القائمة الرئيسية

الصفحات

الأخبار[LastPost]

سكريبت الآنسة اللي ورا اللي لابسة عمة على راسها.



سكريبت

 الآنسة اللي ورا اللي لابسة عمة على راسها.. 


_عِمة؟! دي مش عِمة يا دكتور، دا تربون


_أيًا كانت تعاليلي أنتِ وأم خِمار اللي جمبك عشان هيتعمل لكوا محضر غش 


_محضر غش ليه حضرتك الآنسة هي اللي كانت بتنقل مني،حتى شوف حضرتك ورقتي إجاباتها كاملة وهي لا 


_قلت تعالوا عشان متشتتوش إنتباه زمايلكوا 


أنا مغشتش منها ويشهد ربنا إني مغشتش منها، هي اللي بتنقل مني وأنا مكنتش واخدة بالي، وأكيد أنا مش هغش لأن الغش حرام بس اتاخدت بذنبها ومستقبلي هيضيع، مسكت طرف خماري وضغطت عليه وأنا بقدم رجل وبأخر التانية وماسكة في ورقتي كأنها سبب حياتي الوحيد لغاية لما وقفنا قدام مجموعة من الدكاترة وأنا قلبي بيرجف من الموقف، أول مرة أتحط في موقف زي ده، عنيا ابتدت تدمع وأنا باصة في الأرض ولقيت حد بيشد مني ورقتي جامد، برفع راسي لقيته دكتور عُبيدة اللي ملامحه مبتبشرش بالخير، نزلت راسي تاني وغضيت بصري وعمالة أفتكر في أي أذكار أقولها مفيش حاجة جاية على بالي من صعوبة الموقف عليا، حلقي جف وتلقائي لساني ابتدا يصلي على الرسول، سامعة أصوات متداخلة حواليا وأنا حاسة إني مش في العالم بتاعهم مش فاهمة هما بيقولوا إيه..

الأصوات هديت مرة واحدة ولقيت الدكتور بيمد إيده بورقتي وقالي ارجعي على مكانك، أنا قلبي رجع يدق تاني، غمضت عيوني وشكرت ربنا في سري ورجعت مكاني وأنا رجليا بيترعشوا من الفرحة، عدى وقت الإمتحان وخرجنا، لبست شنطتي وابتديت أتمشي بهدوء وأنا حاسة إن في حمل انزاح من على كتافي، آخر يوم إمتحانات النهار ده واللي مخليني مبسوطة كده إن في ندوة في الجامعة عن التغيرات المجتمعية السريعة في الفترة الأخيرة وأنا متحمسة جداً بس خايفة لأنها مختلطة وأنا بطبعي خجولة فمش هعرف أعبر قوي عن اللي أنا نفسي أتكلم فيه.

جبت أكل ورجعت الجامعة تاني وقعدت في الصف التالت جنب بنوتين معاهم أوراق ومحضرين كويس للندوة، أنا قلبت شفايفي وحسيت بإحباط لأني محضرتش كويس 

_يا كسفتك يا أروى، وبقالك شهر رايحة جاية تتكلمي عن الندوة؟ طب كنتِ حضري ليها يا شيخة..


_الآنسة اللي بتكلم نفسها عشان محضرتش للندوة، صوتك عالي والقاعة كلها سمعته 


غمضت عين واحدة وعضيت على لساني ومقدرتش أرفع راسي أشوف في إيه، أكتر عيب فيا إني بفكر بصوت عالي، اتنهدت بهدوء وصليت على الرسول عشر مرات ولقيتني هديت واستعدت جزء من ثقتي وإني أجرب، عادي طالما بتعلم يبقا أغلط مش عيب إني أغلط لكن العيب إني أعمل نفسي عارفة وفاهمة وأنا مش فاهمة ولا عارفة حاجة 


ابتدت الندوة بدكتور عُبيدة ودكتور عمار والمشاركات والأسئلة ابتدت تُطرح وأنا بسمع بتركيز ومترددة أشارك، لحد ما لقيت زميل ليا بيتكلم عن إن التغير السريع ده حصل بسبب تغير الناس مش الزمن، الزمن هو هو لكن الناس اللي اتغيرت وجواها اتغير..

