رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) الفصل 33/34/35/36/37/38 بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) الفصل 33/34/35/36/37/38 بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
لم تلاحظ العبرات المتالمة المدفونة بعينيه ويأبى أن يظهرها لأي مخلوق ..حتى هو
بأي حق سيصدقها بعد الآن ! وهي ما تقوله شيء وافعالها شيء آخر
قدماه رفضت الحركة وكأن الصدمة جمدت بدنه بالكامل حتى قالت هي :-
_ مستنينك أنا وأمل عشان لازم الجواز يحصل بأسرع وقت
ابتسم لها ابتسامة واسعة يهني فيها هذه الصدفة التي خدمته كثيرًا في مخططه ثم نظر لها بقوة وقال مؤكدًا :-
_ وانا مستني اليوم ده أكتر منك
انتفض قلب عمر وكاد أن يخرج من بين ضلوعه ويصفعه على عشقه لهذه الخائنة واحكم قبضة يده كأنه على وشك القتال وبأنفاس متسارعة صاح بغضب :-
_ هشاااام
انتفضت عندما أخرجها صوته بفزع بعدما شعرت بالقلق من نظرات هشام حتى تتفاجئ بنبرة صوته الغاضبة ثم التفتت والقت عليه نظرة سريعة جعلتها ترتجف أكثر ......
كان وجهه أشرس من الآمس ، بعينيه تتجسد نيران الغضب والعنف الذي لم تراهم من قبل في عينيه ...
هو من كان آحن شخص عليها بعد رحيل والدها ، بلعت ريقها بتوتر ثم قالت :-
_ أنا ماشية
امتزج الصدق والتظاهر في عين هشام وامتلئت نظراته بالحب لها ولكن الأخرى لم تراها وهي تتجه ذاهبة ومرت بجانب عمر الذي تحركت عيناه لا إراديًا بنظرة جانبية شرسة ومتوعدة ...
خرجت من البوابة وهي ترتجف والتقطت انفاسها المتسارعة ثم قالت هامسة لنفسها :-
_ بعد ما هشام يتجوز أمل هقول لعمر الحقيقة بس ساعتها لو هد الدنيا عشان ارجعله مش هرجعله ، المهم دلوقتي أن هشام يتجوز أمل ويخفي الصور والفيديوهات اللي معاه ، هشام مش هيجي بالقوة
وخصوصا مع عمر اللي واضح أن هشام بيغير منه
*************************
بلع غصة مريرة بحلقه ثم توجه لهشام وتساءل :-
_ إيه اللي طلعك هنا ، المفروض ما تتحركش من سريرك
وضع هشام يده على قلبه وقال قاصدًا ذلك :-
_ قلبي ، قلبي هو اللي مخلنيش اسيبها تخرج لوحدها ، لو العربية بتاعتي هنا كنت وصلتها بنفسي كمان
زم عمر شفتيه بألم واحمرت عيناه من تمزق قلبه بهذا الشكل ولم يجيب هشام الذي كان يراقب أخاه بانتصار متخيلا إنه شيء سينتصر به على آخاه الآكبر الذي طالما كان المفضل لوالديه ...
تابع حديثه بقسوة :-
_ بصراحة انا كنت عايزك توصلها بس هي بتخاف منك ومش بتعرف تتفاهم معاك ، هي قالتلي كدا
هتف عمر بعد أن أخرج صوته بالكاد من النيران المشتعله بصدره وقال :-
_ يلا اطلع عشان ما تتعبش من الواقفة هنا
اتجه هشام إلى الغرفة وشعر ببعض الدوار ولكن عمر رغم إنه سليم ولم يتعرض لحادث ولكن كان كالذي يجري عملية جراحية بدون مخدر ....
**************************
دلف هشام داخل غرفته وتوجه إلى سرير المرضى الموجود بالغرفة ذات اللون السماوي ودخلت الممرضة بنبرة مستاءة وتوجهت بالحديث إلى هشام :-
_ حضرتك كنت كنت فين ؟ المفروض ما تتنقلش من هنا !!
نظر لها هشام بلا مبالاة ثم قال بزمجرة :-
_ وانتي مالك روحت فين ! خلصي شغلك وامشي
التفتت الممرضة الى عمر ونظرتها تشتكي بصمت ،خرج عمر من بئر الالم الذي يغرق به ثم قال :-
_ عندها حق يا هشام ،وماتتكرش الموضوع ده تاني ،انت كلها يومين وخارج
استعدت الممرضة لتعطية أبرة طبية ثم دست رأس الأبرة بعروق يده حتى انكمش حاجبيه من الضيق وأثر الوخزة ،جففت موضعها بقنة مطهرة وبعد ذلك خرجت من الغرفة ....
اشاح عمر وجهه عن أخيه الذي يرى فيه وجهها وعيناها الخائنة واقترب من نافذة الغرفة حتى يخبئ عينيه الذي تكشف بقوة مدى الألم الذي يعانيه بشراسة ........
راقبه هشام بنظرات جانبية وهو يتحسس موضوع الابرة بتأوه وقال :-
_ بعد ما أخرج على طول هحضر لجوازي من ليالي يا عمر ،مش هقدر ابعد عنها أكتر من كدا
ضغط عمر على اسنانه بقوة وانتفضت عروق عنقه من الألم ويتجدد كل لحظة هذه الطعنة الذي تحرق قلبه وتتركه بين فحم مشتعل من لهيب النيران كلما تخيلها مع أخاه ....
كيف ...كيف سيخفى هذا العشق وهي ستكون أمامه دائمًا ؟!
كيف سيراها مع أخاه كزوجة ؟! ...كيف سيتحمل هذا الألم الذي يقذف قلبه في غيابات الحزن والوجع
التزم الصمت ،فماذا سيقول ؟ وهو عندما رأها كانت تبتسم ويظهر على وجهها سعادة من وعد هشام لها بالزواج وهي من كانت بالآمس تتظاهر بكرهه ولكن ستظل الحلقة المفقودة الذي لم يفهمها للآن
لماذا فعلت معه هذا وكادت أن تقتله ! ، اهو بالفعل أراد الاعتداء عليها ؟؟
وكيف سيتناقش مع آخاه الآن وهو في هذه الحالة ؟
كيف لي أراها وهي معه وتضمها عيناه بقوة
من اصون يا قلبي ،هل أصون عدى الهوى أم عهد الأخوة ؟
اجيبوني ؟
***************************
عندما أخبرت ليال أمل بهذا النبأ بعد أن عادت إلى المنزل لم يظهر أي رد فعل لأمل واستقبلت هذا الخبر بالصمت ، تعجبت ليالي وقالت :-
_ مش فرحانة ليه ؟! ، بقولك وعدني واكد على كدا
تنهدت أمل بحزن :-
_ مش بالسهولة دي يا ليالي ، هشام في دماغه حاجة تانية وانا مابقتش أصدقه في أي حاجة ، وعمر لازم يعرف كل حاجة
هزت ليالي رأسها بأعتراض :-
_ هشام اخطر مما تتخيلي وواخدني انا سلاح عشان يوجع أخوه لأنه بيغير منه وده باين أوووي وعمل اللي هو عايز
نظرت لها أمل بحيرة :-
_ انا عارفة انه ما عندوش ضمير بس انا اللي استاهل كل اللي بيحصل ده ،انا اللي عملت في نفسي كدا ، لو كنت خليت ليا كرامة وحافظت على نفسي ماكنش عمره هيعمل معايا كدا
ثم تابعت :-
_ اللي شوفته من هشام من ساعة ما عرفته مايخلينش اصدقه تاني
نهضت ليالي وقالت بتنهيدة متألمة :-
_ انا بحاول اسايس فيه لحد ما يتجوزك من غير ما حد يعرف يا أمل ، عمر لو عرف الموضوع هيكبر ، يبقى والدته هتعرف وانا مش عايزة كدا ، غير كدا اني مابقتش اثق فيه ..كفاية انه كدبني لما قولتله ضربت أخوه ليه ،كدبني
نهضت أمل وربتت على كتفها ثم قالت :-
_ لو ما قولتليوش انتي هقوله انا
ثم تركتها وذهبت .......
نظرت ليالي في الفراغ بحزن ثم شعرت بدوار شديد غزا رأسها بعنف
***************************
عندما عاد القصر وجد فريدة تنتظره حتى تطمئن على ولدها واصرت ان تذهب إليه ولكن اعترض عمر عندما لاحظ أرهاق وجهها يبدو عليها بشكل واضح ....
لغرفته وابدل ملابسه ثم هبط إلى المسبح حتى تهدأ اعصابه ...
وبعد فترة طويلة خرج من المياه وتجفف بالمنشفة ثم جلس على المقعد الطويل المخصص للمسبح ....
التمعت عيناه بضوء القمر وفي هدوء الليل ظهر حرية الألم على وجهه وعيناه حتى كان يغلف جفونه بقوة ثم يفتحهما في الم مميت مما يعانية ولم بشعر عندما غفا فجأة وذهب في ثباتٍ عميق بجانب المسبح ...
صدح رنين الهاتف حتى فتح جفونه ليقابل صوت صريخ أمل عبر الهاتف :-
_ الحقني يا عمر ،ليالي بتموت
الحلقة ٣٤....ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) كاااامل
صدح رنين الهاتف حتى فتح جفونه ليقابل صوت صريخ أمل عبر الهاتف :-
_ الحقني يا عمر ، ليالي بتموت
كاد أن يتوقف قلبه عندما تلقى هذا الخبر الذي جعله يتذكر فقط عشقه لها وجري بريقه مرارة من فقدانها .....
نهض كالعاصفة وركض لغرفته حتى ابدل ملابسه في خلال دقائق وهبط للأسفل مرة أخرى ثم خرج من القصر وقلبه يسبقه ركوضاً ...
ذهب بسيارته وهو لا يرى الطريق امامه كل ما كان يشعر ذلك الألم والرعب من فقدانها بشكل نهائي ....
نسى شقيقه ،نسى خيانتها ،نسى كل شيء في هذا الوقت وتذكرها هي فقط ...
كيف احببتها يا قلب إلى هذا الحد !
كيف دفنت خيانتها في الذكريات وطفى الحنين والعشق وعادت سرعة النبضات ...عند ذكرها ، إني دائما أحن لها ، أني مجنون في عشقها
هي ...ليالي القلب
كيف وصل عند منزلها وهو على هذه الحالة من تيهانه ! ، ترجل من السيارة وركض إلى منزلها حتى وجد طبيب يخرج من غرفتها وعلى وجهه الضيق ثم هز رأسه بيأس لتشهق أمل من البكاء والنحيب ...
تسمر مكانه وهو ينظر للطبيب الذي يبدو وكأنه يعزي أهل المريض ، لمحته أمل وركضت إليه وقالت :-
_ أختي مظلومة ، كان لازم تسمعها ، يمكن تصدقها لما تموت
لمعت بعينيه عبرات وهو يركض لغرفتها حتى رأها وهي تلتقط أنفاسها الآخيرة ، جثا على ركبتيه وهو في طريق البكاء وقال :-
_ ما تسبينيش ، مش هقدر أعيش من غيرك
بلعت ريقها بصعوبة وجبينها يتصبب عرقا ثم قالت قبل أن تغلق جفونها للأبد ......
_ أنا مش خاينة ..ياعمر
ولم تقل شيء بعدها فقد كانت فارقت الحياة ، ودلفت أمل إلى الغرفة وهي تصرخ :-
_ ليااااااالي
دموع نزفت من عيناه كسيل الشلال وصرخ بأعلى صوته من الألم وحجم الوجع الذي يملأ قلبه وكيانه كاملاً ....
*************************
انتفض مستيقظاً على يد تربت على كتفه حتى فُتحت جفونه بذعر ، نظر حوله جيدًا ليكتشف بعد لحظات أن كل ما مر به منذ قليل كان كابوساً مزعج ، استغفر ربه وحمد الله على أن هذا كابوس وليس حقيقة ، جلست فريدة بجانبه ونظراتها قلقه ..قالت :-
_ انت كنت بتحلم يا عمر ، كنت بتتكلم وانت نايم ، وإيه اللي نيمك هنا ؟!
أخذ نفس عميق ثم قال :-
_ كابوس يا أمي ، الحمد لله طلع كابوس
تفحصت فريده وجهه جيدًا وقالت بضيق :-
_ انا مش هخلي البنت دي تدخل هنا ، ولولا اللي أخوك فيه كنت رفضت بشكل نهائي بس انا مستنية لما يقوم بالسلامة
نهض وهو يتنهد بألم وينظر لمياه المسبح :-
_ ليالي لو اتجوزت هشام هبعد عن هنا لأبعد مكان ، مش هقدر اشوفهم مع بعض
وقفت فريدة أمامه بنظرة قوية وحزينة :-
_ كنت اتمنى تحب ريهام كدا ! ، انت عمرك ما جيت قولتلي انك بتحب بنت ويوم ما يحصل تبقى بنت بالأخلاق دي ، انا مش هوافق على الجوازة دي مهما حصل لا ليك ولا ليه ، البنت دي لازم تخرج من حياتكوا أنتوا الاتنين ،مستحيل تبقى مع حد فيكوا
هز رأسه معترضًا وقال :-
_ هي اللي تختار هي عايزة مين ، لو اختارته همشي انا وأسيبهم ، همشي من حياتهم هما الأتنين للأبد
اتسعت عين فريدة بذعر وهتفت وهي تشير بيدها بشكل معترض :-
_ لأ ،مستحيل تبعد عن أخوك يا عمر ،ده انا اللي مطمني إنك جانبه ومعاه وهتحميه من تهوره وطيشه ، آخر كلام البنت دي مستحيل تبقى لحد في ولادي ،منها لله زي ما فرقتكوا كدا
نظر لوالدته بنظرة معذبة وقال بألم :-
_ هشام عارف إني بحبها ومع ذلك ما فرقش معاه ، في حاجات كتير لازم توضح بس اللي موقفني إن حالته ما تسمحش للجدال والنقاش دلوقتي ، انا مستني لما يخرج ولازم نتكلم
تمعنت فريده به بشك وتساءلت :-
_ هي ليها دخل في اللي حصل لهشام ..صح ؟ انا ما دخلش عليا كلامه وانه وقع !!
