رواية واحترق العشق الحلقة السادسة عشر والسابعة عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون بقلم سعاد محمد سلامه حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

رواية واحترق العشق الحلقة السادسة عشر والسابعة عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون بقلم سعاد محمد سلامه حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية واحترق العشق الحلقة السادسة عشر والسابعة عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون بقلم سعاد محمد سلامه حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 

بعد وقت

بمنزل هانى

بغرفة نومه، سمح لوالدته بالدخول

دخلت تبتسم له لكن خفتت بسمتها حين رأته يجلس مُتكئ بظهره على خلفية الفراش يُدخن يمسك بيده منفضة السجائر، وذمته قائله:

يادي السجاير اللى بتحرقها خف شويه عشان صحتك،أطفيها عشان عاوزه أتكلم معاك شويه.

دهس هانى بقايا السيجاره بالمنفضه، يعلم فى ماذا تريد الحديث معه…

وضع المنفضه فوق طاوله جوار الفراش وإعتدل فى جلسته… جلست والدته جوارهُ وضعت يدها فوق كتفه بأمومة سأله:

قولي، أيه رأيك فى العروسه؟.

تهكم قائلًا بإستهزاء:

قصدك فتااء.

استغربت سائله:

مين فتااء دى.

تذكر فجاجة حديثها معه وإصرارها على قبول الزواج منه حتى بعد أن أخبرها أنه متزوج بأخرى ولن ينفصل عنها علها تيأس،لكن تلك الحمقاء مازالت تُصر على الزواج به بل وقالت لا يفرق معها زواجه من أخرى طالما بعيدة عن هنا قائلًا:

قصدي فداء، بصراحة طريقتها فى الكلام معجبتنيش.

تنهدت إنصاف قائله بإقناع:

إيه اللى فى طريقة كلامها معجبكش دى لسانها سُكر.

-سُكر.

قالها بإستهزاء وتذكر تلك العلكة التى كانت تمضغها وهو يتحدث معها ود أن يصفعها على فمها، ثم قال برفض:

يا ماما سبق وقولتلك أنا مش بفكر فى الجواز أنا جيت معاكِ بس عشان أرضيكي، بس حتى لو وافقت على الجواز مستحيل تكون فداء… دي…

تبسمت إنصاف وقاطعته:

مالها مناسبه لك من كل حاجه، قريبه منك من السن الفرق مش كبير زى ما كنت بتحجج فى العرايس اللى جبتها لك قبل كده، كمان بنت سوق وفاهمه الدنيا، وقلبها طيب، إنت مبسوط بحياتك دي، والغربه اللي بضيع عمرك فيها، ولا المخسوفه هيلزا ولا هيلدا اللى إنت متجوزها دى تقرب عليا فى العمر، إنت محتاج شابة تتهني معاها وتعوضك قساوة سنين الغُربه، وربنا يرزقك بالذريه الصالحه… أنا هرد على أهل فداء وأحدد معاهم ميعاد خطوبه، ولا أقولك ملهاش لازمه الخطوبه خير البر، إنت جاهز، الشقه هنا واسعه وفيها عفشها، بس نغير أوضة النوم، كمان أبو فداء ميسور ويقدر يجهزها فى أسبوع.

ذُهل هاني قائلًا:

أسبوع إيه، أنا مش…

قاطعته إنصاف بأمر وتهديد مباشر:

قسمً بالله يا هانى لو كسرت بخاطري لأسيب ليك البيت ده وهعيش مع أي واحد من اخواتك واتحمل رخامة نسوانهم وهاخد بسنت معايا.

إنصدم هانى وتسرع بالرد:

ماما إنتِ بتقولي إيه وفيها إيه البنت دي أحسن من غيرها.

أجابته بضغط منها عليه:

مش فداء السبب انا يأست منك يا هانى ومش هحايلك تاني، وزي ما قولت لك من شويه، أنا قايمة دماغي مصدع هأخد علاجي وألم هدومي وأشوف بسنت كمان زمانها صاحيه بتسهر تذاكر… تصبح على خير… هتصحى مش هتلاقينا هنا، دى دارك وإنت حر فيها.

تمسك هاني بها قبل أن تنهض وألقى بنفسه بحضنها صامتً يشعر بضعف، أجل هو ضعيف أمامها، ضعف إحتياج لحضن آمن يحتويه، ولا يوجد آآمن من حضنها، شفق قلبها عليه، لديها شعور دائم أنها ظلمته حين تزوجت بآخر بعد وفاة أبيه لم يكُن زواجها من أجل رجل بل كان إحتياج منها لمأوي وسند يُرشد معها طفليها بذاك الوقت،تعلم أنها أخطأت الإختيار لكن عذرها أنه كان قريب ورفيق زوجها الراحل وظنت أنه سيكون حنون، حقًا لم يكُن ذلك، كذالك لم يكُن مُتجبرًا فقط كان يود الخير لأبناء صُلبه عن هاني وإبنتها الراحلة…

كادت ترفع يديها وتحتويه بحنانها وتتقبل رفضة لكن توقفت يديها قبل أن تقترب من ظهره تُزيد بالضغط عليه تبسمت حين سمعت قوله:

موافق أتجوز يا ماما بس…

عادت برأسها للخلف تنظر له بترقب بعد أن قاطعته سائله:

بس إيه.

-بلاش فداء، شوفي غيرها.

زفرت نفسها تعلم أنه يراوغها لكن تجبرت قائله:

مالها فداء، وعلى ما اشوف غيرها مناسب لك تكون اجازتك خلصت، وقدامك وقت تتعرف عليها أكتر قبل الجواز وأكيد هتغير فكرتك عنها… الصبح هتصل على أمها ونحدد ميعاد قراية الفتحه ونتفق على تجهيزات الفرح.

-فرح!.

قالها بإنزعاج ثم برر ذلك:

أنا مش عاوز فرح…

قاطعته إنصاف بتجُبر:

بس أنا عاوزه أفرح، وكمان دى بنت ناس ومن حقها تفرح، سيب إنت كل حاجه على ربنا وهو اللى هيرتبها، يلا أسيبك تنام، تصبح على خير.

غادرت إنصاف تشعر بإنشراح قلب، بينما عاود هاني الجلوس على الفراش وجذب السجائر والمنفضة والقداحة،إشعل سيجارة نفس دخانها

كآن بها خيال تلك الليلة التى تزوج بها من هيلدا،ليلة كفيله بأن تجعله يمقت النساء جميعًا

[بالعودة قبل سنوات]

بقانون فرنسا تم الزواج بينه وبين هيلدا، ثم تلى ذلك بحفل أقامته من أجل الإحتفال بزواجها منه، كان شبه مُغيب الإحساس والشعور،فقط صورة شخص حي وهى تتباهى بزواجها منه أمام الحضور، هو بائس القلب والروح، لم يكُن ينوي الزواج الآن، لكن حكمت الاقدار، إنتهي الحفل وغادر الجميع ظل هو معها وهى بشبه حالة سُكر، ظن أن العرض إنتهى لكن بدأ للتو، إمرأة بلا أخلاق إندعمت منها الكبرياء، وهى تقترب منه بخطوات تترنح قليلًا، عينيها بها مكر ودهاء الثعلب الجائع حين يتخابث قبل الإنقضاض على فريسته، عانقته مثلما تُعانق القطط تغرس مخالبها بوجهه تفترس شفاه كآنها تلتهم قطعه من الحلوي ذات المذاق الخلاب، بتقزز منه بادلها لقاء حميمي غاشم مقرف بالنسبه له، إمرأة لا فرق بينها وبين عاهرة بل هى عاهرة بالفعل لكن برتبة زوجة، يبغض حتى النظر لوجهها، رغم جمالها الذى فقدته أمامه، هيئة إمرأة لتفريغ رغبه، حتى ذلك لم يكن يريده مع إمراة مثل هيلدا،وقحة… رغم مُبادلته لها الحب بعد ذلك مرات لكن كل مره نفس الشعور لا يتغير بل يزداد نفورًا.

[عودة]

شعر بلسعة بصيص السيجارة لأصبعه، دهسها بالمنفضه، وضعها على تلك الطاوله، تمدد على الفراش واضعًا يديه أسفل رأس يعقد عقله مقارنه بين هيلدا وفداء، هى الأخري يشعر انها تُفرض عليه تذكر إصرارها،حقًا ليس ببجاحه مثل هيلدا، لكن للمره الثانيه، لا يختار إمرأة لأنه يريدها، بل القدر هو ما يفرض عليه الإختيار.

❈-❈-❈

مارسيليا

تحتسى ذلك المشروب المُسكر، بشراهه، تشعر بالبؤس، وهى تنهض بترنح حتى أنها سقطت فوق الأريكه، لكن عادت تنهض تسكب كأسًا آخر، حتى إمتلأ وبدات تتجرعه بنهم، نظرت الى تلك الصورة المُعلقه على الحائط

إقتربت منها وهى تشعر بالحازوقه تجرعت آخر قطرات بالكأس، ثم ألقته بقوه على تلك الصوره، تهشم الكأس، بدأت تتجرع من فوهة الزجاجه، تهزي، تصرخ تلوم، تلمس الصورة وتتحسسها بشهوانيه، لكن سُرعان ما قذفت الزجاجه بالصوره وسارت نحو طاوله بالمكان فتحت أحد الادراج، أخرجت علبة دوائيه وفتحتها وتناولت منها أكثر من برشامة ، سُرعان ما ضحكت بهستريا، ثم بكت تشعر بآنين، مشاعر مُتناقضه دواء تقرأ أن من أثارهُ الجانبيه أن كثرة تناوله قد تؤدي الى الإنتحار بلا شعور.

❈-❈-❈

بالمكان الموجود به عماد

نظر الى تلك القطع الزجاجيه المُهشمة، مازال يشعر بغضب، ليت سميرة باعت هداياه كان أرحم مما قالت، تجمرت عيناه يشعر بسخونه كآنه تحترق، كآن ذاك الضعف بعينيه يعود مره أخري، يرا كل شئ بغشاوة

جلس على احد المقاعد يشعر بإرهاق جم، يشعر كآن إرهاق سنوات عمره كلها فوق كاهله، يشعر كأن العشق كان أقسى إرهاق شعر به، ارهقه بل أحرق قلبه، عاد لذاك اليوم الذى قرر فيه العودة لـ سميرة، مره أخري نادمًا على تسرعه

[بالعودة بعد معرفته بحمل سميرة]

كانت فرصة كبيرة بعد تلك الفترة التى عاشها بالندم على تسرعه وطلاقه لـ سميرة المُتسرع،لكن عقله تحكم كيف أنها رغم زواجها لأكثر من عام مازالت عذراء هنالك سر بذلك،تسرع قبل معرفته…تنهد بندم،لكن موافقة سميرة على العودة بالتأكيد لن يضيع الفرصه.

بمنزل والدته بالبلده…تفاجئت بدخوله عليها،كأي أم إنشرح قلبها رغم آسفها ولومها له على ما فعله حين علمت بطلاقه لـ سميرة بُعده تلك الفترة جعلها لا تستطيع التأثير عليه،لكن اليوم لن تصمت أكثر،لكن قبل أن تتحدث معه تفاجئت به يقول:

أنا جاي النهاردة عشان أرجع سميرة لذمتي مره تانيه… نظرت له بغضب قائله:

هى سميرة لعبه بين إيديك تطلقها وراجع تانى ترجعها.

أجابها ببساطه:

إتسرعت فى الطلاق كمان فى حاجه إنتِ لازم تعرفيها؟.

تهكمت بسخريه قائله:

إتسرعت، وإيه الجديد طول عمرك مُتسرع، بس إيه اللى لازم أعرفه.

رد ببساطة:

سميرة حامل.

صدمت وفقدت النُطق للحظات ثم تعلثمت غير مستوعبه:

سميرة حامل!

حصل إزاي؟

وإنت عرفت منين؟.

شعر بحرج وراوغ قائلًا:

سميرة كانت مراتي… واللى حصل مش حرام.

-مراتي، واللى حصل مش حرام…

كررت ذلك ثم نظرت له بغضب ولوم وذم:

حاسه إني معرفكش يا عماد، للدرجه دى الغُربة والفلوس غيروك، صحيح العرق دساس يا إبن “شعبان الجيار” نفس الغدر فيك.

شعر عماد بغضب قائلًا:

ماما بلاش تشبهيني بالشخص ده، كانت لحظة ضعف وأنا أهو جاي عشان أرجع سميرة لعصمتِ،يعنى مش هتخلى عنها.

إستهزأت قائله:

لاء كتر خيرك،تعرف إنى كنت بتكسف لو سميرة أو أمها قابلونى فى الطريق صدفه، كانت بتصعب عليا إنت مفكرتش فى إحساسها ونظرة الناس ليها، وياريت كده وبس كمان متعت نفسك بيها، ليه كسبت إيه من ده.

ماذا يرد، هو لم يشعر بأي متعة بتلك العلاقه، ولم يكسب شئ بل فقد الإحساس بزهوة أشياء كثيرة… صمت، إستهزأت حسنيه:

يعنى إنت بترجع سميرة عشان تصلح غلطتك معاها، نصيحه مني سيبها فى حالها وكفايه كده، بلاش تتعس قلبها.

شعر عماد بغضب قائلًا:

ماما من فضلك بلاش طريقتك دى، وسميرة وافقت عالرجوع.

تهكمت حسنيه بمراره قائله بتحذير:

وافقت غصب عنها، براحتك يا عماد بس حاذر تمشي فى طريق أبوك.

تعصب عماد وكاد يرد، لكن صوت هاتفه جعله يصمت وهو ينظر الى شاشة الهاتف،ثم نظر لها قائلًا:

ده المأذون باعت رساله بيأكد عليا أنه مستنيني فى داره الساعه سبعه بعد المغرب،يعنى لسه فى وقت،ممكن تشوفي حد ينضف الشقه اللى فوق عشان بعد كتب الكتاب هجيب سميرة هنا.

تهكمت حسنيه بآسف قائله:

حاضر،وهجهز لك صنية عشا كمان زي بتاع العرسان…إنت عريس ولازم تتغذا.

تنهد عماد قائلًا بتهرب:

لاء كفاية تنضيف الشقه مالوش لازمه العشا،أنا لازم أمشي دلوقتي فى شوية إجراءات لازم تتم قبل كتب الكتاب،أشوفك المسا.

غادر بل هرب من تهجمها عليه، زفرت نفسها بآسف من تسرع عماد، وصعبانيه إتجاه سميرة تذكرها بنفسها إمرأة قليلة الحيلة.

بعد وقت بمكتب مأذون البلده

كان عماد يجلس معه بصحبة إثتين، نظر الى ساعة يده كانت قد تخطت السابعه وخمس دقائق، ظن أن يكون سبب تأخير سميرة هو تراجعها، لكن إنشرح قلبه حين دخلت سميرة ومعها عمها، تبسم لها لكن سُرعان ما شعر بالغضب من نفسه حين تأمل ملامح وجه سميرة الباهت… بينما عمها نظر له بإستنفار لكن صافحه بدبلوماسيه، بعد دقائق

طلب المأذون من سميرة إن كانت ستوكل أحد عنها، نظرت نحو عمها الذى إدعي الحديث مع أحد الشهود تحسرت قائله:

أنا وكيلة نفسي.

أومأ لها المأذون، طلب منهما ان يضعا يديهم ببعض،بالفعل فعلا ذلك لم ترفع سميرة وجهها وتنظر الى عماد،لكن بداخلها تشعر بآسى

فـ لثانى مره تضع يدها بيدهُ، المره السابقه كان بداخل قلبها أمل أن تعود السعادة معه،وخاب أملها حين خذلها، لكن هذه المره تشعر بإحتراق فى قلبها لكن هنالك بداخلها روح أخرى تنمو تستحق الحياة تُريدها بشده لتعود معها للحياة.

بينما عماد نظر الى وجهها لثاني مره يتم عقد قرانهم، ملامحها الباهته، هل سببها الحزن أم سببها عدم رغبتها بالعودة، لكن إضطرت لذلك، والحِيرة تُحرك عقله، الى أن إنتهى المأذون، سحبت سميرة يدها سريعًا من يده، وقفت سريعًا، نظر لها عماد وهو مازال جالسًا، وقبل ان يتحدث طلب المأذون توقيعهما من ثم الشهود، وضعت سميره توقيعها ثم كادت أن تُغادر لكن منعها عماد قائلًا برجاء:

سميرة خلينا نتكلم مع بعض.

نظرت له أخيرًا قائله:

هنتكلم فى إيه، مالوش لازمه الكلام يا عماد، كل واحد فينا عِرف قيمته عند التاني.

-لاء يا سميرة فى حاجات لازم تتوضح، وأولها أنك مراتى ولازم تجي تعيشي فى بيتي، أنا إتكلمت مع مامتك فى الموضوع ده.

كادت سميرة أن تعترض لكن بنزق إقترب عمها ونظر لهما قائلًا:

ربنا يهدي سركم المره دى وبلاش تتسرعوا فى الطلاق مره تانيه.

نظر له عماد بغضب قائلًا:

لاء إطمن كانت غلطة مش هتتكرر، كمان سميرة هتجي تعيش فى بيتي أنا وأمى.

إستهجن عبد الحميد بإستهزاء ولم يهتم وغادر بينما عماد سحب سميرة من يدها وخرحا الى سيارته صعد هو وسميرة التى ظلت صامته تشعر أنها مثل قطعة حطب جافه وسط النار تشتعل، توقف عماد أمام منزل والدتها قال لها:

خليكي فى العربيه ثواني وراجع.

بالفعل وقت قصير وعاد بحقيبة ملابس، وضعها بالسياره بينما نظرت سميرة نحو ذاك الشباك رأت والدتها تقف خلفه، غص قلبها تعلم أن والدتها لم تخرح مع عماد على يقين أن سميرة قد ترفض الذهاب معه، وتبقى معها.

بعد وقت قليل بمنزل عماد إستقبلت حسنيه سميرة بود ومحبه وترحيب كما شعرت بالشفقه عليها،لو لم تعلم حقيقة قلب عماد لكانت طلبت منها عدم العودة إليه،

بينما عماد يعلم ان والدته بصف سميرة لم يستغرب ترحيبها بها،لكن كان رأسه مشغولًا هنالك خفايا لابد من أن يعرفها، سحب يد سميرة قائلًا:

الوقت إتأخر وأنا مُرهق.

نظرت له حسنيه قائله بإيحاء ذم:

إنت اللى بترهق نفسك وبتحملها فوق طاقتها.

رغم فهمه لقصدها لكن لم يُبالي،وصعد مع سميرة الى الدور الثانى،فتح باب الشقه وتجنب حتى دخلت سميرة أولًا،ثم دخل خلفها وأغلق الباب،إهتز جسد سميرة بقصد منها لا تنظر له تشعر أنها شريدة،إقترب عماد منها وضع يديه حول عضديها ونظر حوله ثم نظر لها قائلًا:

دي الشقه اللى كنا هنتجوز فيها يا سميرة،أكيد شوفتيها قبل كده،

حين شعرت بيديه إرتجف جسدها وبتلقائيه،عادت خطوة للخلف،نظرت له دون رد.

شعر برجفتها وتهكم بداخله،جذب يدها،لكن هى سحبت يدها بنفس الوقت تشعر كآن الأرض تدور بها،أغمضت عينيها لاكثر من مره تحاول مقاومة ذاك الدوار،لكن إستسلمت له وهو يسحبها نحو هاويه سقطت فيها لا تشعر بأي شئ يود عقلها عدم العودة للواقع،ويسبح فى ملكوت خالي تمامً…إنخض عماد حين إرتخى جسدها وتلقاها بين يديه،وضعها فوق تلك الآريكه التى بالردهه وذهب سريعًا الى غرفة النوم وعاد بقنينة عِطر،تنهد براحه حين فتحت عينيها وعادت للوعي،سألها بلهفه:

سميرة قوليلى رقم الدكتورة اللي متابعه معاها الحمل وهتصل عليها تجي هنا فورًا.

رغم غشاوة عيناها لكن رأت لهفته تهكمت على نفسها هل تُصدق ذلك أم الحقيقة التى عاشتها بلحظة رفعها الى أعلى سماء العشق وبلحظه أحرق بل سحق قلبها، وتعلم حقيقة رجوعه لها،هو حملها، رغم أنها أرادت إخفاء حملها عنه ربما يصدمها بصدمه أخرى، لكن الصدمه كانت قرار رده لها كزوجه، مشاعر ضائعه تعيشها، حياة خاويه،حاولت الضغط على نفسها وتحملت حتى جلست على الأريكه قائله:

مالوش لازمه أنا بخير،دى دوخه بسيطه وعاديه.

-بسيطة وعاديه!

قالها عماد بلهفه ثم كاد يتحدث، لكن سميرة سبقته قائله:

أيوه، هقوم أغسل وشى هفوق.

إرتكزت بيديها على الآريكه ونهضت بوهن، وقفت تغمض عينيها تستمد قوة، لاحظ عماد ذلك وقف جوارها وسحب يده حول خصرها يضمها له

كادت أن تعترض، لكن عماد تمسك وجذبها تستند عليه وسار معها الى الحمام وقف خلفها وهى تغسل وجهها، جذب منشفه وأعطاها له جففت وجهها سألها:

بقيتي أفضل.

أومأت برأسها، سندها مره أخرى وخرجا من الحمام الى غرفة النوم، جلست سميرة على طرف الفراش، تشعر أنها أصبحت أفضل، كذالك لاحظ عماد،

نظر لها سائلًا:

فسرى لي الحقيقة ياسميرة.

حايدت النظر له وإدعت عدم الفهم سائله:

حقيقة أيه.

تنفس بقوة وجلس على ساقيه أمامها وضم وجهها بين يديه جعلها تنظر له، غص قلبه من تلك الدمعه المُتلألأة بعينيها، اراد أن يحتضنها ويعتذر منها على تسرُعهُ، لكن لابد من معرفة سر تلك المفاجأة، بل إكتشاف غير متوقع، إبتلع ريقه سائلًا مره أخري:

متأكد إنك فاهمه قصدي يا سميرة.

كادت أن تدعي عدم الفهم لكن سبقها عماد بتحذير:

سميرة.

إبتلعت ريقها وأجابته ببساطة أكدتها:

كذبة… لعبة زي ما إنت قولت قبل كده.

-سميرة!

قالها بإستهجان ونهض جالسًا جوارها حاول السيطرة على غضبه الحارق لقلبه حين يتذكر أن إسمها إرتبط برجُل غيرهُ سائلًا:

سميرة أيه حكايتك مع نسيم.

-كان جوزي.

قالتها بتلقائية وبساطه… أشعلت غضب عماد أكثر الذى زفر نفسه بغضب جم قائلًا بإستهزاء:

كان جوزك إزاي وإنت كنتِ بنت بنوت؟.

-كذبه، أو لعبة زى ما قولت.

