا زياد ملهوش كلام غير عنك لدرجة ان انا غيرت منك يا راجل..... انها كلامه بمرح.
*قهقه مصطفى على كلامه وقال.
مش للدرجه دى يا خالد باشا.... دا هو كل ما يكلمنى يقولى خالد... خالد.. خالد ههههههههههه.
*زياد :ههههه خفه يا واد انت وهو... اعرفك يا مصطفى على صاحب خالد وشريكه. عبدالرحمن.
*مصطفى :اتشرفت بمعرفتك.
عبدالرحمن:الشرف ليا.. ثم ضاف قائلا.
مش عارف ليه حاسس انى سمعت اسمك قبل كده
*ههههههههههه أكيد من زياد.
عبدالرحمن بعدم اقتناع:يجوز برضو.
*زياد مكملا:واعرفكم كمان على... التف حوله لم يجدها. فالتف ناحية مصطفى.
* زياد بأستغراب وتسأل :هي فين يامصطفى؟!
مصطفى بتسأل :هى مين؟
*قال زياد بتأفف.
آلاءيا غبى.
هنا نظر مصطفى حوله فوجدها تكلم الصغيره فقام بمنادتها. ...آلاء تعالى
*حاضر.. ذهبت هى ومعها ساندى ناحيتهم.
*ساندى لعبدالرحمن:عبدالرحمن أنها الفتاه التى ساعدتنى... نظر عبدالرحمن نحوها بأبتسامه هادئه :أها
اما خالد عندما رفع بصره نحوها صدم مما رأه يالله انها هى ام اننى اتخيل فقط و عندما دقق النظر لا لا انها هى انها الفتاه التىاحترت فى امرها هاهى امامى ثم تذكر شئ ما... إذا مصطفى هو زوجها شعر فجأه بضيق لم يعرف له سبب لكنه رجع وحدث نفسه ...و ما دخلك انت ايها الاحمق....
شعرت آلاء بنظرات مصوبه نحوها فرفعت بصرها نحوه ونظرت له بضيق.. لكنه كان فى عالم أخر لم يفق منه سوى على صوت شقيقه.
*أقدملكم يا جماعه البشمهندسه الى كانت مشرفه على المشروع.. وهنا زياد لم يشعر بفداحة ماسيتفوه به.
*زياد بأبتسامه هادئه:البشمهندسه آلاء ممدوح النجار ...
نظر عبدالرحمن وخالد لبعضهم البعض فى نفس اللحظه ثم لالاء ثم عادو وتطالعو لبعضهم مره آخرى.
اما عن عبدالرحمن فقد ألجمت الصدمه والفرحه لسانه قبل جسده فلم يستطع الكلام ولا الحركه.
*ساندى بفرح:اوه ان أسمك يشبه أسمى كثيرا.
آلاء بمرح:كيف ذلك.
ساندى موضحا :انا أسمى ساندى مم......لكن قاطعها عبدالرحمن.
*تحدث عبدالرحمن بصوت مهزوز ومتوتر... كأنه يأتى من بئر عميق.
أنتى اسمك آلاء م... مد.. وح... الن.. جار
*أومات آلاء براسها بأستغراب ولم يختلف حال مصطفى عنها.
*أيوه فى حاجه.
*تحجرت العبرات فى عينيه وشعر بفرحه شديده ....ياللهى انها أمامى شقيقتى التى أشتقت لرؤيتها وظللت ابحث عنها ولم اجدها اللهم لك الحمد....لم يعرف ماذا يفعل ايبكى ام يفرح ...ربما لو ترك العنان لنفسه سيستريح فها هو واقف امامها ولا يعرف ماذا يفعل...يااااااالله ساعدنى
تطلع نحوها بأعين فرحه وحزينه بنفس الوقت ثم سار متجها نحو لا أراديا
فتطلع الجميع نحوه بأستغراب عدا خالد الذى يعرف السبب ويشفق عليه .
اما زياد فاخذ يحدث نفسه :
آلاء ممدوح النجار ،، وعبدالرحمن ممدوح النجار ياترى دا تشابه اسماء ولا هما اخوات ولا ايه بالظبط... ثم تذكر شئ ما عندما قال له مصطفى بأن آلاء لها شقيق مسافر بالخارج ...والله ما فاهم حاجه و
*زياد بمزاح :آلاء ممدوح النجار وعبدالرحمن ممدوح النجار انتو اخوات ولا ايه... للمره الثانيه لم يشعر بفداحة ما تفوه به. ...... عم الصمت المكان ولم يوجد سوى صوت تنفسهم المضطرب. ..تسمر عبدالرحمن في مكانه ولم يستطع أكمال السير... اما آلاء شعرت وكأن احدهم سكب عليها دلو من الماء..... نظرت آلاء لمصطفى بذهول والذى تطلع لها بذهول مماثل...
آلاء وقد أنسابت عبراتها على وجنتيها هزت رأسها برفض قاطع.
*لا لا أكيد دا تشابه أسماء مش أكتر.
*مصطفى مهدئا إياها:آلاء اهدى يا حبيبتى اهدى
عبدالرحمن وقد اقترب منها قائلا بنبره حانيه :
أنتى مامتك أسمها سميه ؟صح
آلاء بفزع وتلقائيه:انت عرفت منين.
ابتسم عبدالرحمن رغم عنه وقال.
عرفت علشان هي تبقى امى وانتى اختى.
*هزت رأسها برفض و دموعها تنهمر :
لالا انت مش أخويا.. انا مليش اخوات..
رأي مصطفى حالتها تسوء فأحاط كتفيها بذراعيه كى يبثها الامان.
*آلاء بهستريا وهذيان:مصطفى قولو انى مليش اخوات بالاسم دا.
انسابت عبراته على وجنتيه على حال شقيقته فهو لم يكن يتخيل ان ترفضه بهذا الشكل ..لكنه اقترب منها كى يمسك كفيها لكنها أزاحتهم بعصبيه وغضب .
*عبدالرحمن بحزن:ليه ياآلاء بتقولى كده انا اخوكى
*كان كل هذا على مرأى ومسمع خالد الذى يشفق على حال الاخ واخته .
*خالد مهدئا عبدالرحمن: اهدى يا عبدالرحمن
عبدالرحمن بعصبيه وحزن:أهدى ايه ‘زفت أيه... دى بتقول انى مش أخوها.
آلاء ببكاء :مصطفى يلا نمشى.....
مصطفى بحزن لحالها :حاضر يا حبيبتى يلا ...وعندما همو بالذهاب اوقفهم عبدالرحمن متسأل:
رايحين فين؟،، ثم تكلم بهدوء وحنيه:آلاء معقول عاوره تسيبى اخوكى بعد ما لاقاكى.
*هنا تكلمت آلاء بسخريه مريره. تكلمت.
ههههه صدق ضحكتنى هههه اخوكى حلوه أخوكى دى... لا ولاقاكى.. ثم تحولت نبرتها للقسوه
أنا بقا هسيب اخويا زى ماسبنى زمان بعد مالاقيته... ثم تركته وذهبت حاول اللحاق بها لكن مصطفى قد منعه.
*مصطفى بعصبيه وضيق: لوسمحت سيبها لما تهدي
*عبدالرحمن بتوسل: أرجوك نفسى أكلمها أرجوك ..ثم تسأل
هو انت تقربلها ،،ولا تعرفها منين ،، انت جوزها طيب.
مصطفى بضيق وسخريه: جوزها هههه! كمان مش عارف انا مين! عادى هستنى ايه من واحد ما كنش عارف اخته... عن اذنك ثم تركه وذهب خلف آلاء.......
*******
* يقف زياد ببلاها وفم مفتوح فهو لا يفقه شئ.. غير مستوعب لما حدث.. اما خالد فكان يشعر بالغيظ الشديد من أخيه...
*قال خالد وهو يجز على أسنانه من فرط غيظه من أخيه...
-زياد.
*نعم
-هو أنا قولتلك قبل كده تدور على مين..
*زياد وهو يحك فروة رأسه ويبتعد عن أخيه قدر المستطاع..
على واحده أسمها سميه وبنتها.
-و قولتلك بنتها أسمها أيه ؟
-زياد بحذر:على مااعتقد آلاء
-اها آلاء... وقولتلى مالقتهاش ...وفى الاخر تطلع عارفها وبتضحك عليا ؟
*زياد بنفى وتبرير :والله ما ضحكت عليك.. ولا أعرف أن هى دى الى بتدورو عليها لانك ما قولتليش اسمها آلاء ايه.
انت قولت اسم مامتها كامل اما هيا ماقولتش غير أسمها الاول بس... ثم أضاف قائلا وبعدين انا ماعرفش اسمها كامل غير النهارده لما سآلت مصطفى..
أما عبدالرحمن كان يقطع الطرقه أمامهم ذهابا وإيابا كالثور الهائج ويستمع لكلامهم أما ساندى واقفه تنظر لهم لا تفقه شئ مما يحدث... فجأه أعلن هاتف زياد عن رساله من مصطفى... نصها..
(زياد لو عبدالرحمن سألك عن أي حاجه بخصوص آلاء زي عنوانها مثلا وكده ما تقولهوش حاجه حاليا لان آلاء حالتها سيئه ومش هتقدر تتكلم مع أي حد )...بعد ان قرأ نص الرساله رد عليه قائلا.
-حاضر ما تقلقش ... ثم أغلق الهاتف وقرر الذهاب..
*زياد بتوتر:طيب عن أذنكم يا جماعه علشان عندى شغل..
*عبدالرحمن محدثا زياد:
زياد انت مش هتمشى غير لما أعرف هوصل لآلاء وأمى ازاى...
*زياد:هو انا ماقولتلكش..
*عبدالرحمن بتعجب :ما قولتش أيه!
*اكمل زياد بكذب:أصل انا ماعرفش بيت آلاء.
هنا رد عليه خالد: لا ياراجل...
*اه ...ياراجل...
*نظر خالد لعينيه مباشرآ وقال :
مين الى بعتلك رساله دلوقت.
*تهرب زياد من عينيه قائلا:
دى واحده صاحبتى
*خالد بعدم تصديق :
طيب هات الموبيل
*لا.. لانها بعتالى رساله رومانسيه ومش عاوزك تقراها..
*قال خالد بصوت صارم :
زياد قسما بالله لو ماجبت الموبيل لكون ضربك وموديك المستشفى.
*عبدالرحمن برجاء:
أرجوك يا زياد لو تعرف مكانهم قولى.
*رق قلب زياد له لكنه تراجع عندما تذكر الرساله...
فتحدث بجديه :أوجوكم يا جماعه ما تضغطوش عليا....
*هوأحنا هنفضل نتحايل على حضرتك كتير ...طالما بتقول ماتعرفش هما فين.... هات الموبيل.... قالها بصوت مرعب مما أخاف زياد فهو يعلم أن تحدث خالد بمثل هذه النبره فلا يستطيع أحد مخالفته او رفض طلب له او الوقوف أمامه..
*يا خالد بس .
*لا بس ولا بتاع هات الفون....
*استغفرالله العظيم..خد ياعم الموبيل اهو.... وناوله إياه...
*نظرله خالد بغيظ وقال:
افتح الباسورد ياخفيف..
*تنهد الاخر بغيظ وقام بفتح الهاتف.. بحث خالد فى الرسائل ووجد رسالة مصطفى... وبعد ان قرأ الرساله توجه ناحية عبدالرحمن وقال: جوزها بيقول لزياد انه مايقولش ليك على مكانها على الاقل حاليا...
*قال زياد ببلاها وتعجب:جوزها مين لا مؤاخذه!
*رد عليه قائلا :مصطفى ....مش مصطفى جوزها برضو ؟
*عند هذه الكلمه انفجر زياد ضاحكا ولم يستطع الوقوف على قدميه فجلس على الارضيه..
ههههههههههههههه ههههههههههههه جوزها هههههههههه مصطفى جوز آلاء ههههههه طب أزاى... مما آثار تعجب خالد وعبدالرحمن معا..
*خالد بغيظ:بتضحك على ايه يا حيوان..
*تحكم خالد فى ضحكه بصعوبه قائلا : عليك يامعلم...
*هو قال نكته ولا أيه؟...كان هذا عبدالرحمن....
*طبعا قال نكته لان أساسا مصطفى ماينفعش يتجوز آلاء...
*رد الاثنان معا... ليه ما ينفعش ؟
*اكمل قائلا :وبعدين يا أستاذ عبدالرحمن المفروض تكون عارف ليه...
نظر له عبدالرحمن بعدم فهم :انا..ليه...
*أسم مصطفى الراوى مش بيفكرك بحاجه؟
*انا حاسس انى اعرف الاسم او سمعتوه غير النهارده بس فين مش فاكر....
رد عليه بسخريه:
حاسس مش متأكد...
وبعدين هتفتكرو أزاى وانت ما كنتش عارف أختك....
*زيااااااااااد.... كان هذا صوت خالد الذى قالها بزعيق....
*أيه قولت حاجه غلط ؟
*ردعليه عبدالرحمن بصوت حزين وأعين دامعه:
ما تحكمش على أي شخص من غير ما تعرف حكايته او ظروفه
*شعر زياد أنه تمادى فى كلامه فقرر الاعتذار لانه فعلا لا يعرف من الموضوع سوى امور بسيطه... لذا لا يجب ان يحكم عليه ...
*احم احم انا أسف يا عبدالرحمن... انت عندك حق ما ينفعش احكم على أي شخص من غير ما أعرف الحكايه وبعدين أنا كل الى اعرفه من مصطفى ان آلاء ليها اخ مسافر بره..
*قول بقا مين مصطفى دا
*دا يبقى أخو آلاء..
*نظر له عبدالرحمن بغباء :
اخوها...هيا ماما اتجوزت!
*خالد ببلاها :انت متأكد انهم أخوات.؟
*زفر زياد بغيظ و رد عليهم..
طبعا متأكد انهم أخوات...
وأخوات أزاى.. فهما أخوات فى الرضاعه.. فهمتو..
*هنا ضربت الذاكره برأس عبدالرحمن وتذكر..
أيوه ايوه مصطفى الراوى ابن عم محمد جارنا زمان... وفعلا مامت مصطفى رضعت آلاء علشان ماما كانت تعبانه وقتها.... علشان كده لما انت قولت اسمه حسيت انى اعرفه.... وكمان هما سافرو قبل انا ما سافر مع بابا.... ممكن علشان كده أكون نسيت ..
*اما خالد فكان يشعر براحه عندما علم هذا الامر..
*عبدالرحمن انا لا افهم اغلب ما تقولون... كانت تلك ساندى... ماذا يحدث فانا خائفه...
*لا تقلقى يا عزيزتى سيكون كل شئ على مايرام.. ثم قبلها على وجنتيها..
*ياااااااه على القدر والصدف بقا انا أفضل أدور عليها ماعرفش مكانها وفى الاخر تطلع ماسكه بناء الشركه بتاعتنا يعنى قريبه منى وانا مش عارف ....اللهم لك الحمد انى لاقيتها.
*زياد أرجوك قولى هما فين...
*بس انا وعدتهم ....وكمان مصطفى بيقول ان آلاء حاليا ومش جاهزه تكلم حد..
*أرجوك عمرى ما هأذيها دى أختى
*زياد بقلة حيله: امرى لله ..انا هديك عنوان الفيلا رغم ان مصطفى هايزعل منى...
سعد عبدالرحمن بشده وقام بأحتضانه.. ثم قام أيضا بأحتضان خالد الذى بادله الاحتضان بدوره وربت على كتفه و...
*مش قولتلك مأتيأس وتفقد الامل...
*عبدالرحمن بفرحه:الحمدلله ،، ويعنى على انى اخليها تسامحنى هي وأمى...
*أن شاء الله.....
****
الفصل الحادى عشر...
************
.الألم...
الالم هو أسوء شعور يمكن ان يتملك الانسان فيجعله عاجز عن فعل اى شئ ..التفكير.. المواجهه... حتى القدره على التنفس.... جل ماتشعر به أن قلبك سوف ينشطر لنصفين ولا تعرف حتى كيفية وقوف هذا الاحساس... فأحيانا تشعر ان نبضات قلبك تتسارع وبشده... لدرجة انك تعتقد بأنه سوف يخرج من بين ضلوعك ثم تدريجيا يبدأ بالنبض ببطء حتى تعتقد بأنه اصبح على وشك الموت... بل لقد مات بالفعل...
*********
أحيانا اخرى تشعر بسخونة جسدك فتظن انه قدأصيب بالحمى... ثم يفاجأك سريعا بأنخفاض درجة حرارته ....فتسرى فيه بروده كبرودة الموتى.. فلا تعد تشعر حتى بأطرافك...
لاأعلم هل بهذا الجسد عله ما أم انه يتلاعب بى كما يتلاعب بعض البشر.. يااااااااالله لقد تعبت من الشعور بالالم.. الظلم.. والخزلان.. لقد أوشك قلبى على الانفجار من كثرت الالم والوجع المحاط به....
ااااااااه رحماك يالله لااعلم ماذا فعلت جل مااعلمه هو اننى منبوذه من اب يكرهنى ولا أعلم حتى ماذا فعلت له ..بل لا أحد يعلم هذا السر ،، واخ قد نبذنى انا وامى مثل أبيه وأيضا لا اعلم السبب فأمى فراق ابى لا يفرق معها ...فما يفرق معها هو فراق اخى الذى تتوق لرؤيته وبشده.... وهنا لا يعنى انها لا تشعر بالظلم والالم من أبى...فانه اكثر من تسبب لها بالقهر والالم فهو قد اخذ منها فلذة كبدها اااااااااه اخى لقد سببت انت وأبيك لأمى آلم جعلها فقدت النطق بل أصيبت بعدة أمراض.... لن أسامحكم أبدآ على ما سببتموه لنا......
ألم يقل رب الكون ،، سنشد عضدك بأخيك ،،إذا اين كنت عندما كنت أواجهه المشاكل وحدى من دون سند يقف بجوارى يقول لى... لا تقلقى فأنا معك صغيرتى.... لكن مع الاسف لم تكن هناك... والان وبعد كل هذه السنوات تأتى وتقولى.. انا أخيك.. لا تتركينى... ضحكت بسخريه عندما تذكرت قوله لها فى الحفل قبل ان تهرب للمره الثانيه من الاسكندريه ...فالاولى رأت فيها ابيها... اما الثانيه رأت اخيها... وللعجب المرتان قد فرت هاربه فيهما.. ثم اخذت تتذكر عندما عادت من عروس البحر المتوسط.......
عندما وصلت السياره إلى الفيلا فتحت آلاء بابها وذهبت متجها للداخل بسرعه وتسبقها دموعها ظلت تبحث بعينيها عن والدتها فلم تجدها فصعدت لاعلى وذهبت تجاه غرفتها ثم دخلت دون ان تطرق الباب فوجدت أمها على سجادة الصلاه تؤدى فرضها.... فجلست بقربها على الارضيه حتى تنتهى... لكن تناهى لمسامعها صوت بكاء حار وهمهمات كأن احدهم يحاول الكلام ولا يستطيع على الرغم من المجهود الذى يبذله بحثت عن مصدر الصوت فى الغرفه فعلمت ان مصدر البكاء والهمهمات تأتى من والدتها الحبيبه فأذداد بكاء آلاء على بكاء امها لكنها حاولت على قدر الامكان ان تكتم صوت بكاءها وشهقاتها وأغمضت عينيها.. انتهت سميه من تأديه الصلاه ثم طوت السجاده والتفتت بجوارها وجدت ابنتها مغمضة العينين فمسحت دموعها سريعا حتى لا تلحظ ابنتها ذلك لكن مالا تعلمه بأنها رأتها وأستمعت لها...
ذهبت سميه تجاه آلاء وهزت كتفيها بهدوء فأنتفضت آلاء على تلك الحركه فهدئتها سميه ثم جذبتها من يدها كى تقوم من على الارضيه وذهبو بأتجاه الفراش جلست سميه أولا ثم أشارت لآلاء بالجلوس ونظرت لها تستفهم عن سبب تلك الحاله التى هي بها....طالعتها آلاء بنظرات حزينه موجعه ودموعها مازالت تسيل مما أدى لقلق سميه وهى ترى ابنتها بهذه الحاله فجذبتها لاحضانها سريعا وأخذت تهدهدها كالاطفال وتربت على ظهرها بحنان امومى خالص. ..لحظات وشعرت بها سميه تهداء بين ذراعيها فابعدتها قليلا تنظر فى عينيها فوجدت فيهما مزيج من الانكسار ‘الخوف ‘ الحزن.... يااااالله لابد ان الامر جلل لتبدو بمثل هذه الحاله...
نظرت سميه بجوارها تبحث عن ورقه وقلم لتسألها عن سبب تلك الحاله التى هي فيها... وجدت ماتبحث عنه ثم بدأت تكتب....
*مالك يالولو أيه مزعلك ياقلب ماما؟؟؟
لا تعرف ماذا تقول لها فهى ضائعه ياااااالله ااقول ام ماذا... قطع شرودها طرقات مصطفى على الباب فسمحت له بالدخول ...
*آلاء بصوت مبحوح من آثر البكاء :أدخل يا مصطفى... بعدما دخل..
*تسأل مصطفى بهمس لآلاء:قولتلها حاجه؟؟؟
هزت له رأسها برفض ثم أرته الورقه... وسألته بعينيها ماذا تفعل.... اما هو اجابها قائلا:
*قولى يا آلاء لازم تعرف...
-اخذت آلاء نفس عميق وزفرته على مهل كى تلقى مافى جعبتها... ونظرت فى عيون والدتها مباشرا كى ترى رد فعلها على ما ستقول....آلاء بصوت مبحوح:انا....انا شوفت أبنك ...قالتهابسرعه كأن أحد ما يلاحقها ...لم تستوعب سميه ماقالته آلاء فطلبت من ان تفسر ما تقول.... مش فاهمه؟
طالعت الاخرى مصطفى كى ينقذها من هذا الموقف فاوما لها بعينيه موافقا... ثم جلس بجوار سميه وأخذ كفيها بين كفيه ومسد عليهما بحنان. وقال بهدوء...
