رواية واحترق العشق الحلقة الحادية عشر والثانية عشرة والثالثة عشره والرابعة عشرة والخامسة عشرة بقلم سعاد محمد سلامه حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية واحترق العشق الحلقة الحادية عشر والثانية عشرة والثالثة عشره والرابعة عشرة والخامسة عشرة بقلم سعاد محمد سلامه حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية واحترق العشق الحلقة الحادية عشر والثانية عشرة والثالثة عشره والرابعة عشرة والخامسة عشرة بقلم سعاد محمد سلامه حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 

بـ ڤيلا الفيومي

بغرفة خاصة للأجهزة الرياضية، كانت تقف على مزلاج الجري تشعر بغضب مازال قول عماد يطن برأسها “أنه متزوج ولديه طفلة”

رأت لمعت عينيه من خلف تلك النظارة الشفافه وهو يخبرها بذلك رغم قوله أنه زواج عقل لكن يبدوا أنه يحمل لها مشاعر قوية، كذالك تذكرت سؤالها:

وليه المدام محضرتش معاك حفل الإفتتاح.

جوابهُ أكد ظنها:

المدام فعلًا كانت موجوده فى الحفلة.

رغم ذهولها لكن تعمدت سؤاله:

ومضايقتش لما شافتنا بنرقص سوا.

أجابها بهدوء بارد:

مراتي عندها ثقة فى نفسها، كمان الرقصه كانت قدامها ومكنش فيها شئ يخليها تضايق مجرد رقصه عاديه.

-رقصة عاديه

بهذه البساطة تقبل رقصها معه

والسؤال الذى يلح على عقلها هل ثقة زوجته به يقينها أنه يحبها، أم لشئ آخر.

❈-❈-❈

بشقة سميرة

مازال فكرها مشغولًا بذاك المركز التجميلي وكلمات عِفت تطن برأسها

“الصالون ده خسارة، لومعايا تمنه كنت إشتريته فورًا ده كنز مشهور وله زباين راقية”

أجابتها:

مشهور عشان مدام چانيت

وضحت عِفت:

هى مدام چانيت اللى بتشتغل فيه، لاء طبعًا إحنا اللى عاملين له سُمعه، مدام چانيت مجرد واجهه مش أكتر، اللى بيشتغلوا هنا بروفيشنال ده فى منهم بقوا ماكيرات لفنانات مخصوص، بس هو الحظ بقى، ربنا يبارك للى هيشتريها ويارب يكون شخص محترم ولطيف وذوق،يتعامل معانا بذوق كده زى مدام چانيت.

تنهدت تزداد الفكرة لمعان برأسها،لديها خلفيه عن ثمن المركز التجميلي،حقًا مشكله لكن قد تستطيع حلها.

إنتبهت حين رأت عماد يدلف الى غرفة المعيشه يحمل يمنى،كذالك يجُر خلفه حقيبة ملابس،لم تُفكر كثيرًا بالتأكيد تلك الحقيبه،بها هدايا من أجل يمنى،حتى وإن آتى لها بهديه تعلم ذوقه،بالتأكيد ملابس عاريه تكره إرتدئها،لم تنهض وظلت جالسه،حتى أنها لم ترفع وجهها لوجه عماد لا تعلم سببً لذلك،ربما أنها أصبحت تمقت نظرة عيناه لها أو حتى لا ترا السؤال بعينيه لماذا خالفت ما طلبه ولم تذهب مع السائق، كذالك لم تكُن تتوقع مجيئهُ الليله، لكن بالتأكيد سبب مجيئه هو رؤية يمنى.. يمنى هى الشئ الحقيقي الذي مازال يربط بينهم، تنهدت تشعر بآسف على ما وصلت إليه، لابد لهذا من حل، والحل هو أن يُصبح لها كيان خاص، ليس لعلو شآنها بل للشعور بالآمان وقتها تستطيع أخذ أي قرار مهما كان صعبًا، لن تتكرر مآساة الماضي التى تدفع ثمنها حتى الآن… حين لم تستطيع الرفض وإستسلمت لما يشاء غيرها.

رف قلب عماد حين رأى سميرة لم ينتبه الى عدم إهتمامها أو تعمدها عدم النظر له… جلس على الآريكه جوار سميرة يضع يمنى على ساقيه لكن يمنى بفضول طفلة أرادت رؤية ما بالحقيبة، نزلت عن ساقيه وذهبت نحو الحقيبة حاولت فتحها،تبسم عماد نهض قائلًا:

إستني مش هتعرفي تفتحيها تعالى معايا نفتحها جوه.

بالفعل واقفت يمنى لكن ذهبت نحو سميرة وجذبتها من يدها قائله:

تعالي معانا يا مامي، ناناه بتصلِ.

تبسمت سميرة ونهضت معها ربما لا تود معرفة ما بالحقيبة، لكن رجاء يمنى هو ما أخضعها لذلك… ذهبت خلف عماد الى تلك الغرفة،تبسم وهو يضع الحقيبه على الفراش ثم قام بفتحها،لكن بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،أخرجه من جيبه نظر الى الشاشه،ثم الى يمنى وسميرة قائلًا:

دقيقة وراجع.

خرج من الغرفة وتركهن،جذبت يمنى تلك العلبه الورقيه وفتحتها لمعت عينيها على ذاك الفستان الأزرق الذى كان بداخلها وجذبته قائله:

بابي جاب فستان فروزن يامامى،هروح لناناه تشوفه.

تبسمت سميرة لها بحنان،لم تنظر الى بقية ما بالحقيبة،نظرت نحو دولاب الملابس،ذهبت نخوه وفتحت إحد الضُلف وقفت تنظر الى تلك العلب المُخمليه،فكرت قليلًا،لما لا تستفيد منها الآن بدلً من ركنتها بالدولاب دون منفعه،بل تبغض منها كثيرًا…ظل عقلها شارد لم تشعر بـ عماد الذى عاد للغرفه ونظر بها لم يجد يمنى ونظر نحو ذاك الصندوق،تيقن أن يمنى أخذت الفستان وذهبت الى غرفة عايدة،كذالك رأى سميرة الواقفه أمام الدولاب،سار بخطوات الى أن أصبح خلفها سلل يديه حول خصرها وضمها له من الخلف

له هامسًا بصوت أجش ونبرة إشتياق وعشق:

سميرة.

بسبب شرودها لم تنتبه، شهقت بخضة حين شعرت بيدية كذالك أربكها همسه..

إستغرب من شهقتها وضع يده فوق موضع قلبها يشعر بصخب دقاتهُ، سألها :

كنتِ شاردة فى إيه.

إلتقطت نفسها وحاولت الإبتعاد عنه وتقدمت خطوة للأمام، جذبها مره أخرى وضمها له بشوق قبل عُنقها قائلًا بهدوء غير متوقع منه:

ليه مجتيش مع السواق.

إستدارت تنظر له عقلها مُشتت فيما تُفكر فيه صمتت للحظات، لكن حين إقترب عماد أن يُقبلها عادت برأسها للخلف قليلًا وضعت يديها فوق يديه تُزيحما عن خصرها قائله بحِده قليلًا:

قولتلك مش هنفعك، هروح أشوف يمنى بتعمل أيه.

قبل أن تبتعد جذبها يُعانقها بإشتياق قلب لرؤيتها عكس ما تُفكر فيه… للحظه كاد يعترف ويقول لها:

وحشتيني.

لكن دخول يمنى وهي سعيدة تتباهى بالدوران حول نفسها، بالفستان جعله يترك عِناقها ونظرا الإثنين الى يمنى يبتسمان على فرحتها وهي تقول بطفوله وهما يفهمان منها:

ناناة لبستني الفستان، وقالت لى إنى أحلى من سندريلا.

تبسمت سميرة وإنحنت تُقبلها قائله:

فعلًا أحلى من سندريلا.

نظرت لها يمنى وقبلتها قائله:

خلاص يا مامي انا مش زعلانه منك.

تبسم عماد هو الآخر وشعر بإنشراح من فرحة يمنى وجلس على ساقيه يُقبل وجنتها سائلًا:

ويمنى كانت زعلانه من مامي ليه.

نظرت يمنى نحو سميرة، وقالت بعفوية طفله:

عشان مش إلعب بموبايلها، وشوفت صورتك يا بابي عالفون.

نظر عماد نحو سميرة نظرة لوم وعتاب، تجاهلت سميرة تلك النظرات وقالت:

إحنا أتعشينا تحب أحضرلك العشا.

تضايق من تجاهلها نظرته قائلًا:

لاء مش جعان متغدي متأخر.

تبسمت يمنى وعانقته قائله:

بابي تعالى نشوف بقية الهدايا اللى فى الشنطة.

تبسم وحملها واقفًا وذهب نحو الحقيبه، بينما تحججت سميرة كى تتهرب من أمامه قائله:

هروح أفكر ماما بميعاد العلاج.

غص قلب عماد، وفهم أن سميرة تتهرب منه، لكن إنشغل باللهو مع يمنى بأحد الألعاب الذى آتى لها بها حتى أنها نعست بين يديه، وضعها على الفراش وقام بتبديل ثيابه الى أخرى مُلائمة للنوم، وتمدد جوارها على الفراش وترك باب الغرفه مفتوح، بينما سميرة كانت تجلس بالغرفه الخاصه بها مع يمنى، مازالت شاردة بفكرة شراء ذاك المركز التجميلي لكن إنتبهت للوقت، ونهضت بالتأكيد يمنى قد تكون غفت لتذهب وتأتى بها للنوم جوارها، بالفعل كما توقعت حين وجدت باب الغرفة مفتوح دخلت مباشرةً ونظرت نحو الفراش، كان عماد مُستيقظًا يبدوا أنه يتابع شئ على هاتفه، تنحنحت وذهبت نحو الجهه الأخرى من الفراش وكادت تأخذ يمنى، لكن عماد أغلق الهاتف ووضعه فوق طاوله جوار الفراش قائلًا:

هتعملي إيه.

ردت سميرة بصوت شبه خافت:

هاخد يمنى ونروح ننام فى أوضتنا.

تمنع عماد قائلًا:

سيبيها تنام جنبي بلاش تقلقيها.

تحججت سميرة:

بتبقى تصحي بالليل هتقلق منامك.

تنهد قائلًا:

تمام، السرير كبير ويسعنا إحنا التلاتة.

إستغربت ذلك ونظرت له قائله بفحوى:

إنت مش بتحب حد ينام جنبك عالسرير، قولت لى كده فى أول جوازنا.

زفر نفسه بإرهاق ونهض من فوق الفراش توجه نحو باب الغرفه واغلقه كذالك أطفئ ضوء الغرفه الا من ضوء خافت قائلًا:

سميرة بلاش مناهدة أنا راجع من السفر الفجر ومنمتش ساعة كامله ومُرهق، إتفضلي نامي عالسرير جنب يمنى وبلاش مناهدة عالفاضي.

كادت سميرة أن تعترض لكن نظر لها عماد بتحذير ألا تُعارض، رغم عنها إستسلمت، وصعدت على الناحية الأخري للفراش جوار يمنى حركتها قليلًا، وقامت بخلع ذاك الفستان عنها… قامت بوضعه بمكان قريب، قائله:

أول ما هتصحي الصبح هتسأل عنه،عندها ذاكرة حديديه مش بتنسي حاجه.

تبسم عماد وهو يتمدد على الفراش نائمًا على جانبه ينظر لـ سميرة التى حايدت النظر له ونظرت نحو يمنى ثم أغمضت عينيها،لتفاجئ

بيد عماد على وجنتها كذالك تلك القُبلة الناعمه،ثم قوله تصبحي على خير يا سميرة.

فتحت عينيها ونظرت له متفاجئه من ذلك،شعرت بتشتُت،لكن سُرعان ما غفت،بينما عماد، بينما عماد رغم إرهاقه، لكن نظر نحو سميرة وجالت برأسه تلك الأغنيه التى كان يسمع صداها قبل قليل

كلموني ثاني عنك … فكروني

صحوا نار الشوق الشوق في قلبي . وف عيوني .

رجعولي الماضي بنعيمه وغلاوته و بحلاوته وبعذابه وبأساوته …

وافتكرت فرحت وياك قد ايه . وافتكرت كمان يا روحي بعدنا ليه

بعد ما صدقت إني قدرت انسى … بعد ما قلبي قدر يسلاك ويأسى

جم بهمسة وغيروني . كانوا ليه بيفكروني …

بعد ما اتعودت بعدك غصب عني

بعد ما نسيت الأماني والتمني

كلمتين اتقالوا شالوا الصبر مني.

تذكر لقاؤة مع سميرة قبل أكثر من ثلاث سنوات

بليلة صيفيه

تأخرت سميرة بالعمل فى ذاك الصالون التجميلي الذى يقع بالطريق الرئيسي للبلدة، بسبب إنشغالها مع إحد العرائس من ثم إحد النساء الاتى أرادت أن تتزين لزوجها العائد من الغُربه، حتى إنتهت من ذلك أوصدت المحل وخرجت منه كان فى حوالى الحادية عشر مساءً، ليس متأخرًا، لكن الطريق أصبح شبة شاغرًا الا من بعض المحلات الأخري التى تستعد للإغلاق، سارت نحو ذاك المنزل الذى تعيش فيه مع والدتها بعد أن تركت منزل والدي نسيم، إنتبهت الى تلك الحُفرة على الطريق وكادت تتفادى السير من جوارها،لكن تلك السيارة التى تقطع الطريق أربكتها بسبب عدم إنتباة السائق الذى لم يرا تلك الحُفرة وكادت سيارته تنغرس فيها لولا مقاومتها كآنها مطب،إنتفضت السيارة سُرعان ما تحكم السائق بالسيارة لم ينتبه الى تلك التى كادت تعبر الطريق،لكن أوقف السيارة فجأة قبل أن يصدمها،فى ذاك الوقت بسبب الخضه كذالك مُحايدة سميرة للحفره إختل توازنها وسقطت أرضًا،كذالك شعرت بتمزُق فى إحد ساقيها تآلمت منه وظلت جاثية على الأرض للحظات،إنخض السائق أيضًا وترجل سريعًا من السيارة بعد ان رأي تلك الجاثيه ظنًا أنه أصابها مكروهًا،ذهب نحوها حين إقترب منها سأل بهدوء:

إنتِ بخير؟.

حتى وإن مر قرن من الزمان كيف تنسى ذاك الصوت الذى كان يآسر قلبها،تعرفت على صوته،همست بدمعه سالت دون إرادة:

عماد.

ظلت تُخفض وجهها، تتمني الا يقترب، أو تنشق الارض وتبتلعها، لا تُريد النظر له، رغم إشتياق قلبها، لكن هى حاولت النسيان ووئد قلبها فقط أرادت أن تعيش مع والدتها بسلام لم تعُد تود شئ آخر، لكن حتى هذا السلام كان ظاهريًا فقط، قلبها مازال يحترق بلهيب ساكن تحت الرماد من صدا صوته عاد يشتعل مرة أخري، مازالت تُخفض وجهها حتى أصبح أمامها مباشرةُ هو واقف بشموخ وهى جاثية بآلم بل آلمين، آلم ساقها التى تشعر بتمزُق بها، والاصعب آلم قلبها، لكن إنحنى عماد قائلًا:

أنا آسف مخدتش بالي إن فى حُفرة هنا، خليني أساعدك.

بسبب إضاءة أحد عِمدان الإنارة القريب إنعكس على الأرض خيال يدي عماد اللذان مدهما لها، إنحشر صوتها للحظات، لكن إنحني عماد أكثر ونظر الى وجهها سُرعان ما خفق قلبه يآن بآلم وهو يقول بمفاجأة:

سميرة!.

هنا رفعت رأسها، نظر الى وجهها والى تلك الدمعة التى سالت من عينيها شعر هو الآخر بلهيب سكين حاد ينغرس فى قلبهُ، ولوهله أخفض يديه جواره، لكن سُرعان ما مدهما مره أخرى حين حاولت سميرة النهوص وآنت بآلم من ساقها، لكن تحملته، ولم تنظر الى يديه اللتان كادتا أن يلمسن يديها، وسارت من أمامه بخطوات مُتعرجه، ظل واقفًا تتبعها عينيه بآلم لكن بسبب صوت تنبيه سياره على الطريق عاد الى سيارته، وحايد الطريق سائرًا ينظر الى مرآة السيارة الجانبيه وإختفاء سميرة من أمامه.

بعد قليل

بمنزل سميرة

_على نغمات تلك الاغنيه التى يتردد صداها الى مسمعها سالت دموع عينيها تشعر بآلام ليست فقط جسديه، هنالك آلم أشد فتكً، آلم القلب الذى لم يُشفى من دائه المُضني، رغم مرور أكثر من عام ونصف على آخر لقاء لهم، آخر لقاء الذى ذبح قلب الأثنين، وضاعت أمنيات السعاده.

دخلت والدتها الى الغرفة بيدها أحد المراهم، سُرعان ما جففت سميرة دموع عينيها، لكن ظل آثر تلك الدموع ظنت والدتها أنها من آلم ساقها وقالت لها:

لقيت عند كريم إبن عمك مرهم لتمزُق الآربطة هاتي رِجلك أدهنها لك يسكن الآلم لحد الصبح نروح المستشفى نعمل على رِجلك إشاعة،ربنا يستر ومتكنش مكسورة.

-مكسورة

ليست قدمها هى المكسورة بل قلبها هو الذى تفتت بنيران مُلتهبه تحرق فؤادها حرق لا ينطفئ.