ضغط عماد على يديه بقوة يحاول تلجيم غضبه قائلًا:

وأيه كان غرضك من اللعبه دي، كنتِ هتستفادي منها إيه، بالعكس يمكن هى اللى هزت ثقتي فيكِ…. إيه الحقيقة يا سميرة، وبلاش مراوغة… متأكد إن فى سر.

تمددت فوق الفراش قائله:

مفيش سر أنا تعبانه وعاوزة أنام ممكن تطفي النور لو سمحت.

تنهد عماد يحاول تهدئة نفسه وإستسلم لا يود الضغط عليها… إستسلمت سميرة للنوم وغفت عينيها، بينما عماد ظل ساهدًا خرج من الغرفة جلس بالردهه أشعل سيجارة خلف أخري يحرقها مثلما قلبه يحترق، الى أن إنتصف الليل، غفت عيناه وهو جالس، لكن فتحهما حين سمع صوت حركه قريبه منه، بينما سميرة فتحت عينيها كان الظلام يسود بالغرفه، الا من ضوء متسرب من الردهه، شعرت بالعطش، نهضت من فوق الفراش وخرجت من الغرفه لكن لعدم إنتباهها إصتطدمت بإحد قطع الديكور فسقطت أرضًا وأحدثت صوت، بنفس الوقت نهض عماد ونظر نحوها قائلًا:

صحيتِ من النوم.

لم ترد عليه وذهبت نحو المطبخ، ذهب خلفها تبسم حين رأها تتجرع المياة، قائلًا:

فى أكل فى التلاجه.

ردت بلا إهتمام:

مش جعانه أنا راجعه أنام تاني.

جذبها من عضد يدها قائلًا:

سميرة خلينا نقعد نتكلم مع بعض متأكد إن فى سر، ويمكن أسرار مخفيه عني.

تهكمت قائله:

أسرار، مكنتش أعرف إنك المُحقق كونان.

غصبًا ضحك عماد قائلًا:

إقعدى يا سميرة خلينا نتكلم.

إستسلمت سميرة وجلست جلس جوارها سائلًا يشعر ببُغض وهو ينطق أكثر إسم يمقته:

نسيم، ليه فسختي خطوبتنا وإتجوزتي من نسيم؟.

أجابته ببساطه:

النصيب.

-سميرة.

قالها بزهق.

كادت أن تنهض لكن أجلسها عنوة قائلًا:

سميرة بلاش مراوغه وجاوبي، إزاي كنتِ متجوزه وإزاي فضلتي عذراء؟.

أجابته ببساطه:

نسيم كان عاجز، أو بمعنى أصح المخدرات سببت له عجز… إرتاحت كده… هقوم…

قاطعها قائلًا:

وليه إتجوزتيه من البدايه، فى سر يا سميرة.

أجابته:

أيوه كان فى سر، “ماما” السبب ومش ندمانه يا عماد، عمي كان كاتب على ماما كمبيالات ولو متجوزتش من نسيم هيقدمها للنيابه ويسجن ماما.

إنصدم عماد قائلًا:

وليه مقولتيش ليا وقتها كان ببساطة أحولك مبلغ الكمبيالات مهما كانت قيمتها.

تهكمت سميرة قائله:

حتى لو كنت دفعت لـ عمى مبلغ الكمبيالات مُضاعف مكنش هيوافق.

إستغرب عماد سائلًا:

وإيه السبب؟.

ردت سميره بتفسير:

عمي طماع وجشع، ونسيم دخل له من المنطقه دى، طمعه طبعًا نسيم كان سهل عليه يصرف ألوفات فى قاعدة على مزاجه مخدرات حتى لو فى نسوان مش فارق معاه هو كان عارف نفسه بيمتع نظره مش أكتر، وعمي كل ما هيطلب منه هيديه لكن إنت كان عارف إنك مستواك بسيط ومش هتقدر تسد له طمعه اللى نسيم زغلل عينه بيه… عمي قالهالى لو عنده بنت كبيره شويه كان رماها خدامة لـ نسيم.

لم يُذهل عماد من قول سميرة، يعلم أن عمها شخص سيئ فهو الصديق القريب لوالده، ويبدوا انهما أصدقاء سوء الاخلاق ما يجمعهم.

سألها بترقُب:

وليه إتحملتى جوازك من نسيم كان سهل تطلقي منه؟.

تهكمت سميرة واجابته:

فعلا كان سهل أطلق منه، بس وقتها مفكرتش بالطلاق ورضيت بنصيب لان….

صمتت قبل أن تبوح أنها فقدت أمل أن يعود لها، وانه شبه ترك البلدة… لكن فضول عماد سألها:

لأن إيه؟.

ردت سميره بتسرع:

لان زى ما قولت نصيبي، وكفايه أسئله… اعتقد كده التحقيق إنتهى.

نهضت سميرة وذهبت نحو غرفة النوم، لكن لحقها عماد وجذبها عليه وأخبرها بيقين:

نسيم عمره ما لمسك.

تبسمت بإستهزاء قائله:

لاء حاول و……

قطع بقية حديثها حين جذبها يُقبلها بتملك، ثم ترك شفاها ثم حاصر جسدها قائلًا:

إنت مِلكي يا سميرة، وهثبتلك ده بس عشان أرجعك لذمتي شرعًا تانى.

فهمت سميرة قصده

وقبل ان تتمرد كان يُقبلها مُشتاقًا توقًا عكس ما يُظهر أنه أمر لازم لعودتهما شرعًا مره أخري، كانت مثل التائهه فقط تشعر بلمساته لها لكن دمعه ملتهبه ومُتحجرة تحرق قلبها قبل عينيها… حتى رفع وجهه ونظر الى وجهها رأها تعتصر عينيها شعر بوخز قوى فى قلبه قبل عُنقها بقسوه ثم نهض عنها ونهض من فوق الفراش توجه ناحية شُرفة الغرفه أزاح الستائر بغضب وفتحها شعر ببرودة الطقس كآنها نسائم لهب تخترق ضلوعه،لحظات ثم عاود الدخول للغرفه كانت سميرة مازالت بالفراش،نظر لها قائلًا:

إحنا هنعيش فى القاهره شغلي كله هناك.

أجابته برفض:

لاء مقدرش أبعد عن ماما.

إقترب قائلًا بسؤال:

قصدك إيه؟.

أجابته سميرة:

قصدي إنى هعيش هنا جنب ماما،وإنت حُر.

تعصب قائلًا:

إيه إنت حُر دى،إنتِ مراتي وتعيشى معايا فى أى مكان.

ردت بهدوء:

لاء ماما ملهاش غيري ومقدرش أبعد عنها…وانا هفضل هنا جنبها.

كاد ان يتعصب لكن سميره تحدثت:

إنت من فترة للتانيه بتجي هنا عشان طنط حسنيه مش هيفرق كتير وجودي هنا جنب ماما،حتى هسلي طنط حسنيه فى غيابك.

إستسلم عماد،على أن هذا وضع مؤقت فقط.

[عودة للحاضر]

عاد للحاضر حين سقطت إحد قطع الديكور التى يبدوا انها كانت عالقه باخرى،نظر نحوها يشعر أنه مُهشم القلب مثل تلك القطع،لكن لن يصمد كثيرًا.

❈-❈-❈

بشقة سميرة

تمددت جوار يمنى تنظر لها تبسمت حين تنهدت يمنى وهى نائمه كانها تُحدث عماد،تذكرت رد فعله وهروبها من أمامه

لامت نفسها،ربما ما كان عليها أن تغادر وتتركه،لكن تعلم لو ظلت لن يهدأ عماد

تنهدت وهى تعتدل نائمه على ظهرها

[وتذكرت قبل قترة وجيزة]

حين كانت بأحد الزيارات الى البلدة بعد أن هاتفها والد نسيم وطلب رؤيتها من أجل أمر هام،أخفت ذلك على عماد وذهبت للقاؤه سرًا حتى والدتها لم تكن تعلم بذلك

إستقبلها بمنزله،ثم جلس معها قائلًا:

بصي يا بنتي،انا عارف إنك متجوزه من راجل ميسور وربنا كرمك وبقى عندك بنت ربنا يباركلك فيها،ويمكن مش محتاجه للى هعطيه ليكِ،بس ده حقك انا فقدت إبني ومحدش عارف الأجل إمتي،بس عاوز أبقى أديت الحقوق لأصحابها،أنا قررت أكتب كل اللى بملكه حسب شرع ربنا،وكتبت جزء من ممتلكاتي بإسم بنتي جزء قد ميراثها فيا بعد ما…

قاطعته قائله:

ربنا يديك الصحه والعافية يا عمي.

تبسم لها قائلًا:

إسمعيني للآخر،أنا عارف إن إبن أخويا كان عاوز يتجوزك،وإنه إتحرش بيكِ قبل وفاة المرحوم،وإنتِ صدتيه، وكمان رفضتي تتجوزيه بسبب اخلاقه الواطيه،عارف إنه طماع دايمًا بيبص للى مش فى إيده،أنا قررت فى حتة أرض كان المرحوم نسيم إشترها قبل فترة هو وإبن أخويا والارض دخلت كاردون المباني وعارف إنه طمعان فى الأرض كلها،وبيفكر يعمل مصنع لحوم عليها،بس الارض دى حقك يا بنتِ وأنا سجلتها بإسمك.

إستغربت سميرة ذلك وكادت ترفض لكن قال لها:

المرحوم نسيم كان قال للحجه قبل ما يموت أن دي أرض سميرة أنا أشتريتها بدهب شبكتها اللى أخدتها من وراها وهى متكلمتش… إنتِ صونتِ سر نسيم والأرض دى من حقك وقلبي حاسس إنها هتنفعك فى يوم.

واقفت سميرة غصبً بسبب إلحاحه.

تذكرت قبل أيام حين ذهبت الى البلده وتقابلت مع إبن عم نسيم، الذى مازال بغيضًا لكن تحملت ذلك وهي تقول له:

أنا قررت أبيع نصيبي من حتة الأرض وقدامي كذا مشتري لها، بس قولت أعرضها عليك الأول بدل ما تتفاجئ.

لمعت عينيه بطمع وظن انه سيصتاد بأقل ثمن، بعد ان خذله عمه وأعطى لها تلك الارض لكن سميرة خيبت ظنه وإستمعت لقوله:

الأرض بور وعامله زى البيت الوقف وسعرها قليل، رغم إنها مش لازمانى بس ممكن أخدها منك، بس عشان من ريحة المرحوم ابن عمى.

نهضت سميرة قائله:

لاء طالما مش لازماك ليه تغصب نفسك،فى زباين تانيه،بس أنا قولت أعرضها عليك الأول…مالوش لازمه تكلف نفسك.

وقف هو الآخر بتسرُع قائلًا:

لاء إستني قصدك أيه.

ردت سميره:

قصدي إن عارفه الارض تساوى كام،وطالما إنت مش محتاجه يبقى اللى يدفع أكتر ياخدها… انا مش مستعجله عالبيع، بس مش هبيعها بخس.

نظر لها قائلًا:

بس دى أرض المرحوم نسيم هتبيعيها عشان تدي تمنها لجوزك اللى مش محتاج.

نظرت له بغضب قائله:

قولت جوزي مش محتاج،وانا حره أبيعها أو أحتفظ بيها،وأنا شايفه إنها مش لازماني،هتواصل مع الزباين اللى كلمتني،عطلتك.

شعر بغضب هو خاب ظنه وظن أنه سيقتنص لقمة سائغه،لكن سميرة خيبت ذلك وظهرت حقيقتها القويه،وافق على شراء الأرض بالثمن التى قالت عليه بعد مفاوضات منها وقالت له بأمر:

يومين بالظبط يكون سعر الأرض فى حسابى فى البنك ورقم الحساب أهو،يوم تالت إتفاقنا لاغي،دلوقتي لازم أرجع القاهرة قبل الضلمه.

غادرت وتركته ينظر لها مُتمنيًا يقول:

كان يُحق لـ نسيم يتمسك بها،بنت سوق عن حق.

بالفعل بعد يومين حول لها المبلغ وهى قامت بعمل توكيل لوالدتها لإتمام إجراء بيع الأرض له بسبب سفرها مع عماد الى مرسى علم، رغم أنه كاد يراوغها ويدفع جزء ويبقى آخر مؤجل الدفع،لكن هى تمسكت بالمبلغ كاملًا،إستسلم مُرغمًا.

[عودة]

عادت سميرة على تنهيدات يمنى،ضمتها لحضنها،بداخلها أمل مع الأيام سيهدأ عماد ويتقبل ذلك،وحتى إن لم يتقبل أصبح لها كيان تستشعر منه الأمان.

❈-❈-❈

بعد مرور يومين

بأحد محلات الصاغه بالمحله الكبرى..

كان يجلس يتحدث مع زوج والدته ذاك الآفاق الذى لديه يقين أنه يبغضه ويتمنى ان لا يكون له زوجه طبيعيه ولا أبناء من صُلبه، لكن يُنافقه غصبً، ينظر نحو تلك السخيفه التى تمضغ العلكه بفمها يود صفعها، وهى تتحدث بجرآة مع والدته وبسنت تستشيرهم بقطع الذهب وهما يتجادلون فى الاذواق مع الصائغ، تنهد بإستسلام، يبدوا أن القدر يُعانده دائمًا عكس رغبته، لم يكن يريد إمرأة تفرض نفسها عليه، كان يريد أن يختار لنفسه إمرأة تغزو قلبه الفاتر… ليست تلك السخيفه بعلكتها الذى يشمئز منها… فكر عقله ماذا لو نهض وخنقها بذاك الطوق الذهبي التى تتحالى به حول عنقها تأخذ رأيهن وهن موافقات على جمال ذوقها، حتى أنها إقتربت منه قائله:

قولي يا هاني إيه رأيك فى الطوق ده حلو ذوقي، زى ما قالت بسنت وطنط إنصاف.

أبدى عدم إعجابه قائلًا:

لاء ذوقه بيئة.

كزت على أسنانها وتقبلت ببرود قائله:

أنا قولت كده برضوا، خلاص يا طنط إنصاف هاخد الطقم اللى حضرتك إختارتيه، ذوقه أحلى وكمان أغلى…تمنه ضعف ده مرتين.

نظر لها بغضب سحيق تلك الحمقاء ليست فقط سخيفه بل بارده…زفر نفسه يشعر أن القدر يُرغمه على نساء لا يستهويها…عكس رغبته…لكن هذه تحظى بدعم والدته.


الحلقة السابعة عشر💜💜

بعد مرور خمس أيام

بالمركز التجميلي

جلست سميرة خلف ذاك المكتب بتلك الغرفة الخاصة بـ چانيت سابقًا، إضجعت بظهرها فوق المقعد وإتكئت برأسها على مسند رأس المقعد، تنهدت تشعر بسعادة لكن سُرعان ما سأم قلبها وهى تتذكر رد فعل عماد معها، منذ ذاك اليوم لم يأتي للشقه أو حتى يُهاتفها، يتجاهلها، لكن تنهدت بيأس فما الجديد بذلك، عماد قاسيًا معها، بالتأكيد لأنها فقدت محبته منذ زمن يمنى فقط هى ما تجمع بينهم…

ذمها عقلها وتذكر إعتراف عماد قبل أيام أنه مازال يُحبها تنهدت تشعر بتضاد مشاعر عماد التى وضعتها فى حِيرة وقيدتها لفترة سابقة، ربما

الآن أصبح هنالك واقع سهل عليها تقبُل نتائجه، ضعفها لابد أن يتبدل، إمتثالها وخضوعها الدائم لابد أن يتبدد، بل آن آوان أن تفرض إرادتها.

نظرت نحو هاتفها حين دق برساله،تبسمت هى رساله عاديه من شركة الهاتف، نفضت عن رأسها التفكير ونظرت نحو تلك الشاشه التليفزيونيه التى تكشف أروقة المركز كله لاحظت عِفت تتحدث مع إحد العاملات معها يبدوا أن بينهم إحتداد، لمعرفتها السابقة بـ عفت تعلم أنها لا تبدأ بالإحتداد، نهضت وتوجهت الى ذاك المكان

بينما عِفت تحدثت بإستهجان لتلك التى تشعر بالغِيرة من سميرة:

حرام عليكِ الكلام اللى بتلقحى بيه، سميرة من وقت ما إشتغلت هنا وكلنا شايفين أخلاقها ومعاملتها معانا كويسه جدا وأى واحده بتحتاج مساعدة، كانت أول واحدة بتساعد، بلاش غيرتك منها تخليكِ تسيئ الظن بها.

تهكمت الاخرى قائله:

طب إنت صاحبتها الأنتيم يمكن حكت لك عن حياتها قولى لينا بقى جابت تمن البيوتى منين.

صمتت عِفت، همست الأخرى لزملائها بالنميمة، كيف لعامله مثلهم أن تشترى مركزًا كهذا، من أين لها بهذا المبلغ الصخم ثمنه، وإن كانت ثريه فماذا الذى كان يغصبها على العمل مثلهن،كما تهكمت من

عفت ساخره تقول:

صاحبتك ومتعرفيش جابت المبلغ ده منين، هى واضح إنها سُهنه كلامها قليل ومحدش مننا يعرف عنها حاجه، حتى إنتِ صاحبتها الوحيده خبت عليكِ، بس ممكن أتوقع، أنا من فترة شوفتها بتركب عربيه من الماركات الغالية، الله أعلم بها بقى… ربنا يسترنا جميعًا.

-آمين.

قالتها سميرة فصمت الجميع بينما نظرت لتلك وأجابت على سؤالها:

إشتريت البيوتى من ورثي من جوزي الأولاني أصله كان من أعيان المحله الكُبرى، تحبي تعرفي هو مين؟

ولا كفايه المعلومه دى وضحت إزاي جبت تمن البيوتي، وفعلًا أنا كنت ركبت عربيه ماركة، بتاع جوزي التانى تحبي تعرفى هو مين كمان، ولا كده وصلت لك الإجابة وأسيبك تتكهني وتنمي شويه، أنا لو مش عارفه ظروفك، وإحتاجك للشغل بالبيوتي، كان هيبقى ليا تصرف تاني، بس محبش أقطع رزق محتاج لأنى أكتر واحدة عِشت الإحتياج، بس عمري ما نميت ولا شغلت دماغي برزق غيري، ودلوقتي كل واحدة تشوف شغلها مع زباين البيوتي، والبيوتى هيفضل شغال على نظام مدام چانيت، وعِفت هى مديرة البيوتى فى غيابي.

إقتربت سميرة وتبسمت لـ عفت بمودة بعد أن رأت الدهشه على وجهها، قائله:

تعالي معايا يا عفت، وأنتم مش عاوزة تجمُعات ملهاش لازمة بقشيش الزباين ينفعكم اكتر من النميمة على خلق الله.

بصمت ذهبن الى ممارسة عملهن مع الزبائن بينما بإندهاش ذهبت عِفت مع سميرة الى تلك الغرفة، ظلت واقفة تشعر كآنها غافله، تهكمت عليها سميرة التى جلست على آريكة بالغرفه قائله:

هتفضلي مسهمه كده كتير، إقعدي خلينا نتكلم وهجاوبك على أي سؤال.

إنتبهت عِفت وجلست جوارها، ضحكت سميرة على سؤالها الأبله

إنتِ مين يا سميرة؟.

بضحك أجابتها سميرة:

أنا سميرة محمود.

نفضت عِفت رأسها سائله:

أنا عارفه إنك سميرة محمود، بس باقى الحقيقة إيه، إزاي إتجوزتي مرتين، ومين الاول ومين التاني، وطالما كُنتِ ميسوره ليه إشتغلتي فى البيوتى ده.

تبسمت سميرة واجابتها:

مين اللى قالك إني كنت ثريه، أنا زيي زيك يا عِفت، يمكن مستواكِ أفضل مني كمان، منكرش إن جوزي ثري، وثري جدًا كمان، بس مش مُلزم يقوم بمصاريف أمي.

فهمتها عِفت سائله بإستفسار:

مين جوزك ده يا سميرة.

سخرت سميرة قائله:

عاوزه تعرفى الأول ولا التاني.

-عاوزه أعرف حكايتك كلها يا سميرة.

هكذا أجابت تنهدت سميرة قائله:

حكايتي طويلة أوي يا عِفت.

تبسمت عِفت قائله:

دايمًا كنت بحس إن فى حاجات فى حياتك بتخافي، أو بمعنى أصح مش حابه حد يعرفك، زى مين جوزك؟.

ضحكت سميرة بمرارة قائله:

تعرفي إنك شوفتِ جوزي.

إستغربت عِفت سائله:

شوفته فين.

اجابتها سميرة بتوضيح:

فاكرة الحفله اللى كانت فى الأوتيل اللى جيت ليلتها وإشتغلت مُضيفة، فاكرة صاحب الحفلة.

تذكرت عِفت قائله:

أيوه فاكراها حتي المُضيفات كانوا معجبين بغمازاته… غماااازاااته

يمنى عندها غمازات ولما سألتك قولتِ شبه باباها؟ مش معقووول.

ضحكت سميرة قائله:

لاء معقول، “عماد الجيار” جوزي وأبو “يمنى” بنتي.

فتحت عِفت فاها بإندهاش قائله:

أنا مش فاهمه حاجه، إزاي مراته، وإزاي قبل إنك تكوني من ضمن المُضيفات ليليتها، إستني إنتِ مشيتي بعد الحفله…

تهكمت سميرة بغصه قائله:

لاء أنا فضلت فى الأوتيل ومنين جالك إنه قبل بكده.

[تذكرت سميرة جزء من تلك الليله]

بعد أن هنئته بالحفل وبالإفتتاح، جذبها من ساعد يدها بغضب قائلًا:

من إمتى بتشتغلي جرسونه في الاوتيل… واضح إنى غلطت لما سيبتك تشتغلي على مزاجك.

إرتبكت وأجابته:

دى أول مره، ومحدش يعرف انى مراتك.

تهكم بغضب قائلًا:

لاء عُذر كبير، ناسيه صور الحفله يا مدام سهل تتنشر لك صوره بالغلط، إنتِ مش محتاجه لشغل من أساسه…

قاطعته سميرة:

سبق وقولتلك إنت مش مُلزم بمصاريف ماما، وخلاص بعد كده، هركز فى البيوتي وبس محدش بيصور هناك .

زفر عماد نفسه بغضب قائلًا:

سميرة!.

إبتلعت ريقها قائله بتوتر:

الوقت إتأخر…

قاطعها قائلًا بغضب:

والوقت دلوقتي فرق معاكِ، سميرة آخر إنذار وبلاش تستفزيني بحكاية شغلك اللى أنا مش مقتنع بها أساسًا، بس مش عاوز أضغط عليكِ.

[عودة]

ضحكت على ملامح عِفت المدهوشه التى سألتها:

وفين جوزك الاول، أنا مش فاهمه، فى حاجه غامضه.

ضحكت سميرة بغصة سخريه قائله:

كنت متجوزه وتوفي من حوالى أربع سنين،وبعدها إتجوزت عماد الجيار أبو بنتي،كمان كان خطيبي لست سنين قبل ما أتجوز جوزي الاول،حكاية طويله يا عِفت بلاش تفكريني بها بحاول أنسي،المهم هو اللى قولته ليكِ.

تبسمت عِفت بفهم،سائله:

وإيه حكاية إنى مديرة البيوتى في،غيابك أكيد كنتِ بتغيظي البت النمامه دي.

تبسمت سميرة قائله:

لاء طبعًا يا عِفت ده كان قراري أول ما مضيت على عقد شرا البيوتي، عارفه إنك مجتهده وأمينة وأكتر واحدة بثق فيها بعد ماما اللى هي نفسها بتحبك رغم أنها صعب تثق فى حد غريب، وثقت فيكِ من أول ما شافتك، كمان أنا محتاجة شخص ثقة يساعدني فى الإدارة البيوتي كبير، مدام چانيت كانت مرات أبنها بتساعدها، خلينا نكمل سوا ومتأكدة ربنا يضاعف نجاحنا سوا، وبعد كده مضطريش تروحي مضيفة فى أوتيلات عشان مبلغ زيادة.

تبسمت عِفت بقبول قائله:

أهو كنت ببشرق نفسي بيه من فترة للتانيه.

ضحكت سميرة، بينما قالت عِفت:

على فكره انا كنت زعلانه، ليه خبيتي عليا إنك هتشتري البيوتى، أنا كنت هفرحلك، كمان كنت هخرس لسانهم.

تنهدت سميرة قائله:

معرفش السبب والله بس لآخر لحظة كان جوايا هاجس إن مقدرش أجمع تمن البيوتي، قولت خليها مفاجاة، افضل.

تبسمت عِفت وقالت:

مش مهم المهم إن البيوتى بقى بتاعك، إنتِ تستاهلى كل خير، بس بقى عشان ماخدش على خاطري، يوم الأجازة بكره، فى مول منزل تخفيضات شوفت عروضه عالنت تعالى نروح نشتري وتعزميني عالغدا فى مطعم المول… ولا خلاص بقيتِ صاحبة البيوتى وهتتكبرى عالتخفيضات، ولا كمان جوزك ثري.

تبسمت سميرة قائله:

ما كان جوزي ثرى وباجى معاكِ نشوف التخفيضات ونجيب اللى لازمنا، كمان عيد ميلاد يمنى بعد أسبوع ومحتاجه شوية تجهيزات وكمان تتفسح معانا.

تبسمت عِفت قائله:

تمام كده، بس إعملي حسابك مطعم المول اسعاره سياحيه.

❈-❈-❈

مساءً

بـ ڤيلا عماد

تبسمت حُسنيه حين دلف عماد قائله:

كويس إنك جيت بدري قبل ما أنام كنت عاوزه أتكلم معاك.

تبسم لها بود سائلًا:

خير؟.

تبسمت له قائله:

رِجليا بيوجعوني من الواقفه تعالى نطلع أوضتي امددهم عالسرير.

تبسم وذهب خلفها الى غرفتها حين جلست على الفراش وضع الوسائد خلف ظهرها قائلًا:

هاخدلك ميعاد من الدكتور يشوف إيه حكاية رِجليكِ دي.

تنهدت ببسمه قائله:

مش محتاجه دكتور، السن هو أنا صغيرة الحمد لله عالصحه، هو كده الإنسان لما يكون بيشاقي ويرتاح يحل عليه التعب، وبعدين دول تلاقيهم شوية برد يومين ويروحوا، إقعد خليني أتكلم معاك.

تبسم وجلس جوارها يقول مُنصتًا:

ربنا يديكِ الصحه يا ماما خير.

تبسمت له قائله بشوق:

يمنى عيد ميلادها خلاص فاضل عليه أسبوع وأنا قررت نعمل حفلة صغيره كده على قدنا هنا فى الفيلا، وقولت أخد رأيك الأول.

أستغرب ينظرلها بسؤال:

تاخدي رأيي فى إيه؟.

لاوعت حسنيه معه قائله:

يمكن تعارض إن أعمل الحفله هنا فى الڤيلا.

نظر لها مدهوشًا يقول:

يمنى بنتي يا ماما وأكيد مستحيل أعارض.

تبسمت له بخبث قائله:

أنا مش قصدي على يمنى، بس سميرة يمكن تعارض، إنت عارف تعلقها بـ عايدة.

تنهد عماد قائلًا:

عارف، ومعتقدش هتعارض طالما دي رغبتك هى بتحبك زى مامتها.

تبسمت حسنيه قائله:

وانا كمان بحبها ولو عندي بنت مكنتش هحبها أكتر منها، بس ليه حاسه إنك مضايق من كام يوم كده، رغم بعد ما رجعت من الاجازة كان وشك ظاهر عليه السعادة، إنت متخانق مع سميرة.

سئم قلب عماد قائلًا بكذب:

لاء، ليه بتقولى كده، كل الحكايه إنى مُرهق من الشغل إتكوم فى فترة الاجازة.

شعرت حسنيه بكذب عماد لكن طاوعته قائله:

ربنا يعينك وينور طريقك وقلبك يا عماد، انا مبسوطه اوي بعيد ميلاد يمنى، الايام بتمر بسرعه، لسه فاكرة يوم ولادتها اليوم ده عمري ما أنساه.

تبسم عماد هو الآخر يشعر بشوق الى صغيرته، كذالك سميرة، لكن يحاول طمس ذاك الشوق بإنشغاله بالعمل.

بعد قليل أبدل ثيابه بأخري بعد أن أنعش جسده بحمام بارد يُهدئ حرارة قلبه المُشتاق،تمدد على الفراش يضع يديهُ أسفل رأسه، حاول إغماض عينيه، لكن رغم الإرهاق مازال ساهدًا، يتنهد بداخله يقين أن سميرة بالتأكيد نائمه، تنهد وهو يشعر بخيبة، سميرة صفعت رجولته، وهدمت ما كان يُخطط له، بعيد ميلاد يمنى، لم يكُن ذاك المركز التجميلي هو هديته فقط بل كان سيُقيم حفل خاص ويعلنها للملأ زوجته، ولن يستسلم لرعبتها بالبقاء مع والدتها بتلك الشقه بل كان سينتقل الى تلك الڤيلا الجديدة التى أصبحت جاهزه، ولن يمانع بقاء والدتها معهم،لكن إخفاء سميرة أمر شراء ذاك المركز،وصدمتها له أنها إشترته من ميراثها بذاك الذى يعلم أنه كان شخص عابر بحياتها، لكن بالنسبه له كان مثل قاطع الطريق… تنهد يشعر بآسى كلما قرر البدء بحياة مُستقرة مع سميرة تظهر فجوة.

بينما بشقة سميرة

لم تكُن نائمة، رغم أنها تتمدد فوق الفراش تحتضن يمنى التى خلدت للنوم أخيرًا، إعتدلت نائمه على ظهرها، تنظر نحو سقف الغرفه، لا تشعر بالندم، لكن كما توقعت الجفاء من عماد، عادت بنظرها نحو يمنى وتبسمت تذكرت يوم ولادتها

رغم أنه كان صعبً عليها، ذاك الآلم التى تحملته لكن نظرتها لوجه يمنى وقتها بعد أن فاقت خففت ذاك الآلم بل آزالته.

[عودة ليوم ولادة يمنى]

بداخل أحد المشافي، عاينت الطبيبه سميرة التى تتآلم كثيرًا، ثم خرجت، كان بالخارج كل من حسنيه وعايدة التى تجلس تشعر لو أنها هى مكان سميرة كان أرحم لها، إقتربت منهن الطبيبه قائله:

للآسف الحبل السُري ملفوف حوالين رقبة البنت ومستحيل تولد طبيعي، لآن ممكن البنت تخنق وتموت.

نظرت حسنيه نحو عايدة التى تسرعت بأمومه قائله:

بنتي يا دكتوره،أهم حاجه هى.

لم تلومها حسنيه فلا يوجد أعز من الأبنة،بينما قالت الدكتورة،للآسف بنت حضرتك كل هدفها البنت،وأحنا خلاص قررنا نولدها قيصري،حفاظًا على صحة الإتنين،ودلوقتى هتطلع على أوضة العمليات عشان يجهزوها للولادة،وإن شاء الله خير.

تبسمت حسنيه بخفوت،بينما عايده قلبها يئن خوفًا.بعد لحظات فوق فراش نقال خرجت سميرة من الغرفه،إقتربن منها حسنيه وعايده التى لم تستطيع التحكم بدموعها،نظرت لها سميرة تشعر بآلم قائله:

وصيتك بنتي يا ماما لو جرالي حاجه خلى بالك منها،بكت عايدة ولم تستطيع الرد،بينما قالت حسنيه بتطمين:

إن شاء الله هتبقوا بخير إنتم الإتنين،إتفائلي بالخير وقولى ياارب.

-يارب.

قالتها سميرة بإيمان وأمل،لكن شعرت بغصه لعدم وجود عماد،ربما لا يهتم هكذا وسوس عقلها.

بعد وقت إنشرح قلب عايدة وحسنيه بعد ان أخبرتهن الطبيبه بسلامة الإثنتين..وأنهن سيخرجن لغرفة خاصه بالمشفى،وسميرة مجرد وقت وتفيق من آثر المُخدر،بعد إن إضطروا لتخديرها كُليًا.

دخلت عايدة الى غرفة سميرة وتبسمت حين اعطتها الممرضه تلك الصغيرة،شعرت بسعادة غامرة،سميرة كانت إبنتها الذى شاء القدر أن تتيتم صغيرة إنغلقت حياتها عليها، تعلم ما مرا به الإثنين معًا، تلك الصغيرة قطعة أخري من نسلها، نظرت نحو سميرة الغافيه وجهها مُجهد لكن الطبيبه أكدت أنها بخير مسألة وقت وينتهي المخدر، حمدت الله كثيرًا تعلم بفرحة سميرة حين تعود للوعي وترا تلك الملاك الصغيرة الحجم،هى كانت تنتظرها بفارغ الشوق والصبر،كانت تسمعها هى وتتحدث لها بمحبه وهى بداخل رحمها.

بينما بالخارج، قامت حسنيه بإتصال سُرعان ما قام بالرد عليها إستهجنت عليه قائله:.

إنت فين مش بترد عليا من الصبح ليه؟.

رد عماد:

انا فى إسكندريه،كان فى مصنع كبير كان نفسي أشتريه،والحمد لله أخيرًا ،صاحبه وافق يبيعه وكنت بخلص إجراءات التسجيل،وموبايلى كان صامت، بس خير، ليه المكالمات دى كلها، إنتِ بخير؟.

ردت حسنيه:.

انا بخير، الخير على قدوم الواردين، سميرة هي اللي…

إرتجف قلب عماد، وزادت الرجفه حين سمع صدا صوت ميكرفون ينادى على أحد الاطباء، خفق قلبه بترقُب وقاطعها سريعًا:

أنتِ فى المستشفى،سميرة مالها يا ماما.

شفقت حسنيه على لهفته قائله:

سميرة ولدت، والحمد لله بقت بخير هى والبنت.

تنهد عماد براحه قليلًا،لكن إستغرب قائلًا:

غريبه المفروض كان فاضل أسبوع على ميعاد الولادة.

ردت حسنيه بتوضيح:

عادي بتحصل، عايدة إتصلت عليا قبل الضهر وقالتلى إن سميرة موجوعه وحاسه بوجع زى وجع الولادة، قابلتها هنا فى المستشفى، والدكتورة قالت ولادة، وولدتها قيصري.

شعر عماد بآلم قائلًا:

ولدت قيصري ليه، تمام أنا كلها ساعتين وأكون عندكم فى المستشفى، لما هوصل هرن عليكِ.

تبسمت قائله:

الحمد لله أنهم الإتنين بخير

تمام توصل بالسلامه.

بعد وقت بدأت سميرة تعود للوعي تهزي بحنين…تبسمن عايدة وحسنيه،الى أن فاقت سميرة،سألتهن بآلم:

يمنى.

تبسمت حسنيه وحملتها واعطتها لها قائله:

يمنى أهى،شوفى الحته اللى قد الكف دى تعبتك قد أيه وتعبتنا معاها إحنا كمان.

حملتها سميرة ونظرت لها كآن الآلم إختفى،تشعر بسعادة فقط،رغم ذاك الآلم،تبسمت وهى تُقبلها،أخذتها عايدة منها قائله:

هاتيها إنت لسه تعبانه.

تمسكت بها سميرة قائله:

لاء أنا بقيت بخير خليها جنبي عالسرير يا ماما.

تبسمت عايدة بحنان وضعتها جوارها على الفراش،كذالك تبسمت حسنيه،تنظر نحو هاتفها بترقب،

بعد وقت بسبب الإجهاد غفت سميرة،كذالك يمنى غافيه، نظرت حسنيه الى عايدة قائله:

العشا خلصت آذان،هنزل أصلي فى جامع المستشفى.

نظرت عايدة نحو سميرة ويمنى،وقالت:

خديني معاكِ،سميرة نايمه بسبب العلاج،ويمنى كمان لسه نايمه،عاوزه أصلي ركعتين شُكر لربنا اللى نجاهم الإتنين

تبسمت حسنيه لها بتآلف قائله:

أنا كمان هصلي شكر لربنا، تعالى الجامع قريب من هنا ومش هنغيب عليهم.

غادرن الإثنين، تبسمت حسنيه حين رات عماد يدلف الى المشفى قبل أن تدخل الى مُصلي المشفى.

دخل بهدوء الى الغرفه متلهفاً، يرى تلك الملاك الصغيره التى جاءت له هديه، بغض النظر عن ما حدث سابقاً هو متلهف يرى صغيرته،

سار بهدوء الى أن وصل الى الفراش رأها تنام مستيقظه جوار والداتها

والداتها النائمه التى يبدوا بوضوح علي وجهها الإجهاد هو علم أن ولادتها كانت صعبه حتى أن الطبيبه إضطرت لتوليدها بعملية قيصريه، تلك الصغيره آتت للحياه بعد إجهاد وتعب والداتها طوال مدة الحمل

لكن بالأخير جاءت بصحه وسلامه

إنحنى يمد يديه وحمل يمنى بحذر

تأمل ملامحها البريئه هى كما كانوا يرونها، بصور الأشعه لكن عيناها ظهرت بوضوح عينيها تشبه عيناه، ملامحها لم تتضح بعد لكنها جميلة، بل جميلة جدًا

تبسم على تلك الصغيره التى تلعق شفتاه بلسانها، يبدوا أنها سترث تلك العاده منه

سندها على يد واحده، وملس بسبابته على شفاها، تبسم وهى تُخرج لسانها تلعق سبابته

شعور رائع كيف ضغط على سميرة ذات يوم وكاد يؤذي تلك الملاك وهى تنمو بأحشائها، كم كان وغدًا، فقط من أجل رغبة عابرة معها كاد يقفدها،ربما كان هذا أيضًا سببًا بولادتها قبل ميعادها من أجل أن يشعر بزهو لحظات غرام، هى تمسكت بها بكل قوتها وأعطت لها الحياه وتحملت منه تجبُرهُ ليس هذا فقط تحملت آلام حمل كان من الصعب أن يكتمل بداخلها، بعدما ما كادت تجهض أكثر من مره، بسبب عنادهُ وتغطرسه، أحيانًا، ها هى الملاك الجميله، آتت للحياه.

بينما سميرة نائمه بسبب الإرهاق،وبسبب بعض الادويه، تشعر كأنها تائهه ترا عماد يدخل الى الغرفه، يحمل يمنى من جوارها، ويتجه للخروج من الغرفه، قالت له بفزع:

واخد بنتى ورايح فين؟

رد بجبروت:

إنتى متستحقيش تكونى أم للملاك دى، أنا هاخدها وابعدها عنك، علشان متطلعش بنفس خصالك (غداره)

صحوت من منامها فزعه على صوت بكاء صغيرتها، نظرت بجوارها لم تجدها

فزعت أيكون الحلم حقيقه وهو أخذها نظرت أمامها بالفعل هو يقف أمامها يحمل الطفله، برغم آلم جسدها، لكن حاولت النهوض قائله بفزع ولوعة قلب:

بنتى، بنتي يا عماد أنت واخدها ورايح فين، قبل ما تاخدها منى موتنى وأرحمنى من العذاب ده.

إستغرب عماد قولها وإقترب منها بـ يمنى أعطاها لها ببساطه قائلًا:

يمنى أهي يا سميرة بلاش حركه كتير علشان صحتك.

أخذتها منه بلهفة قلب، جففت دموعها وحضنتها لصدرها، ثم قالت:

حلوة أوي، وعندها غمازتين فى خدودها.

نظر لها وتبسم قائلًا:

بتشبهك يا سميرة.

تبسمت قائله بنفي:

لاء فيها شبه منك، عنيها شبه عنيك، كمان الغمازتين.

تبسم قائلًا:

لسه بقية ملامحها هتوضح أكتر مع الأيام، حمدالله على سلامتكم إنتم الإتنين.

رفعت نظرها عن يمنى ونظرت له قائله برجاء:

نفسي نعمل لها عقيقة عشان نتبارك بيها.

تبسم بموافقه قائلًا:

يمنى وشها حلو عليا، وكنت هعمل لها عقيقة فى البلد.

تبسمت له بإمتنان، بينما عماد جلس جوارها وبتلقائيه منه قبل رأس سميرة، ثم وجنة يمنى بسعادة.

[عودة]

على تنهيدات يمنى عادت سميرة تنظر لها وتبسمت الأيام سريعه وليدة الأمس بين يديها أيام وتُكمل عامين،رغم ذلك مازالت تشعر بأنها طفلتها التى ولدتها للتو، وأغمضت عيناها غفت سريعًا.

❈-❈-❈

باليوم التالي

قبل الظهيرة

بأحد مراكز التسوق.

شاغبت عِفت يمنى التى تود أن تضعها سميرة أرضًا وتسير على هواها، لكن سميرة كانت تخشى عليها من زحام المكان، لكن أستسلمت امام رغبة يمنى.. وانزلتها ارضًا تمسك يدها،لكن يمنى تود تسير أمامها تركت سميرة يدها تسير بسعادة، لكن سميرة حذرتها:

بلاش تجري يا يمنى عشان متوقعيش.

لكن ما حسبته وجدته أثناء لهو يمنى بالسير أمامها خبطت بأحد المارة بمركز التسوق وتعرقلت ووقعت أرضًا، بلهفه إقتربن سميرة وعِفت عليها، نظرت عِفت بذهول الى ذاك الشخص الذى انحنى هو الآخر يساعد يمنى كي تنهض.

❈-❈-❈

بالبلدة

بمنزل هانى

استيقظ على صوت دوشة عالية

نهض بضيق جذب قميص خاص به وإرتداه بعُجالة فوق ذاك السروال، وخرج من الغرفه بضجر، بلحظة تفاجئ بلوح خشبي لو لم ينحني لأصاب رأسه، تعجب من تلك العُمال، ترجل الى اسفل،اخفض راسه يتفادي لوح خشب آخر،ضجر أكثر بعدم فهم،ذهب الى المطبخ كعادة والدته الصباحيه بعد أن تتناول الفطور تجلس لتحضير طعام الغداء،دخل الى المطبخ وقف مذهولًا من كميات الطعام الموضوعه على الطاوله امامها وتأمر إحد النساء تطلب المزيد منها الآن،تبسمت لها السيدة بسعادة قائله:

نص ساعه وارجعلك بكل طلباتك،وألف مبروك يا أم هاني،ربنا يتمم له بخير وتفرحي بذريته عن قريب.

تبسمت السيدة حين رات هاني أمامها،ربتت على كتفه بتشجيع قائله:

مبروك يا عريس،زينة الشباب،وهتتجوز من زينة الصبايا.

رسم بسمة نزق،شباب،كيف وهو أصبح كهلًا بالاربعون تقريبًا،كما ان الجميع يعلم أنه متزوج من أخرى،غادرت السيدة بينما تبسمت إنصاف لـ هانى قائله:

صباح الخير كويس إنك صحيت كنت لسه هطلع أصحيك عشان تلحق الوقت.

-وقت أيه،وكمان إيه العمال اللى فى البيت دول،وإيه كمية الأكل اللى قدامك دى كلها،إنتِ هتعملي وليمة.

تبسمت وهى تنظر الى تلك الاصناف قائله:

لاء هعمل أكل للعمال.

سالها بإستفسار:

عمال ايه دول،ولازمتهم إيه؟.

تبسمت بإنشراح قائله:

دول عمال عشان يلمعوا دهانات حيطان الشقه اللى هتتجوز فيها،الدهان مترب كده،عشان يلمع زى شُقق العِرسان كمان يلمعوا العفش يخلوه بيضوي زى الجديد كمان أوضة النوم هينزلوها هنا تحت عشان الاوضة الجديده،خلاص تقريبًا جاهزه،بس الشقة تتلمع.

نظر لها بذهول قائلًا:

وإيه لازمة ده كله،مصاريف والسلام…

نظرت له ببسمه قائله:

لاء مش حكاية مصاريف،العروسه بنت ناس ومن حقها تفرح،ويلا إطلع خدلك دش اكون جهزت لك الفطور عشان قربنا عالضهر، تلحق دكتور الوحده تجيب منه جواب الكشف الطبي.

نظر لها مستفسرًا:

كشف طبي إيه كمان؟.

اجابته بتوضيح:

الكشف الطبي عشان كتب الكتاب،الليلة.

نظر لها مذهولًا يسأل بغباء:

كتب كتاب مين؟.

تبسمت على بلاهته قائله:

أنا خليت عمك حامد كلم المأذون وخد منه ميعاد الليله وكمان كلمت ابو فداء وقولت له إننا هنكتب الكتاب عند المأذون عشان نوفر التكاليف عليهم،بس هو أصر يعزمك عالعشا عنده بعد كتب الكتاب،دى الأصول،وبعدين بطل رغى وإستغل الوقت إطلع خدلك دش،ومتنساش تحلق دقنك كمان،يلا عشان الوقت بيمر بسرعه فجأة هنلاقى نفسنا بقينا المغرب،كمان لسه هتمر على السوبر ماركت بتاع أبو فداء هى مستنياك هناك عشان تروحوا الوحده سوا،يلا إنجز،وسيبنى كمان أنجز عشان أكل العمال الغلابة.

رغم ذهوله وغضبه لكن غادر يلعن تلك التوريطه التى وضعتها بها والدته،يُفكر ان يُسافر الى فرنسا الآن هربًا لكن تذكر تلك الأخرى الذى جاء لهنا هربًا منها،كآنه لا يوجد راحة بحياته، غصبًا إمتثل، بعد وقت عاود الذهاب الى المطبخ، نظرت له إنصاف زفرت نفسها بلوم قائله:

برضوا محلقتش دقنك، عالعموم يلا تعالى إفطر بسرعه علشان تلحق دكتور الوحده، ده كشف روتيني مش بياخد وقت.

جلس على مقعد خلف تلك الطاوله يقول بلوم:

مش كان لازم تعرفونى قبل ما تحددوا ميعاد كتب الكتاب، كنت إتصلت على عماد، بسيطه نأجله بقى لبكره.

نظرت له إنصاف قائله:

ونأجله ليه، انا من شوية إتصلت على عماد وعرفته وقالى قبل المغرب هيكون هنا، يلا خلص إنت فطورك بسرعه عشان الوقت.

تنهد بآسف وبدأ يتناول الطعام برويه يُماطل، تبسمت إنصاف على ذلك، لكن تعلم هاني لو لم تضغط عليه سيتراجع.

بعد وقت مساءً

“بارك الله لكم وجمع بينكما فى خير”

قالها المأذون بعد أن إنتهي من عقد القران، تبسم عماد وهو ينظر الى وجه هانى، ونهض يضع توقيعه على قسيمة الزواج، كذالك الشاهد الآخر إقترب من هانى وقام بحضنه قائلًا:

مبروك يا أتش أخيرًا عشت وشوفت إنك بتتجوز، ربنا يهنيك…إفرد وشك شويه اللى يشوفك يقول معندوش ثقة فى رجولته،بلاش تشمت حامد فيك.

تبسم هانى بدبلوماسيه، ونظر نحو فداء التى تشعر بخفقات زائدة بقلبها، كذالك خجل تحاول الهرب من عين هاني الذى نظر نحوها إدعت الحديث مع والدها هربً … لم يلاحظ هانى ذلك بسبب إنشغاله مع تهنئة زوج والدته كذالك والد فداء… فقط نظر لها نظرة خاطفة.

بعد قليل بغرفة الضيوف بمنزل والد فداء الذى أعد عشاء مميز من أجله على شرف عقد القران، كانت جلسه وِديه، الى أن إنسحب الجميع وتركهما وحدهما، نظر هانى نحو فداء التى تحايد النظر له تشعر بخجل، إستغرب ذلك، ربما كان تمثيلًا أمام والديها، لكن إستمر ذلك حتى بعد أن تركهم الجميع وحدهما بالغرفه، فى البداية تهكم من ذلك بالتأكيد دلال… صمت وصمتت هى الاخري مما زاد الإستغراب، قطع الصمت هاني الذى ضحك بعد أن سمع صوت فرقعة بالخارج قائلًا:

كويس إن الصاروخ مترماش هنا فى الاوضه

بس إتأخر مش المفروض كان يبقى بعد كتب الكتاب.

-ها.

قالتها فداء بحياء، ضحك هانى بإستهزاء قائلًا:

لاء فى حاجه غلط الليله، مالك راحت فين طرقعة اللبانة.

نهضت تقول بهرب:

فكرتني هروح السوبر ماركت أجيب باكو لبان وأرجع بسرعه.

ضحك هانى ونهض سريعًا، قبل أن تخرج من الغرفة جذبها من يدها بقوة لعدم إنتباهها طاوع جسدها وإقتربت منه حتى انها أصبحت بحضنه، إنتفض قلبها، بحياء رفعت رأسها تنظر لوجهه، قبل ان تُخفض وجهها سريعًا لاحظ هانى وجهها الذى إنصهر وأخذ لونً أحمر… خفق قلبه هو الآخر، ورفع يدهُ وضعها أسفل ذقنها،ورفع وجهها يتأكد من ذلك الحياء المصبوغ على وجهها، إستغرب ذلك، ليس حياءً مُصطنع كما كان يظن، أخفضت وجهها مره أخري، وكادت تعود للخلف، لكن منعها يدي هاني الذي شبه يحتضنها دون قصد منه هو الآخر يشعر بإحساس خاص وممُيز يتوغل من قلبهُ لا يدري أن

«بهذا الحُضن قد بدأت الحكاية»


الحلقة الثامنة عشر💜💜

قبل ساعات بالمركز التجاري

تلهفت سميرة على يمنى وجذبتها تضمها لصدرها ثم بعدتها قليلًا تطمنئن أنها لم تُصاب بمكروة وتنهدت براحه وعاودت ضمها، بينما يمنى تبكي بطفوله، سُرعان ما أشارت على ذلك الذى صدمها تُشير عليه بإصباعها الصغير قائله بإدعاء وطفوله:

مامي هو إمشي كبير مش شوفنى صغننه.

تبسمت سميرة، بينما ذلك قبل إصبع يمنى الصغير قائلًا بقبول:

أنا آسف إزاي مشوفتش الجمال ده كله.

جذبت يمنى يدها ودفست نفسها بحضن سميرة التى تبسمت وحملتها ثم نهضت واقفه، بينما عِفت سايرت يمنى وقالت بإستهجان:

معليشي، فعلًا عندك حق يا يمنى واضح إن الأستاذ بيمشي مش شايف قدامه واضح إن لازمه نضارة نظر يشوف بها قبل ما يصدم خلق الله.

بينما ذاك الشخص نظر الى سميرة وإبتسم كاد يظن أن اليوم هو يوم حظه بالتأكيد صدفه غير مرتب لها، لكن سرعان ما سئم قلبه حين سمع قول تلك الطفله لها”مامي”لديها طفلة وبالتأكيد زوج أيضًا، كآنه رسم أوهامً بخياله حين يجدها ، لكن تبخرت تلك الأوهام بلحظة حين سمع نعت تلك الصغيرة لها، لكن مع ذلك لم يشاء عقله أن يفقد الأمل، لكن إستهجان عِفت جعله يتضايق بشدة وهو يعود بنظره لها قائلًا:

أعتقد يا أستاذة أنا ماشي فى المول زي البقية، ومع ذلك بعتذر ماخدتش بالى من الأميرة الصغيرة.

قال هذا وعاد يُقبل يد يمنى، لكن يمنى سحبت يدها وعانقت سميرة، بينما هو عيناه على سميرة يشعر بآسف، بينما إستهزأت عِفت، وقالت:

يلا بينا نكمل جولتنا.

لاحظت سميرة إستهجام وتضايق عِفت إستغربت ذلك،عِفت فى العادة مرحه وتتقبل الإعتذار بسهولة،ذهبن نحو أحد المحلات عين ذاك الشخص عليهن إدعى الحديث على هاتفه وقف قريب من ذاك المحل،الى أن خرجن من المحل تعقبهن الى أن دخلن الى محل المُثلجات التى أشارت عليه يمنى وإمتثلن لها

جلسن خلف إحد الطاولات ينتظرن عودة النادل، لكن تفاجئن بذاك الشخص آتى بقطعة مُثلجات وجهها نحو يمنى التى أصرت أن تجلس على مقعد خاص بها، تبسم لها قائلًا:

يارب الأميرة الصغيرة تقبل منى الأيس كريم كإعتذار مني لها.

نظرت يمنى له وأومأت رأسها برفض ثم نظرت نحو سميرة التى تبسمت لها، ثم نظرت له قائله:

شكرًا لذوقك، يمنى خلاص الجرسون جاب لها طلبها أهو.

لمعت عين يمنى بسعاده حين وضع النادل أمامها عبوة مثلجات ونظرت الى سميرة كي تُطعمها،بينما تبسم ذاك الشخص بدبلوماسيه وإنسحب بعد نظرة عِفت المتجهمة له ذهب يجلس على طاولة قريبه منهم، بينما بدأت سميرة تُطعم يمنى المُستمتعه بطعم المثلجات كذالك الدلال، نظرت نحو عِفت قائله:

مالك بتبصي للشاب ده كده ليه ناقص تضربية قلمين.

زفرت عِفت نفسها بضيق قائله:

ده شخص متطفل.

تبسمت سميرة قائله:

بالعكس ده شخص ذوق وبيعتذر، رغم إن مش هو الغلطان.

نظرت لها بسخط قائله بإمتعاض:

ذوق!

وبتدافعي عنه كده ليه، ده أساسا شخص واضح إنه أعمي بيمشى يخبط فى الناس سواء بنفسه او بعربيتة.

حملقت سميرة بعينيها سائله:

مش فاهمه قصدك إيه؟ إنتِ قابلتي الشخص ده قبل كده.

أومأت عِفت بنعم

تبسمت سميرة قائله:

عشان كده بقى مضايقه منه أوى، مع إنه شخص لطيف.

-لطيف!

قصدك سخيف.

ضجكت سميرة سائله:

واضح إن فكرتك عنه مش لطيفة قوليلى السبب،أنا عارفاكِ فى الطبيعه شخص مش بتحبي تتكلمي عن حد بطريقة مش كويسه.

تنهدت عِفت بآسف قائله:

فاكره الشخص اللى من كام يوم حكتلك عنه إنه كان هيدهسني مرتين بعربيته قدام البيوتي.

تذكرت سميرة مُبتسمه تقول:

آه مش ده الشخص اللى غرمتيه فحوصات وتحاليل الراجل اللى كان هيدهسه.

أومأت عِفت بموافقة قائله:

أهو هو نفس الشخص اللى خبط فى يمنى.

تبسمت سميرة قائله:

بس بصراحه المره دى يمنى هى اللى غلطانة،بتجري بدون إنتباه.

تهكمت عِفت قائله:

لاء هو كان ماشي بيتكلم فى موبايله وطبعًا مش مركز،ومشافش يمنى وصدمها.

تبسمت سميرة وغمزت بإحد عينيها قائله بإيحاء:

وشوفتيه كمان بيتكلم فى الموبايل،واضح إنك مركزه فى الطريق.

فهمت عِفت إيحائها وتبسمت قائله:

لاء والله ده صدفه،وبطلي غمز، يعني آخرة صبري هبص لواحد بالشخصيه دى مستهتر،يلا قومي خلينا نكمل لف على بقية المحلات،عشان أجوع أكتر، يمنى خلصت الآيس كريم بتاعها…وانا هكمل بتاعتى وإحنا ماشين.

تبسمت سميرة ووافقت عِفت لتكملة بقية الجولة بالمركز التجاري.

على الجهه الاخري بمكتب عماد بالمقر الخاص به،نهض من خلف مكتبه مُبتسمً يُرحب بـ جالا التى ولجت للتو تبتسم تقول بعتاب:

كل ما نحدد ميعاد نتقابل فيه إنت تعتذر،قولت أبدأ أنا وأجي بدون ميعاد… أتمنى مكونش هعطلك، عارفه إنك مشغول دايمًا.

تبسم بدبلوماسيه قائلًا:

لاء أنا النهاردة معنديش مواعيد هامه.

تبسمت بدلال قائله:

طب كويس، فرصة نتكلم براحتنا بس احبذ إننا نتكلم خارج المكتب بصراحه إحنا قربنا على ميهاد الغدا،وفى مطعم قريب من هنا حازم إتصل عليا وطلب نتغدا سوا ممكن تقبل عزومتي ويبقى غدا عمل ونتكلم فى مكان مفتوح بعيد عن المكاتب المغلقه.

تبسم موافقًا يقول:

تمام.

تبسمت بإنشراح، وهو يتوجه ناحية مكتبه جذب هاتفه وأشار لها بالسير أمامه،

بعد قليل وصلا الى مطعم فاخر بأحد مراكز التسوق.

تبسم وهو يُصافح حازم الذى إنضم لهما،أثناء حديث بينهم صدح رنين هاتفه،أخرجه من جيبه وتبسم،ثم نهض قائلًا:

خمس دقايق وراجع.

تبسمت چالا بدلال قائله:

هطلبلك على ذوقي.

أومأ موافقًا،خرج امام المطعم مُبتسمً وقام بالرد:

مرات خالي الغاليه،بس قصدي بخالي أبو هانى مش حامد.

تبسمت له قائله:

بطل يا واد يا بكاش،لو غاليه صحيح كنت سألت عني.

تبسم عماد قائلًا:

والله بسأل هاني وإسأليه بصراحه بخاف أكلمك يرد عليا حامد،عارفه مفيش بينا إستلطاف.

تبسمت قائله:

طب انا أهو اللى بكلمه يا حبيبي،بص بقى كتب كتاب أخوك هانى الليله ان شاء الله.

إنشرح قلب عماد قائلًا:

بجد ألف مبروك ربنا يتمم له بخير،بس الندل ليه مكلمنيش انا عاوز أبقى الشاهد على التدبيسه.

ضحكت إنصاف قائله:

ما انا بكلمك عشان كده،هو كان هيتحجج بيك ومش هيتصل عليك،انا قولت له إنى كلمتك وإنك جاي،فانت بقى لازم تكون هنا قبل المغرب عشان كتب الكتاب بعد المغرب،وعقبال ما تفرح بـ يمنى وتخاويها قريب يارب.

تبسم عمادقائلًا:

آمين فى حياتك يا مرات خالي وإطمني قبل المغرب هكون عندك.

تبسمت قائله بدعاء:

توصل بالسلامه خلي بالك من الطريق بلاش السرعه الزايدة.

أغلق عماد الهاتف ونظر أمامه للطريق الشاغر قليلًا يفكر فى الإعتذار عن ذاك الغداء، تنهد بقرار، ثم عاد للمطعم، نظر الى چالا التى تبسمت حين عاد بينما عماد نظر لها بآسف قائلًا:

متأسف مش هقدر أكمل معاكم الغدا، فى أمر مهم يلزم سفري دلوقتي، ولازم ألحق الميعاد.

ضجرت چالا ونهضت واقفه لكن لم تُظهر ذلك وسألت:

خير الأمر ده، مينفعش يتأجل.

أجابها عماد ببساطة:

أمر خاص، وللآسف مينفعش يتأجل،ومتشكر عالعزومه بس بوعدك إن شاء الله بعزومة تانيه.

تقبلت ذلك بصعوبه وضغط منها على نفسها وتبسمت برياء ومدت يدها تُصافحه قائله:.

تمام ربنا يوفقك أكيد الجايات أكتر.

صافحها عماد ثم غادر مُسرعًا لم ينتبه الى تلك الصغيرة التي تناديه… نظرت چالا نحوها لم تتمعن من ملامح تلك الطفله الجالسه، لاحظت نظر إثنين نحو عماد وهو يُغادر، لم تهتم لهن، ونظرت الى حازم المشغول بالنظر الى تلك الطاوله وكزته بغضب قائله:

بتبص فين، مش المفروض كنت تخاول تتمسك بـ عماد.

نظر لها قائلًا:

مسمعتيش بيقولك أمر هام، والجايات أكتر.

جذبت حقيبتها بغضب قائله:

ماليش نفس للغدا، إتغدا إنت براحتك، بس بلاش تتأخر فى الرجوع للمصنع.

غادرت بضجر، بينما ظل حازم ينظر نحو تلك الطاوله… رغم أنهم يعطونه ظهرهن.

بينما قبل قليل أثناء خروجهن من محل المُثلجات توقفن حين إقترب منهن النادل ومد يده لهن قائلًا:

الموبايل ده كان موجود على الطرابيزه اللى كنتم قاعدين عليها.

نظرن سميرة وعِفت لبعضهن،وقالت سميرة وهى تنظر لـ عِفت:

الموبايل ده مش بتاعي.

-ولا بتاعي أنا كمان.

قالتها عِفت ثم نظرت لـ سميرة قائله:.

تلاقيه بتاع السخيف إياه.

نظر النادل لهن قائلًا:

طالما تعرفوا صاحبه،خدوه وصلوه له.

نظرن لبعضهن وقالت عِفت:

للآسف ده شخص متطفل وإحنا منعرفوش.

-بسيطة ممكن تعرفوه من الموبايل نفسه تتصلوا عليه وتتواصلوا معاه ياخد موبايله.

قالها النادل،تهكمت عِفت قائله:

طب ما تعمل كده حضرتك،إحنا منعرفوش.

إعتذر النادل قائلًا:

مقدرش أعمل كده،أنا فى وقت الشيفت بتاعي،وممكن الشخص ده يكون فى مكان لسه قريب،لو حضرتك او المدام إتصلتوا على آخر رقم إتصل عليه ممكن يوصل بسرعه وياخده منكم،من فضلكم وقفتي معاكم ممكن تسبب ليا فى جزا،خدوا الموبايل.

بسبب مشاغبة يمنى أخذت الهاتف من النادل بعد ان قررن عِفت وسميرة الرفض،وغادر النادل على الفور،نظرت سميرة الى يمنى ولامتها قائله:

مش قولت متاخديش حاجه من حد قبل كده.

بينما تنفست عِفت بغضب قائله:

الجرسون زى ما يكون ما صدق،وهرب،يمنى احرجتنا كده هنعمل أيه فى الموبايل ده،صاحبه الغتيت ده،إزاي ينسى موبايل غالي وماركة كده،ولا يكون قاصد يعمل كده.

نظرت لها سميرة قائله:

أكيد نسيه،ليه هيقصد يعمل كده،صفي نيتك،وخدي الموبايل من يمنى شوفي آخر رقم إتصل عليه ونتصل عليه.

أخذت عِفت الهاتف من يمنى التى حزنت من توبيخ سميرة لها،نظرت لها عِفت قائله:.

تستاهلي،كان لازم تمدي إيدك وتاخدي الموبايل،اهو إحنا اللى إتورطنا فيه.

إنقمصت يمنى،تبسمت سميره،بينما زفرت عِفت نفسها بضجر قائله:

الموبايل واضح له باسورد خاص بيه ومش عارفه أفتحه.

تنهدت سميرة قائله:

والحل إيه دلوقتي.

ردت عِفت:

الحل إننا نستني المسطول ده يتصل على موبايله ده لو كان عاوزه،أكيد عنده غيره،خلينا نكمل جولتنا واللى له حاجه يسأل عنها.

إنتهين من التحول او بمعنى أصح شعرن بالجوع، ذهبن نحو مطعم المركز لتناول الغداء واخذ وقت للراحه قبل معاودة التسوق، بذاك الوقت لمحت يمنى عماد وهو يقف بمواربه لم يكُن وجهه لها، هللت تنادي عليه لكنه لم ينتبه وغادر مُسرعًا، بكت يمنى وظنت أنه تجاهلها عمدًا، نظرت سميرة، رأت عماد يغادر حقًا لكن إنتبهت الى چالا قارن عقلها سريعًا هى من كانت ترقص معه ليلة الإفتتاح، لم ترا حازم الذى كان جالسًا ينظر لها يعطيهم ظهره، شعرت بوخزة قويه فى قلبها، وهدأت يمني قائله:

ده مش بابي يا حبيبتي أكيد،معقول بابي يشوف يمنى ومش يكلمها.

ثم نظرت نحو عِفت التى لاحظت سأم ملامح سميرة وقالت:

خلونا نتغدا عشان نكمل تسوق قبل المسا.

وافقت سميرة بذلك وبدأت تُطعم يمنى…

بعد وقت نهضن قامت سميرة بدفع الحساب، عاودن التسوق الى أن إنتهين، قالت عِفت:

الموبايل ده هنعمل بيه إيه، رأيي نرجع محل الآيس كريم ونديه للجرسون وهو حر فيه.

وافقتها سميرة، لكن للآسف لم يجدن النادل،نظرت لها سميرة:

كده مفيش قدامنا غير إننا نتظر صاحب الموبايل يتصل عليه.

تنهدت عِفت قائله:.

للآسف مفيش قدامنا غير كده بس يارب يتصل قبل ما الشحن بتاعه يخلص.

تبسمت سميرة قائله:

تمام خليه معاكِ، عشان لو أخدته يمنى هتلعب بيه وتبوظه.

تبسمت عِفت قائله:

والله حلال عليها هو غبي ويستحق.

ضحكت سميرة قائله:

إن صاحب الموبايل متصلش من هنا لبكره إبقى هاتيه هنا وسبيه فى المحل.

تبسمت عِفت وهى تنظر للهاتف بتدقيق:

والله الشيطان بيلعب فى دماغي أبيعه وأستفاد بتمنه…أو أطلع حقه للمحتاجين.

ضحكت سميرة واشارت لها لنغادر، بالفعل غادرن ولم يرون ذاك الذى تعقبهن.

❈-❈-❈

بالعودة

لمنزل والد فداء

توترت فداء وسرعان ما لاحظت انها بين يدي هاني، عادت للخلف مُرتبكه صمتت للحظات قبل أن تهرب من أمامه سريعًا.

بينما ضحك هانى، رغم إستغرابه ماذا ظن، أن كل النساء مثل هيلدا بلا حياء،

قارن عقله فى لحظات تذكر حياء أخته كان وقتها يافعًا ورأي حيائها الذى يُشبه حياء فداء…لكن سرعان ما نظر الى ذاك الصبي الذى دخل الى الغرفه سألًا:

فين فتاء أختي،قالولى إنها هنا.

تبسم له هاني سائلًا:

إنت تبقى أخو فداء.

رد الصبي:

لاء انا ابقى إبن عمها وخالتها فى نفس الوقت،بس هى مش بترتاح مع مامتي عشان كده بغيظها،بس هى فين،أنا جبت معايا من السوبر ماركت علبة صواريخ وكنت بفجرها بره،وفاضل صاروخين،كنت عاوز أفجرهم قدامهم وأقول لها إن أخيرًا هتتجوز وماما مش هتلاقي حد يذكرلي.

ضحك هاني سائلًا:

وإنت مش بتحب المدرسه ليه.

تهكم الصبي قائلًا:

ومين بيحب المدرسه،إنت كنت بتحبها.

ضحك هاني وتذكر قائلًا:

الصراحه لاء.

تمم عليه الصبي قائلًا:

إبقى قول لفتاء بقى،عشان هى كانت شاطرة فى المدرسه،لس بقولك أوعي تقولها فتاااء،أمى وأنا بس اللى بنقول لها كده،هقولك سر ماما كانت بتقول عليها هتعنس ومش هتتجوز،أصلها كانت بترفض العرسان،كمان فى حاجه آخر عريس اتقدم لها من فترة أنا خضيته يوم خطوبته على بنت الحيران فرقعت صواريخ تحت رجليه،كان بينط زى الكنجر.

ضحك هانى ولوهله شعر بالغيره وكاد يسأله لما فعل ذلك هل كانت فداء ترغب بالعريس وهي لم تنال إعجابه،لكن لو كان هذا بالتأكيد مُخطئًا،عقله يُفكر لماذا تمسكت به هكذا.

بغرفة فداء نبضات قلبها تكاد يسمعها من بالمنزل،هكذا تظن وهي تضع يدها على موضع قلبها،عاد منظر وقوفها بين يديه خفق قلبها بسرعه اكثر،جلست على الفراش تسأل نفسها:.

مالك يا فداء مكنش موقف عادي.

-لاء مش عادي يا فداء إعترفي إنت لو كنتِ فضلتِ واقفه لحظه كنتِ حضتني هاني.

هكذا جاوب عقلها ليعود السؤال لقلبها:

حاولي تسيطري على نفسك وإظهري إنك قويه،ومتنسيش هاني له زوجه تانيه هناك،صحيح بعيد بس هى اللى هتبقى معاه معظم الوقت،ويمكن لما يسافر ينساكِ.

تحكم عقلها:

فعلا ممكن ده يحصل وحصلت كتير قبل كده كمان،بس بسنت قالت لى إنه على خلاف معاها وكان هيطلقها.

والقلب:

طب ليه مطلقهاش ليه مستمر معاها،قلبك هيجرك لسكه خايفه آخرها أعيش التعاسه.

والعقل:

إنتِ فى تحدي قلبك إختاره عشانه رفضتِ عرسان قبل كده،كنت منتظره رجوعه،لقاؤه من كام يوم فى السوبر ماركت مكنش أول لقاء بينكم،بس واضح إنه ناسي…أو يمكن منتبهش ليك يومها أصلًا،بس إنتِ اللى إختارتي ومفيش قدامك غير إنك تكملي للنهاية مهما كانت النتيجه.

❈-❈-❈

ليلًا

بشقة سميرة

غفت يمنى كالعادة جوار سميرة، لكن بصعوبه غفت تُذكرها أن عماد تجاهلها، وانها تود مهاتفته وعتابه، بصعوبه إستطاعت ان تسيطر على غضبها، لم تهاتف عماد كما وهمتها، أنه رد عليها ولم يرد على يمنى لانها مازالت ساهره ولا تسمع لحديثها.

تنهدت بدمعة علقت بين عينيها وذكري رؤيتها له اليوم بالمطعم حقًا غادر، ربما لم ينتبة لنداء يمني، او تعمد التجاهل مثل الأيام السابقه، أيًا كان النتيجه واحده، هى من مازالت تضع كرامتها أرضًا أمامه ولابد لذلك ان يتغير وضعهم ويتضح وقبل ذلك عليها إتخاذ قرار بحياتها وتحمُل نتائجه دون خوف من القادم.

❈-❈-❈

بعد مرور

أسبوعين

بعد مناهدات ومناوشات بين قلب وعقل هاني، ها هو الليلة بداية طريق لا يعرف الى أين سيرسوا به، لا يملك غير حق التجربة للنهاية.

بمنزلة

كانت التحضيرات ومظاهر البهجه سائدة

بسبب والدته التى تود الفرح به هو كان ومازال الاغلى على قلبها تعلم كم عاني ويستحق السعادة،التى أهدته بها بـ فداء على يقين انها ستسعد قلبه التعيس لاحظت تلك الايام السابقة بدأ يميل وينجذب نحوها لم يعُد مُتعنتًا مثل البداية.

❈-❈-❈

بـ مارسيليا

توقف بعض الجيران امام شقة هيلدا

يسمعون صوت صُراخها وتكسير الزجاج، إتصل أحدهم على الشرطة وأخبرها ان هنالك صوت صُراخ وتكسير تكرر أكثر من مره بهذه الشقه… توقفت الشرطة أمام الشقه ودقت الجرس، لكن مازال الصُراخ مستمر ولا أحد يفتح، عنوة داهمت الشرطة الشقه ودخلت وجدوا تكسير زجاج، وتلك الجاثية تُخفى وجهها بيديها، إقترب منها أحد رجال الشرطة ورفع وجهها نظر له ذُهل من عينيها المُنتفخه، كذالك بعض الكدمات بوجهها، أشارت بيديها نحو باب آخر للشقه قائله:

لقد ضربني بقسوة وهرب من باب الخدامين.

سألها الشرطي:

من الذى قام بضربك هكذا.

جحظت عينيها مثل المعاتيه قائله:

إنه زوجي، لا تأذوه، أنا أحبه وهو يستغلني، ويضربني من أجل المال.

❈-❈-❈

بمنزل عماد فى البلدة

تبسم لـ والدته التى بعد تناول طعام الغداء معه هو وسميرة ويمني قبلت رأس يمنى بمحبة قائله:

عقبال ما أشوفك أحلى عروسه فى الكون.

مرحت يمنى قائله:

مامي جابت لى فستان عروسه وهتجوز هاني.

تبسمت لها حسنيه وقبلتها قائله:

عيب يا يمنى قولي عمو هاني،وخلاص ربنا رزقه بعروسه تانيه على قدهُ..

تبسمت سميره وعماد الذى نظر نحو سميرة وتمني حين أكملت حسنيه حديثها:

عقبال ما تخاوا يمنى مش كده كتير بقى،يمنى خلاص عدت سنين أهي كبرت وهتروح الحضانة.

بينما سميرة نظرت نحو يمنى وقالت بألفه:

إن شاء الله.

تبسمت حسنيه قائله:

إن شاء خير، يلا إنصاف إتصلت عليا ومأكده عليا أروح لها قبل حِنة العروسه عشان اكون معاها فى تحضيرات حِنة العريس الليلة.

تبسم عماد قائلًا:

هاني مكنش عاوز غير ليلة الدخلة بس مرات خالي هى اللى بتفاجئه وهو بيستسلم غصب عنه.

تبسمت حسنيه بشجن وربما بتمني لو عاشت ذلك مع عماد وأقام حفل زفاف له مع سميرة لكنه أفسد فرحتها بعدم رغبته بإقامة عُرس، لكن فرحة ولادة يمنى انستها ذلك، غادرت وتركتهم، نظرت سميرة الى بقايا الطعام قائله:

خد يمنى وأنا هنضف المطبخ نص ساعه وأخلص.

تبسم قائلًا:

تمام هطلع مع يمنى فى الشقه اللى فوق.

اومأت ببسمه، بعد قليل إنتهت من ذلك صعدت لاعلى سمعت صوت تهليل يمنى آتى من غرفة النوم،ذهبت إليهم كانت يمنى تجلس ارضًا تلهو بألعابها بينما عماد يجلس جوارها لكن يتحدث بالهاتف يبدوا أنه يتابع عمله… جلست جوار يمنى قليلًا، إنتهى عماد من الهاتف وعاود يلهو مع يمنى، نظر نحوها تبسم يشعر بشعور أن سميرة ليست على ما يُرام،منذ ليلة عيد ميلاد يمنى،لكن هى إدعت الإنشعال باللهو مع يمنى حتى لا تنظر له، بنفس الوقت صدح هاتفها، جذبته وتبسمت قائله:

دى ماما، أكيد بتتصل عشان تعرف أمتى هنروح الحنه.

تبسم عماد بينما سميرة نهضت من على الأرض وإبتعدت عنهم نحو الشرفه ترد على والدتها ببسمه قائله:

كنت لسه هتصل عليكِ،عشان ميعاد الحنه،طنط حسنيه قالت هتبدأ من بعد المغرب…

قاطعتها عايدة قائله:

حِنة إيه اللى أحضرها فى المصيبه اللى هنا.

خفق قلب سميرة وسألتها:

خير يا ماما،مصيبة أيه عمي جراله حاجه؟.

أجابتها عايدة بتوضيح:

كان أرحم له،الواطي جوز بنته طلقها، ومش بس كده لاء راح إتجوز وجابها على عفشها، ده عقله هيطير منه، هو مش صعبان عليا، اللى صعبان عليا، مرات عمك وبنتها متستحقش كده، بس أقول إيه النصيب، هو كان باين إنه واطي من الاول لما إتوقف وقت كتابة القايمه وعمل مشاكل، وعمك سهل له.

شعرت سميرة كآن طلقة ناريه إحترقت بقلبها

وقالت بضعف:

وعمي هيعمل إيه دلوقتي؟.

ردت عايدة:

عمك لو طاله قدامه مش بعيد يقتله،حسام حاول يهدي الموقف،وأهو إتبعت مرسال لأهل جوزها،قصدى الكلب طليقها، عشان قايمة العفش، بس إياك يرضي يسلم ودي.

سألت سميرة بخفوت:

ومفيش أمل يرجعها تاني،…

قاطعتها عايدة بتاكيد قائله:

بقولك إتجوز واحده تانيه يرجعها على ضُره تغيظها، بكرة يندم لما يتاخد العفش من شقته ويدفع المؤخر والنفقه، قال مكنش عاوزها من الاول وأهله اللى غصبوه، عمك هو الغلطان إطمع واهو النتيجه قدامه جوازة أيام إتحسبت عليها، الحمد لله إنها مش حِبله، ربنا يعوضها، أنا بتصل عليكِ عشان أعرفك إنى مش هحضر الحِنه ميصحش، إدعي ربنا يلطف بمرات عمك، عقلها هيشت.

خفق قلب سميرة قائله بخفوت:

ربنا يصبرها، هحاول أفوت عليكم وانا راجعه من الحِنه أخد بخاطرها هى وبنت عمي، والله لو عمي مات كان أرحم لهم،أهي آخرة الطمع فى الناس الأغنيه ولا فرق معاه إنها لسه عروسه وطلقها،وجاب ست تانيه على عفشها .

وافقتها عايدة بذلك قائله:

يمكن الصدمه دي تفوقه.

تهكمت سميرة قائله:

اللى زى عمي مش بيفوق يا ماما،ربنا يزيح الطمع من قلبه.

أغلقت سميرة الهاتف،فجأة

شعرت بدوخه كآن روحها تنسحب من جسدها

جلست على الفراش تحاول السيطرة على عدم شعورها بخلايا جسدها رفعت يديها تحاول جذب خصلات شعرها التى إنسدلت على وجهها للخلف، تحاول التنفس بهدوء كي تستعيد طاقتها، لاحظ ذلك عماد بسرعة ترك اللهو مع يمنى ذهب نحوها جلس على ساقيه أمامها سائلًا بلهفه:

سميرة مالك إيه اللى حصلك فجأة.

نظرت له سميرة للحظات بصمت كأنها لا تشعر بجسدها.

دلك عماد يديها ونظر الى ملامح وجهها التى تبدلت بخفوت واضح وقال بلهفه:

سميرة وشك إصفر كمان إيديكِ ساقعه كده ليه، إيه اللى حصلك فجأة كنتِ كويسة، خليني أساعدك تغيري هدومك ونروح لأي مستشفى.

بوهن حاولت السيطرة على ذاك الشعور،جذبت يديها من يديه كذالك حاولت النهوض حتى وقفت بوهن قائله:

أنا كويسه دوخه بسيطة يمكن من قِلة الأكل، هروح الحمام أغسل وشي هفوق خلى بالك من يمنى شقية مش بتبطل لعب بأي شئ قدامها.

رغم ذاك القلق بقلبه لكن نظر لها بعصبية قائلًا بإستهزاء:

وليه مش بتاكلي كويس بتوفري عشان تفتحي فرع جديد للبيوتي، ولا الشغل واخد كل وقتك ومش لاقية وقت للأكل.

نظرت له صامتة،تنهد ووضع يديه يسندها لكن إبتعدت عنه قائله:

هروح أغسل وشى وهبقى كويسه.

سارت بوهن الى أن دلفت الى الحمام تحت مراقبة عين عماد الذي يخفق قلبه بقلق،ظل ينظر نحو الحمام لوقت حتى إستغيب سميرة رغم مرور وقت قليل،ترك يمنى بالغرفه وتوجه الى الحمام،وضع يدهُ على مقبض الباب وضغط عليه لكن كان مُغلقًا من الداخل،تنهد بقلق وطرق على الباب قائلًا:

سميرة.

بينما سميرة لم يكن ما تشعر به مرضًا بل كان شعور نفسي جلست على طرف حوض الاستحمام،سالت دموع عينيها ذكريات بائسه عاشتها تمُر بخاطرها،لكن إنتبهت حين سمعت صوت مقبض الباب،من الجيد أنها أغلقت خلفها باب الحمام،لكان دلف عماد ورأها تبكي،وسألها عن سبب ذلك ماذا كانت ستُبرر له،أنه هو السبب بتلك الدموع،نهضت بتكاسُل حين سمعت طرق الباب،كذالك صوت عماد،ذهبت نحو حوض الإستحمام غسلت وجهها،أكثر من مره حتى شعرت أنها أصبحت أفضل،خرجت رغم شعور الوهن بجسدها،لكن حين فتحت باب الحمام رسمت بسمه طفيفة كى تُظهر أنها بخير،نظر عماد لوجهها مازال شاحبًا،تنهد قائلًا:

وشك لسه أصفر يا سميرة،غيري هدومك وخلينا نروح أى مستشفى.

سارت سميرة امامه قائله:

مستشفى إيه أنا كويسه،هو صداع بسيط يمكن سبب تغيير الطقس هاخد دور برد،فين يمنى.

تنهد عماد قائلًا:

صداع إيه وبرد إيه اللى يعمل فيكِ كده فجأة،ويمنى بتلعب فى أوضة النوم.

رسمت بسمه وهدوء قائله:

أنا كويسه، زى ما قولت هو صداع هنام ساعتين هصحى بخير.

تنهد عماد بإستسلام وسار خلفها الى أن دخلت الى غرفة النوم تبسمت لـ يمنى التى تلهو بألعابها ،توجهت نحو الفراش وتمددت عليه…جلس عماد جوارها ينظر لها بينما سميرة تهربت من نظراته لها وحثت يمنى:

يمنى تعالى نامي جانبي عشان تبقى فايقه فى الحِنه وتهيصي براحتك.

تركت يمنى اللعب وتوجهت نحو الفراش،حملها عماد وضعها بالمنتصف قائلًا:

يمنى مش هتنام هتفضل تفرك جنبك.

تبسمت سميرة لها بحنان قائله:

لاء هتنام لما تلاقى هدوء ومحدش هيشاغلها.

إستسلم عماد لذلك وتمدد جوارهن،حقًا يمنى نامت حين لم تجد من يشاغبها،كذالك أغمضت عينيها لكن لم تكن نائمه بل كانت سابحة فى ذكريات مرت بها،ظنت أن النسيان سهلًا،لكن ما أصعب النسيان حين ياتى آمر مُشابه له تعود الذكريات كآنها حدثت في التو

طلاق إبنة عمها ذكرها بطلاق عماد لها عادت لذاك الوقت تشعر بآلم تلك الفترة

“بعد رفض عقل عماد تصديق انها كانت مازالت عذراء وطلقها، عادت الى منزل والدتها تشعر بروح خاويه، لم تُخبر والدتها بما حدث بينها وبين عماد، فقط أخبرتها أنهما تشاجرا، لكن صدمت حين

فتحت والدتها باب الشقه، لأحد المُحضرين من المحكمة وطلب حضور سميرة للتوقيع على إستيلام قسيمة طلاقها من المحكمة، كآن عماد أحرق ما تبقى منها جعلها رمادًا، كم كان ذلك قاسيًا عليهن الإثنين، حاولت عايدة معرفة ما حدث بين سميرة وعماد أوصل بينهم الامر لذلك، لكن دخل عمها سائلًا بإستفسار:

المحضر اللى كان هنا كان جاي ليه؟.

صمتن الإثنتين، لكن أجابت سميرة بخفوت حين عاود عمها السؤال:

كان جايب ورقة طلاقي أنا وعماد.

ذُهل عمها فى البدايه لكن سرعان ما تهكم شامتًا:

أهو ده عماد اللى إتمسكت بيه، أنا كنت عارف نيته هو كان بينتقم، وعشان كده مكنتش موافق عليه من الاول أساسًا، عرفت دلوقتي قيمة نسيم اللى مكنش عاجبك نسيم كان أفضل منه، بس أقول إيه قدر ربنا.

نظرت له عايده بأسى قائله:

كل شئ نصيب يا عبد الحميد.

تهكم ونظر لهن بسخريه وغادر تركهن وحدهن، شعرت عايده ببؤس سميرة ضمتها سائله:

قول لى إيه اللى حصل يا سميرة، قلبي حاسس إنك مخبيه حاجه عنى.

تهربت سميرة قائله:

قولتلك إننا إتخانقنا….

قاطعتها عايدة بسؤال:

خناقة إيه دى يا سميرة اللى بسببها توصل إنه يطلقك.

ردت سميرة بضجر تحاول كبت العذاب بقلبها:

خلاص يا ماما أنا ده نصيبِ بلاش تتعبيني أكتر.

ضمتها عايدة مُتألمة تعلم أن هنالك سرًا،لكن شعرت بآسف سميرة كانت مُعارضة بالزواج من عماد وهى من ضغطت عليها،كان لديها أمل أن يعوضها عماد تعلم أن قلب سميرة مازال متعلقًا بـ عماد، وظنت أن عماد مثلها لكن أخطأت بذلك

مضى بعد ذلك حوالى شهر ونصف

تبدل حال سميرة، وهن دائم وشعور غثيان، وإرهاق واضح على وجهها، كل ذلك أدخل الشك برأسها لسبب ما، كان عقل عايدة يحاول نفيهُ، الى أن تحكمت على سميرة وذهبن الى طبيبة كشفت عليها وبشرتهن أنها حامل…

صُعقت عايدة من ذلك، بينما سميرة تقبلت الأمر كآنه عاديًا ولم تُفكر سوا أن بهذا الخبر قد عادت للحياة مره أخرى، حين عُدن الى المنزل سألتها عايدة:

أنا سكتت كتير قولى الحقيقه يا سميرة عماد طلقك ليه، وأمتى حصل بينكم علاقه… وليه سمحتي له يقرب منك قبل الزفاف.

تهكمت سميرة بمرارة قائله:

هو فى واحدة بتتزف مرتين يا ماما، واللى حصل كان لحظة ضعف.

-لحظة ضعف

عادتها عايدة بإستهزاء سائله:

عماد عرف إنك كنتِ بنت بنوت.

تهكمت سميرة بمرارة الدموع قائله:

عرف ومصدقش يا ماما فكرنى بضحك عليه… وده كان سبب أنه طلقني.

ذُهلت عايدة قائله بلوم:

مكنش لازم ده يحصل قبل ما تتجوزوا وتروحي بيته، وكمان

بدل ما كان يفرح إنه أول راجل يطلقك ويتهمك كمان، بس هو لازم يعرف إنك حامل…

قاطعتها سميرة بنهي:

لاء يا ماما، أنا مش محتاجه لـ عماد، كده كده قسيمة الجواز والطلاق تثبت انى كنت متجوزاه، وأنا بشتغل والصالون الحمد لله بدأ يسمع وزباينه تزيد.

تنهد عايدة بحسرة قلب قائله:

صالون إيه اللى الوليه صاحبة البيت اللى فيه الصالون لما شافت الزباين كترت عاوزه تاخده منك، مفكره انها هتعرف تشغله زيك، كمان كلام الناس كتير، وبكره لما بطنك تكبر هيزيد كلامهم، عماد لازم يعرف….

قاطعتها سميرة برجاء وتوسل:

لاء يا ماما أرجوكِ كفاية، قلبي مش هيستحمل أكتر من كده.

إستسلمت عايدة لرجاء سميرة مؤقتًا لكن حسمت قرارها ولابد من معرفة عماد.”

فتحت سميرة عينيها حين شعرت بيد عماد على وجنتها، فصل عقلها عن ذكريات الماضى،

حين تبسم لها عماد وهو يقترب يُقبل جبينها بحنان سائلًا:

بقيت أحسن دلوقتي.

أومأت برأسها،رغم أن الذكرى مازالت مؤلمة،لكن خباثة يمني التى استيقظت ورأت عماد يميل برأسه وكاد يُقبل سميرة، نهضت مُسرعه وقفزت على ظهر عماد الذى لم ينتيه لها، ضحك وجذبها من على ظهره وضعها على الفراش يُشاغبها وهى تُجلجل ضحكاتها التى داوت آلم قلب سميرة، حاولت نفض

تلك الذكرى المؤلمة التى ظنت أنها ماضي وإنتسي، لكن سوء القدر يجعل بعض رواسب الذكريات غير قابله للنسيان.

الحلقة التاسعة عشر💜💜

اليوم التالي

صباحً

بمنزل عماد

بغرفة النوم

فتحت سميرة عينيها حين شعرت بأنفاس قريبه من إحد وجنتيها بسبب قُبلة عماد لها، بينما رفع عماد وجهه نظر لوجهها تبسم قائلًا:

صباح الخير.

تمطئت بيديها وتثائبت قائلة:

صباح النور.

كادت سميرة أن تنهض من فوق الفراش، لكن عماد ثبتها على الفراش ودفس وجهه بين حنايا عُنقها، شعرت سميرة بأنفاسه،كذالك تلك القُبلات، رفعت يدها تدفع كتفه عنها قائله:

عماد يمني شقيه وزمانها صحيت وهتغلب طنط حسنيه.

رفع رأسه عن عُنقها ونظر لوجهها زفر نفسه وكاد يعاود تقبيلها،لكن بنفس الوقت صدح رنين هاتفه، تنهد ومد يده جذبه من فوق طاوله جوار الفراش نظر للشاشه ثم أغلق صوت الهاتف، ثم عاود وضع الهاتف على الطاوله، إستغربت سميرة عدم رده وسألته:

ليه مش بترد.

لم يرد وكاد يُقبلها، لكن وضعت سميرة يدها على شفاه قائله:

يمني زمانها صحيت.

زفر عماد نفسه بضجر ونهض من فوق الفراش قائلًا:

شخص مش مهم، هروح أخد شاور، اليوم طويل مع هاني.

نظرت سميرة الى عماد بترقب حتى خرج من الغرفه نهضت فورًا ونظرت نحوه الى أن رأته دخل الى الحمام، عادت سريعًا نحو مكان هاتفه، كان إنتهى الإتصال، لمعرفتها بنمط إغلاق عماد الهاتف، قامت بفتحه سريعًا، ورأت هاوية من كان يتصل، بل من كانت، قرأت الأسم المكتوب”چالا الفيومي”

لم يخفَى عنها الأسم تعرفها جيدًا بسبب تلك الإشاعه التى إرتبط إسمها بـ عماد، سئم قلبها قليلًا، لكن تذكرت عدم رد عماد كذالك قوله لها أنه شخص غير مهم، إنشرح قلبها، لكن سُرعان ما تذكرت قبل أيام بيوم عيد ميلاد يمنى

[بالعودة قبل أيام]

صباحً

إنتهى عماد من فطوره هو وحسنيه التى نهضت خلفه قائله بتذكير:

عماد بلاش تتأخر قبل الساعه سابعه المسا تكون هنا، انا كلمت سميرة من شويه قالت إنها فى الطريق هى ويمنى وعايدة يعني زمانهم على وصول، عشان نبدأ بتجهيزات عيد ميلاد يمنى.

للحظة سئم قلب عماد هو كان يُخطط لحفل كبير يُعلن عائلتهُ الصغيرة، لكن تراجع عن ذلك

بسبب إخفاء سميرة عليه شرائها لذاك المركز التجميلي أو بمعنى أصح شراؤه بميراثيها من…

كز على اسنانه يشعر بغضب وغيظ،ثم نظر الى حسنية قائلًا:

تمام يا ماما قبل سابعه هكون هنا إن شاء الله.

تبسمت له لديها شعور أن هنالك ما يؤرق عماد من ناحية سميرة، تنهدت بقلة حِيلة تود ان ياخذ عماد خطوة ويتمسك بوجود سميرة فى الڤيلا، ويُبطل حِجتها أنها تود البقاء مع والدتها، ربما لن تصمت أكثر.

بعد خروج عماد من الڤيلا بالطريق مازال يشعر بالغضب،نظر الى خارج السيارة رأي سيارة الآجرة المجاوره له بوضوح كان بها سميرة ووالدتها ويمنى لمحهم بإشتياق،أجل يشتاق لهم رغم مرور أيام يحاول وئد ذاك الإشتياق لكن رؤيتهن جعلت قلبه ينتفض ويود العودة الى الڤيلا،لكن رنين هاتفه شغل عقله،تبسم رغُمً عنه حين رأى هاوية المتصل وأجابها بمزح:

صباح الخير يا عريس ها وصلت المقر ولا العروسه شغلتك.

تنهد هاني بضيق قائلًا:

بلاش تفكرني أنا هربان من ماما،كل ما تشوف وشي تقولى نصايح،كلمت خطيبتك،لاء دى مبقتش خطيبتك دى مراتك،خد معاها فى الكلام عشان تاخدوا على بعض،طب خدها خرجها فى أى مكان إتفسحوا،مفكراني طالب فى الجامعه وعايش أحلام ورديه،أنا خلاص أهو قربت اوصل عالمقر بلاش تتأخر.

بـ ڤيلا عماد

تبسمت حسنيه بترحيب وهى تستقبل سميرة وتلك الماكره الصغيرة التى تتدلل بدلال محبب.

مساءً كانت عين يمنى تلمع على تلك البالونات والزينه الخاصه بأعياد الميلاد،تحاول العبث ونيل تلك الزينه واللعب بها،لكن سميرة نهتها عن ذلك،

بنفس الوقت كان عماد يدلف الى الڤيلا ومعه هاني،تبسم لـ يمنى لكن يمنى لم تتجه نحوه كالعادة بل وقفت خلف قدم سميرة كآنها تختبئ بها،إستغرب عماد ذلك لكن سميرة لم تستغرب تعلم السبب بالتأكيد بسبب تجاهله لها قبل أيام حين كانا بالمطعم،بينما تعجب عماد من ذلك وقام بالإتجاه نحوهن،رمق سميرة ببسمة،هى الاخري إبتسمت بمجاملة لا أكثر،إنحنى عماد وجذب يمنى من خلف ساق سميرة،وضمها له وقبل وجنتيها بحنو،لكن يمنى حاولت الإبتعاد عنه،إستغرب ذلك وظن أنه ربما بسبب غيابه عنها الفترة الماضية شعر بوخز فى قلبه وحملها ونهض واقفًا،لكن يمنى حاولت أن تتملص منه،إستغرب ذلك لكن شعر بآسف حين سمع تلقائية يمنى:

إنت مش حبني يا بابي؟.

إستغرب ذلك ونظر نحو سميرة ثم نحو يمنى قائلًا:

مين اللى قالك كده،إنتِ روحي يا وردتي الجميله.

حايدت سميرة النظر له وإدعت إنشغالها بوضع بعض فروع الزينه،بينما غصبًا أنزل عماد يمنى سُرعان ما ذهبت نحو سميرة تسير خلفها كظلها،شعر بغصة فى قلبه،هذه أول مره تفعل يمنى ذلك،بعد قليل كان إحتفالًا بسيطًا،كانت يمنى تقف على أحد المقاعد،وعلى جانبيها كان حسنية وسميرة،نظرت حسنيه نحو عماد وجذبته مكانها تبسم لها،بينما يمنى لم تستطع إطفاء الشمع أطفئه عماد ثم ضمها لكن يمنى فعلت كالسابق وتوجهت نحو سميرة،لاحظت حسنية ذلك لامت غباء عماد،كما توقعت هنالك خلاف بينه وبين سميرة،

بعد الإحتفال بغرفة المعيشه

جلس عماد وهانى يتحدثان قليلًا،كان عماد يشعر بالإستنكار من رد فعل يمنى الغير مُبرر له،يعلم بيقين أن سميرة لن تضع الحقد فى قلب يمنى نحوه،ربما غاضبه لسبب غيابه عنهت…

لكن يمنى دخلت الى الغرفه وذهبت نحو أحد المقاعد وجلست عليها تُربع ساقيها تنظر نحو عماد بصمت،تبسم هانى وكاد يشاغبها لكن آتاه إتصال هاتفي خرج الى الحديقه للرد على من يتصل عليه،بينما عماد نهض من مكانه وذهب الى ذاك المقعد وحمل يمنى وجلس علي المقعد وضعها على ساقيه وقبل وجنتها قائلًا:

وردة بابي زعلانه منى ليه؟.

بطفولة وبراءة أجابته وفهم قولها:

أنا شوفتك فى المطعم وناديت عليك بابي وإنت مش رديت عليا ومشيت.

إستغرب عماد لا يتذكر حدث ذلك متى،لكن دخلت سميرة بصنية عليها أكواب عصير وقطع الحلوى، سمعت حديث يمنى،نظر عماد لها بإستفسار سائلًا:

إمتى ده حصل؟.

صمتت سميرة،بينما يمنى كادت تسرد له ما حدث ذاك اليوم قاطعتها سميرة قائله بإيحاء مُبطن:

من كام يوم كنا فى المطعم وشوفناك ويمنى نادت عليك وإنت مردتش عليها ومشيت وانا قولتلها إنك أكيد مخدتش بالك أكيد كنت مشغول ومشيت بسرعه ومنتبهتش ليها،يمكن كنت مشغول مع اللى كنت معاهم فى المطعم.

لم يتذكر عماد ذلك وسأل بتوضيح:.

مطعم إيه ده؟

أجابته سميرة بإسم المطعم،تذكر ذاك اليوم قائلًا بتلقائه:

أنا فعلا كنت فى المطعم ده وإعتذرت من اللى كنت موجود معاهم،عشان مرات خالي إنصاف إتصلت عليا يومها وقالتلى لازم أحضر كتب كتاب هاني.

إتسعت نظرة عين سميرة بدهشه سائله:

هو هانى كتب كتابه هيتجوز تاني .

بنفس اللحظه عاد هانى للغرفه وسمع سميرة ضحك قائلًا:

للآسف، بس إيه هى الزوجه آخر من يعلم ولا إيه…عقبالك يا يمنى وابقى شاهد على كتب كتابك عِند فى ابوكِ،زي ما عمل معايا.

تبسم عماد ودون إنتباة منه أو بذلة لسان قال:

عِند فيا ليه،أنا أتمني السعادة لبنتي،زى ما بتمنى لك السعادة،مش دايمًا بيقولوا الجواز التاني بيبقى سهل وناجح أكتر إنت اللى مصعبها على نفسك.

شعرت سميرة بوجع فى قلبها من ذلك وسأم وجهها، لكن حاولت إخفاء ذلك وهنئت هانى وسألته:

ألف مبروك يا هاني،مقولتليش مين العروسه،عندنا من البلد؟.

تنهد هانى قائلًا:

أيوه من البلد، إختيار الحجه إنصاف، أو بمعنى أصح تدبيسه منها وجوزك كان شاهد عليها.

رسمت بسمه خافته وهى تنظر الى عماد الذى يحاول مشاغبة يمنى كي تصفوا له وسألته مره أخرى:

تبقى مين بقى دي؟.

أجابها هاني بإسم فداء…

تبسمت له قائله:

انا أعرف فداء كويس أوى كنا شبه أصحاب…والله يا زين ما إختارت الحجه إنصاف.

لمعت عين هاني ببسمة،بينما سميرة نظرت الى يمنى التى شبه صفت الى عماد بعد أن أخبرها وأكد أنه لم يراها ذاك اليوم،بينما هانى بلا قصد منه قال بمزح:

متزعليش يا يمنى عماد كان مشغول مع اللى كان معاهم فى المطعم وإستعجل ومشافش القمر، قولى يا عماد مين كانوا معاك.

نظر عماد نحو سميرة التى تنظر له بترقُب وجاوب بدبلوماسيه:

ناس مكنوش مهمين بالنسبه لى، خلينا فيك قولى مرات خالي قالت لى إن خلاص حددت ميعاد قاعة الفرح، ها جاهز حامد بيحبك أوي هو اللى بيجري في جوازتك.

تهكم هاني ساخرًا بضحكة، بينما عاود عماد قائلًا:

يلا اللى مشفتوش فى أول جوازه شوفه هنا فى تاني جوازه، متأكد هيكون فرح مميز.

لثاني مره عماد دون قصد يُخطئ، خفتت ملامح سميرة وقالت:

طالما يمنى معاك هروح أساعد ماما وطنط.

غادرت او بمعنى أصح هربت بعد شعورها بتلميحات عماد…ذهبت الى حمام قريب دخلت وأغلقت خلفها الباب وقفت خلفه تحاول تهدئه وكبت دموعها،يعيد عقلها قول عماد عن الزواج الثاني،ماذا يقصد هل يُلمح لزواجها،أم يُلمح لزواج آخر له قد يكون ناجحًا أكثر،تلاعبت بها الظنون غصبً،حياتها معه غير مُستقره وربما يبحث عن الإستقرار بعيدًا عنها…هاجس يتلاعب بعقلها يحرق قلبها الذى شبة إهترأ من ذاك الحب.

[عودة]

لم تنتبة سميرة الى عودة عماد الى الغرفه بسبب شرودها،الا حين وضع يدهُ على كتفها قائلًا:

سميرة مالك واقفه كده ليه وبكلمك مش بتردي سرحانه فى إيه.

إنتبهت قائله:

مش سرحانه،هروح أخد شاور سريع وأنزل لتحت أشوف يمنى شقية زمانها مغلبة طنط.

تنهد عماد وهو يفرك بين حاجبيه،سميرة منذ الأمس تبدوا طوال الوقت شارده حتى بالأمس حين ذهبت الى منزل والدتها فى أثناء عودتها وتركت يمنى مع حسنية

ظلت قليلًا ثم عادت كانت يمنى قد نامت جوار والدته،حتى حين حاول أن يقترب منها إدعت الإرهاق،والغريب فعلًا ملامحها تبدوا ليست فقط مُرهقه بل حزينة… تنهد بحِيرة وغصة قلب، يشعر بخفقان زائد، ليس خفقان فقط بل شوق عشق .

❈-❈-❈

ظهرًا

بأحد محلات بيع الأزياء بالمحله

كان زيها الضيق الذي يُبرز مفاتن جسدها كذالك مساحيق التجميل الصارخه على وجهها

تجعلها مُلفتة للنظر،كذالك طريقة حديثها الجريئه مع الزبائن تجعل صاحب المحل يضعها فى الواجهه لغرض زيادة المبيعات التى بالفعل زادت خلال فترة وجيزة،بينما هى تستمتع بذلك ظنًا أنه قد يأتى لها بزيادة فى الراتب بالتأكيد بعد وعد صاحب المحل لها بزيادة راتبها عن زميلاتها بالمحل

شعور بالزهو يكتنفها، جعلها تعتقد أن هذا ذكاءًا،

تبسمت الى تلك السيدة التى دخلت الى المحل سيدة آنيقه للغايه ترتدى مشغولات ذهبيه كثيرة،رغم ذلك بآناقة،إستقبلتها قبل زميلاتها ورحبت بها كثيرًا تعرض عليها الأذواق الموجودة بالمحل تمدح بها وبآناقتها، بينما تلك الاخري تتقبل منها بل وتطاوعها بان ذوقها آنيق فى الإختيار، رغم أنها لا تنتبه الى الازياء التى تعرضها عليها بل تُقيمها جيدًا لهدف آخر تبدوا هذه أفضل من يُقدمه، بلا إهتمام إشترت كل ما وضعته هند أمامها وبلا فِصال، وضعت لها المقابل المادي، بل زادت مبلغ آخر حين قالت لها هند:

ثوانى وهجيب لحضرتك الباقي.

تبسمت لها بخداع قائله:

لاء دول علشانك، إنتِ ذوقك جميل أوى وعحبني وسهلتي عليا، متعرفيش أنا لما بنزل أشتري كنت بدوخ بين المحلات ومش بلاقي أذواق تعجبني، بعد كده مش هشتري غير من هنا، المحل هنا فيه تشكيلات حلوه هقول لاصحابي عليه وكمان هقولهم عليكِ، آه نسيت إنتِ إسمك إيه؟.

أجابتها ببسمة:

إسمي هند.

تبسمت لها قائله:

تمام يا هند، يلا لازم أمشي آه قبل ما انسى، خدي ده الكارت بتاعي وهاتي رقم موبايلك عشان ابقى أكلمك لما صاحباتي يجوا لهنا عشان تتوصي بيهم كويس.

إنشرح قلب هند وبطواعية طمع أعطتها رقم هاتفها واخذت منها بطاقتها الخاصه،خرجت خلفها من المحل نظرت الى تلك السيارة الفارهه التى صعدت لها السيدة وأشارت لها بيدها بعلامة الى اللقاء،تنهدت هند ونظرت الى بطاقة السيدة وتبسمت وتخيلت لو أصدقاء تلك السيدة مثلها،بالتأكيد وقتها سيعطونها مثلها وربما أكثر،هكذا تستطيع جمع مبلغ لا بأس به خارج مرتبها الضئيل من المحل.

❈-❈-❈

بذاك المطعم الموجود بمركز التسوق

زفرت عفت نفسها وهى جالسه تنتظر نظرت الى ساعة ذاك الهاتف رغم عدم مرور وقت على ذاك الميعاد لكن شعرت بضجر من الإنتظار، للحظات فكرت أن تنهض، لكن تراجعت لابد أن تُعطي ذاك السخيف هاتفه وتغادر… على ذكر السخيف ها هو آتى قبل أن تنهض توجه نحوها مباشرةً وقف أمامها يقول بآسف:

متآسف بس الطريق كان زحمه شويه.

نهضت واقفه تقول بضجر:

تمام إتفضل موبايلك أهو،بقاله أسبوعين معايا وحضرتك قولت إنك كنت مسافر مع إن كان سهل تبعت أى شخص من ناحيتك ويقولى أمارة وكنت هديه له ببساطة.

اجابها بكذب:

انا للآسف كنت خارج القاهرة، ويادوب لسه راجع، والفون ده مكنش مهم أوي معايا غيرهُ احتياطي.

نظرت له بإستهزاء قائله:

آه هو كده رجال الاعمال المهمين دايمًا بيبقى عندهم موبايل إحتياطي،تمام موبايلك أهو وانا لازم أمشى لأنى المفروض فى وقت الشغل.

كادت ان تُغادر لكن بتلقائيه او بجرآه منه أمسك يدها توقفت ونظرت له سُرعان ما نفضت يده عن يدها وتبدلت نظرتها الى غضب وقالت بتهجم:

إنت إتجننت،بأي صفه بتمسك إيدي.

إعتذر سريعًا:

متآسف،أنا كنت هشكرك.

نظرت له بتجهم:

لا شكر على واجب و…

قبل أن تستكمل حديثها،كانت هنالك من رأت ذلك وفسرته بتفسير آخر،إقتربت منهما ونظرت الى حازم قائله بآستهزاء:

إنت سايب شغلك وجاي هنا ميعاد غرامي،بس البنت دى أول مره أشوفها،إتعرفت عليها إمتى دي،وكمان مش من النوعيه اللى بتستهويك يا حازم.

شعرت عِفت بالكُره ناحية تلك الفتاة قائله بإستهجان:

ميعاد الغرام ده يكون لواحدة زيك مش فاضيه غير لصبغ شعرها عندي فى صالون التجميل،بس للآسف عندنا فى صالون التجميل بنجمل الشكل الخارجي فقط،سلام مش هضيع وقتي مع أشخاص تافهه انا رجعت الامانه وخلاص كده.

غادرت عِفت تشعر بالغضب،تصاحبها نظرات حازم الذى لا يعلم سبب لذاك الشعور لما اراد بقائها،فسر عقله ذلك أنها هى من كان سيعلم منها ما يريد معرفته عن صديقتها،بداخله أمل ربما تكون منفصله،فهو لاحظ يديها بوضوح ليس بها أى خاتم زواج…ذلك انعش الامل بداخله،لكن شعر بغضب من تلك المُتطفله ونظر لها قائلًا:

جيلان إبعدي عن طريقي، إنتِ لسه بتراقبيني، قولتلك مستحيل نرتبط نظام حياتنا مش متكافئ.

قالها ولم ينتظر وغادر بغضب هو الآخر.

بينما الآخرى إستهزأت بذلك الاحمق هو الآخر لا يستهويها لكن لن تتقبل شعور الرفض منه، وهى هنالك من ينتظرون منها إشارة إصبع…فتحت هاتفها وتبسمت بخباثه تقول:

چالا وحشاني كتير، إيه رأيك نتقابل فى السونا النهاردة… عندي موضوع مهم عاوزه أتكلم معاكِ فيه.

❈-❈-❈

عصرًا

بمنزل والد فداء

دخلت سميرة ومعها حقيبة خاصه بادوات الزينه الخاصة بالعرائس، تبسمت الى والدة فداء التى إستقبلتها بترحاب

واخذتها الى غرفة فداء، التى رحبت بها

تبسمت سميره لها قائله:

ألف مبروك يا فداء، انا أهو وفيت بوعدي وهذوقك لعريسك.

تبسمت لها فداء قائله:

متفكرنيش بالغبيه اللى جات إمبارح دى سلخت وشي بقيت حاسه إنى زى الطمطمايه المسلوقه.

ضحكت سميرة وغمزتها قائله:

بالعكس كنتِ فى الحِنه جميلة جدًا، لو هاني كان شافك كان خدك معاه وقال مالوش لازمة نكمل الفرح، مكنش هيصبر ساعه وكان قالك

“الليلة يا فتااااء”

تبسمت فداء بخجل قائله:

بطلي قلة أدب، فين سميرة اللى كان وشها بيحمر لو حد بص لها.

تبسمت سميره قائله:

بكرة تبقي زيي كده، يلا خلينا نبدأ عشان الوقت هنلاقيه دخل علينا فجاة.

تبسمت فداء لها وكُن يتحدثن بود وإستشارات حول تلك الزينه البسيطه التى وضعتها سميرة لها اظهرت وجهها ملائكي أكثر من جميل… وهذا ما أرادته فداء، لكن دائمًا زوجة عمها أو خالتها تعترض وقالت لـ سميرة:

مش تكتري المكياج شويه على خدودها عشان تبان ورديه، كمان كحل العين مش باين تختيه شويه وحطى لها رموش صناعيه تكبر رموشها.

نظرت سميرة لها بتقيم قائله:

بالعكس أنا شايفه المكياچ كده مظبوط وجميل، وشها ملائكي، كمان مش محتاجه لرموش صناعيه بالعكس رموشها كده أحلى.

واقفت فداء سميرة، تنهدت خالتها بإستسلام قائله:

تمام براحتكم،ثم بدأت بقول بعض النصائح الخاصه لـ فداء،كانت سميرة تنظر لـ فداء وهى تسمع وتومئ براسها لخالتها تكبت ضحكتها غصبً تعلم فداء لن تسمع لتلك النصائح بل ستكون على طبيعتها، وهذا أفضل لها.

❈-❈-❈

مساءً إحد قاعات الزفاف بالمحلة الكبرى

كان حفلًا صاخبًا مليئ بالرياء من زوج والدة هانى الذى يرسم السعاده بل ويُتقنها أمام الموجودين بالقاعه حتى أنه يقوم بالترحيب بهم، تهكم هانى بداخله، يعلم جيدًا ان هذا رياء، يعلم أن زوج والدته لا يريد له السعادة، ولا حتى الذريه طمعًا بما يمتلك يوده فقط لأنجاله،

أنجاله أو أخوات هاني من الام، هما الآخرين يشاركون بالترحيب لكن ليسوا مثل حامد حقًا هنالك طمع منهم،لكن ليسوا مثل أطماع حامد.

كذالك كان عماد جواره يسانده دائمًا بمحبه وهو يحمل تلك الصغيرة التى تود الرقص، نهض هانى وورقص معها هو وعماد وهى تمرح بينهم بسعادة، كذالك سميرة تناست وشعرت بسعادة لسعادة يمنى،كذالك فداء التى كانت جالسه تُراقب بسعادة وخفقان قلب.

بينما بين النساء كُن كل من

إنصاف وحسنية تشعران بسعادة لسعادة ابنائهم الظاهرة الليلة، أومئن لبعضهن بأمل أن الحياة تُعطي لأبنائهم فرصة ثانية للسعادة.

بعد وقت إنتهى الزفاف وكلُ ذهب الى طريقه.

❈-❈-❈

أمام منزل عماد

ترجلت حُسنية من السيارة وفتحت الباب المجاور لـ سميرة ومدت يديها قائله:

هاتى يمنى.

تبسمت وأعطتها لها، ثم ترجلت هى الاخرى من السيارة، تبسمت حسنية قائله:

يمنى اللى كانت بتقاوح النوم هنجت عالاخر بسبب مشاغبتها ورقصها فى الفرح.

تبسمت سميره قائله:

هى يمنى كده دايمًا تقاوح وفى الآخر يغلبها النوم.

نظرت حسنية نحو عماد وقالت بإيحاء:

هى كده زي غيرها بيقاوح وفى الآخر بيستسلم، يلا خلونا ندخل للدار الوقت اتأخر وأنا كمان مش حِمل سهر زيادة.

فهم عماد تلميح والدته عليه ولم تنتبه سميرة لذلك.

بعد لحظات دخلوا الى المنزل

تبسمت حسنية قائله بحنان:

أنا هاخد يمنى تنام جانبي وإنتم إطلعوا شقتكم تصبحوا على خير.

لم تعترض سميرة كذالك عماد الذي رحب بذلك .

صعد الإثنين الى اعلى فتح عماد باب الشقه وتجنب حتى دخلت سميرة، وهو خلفها أغلق الباب، وسُرعان ماجذب سميرة بلهفة يضمها وثبتها خلف حائط الردهه وإلتهم شِفاها بقُبلات عاشق شغوف…إرتبكت سميرة من المفاجأة وتحير عقلها للحظات قبل أن ترفع يديها تحاول إبعاد عماد،لكن عماد ضم يديها بين يديه وظل يُقبلها حتى شعر بثُقل نفسيهما،ترك شِفاها ونظر لوجهها يلهثان،ترك إحد يديها وظل ممسكًا يدها بالأخري،رفع يده حرر ذاك الوشاح عن رأسها وأسدل شعرها ثم عاود ضمها يحتضنها بشوق وهو يُنحي شعرها عن عُنقها يُقبله هامسًا إسمها بعشق:

سميرة.

لا تعلم لما تحكم البرود بها وكادت تدفعه عنها،لكن تمسك عماد بها بين يديه وعاد برأسه للخلف ينظر لوجهها،ملامحها ليست باهته مثل الصباح،كذالك ليست موضحه أي مشاعر،لكن هو الشوق لها مُتملك منه،عاود تقبيلها مره أخرى،شعر بسعادة حين إمتثلت لتلك القُبلات،وهما يسيران نحو غرفة النوم،شعرت بيده فوق سحاب فستانها يفتحه ثم أزاحه عن كتفها يُقبله،لم يشعر أى منهما بعد ذلك سوا أنهما بمتاهة مشاعر،كأنهما بطريق بلا أي ملامح لنهايته ولا بدايته،مشاعر بلا لجام هائجة حتى النهاية،قُبلة عماد كانت رقيقة،حيرت عقل سميرة الذى عاد وتوقعت كالعادة القديمه سيبتعد عنها وينهض من الفراش،لكن خيب ظنها بل وتمسك بها وضمها الى صدرة يحاوطها بيديه بتملك عاشق لأول مره تشعر هذا الإحساس،رفعت رأسها ونظرت لوجهه تتأكد أنها ليست بحِلم،تبسم لها عماد وقبل شِفاها قُبلة ناعمة،ثم عاود النظر لها أغمضت عينيها للحظات ثم فتحتها مرة أخرى ونظرت له،وإزدردت ريقها ثم قالت بخفوت:

طلقني يا عماد.

❈-❈-❈

بمنزل هانى

قبل قليل

كان إستقبال مُميز من إنصاف لـ فداء، كذالك بسنت، وذاك الآفاق حامد، التى لا تشعر نحوه بالألفة ليس جديدًا عليها منه سبق وتعانلت معه كزبون لمحل البقاله وحدث بينهم خِلاف مُحتد لكن مر وقت على ذلك، والآن الوضع إختلف، هى سيدة هذا المنزل الآن.

بعد وقت صعد الإثنين الى الدور الثاني

بمجرد أن أغلق هانى باب الشقه إرتجف قلب فداء، لكن أظهرت الا مبالاة وقاومت الخجل قائله:

أخيرًا خلصنا من عم حامد انا وهو مش بنرتاح لبعض من زمان.

تبسم وهو يقترب منها قائلًا:

واضح إننا هنتفق، أهو حاجه إتفاقنا عليها أخيرًا.

نظرت له بثقه قائله:

لاء متقلقش هنتفق.

غمز بعينيه قائلًا:

مش عارف بتجيبي الثقه دى منين، بس إياك بعد شويه متقلبيش زى عادتك، عامله زي أمشير فى ثانيه بتقلبي.

فهمت قصده عن خجلها، حاولت السيطرة قائله بتتويه:

إنت مش جعان.

أومأ رأسه بـ لا، بينما هى قالت:

غريبه انا قولت هتجوع من الرقص اللى رقصته مع عماد ويمنى،عالعموم براحتك أنا جعانه جدًا،هروح أغير الفستان عشان مش يتلوث من الاكل،الآتلييه اللى مأجرة منه الفستان واخد من مرات عمي رهن،والله كان نفسي ياخدها هى نفسها رهن عشان مكنتش أرجع الفستان.

ضحك قائلًا:

واضح المحبة والالفه اللى بينك وبين مرات عمك، وبسيطة ممكن أدفع تمن الفستان وإحتفظي بيه.

إنفرجت ملامحها قائله:

بجد، طب ليه مقولتش كده من الاول، يلا مش مهم… بكره لما مرات عمي تجي عشان تاخد الفستان عشان تفك الرهن، هقولها إنك هتدفع تمنه وانا هحتفظ بيه للذكري، بس بكره إيه مرات عمي واخدين منها خاتم دهب رهن، هتلاقيها من الفجر هنا عشان تاخد الفستان ده عندها عيل من عيالها يبات بره ولا حد ياخد منها حاجه بالذات من دهبها.

ضحك أكثر قائلًا:

انا بقول تروحي تغيري الفستان عشان مرات عمك ترجعه وترجع الخاتم بتاعها.

نظرت له قائله:

بالعجل رجعت فى كلامك مش كنت هتشتريه.

ضحك قائلًا:

عادي لما ارجع فى كلامي،وبطلي رغي أنا مصدع من صوت المزيكا العاليه،كلمة كمان هرميكي بالفستان من البلكونه.

نظرت له بغيظ قائله بتحدي:

متقدرش ترميني كنت….

قطبت على بقية تحديها حين إقترب منها بوعيد،سريعًا هرولت الى غرفة النوم وأغلقت خلفها الباب.

ضحك هاني وطرق على باب الغرفه قائلًا:

خلصي بسرعه،أنا مصدع.

-براحتي.

قالتها من خلف الباب،وهى تلهث ثم نظرت نحو تلك الصنيه،وإقتربت منها ولجوعها نظرت لها بإشتهاء…لعقت شفتاها بلسانها قائله:

خلاااص بح للدايت أنا هروح اقلع الفستان وأهجم عالصنيه بقالى أسبوعين عايشه عالزبادى بليمون لغاية ماجالى حموضة منهم ومعدتى قربت تطبق فى بعضها.

بعد قليل،إستبدلت الفستان بعباءة منزلية بنصف كُم،رغم ذلك تحد تفاصيل جسدها،خجلت منها لكن بداخلها هى أرحم من ما ترتديه أسفلها…

بينما هانى كان يجلس على إحد مقاعد الردهة لا يعلم سبب لشعور الإنشراح الذى يشعر به،حتى أنه نسي تلك التى نغصت عليه حياته،وشبه كرهته فة النساء، بعد دقائق إستغيب فداء،نهض واقفًا وقرر أن يشاغبها،ذهب نحو باب الغرفه وقام بالطرق عليه ثم أعطي ظهره للباب قائلًا:

إخلصي الساعه بقت واحده الصبح.

تفاجئ بصوت فتح الباب إستدار ينظر لها.

شعرت بحياء قائله:

انا خلصت.

تمعن النظر لها كانت أزالت مساحيق التجميل،كذالك تلك العباءة الزيتونية اللون التى تحد جسدها تُظهر أنوثتها،ولتكملة المنظر كان هنالك وشاحً كبيرًا ينسدل من فوق رأسها الى ذراعيها،غير مُحكم فإنسدل عن راسها وذراعيها أرضًا،توترت وإنحنت تجذبه،لكن هو سبقها وإنحني هو الآخر وجذب الوشاح نظر الى وجهها تبسمت له بحياء،وهى تاخذ الوشاح منه قائله:

مش هتاكل.

ضحك قائلًا:

هاكل.

تبسمت وهى تنهض تتجه نحو صنية الطعام وهو خلفها،جلسا يتناولان الطعام بصمت الى أن شعر هاني بالشبع

مسح فمة بالمحرمه قائلًا:

الحمد لله شبعت.

ثم نظر نحو فداء التى مازالت تلتهم الطعام رغم ان الأطباق التى أمامها أصبحت شبه فارغة، تبسم بمكر واراد أن يُشاغبها قائلًا:

واضح إنك كنتِ جعانة أوي.

اخذت حديثه ببساطه وبقبول قائله:

فعلًا كنت جعانة جدًا، بقالي اسبوعين كنت عاملة دايت.

إستفسر سائلًا:

بأكلك ده ضيعتي الدايت.

نظرت نحو الطعام قائله:

لاء ما خلاص بقى مبقيتش محتاجه للدايت الليلة عدت.

سألها بعدم فهم:

ليلة أيه اللى عدت.

اجابته بتلقائيه:

الليله، قصدى الفرح يعني.

إستفهم سائلًا:

وأيه دخل الليله بالدايت.

تركت الطعام وأجابته بتوضيح:

انا كنت عاملة دايت عشان فستان الفرح اللى اختارته كان ضيق عليا شويه، عملت دايت قاسى لمدة أسبوعين وأهو جاب نتيجه ولبست الفستان وكان روعه عليا.

تهكم بإستهزاء قائلًا:

يعنى كنتِ بتخسي عشان الفستان ودلوقتى خلاص بقى، ويا ترا كان إيه هو الدايت القاسي اللى عملتيه، إستغيتي عن اللبانه.

إرتشفت بعض المياة ثم أجابته:

فعلًا إستغنيت عن مضغ اللبان العادي المسكر، بس كنت بمضغ لبان دكر، إنت متعرفش إن اللبان الدكر المُر بيساعد عالتخسيس وقفل الشهيه، طعمه مش حلو، يلا فترة وعدت.

نهض واقفًا يقول:

أنا رايح أتوضى.

لم تفهم وسألته:

هتتوضا ليه دلوقتي، الساعه قربت على واحدة ونص هتصلي إيه دلوقتي.

نظر لها بإستهزاء ببلاهتها قائلًا:

هصلي قيام الليل، ولا اقولك هصلي تهجد، ولا هصلي إستسقاء أصل المطر إتأخر السنه دي.

نظرت له بغباء قائله:

مطر إيه اللى إتأخر إحنا لسه فى الخريف.

شعر بضيق من غبائها المُستفز قائلًا:

إن كنتِ شبعتي إنتِ كمان قومي إتوضي.

نظرت الى الطعام امامها قائله ببلاهه:

لاء انا لسه مشبعتش صلي إنت وانا هبقى أصلي بعدين… لاي سبب من اللى قولت عليهم.

تنهد بصبر وإنحنى على أذنها همس بشئ

شعرت بهزة فى جسدها كاملًا تشردقت (شِرقت)، ناولها كوب الماء يخفي ضحكتة، إرتشفت كثير من المياة

تهكم ببسمة ساخرًا بمزح:

بقالك ساعه مش مبطله أكل قدامى ومش مكسوفه ونسفتي الأطباق كمان ومفيش لقمة وقفت فى زورك، وكلمتين قولتهم، شرقتي وشكلك هتموتي.

إبتلعت ريقها ونهضت واقفه تضع يدها حول خصرها قائله:

إنت هتبص لى فى الأكل من أولها، بعدين الصنية دى من بيت أهلي، وبعدين مرات عمي قالتلى، كُلوا صنية العشا كلها، دى صنية الوفاق… عشان تتفقوا مع بعض.

-إسمها صنية الإتفاق مش الوفاق.

قالها ضاحكًا ثم إستهزأ:

مرات عمك قالتلك كده ومن إمتى سمعتي ليها كلمة… إشمعنا فى دي، أنا رايح أتوضا وانام متوضي عشان محلمش بكوابيس وأنا نايم كفاية الكوابيس اللى بشوفها وأنا صاحي.

إستغبت سائله:

كوابيس أيه اللى بتشوفها وإنت صاحي، إنت أساسًا سديت نفسي خلاص.

نظر هانى نحو صنية الطعام وتلك الاطباق الخاويه قائلًا:

فعلًا نفسك مسدوده، على ما أرجع من الحمام تكوني أكلتي الاطباق نفسها.

شعرت بتريقته قائله:

لاء عشان ترتاح هاخد الصنية أوديها المطبخ، خلاص نفسي إتسدت.

ضحك وهو يتخطاها نحو حمام الغرفة، بينما فداء ذهبت الى المطبخ وضعت الصنيه تنظر الى الاطباق قائله:

والله عنده حق، الاطباق فضيت، كنت بعوض حرمان الايام اللى فاتت…ظلت لدقائق واقفه تشعر بخجل وتردد كيف تعود للغرفه مرة اخري،الى أن إتخذت القرار،عادت الى غرفة النوم كان هانى يخرج من حمام الغرفه يرتدى مئزر حمام شبه قصير يزمه بعشوائيه على جسدهُ صدره يظهر من فتحة المئزر كذالك ساقية للمنتصف تقريبًا،شعرت بخجل،تنهد هانى حين راها قائلًا بمزح:

فين صنية الاكل، أكلتي الاطباق كمان.

نظرت له وتركت الخجل قائله:

لاء طبعًا، ومن فضلك بطل تريقه عليا.

ضحك وهو يضع يده فوق فمه يشير بعلامة الصمت… وهو يقترب منها بمكر الى أن جذبها من خصرها عليه وضمها بين يديه، توترت وإرتبكت وحاولت دفعه، نظر لها قائلًا:

كده تفسدي وضوي، لازم أتوضا تانى، ولا أقولك تعالى نتوضا إحنا الإتنين… جذبها للسير معه

بعد قليل

نهضا من فوق تلك السجادة، إقترب منها وازاح ذاك الوشاح عن راسها، ورفع يدهُ يرفع ذقنها لتنظر إليه، لكن خجلت من النظر آليه، تبسم وهو يحنى راسه يقترب من شِفاها وكاد يُقبلها لكنها شعرت برجفه فى جسدها وإبتعدت للخلف، تبسم وهو يعود يجذبها من يدها ويقربها منه يلتقط شِفاها فى قُبلة ناعمة تزداد شغف، يشعر بحيائها، شعر كأنه لأول مرة يتذوق شِفاه أنثي عن حق هكذا كان

يُريد أنثي مرحه جريئه أحيانًا،كذالك لديها حياء وخجل، تُعطي لنفسها قيمة تجعلهُ غصبًا يعترف أنها

“ذات قيمة خاصة”

الحلقة العشرون

الشرارةالعشرون«عشق محكوم بالإحتراق

❈-❈-❈

كآن هنالك سحر خاص، أو تعويذة غرام أُلقيت عليه جعلته مُشتاقًا تواقً لتلك القُبلات واللمسات الخجوله من فداء، إمتلكها برفق، لأول مره يشعر بلذة لقاء حميمي، يشعر بهدوء نفسي ورضاء عكس ما كان يشعر سابقًا بنفور من نفسه قبل هيلدا، وطريقتها الفجة، كذالك يضحك بعد أن كان يكتئب… يضحك على خجل فداء التى بمجرد أن تنحي عنها جذبت الدثار عليها وأغمضت عيناها تهربًا منه، إتكئ على يده ونظر لها قاصدًا أن يشاغبها وضع يده على الدثار يحاول جذبه عنها قائلًا بمشاكسه:

لحقتي تنامي مش المفروض كنتِ تستحمي الأول.

سعُلت بشدة وتمسكت بالدثار وفتحت عينيها تنظر له بضيق صامته.

ضحك ولا يعلم لما إعتدل على الفراش وجذبها على صدره رغم معارضتها، ضمها بقوة، إستسلمت لذلك رغبةً منها تنهد مُبتسمًا يشعر بحِيره سائلًا:

إنتِ إيه يا فداء، أنا مش فاهمك، لما قابلتك فى بيت باباكِ ولقيت منك إصرار على إنك تتجوزيني، قولت معندكيش حياء، يوم الشبكة قولت مستفزة، يوم كتب الكتاب إكتشفت إنك خجولة، إتحير عقلي فى فهم طباعك، حتى دلوقتي حاسس إنك مزيج غير مفهوم.

نظرت له بفهم قائله:

ليه محسسيني إنى لوغاريتمات صعبة أوى كده، أنا بسيطة جدًا بحب أكون تلقائية.

-تلقائية.

اعادها وهو ينظر لها للحظة كاد يقول لها أنه زوج لأخرى وسيذهب بعد فترة لهناك، ألا تخشى أن ينشغل بها وينساها هنا… لكن تراجع وأغمض عينية يود العكس، يود نسيان هيلدا ومحوها من حياته،فتح عينية نظر لها كانت تبتسم بإشراق، ملامحها ليست أجمل من هيلدا بل العكس هيلدا حتى دون عمليات التجميل كانت جميلة الوجه قبيحة الخُلق، لكن هنالك بريق خاص لـ فداء ليس الشباب بل رضا النفس.

❈-❈-❈

بمنزل عماد

وعت سميرة حين لم يسمع عماد قولها ورفع وجهها ينظر لها بإستفهام سائلًا:

قولتي إيه يا سميرة أنا مسمعتش.

نظرت له بصمت للحظات ثم قالت:

مفيش.

كادت أن تبتعد عن صدره لكنه أحكم يديه حولها نظرت له كآنها تائهه هل هذا عماد الذي كان يتركها بالفراش وينهض بعد كل لقاء عاطفي، ما الذي تغير به، لما حين اردت أخذ قرار حاسم بالهجر تبدل هكذا، صورة زوج وحبيب، تنهدت بقوة.

تبسم قائلًا:

كل دى تنهيدة، حاسس إن فى حاجه شاغلة عقلك، سميرة بلاش تخبي عني حاجه.

نظرت له قائله:

مفيش حاجه شاغلة عقلي، بس يمكن مش متعوده يمنى تبقى بعيد عني.

تبسم قائلًا بإيحاء:

حضن يمنى أدفى من حضني.

هنالك احساس يضرب عقلها، يجعلها فى حالة توهان… بينما عماد نظر لها وقبل شِفاها قُبلة ناعمه أغمضت عينيها وفتحتهما وشهقت حين إستدار بهم على الفراش وأصبح يعتليها عينيه تنظر لها بشغف عاشق مُتيم… وهى بحالة توهان لكن إستسلمت لذاك الطوفان يأخذهم الى النهاية …

لحظات جعلت عماد يعترف سميرة هي نبض الحياة لقلبهُ، بينما هى رغم عشقها له لكن

صعب أن تشعر بالأمان مع من خذلها دون أن يسمع لها.

إنتهت لحظات الغرام ضمها لصدرة وغفى الإثنين لتنتهي ليلة هادئة

فى الصباح

فتحت سميرة عينيها ثم عاودت إغلاقها، تبسم عماد قائلًا:

صباح الخير.

تنهدت وهي تكاد تبتعد عن صدره قائله:

صباح النور.

أحكم عماد يديه عليها بل وإستدار بهم أصبح جسدها على الفراش وهو ينظر لها سائلًا:

مش هتقولي لى إيه اللى شاغل عقلك، متأكد إن فى حاجه حصلت هنا أول إمبارح كنتِ كويسه فجأة إتبدل حالك

نظرت له بتفكير ثم قالت ببساطة:

بنت عمي إتطلقت.

إندهش مستغربًا:

غريبة بالسرعة دي.

نظرت الى عينيه وتعمدت الرد ببساطة وبقصد

تلميح مباشر،لا ليس تلميح بل إيجاز :

عادي بتحصل فى بمجرد ما بيجوزوا بيطلقوا، بس للآسف بنت عمي فرصتها للرجوع معدومة لأنها مش حامل كمان طليقها إتجوز اللى كان بيحبها زي ما برر لنفسه الغدر بها.

نظر الى عينيها فهم حديثها جيدًا نهض من فوق الفراش جذب علبة السجائر والقداحه كذااك معطف خاص به وإرتداة وتوجه ناحية شُرفة الغرفه وفتحها كانت الشمس مازالت تشرق، شعر بهزة هواء باردة إخترقت جسدهُ زم طرفي المعطف عليه، وإشعل إحد السجائر، نفث دخانها يشعر بضيق، وتذكر همسها ليلًا

تأكد أنه لم يسمع قولها وطلبها للطلاق خطأ،

هل تظن أن شرائها لمركز التجميل سيجعلها تستقل عنه، يعلم جيدًا أن بقاء سميرة ليس لحاجتها للمال، بل السبب يمنى،سميرة لا تعلم أن عشقه لها نُقطة ضعفهُ،والسبب فى عدم أخذ قرار حاسم بشأن حياتهم معًا،لو كان قادرًا على الإبتعاد عنها ما كان عاد لها،كان سهل عليه الآعتراف بأبوة يمنى دون عودة زواجهما، أو كان طلقها بعد ولادة يمنى وما إستمر معها،لا يعلم لما هو ضعيف بشأنها،كلما حاول مقاومة ذاك الضعف يعود مرة أخرى بضعف وإشتياق لها.

بينما سميرة ظلت بالفراش وحدها كالعادة زفرت نفسها بآسى قائله:

للآسف مش هتتغير يا عماد.

نهضت من فوق الفراش نظرت نحو باب الشُرفه كان عماد وجهه للغرفه تلاقت عيناهم بحديث صامت كل منهم لدية مشاعر قوية إتجاة الآخر، لكن كل منهم يظن أن عشقهُ للآخر لعنة حياتهُ.

لا يعلم عدد السجائر الذى أحرقها، قبل أن يعود للغرفه تفاجئ بـ سميرة تلف وشاح رأسها

نظر لها سائلًا:

إنتِ خارجه رايحة فين دلوقتي ناسيه إننا هنروح آخر النهار نصبح على هاني ومراته.

أجابته وهى مازالت تُعطي ظهرها له وتعمدت القول:

متختفش هرجع قبل آخر النهار أنا

رايحة أشوف بنت عمي أواسيها شوية… وأقولها متزعليش ربنا بيعوض، والجواز التاني بيبقى ناجح أكتر.

لم تنتظر وغادرت الغرفة، بل الشقة إنتباته حالة سُعال، فسرها أنها من السجائر الذي إلتهمها لكن هنالك شعور بالبرد يغزوا جسده، لكن هنالك شعور آخر يغزوا عقلة، سميرة فسرت حديثه مع هاني على هواها، هو كان يقصد تشجيعه بأخذ خطوه صحيحة بحياته ربما يجد السعادة.

زفر نفسه بآسف كلما حاول أن يأخذ زواجه من سميرة طريقًا واضحًا تعود الغشاوة مرة أخرى.

بعد وقت

نزل عماد الى أسفل تفاجئ بوجود يمنى مع والدته التى تبسمت له قائله بحنان ثم زم:

يمنى هتجي معايا هنروح نزور خالك،

والأكل لسه على طرابيزة المطبخ روح إفطر

ولا غيرت ريقك بالسجاير زى عادتك.

حاد النظر لها وتهرب قائلًا:

مش جعان،هروح المصنع اللى هنا أشوف سير العمل فيه.

غادر عماد بينما تنهدت حسنية ونظرت الى يمنى التى أقبلت عليها تبتسم حملتها قائله بهمس:

مش عارفة سميرة وعماد ليه بيضيعوا زهوة حياتهم.

تبسمت يمنى قائله:

ناناه مش هنروح عند خالوا.

قبلتها وتبسمت قائله:

يلا نروح بس بلاش تتشاقي.

تبسمت يمنى ببراءة تضرب يديها الصغيرتان ببعض قائله بطفوله:

يمنى مش تتشاقي.

قبلتها حسنية وتبسمت قائله:

يمنى عسل وقلب تيتا.

خرجن الإثنين كانت حسنية تحمل يمنى لكن كعادتها تود السير واللهو بالطريق، أنزلتها حسنية سارت امامها تلهوا بالسير وهى تبتسم لها لكن حذرتها:

يمنى تعالى هاتي إيدك وبلاش تتنططي لتوقعى تتعوري.

لكن يمنى تُعاند وتسير كما تشاء، الى أن إنصدمت بإحد النساء دون إنتباه… دفعتها تلك المرأة بغضب، قائله بزم:

مش تشوفي قدامك.

تلهفت حسنية على يمنى وإنحنت عليها ساعدتها على النهوض، وحملتها تربت على ظهرها بحنان ونظرت الى تلك التى دفعت يمنى عينيها تفيض غِلًا وهى تنظر الى حسنية التى لم تُبالي بها وسارت تُهدهد حفيدتها زفرت نفسها بغضب جم:

طبعًا زي العادة مش هتردي عليا، ضعيفة.

سمعتها حسنية ولم تُبالي وتهكمت على غبائها هل تظن عدم ردها علي تُرهات هانم ضعف، بل قوة هى لا تعني لها شىئًا لديها يقين أن شعبان لا يستحق سوا إمراة سيئة مثله،لكن شعرت بوخز فى قلبها حين نظرت الى يد يمنى المخدوشه، نفخت فيها قائله بحنو:

لما نرجع للبيت هدهنها لك مرهم والوجع هيروح.

اومات لها يمنى قائله:

هى زقتنى يا ناناه انا مش خبطت فيها.

ضمتها حسنية بحنان قائله:

معليشي يا روحي، ربنا هينتقم منها… عشان زقت ملاك زيك.

❈-❈-❈

بمنزل شبة صغير

وضعت إنصاف ذاك الطبق وجلست خلف تلك المنضدة الأرضية قائله:

بسنت يلا تعالي إفطري.

خرجت بسنت من إحد الغرف تضع حقيبة كُتبها على كتفها قائله:

مش هلحق يا تيتا خلاص ميعاد الدرس فاضل عليه نص ساعه يدوب على ما أوصل.

أومات لها إنصاف قائله:

خدي السندوتشات أهى كنت عاملة حسابي.

اخذت بسنت منها السندوتشات قائله:

تسلم إيديك يا تيتا همشى انا بقى إدعيلي عندي إمتحان فى الدرس والمستر ده غبي… والله فداء بتشرح أحسن منه.

تبسمت إنصاف قائله:

لاء إنسى فداء دلوقتي عروسه سبيها تتهني مع خالك.

تبسمت بسنت بتوافق، ونظرت الى ذلك الذي خرج من الغرفه يسعُل شعرت بإمتعاض وقالت:

سلام بقى يا تيتا عشان متأخرش.

بينما نظر لها حامد بجمود ثم نظر نحو منضدة الطعام بإمتعاض قائلًا:

فيها إيه لو كنا فضلنا فى دار هاني، هنا المكان ضيق.

نظرت له قائله:

هاني عريس ومحتاج يتهني مع مراته.

نظر لها بإستهزاء قائلًا:

وإحنا كنا هنقل هناة فى إيه، احنا كنا هنبقى فى الدور الأرضي وهو فى الدور التاني.

ردت إنصاف:

برضوا يبقوا على راحتهم مراته ممكن تتحرج مننا.

تهكم وهو يجلس بسخرية قائلًا باستهزاء:

محساني إنه أول مرة يتجوز.

ردت إنصاف:

وهى جوازة برة دى جوازه، دى جابتلي الحسرة فى قلبي، إدعي ربنا يهنيه ويرزقه الذرية الصالحة التى تفرح قلبي وقلبه، أنا اوقات كنت بخاف مينزلش مصر ويعيش هناك وأتحرم منه، لكن جوازته هنا هتخليه يرجع ويمكن مع الوقت يستقر هنا ويرتاح من الغُربة.

تهكم وهو يضع اللقمة بفمة قائلًا:

ما هى جوازة بره دى هى اللى السبب فى العِز اللى عايش فيه ولا هتنكري.

نظرت له بآسف قائله:

السبب تعبه وشقاه هناك هو بياخد منها إيه كفاية شبابه الضايع مع ست تقرب عليا فى السن،العمر بيعدي.

-شبابه الضايع، طب يا أختى أهو إتجوز، ربنا يهنيه.

رغم انها تعلم انها ليس من قلبه لكن آمن قائله:

آمين.

❈-❈-❈

مساءً

بمنزل هانى

لا يحتاج لسؤال عماد عن سوء مزاجه فالسبب واضح تبدوا سميرة هى السبب بعد أن ذهبت مع فداء الى المطبخ، جذب يمنى التى اشمرت كُم فستانها تشكوا له قائله:

الست زقتني وإتعورت وناناه دهنتها لى مش توجعني دلوقتي.

قبل هاني يدها قائلًا:

لاء غلطانه الست دى إزاي تزق ملاك جميله كده، اكيد هتروح النار.

اومأت يمنى رأسها له بتوافق، بينما نظر هانى الى عماد سائلًا:

مالك، اللى يشوفك يقول مش ده اللى كان بيرقص شمت فيا إمبارح.

فرك عماد جبينه قائلًا:

مفيش بس حاسس بشوية صداع يمكن من صوت المزيكا العاليه بتاع إمبارح.

تبسم هاني قائلًا:

هصدقك بس عشان يمنى فتانه.

تبسم عماد وهو ينظر الى يمنى، التى جلست على ساقي هاني تتحدث معه بألفة كالعادة معه، حتى عادت فداء مع سميرة كل منهم تحمل صنية وضعتها على تلك الطاولة ثم إنضممن لهما،نظر عماد الى سميرة التى تبدوا ملامحها هادئه عكس ثورة عقلة وذاك الآلم الذي بدأ يتوغل الى رأسه،ظلوا معًا لوقت يتحدثون،الى أن نهض عماد بسبب ذاك الآلم الذى برأسه قائلًا:

يلا يا يمنى تعالى معايا لازم نسيب العِرسان يتهنوا.

نهضت سميرة بتوافق، بينما قالت فداء:

ليه مستعجلين يا جماعه.

إقتربت سميرة منها وحضتنها وقالت بهمس:

إنتم عِرسان ولازم نبقى خِفاف عليكم يمكن هاني عاوزك فى كلمة سر ولا حاجه.

نغزتها فداء هامسه:

إتحشمي يا سميرة…وبلاش أهزأك قدام جوزك واقوله مراتك بقت قليلة الأدب.

ضحكت سميرة بسخرية دون حديث.

غادر عماد ومعه سميرة ويمنى،بينما نظرت فداء الى هاني شعرت بخجل قائله بتهرب:

هاخد الصوانى اوديها المطبخ.

تبسم هاني،بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،نظر له ثم نحو المطبخ،زفر نفسه يشعر بضجر لماذا كلما حاول نسيان هيلدا حتى لو لبعض الوقت تظهر ليتذكر مآساة حياته،فكر بعدم الرد،لكن يعلم أن هيلدا لن تمل وستعاود الإتصال،حسم قرارهُ وذهب نحو الشُرفه قام بفتح الخط،وسمع لهفتها تقول بالفرنسيه:

هاني حبيبي لقد إشتقت لك الن تأتى،الا يكفي إبتعادًا.

تهكم وظل صامتًا.

بينما عاودت هيلدا الحديث:

هاني لما لا تعود الى مارسيليا ونذهب سويًا برحلة خاصه الى أى مكان سياحيّ نستمتع سويًا.

أجابها بالفرنسيه:

لما أرجع نبقى نروح أي مكان يعجبك.

-ومتى ستعود.

كان سؤال هيلدا الذي اجابه هاني كآنه لا يود العودة:

لسه محددتش الوقت.

-لما هاني لا تعود لهنا أفضل كثيرًا لك…

صمتت هيلدا عن تكملة حديثها حين سمعت صوت نسائي خلف هاني، ثم عاودت سؤاله:

من تلك التى تُحدثك هاني.

بينما قبل لحظات عادت فداء من المطبخ الى الردهه لم تجد هانى لكن رأت تلك الشُرفة مفتوحه، ذهبت نحوها بتلقائيه، كان هاني يُعطيها ظهره لم ينتبة الا حين قالت:

أوعي تكون بتشرب سجاير يا هاني.

إستدار ينظر لها وتبدلت ملامحه، ثم قطب على حديث هيلدا قائلًا بالفرنسيه:

هبقى أكلمك بعدين دلوقتي مش فاضي.

فهمت فداء أنه يتحدث مع إمرأة بتلقائية سألته:

بتكلم مين.

أجابها بغضب:

وإنتِ مالك، ولا هتفتحيلى تحقيق من أولها، أنا بتخنق بسرعة.

شعرت فداء بحُزن قائله:

لاء مش هفتحلك تحقيق.

قالت هذا وغادرت، بينما رفع هاني يده يشد خصلات شعره بغضب يحاول تهدئة نفسه، ثم شعر أنه أخطأ بحق فداء، دخل الى الردهه، لكن لم يجد فداء، توجه الى المطبخ لم يجدها،توجه الى غرفة النوم، وجدها تجلس على الفراش لكن حين رات دخوله، إدعت إنشغالها بالهاتف… تنهد وذهب نحوها جلس لجوارها وتنحنح سائلًا:

بتابعي إيه.

إبتعدت عنه واجابته:

مش بتابع حاجه دى لعبة على الموبايل بسلي نفسي بها عشان مفتحش لك تحقيق.

تنهد مُبتسمًا وإقترب منها يضمه له قائلًا:

ولعبة إيه دى بقى، عرفيني يمكن نلعبها سوا.

حاولت الإبتعاد عنه، لكنه حاصرها، وأخذ الهاتف من يدها وضعه على تلك الطاولة ونظر لها بشعف يتملك منه لأول مرة كآنه لم يتزوج سابقًا، نظرت له بتذمر قائله:

من فضلك عاوزه موبايلي، و….

وضاع حديثها بجوف قُبلاته ولمساته الذى تأخذهما برحلة هناء.

❈-❈-❈

أمام مركز التجميل

خرجت عِفت تنظر نحو الطريق بترقُب إنتظارًا لسيارة الأجرة التى طلبتها، لكن فى أثناء ذلك رات ذاك الذي يقترب منها الى أن أصبح أمامها نظرت له بلا مبالاة، وكادت تتخطاه لكن هو وقف أمامها قائلًا:

أنا آسف.

تهكمت عليه قائله:

آسف على إيه ملقتش حد تصدمة بعربيتك النهاردة.

تبسم قائلًا بتوضيح:

لاء آسف على سوء الفهم اللى حصل فى المطعم، بصراحه…

قاطعته قائله:

ده موضوع ميهمنيش على فكرة، أنا وصلت لك موبايلك وإنتهي الامر على كده، بقى صاحبتك فهمت غلط ده شآنها مش شآني، ولو سمحت وسع التاكسي وصل.

تخطته وذهبت نحو سيارة الأجرة صعدت لها غير مُباليه له، نظر لها وتبسم يشعر بشعور جديد، لكن سُرعان ما نفضه هنالك هدف آخر برأسه مازال يسعى له.

❈-❈-❈

ليلًا

أثناء نوم سميرة شعرت كآن عماد يتحدث، فتحت عينيها تأكدت هو يتحدث،لم تفهم منه سوا كلمة “سميرة”

ظنت أنه مُستيقظ، مدت يدها نحوه لكن شعرت بسخونة صدرهُ العاري، إستغربت ذلك، نهضت وأضاءت ضوء الغرفه ثم عادت تنظر له كان وجهه مُتعرقًا للغايه، ومازال يتحدث، بل يهزي، وضعت يدها على جبينه شعرت بسخونه عاليه، إنخضت وتلهفت عليه تُحدثه:

عماد مالك.

لم يرد عليها وهو يهزي:

أنا بحبك يا سميرة.

تدمعت عينيها هو يهزي من تلك السخونية، تحركت سريعًا نحو الحمام، لم تجد أى علاج، وتذكرت انهم لا يأتون لهنا سوا قليل، تسحبت بهدوء من المنزل وذهبت الى صيدلية قريبه وصفت حالته لذاك الصيدلي، اعطاها بعض الأدويه، عادت سريعًا، تنهدت حين لم تشعر حسنية بخروجها، وضعت حقيبة الادويه على السلم ودلفت الى شقة حسنيه دخلت الى المطبخ مباشرةً، بحثت عن زجاجة خل، حتى وجدتها وكادت تخرج من المطبخ، لكن حسنية شعرت بوجود حركة ونهضت وجدت نور المطبخ مُضاء، ذهبت نحوه، حين رات سميرة تبسمت لها، بينما سميرة أخفت زجاجة الخل خلف ظهرها قائله:

حسيت إنى جعانه نزلت عملت سندوتش واكلته.

تبسمت لها حسنية قائله:

إنتِ مكنتيش أكلتي كويس عالعشا.

اومات سميرة سائله:

يمنى نايمه.

أومأت حسنية بـ نعم.

رسمت سميرة بسمه قائله:

أكيد غلبت حضرتك، بسبب جرح إيدها،دى حكت للكل عن وجع إيدها، هى كده لما تكون تعبانه.

تبسمت حسنية بغصه قائله:

لاء دى نامت علطول.

تبسمت سميرة قائله:

انا هطلع أكمل نوم،تصبحي على خير.

-وإنتِ من أهله.

تركتها سميرة سريعًا وأخذت حقيبة العلاج وصعدت،كان عماد مازال يهزى محمومًا،أعطته تلك الأدويه،وآتت بمنشفه وضعتها بإيناء به مياة بارده وخل مسحت له جسده بها،وظلت ساهره لجواره تُراقب حرارة جسده الى أن إنخفضت شعرت براحه.

بينما عماد كان يهزي بقسوة ذاك العشق فى قلبه،ويرا من بين هزيانه بداية رحلة العذاب بالغُربة

[قبل سنوات]

بعد أيام من مكوثه بذاك المشفى هنالك لم يكُن تعافى نهائيًا لكن بسبب تلك الرصاصه التى إخترقت ظهره،كان هنالك تحقيقًا

إدعى فقدان الذاكرة، لو أخبرهم السبب الحقيقي وانه مهاجرًا غير شرعي قد يتم ترحيله،إستغل هدوء المشفى وفر هاربًا،رغم آلم جسده،لعلمة باللغه الفرنسيه إستطاع الحديث الى أن وصل الى مكان يعلم أن به تجمع للمصريين، تحدث مع أحدهم وطلب منه المساعدة بإعطاؤه هاتفه ليقوم بإتصال هاتفي، بالفعل أعطي له الهاتف…

لم تخونه ذاكرته وهاتف والدته التى تشعر أن قلبها بين كفي الرحا يعتصر أيام لا تعلم عنه شئ، ردت على الهاتف، سُرعان ما فرح قلبها سائله بلهفه:

عماد إنت بخير.

رغم ألم كتفه أجابها:

أنا بخير ياماما ووصلت فرنسا، بس رقم موبايل هاني ضاع مني ومش عارف اوصله، روحي لمرات خالي وهاتي رقم موبايله منها.

تدمعت عينيها قائله:

حاضر يا حبيبي، سميرة هتفرح اوي إنك كلمتني دى لو تشوفها هتصعب عليك.

تبسم بإشتياق لها قائلًا:

إبقي طمينها عليا ياماما وقولى لها إنى وصلت بخير، وأنا بس اوصل لـ هانى هكلمها.

تبسمت له قائله:

هروح حالًا لـ إنصاف أجيب منها رقم موبايل هاني وهبعته على الرقم اللى بتكلمني منه.

بعد وقت

كان هاني يستقبل عماد وأخذه الى سكن به بعض المصريين المُغتربين، لكن عماد أخبرهُ أنه مُصاب برصاصه، تنهد هاني قائلًا:

طبعًا مش هنقدر نلجأ لأى مستشفى هشوفلك أى صيدلي يهتم بيك، وريح لك كام يوم أكون دبرت لك شغل.

تبسم عماد له، لكن طلب منه هاتفه قائلًا:

كنت عاوز موبايل.

تبسم هانى قائلًا:

فكرتني، أهو انا كنت عملت حسابي وإشتريت موبايل وأنا جاي فى السكه كمان إشتريت لك خط، خلينا ندخله فى الموبايل.

تبسم عماد له بإمتنان، بينما وضع هاني يده على كتفه قائلًا:

بلاش البسمه دى الموبايل والخط هتدفع تمنهم بعدين، إحنا هنا فى الغُربه، محدش بيعرف ولا بيجامل التاني.

تبسم له عماد، بعد قليل تجنب بعيدًا وقام بالإتصال على هاتف سميرة، وهو ينظر الى يده اليمنى التى مازال خاتم خطوبته ببنصرة الشئ الوحيد الذى لم يفارقه بين دوامات المياة المالحة، حين ردت عليه، شعر كآن كل ذاك الآلم الذى مر به إنتهي، بينما هى بكت قائله بلهفه:

عماد إنت بخير، طنط حسنية قالتلى إنك كلمتها.

تبسم قائلًا:

أنا بخير الحمدلله وصلت لعند هاني إبن خالي وهيشوفلي شغل.

تنهدت براحه قائله:

الحمدلله، ربنا يسهل لك طريقك.

تبسم عماد قائلًا:

وحشتيني يا سميرة.

خجلت من حديثه وصمتت.

سألها:

ساكته ليه؟.

اجابته بخجل:

بسمعك.

-وليه مش بتردى عليا.

خجلت قائله:

ما انا برد أهو.

ضحك قائلًا:

لاء المفروض أقولك وحشتيني، تقوليلى وإنت كمان يا حبيبي.

سعُلت بشدة.

ضحك عماد قائلًا:

بحبك يا سميرة.

ظلت صامته وقلبها يُرفرف بداخلها.

تسأل عماد:

لسه على وعدك يا سميرة.

أجابته بتسرُع:.

على وعدي وهستناك العمر كله يا عماد.

شعر عماد بإنشراك، وتبسم حين رأي إقتراب هانى منه،وقطب على حديثه معها قائلًا:

هقفل دلوقتي وهرجع أكلمك تانى.

تبسمت بخجل قائله:

تمام هنتظر إتصالك.

أغلق عماد الهاتف، ونظر الى هاني الذى إقترب منه قائلًا:

خلاص إطمنت على اللى فى مصر، حافظ بقى على صحتك كام يوم على ما جرح كتفك يلتأم فى قدامي كذا شغلانه هشوفلك المناسب أكتر، أهو قدامك كام يوم تحب فيهم، لآن الشغل هنا مبيرحمش.

[عودة]

إنتهت تلك الذكرى حين فتح عماد عينيه ورأي سميرة بغشاوة تنهد عاشقًا،يلومها قلبه لما أخلت بوعدها لها ولم تنتظر كما قالت،فصل عقله وأغمض عينيه مُستسلمًا لغفوة.

بينما سميرة ظلت ساهرة جوارهُ تُراقب حرارة جسده الى أن أصبحت شبه طبيعية، سمعت كل هزيانه الذي أربك عقلها وقلبها وضعهم بين خِلاف كالعادة

قلبها مُتيم بعشقه

عقلها يتملك منه الظنون ويخشي الهجر.

❈-❈-❈

صباحً

بمنزل هاني

إنتهت فداء من تحضير طعام الفطور نظرت له بتقيم وتذوقت إحد قطع الجُبن قائله:

فطور ملوكى، أما أروح أشوف هاني اقوله إنى جهزت له فطور، إمبارح كان بيشكر فى طبيخ مرات عمى الماسخ، شكله طفس وهمه على بطنه.

بالفعل بعد لحظات

دلفت الى غرفة النوم نظرت الى هانى الجالس عاري بجذعه العلوي، ربما عاري تمامً لكن دثار الفراش يستر نصف جسده، إستغفرت هامسه بصوت مُنخفض:

مش عارفه ده مش بيحس بالساقعه زى بقية البنى آدمين ده ولا أيه، آه عايش معظم الوقت فى فرنسا وهناك معظم الوقت عندهم ساقعه… ساقعه أو حر هما معندهمش حيا وهو أكيد بقى زيهم.

تبسم عماد الجالس فوق الفراش يضع حاسوب خاص على ساقيه المُمدوده يعمل عليه… هو شبه سمع حديثها الهامس، وإدعى عدم الإنتباة الى وجودها بالغرفه وإنشغل بالرد على إحد رسائل الحاسوب.

بينما هي زفرت نفسها وقامت بمضغ تلك العلكه التى بفمها وبحركتها المُعتادة، صنعت منها بالونً صغير أمام شفتاها سُرعان ما أصدر صوت فرقعه طفيف… رفع وجهه عن الحاسوب، ونظر نحوها وجدها تسحب تلك العلكه لفمها مره أخرى تحاول فعل بالون، تبسم قائلًا:

إنت اللبانه عالدوام كده بين سنانك بتمضغي بها، وتفرقعي بالونات.

اجابته بظرافه لا تقصدها:

اللبانه جزء من شخصيتي.

ضحك بإستمتاع لدرجة أن عيناه قد لمعت بدمعة سعادة، لو قال له أحدًا، ستعود لك إبتسامة ذاك الطفل ذو العشر أعوام قبل أن تقسو عليه الحياة، الإبتسامه التى كانت من القلب، ستعود مره أخرى لما صدقه، لكن مع تلك عاد القلب يشعر بإنتعاش مره أخرى… إقتربت منه وهى تمضغ تلك العلكه وتصنع بالونات تُطرقع قائله:

أنا جهزت الغدا فى المطبخ.

ضحك ونظر لها بمكر قائلًا:

مش المفروض إننا عِرسان وناكل وإحنا نايمين عالسرير.

نظرت له بسخط ولوت شفتاها بحركه كوميديه قائله:

آه المفروض إننا عِرسان بس هناكل وإحنا نايمين إزاي، كمان ده مُحن فاضي مش بيحصل غير فى المسلسلات والأفلام والروايات، ضحك عالعقول الفاضيه.

ضحك وهو يجنب ذاك الحاسوب جانبًا، وبمباغته منه جذبها لتُصبح مُمدده فوق الفراش وهو يعتليها، شهقت بخضه، وبحركه تلقائية إبتلعت تلك العلكه التى كانت بفمها حتى شعرت أنها رغم ليونتها وصِغر حجمها لكن كالحجر تسد حلقها، سُعلت بشده، ضحك وهو يتجنب عنها قليلًا وجذب كوب الماء الموضوع على تلك الطاوله المجاوره للفراش، ومد يده به لها، رفعت جسدها قليلًا وأخذت كوب المياه إحتست القليل، ثم تنهدت براحه قائله:

أشهد أن لا إله الا الله.

ضحك وهو يأخد كوب المياه وأعاد وضعه على الطاوله، بنفس الوقت كانت تستعتد للنهوض لكن إعتلاها مره أخرى ولم ينتظر، خلل إحد يديه بين خُصلات شعرها المُجعدة المتناثره حول رأسها فوق الفراش، بسبب خشونتها لم تنساب يدهُ بين خصلات شعرها، تبسم، لاحظت ذلك وقالت بلا مبالاة، ماما ومرات عمي قالوا لى أستشور شعري عشان يبقى سايح ونايح، بس انا مرتضتش قولت انا بحب أبقى على طبيعتي، وبعدين دى جوازة العُمر، يعني هكدب النهارده ولا بعدين.

-“جوازة العُمر”.

طنت الجمله برأس  هاني، شعر بغصه فى قلبه لتلك التى تظن أن زواجهما سيدوم، لا تعلم أنه مُحدد بوقت، لكن غفلهُ قلبه بإشتهاء، حتى إن كان لوقت لا مانع من الإستمتاع بلحظات عشق محكوم بالإحتراق.


الحلقه 21/22/23/24/25 من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم