سكريبت إعدام قمر بقلم شيماء سعيد حصريه وجديده وكامله جميع الفصول علي مدونة أفكارنا

سكريبت إعدام قمر بقلم شيماء سعيد حصريه وجديده وكامله جميع الفصول علي مدونة أفكارنا 

سكريبت إعدام قمر بقلم شيماء سعيد حصريه وجديده وكامله جميع الفصول علي مدونة أفكارنا 

قمر ، قمر 

أنتِ يا مقصوفة الرقبة .

نفخت قمر بضيق عند سماع صوت والدتها وأسرعت إليها تجبيها بحنق:  نعم يا ماما .

 طالعها ليلى بسخط مردفة بسخرية:  أول ما أفتكرتى يا ست هانم !

بقالى ساعة بنادى عليكِ يا بت وأنتِ مصدرة الطرشة .

حركت قمر شفتيها بإستياء مرددة : معلش كانت ايدى مشغولة .

فصاحت ليلى بغضب: لا يا اختى انتِ هتقوليلى، يعنى كنتِ بتعملى ايه ؟

ـ بتنضفى اوضتك اللى عاملة زى الزريبة ولا كنتِ بتغسليلى المواعين .

ـ هو انتِ فالحة غير بس فى الوقفة قدام المرايا وتسبسبى فى شعرك وفرحانة بجمالك .

ـ  ولا الزفت المحمول اللى مش بتسبيه من ايدك وتحضنيه كمان وأنتِ نايمة .

ـ ربنا يصبرنى عليكى يا بت بطنى وتجوزى بقا وتغورى من وشى .

 فزفرت قمر بضيق وملل ووضعت إحدى يديها على خصرها وتمايلت قائلة بحنق: خلصتى مرشح كل يوم ولا لسه ؟

عشان عايزة أدخل أريح دماغى من كلامك اللى يسد النفس ده  بتاع كل يوم، هو أنتِ مبتزهقيش ..!!

فغضبت ليلى من بذائة ردها وخلعت من قدميها  الخُف وقذفتها به .

 فأصابها فى وجهها فتألمت و صرخت  بإنفعال: والله لولا أنك امى كان هيبقى ليه تصرف تانى معاكِ عشان أنتِ شكلك كبرتى وخرفتى على عمايلك السودة دى معايا .

نزلت كلمات قمر اللاذعة على صدر والدتها كالرصاص فقالت بقهر: يتردلك فى عيالك يا بت بطنى، بس الغلط مش عليكِ  الغلط على ابوكِ اللى دلعك دلع ماسخ عشان حلوة حبتين  لغاية ما فسدتى وبقيتى بتردى على أمك يا قليلة الأدب .

نفخت قمر بضيق قائلة:  وبعدين بقا انا زهقت من العيشة دى وعايزة أخرج من البيت ده فى أقرب وقت.

فاجابتها ليلى: هتخرجى يا اختى عشان ابوكِ قال فيه عريس ابن ناس ومقتدر جى النهاردة وعشان كده كنت بنادى عليكِ يا موكوسة عشان تحضرى نفسك .

 تيبست قدمى قمر ولمعت الدموع فى عينيها وقالت بحزن: ـ عريس تانى أنا مش هخلص كل يوم وتانى جيبلى عريس وإنتِ عارفة إنى عايزة كريم ابن خالتى فتحية ومش هجوز غيره .

فوقفت ليلى وطالعتها بمكر مردفة: كريم !

ده عشم ابليس فى الجنة يا بت .

سيبى الواد فى حاله ، ده طيب ومش قدك وخالتك أصلا مش بتطيقك عشان عارفة شوكتك حامية وعايزة تاخدى الواد تحت باطك .

فصاحت قمر بنزق: مهو لازم مطقنيش عشان بتغير منى، عشان بيحبنى وبيسمع كلامى .


حركت ليلى شفتيها باستياء قائلة بسخرية: وهيعملك ايه الحب !!

ـ  هيأكلك الاكل اللى بتطلبيه كل يوم،  ولا يجبلك أبصر إيه اللى بتحطيه فى شعرك ولا خلقتك ولا كل يوم والتانى هات يا بابا أجيب طقم جديد .

ولا الفلوس اللى بتصرفيها على خروجاتك مع صحابك ..

هيجبلك منين ده كله ولا هيضربلك الأرض تطلع بطيخ .

فعشان كده يا بت أنتِ عايزة واحد مقتدر، يجبلك كل اللى تطلبيه .

وأبوكِ موافق عليه وعطاه وعد خلاص وهيقرا فتحتك النهاردة .

فخشى يلا استعدى .

تجهم وجه قمر وصاحت بغضب: يعنى ايه ؟

ـ  هتجوزونى غصب عنى ؟ 

ـ ده لا يمكن يحصل أبدا .

 فوضحت لها  ليلى السبب كى تهدىء من روعها قليلا: اه .

ـ عشان محدش عارف مصلحتك غيرنا، ولا انجرى من قدامى نضفى أوضة الصالون وعطريها عشان الضيوف .


عقدت قمر حجابيها وقالت بنزق: مش هعمل حاجة، اعمليها أنتِ لو عايزة وسبينى فى حالى الله يكرمك.


ثم سارت إلى غرفتها  بخطوات سريعة والحزن يمزق قلبها وأغلقت الباب من ورائها بقوة، فانتفضت ليلى على أثره .

فصاحت:  ينيلك بت مش عارفة جايبة البجاحة دى منين !


يارب يطلع العريس ده شخصية كده وراجل عشان يعرف يجيب مناخرها  اللى حطاها فى السما دى الأرض .

......

حينما ولجت قمر إلى غرفتها التقطت هاتفها واتصلت سريعا  على كريم وعندما استجاب لها بكت قائلة: عريس تانى يا كريم إلحقنى .

والمرة دى غير كل مرة  أهلى مصممين عليه ومش عارفه اعمل ايه ؟

فأخرج كريم تنهيدة حارة وقال بضيق : يعنى ايه الكلام الفارغ ده ،يستحيل تكونى لغيرى يا قمر .

ـ انا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك .


تنهدت قمر تنهيدة محملة بالهموم وقالت بعشق: يعنى أنا اللى أقدر، مكنتش أكلمك من أساسه يا ابن خالتى بس اعمل إيه فى المصيبة دى !

ـ  وكل ده عشان غنى ومعاه قرشين زغللوا عيون أبويا وأمى وقالوا ده هو اللى هيعرف يعيشك زى ما أنتِ عايزة .

فحدثها كريم بقهر : ايوه وأنا على باب الله الكريم ومش مش عارف أثبت فى شغلانة .

 فعاتبته قمر بضيق: هو أنا بقولك كده عشان تتحسر على نفسك، أنا بقولك عشان نشوف حل للموضوع ده .


حرك كريم رأسه قائلا بتصميم: الحل إنى أجيب أبويا وأمى دلوقتى قبل ما التانى يجى ونتقدملك .

 إمتعضت قمر واجابته بسخط: وتفتكر هيوفقوا ولا حتى أمك اللى هى خالتى هتوافق، دى مش بطقنى معرفش ليه .


 حاول كريم إرضائها بقوله: متزعليش من أمى هى عشان بس بتغير عليه منك، عشان عارفة إنى مين فى دباديبك وبكسر كلامها عشانك .

فصحكت قمر بتلذذ من كلماته التى ترضى غرورها: تسلملى يا سيد الرجالة .

ثم طرء على رأسها فكرة شيطانية كنفسها الآمارة بالسوء 

ـ طيب أنا عندى فكرة ممكن تصيب، هتخلينا  نلعب فى الوقت الضايع 

 ضيق كريم حاجبيه متسائلا بفضول: فكرة ايه ؟

قمر بمكر: يعنى ماشى الكلام أتخطب لأبو قردان ده كام شهر .

 وأحاول بقدر الإمكان أقلبه فلوس وهدايا، لغاية ما تكون أنت استقريت فى شغلانة وتكون عملت قرشين وعليهم فلوس ابو قردان ده عشان تزغلل عيون أبويا وامى .


وساعتها انكد كل شوية عليه وأتخانق على حجات تافهة يقوم هو بنفسه يقول مش عايزها متنفعنيش .

ويفسخ الخطوبة وأنت ساعتها تتقدم وأنت رافع راسك .


فدبت الغيرة فى قلب كريم وانكمشت ملامح وجهه وقال بحنق: أنتِ إتجننتى!!

هقدر أستحمل إزاى أشوفك جنبه ولا يلمس ايديك ولا يقولك كلام حب زى اللى بنقوله .

لا مقدرش يا قمر وحاسس لو وفقتك هصغر فى عيون نفسى اوى، وأحس انى مش راجل .

فتدللت عليه قمر لإرضاخه لها: قد كده بتغير عليه يا كرملة ، حبيبى والله .

 ابتسم كريم لتدليله وأكد لها: طبعا يا عيونى، ده قلبى قمرى والحاجة الحلوة اللى فى حياتى اللى عايش عشانها .

و عشان كده لازم نشوف حل غير كده .

فاصطنعت قمر الدموع وقالت بنحيب لتنفذ فكرتها الشيطانية: مفيش للاسف يأما خلاص كده يا كريم تنسانى وتشوف بنت الحلال اللى ترضاها أمك ليك .

ضم كريم حاجبيه وثار بقوله: يستحيل ده يحصل ولو عشت من غير جواز طول عمرى، ده غير اللى يفكر بس يلمس شعرة منك أنا هخلص عليه .

فضحكت قمر بمياعة د: يعيش ابو الكراريم سيد الرجالة كلها .

بس يا حبيبى لازم تستحمل موضوع الخطوبة ده عشان نعرف فى الأخر نكون لبعض ولا عايزنى أروح منك خالص .

 فنفى كريم: لا طبعا بس يعنى مفيش حل غيره .

 أكدت قمر: والله لو فيه مكنتش اتكلمت وجرحت إحساسك كده .

ـ  سامحنى يا كرملة وصدقنى أنا مش هديله فرصة أصلا يتكلم حتى ولو كلمة كده ولا كده .

فلم يجد كريم سوى الإنصياع لما قالته كعادته فى تنفيذ كل ما تمليه عليه فقال بنفاذ صبر: امرى لله ، ماشى .

........

أغلقت قمر الخط ثم ابتسمت بمكر وأدركت أنها منذ الآن ستفعل ما يحلو لها مع حتى تستنزف هذا العريس المنتظر لتحظى بحب قلبها فى النهاية ولا عزاء للضمير الذى مات فى قلبها .

أسرعت  قمر إلى خزينة ملابسها لتنقى أفضل ما لديها لترديه حتى تقع فى قلب هذا العريس من أول وهله وتكسب وده ليعطيها ما تريد وكيفما تشاء .

ثم جلست على كرسيها أمام المرآة تصفف شعرها الحريرى الذى  باللون الاحمر النارى .

مع لمساتها السحرية من أدوات التجميل لتصبح فى لحظات معدودة أيقونة من الجمال، قادرة أن تذهب بجمالها لب اى رجل عاقل، فيقع ساجدا فى محراب جمالها .

ثم خرجت تتغنج فى مشيتها أمام والدتها التى تفاجئت بها بكامل زينتها لتهتف: بسم الله ماشاءالله ربنا يحرصك من العين يا بنتى، بس ايه العقل ده !

خلاص كده نقول مبروك على العريس المتريش اللى كل بنات هتحسدك عليه وتنسى كريم خالص .

فضحكت قمر بخبث: اه طبعا هوافق عليه وده عريس يترفض برده .

 ابتسمت ليلى برضا: عليكى نور كده بقا عقلتى شوية .

ـ  روحى بقا ظبطى أوضة الصالون عقبال ما أحضر حاجة حلوة للضيوف .

فرفعت قمر انفها بعلو مردفة بنفور: لا أنضف ايه ..!!

ـ  أنا إتخلقت عشان أدلع وبس .

فامتلىء قلب والدتها بالغضب ثم قذفتها بوعاء كان فى يدها قائلة بحنق 

: والله شكله هيرجعك لينا من أول اسبوع عشان هيلاقيكِ معفنة وساعتها ابقى سلميلى على الدلع .


فلم يعير ذلك اهتمام قمر بل ضحكت لتثير غضب والدتها أكثر ثم ولجت إلى غرفتها وجلست تستمتع إلى الاغانى التى تحفظها على هاتفها وتتمايل راقصة معها .

وهكذا حتى حان موعد مجىء العريس وأهله .

والعريس  يدعى " سالم " فى منتصف العشرينات، حسن المظهر  وذو أخلاق طيبة يحبه أهل البلدة لبشاشة وجهه وعطفه على الصغير والكبير .


جلس سالم مع والدته صباح  ينتظر بشوق ولهفة تلك الجميلة ذات العيون الزرقاء التى سحرته من أول نظرة عندما رآها فى فرح أحد من أقاربه، فعزم أن يحصل عليها ولو طلبوا وزنها دهبا  .


رحبت بهم ليلى وبوالدته قائلة ببشاشة وجه: أهلا وسهلا ونورتونا والله، يا نسايب الهنا .


إبتسمت والدة سالم "صباح": بنورك يا ام قمر، امال هى فين عروستنا الحلوة ؟

 وقفت ليلى مرددة : هروح أجبها حالا ، أنتِ عارفة بس كسوف البنات فى يوم زى ده .

ثم حدثت نفسها: اه مكسوفة اوى، ده عينيها تدب فيها رصاصة .

والله صعبان عليه الجدع ده شكله طيب وهى مفترية، يلا نصيبه بقا .

ثم ذهبت مسرعة إلى غرفة ابنتها فوجدتها تتمايل أمام المرأة تغنى وترقص .

فنهرتها بعلو صوتها: أنتِ يا بت عمالة تتهزى وترقصى قدام المرايا والعريس بقاله ساعة على نار بره مستنى البرنسيسة لما تتنازل وتطلع عشان يشوفها .


فوضعت قمر يدها على خصرها وتمايلت للأمام قليلا قائلة شرزا:  فعلت هتنازل  وأروح أقابله .


ـ  مهو هياخد ست البنات وأجملهم والكل هيحسده عليه، مش أنا اللى هتحسد عليه .

فرفعت ليلى بصرها للسماء ودعت الله: يارب إهديها وتبطل غرور لأن الجمال مش كل حاجة .

ثم رمقتها بغيظ وقالت: طيب قدامى يا ست السفيرة عزيزة .

فخطت قمر خطواتها بكبر حتى وصلت إليهم ، ثم اخفضت بصرها  على خجل بإصطناع .

وعندما رآها سالم نبض قلبه واخذ يحدقها بإتساع عينيه طويلا وقمر تلاحظ ذاك وتبتسم وتتوعده حتى تنال منه ما تريد .


ابتسمت والدة صباح عندما رأتها وقالت بإنبها : بسم الله ماشاءالله،  ليك حق يا سالم يا ابنى، زى القمر فى ليلة تمامه.


ـ تعالى يا حبيبتي، إقعدى جمب عريسك، عشان تشوفيه كويس وتكلموا على راحتكم .


فجلست قمر بجانب سالم, لتبادر "صباح" بقولها مشيرة إلى ليلى: ما تيجى يا حبيبتي نكلم بره أنا وأنتِ وهما يقعدوا على راحتهم عشان يكلموا من غير كسوف والباب مفتوح طبعا .

ليلى بحرج: اه طبعا يا حبيبتي, حقهم .


وعندما وجد سالم  نفسه بمفرده أمام قمر ، حدقها مرة أخرى قائلا بانبهار :  أنتِ حلوة اوى يا قمر، وأنا اعجبت بيكِ من أول مرة شوفتك وقولت هى دى يا سالم  اللى تقدر تسعدك .

يعنى تقدرى تقولى كده حب من أول نظرة زى ما بيقولوا .


وياريت اسمع رئيك فيه من غير كسوف، عشان أطمن قلبى انك موافقة .

ولو وافقتى أوعدك إنى هخليكِ أسعد إنسانة فى الدنيا .

ومش هخليكِ محتاجة حاجة وكل طلباتك أوامر .


فنظرت إليه قمر بمكر وزينت ثغرها بإبتسامة صفراء كادت أن تطير بعقل سالم ثم حدثته بدلال: وهى الوحدة مننا عايزة ايه غير راجل يسعدها ويفرش لها الأرض ورد، وأنا صراحة شوفت ده فى عيونك وعشان كده انا موافقة .


فتنهد سالم بارتياح وابتسم بعد أن هدئت نبضات قلبه قليلا:

ـ  ياه دلوقتى قلبى هيعرف معنى الراحة ويطمن إنك جانبى وإننا لبعض طول العمر .


فابتسمت قمر وحدثت نفسها: طول العمر ده عند امك،  أنت مجرد كوبرى أوصل بيه لكريم مش اكتر .


لمعت عين  سالم من السعادة وحدثها بحب: يعنى دلوقتى باذن الله المرة الجاية اعجيب الحاج ونقرء الفاتحة ونجيب الدهب ونحدد معاد الخطوبة وبعدها الجواز باذن الله تلت شهو ، أنا جاهز .


وكمان  تلت شهور  شايفهم كتير  بس عشان أصفى شغلى اللى بره البلد، وهفتح ان شاء الله مشروع كبير فى البلد .

عشان أكون جمبك يا قمرى .

وبالفعل تمر الايام ويتم قراءة الفاتحة وتحديد موعد لشراء الدهب وفى محل الصاغة وقفت قمر تتطلع إلى جميع محتوياته بعين زائغة، لا تعلم أيها تطلب فالأهم أن يكون ثقيل الوزن حتى يقدر بمبلغ كبير ، تستفيد منه فيما بعد عند انتهاء الخطوبة .

فاخذت تنتقى كل ما هو غالى ونفيث، فضمت صباح حاجبيها بغيظ وغضب ثم أمسكت بذراع سالم  وهمست له: البت دى شكلها طماعة اوى يا سالم  وكده هتغرمك مبلغ اكتر من اللى اتفقنا عليه يا ابنى .

فخليك راجل كده ومتكسفش وقول أنا هجيب اللى اتفقنا عليه اللى هو مش قليل أصلا، ومفيش حد فى البلد يقدر يجيب زى ما اتفقنا .

لاحظت ليلى ما يدور بين محمد والغضب الذى يبدو على والدته فهمست لابنتها: بت يا قمر خفى شوية من اللى إخترتيه .

 ـ  ده كتير اوى صراحة وكده هتعجزى الراجل اللى شاريكِ وأمه شكلها زعلانة .

فخفى يا بتى، حرام كتير كده .

فرفعت قمر حاجبيها وقالت بثقة: اللى مش قد الكحل ميتكحلش ودول عاجبنى وداخلين دماغى، ولو مش هيقدر يجيب إحنا فيها ونفضها سيرة .

فصكت ليلة على أسنانها بغيظ مردفة: طول عمرك قادرة، ربنا يهديكى يا بنتى .

ثم أقتربت قمر  من سالم  كالحية وهمست  له بدلال: ايه يا سالم !!

ـ  مالك واقف بعيد عنى ليه، تعال جمبى وقولى رئيك فى اللى اخترته .

ثم تابعت بمكر: مش أنت قولتلى برده اختارى اى حاجة تعجبك .

 فارتبك سالم وحمحم بحرج أمامها وأجاب: ايوه طبعا, وأنا هجيبه  المهم عندى تكونى مبسوطة .

غضبت والدته ونظرت له بإحتقار وهمست : كده البت خدتك تحت باطها  يا ابن بطنى ومش هقدر تفتح بوقك معاها بعد كده .

استرها يارب من البت دى ، أنا كده قلبى اتوغوش على ابنى عشان طيب وغلبان .

وتم لها قمر ما أرادت وخرجت من عند الصائغ تزيين ثغرها بإبتسامة جميلة كادت أن تجعل سالم صريعا أمام جمالها الذى فتنه وجعله دمية فى يدها تحركه كيف تشاء .

ثم دعتهم ليلى بعد شراء الشبكة إلى بيتها من أجل تناول وجبة الغداء .

ولكن صباح من شدة الغضب رفضت وقالت معتذرة: لا معلش خليها مرة تانية، عشان حاسه انى بعافية وعايزة أروح أرتاح على فرشتى .

فأجابت ليلى بحزن عليها: الف سلامة عليكِ يا ست ام سالم .

أما قمر فنظرت إليها بإنتصار لإنها تعلم أنها تفتعل المرض بسبب الشبكة التى اختارتها رغما عنها .

 ثم إلتفتت إلى سالم وحدثته بدلال: طيب انت يا سالم مش هتيجى عشان تاكل المحشى والبط اللى عملهولك بنفسى .

فبحلقت لها ليلى وكادت أن تفترسها بنظراتها لإنها لا تبرح غرفتها ولا تساعدها فى شىء .

فأجاب سالم مطالعا لها بعشق: هو أنا أقدر مكلش من ايديكِ الحلوة اللى تتلف فى حرير دى .

وكمان عشان عايز أحدد مع عمى الخطوبة واسئلك تحبى تكون فين .

بس استأذنك هوصل امى وارجعلك يا قمرى .


 وبالفعل تم الإتفاق  بين سالم  ووالد قمر على معاد الخطبة وقد اشترطت قمر أن تكون فى  أكبر قاعة فى المحافظة نفسها وليس فى البلدة  .

ورغم اعتراض والدها على ذلك ولكن سالم نزل على رأيها ووافق على عمل الخطوبة فى ارقى القاعات فى المحافظة وسيتحمل هو نفقات نقل الحضور فى اتوبيسات خاصة .


وفى المساء  عندما عاد إلى منزله وأخبر والدته بالإتفاق .

إشتعلت النيران فى جوفها ووقفت له بالمرصاد وهدرت فى وجهه بغضب ...

الحلقة 2 

.

.

سكربت / اعدام قمر 

بقلم/ شيماء سعيد ( ام فاطمة ) 

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️💙 

سكربت 2 

.

.

قمر ، قمر 

أنتِ يا مقصوفة الرقبة .

نفخت قمر بضيق عند سماع صوت والدتها وأسرعت إليها تجبيها بحنق:  نعم يا ماما .

 طالعها ليلى بسخط مردفة بسخرية:  أول ما أفتكرتى يا ست هانم !

بقالى ساعة بنادى عليكِ يا بت وأنتِ مصدرة الطرشة .

حركت قمر شفتيها بإستياء مرددة : معلش كانت ايدى مشغولة .

فصاحت ليلى بغضب: لا يا اختى انتِ هتقوليلى، يعنى كنتِ بتعملى ايه ؟

ـ بتنضفى اوضتك اللى عاملة زى الزريبة ولا كنتِ بتغسليلى المواعين .

ـ هو انتِ فالحة غير بس فى الوقفة قدام المرايا وتسبسبى فى شعرك وفرحانة بجمالك .

ـ  ولا الزفت المحمول اللى مش بتسبيه من ايدك وتحضنيه كمان وأنتِ نايمة .

ـ ربنا يصبرنى عليكى يا بت بطنى وتجوزى بقا وتغورى من وشى .

 فزفرت قمر بضيق وملل ووضعت إحدى يديها على خصرها وتمايلت قائلة بحنق: خلصتى مرشح كل يوم ولا لسه ؟

عشان عايزة أدخل أريح دماغى من كلامك اللى يسد النفس ده  بتاع كل يوم، هو أنتِ مبتزهقيش ..!!

فغضبت ليلى من بذائة ردها وخلعت من قدميها  الخُف وقذفتها به .

 فأصابها فى وجهها فتألمت و صرخت  بإنفعال: والله لولا أنك امى كان هيبقى ليه تصرف تانى معاكِ عشان أنتِ شكلك كبرتى وخرفتى على عمايلك السودة دى معايا .

نزلت كلمات قمر اللاذعة على صدر والدتها كالرصاص فقالت بقهر: يتردلك فى عيالك يا بت بطنى، بس الغلط مش عليكِ  الغلط على ابوكِ اللى دلعك دلع ماسخ عشان حلوة حبتين  لغاية ما فسدتى وبقيتى بتردى على أمك يا قليلة الأدب .

نفخت قمر بضيق قائلة:  وبعدين بقا انا زهقت من العيشة دى وعايزة أخرج من البيت ده فى أقرب وقت.

فاجابتها ليلى: هتخرجى يا اختى عشان ابوكِ قال فيه عريس ابن ناس ومقتدر جى النهاردة وعشان كده كنت بنادى عليكِ يا موكوسة عشان تحضرى نفسك .

 تيبست قدمى قمر ولمعت الدموع فى عينيها وقالت بحزن: ـ عريس تانى أنا مش هخلص كل يوم وتانى جيبلى عريس وإنتِ عارفة إنى عايزة كريم ابن خالتى فتحية ومش هجوز غيره .

فوقفت ليلى وطالعتها بمكر مردفة: كريم !

ده عشم ابليس فى الجنة يا بت .

سيبى الواد فى حاله ، ده طيب ومش قدك وخالتك أصلا مش بتطيقك عشان عارفة شوكتك حامية وعايزة تاخدى الواد تحت باطك .

فصاحت قمر بنزق: مهو لازم مطقنيش عشان بتغير منى، عشان بيحبنى وبيسمع كلامى .


حركت ليلى شفتيها باستياء قائلة بسخرية: وهيعملك ايه الحب !!

ـ  هيأكلك الاكل اللى بتطلبيه كل يوم،  ولا يجبلك أبصر إيه اللى بتحطيه فى شعرك ولا خلقتك ولا كل يوم والتانى هات يا بابا أجيب طقم جديد .

ولا الفلوس اللى بتصرفيها على خروجاتك مع صحابك ..

هيجبلك منين ده كله ولا هيضربلك الأرض تطلع بطيخ .

فعشان كده يا بت أنتِ عايزة واحد مقتدر، يجبلك كل اللى تطلبيه .

وأبوكِ موافق عليه وعطاه وعد خلاص وهيقرا فتحتك النهاردة .

فخشى يلا استعدى .

تجهم وجه قمر وصاحت بغضب: يعنى ايه ؟

ـ  هتجوزونى غصب عنى ؟ 

ـ ده لا يمكن يحصل أبدا .

 فوضحت لها  ليلى السبب كى تهدىء من روعها قليلا: اه .

ـ عشان محدش عارف مصلحتك غيرنا، ولا انجرى من قدامى نضفى أوضة الصالون وعطريها عشان الضيوف .


عقدت قمر حجابيها وقالت بنزق: مش هعمل حاجة، اعمليها أنتِ لو عايزة وسبينى فى حالى الله يكرمك.


ثم سارت إلى غرفتها  بخطوات سريعة والحزن يمزق قلبها وأغلقت الباب من ورائها بقوة، فانتفضت ليلى على أثره .

فصاحت:  ينيلك بت مش عارفة جايبة البجاحة دى منين !


يارب يطلع العريس ده شخصية كده وراجل عشان يعرف يجيب مناخرها  اللى حطاها فى السما دى الأرض .

......

حينما ولجت قمر إلى غرفتها التقطت هاتفها واتصلت سريعا  على كريم وعندما استجاب لها بكت قائلة: عريس تانى يا كريم إلحقنى .