*آلاء تقصد اننا لما كنا فى الحفله شوفنا. احم احم شوفنا ابن حضرتك عبدالرحمن.... انتفضت واقفه تدور بعينيها فى الغرفه ثم نقلت بصرها تجاه الباب.... ففهم مصطفى ماذا أعتقدت وهم ان يتكلم..
*هو مجاش معانا ياماما... كانت تلك من آلاء التى قالتها بنبره زاعقه... انطفء على أثرها بريق عيون سميه وفرحتها وهزت رأسها بتسأل.واللهفه ظاهره فى عينيها :ليه
*ردت عليها آلاء بقسوه ظهرت فى نبرة صوتها..
علشان انا ماأدتهوش الفرصه دى ومش هديهالو....
*آلاء متكلميش مامتك كده.ومتعليش صوتك.... قالها بصرامه..
*أخفضت بصرها أرضا وردت بخجل وأسف من فعلتها تلك:أنا أسفه مأقصدش.......
**************
أخذتهم سميه من أيديهم ليجلسو جوارها كى يحكو لها ماحدث...
أخذ مصطفى يسرد لها ماحدث منذ بداية لقاء آلاء بوالدها ثم أخيها وتركها له....عاتبتها سميه فألاولى...على أخفائها كل تلك الامور التى حدثت معها ...اما الثانيه على معاملتها لاخيها هكذا....
*تحدثت آلاء بمراره وحزن :أيه ياماما بتبصيلى كده ليه ‘‘ زعلانه أنى سبتو ومشيت....
أيه كنتى عاوزانى أخدو بالحضن ولا أيه؟ وأقولو كمان أهلا وسهلا !......
*رد مصطفى عليها بهدوء وعقلانيه :
ياحبيبتى هي برضو ليها عذرها لان دا أبنها برضو مهما عمل....
*هنا صاحت عليهم قائلا بأستنكار.:
أبنها أيه.... أبناها الى سابها وراح مع أبوه ومابصش وراه حتى.... ههههههههههه هههههههههه أبنها ههه ه
جذبتها سميه مره أخرى لاحضانها فأخذت آلاء تشهق بصوت عالى وتحتضن والدتها بشده كأنها خائفا ان تتركها ‘‘..
وبادلتها سميه البكاء هى الاخرى ثم جذبت آلاء للاستلقاء على السرير وأخذت تقراء عليها ما تيسر من القراءن... بعد عدة دقائق غاصت آلاء فى النوم فخرج كلا من سميه ومصطفى للخارج..
*فى الخارج :
*بكت سميه وبكت حتى جفت عيونها ولم يعد فيهم أي دمعه....
-‘‘دموع فرحه بعودة الغائب ‘‘ ودموع حزن على ابنتها وعلى الحاله التي وصلت إليها...
*خلاص ياماما أرجوكى كفايا عياط. ارجوكى ...قالها مصطفى بحنان وحزن على حالهم.... (باك)
أفاقت آلاء من شرودها على يد أحدهم.......
***********
فى صباح اليوم التالى.... فى الطائره المتجهه للقاهره..
*كان نفسى خالد يكون معايا بس لازم حد يفضل فى الشركه....
لكزه زياد فى ذراعه قائلا :
وانا مش مالى عنيك ولا أيه
*هتف الاخر بألم قائلا :اااه مش قصدى بس خالد بيدينى دفعه قويه ...
-ثم تسأل مستفهما:بس تفتكر ماما هترضى تقابلنى هى وآلاء... وهل هيسامحونى ؟؟؟؟
-رد عليه زياد بخوف مصطنع :
تفتكر انت أبويا هيكتشف زى كل مره انى مزوغ من الشغل ؟؟؟
-ههههههههههههههههه ههههههههه الله يخرب بيتك ياشيخ ضحكتنى وانا مليش نفس...
-وضع زياد يده على خده وأخذ يندب حظه
اضحك ياخويا اضحك..... منك لله انت وخالد من ساعة ماجيتو وانا بزوغ من الشغل وأبويا يكتشف ويخصملى من المرتب لحد مابقيت بكح تراب... انتم أيه الى جابكم...... ولا مصطفى الى لما يعرف انى خلفت بوعدى وقولتلك على مكان البيت.
هيشعلقنى ومصطفى ايده طرشه أسألني أنا ياعينى عليك يازيزو يا أبن ام زيزو
هنا لم يستطع عبدالرحمن كبت ضحكته اكثر من هذا وانفجر ضاحكا:هموت يخربيتك ههههههههههههههههههههههههه
-أضحك ياعم محدش واخد منها حاجه..
***************
فى مكان لم نذهب إليه مسبقا..
داخل إحدى الفلل الاشبه بالقصور بمحافظة الاسكندريه ....من أول وهله ترى فيها المكان تجده يدل على العراقه والفخامه يبهرك من الداخل والخارج.... يدل على الذوق العالى لقاطنيه ..كان المكان يعمه الهدوءوالصمت لكن لم يدم هذا الهدوء كثيرا... فقد دخلت فتاه فى العشرينات عمرها إلى الفيلا تدندن إحدى الاغانى الشعبيه....
لاءلاء تبقى معديه لاءلاء ماتسلمش عليا لاءلاء عينى فى عنيها لاءلاء وعنيها فى عنيا لاءلاء
وبعد ان أنتهت من هذا الازعاج أخذت تبحث عن والدتها فى كل مكان فلم تجدها فأخذت تنادى بصوت عالى..
ماما يا ماما. ماما يا ماما مام........ا
أطلت عليها سيده فى الخمسينيات من عمرها تمتلك جسدا لا بل النحيل ولا السمين ووجه بشوش بأبتسامه هادئه لكن ان دققت النظر تجد فى عينيها نظرة حزن.....
*تحولت ابتسامة المرأه للعبس بسبب تلك المزعجه :
أيه مالك فى حد بينادى كده ؟الشريط سف ولا أيه
-ههههههههههههههههه سورى يامامى بس انا فضلت أدور عليكى ومالقتكيش فقولت أنادى بالطريقه الى دايما بلاقيكى بيها هههههههههههههههه.....المهم قوليلى يا زوزو البيت ماله هادى كده ليه فين بابى وزياد وأستغفر الله العظيم عاصم ....
*ردت عليها زينات قائلا بعتاب:يا بنت ماتقوليش على ابن عمك كده....
-قالت إيمان بلا مبالاه :دا واحد كئيب ...بس المهم فين زيزو وبابى
-ردت عليها بأنزعاج :مفيش فايده..... زياد معرفش راح فين من الصبح وبابي راح الشغل علشان اتصلو بيه لان في ورق مهم لازم يمضيه وكمان عرف ان زياد مرحش الشغل فامستحلفلو اول مايشوفو هيولع فيه ‘‘اما عاصم فى الشركه مع بابا خلاص كده....
هتفت إيمان بمرح :بقى كده يا زوزو زهقتى منى مكنش العشم ثم أخذت تدغدغها مما جعل أمها تقهقه
ههههههه يابنت احترمى نفسك ههههههه خلاص والله هضربك....
رفعت إيمان يديها دليل على الاستسلام :خلاص ياجميل أحنا أسفين بس قوليلى مال عنيكى فيها حزن كده ليه؟!
-صمتت زينات قليلا وأغرقت عيونها بالدموع...
-أيه دا هو الموضوع فيه عياط لا تعالى بقى كده وأحكيلى.
بعدما جلسو :قولى بقا مالك يامامى
*ردت بنفى :مفيش حاجه يا حبيبتى.
بقا كده ياماما هتخبى على إيمان حبيبتك يلا قرى واعترفى...
*قالت والدتها بصوت حزين :أخوكى
*تسائلت بقلق:ماله زياد؟
-لامش زياد ....*أومال مين قالتها بأستفهام ثم سرعان مافهمت من تقصد بكلامها.
تقصدى خالد... أومات بموافقه فقفزت إيمان من مكانها بقلق قائلا:
ماله خالد جراله حاجه ؟
لا بس أنا حلمت بيه وكان زعلان منى جدا حاولت احضنه بعد عنى ومرضاش يكلمنى ثم أنفجرت فى البكاء.
أحتضنتها إيمان بحنان وقالت:دا مجرد حلم يا حبيبتى....
-هو مش ناوى يسامحنى مع انى ماليش ذنب.. نفسى أشوفه أوى وحشنى..أبنى بيعاقبنى على حاجه بينه وبين أبوه أنا ماليش دخل فيها.
-أن شاء الله يرجع ومش هيكون زعلان منك... انتى بس لو تقوليلى إيه الى حصل بين يوم وليله كده قلب الدنيا.. كنت أقدر اساعدك... لكن انتم مش راضين... حتى زياد ميعرفش ...لاننا فى اليوم دا مش كنا موجودين هنا... كل الى نعرفه أن خالد وبابا حصل بينهم مشكله وبعديها خالد... أ.... قطع كلامها صوت إحدى الخادمات.
-يامدام زينات الجناينى عاوز حضرتك بره...
حاضر يامها خمس دقايق وجايه.بعدما ذهبت الخادمه
-يلا بقى يا روحى غيرى هدومك دى وأستحمى وتعالى نفطر سوا..
-أوك يا جميل المهم متزعليش نفسك..
أبتسمت زينات على أفعال أبنتها الحبيبه والشقيه ثم توجهت للخارج.....
**************
ألتفتت لترى من يضع يده على كتفيها فوجدت والدتها تبتسم لها بادلتها آلاء أبتسامه متوتره نوعا ما.. أشارت سميه على الطاوله التى وضع عليها الافطار الذى جلبته لها ....
*تعبتى نفسك ليه يا حبيبتى بس... وكمان أنا مليش نفس..
*نظرت لها سميه بعتاب وهمت ان تتركها لكن أوقفتها يد آلاء...
*هتفت آلاء مصطنعه المرح :
خلاص ماتبصليش كده... ماأقدرش أنا على زعلك ياجميل بس هأكل بشرط
*أبتسمت سميه ثم نظرت لها بتسأل.
تاكلى معايا. أوك.. أومات لها سميه بموافقه..
*خيانه هتاكلو من غيرى ...كان هذا مصطفى الذى جاء من الخلف فأنتفضت آلاء على آثر صوته العالى.
-بسم الله.. خضتنى يا شيخ منك لله.
-قال مصطفى بحزن مصطنع:أخس عليكى يالولو بتدعى عليا أهئ أهئ اهئ
-اه انت فايق بقا وهطلعهم عليا.
حك مصطفى رأسه يدعى التفكير. اممممم الصراحه اه ثم و دون سابق انذار اخذ يدغدغها وهى تركض وهو يركض خلفها وتتعالى أصوات ضحكهم شئ فشئ مما دفع الابتسامه تظهر على وجه سميه وتلاقت نظرات مصطفى بسميه كأنه يحدثها.. لاتقلقى فأنا هنا وسأحل جميع الامور..
لحظات وشردت سميه فى فلذة كبدها الاخر ..وأخذت تتسأل.. ترا كيف يبدو.. هل” هو سمين ام نحيل” طويل ام قصير ‘‘ يااااااالله أتشوق لرؤياه بشده أريد ان أخذه بين أحضانى وأبكى طويلا وأظل أحدثه وأخبره كم كنت أموت شوقا لرؤيته.. ثم أكملت بلهفه مع نفسها:سوف أطبخ له مايحب لكنها تراجعت بحزن.. وهل اعرف مايحب ان يأكل او يلبس هل من الاساس كيف يبدو ...هل يوجد أم أتعس منى ....
لا لا لا سوف أسأله حين أراه فلا يجب ان ادع الاحباط يتمكن منى.. لكن متى سأراه ثم تنهدت تنهيده قويه لكنها تحمل من اليأس اطنان وافاقت على صوت آلاء..
*يلا ياماما نفطر ..ربتت سميه على كتفها بحنيه ثم شرعا معا فى تناول الافطار والذى كان عباره عن (مربى الفراوله -عسل نحل- وبعض انواع الجبن المختلفه- والزيتون -وشرائح الخبز-والعصير -وفطائر محشوه بالنوتيلا) فلقد خبزتها سميه خصيصا لابنتها كى تخرجها من تلك الحاله فهى تعلم كم تحب ابنتها تلك الفطائر وعلى مائدة سميه ممنوع الشاى او القهوه فى الافطار..... فدائما ماكانت تتشاجر مع آلاء والان آلاء ومصطفى..... رأقب مصطفى وسميه ...آلاء وهى تأكل وتتلذذ بالفطائر فأبتسمو وظنو بأنها قد خرجت من تلك الحاله لكن مالا يعلموه بأنها وعدت نفسها ان تتظاهر بالقوه امام والدتها على الاقل لانها تحزن لرؤيتها بتلك الحاله الحزينه أبتسمت أبتسامه جانبيه عندما وجدتهم ينظرون تجاهها ويبتسمون فتأكدت بأنها نجحت فى رسم الابتسامه على وجوههم........
*************
بعدما خرجو من المطار ذهبو لشقة زياد أولا كى يرتاحو قليلا وذلك بناء على رغبة زياد... وان كان الامر بيد عبد الرحمن لذهب لولدته طائرا فكم يتشوق لرؤيتها ترا كيف تبدو الان هل خط الشيب رأسها لكن لايهم فأمه جميله وستظل جميله فى جميع الاحوال.... أخرجه من شروده زياد...
يلا يا بنى ادخل.
حاضر بس مش كنا روحنا عند مصطفى الاول.. قالها متذمرا...
*يابنى الاول لازم ترتاح شويه علشان تكون مستعد للقاء دا وكمان خالد قال انك مانمتش بقالك يومين فلازم تنام شويه وتريح عقلك من التفكير..... وكمان انا بقالى يومين ما نمتش بسبب شغلى فكمان لازم أرتاح ولا أيه؟
-أوما الاخر موافقا علي كلامه..
عندك حق ..ثم أضاف قائلا :بجد شكرا يا زياد على كل الى بتعملو معانا بجد مش عارف أقولك أيه....
*هتف زياد بمرح : متقولش حاجه.... المهم بس تشوفو ليا شغلانه معاكم علشأن أن شاء الله أبويا هيرفدنى اول ما أرجع أسكندريه....
*ياعم متقولش كده ان شاء الله هيخصملك من المرتب بس.... ثم قهقه بمرح بعدها هههههههههههههههههههههههههه.
*فنظر له الاخر بغيظ قائلا: بتضحك حضرتك... بس لو جت على المرتب سهله ههههههههههههههه يلا ياعم ننام.....
***********
حل المساء على أبطالنا لكنه يحمل الكثير فى طياته.
-الشوق..... الغضب....... الحب..... ربما بعض الكره...... وبعضا من اللامبالاه.....
**********
سمعت رنين الهاتف يعلو فذهبت لترا من المتصل فاذا به زوجها :
*السلام عليكم ////وعليكم السلام... عامله أيه يا زينات
*الحمدلله يامحمود أتأخرت ليه ،؟
*رد عليها زوجها قائلا..
ساعه وجاى ياحبيبتى (ثم أكمل بعصبيه) المهم البيه ابنك جه ولا لسه؟
*ردت عليه بهدوء علها تمتص غضبه
لا يا محمود لسه ماجاش.. المهم عاصم جاى معاك ولا لاء علشان أعمل حسابه فى الغداه..
-عاصم سافر علشان يخلص صفقه مهمه المفروض كنت هكلف بيها زياد باشا... الى مش عارف بقالو فتره بيختفى ويروح فين !!! انا مش عارف هلاقيها منه ولا من .....قطع كلمته الاخيره لانه يعرف تأثيرها عليها.......
-ولامن مين يامحمود... تقصد خالد صح ؟أنا مش عارفه عاوز منه إيه تانى أديه سابلك كل حاجه ومشى علشان يعجبك عاوز ايه بقى سيبه فى حاله... سلام . ثم اغلقت الهاتف ونزلت دموعها على ولدها الذى لم تراه منذ مايقرب من 6سنوات ....
اما على النحو الاخر
(داخل إحدى اكبر شركات مجموعة البحيرى )
أرجع رأسه للوراء يتذكر المكالمه الهاتفيه التى وردته من نصف ساعه من احد رجال الاعمال.. يهنئ فيها برجوع نجله الاكبر إلى مصر معتقد بأنه يعرف ولم يبح بالامر ....
يضع عويناته ويدقق النظر فى الاوراق التى امامه كى يقوم بإمضأها لكن يقطع عليه تزكيزه رنين الهاتف....
- رد محمود مرحبا:أهلا اهلا ناصف باشا عامل أيه
أتاه الرد من الجهه الاخرى :الحمدلله يامحمود باشا اخبارك ايه..
-الحمدلله تمام
رد عليه الاخر قائلا بعتاب وان كان يخفى بين طياته تشفى ..
بقى كده أعرف من بره أنه رجع و انت ماتقوليش الخبر السعيد دا.
-قال محمود مستفهما:مين دا الى رجع ؟وعرفت من بره!
-خالد ابنك لا وكمان كان عامل حفل افتتاح لمجموعه استثماريه كبيره هو وشريك تانى معاه... واحد صاحبى كان هناك ‘شافه... بس انا زعلت انى ماتعزمتش....
-توالت الصدمات عليه واحده تلو الاخرى من عاد... بل من كان حفل افتتاح شركته امس.... علامه يبارك هذا المخبول
-محمود. محمود... افاق من شروده وأستدرك صدمته كى لا يكشف امامه بانه لايعرف شئ
يكفى ماسببه له منذ سنوات..
-احم احم معلش يا ناصف باشا الحفلات جايه كثير ...
-علم ناصف بفطنته ان محمود لم يكن يعلم بان خالد بالاسكندريه وإلا قد قامو بعمل حفلا كبيييييرا لقدومه ...
-ماشى سماح المرادى بس اكيد بقى هتعملو حفله فى الفيلا بمناسبة رجوعه بالسلامه ....هستنى بقا الدعوه .. قالها بخبث....
رد محمود بضيق :ان شاء الله ياباشا سلام
-سلام... (باك) زفر بضيق قائلا...
انا كده أتاكدت ان زينات متعرفش حاجه ثم اضاف متوعدا... بس الى هلاقيه عارف وماقليش ليلته هتبقى سوده على دماغه... علشان خلانى عامل زى الاطرش فى الزفه لا والناس تهنينى على اساس انى عارف.... ثم اكمل بحسره
ماشى ياخالد بقا تعمل فيا كده انا ابوك اعرف بالصدفه زي الناس انك رجعت مصر.. ايه القسوه الى بقت فى قلبك دى ؟؟؟!!!*****محمود البحيرى رجل فى الستينيات من عمره صاحب اكبر مجموعة شركات ومصانع للحديد فى مصر اب لثلاث ابناء (خالد - زياد -إيمان) رجل قد خط الشيب رأسه لكنه يحافظ جيدا على جسده...
**********
سمعت رنين الهاتف مره اخرى فتأففت.. وجدتها صديقه لها...
هو مفيش غيرى النهارده ولا ايه... ثم ردت على الهاتف..
*الو.. أيوة يا حبيبتى عامله ايه..
ردت عليها الاخرى من الطرف الاخر بفرحه. الحمدلله بس مش احسن منك اكيد
تسألت زينات بأستفهام بتعجب :ليه ايه الى حصل ؟؟!
*مالك يا زينات هى الفرحه أثرت على عقلك ولا ايه....
*صدقينى والله ماعرف تقصدى أيه ..ممكن تفهمينى..
اخذت صديقتها تسرد لها عما تقصد وبعدما انتهت..هو دا الى اقصدو.. !
-مش معقول مش معقول.. شعرت فجأه بدوار شديد يجتاحها ولم تعد ترى امامها بسبب تلك الغمامه فأرتطمت بالارض مغشيا عليها...
-الو الو زينات........
********
فى تلك الاثناء :
كانت إيمان قد قررت النزول لاسفل لكن عندما مرت بجوار غرفة زياد سمعت رنين هاتف يعلو من الداخل فأعتقدت بأن زياد قد جاء فدخلت لتراه لكن عندما دلفت إلى الغرفه لم تجد أى أحد سوى رنين الهاتف الذى يتصاعد شئ فشئ
نظرت حولها تبحث عنه إلى ان وجدته وكان اسم المتصل مسجل بK
-قالت بأستغراب :مين Kدى ...اكيد واحده من الى يعرفهم ..يلا اهو المكالمه فصلت.. بس هاخد الموبيل معايا تحت علشان أديه لزياد......
**********
يجلس على مكتبه الفخم من خشب الزان باللون الاسود مع حوائط باللون الرمادى والاسود ويوجد سجاد فخمه تغطى منتصف الغرفه ويوجد بالجوار ثلاجه مشروبات وبالجانب الاخر باب كبير يوصل بغرفة الاجتماعات وعلى الجهه المقابله باب المرحاض.. اخذ خالد يبعث بهاتفه بتأفف :
مالهم دول مش بيردو ليه.. عبدالرحمن تليفونه مغلق والزفت التانى مش بيرد عليا ليه مش عارف!! لكنه حاول مره أخرى عل اخيه يجيب.....
******
داخل فيلا البحيرى...
-نزلت درجات السلم بسلاسه ورشاقه لكن أرتفع رنين الهاتف مره أخرى..
فضغطت على زر الرد وهمت لتتكلم لكن أتاها رد غاضب من الجهه الاخرى : آلو يا زياد الزفت مش بترد على الموبيل ليه ؟
*ردت عليه إيمان بتعجب: نعم!
*أجفل خالد من هذا الصوت وتسأل: مين معايا ؟
*أناإيمان اخت زياد.. انت مين؟!
*ارتبك ولم يعرف بما يرد على شقيقتة الصغرى..
انا .....انا...خ.. ال.. د....
لكن بدلا من ان تسمع الاسم سمعت صوت إحدى الخادمات تنادى عليها وتستغيث بها لاجل والدتها...