كلامه كويس 

_دكتور عُبيدة ليه دلوقتي زاد الحزن على الناس وظهر بكثرة، حتى على الشباب اللي المفروض إنهم لسة زهور مشربتش من مية الحياة المتلوثة بهمومها كتير؟


رفعت إيدي بتردد واتكلمت ورديت على سؤال البنت 

_يمكن لأن الناس للأسف نسيت ربها، أه والله، دلوقتي الناس كل همها في الحياة إنها تجمع فلوس وبس، يصحى من النوم همه الدنيا وبس، وينام وهو بيفكر هيعمل إيه في شغله بكرة في حين إنه لو عطى ربنا حقه هيفهم إنها أرزاق ومتقسمة ومهما إن عمل مش هينوبه غير رزقه، صحيح إحنا علينا السعي بس السعي بإيمان وتوكل على الله


قعدت ولقيت شاب ابتدا يكمل 

_أو يمكن يا دكتور عُبيدة إن الرضا والقناعة مبقوش موجودين في حياة الناس، دي باصة لدي ودا باصص لده ومحدش راضي بعيشته، ونسوا إن ربنا قال يا ابن آدم إن رضيت بما قسمته لك أرحت عقلك وبدنك وإن لم ترضَ بما قسمته لك سأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية ولن أعطيك إلا ما قسمته لك 


بنت تانية قامت عشان تكمل 

_زمان يا دكتور الناس كانت قلوبها على بعضها وبيحسوا ببعض بيساندوا بعض، وكان في مبادئ مترسخة جواهم بقت بالنسبة للجيل بتاعنا ده تخلف ورجعية 


دكتور عمار اتكلم 

_فعلاً زمان كان في صلة الرحم ومكنش في الأقارب عقارب، زمان كان في الجار وحقوق الجوار لكن دلوقتي مفيش، زمان كان الأخ بيحمي أخوه بدمه لكن دلوقتي الأخ بقا بيهدر دم أخوه عادي، زمان كان في أمان لكن دلوقتي كل الناس مخونين بعض، الزوج يقتل زوجته والزوجة تقتل زوجها والصاحبة تقتل صاحبتها والابن يرمي أبوه وأمه في دار مسنين وساد الهرج بطريقة تخوف.


دكتور عُبيدة اتكلم هو كمان

_دلوقتي الناس بتعاير بعضها بإختلاف الطبقات الإجتماعية وإختلاف لون البشرة والشكل والجنسية وغيره ورجعنا للسطحية والرجعية تاني، بقينا بنعمل بعمل الجاهلية الأولى، تعصب قبلي غريب وتعصب عرقي وحاجة في منتهى اللهمَّ ارحمنا والله.


_وكمان يا دكتور زمان كان في ود وكرم بين الناس، واللي اتكسر كان ممكن يتصلح عادي لكن دلوقتي اللي اتكسر مبقاش له قيمة وللأسف اللي اتكسر دلوقتي هي الرحمة في قلوب الناس 


أنا قمت اتكلمت تاني وحقيقي مش عارفة جبت الشجاعة دي منين 

_دلوقتي ممكن الإنسان يموت عادي على باب المستشفى بس لأنه مش معاه تمن دخولها، دلوقتي في ناس بتنام من غير عشا في حين إني في ناس بترمي الأكل في الشوارع، دلوقتي إحنا حقيقي بقينا ماشيين بقانون الغاب، القوي بياكل الضعيف بلا ذرة ندم واحدة، والضعيف أو بالمعنى الأصح الفقير بيتداس.


دكتور عُبيدة اتكلم عشان ينهي الندوة: 

_يبقا العيب فينا مش في الزمن العيب في عقولنا وحقيقي نعيب زماننا والعيب فينا ومالزماننا عيب سوانا، يارب نكون استفدنا أشوفكم إن شاء الله في ندوة جديدة، بالتوفيق يا شباب  


خرجت وأنا مبتسمة بهدوء وبفكر في مستقبلي، أنا إن شاء المولى هتعين السنة الجاية معيدة في الكلية، التلت سنين اللي فاتوا كنت بطلع الأولى الحمدلله، كل اللي اتريق عليا أو عاب فيا لما دخلت تجارة هيشوف إني أقدر، أنا أد أي حاجة في الدنيا وأنا مؤمنة إن ربنا معايا وديمًا مختارلي الخير، روحت أكلت على السريع وغيرت وأخدت شنطة هدومي وعزلت عند جدو زي عادتي بعد كل سنة بقعد معاه شهر..