على الجهه الأخرى بمنزل والدة عماد، كان مُمدًا على الفراش يُغمض عينيه يُعيد رؤيته لـ سميرة وتلك الدموع التى كانت فوق وجنتيها، ورفضها مساعدته وسيرها تعرج يبدوا أن أصابها مكروهًا، يؤنب نفسه، لما تركها تسير هكذا، لما لم يجذبها إليه عنوة، لما ولما، والعقل والقلب بين النيران يشتعلان ببعض، هل مازال قلبك يخفق لها، الم تحترق بنيران الغدر منها، لما تخفق الآن الم تكُن نائمًا تحت الرماد، رويتها مره واحده نفضت ذاك الرماد وعاد قلبك يشتعل مره أخري… فتح عينيه ونهض من الفراش جذب علبة السجائر والقداحة يشعر بسخونه فى جسده، ذهب نحو شباك الغرفه قام بفتحه كان نسمة هواء صيفيه معتدلة أصابت جسده، لكن مازال يحترق جسده، أو بالاصح ما يثير السخونه هو قلبة المُلتهب، أشعل إحد السجائر، نفث دخانها ينظر الى تلك السحابة الرماديه، خيال سميرة يسكُنها أيضًا، بنفس الوقت دلف الى الغرفة حُسنيه نظرت الى وقوفه خلف الشباك وتلك السيجارة بيده تنهدت بآسف قائله:

مش عارفه إيه اللى خلاك تشرب المحروقه دى، بطلها عشان بلاش عشان توفر فلوسك حتى عشان صحتك.

ألقى بقايا السيجارة من الشباك، ونظر نحو والدته التى قالت له:

فى موضوع كنت عاوزه أتكلم معاك فيه.

نظر لها سائلًا:

وأيه هو الموضوع المهم اللى مسهرك لحد دلوقتي… بقينا نص الليل.

تنهدت قائله:

أنا كنت مستنياك لما إتصلت قولت إنك جاي، ومعرفش أيه اللى أخرك مش كنت بتقول قبل المغرب هتكون هنا فى البلد.

رد عماد بتوضيح:

فعلًا بس ظهر مشكله فى مصنع القاهرة أخرتني، خير إيه هو الموضوع المهم.

تبسمت حُسنيه قائله:

مفيش موضوع أهم من إنك تتجوز، هتفضل كده لحد إمتى، الحمد لله ربنا فتحها عليك ورزقك من وسع، والمفروض تتجوز عشان يبقى ليك بيت وعيال، كمان مراتك هتكون معاك فى مصر، قلبي هيطمن عليك.

تبسم قائلًا بمراوغة:

أنا خلاص إشتريت ڤيلا فى منطقة كويسه، بس تنتهى التشطبيات فيها وإن شاء هتجي تعيشي معايا فيها، لو مش إنتِ مكنتش هاجي هنا البلد.

تبسمت له قائله:

أهو عشان كده كمان، لازم تتجوز.

نظر لها بإستفسار قائلًا:

إنتِ فى قدامك عروسه ولا أيه.

تبسمت حُسنيه قائله:

فى كتير، بنات الحلال كتير، بس إنت إنوي الخير، وربنا يآتيك باللى تسعد قلبك.

-تسعد قلبك.

كلمتان طن صداهم بعقله، هل هناك إمرإة أخرى غير سميرة ستسعد قلبه…

الجواب صعب الإعتراف به، لا هى فقط من مازال قلبك يتمناها رؤيتها نفضت الرماد وعاد لهيب العشق يحرقك،فكر عماد وهو ينظر لوالدته ثم قال:

وأنا موافق إتجوز عشان خاطرك.

تبسمت له بإنشراح قائله:

فى بنات هنا….

قاطعها قائلًا:

بس أنا فى دماغي واحدة معينه.

تبسمت له قائله:

قولى مين وبنت مين وانا أروح أطلبهالك من الصبح.

نظر لوجهها بترقُب لرد فعلها قائلًا:

سميرة.

لم تنتبة وسألته:

سميرة بنت مين؟.

نظر لها قائلًا بتوضيح:

سميرة اللى كانت خطيبتي.

إنسأمت ملامحها وقالت:

بس….

قاطعها عماد:

اللى أعرفه إن جوزها إتوفي من ست شهور تقريبًا، يعنى زمان عِدتها إنتهت… ولا إنتِ عندك إعتراض عليها.

ردت حُسنيه:

لاء معنديش إعتراض عليها…

قاطعها مره أخري قائلًا:

خلاص زي ما قولتِ من شويه الصبح تروحي تطلبيها من مامتها…والجواز هيكون فى أقرب وقت.

لا تعلم حسنيه لما شعرت أن عماد لديه هدف من زواجه من سميرة لكن لم تعترض ربما تكون مُخطئه ومازال يُحبها،هو كذالك بالفعل لكن يُخفي ذلك، وأنها مجرد زيجة مناسبه.

على همس تلك الصغيره النائمة بالمنتصف عاد عماد من تلك الذكري، كذالك تبسم حين جذبت سميرة يمنى وحاوطتها بين يديها وإختفى تذمر يمنى… تبسم وأغمض عينيه هو الآخر، مُقتنعًا، زواجه من سميرة كان زواج عقل وقلب مازال يخفق لها يجعله يتغاضى عن عنادها أحيانا.

❈-❈-❈

باليوم التالي

بـ مارسيليا

تبسم هانى لـ مصافحة تلك الفتاة التى تحدثه بالفرنسيه:

أشكرك هاني، أنت لك فضل كبير جدًا بالمحافظة على ورشة والدى وجعلها مازالت مستمرة.

تبسم لها قائلًا:

لوالدك أفضال كثيرة علي، منذ أن جئت الى هنا.

تبسمت له قائله:

بفضلك إستطاعت تكملة دراستي وها انا بالجامعة، ادرس هندسة وسأصبح مهندسه، لكني أحذرك هانى من هيلدا زوجة ابي لدي شك أنها لها يد بوفاته بهذه السرعه، هى كانت تعمل بإحد الصيدليات قبل ان تتعرف على والدي ولديا شك قوي ان والدى كان يتعاطي عقارًا هو ما تسبب بموته بهذه السرعه فجأةً.

شرد هانى للحظة وتيقن من ذلك هو تعرض لعقار طبي مُسمم لكن إكتشفه باكرًا قبل ان يقضي عليه…

لكن غفل هانى عن ما رأي ذاك اللقاء وقام بأخذ عِدة صور، كما انه تعقبهُ بعد ان غادر وترك إيڤون، وبأثناء سيره توقفت السيارة فجأة لا يعلم سبب لذلك، ترجل من السيارة وقام بفتح الجزء الأمامي وجد دخانًا كثيفًا يتصاعد منها، إستغرب ذلك كذالك وضع يده فوق البطاريه كانت ساخنه للغايه، عكس طبيعة ذلك النوع من السيارات بها بمبردات…لم يهتم بذلك وقام بالإتصال على إحد ورش الصيانه،بنفس الوقت صدح هاتفه،وإستمع الى صريخ يستنجد،علم هوية صاحبة هذا الصوت إنها إيڤون.

❈-❈-❈

بغرفة الصناعه كان هنالك لقاءًا برجال الاعمال المُختصين بصناعة المنسوجات

بعد إنتهاء الإحتماع كان هنالك حفل تعارف على شرف ذلك، كان فرصة أخري للقاء بين عماد وتلك المُتطفلة التى إقتربت منه بدلال صافحته قائله:

فرصه سعيدة لقائنا يومين ورا بعض.

تبسم لها بمجاملة، لكن هى أضحت تشعر بأن هنالك ما يجذبها له، ربما ذاك الوقار الذى تشعر به نحوه، جذبهم الحديث معًا ومع بعض رجال الاعمال اللذين اشادوا بذكاء قُطبي صناعة النسيج بمصر وإقتراح ماذا لو حدث بينهم إندماجً، بالتأكيد سيحدث طفرة غير مسبوقه للكيانين معًا، لكن هنالك هدف آخر غزا عقل چالا، إندماج من نوع آخر، ستسعي لنيله بتشجيع من مجاملات عماد لها.

❈-❈-❈

بأحد محلات الصاغة

جلست سميرة مع صاحب المحل وقامت بفتح حقيبة وأخرجت تلك المصوغات قائله:

عاوزه أعرف تمن دول قد أيه.

تبسم لها صاحب المحل وأخذ منها الحقيبه وبدأ يُثمن تلك القطع، بإنبهار حتى إنتهى قائلًا:

المصوغات دى حقيقيه حتى فصوص الالماظ اللى فيها عتيقه واضح أن الشخص اللى جابها لك ليكِ معزه خاصه عنده.

تهكمت بين نفسها، عن أى معزة خاصه يتحدث تلك المصوغات ثمن بقائها مهمشه فى حياة عماد.

الحلقة الثانية عشر💜💜

بمحل المصوغات

تغاضت سميرة قول الصائغ وتنحنحت قائله:

بصراحة فى مصلحة قدامي ومحتاجه أبيع الصيغة دي.

نظر لها الصائغ قائلًا:

خسارة تبيعها، شايف فيها قطع تمنها غالي.

تنحنحت قائله:

عارفة بس قدامى مصلحة تنفعني أكتر من الصيغة دي.

أستسلم قائلًا:

ممكن ترهنيها بمبلغ كويس.

سألته قائله:

طيب لو رهنتها قيمة الرهن ممكن تساوي كام.

رد الصائغ وقال لها ثمن الرهن ثم أكمل بتوضيح:

لو مش زبوبنتي مكنتش هنصحك، بس خسارة تبيعها.

فكرت سميرة قائله:

تمام بكره هرجعلك وأكون قررت بيعها أو رهنها.

تبسم الصائغ، كذلك سميرة التى فكرت بمعرفة قيمة مركز التجميل أولًا.

❈-❈-❈

فرنسا

تفاجئ هانى بإغلاق الإتصال مباشرةً بعد سماع صُراخ إيڤون، حاول معاودة الإتصال أكثر من مره لكن لا فائده الهاتف يُعطي أنه مُغلق رفع يديه فوق رأسه وجذب شعره بقوة للخلف وتنهد بحِيرة وقلق وظل واقفًا جوار باب سيارته حتى إقتربت منه إحد سيارات شركات الصيانه،بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،نظر الى الشاشه كان رقمً غير مُسجل لديه،قام بالرد آتاه صوت إيڤون سريعًا سألها:

إيڤون إنتِ بخير.

ردت بنهجان:

لا هاني لست بخير لقد تعرضت لبعض المجرمين على الطريق ولولا دورية الشرطه ربما كانوا نجحوا وقاموا بقتلي او خطفى،أحدثك من هاتف الشرطي وانا ذاهبه الآن معه الى مركز الشرطه لتقديم بلاغ.

تنهد هاني براحه سائلًا:

قولى لى مكان قسم الشرطه وسآتى لكِ.

أخبرته عن مركز الشرطه،أغلق هانى الهاتف وزفر نفسه وتوجه ناحية ذاك العامل الذى يفحص السيارة وتحدث معه ثم، أعطي للعامل المفاتيح الخاصه بها من ثم أشار إحد سيارات الآجرة ذهبًا الى إيڤون، أثناء جلوسه بالسيارة عادت له الذكريات

لقبل سنوات طويلة مرت عادت تقتحتم تلك الذكري المؤسفة التى قيدت حياته بزواج من هيلدا

بأحد الليالي،بعد وفاة صاحب تلك الورشه الذى كان يعمل بها،وتركها بعد وفاته وذهب للعمل فى إحد محلات العصائر كذالك ترك السكن وذهب الى سكن آخر،لكن رغم ذلك لم يسلم من مراقبة هيلدا،بعد منتصف الليل إقتحم السكن الذى يعيش فيه هو ومجموعة من المُغتربين منهم ما هو مُقنن وضعه بحق إقامة فرنسيه او اى دولة أوربية،لكن هو والقليل معه كانوا مثلهُ بلا إقامة منهم من جازف وإستطاع الهرب لكن لسوء حظه هو من كان قريبً من رجال الشرطة وقت الإقتحام وتم القبض عليه بملابس منزله عباره عن سروال داخلى قصير وكنزه بنصف كُم…وضع بأحد مراكز الشرطة يكاد يشعر بانخفاض فى ضربات قلبه،حياته تتحطم،أخته مريضه وتحتاج الى المال للإنفاق على علاجها كذالك مُستقبلهُ بلا ملامح،كل شئ يضيع خلف ذاك القضبان لو خرج منه بالتأكيد يعرف النتيجه هى الترحيل الى بلده بأسوء طريقه،مستقبل يتدمر أمام عيناه،غُربه جازف من أجلها وباع حتى عُمره وهو يعبر من بحر مُظلم يفتك ويحتوى جوفه على أحلام ضاعت بل غرقت بجوف أحد أسماكه الضاريه،لشباب واطفال بحثًا عن مستقبل أفضل حِلم يراه فى غيرة يريد أن يصبح مثله،رحله قضاها أيام فى بحر الظُلمات بقاع مركب مُتهتك أقل سُرعه للـ الرياح كفيلة بتدميرة،حقًا وصل الى شاطئ يستطيع البدايه مره أخري،لكن هذا يتلاشى الآن خلف تلك القُضبان لا أمل ولا مستقبل،أو مستقبل مُعتم فى مصر ينتظره حين يعود خالي الوفاض.

أغمض عينيه ود لو يبكي عل ذلك يجعلة يشعر براحه قليلًا، ها هو ليل مُعتم ينتهى ولم تغمض عيناه ولا قلبه الاثنين بهما آلم حارق.

بلحظه تدمرت حياته التى ظن أنها بدأت تزدهر قليلًا بوفرة المال، لكن كان هذا مؤقتًا.

.. فتحت الزنزانه الذى كان بها وقام أحد رجال الشرطة بجذبه دون الحديث معه،ذهب معه بقلب يلتاع نارًا،الى أن دخل الى غرفة خاصه…تحدث له أحد الأشخاص فهم منه:

من أين أنت.

صمت لم يُجيبه.

وجه له عِدة أسئلة كان الصمت هو الرد كما حذروه أثناء السفر لو تم القبض عليك لا تبيح بهوايتك، إدعي البلاهه أو الصمت، هو صمت، لكن بدأ يتعصب ذاك الشرطي الذى يسأله نهض وكاد يصفعهُ، بلاد تدعى الحريات وفى الاساس هى أساس القمع والتسلُط والآستبداد

لحسن حظه كان هنالك تفتيشًا للصليب الأحمر

نظر نحو هاني ذاك الشخص ولمعت عينيه هو ذو جسد مثالي بالتاكيد له منفعة، ذهب نحوه وقام بسؤالة، فهم هاني أسئلته لكن لم يرد وفهم أن من يدعي المساعدة فى الاساس جزار يود بيع أعضاء جسده وهو فريسه لهم بلا هاويه وليس يفهم حديثه لقمة سائغة، لكن ربما القدر أحيانًا يفرض عليك اللجوء الى ما كنت ترفضة ويرسله لك

دلفت هيلدا بغرور وكبرياء الى تلك الغرفه بالمخفر،نظرت نحو هاني الذي لم يتعجب وفهم من الذى وشى به،هى تلك الحقيرة ظن أنه تخلص منها حين ترك الورشه وإبتعد لكن كانت مثل الحية التى تُراقب فريستها الى أن تستطيع إفتراسها بسهوله…وها هى اللحظه،تبسمت عيناها وهى ترا ذاك الهوان بعين هاني،وتحدثت الى الضابط برجاء:

هل أستطيع البقاء مع هذا الشاب لخمس دقائق فقط.

بسبب تلك الرشوه الماليه التى وضعتها له بإحد الزهرات،تبسم وأومأ لها بموافقة،خرج مع ذاك الشخص الذى كان تابعًا للصليب الاحمر…

جلست بشموخ وكبرياء وغرور قاتل لآدمية هاني وظلت لحظات صامته قبل أن تقول:

ليس أمامك سوا فرصة واحده هانى،وإختيار واحد،حتى تخرج من هنا على قدميك،بل ستُفتح لك أبوابً من الهناء،عكس ذاك الشقاء.

بالتأكيد يعلم ما هى تلك الفرصه،أكيد مرافقة تلك الحقيرة وإعطائها ما كانت تريده من قبل،لحظات غرام،والإختيار صعب،لكن صعُب أكثر حين قالت له:

لكي تُقنن وضعك هنا هاني لابد أن نتزوج.

-نتزوج!

قالها بتعجب،ظن أنها فقط تريد اللهو قليلًا وبعدها ستمل منه،لكن الزواج رابط قوي صعب الخروج منه هنا بسبب قوانين تلك البلدة الصارمه عكس تلك القوانين المصريه التى تُعطي الزوج كافة الحقوق،هنا الزواج له شروط وقوانين صارمه… ماذا لو رفض الآن ويحدث ما يحدث، هل سيُرحل الى بلده…

الجواب بالتأكيد لا سيُدفن بلا هاويه ويُسرق جسدهُ تباع أعضاؤه… نظر لبسمتها المُتيقنه أنه سيوافق فقط يحاول إستجماع ما بقى من آدميته وإرادة البقاء هى من تتحكم، أومأ برأسه موافقًا.

تبسمت هيلدا بظفر لكن ضغطت عليه قائله:

أود سماع قرارك هاني، أمامك فرصة بكلمة واحده إما أن تقتنصها أو…

قاطعها غصبً:

موافق على إننا نتجوز يا مدام هيلدا.

إنفرجت شفتاها وملامحها ببسمه ونهضت واقفه وذهبت نحوه تسير بدلال وغنج أنثوي وضمت جسدها له بإغواء قائله:

لا تقول لـ مدام مره أخري بل قول”هيلدا “زوجتي.

-زوجتي!

أى زوجة هذه إمرأة تُجبر رجلًا أن يتزوجها غصبً وتظن أنه زوجته، هى عاملته مثلما العبيد الذى تؤمر وليس عليها سوا الطلعه والتنفيذ والا سيُجلد، لا بل سيُقتل بلا رحمة.

بهوان قالها:

موافق على الزواج.

لتنفرج ملامحها ليس فقط ملامحها بل شفتاها اللتان طوقتا شفتاه بقُبلة ساخنه تصهر الجليد لكن ليس قلب بآس.