*إلحقينى يا إيمان هانم مدام زينات أغمى عليها...
هناصرخت إيمان بشده قائلا بعدما هرولت بالنزول سريعا لترى ماذا حدث لوالدتها...
-ماما..ماما مالها يامها ؟
-معرفش يا هانم انا لقيتها فجأه كده وقعت من طولها.... ///طيب أطلبى الاسعاف بسرعه...
*حاضر حاضر...
كان كل هذا يحدث ويسمعه خالد من الجهه الاخرى بقلب وجل ياااااالله انها تصرخ بأسم أمى ترى مالذى حدث لها... لا لا لن أبقى مكانى لحظه واحده فليحدث ما يحدث انتفض سريعا يأخذ سترته و مفاتيح سيارته ثم انطلق سريعا.....
*************
وصل زياد وعبدالرحمن إلى فيلا الراوى فأستوقفهم الحارس لكن سرعان ما عرفه زياد بهويته فسمح لهم بالدخول..
*الحارس:اتفضل يا زياد بيه..
*دخل زياد بسيارته ثم هبط منها هو وعبدالرحمن واخذ زياد يشجع الاخر الذى معه على الدخول لكن بطريقته..
*يلا يا عم أدخل وبالتوفيق في المعركه....
*نظر له عبدالرحمن بغيظ قائلا بسخريه:هو مش المفروض انك بتشجعنى علشان أدخل..
*أوما الاخر بتأكيد : أيوه
-أومال بتخوفنى وتوترنى ليه وتقولى معركه..
-زياد بضحك:يابنى بحمسك مش اكثر...
-اها طيب يلا ياخويا رن الجرس علشان اعصابى بايظه...
هتف زياد متهربا:هههه لا يا بابا ...انا لحد هنا مهمتى انتهت.. سلام.. وهم ان يستدير ليهرب لكن اوقفه ذراع عبدالرحمن الممسكه به....
*عبدالرحمن بجديه:لا ياحبيبى هتدخل معايا كمان.
-لا متفقناش على كده..
-معلش تعالى على نفسك..
-يابنى مصطفى لو شافنى هيدبحنى سبنى انفد بجلدى الله يكرمك...
-قال عبدالرحمن بتوتر: افرض طردونى.. هروح ازاى لوحدى لازم تبقى معايا..
-هتف زياد محاولا اقناعه فى ان يتركه:
دى حاجات عائليه لازم تناقشوها مع بعض انا مالى... ولو طردوك اتصل بيا وانا هجيلك...
-تليفونى فاصل ياخفيف...
-بسيطه خد تليفونى وهسجلك عليه نمرة تليفون الشقه الى قاعدين فيها و رن عليا وهبقى اجى اخدك... كان يتحدث وهو يبحث عن هاتفه فى جيب بنطاله فلم يجده فبحث فى جيب سترته فلم يجده ايضا...
-مالك يا زياد فى ايه ؟
-تليفونى مش لاقيه.....
*طيب شوفو فى العربيه... اخذ يبحث ايضا ولم يجده *برضو مش لاقيه...
*يمكن فى الشقه خليك معايا بقا... لكن كان زياد فى عالم اخر يفكر أين ترك هاتفه إلى ان تذكر..
*يا نهار أسود التليفون نسيته فى البيت لما كنت بجهز هدومى...
-طيب أيه يعنى لما نرجع هنلاقيه
*رد زياد عليه : أنت مش فاهم الموبيل فى البيت الى فى اسكندريه...
-و فيها ايه مش فاهم.. عادى !قالها بأستغراب..
*حدثه زياد بأمر واقع : فيها كثير... فيها أن حضرتك بتقول ان تليفونك فاصل شحن وخالد لما يحب يكلمك هيتصل بمين ...
-قال عبدالرحمن بثقه:بيك انت طبعا...
-طيب لما أنا هنا وتليفونى فى اسكندريه ويكون خالد بيتصل مين هيرد عليه ؟
-ممكن حد من الشغالين فى الفيلا او....... ثم صمت..
-عليك نور انا خايف بقا من أو... دى...
- طيب هتدخل معايا ولا لاء.... قالها برجاء
-زياد بتعجب :هو دا الى همك!
هدخل معاك يا عم هى موته ولا اكثر....
ثم رن جرس الفيلا ...و انتظرو حتى يفتح لهم احد.. لحظات مرت ولم يفتح احد فقام برن الجرس مره ثانيا لحظات وفتح الباب...
-فهتف احدهم بصدمه :انت
-اوما هو بتأكيد :أيوه......
الفصل الثانى عشر
**********..
قاد سيارته بسرعه جنونيه وكاد ان يصتدم ويتسبب بالعديد من الحوادث المروريه.. عقله لايتوقف عن التفكير فيما حدث لها... يقود بيد وباليد الاخرى يعبث بالهاتف يبحث عن رقم احدهم وسرعان ماوجده فضغط على زر الاتصال وانتظر الرد بلهفه ..لحظات مرت عليه وكأنها دهر إلى ان رد عليه الطرف الاخر..
*خالد باشا أؤمر...
*رد عليه بصرامه وأمر فى نفس الوقت:
اعرفلى الهانم الكبيره راحت اى مستشفى بسرعه.. دقيقه وتكلمنى..
*رد عليه الطرف الاخر بخنوع:
أوامر حضرتك ياباشا....
*اخذ خالد يحاول مره اخرى الاتصال شقيقته لكن مامن مجيب فزفر بضيق والقى بهاتفه جانبه... دقائق واعلن الهاتف عن مكالمه من احد رجاله.. فالتقط الهاتف بلهفه.......
*العنوان إيه ؟؟
*هتف احد رجاله بأحترام :يا باشا الهانم فى مستشفى (...................)
*تمام حصلنى على هناك... قالها بأمر....
*حاضر.....
*اخذ يبتهل ويدعى الله ان يتلطف بوالدته ...بعد مرور ربع ساعه وصل للمكان المنشود... وفور هبوطه من السياره رأه بعض رجاله فأسرعا بالتوجه إليه...
*هتف الرجل بترحاب :أتفضل يا باشا...
على قدر المستطاع حاول خالد اخفاء توتره وخوفه ،، وايضا لهفته خاصا امام رجاله... وتسأل بأستفهام..
*عرفت هما فين بالظبط ؟
هز رأسه بإيجاب وهتف مؤكدا... ايوه حضرتك..
*تمام تعالو ورايا...
***********
فور دخوله للمشفى لفت أنظار من حوله بهيبته وغموضه.. واخذو ينظرون إليه باهتمام فمنهم من
جذبتهم وسامته ومنهم من يتسأل عن هويته... ومن أيضا من يفكر بأنه شخص مهم خاصا مع هؤلاء الحراس مفتولى العضلات بنظراتهم الصارمه تلك... لكن جميعهم اتفقو بأن له طله مهيبا وواثقه بالنفس...
-شايفه يابنتى الراجل دا شكله كده واحد مهم... ليه مريض هنا...
ردت عليها الممرضه الاخرى بوله: ولا حلاوته يأختى عليه
أومات صديقتها بتأكيد : فعلا حلو... بس تحسيه كده ليه هيبا وشكله غامض...
كل هذا لم يلفت انتباهه وهم بالصعود إلي ان اوقفه اخدهم متسائلا...
-حضرتك طالع فين كده ؟!
طالعه خالد بنظرات صارمه اصابت الاخر بالخوف لكنه حاول ان يخفيها....
-رد عليه احد رجال (خالد) بصرامه ..
انت مش عارف الباشا مين...
والله انا ميهمنيش مين.. الى يهمنى هو رايح فين ولمين
هم ان يرد عليه البودى جارد... فقاطعه خالد قائلا بأبتسامه قاسيه وعلى مايبدو انها متوعده..
*اكيد يعنى جاى مستشفى فهزور مريض.. مش جاى معاد غرامى.. عن اذنك... تركه وانصرف ولم يدع له فرصه للرد... ...تحدث الطبيب مع نفسه قائلا..
ما انا أكيد عارف انه جاى يزور مريض بس الثورين دول جاين يعملو معاه إيه...المفروض يسبهم بره مش سويقه هيا... اوف انا هروح ابلغ المدير....
*****************
- ظهرت المفاجأه جليه على وجهه وهتف بضيق وهو يجز على اسنانه..
انت بتعمل إيه هنا ؟
رد عليه بتوتر حاول مدارته...
جاى اشوف اهلى ممكن....
لم يلتفت مصطفى لما قال وانما نظر خلفه بوعيد وغضب فارتعد
فارتعد الاخر وبادله النظر بمعنى (ما باليد حيله ياصديقى)...
-هم ان يرد عليه مصطفى لكن قاطعه صوت آلاء من الداخل...
مين يا مصطفى الى بره ؟
توتر ولم يعرف بما يخبرها..
ربنا يسامحك احنا ماصدقنا انها هديت وبدأت تضحك(قالها بغضب)
لم يعرف بأن كلماته قد اتت على جراح عبدالرحمن بمعنى اخر... اضاف الملح علىالجرح فزاد من آلامه..
-هتف عبدالرحمن بحزن ظهر فى عيونه ونبرة صوته بوضوح....
انا أسف لو سببت ازعاج عن اذنك
-استنى يا عبدالرحمن بس نتفاهم ...مش كده يا مصطفى الكلام براحه ياأخى.
-انت تخرص خالص وحسابك معايا بعدين و.. ......لم يكد ينهى كلامه حتى ظهرت آلاء تتسأل ولم تكد تنهى كلامها حتى ألجمت الصدمه لسانها....
-مصطفى انت بتعمل إيه كل........
-آلاء اسمعينى...
*هتفت آلاء بغضب وضيق...
انت بتعمل ايه هنا ؟
رد بحزن لكنه صادق...
جاى اشوف امى واختى الى وحشونى...
*ردت عليه بسخريه لكن كلامتها تحمل من المراره الكثير...
والله ..امك واختك هههههههه وإيه الى فكرك بيهم بعد كل السنين دى؟؟
-آلاء اسمعينى ارجوكى وافهمى موقفى....
لكن لم ترد عليه واسرعت للداخل.
-شعر زياد بإحراج الواقف الى جواره وقرر التدخل..
هتف زياد بجديه :مصطفى ماينفعش الى بيحصل دا...
شعر مصطفى ايضا بأحراج عبدالرحمن بعد كلمات آلاء له فحمحم قائلا..
احم احم ..طيب اتفضلو أدخلو نتكلم جو..
-شعر عبدالرحمن بفرحه وبارقة امل ودخل أولا وعندما مر زياد بجانب مصطفى. جز الاخر على اسنانه وهتف بوعيد... بقا بتخلف وعدك معايا يا زياد.. حسابك معايا بعدين..
-احم احم وانت عامل ايه دلوقت ...عن اذنك بقا (وهم ان يستدير هاربا للخارج) فجذبه مصطفى من ياقة قميصه للداخل ..كان يشاهد عبدالرحمن الموقف فلم يعرف ايبتسم ام يبكى ...ثم دخل ثلاثتهم للداخل..
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
كانت تشاهد التلفاز بنظرات مشتته فلم تعرف ماالذى اصاب ابنتها فجأه فذهبت منذ لحظات للخارج وعادت بتلك الحاله المتوتر العصبيه... شعرت سميه فجأه بظل قد اطل عليها بالاضافه للنظرات المصوبه نحوها ..فرفعت رأسها وجدت مصطفى واثنان آخران ...واحدهم ينظر لها نظرات تحمل الكثير الحنان والحب والاشتياق ..لم تعرف لما خفق قلبها فجأه بجنون يكاد يخرج من بين ضلوعه هى تشعر بأنها تعرف تلك الملامح ورأتهاا من قبل... ياااااااللله...
نظرت لمصطفى بتسأل عن هويتهم لكنه نظر للجهه الاخرى يبحث عن آلاء فلم يجدها فأبتلع ريقه وهتف بحنو بالغ:
*دا عبدالرحمن ياماما ابنك...
هى حرفيا الان لم تعد تسيطر على خفقات قلبها وتلقائيا عرفت الدموع مجراها على وجنتيها بغزاره.... نظرت له مره آخرى كى يخبرها ايان من الاثنان هو ابنها فهى تريد ان تتأكد اكثر...
فهم مصطفى ما تريد فأشار على الشاب الذى يقف عن يمينه ينظر لها بحب وحنان والدموع متحجره فى عيونه ينتظر أشاره منها كى يتقدم ويقبل يدها وقدمها ويعتذر عن أخطاء قد مضت لكن صمتها ودموعها هذان يقلقانه ويجعلوه متردد فى التقدم خوفا من ان ترفضه كما فعلت آلاء معه لكن قطع تردده هذا أشارتها له بالتقدم... لم يصدق عينيه بأنها تدعو للتقدم فنظر للاخرين كى يتأكد منهما...
*بتشاور ليا انا صح ؟؟
أوما له زياد مؤكدا بفرحه :أيوه ياعم روح يلا...
-لم يكد يكمل زياد جملته حتى أسرع عبدالرحمن الخطى تجاه والدته التى احاطته بذراعيها تحتويه بحنان امومى خالص أخذت سميه تبكى بحرقه تخرج كل مايعتمل فى قلبها منذ سنوات وها هو يخرج الان ...اما هو فلاول مره يشعر بالامان بين يدى والدته واخذ يبكى كالطفل الصغير الذى وجد امه بعد سنوات من الضياع ...اخذت تربت على ظهره بحنان وحب لكنها كلما تفعل هذا يزيد هو من التشبث بها ويزيد ايضا فى البكاء... كان مصطفى وزياد ينظرون لهم بشفقه لكن كانت هناك من تتابعهم من بعيد ودموعها تنزل بغزاره وتكتم شهقاتها بيدها حتى لا تصل لمسامعهم ..لحظات وهداء عبدالرحمن شعرت به سميه فابعدته قليلا تنظر لوجهه تملى عينيها منه وترى كيف اصبح صغيرها رجلا كبير يعتمد عليه.......
*قال زياد بمرح كى يخفف من وطئت الموقف..
إيه يا جماعه احنا مش هنقعد ولا انتو معندكوش شاى ولا إيه النظام...
لم يحصل على اجابه سوى وكزه من مصطفى الواقف بجواره :تصدق انك بارد
*تأوه الاخر بألم وقال:ياعم كنت عاوز أفرفش الجو..
هنا خرج صوت عبدالرحمن وتحدث بنبره متحشرجه حانيه وهو يقبل كفى يدها :وحشتينى اوى ياامى اوى اوى ربنا العالم كنت مستحمل بعدكم عنى ازاى.....
*ربتت على كتفه بهدوء وهمت ان تتحدث لكن كالعاده لم يخرج صوتها.. فاطرقت برأسها أرضا فى حزن واضح.. اعتقد هو بأن والدته لم تسامحه لذلك لا ترد عليه... فاردف بحزن يظهر فى نبرة صوته..
انا عارف انى غلط لما سبتكم بس انتى مقدره دا وعارفه انه كان غصب عنى... ثم اكمل برجاء:ارجوكى سامحينى و ردى عليا .
*طالعته امه بحزن ولم تعرف ماذا تفعل لكن كالعاده نظرت لمنقذها ..بادلها مصطفى النظرات وتفهم سبب حزنها الذى يجهله ولدها ..لاحظ الابن نظرات امه لمصطفى فاعتقد فى نفسه بأنها تناشده بأن يطرده للخارج ولا تريد ان تحدثه حتى...
*انتى عاوزانى أمشى علشان كده مش عاوزه تردى عليا (قالها بمراره وألم) ثم أضاف.. طيب همشى بس سمعينى صوتك مره واحده..
*هم ان يرد عليه مصطفى معللا سبب صمتها لكن سبقته تلك الثائره بالحديث
*ردت عليه آلاء بغضب ومراره ملأت حلقها :
مش هترد عليك ريح نفسك... مهما عملت مش هتتكلم.
*طالعها بألم وعبراته تنزل.. :للدرجه دى ؟مش طايقانى ومش عاوزه تسمعينى صوتك (ثم اردف مبرار لالاء) والله كل حاجه كانت غصب عنى اسمعينى بس ...
*أشارت له بيدها ان يصمت فهى لا تريد الحديث معه.:ارجوك مش عاوزه أسمع حاجه..
قام عبدالرحمن من على الارض بخزى وآلم وهو يشعر بأن وجوده غير مرغوب هنا ثم حدث نفسه قائلا :انا همشى حاليا بس مش هستسلم وهاجى مره واثنين وثلاثه... افاق من شروده على نظرات والدته المتلهفه والحزينه لما يشعر بأنها تريده ان يبقى بجانبها ...إذا لما لا تحدثه... لذلك قال :عن اذنكم ياجماعه.. وأسف أنى ازعجتكم.. يلا يا زياد
*نقلت آلاء بصرها تجاه والدتها فوجدت الحزن مرسوم بوضوح على وجهها ودموعها بدأت من جديد بالهطول لذلك لم تتحمل تلك النظرات الموجعه بالنسبه لها.. فهى لا تتحمل دموع والدتها... وان كان فى يديها منع تلك الدموع لن تتردد .......ابتلعت ريقها بصعوبه وهيئت نفسها لما ستقول وان كان ماقالته مسبقا مر فما ستقوله اشد مراره على قلبها ...خطى عبدالرحمن عدة خطوات لكن أوقفته كلامتها...
*اردفت آلاء بسخريه تخفى بها وجعها:
أومال فين أمى ووحشتنى.. فى الاخر ماشى وسايبها هههههههههههه بجد ضحكتنى ثم صفقت بيدها أتبعها ضحكه ساخره:هههههههههههههه.. التف لها وهتف قائلا.
أنا ماشى حاليا بس مش هستسلم وهاجى تانى...
*لا ياراجل.. هحاول اصدقك..
*فهتف فيها عبدالرحمن بضيق من سخريتها: ارجوكى بلاش تريقه..
*ردت عليه بغضب وكره تحمله منذ سنوات..
طيب مش عاوز تعرف والدتك مش بترد عليك ليه ؟؟؟
-علشان مش مسامحنى (قالها بحزن)
*اغمضت آلاء عيونها بألم وتحدثت بمراره لا تمحى من حلقها منذ سنوات
ماما مش بترد عليك لانها... لانها فاقده النطق من سنيييين.
فغر فاهه واتسعت عيونه بصدمه وشعر فجأه بالبروده تجتاح أوصاله ولم ينطق للحظات من هول ماسمعه ..
*إيه اتصدمت ؟
*رد عليها بتيه و توتر:انت ان ت..بت تكلمى جد؟!
*وانا ههزر معاك ليه.. قالتها بغضب وعيون تطلق شرار
-تأوه بألم شديد كمن طعن فجأه بخنجر فى قلبه بلا رحمه ..ثم اسرع يحتضنها ويقبل جبينها وقدمها ويديها.. ويتأسف. :انا اسف أسف اسف ارجوكى سامحينى....
هزت رأسها بإيجاب وفرح ثم احتضنته......
******************
صعد لاعلى واخذ ينظر حوله عن شقيقته إلى ان وجدها تجلس على إحدى الكراسى وتضع وجهها بين كفيها تبكى امها الحبيبه وتدعو الله ان يرجعها لها بالسلامه... اقترب منها وأخذ يتأملها بحنان اخوى شعرت فجأه بظل يطل عليها فرفعت رأسها لترى من يقف امامها.... تلاقت اعينهم للحظات ثم اغلقت عيونها مره أخرى وحدثت نفسها قائلا : ياربى هو خالد ولا تهيؤات لكنها لم تعرف بأن صوتها قد وصل لمسامعه فابتسم على قولها.. سرعان مافتحت عيونها مره أخرى معتقدا بأنها كانت تتخيل لكنها ‘جدته.. مازال واقفا امامها...
*فهتفت قائلا بذهول وصدمه: انت خالد اخويا ولا انا بيتهيألى من الزعل...
*أشار خالد للواقفين خلفه بالابتعاد... ثم حدثها قائلا بحب وحنان ..
-انا خالد يا إيمان مش تهيؤات لم يكد يكمل جملته حتى أسرعت بأحتضانه والتشبث به وانفجرت بالبكاء وظل خالد يربت على ظهرها بحنان ويحاول تهدئتها.. لحظات وشعر بها سكنت بين ذراعيه..
*فتسأل قائلا: إيمان انتى كويسه.. لم ترد عليه سوى بزيادة التشبث فى سترته..فأخذها وهى مازالت على وضعها نحو أحدى الكراسى الموجوده فى المكان... بعدما جلسو ابعدها قليلا عن أحضانه ينظر لها...
*ثم تحدث بهدوء وحب :أهدى يا حبيبتى خلاص انا جيت ماتقلقيش من اى حاجه بعد كده
*هنا تحدثت ببكاء وشهقات متتاليه..
ماما بقالها كتير جوه يا خالد أنا خايف عليها
*رد عليها بهدوء رغم ما بداخله من خوف وقلق.: أن شاء الله خير
-تذكرت إيمان شئ فهتفت قائلا : صحيح انت عرفت منين ان ماما فى المستشفى ؟!
*رد عليها بجديه :انا الى كنت بكلمك على تليفون زياد ساعة ما ماما اغمى عليها ...
*نظرت له بصدمه وفاه مفتوح: معقول انت!.. اومأه لها بإيجاب
*فتسألت بأستفهام : انت جيت إمتى ؟؟؟
*هم ان يرد عليها لكن قاطعهم خروج الطبيب من الغرفه فأسرعا بالتوجه نحوه كى يطمئنو على والدتهم..