روحت وزي عادته أول لما بيشوفني بيقوم أي حد جنبه ويقعدني والمرة دي كان صاحب جدي، قعدت وقعدنا نضحك شوية وفجأة سمعت صوت أنا عارفاه كويس، صوت دكتور عُبيدة بيقول لصاحب جدي إزيك يا بابا وأنا قاعدة حرفيًا بقول يا أرض اتشقي وابلعيني كنت لسة بمدح فيه قبل مايدخل، يارب ما يكون سمع ويكون واقع على ودنه وهو صغير!

قومت غيرت ومخرجتش تاني وهو برة، خرجت لقيت جدو بيشوي درة وبيدندن بصوته الجميل، قعدت جمبه وبدأت أدندن معاه وحقيقي مبسوطة جداً، برتاح جداً لما بقعد معاه وكل شوية وإحنا قاعدين يطبطب عليا، هزرنا وضحكنا شوية وساعدته يتوضا ويصلي العشا ودخل نام وأنا طلعت السطح شوية مش هفضل لوحدي كده، بدايات الشتا دي جميلة جداً جامعة بين الدفا والبرد وحاجة بتخليني أتوه حرفيًا 

_يا وردة المعي، خلي القوة تبان، يرجع اللي...

_يا وردة المعي، خلي القوة تبان، يرجع اللي كان، اللي ضاع زمان، خففي الجروح، رجعي اللي فات، يرجع اللي كان، يرجع اللي ضاع، ضاع من زمان.


أنا غمضت عيوني واندمجت مع الصوت اللي قطع عليا خلوتي وكمل هو الأغنية، قلبي دقاته عليت بطريقة مختلفة ولقيتني حطيت إيدي على قلبي وهمست 

_عُبيدة 


فتحت عيوني وببص حواليا ملقتش حد، ضلمة وبس، يمكن أنا بيتهيألي؟

لا أنا سمعت الصوت وهو اللي كمل الأغنية بدالي، بحبها جداً جداً وبسمعها بس بسمعها من غير موسيقى لإن الموسيقى حرام، اتنهدت وسرحت أنا مش لازم أفكر فيه مينفعش، بس غصب عني سرحت وبدأت أفكر فيه 


أروى...عارفها من وهي لسة عيلة بضفاير، قلبي اتعلق بيها من صغرها وكل لما أكبر حبها يكبر معايا ومأنها معقودة برباط أبدي مع قلبي، أنا بحبها، يمكن لما بدأت أكبر وبدأت أميز بين الحلال والحرام طويت اسمها بين كل صفحة من صفحات المصحف بتاعي، وجايب لها مصحف معايا بختم ليا مرة وليها مرة بين كل صفحة من صفحاته رسالة ليها، بقيت أقولها بلساني مع كل صفحة وأسطرها بقلبي في دفترها اللي أول لما نكتب الكتاب هدهولها، قفلت البلكونة ودخلت الأوضة وأنا حاسس بالذنب إني المرادي مقدرتش أسيطر على نفسي ومبصلهاش، مسكت المصحف وقعدت أقرأ وألح على ربنا في الدعاء بيها، وألح عليه إنه يغفرلي ذنوبي وذلاتي معاها عشان ربنا يبارك ليا فيها، هتقدم لها بكرة مش هستنى لما النتيجة تطلع، مش هستنى آخد ذنوب أكتر من كده، نمت وأنا كل خلية جوايا بتدعي بيها، صحيت واتكلمت مع والدي عليها وطلع كان عارف 

_فكرك إني مش فاهمك ولا عارفك يا عبيدة؟ تبقى غلطان يا ابني، أكتر حد يفهمك من نظرة عين في الدنيا دي كلها هو أنا يا حبيبي 


ميلت على راسه بوستها 

_يسلم لي قلبك يا حاج ويبارك لي بعمرك يارب.


وفعلاً اتكلم بابا مع جدها والموضوع وصل لباباها ووافقوا، جه يوم الرؤية الشرعية وأنا قلبي دقاته عالية جداً وقفت قدام المرايا وبصيت على شكلي، هيعجبها؟

هتعجبها البدلة الزرقة واللي بالمناسبة باللون اللي بتحبه، سرحت شعري واتنهدت وذكرت ربنا في سري وخرجت لقيت بابا مستنيني، عيونه دمعت أول لما شافني ولدأ يدعيلي وهو فاتحلي إيديه يحضني..