[عودة]

كانت من تلك الذكرى البائسه على وقوف سائق سيارة الآجرة أمام المخفر…

ترجل من السيارة ودلف الى المخفر بخطوات سريعه نحو إحد الغرف،طرق الباب ودخل بعدها،تنهد براحه حين رأى أيفون التى وقفت وتوجهت نحوه قائله:

لدي يقين هانى أن هيلدا هى من خلف هؤلاء الاوغاد اللذين حاولوا خطفي عليك أن تحذر منها أكثر.

بعقل هاني يوافق إيڤون لكن صمت وإتخذ القرار، بالتأكيد رحلته القادمه لـ مصر سيكون لها مفعولًا خاص، فهو لن يعود قبل ثلاث أشهُر قد تكون هدأت اعصاب هيلدا فى تلك الفترة.

❈-❈-❈

بعد إنتهاء لقاء غرفة الصناعه، تحججت چالا أن سائقها تأخر، وبإستحياء مُبطن طلبت من عماد ان يوصلها الى مصنع والدها بطريقه، بمجاملة وافق عماد، أثناء حلوسهم بالسيارة ظلا يتنقاشان حول صناعة النسيج والعمل على تطويرها كان مُتحفظً كثيرًا فى أرائه عكس ما تحاول أن تظهر به وهو أنها بارعة كونها سيدة أعمال،لم يهتم ولا يلفت نظر عماد هذا،لكن فى أثناء ذلك،صدح رنين هاتفه،أخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه سُرعان ما تبسم،وقام بالرد بإيجاز،حتى إنتهي،بفضول منها نظرت الى شاشة هاتف عماد لاحظت تلك الصورة،لطفلة صغيرة تبتسم،لم تهتم لحديثه المختصر على الهاتف وسألت بفضول مُبطن:

الصورة اللى على الموبايل دى صورة بنتك.

لمعت عينيه أسفل نظارته الطبيه :

أيوه.

إعتذرت برياء قائله:

متآسفه انا مكنش قصد من النظر لشاشة الموبايل جت صدفه، بس لمحت صورة الطفله وهى حلوة أوي وتشبهك كتير.

تبسم قائلًا:

فعلًا يمنى ملامحها فيها شبه كبير مني.

تبسمت برياء قائله:

أكيد مامتها بتحبك أوي.

غص قلبه للحظات وهمس لنفسه:

بتحبني لدرجة إتجوزت من راجل تاني غيري، لكن رسم بسمه وأومأ برأسه قائلًا:

الشبة مالوش علاقة بالحب، مجرد أشباه وخلينا نكمل كلامنا عن صناعة النسيج.

تبسمت وإزداد لديها هاجس أن تكون تلك الزيجة فُرضت عليه لماذا لمل يُجبها ويتحدث عن زوجته مثلما تحدث عن إبنته.

إنتهى الطريق، ترجلت چالا من السياره، نظرت نحو عماد مُتسمه تقول:

عارفه إنك أكيد وقتك مشغول ومش هتقدر تنزل وتدخل معايا المصنع، بس

هستني زيارتك للمصنع فى أقرب وقت.

تبسم لها قائلًا:

أكيد طبعًا.

تبسمت له وهى تدخل الى المصنع أمر السائق بالإنطلاق فورًا.

بينما قبل ان تدخل چالا الى مبني المصنع نظرت خلفها تضايقت حين رأت إنطلاق سيارة عماد… زفرت نفسها بغضب.

بينما عماد لم يُبالى بعد نزولها من السياره نظر الى شاشة هاتفه لكن الى صوره أخري، صورة سميرة وهى تضحك وهى تحمل يُمنى الصغيرة وليدة الأيام وقتها، كانت يمنى بها ملامح من سميرة وقتها لكن مع الوقت تبدلت ملامحها وإتخذت من ملامحه هو الآخر… فكر قليلًا ثم إتخذ القرار.

❈-❈-❈

بـ المركز التجميلي.

دلفت سميرة الى غرفة چانيت التى تبسمت لها بترحيب، تنحنحت سميرة قائله:

فى موضوع مهم كنت عاوزه أتكلم مع حضرتك فيه.

تبسمت چانيت لها قائله:

خير، تعالي إقعدي يا سميرة.

تبسمت سميرة وجلست، ثم تنحنحت قائله:

أنا عرفت إن حضرتك ناويه تبيعي الصالون ده.

تبسمت چانيت بموافقه قائله:

ايوا بس متقلقيش انا قبل ما هبيع الصالون هتفق مع اللى هيشتريه إنه ميفصلش أى ست بتشتغل هنا، إنت كلكم ممتازين.

تبسمت سميرة قائله:

مش ده الموضوع اللى كنت جايه لحضرتك فيه، أنا جايه بخصوص أمر بيع الصالون أنا عندي شخص ممكن يشتريه.

إستغربت چانيت قائله:

إنتِ تعرفي الصالون ده يساوي كام يا سميرة.

-كام.

سالتها سميرة واجابتها چانيت بذاك المبلغ الضخم، وإنصدمت لكن سُرعان ما تبسمت قائله:

المبلغ موجود، او بمعني أصح يعتبر موجود.

تبسمت چانيت بعفويه سأله:

ومين بقى اللى هيشتري الصالون ده.

تبسمت سميرة بتلقائيه قائله ثم سرعان ما قالت بتوضيح

أنا… قصدي فى شخص قريبي كلمته عالصالون وهو كان مسافر ومعاه مبلغ وعاوز يستثمره أحسن ما يركنه فى البنك والفايده تبقى قليلة.

تبسمت چانيت قائله:

فعلًا البنوك فوايدها قليله، كلمي قريبك ده وخليه يتواصل معايا.

إرتبكت سميرة قائله:.

أنا هبقى الوسيط كمان هو مسافر وفوض ليا إنى أشتري الصالون ده وأكتبة بإسمى لحد ما هو يرجع من السفر.

تبسمت چانيت قائله:

تمام يا سميرة،أكيد ليك عمولة وانا هراعيك،بس مش هكدب عليكِ فى كذا حد كلمني عالصالون وانه عاوز يشتريه،بس إنتِ…

قاطعتها سميرة بتلهف:

لاء من فضلك يامدام چانيت الصالون ده مهم اوي بالنسبه لى،قصدى لقريبي،يحفظ فلوسه فيه،وانا مستعده أكلمه وهو موافق وممكن نخلص الإجراءات فورًا وهقوله يحولى المبلغ فى ظرف يومين اسبوع بالكتير.

تبسمت چانيت قائله:

تمام يا سميره قدامك أسبوع تكلمي قريبك،وإنتِ أولى بالصالون لانك عارفه معظم زباينه.

تبسمت سميرةولمعت عينيها لكن إحتارت بكيفية جمع ذاك المبلغ بأسبوع.

❈-❈-❈

بعد مرور يومين

بـ ڤيلا عماد

تبسم هانى بود ومحبه الى تلك التى تفتح له ذراعيها واقترب منها بلهفه يحتضنها، تبسمت وهى تحتضنه قائله:

حمدالله على سلامتك يا حبيبي، نورت مصر.

تبسم لها بود قائلًا بمزح:

الله يسلمك يا عمتي،مصر منوره بأهلها،أوعي يكون العمده مغلبك فى غيابي

تبسمت له قائله:

العمده فعلا مغلبني يا إتش.

تبسم عماد بينما سأل هانى قائلًا:

قوليلي بسرعه مغلبك فى أيه وأنا اقرصلك ودانه،كُله الا عمتي حُسنيه دى هى اللى فى العيله كلها.

تبسمت له بود وقالت بإيحاء:

هو عارف السبب بلا بلاش رغي وأحنا واقفين أكيد جعان.

تبسم لها بود قائلًا:

جعان جدًا بقالى يومين صايم عشان لما أنزل مصر أكل على معدة نضيفة.

تبسمت له قائله:

طب يلا الغدا جاهز.

بعد قليل بغرفة المعيشه جلس هانى يتنهد قائلًا:

يااااه أنا أكلت كتير اوى.

تبسمت حُسنيه له،بينما قال عماد:

طول عمرك مفجوع أيه الجديد يعنى،فاكر لما كنا صغيرين كنت تجي تاكل عندنا.

ضحك قائلًا:

انا فاكر كلمتك لما كان الاكل يخلص كنت تقول…انا مشبعتش هاني مسماش قبل ما ياكل عشان كده الشيطان أكل معانا.

ضحكت حسنيه وهما يتنقران مثل الأخوه الى أن جاء سيرة يمنى….سأل هاني:

صحيح يمنى نفسى أشوفها المره اللى فاتت كانت الاحازة قصيره،المره دى مطول.

تبسمت حُسنيه ونظرت الى عماد قائله:

والله دى حتة سكره ميتشبعش منها.

لاحظ عماد تلميح حسنيه،نهض قائلًا:

إنت مش وراك سفر للمحله.

نهض هاني قائلًا:

فعلًا،يادوب الحق محدش منهم يعرف إنى جاي،قولت اعمل لهم كبسه.

ضحكت حسنيه،كذالك عماد الذى قال:

دول هيتخضوا ومش بعيد جوز أمك يقطع الخلف.

ضحك هاني قائلًا:

هو لسه فيه حيل،ده سلم نمر من بدري.

نظرت لهم حسنيه قائله:

إتأدبوا وبلاش الكلام القبيح ده.

ضحك الإثنين وهما يغادران،لكن إلتفت لها هاني قائلًا:

يومين يا عمتي وراجعلك إعملي حسابك أكلك ميتشبعش منه.. وانا عامل غسيل معدة قبل ما أجي.

تبسمت له قائله:

حبيبى تجى بالسلامه،سلم لى على إنصاف وبسنت.

بعد قليل بالسياره…

تبسم عماد قائلًا:

كويس إنك جاي أجازة طويلة،أهو تشيل معايا الشغل شويه،بفكر أخد سميرة ويمني ونتفسح كم يوم،أنا حاسس من كُتر الشغل دماغي هتتفرتك…محتاج أجازة.

غمز هاني بعينيه قائلًا:

محتاج أجازة ولا بتتلكك عشان تاخد سميرة ويمني وتفصل بعيد عن هنا،خد بالك انا فاهم تلميح عمتي،وطنشت.

تبسم عماد قائلًا:

طب كمل تطنيش بقى،وأنا هاخد سميرة ويمنى واسافر مرسى علم كم يوم نغير جو وأستجم.

❈-❈-❈

مساءً

بشقة سميرة

جلس عماد يحمل يُمنى على ساقيه مُبتسمًا لمشاغبتها، الى أن آتت سميرة وجلست قائله:

ماما خدت علاجها وهتنام.

تبسم عماد لها قائلًا:

فى موضوع عاوز اتكلم معاكِ فيه يا سميرة.

إزدردت حلقها وسألت بخفوت قلب وملامح:

أيه هو الموضوع ده.

لم يُلاحظ عماد خفوت ملامحها بسبب إنشغاله مع يمنى، وأجابها:

إحنا هنسافر بكره أجازه كم يوم فى مرسى علم.

شبه هدأ خفوت قلبها وقالت بإعتراض:

بكره، إزاي، أنا مأخدتش إذن من صاحبة الصالون.

نظر عماد لها قائلًا:

وفيها أيه يعنى عادي… لما متروحيش كام يوم هتخصمهم من مرتبك.

إرتبكت سميره قائله:

أيوا لازم أخد إذن منها بالغياب، بكره أبقى أخد منها الإذن ونسافر بعد بكره.

نظر لها عماد بغضب قائلًا بتصميم:

لاء هنسافر بكره، وإنت عارفه رأيي فى مسألة شغلك ده ومتحمله غصب عني، إنتِ مش محتاجه لشُغل.

نظرت له قائله:

لاء محتاجه وسبق وقولتلك السبب، أنا مقبلش حد يصرف على أمي.

زفر نفسه بغضب وكاد يتعصب لكن ضبط نفسه حين نزلت يمني من على ساقيه وتركتهم قليلًا، نظر لها عماد قائلًا بإستهجان:

بسيطه خدي من صاحبة الصالون إذن بالموبايل.

حاولت سميره الإعتراض لكن فى ذاك الوقت عادت يمنى وهى تضحك، إقتربت من عماد تقول له:

بابي سلسة حلوه يمنى عاوزه زيها.

أخذ عماد ذاك السلسال ونظر له قائلًا لـ يمنى:

حلو أوي جبتيها منين دى.

ردت يمنى:

بتاع مامى كانت عالتسريحه.

نظر عماد الى سميرة التى توترت لاحظ ذلك بوضوح حين شبه تعصبت على يمنى قائله:

قولتلك إيدك متلعبش فى حاجه.

نظر عماد نحو سميرة سائلًا:

فعلًا،السلسله دى حلوه.

توترت سميرة قائله:

عجبتني من فتره إشتريتها.

تغاضى عماد عن توتر سميرة،وجذب يمنى يحملها،لكن قالت له بطفوله:

طنط اللى فوق جابت بيبي صغير،يمنى عاوزه واحد زيه إلعب بيه.

نظر عماد نحو سميرة التى قالت:

قولتلك ده مش لعبه ده طفل وإنتِ كنتِ زيه.

نظرت يمنى الى عماد بعدم إقتناع قائله:.

بابي أنا عاوزه مامي تجيب لى بيبي زى طنط.

نظرت سنيرة وإنتظرت رد عماد الذى راوغ قائلًا:

يمنى الوقت إتأخر ولازم تنامى بقى عشان لما نصحي الصبح تبقى مفرفشه.

تبسمت يمنى قائله:

هنام جنبك يا بابي.

تبسم لها عماد وحملها وإتجه الى غرفته…

بعد قليل دخلت يمنى الى الغرفه تبسمت حين رأت يمنى نائمه…لكن رأت عماد مازال بملابسه لم تحتاج لسؤال،حين نهض وإقترب منها وجذبها يحتضنها سائلًا:

أيه حكاية السلسله يا سميرة.

توترت قائله:

سلسلة أيه،آه قصدك اللى كانت مع يمنى،قولتلك عادي عجبتني إشتريتها.

رغم أن شعوره هذا ليس صحيحًا لكن تغاضى عن ذلك قائلًا:.

تمام جهزي نفسك إنتِ ويمنى هنسافر بكرة بعد الضهر أنا حجزت تذاكر الطيران فى طيارة المسا.

كادت تعترض لكن جذبها عماد يُقبلها بشوق ولهفه ثم ترك شفاها ومازال يحتضنها هامسًا بشوق.

فهمت سميرة همسه، كذالك لمساته على جسدها، تململت بين يديه قائله:.

عماد مش هينفع أنا لسه مأخدتش حُقنة منع الحمل…ميعادها بكرة.

-منع الحمل.

فاق من ذاك الشوق وإبتعد قائلًا:

تمام…همشى أنا دلوقتي وبكره هفوت بعد الضهر تكونوا جاهزين.

بشوق يحاول ان يُلجمه هو لا يحتاجها جسدًا كما فهمت،كان يود فقط قُبلة وعناق،لكن فسرتهم هى على هواها،أو كما أوصل لها همسه،بينما شعرت سميرة بآسي حين إبتعد عنها وتأكد ظنها،أنها ليست سوا رغبة عابرة… وأصبح لازمًا أن يكون لها كيانً خاص بها يجعلها تستطيع الرفض وقتما تشاء.

❈-❈-❈

بعد مرور يومين

بالمحله،أثناء سيره بالسياره بحث عن علبة سجائره، لم يجدها تنهد بضجر قائلًا:.

مش هرجع الدار تانى عشانها نظر حوله لمح ذاك المحل القريب منه، لديه شك أنه سيجد نوع سجائره به، لكن حتى إن لم يجد ذاك النوع بستطيع تدبير نفسه بنوع آخر.

بمحل البقالة

ضغطت فداء على أذن ذاك الطفل بزهق قائله:

ركز يا حمار وإفهم انا شرحتلك الدرس عشر مرات وإنت تور الله فى برسيمه، تصدق إنت مش ابن خالتي وإبن عمي فى نفس الوقت، بس غبائك ده حلال فى خالتي تخلص ذنبي منها.

ضحك قائلًا:

ذنب إيه يا فتااااء، إنتِ اللى مُدرسه فاشلة أساسًا.

نظرت له وصفعته أسفل رأسه قائله بضجر:

قوم يالا غور من وشي، صحيح إنت خِلفه سو،إنت مش نافع فى التعليم آخرك هتبقى سمكري عربيات.

رفع يديه بدعاء قائلًا:

يارب يسمع منك،عارفة دول بيكسبوا قد أيه فى اليوم،فى أجازة نص السنه هروح أشتغل فى الورشه اللى عالمحطة،وأخد بقشيش.

نظرت له بسخط قائله:

ونعم الطموح،قوم غور من وشي روح لأمك إحرق فى دمها.

نهض ضاحكًا يقول:

هاخد كيسين شيبسى وبيبسي وباكو لبان أطرقع فيه زيك.

نهضت خلفه وأمسكت يده قائله:

فين تمن الحاجات دى حلو.

نظر لها ببراءة قائلًا:

أنا ابن عمك هتاخدي مني تمنهم.

هزت راسها بموافقه:

طبعًا،إنت مش واخد مصروف من أمك اللى مفكره إبنها نابغة وهو حمار، هات يالا تمن اللى هتاخده.

غصبً إمتثل وأعطاها ثمن ما أخذه، وخرج يتهكم عليها، تبسمت بظفر غير منتبهه لذلك الذى رأي ذاك الحوار بعد أن

ترجل من السيارة وذهب نحو محل البقالة، إنزعج منها ليس فقط لطريقة حديثها المستقوية مع ذاك الطفل كذالك بسبب طرقعة تلك البالونة التي تفعلها من العلكة التى تمضغها، نظرت له قائله:

أهلًا وسهلًا.

رغم إشمئزازه منها لكن قال لها على أحد أنواع السجائر الأجنبية، ثم سألها:

موجودة هنا.