تنفس عمر بصعوبة وقال موضحاً :-
_ صدقيني يا أمي انا مابقتش عارف من الكداب ومين الصادق بس زي ما قولتلك ،اللي موقفني اني اتكلم معاه هي حالته ، لكن أول ما يجي هنا لازم أعرف منه اللي حصل بالضبط
********************************
زادت حدة الصداع برأس ليالي حتى أنها كانت تتململ أثناء نومها بشكل مضطرب ، لم يتيح لها هذا الألم فرصة الغفوة ،أعتدلت في فراشها بعيون ذابلة من التعب ثم نهضت لتبحث عن الدواء وتأخذ جرعة زائدة علها تجعل هذا الألم يقل .....
وجدته بعد دقائق من البحث بحقيبتها وتناولته مع رشفة بسيطة من كوب الماء على الكمود بجانب الفراش ....
دلفت أمل فجأة بوجه قلق وقد ظهر بروز بطنها بشكل يجعل من يراها يشك بالآمر ..قالت :-
_ ليالي ، انا حاسة إني تعبانة أوووي وكأني هولد
شعرت ليالي بغصة مريرة من هذه الجملة وقالت بتساءل :-
_ لأ ، انتي قولتيلي إنك داخلة على السادس بعد كام يوم ، الحمد لله إن محدش شافك الفترة اللي فاتت عشان ما يشكوش فينا
جلست أمل بتعب شديد وجهها شاحب كالاموات ..قالت :-
_ كنت بدارى ومش بفتح لحد الباب ، وعم محمد ومراته مشغولين في فرح بنتهم ،يمكن ده من حسن حظي عشان ما يكتشفوش حاجة
جلست بجانبها ليالي وربتت على كتفها بحنان وقالت :-
_ كل شيء هيبقى كويس بأذن الله ،ما تقلقيش ، انا مش هلومك تاني يا أمل عشان حسيت إنك ندمانه بجد والاحساس ده كفاية عليكي
أخذت أمل تنهيدة طويلة وتلعثمت وهي تتحدث ببكاء :-
_ لو بس الوقت يرجع بيا كام شهر ،عمري ما كنت هعمل كدا لو هموت ، نفسي ربنا يسامحني على اللي عملته .....يارب
وتهدج صوتها من البكاء وضمتها ليالي بقوة وقالت :-
_ طالما ندمانة هيسامحك ، وانا بدعيلك ليل نهار عشان يسامحك
وطرق الصداع رأس ليالي بقوة حتى وضعت يدها على رأسها وقطبت حاجبيها بألم ، لاحظت أمل ذلك وسألتها بخوف :-
_ الصداع بردو ؟ لازم تروحي للدكتور تاني
اجابت ليالي بضيق :-
_ روحتله من كام يوم لقيته مسافر مؤتمر وهيجي لسه بكرا
قالت أمل بقوة :-
_ يبقى روحيله بكرا وشوفي موضوع العملية يمكن يقول قريب
نظرت ليالي لوجه أمل القلق وقالت تطمئنها :-
_ ما تقلقيش ، اللي ربنا عايزه هيكون
****************************
في الصباح الباكر ....
استيقظت ليالي بابتسامة رغم أن الصداع لم يقل إلا شيء بسيط من حدته ودلفت إلى غرفة أمل لتراها جالسة مستيقظة مثل كل يوم وكأن جفنيها جاهر الغفوة ، اقتربت منها بابتسامة وقالت :-
_ صباح الخير يا مولة
بادلتها أمل بابتسامة بسيطة بالكاد خرجت وردت :-
_ صباح النور يا ليالي
جلست ليالي جانبها بمرح وقالت :-
_ تعرفي إني حلمت ببابا
التفتت لها أمل وعينيها متسعة بلهفة وقالت بخوف :-
_ وبعدين ؟
احابت ليالي بابتسامة :-
_ قالي خدي بالك من أمل وكان قلقان عليكي أووي ، سألته هو زعلان منك ولا لأ ...قالي لأ وطمنيها واداني عود أخضر وقالي ده بتاعكوا إنتوا الاتنين بس حافظوا عليه عشان مافيش حاجة تأذيه
بلعت أمل ريقها بدمعة وطيف ابتسامة على وجهها وقالت :-
_ يارب فعلا يكون راضي عني ،انا ما بنامش الليل من عذاب الضمير يا ليالي ، انا حاسة اني هموت الحزن
مسحت ليالي دموع شقيقتها بقوة وقالت بتصميم وهي تضع يدها على بطن شقيقتها أمل المنتفخة :-
_ ما تحزنيش ، ابنك محتاجلك وانا معاكي وهحارب الدنيا عشانك يا أمل ، طب تعرفي انا نفسي اشوفه بأسرع وقت زي ما يكون ابني
ابتسمت أمل لها بحنان وقالت بحب :-
_ ربنا يجبر بخاطرك ويسعد قلبك بأحلى فرحة يا احلى اخت في الدنيا ....
********************************
هبط عمر للاسفل واصرت فريدة أن يتناول فطوره ولكن رفض بوجه مقتطب وشاحب وقد ظهرت بعض الدوائر القاتمة حول عينيه من قلة النوم .....قال :-
_ ماليش نفس ، انا رايح الشغل هخلص شوية حاجات بسرعة وبعدين اروح لهشام ....
هتفت فريدة بعصبية :-
_ لا ليك نفس لا فطار ولا غدا ولا عشا ،اومال هتعيش على إيه ؟!!
أشار لها بأسف وقال وهو يتوجه للخارج :-
_ اسف يا امي بجد ماليش نفس
تابعت خروجه بعصبية ثم قالت بغضب :-
_ انا عارفة انا هعمل ايه ، مش هسيب ولادي يضيعوا مني بسبب بنت زي دي
ذهبت لغرفتها واستعدت للخروج .....
******************************
بعد أن اتمت ليالي تنظيف المنزل واعداد غداء سريع ، ارتدت ملابس خروج بشكل سريع وقالت لأمل :-
_ انا رايحة للدكتور يا أمل ويارب يكون جه
اجابتها أمل وقد بدا وجهها أكثر حياة من زي قبل :-
_ روحي يا حبيبتي وأن شاء الله تلاقيه هناك
خرجت ليالي من المنزل ولم تلاحظ السيارة التي توقفت على بعداً منها وتنظر لها أزواج عيون من خلف زجاج نافذتها بشكل حاد ..
زفرت فريدة بضيق وقالت :-
_ رايحة فين دي كمان ؟!!
ثم تابعت عندما رأت ليالي تدخل سيارة أجرة ، قالت فريدة لسائق السيارة الخاصة بها :-
_ ورا العربية يا اسماعيل
اومئ السائق بالايجاب وذهب خلف سيارة الأجرة حتى توقف بعد مدة سير أخذت من الوقت أكثر من نصف ساعة ...
ترجلت ليالي من سيارة الأجرة بردائها الفضفاض ذو اللون الاسود وحجابها الطويل ثم دخلت المبنى المكون من عدة ادوار لجميع تخصصات الطب ....
حجزت عند طبيب المخ والاعصاب وكان دورها رقم ٥ ...
انتظرت حتى اتى دورها ودخلت للطبيب ...
كانت فريدة تزفر بحنق من كثرة الانتظار والملل بعد أن أرسلت السائق حتى يتتبع سير هذه الفتاة من بعيد وانتظرته هي بالأسفل ....
خرجت ليالي من غرفة الطبيب بوجه يبدو عليه التفائل حيث أنها اخبرها بقرب موعد العملية وطمئنها على سلامتها فرغم أن الم رأسها يزداد ولكن حالتها إلى الآن لم تدخل بمنطقة الخطر وهذا بفضل الله
اتى في خاطرها شيء وتوجهت لطبيبة أمراض النسا في الطابق الأعلى وكل هذا والسائق يراقبها من بعيد بحذر شديد حتى لا تنتبه ....
دخلت لطبيبة امراض النسا سريعا بسبب عدم وجود أزدحام في عيادتها ، وابتسمت لها الطبيبة برسمية :-
_ قالت ليالي موضحة :-
_ مش انا اللي هكشف يا دكتورة ، دي اختي وهي حامل وحالتها صعبة ومش هتقدر تيجي لحضرتك ، انا ممكن اقولك هي بتشتكي من ايه ؟
ابتسمت الطبيبة وقالت :-
لازم هي تيجي بنفسها عشان أعرف حالتها بالضبط ماينفعش اديها أدوية بالكلام كدا !!
احمر وجه ليالي من الاحراج وقالت بتلعثم :-
_ بصراحة ..هي ما ينفعش تخرج خالص ..يعني لو ..
نظرت الطبيبة بشك وتساءلت :-
_ ماينفعش تخرج ليه ! ،هي تعبانة للدرجة
هزت ليالي رأسها بالايجاب :-
_ تعبانة أووي ومش هتقدر تيجي
سكتت الطبيبة للحظات وهي تنظر لليالي ثم قالت :-
_ خلاص انا ممكن اجيلها بنفسي ،اديني العنوان
دونت ليالي العنوان على ورقة اعتطها لها الطبية ثم شكرتها وذهبت
*******************************
خرجت من المبنى واستقلت سيارة اجرة مرة أخرى وتوجهت إلى منزلها ، خرج السائق خلفها بدقائق وأخبر فريدة أنها حجزت لدى طبيب المخ والاعصاب وأيضا لطبيبة الامراض النسائية ...
اندهشت فريدة من الأمر وبدأت تشك ، خرجت من السيارة وصعدت لطبيب المخ والاعصاب وسألت السكرتيرة بمكر وقد اعتطها بعض المال لتخبرها ، ابتسمت السكرتيرة في فرحة من المبلغ الذي وضعته فريدة في جيبها وقالت :-
_ هي حجزت كام مرة هنا ومش أول مرة تيجي ، وجت من فترة وكان معاها اشعة عملتها في مركز الاشعة اللي جنبنا لأن الدكتور قالي اكتبيلها العنوان وعرفت من الدكتور بردو ان عندها كانسر في المخ
اتسعت عين فريدة في صدمة وللحظة اشفقت عليها ثم ذهبت لطبيبة امراض النسا وهي تفكر في هذه الفتاة بحيرة وحاولت أن ترشي السكرتيرة الخاصة بالطبيبة ولكن كانت السكرتيرة أرقى اخلاقيا من أن تقبل هذا وقالت بشدة :-
_ اولا انا ما أعرفش عنها حاجة وأول مرة أشوفها وحتى لو أعرف فدي معلومات خاصة ماينفعش اقولها لحد ،لو عايزة تدخلي للدكتور اتفضلي ...
نظرت فريدة لها بغيظ ودخلت للطبية ومثلما رفصت السكرتيرة اخبارها رفضت الطبيبة أيضا وبشكل أكثر حدة وقالت :-
_ طالما حضرتك تعرفيها جاية تسأليني انا ليه ؟! طب ما تسأليها هي !!
اجابت فريدة بغضب :-
_ مش هتقولي حاجة ،وابوها سايبها امانة في رقبتي لو سمحتي قوليلي جت جاية ليه لأن فعلا الأمر ضروري
احابت الطبية بحدة :-
_ كلام حضرتك ده شيء خاص بيكي ، لكن خصوصية المرضى بتوعي دي أمانة هتحاسب عليها قدام ربنا ، أنا اسفة وياريت ما تتعبيش نفسك بالكلام أكتر من كدا لأني وقتي ضيق ومش فاضية لكتر الكلام
نهضت فريدة بعصبية وذهبت ....
رفعت الطبيبة حاجبها بشك
****************************
عادت ليالي إلى المنزل بوجه مبتسم واخبرت أمل عن كل ما حدث اليوم حتى اطمئنت امل وقالت :-
_ الحمد لله طمنتيني ، الحمد لله يارب
تابعت ليالي :-
_ وروحت لدكتورة نسا وهتجيلك لحد هنا عشان تكشف عليكي وتديلك كل الادوية اللي انتي محتاجاها ،انا عارفة أنك مش هتعرفي تخرجي وانتي كدا
تأملتها أمل لدقيقة وضمتها بقوة .....
****************************
خرجت ريهام من مكتب عمر بوجه عابس من حدة مزاجه المتعصب اليوم وقابلها تامر بالخارج والقى كلماته المسممة بعقلها ...
_ من ساعة ما ليالي مشيت وهو ما بقاش طايق حد
اشاحت ريهام عينيها بعيدا حتى لا يظهر الاحتقتر بعينيها من ذكر اسم ليالي على مسامعها وذهبت دون ان تتفوه بحرف ....
دخلت مكتبها بعصبية وقالت بانفعال واضح :-
_ حتى وهي مش هنا بيفكر فيها ،حتى واخوه خطبها لسه بيفكر فيها ، انا مش هسكت على كدا أبدًا ،لازم أتصرف وأعرفه حقيقتها القذرة ، لولا هشام مأكد عليا ما اتكلمش كان زماني قولت كل حاجة وخلصت
جلست امام مكتبها بغضب وبدأ الشيطان يلهو بعقلها حتى راودتها فكرة ماكرة وقالت بتوعد :-
_ طنط فريدة ،مافيش غيرها
******************************
دفع ملفات المشاريع بغضب وغمر عيناه الالم وقد اشتاق لها بشكل جنوني ولرؤيتها ولو لدقيقة وسماع صوتها .....
اخرج هاتفه ولم يفكر كثيرًا في عواقب ما يفعله ،اتصل على هاتفها
رن هاتفها وانتبهت له وهي ترتب بعض الاشياء بغرفتها ودق قلبها بجنون عندما رأت رقم هاتفه ....