والمرة دى غير كل مرة  أهلى مصممين عليه ومش عارفه اعمل ايه ؟

فأخرج كريم تنهيدة حارة وقال بضيق : يعنى ايه الكلام الفارغ ده ،يستحيل تكونى لغيرى يا قمر .

ـ انا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك .


تنهدت قمر تنهيدة محملة بالهموم وقالت بعشق: يعنى أنا اللى أقدر، مكنتش أكلمك من أساسه يا ابن خالتى بس اعمل إيه فى المصيبة دى !

ـ  وكل ده عشان غنى ومعاه قرشين زغللوا عيون أبويا وأمى وقالوا ده هو اللى هيعرف يعيشك زى ما أنتِ عايزة .

فحدثها كريم بقهر : ايوه وأنا على باب الله الكريم ومش مش عارف أثبت فى شغلانة .

 فعاتبته قمر بضيق: هو أنا بقولك كده عشان تتحسر على نفسك، أنا بقولك عشان نشوف حل للموضوع ده .


حرك كريم رأسه قائلا بتصميم: الحل إنى أجيب أبويا وأمى دلوقتى قبل ما التانى يجى ونتقدملك .

 إمتعضت قمر واجابته بسخط: وتفتكر هيوفقوا ولا حتى أمك اللى هى خالتى هتوافق، دى مش بطقنى معرفش ليه .


 حاول كريم إرضائها بقوله: متزعليش من أمى هى عشان بس بتغير عليه منك، عشان عارفة إنى مين فى دباديبك وبكسر كلامها عشانك .

فصحكت قمر بتلذذ من كلماته التى ترضى غرورها: تسلملى يا سيد الرجالة .

ثم طرء على رأسها فكرة شيطانية كنفسها الآمارة بالسوء 

ـ طيب أنا عندى فكرة ممكن تصيب، هتخلينا  نلعب فى الوقت الضايع 

 ضيق كريم حاجبيه متسائلا بفضول: فكرة ايه ؟

قمر بمكر: يعنى ماشى الكلام أتخطب لأبو قردان ده كام شهر .

 وأحاول بقدر الإمكان أقلبه فلوس وهدايا، لغاية ما تكون أنت استقريت فى شغلانة وتكون عملت قرشين وعليهم فلوس ابو قردان ده عشان تزغلل عيون أبويا وامى .


وساعتها انكد كل شوية عليه وأتخانق على حجات تافهة يقوم هو بنفسه يقول مش عايزها متنفعنيش .

ويفسخ الخطوبة وأنت ساعتها تتقدم وأنت رافع راسك .


فدبت الغيرة فى قلب كريم وانكمشت ملامح وجهه وقال بحنق: أنتِ إتجننتى!!

هقدر أستحمل إزاى أشوفك جنبه ولا يلمس ايديك ولا يقولك كلام حب زى اللى بنقوله .

لا مقدرش يا قمر وحاسس لو وفقتك هصغر فى عيون نفسى اوى، وأحس انى مش راجل .

فتدللت عليه قمر لإرضاخه لها: قد كده بتغير عليه يا كرملة ، حبيبى والله .

 ابتسم كريم لتدليله وأكد لها: طبعا يا عيونى، ده قلبى قمرى والحاجة الحلوة اللى فى حياتى اللى عايش عشانها .

و عشان كده لازم نشوف حل غير كده .

فاصطنعت قمر الدموع وقالت بنحيب لتنفذ فكرتها الشيطانية: مفيش للاسف يأما خلاص كده يا كريم تنسانى وتشوف بنت الحلال اللى ترضاها أمك ليك .

ضم كريم حاجبيه وثار بقوله: يستحيل ده يحصل ولو عشت من غير جواز طول عمرى، ده غير اللى يفكر بس يلمس شعرة منك أنا هخلص عليه .

فضحكت قمر بمياعة د: يعيش ابو الكراريم سيد الرجالة كلها .

بس يا حبيبى لازم تستحمل موضوع الخطوبة ده عشان نعرف فى الأخر نكون لبعض ولا عايزنى أروح منك خالص .

 فنفى كريم: لا طبعا بس يعنى مفيش حل غيره .

 أكدت قمر: والله لو فيه مكنتش اتكلمت وجرحت إحساسك كده .

ـ  سامحنى يا كرملة وصدقنى أنا مش هديله فرصة أصلا يتكلم حتى ولو كلمة كده ولا كده .

فلم يجد كريم سوى الإنصياع لما قالته كعادته فى تنفيذ كل ما تمليه عليه فقال بنفاذ صبر: امرى لله ، ماشى .

........

أغلقت قمر الخط ثم ابتسمت بمكر وأدركت أنها منذ الآن ستفعل ما يحلو لها مع حتى تستنزف هذا العريس المنتظر لتحظى بحب قلبها فى النهاية ولا عزاء للضمير الذى مات فى قلبها .

أسرعت  قمر إلى خزينة ملابسها لتنقى أفضل ما لديها لترديه حتى تقع فى قلب هذا العريس من أول وهله وتكسب وده ليعطيها ما تريد وكيفما تشاء .

ثم جلست على كرسيها أمام المرآة تصفف شعرها الحريرى الذى  باللون الاحمر النارى .

مع لمساتها السحرية من أدوات التجميل لتصبح فى لحظات معدودة أيقونة من الجمال، قادرة أن تذهب بجمالها لب اى رجل عاقل، فيقع ساجدا فى محراب جمالها .

ثم خرجت تتغنج فى مشيتها أمام والدتها التى تفاجئت بها بكامل زينتها لتهتف: بسم الله ماشاءالله ربنا يحرصك من العين يا بنتى، بس ايه العقل ده !

خلاص كده نقول مبروك على العريس المتريش اللى كل بنات هتحسدك عليه وتنسى كريم خالص .

فضحكت قمر بخبث: اه طبعا هوافق عليه وده عريس يترفض برده .

 ابتسمت ليلى برضا: عليكى نور كده بقا عقلتى شوية .

ـ  روحى بقا ظبطى أوضة الصالون عقبال ما أحضر حاجة حلوة للضيوف .

فرفعت قمر انفها بعلو مردفة بنفور: لا أنضف ايه ..!!

ـ  أنا إتخلقت عشان أدلع وبس .

فامتلىء قلب والدتها بالغضب ثم قذفتها بوعاء كان فى يدها قائلة بحنق 

: والله شكله هيرجعك لينا من أول اسبوع عشان هيلاقيكِ معفنة وساعتها ابقى سلميلى على الدلع .


فلم يعير ذلك اهتمام قمر بل ضحكت لتثير غضب والدتها أكثر ثم ولجت إلى غرفتها وجلست تستمتع إلى الاغانى التى تحفظها على هاتفها وتتمايل راقصة معها .

وهكذا حتى حان موعد مجىء العريس وأهله .

والعريس  يدعى " سالم " فى منتصف العشرينات، حسن المظهر  وذو أخلاق طيبة يحبه أهل البلدة لبشاشة وجهه وعطفه على الصغير والكبير .


جلس سالم مع والدته صباح  ينتظر بشوق ولهفة تلك الجميلة ذات العيون الزرقاء التى سحرته من أول نظرة عندما رآها فى فرح أحد من أقاربه، فعزم أن يحصل عليها ولو طلبوا وزنها دهبا  .


رحبت بهم ليلى وبوالدته قائلة ببشاشة وجه: أهلا وسهلا ونورتونا والله، يا نسايب الهنا .


إبتسمت والدة سالم "صباح": بنورك يا ام قمر، امال هى فين عروستنا الحلوة ؟

 وقفت ليلى مرددة : هروح أجبها حالا ، أنتِ عارفة بس كسوف البنات فى يوم زى ده .

ثم حدثت نفسها: اه مكسوفة اوى، ده عينيها تدب فيها رصاصة .

والله صعبان عليه الجدع ده شكله طيب وهى مفترية، يلا نصيبه بقا .

ثم ذهبت مسرعة إلى غرفة ابنتها فوجدتها تتمايل أمام المرأة تغنى وترقص .

فنهرتها بعلو صوتها: أنتِ يا بت عمالة تتهزى وترقصى قدام المرايا والعريس بقاله ساعة على نار بره مستنى البرنسيسة لما تتنازل وتطلع عشان يشوفها .


فوضعت قمر يدها على خصرها وتمايلت للأمام قليلا قائلة شرزا:  فعلت هتنازل  وأروح أقابله .


ـ  مهو هياخد ست البنات وأجملهم والكل هيحسده عليه، مش أنا اللى هتحسد عليه .

فرفعت ليلى بصرها للسماء ودعت الله: يارب إهديها وتبطل غرور لأن الجمال مش كل حاجة .

ثم رمقتها بغيظ وقالت: طيب قدامى يا ست السفيرة عزيزة .

فخطت قمر خطواتها بكبر حتى وصلت إليهم ، ثم اخفضت بصرها  على خجل بإصطناع .

وعندما رآها سالم نبض قلبه واخذ يحدقها بإتساع عينيه طويلا وقمر تلاحظ ذاك وتبتسم وتتوعده حتى تنال منه ما تريد .


ابتسمت والدة صباح عندما رأتها وقالت بإنبها : بسم الله ماشاءالله،  ليك حق يا سالم يا ابنى، زى القمر فى ليلة تمامه.


ـ تعالى يا حبيبتي، إقعدى جمب عريسك، عشان تشوفيه كويس وتكلموا على راحتكم .


فجلست قمر بجانب سالم, لتبادر "صباح" بقولها مشيرة إلى ليلى: ما تيجى يا حبيبتي نكلم بره أنا وأنتِ وهما يقعدوا على راحتهم عشان يكلموا من غير كسوف والباب مفتوح طبعا .

ليلى بحرج: اه طبعا يا حبيبتي, حقهم .


وعندما وجد سالم  نفسه بمفرده أمام قمر ، حدقها مرة أخرى قائلا بانبهار :  أنتِ حلوة اوى يا قمر، وأنا اعجبت بيكِ من أول مرة شوفتك وقولت هى دى يا سالم  اللى تقدر تسعدك .

يعنى تقدرى تقولى كده حب من أول نظرة زى ما بيقولوا .


وياريت اسمع رئيك فيه من غير كسوف، عشان أطمن قلبى انك موافقة .

ولو وافقتى أوعدك إنى هخليكِ أسعد إنسانة فى الدنيا .

ومش هخليكِ محتاجة حاجة وكل طلباتك أوامر .


فنظرت إليه قمر بمكر وزينت ثغرها بإبتسامة صفراء كادت أن تطير بعقل سالم ثم حدثته بدلال: وهى الوحدة مننا عايزة ايه غير راجل يسعدها ويفرش لها الأرض ورد، وأنا صراحة شوفت ده فى عيونك وعشان كده انا موافقة .


فتنهد سالم بارتياح وابتسم بعد أن هدئت نبضات قلبه قليلا:

ـ  ياه دلوقتى قلبى هيعرف معنى الراحة ويطمن إنك جانبى وإننا لبعض طول العمر .


فابتسمت قمر وحدثت نفسها: طول العمر ده عند امك،  أنت مجرد كوبرى أوصل بيه لكريم مش اكتر .


لمعت عين  سالم من السعادة وحدثها بحب: يعنى دلوقتى باذن الله المرة الجاية اعجيب الحاج ونقرء الفاتحة ونجيب الدهب ونحدد معاد الخطوبة وبعدها الجواز باذن الله تلت شهو ، أنا جاهز .


وكمان  تلت شهور  شايفهم كتير  بس عشان أصفى شغلى اللى بره البلد، وهفتح ان شاء الله مشروع كبير فى البلد .

عشان أكون جمبك يا قمرى .

وبالفعل تمر الايام ويتم قراءة الفاتحة وتحديد موعد لشراء الدهب وفى محل الصاغة وقفت قمر تتطلع إلى جميع محتوياته بعين زائغة، لا تعلم أيها تطلب فالأهم أن يكون ثقيل الوزن حتى يقدر بمبلغ كبير ، تستفيد منه فيما بعد عند انتهاء الخطوبة .

فاخذت تنتقى كل ما هو غالى ونفيث، فضمت صباح حاجبيها بغيظ وغضب ثم أمسكت بذراع سالم  وهمست له: البت دى شكلها طماعة اوى يا سالم  وكده هتغرمك مبلغ اكتر من اللى اتفقنا عليه يا ابنى .

فخليك راجل كده ومتكسفش وقول أنا هجيب اللى اتفقنا عليه اللى هو مش قليل أصلا، ومفيش حد فى البلد يقدر يجيب زى ما اتفقنا .

لاحظت ليلى ما يدور بين محمد والغضب الذى يبدو على والدته فهمست لابنتها: بت يا قمر خفى شوية من اللى إخترتيه .

 ـ  ده كتير اوى صراحة وكده هتعجزى الراجل اللى شاريكِ وأمه شكلها زعلانة .

فخفى يا بتى، حرام كتير كده .

فرفعت قمر حاجبيها وقالت بثقة: اللى مش قد الكحل ميتكحلش ودول عاجبنى وداخلين دماغى، ولو مش هيقدر يجيب إحنا فيها ونفضها سيرة .

فصكت ليلة على أسنانها بغيظ مردفة: طول عمرك قادرة، ربنا يهديكى يا بنتى .

ثم أقتربت قمر  من سالم  كالحية وهمست  له بدلال: ايه يا سالم !!

ـ  مالك واقف بعيد عنى ليه، تعال جمبى وقولى رئيك فى اللى اخترته .

ثم تابعت بمكر: مش أنت قولتلى برده اختارى اى حاجة تعجبك .

 فارتبك سالم وحمحم بحرج أمامها وأجاب: ايوه طبعا, وأنا هجيبه  المهم عندى تكونى مبسوطة .

غضبت والدته ونظرت له بإحتقار وهمست : كده البت خدتك تحت باطها  يا ابن بطنى ومش هقدر تفتح بوقك معاها بعد كده .

استرها يارب من البت دى ، أنا كده قلبى اتوغوش على ابنى عشان طيب وغلبان .

وتم لها قمر ما أرادت وخرجت من عند الصائغ تزيين ثغرها بإبتسامة جميلة كادت أن تجعل سالم صريعا أمام جمالها الذى فتنه وجعله دمية فى يدها تحركه كيف تشاء .

ثم دعتهم ليلى بعد شراء الشبكة إلى بيتها من أجل تناول وجبة الغداء .

ولكن صباح من شدة الغضب رفضت وقالت معتذرة: لا معلش خليها مرة تانية، عشان حاسه انى بعافية وعايزة أروح أرتاح على فرشتى .

فأجابت ليلى بحزن عليها: الف سلامة عليكِ يا ست ام سالم .

أما قمر فنظرت إليها بإنتصار لإنها تعلم أنها تفتعل المرض بسبب الشبكة التى اختارتها رغما عنها .

 ثم إلتفتت إلى سالم وحدثته بدلال: طيب انت يا سالم مش هتيجى عشان تاكل المحشى والبط اللى عملهولك بنفسى .

فبحلقت لها ليلى وكادت أن تفترسها بنظراتها لإنها لا تبرح غرفتها ولا تساعدها فى شىء .

فأجاب سالم مطالعا لها بعشق: هو أنا أقدر مكلش من ايديكِ الحلوة اللى تتلف فى حرير دى .

وكمان عشان عايز أحدد مع عمى الخطوبة واسئلك تحبى تكون فين .

بس استأذنك هوصل امى وارجعلك يا قمرى .


 وبالفعل تم الإتفاق  بين سالم  ووالد قمر على معاد الخطبة وقد اشترطت قمر أن تكون فى  أكبر قاعة فى المحافظة نفسها وليس فى البلدة  .

ورغم اعتراض والدها على ذلك ولكن سالم نزل على رأيها ووافق على عمل الخطوبة فى ارقى القاعات فى المحافظة وسيتحمل هو نفقات نقل الحضور فى اتوبيسات خاصة .


وفى المساء  عندما عاد إلى منزله وأخبر والدته بالإتفاق .

إشتعلت النيران فى جوفها ووقفت له بالمرصاد وهدرت فى وجهه بغضب ....

يتبع فى الجزء الثاني بإذن الله.

هيكون يوم الجمعة فى نفس المعاد الساعة تسعة .

يارب يكون الجزء الأول عجبكم والاقى تفاعل كبير لأنها اهى قدمكم من غير موقع يعنى مفيش حجة لعدم التفاعل .

وياريت رئيكم فى شخصية قمر وسالم ؟

وايه هى العبرة اللى هناخدها من القصة دى لأنها حدثت بالفعل ؟؟

الحلقة 3 - الاخيرة 

.

.

 رواية / إعدام قمر 

بقلم/ شيماء سعيد ( ام فاطمة ) 

علقوا عنا ب 10 ملصقات 

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️💙 

الحلقة الاخيرة 

.

.

لا ينفع الندم بعد فوات الآوان لذا كن حكيما منذ البداية ولا تُحِكم قلبك الذى طالما خذلك، بل أحكم بعقلك لإنه الأصوب حتى لو كان قاسيا يخالف حكم قلبك .

........

أصاب الندم قلب كريم بعد قتـ.له سالم بوحشية دون ذنب سوى إنه أحب، فبكى بحسرة قائلا بنحيب: أنا مش مصدق نفسى إنى عملت كده يا قمر، إزاى أقتـ.ل إنسان ملوش ذنب غير  إنه حبك وأنتِ رضيتى بيه .


كان من الأول رفضتى وأنا حولت أتقدم مرة واتنين وتلاتة كان هيكون أحسن من المصيبة اللى عملتها بإيديه دى .


فشعرت قمر بالحنق بسبب ضعف كريم وبكاؤه كالأطفال فصاحت بغضب مصحوب بحدة: كريم إحنا هنعيد الموضوع من الأول ونقول مكنش ينفع وكنت هتجوزه غصب .


ـ كنت هترضى يا كريم أكون لغيرك !.. ومش كنت بتقول هقـ.تله لو أخدك منى وأهو أديك طلعت راجل وعملتها بتعيط ليه دلوقتى زى العيال ..!؟


- ففوق لنفسك يا كريم وأثبت وأوعى حد يحس بضعفك ده، عشان مضيعناش بعد ما خلاص هانت ونتجوز .


لم تحرك كلمات قمر ساكنا فى قلب كريم بل زادته نقمة على ما فعله، فزاد هذا من شعور الإختناق إليه فحاول إلتقاط أنفاسه بصعوبة قائلا:  هحاول يا قمر،  هحاول..

- وإقفلى دلوقتى عشان عايز أنام يمكن أرتاح شوية وانسى اللى حصل .

فابتسمت قمر وحاولت التخفيف عنه: ماشى يا حبيبى بس هتوحشنى اوى، وياريت لما تصحى تكلمنى عشان أطمن عليك .

كريم: حاضر يا قمر، سلام .


ثم أغلق الخط معها وألقى بنفسه على التخت إستعدادا للنوم  ولكن تفاجىء بوالدته قد ولجت إليه وعلى وجهها معالم القلق قائلة: مالك يا كريم .


ـ من ساعة ما دخلت وأنا حساك مش على بعضك، فيك إيه يا ابنى طمنى عليك .


ولا لسه تكون بتفكر فى الشملولة بنت اختى،  اوعى يا كريم دى خلاص هتكون على ذمة راجل تانى .


وصراحة صعبان عليه عريسها عشان هيدبس فيها، عشان أنا أكتر واحدة عارفة طبعها كويس اوى، رغم حلاوة شكلها بس متتعاشرش وأمها ذات نفسها مش طيقاها ونفسها تخلص منها وتجوزها النهاردة قبل بكرة .


 ألمت كلمات والدة كريم نفسه المعذبة، فصرخ:  كفاية بقا يا ماما حرام عليكِ، كنتِ وافقتى اتجوزها من الأول وساعتها لو طلعت مش كويسة كنت سبتها لكن دلوقتى خلاص الندم مش هيرجع اللى راح .


 والله حرام عليكم بجد،  ياريت كل أب وأم ميدخلوش فى اختيار أولادهم حتى لو كانوا هما صح ، خليهم يعيشوا التجربة بنفسهم ويتحملوا هما اختياراتهم بدل ما تحصل مصيبة يندم عليها الكل .


تعجبت والدته من صراخه وهيئتة المزرية تلك وشعره الأشعث وتقسيمات وجهه الحزينة فشعرت بألم فى قلبها واقتربت منه وربتت على كتفه بحنو: للدرجاتى زعلان عليها يا ابنى .


معلش متزعلش أنا كان قصدى مصلحتك وبكرة تاخد اللى تنسيك قمر باذن الله .


فابعد كريم يد والدته وجاهد فى إخراج صوته بغصة مريرة : أنا مش زعلان على قمر يا ماما ، أنا زعلان على نفسى دلوقتى .


فمعلش سبينى عشان أنا تعبان شوية ومحتاج أرتاح .


فاستجابت له والدته وخرجت من أجل راحته وهى تتمتم بالدعاء له:  ربنا يريح قلبك يا ابن بطنى .

ثم خلد كريم للنوم .

....

مضى عدة ساعات طويلة منذ أن خرج سالم فى مبكرا ولم يعد حتى الآن، فشعرت صباح بالقلق عليه وصاحب ذلك ارتجاف قلبها حتى إنها وضعت يدها على قلبها فى محاولة منها لتهدئته، ثم حاولت الاتصال به عدة مرات ولكن فى كل مرة كان يعطيها مغلق .


فاضطربت ودخل فى قلبها الشك وزفرت بحرارة: أنا قلبى مش مطمن، يا ترى أنت فين يا سالم وايه أخرك كده ؟

هات العواقب سليمة يارب .


ثم رن هاتفها فدق قلبها ظنا إنه سالم ففتحت سريعاوقالت بلهفة : سالم .


فحركت قمر شفتيها بتهكم ثم أجابت: ده أنا قمر يا ماما .


فسئلتها صباح باضطراب واضحا على صوتها: هو سالم عندك يا قمر، طمنينى يا بنتى عشان قلبى مشغول عليه .


فاصطنعت قمر القلق وقالت بتوتر: ده أنا اللى بتصل بيكِ عشان أطمن عليه .

ـ لأنه مكلمنيش لغاية دلوقتى وانشغلت عليه وقولت يمكن رجع ونام من التعب .


فدخل فى قلب صباح الخوف فقالت: لا مجاش يا قمر لسه، استرها يارب .

ثم عاتبتها بصوت حاد:

 راح بسببك المشوار اللى كنت خايفة منه، مع انى قولتله بلاش لكن حكم رأيه.

فهاجمتها قمر بقولها اللاذع:  والله محدش قاله يروح هو اللى كان عايز، فأنا مليش فيه يا حماتى .


فردت صباح بتهديد:

ـ بقولك ايه يا بت ليلى ابنى لو مرجعش هيكون قصادها روح أكبر كبير فيكم يا عيلة واطية .


فلم يهتز لـ قمر شعرة بل اصطنعت الأدب والأحترام قائلة بقلب جاحد: أنا مش هرد عليكِ يا حماتى، عشان أنتِ فى مقام أمى لكن لما يرجع سالم  بالسلامة هيكون ليه كلام تانى معاه لأن عيب تكلمينى بالأسلوب ده .


ـ وانا مضربتهوش على ايده وقولتله روح، هو من نفسه عشان مستعجل،  فلما يرجع ابقا عاتبيه .

يلا مع السلامة ثم أغلقت الخط .


فتلون وجه صباح من الغيظ المصحوب بالقلق على ابنها الوحيد سالم 

"ماشى يا قمر, يرجع بس ابنى بالسلامة وهشوف أنا ولا أنتِ.

يارب رجعهولى بالسلامة" 


وعندما أغلقت الخط قمر شعرت بتدفق الدم فى أوردتها حتى انتهت برأسها، فوضعت يدها على رأسها وتألمت اه ثم اردفت بغل:  منك لله ست مفترية، لسانها متبرى منها .


جبتلى كلو فى دماغى، انا عارفة إنها مش طيقانى من ساعة ما اخدت ابنها وهى غيرانة منى، بس اهو خلاص خالتى وخالتك واتفرقت الخلالات وفى ستين داهية، عيلة تجيب المرض .

.......

أما كريم  فحاول النوم ولكنه أخذ يتقلب فى مخدعه ولم يستطع النوم وكلما حاول أن يغمض عينيه ، رأى سالم أمامه يحدثه:  ليه عملت كده، أنا عملت فيك إيه .

ليه استخسرتوا فيه الفرحة، كان ايه ذنبى غير انى حبيت .

ضيعتوا شبابى وقهرتم أمى اللى ملهاش غيرى .

وظنيتوا انكم من بعدى هتلاقوا الفرحة .

بس اللى متعرفهوش انى هوقف قصادكم ومش هترتاحوا أبدا بعد النهاردة .


فصرخ كريم مفزوعا واعتدال سريعا من نومته وجلس يمسح وجهه بيديه قائلا بندم: يا ويلى منك يا سالم  يا ويلى .


ثم وجد قمر تتصل عليه فتبدلت ملامحه للغضب بعد أن كان مجرد اسمها على شاشة هاتفه يشعره بالفرحة .


ولكن تلك المرة وكأنه فقد إحساسه ولم يراها سوى وحش مفترس، لذا أمسك هاتفه وأغلقه بغضب،  وكأنه لا يريد أن يسمع صوتها بعد أن كان دائم الاتصال بها ويتحدث معها بالساعات دون ملل.


وعندما حاولت قمر الاتصال به  مجددا ووجدت هاتفه مغلق ، فغضبت والقت هاتفها بعصبية قائلة بنزق:  كده يا كريم بتقفل تليفونك عشان متسمعش صوتى ، صوتى أنا يا كريم اللى مكنتش تعرف تنام غير عليه !


وكل ده عشان ايه!!

ده كلب وراح، صعبان عليك اوى للدرجاتى


 أنت كده مش هتجبها لبر وممكن نكشف .


بس أنا برده هصبر عليك عشان بس الموضوع لسه سخن وفى أوله لكن لو فضلت على كده ودينى لتغدا بيك قبل ما تتعشا بيه وأخليك تحصل المرحوم .


اه ما هو مش قمر اللى تعمل معاها كده .

.....

ليمضى اليوم ولم يغمض لصباح والدة سالم جفن ولم تكف عينيها عن البكاء ولسانها عن التضرع لله رغم محاولة زوجها تهدئتها قليلا رغم النار التى تأكله من الداخل خوفا على ابنه الوحيد .

ولكن قضى الله أمرا كان مفعولا وقد قتل سالم  شهيد الغدر الذى قدم روحه فداء لقمر التى هى فى ثوب شيطانة قد اغراها جمالها الذى سيأكله الدود فى قبرها ولن يشفع لها يوم القيامة .


فى اليوم التالى لم يستطع والده الصبر أكثر من ذلك لذا أسرع  إلى قسم الشرطة للبلاغ عن تغيب ابنه سالم .


فسئله الضابط مستفسرا عن سبب الغياب:  هل فيه أعداء لسالم  ممكن يكون حد فيهم  سبب فى اختفائه .

وكمان لما خرج امبارح كان رايح فين ؟


فنفى والد سالم ذلك قائلا والدموع فى عينيه:  أعداء ايه يا باشا !!


ـ ده طب  الأرض كان بيحب ابنى سالم .

ـ ده كان عريس يا باشا كانت قرب يدخل وكان نازل مصر بعربيته يشترى حجات لزوم الجهاز .


ثم لم يستطع التحمل وانهمرت دموعه كالسيل قائلا بنحيب : ـ رجعولى ابنى يا باشا، رجعولى نور عينيه،  ده أنا كنت بشوف بيه وعايش عشان أفرح بيه .


وأمه هتموت من الحزن عليه يا باشا .


فأشفق عليه الضابط وقام و ربت على كتفه بحنو قائلا: ان شاء الله هنبذل كل جهدنا وهنبحث عنه فى كل مكان وهنبعت نشرة فى كل الاقسام المحيطة بموصفاته وفى القاهرة وكمان هنسئل إدارة المرور  وباذن الله فى أقرب وقت هتعرف مكانه بس ادعى فعلا يكون سليم ميكونش حصله حادث .


ثم أكمل الضابط بهمس أو يكون مات أو إتقتل على يد ناس مفيش فى قلبها رحمة .


فغادر والده مهموما يدعوا الله أن يكون يعود سليم معافى .

....

ولجت والدة قمر "ليلى" عليها كالإعصار وقالت بغضب كامح: أنتِ يا بت قاعدة ولا على بالك وكمان بتسمعى أغانى وخطيبك مختفى وميعرفوش ليه طريق جرة .


ده بدل ما تبكى عليه،  أنتِ إيه معندكيش دم ولا إحساس للدرجاتى .


رفعت أنفها قمر وكأن الأمر لا يعنيها قائلة بتأفف: عايزانى أعمل إيه يعنى أبكى وبالمرة أطلع أدور عليه .

ما يروح مطرح ما يروح وأنا مالى .


قالت قمر كلمتها تلك ولكنها تراجعت حتى لا تشك بها والدتها فعدلت من قولها: القصد يعنى بكرة يظهر،  هيروح فين يعنى .


ليلى بحزن: مش عارفه، أنا هتجنن والله ربنا يستر يكون جراله حاجة فى السكة، ده أمه يا حبة عينى ممكن تروح فيها .

فصمتت قمر ولم تتحدث .


فاكملت والدتها : بقولك يا قمر، قومى إلبسى ومتحطيش اى حاجة فى وشك وتعالى نروح للست ام سالم نواسيها ونصبرها، ده الواجب يا بنتى .

وندعى ربنا يرجعولها بالسلامة .


فوقفت قمر وقالت بخبث: وماله، أنا كمان بحب الواجب .


وهذا حتى  لا تثير نحوها  الشكوك،  لذا عليها أن تظهر الحزن على وجهها بقدر الإمكان بل وتبكى أيضا حتى يعلم الناس إنها كانت تحبه ويستحيل أن تكون سبب فى اختفائه .


تعجبت ليلى من موافقتها بتلك السهولة وعدم اعتراضها وقالت: طيب ربنا يهديكِ، هروح أنا احط عباية عليه، عقبال ما تحضرى نفسك .


فتوجهت قمر لخزينة ملابسها واختارت فستان طويل باللون الأزرق، ووضعت على شعرها طرحة بنفس اللون بإهمال .


ثم نثرت ماء على عينيها عدة مرات لكى تتلون بالحمرة كأنها تلونت بفعل البكاء .

ثم اتجهت مع والدتها إلى منزل سالم  الذى تجمع به الأهل والجيران لمواساة والدته .


ولجت قمر للداخل وعندما وقفت أمام والدة سالم قائلة بخفوت مصطنعة الحزن وتجاهد لكى تبكى: قلبى عندك يا حماتى، والله ما ساعتها وانا مش مبطلة دموع وقلبى وجعنى عليه، ربنا يرجعه بالسلامة .


فطالعتها والدته بنظرة لوم وعتاب وكادت أن تنهرها وتغلظ لها القول ولكن منعها وجود الناس بجانبها ومن أجل أيضا حب سالم لها حتى إنها بكت بمرارة قائلة: يارب يرجع بالسلامة يا قمر، ده كان روحه فيكِ يا بنتى .


ثم حدقته بإتهام جعل جسد قمر يرتجف : ربنا يجازى اللى كان السبب.


فربتت على ظهرها ليلى بحنو قائلة: ربنا يطمن قلبك عليه وان شاء الله قريب هتلاقيه داخل عليكِ كده .


صباح بألم يغزو قلبها وكأنها لا تصدق إنه سوف يعود، فقلبها يحدثها إنه حدث له شىء : يارب يارب .


لتمر عدة أيام  ولم يعد سالم، ولم يكف والده عن البحث عنه أو الذهاب لمركز الشرطة للسؤال عنه ولكن دون فائدة .


حتى أن والدته من شدة الحزن ارتدت السواد وأقسمت الا تخلعه حتى يعود إليها سالم  .

....

أما قمر فكانت تحاول كثيرا الأتصال على كريم، فيستجيب لها مرة ويرفض عشرات المرات من إحساسه بالذنب والندم .


 وعندما يئست فى سماع صوته بعثت له رسالة قائلة بها: كريم إرحم حبى ليك  ورد عليه .


أنت وحشتنى اوى ونفسى أشوفك، وهانت يا حبيبى كلها شهر كمان والموضوع يتنسى وتيجى تتقدملى ونجوز..


ابتسم كريم ابتسامة واهنة لم تصل لعينيه وقام بالرد عليها برسالة:  نجوز ازاى يا قمر!! ... مفكرتيش الناس هيقولوا ايه؟

 مصبرتش حتى عليه سنة واتجوزت كأنها مصدقت اختفى .


فصكت قمر على أسنانها بغيظ وحدثت نفسها: أنت اتغيرت اوى يا كريم فين لهفتك عليه، وسنة ايه أنا مش هستنى ده كله .


أنا فعلا بحبه وهو ده اللى مخلينى اصبر عليه، لولا كده كنت خليته يحصل سالم .


فكتبت له: ومين يصبر على بعدك يا حبيبي ده كله، ومش لازم الناس تعرف أصلا .


نكتب الكتاب فى السر مؤقتا عشان تكون حلالى وتروح وتيجى البيت براحتك من غير ما أبويا وامى يكلموا  و وبعد ما تعدى السنة نجوز ايه رئيك ؟


فأغمض كريم عينيه بألم وحدث نفسه:  إيه مالك يا كريم ليه مش فرحان انك هتكتب عليها ليه ؟ 


مش دى قمر اللى كان نفسك بس تبصلك وبتحبها  ومنتظر اللحظة دى من زمان وعملت كده علشانها .


حاول تنسى صح زى ما بتقولك وتعيش حياتك عادى .


لذا اضطر للموافقة رغم إحساسه بالنفور منها وكتب: ماشى يا قمر، حاضر .


هحاول أفاتح أمى ونيجى نطلب ايديك .


فظهرت السعادة على وجه قمر ونبض قلبها من جديد بعد أن خشيت أن تكون قد خسرته وتكون نهايته على يدها ولكن بموافقته أدركت إنه مازال يحبها .


فسألته لكى تتأكد: طيب قول انك بتحبنى يا كرملة، بقالى كتير ما سمعتش الكلمة دى .


فزفر كريم رغما عنه بضيق فهو لا ينكر إنه مازال يحبها ولكن شىء ما يقف بينه وبينها الآن وهو د.م سالم .

ـ بحبك يا قمر .

ليعود لقلب قمر السعادة وتنتظر بلهفة زيارته لها .

...

نظر كريم إلى التخت واراد أن ينام فعينيه لا يستطيع أن يفتحمها وسلطان النوم قد أذن ولكنه عندما اقترب من التخت عم قلبه الفزع وخشى أن يتكرر الحلم مرة أخرى .

لذا أخد شرفرف وافترشه على الأرض وأخذ وسادته ثم نام على الأرض سريعا ولكن لا مفر ولا هروب من رؤية سالم فى منامه .


فقد جاءه تلك المرة بملابس ممـ.زقة ورأسه قد تناثر منها الد.ماء،  فدب فى قلب كريم الذعر وحاول التراجع للخلف ولكن وجد سالم يقترب منه ويمد ذراعيه نحوه قائلا بصوت غليظ مخيـ.ف: أنا مش هسيبك المرادى غير لما أخد روحك يا كريم .


ايوه زى ما انت عايز تاخد قمر منى، وقتـ.لتنى عشانها .

أنا كمان همو.تك، ثم أطبق يده على عنـ.ق كريم  فانتفخ وجهه وتلون  بالحمرة الشديدة وأخذ يلهث فى محاولة منه للتنفس حتى لا يختنـ.ق ولكن انحبس الهواء داخل رئتيه وأشرف على الموت وحاول أن يتوسل بعينيه اليه أن يتركه ولكن سالم لم يزيل يده عنه .

حتى صرخ كريم صرخة ايقظته من النوم قائلا: لا متموتنيش يا سالم، لأ أرجوك .


حتى استيقظت والدته على صوته وأسرعت إليه فوجدته نائما على الأرض يلهث من شدة الإختناق فذعرت قائلا: مالك يا ضنايا حصلك ايه بس ما كنت زى الفل .


ثم ناولته كوبا من الماء وأعطته إياه ليهدىء قليلا .


ولكن كريم كان فى عالم أخر ،يكرر اسم سالم كثيرا::قائلا سامحنى يا سالم  ومتموتنيش، أنا مكنتش عايز كده صدقنى، هى اللى غصبت عليه أقتـ.لك وأنا خلاص مش عايزها صدقنى كرهتها خلاص، فسبنى فى حالى .


ثم صرخ: نفسى أنام  يا ناس مش عارف،  حاسس دماغى هتنفـ.جر .

أنا اللى عملت فى نفسى كده، سامحنى يا سالم .


فضر.بت والدته على صدرها بصدمة وارتجف جسدها قائلة بخوف: أنت بتقول ايه يا كريم!

يارب تكون بتحلم، لا مش معقول تعمل كده .

تقتـ.ل سالم !!

لا لا مصدقش ابنى يعمل كده وعشان مين قمر دى شيطان .


فأخذ يضر.ب كريم نفسه على وجهه ويصرخ: ايوه قتـ.لته، قتـ.لت سالم  عشان اتجوز قمر.


ويارتنى سبته يجوزها، بدل ما اهو خسرت كل حاجة وخسرت نفسى .


وفى الاخر مش هتجوزها برده، عشان أنا مجرم ولازم أسلم نفسى واعترف بكل حاجة يمكن ساعتها أرتاح شوية وأعرف أنام ولو ساعة واحدة بس وبعديها يعد.مونى، أنا استاهل،استاهل .


فصرخت والدته وأخذت تبكى بشدة وتضر.ب على رأسها ووجهها بهيسترية قائلة والحزن يمز ق صدرها: عملتها وضيعت نفسك يا كريم !


استفدت ايه دلوقتى غير إنك ضيعت نفس ملهاش ذنب وضيعت نفسك قصادها عشان حتة بت متساوش .


ثم رفعت يديها ودعت عليها: منك لله يا قمر يا بت ليلى، ضيعتى ابنى بسببك .


فبكى كريم وعاتبها: مهو أنتِ برده السبب لو كنتِ وفقتى من البداية عليها وخلتينى أجرب حظى معاها مكنش ده حصل .

بس خلاص معدش ينفع الندم .


ثم وقف معتدلا قائلا والحسرة والندم تغزو معالم وجهه: أنا رايح أسلم نفسى يا أمى، واحكى كل حاجة عشان أريح ضميرى وعارف أنهم هيعدمونى بس كده كده انا ميت لأنى مش هقدر أعيش وذنبه فى رقبتى .


ثم سار نحو الخارج فصرخت والدته خوفا عليه وترجمته بقولها: بلاش يا ابنى عشان خاطرى، واستغفر وندم ما بين نفسك واهرب بعيد عن هنا .


فالتفت كريم ونظر لها بحزن يمزق قلبه: ولو هربت من البوليس، ههرب إزاى من نفسى !

أنا بتعذب ومش بعرف انام وقربت أتجنن.


فخلينى أسلم نفسى ويعدمونى يمكن ده يخفف عنى عذاب ربنا فى الآخرة .


ثم غادر سريعا قبل أن يسمع رد والدته حتى لا تنهيه عما نواه .

....

وبالفعل سلم نفسه أمام الضابط الذى كان متعجبا من حالته النفسية واعترافه بكل سلاسة ووصف لهم اين دفن سالم وأن كل هذا كان من أجل قمر التى أحبها وهى التى أشارت عليه بفعل ذلك لكى يتزوجا بأموال سالم  .


فقام الضابط ونهره بشدة: مش عارف أقولك ايه، غير إنك ضيعت نفسك عشان واحدة حقيرة زى دى .


ومفروض كنت تفهم من نفسك إن إنسانة بالشخصية دى متنفعش تكون زوجة وأم لكن للأسف الحب عماك عن كل ده .

وفى الاخر اهو مش هتجوزها وهى هتشرف السجن .


فبكى كريم حتى نفذت دموعه وصرخ: ارحمنى يا باشا وخليهم يعد.مونى بسرعة عشان مش قادر أتحمل العذاب اللى أنا فيه ده اكتر من كده .


فحدثه الضابط بعصبية مفرطة: وكان فين ضميرك ده وأنت بتقتـ.له من غير رحمة ولا شفقة وهو اللى وثق فيك وركبك معاه وانت غدرت بيه .


للأسف أنت عملت كبيرة من الكبائر هتتعاقب عليها فى الدنيا ولسه الآخرة .


ثم أمر الشاويش بحبسه على ذمة القضية ثم أمر بالقبض على قمر .


لتخرج قوة فى الحال للقبض عليها، وقاموا بطرق الباب طرقات متتالية بقوة أفزعت ليلى وقمر التى هربت الدماء من عروقها وتلون وجهها بالزرقة وشعرت إنها على مشارف الموت .


فتحت ليلى الباب لتفاجىء بقوة الشرطة فقالت بخوف: هو فيه ايه؟

الضابط بغلظة: فين قمر ؟

ارتجفت ليلى وسئلته: قمر بنتى ليه؟ 

هى عملت ايه؟


الضابط ساخرا : لا حاجة بسيطة حرضت على قتل المدعو سالم  خطيبها والقاتل كريم ابن خالتها اعترف بكل حاجة .


فصرخت ليلى بكل قوتها: لااااا مش معقول بنتى تعمل كده .

ثم إستمعوا لصوت إرتطام بالأرض فقد سقطت قمر مغشيا عليها.


فأسرعت ليلى لابنتها وولج الضابط والقوة التى معه .


وعندما رأى قمر بجمال وجهها حرك شفتيه بإستياء قائلا: اول مرة اشوف وحدة بالجمال ده وتعمل كده .


ثم أمر العسكرى برش الماء على وجهها لتستفيق ، فاستفاقت صارخة: أنا معملتش حاجة، كريم هو اللى قتـ.لـه .


أنا مليش دعوة، اقبضوا عليه هو وسبونى أنا .


فضحك الضابط ثم هدر فى وجهها: أنتِ بتستهبلى يا بت .

ده هو هيتعدم مرة وأنتِ لو ينفع مرتين كنا عملناها عشان ضيعتى بسببك شابين زى الورد .


ليتم القبض عليها بين صرخات والدتها واستغاثة قمر بها .


فبكت ليلى واردفت بنحيب وقلب محطم: ضيعتى نفسك يا قمر وكنتِ فاكرة جمالك هيشفعلك وياما حذرتك وادى النتيجة .


الصبر من عندك يارب .

....

لتتم المحاكمة بالفعل وحضرت صباح والدة سالم المحاكمة وكانت فى حالة إنهيار وأخذت تطلق عليها السباب والشتائم كما حاولت التهجم عليها قائلة بصراخ: كان قلبى حاسس إنه نهايته على ايدك، منك لله ليه عملتى كده !


ده كان بيموت فى التراب اللى بتمشى عليه، ده جزاته يا بنت الشياطين منك لله .


قلبى نار عليك يا ابنى ومش هرتاح غير لما أشوفك على حبل المشنـ.قة .


ثم قام الحرس بإبعاد صباح عنها، لتبدء الجلسة .


فلم تستطع قمر الصمود من شدة الخوف أن يحكم عليها بالاعدام، فجلست فى الارض .

ولكن من قتـ.ل يقتـ.ل ولو بعد حين .


وحكمت المحكمة بإعد.ام قمر وكريم .


ليصيح كل من فى القاعة بفرح  الله اكبر  الله اكبر .


الا قلب الأم حيث سقطت الاثنين ام قمر وأم كريم مغشيا عليهم من الصدمة .

...

ليمر بعد ذلك شهران حتى جاء موعد تنفيذ الحكم .

لتُسحب قمر سحب إلى حجرة الإعد.ام حيث لم تستطع قدميها تحملها وأخذت تصرخ بهيسترية: لا أنا مقتـ.لتش، سبونى .

يستحيل أموت دلوقتى، أنا لسه فى عز شبابى وجمالى .


وعندما رأى عشماوى قمر بجمالها الآخاذ قال: مش حرام دى تتعدم واللى عندى فى البيت قاعدة على قلبى .


فضحك العسكرى قائلا: طيب نبدل .

فأجابه عشماوى: لا خليها تروح جهنم ويتشوى وشهها الجميل ده لكن أنا عندى مراتى بالدنيا .


ـ المهم الروح الطيبة هى اللى بتعيش وتعمر .

ليتم حكم الإعد.ام بالفعل عليها .

لتكون عبرة لمن لا يعتبر .

كما تم إعد.ام كريم فى نفس اليوم .

         ❤️❤️❤️❤️💙 النهاية 💙❤️❤️❤️❤️ 

علقوا عنا ب 10 ملصقات 

ايه رايكم ف الرواية دي ؟ 

🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


إرسال تعليق

أحدث أقدم