نظرت نحو مكان بالمحل وأجابته:

أيوه موجوده، السوبر ماركت هنا فيه من الإبرة للصاروخ.

-صاروخ!.

قالها بتعجب وعينيه تتفحص المكان رغم إتساعه لكن لا يتسع لصاروخ، سألها بإستخبار بنبرة إستهزاء:

فين الصاروخ ده؟.

شعرت أنه يستهزأ بسؤاله، لكن

تبسمت ببرود وجذبت إحد العلب الصغيرة وقامت بجذب علبة ثقاب(كبريت)، وفتحت تلك العلبه أخرجت شئ بحجم أقل من صباع اليد وأشعلت الثقاب به وألقته على طول يدها أمام المحل فإنفجر، إنفزع منه، وإشتطاط غضبً وإشمئزاز من فرقعتها لتلك العلكه بنفس الوقت، كذالك من بسمتها وهى تقول بلا مبالاة:.

فرقعت لك صاروخ أهو عشان تصدق… إحنا بنبيع جُملة وقطاعي… العلبة كامله فيها عشرين صاروخ بخمسين جنيه، قطاعى الصاروخ بتلاته جنيه بس ارخص من السجاير…كمان مش هيضر بصحتك زى السجاير اللى بتحرق بها صدرك وممكن تجيب لك ذبحه صدريه،وتموت وإنت شاب صغير .

نظر له بغضب قائلًا:

وإنت اللبانه اللى عامله تطرقعى بيها بالونات دى بره شفايفك ممكن تلم ميكروبات وتجيب لك مرض ياخد أجلك.

لوت شفتاها ثم تعمدت طرقعة العلكه قائله:

كله بآمر الله محدش له فى نفسه حاجه، هتاخد سجاير ولا صواريخ.

-سجاير طبعًا.

حدثته بنُصح:.

براحتك بس خد بالك مكتوب عليها ضار جدًا بالصحه.

رد عليها بضجر:

وطرقعة اللبانة قلة أدب.

إمتعضت من قوله وإستهزأت به كذالك هو نفس الشعور، وصل له بعد ان رد كل منهما على الآخر كلمة بكلمة.


الحلقة الثالثة عشر💜💜

بـ مرسى علم

بـ ڤيلا مُطلة على البحر

فتح عماد عينيه نظر الى جواره تنهد بهدوء وإتكئ برأسه على يديه ينظر الى هاتان اللتان تنمان جوارة على الفراش يمنى بالمنتصف وسميرة على الطرف الآخر تُعطيه ظهرها شعر بسعادة وتبسم وهو يرا تلك المشاغبة الصغيرة ترمش بعينيها كآنها تستيقظ، الى ان فتحت عينيها نظرت الى عماد الذى يبتسم لها تبسمت له هى الأخري وإتجهت نحوه تتدلل عليه، تبسم بحنو وإستقبل دلعها بمحبه وترحيب، نظر نحو سميرة كانت ناعسة كادت يمنى ان تذهب نحوها جذبها عماد عليه ونهض من فوق الفراش أخذ هاتفه وغادر الغرفه يستمتع بمرح ودلال يمنى الى أن دخل الى المطبخ وضعها على أحد المقاعد قائلًا:

وردتي الجميله لازم تفطر عشان تكبر وتزيد جمال.

رغم عدم فهمها غير أنها لابد أن تأكل لكن تبسمت وهى تومئ برأسها بدلال.

تبسم عماد وبدأ تحضير طعام خاص له هو ويمنى من ثم جلس جوارها وبدأ فى إطعامها الى أن شبعا حملها وخرج من المطبخ ذهب الى حديقة الڤيلا جلس أرضًا يلهوان قليلًا بطابه بلاستيكية، وهي تدور حوله بينما هو فتح هاتفه الذي صدح برنين وسمع حديث من يهاتفه الى إنتهى قائلًا:

تمام أنا هتصرف..

أغلق الاتصال زفر نفسه وقام بإتصال آخر،ثم قام بإتصال ثالث وضع الهاتف على أذنهُ ينتظر رد الآخر

بينما بالبلدة نظرات الأعين بين فداء وهانى مُتباينة، هو تقدح عيناة ضجرًا من تلك السخيفه وحركة طرقعة العلكه المُقززه بالنسبه له، بينما فداء لا تهتم لذلك تنظر له بلا مبالاة، مدت يدها له قائله:.

إتفضل علبة السجائر حاول تقلع عنها عشان صحتك.

أخذ هانى منها علبة السجائر بشبه بخطف قائلًا بتعسُف:

وفري نصيحتك إتفضلي الحساب.

أخذت منه النقود، وذهبت نحو موضع النقود، تهمس لنفسها:

الحق عليا بنصحك انت حر ان شاله تلسع لسانك.

بينما لم يستطع هاني الإنتظار وغادر حين إستدارت قبل أن تعود له الباقي كان قد إبتعد، تسرعت بخطواتها، لكن كان صعد للسيارة ولم يُبالي بإشارتها له، حتى بقولها:

يا أخ نسيت الباقي…

مشي يلا هو حر أهو بدل حق الصاروخ اللى فرقعته.

بينما هاني قاد السيارة سريعًا يشعر بضجر وإشمئزاز من تلك من العلكة ومن صاحبتها، حتى أنه رأى إشارتها له ولم يهتم، بل اشعل إحد السجائر ونفث دخانها عله ينسى تلك المعتوهة وحديثها الأحمق فى نظرهُ، بنفس الوقت صدح رنين هاتفه، جذبه من موضع الشاحن بالسيارة،ونظر الى الشاشة وقام بالرد يسمع.عماد يقول له:

ناموسيتك كحلي طلعت من البلد ولا لسه.

نفث هاني دخان السيجارة وقال:

لاء لسه طالع من البلد.

تهكم عماد قائلًا:

وأيه اللى أخرك ما صدقت نزلت المحله وهتأنتخ.

إستهزأ هانى قائلًا:

لاء كنت بخلص فى صفقةصواريخ العيد.

إستغرب عماد سائلًا:

أية صفقة صواريخ العيد دى.

رد هاني:

سيبك قولى بتتصل عليا دلوقتي ليه إنت مش واخد أسبوع إستجمام مع يمنى والمدام.

زفر عماد نفسه قائلًا:

فعلًا، بس طبعًا موبايلي مش مقفول عشان الشغل فى مشكله فى مصنع السجاد، وأنا إتصلت على المهندس المسؤول عن الصيانة، وعاوزك تبقى معاه.

زفر هاني نفسه قائلًا:

إنت مفكرني خبير زيك ولا إيه.

تهكم عماد قائلًا:

الأمر مش محتاح لخبير، ده شغل إدارة، وطالما مطول فى مصر يبقى لازم تشيل شويه، يلا هبقى أكلمك مره تانيه.

تنهد هاني بإستسلام قائلًا:

قال وانا اللي نازل مصر عشان أستريح، عالعموم بوسلى يمنى اللى صوت ضحكها واصل لعندي.

تبسم عماد وهو ينظر الى يمنى التى تدور حوله تُدندن أحد أغاني الاطفال التى تسمعها بالتلفاز، أنهي الإتصال مع هانى وحملها بمباغته ومرح قائلًا:

تعالي نشوف مامي صحيت ولا لسه نايمة.

ضحكت يمنى.

بغرفة النوم

تمطئت سميرة بتكاسل وفتحت عينيها بإنزعاج بسبب رنين الهاتف المتواصل نظرت جوارها لم تجد يمنى ولا عماد، للحظة خفق قلبها ونهضت من فوق الفراش، لكن سمعت صوت ضحكات يمنى، ذهبت نحو شُرفة الغرفه أزاحت الستائر ونظرت من خلفها كانت يمنى تمرح وعماد يتحدث بالهاتف تنفست بهدوء، لكن إنتبهت الى صوت رنين هاتفها، ذهبت نحوه نظرت الى الشاشه، زفرت نفسها بضيق لكن قامت بالرد وتحملت سخافة الآخر قامت بالرد عليه بتعسُف:

قولتلك ده اللى عندي مفيش فِصال، ولو إنت مش قابل غيرك يتمنى يشتري ، وعاوزه الفلوس كاش مرة واحدة،فى زبون غيرك ممكن يشتري بسعر أعلى،وده آخر كلام عندي هتشتري بالسعر اللى قولت عليه غير كده غيرك موجود ويشتري هو.

قالت هذا وأغلقت الهاتف تشعر بضيق وشبة إختناق، القت الهاتف فوق الفراش وعادت تنظر نحو الحديقه رأت عماد يحمل يمنى ويتجه الى داخل الڤيلا، إنتظرت قليلًا حتى دخلا الى الغرفه إشرأب عماد برأسه ونظر ببسمه لـ يمنى الجالسه فوق كتفيه قائلًا:

مامي صحيت، قولى لها صباح الخير، إحنا صحينا قبلها وفطرنا وإنتِ نايمة.

رغم شعورها بالضيق لكن تبسمت لـ يمنى التى اعادت كلماته لها… لاحظ عماد عبوس وجه سميرة،إقترب منها كاد يضع يدهُ على خصرها إبتعدت وتهربت قائله:

هروح أستحمي عشان أفوق وأشوف هحضر أيه للغدا.

لهو يمنى بالعبث فى شعره جعله ينفض عن رأسه،لكن لاحظ صوت هاتف يمنى الذى ضوى،ثم إنطفأ،ربما إنذار برساله،لم يهتم وأخذ يمنى وعادوا للهو مره أخرى…

بينما جلست سميرة على حرف حوض الإستحمام تُدلك جبينها تشعر بصداع ليس مرضي بل صداع من كثرة التفكير، والحِيرة فى تدبير ثمن ذاك المركز التجميلي… فرصة تخشي ضياعها.

❈-❈-❈

على أحد مقاهي البلده

كان شعبان يجلس بإفتخار، يضع بفمه خرطوم تلك الآرجيلة، ثم يُنفث الدخان من فمه وأنفه، حتى وضع أمامه نادل المقهى تلك الصنيه قائلًا:

شايك يا عم شعبان، الحاج عبد الحميد وصل هو كمان أهو.

نظر شعبان نحوه كان عابس الوجه الى أن جلس الى جوارة صامتًا لبعض الوقت،نظر له شعبان بتساؤل:

مالك شكلك مضايق أوي.

زفر عبد الحميد نفسه بآسى قائلًا:

وعايزيني اعمل ايه اقوم ارقص.

تهكم شعبان سائلّا:

أيه اللى مضايقك أوي كده.

زفر عبد الحميد نفسه بضيق قائلًا:

البت بنتي اللى متجوزه مبقلهاش شهر غضبانه عندي فى الدار وعاوزنى أفرح وأغني.

تهكم شعبان ببساطة قائلًا:

وفيها أيه لما تغضب، شوية زعل مع الوقت بكره ترجع تانى لجوزها، هو كده الجواز فى أوله بيبقى فى صعوبة فى الفهم والقبول بين الراجل ومراته.

نظر له عبدالحميد قائلًا:

فهم وقبول… ده ضاربها ومبهدلها بدون سبب، وكمان طردها أنا هاين عليا أخد سكينه وأروح اشرحه، بس اللى مقيدنى عايدة مرات أخويا، قالت لى بلاش عشان المشاكل متزدش.

إستغرب شعبان سائلّا:

هى مرات أخوك هنا، مش عايشه مع بنتها فى مصر.

رد عبد الحميد بتأكيد:

ايوه بس هي هنا هتقعد كام يوم، بتقول إن عماد وسميرة فى المصيف.

تنهد شعبان بآسف، بينما نظر له عبد الحميد بمغزى قائلًا:

أهو عماد اللى مكنتش راضي عنه معيش سميرة فى نعيم، عكس الحيوان اللى جوزته لبنتي، شكل حظها أسود من أوله.

تهكم شعبان قائلًا:

أهو إتعظ من سميرة بعد ما كان حظها خاب، رجع إتعدل من تاني،إبني إتجوزها بعد بقت أرمله، رغم ان كان قدامة بنات بنوت، روق كده وخد لك نفس، هتفوق.

نظر له عبد الحميد يشعر بآسف وهو يتذكر ان سبب رفضه لـ عماد من البداية كانت صداقته مع شعبان الذى أخبرهُ وقتها أن عماد لن يستطيع الزواج بـ سميرة وإن تزوجها لن يستطيع الإنفاق عليها من مرتب ذاك المصنع الذى كان يعمل به، حتى بعد سنوات من الخطوبه كان تجبُره سببًا للتفريق بين عماد وسميرة،لولا الحظ او القدر الذى جمعهما،يتمنى بقلبه أن يحدث هذا مع إبنته ويهتدي لها الحال ويعود زوجها نافعًا مثلما عاد عماد لـ سميرة ولم يهتم أنها كانت زوجة لآخر غيرهُ ذات يوم.

❈-❈-❈

فرنسا

بشقة فاخرة بحي راقى، وروائح باريسيه تفوح من المكان، مخلوطة بروائح أخري نفاذة مثل البخور، لم تستهوي تلك الرائحه لكن رغم ذلك تحملتها ووهي تضع تلك المحرمه على أنفها، دخلت بعد ان فتحت لها إحد النساء ذلك الباب، شعرت كآن مغص ببطنها وكذالك شبة إختناق من ذاك الدخان، إقتربت حين سمعت إحداهن تُحدثها بأن تتقدم، ذهبت نحوها وجلست، كانت إمرأة سوداء البشره بشفاة غليظه، نظرت لها وتحدثت بالفرنسيه:

هنالك ما يؤرقك، بالتأكيد هو رجلُ شرقي.

إستغربت هيلدا ذلك ونظرت لها تومئ برأسها، سألتها المرأة:

وماذا تريدين أن أفعل له.

ردت هيلدا بشر:

أريدهُ الا يتزوج بأخري، وإن تزوج لا يستطيع العيش معها ويعود راكعًا لى، ذاك الناكر للجميل.

نظرت له المرأه قائله:

هل هو هنا بفرنسا الآن.

هزت رأسها بـ لا وقالت بآسف:

لا هو بأجازة يقيضها بموطنه.

أومات المرأة رأسها بتفهم قائله:

حسنًا لا تقلقي لدي ما جيد يستطيع التأثير به ولو على بُعد خمس قارات، أريدك فقط أن تفعلي ما أقوله لكِ، أول شئ حاولى الا تضعطي عليه بالعودة الى هنا هو يستغل ضعفك الواضح، كذالك أريد إسمه وإسم والدته.

تحدثت هيلدا بشرر: هنالك من أخبرتني إنك تستطيعين ربطه

أريده الا يرا نساء غيري، وإن تزوج يفتضح أمره أنه عاجز.

تبسمت المرأة قائله:

يبدوا أنك عاشقه بجنون، ربما هذا ما يجعله يضغط عليكِ، لكن لا تبتأسي لن يحدث ولن يتزوج بأخري بل سيعود الى هنا بأقرب وقت طالبًا الوصال والغرام.

تنحنحت هيلدا قائله:

هذا أيضّا ما جئت من أجله، هو شاب وأنا اكبر منه بعدة سنوات أحيانّا كثيرة لا أستطيع مُجابهة عنفوانه وجموحه،، هل هنالك حل لهذا…أريده أن ينسي التفكير بإمرأة أخرى حتى لو أذى ذلك لموته أهون علي.

تهكمت المرأة قائله بثقه:.

لكل شئ أكثر من حل، أستطيع تقييد جموحه ايضًا وهذا بالتأكيد سيجعله ينسي التفكير بإمرأة أخرى.

❈-❈-❈

بـ مرسى علم

منتصف النهار، بعد ان تناولا الغداء، بسبب اللهو واللعب مالت يُمنى الى النوم، لكن كطفلة تقاوم ذلك، لكن حملتها سميرة قائله:

يمنى شكلها عاوزه تنام بس بتقاوح،لو منمتش هتبدأ تزن، هاخدها وأطلع للأوضة يمكن تنام شوية… وتصحى فايقه.

تبسم لها عماد قائلًا:

تمام، كويس أنا فى كان فى مشكله هكلم هاني أشوفها إتحلت ولا لسه.

اومأت سميرة وصعدت بـ يمنى التى بدا النُعاس يُسيطر عليها، وضعتها على الفراش وتسطحت جوارها سُرعان ما سحبها النوم هى الأخري، بينما عماد انهي إتصاله مع هاني، وتبسم وهو يُفكر بـ سميرة، بالتأكيد يمنى قد نامت، وسيجد الفرصه له مع سميرة يروى إشتياقهُ لها، صعد الى الغرفه، دخل مباشرةً نظر نحو الفراش، تفاجئ بـ سميرة نائمة جوار يمنى تحتضنها بين يديها غافية هى الأخرى، همس بخفوت بإسمها لكن لم ياتيه رد منها، تنهد بؤد ذاك الإشتياق.

❈-❈-❈

ليلًا

بـ ڤيلا عماد

تبسم هانى لـ حسنيه بعد أن إنتهى من تناول الطعام قائلًا بمديح:

بطني إتنفخت من حلاوة الاكل مش قادر أقاوم.

تبسمت له قائله:

كُل وإتغذى،هو أكل بره ده يشبع.

تبسم لها قائلًا:

خلاص معدتي إتعودت عليه.

تبسمت حسنيه قائله:

قولى يا هاني إنت مش ناوى تتجوز هنا وتنهي جوزاتك مع الوليه العقربة الفرنساويه دى،يا ابني خلاص كفايه عليك غُربة اللى عندك إنت وعماد يعيشكم ويعيش ولادكم مستورين وزيادة.

تنهد ببؤس قائلًا:

هقولك الصراحة يا عمتى،إنتِ الوحيده اللى تعرفي إنى شريك عماد فى المصانع،بصراحه بتمني يكون عندي بيت مُستقر وأعيش مع ست مناسبه ليا،أنا ميفرقش معايا حتى لو كانت أكبر مني فى السن،هيلدا إستغلت إحتياجي وغصبتني أتحوزها ومكنش قدامي حل تانى انقذ به مستقبلي،لاء حياتي كلها،كمان مرض أختى خلانى إستسلمت والسنين سحبت بعضها عِشت من غير روح كل هدفي بقى تجميع ثروة أتسند عليها ومحدش يغصبني مره تانيه على حاجه مش عاوزها، هيلدا أسوء قدر انا وقعت فيه.