أبويا حنين جداً ويتشال في نن العين من جوة، خرجت من حضنه وأنا حاسس إني الدموع هتزور عيني لموقف زي ده بس تربيتة إيده على ضهري سندت قلبي، نزلنا وروحنا لقينا جدها مقعدها جمبه زي عادته، فرحان بيها وبعلاقتها بجدها وفرحان بكل حاجة فيها، بحبها بقا أعمل في قلبي إيه بس..

_أروى 


_نعم 


_مش سامع بتقولي إيه؟


_بقول نعم يا عُبيدة 


أنا عضيت لساني بسرعة اللي كان هينطلق بكلام لا ده وقته ولا موضعه، اتنهدت ومسكت لجام نفسي بقوة وحاولت على أد ما أقدر إني أهدى..


قلبي بيوجعني من سرعة دقاته من ساعة لما جدو قالي إن عُبيدة اتقدملي، صليت إستخارة كذا مرة ومرتاحة جداً والموضوع ماشي بسلاسة والحمد لله اتفقوا على تلت شهور وبعدين نكتب الكتاب، التلت شهور دول جالي فيهم تلت مرات...بعد الرؤية بيومين لقيته جاي وجايب بلالين وورد ومصاصة من اللي بحبها وجاي، أنا استغربت لإني لسة مكنتش قولت ردي النهائي

_مبارك يا دكتور أروى، الأولى زي كل سنة.


أنا ضحكت من فرحتي ضحكت جامد وحقيقي مبسوطة، ربنا كرمه عليا كتير، عُبيدة ومستقبلي يعني الحمد والشكر ليك يارب، عدت فترة الخطوبة وأنا دلوقتي بمضي في كتب الكتاب بمضي وأنا مبسوطة جداً وقلبي هينفجر من الفرحة، إحساس جميل جداً، رفعت راسي وبصيت له ببدلته القمر دي، هو قمر أصلاً، لقيته بيبتسم ليا أنا تلقائي ابتسمت، فقت على صوت بابا وهو بيناديني عشان أفوق من الحالة اللي وصلتلها، مضيت بسرعة وقمت على جوة وأنا قلبي هيقف 

توتر على فرحة على قلق عامين ميكس بإحساس أول مرة أحسه، وقفت في نص الأوضة وغمضت عيوني ورفعت إيديا لفوق وأنا بكلم نفسي بنفس الصوت العالي وحقيقي عادة متخلفة فيا:

_اهدي يا أروي، خدي نفس...أيوا كده، اكتميه وبعدها طلعيه براحة، تاني، دا عُبيدة عادي يعني..


_عُبيدة بيحبك يا أروى، عُبيدة واقع فيكِ بالقوي يا دكتورة 


اتلفت واتكسفت من كلامه، مكنتش أعرف إنه بيعرف يتكلم كده، قرب مني ومسك إيدي 

_آن الأوان إني أنا اللي ألبسك الدبلة والمرادي في إيدك الشمال وأنتِ على ذمتي يا أروى 


بصيتله وأنا مبتسمة ولحظة تهور خلتني حاوطت وشه بين إيديا وبصيت في عيونه 

_بحبك يا بودي، بحبك.


_يا قلب بودي، بس بلاش الدلع ده قدام حد عشان الهيبة 


_أنت واخد قلبي يا أبو هيبة، الهيبة مرسومة عليك أصلاً..


_أصلاً؟!


_اممممم أصلاً يا قلب أروى 


حضنتها وسكت شوية، واتنهدت تنهيدة اللي هو خلاص وصلت لمحطة الراحة والأمان في حياتي، عمرها ما خذلتني أبدًا، كنت حاسس إني ورايا ضهر أتحامى فيه، قوتها وقوة شخصيتها مع حنانها ساعدتني كتير، ولما خلفنا أول ولد لينا شفت فيها حاجات كتيرة، عاقلة، حكيمة وبتعرف تتصرف، كنت كل لما أشوفها لساني يكرر لوحده آية 

_"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودًة ورحمة"


تعليقات