احتارت ماذا تفعل ولكن استجمعت قواها ثم اجابت :-
_ الو
وقفت الكلمات بحنجرته وأراد سماع صوتها فقط
بلعت ريقها الجاف وكررت بتلعثم :-
الو ؟ ، بتتصل ليه
وشعرت بحنين جارف لم تستطع أن تقاومه حتى سمع فحيح صوتها وهي تبكي
قال بصوت متهدج وعميق :-
_ ليالي
اغمضت عينيها وهي تشهق من البكاء ولم تجيب وكأن بكائها يلومه ويعاتبه
كرر اسمها بدفء مرة أخرى :-
_ ليالي ،ردي عليا ارجوكي ، انتي ما تعرفيش أنا حاسس بأيه دلوقتي
هتفت به معاتبه :-
_ ماصدقتنيش وضربتني ومادتنيش فرصة حتى افهمك ، عايزني أرد عليك اقولك إيه
نهضت من مقعده بقوة وقال :-
_ انا هاجيلك دلوقتي ولازم أعرف كل حاجة ، وهسمعك
قالت بتبرة مرتعشة من البكاء غمرها السخرية :-
_ تسمعني ! ، بعد إيه ، اللي اقدر اقولهولك إني مش هقولك حاجة غير ما النقط تتحط على الحروف وبعدها هتعرف كل حاجة ، كان ممكن اقولك بس بعد اللي عملته لأ يا عمر ، صعب إني اسامحك أو اثق فيك تاني
اضطرب قلبه من حديثها وقال بألم :-
_ لو كنتي مكاني وحسيتي اللي حسيته وانتي ايدك في إيد أخويا وبيعلن خطوبتكوا كنتي عذرتيني ، كنت حاسس بنار جوايا
هتفت بصريخ :-
_ كنت حاسة بأكتر من اللي انت حاسه بس انت مافهمتنيش وانا بترجاك بعنيا انك تصبر وتسمعني ، مافهمتش اني مش قادرة اتكلم ،انت مافهمتش أي حاجة
قاطعها صوته بقوة :-
_ انا عايز افهم كل حاجة لاني لو فضلت كدا هتدمر ، انتي مش متخيلة انا بحس بإيه واخويا بينطق اسمك ، ارجوكي فهميني ودلوقتي ...
مسحت دموعها بقوة وكادت أن تتحدث حتى انتبهت لصوت دقات على باب المنزل ، قالت :-
_ في حد بيخبط على الباب ،هقفل عشان اشوف مين
اعترض بقوة :-
_ لأ ،هفضل معاكي على الخط
أخذت الهاتف وهي تتجه لتفتح الباب حيث صدمت وقالت بتلعثم :-
_ هشام
سمع عمر صوتها المرتعش وضيق عينيه بعنف عندما سمع اسم شقيقه
***************************
الحلقة ٣٥ ...ليالي (الوجه الآخر للعاشق )
سمع عمر صوتها المرتعش وضيق عينيه بعنف عندما سمع اسم شقيقه ، تفاجئت ليالي من الذي يقف أمامها وينظر لها بهذه الطريقة المتمعنة واحكمت قبضة يدها على الهاتف لا أرادياً ولكن تشاء الصدف أن يضيء الهاتف لينتبه هشام له ويأخذه منها عنوة .....
ارتعشت بخوف عندما أخذه منها ونظرت له وكادت أن تنطق كان هشام اغلق بنظرة غاضبه ثم قال :-
_ كنتي بتكلمي عمر ؟
غضبت من تصرفه وقالت باستياء :-
_ اه كنت بكلمه اظن دي حاجة ما تخصكش ،وهات الموبايل بتاعي
دلف بنظرة عنيفة إلى الداخل وابتعدت هي عنه بأضطراب وصاح بها بغضب :-
_ لأ يخصني ، انتي كلك تُخصيني ومش هتبقي لحد غيري
شهقت من الصدمة ثم هتفت وهي تتنفس بسرعة كادت تخنقها :-
_ عمري ما هبقى ليك ولا حتى في احلامك ، وبعدين فين وعدك اللي وعدتهولي وانت في المستشفى
اقترب منها ونظر لها بنظرة حب عميقة وقال :-
_ انا وعدتك انتي ، وعدت أني اوفي بوعدي صحيح ،بس كلامي عليكي انتي مش لأختك
اتسعت عينيها بذعر وتطاير الشرر من عينيها بغضب :-
_ ياريتك مت يوم ما ضربتك ، انت لو تعرف أد ايه بكرهك وبحتقرك مش هتحاول تشوفني تاني طول عمرك ، لو ما عملتش اللي اتفقنا هموتك يا هشام ومش هتردد لحظة واحدة
طال صمته ونظرته المعذبة وهو يرى الحقد والكره بعينيها وأعترف لنفسه الآن أنها تجسد دعوات من ظلمهم سابقا وآخرهم شقيقتها ، أعترف أنه احبها بصدق رغم أن في بادئ الآمر كان يعتبرها احدى مغامراته العاطفية السريعة .....
*************************
كادت فريدة أن تقرع جرس الباب لولا سماعها صوتها العالي وهي تنطق جملتها الآخيرة بغضب .....
اتسعت عينيها بذعر ودقت على الباب برعب وغضب في آنٍ واحد ..
نظرت ليالي للباب بشك وسبقها هشام ليفتحه حتى صرخت به أن يتوقف ويبتعد حتى لا يراه أحد ولكن غضبه لم يترك له فرصة للتعقل هتفت به مرة أخرى ولكن لمحت أمل التي تقف مستندة على باب الغرفة بوجه شاحب حتى سقطت مغشياً عليها ....
صرخت ليالي بذعر عندما رأت شقيقتها هكذا وركضت إليها وهي تصرخ من الخوف .....
تفاجئ هشام بوجود والدته عندما فتح الباب ودخلت فريدة تتفحصه بقلق وقالت :-
_ أنت كويس ، انا سمعتها وهي بتقول هتموتك ، ايه اللي بيحصل يابني ،فهمني ؟!!
انتبهوا هما الاثنان لصريخ ليالي وتحركوا بأتجاهها ، حاولت ليالي أن تفيق شقيقتها ولكن فشلت ،يبدو أن الآمر آكتر من مجرد أغماء ..
كانت أمل تتنفس بصعوبة وهي تتمتم بحروف متفرقة وغير مفهومة ولا تستجيب لصوت نداء شقيقتها ليالي ولا لأي شيء آخر .....
لم يستطع هشام أن يرى ليالي بهذه الحالة وكانت يد العون الذي مدها في هذا الوقت ليس لاحدا غير حبيبته التي تملكها الذعر والرعب من رؤية شقيقتها على هذا الحال .....
لم تنتبه فريدة لبروز بطن أمل نظرا لملابسها الفضفاضة ولأن صعوبة الموقف شتت تفكيرهم وتركيزهم جميعاً .....
حمل هشام أمل إلى الأسفل وركضت خلفه ليالي وفريدة التي كانت ترمق ليالي بكره ، ادخل هشام أمل إلى سيارته ودخلت ليالي بجانب شقيقتها وقد لاح بعقلها دهشة وجود فريدة ولكن لا تفكر الآن إلا بأمل
أما فريدة فلم تريد الذهاب معهم وأمرت سائقها أن يعود بها إلى القصر وفكرها مشغول كلياً بتلك الفتاة التي اصبحت بنظرها فتاة لعوب تلهو بقلب الاشقاء وتريد أن تفرقهم .....
**************************
كالذي أُخذ منه قلبه ركض من مكتبه وأسرع بسيارته إلى منزلها حتى يكتشف ما يحدث ، وما سبب خروج هشام من المشفى ! ،وتوجهه لمنزلها ، كان يقود السيارة وهو يعلم جيدًا أنه بعد لحظات سيخسر أحدًا فيهم إلى الآبد ولم يضع أحتمال ثالث أنه سيخسرهم هما الآثنان ، والمرارة تجرى بنشاط بحلقه كلما يوقظه الألم بسؤال مخيف ، هل سيستطيع تحمل فراق أحداهم ؟
هو يعرف الاجابة جيدًا ، فالاثنان فقدانهم مثل قسوة المر
كان قد بدأت الشمس في المغيب عندما وصل أمام منزلها .....
دلف لداخل البناية القديمة راكضاً ووجد باب المنزل مفتوح قليلا ، هتف بأسمها ولكن لا أحد يجيب ، نظر بجميع أرجاء المكان ولم يجد أحد ، لمح باب غرفة مفتوح فتوجه لها ببطء وهتف مجددًا وهو ينظر للمكان الخالي من البشر ، استدار ولكن توقف فجأة عندما لمح بروز ياقة فستان قد رأه مع شقيقه يوم الحفل .....
*فلاش باك *
يوم حفل عيد الميلاد ....
دلف هشام بنظرة ماكرة إلى عمر وبيده حقيبة هدايا ، التفت له عمر الذي أتى من العمل منذ قليل وبدأ يستعد للحفل ، أخذ منشفة وكاد ان يتوجه ليأخذ حماما سريعا ولكن دخول هشام اوقفه
سأل هشام وهو يخرج فستان رائع الجمال من الحقيبة :-
_ إيه رأيك في الفستان ده يا عمر ؟ حلو صح ؟
القى عمر نظرة عليه ثم ابتسم وقال :-
_ تحفة ، جايبه لمين ؟
ابتسم هشام ابتسامة واسعة وقال بخبث :-
_ عاملكوا مفاجآة النهاردة
نظر عمر بحيرة وشك إلى هشام وأضاف :-
_ إيه ! أكيد الفستان ليه صاحبة وهتوريهالنا النهاردة صح ؟!
وتابع بابتسامة :-
_ اليوم النهاردة شكله كله مفاجآت
واستدار ليذهب إلى المرحاض بغرفته حتى قال هشام بقوة :-
_ بس مفاجئتي انا هتغطي على أي حاجة .....
لم ينتبه عمر لحديث هشام الآخير حيث ذهب ليغتسل أما هشام فنظر بقوة بأتجاه المرحاض وقال :-
_ ليالي ،ليا أنا وبس
*******************************
افاق عمر على الواقع وهو يتذكر ذلك الفستان الذي يراه للمرة الثانية ووقفت غصة مريرة بحلقه وهو يشعر بالحيرة ...
كيف تبدو انها مرغمة ؟! كيف تقبلت هذا الرداء منه لو الآمر لا يروق لها !!! كيف وكيف وألف كيف تعصف برأسه الآن ......
انتبه لصوت حركة بخارج الغرفة وتحرك ليرى من القادم حتى رأى
عم محمد يأتي وعلى وجهه القلق ....
عندما لمح عمر ركض اليه بتوتر وخوف :-
_ انت هنا يا عمر بيه ! ، البت سما بنتي الصغيرة شافت واحد أخد ليالي وأمل في عربية ومشيوا
وقع عمر كليا في بئر الحيرة أكثر من زي قبل وأخرج هاتفه واتصل على هاتف هشام .......
كرر الاتصال عدة مرات ولكن لم يجيب أحدًا .....
تحدث الرجل الآخر بقلق :-
_ انا انشغلت عنهم اليومين دول انا ومراتي عشان فرح بنتي الاسبوع الجاي ومش عارف اتلفت ورايا
قال عمر وقلبه يدق بعنف :-
_ انا هدور عليهم لحد ما الاقيهم
وخرج سريعًا من المنزل .....
***************************
كانت تجلس أمام غرفة العناية المركزة تنتظر خروج الأطباء حتى تسأل على حال شقيقته ،، والدمع الحارق يملأ وجهها ...
تجاهل هشام الذي يقف بالقرب منها ويراقب دموعها في صمت معذب حتى قال برجاء :-
_ بطلي بقى عياط ، مش معقول تفضلي تعيطي كدا لحد ما تشوفيها
رفعت عينيها له وقالت بكره :-
_ حسبي الله ونعم الوكيل فيك ، ربنا ينتقم اشد انتقام
أشاح وجهه عنها ولم يتحدث ، زفر بضيق ويصر على أسنانه بقوة كلما رأها تنظر له هكذا وهو الذي على اتم الاستعداد أن يترك كله عالمه ويكتفي بها ......
خرج طبيب من الغرفة وقال لليالي الذي هبت واقفة وركضت باتجاهه :-
_ حالتها سيئة جدًا ، وكان ممكن تجهض الطفل بسبب ضغط عصبي كبير اتعرضتله ، لو سمحتهم محدش يحاول يزعلها الايام اللي جاية بالذات ولا حد يدخلها غصب عنها ،هي محتاجة الهدوء بس عشان ما تحصلش مضاعفات خطيرة تبقى خطر عليها وعلى الطفل .....
ذهب الطبيب ورمت ليالي نظرة شرسة إلى هشام واقتربت منه وقالت بحذر غاضب وعنيف :-
_ لو قربت لأختي مش هيكفيني رقبتك
تركته يغلي من الغضب والألم ودلفت لغرفة العناية ونظرت من بعيد لأمل الممددة على فراش المرضى ووجهها كتلة من الشحوب ومن يراها من بعيد لا يظن أبدًا انها على قيد الحياة ........
أعترضت ممرضة من دخول ليالي الغريب حتى توسلت الاخرى لها ببكاء :-
_ دي اختي وعايزة اطمن عليها ارجوكي ،انا هموت من القلق
تركتها الممرضة تلقي نظرة سريعة على شقيقتها ، اقترب ليالي وهي تبكي بصمت وترى الاجهزة الطبية منتشرة وصلاتها وأسلاكها على جسد شقيقتها المغطا ولا يظهر منه غير عنقها ويدها ......
قالت بهمس بعد أن قبلتها من جبينها :-
_ حقك هيرجعلك يا أمل ، ولو هموت مش هتجوز هشام ،ماتخافيش بس قومي عشان خاطري وماتسبينيش لوحدي 💔
كتمت فمها لا يخرج صوت بكائها ثم امرتها الممرضة بالخروج ....
****************************
كانت فريدة تجيء ذهاباً واياباً بعد أن عادت للقصر ، اتت الخادمة لها بنبأ :-
_ انسة ريهام مستنياكي في الصالون يا فريدة هانم
اجفلت فريدة وقالت :-
_ عايزة إيه ريهام دلوقتي ، قوليلها دقيقة وجاية يا كريمة
اومئت الخادمة بالايجاب ثم ذهب .....
تنفست فريدة بعمق ثم هبطت للدور الأرضي كي تقابل ريهام ..
بعد قليل ...
نهضت ريهام عندما لمحت فريدة تقترب منها ورحب بها بحرارة ثم قالت فريدة :-
_ اتفضلي اقعدي يا حبيبتي
جلست ريهام ثم بدأت الحديث مباشرة :-
_ انا كنت جاية عشان حاجتين مهمين جدًا
اجابت فريدة :-
_ قوليلي أول حاجة منهم
تابعت ريهام الحديث بابتسامة وقالت :-
_ أولا عشان اطمن على حضرتك ولأنك وحشتيني أوووي
وتاني حاجة بخصوص عمر ...
زفرت فريدة بضيق وقالت :-
_ ماله عمر يا ريهام ؟
روت لها ريهام ما قاله هشام لها ذات يوم وما حدث مع والدها وتلاه الوفاة .....ثم تابعت عندما رأت فريدة مصدومة :-
_ بس يا طنط هشام مظلوم ،عم جمال هو اللي وقع بالصدفة لأنه كان واقف على السلم محدش قربله ، ولازم يا طنط عشان خاطري تجعلي بالجواز لأن البنت حامل ...
نهضت فريدة ولمعت عينبها بدموع الصدمة وقالت بغضب :-
_ مستحيل ، مستحيل تدخل هنا
نهضت ريهام باستياء وقالت :-
_ حرام يا طنط انتي كدا بتظلميها ، هشام غلط ولازم يصلح غلطته
هتفت فريدة ببكاء :-
_ انا لو وافقت هيبقى هظلمي عمر وهدمره ، انتي مش متخيلة هو بيحبها أد إيه
لم تلاحظ فريدة حجم الألم الذي سببته جملتها بقلب ريهام رغم انها تعرف مسبقا هذا الأمر ...قالت بنبرة مرتعشة تهدد بالبكاء :-
_ لأ متخيلة وعارفة ، وعمر لازم يعرف الحقيقة عشان يفوق من الوهم اللي عايش فيه ، البنت دي عرفت تلعب بيه لحد ما خليته يحبها رغم انها كانت على علاقة بهشام وحامل منه
نظرت فريدة بعنف :-
_ وتقوليلي هتظلميها !! ، مستحيل تبقى لحد من ولادي ، هي مش صغيرة وزي ما ابني غلط هي غلطت أكتر منه عشان سلمت نفسها
على جثتي لو دخلت البيت ده
تحدثت ريهام بغضب :-
_ وانا بأكدلك لو ما جوزتيهاش لهشام ، عمر هيتحوزها ، وهتعرف تقنعه انها بريئة
ذهبت ريهام وهي تبكي من أما فريدة الذي كانت مثلها تبكي على الأزمة العاصفة الذي تهدد بدمار هذا الكيان الأسري .......
ثم قالت بغضب :-
اكيد لما اختها وقعت واغمى عليها كان بسبب صدمتها في اختها وماستحملتش اللي سمعته ،مستحيل اخلي هشام يتجوز الحيوانة دي
************************************
اتى هشام ووقف بجانبها بعد أن انهى المستحقات المادية للمشفى وقال :-
_ الدكتور قالي انها مش هينفع تخرج من المستشفى غير لما حالتها تستقر
نهضت دون ان تعير لوجوده أي انتباه وتوجهت متساءلة أحد الممرضات :-
_ لو سمحتي في تليفون هنا اقدر اعمل مكاملة مهمة
أشارت الممرضة للمصعد وقالت :-
_ في الحسابات في الدور الأول وفي تليفونات في مكاتب الدكاترة
اوقفها صوت هشام وقال وهو يعطيها هاتفه :-
مش هتعرفي تتصلي من هنا بحد لو عايزة تتصلي بحد الفون بتاعي تحت امرك
القت عليه نظرة محتقرة ثم هبطت للدور الأول وتوجهت للحسابات لترى الموظف يتحدث عبر الهاتف وانتظرت لدقائق ولم ينهي المكالمة ، اتى هشام من جديد وقال بحدة :-
_ الفون بتاعي موجود ليه الحيرة والعند ده !!
كادت أن تخرج وتتصل من الخارج ولكن تذكرت انها لم تأت بمحفظة نقودها ، نظرت لهاتف هشام الموجه اتجاهها واخذته بتردد شديد ولكن المكالمة كانت ضرورية .....
ضغطت على عدة أرقام وسمعت صوت جارتها العروس (أسماء ) وقالت :-
_ ايوة يا اسماء انا ليالي
اجابت اسماء بلهفة وقالت :-
_ انتي فين يا ليالي ،احنا قالبين عليكوا الدنيا
بلعت ليالي ريقها بتوتر ثم ردت :-
_ في حد من قرايبنا جه خدنا وهنقعد كام يوم وهنرجع تاني
قالت أسماء بعتاب :-
_ طب ومش هتحضري فرحي يا ليالي
اجابت ليالي بتنهيدة :-
_ هحضره يا حبيبتي الف مبروك ، بس أمل نفسيتها تعبانة شوية وخليتها تغير جو
استجابت أسماء لحديث ليالي وانتهى الاتصال .....
لتركض الى والدها عندما رأته يدلف من باب المنزل وقالت :-
_ كويس انك جيت يا بابا ، ليالي اتصلت بيا وقالتلي انهم عند قرايبهم وهيجوا قريب
تنفس الرجل الصعداء وقال :-
_ الحمد لله بس كان اصول هيقولولي الأول عشان ما اقلقش كدا ،عموما انا هتصل بعمر بيه اطمنه
كان يجول في الشوارع بسيارته كالمجنون ولا يدري لأي وجهة يذهب ولكن بحث عنها كثيرًا ،حتى انه ذهب للأماكن الذي يتردد عليها هشام ولم يجده أيضاً حتى انتبه لرنين هاتفه
أخذ طلب المكالمة دقيقة حتى اجاب عمر مسرعا بلهفة :-
_ عرفت حاجة يا عم محمد ؟
اجاب محمد بارتياح :-
_ اه ،ليالي لسه متصلة ببنتي وقالتلها انهم عند قرايبهم وهيرجعوا بعد كام يوم ....
تعجب عمر وشك بالآمر ، فهشام كان موجود بالمنزل تزامنا مع اختفائهم !!!!
قال باستفسار :-
_ طب ممكن تديني الرقم اللي اتصلت عليك منه ، دول امانة في رقبتي يا عم محمد ولازم اطمن عليهن بنفسي
هتف الرجل على ابنته لكي تاتي بهاتفها واخبرها عن الرقم واملته اسماء الرقم حتى صدم عمر وهو يسمع أرقام هاتف شقيقه ....
قال بغضب :-
_ خلاص هتصل اطمن عليهم
اغلق الهاتف بحدة والقى رأسه على المقود بألم ثم اتصل على أخاه وهو يتنفس بشراسة .....
ابتعد هشام عن ليالي وهو يرى هاتف عمر واجاب :-
_ الو ؟
اجاب هشام بحنق :-
_ ايوة يا عمر ،عايز ايه ؟
نطق عمر سؤاله كالاعصار :-
_ أنت فين ،وليالي معاك بتعمل إيه ؟
هتف هشام بعصبية :-
_ اولا ما تتكلمش على خطيبتي بالطريقة دي ،ثانيا أنت بتسأل عليها ليه ؟
اجاب عمر بغضب :-
_ دول تحت وصايتي هي واختها ومن حقي أعرف هي بتروح فين ، ولو عايز ترتبط بيها يبقى لازم انتوا الاتنين تيجوا قدامي وتخطبها مني وهي تقول موافقتها قدامي غير كدا مش هسمحلك تقربلها
زم هشام فمه بعصبية وقال :-
_ ليالي مش تحت وصاية حد وهي بعدت عنك عشان زهقت منك وانت اللي بتفرض نفسك عليها ،وهي معايا دلوقتي بارادتها مش غصب عنها
صاح عمر وهو يفرمل سيارته بعنف :-
_ ماتخلينيش أعمل حاجة اندم عليها يا هشام انا عارف ليالي كويس زي ما بردو عارفك كويس
رد هشام بسخرية :-
_ بقولك ايه انت مش عايز تسمع موافقتها بودنك ،اوك
قريب ،وقريب جدًا
اغلق هشام الخط بحقد وتوعد بالشر .....
نظر عمر للهاتف طويلا وهو في حالة ذهول من اسلوب هشام البغيض ولمن ؟ للفتاة الذي يعلم جيدًا إنه يحبها
*********************************
الحلقة ٣٦ ...ليالي (الوجه الآخر للعاشق )
أغلق عمر الهاتف بعد مكالمة أخاه الذي لم يتوقع أنه بهذا السوء ورمى الهاتف جانبه وهو يزفر بحدة وضيق ........
دق قلبه خوفاً على حبيبته من أن يكون أصابها مكروهاً أو تعرضت لأي ضغط من شقيقه لكي تهاتف جارها الرجل الطيب عم محمد كي تطمئنه ، من أين يبدأ وأخاه قد وقف الآن في حصون الأعداء ويحاربه بقسوة ....
********************
بعد ساعات طويلة قد عادت أمل من غيبوبتها وتمتمت ببعض الكلمات حتى لاحظت الممرضة ذلك وأشارت إلى الطبيب وهي تصيح ، أتى الطبيب واتم الفحص الطبي وهو يرى الآن استقرار وأنضباط ضربات القلب على شاشة متصلة بجهاز طبي ثم ابتسم برسمية وقال :-
_ حمد الله على سلامتك
بلعت ريقها الجاف وهي تنظر له بوهن ثم خرجت كلمات متقطعة من بين شفتيها :-
_ عايزة ...أختي ..ليالي
أومئ الطبيب بموافقة وقال :-
_ هي برا ،هبعتهالك حالاً واطمنها عليكي
أرسل الطبيب الممرضة للذي تنتظر بالخارج حتى هبت ليالي واقفة بفزع وهي تشمع اسمها يخرج من فم الممرضة بأنتباه ورسمية وقالت برعشة :-
_ حصل إيه ؟
ردت الممرضة بلطف :-
_ ما تقلقيش ، اختك عايزاكي ، هي فاقت دلوقتي وعايزة تشوفك وأن شاء الله هتبقى كويسة
ابتسمت ليالي ورفعت يدها للسماء بحمد وشكر وراقبها هشام وهو يزم شفتيه بغضب بعد أن اعتقد أن أمل في عِداد الأموات الآن !
ركضت ليالي إلى داخل غرفة العناية مباشرة إلى سرير شقيقتها الذي يتوسط الغرفة وعلى جوانبه ستائر تفصل آسرة أخرى لمرضى آخرين ،اقتربت منها وقبّلتها على رأسها بقوة وقالت وهي بين الابتسامة والدموع :-
_ حمد الله على سلامتك يا أمل ، كدا تخضيني عليكي
نظرت لها أمل بعمق ثم نزفت عيناها دموع صامته ولم تجيب
تابعت ليالي حديثها بنبرة مرتعشة :-
_ مافيش حاجة هتحصل تزعلك تاني ، انا اتفقت مع هشام على كل حاجة وهو عرف غلطته خلاص يا أمل
تنقلت نظرة أمل بشكل على وجه شقيقتها ثم تمتمت بخفوت :-
_ مش قادرة اتكلم ..دلوقتي
أتت الممرضة وهمست بجانب ليالي :-
_ ادام اطمنتي عليها لو سمحتي اتفضلي اخرجي عشان ما تتعبش من الكلام وهي لسه فايقه
ابتعدت ليالي بصعوبة ولم تبتعد نظرتها عن أمل حتى خرجت من الغرفة ووجهت الحديث لهشام بغضب :-
_ انا قولت لأختي أنك هتصلح كل اللي عملته عشان ما ازيدش عليها اللي هي فيه بس قسما بالله لو رفضت لروح لعمر واقوله على كل حاجة واللي يحصل يحصل ، المرة دي مش هسكتلك تاني ومش هخاف من شيء تاني ، أن كان معاك صور وفيديوهات فهخلي عمر ووالدتك يتصرفوا معاك ، وعمر عمره ما هيرضاه اللي أنت بتعمله
زفر بحنق وهو ينظر لها بشراسة وقال :-
_ ماتنطقيش اسم عمر تاني ، ومابحبش التهديد لأني ممكن أعمل اللي لا أنتي ولا أي حد في الدنيا يتوقعه
أشارت له بسبابتها بتحذير :-
_ وأنت ماتعرفش ليالي ممكن تعمل إيه ، انا خلاص مابقتش أخاف من أي شيء هتعمله بعد ما شوفت أختي في الحالة دي ، وعمر مش هيسيبني وهيهد الدنيا عشاني ، انا وعمر بنحب بعض ،فااااهم يعني إيه بنحب بعض ،يعني مستحيل أكون لحد تاني غيره لأنت ولا غيرك ،انا ليه هو وبس
اشتعل الشرر في عينيه من الغضب وهتف بها غير مبالي بمرور أحد الممرضات بالقرب :-
_ ولو أخر يوم في عمري مش هتكوني لحد غيري وبالخصوص عمر ،وانا ممكن أعمل أي شيء لو بس حسيت أنك هتبعدي عني
لم تصدق ليالي مدى الاصرار الغريب بمقلتيه وفي نبرته قالت غاضبة :-
_ انت مش طبيعي ، انت ازاي بتفكر تتجوزني وانت متجوز أختي وحامل منك ، انا ده كله كنت فاكرة أنك بتعند مع أخوك وبس ،ماكنتش متخيلة انك بتفكر بالطريقة دي وبتتكلم بجد !!
سخر منها وقال :-
_ مش هنكر أن في الأول كنت واخد الموضوع عند ،لكن دلوقتي انا فعلا بحبك بجد ، عارفة يعني إيه أكون مستعد أسيب كل حاجة عشانك ،عارفة يعني إيه مستعد اتعدى كل الحدود عشان اتجوزك ، انا مش بفكر في حاجة غيرك من ساعة ما شوفتك
هتفت به بكره :-
_ انت ما بتفكرش غير في نفسك ، وانا بحتقرك من ساعة ما شوفتك وعمري ما حبيت حد قبل عمر وعمري ما هحب بعده ،انت عارف ليه ؟
عشان يستاهل ، عشان اتحملني وكان مصمم عليا في وقت كنت بحاول ابعد عنه ، عشان بحبه ،
تابعت برجاء وبكاء :-
_ حرام عليك ، انا بحب عمر ...أخوك ، هترضى ترتبط بواحدة بتحب أخوك ، انا مش هقدر انسى عمر وهفضل احبه طول عمري
كاد أن يصفعها ولكن تمالك أعصابه الثائرة ولمعت بعينيه عبرة غاضبة ثم تركها وذهب والغضب يغلي بمقلتيه من حديثها .....