وضعت حسنيه يدها على كتف هانى بمواساة قائله:

على قد الصبر عالمحن ربنا بيعوض ويدى المنح،وقلبي حاسس إن السعادة قريبه منك،بس إنت قول يارب.

تبسم لها بود قائلًا بتمني:.يارب يا عمتي،هقوم انا أخد دُش وأنام من الصبح جيت من المحله ومن مصنع للتاني،إبنك خد مراته وبنته وراح يستجم،وانا مفحوت مكانه.

تبسمت له قائله:

ربنا يهديكم لبعض وتفضلوا سند بعض ويسعد قلوبكم.

تبسم لها قائلًا:

آمين،تصبحي على خير.

صعد هاني،بينما تنهدت حسنيه تشعر بآسى الحياة كثيرًا ما تظلم بدون حدود.

بينما صعد هانى الى إحد الغرف،ذهب الى الحمام أنعش جسده بحمامً باردًا ثم خرج من الحمام توجه الى الفراش مباشرةً،صدفة وقع بصره على علبة السجائر ولا يعلم لما تذكر تلك السخيفة فى نظرهُ،صاحبة العلكه المُقززه،زفر نفسه بإشمئزاز،ثم تمدد على الفراش،لكن رغم إرهاقه،تلك السخيفه تُسيطر على عقله وهو يستعيد تفجيرها لذاك الصاروخ لكن للغرابه تبسم وشعر بنشوه غريبه غير مقته وقتها،لمعت عينيه ببسمه غريبه،وهو يضحك قبل أن يعود ويسمع صوت رنين هاتفه،ربما لديه خلفيه عمن تتصل عليه،جذب الهاتف وصدق توقعه،بنفور منه رد عليها،يسمع شوقها له،يتهكم هو يتمني لو تُمحي ذاكرته وأول شئ ينساه انه قابل إمرأة سوداء القلب ومُستغلة لابعد حد.

❈-❈-❈

بـ مرسى علم

بعد أن تناولوا العشاء، دلفت سميرة الى غرفة النوم لم تنتبه لـ عماد الذى ترك يمنى تلعب بالبهو وذهب خلفها، أثناء إستدارتها لم تتفاحئ به، ربما توقعت أن يفعل ذلك حين إقترب منها وضم خسرها بين يديه، وضمها يُقبلها بشوق، لم تندمج معه، تشعر كآن عقلها يتحكم فى كُل مشاعرها، كذالك شعر عماد عدم استجابتها لقُبلاته،لكن إزدادت لمساته لها،همست بخفوت:

عماد يمنى ممكن تدخل علينا فى أي وقت،كمان فى حاجه أنا نسيتها.

قطع سيل قُبلاته لوجنتيها ونظر لعينيها سائلًا:!

أيه اللى نسيتيه.

أجابته ببساطة:

نسيت أخد حقنة منع الحمل، إنشعلت ونسيتها.

نظر لها وكاد يقول لها لا يهم ذلك، لكن صمت للحظات وحين حسم القرار وكاد يقوله لها، صدح رنين هاتفه، ترك خصرها، أخرج الهاتف من جيبه ونظر الى الشاشه، ثم الى سميرة، كاد يتخذ القرار، بعدم الرد وترك الهاتف يرن، اللى أن سألت سميرة:.

ليه مش بترد عالموبايل.

نظر لها قائلًا:.

هطلع أرد من برة الشبكه أفضل.

شعرت سميرة بنغزة قويه فى قلبها لا تعلم لها سببً هى لا تعرف من الذي يهاتفه…

بينما ذهب عماد نحو إحد شُرف الڤيلا المُطله على البحر، وتنهد بعدم رغبه فى الرد، لكن قام بالرد.. بعد الترحيب بينهم، تسائلت چالا:

بتصل عليك فى وقت غير مناسب.

رغم صجر عماد لكن رد بذوق:

لاء طبعًا.

تبسمت قائله:

بصراحه كنت عاوزه أخد رأيك فى فكرة جت فى دماغي، وبقول لو نتقابل هقدر أوصلها لك أفضل.

تنهد قائلًا:

للآسف أنا خارج القاهرة.

سألته بإستفسار:

طب وهترجع إمتى.

رد ببساطة:

مش عارف، بس ممكن تقوليلي عالفكرة اللى فى دماغك.

كادت چالا ان تتحدث، لكن شقاوة يمنى التى ذهبت خلف عماد تتوارى من سميرة جعلت عماد ينتبة لها ويضحك على افعالها وضحكاتها

المُجلحلة التى وصلت الى مسمع چالا، كذالك صوت سميرة وهى تُنادى على يمنى وتذهب نحو وقوف عماد بالشُرفه وهى ترا ظل يمنى الواقفه تختبئ خلف عماد، ظنًا أنها لا تراها، بينما إقتربت سميره وفجأتها، ضحكت يمنى، وسميرة تحملها، وتضحك هى الاخري، وذهبن بينما عاود عماد الانتباة الى الحديث مع چالا، سائلًا بإعتذار:

مُتآسف مكنتش مركز.

شعرت چالا بغضب من تلك الضحكات وعلمت انه بالتأكيد بأجازة مع زوجته وإبنته، شعرت بنار تحرق قلبها غيظًا، خاولت الهدوء قائله:

مش هينفع نتكلم عالموبايل، قولى هترجع أمتى ونحدد ميعاد نتقابل فيه.

رد بهدوء:

تمام لما أحدد ميعاد رجوعي للقاهرة هتصل عليكِ نحدد ميعاد، تصبحي على خير.

اغلق الهاتف وتنهد براحه، وذهب نحو غرفة النوم، راي سميرة تحتضن يمنى التى تنعس، تبسم وذهب نحو حمام الغرفة، بينما سميرة

تنهدت تضرب عقلها الافكار، بين أمنيتها بشراء ذاك المركز التجميلي، وحياتها المُصطربه ليس فقط مع عماد، بل طوال الوقت تستسلم وترضخ لما لا تريده غصبً خوفًا من المستقبل، والإحتياج، ذاك المركز بالنسبه لها مثل وثيقة تأمين، تود العثور عليها… ظل فكرها مشغولًا، الى ان شعرت بيد عماد فوق وجنتها سائلًا:.

مالك يا سميرة طول الوقت شبة نايمة… إنتِ تعبانه.

أومأت سميرة براسها قائله:

لاء، بس حاسه بشوية صداع يمكن سببهم الإجهاد.

تبسم عماد بحنان قائلًا:.

بسيطة خدي إجازة من البيوتى، أو حتى متشتغليش خالص إنتِ مش محتاجه.

نظرت له قائله:

عماد الموضوع ده سبق وإتكلمنا فيه.

تبسم عماد قائلًا:

تمام سميرة أنا مش عاوز نكد.

تبسمت وأغمضت عينيها، كذالك عماد الذى قبل،رأسها ووجنتها وأغمض عينيه….

لكن هى لم تنعس وهى تشعر بتوهان، حين أخبرت عماد أنها قد تحمل مره أخرى من وقتها تقبل الأمر، ولم يقترب منها.

تذكرت الماضى بآسى فى قلبها

[بالعودة للزمن قبل حوالي سنوات]

تفاجئت بزيارة والدة عماد لهم بالمنزل، كانت ساقها مُجبرة، وهى تستقبلها، لكن تركتهن معًا وذهبت مع إبنة عمها التى آتت تطمئن عليها، بعد وقت، جلست سميرة مع والدتها قائله:

هى مامت عماد كانت جايه ليه.

تبسمت عايدة ولمعت عينيها قائله:

كانت جايه علشانك.

إستفهمت سميره قائله:

كانت جاية علشاني ليه.

وضحت عايدة:

جاية طالبه إنك تتجوزي عماد.

إنتفضت سميرة واقفه وشعرت بألم فى ساقها وآلم أقوى بقلبها وقالت برفض:

لاء،انا خلاص مش بفكر فى الجواز،كل اللى بفكر فيه هو إنى أبني مستقبلي،الحمد لله،الكوافير اللى فتحته فر منطقة كويسه على سكة البلد وبدأ يتشهر ومع الوقت زباينه هتزيد.

نظرت لها عايده بآسف قائله:

وهتفضلي بقية عمرك من غير جواز،إقعدي يا سميرة، وبلاش تتسرعي، عماد لو مكنش عاوزك مكنش بعت أمه تطلبك له، بلاش ترفضى بدون سبب انا عارفه إن عماد لسه فى قلبك، وربنا له حكم، خدي وقتك وفكري، وصلِ إستخارة وربنا يقدم اللى فيه الخير.

مرت عدة أيام، كانا سميرة مازالت رافضه، لكن والدتها تضغط عليها، الى أن وافقت، كانا المفاجأة من عماد، أراد عقد قران، بالفعل

بعد أيام، كان يجلس بالمقابل لـ سميرة حتى وضع يدهُ بيدها يعقد القران، شعور ليس مُفسر من الإثنين، سميرة يدها باردة وترتجف، بينما عماد يده ساخنه بسبب ذاك الاشتعال بقلبه، ضغط على يد سميرة بقوه جعلها غصبً تنظر له،لكن سرعان ما شعرت بالحياء الذى إستهزأ منه عماد….

مرت أيام أخرى،كانت الحياة تعود لقلب سميرة،تظن أن فرصة السعادة أصبحت بين يديها،هاتفها عماد أنهما سيذهبان الى القاهرة لمُعاينة تلك الشقه التى سيمكثون بها بعد فترة قصيرة،بقلب مُشتعل بالحب والأمل فى السعادة ذهبت معه سميره الى أن دخلا الى تلك الشقه تقفد الإثنين كل ركن بالشقه، الى أن أصبحا أمام غرفة النوم، وقفت أمام باب الغرفه،عيناها تجول بين زوايا الغرفه

دفعها عماد لتدخل الى العرفه،قائلًا:

أيه هتشوفي الاوضه من بره كده،لازم تتفرجى عليها كويس،دى أهم أوضه فى الشقه كلها،ها أيه رأيك فيها.

خجلت قائله:

حلوه أوى وذوقها رقيق وشيك.

تبسم عماد بمكر قائلًا:

أنا اللى إختارتها لما المهندس عرضها عليا، تخيلتك فيها مستنيانى.

تخصب وجهها بإحمرار قائله بخجل:

طب كفايه كده النهار قرب يخلص علشان نلحق نرجع للمحله قبل الدنيا ما تضلم.

قالت هذا وتوجهت الى ناحية الباب لكن

جذبها من يدها إختل توازنها وقعت بحضنه

نظر الى عيناها البنيه التى تشبه القهوة الداكنة شعر بتوق تذوقها

بينما هى نظرت الى عيناه الثعلبية، إرتجفت بين يديه.

ربما ما كان عليها أن ترتجف، فتلك الرجفه شعر بها، إبتعد بنظره عن عيناها، ليستقر نظره على شفاها التى ترتجف أثارت بداخله رغبة تذوقها ،لم يشعر بنفسه عندما أحنى رأسه يقُبلها بهيام.

تفاجئت بما فعل وإرتبكت لوهله، لكن حاولت إبعاده عنها بيديها..

تمسك بيديها للحظات ثم تركهما، وضم جسدها إليه يحتضنها بقوه،يريد أن يشعر بها… يتنفس من أنفاسها،ترك شفاها ليتنفسا،لكن أمسك بيدها،وجذبها معه للسير،يسيران الى أن أصبح خلفهما الفراش، جلس على الفراش،قام بجذب يدها، طواعته وجلست جواره على الفراش،

نظرا الإثنين لبعضهم،تحدثت العيون، بعشق قديم، مازال متوهجًا فى قلبيهم

دون إراده منه ضم وجهها بين يديه وعاد يُقبلها بلهفه وهيام، يديه سارت ترسم جسدها

وجد منها إستجابه له، شعر أنه مسلوب أمام تلك الرغبه، التى تسوقه ليتنعم بها بين يديه،إنسجم الإثنين كآنهما بغفوة لذيدة، لكن سُرعان ما آنت بين يديه، كانت تلك الآناة بمثابة صحوة له إنتفض ونهض عنها سريعًا ينظر، لها بذهول غير مستوعب

بينما هى فاقت من سطوته عليها، حين نهض عنها بتلك الطريقة، ضمت غطاء الفراش عليها بخجل.

بينما هو عقله يُعيد آنينها بين يديه، وتلك الصدمه عاد بنظرهُ لها يشعر بإستحقار قائلًا بعدم تصديق:

حلوه أوى الكدبه دى.

إستغربت حديثه ونظرت له بخجل سائله بإستفسار:

كدبة أيه؟.

ضحك ساخرًا :

كدبة إنك عذراء حلوه الكدبة دى، بس تدخل على واحد أهبل مش عليا،عاوزه تفهمينى إنك فضلتي متجوزه لمدة سنه وأكتر ،وإنك حرمتي نفسك عليه.

خجلت سميرة وتدمعت عينيها وكادت تتحدث لكن صدمها عماد حين تسرع بغباء قائلًا:

إنتِ طالق يا سميرة.

إنطلقت الكلمه برأسها كآنها رصاصة توجهت الى قلبها مباشرةً تشعر بإحتراق مُميت… جعلها تصمت، حتي بعد خروجه من الغرفة بالكاد إستطاعت الحركة ونهضت ترتدي ملابسها برثاء لقلبها المحروق

ماذا تفول، بماذا تُخبرهُ عماد وضع النهاية من قبل البداية، هى من كان لديها أمل، إحترق قلبها… وأصبحت كآنها صماء.

[عودة]

دمعة سالت من عين سميرة على تلك الذكري القاسيه على قلبها، إعتصرت عينيها، لم يُلاحظ عماد تلك الدمعه لكن لاحظ إعتصار عينيها، وضع كفه على شفاها ينظر لها بشوق، حتى أنها جنب يمنى بعيد قليلًا، وإقترب من سميرة

وقبلها بشوق، تمنعت سميرة قائله:

عماد قولتلك إنى مخدتش الحُقنه بتاع منع الحمل.

ضمها عماد لجسده قائلًا:

وفيها أيه؟.

نظرت له بغصة قلب قائله بتلميح:

فيها إنى ممكن أحمل زى ما حصل قبل كده.

فهم تلميحها غص قلبه هو الآخر، وتذكر كم عاني وندم على تسرعه القديم، ولولا حمل سميرة ربما كانت تشتت طُرقهم، يمنى كانت بداية أخري بقيود هو وضعها، قيود أصبحت مُلتهبة لكليهما… على أحدهم التحرر منها قبل أن تُنهي ما تبقى من العشق بقلبيهم… أو تُعطيه شكلًا آكثر وضوح، فكرت سميرة ربما آن إتخاذ أول قرار بحياتها وهو لابد وجود سند داعم يجعلها ترفض بقلب غير خائف.


الحلقة الرابعة عشر💜💜

بـ مرسى علم

وضع عماد يدهُ على جبين سميرة، ثم قال:

مالك يا سميرة حاسس إنك…

قاطعته قائله:

بس حاسه بشوية صداع،زى ما قولتلك قبل كده،يمكن تغيير المكان والبحر مأثر عليا،بس يمنى مبسوطة.

جذبها عليه ينظر لملامح وجهها على ذاك الضوء الخافت،رغم أن ملامحها مازالت محفورة بعقله وقلبه،منذ أول لقاء بينهم لم تختفي رغم إفتراقهم لما يُقارب من عامين،كان بتلك الفترة يشعر أنه مثل الشريد بلا مأوى،قبل جبينها ثم

نزل بقُبلاته بين وجنتيها ثم شِفاها،رغم إنشغال عقلها لكن تجاوبت معه للحظات سُرعان ما نبهها عقلها، للمهانه التى ستشعر بها بعد إنتهاء تلك اللحظات، حاولت الإبتعاد عن عماد،قائله بنبرة تحذير:

عماد.

جذبها عليه ، يُضم أصابع يديها بين أصابعه غير مُباليًا لتحذيرها

ينجرف بتوق يتغلغل من قلبه المولع المُشتاق،وهى قلبها دائمًا ما يخذلها وتترك له زمام الغرام ثم تحترق مثل الفراشة حين تنجذب نحو هلاكها،على يقين أنها لحظات تشعر فيها كآن مازال لديه لها مشاعر حقيقية وسُرعان ما ينتهي هذا الإحساس ويحترق قلبها حين يبتعد عنها، لكن

للغرابه هذه الليلة لم يبتعد عنها بل ضمها لصدرهُ

رفع يدهُ يُزيح تلك الخُصلات عن جبينها ثم قبلهُ، وإزدادت ضمته لها يحتضنها بين يديه بتملُك… يُزيد ذلك من الحِيرة بعقلها إتجاة مشاعرهُ نحوها… لكن بعقلها إتخذت قرار عدم إخبارهُ برغبتها بشراء مركز التجميل ظنًا أنه قد يُعارض مثلما يُعارض برغبتها بالعمل ويرفض ذلك،تعلم أنه يتغاضى عن عملها مُرغمًا بسبب تمسكها بالعمل من أجل الأنفاق على والدتها… نظر لوجهها القريب من وجهه تبسم وهو يرا عينيها تغفوا، تبسم هامسًا:

للدرجة دى مُرهقة.

تنهدت وحاولت الإبتعاد والاتكاء بجسدها فوق الفراش، لكن مازال عماد يحكم يديه يضمها له، لشدة إرهاق عقلها غفت دون شعور منها، أو ربما عقلها أراد أن يفصل عن كثرة التفكير،أو ربما شعور بالأمان شعرت به للحظات متأكدة أنها ستعود وتفتقدهُ بعد قليل، بينما عماد شعر بأنفاسها الرطبة المُنتظمة على صدرهُ لاول مرة يشعر بهذا الإحساس، يشعر بهدوء وراحة منبعها قلبهُ.

