رواية واحترق العشق الحلقة السادسة والسابعه والثامنه والتاسعه والعاشره بقلم الكاتبه سعاد محمد سلامه حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية واحترق العشق الحلقة السادسة والسابعه والثامنه والتاسعه والعاشره بقلم الكاتبه سعاد محمد سلامه حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
مارسيليا
تهكم هانى وإنفرجت شفتاه ببسمة سخريه على هُراء هيلدا، أجل هُراء ماذا تظن هل عليه أن يتزوج من إمرأة أخرى بعقد شرعي مشروط بالإنجاب فقط، يعلم أن بالتأكيد هنالك من ستوافق بذلك من خبرته لسن كل النساء جميعهن ملائكه هنالك من قد توافق على ذلك مقابل لحصول على مبلغ مالى وهنالك من توافق جبرًا لإحتياجها، وهو لا يريد تلك ولا تلك، حقًا أصبحت رغبة وجود أطفال لديه تؤثر عليه مُؤخرًا، بسبب ذاك البريق البرئ الذى يراه بعين إبنة عماد وتلك الصور الذى يُرسلها له من حين لآخر، كذالك يشعر أنه مثل ماكينة الأموال التى تضخ مال لأشخاص، ربما تربطهم صلة الدم فمنهم أخوات غير أشقاء من والدته التى تزوجت إبن عم والدهُ بعد وفاة أبيه وهو بعمرالعاشرة فقط ليتحمل مسؤلية أخته الوحيدة بذاك الوقت، رغم سوء معاملة زوج والدته لهما وتفرقته بينهم وبين إبنيه، كان حاميًا لأخته التى تصغره بثلاث أعوام، أخته التى فتك المرض بجسدها وتوفيت قبل أن تُكمل الرابعة والعشرون وقتها لم يكن بـ مصر علم الخبر الذى ترك ندبً بقلبه لم يستطيع توديعها الوداع الأخير، لكن كان هنالك لُطفًا من الله تلك الطفلة التى تركتها أخته،وكان عمرها آنذاك أربع سنوات نسخه صغيرة منها هى الأحب الى قلبه أكثر من أخويه الغير أشقاء من أجلها فقط يتغاضى عن تلك الأموال التى يُرسلها الى والدته من أجل الإعتناء بها وبشؤونها بعد زواج أبيها بإمرأة أخري لا يود لها أن تعيش مآساته هو وأخته بكنف زوجة أب قد تحجد عليها وتُذيقُها ويلات، تكفل بتلك الطفلة التى أصبحت الآن شابه يافعه بعُمر السابعة عشر تُشبه والدتها بكل شئ حتى بالحنان البسمة الناعمه كـ إسمها”بسنت”
رغم أنه يشعر نحوها بأبوة، لكن هنالك جزء ناقص بحياته بالتأكيد ليست الأبناء والا كان سهلًا عليه الزواج من قبل، بإمرأة أخرى غير هيلدا…
نظر نحو هيلدا التى تود أن يقول لها أنه لا يفكر بمكانه لإمرأة أخري فى حياته غيرها، لكن لو قال هذا لن يُرضي حِقدهُ السابق منها وبسبب غيرتها كادت تقتلهُ،لمعت عينيه ببريق ونهض قائلًا:
تمام هفكر فى الموضوع ده بعدين دلوقتي انا مُرهق ومحتاج أنام.
جوابه كان صادمً لها أرادت أن يقول لها بقطع أنه لا يفكر بذاك الأمر… لكن خذلها، شعرت بغلول وحقد، هو ناكر للجميل.
❈-❈-❈
بـ المحلة الكبري بالسيارة
إدعت سميرة الإنشغال بالمرح مع يمني تشعر بزفرات عماد الغاضبة.
بينما نظر عماد نحو سميرة بغضب وكاد يتحدث بإستهجان لكن وجود يمنى لجم غضبه وهو يقود السيارة بهدوء عكسي الى أن وصلا أمام تلك القاعه الخاصه بالأعراس لم تكُن قاعة فخمه،قاعه متوسطة
ترجل الإثنين من السيارة وحملت سميرة يمنى،وذهبت نحو وقوف عماد ثم دلفا سويًا الى تلك القاعة تسلطت عليهم عيون البعض تشعر بحسد وحقد، لكن عين عايدة نظرت لهم بسعادة تتمني دوام هذا الوفاق الظاهر عليهم، حقًا هما يليقان ببعض، غص قلبها من قسوة القدر حين يتدخل بالمنتصف بين العُشاق، هذا ما حدث لهما، والسبب كان قِلة الحِيله، لم تتفاجئ بذاك الآفاق”عبد الحميد” سِلفها الذى ذهب نحو عماد ورحب به بمبالغة، أليس هو من كان السبب المُباشر بفراقهم، وأليس هو من إستقل من نسب عماد ذات يوم، أليس هو من إتهمه بالطمع حين تقدم لـ سميرة بعد أن أصبحت أرمله وكلماته تطن برأسها “أكيد جاي طمعان فى الفلوس اللى ورثتها عن المرحوم نسيم”، الآن عماد إختلف حين يُذكر إسمه تصحبه هاله خاصه، تُخفى ماضي شاب قاسى فى الحياة… كم للقدر من أحوال لو حُكيت سابقًا لكانت إختلفت الحياة، تبسمت لـ سميرة التى إقتربت من مكان جلوسها، وفتحت يديها لتلك الصغيره التى ذهبت نحوها مباشرة تُقبلها، ضمتها بحنان وأجلستها على ساقيها، جلست سميرة وعماد الى جوارها يشاهدون ذاك العُرس، بداخل سميرة لم تتمنى يومً عُرسً فقط تمنت عماد، حتى هو ربما كان أهم حِلم وأمنيه بحياته كانت رؤيته لـ سميرة بالثوب الأبيض عروسً له،لكن كان القدر غادرًا وأضحي هذا سرابً،حتى بعد زواجه بها كآن تلك الزهوة إختفت فى قلبه،لكن بسمة ومرح تلك الصغيرة التى وضعتها عايده أمامهم فوق الطاوله تتمايل بطفوله تُقلد ما تراه،ضحكوا ثلاثتهم عليها كانت هى بسمتهم دائمًا.
بعد حوالى ساعه ونصف من المرح بدأت يمنى تهدأ حركتها كذالك عماد شعر بملل ورتابه، نهض واقفًا، نظرت له سميرة قبل أن تسأله أجابها:
حاسس إنى زى المتكتف هطلع بره شوية أشم هوا وراجع.
تبسمت بإيماءة، وعادت تبتسم لـ يمنى التى تقاوح رغم إجهادها تود المرح…
بينما خرج عماد الى خارج القاعه،فتح سيارته وجلب علبة السجائر والقداحه،أشعل إحداها وقف يُنفث دُخانها بضجر،حتى إنتهت تقريبًا، سحقها أسفل قدمهُ، وزفر نفسًا بملل وإتخذ القرار يكفى سيعود للداخل من أجل أن يصطحب سميرة ويمنى ويغادروا هذا العُرس، بالفعل عاود نحو الدخول لكن أثناء صعود السُلم صدفه رفع رأسه ونظر أمامه، بنظره خاطفه لم تستمر لحظات، وهو يعود للسير بلا مبالاة، وتحجرت عينيه مثل قلبه وهو يرمق ذاك الذى كان بالمقابل له بنظره خاطفه، لم يهتم أنه نطق إسمه بخفوت ولوعه:
عماد.
رغم أنه سمع نداؤه بإسمه لكن لم يلتفت له وأكمل صعود السلم، غير مبالى بذلك الذى نظر خلفه يرا تجاهل ولدهُ الوحيد له تذكر أحدًا ذات يوم نصحه:
“إنت بتضحي بإبنك الوحيد، متفكرش إنه فى يوم قلبه هيرق لك، بالعكس الأيام هتزود القسوة فى قلبه لما يكمل إتناشر سنه ويقابلك فى الشارع صدفه مش هيعبرك وهيشمئز منك ومش هيعرفك”.
أصبح الآن عمرهُ مضاعفات الإثنى عشر، وإقترب من منتصف الثلاثون، ونفر من رؤيته وإدعى عدم معرفته تجاهل حتى نداؤه بإسمه مُتعمدًا
دمعة حسرة إنسابت من عينيه لقد صدق قول ذاك الشخص، الآن وجهه بوجهه إبنهُ ولم يبالي به وأكمل طريقهُ الى الأعلى بينما هو يتدنى الى الأسفل، ربما كان هذا عدلًا يستحقه بعد أن تخلى عنه وسار خلف أهواء والدته التى يومً وضعته بإختيار بينها وبين إبنه قسوةً وحجود منها بسبب حقدها من حُسنيه زوجتة إختارها ولم يهتم بنتيجة الإختيار الذى إنحدر بحياته بعدها ظنًا ان القسوة ليست سوا لبعض الوقت،لكن القسوه هى الشئ الوحيد القابل لإكتساب المزيد،إبن حسنيه التى ضحت بحياتها من أجله أصبح ثريًا ولم ولن ينسى لها انها ضحت بحياتها من أجله،بينما هو تخلى عنه بأشد أوقات الحاجه الى سند كانت حُسنيه سندهُ المانع أمامه هو نفسه،حقًا لم تزرع الكُره بقلبه ناحيته لكن إكتسب ذاك الكُره من الحياة الصعبه الذى عاشها منذ نعومة أظافره…وهو بعمر السادسه كان يعمل مع أمه كى لا تسمح لأحد بالإنفاق عليه ويكسر عينيه لاحقًا… خسر كما قيل له، لكن مازال هنالك أمل سيستغله ربما وقتها ينال صفح عماد.
بينما عماد بمجرد أن رأه شعر ببُغض ونفور أجل بُغض من حجودهُ القديم وتخليه عنه ..
نفور من ماضى كان قاسيًا على طفل يستغنى جبرًا عن ما يحتاج إليه
تذكر نفور عم سميرة منه حين طلبها للزواج إستقل به كثيرًا وقال له لا يود وضع يدهُ بيد إبن بائعة القماش التالف… أراد رجُلًا حتى أنه شبه عايرهُ بتخلى والده عنه، وأنه ربما يرث صفات أبيه ويستغني عنها بإمرأة أخرى بنظرهُ أفضل… لم يسمح لتلك الذكريات كثيرًا حين عاود الى داخل القاعه ورأى يُمنى تتمايل بإرهاق تبسم، ذهب نحوهن وإنحنى جوار أذن سميرة قائلًا بنبرة أمر:
مش كفاية كده أنا زهقت.
نظرت له وأومأت برأسها بتوافق قائله:
تمام، الحفله أساسًا هتخلص، خلينا نمشى قبل الزحمه بس هروح أسلم على بنت عمي وأرجع بسرعه.
أومأ لها قائلًا:
تمام هاخد يمنى وأستناكِ عند للعربيه.
أومأت له مُبتسمه.
بعد دقائق زفر عماد نفسه بضجر، رغم أن سميرة لم تتأخر كثيرًا، لكن يشعر بضيق نظر الى سميرة التى تقترب من السياره وتنهد قائلًا:
لسه بدري.
تبسمت سميرة بتفهُم قائله:
أنا مغبتش يادوب سلمت عالعريس والعروسه ونزلت فورًا.
زفر بضيق قائلًا:
تمام يلا إركبِ خلينا نرجع للبيت بينا حساب.
توترت سميرة وإرتبكت وإدعت عدم الفهم سائلة:
حساب أيه.
نظر لها قائلًا بشبه عصبية:
إركبي يا سميرة فى البيت هتعرفى حساب أيه.
صعدت سميرة الى السيارة كانت تُشاغب يمنى التى بدأ النُعاس السيطره عليها، نظر لهن عماد وسأل سميرة:
يمنى شكلها عاوزه تنام.
تبسمت لها بحنان قائله:
هِلكت من الرقص، واللعب، بس مأكلتش ومش عاوزاها تنام قبل ما تتعشى.
تبسم وهو يشاغب فى يمنى، التى إمتثلت مع مشاغباتهم الى أن وصلوا الى المنزل ترجل عماد أولًا أخذ يمنى من سميره ثم ترجلت سميرة سُرعان ما إنخضت حين سمعت صوت إغلاق آمان السياره،ضحك عماد،وهو يسير نحو باب المنزل،بينما خجلت سميرة من ذلك…فتح باب المنزل وتجنب بـ يمنى حتى دخلت سميره وهو خلفها،رفعت ذيل فستانها قائله:
هغير الفستان بسرعه وأحضر الأكل بسرعه قبل ما يمنى ترجع تنعوس تانى.
أومأ عماد،بعد قليل جلست سميرة تُطعم يمنى تتحاشى النظر لـ عماد،الى أن شبعت يمنى وتثائت،نهضت تحملها قائله،هغير لـ يمنى هدومها عشان تنام بقى.
قبل ان يتحدث عماد صدح رنين هاتفه،إستغلت سميرة ذلك وأخذت يمنى الى غرفة النوم وسريعًا خففت من ثيابها وضعتها على الفراش وتسطحت جوارها،وإدعت أنها نعست جوارها،بينما عماد أنهي حديثه مع من كان يحدثه وذهب نحو غرفة النوم لكن تفاجئ بـ سميره تحتضن يمني وتغمض عينيها،همس بإسمها:
سميرة.
لم ترد عليه وإدعت النوم تهربً،حتى أنها شعرت بزفرته وهو يعاود الهمس ولم ترد، تنهد وهو يُطفئ ضوء الغرفه الا من ضوء خافت غادر الغرفه وتركهن، فتحت سميرة عينيها وتنهدت بإرتياح تعلم أنه مؤقت ، بينما ذهب عماد الى غرفة النوم الاخرى كانت غرفة صغيره بها فراش صغير تمدد بجسده عليه، لكن سُرعان ما شعر بالسُهد، قرر النهوض وذهب الى تلك الغرفه الأخري،بلا تفكير،تمدد على الناحيه الأخرى للفراش أصبحت يمنى بالمنتصف، أغمض عينيه سُرعان ما ذهب الى النوم، لم يشعر بشئ الا فى الصباح حين فتح عينيه بعد أن شعر بصفعه خفيفه على عُنقه تبسم حين وجدها يد يُمنى التى مازالت نائمه لكن إبتعدت عن المنتصف نحوه كذالك سميرة مازالت نائمه وجهها له، إتكئ على إحد يديه ونظر الى ملامحها بعشق إقترب منها وكاد يُقبلها لكن تلك الشقية كانت خبيثه هى لم تكُن نائمه كما إعتقد ضحكت وهى تنهض من فوق الفراش وقامت بالصعود على ظهره مما أخل رأسه وبدل أن يُقبل وجنة سميرة قبل عُنقها إستيقظت سميرة حين شعرت بأنفاس عماد،قريبه منها للغايه وتزلزلت مشاعرها من تلك القُبله التى وضعها على عُنقها، لكن ضحكت حين رأت أفعال يمنى الشقيه وهى تجذب خُصلات شعر عماد، الذى تآوه بألم مرح، بينما إنتشى قلب سميرة بسعادة، ربما هذه هى المره الأولى التى تستيقظ من النوم وتجد عماد لجوارها هى وطفلتهم، حِلم تمنت أن يتحقق، لمعت عينيها ببريق سعادة تبسم عماد الذى رفع وجهه وإستدار يحمل يمنى التى كانت تقفز علي ظهره شبه لجمها لكن هى تود القفز، تبسمت سميرة عليها وهى تتلوى تحاول الخلاص من بين يدى عماد، وحين فقدت الأمل تذمرت بإدعاء ضحك عماد عليها كذالك سميرة التى مازالت تترقب رد فعل عماد… أزاحت الدثار ونهضت من فوق الفراش بتهرب قائله:
هقوم أحضر الفطور.
بعد دقائق تبسمت لـ عماد الذى دخل الى المطبخ يحمل يمني فوق كتفيه تتشبث بخُصلات شعره وهو يتألم منها بمرح، ضحكت قائله:
يلا إنزلى يا يمنى من على كتف بابي.
تشبثت يمنى بمرح بخُصلات شعره، حتى جذبتها سميرة عنوة، تذمرت لكن جلس عماد يضحك حين أرادت الجلوس فوق طاولة الطعام، ازاح عماد أطباق الطعام بجانب وأجلسها، تناولوا الفطور ببسمه مع مشاغبات يمنى، نهضت سميرة تفض الأطباق لكن نظرت لـ عماد سائله:
إنت هترجع القاهرة أمتى.
نظر لها قائلًا:
النهاردة المسا هنرجع إحنا التلاته، هروح أغير هدومي، عندى لسه شوية شغل هنا فى المحله.
لم تنتبه سميرة الى يمنى التى ذهبت خلف عماد، ونزلت خلفه تلك السلالم تود الذهاب معه، لكن عماد نادى عليها:
إرتجفت سميرة وخرجت من الشقة نظرت الى عماد الذى صعد يحمل يمنى، نظر لها قائلًا:
يمنى كانت نازله ورايا.
مدت يديها وأخذتها منه بصعوبه، تبسم عماد على تذمر يمنى قائلًا:
مش هغيب.
تسائلت سميرة بفضول:
هترجع أمتى، أنا المفروض اروح أصبح على بنت عمى وكمان أديها نقوط كانت منقطانى لما ولدت يمنى.
نظر لها قائلًا: تمام.
ثم
إقترب من أذنها هامسًا بتحذير:
ممنوع تخرجي من البيت المسا لما أرجع هنروح نصبح على بنت عمك وبعدها هنرجع للقاهرة مباشرةً.
أنهي تحذيرهُ بقُبلة على وجنتها ثم قبل وجنة يمنى وغادر مباشرةً، تركها تشعر بتشتُت،لديه توقع برد فعلهُ الرافض لو أخبرته أنها ستذهب الى منزل والدي “نسيم” ولكن هذا واجبً عليها.
❈-❈-❈
فى حوالى العاشرة صباحً
دلفت عايدة الى ذاك المنزل تبسمت لـ يمنى التى هرولت نحوها ضمتها بحنان، بينما تسألت عايده:
إتصلتِ عليا وقولتِ أجيلك هنا، وليه لابسه هدومك كده رايحة فين.
نظرت سميرة نحو يمنى ثم سردت لقاؤها بوالد نسيم بالامس كذالك ضيق وغضب عماد وانه اوصاها الا تخرج من المنزل،وانها تود زيارتهم.
تفهمت عايدة قائله:
يعنى عماد مضايق وإنتِ عاوزه تروحي تزوريهم فى دارهم،ليه بلاش تجيبي لنفسك نكد مع عماد،وإن كان عليهم أنا بكره اروح ازورهم بدالك.
نظرت لها سميرة قائله:
أنتِ عارفه يا ماما هى صحيح كانت ست عايقه،بس معاملتها معايا كانت طيبه،هى وأبو نسيم،كمان كلمتني من فترة وقالت لى لما أكون هنا أبقى أفوت عليها،هما ربع ساعه بالكتير هزورها وأرجع بسرعه عماد مش هيرجع قبل الساعه إتنين،أكون رجعت.
بعدم رغبة وافقتها عايده قائله:
خايفه تجيبِ لنفسك مشكله مع عماد،بس براحتك.
ردت سميرة:
لاء متخافيش عماد مش هيعرف،وانا مش هغيب،بس خلى بالك من يمنى وإن سألت عنى قولى لها نايمه،لانها أوقات بتفتن لـ عماد.
تبسمت عايده وهى تنظر نحو يمنى قائله:
موني دى أحلى فتانه، وهتفتن ليا دلوقتي.
ضحكت سميرة قائله:
طب أسيبكم بقى مع بعض ومش هغيب.
تنهدت عايدة وهى تنظر ألى مغادرة سميرة، تعلم تفكير عقل عماد، ولكن لا تُعطية العذر فى ذلك، سميرة لا تحكى لها شئ عن خصوصيتها هى وعماد لكن واضح كثيرًا تجبُر وتكبُر عماد معها.
❈-❈-❈
بعد وقت قليل
أمام ذاك المنزل، ترجلت سميره من التوكتوك، ودلفت إلى داخله مباشرةً، فتحت لها إحد الخادمات التى رحبت بها برحابة شديده، دخلت الى المنزل، تذكرت أول مره وطأت قدميها هنا كانت صدفة
« بالعودة قبل حوالى أربع سنوات ونصف»
بذاك الصالون التجميلي التى كانت تعمل به تساعد والدتها بتحمل نفقاتهم معًا، طلبت منها صاحبة الصالون الذهاب الى إحد النساء بالبلدة المجاوره من أحل تحفيف وجهها، ذهبت تعلم أنها ستأخذ مبلغً لا بأس به، لم تنتبه الى ثراء المنزل، لديها خلفيه ان تلك السيدة التى آتت من أجلها زوجة تاجر مواشي، بالتأكيد ثري، فتحت لها تلك الخادمه المنزل، ودلفت لكن بعد خطوات قليله كادت تصطتدم مع ذاك الذى توقف أمامها، شهقت بخضه، بينما هو تبسم لها وظل بنظر لها كآنه إفتُتن بها، بينما هى حايدت بعيد عنه وذهبت خلف الخادمه الى تلك الغرفه بينما هو ذهب خلفهن وتوقف امام باب الغرفه، ينظر لها وهى تقوم بتحفيف وجه والدته الى أن إنتهت، ونهضت كي تُغادر، إصطدمت به مره أخرى، لكن نفضت عن رأسها، لا تعلم أنها توغلت من رأس ذاك الولد الوحيد لدا والديه اللذان يتمنيان أن يتزوج، بالفعل سار خلف سميرة الى ان وصلت الى صالون التجميل مره أخرى وسأل عنها، لم يهتم حين علم أنها مخطوبه، وسأل عن من المسؤول عنها، وعلم أنه عمها، طلبها منه وحين أخبرهُ أنها مخطوبه أغراه بكثرة الهدايا والمال.. جعله يوافق بل وينسى صلة الدم وهو يشارك فى إفساد حياة إبنة أخيه الوحيده مقابل مساومة رخيصة كانت هي ضحيتها وتزوجت من نسيم، الذى كان يهوا المخدرات، ظنا والديه ان بزواجه قد ينصلح حاله ويُقلع عنها، لكن كانت المخدرات لعنته، حين كان يُعنفها أحيانًا بلا وعي منه، ربما كان تعنيفه هذا أرحم من أن تُسلمه جسدها، مرت أشهر خلفها أشهر، المخدرات تمكنت من جسده وجعلت منه ضعيف لا يستطيع التعامل مع زوجته بعلاقة، كان يتعصب حين يُذكر ضعفه، ويخرج تلك العصبيه بتعنيفها نفسيًا وأحيانًا بدنيًا بالصفعات،لم تتحمل ذلك وطلبت الطلاق أكثر من مره،لكن كانت تضعف بعد أرضاء والدته المستمر لها كذالك الطريق بينها وبين عماد إنتهي هو ترك العيش بالبلده وإستقر بالقاهرة،يأتى فقط لزيارات والدته،كما أنها فقدت لذة الحياة بعد أن أعطى لها ظهره ليلة عُرسها بالتأكيد هى إنتهت من حياته،تحملت وعادت بسبب تعاطفها مع والدة نسيم الحنونه،كذالك والده الذى حاول أن يجعله يعود للطريق القويم ويتعالج من الإدمان ربما وقتها تعود له رجولته ويبدأ حياة جديده مع زوجته،لكن سميرةلم تكُن تُبالى،أصبحت تعيش بلا روح فقط تتمنى ان يمُر اليوم وتصعد الى تلك الغرفة تنزوى مع قهرة قلبها،مرت أشهر بعد حوالي عام شهرين تقريبًا،صحوت بفزع على صوت صرخات قويه بالمنزل،نزلت سريعًا،لتجد والدة نسيم تصرخ،بل تعوي بنحيب فهمت أنهم وجدوا نسيم بأحد المقاهى المشبوهه متوفيًا،وطلبوا الشرطة له،وأخذته للعرض على الطب الشرعي الذى فيما بعد صرح بدفنه بعد تقرير أفاد أنه توفي بجرعة مخدرات زائدة.
«عودة»
عادت للوقت بعد ان رأت تلك المرأة التى كانت تهتم باناقتها وجمالها،زال كل هذا ظهر عليها هرم السنوات وظهر الكبر على ملامحها
كذالك جسدها أصبح واهنًا،رحبت بها قائله بإنشراح:
سميرة حبيبتى تعالى لحضني يا غاليه.
ذهبت سميرة نحوها وضمتها بألفه،جلسن معًا،تتحدثن ببساطة،حتى أن تلك السيدة قالت لها:
إزي بنتك،ربنا يباركلك فيها،كنتِ هاتيها معاكِ نفسي أشوفها أكيد حلوة زيك.
تبسمت سميرة بمجامله قائله:
إن شاء الله هجيبها معايا المرة الجايه،أنا لازم أقوم أمشي،قربنا عالظهر وماما هتقلق عليا،نسيت اقولها إنى كنت جيالك.
تبسمت لها السيدة بود قائله:
إستني بس دقيقه وهرجعلك.
إنتظرت سميرة حتى عادت السيدة تحمل بيدها علبة مُخمليه،ومدت يدها بها لـ سميرة قائله:
أنا وعمك الحاج كنا بنعمل عُمرة ودعيت لك وكمان جبت ليكِ الهديه دى من عند النبي.
أخذت سميرة العلبه من يدها بتردد قائله:
عُمرة مقبوله إن شاء الله.
تبسمت لها السيدة قائله:
ده مصحف دهب،ربنا يحفظك يا بنتِ.
❈-❈-❈
بالقاهرة، بـ مصنع الفيومى
قرأت تلك التلميحات على أحد مواقع التواصل الاجتماعي الكبيرة، بوجود علاقة غراميه بينها وبين عماد الجيار
إنشرح قلبها، لكن سرعان ما إنهمد مره أخرى وهى تشعر بضيق، فتلك الإشاعات ظهرت بمواقع عديدة، كيف لم يقرأها عماد، فكرت لو كان قرأها بالتاكيد كان تواصل معها من أجل ان ينفيا تلك الإشاعات وقتها ستتوطد علاقتها معه، أو هنالك فعل آخر ان يتواصل مع تلك المواقع هو بنفسه وينفي ذلك،لكن هذا بالتأكيد لم يحدث ولا كانت تلك المواقع نشرت تكذيب،كذالك لم يتواصل معها لابد أن هنالك سبب، هل لا يهتم بتلك الإشاعات أم أنه ربما لم يعلم بها، فكرت وإتخذت القرار الذى به ستعلم رد فعله على تلك الإشاعات
بنفس الوقت بغرفة حازم
تنهد بزهق وهو يشاهد ذاك الفيديو، مازال يُسيطر عليه هاجس رؤية تلك التى قابلها بالفندق تلك الليله، وإختفى أثرها، لكن فجأة ظهر وجهًا رأوه كان يقف معها أثناء الحفل، ربما هذه هو ما يصل به الى هدفة برؤية تلك الفتاة مره أخرى، قام بتصوير تلك اللقطه من الفيديو على هاتفه، ثم قام بإتصال قائلًا:
هبعتلك صوره تعرف لى كل المعلومات عنها ومش عاوز زى المره اللى فاتت تقولى موصلتش لحاجه.
❈-❈-❈
بالمصنع بعد الظهر
تنهد عماد بنزق بعد تلك التى خرجت من غرفته تصفع خلفها الباب بغضب وأشعل سيجارًا يُنفث دخانه،ثم نهض يتوجه ناحية شباك الغرفة رأى نظرة تلك الغاضبه له بسُحق، لم يُبالى فما فعله هو الأفضل بنظرهُ، بنفس الوقت صدح رنين هاتفه
أخرجه من جيبه وتبسم وقام بالرد قائلًا:
إبن حلال كنت لسه هتصل عليك ياهانى.
تبسم هاني قائلًا بمرح:
لك عندى خبر مش هتصدقه،بس قولى كنت هتتصل عليا ليه.
تبسم عماد قائلًا:
رغم عندي فضول أعرف الخبر اللى عندك بس هقولك يا سيدى،جالنا عرض من فُندق إمارتي كبير،وطالب إننا نقوم بتجهيز كل المفروشات الخاصه بالفندق،مش بس كده،فى راجل أعمال هناك مهتم بإقتناء السجاد اليدوي،وطلب منى كتالوجات بعض التصميمات وبعت له النهاردة إتصل عليا وعاوز يتعاون معانا،يعنى صفقتين للـ الأمارات.
ضحك هاني قائلًا:
لاء طالما وصلت الأمارات تبقى عديت العالميه يا عُمده،مبروك.
ضحك عماد قائلًا:
قولى بقى الخبر اللى عندك أيه.
ضحك هاني بسخريه وهو يُخبره:
هيلدا،طلبت مني أتجوز فى مصر.
ذُهل بل صُدم عماد قائلًا بعدم تصديق:
مش معقول هيلدا تقول كده الا لو كانت بتخطط لحاجه فى دماغها،دي فكرت تموتك لمجرد شك إنك على علاقة ببنت فرنسيه.
❈-❈-❈
بالبلده
محل بقالة
كانت تجلس على مقعد وتمُدد ساقيها فوق مقعد آخر، تمضغ تلك العلكه التى بفمها وتقوم بنفخها بالونات أمام شفتيها، تستمتع بصوت طرقعاتها، كذالك تتصفح عبر هاتفها بعد مواقع التواصل الخاصه، الى أن آتت تلك الفتاة قائله بوجوم:
مساء الخير يا “فداء”
إعتدلت واقفه تقول لها:
مسائك ورد يا “بسنت” مالك ملامح وشك كده زى اللي فاتها قطر الجواز، يا بنتِ إفردى وشك إنتِ لسه صغيرة مش زيي عديتِ التلاتين، إنتِ لسه بمقتبل الصبا.
ضحكت بسنت قائله:
الصبا والجمال، بقولك خدي الورقه دى فيها طلبات تيتا”إنصاف” قالت لى أجى لهنا للسوبر ماركت أشتريها عشان أرخص من المحلات التانيه.
تبسمت فداء قامت بطرقعة تلك العلكه قائله:
طبعًا بنبيع أرخص عشان إحنا جُملة وقطاعي، بس قوليلى مالك كده مضايقه قابلتِ مرات ابوكِ فى السكه.
ضحكت بسنت قائله:
لاء ده بسبب الدراسه إنتِ عارفه إن انا ثانوية عامه ودى أهم سنه فى العمر كله هى اللى بيتحدد عليها المستقبل.
ضحكت فداء قائله بمزح:
مُستقبلك مُشرق، أنا أهو قدامك كان نفسي أبقى مُدرسه والحمد لله دخلت كلية التربيه وإتخرجت بتقدير جيد جدًا، وأخدت كورسات وكمان درست فى مدارس الحكومه ومدارس خاصه كمان، وكله يجيب المرض، المدارس الحكومى إشتغلت بالحصه، كمان بعقد سنه إنهم بعدها يعينونى إن شاله مدرسة فى حضانة المدرسه فى الآخر قالك مفيش تعيين مدرسين، النفقات لا تسمح بذلك، قولت أجرب فى مدارس خاصه… عيال صايعه واهلها بيشتروا لهم التعليم بفلوسهم إتخنقت من غبائهم ومن التدريس كله، وفكرت فى مشروع أبويا العظيم اللى كافح فيه طول عمرهُ السوبر ماركت ده، كان فى بنات بتشتغل فيه بمرتب شهري فترة لحد ما ربنا يفتحها عليها وتتجوز وتجي غيرها السوبر ماركت بتاعنا وشه حلو على كل البنات ما عدا انا النحس ورايا، مفيش بنت كانت بتكمل فيه شُغل سنه الا وتتخطب وتتجوز، وقولت أهو حتى لو متجوزتش، اهو المرتب ينفعني برضوا،و وأنا كده كده أعتبر في بيتنا بس أحسن من قعدتى طول اليوم وشي فى وش ماما ومرات عمي اللى كل يوم تجيب لى متعوس، قصدي عريس، وانا أرفضه لحد ما بقى ينطبق عليا المثل اللى بيقول “من كُتر خُطابها بارت”.
ضحكت بسنت قائله:
بس إنتِ مش كُنتِ إتخطبتِ مرتين ليه اتفسخوا.
ردت فداء ببساطه وبعفويه:
أنا اللى فسخت الخطوبتن كانوا رجاله عِرر.
ضحكت بسنت قائله بمزح:
لاء أنا كده إطمنت على مستقبلي يا” فدااء”.
الحلقة السابعة💜💜
منزل شعبان
دخلت هند تصفع خلفها باب المنزل بقوة، إرتج صوت غلقه بالمنزل، حتى وصل الى والدتها التى كانت تقف بالمطبخ، إنشعفت وجذبت تلك الخِرقه وخرجت من المطبخ تُجفف يديها، نظرت نحو رُدهة المنزل سُرعان ما إستغربت حين رأت هند أمامها بوجه مُتجهم، تمعنت النظر لها قائله:
خير مالك ملامح وشك متتفسرش، غير راجعه قبل ميعاده و…
توقفت للحظه ثم صفعت على صدرها بترقُب قائلة:
لا يكون إبن حُسنيه رفدكِ من المصنع… حُسنية غلاوويه و…
قاطعتها هند بإستهزاء قائله بحنُق:
حُسنية مين اللى دايمًا بتذكري إسمها بغِل قدام بابا عشان تكرهيه فيها أكتر، حُسنيه اللى إنت دايمًا مفكره أن سبب غباوة بابا هي، بتبررى له جحوده،بس فى الآخر إنتِ اللى بتخليه يتفرعن علينا وهو عاطل، وأنا اللى بصرف عالبيت ده… الأول كنت بشتغل فى الأجازات ولما خلصت الدبلوم كفايه كده إنتِ كبرتِ ولازم تشيلي مسؤولية نفسك وفى الحقيقة مسؤولية الدار كلها، وأولها طبعًا، الأسطى شعبان اللى ساوى معاشه من الحكومه وقاعد من القهوة للبيت ومن البيت للقهوة محسسني أنه عايش على إيراد اطيانه، انا زهقت وقرفت من العيشه دى، كان فين عقلك لما فكرتِ أنه هيعيشك فى نعيم، اللى يفرط فى إبنه شخص غير مؤتمن.
وضعت يدها على إحد وجنتيها مكان تلك الصفعة التى تلقتها، ونظرت لها بغضب، كادت ان تتفوه بغضب كذالك نظرت لها هانم بغيظ وكادت تصفعها مره أخرى لكن بسبب فتح باب المنزل ودخول شعبان الى المنزل توقفت عن ذلك، ونظرن نحو شعبان الذى نظر لهن بإستهجان سائلًّا:
مالكم واقفين كده ليه وبتبصوا لى كده ليه كآنكم شوقتوا عفريت.
تهكمت هند بسخرية،وقالت بتريقه:
عفريت…ما عفريت الا بنى آدم…خير يابابا أيه رجعك من القهوة بدري إحنا لسه العصر مأذنش وإنت متعود ترجع بعد نص الليل متعود تفتح القهوة الصبح وتقفلها آخر الليل.
إقترب منها ونظر لها بشرر قائلًا:
مالك يا بنت هانم إزاي تكلميني بالطريقه دى.
كاد ان يجذبها من وشاح رأسها،لكن هى إبتعدت عنه قائله بغضب:
وعاوزني أكلمك إزاي وإنت السبب فى مآساة حياتي،أسوء حاجه فيا إنى بنتك إنت وهانم أنتم الإتنين الحقد والحجود ساكن قلبك،خدوا وإفرحوا مش الفلوس هى اللى بتروق مزاجكم.
ألقت تلك الرُزمه الكبيره من المال أرضًا أمامهم.
نظر الإثنين الى تلك الرُزمه وبرقت عينياهم، ثم نظرا لها، إنحنت هانم تلتقط تلك الرُزمه من فوق الأرض وإقتربت من هند سائله:
قولى لى جبت الفلوس دي منين، وإيه سبب رجوعك من المصنع قبل ميعادك، أوعي تكون إيديك طولت ورفدوكِ.
ضحكت بآستهزاء وآسف قائله:
لاء بس شبه إترفدت، تقدري تقولى مرتب نهاية الخدمة.
ضيقت عينيها بسؤال:
قصدك أيه، معناه اللى بتقوليه ده، ونهاية خدمة إيه… الفلوس دى جبتها منين.
تهكمت بمرارة:
عماد… عماد هو اللي إديهالى وقالي…
توقفت تتنفس، نظر لها شعبان بترقُب سائلًا بفروغ صبر:
قالك أيه إنطقي؟.
إبتلعت هند ريقها وقالت بجفاء:.
قالي مش عاوز يشوف وشى فى المصنع تانى…و…..
نظرت لها هانم بسؤال:
وأيه تانى.
نظرت هند لهما بآسف
[ وتذكرت حديثها مع عماد قبل قليل]
كانت تجلس بين زُملائها بالمصنع خلف إحد ماكينات الحياكه، آتى إليها ذاك الساعي الذى يعمل بالمصنع وقف جوارها قائلًا:
البشمهندس عماد عاوزك فى مكتبة حالًا.
شعرت بزهو وإنشراح وهى تنهض من خلف الماكينه تنظر نحو زُملائها بتعالي…ظنًا أن عماد يود التعرُف عليها…ذهبت الى تلك الغرفه فتحت باب الغرفة مباشرةً دون طرق على الباب… ودخلت مُبتسمه و بل مُنشرحه… رفع عماد وجهه عن ذاك الحاسوب ونظر أمامه حين علم هويتها تبدلت نظرته الى سخط قائلًا بحِدة:
مفيش ذوق مش فى باب تخبطي عليه قبل ما تدخلي.
توترت وظلت صامته، بينما أكمل عماد حديثه وهو ينظر الى كمية مساحيق الكثيره التى تضعها فوق وجهها كآنها تُخفي ملامحها الحقيقيه بذلك، كذالك ثيابها الضيقه التى شبه تصف جسدها،وقال بتقزُز:
شعبان الجيار مشفش بنته وهى خارجه بالمنظر ده من دارهُ،ولا كآنها رايحه كباريه، ولا أكيد عجبهُ، عالعموم ميهمنيش انا اللى يهمنى المصنع ده بتاعي وسمعة المصنع من سمعتِ، ومش مقبول المنظر ده هنا عندي.
توترت وإزدردت ريقها مازالت صامته، لكن نهض عماد واقفًا وإقترب منها، وأخرج من جيبه مبلغًا من المال ومد يدهُ به لها قائلًا:
إتفصلي،وكل شهر هيوصلك نفس المبلغ لحد البيت.
كم شعرت هند بالدونيه ودت صفع عماد،الذى ربما ظلمها بناءً على معرفته بخِصال كل من والده كذالك زوجة أبيه،ترقرقت الدموع بعينيها،بسبب الكُحل الكثيف حول أهدابها لم يُلاحظ تلك الدموع،ظن أنها تتمنع عنوة حتى تُظهر أنها لا تهتم بالمال،مد يده وجذب يدها وقام بوضع المبلغ بيدها قائلًا:
كل شهر هيوصلك نفس المبلغ، اعتقد مالوش لازمه تتعبي نفسك بالشغل هنا فى المصنع.
بقهر وصمت لم تستطع الحديث أو حتى رد ذاك المبلغ،عزز ذلك الفكره السيئه عنها فى عقل عماد، ولم يشعر بمدى بؤسها بتلك الفعله منه، ربما حقًا أرادت أن يعترف بأخوتها وتُصبح ذات شآن بين زملاؤها، حتى طمعت فى المال أيضًا، لكن ليس بهذه الطريقه التى شعرت بالدونيه منها، هو شبة طردها من المصنع، سارت بخطوات حتى خرجت من الغرفه توقفت أمام تلك الغرفه تمسح تلك الدموع التى إنسابت أخيرًا على وجنتيها لكن خشيت أن يراها أحد زملاؤها، مسحتها سريعًا، وتنفست بهدوء ثم سارت نحو باب الخروج من مبني المصنع، حين رفعت وجهها تلاقيت مع عيني عماد الذى نظر لها بعدم مبالاة، بينما هى نظرت بغضب لو بعقلها لقامت بصفعه بقوه وإلقاء ذاك المال بوجهه لكن الإختقاء عن عيون الجميع الآن أفضل،هكذا فعلت وغادرت بالطريق كل خطوة يستعر الغضب بقلبها،الى أن دخلت الى المنزل بعاصفه عصفت باب المنزل وحديثها القاسى الذى ضرب عقل شعبان الذى أخد المال من يد هانم وقال بغضب:
الفلوس دى لازم ترجع لـ عماد من تانى إحنا مش شحاتين.
نظرت هانم الى تلك الرُزمه بحسرة ورغبه قائله:
دى مش شحاته، عماد إبنك وهو ملزوم بيك وبأخواته البنات، ناسي النفقه اللى كنت بتدفعها لـ حسنيه كل شهر كانت الشركه بتخصمهم منك كل شهر وتحولهم للبنك نفقة له.
نظرلها بغضب قائلًا:
قولت الفلوس هترجع له،ومفيش كلام غير كده.
قال هذا وأخذ المال وغادر المنزل،تاركًا هانم تتحسر وهى تنظر الى هند وقامت بزغدها قائله:
مبسوطه كده،الفلوس كنا إحنا أولى بيها.
نظرت لها هند وأومأت رأسها بإزدراء وهى تتجه نحو إحد الغرف بصمت.
❈-❈-❈
بـ محل البقاله
أثناء حديث بسنت مع فداء، صدح رنين هاتفها، نظرت الى الشاشة سُرعان ما تبسمت وهى تنظر الى فداء قائله:
ده خالو هاني، بيكلمني من فرنسا، خدى ورقة الطلبات بتاع تيتا أهى على ما تجهزيها أكون خلصت المكالمه معاه.
شعور غريب هز قلب فداء للحظه سرعان ما اومأت برأسها بتجاوب، ونفضت ذاك الشعور وجمعت تلك الأشياء التى كانت بالورقه، حتى انها إنتهت من ضبها بأحد الصناديق الورقيه، كذالك إنشغلت مع زبون آخر وآخر حتى عادت بسنت أخيرًا معتذره:
معليش يا فداء، بس هو خالو هانى كده دايمًا لما يكلمني عالموبايل ببقي عاوز تفاصيل التفاصيل.
تبسمت فداء قائله بمرح:
واضح أنه شخص فضولى زيي.
ضحكت بسنت مؤكدة:
فى الحته دى فعلًا تشبهوا بعض، بس فى حاجه خالو مش بيحبها، بيكره أكل اللبان أوي.
نظرت لها فداء قائله:
ليه إن شاء الله هو فى أحلى من أكل اللبان، ده متعه خاصه، لما أكون مضايقه أمضغ فى اللبانه وأكز عليها بسناني كده أحس براحه نفسيه كآنى كنت بكز على لحم اللى مضايقني، خالك ده شكله مُرفه ومعندوش فهم.
ضحكت بسنت قائله:
والله خالى غلبان مع الوليه الشمطاء الحيزبون الفرنساويه اللى متجوزها، أول ما ينزل مصر تليفونه ميبطلش رن، وفجأة نلاقيها طابه بعد كام يوم، شكلها مهووسه بيه على رأي تيتا إنصاف.
تبسمت فداء قائله بمزح:
الحب ولع فى الدره.
ضحكت بسنت قائله:
يارب هى اللى تولع، خلصتِ الطلبات اللى كانت فى الورقه.
تبسمت فداء قائله:
ياااه من زمان، أهى قدامك فى الكارتونه، شوفى لك توكتوك يوصلك بيها… يلا وأجرة التوكتوك على حساب صاحب المخِل.
ضحكت بسنت ونظرت الى داخل الصندوق وحملته بين يديها قائله:
لاء مالوش لازمه التوكتوك الكارتونه مش تقيله هشيلها بين إيديا،وهاتى بأجرة التوكتوك علبة لبان أمضغ فيها وانا بذاكر تنسينى همي شويه.
ضحكت فداء قائله بمرح:
واضح إنك إطمعتِ فى كرم بنت صاحب المخِل بزيادة، عاوزه علبه بحالها، كفايه باكوين لبان أهم.
ضحكت بسنت واخذت منها تلك العلكتان قائله:
إنتِ بتغريني وبعدها تخلي بيا، عالعموم متشكره يا ميس فداء.
ضحكت فداء وهى تشاور بيدها لـ بسنت التى غادرت، لا تعلم سبب لتلك الخفقات الزائدة. بقلبها.
بعد قليل
بمنزل كبير له حديقة حجمها يُقارب من حجم ذاك المنزل العصري والفخم، دلفت بسنت بذاك الصندوق، لكن توقفت حيم تحدث لها ذاك الكهل الشبه سمين قائلًا بإستهجان:
أيه آخرك كده فى السوبر ماركت، مكنش شوية طلبات بعتتك انصاف تجيبها.
قبل ان ترد بسنت آتت من خلفها إمرأة شبه سمينه هى الأخرى قائله:
يمكن السوبر ماركت كان زحمه يا “جابر” ،إدخلى يا بسنت بالكرتونه دى حطيها على رخامة المطبخ بس إبعديها عن حوض الميه.
وافقتها بسنت هربً من ذاك الكهل زوج جدتها التى لا تشعر معه بالألفة… بينما نظر حامد لها بحنق قائلًا:
إفضلِ دلعي فيها كده لحد مبقاش حد عارف يكلمها طبعًا ما هى فى حماية هاني إبنك البكري… اللى شايله همه كآنك مخلفتيش غيرهُ.
هزت إنصاف رأسها بآسف قائله:
ده أقل شئ يستاهله هانى يا جابر كفايه هو سبب السعد والهنا اللى إحنا عايشين فيه… وكتر خيره سايبنا عايشين فى البيت بتاعه، وسيبنا البيت التانى لعيالك يتجوزوا فيه.
تهكم قائلًا:
وهما مش عيالك ولا…
قاطعته إنصاف:
عيالى يا جابر،وكمان هانى يبقى إبني وبلاش تحط الغِل فى دماغك من ناحيته كفاية عليه غُربتهُ، هو اللى سترنا وستر أخواته، شيل بسنت من دماغك كفايه عليها يُتمها من أمها وهى لسه موعيتش عالدنيا، كتر خير هاني هو اللى قايم بالجميع وهو شبابه ضايع فى الغُربه.
تهكم جابر بنزق قائلًا:
شبابه ضايع ليه ما هو متجوز وعايش حياته هناك مبسوط أربعه وعشرين قيراط، مراته هى السبب فى السعد اللى هو فيه… ولا عاوزاه يسمع كلامك الفارغ ويوافق يتجوز ويعيش هنا وميلاقيش قوت يومه.
نظرت له إنصاف بندم، أين كان عقلها قبل ان تتزوج من هذا الاناني.
❈-❈-❈
أمام منزل عماد
ترجلت سميرة من التوكتوك، ونظرت حولها بترقُب تنهدت براحه ثم سُرعان ما ذهبت نحو باب المنزل قبل ان تطرق الباب فتحت عايدة وتبسمت لها… دلفت مباشرةً، زفرت نفسها براحه قويه وهى تقف خلف باب المنزل بعد أن أغلقته، تحدثت:
الحمد لله، إنك فتحتِ الباب، بس فين يمنى.
شعرت عايدة بالآسف قائله:
يمنى نامت بعد ما أكلت.
تنهدت براحه أكثر قائله:
كويس كده… الحمد لله.
نظرت لها عايدة بآسف قائله:
للدرجة دى بتخافِ من عماد.
إرتبكت سميرة قائله بتهرُب:
وهخاف من عماد ليه يا ماما، أنا بس مش عاوزاه يعرف انى زورت أهل نسيم، إنتِ عارفه ان الموضوع ده حساس بالنسبه له، هطلع أغير هدومى قبل يمنى ما تصحي.
تهربت سميرة من عايده وصعدت الى اعلى بينما هزت عايدة رأسها تشعر بآسف ليتها ما كانت تسببت بعودة عماد لـ سميرة.
بعد وقت نهضت عايدة قائله:
هقوم أروح عند مرات عمك عشان نجهز لبنتها صنية العشا.
تبسمت سميرة قائله:
انا مستنيه عماد يرجع عشان نروح نصبح عليها وبعدها هنرجع للقاهرة،وإنتِ مش معانا للآسف.
تبسمت عايدة وهى تُقبل يمنى قائله:
إنت عارفه مرات عمك صاحبة مرض وبنتها عروسه جديده وهتحتاج اللى يساعدها كام يوم.
تهكمت سميرةقائله:
يعني انتِ اللى صحتك أحسن منها يا ماما.
تبسمت عايدة قائله:
الحمد لله انا أحسن من غيري،يلا هتوحشيني كتير يا روح قلبي إنتِ،لما أرجع تبقى تفتني لى على كل اللى فاتني.
ضحكت سميرة قائله:
لاء فى دى هتديكِ تقرير مُفصل.
بعد وقت قبل نهاية النهار عاد عماد الى المنزل تبسم لتلك التى هرولت نحوه بسعاده إنحنى وحملها بين يديه يُقبل وجنتيها وهو يرفع وجهه نحو سميرة التى تبتسم له، تبسم لها هو الآخر، شعرت سميرة ان يمنى ستشى بما حدث.بيومها لـ عماد فقاطعتها قائله:
تحب أحضرلك الغدا.
أومأ عماد قائلًا:
ياريت انا فعلًا مأكلتش طول اليوم اوعى يا يمنى تكونى اكلتِ من غير بابي.
أومأت له برأسها وبحركة يديها بنفي قائله:
لاء انا مش كلت مم…ناناه هى اللى اكلت.
ضحك عماد قائلًا:
يمنى وردة بابي.
أخذت سميرة يمنى منه قائله:
على ما تستحمي هكون حضرت لك الغدا فى المطبخ،عشان نلحق نروح نصبح على بنت عمي قبل المغرب.
أومأ لها مُبتسمً وهو يتوجه ناحية الحمام،بعد قليل كان يجلس على طاولة الطعام،ويمنى على ساقه تتقبل منه تلك اللُقيمات الصغيرة وأحيانًا ترفض…ضحكت سميرة قائله:
دى مكاره على رأى ماما، هى مش جعانه بس هى عاوزه تقعد على رجلك بتعمل كده معايا،تبقى واكله وشبعانه ولما أنا ارجع من الشغل وتلاقى ماما حاطه العشا تقعد على رجلِ عشان تدلع.
ضحك عماد قائلًا:
أحلى مكارة.
بعد وقت بشقة العروس
إستقبلت سميرة ومعها عماد وصغيرتهم، جلسوا لوقت قصير، بحديث ودى، حتى دخل
عبد الحميد عم سميرة، اعاد نفس ترحيب الامس لـ عماد بل واكثر ومدح به كثيرًا،كانت سميرة مُتهكمه،أليس هذا من كان يتعمد التقليل من شآن عماد،وتذكرت قوله خين أخبرته والدتها بطلب عماد ردها الى عصمته مره أخرى بعد أقل من شهرين من طلاقهُ لها
“أيه اللى حصل بين عماد وبنتك،ايه يكتب كتابها وبعدين يطلقها وراجع دلوقتي عاوز يردها تانى،هو الجواز لعبه ولا أيه،ولا تكون بنتك غلطت معاه،بنتك عازبه وأى إشاعه تلُطها،وانا عندى بنات مش عاوز فضايح فى وسط الخلق”
قبل ان تتوغل الذكرى برأس سميرة ذهبت نحوها إبنة عمها وجذبتها معها للحديث على انفراد،بينما يمنى نفرت من عبد الحميد حين حاول ضمها برياء وذهبت نحو عماد الذى يشعر هو الآخر بالنفور من حديث عمها لكن تحمله لبعض الوقت.
بعد وقت بالسيارة على الطريق كانت يمنى تُشاغب بمرح الى أن غلبها النعاس مع الوقت حتى وصلا الى أمام تلك البنايه التى تقطن بها سميرة…ترجل عماد أولا وتوجه الى ناحية سميره،أخذ منها يمنى حتى تترجل هى الاخرى…جذبت سميرة تلك الحقيبة من الخلف…صعدا الى الشقه توقف عماد لاحظات حتى قامت سميرة بفتح باب الشقه دلف مباشرة الى غرفة نوم يمنى وخلفه سميرة
وضع يمنى فوق الفراش…تبسمت سميره قائله:
كويس إنها أكلت فى الطريق.
بنفس الوقت صدح هاتف عماد،أغلق الصوت سريعًا وغادر الغرفه،بينما سميرة خففت من ثياب يمنى حتى تستطيع النوم براحه،كذالك بدلت ثيابها،بثوب منزلى بسيط،تذكرت أن الغرفه ليس بها مياه
خرجت من الغرفه ذهبت نحو المطبخ
لكن
تفاجئت حين وجدت عماد أمامها يخرج من باب المطبخ، تحدثت بتلقائيه:
فكرتك مشيت.
نظر لها نظره هادئة قائلًا:
لاء أنا هبات هنا الليلة.
حايدت النظر له قائله:
طيب أنا هاخد ميه من المطبخ عشان يمنى اوقات بتصحى بالليل عطشانه.
نظر لها وهى تتجنب من جواره كى تدخل الى المطبخ، لكن إحتك جسدها بجسدهُ، قبل ان تُكمل سير كانت إحد يديه تضم خصرها يجذبها إليه، ود أن يُخبرها أنه هو العطِش دائمًا لها، لشفاها ضمها إليه يُقبلها قُبلات بعثرت كيانهما معًا غابا عن الإدراك سويًا حتى ترك شِفاها ليتنفسها بتصارع، تفاجئت سميره حين إنحني يحملها بين يديه ويدخل الى الغرفه الخاصه به، مع إستمرار تقبيله لها شوق يتحكم بهما الإثنين، وضعها عماد برفق فوق الفراش وسُرعان ما إنضم يجذبها له بعشق قُبلات وأشواق لكن إنقطع بريق ذاك الشغف حين وعت سميرة على صوت بُكاء يمنى، يديها اللتان كانت تضمه بهما تبدلت حركتها ودفعته فوق صدره تقول بلهاث:
عماد يمنى بتعيط، أكيد صحيت ملقتش حد جنبها…. رغم ذاك الشوق المُتأجج بقلبه لكن هو أيضًا عاد للوعى بسبب صوت بُكاء يمنى مُرغمً نهض عنها يزفر أنفاسهُ المُبعثرة… نهضت سميرة سريعًا من فوق الفراش توجهت الى الغرفه الأخرى فى لحظات دلفت الى الغرفه نظرت الى يمنى الجالسه فوق الفراش تبكى قائله:
مامي.
نظرت لها بحنان وهى تقترب منها سُرعان ما ضمتها لحضنها تُهدهدها قائله:
أنا أهو يا روحي.
تشبثت بها يمنى كآنها تخشى بُعدها عنها.
بينما عماد شعر بوحدة نهض من فوق الفراش وتوجه نحو المطبخ آتى بكوب مياة ثم توجه الى تلك الغرفه به، تبسم حين رأي تشبث يمنى بـ سميرة، لكن سميرة نظرت له قائله:
هى كده دايمًا، لو إتقلبت وحست إن محدش نايم جنبها بتصحي تعيط.
تبسم وهو ينظر الى يمنى وردته الصغيرة البهية،هو كان مثلها حين كان صغيرًا كان مُتعلقً بوالدته كثيرًا،حتى أنه كان ينام جوارها على الفراش ليس خوفً،بل كان بسبب أنهم يمكثون بغرفه واحدة بمنزل جدهُ لأمه بعد طلاقها.
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام
بـ ڤيلا الفيومى
غرفة حازم
أثناء هندمته لثيابه، صدح رنين هاتفه توجه نحو الهاتف وقام بالرد ليسمع:
البنت اللى بعت صورتها، مش بتشتغل فى الأوتيل، دى بتشتغل فى المناسبات الكبيرة بس، يعنى لما تكون حفله كبيره والاوتيل محتاجين لمُضيفات اكتر،بس عرفت من المدير المسؤل إسمها وإنها تقريبًا بتشتغل فى صالون تجميل.
رد حازم:
تمام هاتلى بقية المعلومات عنها.
أغلق حازم الهاتف والقاه فوق الفراش مازالت تسكن بخياله تلك الفتاة التى رأها بالحفل يود اللقاء بها مره أخرى.
❈-❈-❈
عبر الهاتف
تحدث كل من عماد وهاني ببعض الشؤون الخاصه بالعمل وإنجرف بهم الحديث الى تلك الصور المنشورة له مع چالا عبر بعض المواقع الكبيره، تحدث هانى بتحذير:
خد بالك الصور دى ممكن تضُرك.
رد عماد ببساطة:
وهتضرنى فى أيه ولا الهوا،صور فارغه وإشاعه فاضيه،مع الوقت هتنتهى.
حذره هانى:
مفكرتش فى سميرة أكيد ممكن تكون شافت الصور دى وإضايقت منها.
ببساطه تقبل عماد ذلك قائلًا:
سميرة عقلها مش صغير، واكيد عندها خلفيه إن الصور دى فارغه اكيد المواقع دى معروف انها بتروج للإشاعات، كمان جوازي من سميرة مش سري… ولو عاوز أعلنه أو لاء انا حُر فى حياتى الخاصه، وبعدين تجاهل الإشاعه دى أفضل تكذيب الاشاعه ممكن يسبب ذبذبات زى ما بدأت هتنتهى مع الوقت،ومفيش حد مضرور منها.
❈-❈-❈
بصالون التجميل
أثناء وقت الراحه ذهبن سميرة وعِفت الى ذاك المقهى، جلسن يتناولن إحد العصائر، بنفس الوقت صدح هاتف عِفت ببعض الإشعارات، أخرجت الهاتف ونظرت له وضحكت قائله:
شوفي الحفله اللى كنتِ مبهوره بيها مش قولتلك دى حفلة صيد عِرسان، أهو من يوم الحفله دى وفى مواقع مركزه أوى مع صاحب الحفله وبيروجوا انه على علاقة عاطفيه ببنت واحد من رجال الاعمال، هى كمان سيدة أعمال وإسمها باين كده معروف.
خفق قلب سميرة وتسألت بإستخبار:
قصدك أى حفله؟.
وجهت عِفت هاتفها نحو وجه سميرة قائله:
الحفله اللى إشتغلنا فيها مُضيفات، اللى يومها مشيتِ وسيبتني، وبعدها قولت ان مامتك إتصلت عليكِ وقالتلك بلاش تتأخري اكتر من كده، شوفى الاتنين دول شوفتهم كانوا بيرقصوا مع بعض، بس لاحظت أن الراجل ده مكنش مهتم بيها، عينيه كانت زايغه فى الحفله، يمكن كان بيرقص معاها مجامله مش اكتر، طبعًا الصحافه بتحب رجال الاعمال اكتر من نجوم السينما، لأنهم شبه غامضين،وحياتهم فيها أسرار، والمواقع دى بتحب تفتش فى خصوصياتهم، والمواقع دى نص أخبارها بتبقى كدابه، بروباجندا على الفاضي او مدفوعه بغرض، كمان واضح جدًا إنها إشاعة سخيفة.
نظرت سميرة الى الهاتف شعرت بهبوط فى قلبها حين رات عماد هو وتلك الفتاه يقفان قريبًا جدًا من بعض، همست بتمني:
ليت ذلك يكون «إشاعة سخيفة»
الحلقة الثامنة💜💜
بعد أن أنهى حديثه على الهاتف مع عماد، شعر ببوادر صُداع برأسهُ جذب السجائر وأشعل إحدها، نفث الدخان من فمه ينظر الى ذاك الدخان وتهكم وهو يتذكر المره الأولى التى تذوق بسببها السجائر للتنفيس عن غضبهُ
[مارسيليا قبل ثلاثة عشر عام]
ليلًا
بحوالى الثانية صباحً
بتلك الغرفة التى يسكن بها مع أحد المُغتربين، والذى عاد لموطنه لقضاء فترة أجازه، كان هو وحده بالغرفة كعادته حين يعود من العمل بتلك الورشه يُلقى بجسده فوق الفراش أحيانًا كثيرًا لا يهتم حتى بتناول الطعام فقط يريد النوم لإراحة جسدهُ المرهق للغايه فهو يعمل لأوقات كثيرة بغيًا فى زيادة الآجر، لكن تلك الليله كانت ليله صيفيه نزع ثيابه وظل بسروال فقط حول خصره، سحبه النُعاس دون دراية حتى أنه لم يشعر بفتح باب الغرفة ولا بتلك التى تسللت وأشعلت ضوء الغرفة، وقع بصرها عليه وهو مُمدد فوق الفراش هكذا شبه عاري ضغطت على شِفاها برغبة تشتعل بالأستمتاع تتخيل نشوتها وهى بين يديه اللتان تظهر عليهما أثار الخشونة بوضوح، تود الإستمتاع بتلك الخشونة فوق جسدها، نزعت ذاك المئزر عنها وأصبحت شبه عاريه بثوب شفاف فقط،ثم سارت بخطوات يحترق جسدها رغبة، الى أن صعدت فوق الفراش وتمددت تتحس صدر هاني تشعر بصلابته وإغراء خاص يتوغل من رغبتها، وضعت جسده فوق جسده تستحث به الرغبة فى نعومتها، بسبب إرهاقه فى البدايه لم يشعر بها حتى بعد أن تحسست صدرهُ بحركات ناعمه رفض عقلة ذلك وهو بغفوة إرهاق بدني، لكن شعر بثُقل، حقًا ليس ثقيل لكن شعر بشئ فوق جسده، فتح عينيه بنُعاس للحظه ثم عاود النوم بسبب إرهاقهُ، رأت هيلدا فتحه للعينيه للحظه، ثم أغمضها ظنت أنه مثلها تواق وراغب، إزدادت جرآة لمساتها لإثارة جسده بالميل لها، لكن
بين الوعي والا وعي عقلة غير مستوعب لذلك هو شبة مُغيب، لكن هنالك شئ خاطئ تلك الحركة الغريبة الذى يشعر بها مع إثارة جسده، فتح عينيه مره أخرى للحظه ثم أغمضها ثم سريعًا فتح عينيه بإتساع وإنتفض جالسًا، مما أربك هيلدا التى سقطت على الفراش جوارة، نظر لها بإشمئزاز ونفور، لكن هى مازالت تلك الرغبة تُسيطر عليها، مشاركته وقت حميمي، رغم بقاؤهُ لفتره وجيزة بفرنسا لكن بالغُربه تتعلم سريعًا،فما تحتاج لسنوات لإجادته بضع أشهر كافيه لتتعلم ما كان صعبً،او ما كنت تظنه ذلك،أصبح يفقة اللغه الفرنسية ربما ليس بإجادة لكن يستطيع تفسير ما يسمعه والتعبير عن ما يريدهُ، ومن أمامه الآن شبه عاريه لا يحتاج لتفسير لما تريده،لكن هو هنا ليس من أجل نزوات مع النساء هو هنا يتحمل من أجل لُقمة العيش يريد مستوى أفضل لا يريد أن ينحدر بمنتقع الحرام،وفتنة تلك العاهرة هى الحرام بذاته لا ينكر انوثتها الواضحه جمالها الافت،لكن هل عقلهُ بغفوة ويُفكر فى الإنسياق مع رغبتها،لكن…
لا تُفكر ايها الأبله الموضوع ليس للتفكير،هذا مستنقع أسود لو توغل منك لن تستطيع الخروج من ظلامهُ،
إتخذ القرار وعاد بجسدهُ بعيد عنها لكن هى كانت مثل الجرادة وإقتربت منه تلتصق بجسده لكن هو رفض ذلك ونهض من فوق الفراش تركها تشعر بغيظ مُتمكن،نظر لها عينيها كآنها تبدلت لنيران، تغاضى عن النظر لها وجذب قميصهُ من فوق الآريكه وإرتداه سريعًا، لكن حين إستدار وجدها أمامه مباشرةً ترفع يديها، لكن قبل أن تصل الى صدره امسك معصمها، وضغط عليه بقوه، لكن كانت قوة عكسيه بدل أن تتراجع هيلدا أثارها ملمس يديه الخشنة على مِعصمها وأرادت أن تشعر بذلك على جسدها، لكن نظر هانى الى عينيها قائلًا بالفرنسيه:
أنا عمري ما أخون إيد إتمدت ليا وساعدتني وزوجك له فضل عليا.
ضحكت بإستهزاء قائله بإقناع:
زوجى لن يعلم عن ذلك، كما أنه لو علم بذلك سيكون رد فعله لا مبالي، دعنا نستمتع هانى.
إستهزأ بردها يعلم عدم النخوة عند الأجانب ومشاركت النساء الفراش لـ رجال غُرباء ليست سوا تُرهات عاديه، لكن هو لن ينجرف بهذا الطريق البائس، رفضها ونفض يديها بقسوه، وإنحنى يجذب ذاك المئزر الخاص بها وإتجة نحو باب الغرفة وقام بفتح الباب ومد يده لهت بالمئزر قائلًا:
أنا مُرهق طول اليوم فى الشغل فى الورشه ومحتاج أرتاح ساعتين قبل ما النهار يطلع وأنزل أكمل الشُغل المطلوب منى من فضلك إرحلِ لن تجدي منى إستجابة لما برأسك.
تعمدت السير ببطئ علها تستحث حواسه لكن هو غير مُبالي وذلك يزيد من هوسها،حين أصبحت أمامه تعمدت أن تلمس جسده لكن هو قال بصرامه:
من فضلك إرحلِ.
أخذت منه المئزر بخطف ونظرت له بغضب قائله بوعيد:
أنت أيها الشرقي أغبى ألاغبياء ترفض فرصة تقدمت لك ستندم لاحقًا…أعدك بذلك ما رفضته اليوم ستلهث بالغد من أجل الحصول عليه.
إستهزأ بداخله،لكن لم يستطع تأمين نفسه من مكرها لاحقًا.
[عودة]
بسبب لسعة بصيص السيجارةالتى شبه إنتهت لأصابعه عاد للواقع يشعر بآلم طفيف،وضع عقُب السيجارة بالمتفضه،ونهض واقفًا مازال الصداع مستمر،لكن نظر الى عُمال الورشه،هو يعلم دواء هذا الصداع جيدًا،بدل ثيابه الأنيقه بأخري مناسبه للعمل،وإنضم الى العاملين بالورشه وقام بالعمل معهم
بل أجاد صُنع إحد أصعب تشكيل الأثاث، نظر له أحد العاملين الفرنسين معه قائلًا بمدح:.
لقد صنعت قطعة فنية، كيف صنعتها بهذا الإتقان بهذا الوقت القصير.
تبسم له ببساطة قائلًا:
ده عندنا فى مصر بنسميه “شُغل آربيسك” وسهل جدًا بس محتاج إتقان فعلًا… كمان محتاج الأهم من الإتقان وهو الصبر وده الشئ الوحيد اللى إتحلمته وأتعلمته فى حياتي.
❈-❈-❈
بـ شقة سميرة
كانت تجلس أرضًا جوار يمنى التى تلهو بألعابها ، لكن كان فكرها شاردًا بتلك الصور، هى رأت رقص عماد مع تلك الفتاة التى لا تُقارن بها سواء جمالًا أو أنوثة، والأهم من ذلك هى من الطبقة الراقيه، عكسها تمامً، هى ذات تعليم متوسط كذالك من طبقة مُعدمة تقريبًا، قرأت بعض التعليقات على تلك الصورة كثيرًا يمدحون أنهم ثنائي مناسب، وهى لا تنكر ذلك لو لم تكُن زوجة عماد ورأت هذه الصور لرجحت تلك التعليقات،فى تلك المُقارنة هى الخاسرة بالتأكيد، وضعت يدها على موضع قلبها تشعر بنار كآنه يحترق بداخلها… تجمعت الدموع بعينيها لا تعلم السبب لكن فى وسط ذلك شعرت بنهوض يمنى وهرولتها ومرحها وهى تقول:
بابي.
نظرت أمامها رأت بـ عماد يستقبل يمنى بين يديه ويحملها وينهض واقفً يُقبل وجنتيها قائلًا:
اوعى تكونى إتعشيتى من غيرى.
وكالعادة تنفي ذلك بطفولتها الرقيقه… حاولت سميرة نفض ذاك السوء عن رأسها ونهضت تبتسم، تبسم لها عماد هو الآخر قائلًا:
ووردة بابي كانت بتعمل أيه.
شاورت نحو ألعابها،قائله:
أنا ومامى كنا بنلعب بس هى مش بتعرف تلعب.
نظرت لها بعتاب قائله:
كده يا يمنى هزعل منك.
رفعت يمنى يدها لها قائله:
لاء يا مامي إنتِ شطورة بس مش زيي بابي، بابي بيعرف يركب القطع صح.
إقتربت سميرة من يمنى التى قبلتها، تبسمت لها بحنان، ثم تلاقت عينيها مع عيني عماد الذى تبسم لهما قائلًا:
بابي جاي جعان ويمنى مش كلت عشان خاطره أكيد جعانه هى كمان.
أومأت يمنى بتوافق، وتبسمت سميرة قائله:
أنا ويمنى اتعشينا من شويه مكنتش متوقعة إنك هتجي الليله، هروح أحضرلك عشا خفيف.
اومأ برأسه مُبتسمًا، بينما ذهبت سميرة الى المطبخ وقفت تضع يدها فوق قلبها الذى ينبض بشدة كآنه يتصارع بداخلها بسمة عماد الصافيه لها تجعل قلبها يعود للحياة، كم تود أن تعيش معه دون لجام لحياتهم هكذا، عائله صغيرة، لكن هنالك قيود وهى قبلت بها من البداية تكفيها بسمتهُ لـ يمنى التى إختار لها الإثنين الحياة ولم ينكر رغبته فيها منذ البداية وهى برحمها
كذالك عماد توجه بـ يمنى نحو تلك الآريكه وجلس عليها يخفق قلبه هو الآخر بسمة يمنى تجعله ينسي كل ما قاسى فى الحياة قبلها
بعد وقت
كان عماد بغرفته يجلس على الفراش يُمدد ساقيه مُنهمكًا بالعمل على حاسوبه الموضوع على ساقيه،لكن لاحظ تلك الماكرة الصغيرة التى تظن أنه لا يراها وهى تطل براسها داخل الغرفة وتنظر له وسرعان ما تختفى على جانب الغرفة ظنًا أنه لا يراها تبسم على ذلك بخفاء، لكن فجأة إقتحمت يمنى الغرفة بعد أن رأتها سميرة وإقتربت منها، دخلت تُجلجل ضحكتها البريئه تتجه نحو الفراش وصعدت عليه تختبئ بحضن عماد الذى ازاح الحاسوب، بينما تنهدت سميرة قائله:
يلا يا يمنى كفايه شقاوة تعالى ننام عشان الصبح تبقى فايقه وتستقبلى ناناه عايده قالت لى جايبه لعب حلوة ليكِ… ولو لقيتك لسه نايمه هترجعها تاني.
نهضت يمنى واقفه فوق الفراش قائله:
لاء نام وإصحى عشان أخد اللعب من ناناه.
تبسم عماد لكن نظر الى سميرة سائلًا:
هى مامتك راجعه بكره.
اومأت سميرة قائله:
أه إتصلت عليا وقالت هتجي بكره هى كانت هناك عشان تساعد مرات عمِ وخلاص كده كفاية.
أومأ لها بتفهم ثم نظر الى يمنى التى إقتربت منه ووضعت قُبلة على وجنته،ثم ذهبت مع سميرة التى حملتها ونظرت الى عماد قائله:
قولى لـ بابي تصبح على خير.
قالتها يمنى، تبسم عماد وهو يقول:
وإنتِ من أهلها يا وردتى.
ذهبت سميرة مع يمنى التى سُرعان ما سقطت ببحر النوم، بينما سميرة عاود عقلها الشرود وذكريات تلهب قلبها قهرًا
وتلك الذكرى التى دائمًا تجعلها تشعر بدونية قيمتها
[بالعودة لـ قبل ثلاث سنوات ونصف تقريبًا]
بعد وفاة نسيم بحوالى شهرين
بشقة والدتها بالبلدة
تحدث عبد الحميد بإستهجان:
يعنى أيه تسيبِ بيت جوزك بعد الاربعين بتاعه، أبو نسيم كلمني وقالي إنه هيدفع لك قيمة القايمة بتاع العفش بتاعك، الراجل كتر خيرهُ كان ممكن يعاند ويقول مالكيش حاجه عندهُ،وكفاية عليه حرقة قلبه على إبنه الوحيد…كنتِ خليكِ هناك،إبن عم المرحوم كان لمح ليا إنه ممكن يتجوزك.
نظرت له سميرة بذهول قائله:
أبو نسيم راجل طيب هو ومراته كمان،حتى لو مكنش عاوز يدفع قيمة قايمة العفش أنا مكنتش هفضل هناك،وإبن عم نسيم ده شخص معدوم الاخلاق،وكمان متحوز إتنين والاتنين نفسهم يموت ويرتاحوا من شرهُ،وإن كان عليا هرجع أعيش هنا فى الاوضة والصاله اللى عايشه فيهم طول عمري مع ماما وكانت سترانا يا عمِ.
نظر لها عبد الحميد بغضب وفهم فحوى حديثها أنه إغتال على نصيبهن فى المنزل، لكن لم يهتم وقال بإستفزاز:
طول عمرك غاويه فقر، الراجل جزار ولا تكوني مفكرة إن عماد هيرجعلك تاني لاء خلاص إنتِ مبقتيش من مستواة،وهو ساب البلد أساسًا وعايش فى القاهرة وسمعت إنه قريب هياخد أمه تعيش معاه هناك…واكيد لما هيفكر يتجوز هيختار اللى تليق بيه مش واحدة أرملة.
صعق قلبها بحقيقة تعلمها جيدًا رغم انها تحاول التكيُف مع حياتها بؤد ذاك العشق الذى مازال مُشتعلًا بقلبها،حاولت التماسُك أمام إستفزازة وقالت:
أنا مش بفكر فى الجواز مره تانيه خلاص رضيت بقدري،وكل اللى بفكر فيه هو مستقبلي وهرجع أشتغل تانى،حتى عشان أسد الديون اللى كانت على ماما لحضرتك.
نظر لها بغضب وفهم تلميحها،وخرج يصفق باب الشقه خلفهُ… ضمت عايدة سميرة بحنان تؤازرها، تعلم مكنون قلبها.
[عودة]
دمعة سالت من عينيها دمعة عذاب هى حقًا كما قال عمها أنها دون مستوى عماد منذ البدايه لكن الفقر وقتها هو ما جعله يُفكر فيها، والآن لما يتقبل وجودها، نظرت جوارها السبب واضح هى تلك الملاك النائمة… عماد لم يعود لها الإ حين علم بحملها… أخرجها من تلك الدوامه هو همهمات يمنى، غصبً تبسمت، لكن أكتشفت عدم وجود مياة بالغرفة، نهضت نحو المطبخ لكن بطريقها مرت من أمام غرفة عماد بعفويه منها نظرت الى داخل الغرفه، رأت عماد مُمددًا فوق الفراش، ، كذالك رأت حاسوبه فوق الفراش ظنت أنه نائمًا،دخلت الى الغرفة بخطوات هادئه
لكن عماد مازال مُستيقظً فقط قبل لحظات شعر ببوادر حرقان فى عينية، خلع تلك النظارة من حولها وقام بتدليكم بيديه ، كذالك إرهاق، أزاح ذاك الحاسوب وضعه على الفراش وتمدد بجسدهُ فوق الفراش يفرد ظهره أغمض عينيه، لكن ليس نائمً شعر بدخول سميرة الى الغرفة، بينما سميرة ذهبت نحو الطرف الآخر للفراش وأخذت ذاك الحاسوب، وضعته فوق طاولة جوار الفراش، ثم توجهت الناحية الأخرى وجذبت ذاك الدثار وكادت تُدثر به عماد، لكن فجأة شهقت بخضه وهى مُمدده فوق الفراش وعماد ينظر لها بعلو مبتسمًا من ملامحها المشدوهه، تبدلت نظرتها له قائله بتلعثم:
فكرت إنك نمت… كنت هطفي نور الأوضة.
صورتها أمامه وشعورهُ بنبضات قلبها كانت كافية لبث العشق فى قلبهُ لها، هبط بشفاه فوق شفتيها يُقبلها بلهفة عاشق، رغم ما تشعر، به من بؤس لكن قلبها أراد الشعور بمشاعر عماد التى لا تظهر سوا فى تلك الدقائق أو اللحظات قبل أن يعود لجمود وبرودة قلبهُ، إستسلم الإثنين فى تلك اللحظات والعشق هو المُتحكم يُبرد من لهب قلبيهما للحظات، تُترجمها لمسات حميمية… وكالعادة تنتهى بالإحتراق حين ينهض عماد ويعود الى برودته، لم تُغمض عينيها هذه المرة أرادت النظر له وسؤاله حول رد فعله على تلك الصور، لكن هو تركها كعادته ونهض من فوق الفراش ذهب نحو حمام الغرفة… شعرت بنصل ساخن يخترق قلبها، ربما ما تشعر، به صحيح مشاعر عماد لها ليست سوا جسدًا فقط، وأم طفلته التى جائت بعد لحظات ضعف خاطئه، بداخل قلبها لا تريد أن ترا عماد بعد أن يعود للغرفه، يكفى ما تشعر به، نهضت من فوق الفراش جذبت ملابسها وخرجت من الغرفة، ذهبت الى غرفتها مع يمنى… تواسى قلبها التعيس… بنظرها الى طفلتها…
بينما عماد إنتهي من أخذ حمام باردًا عله يُهدأ القليل من ما يشعر به حين يقترب من سميرة تُشعل قلبهُ فقط بـ قُبلة لكن يتحطم حين تنتهي تلك اللحظات ويعود للحقيقة أنها تخلت عن عهدها له.
حين خرج وجد الغرفة خاليه جلس على الفراش ينظر الى مكانها الخاوي، يغص قلبهُ، بآنين الماضي لينتهى الآن ويعود يُخبرها أنها مازالت تسكُن فؤادةُ… حسم الأمر سيخبرها وينهي هذا الإحتراق، نهض متوجهًا الى غرفة يمنى فتحها ودخل لكن تفاجئ بـ سميرة ناعسه حتى حين همس بإسمها لم ترد،خرج من الغرفه وعاود الإستلقاء فوق فراشه الذى إختفى منه الدفئ…
بينما سميرة لم تكن نائمه وشعرت به وسمعت همسه لكن لا تستطيع تحمل الإحتراق أكثر من ذلك الليله.
❈-❈-❈
بعد أسبوع
صباحً
بشقة سميرة
سمعن صوت قرع جرس الشقة كعادتها يمنى تتجه نحو الباب ظنًا أنه والدها، لكن قالت سميرة بتحذير إستني يا يمنى أنا اللى هفتح، رغم ضيق يمنى لكن تركت سميرة تفتح الباب
تبسمت سميرة لها، قامت بفتح باب الشقه، لتقف مذهوله… بينما يمنى لوهله شعرت برهبة وتخفت خلف ساق سميرة، بينما ذاك الواقف قال ببرود:
صباح الخير يا سميرة، عارف إن جاى بدون ميعاد، بس دى أول مره أزوك هتسيبني واقف كده قدام باب الشقه مش هتقوليلى إتفضل.
إرتبكت سميرة قائله بمجامله:
لاء إزاى إتفضل يا عم شعبان.
دخل شعبان الى الشقه بينما نظرت سميرة الى يمنى التى تختبئ خلفها تشعر بعدم أُلفة وشعرت أن لتلك الزيارة عواقب لاحقة كانت فى غنى عنها.
❈-❈-❈
باليوم التالي
بمنزل ريفي بسيط
دخلت تلك المرأة السمينه ومعها علبة بلاستيكية انيقة الشكل،وضعتها فوق طاولة المرأة ونظرت الى فداء قائله:
خدي علبة ميكياچ أهى عاوزكِ تتمكيجي وتبقى قمر عشان العريس اللى هيجي الليله.
نظرت فداء الى تلك العلبه التى اعجبتها اناقتها لكن إشمئزت من محتواها قائله:
أنا مش عروسة حلاوة يا مرات عمي ولازم تتزين عشان تعجب الزبون، انا هقابله كده على طبيعتِ.
نظرت لها زوجة عمها قائله:
كل البنات بتتمكيچ وبتبقى عاوزه تظهر حلاوتها عشان تعجب العريس..
قاطعتها فداء قائله:
أنا عكس بقية البنات ومش عيلة صغيرة انا هقابله كده، عجبه كان بها معجبوش يغور فى داهيه.
-داهية أيه بس، إسمعى كلامى العريس المره دى إبن ناس، ده مدرس وفى إعارة لـ البحرين.
نظرت لها بسخط قائله:
بحر ولا بحرين هطلع كده، ولو مش عاجبك بلاه خالص ونرفض العريس والسلام.
إستسلمت زوجة عمها قائله:
نرفض أيه، لاء خلاص براحتك، بس إبقى أغسلى وشك وإفرديه كده وإبتسمي فى وش العريس.
لوت شفتاها بإمتعاض قائله:
حاضر يا مرات عمى، لسه فى نصايح تانيه.
تصايقت زوجة عمها قائله بزهق:
لاء، هروح أشوف “كريمه” أساعدها يا معجن الوقت ما بيمر وهنلاقى نفسنا المسا.
اومأت فداء بتهكم، بينما همست زوجة عمها قائله:
اللى قال عليكِ “فتاااء” مكذبش إنتِ هتحيبي لى فتاء فى معدتى من غباوة وصلابة راسك.
نظرت فداء الى باب الغرفة الى ان خرجت زوجة عمها،عادت بنظرها نحو تلك العلبه الأنيقة وبفضول منها فتحتها تهكمت بعينيها بكمية الوان مساحيق التجميل المُتعدده، لكن لف نظرها ذاك القلم ذو اللون الاحمر الداكن، نظرت نحو باب الغرفه ثم جذبته وقامت بفتحه لكن لم تطلوا شِفاها بل قامت بتذوقة بإستمتاع ثم نفور قائله:
طول عمري أسمعهم بقولوا طعم قلم الروج حلو، بس دى أول مره أدوقه كدب طعمة مش حلو… ده بويه مخلوطه فراولة بالاناناس ومعاهم جنزبيل أو منجنيز،نفس المرارة.
❈-❈-❈
مساءً
أثناء عملها على تزيين إحد النساء صدح هاتفها بصوت رسالة، وضعت تلك الأدوات التى بيديها على طاوله، ثم أخرجت هاتفها من جيبها ونظرت الى الشاشة، خفق قلبها حين علمت هوية المُرسل للحظة كاد تتغاضى عن الرساله لكن بنفس الوقت صدح رنين هاتفها، إرتجفت للحظة وقامت بفتح الخط وبمجرد ان وضعت الهاتف على أذنها سمعت صوته الآمر الحاد:
أنا قدام البيوتى، خمس دقايق تكونى قدامي… ومش هعيد إتصالي تاني يا سميرة.
إرتجف قلبها وتوترت وإرتبكت سُرعان ما طلبت من عِفت تكملة تصفيف شعر تلك الزبونه لأن هنالك آمر طارئ وعليها المغادرة فى الحال.
حاولت عِفت سؤالها لكن هى تهربت قائله:
بعدين هقولك، يلا أشوفك بكرة.
سريعًا تهربت سميرة منها وغادرت، بمجرد أن خرجت من مركز التجميل لمحت سيارة عماد بخطوات بطيئه سارت نحو السيارة، وتوقفت للحظه، سُرعان ما فتح عماد باب السيارة من الداخل ونظر لها قائلًا بآمر وإختصار:
إركبِ.
من ملامح وجهه المُتجهمه علمت أن هنالك سبب لذلك وهذا السبب بالتأكيد مُرتبط بها، دون إعتراض صعدت الى السيارة وأغلقت باب السيارة خلفها سُرعان ما إنطلق عماد بالسيارة، توترت سميرة حاولت فض ذاك الصمت، الذى ساد لوقت بسؤال ربما آبله منها:
إنت كنت قريب من هنا و…
قاطعها وهو ينظر الى الطريق أمامه دون النظر لها قائلًا:
لاء.
تيقنت أن سبب تجهُم ملامحهُ مرتبط بها،صمتت،لكن ماهى الا دقائق وصدح هاتفها،أخرجته من حقيبتها،نظر لها بسؤال:
مين اللى بيتصل عليكِ.
إزدردت ريقها قائله:
دي ماما…هرد عليها.
لم يُبالي ومازال إنتباهه للطريق،بينما سميرة قامت بالرد على والدتها وإستمعت الى أخبرتها به،سُرعان ما غبن وجهها وعلمت سبب تجهُم ملامح عماد،شعرت بترقب لمعرفة بقية رد فعلهُ،وإن كانت تتوقع ثورانهُ.
💜💜
الحلقة التاسعة💜💜
بمنزل والد فداء
دخلت زوجة عمها لها بالغرفة نظرت لها بتقييم، رغم عدم رضائها لم تضع حتى كحلًا بعينيها كذالك هندامها بسيط عباءة منزليه لائقه لحد كبير كذالك حجابها مُنمق، تغاضت عن الطلب منها وضع كُحل حتى لا تضجر وتغضب مثل كل مرة،تنهدت قائله:
إرمى اللبانه اللى بتكزى بأسنانك عليها ده
وإن كنت جاهزه يلا العريس وصل، تعالى عشان تاخدي صنية العصير تدخليها للضيوف.
نظرت فداء لها سائلة:
ضيوف!
ضيوف مين!
بعدين اللبانه لسه فيها طعمها خسارة ارميها.
إرتبكت زوجة عمها قائله بضيق:
طيب متبقيش تنفخي اللبانه وإنت قاعده، وبعدبن هو يعني العريس مقطوع من شجرة، أكيد معاه أمه وأخته ومرات أخوه.
نظرت لها فداء بإستهزاء قائله:
ومجابش معاه بقية نسوان العيله ليه عشان يبقى الرأي بالإجماع.
توترت زوجة عمها قائله:
وفيها أيه يعنى بلاش كلام فارغ ويلا تعالى ورايا المطبخ.
بمكر وافقت فداء، وإمتثلت وذهبت خلف زوجة عمها الى المطبخ، حملت تلك الصنية من يديها، وهمست:
يلا إستعنا عالشقى بالله.
تبسمت وهى تدخل الى غرفة الضيوف، رسمت البشاشة على وجهها وألقت عليهم السلام… جابت عينيها على الجالسين وهي تّقدم لهم العصائر الى أن وصلت لإمرأة تبدوا مُتغطرسة قليلًا، من ملامحها شابة بالتأكيد هي أخت العريس، لكن أخطأت فيما بعد علمت أنها زوجة أخيه الأكبر، جلست قليلًا صامته الى أن قالت تلك المُتغطرسة:
أكيد العروسه مكسوفة مننا،ما تقوم يا سعوده..قصدي يا أستاذ سعد،إطلع إنت والأبلة إقعدوا شوية فى البراندا.
وافقت زوجة عمها على ذلك قائله:
الهوا فى البراندا عندنا جنه… يلا قومي يا فداء.
تهكمت فداء وهمست لنفسها بتريقه:
سعود.. وأبلة…وماله.
لكن بطواعيه منها نهضت مع ذاك التعيس هامسه:
وإسمك سعد كمان، أما نشوف هتفضل سعود ولا هتقلب تعوس.
جلست على أحد تلك المقاعد البلاستيكيه الموجوده بتلك الشُرفه المُطله على باب المنزل، نظرت له بإستهزاء قائله:
ما تقعد يا سعوده..يوه قصدي يا أستاذ سعد.
جلس مُبتسمً يقول بتوضيح:
أصلها مش بس مرات أخويا،كمان تبقى بنت خالتي ومتربيين سوا ودايمًا لسانها واخد تنادينى بالاسم ده .
تهكمت قائله:
آه طبعًا ، أنا كمان مرات عمي تبقى أخت أمى،فهمت حاجه.
توتر قائلًا:
لاء.
تبسمت وهى تمضغ العلكة قائله:
ما علينا،إحنا مش هندخل فى فوازير ده يبقى مين،قولى عرفت إنك مدرس.
اجابها:
أيوه مدرس إنجليزي،بس واخد أجازة،وأخو مرات أخويا جابلي عقد عمل فى البحرين.
تهكمت بسخريه قائله:
آه يعني كمان صاحبة فضل،انا كمان كان المفروض أبقى مدرسة علوم،بس إنت عارف الحكومه عندها عجز فى تعين المدرسين، بشتغل فى السوبر ماركت بتاع بابا.
-آه ما أنا عارف مرات أخويا قالتلى كمان ممكن أكلم أخوها يشوفلك عقد عمل زى بتاعي كده.
نظرت بحُنق قائله بفضول:
واضح إن مرات أخوك وأهلها لهم مكانه كبيرة عندك هى ملهاش أخوات بنات غيرها.
أجابها ببساطة دون إنتباه لنبرتها المتهكمه:
هي فعلًا لها مكانه كبيرة،لاء معندهاش أخوات بنات ،وحيدة عشان كده إحنا كلنا أخواتها.
نظرت له بنزق قائله:
آه عشان كده كلكم أخواتها،طب بص بقى يا مستر سعود،أنا بقى أكتر شئ أكرهه هو إن حد تانى يتحكم فى حياتي وفى قرارتي.
لم يفهم فحوى حديثها وسأل بتوضيح:
مش فاهم قصدك.
زفرت نفسها بغطرسه قائله:
وماله رغم إنى مش بقول ألغاز،مفيش مانع اوضح أكتر، بص بقى أنا ليا شخصيتي الخاصه،ومحبش حد يفرض عليا حاجه مش مقتنعه بها،يعنى لو حصل نصيب بينا وده أعتقد مُستبعد،أنا وأنت محدش لها دخل بينا لا تقولى أختى ولا بنت خالتي،آه ومش تبقى قدامهم زى الفرخه الكاشه وتنفش ريشك عليا،
كمان انا ليا شوية شروط،يعنى مثلًا الشبكة طبعًا إنت شخص ميسور يبقى تجيب لى شبكة محترمه تليق بمستر مسعود.
-سعد.
تهكمت قائله:
اهو كلهم مرادفات لنفس الإسم، سيبني أكمل كلامى للآخر.
صمت يستمع لحديثها الجاف وطلباتها المبالغة، كذالك تحذيراتها بعدم ولاية أحد عليها، وهو يوافق برأسه بقبول، بينما هى بداخلها مُتهكمه وفهمت أبعاد شخصيته انه ليس لديه شخصيه مُستقله، يوافق على كُل ما يُقال له الآن، وسيعرضه على ذويه بعد ذلك ويأخذ بقرارهم الذى سيكون بالتأكيد الرفض.
بعد قليل غادر العريس ومن كانوا معه، نظرت زوجة عمها الى والد فداء ووالدتها قائله:
أنا متفائله المره دى العريس كان خارج مبسوط، ربنا يهدي الحال وأشوفك عروسه يااارب.
تهكمت فداء وهى تنفخ العلكة ساخره تقول:
آه هو كان مبسوط، بس طبعًا فرقة المعاينه اللى كانت معاه لما يحكي له على اللى إتكلمت انا وهو فيه، مش هينبسطوا بلاش تعلقوا نفسكم بأوهام…انا حاسه إنى صدعت هروح أخد شاور وانام عشان ابقي أصحى فايقه بكره،تصبحوا هلى خير.
غادرت فداء،بينما نظرت زوجةعمها الى أختها قائله:
إحنا مكناش كده، والبنات كلها مش كده، أى بنت بتفرح إن فى عريس متقدم لها، دى بتسلذ بتطفيش العرسان، وهى خلاص مبقتش صغيرة دى عدت التلاتين سنه،لازم تعرف إن للبنت زهوة وقت ما بتنطفى هترجع تندم
بنتك خلاص جابتلى الضغط،ومرارتي إتفقعت بسببها،حلال فيها لقب “فتاااء”
❈-❈-❈
بـ ڤيلا بمنطقة راقية
اوقف عماد السياره فى الفناء، ثم ترجل من السيارة قائلًا بأمر:
إنزلي.
لم تنتبه الى المكان وترجلت هى الاخري وسارت خلفه الى أن توقف امام باب الڤيلا الداخلى وأخرج سلسلة مفاتيح وضعها بمقبض الباب، قام بفتحه، وتجنب وأشار لها بالدخول، بالفعل دخلت لكن إرتجفت حين سمعت صوت إغلاق الباب القوي،تنهدت بشهقه،طفيفه،تهكم بسخريه ولم يُبالى،وسار نحو الداخل وهى خلفه،لم تنتبه الى فخامة المكان عقلها شارد برد فعل عماد المتوقع والمؤشرات تؤكد أنه غاضب،توقف فجأة اثناء سيرهُ ثم إستدار بجسدهُ ينظر لها بغضب غير قابل للتلجيم ،بسبب سيرها خلفه مباشرةً شهقت حين أصبح بوجهها كذالك إختل توازن جسدها،وكادت تقع لكن امسك مِعصمي يديها
نظر لها بشرر سائلاً:
إزاى تستقبلى شعبان الجيار عندكم فى الشقه؟
توترت وإزدردت ريقها قائله بتبرير:
هو اللى جه عندى وكان شكله مضايق أوى .. كنت عاوزنى أطردهُ.
نظر لها بغضب قائلًا بأمر:
أيوه كان الأفضل تطرديه.
تعجبت وهى تنظر لعيناه وليتها ما تحدثت بحماقة فى وجهة نظره:
متعودتش أطرد حد قصد بابى خصوصًا كان جاي عليا ويمكن عشمان، متنساش أنه والدك!.
تعصب وجذبها من عضدي يديها لتلتحم بصدرهُ قائلًا بسخريه وتهكم:
عشمان… عشمان فى إيه
ده مش والدى…. ده طليق أمى اللى طردنى أنا وهى من حياتهُ، وإحنا محتاجين لمأوى ومفكرش غير فى أنه يرضي رغبة غيرهُ، ممنوع تفتحى له الباب مره تانية.
حاولت الإعتراض لكن تعصب وسبقها قائلًا بأمر:
ممنوع تستقبيله مره تانيه فى الشقه، ولو سمعت إن جالك مره تانيه….وإستقبلتيه
بلاش أقولك رد فعلى هيكون إزاى الأفضل ليكِ تطرديه.
إرتعش جسدها بين يديه ونظر لوجهها
تبسم وهو يرى بعينيها الرهبه وهى تومئ رأسها بإمتثال لقوله، وقع بصره على شفاها التى إرتجفت.
تبسم بزهوه وهو ينقض على شفاها بالقُبلات الشبه باردة، ترك شفاها وجذبها من يدها خلفهُ قائلًا:
تعالى معايا.
سارت خلفه الى أن دخلا الى غرفة نوم
ترك يدها ووقف يخلع ملابسهُ الى أن أصبح شبه عارى.
نظر لها قائلًا بإستهجان:
هتفضلى واقفه كده،وترسمى الكسوف مش أول مره تشوفى راجل عريان، قربى منى.
إقتربت منه وهى تريد الفرار من أمامهُ لا تريد أن تسمع منه المزيد من الإستهجان، ولا تُريد تلك اللمسات التى تُشعرها أنها عاهره…..
بالفعل عاود الأنقضاض على شفتاها بقُبلات حاره مُغلفة بالعشق ، وشم جسدها بلمسات وقُبلات تاركاً أثرًا طفيف، بتلك القُبلات واللمسات على جسدها
شعرت أنه سحق قلبها، وهو ينهض عنها نائمًا جوارها للحظات بالفراش قبل أن ينهض من الفراش، تركها تشعر بالرُخص لتتحسر من ذلك الشعور.. أنها ليست سوى عاهرة بفراشهُ.
لكن سألت بتسرع قبل أن يخرج من الغرفة:
أيه رأيك فى الصور.
توقف وهو مازال يُعطيها ظهره، رغم أنه يعلم قصدها لكن رد بسؤال:
صور أيه؟.
إبتلعت ريقها قائله بتوضيح:
صورك مع البنت اللى كنت بترقص معاها فى حفلة الإفتتاح.
-إشاعة سخيفة
رده كان نفس رد عِفت السابق،لكن لم تكون تريد هذا الرد منه،وتفوهت:
إشاعة سخيفة وكل يوم بتزيد.
إستدار ينظر لها قائلًا:
قصدك أيه.
ردت بآسف:
إنت عارف قصدي يا عماد…أكيد قريت التعليقات اللى على الصور دي،وقد أيه أنكم مناسبين لبعض و…
قاطعها قائلًا بتأكيد:
قولت إشاعة سخيفة، ومع الوقت هتنتهى وكمان أعتقد جوازنا مش سري…
قاطعته بتسرُع:
وجوازنا كمان مش مُعلن يا عماد.
زفر نفسه بضيق ونظر لها بسؤال قائلًا:
إنتِ عاوزه أيه يا سميرة.
كان ردها مفاجئًا:
عاوزه أرجع أعيش فى المحلة يا عماد… وأرجع لحياتي القديمه وأرجع اشتغل من تانى فى الصالون بتاعي اللى هناك.
نظر لها بتفاجؤ، لكن سُرعان ما قال بإستهزاء:
أكيد مش فى وعيك،إنت….
قاطعته مره أخرى:
بالعكس أنا فى وعيي،وأعتقد وجودي،هنا او فى المحله مش هيفرق كتير معاك،لما…
توقفت تتنفس ماذا ستقول أنه يشتاق لها،بالتأكيد ليس صحيح هى فقط تعوض الناقص،أكملت بآسى:
المحلة مش بعيده عن هنا ساعتين،لما تحب تشوف يمنى.
يمنى؟
هل تعتقد ان كل ما يربطهم هو يمنى،أجل أعترف هى من وصلت بعد النهايه ببداية جديدة،لكن ليست هى السبب،السبب هو ذاك الذى يحترق بجسدهُ عشقًا لها، لكن يخشى الإعتراف، لكن تجبر قائلًا:
هعتبر مسمعتش حاجه منك، مكانك إنتِ ويمنى هنا، ومش عاوز رغي كتير وإتصلِ على مامتك قولى لها إنك هتباتى معايا هنا.
-لاء معرفش أنام غير ويمنى فى حضني.
قالتها بإعتراض، نظر لها وهو يقترب مره أخرى من الفراش قائلًا:
يمنى مش صغيرة.
ردت عليه ببرود:
بس هى إتعودت وأنا كمان إتعودت أخدها فى حضنى وانا نايمة.
قبل أن تُزيح الدثار عنها كى تنهض من فوق الفراش تفاجئت به قريب للغايه منها، ينظر لها عينيه بها تحدي بينما قلبه به شوق وتوق دائم، لم تهتم لإقترابه ولا لنظرة عينيه، وحاولت النهوض لكن جذبها ينظر لشفاها بضعف، شهقت وقبل أن تتحدث كانت تستسلم لذاك الإنصهار الذى يجعلهما روحً واحده بجسدين،لكن بنهاية ذاك الإنصهار ينفصل ويبتعد نائمًا جوارها على الفراش أراد جذبها الى صدرهُ،وكاد يفعل ذلك لولا ان أعطته ظهرها وسحبت الدثار تواري جسدها بنفس الوقت صدح رنين هاتفه،نهض من فوق الفراش وذهب الى مكان الهاتف،جذبه نظر الى الشاشه ثم رمق سميرة وغادر الغرفه،بينما سميرة تنهدت حين خرج من الغرفة،جذنهضت من فوق الفراش جذبت ثيابها وبدأت بإرتدائها،بنفس الوقت أنهي عماد الإتصال وقف خلف ذاك الزجاج الموجود بالرُدهه عقله يتصارع مع قلبه،الى أن رأي خيال سميره مُنعكس على ذاك الزجاج إستدار نحوها عينيه تنظر لها،وهى تُحايد النظر له تنهد قائلًا:
أنا مسافر بكره دبي وهقعد من عشرة لخمستاشر يوم.
كان ردها جافً وهي تُكمل سير:
ترجع بالسلامه.
أكملت سير وترجلت من ذاك السلم الى ذاك الباب التى دلفت منه سابقًا،خرجت من الڤيلا دون النظر الى أعلى كى لا ترا ذاك الواقف بإحد الشُرفات،سارت بالطريق لحُسن الحظ مازال الوقت باكرًا،أشارت الى إحد سيارات الآجرة التى توقفت لها صعدت بها،بالطريق هنالك طواحن بقلبها،لم تهدأ الإ حين دلفت الى شقتها وإستقبلتها صغيرتها،تبسمت وهى تنحني تستقبلها بحنان وحملتها ونهضت واقفه تقول:
أيه اللى مصحيكِ لحد دلوقتي،أكيد مغلبه ناناه معاكِ.
نظرت يمنى الى عايدة التى آتت مُبتسمه تقول:
والله دماغها زى الحديد،تنام ساعتين الضهر تسهر قصادهم لنص الليل.
تبسمت سميره،بينما سألت عايدة:
الساعه قربت على عشره ونص أيه اللى آخرك النهاردة فى الرجوع.
قبلت سميرة يمنى قائله:
كان الصالون زحمه،أنا حاسه بإرهاق،هدخل أخد دُش وبعدها هنام.
بقلبها تشعر أن سميرة ليست مُرهقه ولم تتأخر بسبب العمل كما تقول،لكن سميرة كعادتها علاقتها مع عماد تتكتم عليها،لا تعرف عنها شيئ سوا بالصدفه،مثلما علمت بحملها بـ يمنى…لم تضغط عليها،تشعر بآسف وندم يتوغل مع الوقت ليتها فعلت مثلما أرادت سميرة،أن تُخفي حملها ولم تتسبب بعودتها الى عماد كما ظنت أنها قد تجد معه السعادة.
…..
بينما بتلك الڤيلا
وقف ينظر الى مغادرة سميرة يشعر بإحتراق حاد،لكن تحكمت ذكريات الماضى القاسية برأسه،سميرة كانت الشرارة المُضيئه فى قلبه لكن حين إبتعدت عنه إنطفأ قلبه وتركت مكانها لهبً قاسيًا، جذب سجائره وأشعل إحداها ينفث دخانها بغضب،هو كان ينوي قضاء الليله مع سميرة قبل أن يعلم بزيارة
شعبان الى شفتها
[بالعودة قبل ساعات]
بالڤيلا الذى يقطن فيها مع والدته
تفاجئ بوجود يمنى ومعها عايدة بالفيلا تجلس مع والدته يتسامران بود وتلهو يُمنى حولهن،رحب بـ عايدة،بينما سألته حسنيه وهى تبتسم له وهو يحمل يمنى التى تدلل عليه:
مش بعاده تجى فى الوقت ده.
تبسم قائلًا:
فى ملف كتالوجات مهم كنت نسيته وجيت عشان أخدهُ وخارج تاني.
تبسمت عايدة بينما قالت حسنيه:
تعالي يا يمنى معايا أما أشبع منك شويه قبل ما تمشي…وسيبِِ بابا عشان يشوف شغله.
تبسم عماد على تشبث يمنى به،لكن اغوتها حسنيه بإحد الالعاب،ذهبت معها،بينما عماد ذهب الى غرفة مكتبه،وجاء إليه إتصال هاتفي قام بالرد عليه،ثم أخذ وقتًا بفحص ذاك الملف ورؤية تلك التصميمات، خرج بعد حوالى ساعه،تقابل مع حسنيه،سألها:
فين يمنى.
رمقته حسنيه بنظرة آسف:
مشيت هى وعايدة.
سأل عماد:
وليه إستعجلوا كنت وصلتهم فى طريقي.
نظرت له قائله:
بس عايدة كانت جايه عشان تقولى على حاجة مهمه، ومكنتش هتقعد.
إستفسر عماد:
وأيه الحاجه المهمه دى.
أخرجت حسنيه ذاك المبلغ المالى من جيبها ومدت يدها به نحوه قائله:
بسبب الفلوس دي،مش دي الفلوس اللى إديتها
لـ هند وطلبت منها متروحش تشتغل فى المصنع تاني.
إستغرب عماد سائلًا:
وأيه دخل طنط عايدة بالفلوس دى،أكيد…
قاطعته حسنيه قبل أن يظن انها قد تكون ذهبت لاستعطاف عايدة لقلب عماد قائله:
شعبان…
شعبان هو اللى راح لـ سميرة الشقه وعطاها الفلوس دى وقالها إنه مش محتاج لزكاة مالك…ليه عملت كده.
تعصب عماد بمجرد ان ذكرت إسم شعبان وسأل بإستهجان:
شعبان راح لـ سميرة الشقة،عرف العنوان منين،وإزاي أساسا هى تفتح له الباب وتستقبله.
ردت حسنيه:
واحد وخبط على بابها واكيد إتكسفت منه،ليه عملت كده مع أختك.
رده كان صادمً:
مش أختى،أنا ماليش أخوات،وعملت كده عشان المصنع ده مالى ومن واجبي احافظ عليه.
نظرت له حسنيه بذم قائله:
حتى لو مش معترف إنها أختك مكنش لازم تعاملها بالطريقة اللى حصلت دى، وسهل شعبان يجيب عنوان سميرة من عمها ناسي إن هما أصحاب…
توقفت حسنيه للحظة ثم قالت:
هات يمنى وسميرة يعيشوا معانا هنا…ولا عاجبك بعدهم عنك،وأنت متعرفش عنهم حاجه طول الوقت.
نظر لها عماد قائلًا:
مش هينفع والامر ده إتكلمنا فيه قبل كده، انا أتاخرت ولازم أرجع للشغل تانى، أشوفك بالليل.
غادر عماد يتصارع مع خطوات قدميه، بينما تنهدت حسنيه بآسف قائله:
خايفه تمشي فى سكة أبوك يا عماد وتخسر سميرة،عالأقل أبوك مكنش غني زيك…بس مشتركين فى نفس قساوة القلب.
خرج عماد يشتعل غضبً،وبدل أن يعود للعمل بالمصنع،أتصل على سميرة.
[عودة]
نفث آخر دُخان تلك السيجارة،وضعها بالمطفأة وقام بإتصال وإنتظر حتى آتاه الرد قال بخسم:
عاوز الصور دى تختفي تمامً من على كل المواقع دى،مش عاوز لها أثر،وعاوز تسريب لخبر إني متجوز.
أغلق الهاتف مازال يشعر كآنه يحترق مثلها،حسم أمره وإرتدا ثيابه مره أخرى،سيذهب الى سميرة يطلب منها توضيح لقائها مع شعبان،او بهذا سيتحجج…
بالفعل بعد قليل كان يقف بسيارته أسفل تلك البِناية،بعد ان كان يشعر بحماس وإشتياق ذهب الحماس وجاء التردُد لكن الإشتياق مُستمر،تنهد يشعر ببؤس لكن لابد من قرار عقب عودته.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
صباحً لشقة سميرة على طاولة الفطور كانت تجلس تبتسم لـ يمنى التى أصرت أن تجلس على مقعد وحدها تشاور لـ عايدة اى طعام ترغب، وهى تضعه لها بفمها، تبسمت عايدة ونظرت الى سميرة قائله:
مش المفروض يمنى تروح الحضانه بقى،اهو تغير جو احسن من حبستها هنا فى الشقه طول الوقت يادوب اوقات بنروح عند حسنيه او هى بتجي لينا هنا.
توترت سميرة قائله بتوريه:
لاء لسه صغيرة عالحضانه.
شعرت عايدة بحقيقة إعتراض سميرة، أنها مازالت صغيره، لكن سميرة لا تشعر بأنها ستستمر بالعيش هنا ولا تود ذهاب يمنى الى أحد الروضات، حاولت إقناعها قائله:
أصغر منها وبيروحوا الحضانه، بعدين لازم تتفرد مع اطفال فى سنها وتلعب معاهم.
ردت سميرة:
عندها العاب كتير تلعب بيها، ومش لازم نستعجل عليها.
-براحتك.
هكذا قالت عايدة، بينما نظرت سميرة الى يمنى تشعُر بآسف كانت نتيجة لحظة ضعف هزمها بل حرقها عماد بنيران غير قادرة على الخروج منها ولا تود الاستسلام لذلك،لابد من إنتفاضة.
❈-❈-❈
بمصنع الفيومى
نفثت چالا دخان تلك السيجارة بغضب وهى تتصفح تلك المواقع التى إختفى منها تلك الصور، وهنالك إشاعه أخرى حول عماد أنه متزوجً، بغضب قامت بإتصال وإنتظرت الرد قالت بأمر:
عاوزاك تدبر ليا لقاء مع عماد الجيار لو النهاردة يكون أفضل.
رد عليها الآخر قائلًا:
للآسف عماد الجيار مش فى مصر مسافر، ومعرفش هيرجع أمتى.
بإستهجان سألته:
وأنت عرفت منين أنه مسافر.
رد عليها:
كان فى مصلحة وطلب منى أخلصها له، ولما خلصتها بتصل عليه قالى إنه خارج مصر فى رحلة عمل.
سألته بإستفسار:
وهيرجع إمتى.
أجابها:
معرفش بس هو قال أسبوعين بالكتير.
زفرت نفسها قائله بآمر:
تمام عاوزاك تعرف يوم رجوعه بالظبط وتعرفني.
أغلقت الهاتف وألقته أمامها على طاولة المكتب تُزفر نفسها بغضب، وهى تنظر الى صورة عماد وذاك الخبر الذى ينشر أنه متزوج، كذالك إختفاء صورها معه بهذه الطريقه كأنها مُحيت من الوجود، وعقلها يسأل لو حقًا كان متزوجً أين كانت زوجتة ليلة الحفل، لما لم تكُن معه… بالتأكيد هذه إشاعه مثل صورهما معًا، ولابد من لقاء بينهم لتوضيح ذلك.
❈-❈-❈
مساءً
أمام مركز التجميل
توقف حازم بسيارته يقرأ تلك اللوحة الإعلانيه، نفس الإسم الذى أخبره به ذاك الشخص سابقّا، ظل ينتظر لبعض الوقت عينيه تُراقب مدخل ذاك المركز، حتى بدأ يشعر بالضجر.
بينما بداخل مركز التجميل، تبسمت عِفت وهى تنظر الى الهاتف، لاحظت سميرة ذلك تخابثت قائله:
أيه اللى فى الموبايل كل شويه تبصي عليه وتبتسمي.
تبسمت عِفت قائله:
أخويا وصل من السفر، أنا هاخد إذن من المديرة وأمشى…لازم أكون فى إستقبالة.
تبسمت سميرة قائله:
حمدالله على سلامته.
تبسمت عِفت قائله بتسرُع:
تسلمي من كل شر
همشى أشوفك بكره بقى.
تبسمت سميرة لها، بعد ان أخذت عِفت إذنً غادرت المركز
بينما حازم بعد أن كاد يرحل بسبب طول الإنتظار تفاجئ برؤية عِفت تخرج من باب مركز التجميل فكر سريعًا، لا توجد طريقة أخري
سريعًا قاد السيارة بسرعه عاليه وتوقف فجأة أمام عِفت التى لوهله توقف الزمان لديها وهى تظن أنه قد صدمها، ترجل حازم سريعًا نحوها ورسم أنه لم يقصد ذلك.
❈-❈-❈
ليلًا
مارسيليا
بشقة هانى
كانت هيلد تشعر بالبؤس لم تجد طريقه لنسيان ذلك سوا إحتساء مشُروب كحولي مُسكر، بشراهه حتى شبه فقدت السيطرة على عقلها، بنفس الوقت فتح هانى باب الشقه ودخل، تفاجئ بـ هيلدا التى وقفت تسير بتمايل وترنُح تقول بفقدان عقل:
لماذا لا تُحبني هانى، أنا أحبك كثيرًا
لماذا تتعمد جرح قلبي، لماذا تنكر أفضالي عليك، هل تريد طفل أم تريد إمرأة أخرى غيري… أجب هاني.
مع كلمتها الاخيرة تجرعت كآسًا على دفعه واحده إبتلعته ثم عاودت الحديث:
لماذا تكرهني هاني…إنتَ تنكر أفضالي عليك
أنت ناكرًا للجميل والمعروف.
الحلقة العاشرة💜💜
بعد مرور عشر أيام
مركز التجميل
سردت عِفت لها عن لقائها بذاك الشاب الذى كاد يدهسها بسيارته، بطريقه هياميه وانهت سردها:
أنا مش الخضه هى اللى خلتني لسانى سكتت، لاء الشاب اللى كان سايق العربيه، له هيبه كده وقبول طاغي تقولى نجم سينما طول بعرض بعضلات، كمان طلع ذوق ونزل من العربيه إعتذر لى، وعرض عليا يوصلني، بس أنا كنت طالبة أوبر ووصل وإتحرجت أوافق يقول عليا عاوزه أشقطهُ.
ضحكت سميرة قائله:
لاء طبعًا، انا مش عارفه إنت عقلك صغير أوى وقلبك خفيف كل يومين تجي معجبه بواحد قابلتيه صدفه، مره تقولى عالفرنساوي اللى اتصدم فيكِ وفضلتِ هيمانه فيه كم يوم، دلوقتي الشاب اللى كان هيدهسك، يا بنتِ إعقلِ شويه، الحب مش كده.
ضحكت عِفت قائله:
لاء المصري يكسب ياريت اقابله مره تانيه، كمان حاسه إنى شوفته قبل كده، بس مش فاكره فين، وبعدين تعالى هنا قوليلي، إنت مش متجوزه عن حُب، وبنتك مش شبه باباها بغمزاتها الحلوين دول لما بتضحك أنا بتغاظ وببقى نفسى يبقى عندي غمازتين زيهم.
خفق قلب سميرة،وسرحت تُصارح نفسها بما تشعر به حقًا زواجها من عماد كانت تعتقد أنه عن حُب متبادل بينها وبين عماد لكن الحقيقه عكس ذلك الحُب من جانبها فقط،الحُب الذى يُضعفها أمامه…يجعلها تحترق برماد مشاعره.
عادت من الشرود على طرقعة اصابع عِفت أمامها وتبسمت لقولها:
أهو انا نفسي فى السرحان ده،نفسي أسرح فى الحُب،أقابل شخص يحبني،بس تعالى هنا إنتِ عمرك ما قولتلى حتى إسم جوزك ولا هو فين جيت الشقه كذا مرا مكنش موجود.
إرتبكت سميرة قائله:
جوزي مسافر.
-وإسمه إيه.
هكذا سألت عِفت،تحيرت سميرة لكن ذلة لسانها قالت:
نسيم،لاء قصدى عماد.
تهكمت عِفت قائله:
نسيم ولا عماد،أيه للدرجة دى الحب مآثر عليكِ.
توهت سميرة بالحديث قائله:
بطلي سخافه وخلينا نرجع لشغلنا حالًا المديرة تقول بترغوا فى إيه ودوشتوا الزباين.
ضحكت عِفت قائله:
قصدك المُتصابيات،دول بيحبوا الرغي والنميمه دول عايشين عليها،بالك فاكره الإشاعه اللى كانت طلعت على صاحب حفلة الاوتيل،لقيتهم بتكلموا عنها،وهروا فروة البنت ومش عجباهم…بيقولوا الشاب أحلى كاريزما إنما هى كلها نفخ حتى نظرة عنيها منفوخه .
خفق قلب وتبسمت قائله:
خلينا نرجع لشغلنا ونسمع نم المُتصابيات.
❈-❈-❈
بمنزل شعبان
نظرت هانم له وهو يجلس على آريكه ويضجع بيده على إحد الوسائد واليد الاخري يحمل كوبً من الشاي، يحتسي منه برويه لكن تذمر قائلًا:
إيه ده الشاي ناقص سكر.
تهكمت قائله:
السكر اللى فى البيت خلص، وبعت هند تجيب من السوبر ماركت ولسه مجتش.
وضع كوب الشاي على الطاوله بضجر وإستهجان قائلًا:
دى مبقتش عيشه دي، حتى السكر مش فى الدار.
تهكمت هانم قائله:
قولت مالوش لازمه ترجع الفلوس اللى عماد كان عطاها لـ هند أهى كانت تنفعنا، بس أقول أيه.
نظر لها بغضب قائلًا:
قولت مش عاوزين منه حاجه.
إستهزأت بغِل قائله:
ليه مش إبنك اللى كان نص مرتبك بيتحول عالمحكمه نفقه له كل شهر.
نظر لها يُفكر، فى ضآلة ذاك المبلغ الذى كان يحول للمحكمه كان لا يكفيه لشراء عيش حاف لمدة أيام،كذالك ظن ان بفعلته تلك سيكسب تعاطف زوجة عماد،ربما تكون جسر التواصل بينهم لكن يبدوا أن عماد لا يود ذلك بالتأكيد يبدوا أنه أخطأ،يعلم لو كان ذهب له مباشرةً كان رفض مقابلته، أراد نيل تعاطف سميرة وقيمتها لدى عماد، لو لم تكُن سميرة ذات قيمة لديه لما كان تزوجها بعد أن أصبحت أرمله،وهو لم يسبق له الزواج وكان اصبح ذا شآن، يعلم أنه كان حدث بينهم إنفصال لفترة وجيزة، لكن عادا سريعًا وهذا ما يؤكد قيمة سميرة،تحير عقله ربما سميرة لم تخبرهُ،أو أخبرته وهو بالتأكد جحد قلبه…زفر نفسه يشعر ببُغض وهو ينظر الى هانم تلك البغيضة التى قديمً ألقت خيوطها على عقله وعقل والدته وتسببت بالطلاق بينه وبين حُسنيه.
❈-❈-❈
بـ ڤيلا عماد
بغرفة حسنيه كانت تضب ملابسها داخل خزانة الملابس،بالخطأ سقطت تلك الرُزمة الماليه التى كانت أسفل بعض الملابس،إنحنت وجذبتها وذهبت نحو الفراش،جلست تنظر الى ذاك المبلغ الوفير،الذى لم تكُن تحلم يومً بلمس بضع ورقات من هذا المبلغ،كانت قانعه تتمني الستر فقط،وهذا ما سعت له وكان رفيقها عماد
وذكرى تطن برآسها
“أنا عاوز عيال كتير العيال عزوة وإنتِ مش هتخلفي غير عماد،إنتِ خلاص قطعتِ الخلف”
ورد مؤسف منها وشبه توسل:
“مين اللي قالك كده أنا لسه مكملتش تلاتين سنه والدمتورة قالت قدامك إن ممكن أخلف بسهوله،بس دى إرادة ربنا هو له حكمه فى كده،وزى ما بنقول واحد أبرك من عشرة يا شعبان”
والجحود بنعم الله يُقسى القلب:
“لاء أنا عاوز ولاد ويبقى ليا عزوه،أنا خلاص هتجوز”
وقبول الضعيف بقلب مكسور:
“إتجوز،وسيبني على ذمتك،وهشتغل وأصرف على نفسي انا وإبني،بس عشان المأوى،إنت عارف بيت أهلى صغير يادوب مكفيهم”
الجبروت يرد:
“يعني المكان اللى هنا واسع أوي،روحي بيت أهلك إنتِ ليكِ ميراث عيشى فيه..إنتِ طالق”.
-إنت طالق.
لم يُطلقها وحدها بل طلق عماد معها.
فتحت عينيها تستحث تلك الحسرة والمهانه التى شعرت بهما وقتها والكيد من هانم التى كانت تتعمد الظهور أمامها وتحكي كم هو سعيد معها ويرا العوض، رغم أنه أنجب الأناث، لكن يُحبهن ويفضلهن عن عماد،
عماد الذى قاسى وتحجر قلبه من قسوة الآيام وتحمل وتنازل،لديها يقين أن لـ شعبان هدفً،حين أعاد ذاك المال غير أنه لا يود من عماد شئ ولا يقبل الإحسان
شعبان نوياها خبيثه، وهى بالتأكيد الوصل بينه وبين عماد والتنعم بما وصل له من ثراء… لكن هو مُخطئ فكما يقولون العرق دساس
عماد مثله قاسى القلب ولا ينسى بسهولة، والدليل حياته الذى يعيشها بإنفصام بسبب تعرضه للخذلان سابقًا من الأقربين له تخلوا عنه… رغم أنه
يعشق سميرة، لكن مازال هنالك حاجزًا، يجعله يُخفي ذلك خلف قناع القسوة المُصطنع.
❈-❈-❈
بالإمارات باحد الفنادق
تنفس عماد يُزفر نفسه بقوه يشعر بغضب، وهو يقوم بمهاتفة سميرة للمره الثانيه ولا تقوم بالرد، كذالك بعث أكثر من رساله ولم يجد ردًا، يعلم أنها تتعمد ذلك التجاهل ، منذ تلك الليله الآخيرة بينهم، حك بين حاحبيه يشعر بسأم من ذلك، لكن تنهد مره أخري وقرر الإتصال وإن لم ترد سيرسل لها رساله كالعادة بالأيام الماضيه.
إتخذ القرار وقام بالإتصال مره أخري
بنفس الوقت بشقة سميرة
كانت سميرة تتعمد عدم الرد على الهاتف، لكن للحظات تركت الهاتف وذهبت الى المطبخ وعادت وجدت الهاتف مازال يصدح ويمنى تحمله بيدها، نظرت لها بضيق ثم سُرعان
أخذت الهاتف من يد يمنى وتعصبت عليها قائله بحِده ونهي:
قولتلك متلعبيش بالموبايل بتاعي.
تركت يمنى لها الهاتف وذهبت تنزوي على تلك الآريكه تذم شفتيها وتضم يديها ببعضهما تبدوا مقموصة.
نظرت سميرة لها رفق قلبها وذمت نفسها على عصبيتها زفرت نفسها بآسف وذهبت نحوها جذبتها وحملتها على ساقيها، تذمرت يمنى بطفوله منها، ضمتها سميرة وقبلت رأسها قائله:
معليشي حقك عليا.
دفست يمنى وجهها بصدر سميرة كآنها تُعاتبها على عصبيتها، تبسمت سميرة لذلك وضمتها بحنان.
بنفس الوقت عاد هاتف سميرة يصدح برنين مره أخري… نظرت الى الشاشة زفرت نفسها فكرت بعدم الرد، لكن نظرت يمنى هى الأخرى الى شاشة الهاتف وتفتحت ملامحها ومدت يدها الى الهاتف ثم خشيت ان تتعصب عليها سميرة مره أخرى جذبت يدها للخلف قائله:
صورة بابي.
فكرت سميرة بعدم الرد، لكن نظرة عين يمنى المُعاتبة جعلتها تفتح الخط ثم مُكبر الصوت لتسمع صوت عماد الغاضب:
بتصل عليكِ ليه مش بتردي لا على الرسايل ولا وإلاتصالات.
تسرعت سميرة بالرد:
يمنى أهي معاك خدي كلمي بابي.
أعطت الهاتف لـ يمنى ووضعتها فوق الأريكه ونهضت وتركت المكان وقفت بعيد قليلًا تسمع حديث يمنى مع عماد، حتى سمعتها تقول له:
مامي مش هنا راحت أوضة ناناه.
حاضر يابابي هقولها تكلمك، متنساش تجيب لى لعب كتير.
وضعت يمنى الهاتف على الآريكه جوارها، وكادت تنهض، لكن عادت سميرة تبتسم لها، تبسمت يمنى ونسيت عصبية سميره عليها…تبسمت لها تلمع عينيها بحنان ليت عماد كان قلبه مثل تلك البريئه التى تُشبه ملامحه.
بينما أنهى عماد الإتصال تمدد بجسدهُ فوق الفراش ينظر الى سقف الغرفه يشعر بإشتياق لمجرد سماع صوت سميرة الهادئ لو كانت نحدثت معه لسألها عن ماذا تريد وسيفعله من أجلها.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
بمحل البقالة
كانت تجلس بسنت مع فداء التى تقوم بشرح احد المواد لها مساعدة منها…
تبسمت لها بسنت قائله:
طب والله إنتِ شرحت لى أحسن من المدرس بتاع المادة نفسها، والله نادر لما بفهم منه، فكري وإفتحي درس خصوصي وهتلاقي طلبه كتير.
تبسمت فداء قائله:
لاء انا بفكر أفتح حضانه وألم العيال المتشردة من الشوارع واعلمهم الادب والأخلاق
ضحكت بسنت قائله:
إعملي حساب ولاد مرات أبويا، قمة فى قلة الادب وصايعين ومتشردين.
ضحكت فداء قائله:
انا مش بطيق امهم، لما تجي تشتري، أقولها إحنا بنبيع بأسعار الجمله ومفيش فِصال، برضوا تفاصل، انا مش عارفه باباكِ إزاي متحملها، دى بخيله اوي.
مزحت بسنت قائله:
وكمان تخينه أوي،شكلها بتاكل ومجوعه الباقين،الحمد لله إنى مش عايشه معاها،بس والله عمو جابر ما يفرق عنها،هو خالي هاني وتيتا أنصاف اللى مخليني اتحمله.
تبسمت بسنت حين صدح الهاتف بيدها وقالت:
أهو إبن الحلال خالي هاني بيتصل عليا.
خفق قلب فداء وتبسمت قائله:
وانا هقوم أشوف ايه سبب الهيصه والزراغيط اللى برة دي.
تحدثت بسنت مع هانى الذى أخبرها أنه خلال أيام سيأتى الى مصر لقضاء فترة أجازة قصيرة، بينما فداء علمت سبب تلك الاصوات العاليه والزراغيط، إنها من أجل خطوبة، ذاك العريس الذى كان تقدم لها منذ ايام، وهى بغطرستها علمت رده انها لن تناسب عقول ذويه، فذهب لاخري وواقفت على ما رفضته هى، تذكرت صباحً حين ذمتها زوجة عمها حين قالت لها بعصبيه وإستهجان:
معرفش قولتِ ايه للعريس اهو طفش وراح لغيرك بنت جارتنا ووافق عليها والنهاردة هيجيبوا الشبكه والفرح بعد أسبوعين، خليكِ كده مش حاسه إنك مبقتيش صغيرة، وتطفيش العرسان طلع عليكِ سمعه، بعد كده محدش يتقدم لك، بسمعتك دي.
لم ترد عليها، كان سهلًا ان تقول لها لا تستعجلي، تلك الزيجة قد تتم لكن لن تستمر وإن إستمرت ستكون تلك العروس مثل الخِرقه الباليه بين ايديهم، وهى لا تود ان تكون بلا مكانه بحياة شريك حياتها، ربما من الأفضل عدم الإنسياق خلف هواجس المجتمع الباليه، لابد أن تكون سيدة قرار، لا تابعه.
❈-❈-❈
مارسيليا
بعد مُزاح بين هانى وبسنت، رأي هيلدا تدلف عليه بالغرفه تترنح من آثر المشروب المُسكر، كذالك ثيابها العاريه… تقترب من هانى تسأل:
مع من كنت تتحدث بالهاتف.
رغم إشمئزازه منها لكن أجابها:
بسنت بنت أختي… وعلى فكره انا مسافر مصر كمان يومين.
-لماذا، أصبحت تكرهني وتهرب مني بالسفر الى مصر كثيرًا.
إشمئز من رائحة المسروب المُنبعثه من فمها وإبتعد جالسًا على الاريكه قائلًا ببرود:
أنا مش بهرب منك، كل الحكايه إنى شايف إن أعصابك تعبانه فى الفترة الأخيرة واضح إن وجودي بيزود الحاله دى عندك، قررت أسافر لمصر أجازة صغيره تريحي اعصابك وتهدي.
ترنحت وسقطت جواره على الآريكه قائله بغضب:
أنت من تُفسد أعصابي هانى تنكر كل ما قدمته لك، تقابل المعروف بالآساءة، أصبحت ثريًا وتُفكر فى هُجراني من أجل آمرأه أخري، إنها “إيڤون” تلك الفتاة إبنة زوجي الراحل…يُغريك دلالها عليك.
تفاجئ بل ذُهل هاني قائلًا:
إيڤون من عُمر إبنة أختي،قولت لكِ تحتاجين الى تهدئة أعصابك انا مسافر مصر بعد يومين،أتمنى لما أرجع تكون أعصابك هديت.
قال هاني هذا ونهض واقفًا ثم خرج من الغرفه…بينما تعصبت هيلدا وقامت بإلقاء الكأس الذى كان بيدها بعرض الحائط تهشم الى قطع،عاد هانى ينظر الى الغرفه وراي قطع الزجاج على الارض لم يهتم وغادر مره أخري بينما نهضت هيلدا تترنح وقفت أمام قطع الزجاج لمعت عينيها بوهج،وجائت لها فكرة شيطانيه ستفعلها وقتها بالتأكيد ستُطفئ تمرد هاني عليها مره أخري،كما فعلت ذلك سابقًا وإستسلم لها.
❈-❈-❈
بالقاهرة
بمكتب عماد، كان يجلس خلف مكتبه
يقوم بمراجعة بعض الملفات، لكن ضجر من ذلك، ترك العمل وجذب الهاتف
نظر الى تلك الصور التى على هاتفه… تبسم يشعُر بإشتياق لهن الإثنتين، سميره ويمني، مجرد بضع أيام قضاها بالخارج عاد مُشتاقًا للهو مع تلك الصغيرة التى تُشبهه بالملامح وبعض الطِباع، تنهد بإشتياق لتلك التى مازالت تأسر قلبه لم تحتل مكانتها إمرأة أخرى، شوق وتوق بقلبه لها مازال مُستمرًا… بصعوبة يتحكم فى قلبه ويتحمل وجودها بعيدًا معظم الوقت، لكن هذا أفضل من أن ينفضح حقيقة قلبهُ الذى يطمسها عمدًا… تلمس ملامحها على شاشة الهاتف… بلا تردُد فتح الهاتف وقام بمهاتفتها… زفر نفسه بضيق حين إنتهى الرنين دون رد منها، غضب من ذلك وقام بالإتصال مره أخرى، وإنتظر لكن قبل نهاية الرنين سمع صوتها، تعصب بإندفاع قائلًا:
مش بتردي من أول مره ليه؟.
أجابته بهدوء عصبهُ:
إنت بتتصل فى وقت أنا فيه مشغولة.
تهكم بسخريه وإستهزاء قائلًا:
مشغوله فى أيه يعني، عالعموم مش عاوز أعرف، أنا رجعت من السفر وعاوز نتقابل.
غص قلبها، ليته قال وحشتني،لكن تعلم الهدف من طلبه لقائها،بمعنى أصح غايته من لقائه مجرد لقاء حميمي تشعر به كآنه عاشق لها لكن بمجرد أن تنتهي تلك اللحظات يعود الى جمودهُ وتبلُد مشاعرهُ وتعود هي بآلم يسري بقلبها، لكن غصبً إبتلعت ذاك الشعور الموجع لقلبها قائله:
مش هينفع النهارده مش هنفعك.
تعصب،هى تظن أنها له فقط مُجرد جسد،تنهد بحسم قائلًا بأمر:
مش إنتِ اللى تقرري، إن كنتِ تنفعيني أو لاء… هبعتلك العربيه الساعه سته ونص تكون خلصتِ مشغولياتك المهمه فى البيوتى.
بنفس الوقت سمح لذاك الطارق على باب مكتبه بالدخول،تبسم ورحب بها بدلالها حين سمعت نهاية حديثه عبر الهاتف قائله:
اتمني مكونش جيت فى وقت غير مناسب،كمان جايه بدون ميعاد سابق.
تقبل طريقة حديثها المُدلل قائلًا:
لاء طبعًا مكتب مفتوحلك فى أى وقت وبدون ميعاد.
إنتبه أنه مازال الخط مفتوحً قام بإغلاف الهاتف وتبسم لتلك التى قالت:
واضح إن السنين اللى قضيتها فى فرنسا قبل كده أثرت فى شخصيتك الجذابه ذوقك مُجامل جدًا… عارفه ممكن تقول عليا إزاي بتكلم معاك بالطريقه القريبه دى بس أنا إتعودت دايمًا أعبر عن رأيي بدون حرج… تقدر تقول إنى بحب الصراحه… والأشخاص الناجحه دايمًا هى اللى بتلفت نظري بسهوله.
تبسم لها بمجامله بداخلهُ مُتهكمً هى لا تعلم ما مر به بتلك السنوات الذى عاشها بالغُربه بلا هاويه كآنه شخص مجهول معدوم الهاويه، ولا لذاك الأثر التى تركته سواء بندب مازال واضحًا على جسدهُ، أو الندب الأكبر الذى حرق قلبه حين فقد حبيبه ورأها بعينيه تُزف الى غيرهُ… يبدوا أن للثراء مفعولًا سحريًا لطمس بقايا الماضى، بل أحيانًا قادر على حرقه.
تبسم بمجاملة وهو يسمع لها:
بصراحة أنا كنت مُترددة أجيلك،بعد الصور اللى إتنشرت لينا عالمواقع،أنا كنت بتحرج أكدب الصور دى وأقول دى مش صحيحه،كمان كنت محرجه أكلمك وأقولك عليها،أكيد كنت ممكن تضايق،أتمنى تكون الصور دى مسببتش لك إزعاج زيي.
تبسم بمجاملة وتذكر تغيُر معاملة سميرة له بسبب تلك الصور شعر بغصه قائلًا:
لاء أبدًا محستش بأي إزعاج… والصور كمان مع الوقت إختفت.
شعرت بضيق وسألت بفضول:
بصراحة إنت شخص غامض ومحدش يعرف عن حياتك الشخصيه أى حاجه… لو هتعتبر ده فضول مني تقدر متردش
تبسم بثقه قائلًا:
لاء مش فضول وانا مش شخص غامص أنا بس محبش حياتي الشخصيه تبقى مثار للأقاويل…حياتي الشخصيه مِلك ليا لوحدي ومتهمش حد غيري.
قالت بسؤال:
مفهمتش ردك، يعني مُرتبط او لاء.
تبسم قائلًا:
أنا مرتبط وكمان عندى بنت قربت على سنتين.
شعرت ببُغض وغضب إحترق قلبها وسألت:
واضح إنك متجوز عن حُب ويمكن ده ساعدك تبقى شخص ناجح.
رغم عدم إستغرابه من أسئلتها المفضوحه أمامه، جاوبها بإختصار:
مش شرط النجاح يكون وراه زواج عن حُب، حتى الزواح الناجح مش شرط يكون عن حُب، فى جوازات تقليديه كتير كانت ناجحه أكتر من الجواز عن حُب.
-وإنت متجوز عن حب، ولا جواز تقليدي.
هكذا كان سؤالها وأجابها:
كان جواز عقل أكتر.
❈-❈-❈
بنفس الوقت بـ مركز التجميل شعرت سميرة بغصة فى قلبها خين سمعت جزءً من ترحيب عماد بتلك التى لا تعرف من تكون لكن طريقتها تبدوا واثقه من ترحيب عماد لها، ظلت شاردة للحظات حتى وكزتها عِفت قائله!
كنتِ بتكلمي مين عالموبايل وسرحانه كده، وشكلك مسمعتيش انا قولت أيه.
نفضت سميرة قائله:
مفيش، قولى قولتى أيه.
تحدثت عِفت بخفوت قليلًا:
سمعت إن مدام “جانيت” هتبيع الصالون ده.
إستغربت سميرة قائله:
طب ليه الصالون شغال كويس وزباينه من الفنانين وصفوة المجتمع.
-معرفش يمكن دماغها هدف تانى تعرفي انا لو معايا فلوس كنت إشتريت الصالون ده منجم دهب…كفاية زي ما قولتِ زباينه ناس راقيه.
❈-❈-❈
أغلق عماد الهاتف بعد أن أخبرة ان سميرة قالت له انها هاتفته وقالت له ان لديها موعد آخر، شعر بغضب هو لم تتصل عليه، تنهد بسأم، وتملكه الشوق، نظر نحو تلك الحقيبه التى بالمقعد الخلفي للسيارة وإتخذ القرار الذى يسوقه له قلبه المُشتاق لرؤية
يمنى وقبلها سميرة التى تتعمد إثارة شوقه لها.
بالفعل بعد دقائق كان أسفل البنايه التى تقطن بها سميره، لم يُفكر وترجل من السيارة وجذب تلك الحقيبه ودخل الى البنايه صاعدًا بشوق.
بينما بشقة سميرة
كانت تجلس على أريكة بغرفة المغيشه عقلها شارد بما أخبرتها به عِفت عن رغبة صاحبة مركز التجميل فى بيعه، تمنت لو كانت معها ما يكفي لشراء هذا المركز التحميلي، لكن سُرعان ما فكرت بهدايا عماد الثمينه لها لما لا تستفاد بها… تبسمت وهي تتخذ القرار لو أصبح هذا المركز ملك لها بالتأكيد ضمان لمورد مالى لها ولوالدتها وطفلتها.
فاقت من الشرود على صوت قرع جرس بال الشقه… وكعادة يمنى حين تسمع جرس الباب تعتقد أنه والدها وتهرول نحو الباب سريعًا، كانت عايدة قريبه من باب الشقه وهى من فتحت تبتسم لـ يمنى التى تفتحت ملامحها حين صدق قولها وان عماد هو من جاء…
تبسم عماد لترحيب عايدة به وجثي على ساقيه يستقبل يمنى ونهض واقفًا يُقبل وجنتيها قائلًا:
وردتي الجميله وحشتني أوي.
بنفس الوقت إستغربت سميرة مجيئه، لكن بالتأكيد جاء من أجل رؤية يمنى.
بينما نظر لها عماد مُشتاقً، فلقد غلبهُ الشوق وجاء من أجل رؤيتها هي.
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