-طمنا يا دكتور اخبارها إيه (هتفت بها إيمان فى لهفه)
-طالعهم الطبيب ثم قال: انتم تقربو ليها ايه ؟
رد عليه خالد بهدوء: احنا اولادها ..ممكن تقولنا عندها إيه ؟
-قال الطبيب بهدوء: ارتفاع فى ضغط الدم.... ادى للاغماء
*اتسعت عيونهم بصدمه : ارتفاع ضغط ! قالها خالد بتعجب ودهشه ثم اكمل )و دا سببه إيه.؟
*رد عليهم الطبيب بعمليه :ممكن أسباب كتير.. بس فى حالتها ممكن يكون خبر سمعتو مثلا
قالت إيمان بحيره وتناست دون قصد خالد :بس هى مسمعتش حاجه وحشه النهارده و....
*قاطعها الطبيب موضحا: مش شرط خبر وحش.. ممكن يكون حاجه فرحتها وهى مستحملتش فأغمى عليها... هم ان يتركهم ويذهب فتذكر شئ ما فعاد ثانيا..
*سأل خالد بجديه بالغه : خير يا دكتور فى حاجه ثانيه ؟
حك الطبيب مقدمة رأسه وقال: اها المريضه كانت بتقول اسم شخص معين وفضلت تكرره..
-مين؟ قالها بجديه وثبات..
*خالد... فضلت تكرر الاسم دا كثير
تبادل النظرات مع شقيقته ثم قال
ممكن ندخل نشوفها يا دكتور ؟
-هى قربت تفوق.. فممكن تدخلو ليها ربع ساعه مش اكتر
-تمام.... ثم تركهم الطبيب ورحل..
*معقول ماما تكون عرفت انك وصلت ؟قالت هذه الكلمات إيمان بحيره.. وممكن فعلا من الفرحه مااستحملتش الخبر
*اممممم يا ترى من الفرحه ولا زعل ؟ام نشوف... كان يحدث نفسه بهذه الكلمات... ثم افاق من شروده على صوت شقيقته المتعلقه بذراعه.... صح يا خالد؟
هندخل ونشوف ...قالها بغموض وعيون تحمل الكثير من التساؤلات..
*طيب يلا ندخل بسرعه.... وعندما تحركا هم رجاله بأتباعه فأشار لهم بيديه ان يتوقفا عن اللحاق به وان يبقيا مكانهم :هتف فيهم قائلا:خليكم مكانكم...
*تمام ياباشا.. قالهم احدهم بخشونه...
*دخلت إيمان الغرفه أولا ثم اتبعها خالد بخطوات متردده وبداخله مشاعر مختلطه ..مزيج غريب من خوف ،، حب ،، لهفه ،، أشتياق لحنان وحضن والدته..... ربما بعض الغضب! لكن اكثر مايسيطر عليه هو خوفه على والدته... همهمات خافته تناهت لمسامعه فرفع بصره وجد مصدرها امه التى بدأت تفوق بالفعل لم يفهم فى البدايه ماذا تقول لكن اقتربت شقيقته منها لتتبين ماذا تقول.
*اقتربت إيمان منها لتسمع ماذا تقول او تريد؟
-بتقولى إيه يا ماما ؟!
*زينات بتعب ولم تفتح عيونها بعد.
خالد ...خالد... ابنى فين ؟ هاتولى ابنى..
*طالعت إيمان الواقف بجوار باب الغرفه يطالعهم بتوتر يجاهد لاخفائه... ثم هتفت بلهفه.....
-تعالا يا خالد ماما بتنادى عليك تعالا بسرعه ...
*أشار لنفسه بعدم أستعياب ثم قال بغباء: أنا ؟
*أومات مؤكده وقالت بنفاذ صبر :أيوه
*خطى خالد بقدميه جهة والدته التى ماان وصل إليها حتى فتحت عيونها گأنما شعرت به حولها فى البدايه كانت الرؤيا ضبابيه فأغمضت عيونها ثانيا ثم فتحتهم واخذت تكرر الامر حتى اعتادت على الضوء الذى ازعجها فى البدايه ..رأت إيمان الواقفه امامها وعلامات الخوف واضحه على وجهها :انتى كويسه يا روحى... ابتسمت لها بتعب وهزت رأسها بإيجاب :الحمدلله..*ثم أستدارت ببصرها للجهه الاخرى حتى وجدته ينظر إليها فى البدايه لم تستوعب وجوده فأغلقت عيونها لاعتقادها انها تتخيل وعندما فتحتهم ثانيا وجدته ايضا.. فابتسم خالد على فعلتها تلك واقترب اكثر منها *وقال بحب وحنان جارف:إيه يا ست الكل كده تخضينا عليكى..
حاولت الاعتدال من رقدتها على الفراش فلم تستطع فأسرع إليها كى يساعدها.. انت انت خالد ابنى صح قالتها بتلعثم... أوما لها وقال :أ ايوه يا حبيبتى.. اهدى بس وبعدين نتكلم..
*تلقائيا عرفت الدموع مجراها على وجنتيها وبدأت بالبكاء بصوت عالى وشهقات تزداد.. فزعت إيمان على امها ولم تعرف ماذا تفعل.. *فى إيه يا ماما اهدى ياحبيبتى.. لكن زادت فى البكاء فجزع خالد هو الاخر من رؤيتة امه بتلك الحاله وأسرع لاحتضانها بقوه حتى تهداء... فتشبثت فيه بقوه :هششششش خلاص انا هنا أهدى..
*هتفت امه ببكاء ونبره يغلب عليها التعب.
كده يابنى تهون عليك امك تسيبها السنين دى كلها من غير ما تشوفك ولا حتى تكلمها....
*رد عليها بأسف وضيق من نفسه لانه السبب فى بكائها :
-انا اسف ياأمى سامحينى أرجوكى انا عارف انى غلطان بس انتى عارفه انه مكنش قدامى حل غير كده...
*ابتعدت زينات عنه قليلا وأخذت تنظر له بحنان امومى وتتلمس وجهه وتربت على ظهره بحب .ثم اردفت بعتاب :
-طيب دا كان غصب عنك بس ياترى غصب عنك برضو انك تكون فى اسكندريه واعرف من الناس ؟!
*أطرق خالد رأسه فى خزى فهو يعلم كم هو مخطئ فى حقها.. فخالد لم يكن يوما ليطرق رأسه ارضا سوى لخالقه وفيما بعد امه... امه امه وفقط.....
*شعرت إيمان به فاردفت مازحا لتلطيف الاجواء.
-إيه يا ست الكل واخده ابنك البكرى فى حضنك وانا إلى دمى أتصفى من الخضه مفيش حضن ولا إيه النظام.. اتبعتها بغمزه من عينيها....
*بس يا بنت ملكيش دعوه بخالودى دا ليه معزه خاصه
ابتسم خالد على كلام والدته الحنون اما إيمان هتفت بزعل طفولى :
بقا كده يا زوزو اطلع انا منها يعنى خلاص مخصماكى وأشارت بعلامة الخصام الطفوليه بأصطناع..
*فابتسمت والدتها بتعب على فعلتها تلك ثم أشارت لها بيدها ان تقترب لكن إيمان رفضت بمزاح..
-لا مش هاجى خلى حبيب القلب قاعدجنبك بقا وانا هقعد على الكرسى البعيد دا ...واشارت لكرسى موضوع بأخر الغرفه ...*يا بنتى تعالى متتعبنيش.
*هزت راسها برفض مرح : لا
*إيمان أسمعى الكلام(هتف بها خالد بصرامه جعلت بدنها يرتعش من الخوف)
-فردت عليه بخفوت وخوف : انا كنت بهزر مش اكثر.
*نظر لها نظره ارعبتها ثم قال :مفيش هزار فى كده ..سمعتى
-حاضر... ثم همست فى سرها :يا ساتر بصلى بصه كانت هتولعنى.... اقتربت من والدتها وجلست جوارها على الفراش ثم أمالت بجزعها قليلا وهمست فى أذنها بشئ لم يتبين خالد ما هو... ابتسمت الام على قول ابنتها.. وهمت ان تقول شئ لكن اوقفها فتح باب الغرفه...
********************
مريم يا بنت يا مريم
*ردت مريم متسائله : نعم يا ماما
*تسائلت احلام وهى جالسه على طاولة السفره وبين يديها حبات البطاطس تقوم بتقشيرها...
-اخبار آلاء صخبتك إيه ،، وبقالها كثير ما بتجيش يعنى؟
ردت عليها مريم وهى جالسه على الاريكه تشاهد إحدى أفلام الكارتون بتركيز شديد :امممممممم مشغوله يا ماما..
*طيب وانتى بتطمنى عليها ولا لاء ؟ صمت يتبعه صمت مما جعل امها تلتفت إليها لترى لما لا ترد عليها فغرت فاهها وهى تشاهد ابنتها الكبرى جالسه امام التلفاز تشاهد فيلم كارتونى...
-بتتفرجى على كارتون يابنت الموكوسه هو انتى فاكره نفسك عيله يا ختى دا الى قدك مخلفين وعندهم عيل واثنين وانتى يا خيبة املى بتتفرجى على كارتون...
-قالت مريم بمزاح: الله.. الله وليه الغلط بس يا لومه الله....
-أمالت أحلام بجزعها العلوى لاسفل تلتقط حذاء قدمها المنزلى وهى تجز على اسنانها وتشعر بالغيظ من ابنتها:
غلط وانتى لسه شوفتى غلط يا روح امك ....انهت كلامها واتبعته بألقاء الحذاء تجاه ابنتها ليصيب جبهتها على الفور... مما سبب الالم لمريم التى هتفت بتأوه وهى تقف: أاااااااه بقا كده يا احلام طلعتى غداره على فكره ...
*بقا انا غداره ماشى ثم التقطتت الفرده الاخرى لتلقيها عليها... وفى هذه الاثناء كانت تخرج من الغرفه ابنتها الصغرى ملك والتى ما ان رأتها مريم حتى وضعتها امامها حمايه من حذاء امها الطائر فزعت ملك من فعلت شقيقتها وتسائلت وهى تلتفت برأسها إليها : فى إيه يا مريم مالك ماسكه فيا وبتجرى كده ليه ؟!
*بصى قدامك وانتى تعرفى.. نظرت ملك امامها لتتفاجئ بالحذاء الطائر يلتصق بوجهها ولم تستطع تفاديه
أااااااااااااه حرام عليكى يا ماما.... انا عملت إيه
*دا مش ليكى دا كان للهبله الى واقفه وراكى......
*****************
تعالا يا زياد نقعد فى المكتب على مايحضرو العشا..
-هتف زياد بفرح قائلا: إيه دا هو فيه عشا بجد
-كز مصطفى على اسنانه حتى اصتكو ببعضهم البعض
هو دا الى همك فى الموضوع ؟!
*على الجهه الاخرى كان عبدالرحمن يجلس بجوار والدته التى لا تزال محتضناه تعوض كل السنين الماضيه فى هذه اللحظات وتحتضنه بخوف... خوفا من ان يتركها مره اخرى.....
*تحدث عبدالرحمن بحزن وانكسار : هو الموضوع دا حصل امتى (يقصد فقدها للنطق)
*أصتكت أسنان آلاء ببعضها البعض حتى كادت تتحطمهم و هى تتذكر... ثم أردفت بكل ما تحمله الكلمه من حقد وغل على أباه وبعض عليه...
*من يوم ما مشيتو وما بصتوش وراكو ....
*اغمض عينيه بألم ويشعر بأتهامها المبطن بين كلماتها وتلقائيا نزلت دمعه من طرف عينيه فمسحها سريعا....
*صحيح يا أستاذ عبدالرحمن أخبار اختك ساندى أيه.. مش أسمها كده برضو ولا انا غلطانه..... وأخبار الوالد العزيز إيه..... (انهت كلمتها ببغض كما حال صاحبها الذى تبغضه)(اباها)
-نظرعبدالرحمن لوالدته لدا سماعه تلك الكلمات من شقيقته والتى أصابتها بالوجوم ....وأصبحت ملامحها مبهمه...
*رد عليها رغم انه يعرف بأنها تسخر منه : احم احم لا أسمها ساندى انتى مش غلطانه.. ثم اخفض صوته قليلا وقال وبابا كويس....
قالت بسخريه مريره : ويا ترى بابا عارف انك هنا؟
*أستشعر الاستهزاء فى كلامتها للمره التى لا يعرف عددها و رد بضيق:
آلاء انا مقدر الى انتي فيه بس مسمحلكيش تتريقى عليا...
تسمح ولا ما تسمحش انا اتكلم براحتى ....هم ان يرد عليها لكن قاطعهم مصطفى الذى رأى انه يجب وضع حد للنقلش حاليا..... ويتعجب من أين أتت صغيرته الرقيقه مرهفة المشاعر كل ذاك العناد والتحدى والشراسه الواضحه فى عيونها ...... *تعالو يا جماعه ندخل أوضة المكتب لحد العشا مايجهز وهم ان ينادى على الخادمه لكن اوقفته أشارة سميه سرعان ما أبتسم على مقصدها لكن الاخر لم يفهم شئ..
تحدث بحيره وعدم فهم : هى ماما بتقولك إيه يا مصطفى ؟
-بتقول انها عاوزه تحضرلك العشا بنفسها..ابتسم لها ثم قبل يدها وقال :بلاش نتعبك انا اساسا مليش نفس...
هزت رأسها برفض وربتت على كتفه ..
-خلاص متزعليش يا أمى أعملىالى انتى عاوزاه بس ماتتعبيش نفسك..
-والله.. وفين الحنيه دى من زمان (قالتها آلاء بحنق)فنظرت لها امها بعتاب مما جعلها تتراجع وتتكلم بعصبيه شديده :
يووووه بقا انا رايحه أصلى العشاء... ثم تركتهم وذهبت بأتجاه السلالم لتصعد لاعلى.
-انا عارف انها مش عاوزه تشوفنى بس لازم تدينى فرصه أشرحلها موقفى
ربتت امه على كتفه بحنيه بالغه ثم تركته كى تحضر لهم الطعام على ذوقها الخاص..
قال مصطفى وهو يشير بسبابته بتحذير بين :
-آلاء عنيد جدا رغم رقتها بس بحذرك متحاولش تجبرها على حاجه هى مش عاوزاها...
-هو كمان عنيد زيها (قالها عبدالرحمن بتعب)
-فتسأل زيادالجالس جوارهم بحيره : هو مين دا؟
-بابا عنيد جدا..... عند سماعه تلك الكلمه أظلمت عيناه وتحدث بعصبيه:
طيب تعالو نتكلم فى المكتب..
*تمام.. بس ممكن حد يحط الموبيل بتاعى دا على الشاحن....
-اها ثم قام بمناداة الخادمه : يا ناديه
اتت الخادمه مهروله عند سماعها لندائه بأسمها: نعم يا مصطفى بيه
*قال بهدوء : لوسمحت هاتى شاحن الموبيل من الاوضه بتاعى...
*حاضر..عن ادنك..
***********
بعد مرور بعض الوقت على وجودهم بالمكتب قامت الخادمه بمنادتهم حتى يتناولو الطعام..
*طيب يلا يا جماعه تعالو ناكل وبعدين نكمل كلامنا..
-بعدما خرجو من الغرفه وذهبو لغرفة الطعام.. وجدو امامهم اصناف من الطعام الشهى الذى حضر بالحب والحنان..
-إيه دا إيه دا الاكل الجامد دا يا ست الكل.. قالها مصطفى بمزاح ومرح أبتسمت على قوله ثم سحبت يد ابنها كى تجلسه على إحدي الكراسى بجوارها حتى تطعمه بحنان.. وهو لم يعترض ابدا بل رحب بالامر بدأت فى اطعامه وهو يتناول الطعام وكأنه لم يتناول فى حياته ألذ من ذاك الذى تطعمه والدته... ملأت عيناه بالدموع ويحاول على قدر الامكان جعلها حبيسة مقلتيه حتى لا يحزنها ...رأت أمه ذلك وعلمت ما يدور فى رأسه فربتت على ظهره بحنان....
اما زياد فكان يأكل بنهم شديد كأنه لم يأكل من أسبوع مضى وبالنسبه لمصطفى فكان يتلاعب بالملعقه فى طبقه... لم يمسس منه شئ فكان شارد الذهن فيما قصه عليه عبدالرحمن فى المكتب ولم يفق سوى على صوت زياد وهو يتلذذ بالطعام ..
زياد بتلذذ:
-اممممممممم الاكل تحفه بجد.... دهس مصطفى قدمه بغل وهتف : طب كل ياخو كل...
-زياد بتأوه: اااااه مفترى طول عمرك...
*********
الفصل الثالث عشر
*******
فى ظلمات الليل يتناجى المناجون لربهم فمنهم من يشكره على نعمه اعطاها له ومنهم من يستغفره ويتوب إليه ،، ومنهم أيضا من يشكو إليه بثه وهمه يشكى همومه التى قد أثقلت قلبه وفاض الكيل به فقرر اللجوء إلى ربه.. رب السموات والارض كى يزيح كل ذاك الهم ... عن طريق سجده يمحى بها كل ما أهمه.... اما هى فكانت مزيج من الثلاث ،، لكن اليوم تشكو إلى ربها هما قد اثقل كاحلها وأحنى ظهرها لسنوات ....
************
هاهى واقفه بين يدى الرحمن على سجادة الصلاه وتقراء ما تيسر من القراءن بقلب خاشع وصوت يقطع نياط القلب على الرغم من حلاوته فى تلاوة القراءن.. ثم أخذت تدعو لوالدتها بالشفاء ولها بالهدايه وأن يصبرها ويغفر لها ولامها ولمصطفى أيضا . مر بعض الوقت ثم انتهت من أداء الصلاه ..أخذت تسبح ربها وبعدما انتهت أيضا قامت بطى السجاده وهى تشعر بالراحه.....
لم تشعر بالنعاس فقررت الولوج للشرفه لتستنشق بعض الهواء النقى (وما أروع من هواء الفجر) داعبت نسمات الهواء وجنتيها وأخذت تحرك بعض من خصلات شعرها مما جعلها تبتسم.. نظرت لاسفل ففوجئت به يجلس على إحدى الكراسى بالحديقه وعلى مايبدو شئ ما يؤرقه ويشغل باله لان تلك ليست عادته بأن يجلس حتى وقت متأخر من الليل
لذا قررت النزول لمعرفة مابه فواجبها ناحيته يحتم عليها ذلك مثلما يفعل معها ويساعدها فى كل مشاكلها.....
نزلت درجات السلم برشاقه كالفراشات ...وقفت خلفه تطالعه وهو يضع وجه بين كفيه لحظات وشعر بوجود أحدهم يقف خلفه فالتف ببطء فرأها واقفه تبتسم له بحنان فبادلها الابتسامه و...
*هتف مصطفى بتسأل مصحوب بأبتسامه متعبه :
أيه الى مصحيكى لحد الوقت دا؟
*ردت عليه قائلا :أنا كنت بصلى وبعدين طلعت البلكونه فأ شوفتك تحت ،، السؤال الاهم بقا.. أيه الى مصحيك انت ؟..*هو وقد قرر التهرب:اممممم شوية أرهاق من الشغل..
*طيب وبتهرب بعنيك منى ليه!
*مصطفى بتوتر لكنه حاول أخفائه: أنا الى بتهرب بردو ؟
*ردت عليه بهدوء: امممم بتستخدم كلماتى ضدى ذكى يا تيفه.. قالت اخر كلماتها بخبث..
*فوجه بصره نحوها بضيق :قولتلك بلاش تيفه دى صح
*صح... بس هفضل أقولها لحد ما تحكى الحقيقه ...
*شعر فجأه ببعض الصداع يجتاح رأسه فهتف فيها قائلا:
بس يابت زن و روحى هاتي مسكن للصداع (قالها وهو ممسك برأسه)
*هتفت بخضه وأعتذار : حاضر،، أنا أسفه معلش ثم أسرعت الخطى لكنها توقفت عندما قام بمنادتها: نعم
*آلاء امشى بالراحه ثم قال متذاكر :ثم انك مش لابسه الحجاب ليه؟
*نظرت له بأستغراب وقالت : وألبسه ليه وانت أخويا؟! وبعدين مفيش حد غريب (قالتها بتوجس)
*لأ فيه حد غريب.... قاطعته بضيق
*هو عبدالرحمن هنا ؟ نظر لها بغيظ ثم قال ببعض من الغضب..
و هو عبدالرحمن غريب ؟ثم انى مقصدش عبدالرحمن انا أقصد زياد..... هما نامو هنا وأنا نسيت أقولك لانك طلعتى الاوضه ومنزلتيش...
*طالعته بملامح مبهمه و:عن أذنك هروح أجيب المسكن وألبس الحجاب وأجى.. ثم تركته ذهبت للداخل..
رفع بصره للاعلى فرأه هناك يقف بأحدى زوايا الشرفه وعلى مايبدو قد أستمع لحوارهم..
**********
اما فىالاعلى فكان يتقلب على الفراش وكان النوم يجافى عيونه ظل هكذا لبعض الوقت إلى ان قام على دخول والدته للغرفه تطمئن عليه... لكنه أيضا يعلم بأنها خائفه من ان يتركها ويذهب وهذا أكثر ما يؤرق مضجعه أحساسه بالذنب تجاهها..... بعدما ذهبت حاول أيضا الخلود للنوم لكنه لم يفلح فى ذلك فقرر الخروج للشرفه ورأهم هناك يتحدثون وبسبب الهدوء الذى يعم المكان فقد سمع آخر جملتين لهم دون قصد فزاد ذلك من ألامه وعندما رأها تذهب قرر النزول.
**********
نزل لأسفل ثم توجه للحديقه لكى يتحدث مع مصطفى
-جلس جواره فى صمت تام ولم ينطق بكلمه واحده ظل بصره معلق بالسماء شعر به الجالس جواره فمن صمته هذا وعلامات وجه المبهمه علم بأنه قد أستمع لكلماتها وفى قراره نفسه هو لا يلومها فما مرت به ليس بهين لذلك هو مقدر موقفها
في السابق كان غاضب جدا من عبدالرحمن لكن عندما علم منه لما فعل هذا قل غضبه كثيرا..وأصبح يشفق عليه فهو ليس له ذنب *لذلك تحدث بتعب لذلك الجالس بجواره : سمعت الى قالته صح ؟
*هزت رأس الاخر أكدت له حدسه بأنه قد سمع :
-أضاف مصطفى قائلا بعدم فهم :
أنا مش عارف هو عمل كده ليه! ثم أضاف بشك وهو يضيق عينيه
انت متأكد انك متعرفش السبب؟
*زفر الاخر ثم تنهد تنهيده قويه تدل على مايعتمل داخله..