❈-❈-❈

بعد مرور عِدة أيام

عصرًا

أثناء خروجهم من المطار كان عماد يحمل يمنى الى أن وصلا الى تلك السيارة التى كانت بإنتظارهم، جلس بالمعقد الخلفي ويمنى على ساقيه، وجوارهم سميرة، أثناء ذلك صدح رنين هاتفه، أخرج هاتفه ونظر للشاشه وتبسم، نظر لـ يمنى قائلًا:

ده عمو هاني، خليني أرد عليه، تبسمت يمنى بينما قام عماد بالرد عليه وأخبره أنه بالطريق سيوصل سميرة ويمنى.

أغلق عماد الهاتف ونظر نحو سميرة التى كانت تنظر نحو خارج السيارة،هنالك شعور يؤكد له أن هنالك ما يشغل عقلها، كاد يُحدثها لكن عاد هاتفهُ للرنين، نظر الى الشاشه، ثم نحو سميرة التى إنتبهت وبلا قصد نظرت الى الهاتف بيده، لاحظت إسم إمرأة لكن لم تُفسر، الإسم كاملًا، بينما عماد تردد فى الرد، لكن قام بالرد لعدم فهم سميرة عدم ردهُ خطأ، سمع قول چالا:

اتمنى تكون رجعت للقاهرة.

رد ببرود:

أيوا وصلت من شويه فى الطريق من المطار.

إنشرح قلبها قائله:

أنا كنت بتغدا مع صديقه ليا فى مكان قريب من المقر الخاص بيك، لو هترجع للمقر نتقابل.

نظر نحو سميرة التى إنتبهت نحوه، قائلًا:.

قدامي عالاقل ساعه على ما أوصل ممكن نخليها لوقت تاني بكره مثلًا.

زفرت نفسها بغضب لم يحدث معها ان فعلت ذلك سابقًا كان هى من تتدلل وتوافق على اللقاء، لكن تحكمت فى غضبها قائله:

تمام نتقابل عندى فى المكتب بكره، وأهو بالمره تشوف وتقيم إمكانيات مصنع بابا.

رد بمجامله:

مش محتاج أشوف ولا أقيم،سيط المصنع ممتاز،تمام نتقابل بكرة.

بعد لحظات أغلق الهاتف ونظر نحو سميرة التى رغم شعورها بالغِيرة لكن لم تُظهر ذلك بينما تبسم عماد قائلًا:

أخيرًا بصيتى لينا،سرحانه فى أيه من وقت ما ركبنا الطيارة.

ردت ببساطه:

مش سرحانه.

تبسم عماد ونظر الى يمنى قائلًا:

مامي شكل الأجازة معجبتهاش.

أومأت يمنى بلا فهم، بينما ردت سميرة:

بالعكس كانت أجازة لطيفه، كمان أثرها على وش يمنى اللى إسمرت خالص.

تبسم عماد وهو ينظر الى يمنى بحنان قائلًا:

حتى وهى سمره قمر وأحلى ضحكة فى الدنيا كلها.

انهى قوله بقُبلة على وجنة يمنى، مُبتسمً ثم نظر لـ سميرة قائلًا:

عيد ميلاد يمنى التاني قرب.

تبسمت هى الأخرى قائله:

أيوا فاضل عليه حوالي أسبوعين.

نظر لها بحنان قائلًا:

السنين بتمر بسرعه.

أومأت سميرة بتوافق، لكن بقلبها تعلم حقيقة أن هنالك سنوات تمُر بطيئة كتلك السنه وبضع الأشهر التى عاشتهم أثناء زواجها من نسيم، كانت تشعر ببطئ الحياة.

بعد قليل وصلا الى أمام تلك البِنايه، ترجلت سميرة، ثم عماد خلفها يحمل يمنى التى قال لها:

روحي لـ مامي يا يمنى.

نظرت له سميرة بإستفسار:

إنت مش طالع معانا.

قبل عماد وجنة يمنى قائلًا:

لاء هانى مستنيني فى المقر وعاوز يرجع المحله الليله بيقول بسنت إتصلت عليه وقالت له إن مرات خالى عيانه شويه.

رفعت سميرة يديها كى تحمل يمنى قائله:

سلامتها،يلا يا يمنى إحنا فى الشارع بلاش تغلبي بابي.

بطواعيه ذهبت يمنى نحوها، تبسم عماد قائلًا:

سلمي لى على طنط عايدة.

أومأت له سميرة قائله:

الله يسلمك.

ثم ذهبت بـ يمنى نحو مدخل البِنايه، نظر عماد لهن شعر بفقدان، لكن سُرعان ما اعتقد أن هذا بسبب تواجدهن معه كُل الوقت طوال الايام السابقة،عاد للسيارة ثم أمر السائق بالمغادرة يكبت ذاك الإحساس،وإنشغل بإتصال هاتفي…

بينما صعدت سميرة الى الشقه الخاصه بها وقفت أمام الباب تحمل يمنى ودقت جرس الشقه،سُرعان ما فتحت لهن عايدة بلهفه،وإستقبلت سميرة بالأحضان،لكن تخابثت بمزح ولم تهتم بـ يمني،ثم سألت سميرة بمرح:

فين يمنى.

تبسمت سميرة وهى تعلم بمزح والدتها،بينما يمنى ألقت بنفسها على عايده كى تحملها،تقول بشغب:

أنا يمنى يا ناناه.

حملتها عايده قائله بمرح:

لاء يمنتي كانت بيضة حلوة،أنتِ مين.

قبلتها يمنى بطفوله تؤكد أنها هي.

تبسمت لهن عايدة سائله:

فين عماد… هو مجاش معاكم.

ردت سميرة:

لاء وصلنا وراح المقر هاني إتصل عليه بالطريق وقال له إن طنط إنصاف عيانه شويه.

ردت عايدة:

أه انا شوفتها وأنا كنت فى البلد كان شكلها باين عليه، ربنا يشفيها، يلا بلاش الوقفه دى، إدخلى خدى لك دُش تفوقى من تعب الطريق، وأنا هقرر يمنى السودة دى شويه أشوفها عملت ايه من غيري.

تبسمت سميرة قائله:

من غير ما تقريرها يا ماما هى هتقولك بأدق التفاصيل.

تبسمت عايدة.

❈-❈-❈

بعد قليل بالمقر

تبسم عماد وهو يدخل الى المكتب، بينما نهض هانى قائلًا:

كويس إنك رجعت إستلم بقى شُغلك.

تبسم عماد قائلًا:

مالك مكنش أسبوع أنا كنت متابع معاك أومال لو كنت سايبك لوحدك.

تنهد هاني قائلًا:

كان الله فى عونك،هلحق أمشى أنا بقى عشان أوصل المحله قبل العشا،بسنت إتصلت عليا أكتر من مره تسألني راجع هناك أمتى…وأمي بتلومني،بتقولى إنت نازل أجازه عشان أشبع منك،مش عشان تقضيها شغل مش كفايه تعب الشغل فى فرنسا… لازم ترتاح

تهكم عماد قائلًا:

كنت رد عليها وقولها اللى زينا متخلقش للراحة،عالعموم إبقى سلم لى عليها هى وبسنت إنما جابر جوز امك مش عاوز أعرفه.

ضحك هاني قائلًا:

والله ولا أنا بس كل شئ نصيب وقدر .

تهكم عماد قائلًا:

فعلًا كل شي نصيب، وإحنا قدرنا وقعنا فى تلات رجاله أسوء من بعض.

تسائل هاني:

طيب أبوك،وجوز أمى،مين التالت بتاعهم.

زفر عماد نفسه بآسف قائلًا بتفسير:

عبد الحميد عم سميرة، النسخه التالته منهم شخص وصولى لأبعد حد مش مكفيه إنه كان السبب فى مآساتي مع سميرة، لاء ودلوقتي جاي يتحنجل لى وعاوزني أشغل إبن عم سميرة عندنا فى مصنع المحله، سألت سميرة عليه قالت لى إنه شاب مستقيم ومش زي عمها إنتهازي.

وافقه هاني قائلًا:

طب طالما شاب كويس ومستقيم فيها أيه لما تشغله واهو تكسب رضا سميرة…مهما كان إبن عمها وزي أخوها.

وافق عماد قائلًا:

فعلًا أنا وافقت عليه بسبب سميرة،رغم إنها مطلبتش ده مني.

تهكم هاني قائلًا:

طبعًا خايفه تفكر إنها بتفرضهُ عليك…

قطع هاني حديثه حين صدح هاتفه، أخرجهُ من جيبه ونظر له ثم تجاهل الرد، نظر له عماد سائلًا بتخمين:

هيلدا؟.

زفر نفسه قائلًا:

لاء جوز أمي، وطبعًا بيبيض وش إنه متهم بالسؤال عني، يلا أستلم مكانك.

تبسم عماد له قائلًا:

واضح انه مش هيبطل إتصال رد عليه وأقول له إنك فى الطريق، هيدعي لك توصل بالسلامة.

تهكم هاني قائلًا:

تفتكر حامد يتمنى لى السلامه،يلا كفاية عليا دعوات أمي وعمتي حسنية.

ضحك عماد قائلًا بتنبيه:

إعمل حسابك عيد ميلاد يمنى قرب وعاوز هديه مميزه تليق بوردتى.

ضحك هانى مازحًا:

تمام هجيب ليها عريس هديه ياخدها منك بدري .

ضحك عماد قائلًا:

لاء بنتي بتحب باباها، شوفلك إنت عروسه.

تبسم هانى قائلًا:

انا بعد اللى مريت بيه،كفيل أتعقد من صنف الستات، يلا بقى كفايه رغي، وعقبال ما تخاويها.

تبسم عماد له وهو يغادر وفكر بفكرة أن يكون له أطفال آخرون غير يمنى، يمنى لم تكُن بالحسبان كانت هدية بالوقت المناسب، بعد أن عاش ندم تسرعهُ.

❈-❈-❈

بشقةسميرة

كانت عايدة تجلس وعلى ساقيها يمنى التي تنشغل بمتابعة التلفاز، بينما جلست سميرة جوارهن تبسمت لها عايدة رغم ملاحظتها ملامح سميرة القلقه، تبسمت لها قائله:

يمنى راجعة سمره اوي زى اللى كانت منقوعة تحت الشمس.

تبسمت سميرة قائله:

هتقولى فيها مكنتش بتفارق عماد وطول اليوم عاوزه تلعب تحت الشمس، وماية البحر مع الشمس صبغوا وشها وجسمها.

تبسمت عايدة قائله:

بس لايق عليها السمار، يمنى حلوة، وبكره جلدها يقشر ويرجع طبيعي.

تبسمت سميرة، ثم قالت:

كنت خايفه نرجع متكونيش وصلتِ المحله مكنش معايا مفاتيح الشقة.

تنهدت عايدة قائله:

انا واصله قبلكم بساعة تقريبًا.

ردت سميرة:

مرات عمي ما بتصدق تروحى هناك ومش عاوزاكِ تفرقيها،يمكن بالذات بعد ما بنت عمي التانيه إتجوزت والبيت فضي عليها بصراحة عمي محدش يطيق عِشرته،ربنا معاها…تعرفي عماد كان لمح لي بالسؤال على صلاح إبن عمي،ولما كنا بنصبح على عواطف عمي شبه طلب من عماد إنه يوظفه محاسب فى المصنع اللى إشتراه هناك،حتى كان طلب منى اتوسط عند عماد،بصراحة صلاح عكس عمي تمامً ويستاهل كل خير،كان نفسي أقول لعمي ده عماد اللى كنت بتستقل بيه.

تنهدت عايدةبآسف قائله:

عبد الحميد طول عمره إستغلالي وإنتهازي مش بيهمه غير مصلحته.

وافقت سميرة قائله:

فعلًا.

زفرت سميرة نفسها وشعرت بآسى وهى تتذكر كيف أجبرها على فض خطوبتها بـ عماد وقبولها الزواج من نسيم.

[قبل حوالي أربع سنوات ونصف]

دلف عبد الحميد الى تلك الرُدهة الصغيرة… جلس على أحد المقاعد قائلً بلا مُقدمات:

سميرة متقدم لها عريس.

نظرن عايدة وسميره لبعضهن وقالت عايدة:

سميرة مخطوبة إنت ناسي ولا إيه.

زفر عبد الحميد نفسه بإستقلال وإستنكار قائلًا:

لاء مش ناسي إنها مخطوبة لابن بياعة القماش التالف، بقاله أكتر من ست سنين أهو مسافر مشوفناش منه حتى انه يبعت مصاريف سميرة، أو أمارة أنه هينزل ويتجوز، اللى سافروا بعدهُ نزلوا.

ردت عايدة:

ما إنت عارف إنه مستني يعمل إقامة، ويصرف على سميرة ليه هى لسه مش مراته.

تهكم عبد الحميد قائلًا:

وهيعمل أمتى الاقامه دى ان شاء الله، شكله شاف له شوفة هناك فى فرنسا ويمكن عمل زي قريبه هانى واتجوز من هناك فرنساويه تسعدهُ،أيه هيرجعه للفقر هنا.

نظرت له سميرة قائله:

لاء مش متجوز يا عمي وإدعي له ربنا يصلح له الحال.

تهكم عبد الحميد ساخرًا يقول:

يصلح له الحال منين، وبعدين شكله كده مطمن ومستلين طبعًا وهو حاسس إنك مدلوقه عليه وعندك أمل مستنيه يرجع بمزاجه، العريس اللى أنا جايبه إبن ناس أغنيه وهو وحيد، وشافك وشاريكِ.

-لا شاريني ولا بايعني يا عمي، أنا راضية وهستنى عماد لحد ما يرجع بالسلامه.

تهكم عمها ساخرًا بإستهزاء وتعسُف قائلًا:

اللى بيروح مش بيرجع،أنا قولت اللى عندي وفكرى إنتِ وأمك،عماد ده من الاول مش موافق عليه…قدامكم أسبوع.

غادر مباشرةً يصفع خلفه الباب بقوه إهتز لها بدن سميرة وعايدة التى ضمت سميرة،ظنوا أن قوله مجرد حديث وإنتهى،لكن كان هنالك قدرًا بأسًا بإنتظارهن… بعد أيام دخل عليهن مثل الإعصار قائلًا:

سيبتكم كام يوم تفكروا، ها قولولى قراركم، أقول للعريس إننا موافقين ويجيب أهله ويجوا يتقدموا رسمي ونحدد ميعاد الفرح.

تهكمت سميرة قائله:

فرح أيه يا عمي، أنا مش هسيب عماد.

نظر عبد الحميد الى عايدة قائلًا:

عقلي بنتك يا عايده عشان مصلحتها.

ردت عايدة:

دى حياتها وهى حره فيها.

تهكم عبد الحميد بغيظ قائلًا:

هى حُره، لكن إنتِ مش هتبقى حره يا عايدة لما أقدم الكمبيالات اللى معايا للنيابه وأخد عليها رفض.

إنذهلت سميرة قائله:

كمبيالات أيه يا عمي.

فسر عبد الحميد بحجود:

إنتِ مفكره إن معاش ابوكِ هو اللى كان معيشكم، كمان الفلوس تمن جهازك إنتِ وعماد المُتيمة بيه وهو مطمن ومش فارق معاه.

نهضت عايدة قائله:

أنا قولتلك هسدد لك الكمبيالات دى بالتقسيط وإنت كنت موافق، أيه اللى إستجد.

نظر نحو سميرة المدهوشه قائلًا:

اللى إستجد إن ربنا باعت لكم نعمه وخير كبير وانتم اللى متمسكين بالفقر كمان انا عاوز فلوس الكمبيالات دى قدامي فرصة اشتري حتة أرض ومحتاج كل قرش.

نهضت سميرة سائله:

وهى فلوس الكمبيالات هى اللى هتكمل تمن حتة الارض، وقد أيه مبلغ الكمبيالات دى، وبسيطة يا عمي، حول الكمبيالات بإسمي وأنا هسددها أقساط زى ما كنت متفق مع ماما.

ضحك بآستهزاء قائلًا:

يبقى كسبت أيه لما احولهم عليكِ بقولك محتاج فلوسي.

تسألت سميرة:

وهو العريس اللى إنت جايبه هيدفع لك المبلغ ده.

رد عبد الحميد:

أيوة هو إبن تاجر كبير كمان هو تاجر له إسمه، وهيدفع المبلغ مهر ومؤخر متين الف جنيه، مفيش بنت فى البلد كلها إندفع لها المهر ده، ولا حتى إنكتب لها قيمة المؤخر ده، كمان مش محتاج لشوية الكراكيب اللى أمك مديونه فى تمنهم ليا وكمان لمحل الادوات المنزليه.

حاولت الإعتراض… بس

عارضها عبد الحميد بتعسف وإصرار:

مفيش بس، قدامك مهله يومين ومحدش هيلوم عليا بعد كده، أنا بدور على مصلحتك.

إستهزأت عايدة بآسف:

مصلحتها إنها تسيب خطيبها اللى مخطوبه ليه من اكتر من ست سنين، وتروح تتجوز واحد متعرفوش.

تمسك بحديث عايده قائلًا:

أهو قولتى مخطوبه من أكتر من ست سنين، كفايه أوي كده، زمايلها معاهم عيال دخلوا المدرسه وهى منتظرة وهم، انا قولت اللى عندى خلاص وإنتهى، وانتم أحرار.

غادر مثلما دلف بغضب، نظرت سميرة الى والدتها وتدمعت عينيهن، ضمتها عايدة قائله:

أوعي تتنازلي وتوافقي عمك، هيعمل ايه يعنى هيقدم الكمبيالات للنيابه، هتسجن مش مهم.