جلست على أحد المقاعد وهي تبكي وتتوسل أن يلين قلبه وضميره حتى يفيق من فكره الشيطاني هذا ويعود إلى أداميته وانسانيته ...
*****************************
في المساء ....
بعد كتب كتاب أسماء وسط التهليل والفرحة ،جلس والدها بعد أن المباركات من الاقارب والاشقاء ، جلس مفكرا بشرود حتى لمحته زوجته واقتربت وجلست بجانبه ثم قالت :-
_ مالك يا ابو أسماء
انتبه الرجل لها ثم قال مبتسما بطيبة :-
_ لأ مافيش
تنهدت ثم قالت بفهم :-
_ انا عارفة انا قلقان على ليالي واختها بس احنا اطمنى عليهم
اعترض بقلق :-
_ دنا قلقت أكتر ، دول أمانة ، وبعدين قرايب إيه اللي راحولهم ، اللي أعرفه أنهم مالهمش حد !!
اجابت زوجته :-
_ يمكن قرايب من بعيد أو معرفة ، وانا بصدق ليالي بصراحة ، لو كانت امل اللي اتصلت كنت شكيت لكن ليالي عمرها ما تكدب ،دي متربية مع ولادنا بعد امها ما ماتت
تابع الزوج حديثه بشك :-
_ انا اتصلت تاني على الرقم اللي اخدته من أسماء بس محدش رد عليا !! ، حتى لما اتصلت بعمر بيه أشوفه اطمن عليها ولا لأ ، بردو ماردش عليا ، ازاي مش عايزاني أقلق !! ، آخر مرة البنات دي يخرجوا من غير ما يعرفوني هما فين
ردت الزوجة بتأكيد :-
_ وانا بردو زعلانة من كدا بس ما تقلقش لما يرجعوا هقولهم وافهمهم ومش هيعملوا كدا تاني
*******************************
وقفت سيارة هشام أمام الملهى الذي أعتاد عليه في الآونة الآخيرة ثم ترجل منها بغضب ودخل إلى النلهى بوجه مكفهر حاقد حتى لمحه أصدقاء السوء .....
قال أحداهم :-
_ فينك يا اتش مش باين ليه بقالك كام يوم !!!
اجاب هشام وهو يطلب مشروب مُسكر :-
_ مش عايز كلام كتير ، انا عايز اعدل دماغي
نظروا الشباب لبعضهم البعض بنظرة خبيثة ثم أجاب خالد :-
_ من عينيا يا اتش ، طلبك عندي
*******************************
عندما عاد عمر إلى المنزل وجد فريدة في غرفتها بعد أن انفردت بنفسها كي تفكر في حل لهذه الاشكالية الخطيرة ، صعد إلى غرفته وراقب ظهور شقيقه عبر الشرفة الخاصة بغرفته .....
مع قرب اقتراب هشام بسيارته الذي كان يقودها بنصف عين من شدة ما تناوله منذ قليل ، دلفت فريدة إلى غرفة عمر بعد أن اخبرها أحد الخدم بوصوله منذ أكثر من ساعتين ....
استدار عمر لها وقالت هي سريعا :-
_ عايزة اتكلم معاك في امر ضروري ،ماينفعش يتأجل
تفحص وجهها بتوجس وقال :-
_ اتفضلي
بدون مقدمات القت فريدة هذا البركان بوجهه ولم تدرك أن حبها تعدى مرحلة العشق ولم يستطيع التحمل من الصدمة
_ انا قولتلك قبل أن البنت دي مش هتدخل هنا لا معاك ولا مع اخوك بس دلوقتي بقول أنه مستحيل ، البنت حامل منه
اتسعت عين عمر من الصدمة والفزع وكاد أن يتوقف قلبه من هذه الطعنة الغادرة حتى أسودت عيناه من الألم وقد حكم على قلبه بالعذاب ..تمتم بصدمة وقد برزت عروق عنقه برجفة عصبية :-
_ انتي بتقولي إيه ؟ مستحيل ، مستحيل اصدق أن ليالي تعمل كدا ،مستحيييييييييييل
وقفت فريدة أمامه بغضب وهتفت به :-
_ كنت مستنية أنك تدافع عن اخوك مش عنها ، بس احب احذر لو دافعت عنها او عملت أي شيء يضر أخوك لا انت ابني ولا أعرفك وهفضل غضبانة عليك ليوم الدين
وتابعت بغضب :-
_ البنت دي حقيرة ، فضلت تلعب بعقلك لحد ما خليتك تحبها وهي حامل من هشام بعد ما اكيد لعبت بعقله هو كمان ، دلوقتي كل شيء بيقول ماينفعش ترتبط بيها يا عمر ولازم تفوق
سقطت من عينيه دمعة متألمة بعنف وهو في نفس حالة الصدمة حتى صفعته فريدة بعصبية على وجهه :-
_ بقى لما تنزل دمعة من عينيك تبقى على دي !!!
هزته من كتفيه بعنف وصرخت به :-
_ مين دي اللي تخليك كدا ، دي بنت ......
قاطعها بحدة بصوته المتهدج :-
_ مش قادر اصدق إنها كدا ، انتي ما تعرفيهاش لكن أنا عارفها كويس ، الموضوع أكيد فيه حاجة غلط ،لأن مستحيل أن هي تعمل كدا ،صدقيني ...ليالي مش كدا ، مش كدا ، انا متأكد من اللي بقوله
زفرت بضيق وهتفت به :-
_ انا هعرفك أنك غلطان والحب عاميك ومخليك مش شايف غير انها بريئة وهي ماتستاهلش نظرة واحدة منك أو من أخوك ،بس لو طلع كلامي صح هترجع لريهام فوراً
لصدق أحساس عمر ببراءة ليالي وافق وهو لم يتخيل أنه يوافق على تصريح عذابه ......
تركته فريدة بحزن وغضب وهبطت للدور الأرضي ثم ركضت عندما لمحت هشام يترنح يمينا ويسارا ويبدو أنه قد أكثر من جرعاته المخدرة ،قالت بخوف :-
_ مالك يا بني فيك إيه ؟
أشار لها بالصمت وقال بخفوت :-
_ شششششششش، ما تعليش صوتك ممكن ابنك يسمعنا
تأملته فريدة بخوف وهي تراه يتحدث وكأن في عالم آخر من اللاوعي ، وهتفت بأحد الخدم أن يخبر عمر ...
بعد دقيقتين كان يأتي عمر مسرعا إليهم ونظر إلى أخاه بنظرة قوية وحادة ولاحظت فريدة هذا وصرخت به :-
_ طلع أخوك أوضته ،انت مش شايف عامل أزاي
أسند عمر أخاه إلى غرفته ولكن هشام بمجرد جلوسه على الفراش غاب في ثباتٍ عميق ....
وجهت فريدة حديثها بغضب إلى عمر :-
_ شايف أخوك عامل ازاي !! ، انا متأكدة أن البنت دي هي السبب
في هذه اللحظة تمتم هشام أثناء غفوته وقال بكلمات مبعثرة :-
_ ليالي ..انا ..بحبك ، مش هخلي ..عمر ..يقربلك
صرّ عمر على اسنانه بعنف حتى جذبته فريدة بغضب :-
_ ماينفعش يا عمر تبقى لحد فيكوا ، عشان خاطري يابني اسمع كلامي ، انت مش شايف أخوك
اجابها بغضب :-
_ ليالي مختفية هي واختها وهشام هو اللي عارف هما فين ،لما يصحى ويفوق من اللي هو فيه نبقى نتكلم
خرج من الغرفة وذهب الى غرفته وصفق الباب خلف بعنف ، نظرت فريدة إلى ولدها الذي يتنفس بشكل سريع أثناء النوم وتحسست جبهته ثم جلست بجانبه وهي تفكر حتى قالت :-
_ كان ممكن اشفق عليها وعلى مرضها لو ماكنتش بالقذارة دي وكنت هقف جانبها كمان ،لكن دلوقتي مش لازم حد منهم يعرف انها مريضة أصلا وإلا اللي بعمله هيتهد وساعتها النار هتحرقنا كلنا ....
*******************************
بعد أن توسلت ليالي إلى أحد الاطباء كي يتركوها تنتظر أما غرف العناية نظرا لضرورة عدم وجود أحد بالممر في ساعات الليل ،
اتى الصباح بغيوم ملبدة ببدأ موسم الشتاء ....
سألت أحدى الممرضات على شقيقتها ولكن أمل كانت في غفوة بعد ان استيقظت لفترة طويلة بعد خروج ليالي بالآمس .....
*******************************
دخل عمر الى غرفة هشام وايقظه بقوة حتى استيقظ الآخر بصعوبة ثم هتف عمر به بغضب :-
_ ليالي فين ؟
خلد هشام للنوم مرة أخرى بعد أن قال بزمجرة :-
_ مالكش فيه
ازاح عمر الغطاء من على وجه هشام بعصبية وجذبه من يده حتى يعتدل وقال بعنف :-
_ ليالي فين يا هشام ؟
نظر له هشام بحدة وتردد صدى حديث ليالي بالآمس داخل رأسه صرخ بعنف في وجه عمر الذي يبدو أنه استيقظ طيلة الليل :-
_ مالكش فيه قولتلك ، دي خطيبتي وهتبقى مراتي ،وانت مالكش أي حق أنك تسأل عليها بالشكل ده
أوقف عمر قبضة يده الذي كادت أن تصفع وجه أخيه ثم قال بتحذير :-
_ اسمع منها كدا الأول ،واوعدك مش همنعك بعدها ، انا عرفت انك كنت عايز تعتدي عليها والضربة دي هي اللي ضربتهالك
قهقه هشام ثم قال بسخرية :-
_ اعتدي عليها !!!! ، هههههههههه مين اللي قالك كدا ؟
قرر أن يتابع خطته الخبيثة :-
_ في حد بيعتدي على مراته أم ابنه اللي قريب هيشوف الدنيا !!!
صدم عمر مرة أخرى من تصريح هشام الجريء هذا ولكن أصر على تكذيب كل من حوله حتى يراها ويتأكد منها بنفسه كالذي يتوسل النجاه وفي ظهره الف طعنة خنجر مسموم .....
قال عمر بهتاف وتأكيد :-
_ مش هصدقك ، انا عارف البنت اللي حتى ما بتسلمش على رجالة وبتتكسف من خيالها ، عارف ومتأكد أن دايما احساسي عمره ما كدب عليا ، عارف أنها بريئة من كل الكلام ده ، وغير انها تحت وصايتي وملزوم بحمايتها فهي حبيبتي اللي متأكد من اخلاقها واخلاق الراجل الطيب اللي رباها ....
نهض هشام بنظرة شرسة وقال :-
_ طب لو وقفت قدامك وقالتلك أن كل الكلام ده صح ؟
شعر عمر بأضطراب من تأكيد أخاه بهذه القوة ثم قال :-
_ هبعد عنكوا انتوا الاتنين
مط هشام شفتيه وقال بسخرية :-
_ خلاص ، اشبع مني على قد ما تقدر لأنك مش هتشوفني ولا هتشوفها تاني
سمعت فريدة هذا الحوار الذي دار بينهم وركضت الى غرفتها باكية بحرقة وألم وهي ترى ابنائها على طريق الفراق .....
خرج عمر من الغرفة وهو يختنق من الألم الذي يعصف به بكل دقيقة ولم يعد قادر على التفكير وهو يتألم هكذا .....
**************************
دق هاتف تامر وهو في المكتب واجاب
_ ايوة
رد عليه أحد اصدقاء هشام قائلا :-
_ اللي انت عايزه هيتنفذ قريب يا تامر بيه ، لكن مستني الفرصة المناسبة
اتسعت ابتسامة تامر وقال :-
_ ومراقبين البنت كويس ؟
اجاب الطرف الآخر بنبرة ماكرة :-
_ طبعًا ، كل حاجة هتبقى في التمام قريب
قهقه تامر وقال :-
_ حبايب قلبي ، انا مستني القريب ده
ثم اغلق الهاتف وقد اقتربت خطته على الاكتمال وتبقى خيط واحد مفقود لديه حتى يكتمل ما خطط له منذ سنوات بدمار الاشقاء ومراقبة سقوطهم من بعيد .......
**************************
قد مر عدة أيام حتى تحسنت حالة أمل ولم يأتي هشام خلال هذه الأيام مما جعل ليالي تطمئن أنه فاق بعد أن واجهته بحقيقة مشاعرها أتجاه شقيقه ولكن أصرارها بأخبار عمر لم يكن يحتاج النقاش أو التراجع فلابد أن تخبره بكل شيء في أقرب وقت ، رغم أنها تخاف من مواجهته وترتعب كلما تذكرت ذلك اللحظة
تذكرت زفاف جارتها أسماء ووعدها بأنها ستأتي في الزفاف ....
استأذنت من أمل الذي انتقلت إلى غرفة خاصة بمفردها مما جعل ليالي تمكث بجوارها بسهولة على سرير بجانب سرير أمل ....وقالت :-
انا هروح ساعتين بالكتير واكون عندك بس عشان محدش يشك في حاجة ويبقى شكلنا غريب يا امل وكمان فرصة اجيب لينا هدوم والحاجات اللي هنحتاجها
وافقت أمل وقالت :-
خلاص روحي يا ليالي وطمنيهم علينا بس ارجعي بسرعة وما تتأخريش عشان هترجعي لوحدك بليل
ذهبت إلى المنزل وقابلتها أم اسماء بلهفة ثم قالت بعتاب :-
_ بقى كدا يا بنتي تقلقينا عليكوا ،فين امل ؟
اجابت ليالي باضطراب وهي تريد التطرق الى موضوع آخر فقالت بإيجاز :-
_ جالها شوية برد جامد وماقدرتش تيجي فأنا جيت بدالها ، هي اسماء راحت الكوافير ولا لسه هنا ؟
اجابت ام اسماء بابتسامة :-
_ لأ راحت من بدري واستنتك كتير بس انتي اتأخرتي عليها ، وعلى فكرة رغم اني ماكنتش عايزة اخوفك بس عمر بيه قالب عليكي الدنيا واتهيألي لو شافك هيضربك
ثم قهقهت من الضحك ولم تلاحظ شحوب وجه ليالي الذي اترعبت بحق من مواجهته وكيف ستبرر اختفائها وهي لم تعرف بعد ماذا قرر هشام بعد المواجهة الآخيرة ، قررت أن تعرف أولا ثم تقرر ماذا تفعل وهذا التفكير اتى بعد خوفها من مناقشته وهو في حالة الغضب هذه
قالت لنفسها :-
_ لو لقيته عادي ومش عصبي هقوله براحة ولو اني خايفة اقابله وامل مش معايا ،ربنا يستر
ثم ذهبت لمنزلها حتى تستعد .......
بعد فترة قد جهزت ملابس لها ولشقيقتها حتى تاخذهم معها وذهبت إلى السيارات التي ستذهب الى قاعة الفرح .....
اتت سما الصغيرة تهتف باسمها حتى ابتسمت ليالي لها وقالت :-
_ ايوة يا سما عايزة ايه ؟
همست الصغيرة بجانب اذنها وقالت :-
_ في حد عايزك جوا يا ليالي
تعجبت ليالي وقالت :-
_ مين ؟
ركضت الصغيرة قبل ان تجيبها ثم خرجت ليالي من السيارة وتركت حقيبتها وقالت للفتاة بالمقعد المجاور :-
_ خلي بالك من شنطتي على ما ارجع يا حبيبة
اومئت الفتاة يالايجاب ثم ذهبت ليالي لمنزل العروس ، كادت أن تخطي أول خطوة على السلم حتى سمعت صوته العميق
_ ليالي
تسمرت في مكانها ودق قلبها بقوة وهي تستدير لمصدر الصوت ورأته وهو يقترب لها بنظرة تضمها باشتياق ونظرته تحدثت بالنيابة عنه حتى لمعت عيناها بدموع وقد شعرت بالامان بمجرد رؤيته حتى لم تستطع إلا أن تبكي بصمت ،عاتباها بعينيه وهو خائف من السؤال الذي يلح على عقله ولكن قلبه لم يشبع من رؤيتها بعد وقرر العتاب لاحقاً ، ابتسمت هي رغم دموعها حتى لاحت على وجهه طيف ابتسامة ،استمروا هكذا للحظات حتى قال بدفء :-
_ وح.....
قاطعه صوت أحد الفتايات وتهتف باسم ليالي حتى تأتي لأن السيارات ستذهب ...
قالت ليالي :-
_ عمر ،في حاجات كتير لازم تعرفها والنهاردة ، بعد الفرح ما تمشيش عشان عايزة اتكلم معاك
قال هو بقوة :-
_وليه ما نتكلمش دلوقتي ؟
اجابت هي :-
_ انا وعدت أسماء اني احضر فرحها وهتزعل ، وكمان البنات مستنيني في العربية دلوقتي وهيبقى شكلها غريب ، وانا عايزة اتكلم معاك في هدوء ومن غير ضغط
اجاب :-
_ مستنيكي بعد الفرح على طول انا مش هضغط عليكي دلوقتي طالما هنتكلم النهاردة ، عشان انا كمان عندي كلام كتير واسئلة كتير أوووي لازم أعرف اجابتها النهاردة
اطرفت بعينيها ثم ذهبت ودخلت السيارة الذي تركتها منذ قليل وهي تتنفس الصعداء ، وحمدت ربها ان هذا الموقف بمر بيسر وترك لها فرصة أن تستجمع شجاعتها وترتب افكارها حتى الذهاب لقاعة الفرح ثم ستخبره بكل شيء
ذهب عمر بسيارته أيضاً وقد ارتاح كثيرا عندما رأها ولم يلاحظ أن هناك من يراقب الموقف في صمت غاضب من بعيد
**********************
اكتشف هشام أن عمر يراقبه منذ ذلك المواجهة الصباحية بينهم لذلك لم يذهب للمشفى أبداً ، وراقب عمر ايضاً وسمع حديثهم بالكامل
اتصل بهاتفه على أحد اصدقائه واخبره بتنفيذ ما اتفق عليه منذ عدة أيام ....
أمام قاعة الفرح
ترجلت ليالي من السيارة وهي تتنفس بارتياح بعد أن فكرت جيدا بماذا تقول ومن أين ستبدأ وبدأ الاحتفال بالعروس بعد لحظات ولم تبتعد نظرة عمر من عليها بدفء ....
بعد أن ذهبت للعروس وهنأتها بحرارة جلست بمقعدها ورغما عنها شرد بها الفكر في حلم يقظة من اجمل احلامها ....
(دخلت ليالي وهي كالملكة وترتدي فستان العرس وكان ينتظرها عمر بوسامته الساحرة وابتسامته العاشقة حتى أسرع إليها وضمها بقوة ثم بدأ الاحتفال بهم .........
قال بجانب اذنيها بهمس :-
_ بموووت فيكي يا روح قلبي
ابتسمت بخجل ثم قالت :-
_ الناس بتبصلنا يا عمر وانتي بتقول كلام بيكسفني 😊
اتسعت ابتسامته وجذبها من يدها وبدأت الموسيقى الهادئة وقال وهو ينظر لها بحنان متدفق بقوة :-
_ مين اسعد مني النهاردة ، اتجوزت حبيبتي اللي بعشقها
وحاربت الدنيا كلها عشانها ، بمووت فيكي يا عمري كله
ابتسمت بسعادة وهي تحمر خجلا :-
_ وانا كمان بحبك اوووي وبس بقى عشان بتكسف 😊
ضحك بقوة ثم حملها ولف بها بسعادة
(حلم رخم اااوووي 😏😓..روبا 😾)
عادت الى الواقع وهي تبتسم بشرود ووقع نظرها على وجهه الذي كانه كان يشاركها حلمها أيضا ، شعرت بالخجل الشديد وبعدت عينيها عنه بسبب نظرته المبتسمة الدافئة .....
دق قلبها لها وقال بخفوت :-
_ مش مستعجل على كلامك رغم اني هموت وأعرف الحقيقة بس كان نفسي افرح بيكي ولو لدقايق قبل أي حاجة ممكن تحصل
اتى له اتصال غريب جعله يخرج من المكان ......
واتت سما الصغيرة مرة أخرى وقالت نفس الذي قالته بالسابق ، نهضت ليالي وهي مستعدة الآن بالأعتراف ....
وذهبت للمكان الذي قالته الصغيرة بطفولية ، واتسعت عينيها بذهول مما رأت .....
********************************
الحلقة ٣٧ ...ليالي (الوجه الآخر للعاشق )
اتسعت عينيها بذهول مما رأت ، فقد شاهدت أبغض شخص رأته في حياتها ...هشام وهو يقترب بنظرة منتصرة ويصفر بفمه بنظرة خبيثة ....
تلعثمت وهي تقول :-
_ انت هنا بتعمل إيه ؟!!
_ همهم قليلا ثم قال وهو يبتسم بشيطانية وأخرج هاتفه من جيب معطفه ثم وجهه لها بعد أن فعل شيء به حتى اتسعت عينيها في صدمة وبدأت الدموع تشق طريقها لعيناها وقالت بذهول :-
_ ااااامل
هزته بعنف من ياقة معطفه وهتفت :-
_ اااااختي فين يا حيوان يا ندل ، هموتك لو عملت فيها حاجة
امسك يدها بقوة ونظر لها نظرة طويلة وهي كالقطة الشرسة الذي بدأ يظهر لها مخالب وقال بهدوء:-
_ ما تزعقيش وإلا انتي عرفاني ، وماتهددنيش بعمر زي عادتك لأن انا وعمر خلاص ،تقريبا بقينا أعداء ،ولو عايزة تعرفي أختك فين اللي اطلبه منك تنفذيه وإلا مش هتشوفيها تاني ....
حاولت التملص من قبضته القوية حتى استطاعت ذلك وابتعدت وهي تريد خنقه الآن بيدها ثم قالت بخوف :-
_عايز إيه ؟
نظر بمكر وقال :-
_ انتي متفقة انتي وعمر تتكلموا وطبعا كنتي هتحكيله علي هشام الشيطان المجرم اللي هو انا ، انا ماعنديش مانع تقولي عليا أي حاجة بس اللي عايزك تقوليه لعمر أنك موافقة تتجوزيني
ثم أشار للهاتف المتصل بفيديو في المكان الذي اختطفت فيه أمل وقيدت بحبال سميكة ولا تنفك عن الصراخ
ضرخ قلبها وهي ترى شقيقتها بهذه الحالة وهي تعرف مدى جرمه وأي شرس اوقعتها فعلت شقيقتها به
قالت بمراوغة وهي تمسح عينيها :-
_ ماشي هقوله ،بس رجع اختي للمستشفى تاني
اغلق هشام الهاتف وقال وقد لمح خطتها البريئة بعينيها وضحك ثم قال بقوة وهو يرى عمر يقترب من بعيد :-
_ عمر جاي علينا ، جربي كدا تعملي حاجة غير اللي قولتلك عليها ،اقل واجب ممكن اعمله اني هموت اللي في بطنها قبل ما مخلوق يوصلها ده اذا حد عرف يوصلها اصلا
نظرت له بكره وحقد شديد وقالت :-
_ مش هتعرف تهرب من ربنا ،يا ويلك
اقترب منهم عمر وهو ينتقل بنظرتهم عليهم باستغراب ثم قال موجها الحديث لليالي :-
_ في ايه ؟ وايه اللي جاب هشام هنا ؟!!
نظر لها هشام بعنف وصاح بوجهه :-
_ اظن المفروض أعرف انت اللي هنا بتعمل إيه مع خطيبتي ! ، وكلام إيه اللي كنت هتقولهولها ؟!
ضيق عمر عينيه بذهول وما من شيء يقول غير أن ليالي هي من أخبرته بذلك ولم يدرك أن هشام كان يراقبهم وسمع حوارهم بالكامل
قال :-
_ ليالي مش خطيبتك يا هشام
زم هشام شفتيه بعصبية وصرخ به :-
_ هي قدامك اهي ، وهتقول هي عايزة مين
ثم نظر لليالي الذي تنظر للأرض بنظرة معذبة وتريد الهروب بقوة
قولي انتي عايزة مين ؟
رفعت رأسها بعيون باكية ونظرت لعمر وقد ضاعت الكلمات بين شفتيها ثم اسودت الدنيا حولها ووقعت مغشيا عليها
اتسعت عين عمر من الصدمة ومنع هشام الذي تفاجئ بدوره من الاقتراب منها ثم حملها بين ذراعيه لأحد المقاعد بباحة حديقة واسعة وحاول أن يوقظها وقلب يدق بخوف ثم اتصل بالطبيب من هاتفه واسرع لياتي بكوب ماء ......
اتى هشام سريعا وحملها الى سيارته ثم ذهب .....
اتى عمر ليبحث عنها بجنون عندما وجدها اختفت فجأة ولم يتوقع ما حدث من شقيقه الذي رأه وهو يذهب بعد اغماءة ليالي .....
وقف هشام أمام بناية قديمة وبعيدة عن صخب المدينة وقد بدأت ليالي تفيق بوهن ولم تساعدها سرعة السيارة ورطب الهواء على الايفاقة بسهولة بل زادت خمول عقلها أكثر ....
فتحت عينيها بصعوبة وارتجف جسدها عندما رأت هشام بجانبها وينظر لها بجرأة ،انتفضت في مقعدها وقالت وهي ترتعش :-
حصل ايه ؟
ابتسم هشام لها ولتورد وجهها وقال هائما بها :-
_ اغمى عليكي وجبتك هنا ، أمل فوق
التفتت ليالي حولها لترى الفراغ وخلو المكان من المباني الا هذا المبنى القديم الذي تضاء انوار الطابق الثاني به ثم قالت :-
هات امل هنا عشان نروح المستشفى ،انا مش هطلع
زفر هشام بغيظ وامسكها من معصم يدها وانزلها من السيارة بقوة مع ضراباتها المتكررة على يده وكتفه بشراسة وصريخها يملأ الفراغ ،قال بثبات :-
_ صوتي واعملي اللي عايزاه ،محدش هيسمعك هنا
جرها للطابق الثاني بعد أن فتح الباب وقرع جرس باب الشقة بالطابق الثاني حتى فتح له شخص يبدو وكأنه قضى عمره الماضي في أحد السجون
ادخلها عنوة الى المكان ثم تأوه متألما عندما نالت منه بضربة قوية من شدة كرها وغضبها منه على قدمه وقالت وهي تقترب من عنقه لتخنقه بعنف :-
_ لو قربتلي ولا قربت لأختي اقسم بالله هموتك
نظر لها بغضب ثم دفعها للغرفة التي قيدت بها أمل وصرخت عندما تقابلت عيني أمل الباكية بعينيها
ركضت اليها وضمتها بقوة:-
_قالت امل موبخة :-
_ وافقتي تيجي هنا ليييه ،ليييه يا ليااالي
صرخت ليالي باكية :-
_ انا ماجتش بمزاجي ، انا اغمى عليا ولما صحيت لقيتني هنا
ضحك هشام بقوة وقال :-
_ ماهي كوباية العصير اللي شربتيها بالعافية وانتي في فرح صحبتك كان فيها مخدر بس مفعوله مش بيبان على طول
بصقت ليالي بوجهه والقت عليه السباب الذي لأول مرة تتلفظ به ثم مسح وجه وقال بتأكيد :-
_ هتبقي مراتي غصب عنك ، اعملي اللي تعمليه ، انا راضي
صفعته على وجهه بكل ما اتيت من قوة وقالت :-
_ انت معدوم الضمير ومش هامك ان ده اصلا ماينفعش وانت متجوز اختي ، ومش همك انها حامل منك ،ومش همك اني بحب عمر ..
بس عايزة أقولك ماتفرحش أوووي كدا لأني مريضة كانسر وتعبانة وماينفعش اتجوز اصلا وانا مريضة ،يعني لو ماكنش ضميرك هيمنعك فأظن أن المرض كفيل أن يهد كل خططك
ضيق عينيه من الصدمة وبان الالم بعينه وهو يقول ببطء :-
_ كانسر ، انتي عندك كانسر يا ليالي ؟
صرخت بقوة وهي تبكي :-
_ اه عندي ، ولو ما بعدتش عني همنع كل الادوية اللي باخدها عشان اموت وارتاح واريح الكل مني
قال بلمعة دمعة ظهرت بمقلتيه :-
_ مش هسيبك تموتي ، انتي هتتعالجي برضاكي او غصب عنك ،انتي لازم تعيشي انتي فاهمة
صاحت بعصبية :-
_ لو خيروني بين اني اكون معاك ولا اموت ،هختار اني اموت ولا اني اوجع قلب اختي واقهرها
اضطربت عيناه بألم ثم خرج من الغرفة وهو يمرر يده على شعره بعصبية وعذاب ......
ضمت ليالي أمل مرة أخرى ببكاء كليهما ثم قالت أمل :-
_ ماتسبينيش يا ليالي انا ماليش غيرك
مسحت ليالي وجه شقيقتها وقالت بقوة :-
_ انا بقوله كدا عشان يبعد عني ، بس صدقيني انا اتمنى اموت ولا اني اكون السبب في وجع قلبك يا أمل
نظرت ليالي للحبال وبدأت تفكها واحدا تلو الآخر ...
*******************************
بحث عنها في كامل المكان ولم يجدها حتى وصل لمرحلة الجنون ثم انتبه لصوت رسالة بهاتفه ....
*ماتدورش عليا يا عمر ، انا عايزة ابعد *
لم يستطع أن يفسر هذا ! ، ما هذه الفتاة ؟! ، اكتفت برسالة من هاتفه وذهبت !!
دخل سيارته وقاد بسرعة عالية من فرط الغضب وعاد إلى القصر ...
******************************
بعد أن أخذ هاتفها بطريقة ملتوية أرسل رسالة إلى هاتف شقيقه من هاتفها حتى يبتعد عنها ويكون بهذا حقق غايته ..
جلس هشام بزاوية بعيدة تطل على الهواء وفكره شارد بألم في صدمته بمرضها ..قال :-
_ بقى أول مرة أحب واحدة يبقى بينا المسافات دي كلها وكل الحرب دي ، وكمان مرض بالخطورة ، كل. حاجة بتمنعني عنها زي ما اكون بتعاقب على اللي عملته ، ليالي لازم تتعالج ولازم تكون ليا ، انا عارف نفسي مش هقدر ابعد عنها ثانية واحدة ...
**************************
انتظر عمر مجيء هشام حتى وقت متأخر ولكن لم الآخر لم يأتي وقد كانت فريدة تشتعل خوفا من تأخره واستمرت مستيقظة طيلة الليل تنتظره ....
في المبنى القديم في صباح اليوم التالي ...
دلف إلى الغرفة بعد أن فتحها بالمفتاح ومعه صينية بها طعام وبعد شرائط العلاج ....
كانت ليالي مستيقظة وتربط على رأس أمل الذي غفت بتعب بوقت متأخر ونظرت له بكره شديد ...
قال وهو يتفحصها بحزن :-
_ انا سألت دكتور امبارح على حالتك واداني ادوية مسكنة على ما نروحله نكشف وهو يشوف اللازم
هتفت به :-
_ لمانخرج من هنا وتتجوز اختي ابقى اشوف الدكتور غير كدا هموت قدامك وانت مش هتقدر تعملي حاجة ، هعذبك زي ما عذبت اختي
غضب من اجابتها وقال :-
_ مش هتخرجي من هنا ومش هتجوز اختك واللي انا عايزه هيحصل حتى لو غصب عنك
نهضت ووقفت امامه بشراسة وصرخت :-
_ انت فاكر اننا هنفضل مسجونين هنا !، تبقى بتحلم
أشار هشام للطعام وقال :-
_ الأكل والدوا عندك ، وهنروح للدكتور يا ليالي وده مافيهوش نقاش ، انا مش عايز استخدم العنف معاكي تاني ، ولا حتى عايز اعلي صوتي
ثم خرج وتركها تتلفظ بالشتائم ....
****************************
اتصل عمر بهاتف شقيقه بما انه لم يأتي بالآمس واجاب هشام على مضض :-
_ مش جاي القصر عندك مانع
اجاب عمر بغضب :-
_ ليالي فين ؟ وديتها فين ؟ انا متأكد انك ورا اختفاءها امبارح
رد هشام بعصبية :-
_ ماعرفش هي فين ، انا سيبتها معاك ومشيت عايز ايه تاني مني ، وسيبتها عشان لما تفوق تقولك بنفسها انها بتحبني انا
ثم اغلق الهاتف بحدة ...
احتار عمر أكثر فهو يعرف شقيقه لو كان أخذها لكان لاحظ بنبرته فحيح السعادة والانتصار كالعادة ولكن ما لاحظه نبرة ألم نادرا ما شعر بها في صوته ....
*****************************
مرت عدة أيام وكانت حالة امل تزداد سوء وقد دخلت لشهرها السابع وحالتها سيئة للغاية وامتنعت ليالي عن تناول الدواء تحديا لهشام وضغط عليه فهي رأت طريقته الشرسة في الحب لذلك لعبت على هذا الوتر الحساس لكي ينفذ لها ما ترغب به ، كانت حدة الصداع تزداد يوما بعد يوم رغم أن الطبيب في آخر زيارة له طمئنها على استقرار حالتها ولكن يبدو أن الآمر بدأ يسوء الآن من امتناعها عن تناول الدواء، نهضت أمل بتعب شديد وارادت شيء بقوة ...
سألتها ليالي بقلق :-
_ قايمة ليه ؟
توجهت أمل للمرحاض القديم المتصل بالغرفة دون أن تجيب وتركت ليالي تتفحص المكان علها تجد ملجأ تهرب منه ، ولكن كيف تهرب وشقيقتها بهذه الحالة وسيكون من الصعب الحركة السريعة على وضعها ، بعد قليل خرجت أمل وهي تجفف وجهها ثم احكمت غطاء شعرها وبدأت في الصلاة وماهي إلا دقيقة حتى اجهشت في البكاء بمرارة وندم ورجاء حتى شاركتها ليالي وهي تتوسل لرب العالمين ان ينقذها .....
انهت امل الصلاة واستمرت تبكي حتى اقتربت منها ليالي وقالت :-
_ كويس انك بتخرجي اللي جواكي في الصلاة
اجابت أمل بدموع :-
_ كنت خايفة اقف قدام ربنا بذنبي اللي عملته ، ماكنش ليا عين ، بس خلاص مش قادرة ، ربنا يسامحني 😢
اتى هشام وحاول مرة أخرى أن ياخذها غصبا للطبيب ولكن كانت تصرخ وتبكي بشدة ، فكر أن يعطيها مخدر مرة أخرى ولكن خاف أن يؤثر على مرضها ، فهو الآن أصبح يخاف عليها حتى من نفسها ..
**************************
كانت الايام تشبه بعضها بهذا الالم الذي وقع به ولم يدرك كيف مر عليه قرابة الشهر ولم يرى شقيقه من وقتها ، وكان اكثر ما يعذبه على عذاب قلبه هو بكاء والدته كل ليلة على ولدها الآخر ...
***************************
اتى هشام لليالي وقرر أن يأخذها هذه المرة بأي طريقة بسبب المرض الذي بدأ يظهر عليها بشكل واضح ، كاد أن يخرج من الغرفة وهو مقبض على معصم يدها وسط صراختها المتكررة وغضبها ولكن تداخل صوت آخر بصراخ هذه المرة ..
نظرت ليالي لأمل بصدمة وتركها هشام الذي تفاجئ بدوره ثم ركضت لشقيقتها الذي بدأت تصرخ بشدة وعينيها حمراوين من البكاء ...
هتفت ليالي برعب :-
_ أااامل شكلها بتولد ..
**************************
أمام غرفة العمليات كانت الممرضات تخرج وتدخل بقلق ،ابتعد هشام واتصل بتامر يطلب منه شيء غريب ...
اجاب تامر متعجبا من اتصال هشام المتغيب منذ مدة :-
_ ايه يا اتش واااحشني
اجاب هشام بسرعة :-
_ مافيش وقت للسلامات ، هي ليالي خدت النلف اللي فيه شهادتها واوراقها
فكر تامر قليلا ثم اجاب :-
_ لأ ،الملف لسه موجود
تنفس هشام الصعداء ثم ابتسم وقال :-
_ طب عايزك تجيبلي صورة بطاقتها ، هتعرف ؟
اجاب تامر بتأكيد وخبث :-
_ طبعا ، بس انت فين وعايز صورة بطاقتها ليه ؟!
تجنب هشام السؤال وقال عنوان المشفى ثم اغلق الخط ..
**************************
كانت تبكي وترتجف من القلق عندما اخبرها الاطباء أن شقيقتها ستلد مبكرا عن موعدها وحالتها خطرة جدا ، وعاد بها الفكر لعدة أيام مضت
فلاش باك
بعد أن فشلت ليالي في ايجاد مخرج من هذه الغرفة المحكمة الغلق قالت أمل بشرود :-
_ هسميه أدم
التفتت لها ليالي بدهشة وقالت :-
_ ده وقته يا امل ، انا بفكر نخرج من السجن ده ازاي وانتي بتفكري في اسم المولود !!
ابتسمت أمل بمحبة وهي تتحس بطنها وقالت :-
_ بعد ما صليت القيام امبارح حلمت حلم جميل ، وحد قالي أن ادم جاي ، انا حاسة اني هجيب ولد
اقتربت ليالي وهي تشعر بالقلق وهي ترى شقيقتها في هذه الحالة الغريبة ثم قالت مطمئنة :-
_ خلاص نسميه أدم
عادت ليالي إلى الواقع وقد ازداد بكائها ثم نهضت برعب عندما خرج الاطباء من غرفة الولادة ......
قال الطبيب :-
_ مبروك على المولود ، هو هيحتاج يتحط في الحضانة فترة ،وبالنسبة للأم بصراحة حالتها خطيرة جدا ادعولها تقوم بالسلامة
دق الرعب بقلب ليالي وركضت لغرفة شقيقتها الذي يلفها الغطاء الأبيض ووجهها يقطر عرقا ، قالت أمل قبل أن تدخل في غيبوبة :-
_ ابني يا ليالي ، ابني
اخذها الممرضات على عربة متحركة لغرفة العناية بسرعة ...
وركضت خلفهم ليالي الذي كاد أن يقف قلبها وهي ترى شقيقتها هكذا ...
تذكرت عمر وقررت أن تذهب اليه ولكن لحقها هشام بتهديد :-
_ لو بتفكري تروحي لعمر يبقى هترجعي مش هتلاقي اختك زي المرة اللي فاتت
دفعته بغضب وصرخت به وهي تلفظه بالشتائم من غيظها ، حاولت أن تتذكر رقم هاتفه ولكن لم تحفظ الرقم بذاكرتها ..
ذهبت لتطمئن على الطفل وتوجهت لغرفة الحضانة ثم ارشدتها الممرضة للطفل ، نظرت له ليالي بحب أمومي وكأنه طفلها الأول ثم ابتسمت ابتسامة واسعة وقالت :-
_ أدم
***************************
الحلقة ٣٨...ليالي (الوجه الآخر للعاشق )
ابتسمت ابتسامة واسعة وقالت :-
_ أدم
تحركت أناملها على زجاج الصندوق الزجاجي الموجود بداخله الطفل واشتاقت كثيراً أن تضمه بين ذراعيها وقد ذهب عن فكرها الآن أن هذا الطفل أتى بشكل محرم وكل ما ملأ قلبها الآن هو عاطفتها الأمومية نحوه وقلبها ابتسم له كأنه يعلن امتلاكه لهذا الطفل ذو الوجه الملائكي البريء ...قالت مرة أخرى :-
_ أدم ، انا ماما التانية
ابتسمت وتابعت :-
_ بس ماما الحقيقة تعبانة شوية وأن شاء الله هتقوم بالسلامة عشان تاخدك في حضنها ، يمكن ابوك مش كويس بس ربنا عوضك بدل الأم اتنين ،مش هخلي حد يقربلك ابدًا
****************************
اتى تامر للمشفى سريعاً وذلك لكثرة فضوله لمعرفة ما يفعله هشام واتصل به حتى يخبره بوصوله حتى اجابه هشام وأخبره بمكانه بالتحديد .....
اقترب تامر ولاحظ وجود خالد الذي زجه في طريق هشام منذ فترة ، لمح خالد تامر يأتي من بعيد وتظاهر بعدم الاكتراث حتى لا يلاحظ هشام ذلك ويشك بهم ..قال هشام لخالد :-
_ زمانه جاي دلوقتي
كان اقترب تامر حتى وقف أمام هشام وصافحه بنظرة ماكرة :-
_ جهزت طلبك يا هشام ، ممكن افهم منك عايزه ليه ؟!
أخذ هشام الورقة من يد تامر وناولها لخالد ثم قال :-
_ اظن أنت عارف هتعمل إيه ،ولا اشرحلك تاني
اخذ خالد الورقة ورمى تامر بنظرة فهمها الآخر ثم نظر لهشام وقال :-
_ عيب عليك ، بكرة اللي انت عايزه هيكون جاهز
تنهد هشام بارتياح ثم قال :-
_ خلي بالك من الأسم كويس لأن اللي سجلتها هنا أسمها ليالي
تعجب خالد وقال :-
_ ازاي ؟!! من غير اثبات !!
رفع هشام حاجبيه بسخرية
وقد تلقى خالد الاجابة ، اشار له بتأكيد ثم ذهب .....
القى تامر نظرة خبيثة على هشام وسأل :-
_ انا مش فاهم حاجة !! ، وسجلت ليالي هنا ليه ؟! هي تعبانة ؟
زفر هشام بضيق وهتف بحنق :-
_ تامر ،مابحبش اتكلم وانا زهقان كدا ،اخلص اللي انا عايزه وبعدين هقولك كل حاجة
**************************
جلست ليالي أمام غرفة العناية على أحد المقاعد بعد أن خرجت من غرفة الحضانة وتوجهت للعناية لتطمئن على شقيقتها ، واستمرت تدعي ربها أن ينقذ شقيقتها ويحميها ....
أخبرها الأطباء بعدم الزيارة في الوقت الحالي حتى الصباح على الأقل ....
اتى هشام واقترب منها وبيده اكياس به اطعمة وتحدث بقلق عليها :-
_ انتي كويسة ، انا جبتلك أكل عشان عارف أنك مش هترضي تروحي لأي مكان وبالذات معايا
استدارت له وبنظرة المته من قوة الكره الذي يطل من عينيها ..قالت :-
_ لو بموت وانت في ايدك الدوا مش هاخده ، ربنا ينتقم منك
اجاب بألم :-
_ مافيش حاجة بتستفزني وبتوجعني اد طريقتك معايا ، وان كنتي فاكرة أني هبعد لأي سبب تبقي غلطانة
تابع وعيناه تتوسل :-
ليالي انا بحبك ،انا ممكن اخليكي أسعد واحدة في العالم ،هعملك كل اللي بتحلمي بيه قبل حتى ما تطلبيه ،بس خليكي معايا وافقي تتجوزيني وهتشوفي انا هعمل إيه ،وافقي انتي بس
غلى بقلبها الغضب حتى نهضت ووقفت أمامه وبصقت في وجهه بقوة وصاحت به بغضب :-
_ انا ما كرهتش حد في حياتي اد ما كرهتك ، وماتفتطرش اني ساكته عليك ، انا كنت ساكته عشان الحالة اللي أمل كانت فيها بعد ما خطفتها من المستشفى ،انت السبب في اللي هي فيه دلوقتي وعمري ما هسامحك وهفضل أحتقرك واكرهك طول عمري
صر على اسنانه بقوة من الغضب ومسح وجهه بمنديل ورقي ثم رماها بنظرة تشتعل غضبا وقال بتهديد :-
_ صدقيني لو مابقتيش ليا برضاكي هتبقي غصب عنك وهتتعالجي غصب عنك وانا ليا طريقتي اللي ماكنتش احب استخدمها معاكي انتي بالذات بس انتي اللي اجبرتيني اعمل كدا
ثم ذهب وتركها متسمرة في مكانها من الخوف ، تخاف أن تترك المشفى يخطف شقيقتها مثلما فعل ،تذكرت هاتف أسماء الذي مسجل بذاكرتها ، بحثت عن هاتف واتصلت بالرقم ولكن وجدته خارج نطاق الخدمة ، تنهدت بيأس وشت الفكر بها ......
*******************************
اتصل هشام بوالدته واجابت فريدة بلهفة واشتياق لأبنها الغائب :-
_ ايوة يا هشام بقى كدا
واجهشت بالبكاء ،قال هشام فجأة :-
_ بقيتي جدة يا أمي ، انا هاجي قريب ومعايا مراتي "ليالي " لو مصرة ماتدخلش هي القصر يبقى انا كمان مش هدخل ...ده شرطي الوحيد
شهقت فريدة من الذهول وتلعثمت من المفاجئة ثم قالت :-
_ ولدت امتى !!! ، ماكنش باين عليها انها قربت على ولادة !! ،ماكنش باين اصلا أنها حامل !!! ،
اجاب هشام سريعا حتى لا تكشفه والدته :-
_ هي ولدت بدري عن ميعادها ، ومش كل واحدة لازم يبان عليها الحمل يعني ، وبعدين هتلاحظي ايه يا أمي ليالي لبسها كله واسع اصلا ،هيبان أزاي !!
زفرت بضيق وعصبية :-
_ ماينفعش تدخل هنا ، انت ماتعرفش أخوك عامل أزاي من ساعة أخر مرة شافها ، دنا بقيت مرعوبة ليحصله حاجة
أجاب هشام بعصبية :-
_ انا فعلا ماينفعش اعيش في القصر بعد كدا ،مش هقدر اسيب مراتي وانا عارف أن اخويا بيحبها ، مع السلامة يا أمي
أغلق الهاتف دون استجابة لنداء فريدة الباكي ولم يكترث لأمرها حتى ......
******************************
كان ضوء القمر يقع على المياه بظل مضيء ،حدق عمر به بشرود وقد تكونت بعض الدوائر الغامقة حول عينيه من قلة النوم في الأيام الفائتة ، رغم برودة الطقس ولكن لهيب القلب جعل الشعور متبلد الحس لأئ شيء آخر ....
اقتربت فريدة وعينيها حمراء من البكاء ، حاولت أن تتحدث معه ولكن خافت أن تقع بكلمة بدون قصد وتكشف هذا الخبر السيء والله وحده يعلم ردت فعله .....
عادت ادراجها وهي ترتجف من البكاء المكتوم ......
****************************
أقترب تامر بسيارته إلى القصر وقد أغلق الهاتف للتو بعد مكالمة طويلة مع خالد ، وقد أخبره خالد بخطة هشام كاملة حتى قهقه تامر وقال :-
_ ده الموضوع احلو على الآخر ، وجاتلي فرصتي لحد عندي من غير أي مجهود ، دلوقتي لازم أضرب ضربتي التانية...
وقف بسيارته أمام القصر ثم ترجل منها ودلف من البوابة حتى أخبرته فريدة بوجود عمر بقرب المسبح ولم تكتشف أن تامر يعرف خبر المولود الجديد
ذهب تامر لعمر وقال :-
_ عايزك في موضوع مهم يا عمر
تنهد عمر تنهيدة طويلة شاردة بحزن ثم قال :-
_ لازم دلوقتي يعني ؟
اجاب تامر بتصميم :- ايوة
تحرك عمر للداخل بأتجاه المكتب وخلف تامر ثم القى تامر عليه هذا الخبر المفجع :-
_ ليالي ولدت
توقف عمر وسط الغرفة بصدمة كادت أن تجعل قلبه يتوقف واتسعت عينيه بذهول بدون أن تطرف حتى ..
تحرك تامر ووقف أمام عمر يلقي عليه هذا الخبر قاصدا اشعال الفتنة بين الآخوين ...
_ ليالي اللي كنت قالب عليها الدنيا لحد امبارح ، ولدت وابنها يبقى ابن هشام ...أخوك ، كان لازم اقولك كدا يا عمر عشان تفوق
انعقد حاجبيه من هول الألم الذي عصف بقلبه ثم ركض للخارج ودخل سيارته وذهب من القصر ....
**********************************
راقب هشام تلك الوجه النائم بعشق وتمنى ان تزول تلك النبرة والنظرة الغاضبة من عينيها وتأكد بداخله بغرور أنه يستطيع ان ينسيها أي شيء بعد موافقتها بالزواج سيفعل من اجلها أي شيء يستطيع أن يفعله ....
خرجت الممرضة وكادت أن تتحدث حتى أشار لها هشام بالصمت حتى لا تقلق ليالي من نومها ،قالت الممرضة بصوت خافت :-
_ المريضة فاقت من الغيبوبة من شوية ، ياريت تصحيها و تقولها عشان حالتها خطر أوووي ،ربنا يستر
ضيق هشام عينيه بمكر وتوجه لداخل الغرفة دون ان تشعر ليالي الذي تاهت رغما عنها بسبب الارهاق في الايام الماضية وبسبب كثرة الصداع الذي يعلن غضبه بشدة في رأسها ....
توجه هشام إلى أمل بنظرة حادة واقترب من اذنها وقال :-
انا كتبت ان اللي ولدت هي ليالي ،وهكتب الولد بأسمها وهجبرها على الجواز ، انا بكرهك ومش عايزك ،وعمرك ما هتكوني على ذمتي حتى لو شوفتك بتموتي قدامي
انسال الدمع بغزارة من عين أمل ولكن جهاز التنفس الطبي منعها من الصراخ ولم يمنعها من الدموع وهي تحرك رأسها معترضة
تابع حديثه بنظرة غاضبة :-
_ احسنلك تقنعيها أنها توافق ، يأما مش هتشوفي ابنك تاني ولا حتى هسجله بأسمي وهسيبه كدا
تسارعت انفاسها بحدة وهي تنظر له بكره شديد ، نظر لها هشام باحتقار ثم خرج من الغرفة .....
جلس بجانب ليالي يتأملها بحب حتى انتبه لنفضتها المرتعبة وهي تنهض ببكاء وتهتف باسم شقيقتها ودلفت الغرفة دون ان تستأذن أي احد ....
لمحتها أمل الذي كانت في آخر انفاسها ، اقتربت منها ليالي برعب وهي تنظر لملامحها الشاحبة كالاموات
قالت أمل وجبينها يتصبب عرقا وعيناها تودع الحياة
_ آدم ، ابني ... اوعي ..تسبيه
هربت الدماء من وجه ليالي المذعور ، حتى تفوهت أمل بكلمات خافته ويبدو أنها تنطق الشهادة ثم ذهبت من هذا العالم الذي أعترفت أنها ظلمت نفسها به قبل أن يظلمها أحد فيه ..
صرخت ليالي بقوة وتجمع الاطباء حولها وحاولوا إنقاذ الموقف ولكن كان فات الآوان ...
سمع هشام صريخ ليالي وتنهد بارتياح وقال :-
_ كدا مافيش أي مانع هيبعدك عني تاني
*****************************
مكان خالي تماما ،تحت الامطار الذي بدأ الشتاء بها ورحبت تربة الأرض بالماء وتشربته بلهفة ، وبعد صرخة خرجت بقوة من بين شفتيها الذي اندمج بها الدمع مع قطرات ماء الشتاء
بكى ...لأول مرة بعد وفاة والده يفعلها ، لم يكن يتخيل أنه سيشعر بهذا الألم من اجل إمرأة مهما كثر قوة عشقها بقلبه ، لم يصدق شيء عليها رغم أن كل شيء كان يدينها بنظره ، كل شيء يقل أنها خائنة ولم يصدق ، ولكن صدق تامر فهو يعرف جيدا أن تامر بالتحديد مستحيل أن يأتي بخبر إلا وكان متأكد من صحته ...
ابتل كامل جسده بالماء حتى بدأت رجفة غريبة تسري باوصاله وهو يدخل بسيارته ....
وضل أمام القصر بعد فترة وذهب إلى غرفته وركضت فريدة خلفه وذعرت عندما رأته مغشيا عليه وهو مستلقي على الفراش وتحسست جبينه المتعرق ، وارتجفت من الخوف عندما رأته يتمتم بكلمات غير مفهومة وحرارته عالية بشكل مقلق ....
اتصلت بطبيب حتى يأتي ...
**************************
صباحا وذهبت ظلمة الليل
اتى هذا الصباح ولكن ليالي الفتاة الصادقة الطيبة قد ذهبت أيضاً وتبدلت إلى فتاة أخرى تتوعد بالانتقام من هذا الذي تسبب في وفاة شقيقتها بعد أن اكتشفت من الممرضة أنه رأى المتوفية قبل وفاتها بدقائق ......
وقفت أمام القبر تبكي على شقيقتها وعلى فراقها ثم قالت :-
_ آدم ابني يا أمل ،اوعدك بده ، يمكن ماقدرتش ادافع عنك ، بس اوعدك اني هحارب الدنيا بحالها عشان ابنك وابني ...آدم
وقف هشام بعيدا ينظر لها وقد ظن انه الآن فُتحت له الطرق ولم يعتقد أن هذا الطريق سيؤدي إلى هلاكه يوما ما
ذهب بسيارته حتى يصل إلى المشفى قبلها
*****************************
فحص الطبيب عمر واعطى له بعض الأدوية سريعة المفعول لشدة حرارة جسده وراقبت فريدة وجه ابنها الشاحب والمتعرق ببكاء
نهض الطبيب وقال لها:-
_ هو خد نازلة برد شديدة شوية وانا كتبتله على أدوية وفي خلال ٢٤ ساعة هيتحسن بأذن الله ....
ذهب الطبيب واعطت فريدة الروشته لاحد الخدم حتى يأتي بالدواء ثم جلست بجانبه ببكاء صامت وهي تراه يتمتم بأسمها ..
*****************************
عادت إلى المشفى لتجد أن هشام قد أخذ الطفل من الحضانة قبل وصولها بدقائق .......، انتفضت من الغضب ثم ركضت بخارج المشفى لتراه يقف بجانب سيارته وكأنه ينتظرها ...
ركضت باتجاه وامسكته من ياقة معطفه وهي تهزه بعنف وقالت :-
_ ابني فين ؟ ااااادم فين ؟
ابتسم هشام بسعادة ثم قال :-
_ انا مبسوط انك خلاص اعتبرتيه ابنك ، لأن ده اللي عملته فعلا ، وانا اخدته ونقلته لحضانة تانية ومش هتشوفيه غير لما توافقي على الجواز ، ولو رفضتي يبقى لا هتشوفيه تاني ولا حتى هسجله بأسمي وهرميه في اي دار ايتام وعمرك ما هتعرفي هو فين ولا هتقدري تفرقي بينه وبين اي طفل تاني
صفعته عدة صفعات وهي تبكي وتلفظه وقالت وهي ترفع يدها للسماء :-
_ ياااارب انتقملي منه ياااارب
غضب هشام منها وقال :-
_ انا عملت ورقة جواز مزيفة واقدر اسجل الطفل بيها وقدرت اجيب صورة من بطاقتك ، انا اقدر اعمل كتير يا ليالي لو ما وافقتيش ، ولو رفضتي يبقى هعذبك زي ما هتعذبيني
نظرت له نظرة طويلة وقالت :-
_ انا موافقة
**********************
يتبع
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