،،معرفش،، والله معرف غير الى قولته ليك ،، حاولت معاه كثير علشان يقولى السبب بس رأسه ناشفه وكل الى قاله بلاش توجع دماغك بالماضى يابنى علشان متتعبش ...
*أنا مش مصدق ،، فى أب يقول لابنه كده ،، اوف بجد رأسى وجعتنى من ساعة ما قولتلى... ومش مبطله تفكير (ليه... وأزاى.... مش ممكن) ثم نظر خلفه وجدها قادمه نحوهم...
*******
هم ان يتكلم لكن اوقفه فتح باب الغرفه ليدخل منه رجل فى ال60من عمره يغزو رأسه الشعر الابيض لكنه مازال محتفظ بجسد رياضى عيونه كعيون الجالس هناك دخل بلهفه رجل قلق على زوجته.. عشرة عمره ،، رفيقة دربه،، حب حياته،، *تحدث بلهفه وقلق ولم يلحظ الجالس هناك للان : حبيبتى أيه الى حصلك ..انتى كويسه ؟
*نظرت له بتعب وتوتر ثم طالعت الاخر وهى خائفه من مواجهه ستأتى يوما ما لامحاله.
أنا انا انا. الح م دلله ك و يس ه(الحمدلله كويسه) انت عرفت منين؟!
أتصلو بيا من البي...... بتر كلمته عندما رأه واقف هناك صدمه الامر على الرغم من معرفته السابقه بوجوده فى مصر لكن المعرفه شئ والرؤيه شئ أخر اغمض عينيه للحظات ليستوعب الامر ثم فتحهما ثانيه *ابتسمت إيمان على فعلة ابيها لانها أيضا عندما رأته فعلت مثله ..
*هتفت بمرح وسعاده : أكيد أتفاجأت يا بابى زى بالظبط أنا كمان مكنتش مصدقه أنه قدامى..
-لم يلتف لها وظل بصره معلق بالاخر ويبادله الاخر النظرات.
-كانت نظراتهم تتراوح بين الغضب ،، التحدى ،، حنين.
كانت مشاعر خالد مضطربه بعض الشئ لكنه تحكم جيدا فى أنفعالاته. لاحظت زينات حرب العيون الصامته بينهم وخشيت من اندلاع شجار بينهم. لذا تحدثت قائله بترقب : إيه يا محمود مش هتسلم على خالد وتأخدو فى حضنك ولا هو ماوحشكش ؟
-نظر لها بغضب لاعتقاده بأنها تعلم بوجوده مسبقا ولم تخبره لكنه تحدث بحنين وحب قد غلب على نبرته وهو ينظر فى عينيه مباشرا :لا طبعا وحشنى جدا بس واضح انى ماوحشتوش.
-أقترب خالد منه ووقف امامه مباشرا وتحدث قائلا قبل أن يحتضنه :أكيد طبعا وحشتنى يا حج ثم أحتضنه لكنه لم يكن مثل حضن والدته فهو كان حضن بارد نوعا ما.. لايعلم ربما يشعر بذلك بسبب غضبه منه. أما والده فقد أحتضنه بشوق وحب رغم غضبه منه لكنه لم يظهر هذا....
فى النهايه كلن منهما كان يخفى مشاعره عن الاخر بسبب غضبهم من بعضهم البعض... ولم يظهر خالد ايضا ضيقه وغضبه بسبب والدته المريضه.. فجأه انقضت عليهم تلك الطفله فى تصرفاتها هاتفه بمرح :هاااااااااي. خودنى فى حضنكم يلا... ابتسما على فعلتها تلك ثم احتضنها والدها بينهما ثم ابتعد خالد عنهم. وأضافت قائلا: أخيرا اتجمعنا بس ناقص زياد دا لما يشوفك هيفرح أوى .....
*هنا تحدثت زينات بحيره: انامش عارفه هو راح فين كل دا؟
هم ان يتكلم خالد لكن سبقه محمود قائلا بغضب وضيق : أناهتصرف معاه بس لما أشوفه .متتعبيش نفسك انتى يا حبيبتى.
-زفر خالد بضيق وهتف قائلا: متقلقيش نفسك ياماما زياد بخير وهيرجع بليل او بكرا الصبح .
*هتف أباه بدهشه: هو زياد يعرف أنك هنا فى اسكندريه ؟
-أوما له خالد مؤكدا فتسأل محمود بترقب: من أول مانزلت مصر صح ؟
-نظر خالد له بتحد ثم قال: فعلا زياد اول واحد يعرف انى هنا فى مصر ،،ثم أضاف،، وانا الى طلبت منه ما يقولش لاى شخص انىهنا.
*كز محمود على اسنانه وتوعد داخله لابنه الاخر ثم قهقه ساخرا : ههههه طلبت منه مايقولش لاى شخص حتى اهلك ثم وجه كلامه لزوجته : مبروك يا زينات عندك ولدين يفتخر بيهم. واحد كان هربان ورجع والثانى بيخبى علينا علشان اخوه طلب منه كده.... طيب حتى كنت قولت لوالدتك الى كانت بتموت كل يوم .
-رد عليه بغضب : بابا لوسمحت أنا مش هربان من حد
-أومال اسمى الى عملته ايه ؟
*رد عليه ببرود لكنه يخفى داخله بركان يحاول ان يتصاعد :ممكن تسميه حمايه لبعض الاشخاص من غضبى
-نظرله بضيق وقال ساخرا: وهى والدتك كانت جزء من غضبك بردو علشان متكلمهاش كل المده دى وحتى مش بترد على مكالمتها؟!
*محمود. قالتها زينات بتعب وترجى نظر لها وعندما شاهد تلك النظره فى عيونها زفر بضيق ثم صمت اما خالد فكانت الشياطين كلها تتلاعب أمام وجهه لذلك قرر الخروج فورآ.
*عن أذنكم يا جماعه وهم ذاهبا لكن اوقفه صوت والدته الذى يغلب عليه البكاء : هتسبنى تانى ياخالد.
التف لها ثم أقترب منها وقبل يدها ثم قال: ياحبيبتى انا رايح أشوف الدكتور علشان أطمن عليكى وهشوف هيكتبلك على خروج ولا لا ( قال ذلك على الرغم من انه قد اخذ قرار فى نفسه بالذهاب وعدم العوده حاليا لكنه غير موقفه بسبب حزنها الذى رأه فى عيونها) متأكد.. قالتها كأنها قرأت مابداخله فأبتسم قائلا :متأكد يا ست الكل. عن اذنك بقا. *خالد أستنى هاجى معاك (كانت تلك إيمان ) و رغم انه كان يريد ان يكون وحيدا لدقائق لكنه لم يرد ان يرفض طلبها. فأبتسم لها :تعالى
********
كان جالس والقلق ينهش فى قلبه ترى الى اين ذهب ابنه منذ البارحه وهو مختفى ولم يقل له إلى أين هو ذاهب فهو قد أستيقظ فى الصباح ولم يجد له أي أثر حتى ابنته الصغيره لم تعرف أيضا. كل مالاحظه مسبقا هو الشرود والتوتر هل يمكن ان يكون وجدهم لا لالا يمكن كيف يجدهم هنا وهم يسكنون فى القاهره وهو لم يذهب للقاهره حتى الان (كل تلك الافكار كانت تعصف برأسه ولم يفق منها إلا على صوت أبنته الصغيره)
*ماذا بك يا أبى. لما تبدو قلقا هكذا ؟!
نظر لها بأبتسامه باهته ثم تحدث :لا أعلم أين ذهب أخيكى .وأتصل به أجد هاتفه مغلق
-قالت ساندى بهدوء :
*ربما خالد يعلم أين هو لا تقلق ثم تذكرت شئ ما فهتفت صارخه بمرح :
هل تعلم أبى..انتفض بفزع لكنه نظر لها يحثها لاستكمال كلامها (ماذا)
عندما كنت فى الحفل كنت تائهه ولم اعلم ماذا أفعل فجأه وجدت أمامى فتاه رائعه الجمال قد ساعدتنى اتعلم أيضا ان لها عيون جميله جدا لم أره فى حياتى مثلها.
*تسأل مستفسرا : هل كانت من الاشخاص المدعوين للحفل ؟
*أومات مؤكدا :اجل وكان معها شخص آخر كان يتحدث مع خالد وشقيقه. هز رأسه بإيجاب وصمت لكنها لم تصمت فأكملت قائلا : أجل تذكرت ان عيونها تشبه عيونك كثيرا جدا لكنها أحلى ههههههههههههه قالتها بضحك.
عندما قالت ذلك الامر تذكر على الفور تلك الفتاه التى اصتدم بها دون قصد فى الفندق وتسأل في نفسه : ترا ما سر ذاك الحزن الذى كان فى عيونها) ثم سأل ابنته بمزاح : هل عيونها خضراء مثلى
*أجل .....*إذا ما أسمها ؟
قالت بحيره:امممممممم أن أسمها صعب لكننى أعلمه ثم أضافت: عندما أتذكره سوف أقوله لك وأتمنى كثييرا ان أقابلها ثانيا.. *قام من على الاريكه وقبل مقدمة رأسها بحب : حسنا صغيرتى ثم تركها وأنصرف كى يجرى أتصال بأحدهم..
**********
أفاق من شروده على صوت هاتفه فوجد ان المتصل والدته فأبتسم ثم أجاب متسائلا بأهتمام : آلو أذيك يا ست الكل عامله أيه ؟
-ردت عليه من الطرف الاخر قائله بحب :
الحمدلله يا حبيبي كويسه طول ما انت بخير.. أنا هستناك على الغداه ثم أضافت بلوم وعتاب:ومش هقبل أى عذر كفايه انك وصلتنى ومشيت بسرعه أمبارح
أبتسم بحرج وقال : أنا أسف ياست الكل بس كان عندى شغل كثير و كمان شريكى مسافر فكل حاجه على دماغي وأضطريت أهرب علشان عارف انك مكنتيش هتسبينى أمشى
*لم تقتنع بكلامه على الرغم بأنه صحيح لكنه أيضا يخفى سبب أخر فه فهي امه وتعلمه جيدا.
*صح بس انت عندك سبب تانى .
هتف بإحراج وتهرب : احم احم. هشوف كده هقدر اجى على الغداه ولالاء لان عندى شغل كثير. فانا مش عاوز أوعدك بشئ وأخلف بيه.
*سالت عبراتها وأختنق صوتها :
ماشى يا خالد براحتك يابنى
*شعر بنبرة البكاء التى غلبت على صوتها فصمت قليلا فعبرات امه غاليه جدا.
قال بهدوء رغم مابداخله :
ماما بلاش عياط. خلاص طالما وجودى على الغداع هيريحك هاجى.
*ابتسمت بحنان لم يراه لكنه شعر بالفرح فى صوتهاعندما قالت :هستناك وهعملك كل الى بتحبه... ثم اغلقت معه..
*أرجع رأسه للوراء ثانيا وتذكر السبب الذى جعله لا يرد على مكالمتها كل تلك السنوات.. إلا وهو تلك الدموع لانها وان كانت بكت له فى الهاتف كان سيأخذ أول طائره لمصر) لذلك تجنب الرد حتى يهداء ولو قليلا.
لحظات ودخلت السكرتيره بعد ان أستأذنت منه
هتفت نور بهدوء :الورق دا محتاج أمضت حضرتك يا فندم ثم أمالت بجزعها للامام قليلا حتى تعطيه الورق وتريه اى الورق يحتاج لامضاء.... أخذت تشير بيدها هنا وهناك إلي ان زفر بضيق :فى حاجه ثانيه يا نور؟
*ابتسمت ثم قالت: أيوة يافندم.. دى أخر ورقه
نظر لها بضيق ثم لفت انتباهه عيونها الخضراء فتذكر على الفور تلك القطه الشرسه صاحبة العيون الخضراء (لكن تلك عيونها أجمل بكثير وهناك وهج فى عيونها ولمعان ربما.. كل ما يعرفه أنه لم يرا اجمل منهما.. وليس كتلك الواقفه أمامه وعلى مايبدو ان عيونها صناعيه (لينسز)
*هتفت قائلاه حتى تخرجه من شروده:يا فندم دى أخر ورقه
أ*أحم احم. اوكى....اخذت السكرتيره الورق وهى تتعجب من شروده ذلك
******
رأته هناك جالس جواره ويتحدث فى شئ ما ويبدو الضيق على وجهه فى البدايه ترددت بالتوجه نحوهم لكنها حسمت أمرها...اما هم رأوها تقترب ورأو أيضا توترها ويعلمون ماسببه أشفق مصطفى على حال الاخوين أقتربت منهم ثم مدت يدها بالدواء
*هتفت آلاء وهى تنظر لمصطفى قائلا بهدوء
مصطفى اتفضل الدواء اهو
مد الاخر يده ليتناول منها الدواء وشكرها بحنان :
ميرسى يا لولو.. بجد رأسى وجعانى أوى.
قبل ان تهم بالرحيل تسألت : عاوز حاجه تانيه قبل ماأطلع
*لا شكرا
خطت ثلاث خطوات لا أكثر حتى أوقفتها كلماته.
*طيب ينفع اطلب أنا قالها بتردد وحزن لانها لم تعره انتباه
أغمضت عينيهاثم زفرت ببطء تستجدى الهدوء والتفتت ناحيتهم مره أخرى. اما هو كان ينتظر ردها عليه بخوف من ان ترده فى طلبه ...
ردت عليه بضيق دون حتى النظر إليه مما سبب إليه الضيق.
ينفع.. أطلب
ابتسم قائلا: ممكن فنجان قهوه
زفرت بقوه وقالت :قهوتك إيه ؟
مظبوط قالها مبتسم ثم اضاف و.م....
لم تعطى له الفرصه للحديث هى كل ما أرادت معرفته نوع القهوه لا أكثر لذلك ذهبت مسرعه من أمامه
زفر بغضب وجد فجأه من يربت على كتفه وذلك لم يكن سوى الجالس بجواره: معلش أستحمل. وعلى فكره دى بدايه كويسه انها قبلت تتكلم معاك.
تنهد بيأس ثم أجاب: لحد أمتى بس أنا كل الى طالبه منها تسمعنى مش أكثر والله أنا تعبت من حياتى الى عايشها.
*أردف مصطفى بسخريه : تعبت من حياتك! أومال هى تقول أيه. آلاء شافت من الدنيا دى جانبها السيئ بس ماشفتش غير الاسود منها ويوم ما كانت الدنيا بتتكرم عليها كانت بتوريها اللون الرمادى.
قاطعه قائلا :بس أنا
بس أيه دى واحده فجأه كده أبوها وأخوها نبذوها وبقت لوحدها من غير سند ولا ظهر يحميها...و الدنيا بتشيل وتحط فيها .عاوزها بعد كل دا تسامحك وتاخدك بالحضن اول ما تشوفك! لازم تديها وقتها. عارف يا عبدالرحمن انا كمان متأكد ان آلاء ماحكتش كل حاجه حصلت معاها ....
يامصطفى انا قولت كل حاجه اعرفها (قالها بقله حيله)
*وعلشان كده انا هخليها تسمعك ثم أضاف:بس مش هقدر أعمل اكثر من كده.... عقب أنتهاء كلامه أتت حامله قدحا من القهوه ووضعت أمامه وهمت راحله لكن نداء مصطفى أوقفها هذه المره.
*آلاءلو سمحت أستنى. التفتت له ثم قالت بتوجس : خير
*نظر فى عيونها وقال بجديه : أنا وعدت عبدالرحمن أنى هخليكى تسمعيه ويحكيلك كل الى يعرفه ممكن
كان واقفا ينظر لها بحنيه ونظراته هى من تتكلم. أخذ يحدث نفسه : أقسم لك صغيرتى العنيده لقد كان شئ خارج عن أرادتى وبتنهيده حاره خرجت من بين قلبه الممزق والجريح فهو أيضا ضحيه مثلها ااااااااه لكنك مع الاسف لا تريدين سماعى ااااااه لو تعلمين كم كنت متشوق لرؤياكم وكم كنت ومازلت اتتوق لاخدك بين أحضانى فقط أعطنى الفرصه فقط مره واحده... كان يقولها فى نفسه برجاء حار.....
أما هى فقد بادلته نظراته بأخرى قاسيه متحديه كارها لوجوده وقد أختفت عيونها الجميله وأصبحت قاتمه... فهى تشعر كمن طعن من أقرب الناس إليه... لاءلاء هى طعنت بحق فى أعماق قلبها الجريح فقلبها مازل ينزف منذ سنوات ولم يشف للان بل زادت جراحه.... وجهت نظراتها لمصطفى بغضب وتنهدت بقوه ثم اخذت تستغفر ربها و....
*موافقه بس دى أخر مره توعد حد بالنيابه عنى...
*أبتسم لها وقد علم أنها لن تخجله، جلست على الجهه المقابله لهم وقالت : رغم أن الى هتقوله مش هيغير حاجه لكن أتفضل كلي أذان صاغيه (قالتها بتهكم)
حاول الاسترخاء فى جلسته قليلا ثم أغمض عينيه يتذكر ذلك اليوم المشئوم الذى غير حياته رأسا على عقب.. يتذكر كيف دخل عليه والده كالاعصار فى ذاك اليوم.....
كان يجلس على مكتبه بالغرفه يذاكر أحدى دروسه فجأه فتح الباب بقوه فأنتفض من على الكرسى لدرجة أنه وقع من عليه داخل والده كالاعصار.. كالثور الهائج عيناه حمراوين من شدة الغضب يكاد يستشيط غضبا رفع الفتى عيناه لوالده وفزع من هيئته تلك وأخذ يتراجع إلى الخلف ويتسأل بخوف :بابا فى أيه مالك ؟لم يرد عليه لكنه أخذ ينظر حوله يمين ويسار كأنه يبحث عن شئ ما...
طيب أنا عملتلك حاجه زعلتك (قالها بتردد وخوف) لم يلاقى جواب أيضا وجده يخرج شنطة سفر من فوق الدولاب واخذ يلقى بثيابه فيها والاخر ينظر له بأستغراب ولا يعرف ماذا حدث ولما هو يلم ثيابه بتلك الطريقه..قرر الخروج من الغرفه وسؤال والدته وهم ان يتحرك تجاه الباب لكن أوقفه صوته الصلب القاسى.
*أستنى عندك ثم ترك الحقيبه وألتف ..ورأ الفتى نظره فى عين والده لم ولن ينساها ابدا كانت عيناه جامدتين وعندما تتعمق أكثر تشعر بأنه علي وشك قتل أحدهم بالفعل..
-نعم يابابا ...رد عليه بقسوه :لم هدومك هنسافر
عقد حاجبيه بأستغراب وقال: هنسافر فين وليه ؟!
*هتعرف بعدين قالها بهدوء ظاهرى
*طيب ماما جهزت هدومها هى وآلاء (قالها بتلقائيا)
*أظلمت عيناه بشده وأصبحت قاتمه عند ذكر أسمها وأخذ يتنفس بسرعه رهيبه ثم قال بحسم : أنا وأنت بس الى هنسافر
-ليه وماما ولولو هنسبهم لوحدهم ؟
أسرع فى خطاه ناحية أبنه وأمسك ذراعية بقسوه قد آلمت الفتى ودفعت العيون لعينيه.
*أمك وأختك دول تنساهم للابد (قالها بكره وغلظه)
ل يستوعب الامر وفغر فاهه بصدمه وقال:نعم ، أزاى
*رد عليه بجمود : زى الناس كأنهم ماتو... زادت صدمته ولم يعد يعرف شئ مما يقال: ماتو وأخذ يرددها بهذيان: ماتو ماتو
رد عليه الاخر مؤكدا وهو يضغط على كل حرف : أيوه ماتو
تسأل بتعجب مما يقال : ليه
من غير ليه أسمع الكلام الى بقوله.
لأ مش هسمع حاجه أنا هروح أشوف ماما وهم أن يرحل لكن أوقفته صفعة قويه على وجهه.
وضع عبدالرحمن يده على وجنته بألم وهتف بكره : أنا انا بكرهك مش بحبك سبنى ( وأخذ يحرر يده من ذراع والده) *مش أنا الى المفروض تكرهو.. الي لازم تكرهم أمك وأختك.
*هزرأسه بعنف وقال: لألأ ماما أحسن واحده فى الدنيا دي وآلاء أختى أنا بحبها وهفضل جنبها...
*ضحك بأستهزاء وتهكم : ههههههه أحسن واحده هههه... أبقى وريني هتفضل جنبهم أزاى أنت هتيجى معايا غصب عنك.
-لا لا أرجوك يا بابا سبنى ثم أخذ يتوسل له وهو يمسك بقدميه ثم أخذ يقبلها نفض ممدوح قدمه من بين يدين عبدالرحمن ثم أمال بجزعه للاسفل يمسك به ويقوم بإيقافه من على الارضيه و.
-هتف ممدوح فى ابنه عله يعقل :
ما تتوسل علشان اى شخص وخاصا علشان دول.
نفض يده من عليه وأخذ يهتف به :
حرام عليك دول أمى واختى الي انت كنت بتحبهم.. إيه الى غيرك.
نظر له ولم ينبث بأى كلمه ثم أقترب من ولده فجأه وهمس فى أذنيه بكلمات جعلت عينيه تجحظان من فرط الصدمه فأخذ يهز رأسه بعدم تصديق....
لأ لأ أكيد بتهزر صح.. قول انك بتهزر ثم أخذ يهز أباه عله ينفى ما سمعه منه..
-فنظر له ممدوح نظره جعلته يتراجع للخلف وهتف : ولد أحترم نفسك.
لم يهتم لما قال وكل مايفعله هو هز رأسه وبداخله وبداخله تتردد كلمات ممدوح.
(انت لو ماجتش معايا هقتلهم عارف يعنى أيه هقتلهم)
-فوق يلا ولم هدومك.
-نظرله بأستنكار وتهكم :
أنا الى أفوق بردو ثم ضحك بقهر وقله حيله فهو ليس بيده أى شئ فهو فتى فى (الخامسه عشر) من عمره والحياه على مايبدو قد قررت أن تأتى عليه وتذيقه كأس من المر وليس أى مر فهى قد خيرته بين أن يتركهم أحياء ويفقدهم أو أن يبقى معهم ويفقدهم موتا...
اااااااااه تبا لتلك الظروف التى قد تجعلك فى الحالتين تفقد أحب الناس على قلبك أما بأختيارك أو غصبا عنك......
*أنا طالع بره ولما أنادى عليك تيجى فاهم.. ثم خرج وأغلق الباب خلفه بقوه أهتز لها جسد عبدالرحمن دقائق وسمع أباه يهتف بأسمه فهرول مسرعا يلبى نداءه خوفا منه....
-نعم يا بابا.. قالها وهو مطأطأ الرأس والحزن واضح فى نبره صوته..
نظر له ممدوح وقال : قول لمامتك أنت هتروح معايا ولا لاء
*عبدالرحمن بتوتر:أنا ....انا
*ممدوح بقوه وزعيق: أخلص قول
*أستجمع عبدالرحمن شجاعه زائفه ثم قال بصوت قوى :أنا هروح مع بابا ياماما
ممدوح بنظره ذات مغزى : وأيه كمان
*وكمان مش عاوز أعيش معاكم ولا أشوفكم تانى..
-هتفت سميه ببكاء يقطع نياط القلب :ليه يا بودى دا أنا مامتك حبيبتك عاوز تسبنى وتسيب آلاء أختك
-رد عليها.
لأ انتي مش حبيبتى وآلاء مش بحبها أنا مش بحبكم..
ممدوح بقسوه: سمعتى قالك أيه
سميه ببكاء :قولت أيه للولد خليته يقول كده.. حسبى الله ونعم الوكيل فيك ربنا ينتقم منك حتى اخته الي بيحبها خليته يكرها منك لله...
*ممدوح بقسوه: بتتحسبنى على مين يا فاجره ثم قام بصفعها بقوه على وجهها مما أدى إلى سقوطها أرضا وسقوط بعض الدماء من فمها ...
-عبدالرحمن أنا نازل هات الشنط يلا علشان نمشى.. ثم سبقه للخارج... ذهب سريعا لاحضان والدته التى كانت تبكى بحرقه على ماحدث لها ولابنائها ثم همس فى أذنيها بشئ ما... أفاق من شروده (باك)
**********
مسح دمعه عالقه عالقه فى أهدابه وأخذ ينظر لها لكنها كانت فى حاله صدمه... صامته تماما فقط تحدق بهم.. أفاقت على صوته..
-هتف بمزاح لكنه خرج حزين رغما عنه حتى يخرجها من صمتها: بس يا ستى وبعدها أنتى فضلتى تضربى فيا وتقوليلى بكرهك يا بودى...
لم تستجب له لكنها ردت قائله بنبره خاليه من المشاعر بل نبره جامده: أنت قولت أيه لماما فى ودنها ساعتها ؟
*أبتسم بحزن : قولتلها أن أنا بحبها و أن دت غصب عنى....
*سألته بغباء :طيب أنت أخترت ليه تسافر معاه.
*للحظه لم يستوعب ماقالته ثم أفاق قائلا: نعم! أومال أنا بقالي ساعه بحكى فى أيه ؟ بقولك هددنى يا سافر يا يقتلكم...
*قالت بوجع:
-تعرف هيا مفرقتش كتير كده أتقتلت وكده أتقتلت الفرق في الطريقه مش أكثر...
بس نفسى اعرف هو عمل كده ليه.. ليه بيكرهنى كده،، حتىماما مش عارفه السبب ثم أضافت قائله : أدفع نص عمرى وأعرف السبب.
كانت دموعها تنهمر بغزاره على وجنتيها هم مصطفى ان يحتويها بين ذراعيه كالعاده لكن أوقفه تقدم عبدالرحمن ناحيتها فعلم بأنه سيقوم بتلك المهمه وتمنى من قلبه ان تتقبله آلاء فهو ضحيه مثلها أيضا...
*أقترب منها بتردد وخوف من ان تنبذه مره أخرى... اما هى فكانت تضع يدها على وجهها وتبكى فجأه شعرت بيد أحدهم تحيطها بحنان ثم قربها من صدره برفق وأخذ يربت على ظهرها بهدوء ...أنفجرت في البكاء بمجرد ان احتواها بين ذراعيه ثم تشبثت به بقوه.. أما هو دمعت عيناه لرؤيتها تبكى هكذا... شعرت بين ذراعيه بحنان ودافئ غريب.. ومع تهدئته لها خفت دموعها ...شعروهم بهدوئها.. أبتسم عبدالرحمن لفعلتها تلك وشعر بأنها قد سامحته....
-ربنا يخليك ليا ..بدت الفرحه تغمر روحه لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن..
-أكملت قائله وهى مازالت تحتضنه: ربنا ما يحرمنى منك يا.مصطفى ..
.. هى تعتقده مصطفى يااااااااالله أنطفأت أبتسامته فجأه وتصلبت عضلاته شعر كأن أحدهم قد سكب دلو من الماء عليه.... أما هى رفعت رأسها لتنصدم به فعلمت من كان يحتضنها منذ لحظات.. هى لا تنكر شعورها بالراحه بين ذراعيه لكنها لا ولن تسامحه.. فابتعدت عنه ببرود وهو مازال على حالته : عن أذنكم..
*سامحتينى ولالاء قالها ومازل مصدوم ...
بداخلها خوف من ان تسامحه ويخذلها... خوف من ان يكون مثل أبيه...
ردت ببرود تخفى به حزن وخوف ونيران مشتعله : أنا تعبانه جدا وعاوزه أنام عن أذنكم.... ثم تركتهم وذهبت مسرعه من أمامهم... جلسو ثانيا ثم هتف مصطفى بمزاح كى يخفف من وطئة الامر : بدايه مبشره ههههههه واضح أنك هتتعب جدا معاها يا معلم...
*فعلا عندك حق قالها زياد الواقف أمامهم..
-تسأل مصطفى : انت جيت أمتى
-أناواقف من بدرى بس محبتش أتدخل..
-سأله عبدالرحمن بأستغراب : أنت رايح فين كده ؟!
أه صحيح لابس ومتشيك ورايح فين ؟
*ردعليهم قائلا : راجع أسكندريه حاسس ان أبويا أكتشف حاجه وكمان عندى شغل كتير أوى... سلام قالها ثم ذهب.
فردو عليه معا: سلام...
-هتف عبدالرحمن بمرح لكنه يخفى ورأها وجع كبير: عارف انا كنت عاوز أخنقها وهى بتقولى يا مصطفى
-قهقه الاخر بضحكه رجوليا : هههههههههههههههه هههههههههههههههه أياك تفكر تيجى جنبها حتى
-هتف عبدالرحمن بهدوء: واضح انك بتحبها أوى
*توقف عن الضحك وقال بهدوء حزين: آلاء دى بعتبرها نعمه من ربنا بعتهالى فى اكتر وقت كنت محتاجها فيه ومش بحبها هى وبس لأ وماما سميه كمان...
*أبتسم له وقال بشكر : أنا مش عارف أشكرك أزاى على كل الى عملته معاهم..
*رد عليه بجديه : أنا معملتش حاجه غير واجبى ثم أضاف :وبعدين لسه بقولك دول أمى وأختى
****************
حل المساء وأتى معه بالكثير والكثير كلا بداخله العديد من المشاعر المختلفه...
*فى الاسكندريه :
وصل لمنزل والديه من الخارج صلب جامد اما بداخله تردد وحنين وخوف.
-ترجل من السياره بهيبه ووقار .... خطواته ثابته ونظراته واثقه....
وصل للداخل.. رأى هناك والدته تعطى أوامرها لأحدي الخدم وكانت تعطيه ظهرها وعندما رأته الخادمه هتفت متسأله : أيوه حضرتك عاوز مين ؟
-ألتفت زينات لترى مع من تتحدث تلك وعندما رأته هتفت بسعاده وهى تتجه نحوه : خالدحبيبى ثم أخدته فى أحضانها لحظات وأبتعد عنها ويعاتبها : تعبه نفسك ليه ياست مش الدكتور قالك ترتاحى.
-يا حبيبى أنا مرتاحه كده وأطمن أنا كويسه الحمدلله.
- يارب دايما (قالها مبتسم)
*أبيه خالد هتفت بها شقيقته التى ركضت نحوه تعانقه بقوه..
هتفت زينات : بس يابنت هتوقعى أخوكى.
-رد عليها خالد مبتسما: سيبيها ياماما براحتها.
ضحكت إيمان بطفوله ثم صفقت بيدها كالاطفال :هيه هيه هيه قالك سبيها براحتها.
-ضرب خالد جبهتها وقال : بس يا بنت فتأوهت إيمان ااااااااااااه الله فى أيه بس يا خالود
*إيمان خلى أخوكى يرتاح شويه على بال ما نحط الغداه على السفره ويكون كمان بابا جه...
-أعترض قائلا : لأ أنا هروح أقعد فى الجنينه ثم أكمل كلامه لشقيقته : هاتيلى قهوه يا إيمان
-أعترضت زينات قائله:بس ....ليقاطعها هو بهدوء : ماما أرجوكى بلاش تضغطى عليا... أومات بإيجاب ثم تركتهم وذهبت ‘‘ فتسألت إيمان بهدوء لكن نظراتها تحمل من الرجاء الكثير : خالد انت هتستقر معانا خلاص صح ؟
-رد عليها بغموض : سبيها لظروفها ياإيمو... هاتى القهوه بقا علشان مصدع...
-أوكى.. دقيقه وتكون عندك...
******* ذهب خالد كى يجلس ويريح جسده قليلا
بعد مرور بعض الوقت كان خالد مازال كما هو على حاله لكنه من التعب والارهاق أغمض عينيه ليريحهم قليلا فجأه وجد من يضع يده على كتفه ففتح عينيه وألتف ليرا من فوجده والده. الذى تحدث بجديه : واضح انك تعبان
*هز الاخر رأسه بإيجاب وقال بلامبالاه : فعلا
-طيب ما طلعتش ليه فوق تستريح ؟ ولا مش معتبره بيتك!
*ردعليه قائلا حتى ينهى الحديث : أنا لو طلعت نمت مش هقوم غير بعد يومين وأنا عندى مشوار مهم.
هم محمود ان يرد عليه لكن قاطعهم قدوم زينات التى نقلت بصرها بينهم بتوتر فطمئنها خالد بعينيه بعدما رأى نظراتها المتوتره *يلا ياجماعه السفره جاهزه.
*******
على المائده كانت زينات أعدت مالذ وطاب من الطعام لأجل أبنها وكل ثانيه وأخره تضع المزيد من الطعام أمامه *فهتف قائلا بمزاح : خلاص ياماما أنا هنفجر من كتر الاكل دا حرام عليكى ثم أضاف بحنان: كلى حضرتك ماأكلتيش حاجه.
-ردت بحنان و عتاب: أنت مش شايف نفسك ولا أيه دا انت خاسس النص يا حبيبى..... هم أن يرد لكن قاطعته شقيقته.. ردت إيمان بضحك : دا خاسس النص! أومال لو كان بيأكل كان هيبقى عامل أزاى ههههههههههههههههه
-ردت عليها أمها قائله : الله أكبر فى عينك
- هتفت بمزاح :ههههههههههههههههههه ياماما أنا مش بحسدو أنا كل الى بقصدو أنه ماشاء الله طول بعرض بأرتفاع ههههههههههه
*فجأه سعل خالد بقوه فأخذت زينات تربت على ظهره ثم ناولته كوب من الماء ونظرت لابنتها بضيق ثم نهرتها قائله : عجبك كده أهو كان هيتخنق.
لم يستطع خالد و إيمان كبح ضحكتهما أكثر من ذلك *خالد : ههههههههههههههههههههه *إيمان : ههههههههههههههههههه
كل هذا كان يحدث أمامه وهو صامت لكنه قرر أخيرا النطق.
*ربنا يدوم الضحك بس القعده كانت هتكون أجمل لو ...فقاطعته إيمان قائله بتأفف: أكيد قصد حضرتك على عاصم صح ...نظر لها بحده وقال: ماله عاصم راجل وقد المسئوليه بس أنا مقصدش عاصم بس أنا قصدى......... ترك جملته معلقه ونظر ناحية الاخر بتحدى وخبث ففهم الاخر ماذا سيقول.. قاطعهم رنين هاتف خالد... أخرج هاتفه وهو يجز على أسنانه ويكاد يحطم الهاتف بين يديه... رد دون معرفة من المتصل.. آلو
عندما رد علم أن الاتصال من أمريكا فتحدث بالانجليزيه ...
*أهلا فرديدرك... كيف حالك وماأخبار العمل.. صمت ليسمع رد الطرف الاخر ثم قال : حسنا فالترسله لى على الايميل الخاص بى أو الواتس... لحظات وأغلق الهاتف... كانت نظرات وجه مازالت جامده
*تسألت زينات بقلق : مالك ياحبيبى خبر وحش ولا أيه ؟
*نظر لممدوح بتحد وقال : لأ بالعكس ياأمى دا خبر كويس... أبتسمت له وقالت : طيب فرحنا معاك .هم ان يرد لكن قاطعه أباه بهدوء لكنه يحمل بعض من التهكم: آلا قولى ياخالد ياترى نجحت هناك ولأ.... للمره الثانيه يترك جملته معلقه *كاد الاخر ان يحطم أسنانه لكنه يرد ان يظهر ضيقه لوالده.
*رد عليه خالد بثقه لا تليق إلا به : مابقاش خالد البحيرى لو ما نجحتش فى شغلى وبجداره كمان.. ثم نظر فى عينيه وقال: و زى ما رفعت أسم عيلة البحيرى فى مصر رفعتو بره مصر كمان ولا حضرتك ناسى أني كنت شايل كل حاجه هنا لحد ما سافرت.... وأحب أطمنك ..أنا مش هبالغ لو قولت أنى من أكبر رجال الاعمال فى أمريكا .
والمكالمه الى جاتلى دى كانو بيقولولى فيها أنهم أختارونى أفضل رجل أعمال للسنه دى ...أنهى كلامه بأبتسامه أنتصار....
*نظر محمود بغيظ لكن بداخله فرح من أنجازات ولده التى ترفع الرأس.. *مبروك...
*زينات بفرح : مبروك يا حبيبى
*إيمان بسعاده :مبروك ياخالود ...عاوزه هديه بقا...
*خالد بجديه : الله يبارك فيكم ياجماعه ثم أضاف :عيونى ياإيمان..
ياأهل الدار أين انتم هتف بها زياد بمرح وهو يدلف لغرفة الطعام لم يراى أخيه للان فكل مالفت أنتباهه هو الطعام.
أيه دا أيه الاكل الحلو دا أنتى عرفتى منين انى جاى.... : ربنا يخليكى يازوزو حاسه بأبنك والله وعارفه انه هيموت من الجوع ..ثم أكمل مازحا وهو يضع فى فمه بعض من ورق العنب المحشى ويتلذذ به :اممممم بس ماكانش فى داعى لكل الاكل دا دى ولا عزومة ابو زيد الهلالى...
كانو ينظرون له ويضحكون على تلك العاصفه التى دخل بها... رفع بصره عندما لم يجد رد منهم لكن ألجمت الصدمه لسانه و فغر فاهه بذهول..فقال محمود بهدوء كهدوء ماقبل العاصفه : إيه شفت عفريت
*نقل بصره بينهم و: ها ثم أخذ ينظر حوله ليتأكد بأنه فى المكان الصحيح وحدث نفسه : هو المحشى دا فى حاجه ولأ أيه ؟ بعدما تأكد بأنه فى منزله... أتجه ناحية أخيه وأمال يهمس فى أذنه : هو إيه الموضوع *بادله خالد الهمس: هقولك بعدين.
*هز رأسه بإيجاب وتسائل بتوجس : طيب هو أبوك عرف انى عرفت أنك فى مصر من فتره وما قولتلهوش.
*هز الاخر رأسه بإيجاب وقال: أيوه عرف
أبتلع زياد ريقه بتوتر ونظر ناحية والده الذى كان ينظر له كالاسد الذى يريد أن ينقد على فريسته فى الحال.
*فقال لاخيه بتوتر : أشهد أن لا إله إلا الله وان محمد رسول الله...... يا عينى عليك يازيزو وعلي شبابك الى هيضيع... أبتسم خالد على كلماته.. هم زياد ان يرحل هاربا لكن أوقفه صوتا جهورى
*أستنى عندك رايح فين ؟
زياد بخوف : ها رايح أغير هدومى
*محمود بتوعد : لا كل الاول و تقولى كنت فين وبعدين تغير هدومك..
*زياد بأعتراض : نعم
*عندك أعتراض ؟
-أبتلع ريقه و : لأ وأنا أقدر بردو ثم جلس جوار خالد الذى ربت على فخذه وهمس قائلا : أجمد يلا
*أه ماأنت ما تعرفش عقاب أبوك عامل أزاى ..
*أبتسم بسخريه ثم قام قائلا : الحمدلله عن أذنكم يا جماعه
*هتطلع فوق يا خالد ؟
*لأ ياماما أنا ماشى
قال محمود بتهكم : ليه وهو دا مش بيتك ولا أيه ياخالد باشا
*أنا مقولتش كده بس كل الحكايه أن عندى شغل.
*طيب هتخلص وتيجى ؟
*لاياماما مأ أعتقدش أنى هخلص المشوار دا بدرى ثم أضاف : بس لو خلصت بدرى أحتمال أجى .
-ضحك ممدوح بأستهزاء : أحتمال هههههه
نظر لوالدته فوجد فى عيونها نظرة حزن : أوعدك ياماما هعمل جهدى...
-أبتسمت وقالت : ماشى يا حبيبى وأنا هستناك...
********* فى منتصف الليل
وفىخالد بوعده وأتى بعدما أنهى عمله... ففرحت امه بذلك... كان التعب قد بلغ منه مبلغه فهو يعمل على ان يرفع من شأن تلك الشركه وصديقه قد تركه وحيدا لكنه يتلمس له العذر.....
*زينات : هتلاقى فى أوضتك بيجامات جديده أطلع خد شاور و نام....
خالد بأعتراض : لأ ياماما أنا هنام فى الأوضه الى جنب المكتب وخلى حد يبعتلى البيجامه ...
*معقول هتنام فى أوضة الضيوف يا خالد...
رد بهدوء : صدقينى انا هبقى مرتاح كده... وثانيا أنا تعبان ومش قادر اطلع فوق...
*هى تفهمه أكثر من حاله لذلك لم ترد الضغط عليه يكفيها بأنه معها فى نفس المنزل..
-حاضر براحتك يا حبيبى ثم صعدت لاعلى وجلبت له بعض الملابس.. أخذها منها ..
*تصبحى على خير
-وانت من أهله يا حبيبى... تركته وصعدت لاعلى مره أخرى...
-أما هو دخل للغرفه لايريد أن يصعد للاعلى...
هل التعب مثلما قال أم ان شئ أخر ....أنهى الصراع معه نفسه وذهب لاخذ حمام منعش كى ينام ...
بعد مرور بعض الوقت خرج من الحمام يرتدى ملابس بيتيه مريح جلس علئ الفراش ثم حدث نفسه قائلا بغموض :
أنا مش هقعد هنا غير لما أظبط أمورى وأشوف هعمل أيه ....أول ما الصبح يطلع همشى لان أنا وبابا فى نفس المكان مع بعض مينفعش على الاقل حاليا.....
وبمجرد ما وضع رأسه على الوساده غط فى نوم عميق من فرط تعبه
******
تجاوزت الساعه الثالثه صباحا أستيقظ فجأه على رنين الهاتف
*فهتف بتأفف : فى حد بيتصل فى الوقت دا.. ثم رد دون ان يرى هوية المتصل :
-آلو
أستمع بأنصات للطرف الاخر ثم هب واقفا من على الفراش يرتدى ثيابه على عجاله من أمره ...
*******
جحظت عينيها وهى تراه ثم هتفت بصوت مبحوح : أنت....
الفصل الرابع عشر
**************
*مواجهه:
*****
*جروح من الماضى نجاهد انفسنا لنخفيها بين طيات الزمن.. تأبى إلا ان تعكر صفو حياتنا.
كلما ضحكت لنا الحياه تعود خبايا الماضى لتصيب قلبنا بالالم والخزلان..
*فالقدر يلعب لعبته هنا بجداره..
فاللعنه على ذاك الحظ الذى يلعب بنا لعبته لنترك أنفسنا له يوجهنا حيث الوجهه التى تنتظرنا
*********************************
كانت فى غرفتها جالسه لا تستطيع النوم فالجميع نام عداها هى اخذت تقلب فى القنوات الفضائية فلم تجد مايروق لها او حتى يلفت انتباهها... ألقت جهاز التحكم على الاريكه ثم زفرت بضيق.. شعرت فجأه بجوع شديد ومعدتها تصدر بعض الاصوات دليل على خوائها من الطعام..فحدثت نفسها قائلا :
يعنىكان لازم أرفض الاكل الى ماما جابته لما ماردتش اتعشاه معاهم تحت أوووف. حاليا انا مضطره أروح أعمل اى حاجه أكولها أحسن انا حاسه الدنيا بتلف بياه من الصبح أساسا. يلا يالولو تشجعى.
-نزلت درجات السلم بكسل ثم توجهت ناحية المطبخ حتى تعدلها شطيره وكوب من العصير.
-انا هعمل ساندوتش جبنه مع كوبايه عصير برتقال ،، وقفت امام البراد ثم سكبت العصير وقامت بأعداد الشطيره ثم اعادت كل شئ فى محله وأغلقت الانوار وهمت ذاهبه...
لكن أوقفها طرقات على باب الفيلا يتبعها صوت الجرس.. للحظه أعتقدت انها تتوهم الامر لكن عندما زاد الطرق علمت بأنها لاتتوهم. نظرت للساعه المعلقه على الحائط فوجدت بأنها تجاوزت الثانيه بعد منتصف الليل ..شخصت ببصرها لاعلى ثم نقلت بصرها ثانيه جهت الباب ولم تعرف ماذا تفعل هل تذهب لايقاظ مصطفى ام تفتح هى أرتعدت فرائصها وأخذ عقلها يوهمها بأنه لص...أفاقت لنفسها وتحدثت بخوف : حرامى ايه بس يا غبيه وهو الحرامى هيخبط هيرن الجرس برضو (ثم ضحكت بسخريه على ما توصل إليه تفكيرها) ..
لم يطاوعها قلبها لإيقاظ احد وهمت بشجاعه مزيفه ان تفتح باب الفيلا لترى من ذاك الطارق وأخذت تقترب رويدا رويدا لكن فجأه وجدت من يضع يده على كتفها بهدوء.. أنتفضت بفزع وكادت تصرخ لكنه كمم فمها وأخذ يحدثها بهدوء وحنان حتى يهداء من روعها : آلاء ماتخافيش انا عبدالرحمن أهدى ...
-كانت كل خليه فى جسدها تنتفض وبقوه لكن عندما علمت هويته شعرت بالامان يسرى داخلها... عندما شعر بهدوئها أبعد يده من عن فمها لكنها نظرت له بغيظ وهتفت :
-فى حد بيعمل كده. كنت هتموتنى من الرعب.
*بعد الشر عليكى أنا مقصدتش أخوفك. أنا كنت صاحى فى الاوضه وفجأه سمعت الباب بيخبط قولت أروح أشوف مين جاى فى الساعه دى ومردتش أصحى مصطفى لانه كان واضح انه تعبان وكمان عنده شغل الصبح بدرى.. وهم ان يكمل باقى الحديث لكن قاطعه مره أخرى تلك الطرقات المزعجه.
-نظرت للجههالاخرى وقالت بصوت حاولت ان تجعله باردا :
طيب افتح الباب شوف مين الرخم الى جاى فى وقت زى كده.
-نظرلها ثم قال وهو يشير على ثيابها :
طيب أدخلى جوه علشان لو طلع راجل .ماينفعش يشوفك بالمنظر دا.
-نظرت له بأستغراب وتسألت : المنظر دا! مالو منظرى بقا ؟
-قال عبدالرحمن موضحا: آلاء انتى لابسه بيجامه ومن غير حجاب على فكره.
-نظرت لحالها ثم قالت بحرج : أه صحيح ماأخدتش بالى... ثم ضربت مقدمه رأسها : بجدمش عارفه كنت هفتح أزاى.
-نظر لها بأبتسامه ودوده : وداسبب من أساب انى منعتك تفتحى ..يلا بقا أدخلى فى أي حته علشان أفتح الباب زمان الى بيخبط زهق.
-بلا مبالاه مصطنعه ردت عليه : أوك. وذهبت فى اتجاه المطبخ مره أخرى وهى فى طريقها وجدت حجابها موضوع على أحدى الكراسى فأخذته ثم وقفت فى أحدى الزوايا لترى من الطارق.. والذى يستشعره قلبها بأنه ضيف غير مرحب به ..لا تعرف لما تشعر بالقلق والخوف.
اما الاخر كان يحدث نفسه : أستر يارب ثم فتح الباب.. لكن مارأته عيناه جعلته عاجز عن النطق وتسمر فى مكانه.
-نظر له الواقفين على الباب منهم من ينظر له بغضب وهناك الاخر يطالعه بقله حيله وشفقه اما الاخرى هى من قطعت الصمت فتحدثت قائلا : أخى اين كنت كل ذلك الوقت (ثم أندفعت لاحضانه مبتسما) لم يفق من صدمته إلا على فعل تلك الصغيره.. فأبتسم لها أبتستمه متوتره ثم تركها وأخذ ينظر للاخر الذى يحدق فيه بغضب واضح وظاهر للعيان .
-ب ا با حض رتك بتعمل أيه هنا.
-تحولت نظراته من الغضب للسخريه و :
إيه يا عبدالرحمن باشا اتفاجأت... كنت فاكر انى مش هعرف أنت فين ؟
-توتر وبدء يتصبب جبينه بالعرق و
أنا أنا كنت هقول لحضرتك بس بس فى الوقت المناسب.
*هتف بنبره متهكمه : والله وأمتى ان شاء الله الوقت المناسب.
-نظر عبدالرحمن خلف ممدوح يستنجد بالواقف خلفه. : خالد قول حاجه.
هم ان يتحدث لكن...
*****
كانت هناك تنتظره ان يأتى ويخبرها من ذلك الشخص اللزج الذى يأتى فى مثل هذا الوقت.. لكنه لم يأتى فقلقت ولا تعلم السبب هناك شئ ما يخبرها بان حياتها ستنقلب رأسا على عقب.. هزت رأسها تنفض تلك الافكار ثم حسمت أمرها بالخروج لكن قبل ان تخرج تأكدت من وضع حجابها الكبير على رأسها.
****
أهدا يا عبدالرحمن أنا حاولت أف..... لكن قاطعه صوتها
*أكسبت صوتها بعض البرود واللا مبالاه : مين يا عبدالرحمن ؟
-نظر الصديقان لبعضهم البعض بتوتر لم يخفى على ممدوح الواقف جوارهم... لم يعرف عبدالرحمن ماذا يفعل فتسمر مكانه
اما هى فى البدايه لم تعرف من بالخارج لان أخيها كان يسد باب المنزل. لكن عندما أقتربت أكثر جحظت عيونها وهى تراه أمامها شعرت فى البدايه بأن صوتها قد اختفى تماما ولا تسطيع التكلم من فرط الصدمه حاولت مرارا ان تتكلم إلا ان نجحت فخرج صوتها مبحوح : انت!
أتجه ببصره ناحيتها ثم صمت قليلا يتذكر اين رأها من قبل ..وقبل ان يتحدث صرخت تلك الصغيره بفرح ثم أندفعت ناحيتها لكن كل هذا لم يؤثر فى الواقفه تناظرهم بذهول والصدمه مرتسمه بوضوح على ملامحها..
-أنا شفتك قبل كده صح (قالها ممدوح بتحير.
عندما سمعت صوته أرتجف جسدها الصغير لدرجه لاحظها ذلك الذى كان يحفر تفاصيلها بين طيات عقله حتى يستخرجها عندما يريد.. أفاق من شروده عندما لاحظ أرتجافها.
فهمس لاخيها قائلا بقلق : عبدالرحمن شوف مالها.
ألتف لها شقيقها ولاحظ ذهولها وأرتجافتها تلك فأقترب منها كى يهداء من روعها لكنها أبتعدت عنه بفزع وأخذت تتراجغ للوراء وهى تهمس : خليه يمشى ،، خليه يمشى من هنا
- حاول ان يعرف ما تقول لكنه لم يعرف بما تهمس فقال بقلق على حالها : بتقولى ايه ؟
-أفاقت من صدمتها تلك وهتفت صارخه :
خليه يخرج من هنا... قوله يمشى
*كان ممدوح ينظر لها بتعجب من فعلتها تلك وتسائل : مالها دى! وبعدين انت بتعمل أيه هنا ياأفندى
أيقن عبدالرحمن بأن أباه لم يعرف بعد أين هو ولا من تلك الواقفه أمامه مما زاد خوفه فابتلع ريقه بتوجس وخوف وحدث نفسه قائلا بحيره : بابا شكله مايعرفش هو فبيت مين ولا مين الى قدامه بس طالما ميعرفش جه ليه ؟؟؟؟
قالت ساندى بسعاده : ابى الم تعرف من هذه الفتاه ؟
هز رأسه بحيره فأستكملت ساندى قائلا: انها آ.... لكن قاطعتها صرخة آلاء مما جعلها تنتفض برعب وتحتضن أبيها..
*أستيقظ من فى المنزل على صوت صرخاتها المتتاليه وأول من أتى مصطفى الذى اتى مهرولا يناظرهم بتسأل ثم أتجه لتلك الساكنه أمامه ويرتسم الوجوم على ملامحها أقترب منها فأنتفضت بفزع لكنه أخذ يهدائها : أهدى ياحبيبتى اهدى
*أرتمت فجأه بأحضانه وأخذت تهذى بكلمات غير مفهومه مما جعله يتسأل : بتقولى أيه
-أعادت حملتها بصوت أوضح : هو هو يا مصطفى
فى البدايه لم يعرف من تقصد لكنه عندما نظر للاخر وجده واقف وعلامات الحزن على وجهه ثم وجد خالد وفتاه صغيره ثم طالع الرجل الاخير والتى تبدو ملامحه مقاربه لملامح آلاء ....
عندما ربط كل تلك الاشياء ببعضها علم هويته.. فجأه أجتاحه غضب شديد لكنه تمالك حاله وأخذ يطمئن تلك القابعه بين أحضانه *أهدى يا آلاء أهدى ..ثم أخذ يفكر بأنه يجب أن يتأكد أولا قبل ان يثور...
- هل ماسمعته صحيح أم أننى أتخيل فقط!
-هتفت الصغيره مؤكده بعربيه ركيكه : نعم.. آلاء م...مدوح النجار أسمك يشبه أسمى كثيرآ
كان لم يستوعب بعد أو لنقل من البدايه لم يرد ان يستوعب..-لكنه فاق من صدمه على صدمه أكبر ...على تلك التى آتت وعلامات الخوف على وجهها نعم أنها خائفه على أبنتها التى لم تعرف للان لما تصرخ هكذا....
توقفت عن السير عندما أصتدمت بذلك الوجه الذى تبغض صاحبه بشده فهى لم تنسى يوما ملامحه حتى وان غز الشيب رأسه اما هو أخذ يهز رأسه بقوه ورفض : هى لأ لأ مش هى.. لم يقطع نظراتهم سوى صوت مصطفى الذى تحدث بجديه شديده : ممكن أعرف انت مين ؟ وبتعمل أيه فى بيتى ؟
-هنا خرج صوتها رغم عنها ضعيف بنبره سخريه : معقول يامصطفى معرفتوش ؟ دا ممدوح بيه النجار ههه
لم يعرف عبدالرحمن ماذا يفعل شعر به صديقه لذلك أستلم زمام الامور : تحدث قائلا بإحراج :
احم احم طيب ياجماعه ممكن نتكلم جوه...
-نظر مصطفى لممدوح بغضب شديد ثم لعبدالرحمن الذى يبدو تائها ثم الى الواجمتين جواره.. تنهد بقوه ثم زفر على مهل وحدث نفسه قائلا بعقلانيه : رغم أنى مش طايقك بس لازم أدخلو علشان نعرف السبب الى خلاه يعمل كده فى الاء وأمها..
-تحدث من بين أسنانه بضيق : اها طبعا أتفضلو ..
كان مصطفى يجذب آلاء رغما عنها لتسير معهم أما عبدالرحمن فكان يحتضن والدته ويسيران معا وورأهم خالد وساندى وممدوح من ورأهم لكنه كان فى عالمه الخاص..... يوبخ ذاته كيف لم ينتبه منذ البدايه ويستفسر عن أصحاب المنزل فكان كل ما يهمه هو معرفة المكان فقط فهو كان قلق أين يمكن ان يوجد ولده فهو مختفى منذ أيام ولم يخبر احد إلى اين هو ذاهب...
رغم جزء ما بداخله أخبره بأنه قد وجدهم لكنه كان يكذب ذلك الشعور دائما ربما لانه لم يرد ان يصدق...
وفجأه فاجأته الحياه بتلك الصفعه التى لم يرد يوما تصديقها... فها هو الان فى منزلهم ااااااه كم يكن لهم الكره والبغض والقسوه .... رفع بصره فوجدها هناك هى الاخرى تبادله نفس النظرات... قال ممدوح بهمس : ياااااالله هل يزيدها الزمن جمالا (ثم ضحك بسخريه ) ههههه لكن ياللاسف هههههه أفاق من شروده على صوت مصطفى الحاد الموجه له : ممكن أعرف بتعمل أيه فى بيتى ؟
- رد عليه بتهكم وسخريه : انا معرفش انت مين ؟ انا كل الى اعرفه ان أبنى موجود هنا فجيت أشوفه بيعمل أيه هنا.. بس للاسف أتفاجأت أنه موجود مع أكثر ناس بكرهها.. انها حديثه بنظرات ناريه موجه لعبدالرحمن.
*هتف مصطفى بغضب : أولا انت هنا فى بيت مصطفى الراوى الى هو انا...
ثانيا : أبنك كان بيشوف والدته وأخته..
ثالثا ودا الاهم : بعد السنين دى كلها أنت مدين ليهم بتفسير عن سبب الكره الشديد لماما سميه وألاء ولا أيه؟
-عند ذكر هويته ظهر البغض فى عيون ممدوح الذى تحدث بتهكم : انت ابن محمد الراوى ؟
-اوما برأسه مؤكدا : أيوه
-زاد تهكمه : أومال هو فين ثم اخذ يتلفت حوله..
-والدى مات الله يرحمه (قالها بحزن)
-هتف ممدوح قائلا : يلا ماتجوز على الميت غير الرحمه..
- ثم أضاف ساخرا : ثانيا بقا : مسألتش مدام سميه على السبب ليه ؟ هههههههههههه ولا هى أتكسفت تقول ههههههههههه ثم وجه كلامه لها : إيه يا سميه مسمعتش صوتك القط أكل لسانك ولا إيه ؟
-نظرت له بغل وحقد تحمله وتكنه له منذ سنوات لكن ان دققت النظر فى عيونها ستجد العجز والقهر وعلامات الجهل مرتسمه على وجهها أخذت تهز رأسها بعدم فهم... حاولت النطق لكن كالعاده فشلت ولم تستطع أخراج صوتها فأطرقت رأسها أرضا ودموعها تعرف الطريق على وجنتيها..
-هتف بقسوه : أعتبر دموعك دى شعور بالذنب ..
-تسائل عبدالرحمن بعدم فهم : تقصد إيه يا بابا ؟
- أسأل امك يا بن أمك..
*لم تجلس آلاء انما ظلت واقفه تطالعهم جميعا ولا تفهم ما يعنيه ذلك الرجل بكلامه : لكنها تحدثت بقوه وشجاعه لم تعرف من أين أكتسبتها : ما هو لو أمه عارفه كانت قالت..
*طالعها بغل وحقد دفين : قالو للحرامى احلف ...ماهو لازم تعمل نفسها متعرفش.... حتى بعد السنين دى لسه بتكذبى يا سميه.....
- صرخة فيه قائله : أخرس انا امى مش كذابه....
لو كانت النظرات تقتل لاحرقتها نظراته...
رد عليها بسخريه لكنها تحمل كره للواقفه أمامه : ماأنتىتربية أمك هتقولى أيه يعنى ههههه....
شعرت هى بفداحة ما تفوهت به وكيف أعطته الفرصه ليسخر من تربية امها...
*بابا لو سمحت ماينفعش كده (قالها عبدالرحمن بضيق)
-نظر له بغضب : أخرس انت حسابك بعدين...
-طيب قولنا فهمنا انت عملت كده ليه... (قالها عبدالرحمن بحيره)
-قال ممدوح بأصرار : انا مصر ان هى الى تقول الحقيقه بنفسها.....
*وإذا كانت هى مش هتقدر تقول او تتكلم...
*نظر له بعدم و بتهكم قال : ليه ان شاء الله.. ثم صرخ فيها قائلا : ماتنطقى ياهانم
*علشان هى فقدت النطق والبركه فى سيادتك (قال هذه الكلمات مصطفى الذى قد نفذ صبره)
- رغم صدمته قال بتشفى : من أعمالكم سلط عليكم...
-أقتربت منه آلاء ونظرت فى عينيه بكره وقرف :
يا تقول الى عندك ياتخرج بره البيت دا...
وبعدين مسمحلكش تقول على امى نص كلمه لان أمى أحسن ام وأحسن من ناس كثييير... (وكانت تقصده بجملتها الاخيره)
-أمك أحسن من ناس كثير تصدقى ضحكتينى وأنا مليش نفس... انا بقا هعرفك حقيقة‘امك وحقيقتك (ثم نظر إليها بقرف كأنها نكره)
-الست الى حضرتك شايفاها أحسن واحده فى العالم...
نظر له الجميع بترقب منتظرين ما سيتفوه به ذلك العجوز اما هو فكان مستمتع بتلك النظرات المترقبه والمتوجسه....
قلوبهم تخبرهم بأن ما سيخرج من فمه سيغير الكثير.. اما صاحبة الشأن لم تحملها قدماها فجلست على الاريكه الموجوده بالغرفه...( وكما يقولون صمت دهرا ونطق كفرآ) -نطق بأسمئزاز وصرخ عما يعتمل فى صدره منذ سنوات :
الهانم الى كنت أويها فى بيتى معززه مكرمه ماصنتش العيش والملح.. كنت أتوقع منها أي شئ إلا الخيانه عندما أتت تلك الكلمه صرخ بها بأعلى صوته...
تعالت الهمهمات والنظرات المستنكره والمصدومه اما هى ( سميه) كانت مزهوله تحدق به و أزدادت دموعها وأنهمرت بقوه ..لم تعرف من أين اتى بتلك الترهات...
-هتف عبدالرحمن بصدمه: أيه الكلام الى بتقوله دا!
-ردت آلاء : هههههههه هتسناه أيه من واحد زيك يا ممدوح بيه...
-انت يا راجل انت واعى للى بتقوله دا(قالها مصطفى)
-ذهبت آلاء لوالدتها تحتضنها بقوه وتهتف لها بحنان وحب: متزعليش نفسك ياماما أنا عارفه ان الكلام دا كذب.. .
*هنا قرر خالد الخروج عن صمته قائلا بأحراج: ممكن تقولنا تقصد أيه بالخيانه ؟
وهى الخيانه ليها إلا معنى واحد .. ثم نطق بآخر شئ يتوقعه الجميع وكأنه لم يكتفى بماقال وصرخ بأعلى صوت له لكنه وقع على الجميع كالصاعقه:
-الهانم جابت بنت من الحرام ونسبتها ليه وكانت فكره انى هفضل مغفل طول عمرى....
*صمت الجميع وكأن على رؤسهم الطير لم يتحرك من جسدهم سوى عيونهم الجاحظه والتى أتجهت نحو تلك الجالسه على الاريكه أمامهم ثم تحولت إلى ذلك الواقف أمامهم وينظر لهم بتشفى...
-لم يقطع ذلك الصمت .سوى تلك الصرخه التى.دوت فى أرجاءالمنزل وبقوه من قسوة ماسمعت :
كذ.اب .......كذاب .....خرجت منها بقهر فهى لم تتوقع ابدا فى أسواء كوابيسها سماع تلك الكلمات.
*. ياااااالله هل ما أظنه صحيح ام أنه تخيلات نظرت تجاه أمها فوجدتها هناك واقفه و هى من نطقت بتلك الكلمه.... رغم دموعها المنهمره وأحساسها بالصدمه من هول ما سمعت إلا انها فرحت كثيرا لسماعها صوت والدتها بعد كل تلك السنوات... أما سميه ففسرت تلك النظره من أبنتها خاطئه فهى قد أعتقدت بأن آلاء صدقت ماقيل عنها... لذا أسرعت نحوها وأخذت تهزها برفق وهى تهتف بنبره يكسوها الحزن : آلاء أنتي صدقتى والله العظيم يا بنتى كذاب كذاب أوعى تصدقى (كانت تتحدث بهستيريا )
-أهدى ياماما أنا مصدقاكى وعارفه ان حضرتك لا يمكن تعملى حاجه زى دى...
*تحدث بقهر وكانت كلماته قاسيه جدا كحد السكين:
لا عملت يابنت الحرااااااام ....
أمك بعد ما أدتها كل شئ تتمناه اى ست مكانها... بيت ،، فلوس ،، حب ،، أهتمام ورعايه )فى الاخر كأفئتنى بأنها خانتنى ونسبت لى بنت مش بنتى ...جابت بنت من عشيقها فى الحرام ولبستهالى...
-تجمدت يديها قبل ان تصل لاحتضان والدتها من قسوة كلماته ....... -أخرج بره بيتى يلا(صرخ بها مصطفى)
كان عبدالرحمن فى عالم أخر لم يعرف من يصدق أما ساندى الصغيره لم تفهم اغلب كلامهم فأنزوت فى ركن فى آخر الغرفه تبكى وهى ترتجف برعب....
-قال خالد: ياعمى كلامك دا أتهام كبير وخطير جدا ومحتاج دليل قوى كمان ..
-هتف عبدالرحمن بعدما أفاق من شروده لكن صوته كساه التيه : فعلا فعلا لازم دليل قوى رغم انى بردو مش مصدق آن امىتعمل كده....
-عبدالرحمن خرج أبوك من هنا قبل ماأفقد أعصابى..
-أستنا يا مصطفى أحنا لازم نبرئ ماما من أتهام خطير زى ده فا لو سمحت يا ممدوح بيه لو عندك دليل نقدر نصدقه فياريت تقولنا عليه يأما لو معندكش حاجه أتفضل أطلع بره وأنسى ليك أبن...
-عندكم حق أتهام زى دا لازم له دليل قوى وملموس كمان ...أنا أكيد مش مجنون علشان أتهمها بحاجه زى دى من الباب للطاق.....