ضمتها سميرة قائله:

مستحيل ده يحصل يا ماما، أنا عارفه العريس اللى عمى بيتكلم عليه، وانا هحاول وأن شاء الله خير.

باليوم التالى

بمنزل والد نسيم

كانت سميرة تجلس مع والدته أخبرته أنها مخطوبه لآخر ولا تريد غيره، وعليها إقناع نسيم بالتخلي عن طلبه لها، بهذا عمها سيتراجع، وعدتها والدته أنها ستحاول التأثير عليه، لكن فشلت لإصرار نسيم الذى كان بارعًا بإغراء عمها والضغط عليه حتى يُصر هو الآخر، أمام ذلك التعنُت غصبًا وافقت سميرة خوفًا على والدتها من السجن، عمها لا ضمير لديه، ولن يهتم إذا تحدث الناس انه سجن أرملة أخيه، كان لديه مُبرر مُقنع أنه يريد لهن المصلحة، وقد كان تم زواجها من نسيم.

[عودة]

إنتبهت سميرة الى والدتها حين وضعت يدها على يدها قائله:

كل شئ قدر وصلاح نفسه مش بيحب أعمال أبوه، وأهو شوفى تدابير ربنا، بنت عمك اللى مكملتش شهر متجوزه غضبانه عنده ودمه محروق أوى، وجوزها معاند فى الصلح.

إندهشت سميره قائله:

والله جوزها ما يستهلها، هو عمي بيمشي ورا الطمع، مره أنا ومره بنته، ربنا يهدى لها الحال…

تعرفي يا ماما أنا بعد ما إتجوزت من نسيم

عرفت ليه كان مصر عليا أنا بالذات لانه عارف إن مليش ضهر يسندنى وهرضى بعجزهُ غصب عني مش هتكلم،وفعلًا ده اللى حصل،بس ساعات بلوم نفسى وأقول أنا كمان إستسهلت وقبلت وقولت ده نصيبي،يمكن لو كنت حاولت معاه كان إتعالج…وحياتي إختلفت عن دلوقتي.

شفق قلب عايدة على حديث سميرة التى أباحت به دون إنتباه منها،لاول مره تفيض أن حياتها مع عماد غير مُستقرة كما كانت تتمني،لكن سُرعان ما إنتبهت وقالت:

يمنى شكلها بتنعس.

نظرت عايدة لـ يمنى قائله ببسمه:

هفوقها لو نامت دلوقتي هتصحى بقية الليل.

تبسمت سميرة وهى تفكر بقرارها الحاسم،هى لم تجد السند فى البشر كما كانت تعتقد،ربما تجده بشكل آخر.

❈-❈-❈

أمام مركز التجميل

كان يجلس بسيارته عينيه مثل الصقر، يُراقب الى أن رأي خروج عفت من المركز، فعل كما فى السابق، وأسرع السيارة ثم توقف فجأة، لكن لسوء حظه لم تكُن عِفت وحدها هى من تقطع الطريق كان هنالك شخص آخر قطع الطريق على غفلة، توقف ذاك الشخص يشعر بإنسحاب قوته البدنيه حتى انه لم يتحمل الوقوف على قدميه وهبط أرضً يجلس يشعر كآنه بلا روح، سُرعان ما تجمع حوله بعض الماره بالطريق، كذالك عِفت، ترجل حازم من السيارة هو الآخر وتوجه نحوه سائلًا ومُعتذرًا، نظرت عفت له لم تستطيع إخفاء غضبها وقالت سريعًا:

إنت تانى، إنت بتسوق وإنت نايم.

شعر بضيق لكن إعتذر قائلًا:

لاء مش بسوق وانا نايم بس قدامى الإشارة خضره كمان الطريق كان خالي، ومستعد أدفع تعويض للأستاذ كمان ممكن أخده لاي مستشفى.

تهكمت قائله:

مستشفى وتعويض، حضرتك فاهم غلط، حياة الناس مش لعبه، وفعلًا الأستاذ محتاج لمستشفى يتعلق له محلول يرُد له الروح بعد الخضه اللى هو لسه تحت تأثيرها، إيديكم معايا يا جماعة،ندخله فى عربية البيه اللى بيسوق وهو نايم فى مستشفى على اول الشارع تفحص الاستاذ أهو يصلح غلطه.

نظر لها حازم بغيظ من طريقة حديثها المُتجهمه،عكس طريقتها السابقه معه،هو كان يود فقط التعرف عليها لكن ربما أخطأ فى الطريقه.

❈-❈-❈

بالبلده

أثناء سير هاني بالسيرة بمرآة السيارة الخلفيه رأي بسنت تقف فى ذاك المحل تتحدث مع تلك المعتوهه، قام بإيقاف السيارة،وأشار لها،إنتبهت له وتبسمت ثم سُرعان ما تركت فداء وذهبت نحوه فتحت باب السياره ودلفت مباشرةً تُرحب به قائله:

تيتا إنصاف من وقت ما قولت لها انك جاي والصحه رجعت لها وقامت عملت طبيخ يقضى الشارع كله، وكمان بعتتني السوبر ماركت اشترى شوية حاجات كانت ناقصه، والله قولت لها ده كتير بس هى بقى صممت واهو جبت لها كل اللى طلبته واهى كانت فرصه فداء كانت فاضيه وشرحت لي حاجه فى المنهج مكنتش فهماها.

إندهش سائلًا:

فداء مين؟.

ردت ببساطة:

فداء اللى كنت واقفه معاها، بنت صاحب السوبر ماركت ده وصاحبتي، هى المفروض كانت تبقى مدرسه، بس طبعًا مفيش تعينات، أهى واقفه فى السوبر ماركت بتاع باباها، وبتساعدنى كتير بدون مقابل.

إيتغرب ذلك قائلًا:

فداء مين،

البنت اللى واقفه فى السوبر ماركت ده معاها كليه، وكمان بدرس دى معتوهه.

ضحكت بسنت قائله:

وإنت أيه اللى عرفك بها دى لطيفه خالص والله، كمان صاحبتي.

تهكم قائلًا:

هى دى نوعية تتصاحب، عالعموم ماليش فيه.

تخابثت بسنت سائله:

ومالك مضايق منها كده ليه إنت متعرفهاش أساسا دى لطيفه خالص.

تذكر هانى قول ذاك الطفل وهو يعنها “فتاااء”

رد بسخط:

ولا عاوز أعرفها أساسا، هو كنت بشتري منها سجاير وقعدت ترغي رغي فاضي وكانت عاوزه تبيع لى صواريخ العيد،قال جمله وقطاعي.

ضحكت بسنت قائله:

هى فداء كده عِشريه وبتاخد عالناس بسرعه.

تهكم هانى قائلًا:

دى مش عِشريه، دى حِشريه، وهى مالها أشرب سجاير انا حُر، هى بطرقع فى اللبانه وانا قرفان منها كنت كلمتها، كل واحد يخليه فى نفسه.

ضحكت بسنت، لكن بداخلها تمنت أمنيه خاصة ستقولها لجدتها، تأخذ دعمها ربما تكون سببًا وتُجمع بين أحبائها.

❈-❈-❈

بعد مرور يومين

بمركز التجميل، بغرفة چانيت

تبسمت لـ سميرة قائله:

مبروك عليكِ الصالون يا سميرة، إنتِ كنتِ من أفضل البنات اللى إشتغلوا فى السنتر ومفيش مره زبونه إشتكت منك، الصالون زباينه ناس محترمة،أنا كمان هبقى زبونة.

تبسمت سميرة لها بود قائله:

تشرفي فى أى وقت كآن الصالون ملك حضرتك.

تبسمت چانيت لإشارة المحامى الخاص بها وقالت لـ سميرة،المحامي واضح إنه خلص العقود خلينا نمضيها.

تبسمت سميرة تشعر بسعادة،حين وضعت چانيت توقيعها فوق العقود ووجهتها نحو سميرة،لتضع توقيعها هى الأخرى تشعر بثاني فرحة مُميزة بحياتها بعد يمنى.

❈-❈-❈

بمكتب عماد بالمقر

نظر الى تلك الصوره على هاتفه وتبسم كانت الصورة لـ سميره وهى نائمة، إلتقط الصوره أثناء تلك الأيام الماضية، صوره لملامح ملائكيه… تنهد بشوق، ثم تبسم وقام بإتصال، سُرعان ما جاوبه الآخر تحدث له بأمر:

عاوزك تشتري السنتر ده بأي تمن.

أجابه الآخر:

تمام يا أفندم، انا تقريبًا بقيت قدام السنتر وإن شاء الله إطمن حضرت، متوقع التفاوض يكون سهل.

تبسم عماد وأغلق الهاتف، وضعه على المكتب وتنهد بسعادة، وهو يتخيل مفاجئته لـ سميرة بهدية عيد ميلاد يمنى، وإن كانت يمنى أغلى هدية بحياته، يمنى كانت هدية الوصال.


الحلقة الخامسة عشر💜💜

بمكتب عماد

تبسم لـ هاني الذى دخل الى مكتب، إستقبله عماد بمزح قائلًا:

أخيرًا جيت أنا قولت مرات خالي مش هتفرج عنك.

تنهد هاني وهو يجلس على أحد المقاعد قائلًا:

بتقول فيها دى مش عاوزاني اتنقل من جنبها وتقولى بشوفك قد أيه…أنا هربت بأعجوبه من زنها.

ضحك عماد وهو ينهض من خلف المكتب جلس بمقعد مقابل له سائلًا:

وبتزن عليك فى أيه بقى الموضوع إياه إنك تتجوز،تصدق أن مع مرات خالى فى الموضوع ده،فعلًا بقول كفايه كده،طلق هيلدا وإستقر هنا.

تهكم هانى بحسره قائلًا:

إنتم ليه مفكرين إن طلاقي من هيلدا أمر سهل،أنا متجوز هيلدا عالقانون الفرنسي،يعنى طلاقى منها لو كان هيكلفني نص ما أمتلك كنت قولت سهله هى الخسرانه لأن ممتلكش اى شئ فى فرنسا وإنت عارف ده كويس أوى يمكن دى النقطة الوحيدة اللى ربنا جابها فى صالحي،لانه عارف انا إتحملت قد إيه،إنت عارف الشرط التانى فى وثيقة جوازي من هيلدا،إن هى المُتحكمة فى أمر الطلاق،حتى لو عاوز أطلقها وهى رافضة ده القانون هناك معاها وممكن مش تحاول تسممني زى المره اللي فاتت،أو بسهوله تقدر تروح السفارة المصريه هناك وتقدم ورق إنها مراتي وألقاها جايه ليا هنا تنغص عليا حياتي هنا،هيلدا لعنة حياتي اللى ملهاش غير حل واحد موت واحد مننا.

تسرع عماد قائلًا:

إن شاله هي،عالعموم ربنا يهدها،بقولك في شوية أوراق عاوزك تمضي عليهم،كمان أرباحك اللي إتحولت فى حسابك فى البنك،فيها شوية توضيحات عاوزك تعرفها.

تنهد هاني بيأس قائلًا:

يا عم الف مره قولت لك انا بثق فيك،وبعدين يعني أهى فلوس مرميه فى البنك فى يوم من الايام غيري اللى هيستفاد بها.

تنرفز عماد قائلًا:

بطل نبرة اليأس اللى بتتكلم بيها دى أنا هتصل على مرات خالي تزن عليك،وهدعى عليك تتجوز من هنا وبعد تسع شهور إن شاء الله تجيب وريث يحرق قلب حامد وشركاه.

ضحك هاني قائلًا:

وشركاه دول مين،قصدك أخواتي من الأم،ولا بسنت،لو بسنت دى نور عنيا هى الامل بالنسبه ليا هى الذكرى اللى آمنتني عليها أختي، اوقات بحس ان أختي عايشه لما بقعد واتكلم معاها…بس سيبك من الكلام عني،واضح إنك راجع من الأجازة رايق،أيه يمنى مكنتش عازول،شكلك هتخاويها قريب المره دى تخلف ولد وتسميه هاني.

تنهد عماد مُتمنيًا ببسمة، لكن قطع إسترسال حديثهم ذاك الهاتف الذى صدح نظر عماد لـ شاشة هاتفهُ زفر نفسه وهو ينظر الى هاني الذى سأله:

مين اللى بيتصل عليك.

تنهد مجاوبًا:

دي چالا الفيومي.

نظر له هاني وإستخبر سائلًا بإستذكار:

“چالا الفيومي”

مش دى اللى كانت نزل لك صور معاها… وعاوزه إيه دي.

رد عماد ببساطه:

هرد عليها وبعدين أقولك.

أومأ هاني برأسه بقبول بينما عماد سمع حديث چالا الذى بشبه ثقه ودلال:

بتصل أستأذن منك نأجل الميعاد اللى كان بينا النهارده ونخليه بعد بكره لآن للآسف إضطريت أسافر إسكندريه فى بضاعة فى الجُمرك ولازم أنا اللى أخلص الإجراءات بنفسي.

رحب عماد بذلك قائلًا برسميه:

تمام، مفيش مشكله.

أغلق الهاتف نظر له هاني سائلًا:

هو أيه النظام.

تفهم عماد تلميح هاني وفسر له:

لا نظام ولا حاجه كل الحكايه،كان فى شخص وسيط عرض إننا نتشارك وبدبلوماسية لا قولت موافق ولا رافض.

تفهم هانى لكن قال له بتحذير:

خد بالك انا شوفت صورك مع چالا ولو مش عارف إنت قد ايه مُتيم بـ سميرة كنت صدقت الصور دى وقولت حقيقة.

زفر عماد نفسه قائلًا:

أهى إشاعه وزى ما بدأت زى ما إنتهت.

❈-❈-❈

بمركز التجميل

تبسمت چانيت وهى تتحدث أمام العاملين بالمركز قائله:

معظمكم قضى فترة طويله معايا وكنتم لكم فضل فى شهرة البيوتي لو مش الظروف اللى خلتني أتنازل وأبيع البيوتي عمري ما كنت أفرط فيه،بس قد حُزني إن بعت البيوتى قد ما أنا سعيدة إن اللى إشترته واحده منكم ومتأكدة كلكم بتحبوها لأن عمري ما جالي شكوى منها على زميله ليها ولا حد إشتكى منها ومتأكدة كلكم هتفرحوا لما تعرفوا إن اللى إشترت البيوتى هى “سميرة”

قربي يا سميرة.

تبسمت سميرة وهي تقترب من چانيت وتبسم للعاملين قائله بثبات وفرحه تدب النبض بقلبها:

زي مدام چانيت ما قالت مفيش حاجه هتتغير كلكم أخواتي وزملائي والبيوتى شغال بسببكم وأعتبروني زى ما كنت زميلة وصديقه.

من العاملين من ملأ الحقد قلبه ومنهم آخرون لا يبالون فقط ما يهمهم الحفاظ على مكانهم بالعنل ومنهم مدهشون يسألون من أين آتت بذاك المبلغ الضخم ثمن المركز ومنهم من هى مذهوله ولا تعرف أي شعور يضغى عليها

أتسعد من أجل سميرة التى تستحق كل الخير

أم تستعلم من أين آتت بثمنه،أم تُعاتبها أنها أخفت عنها رغبتها بشراء مركز التجميل لكن تبسمت بلطافه ومحبه وأقتربت منها تُبارك لها كما فعل الآخرون ذلك.

بعد قليل،بغرفة الإدارة كانت چانيت ومعها عامله تضب بقايا أغراضها،حتى سمعن صوت دق باب المكتب سمحت چانيت بالدخول…

دخل شابً،تبسمت له چانيت بعد ان قدم نفسه أنه وسيط تُجاري ويريد شراء مركز التجميل…

نظرت الى العامله التى كانت معها وتبسمن ثم أجابته:

للآسف وصلت متأخر لان البيوتي إتباع وكمان إتسجل فى الشهر العقاري من كم ساعة بس.

إعتذر يشعر بخيبه وخرج وقف أمام مركز التجميل وقام بإجراء إتصال هاتفي وإنتظر الرد…لوهله ظن عماد أنه أنهي تلك المهمه لكن خاب ظنه حين أخبره:

للآسف صاحبة البيوتى قبلتها بس قالت إنه إتباع وإتسجل فى الشهر العقاري كمان.

زفر عماد نفسه بآسف قائلًا:

تمام عاوزك تتواصل مع المُشتري الجديد،عاوز البيوتي ده بأي ثمن.

تمام.

أغلق عماد الهاتف يشعر بخيبه لكن تنهد بآسف وهو يتذكر سماعه حديث سميرة مع والدتها قبل أن يُسافرا الى تلك الرحله.

بالصدفه سمع حديثهن،وسميرة تخبر والدتها التى سألتها:

يمنى فين.

ردت سميرة:

يمنى مع عماد بتلعب بالبازل.

تبسمت عايدة سائله:

مالك من وقت ما رجعتي من البيوتي وإنت كده سرحانه زى القلقانه أيه اللى شاغل عقلك أوي كده.

تنهدت سميره بتمني قائله:

البيوتى سنتر اللى بشتغل فيه، سمعت إن مدام چانيت هتبيعه بنتها سافرت دبي من فترة واللى عرفته إنه فتحت بيوتي هناك وربنا كرمها وبقى مشهور جدًا وهى الفترة الجايه هتسافر لها وتستقر معاها هناك وهتبيع البيوتي.

بلا إنتباه سألت عايدة:. وفيها أيه يعنى ده اللى شاغل راسك يعني خايفه اللى يشتري البيوتي يكون شخص مش كويس زى مدام چانيت.

هزت سميرة راسها برفض قائله:

لاء مش ده السبب يا ماما، بصراحه البيوتي خسارة،زباينه ناس محترمه واللى هيشتريه يا بخته.

تبسمت عايدة وشعرت بأمنية سميرة انها تتمني لو تشتريه،كذالك وصل الى عماد وقرر شراؤه من أجل إعطاؤه هدية لها بعيد ميلاد يمنى،كذالك هنالك مفاجأة أخرى.

