القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الرياضة

رواية أيام في الحرام الحلقة الأولى بقلم الكاتب عادل عبدالله حصريه وجديده


رواية أيام في الحرام الحلقة الأولى بقلم الكاتب عادل عبدالله حصريه وجديده 


تنزل " سماح " من السيارة الأجرة ومعها زوجها " راضي و بنتها " شمس " وابنها " كريم " أمام مسكنهم الجديد .

تقف سيارة نقل كبيرة تحمل منقولاتهم وبعض العمال الذين بدأوا في نقل الأثاث إلي مسكنهم الجديد .


يقف كمال " ٥٢ عام " صاحب المنزل في الشرفة وبجواره زوجته سهير " ٥١ عام " .

سهير : الجماعة السكان الجداد واضح إنهم ناس محترمين .

كمال : أيوه ، أنا أول لما شوفتهم دخلوا مزاجي علطول .

تنظر إليه سهير " بدهشة " : مزاجك !!!!!

كمال : قصدي دخلوا دماغي ، أنا لقيتهم ناس محترمين وشكلهم في حالهم ، و سألت عنهم وأتأكدت ، الراجل من بيته لشغله ومن شغله لبيته والست باين عليها أنها بنت ناس واولادهم محترمين وهاديين .

سهير : أنت كتبت لهم عقد الإيجار بكام سنة ؟

كمال : خمس سنين .

سهير : كنت خليها سنة واحدة نجربهم فيها وبعدين نمدلهم المدة .

كمال " بإبتسامة " : أنا عارف أنهم كويسين وهيريحونا ، هيريحونا أوووي .

في الشقة الجديدة



سماح " ٣٨ سنة " وابنتها شمس " ١٨ سنة " بدأوا في ترتيب محتويات مسكنهم الجديد ، بينما ابنها كريم " ١٧ سنة " يلعب بهاتفهه ، وبعيداً عنهم يجلس زوجها راضي " ٤٠ سنة " .

سماح " بعصبية " : أنت هتفضل تلعب باللي في ايدك ده وسايبنا أنا وأختك نشتغل لوحدنا !!! خلي عندك د،م انت وتعالي اعمل معنا أي حاجة ، وأبوك كمان ييجي يمد ايده يساعدنا .

راضي : سيبي أبوه في حاله ، أبوه تعبان مش هيقدر يعمل حاجة .

تضحك سماح " بسخر،ية " : وأنت من أمتي بتقدر تعمل حاجة !! بلا وكسة .

راضي : قصدك أيه ؟

سماح : مقصديش ، خليني كاتمة وساكتة .

تنتهي سماح مع شمس وكريم من ترتيب المنزل ، تدخل شمس تلقي بنفسها علي فراشها من شدة التعب .

بينما يجلس كريم ليعاود اللعب بهاتفهه .

تدخل سماح غرفة النوم لتبدل ملابسها وترتدي ملابس النوم .

بينما يجلس راضي علي الفراش يتابعها بعينين جائعتين فيبتسم ويقول : ده أنا أمي دعيالي علشان أتجوز لهطة القشطة دي .

سماح " بسخر.ية " : وأنت بصراحة يعني بطل أوووي !!

راضي " يبتسم " : تعالي هنا وأنا وأوريكي إذا كنت بطل ولا لأ .

سماح : هتوريني ايه ، بلا خيبة !!

راضي : أطفي النور وتعالي .


بعد دقائق معدودة

سهير : قوم يا بطل قوم .

راضي : أناااا...

سهير تقاطعة : أنت زي الفل ، قوم يلا عايزة أروح الحمام وأبص علي العيال أشوفهم ناموا ولا لسه .


اليوم التالي

في منتصف اليوم يدق باب الشقة ، تفتح سماح الباب لتجد كمال أمامها .

تبتسم سماح : أهلا وسهلا يا حاج كمال .

كمال بإبتسامة : أهلا بيكوا ، أنتوا اللي نورتوا البيت والشارع كله .

سماح : منور بوجودك يا حاج كمال .

كمال : جوزك الأسطي راضي فين ؟

سماح : لسه نازل من نص ساعة راح الشغل .

كمال : هو بيروح شغله متأخر كده ؟

سماح : أيوه ، بينزل علي الساعة ٣ العصر وبيرجع علي ٣ او ٤ الفجر وساعات بيرجع تاني يوم الصبح .

كمال : أنا جيت أشوفكم فيه حاجة نقصاكم ؟ أو حاجة مضايقاكم ؟

سماح : لأ البيت زي الفل من وشك يا حاج كمال .

كمال : ده أنتي اللي زي الفل والورد والياسمين .

سماح : تسلم يا حاج كمال .

كمال " يغمز بعينه " : قشطة بالعسل.

سماح : كفاية يا حاج كمال لأتغر في نفسي .

كمال : أتغري وخدي راحتك ع الأخر ، البسبوسة اللي بالقشطة والعسل اللي زيك من حقها تعمل أي حاجة .

سماح : كفاية يا حاج بقا كسفتني !!

كمال : بلاش يا حاج دي ، قوليلي يا كمال علطول .

سماح : أزاي يا حاج !! العين متعلاش عن الحاجب .

كمال : وعيونك دي مش أي عين !! ده أنتي عيونك تودي في دا،هية !!

سماح : خلاص بقا يا حاج ، أنت كسفتني بجد بكرمك وزوئك .

كمال : أنا تحت أمرك في أي وقت ، أول ما تحتاجي أي حاجة قولي يا كمال بس هتلاقيني واقف قدامك .

سماح : تسلم يا حاج ، حسك معانا .


كان هذا اللقاء العابر بمثابة أولي خيوط الغزل في نسيج ثوب الخيا،نة الذي أبتغاه كمال وأرضته الجارة الحسناء بإعطاؤه الضوء الأخضر لإستكمال نسجه .


بعد أيام

في العاشرة مساءاً تسمع شمس دقات علي باب منزلهم الجديد !! تفتح شمس الباب لتجد الحاج كمال أمامها !!

شمس : أيوه يا عمو ؟

كمال : بابا موجود يا حبيبتي ؟

شمس : لأ .

كمال : ماما موجودة ؟

شمس : أيوه في المطبخ .

كمال : قوليلها عمو كمال صاحب البيت علي الباب .


بعد ثواني معدودة تقف سماح مبتسمة أمام الحاج كمال .

سماح : أيوه يا حاج ، أتفضل .

يدخل كمال ويجلس في الصالة : يزيد فضلك يا ست الحسن ، أنا قولت أطمن عليكم أشوفكم عايزين حاجة ؟

سماح : تسلم يا حاج كمال .

ثم تقول لأبنتها شمس : أدخلي كملي غسيل الأطباق في المطبخ .

تدخل شمس المطبخ ، بينما يخرج كريم من غرفته وينظر لكمال بدهشة وتعجب !!!

يرتبك كمال قليلا ثم يقول له : أنت في سنة كام يا حبيبي ؟

كريم : في أولي ثانوي .

كمال : شاطر بقا ولا بليد ؟

كريم : شاطر طبعاً .

كمال " يبتسم " : تعرف تنزل تشتري باكو معسل ؟

كريم : لأ أنا معرفش بيتباع فين ؟

كمال : طيب خد العشرة جنية دي لك أشتري حاجة لنفسك وهوصفلك واحد بيبيع معسل وكل طلبات الشيشة تشتري منه باكو المعسل .

تظهر علي كريم علامات الفرح ويأخذ منه الأموال وينصرف .

يبتسم كمال : أيه يا ست الحسن والجمال ، مش ناوية ترضي عني ؟؟

سماح " بدهشة " : أرضي عنك أزاي يا حاج كمال ؟ مش فاهمة !!

كمال : تعالي اقعدي هنا جنبي وأنا أقولك .


ما أن جلست سماح بجواره حتي أقترب منها ووضع يده علي كتفها...

سماح : لأ لأ مينفعش كده يا حاج !!

كمال : هوه ايه اللي مينفعش !! إنني اللي يشوف جمالك ده ويسكت هوه اللي مينفعش !!

سماح : يا حاج مينفعش ، البت واقفة ف المطبخ والواد زمانه جاي .

كمال : الواد مش هييجي دلوقتي .

سماح : البت لو خرجت وشافتنا هتبقي م،صيبة !!

كمال : طب تعالي جوه .

سماح : جوه ايه !! نهار أسووود !! لأ مينفعش !!

كمال : أصل أنا مش هسيبك الليلة .

سماح : يالهوي !!!

ثم وقفت من مكانها بسرعة ، ورفعت صوتها قائلة : شرفت ونورك يا حاج ، حاضر يا حاج اول ما يرجع جوزي هقوله .

ثم قالت له بصوت منخفض : يلا بقا أخرج قبل ما شمس تخرج من المطبخ .

خرج كمال مبتسماً : معلش اللي يصبر ينول .

ضحكت سماح وأغلقت الباب خلفه .


صعد كمال إلي شقته فسألته زوجته سهير : أنت كنت فين ؟

كمال : نزلت أشتري معسل .

سهير : مش شايفة في ايدك معسل ولا أي حاجة !!

كمال : أنا شوفت الواد ابن السكان الجداد بعته يشتري .

تنظر له سهير في صمت تراقب ملامحه جيداً قبل أن تقول : أوعي تكون عينك من الولية ؟!!

كمال : ولية مين !!! دايماً أنتي ظلماني كده !!

سهير : أصل أنا عارفاك كويس .

كمال : يا ولية الست معاها جوزها وعيالها هبصلها ليه ؟!! دايما أنتي فاهماني غلط !!

سهير : ياريت أكون فعلاً فهماك غلط .


ظل كمال يطار،د جارته الحسناء بنظراته وابتساماته لأيام !! حتي أنتهي الشهر الأول ، ومع بداية الشهر التالي ...


الساعة ٩ مساءاً

تسمع سماح دقات علي بابها ، تفتح الباب لتجد كمال يقف مبتسماً .

سماح : أهلا وسهلا يا حاج كمال .

كمال : أهلا بيكي يا ست الحسن ، جوزك موجود ؟

سماح : لأ ، راضي في الشغل .

كمال : كنت عايز الإيجار ، ممكن ؟

سماح : معلش يا حاج ، أصبر علينا يومين تلاتة .

كمال : ولا يهمك يا ست الحسن والجمال ، هما العيال فين ؟

سماح : شمس نزلت عند صحبتها وكريم جوه في أوضته .

كمال : كنت عايز ابنك ينزل يشتري معسل .

تنادي سماح علي ابنها : كريم ، واد يا كريم .

يخرج كريم من غرفته : نعم يا ماما .

سماح : تعالي شوف عمك كمال عايز ايه ؟

كريم : نعم يا عمو .

كمال : عارف المحل اللي أشتريت منه المعسل المرة اللي فاتت ؟

كريم : أيوه عارفه .

كمال : خد العشرة جنية دي لك اشتري حاجة لك وانزل هاتلي منه باكو معسل زي المرة اللي فاتت .

كريم " مبتسماً " : حاضر .


أخذ كريم الأموال وأنصرف ، وما أن أختفت صوت خطواته من درج المنزل حتي دخل كمال وأغلق الباب !! لتسأله سماح بإرتباك : فيه ايه يا حاج كمال ؟ قفلت الباب ليه ؟

يقترب منها كمال : عليا النعمة لأدوق البسبوسة اللي بالقشطة والعسل دي النهاردة ..

يتبع 


انت الان في اول مقال

تعليقات

close