شردقليل يتذكر آلمه الذى أخفاه عن الجميع... أوجاع ماضيه ،، جراحه التى مازالت تنزف رغم مرور كل تلك السنوات عليها لكن تأبى الجروح ان تلتئم وها قد أتى اليوم الذى ستحدث فيه ولاول مره بحياته ....(فلاش باك)
عاد بذاكرته لذلك اليوم الذى رأها فيه وهى تخرج من أحدى الشقق فى العماره التى يسكنون بها. حينما كان عائد من العمل فى وقت متأخر من الليل قطب حاجبيه بريبه عندما رأها تتسحب على أطراف أصابعها عندما فاجأها صوته المتسأل عن ماذا تفعل عند جيرانهم فى مثل هذا الوقت.... شهقت بفزع وهى تراه أمامها فتلعثمت وأخذ جبينها يتصبب عرقا... فأعاد السؤال عليها مره آخرى : بتعملى ايه هنا ياسميه فى وقت زى ده؟!
أجابته بتوتر معللا بأن صديقتها مريضه وطريحة الفراش فأضطرت ان تبقى بجوارها حتى تتحسن رغم انه لم يقتنع إلا أنه وئد هذا الشعور وهز رأسه بإيجاب ثم قاما بالذهاب للمنزل سويا.... دلف للمنزل فلم يجد صوت لاى من الصغار فتسأل فأخبرته بأنهم يغطون فى نوم عميق...
دائما ما كان يشعر بأنها تتغير من ناحيتة خاصا منذ ولادة ابنتهم الصغره قل أهتمامها به رغم ذلك أقنع نفسه بأن ذلك رغم عنها وأيضا لم تفقد أهتمامها نهائيا لذلك فاليتحمل...
ذات يوم كان خارج للعمل فراء صديقه بالعماره فقام بالقاء السلام عليه وصافحه وأخذ يتسائل عن أحوال عائلته و انهى كلامه بتمنياته لشفاء زوجته فأستغرب الاخر...
مالها مراتى ماانا لسه سايبها كويسه!
قطب الاخر جبينه بشك ثم هتف قائلا:أصل انا سمعت أن مراتك تعبانه
هز الاخر رأسه بنفى : لأ هى كويسه الحمدلله....
اخذ يتسأل لما كذبت عليه زوجته...
تدارك نفسه قائلا : يبقا انا سمعت غلط معلش
ردعليه الاخر : لأ ولأ يهمك.. سلام..... ثم ذهب كلا إلى سيارته ليذهب إلى عمله..
ظل الموضوع فى باله وأكثر مايحيره لما تكذب عليه زوجته فلا بد من ان الامر جلل... لذا قرر الصمت لحين ان تأتى هى وتخبره... **********
مرت أيام وأسابيع ولم تأتى هى لتخبره وهو قد نسى الامر...
إلا انخ ذات يوم كان فى عمله.. كان يصب كافة تركيزه على الورق الذى امامه ألا ان اتى له أتصال من رقم مجهول يخبره فيه بالنص... بأن زوجته المصون سميه كانت تتوجد فى مطعم (............‘‘)مع أحد جيرانهم والذى يكون أعز أصدقائه ويجلسون جلسه رومانسيه... سبه ممدوح بأبشع الالفاظ التى عرفها يوما وقام بالدفاع عن زوجته وعن صديقه أيضا ،، فرد عليه الطرف الاخر بأنه ان لم يكن يصدق مايقول سوف يبعث له الدليل القاطع فور ان يغلق معه وبالفعل عقب ما أنهى الاتصال دخلت السكرتيره وأعطته الظرف قام بفتحه ليرى زوجته سميه مع صديقه وهما يقتربان من بعضهم البعض حد التلامس الشديد وينظران لبعضهم البعض بنظرات تجعل من ينظر للصور لاول وهله يجزم بأنها نظرات عشق وخجل ....نظر للواقفه أمامه سألها بغضب شديد : مين أداكى الظرف دا... * ردت عليه : دا واحد يافندم عطا هولى ومشى علطول.... امرها بالانصراف.. وفور خروجها... أرتمى على كرسيه بقوه وهو يشعر بأنه قد طعن ألف طعنه غدرا فى أن واحد شعر فجأه بأن الهواء يتناقص من حوله وبدأ يشعر بالاختناق الشديد... حل رابطة عنقه ثم فك أولى أزرار قميصه ليتنفس رويدا رويدا حتى أحس بأنه يستطيع التنفس بصوره طبيعيه... كل ما كان يجول بعقله كيف لزوجته ان تخونه وكيف جاءت الجرأه لكليهم ليفعلو به هكذا ثم أخذه الكبرياءوحدث نفسه قائلا) بل من الاحرى كيف تخونه أمراءه...
نعم بيننا خلافات ،، مشاكل ،، نفترق ونعود مثل أي أسره...
بل هى من ان تحمد ربها لانه قد بقى معها للان برغم أبتعادها عنه بسبب الاولاد ...
*أفاق من شروده على صوت هاتفه الذي كان ينير بأسم زوجته تصلبت معالم وجهه ثم تنهد بقوه وأزاح شيطانه وقرر ان يسألها اين كانت ويجب ان يذهب بنفسه ليتأكد من صحة الصور....
*أنقطع رنين الهاتف وعاد مره أخرى برنين متواصل ...أجلىصوته ثم أجاب بنبره رجوليا هادئه أصطنعها :
آلو.. أيوه ياسميه عامله أيه..
-الحمدلله...انت راجع من الشغل أمتى ؟
-قطب جبينه بشك ثم أجاب: ساعه وجاى ليه؟
-لا أبدا علشان ألحق اجهز الغداه...
-أدعى الامبالاه وهتف : اها.... انت فى البيت ولا بره
-انا.... انا فى البيت ياحبيبى ليه فى حاجه؟
-لا.. بسأل عادى ...يلا سلام بقا علشان أخلص الشغل وأجى...
-سلام.... ألقى بهاتفه بعيدا ثم أخذ يظفر على مهل لا يعرف ماذا يفعل... عقله يخبره بأن لايتسرع بالحكم عليهم وان يأخذ أحتياطاته جيدا ويتابعهم عن قرب ويشاهد تصرفاتهم لذلك أهداه عقله لاخذ أجازه من العمل لمده معينه... قام من على كرسيه ببطء ثم ذهب لدخول الحمام لكن قبل ان يدخل قام بوضع الصور بالحقيبه التى يضع بها أوراق عمله... جلس دقائق بالحمام وبعد ان أستعاد نفسه خرج ثم أخذ حقيبته وسترتة بدلته وذهب لمنزله.... ***********
بعض مرور بعض الوقت. دخل الى الشقه وجد الهدوء يعم أركان المنزل فذهب للمطبخ يبحث عنها وجدها هناك تعد الطعام بهمه ونشاط ألتفتت له عندما شعرت به وأبتسمت بحب ثم قالت له بأن يغير ثيابه لاخرى مريحه حتى تنتهى من وضع الطعام على المائده... ففعل مثلما قالت له ثم أخذ الحقيبه وذهب لغرفة المكتب وأغلق الباب خلفه وقام بفتح أحد الادراج ثم فتح الحقيبه ليخرج الظرف الذى به الصور لكنه لم يجده فأخذ يبحث فى الحقيبه عدة مرات لكنه لم يجده حتى كاد يجن أين يمكن ان يكون ذلك الظرف... زفر بضيق و:
-يمكن نسيته فى درج المكتب أوف هبقى أروح أجيبه بعدين....
خرج من المكتب فوجدها أعدت المائده لتظهر من أحسن مايكون.. ووجدها متأنقه على غير العاده فكانت تترك شعرها على ظهرها لينسدل بحريه ويتحرك بفعل نسمات الهواء التى تأتى من الشرفه المفتوحه. وكانت ترتدى غلاله رقيقه للغايه باللون الاحمر القانى.. سحر من هيئتها تلك لكنه أستغرب فى نفسه منذ متى هذا التغير هل مثل..... لكنه أفاق من شروده على صوتها وهى تدعوه لتناول الطعام ...وقضو الليل فى هدوء والتحدث فى بعض المواضيع وكان يتنظر ان تقع بلسانها لكنها كانت تتحدث بطريقه عاديه.... وانتهى اليوم بكل ما حمله من أسرار
**************************
مر شهر وهو يراقبهم لكن كان التعامل بينهم فى حدود والالتزام بالاخلاق والادب ...وأكثر ما حيره هى تلك الصور الذى بحث عنها كثيرا فى مكتبه ولم يجد لها أي أثر....
وفى أحدى الايام جاء ذلك الصديق يخبره بأنه مسافر هو وعائلته إلى الخارج لايجاد فرص أفضل للعمل هناك والطموح فى حياه أفضل هناك.. ولانه كان يعلم بأن صديقه ذلك كان دائما يطمح فى عيشه أفضل لم يستغرب الامر لكن كل ماتعجب له هو قرار السفر في يوم وليله هكذا.....
*****************
ثم بعد مرور عام تلقى الضربه القاضيه التى قضت على الاخضر واليابس.. عندما ألتقى بأحدهم لم يصدق عيناه ....عادت له ذكريات تلك الايام الخوالى فابتسم وأقترب لكن عندما ألتقت العيون... كانت هناك عيون مبتسمه وعيون مرتبكة متفاجأه او ربما أعتقد ذلك....
*ثم أخذ يتسائل عن سبب ذلك الاختفاء ولما يشعر بالخوف فى تلك العيون التى أمامه ...حينها سمع تنهيده قويه خرجت من أعماق روحها وذهبو لبجلسو فى أحدى الاماكن العامه... وأخذ يمطرها بالاسئله مثل أين كانت ولماذهبت ولما ظهرت فجأه ..
أجلت صوتها ثم أخذت تتحدث بتوتر: أنا.... انا مشيت علشان مصلحة الكل
قطب جبينه وتسائل عما تقصد فبدأت بالبكاء وأخذت شهقاتها تعلو شيئا فشيئا مما أثار أندهاشه وأخذ يهدئهاحتى سكنت تماما وأخذ يلح عليها حتى تخبره مابها... لكن ليته لم يصر على رأيه فانها زلزلت كيانه مجددا...
*هتف فيها بصوت مرعب : انتى متأكده من الى بتقوليه ؟
*هزت رأسها بإيجاب ومازلت الدموع عالقه بأهدابها.
-انتى عارفه لو كلامك دا كذب هعمل فيكى أيه...
اجابته قائله بثقه : و أنا جاهزه لاى عقاب
*تماااااااام......
************
لم ينم ليلتها وكان يدخن بشراها يريد ان يقتلها.. ان يشرب من دمائها.... ان يشوه وجهها حتى لا يتعرف عليها أحد... كانت تلك الافكار تموج فى رأسه لكن مهلا( ان غدا لناظره لقريب )
كان يشعر بأن ساعات الليل تلك تمر عليه ببطء شديد حتى أعلنت الشمس عن بزوغها وأنارت الكون بأشعتها...
أستيقظت (سميه) فى الصباح لتجده يقوم بأرتداء ثيابه مستعدا للخروج فأستغربت لانه أخبرها منذ يومان بأنه سيأخذ ذلك اليوم عطله للتنزه مع الاطفال فقامت بسؤاله عندها رد عليها بأقتضاب بأن لديه عمل هام... بعدما خرج من الغرفه اتجه للغرفه المجاوره لدقائق ثم خرج من المنزل......
بعد خروجه من المنزل أجرى أتصال بتلك التى قلبت حياته رأسا على عقب وأتفقا ان يلتقيا بعد ساعه عند (...........)وبعدماألتقيا وأنهو مهمتهم....
- هتفت قائلا :بكره تتأكد من كلامى
-رد عليها بإيجاز : أما نشوف عن أذنك ...... وذهب كلا فى طريقه
بعد يومان أتصل بها فرد عليه شخص ما وأخبره بأن صاحبة هذا الهاتف قد لاقت حتفها فى الصباح أثر صدمتها بأحدى السيارات وهى تعبر الطريق.... أنهى الاتصال وهو يشعر بتيه شديد وغصه مريره فى حلقه لحظات وأعلن الهاتف عن أتصال يذكره بأن موعد الاستلام اليوم
ذهب فى المساء إلى ذلك المكان وقلبه يخفق بشده ويتمنا من الله أن يكون كلامها خاطئ
لكن دائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.... وكانت النتيجه صادمه.... و عند تلك النقطه أخذ صدره يعلو ويهبط
(باك)
عبدالرحمن :بابا ممكن تهدا..
نظر له بأعين زائغه ثم أخذ يتنفس ببطء شديد
-سأل مصطفى بتهكم : أيه بقا الى حصل خلاك متأكد ان آلاء مش بنتك ومين الست الى حكيت عنها بأنها فتحت عنيك ؟
*الست دى قالتلى ان آلاء مش بنتى وانها بنت صاحبى دا و ان سميه خاينه وانها شافتهم أكثر من مره مع بعض وسمعت سميه بتقوله بأن آلاء بنته هو وهى خايفه انى اعرف الموضوع وكمان هى الى بعتتلى الصور وبعدها قررت تسافر بس ضميرها وجعها لانها ماقلتليش الحقيقه كاملا فقررت ترجع تانپ وتشوف حصل إيه ولما قابلتها صدفه وأصريت عليها أنها تقولى هى مشيت ليه فجأه حكت الحقيقه بأن آلاء مش بنتى.....
-خرج السؤال مستهزء: وانت ببساطه صدقت مش يمكن تكون كذابه (كان ذلك صوت عبدالرحمن)
-لا طبعا ....لكن مكنش فيه غير طريقه واحده أكتشف بيها الكذب من الصدق...
نظر له الجميع بترقب عدا تلك الجالسه فى شرود منفصله عن الواقع تماما.....
-أيه هو بقا ؟
أخرج من جيبه ورقه مطويه دائما ما يحتفظ بها ويبدو عليها القدم وقال: دى
-رد مصطفى بحذر : أيه دى ؟
*داتحليل البصمه الوراثيه ( )بيثبت حقيقة كلامى....
خلت الغرفه من الاكسجين وكانو جميعا ينظرون لتلك الورقه وأول من أخذها لقراء ما دون فيها عبدالرحمن الذى تسمر مكانه وسقطت الورقه من يده
-أمال مصطفى بجزعه ليلتقطها وقراءة مافيها ثم أخذ يعيد قرائتها ثانيا وثالثا.... فسحبتها منه آلاء بقوه وطالعتها بأعين زائغه ودموعها هى الوسيله الوحيده للتعبير وكلمه واحده تتردد فى أذنها (بنت حرام ،، بنت حرام)....
ودون وعى منها ناولتها لخالد الذى أستغرب فعلتها تلك وقرء مافيها لكنه كان الواعى بينهم لذلك قال: طيب حضرتم عملت التحاليل دى أزاى؟
-زى الناس
-ردمصطفى بعصبيه: زى الناس أزاى .....يعنى أزاى أخدت آلاء وعملت التحاليل وهى مش فاكره حاجه ؟
-نظر له نظره مرعبه وكارهه ثم قال: أنت بالذات متتكلمش ثم وجه كلامه لخالد: التحليل دا بيتعمل بأكثر من طريقه ومنهم الشعر.... فأنا وأنا رايح أعمل التحليل دخلت أوضة الاولاد وأخدت شعره من آلاء وهى نايمه بس كده....
أستغرب مصطفى من رده عليه (لما أنا بالذات)
*طيب وبعد ما عرفت (تسائل عبدالرحمن بغباء)
*حجزت تذاكر الطياران لياوليك وأخدتك وسافرت
كانو فى حيره من أمرهم من يصدقون... ممدوح والورقه أم سميه ودموعها)
شعرت آلاء بأن قدمها خانتها ولم تعد تتحمل الوقوف فسقطت على الارض فى صمت تام إلا من دموعها نظر لها خالد بشفقه ويشعر بقلبه حزين عليها ولم يعرف ماذا يفعل لها..
تحاملت سميه على نفسها وحاولت أخراج صوتها ثم ذهبت تجاه ابنتها فهى ماتهمها من بين الجميع ويجب ان تثبت برائتها .....نزلت لمستواها وأمسكت بيدها.. خرج صوتها مبحوح : آلاء يابنتى والله العظيم كل الكلام كذب والله كذب
نظرت لها آلاء بتيه فهى كانت فى عالم آخر ولم تتكلم بحرف واحد ثم أغمضت عيونها بألم واضح....
-شعرت سميه بنغزات قويه فى قلبها وعلى مايبدو بأن آبنتها تصدق ماقيل رفعت بصرها تجاه ذلك البغيض وجدته يطالعها بكره وغضب فحولت بصرها تجاه الاخرين وجدتهم ينظرون لها بأتهام لم تتحمل الامر فصرخت بأعلى صوت لها : كذاب كذاب ياممدوح
لو أنت راجل قولى مين الست دى ومين صاحبك الى انا خنتك معاه.....
-نظرلها بلا مبالاه و: الست انتى متعرفيهاش وبعدين انتى هتستعبطى هو فى واحده متعرفش عشيقها هههه...... قال أخر كلاماته بسخريه)
-وجع قلبها وآلمه يتزايد وشعرت برأسها سينفجر لكنها تحاملت وقالت له بثقه وتحدى ان ينكر : الست دى يبقىأسمها زينات صح ؟.......*نظرلها بصدمه... ياااالله كيف عرفت أسمها...
*شعرت برأسها تدور وتتثاقل والارض تميد بها وفجأه ظهرت أمامها سحابه سوداء ظلت تسحبها رويدا رويدا إلى ان أستسلمت لها وسقطت مغشيا عليها)
أفاقو من شرودهم على صوت أرتطامها بالارض فأسرعو إليها وحاولو جاهدا أيفاقتها عن طريقه نثر الماء على وجهها أو بالعطر لكن لم ينجح الامر....
اما بطلتنا لم تفق سوى على يد قويه تهزها وتلك اليد كانت يد خالد
-آلاء فوقى مامتك أغمى عليها عندما سمعت تلك الكلمات بدء عقلها يستوعب الامور وفاقت لنفسها ثم أسرعت لامها.. تستنجدها... وترجوها ان تفيق لكن مامن مجيب أخذت دموعها تنهمر بغزاره لكن سرعان ما أضاء عقلها
ماما فوقى بالله عليكى... أرجوكى ياماما ماتسبنيش لوحدى.... ماما... ماما....
تذكرته قائله: حازم أتصلو بحازم ثم أخذت تبحث بهستيريا عن الهاتف حتى وجدته وبحثت عن أسمه حتى وجدته فضغطت على زر الاتصال وأنتظرت هى أجابته بلهفه
*************
كان فى المشفى يجلس فى أستراحة الاطباء ممسكا بكوب من القهوه وكان شارد كالعاده ولم يفق سوى على صوت هاتفه.... نظر له فوجد أسمها يضئ هاتفه لم يصدق عيناه أعتقد بأنه يتخيل فأغمض عيونه وفتحها فوجد الاتصال
مازال موجود و فرد عليها بلهفه وشوق : آلو... أذيك ياآلاء
********
ردت عليه بنبره مرتعشه :
أيوه يا يا حازم ألحقنى
*خفق قلبه بشده خوفا على حبيبته وجاءت العديد من الافكار السئيه والمكروها وظنها قد حدثت لها
-رد بتوترو قلق : مالك ياآلاء فى أيه ؟
-ماما ماما يحازم مغمى عليها آلحقنى.... ثم سقط الهاتف من يدها بسبب أرتعاشها...
-الو الو آلاء
أخذ مصطفى الهاتف وتولى البقيه ..
رد مسرعا: أيوه يا حازم انا مصطفى طنط سميه مغمى عليها ومش بتفوق ممكن تيجى تشوفها بسرعه....
*بص يا مصطفى هاتها بسرعه المستشفى وانا مستنيك هناك لان المستشفى مجهزه وأفضل من البيت. (ثم أضاف) هبعتلك الاسعاف...
-لأ لسه هستنى الاسعاف.... انا هجيبها بسرعه المستشفى أحسن...
-طيب أنا فى أنتظارك
***********
يلا ياجماعه هنوديها المستشفى وحازم منتظرنا هناك...
قام عبدالرحمن ومصطفى بحملها حتى السياره وللعجب ذهب ورأهم ممدوح...
ثم قامت آلاء مسرعه بالذهاب خلفهم لكن أوقفها صوت خالد الغاضب يتسأل : آلاء .. نظرت له بتسائل وهى ذاهبه
فأكمل قائلا : انتى هتروحى المستشفى كده ثم أشار على ملابسها تلك ردت ببكاء : مش مهم أنا عاوزه أطمن على ماما... عاوزه ألحقهم ..
هتف قائلا بحنان : أطلعى بسرعه ألبسى وأنا هستناكى..... نفذت أومره فهى لم يكن لديها نفس للجدال والمناهده فذهبت مسرعا للاعلى وألتقطت اول شئ رأته عيونها وكان أسدال الصلاه فأرتدته وركضت للاسفل...
اماخالد لم يكن يعرف لما شعر بالغضب من خروجها هكذا لما لا يريد لاحد ان يراها بذلك الشكل رغم انها كانت ترتدى حجابها (جل مايعرفه بأنه لم يكن ليدعها تخرج بذلك الشكل) أفاق من شرودة على صوت بكاء الصغيره ساندى التى نسيها الجميع تماما فذهب تجاهها وطمئنها حتى هدأت... ثوانى ونزلت آلاء ونادته بتعجل ودموعها لم تنشف بعد بل كانت تتزايد....
-يلا أرجوك
-حاضر... ثم خرج ثلاثتهم إلى السياره وتوجها إلى المشفى....
-خالد بتساؤل :العنوان أيه؟
-آلاءبأرتعاش : العنو.. ان
-هتف بحنان: أهدى أرجوكي هى هتكون كويسه ان شاء الله
-يارب.... يارب .العنوان(................)
*تمام... ثم أسرع حتى يصل للمشفى..................
***************************
تكملة الرواية حتى الفصل الثالث والعشرون من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