عاد يزفر نفسه بآسف لكن لم ييأس ومهما كلفه سيشتريه من أجلها..

تنهد يشعر بشوق أصبح مُلازمًا لقلبه بعد تلك الايام الذى قضاها مع سميرة وطفلتهم كانوا طوال الوقت معًا عزز هذا بقلبه العشق…فكر بـ سميرة ربما علمت ببيع مركز التجميل وتضايقت، قرر الذهاب إليها مُشتاقًا لها ولتلك الوردة الصغيرة الخاصه به.

❈-❈-❈

بشقة سميرة

فتحت باب الشقه تشعر بسعادة بالغة، قابلتها تلك الشقية التى تهرول هربً من جدتها، فتحت ذراعيها الصغيره وقالت بضحكات:

مامي.

إنحنت سميرة وحملتها وقبلت وجنتيها قائله بأمومه:

روح وقلب مامي.

تبسمت عايدة التى وقفت تنهج من ملامح وجه سميرة المتفتحه شعرت بإنشراح فى قلبها وقالت بمرح وعناد مُحبب:

خلاص سميرة هسرح لـ سميرة شعرها وأحط لها ورد وقلوب وفراشات بطير وإنتِ لاء.

نظرت يمنى لها وتخابثت ببسمتها كعادتها ألقت بنفسها على عايدة التى كادت تتمنع بمرح، لكن دلال الصغيرة المُحبب جعلها تحملها، بينما ضحكت سميرة

بعد قليل كان جرس الشقه يدُق وكعادة يمنى تهرول نحو الباب، وخلفها سميرة

كما توقعت يمنى كان عماد، الذى حملها وهى تُخبرهُ بتلك الوردات والقلوب والفراشات الامعه التى وضعتها عايدة بشعرها، تبسم بحنان، لكن نظر نحو سميرة كانت ملامح وجهها بها زهوة خاصه، تبسم وهى تُرحب به، دخل الى غرفة المعيشه يحمل يمنى.

بعد قليل دخل الى تلك الغرفه يحمل يمنى كانت سميرة تجلس خلف مرآة الزينه سابحه بخيالها السعيد لاول مره تشعر أنها مُستقله غير مُقيدة،تعبث بيديها التى تتخلل بين خُصلات شعرها،لم تكُن ترتدي زيًا عاريً بل منامه بيتيه بنصف كُم،لكن هنالك بهاءًا خاصً يُحيط بها…يُشعل قلبه هيامً بها،لولا تلك الشقيه التى على كتفيه لما تحدث وظل ينظر لها فقط،لكن شقاوة يمنى لفتت نظر سميرة نهضت من خلف المرآة وجمعت خُصلات شعرها بدبوس شعر وتوجهت نحوهم مُبتسمه تسأل:

إنت ماشي.

إستغرب السؤال قائلًا:

لاء هبات هنا لو معندكيش مانع.

نظرت له قائله بتطلُع:

تمام هروح أشوف ماما إن كانت خلصت صلاة وأحضر العشا.

دخل الى قلبه شعور سميرة بها شئ مُتغير ومُلفت، هل لم تعلم ببيع مركز التجميل، أم خاب ظنه حين ظن أنها تُريده، لكن عبث يمنى جعله ينفض ذلك.

بعد وقت خلدت يمنى للنوم جوار سميرة بغرفتهن، لكن تلك الفرحه التى تشعر بها سميرة أطاحت النوم من عينيها، نظرت نحو يمنى وتبسمت، ثم نهضت من جوارها وخرجت من الغرفة، كان ضوء واضح يظهر من عُقب باب غرفة عماد، ظنت أنه قد نام ونسيه بهدوء فتحت باب الغرفه كي تُطفئهُ، لكن تفاجئت به مُستيقظ يجلس على الفراش يعمل على حاسوبه، بينما عماد نظر نحو باب الغرفه حين سمع صوت مقبض الباب وتوقع أن تكون سميرة تبسم قائلًا بسؤال:

يمنى نامت.

-أيوا نامت، فكرتك نمت ونسيت نور الأوضة. تبسم وهو ينهض من فوق الفراش، وضع حاسوبه فوق طاولة، ثم توجه نحوها، جذبها للداخل وأغلق باب الغرفه ضمها بين يديه بتلقائية تبسمت سميرة، بسمتها ولمعة عيونها سحرًا ألقته على قلب عماد الذى حول نظرة عيناه الى شفاها المُبتسمه، سرى شعور خاص بقلبه وقبلها عاشقًا مُتلهف، تجاوبت معه سميرة التى وضعت يديها تضُم بهمل وجهه تتنعم بتلك المشاعر الفياضة بالعشق وهو يحملها بين يديه يضعها فوق الفراش وإنضم يجذبها عليه بمشاعر مُشتعلة غرامً، لقاء عاصف ومُميز، كآنهما لأول مره معًا هكذا، حتى بعد نهاية الأشواق لم يبتعد عنها عماد بل ضمها لصدره، ينظر الى عينيها رفع يدهُ يُمسد بنعومة فوق وجنتها ثم قبلها قُبله ناعمة وعاد ينظر لها وإعترف قلبه قبل لسانه بملكِية:

أنا بحبك يا “سميرتي”.

-سميرتي

قالها بنبرة عشق وتملُك وصلت الى قلبها الذى إشتعل ظمأً لسماع تلك الكلمة منه مره أخرى، تلك الكلمه الذى كان يقولها لها دائمًا قبل…

قبل ماذا، لا تود أن تُفسد تلك اللحظات بذكريات مُره، تود فقط النظر الى عينيه كما كانت تعشق وتخجل بنفس الوقت لكن الليله لا لن تخجل وهى تنظر الى عينيه ولن تُحايد النظر لهن كما كانت تفعل سابقًا، تود تلك النظرة التى بعينيه نظرة هائمة، ولكن عقلها يسأل

هل تحلم بهذا، بالتاكيد حِلم، لكن هو حقيقه حين أغمضت عينيها وعادت تفتحهما كانت بسمة عماد حقيقة وإعتراف آخر مصحوب بقُبلة تأكيد:

قلبي مفيش لحظة نسي حُبك.

نظر لها ينتظر إعتراف منها لكن خجلت،أجل بكل ما عاشته معه لكن خجلت أن تقول له أن عشقهُ متوغل من قلبها الذى أشعلة القدر،صمتت للحظات ثم ضمت نفسها لصدره كآنها تحتمي به،أجل تحتمي بعشقها له ولا تود نهاية لتلك اللحظات لتستمر العُمر كله،أو حتى لو إنتهت ستظل عالقة برأسها وقلبهُ…

ليلة كانت كآنها سحرًا من الغرام أُلقي عليهم،أحرق الماضي البائس بليلة غرام مُتناغمة.

❈-❈-❈

باليوم التالي

بمنزل شعبان بالبلدة

إنتهت هند من إرتداء ثيابها الضيقه كالعادة،وضعت مساحيق تجميل فوق ملامح وجهها ثم خرجت من الغرفة،تقابلت مع هانم التى نظرت لها بتقييم لم تهتم بثيابها الضيقه ولا حتى كمية مساحيق التجميل الزائدة عن الحد،بل سألتها:.

لابسه كده ومتمكيجة رايحه فين عالصبح.

أجابتها هند بتهكم :

يعنى هكون رايحه أتفسح ولا رايحة السيما أكيد رايحة الشغل.

تسألت هانم بفضول:

شغل أيه، مش عماد رفدك، ولا رجعك تانى.

ضجرت هند قائله:

لاء طبعًا عماد ده إنسيه ومتاكدة إنه بعد ما…

توقفت للحظه ثم قالت بإستهزاء:

بعد ما بابا رجع له الفلوس هيقول فرصه ومش هيبعت تاني، والبيت بيصرف.

شعرت هانم بغضب سائله:

وشغل أيه بقى اللى إنتِ رايحه له دلوقتي.

ردت هند بتوضيح

محل بيع ملابس فى المحله،شوفت إعلانه عالنت وكانوا عاوزين فتاة حسنة المظهر،وإمبارح روحت المحل وإتفقت مع صاحبه وهبدأ شغل من النهاردة، وأهو الراتب تقريبًا نفس قيمة الراتب اللى كنت باخدة من المصنع، غير فى أوڤر تايم لو إشتغلت ورديتين، يلا بلاش تأخرني من أول يوم، وآه ماليش نفس للفطور هبقى أشتري سندوتشات، صحة وهنا على قلبك إنتِ وبابا.

غادرت هند فى الوقت الذى خرج شعبان من غرفة النوم يتثائب بتكاسُل سمع صوت إغلاق باب المنزل تسائل:.

مين اللى خرج.

نظرت له هانم بإمتعاض قائله:.

هند خرجت راحت الشغل.

تسرع شعبان قائلًا:

إياك تكون رجعت للشغل فى المصنع مره تانيه،أنا محذرها هروح أجيبها من شعرها قدام العمال.

تهكمت هانم وسخرت من نفسها انها يومًا ظنت أنها فازت على حُسنيه غريمتها وانها هى من تتمتع بوصال شعبان، لكن شعبان كان ظلًا واهيًا سُرعان ما إختفي وظهرت حقيقة رجُل متكاسل آناني لا يحب سوا الوجاهه ونفسه فقط،حقًا ليس كل ما يلمع ذهبًا فأحيانًا كثيرة يكون صفيح…وهكذا كان بختها مع ذاك المتواكل،تلك الصفه التى زرعتها به والدته،انه القوام حتى ولم يكُن يُسد نفقات بيته فهو قوام برجولته،انه مُتحكم بكلمة يستطيع بها إرهابها،كما قالها سابقًا لـ حسنيه وطردها هى وطفلها،طفلها الذى أصبح ذو سيط وثراء،اما هى فى التدني مع زوح عدم وجوده افضل.

❈-❈-❈

مساءً

بمكتب عماد كان يعكف على العمل خلف حاسوبه الشخصي

سمع رنين هاتفه، ترك الحاسوب ونظر شاشة الهاتف،تبسم وقام بالرد سريعًا يسمع:

للآسف يا بشمهندس حاولت اتفاوض مع اللى إشترت البيوتي سنتر،حتى رفعت السعر وبرضوا رفضت.

حك عماد جبهته بآسف قائلًا:

قولت لها إنت هتشتريه لمين؟.

رد الوسيط:

لاء يا أفندم بس حاولت وقولت لها سعر كبير، وهى رفضته، بس ممكن ارجع أتفاوض معاها تاني بإسمك، ومعرفش ممكن تقبل أو لاء، لان من الواضح إنها مُتمسكه بالبيوتي جدًا.

زفر عماد نفسه بآسف سائلًا:

ومين اللى إشترت البيوتي، وأيه سر تمسكها بيه، يمكن عاوزه سعر أعلى فيه.

رد الوسيط:

اللى إشترت البيوتي عرفت إنها واحده كانت بتشتغل فيه، وتقريبًا ده سر تمسكها بيه أكيد عارفه قيمته كويس، وإسمها

“سميرة محمود عبد المجيد”.

نهض عماد واقفًا مثل المصروع قائلًا:

قولت إسمها أيه؟.

أكد الوسيط إسمها… شعر عماد بغضب قائلًا:

تمام شكرًا لك، وهحولك عمولتك على حسابك.

أغلق عماد الهاتف يشعر بذهول وسؤال يجول بعقله:

من أين آتت سميرة بثمن هذا المركز… أجابه عقله ربما بتلك الهدايا الثمينة التى كنت تُعطيها لها، لا يوجد تكهُن آخر…سريعًا غادر

فى أثناء ذلك صدح هاتفه نظر الى شاشته زفر نفسه بضيق وأغلق الإتصال بل وضع الهاتف على الوضع الصامت تجنُبًا للإزعاج،بعد قليل كان بشقة سميرة،إستقبلته عايدة ،حاول الهدوء قائلًا بكذب:

كان فى ملف ونسيت هنا إمبارح هدخل أخدته.

تبسمت له قائله:

كويس إن يمنى نايمه،لو شافتك كانت هتتعلق بيك.

اومأ برأسه ودلف الى الغرفه بإستعجال،ذهب نحو دولاب الملابس،فتح تلك الضلفه،رأى تلك العلب المخملية مصفوفه،فتحها ظنًا أن تكون فارغه،لكن خاب ظنه،شعر بغضب أكبر،وخرج من الغرفه تقابل مع عايدة التى سألته:.

فين الملف.

رغم شعور الغضب ود أن يسالها بالتأكيد هى تعلم بشراء سميرة لمركز التجميل،لكن تريث يود المعرفه من سميرة نفسها… أجابها بتسرع:

ملقتوش يمكن نسيته عند ماما…هروح أشوفه هناك.

غادر عماد وظلت عايدة للحظات تستغرب من هيئة ملامحه،لكن سمعت صوت يمنى تنادي عليها ذهبت إليها ونفضت عن رأسها.

❈-❈-❈

بمنزل هانى بالبلده

بعد إلحاح من والدته ان يتزوج، تود أن ترا له ذُريه كما رات لبقية أخواته، رغم رفضه للمبدأ لكن تنازل فقط لإرضائها، وإمثل لها برأسه سيرفض لاحقًا بأي حِجه، مُرغمً ذهب معها الى ذاك المنزل، للغرابة شعر براحة بترحيب أصحاب المنزل به وبوالدته وجلسوا قليلًا يتحدثون بألفه كان هو فقط مستمع لا أكثر الى أن سألت والدته:

أمال فين عروستنا، مكسوفه ولا إيه.

نظرت تلك السيدة الى زوجها وشعرت بالخوف ان تفعل فداء مثلما تفعل كل مره، لكن تبسمت لـ هاني قائله:.

العروسه فى البراندا بتسقى الزرع وهاني مش غريب، باب البراندا أهو.

نظر هاني نحو ذاك الباب التى أشارت عليه نهض نحوه يسير بلا أهميه فالنتيجه محسومه بعقله…

بينما فداء كانت تقوم بسكب المياه بتلك المزارع، قلبها ينتفض بداخلها، ربما لديها توقع برد فعل هاني حين يراها لكن تمثلت بالقوة النابعه من قلبها…حين

دلف هانى الى تلك الشُرفة

كانت تُعطيه ظهرها، إستدارت تبتسم حين تنحنح، تمعن النظر مُندهشًا للحظه كأنه فقد النطق، حاول إجلاء صوته حتى خرج مُحشرجًا:

إنتِ العروسة.

اومأت ببسمة يقين قائله بتأكيد:

أيوا أنا العروسة وموافقة أتجوزك يا هاني.

إزداد إندهاشًا قائلًا بنفور:

هو أنا موعود بالحريم اللى معندهاش حياء أنا مش مو….

قاطعته بتصميم وإصرار:

موافق يا هاني وهنتجوز.

❈-❈-❈

بالطريق أثناء قيادة عماد، فتح هاتفه وآتى برقم سميره هاتفها قائلًا بأمر:

قدامي خمس دقايق وأكون قدام البيوتى.

قبل ان ترد أغلق الهاتف.

إستغربت سميرة طريقة حديثه الجافه والآمره بعد ليلة امس التى مازال اثرها يأسر قلبها،لكن سريعًا تركت مركز التجميل وخرجت كان قد وصل عماد…فتحت باب السياره،نظر لها بأمر قائلًا:

إركبِ.

لم تُعارض وصعدت للسيارة حاولت الحديث معه،لكن لم يُبالي،كذالك رأت سميرة وميض هاتفه وهو يتجاهل ذلك، قالت له:

موبايلك بينور فى حد بيتصل عليك.

جذب عماد الهاتف ونظر له وقام بفصل الهاتف نهائيًا…إستغربت سميرة ذلك،وتحير عقلها،وهى تُقارن بإعترافه الناعم والهادئ بالامس وتلك العصبيه الواضحه عليه الآن،صمتت حتى دخل عماد بالسيارة الى ذاك المكان وترجل من السيارة، وذهب نحوها،جذبها من يدها للسير خلفه،حتى دخلا واغلق الباب خلفه بقوه…

إستغربت سميرة من ذلك،لكن سُرعان ما نظر عماد وقال مباشرةً:

مبروك.

إستغربت سميرة سائله:

مبروك على أيه.

نظر لها بغضب:

عالبيوتى سنتر،مش إشترتيه.

توترت سميرة،بينما

نظر لها بتساؤل:

وجبتي تمن البيوتى منين يا سميرة.

للحظات صمتت دون رد، مما ضايق عماد الذى إقترب أكثر منها وجذبها من عضدي يديها وعاود السؤال بعصبية:

بقولك جبتي تمن البيوتى منين يا سميرة.

إزدردت ريقها وتمركزت النظر الى عينيه وأجابته ببساطة غير مُباليه:

بيعت ميراثي اللى ورثته من “نسيم” جوزي الأولاني.

ماذا قالت،جاوبته بأبشع أجابه… ضغط على أسنانه يحاول تلجيم غضبه، ثم دفعها بقوه، إبتعدت عنها، كادت يختل توازنها لكن تمسكت بأحد المقاعد ونظرت بترقُب الى عيناه المُشتعلتان بغضب، لكن هو نظر لها بإشتعال قائلًا:

سميرة إمشي من قدامي، لأن لو فضلتى هنا قدامي ممكن أعمل شئ ممكن يحرقنا إحنا الإتنين.

لم تنتظر سميرة فهو أعطاها السماح بالفرار

لكن قبل أن تُغادر سمعت صوت بعض التكسيرات، للحظة رف قلبها وفكرت بالعودة له، لكن فضلت الفرار من أمامه وتركه حتى يهدأ… بينما عماد قذف تلك الآنيه الكريستاليه بذاك الزجاج يشعر بغضب ساحق، ربما يود قلبه عودة سميرة الآن عله يهدأ لكن عقله يذمهُ الافضل رحيلها فالغضب مُشتعل بداخله وكفيل بتدميرهما معًا.


الحلقه 16/17/18/19/20 من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم