رواية جحيم الديب الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس حصريه وجديده
![]() |
رواية جحيم الديب الفصل الاول والثاني والثالث والرابع حصريه وجديده
كنت في الكلية، قاعدة في المدرج، بهزر وبضحك مع صحابي... فجأة، اتبدلت الضحكة لصمت غريب!
بصيت عليهم باستغراب وقلت:
– مالكم ساكتين ليه؟!
لقيتهم بيشاورولي بايديهم إنّي أبص ورايا، بس قبل حتى ما ألف، حسيت بنفس سخن طالع من ورا ضهري...
جسمي كله اتحرك من الخوف وبصيت، لاقيت الدكتور مراد واقف!
صرخت في وشه من الخضة، وكنت ماسكة المشروب بتاعي، فوقع على هدومه وأنا بقوم بسرعة من مكاني.
إيديا كانت متجمدة على بوقي، وقلت في دماغي:
يا يومك مش فايت يا حور، إنتي خلاص انتهيتي!
بلعت ريقي وأنا شايفة عروقه باينة من العصبية، عينه بس كانت كفيلة تقتـ.لني من الرعب.
وفجأة، زعق بصوته الرجولي العالي:
– انتي قد الحركة دييي!!؟ انطقي!!!
اتنفض جسمي من مكانه، وقلت بخوف ودموعي على وشك النزول:
– أنا والله يا دكتور مكنتش أقصد... آسفة والله!
ضرب بإيده على البنش، شهقت من الخوف. قرب مني وقال بصوت غاضب:
– آسفة!! بتحسبيني هعدّي الموضوع كده بالساهل؟ تبقي عبيـ.طة يا طالبة!
أنا باب الاعتذار عندي مقبول لما الإنسان ياخد عقابه!
مراد سمع ضحك جاي من ورا، لف بنظرة كلها جنون وقال بصوت عالي:
– أقسم بالله، ورب اللي خلقني، لو سمعت صوت ضحكة تاني، هضحّك صاحبه قدام الدفعه دي كلها، وهمسخر شكله واى رايكم بقا
كلّكوا ناقصين خمسين درجة...
واللي يضحك تاني يوريني هيضحك ازاي، وابقا
وأشوف بس حد يسقط في مادتي... هفصله من الجامعة، حلو؟!!
وبعدين بصلي، عينه مولعة غضب، ومد إيده شدّني من مكاني...
كنت بحاول أوقف، بس هو جرّني بخطوته الكبيرة، ودموعي نزلت من غير ما أحس.
قولتله بصوت بيرتجف، وقلبي بيخبط:
– دكتور مراد... حضرتك واخدني على فين؟ والله ما كنت أقصد، سبني بالله عليك...
مسك إيدي بقوة، حسيت بألم، وعيطت من الوجع.
قال بعصبية:
– مسمّعش صوتك! انتي فاهمة؟!
إنتوا ما بتفهموش غير بالضرـب والزعيق... علشان تتربّوا!
عيطت أكتر وقلت بقهرة:
– إشمعنى أنا؟! ما كلهم كانوا بيتكلموا...
دخلني أوضة صغيرة، هبّد الباب، وقفله بالمفتاح.
لفلي ببصة كلها غضب، وقال:
– انتي متخلـفه !! مش شايفه انتي عملتي ايه ولا البعيده عمشه مبتشوفش قرب مني خطوات صغيره كان ما بينا مسافه صغيره وانا جلدي اتكمش من الخوف وبعدين قال بغضب :
وعلشان أخلّيكي عبرة لغيرك كمان...
وتعرفوا تحترموا الناس اللي بتشرحلكم، مش تتصرفوا زي البهاـيم!
قلع الجاكيت... وبعده القميص!
أنا رجعت لورا، وقلبي بيخبط بقوة... قولتله بخوف:
– حضرتك... هتعمل إيه؟! بالله عليك بلاش كده... هلمّ الناس!
كنت هصرخ، لكنه بسرعة حط إيده على بوقي وكتم صوتي، وقال بصوت مكشّر من الضيق:
– انتي بتهببي اى؟! شايفاني واخدك علشان ألمّ عليكي؟!
أنا شايف فرسة... آه! بس لا أخلاقي تسمح، ولا انتي نوعي علشان أفكر أعمل كده، يا أستاذة!
في اللحظة دي، حس بضعفي... يمكن لما شاف دموعي نازلة على إيده...
بعد عني ورمى هدومه في وشي باحتقار، وقعد على الكرسي المتحرك وهو بيقول بسخرية:
– يلا، فُزّي اغسليهم... الحمام جوه.
كنت لسه مصدومة، متجمّدة في مكاني... مش قادرة أستوعب اللي بيحصل!
صرخ فجأة، ضرب صوته في قلبي:
– هو مفيش سماع كلام؟! انتي صمّجه؟!!
بقولك خشي اغسلي اللي عملتيه بغباـئك!
مشيت من مكاني بخطوات تقيلة، وأنا حاسة برجلي مش شايلاني من الخوف.
دخلت الحمام، وغسلت هدومه... ودموعي نازلة بقهر، مش مصدقة إني في الموقف ده، لوحدي، من غير أي حيلة.
حسيت بوجع في بطني، ودوخة شديدة... تجاهلت كل حاجة، ولما سمعته بينده خرجت وأنا مش شايفة قدامي.
ادّيته هدومه من غير ما أبص عليه من الإحراج.
خدها من إيدي وقال بقرف:
– إيه ده؟! ده غسيلك؟! انتي مطلّعاه من بوق كلـ.ب ولا إيه ابقي خلي ماما يا استاذه تعلمك تانى ؟!
بصلي بنظرة فيها شك و نبذه استعاطف ، وكأن لسان حاله بيقول إنه زوّدها عليّا... حس بالذنب شوية.
بس الصدمة بجد كانت لما طلع هدوم تانية من شنطته، ولبسها!
ساعتها اتغاظت، وقلتله بحدة:
– طب ما حضرتك كان معاك غيرهم... ليه البهدلة والإهانة دي؟!
رد عليا ببرود:
– اللي يكسّـ.ر، لازم يجبر مطرحه!
وإنتي غلطتي... يبقى تصلحي نتيجه أفعالك!
وتركزي مع دكتورك، مش تتمرقعي مع صحابك!
فتح الباب وقال:
– يلا، اتفضلي قدامي.
خرجت، وكاتمة العياط... مش عايزة أضعف تاني قدامه.
دخلنا المدرج، وكنت هخش أقعد مكاني...
بس فجأة، مسك ايديا وقفني جنبه...
وبصلي باستحقار، وقال بصوت عالي قدام الكل:
– عايزين تعرفوا عملت فيها إيه؟
بصلي من فوق لتحت بسخرية وقال:
– أنا خليتها تغسل البدلة بتاعتي بإيديها.
ضحك خفيف طلع من زاوية المدرج، بس اتكتم بسرعة، والناس كلها كانت باصة ليّا... في عيون بتشفق، وفي عيون بتتفرج كإنها بتتسلى، وفي اللي وشه ملامحه متغيرة من اللي سمعه.
كنت واقفة جنبه، وقلبي بيتكـ.سر...
مش بس من الإهانة، لكن من إحساس الذل اللي عمري ما حسّيته قبل كده.
ساعتها حسيت برجليا بتتهز، ونفَسي بيتقـ.طع، ومفيش صوت بيطلع مني.
قومت لفيت ورايحها على مكاني...
بس قبل ما أوصل، سمعت صوته بيقول بحدة:
– على فين؟!
وقفت في مكاني، ما ردّيتش.
قالي بنبرة كلها تحقير:
– إنتي فاكرة الموضوع خلص؟!
لا يا دكتورة، أنا هقول كلمتين للبهاوات اللي زيك.
سكت لحظة وبعدين قال للكل:
– من النهاردة، أي غلطة منك، هزعلك فيها وانتي شوفتي زعلي عامل ازاي فاهمه قال كدا بصوت عالي خضني من مكاني وقولت فاهمه وبعدين كملت عياط وبعدين كمل كلامه للكل دلوقتي بقا اديكوا شايفين أنا عرفتها نفسها ازاي اى حد هيتكلم أو المحه بيهزر أو بيكلم مع اللي جنبه هيشوف مني معامله وحشه أنا مش اى حد أنا مراد الديب، مش أي دكتور يعدّي الإهانة، ولا اللي يقل أدبه وأنا ساكت احنا مش ف كافيه وبعدين بصلي باحتقار وقالي اتفضلي علي مكانك.
رجعت لمكاني، قعدت وانا جسمي بيتنفض... مش قادرة أشوف وش حد، ولا حتى ألمح نظراتهم ...
رجعت السكن ودموعي بتسابق خطواتي،
مقدرتش أكمل باقي المحاضرات... مش بس بسبب الإحراج، لكن بسبب الجرـح اللي في قلبي، والذل اللي شفته قدام الناس كلها.
كل همسة في المدرج كنت حساها طالعالي، كل نظرة كنت شايفاها سهـ.م بيطعن كرامتي اللي مراد دهـ.سها برجله.
دخلت الأوضة وقفلت الباب، قعدت على طرف السرير، حضنت نفسي، دموعي نازلة بصمت، بس جوه قلبي في عياط أعلى من أي صوت...
كنت مكسـ.ورة، حاسة إني فقدت هيبتي، إني مابقتش أنا.
الدنيا ليلت، وأنا لسه في نفس مكاني، مش قادرة أتحرك من الصدمة،
بس الوجع اللي في بطني رجع...
وجع صعب، بيخبط فيا لحد ما حسيت بدوخة .
دخلت الحمام وخرجت، وشي مصفَر، جسمي ضعيف، نظري بيزوغ،
صحابي لما شافوني كده اتخضّوا، واحدة منهم قالت بحسم:
– لا يا حور، هنروح المستشفى دلوقتي، سكوتك هيوديكي في داهية.
وصلنا المستشفى، والدنيا كانت ساكنة، مرعبة، الساعة عدت واحدة بليل، والمكان فاضي،
دخلنا بالعافية، قطعنا كشف، بس الصدمة اللي خدت أنفاسي لما الباب اتفتح...
وطلع مراد!
وقف قدامي، عينه وسعت، ووشه اتغير، وقال بصدمة:
– إنتي!! وبعدين بص باستغراب علي حالتي حس أنه هو السبب في حالتي بس طير الأفكار من دماغه واستبدله بعند أنه مش هو السبب..
نظرتله بكره، بقهر، بخوف، بكل حاجة مكسّـ.رة جوايا،
هو سبب الوجع ده كله...
كنت همشي، بس صاحبتي مسكت إيدي وقالت:
– مفيش غيره، وبعدين ده دكتور كبير، مش أي حد... حرام تعاندي على حساب صحتك.
سمعته بينادي عليّا:
– تعالي، أكشفلك.
بصيت عليه بقرف وقلت:
– لأ، أنا تمام، مش محتاجة حاجة.
قال ببرود:
– براحتك.
الكلمة دي كانت سكينـ.ة،
كنت همشي، بس الدوخة شدتني، حرفيًا...
وقعت في حضـ.ن صاحبتي وهي مسكتني.
مراد ملامحه اتغيرت شويه من القلق بس رجع اتماسك
دخلت بعد ما أقنعتني، وأنا جوايا ناـر،
مراد وقف وقال بهدوء زائف:
– نامي على السرير.
نمت... مش بإرادتي، بس لإن جسمي بقى أضعف من المواجهة،
سألني:
– فين الوجع؟
شاورته من غير صوت.
قال بلهجة كلها نرفزة:
– نطقي! ولا كمان هنا هتفضلي خرـسا؟
نفخت وأنا بضغط على نفسي:
– الحتة دي... هنا.
مد إيده... وضغط بكل قوته...
الوجع خرج من بطني بصوتي، صرخت!
ومن غير وعي...
إيدي ارتفعت... وصفعته بالقلم على وشه وقولت انت مجنوـن !!! قفلت بوقي من الصدمه اللي عملته واللي قولتله !
لحظة... الدنيا وقفت ثواني بينا ،
وهو لاقيته قفل عنيه،و سنانه اتطبقت على بعض،
وشه بقى محمر، وعروقه اتنفخت،
كان هيولع مني بس انا لما شوفته كدا خوفت وقومت بسرعه من علي السرير وقلبي بيخبط من الرعب بس هو مسكني من أيدي وشدني بعنـ.ف ورجعني ورا وغصب عني رجلي اتزحلقت روحت اتخبطت في الحيطه بقوه وشهقت بوجع من الضرـبه ودقيقه كنت واقعه قدامه مغمي عليا علي السرير مراد بص عليا بصدمه ووو
2/
مراد بص بصدمه عليا، تعبيرات وشه اتغيرت تمامًا لتوتر، جسمه اتنفض من مكانه، وبلع ريقه لما شافني مغمي عليا. سند على الحيطة ومسك قلبه اللي كان بيخبط في ضلوعه من شدة التوتر، وجسمه بدأ يترعش وكأن ذكرياته اتهجـ.مت عليه وبتنتـ.قم لموـ.ته. دخلت صاحبتي بسرعة لما سمعت صوت صريخي، ودكتور دخل بردو. وجيه على صوتي صاحبتي، ولما شافتني مرمية على السرير ومفيش حركة مني، اتخضت وصوتت، جريت عليا تفوقني، لطمت على وشها بانهيار وقالت بغضب مفرط وعياط:
– انتِ عملت فيها إيه؟ قول!
قامت وضرـبته على صدـ.ره بقهر وزقته.
وطبعًا، مراد اتحبس جوه الصدمة ومش دريان بالدنيا، وصوتهم جاي بكتمه عنده بسبب ذكريات صعبة تشبه موقفي وغمائي. ده خلاه مش مستوعب أي ردود بتحصل دلوقتي. الدكتور أنقذ الموقف وجاب الممرضين علشان يطلعوا صاحبتي من الأوضة. وبالفعل، طلعت بعد معاناة وإصرار منهم، والدكتور قرب من مراد وقال بقلق:
– مراد، إنت كويس؟ إنتَ يا بني، الحالة مالها؟ حصلها إيه؟
مراد كان بيحاول يفوق من الصدمة وكان بيحاول يسند طوله، خد نفس بعمق فاق، وشافني، وقرب مني بدون رد. عدل جسمي، كشف عليا، وعلق محلول، وسابني نايمة على السرير.
وبعدين اتكلم بتعب مع الدكتور وقاله:
– خليك معاها ثواني راح علي مكتبه، وكتب العلاج، وقرب منه تاني وقال: لما تصحي، خليها تجيب العلاج ده لنفسها وتمشي عليه، وفلوس كشف مش عايزها.
استغرب الدكتور وقال:
– بس عندي حالات تانية، مش هقدر أشرف على حالاتك وحالاتي.
مراد بهدوء:
– كمان شوية الشيفت التاني هيجهز، معلش، أنا تعبان ولازم أروح.
وبعدين بص عليا، وحس بندم رغم غروره وكبريائه ومعاملته الصعبة.
مشي وسابني نايمة، وهو طلع الشارع مش مركز مع حد، تركيزه كان فيا وفي معاملته القاـسية وتصرفاته معايا بجبروت.
دخل العربية، وأثناء وهو بيسوق، وقف مرة واحدة، والعربية اللي وراه وقفت بس خبطت في ظهر العربية. مراد لما شاف كده، اشتعلت الناـر في روحه وحب يفرغ الغضب اللي جواه. خرج من العربية، راح للراجل وخرجه من العربية وقال بعصبية:
– اطلعلي يا روح أمك وديني أدفعك حق العربية اللي كسـ.رتها، يا كلـ.ب، يا ابن الكلـ.ب.
وبعدين لكمه على وشه لدرجة اللي قدامه وقع من قوته، وفضل يضرـب فيه، محسش بالرحمة ولا شفقة. كل اللي عليه يفتكر اللي وجعه، ويفتكرني، ويطلع على اللي قدامه.
لكن مراد فاق لما الواد اتفاعل معاه وضرـ.به على وشه، لحد لما الناس فكّتهم.
مراد خد نفس من الغضب، مسح الدـ.م من على وشه، ورجع للعربية، وراح البيت. همد جسمه على الكنبة، واتنفس بعمق، وفي نفس الوقت بيتألم من الوجع. طلع علبة سجاـير من جيبه، وشرب كذا واحدة لحد لما صدـره وجعه من الشرب، ونام من التعب والتفكير.
في المستشفى، أنا صحيت من الوجع والصداع كان رهيب. قمت وملقتش قدامي غير دكتور تاني غير مراد، واقف مبتسم وبيطمن، وقال لي:
– الحمد لله على السلامة. عاملة إيه النهاردة؟
هزيت راسي وقلت:
– كويسة.
أنا ساعتها مكنتش فاكرة حاجة، والصداع كان قافش على دماغي. مفوقتش غير لما شفت صاحبتي بتطمن عليا وبتقولي بقلق:
– إنتي كويسة؟ عمل معاكي إيه؟ منه، الله، إحنا لازم نعمل محضر فيه.
سمعت كلامها، ومش عارفة أربط الأحداث، ومحضر إيه اللي نعمله؟ وفي مين؟ مش فاكرة حاجة.
سمعت لما قالت:
– أنا كرهت دكتور مراد ده. طلع راجل مش تمام، هو السبب في حالتك.
اتصدمت من كلامها، وكل حاجة رجعت في دماغي، وافتكرت لما زقني واتخبطت على دماغي.
قومت مرة واحدة بغضب وقلت:
– أنا لازم أمشي!
جيت أمشي، الدكتور وقفني وقال:
– مش هينفع. إنتي لسه تعبانه، ومحتاجه رعاية أكتر، بعد إذنك اقعدي. مش عايز مشاكل مع دكتور مراد.
بصّيت له بعصبية وقلت:
– دكتور مراد مين؟! اللي كان هيموـ.تني إمبارح؟! أنتوا فاكرينني هسكت على المهزلة دي؟! أنا مش هيطلع عليا صبح غير لما أكسـ.ر عينه!
ابعد بلا مراد، بلا زفت!
زقته بقرف، وصاحبتي كانت ورايا.
روحت على طول على القسم من غير ما أرجع البيت ولا أحط لقمة في بوقي. دخلت مكتب الظابط وأنا شكلي متبهدل وظاهر عليا التعب. قلت بضيق وجمود:
– أنا عايزة أعمل محضر ضرـ.ب وإهانة علنية.
كان ظاهر عليا الغضب في تعبير وشي.
الظابط رفع حواجبه باستنكار وقال:
– طب اهدي. عايزة تعملي محضر لمين؟ وفين؟ بطاقتك؟
بلعت ريقي وقلت بصوت مرتجف مزيج من الجمود:
– معيش، نسيت.
قفل عينه ونفخ بنرفزة.
قال ببرود:
– صبرني يا رب. البلاوي دي بتطلع منين؟ بصي يا أستاذة، مفيش محضر بيتعمل غير لما أعرف الشخصية اللي بتعامل معاها، مين؟ معكيش حاجة تثبت شخصيتك؟!
هزيت راسي بتوتر وقلت:
– لا.
شاولي على الباب وقال لي ببرود:
– يبقى اتفضلي، هاتي أي حاجة تثبت شخصيتك.
طلعت أنا وصاحبتي بخنقة، وكنت مصرة أعمل المحضر. وبالفعل، رحت جبت البطاقة ورجعت القسم بس المرة دي لوحدي. دخلت المكتب واديته البطاقة.
قال بجمود:
– عايزة تعملي شكوى على مين؟
قلت بسرعة:
– على مراد الديب.
رفع حواجبه باستغراب وسخرية وقال:
– مين؟
عدت اسمه وقلت:
– مراد الديب.
لقيته بيضحك بسخرية وقال باستهزاء:
– حاضر، أعملك محضر. اتفضلي، اقعدي. تحبي أجبلك حاجة تشربيها؟
رفضت باستغراب وشك وقلت:
– لا، شكرا.
هز رأسه بضحك وقال:
– استني، هجيبه لحد عندك.
كنت مستغربة من رد فعله، ومعرفش بيضحك على إيه. هي الناس اتجننـ.ت ولا إيه؟
قعدت شوية لحد لما مراد جه ودخل بهيبته. الغريب إن الظابط استقبله بفرحة، ومراد دخل حضـ.نه، وابتسم بخفة.
لقيته بيقوله:
– في واحدة بلغت عنك، معرفش إيه اللي حصل، بس قلت أجيبك. مش كل شوية بقى تجري البنات وراك لحد القسم.
بعدها ضحك مراد، بصلي بنظرة جامدة مفيهاش هزار وقال بسخرية:
– إنتي بلغتي عني؟ أول مرة حد يبلغ علي اللي نقذه، ولا إنتي من النوع اللي بيحب الدراما؟
الظابط ضحك وقال:
– شكلك تقلت عليها جامد قوي.
مراد بصله بهدوء:
– عمري ما بمد إيدي على ست. لو اللي حصل إمبارح كان تهور منها، وأيدي مكنتش ليها دخل.
قومت بغضب وقلت:
– إنت كذاب! إنت اللي شدتني من أيدي وقعتني على دماغي!
قربت منه بعصبية ونرفزة، ورفعت صباعي على وشه وقلت بتهديد:
– لو بتحسب إنك لعبت عليا وأضعف تاني قدامك في دي، استحالة. أنا هشتكيك للنيابة!
مادام طلعتوا صحاب..
الظابط خاف على مراد وقال:
– اسمعي يا آنسة، أنا شايف إن اللي حصل مجرد موقف صعب وقع بسبب سوء تفاهم، ومفيش دليل قاـ.طع يقول إن حضرتك اتعرضتي لأي اعتدـ.اء مش مفهوم.
مراد بدون ما يتهز:
– سيبها تشتكي. هو أنا هخاف كده كده معهاش دليل. تضدي. يلا عن إذنك يا درش، عشان ورايا شغل مش ناقص للعب العيال ده.
وبعدين خرج بهدوء ثابت، وده خلاني أتغاظ قوي من جوايا.
هشيط منه!
خدت البطاقة وخرجت وأنا متعصبة، حرفيًا كنت بلعن في اليوم اللي شُفت فيه مراد! اليوم عدى بالعافية، وتاني يوم، أنا وصاحبتي جهزنا خطة كاملة تهين كرامته وتدوس على غروره.
طبعنا شوية ورق، كله كلام يوجعه، وكان كله بيتوزع على الطلبة في الكلية. الورق فيه إهانة واضحة وصريحة لمراد، وده كان هدفنا.
مراد جه الكلية، وكل العيون اتجمعت عليه...
فيه عيون كانت بتبصله باستحقاـر، وعيون بتضحك بسخرية، وناس تانية بتتجاهله خالص كأنه مش موجود.
هو نفسه استغرب، لحد ما وهو ماشي، داس برجله على صورة ليه، وبص لقى الكلام اللي مكتوب!
وشه اتقلب، واتعصب جدًا... كانت الناـر مولعة جواه.
أنا حرفيًا فتحت عليه باب الجحيم، مش هزار.
وماكتفتش بده، لأ... كمان قدمت فيه شكوى رسمية لعميد الكلية.
العميد نده له وقال له:
ـ "إيه اللي بيحصل يا دكتور؟ معقول الكلام ده حقيقي؟! انت فعلًا هزّقت الطالبه قدام الدفعه؟! وضرـبتها؟!"
مراد قاله بغضب وهو بيكتم نفسه:
ـ "البت دي كدابة! وانت عارف إني عمري ما كنت كده! ده مش طبعي ولا شخصيتي!"
وبعدين صرخ بعصبية:
ـ "أنا محدش يتبلّى عليا بالشكل ده! ولا يقل مني! البت دي هتدفع التمن، وحسابها معايا صعب... وربنا لهوريها!"
العميد اتوتر من عصبيته، ومراد خرج من المكتب وهبد الباب وراه.
وأول ما خرج، وهو ماشي شافني، كنت لسه بوزع الورق.
قرب مني بخطوات تقيلة، ومسك إيدي بعصبية شديدة، وجذبني ناحيته، الوجع خلاني مش قادرة أقاومه.
سحبني لحد العربية، فتح الباب وحدفني جوا بعنـ.ف، وأنا لحد اللحظة دي مش مستوعبة اللي بيحصل!
كنت بحاول أهرب، بصرـخ، بنده على أي حد يساعدني.
بس هو ربط الحزام على خصري وصرـخ:
ـ "انتي تخرسي بقى خالص! أنا أتهان من واحدة زيك؟! أنــــا؟!
هوريكي مين مراد الديب، يا زباـلة!
انتي كدا لعبتي في المكان الغلط...
استني وشوفي، ده أنا هعيّشك أيام سوـدا!"
عنـيه كانت بتلمع من شدة الغضب، وأنا قلبي بيقع من الرعب...
لاقيته بيجري بالعربية بأعلى سرعة، وأنا بصرـخ ومش فاهمة رايح بيا فين!
وفجأة وقف في مكان فاضي وسط شجر، نزل من العربية، وفتح الباب وسحبني بعنـ.ف.
كنت بقاوم، بحاول أزقه وأصرـخ، وقلت له وأنا بعيط:
ـ "ابعد عني! سبني! حـراااام عليك!"
لكن هو راح جايب حبال، قعدني، وسندني على شجرة، وربطني بكل قوته وعصبيته، حباله كانت حاصراني من كل اتجاه...
وأنا فضلت أعيط، وقلت له:
ـ "حرام عليك! لي بتعمل فيا كده؟!"
بصلي وهو بياخد نفسه بعصبية، وقال بصوت كله خبث:
ـ "هو أنا لسه عملت حاجة استني عليا؟!
بصلي بعيون كلها شر، وركب العربية، ومشي...
سابني وسط المكان ده، وأنا بصرخ باسمه زي المجنوـ.نة:
ـ "مراااد! لاااا! متسبنيش هنااا! مرااااد!! وووووو
3/
كنت قاعده ومربوطة، وعربيته اختفت من قدامي. فضلت أعيط من الخوف، وقولت وأنا مش قادرة أتكلم:ونبي حد يساعدني يا ناس!"
حاولت أفك نفسي، بس مش قادرة. فجأة، لقيت أربع شباب ماشيين في الشارع، وكانوا واضح إنهم شاربين جامد. سمعوا صوتي، فوقف واحد فيهم وقال:
-استنوا، أنا سامع صوت واحدة، شكلها لعبت ولا إيه؟"
ضحك التاني وضرـبه على دماغه وقال:
-ضحك، هو أنت يا واد، ودنك مع الحريم دايمًا؟ والله الوساـخة ليها ناسها!"
زقه بهزار وقال له:
-شوف مين اللي بيتكلم، قاعد في الكباـريه مع نسوان، انصح نفسك يا حبيبي."
واحد منهم قال بجدية:
"يا جماعة، استنوا، فعلاً زي ما هيثم قال، في صوت واحدة."
التاني ضحك وقال:
-أنت كمان بتخرف زيّه، انتوا مشبعتوش من النسوان ولا إيه؟"
وبالفعل، وهم بيقربوا مني، شافوني وأنا قاعدة. كنت مش عارفة نواياهم، فقلت أستغيث بيهم:
-بالله عليكم، تعالوا فكوني."
همس واحد لهيثم وقال:
-الشك طلع في محله يا واد، شكلنا هنتمزج ولا إيه؟ أوووه، دي طلعت جامدة أوي!"
اتقربوا مني، وفي الأول كانوا بيكلموني عادي وقالوا:
-مين اللي عمل فيكي كده؟ وإيه اللي جابك هنا؟ مش عارفه إن الشارع ده مليان صيع؟"
كنت بشهق من الخوف، وقلت:
"في واحد ابن حرام سبني ومشي... والله مليش ذنب، ساعدوني بالله عليكم!"
الـ4 ضحكوا بخبث، وقال واحد منهم بنبرة جادة فيها خداع:
"أكيد طبعًا هنساعدك."
واحد منهم قرب مني وفك ايدي، فقمت واتكلمت براحة:
"شكراً، من غيركم كنت هموـت في مكاني."
ضحك واحد منهم وقال بسخرية:
-إحنا كمان منرضاش نسيبك في مكان زي ده، انتي ست الكل والجمال."
وبص لي بشهوـة، ومرّر شفايفه بشوق.
كنت خايفة جدًا من تعبيرات وشه وتصرفاته، وكنت حاسة إنه مش ناوي علي خير.
قررت انفد بروحي بسرعة، وقلت:
-أنا همشي بقى، متشكرة على المساعدة."
لكن واحد منهم مسك إيدي وقال:
"رايحة فين؟ مش المفروض تردي الجميل بردو؟ ولا إنتي أنانية؟ مبتساعديش غيرك؟"
بلعت ريقي بخوف، وبعدت إيدي، وقلت:
-لو كان في إيدي أعمل حاجة ليكم، ما اتأخرتش، لكن والله تعبانة ومش فايقة... خلوني أمشي الله يكرمكم."
ضحك واحد منهم وقال وهو بيقرب:
-يا بنتي إنتي فاهمانا غلط... إحنا ناس طيبين والله، بس مش بنحب حد يتهرب مننا، خصوصًا لما نكون عملنا معاه واجب!"
قلت ودموعي نازلة:
- أنا مقدّرة والله، بس مش قادرة، تعبانه وخايفة و...
قطـ.عني وهو ماسك دراعي جامد:
- طب ما نهوّنك يا ست البنات... تعالي نوصلك بطريقتنا
قلبت عيني عليهم... الكل بيبص بنفس النظرة اللي ترعب أي واحدة، وخطوتهم بتقرب، وأنا بتراجع... وقلبي بيخبط خبط مش طبيعي، ولساني مش قادر ينطق وفجاه واحد قطــ.ع لبسي وصوتت جامد من الخضه والخوف
بس سمعت.. صوت عربية فراملها بتكسـ.ر الهوا، نورها ضرـب في وشوشهم... وصوت رجولي عالي قال:
- سيبوها يا ولاد الكلـ.ب! ميزت الصوت وقولت مراد !!
- فتح الباب بعنــ.ف وكان شكله بيولع ناـر جري عليهم وانا قربت منه وسترت نفسي ومراد دخل فيهم شمال ..وقف قدامهم وقال ببرود قاتل:
- رجالة إنتو؟ أربعة على واحدة؟
ده حتى الكلاـب عندها نخوة.
واحد منهم قال له بتحدي:
- مالكش دعوة يا عم، كنا بنساعدها.
مراد ضحك بس كانت ضحكة مرعبة:
- تساعدوها بقطـ.ع هدومها؟ دي مساعدة ولا وساـخة؟
وقبل ما يكملوا كلام، دخل فيهم ضرـب:
بوكس وقع واحد، والتاني خبطه في بطنه،
مسك التالت ولبّسه العربية
والرابع وقع من الخوف، وبعدين بص بقرف وقال: "أوساـخ."
قرب مني بعيون جامدة وغضب، وقلـ.ع الجاكيت ولبسني إياه. روحت بعصبية وصراخ، ورميت الجاكيت وقلت:
-مبسوط؟ يارب تكون مبسوط! أهو خدت حقك وزيادة! إنت بسببك كنت هموت ما بين أيديهم! عارف لو كانوا خدوني كان هيحصل إيه؟! إنت عارف يا أستاذ مراد، ساعتها مش هعيش ثانية في أيديهم! أنت بجد شخص أناني أوي وبكرهك! بكرهك!"
مراد جز على سنانه وكتم نفسه بضيق، وجاب الجاكيت وقال:
-يعني مش هتيجي؟"
بصيت له بقرف وقلت:
-رجعني لبيتي زي ما خدتني! رجعني!"
نفخ بملل وفتح الباب وقال: اركبي."
روحت ركبت وهو ركب وساق العربية، وأنا حضـ.نت نفسي وكنت بعيط بصمت.
مراد بجمود قال:
-البسي الجاكيت ده وبلاش تعاندي."
قلت وأنا ثابتة على موقفي:لا
مراد بصوت متنرفز وقال:أحسن. هو أنا هتحايل عليكي؟"
بصيت له بقرف واكتفيت بالصمت.
وبعدين، روحني عند بيتي في السكن وسبته بدون ما أتكلم. كان باين عليه التعب وهو بص عليا وأنا ماشية، ونفخ بضيق من أسلوبه وتصرفاته معايا. حس بشفقة وندم، معرفش ليه بيعمل كده معايا وليه أنا بالتحديد.
مراد سبني ومشي وأنا طلعت لفوق.
خبطت على الباب وأنا تعبانه، اللي فتح لي كان شاب، استغربت وقلت:إنت مين؟"
بصلي بسخرية وقال:إنتي اللي مين؟
صحبتي جت سحبتي من إيدي وأنا مش فاهمة حاجة، والشقة مليانة دخان.
بعدت إيدي وقلت بعصبية:
-إيه اللي بيحصل هنا؟ ومين الراجل ده؟ يا شيماء من إمتى بنجيب رجالة في البيت؟! ولا مفيش احترام لأهل البيت؟! وفين باقي البنات؟!"
شيماء بصّت لي بتوتر وقالت:
-اهدئي بس يا بنتي، مالك؟ ده صاحبي... جاي يسلّينا شوية بدل ما إحنا مخنوقين كده طول الوقت!"
اتصدمت من كلمتها، وقلبي وقع، قولت لها وأنا صوتي بيرتعش:
-تسلّينا؟! دي شقة سكن للبنات مش كباـريه! فين احترامك لنفسك ولينا؟!"
الراجل اللي واقف ضحك وقال بسخرية:
-يا بنتي اهدى، شكلك محتاجة تشربي حاجة تفكك، شكلك متعكننة جامد!"
زقيته وأنا بعيط:إبعد عني، ماتلمسنيش! أنا مش زيكم!"
شيماء بسخرية:
-مش زينا إزاي؟ بصي على نفسك في المراية! شكلك اتبسطتي مع مراد الديب أوي ولا إيه يا حور؟ ولا شايفة نفسك ملاك ظالم؟ واحنا بس اللي ملفوفين بالملاية؟!"
سمعت كده وضرـبتها بقلم على وشها لدرجة الغضب.
شيماء مسكت وشها بصدمة، والواد شهق بصدمة، وقلت:
-لحد هنا وكفاية! إنتي يا شيماء يطلع منك الكلام ده؟ ده أخلاقي عشان تقولي عليا كده؟ أخس عليكي! مكنتش عارفة إنك ليكي وشين! استحالة تكوني صحبتي!"
لقيت باقي البنات فاطمة وهاجر جايين من الأوضة على صوتنا، والغريبة معاهم شباب أول مرة يحصل الوضع ده! دول استغلوا اختفائي...
وجهت كلام ليهم كلهم وقلت بقهر ووجع:
-إزاي كده؟ دي شقة سكن! إزاي ليكم عين تعملوا الكلام ده في بيت ناس غريبة؟ إزاي؟!!"
وبعدين بصيت بقرف ودخلت الأوضة وقفلت على نفسي. الريحة كانت خانقة، والدخان مالي المكان. حسيت إني في كابوس... كرهت كل حاجة في اللحظة دي.
رميت نفسي على السرير، كنت مرعوبة من الشباب اللي كانوا في الشارع، ومن مراد، ومن شيماء واللي حواليا...
حضـ.نت نفسي وأنا بعيط، دموعي نازلة بدون صوت، وحسيت إني لوحدي وسط الدنيا... مفيش أمان... ولا حتى في بيت المفروض يكون فيه صحابي.
اتنهدت بتعب، بس سمعت صوت ناس تانية غريبة، وخبط جامد.
سمعت صحابي بيقولوا:
-والله ما عملنا حاجة يا باشا!"
غير كده خبطوا عليا جامد وكنت خايفة أوي! فتحوا الباب بقوة، وشهقت بخوف، ولقيتهم قربوا مني، وشدوني من جسمي.
فضلت أتكلم بعياط وقلت:
"أنا مليش ذنب والله يا باشا، وحياة عرضك أنا بريئة! حتى مكنش معايا حد في الأوضة!"
اتنفضت بصوت رجولي وقال:
"اخرسي! مسمعش صوتك قدامي يا أوباش!"
مشيت معاه وأنا معنديش حيلة! لا أقدر أناهد ولا أدافع عن نفسي. دخلت البوكس معاهم وأنا بترعش من الخوف.
لقيت شيماء بتزعق فيا وبتقولي:
-شاطرة! بلغتي عننا! أهو شلتي معانا والسـ.جن هيلمنا أنا وانتي عشان غباـئك! اشربي بقى!"
قلت بارتجاف:أنا مبلغتش على حد والله!"
صرخت في وشي وقالت:
-كدابة! أكيد بلغتي عننا! مصدقش منك!"
فضلت أعيط ومش مصدقة إن كل ده بيحصلي.
روحنا القسم وكنا واقفين في مكتب الظابط.
الظابط دخل المكتب وهو ماسك الورق وباصص عليهم من فوق لتحت، صوته كان حاد وجامد:
-حد يفهمني إزاي شقة سكن للبنات نلاقي فيها رجالة؟! أنتم فاكرين نفسكم فين؟ في أوضة نومكم؟!"
بص لشيماء: وإنتي! الشقة دي باسمك؟
شيماء بتتوتر:
– لا يا باشا، دي بتاعة واحدة صحبتي...
الظابط ضرب المكتب بإيده بعـ.نف:
– يعني لا شقة ليكي، ولا حق تدخليها، وجايبة رجالة كمان؟
إنتي فاكرة نفسك صاحبة كباـريه وفتحاها دعاـره؟
عيب تتقال عليكي بنت، دي أقل من قلة الأدب!
بص للبنات:
– وأنتوا؟ فين عقولكم؟ سايبين شقة سكن تتحول لوكر؟
ولا مستنين يحصل مصيبة عشان تفوقوا؟!
بص للشباب:
– وأنتو؟ مش قادرين تفرقوا بين الجدعنة وقلة القيمة؟
داخلين شقة بنات؟ دي رجولة دي؟!
وبعدين بص عليا بشك وقال:
-مش انتي اللي كنتي عاملة محضر لمراد الديب؟!"
كلمت بقلق:أنا!!"
قال ببجاحة:أها، انتي هتهزري معايا؟"
اتكلمت بدموع:أها، بس سحبت شكوتي."
راح قعد على المكتب ورفع رجله عليه وقال:
-ممم يعني بتبلغي على الراجل بمصـ.يبة وانتي أصلاً جايّة بمصاـيبك؟ ده انتي جاحدة بتبلغي على الراجل الغلبان وهي أصلاً طالعة من بيت الدعاـرة، شوية أوساـخ بصحيح..."
كله دلوقتي هيتكتب في المحضر عسكري.
-تعالي خدهم على الحجز، عقبال ما أشوف لهم صرفه..."
خدونا كلنا، وأنا فضلت أعيط وقلت:
-بالله عليك يا باشا أنا مليش دعوة بالحوار ده ونبي!"
الظابط بصوت جهوري قال:خدهم من قدامي!"
دخلت الحجز وأنا خايفه كأني داخلة ساحة حرب.
كل العيون عليا، وفي واحدة ست كبيرة قامت، قربت مني وبصّت لي بتركيز:
-بصوا يا بنات... جايلنا عروسة جديدة!"
-وشها نضيف أوي، شكلها متعودة على الشامبو مش على البهدلة!"
-إنتي جاية هنا ليه يا قمراية؟!"
سكت، مش عارفة أرد.
قربت مني أكتر، وقالت بنبرة كلها غِل:
-فاكرة نفسك أحسن مننا؟!"
-قوليلي... كنتي ماشية على الكورنيش ولا في فيلا؟"
مدّت إيدها فجأة وخبطتني على وشي:انطقي لما حد يكلمك!
-أنا... والله ما..."
-ما إييييه؟!"
وطت ومسكت شعري:بتردي عليّا؟!"
-ده انتي لسه جديدة ومش عارفة قوانين المكان!"
شدتني من شعري وفضلت تخبط راسي في الحيط.
-اتعلمي تحطي عينك في الأرض!"
-مافيش بنت تدخل هنا وشها يفضل زي ما هو!"
حرام عليكي... وجعتيني..."
-أنا؟ أنا وجعتك؟! طب خدي دي كمان!"
وضرـبتني بالقلم تاني.
-وقومي لمّي شعرك يا مقطوـعة!"
-مش هتنامي قبل ما نعلّمك الأدب!"
واحدة من البنات قالت:كفاية يا سكينة، البنت مغلوب على أمرها!"
-انتي سكتّي خالص... أنا لسه ما بدأتش!"
وبصّت لي وهي بتقرب تاني.
-جاييالك يا قمراية… الليلة دي طويلة."
قربت مني وفضلت تضرـب فيا لحد ما وشي ورم من الضرب، واغمي عليا.
الست خافت وشيماء زعلت عليا وبعدت الست عني وقالت:
-ابعدي يا وليه! انتي والله هلم عليكي!"
القسم كله يلهوووي، الحقوني يا ناس!
صحبتي أغمي عليها يا ناس!
-بت يا حور! فوقي!"
ماعرفتش أفوق وكأن جسمي لما صدق يلاقي حتة يسند عليها.
الصبح صبح عليا، ولاقيت العسكري بيطلبني.
قومت وأنا جسمي همدان، روحت معاه، لما صدقت أطلع وأشم هوا.
دخلت مكتب الظابط، رميت عيني عليه، بس لقيت مراد الديب موجود!!!
قربت منه وقلت باستغراب:أنت طلبتني؟!"
بقلم ميمو
مراد وهو حاطت صباعه على طرف شفته، مستغرب من تشوـهات وشي، قال:
-أها، عشان أخرجك، ولا إنتي مش عايزة؟"
قلبي فرح ونسيت كل حاجة عملها معايا من أجل سمعتي وحياتي، وقلت بفرح:
-أيوة، ياريت! هكون متشكرة لحضرتك!"
مراد قام ووقف قدامي، وحط إيديه في جيوبه وقال بجمود للظباط:سيبنا لوحدنا يا درش."
الظابط ابتسم وقال:أكييد!"
وبعدين خرج.
مراد قال:بس بشروط!"
استغربت بتوتر وقلت:
إيه هي؟"
مراد ببرود قال:
-طبعاً الكلام ده هيبقى استحالة بالنسبالك، بس إنتي قدّره يا مصلحتك، يا تعيشي طول حياتك في السـ.جن، تختاري إيه؟"
بلعت ريقي وقلت:إيه الشروط؟!"
مراد ابتسم بهدوء وقال:
-تتجوزيني شهر واحد، والمقابل هتطلعي من السـ.جن، وكمان هريشك وهعيشك في بيت حلو بدل الشقق السكن، واللي منها. رأيك إيه؟!"
فتحت بوقي من صدمة وقلت:تتجوزنييي؟!!!؟!"
4/
روحت قولت بصدمه:تتجوزني؟!! إنت أكيد بتهزر، صح؟ ولا عشان شايفني في أسو.أ حالاتي وبتستغل ظروفي؟! فاكرني هقبل وهضعف وأوافق؟! لو فكرت كده، تبقى بتحلم! مستحيل أوافق على اللي في دماغك!"
حسيت بوجع في قلبي وأنا بقول كده، وكان وشي مكشر من الغضب. لاقيته اتنهد نفس طويل، وكأنه كان متوقع رد فعلي ده، وأخذ نفس عميق وقال بهدوء وبرود:
"طيب، براحتك. لو واحدة مكانك، كانت وافقت. أكيد مش هتسيب نفسها مرمية في السـ.جن. فاكرة إنك هتطلعي بسهولة؟! ده لسه في تحقيقات،و ملفات هتتفتح، وحوارات وإثبات حاله. المواضيع دي مبتتقفلش، بالعكس بتكبر وتزيد. وكل ده هيأثر على سمعتك واسمك. إحنا لسه في البداية، وأنا مش هضغط عليكي، لكن في الآخر القرار ليكي."
أنا بصيت عليه بغل وغيظ، وكل مشاعري كانت مختلطة. جوايا حيرة شديدة. حاسه إن دماغي وقفت لحظة. هل أوافق وأخلي نفسي في ورطة أكبر؟ ولا أرفض وأتمسك بكبريائي؟ لو وافقت، هكون سهله في إيديه وهيستغلني بعد كدا وهيزلني قلت له بنبرة قوية، رغم القلق اللي كان جوايا:
"لا، مش موافقة على عرضك. أنا هعرف أطلع نفسي، ده اسمه استغلال! ومشيها بالصفقة؟! أنا مش بضاعة تتشترى وتتباع. على كيفك، عن إذنك."
جيت أمشي، لكن مسك دراعي بشدة لدرجة خبطت في صدـره. حاسيت أنفاسه بتلسع في وشي من شدة غضبه. قلبى كان بيدق بسرعة، وحسيت بأيديّ بتتعرق. بصيت في عيونه، وكنت مرـعوبة من نظراته اللي كانت مشتعلة بالغضب. قال بصوت واطي، حاد جدًا، وكأن كل كلمة بتخترقني:
"إنتي فكراني عايزك عشان بحبك؟ ولا عشان عاجباني؟ ولا حتى عشان هموـت عليكي مثلاً؟"
سكت لحظة، قرب مني أكتر وقال بصوت أخف، بس كان أشرس:
"أنا مش من النوع اللي يحب بسهولة، ومش من النوع اللي يستغل كمان... بس إنتي كده بتكبّريها والموضوع مش مستاهل الحجم ده كله."
حسيت بالضغط، جوايا مشاعر مختلطة بين الغضب والارتباك، وكأني مش قادرة أسيطر على الموقف.
وبعدين زقني ، كنت هقع، وقال بنبرة ساخرة:
"بس تمام، خليكي فالمثالية بتاعتك، وشوفي هتوصلك لفين."
حسيت بالغضب والاهانة، وقلبي كان مشوش وعايز أصرخ، بس كنت مش قادرة.
ومشي وقال جملته الأخيرة:
"أنا عرضت عليكي حل، بس افتكري لما تتزنقي، اعرفي إنك رفضتي برغبتك."
فتح الباب ومشي، سابني واقفة في مكاني، قلبي بيرتعش من الخوف وضياعي اللي كل يوم يكبر.
دخلت الحجز تاني، كنت مغلوب على أمري، لقيت نبرة الست بصوت ساخر:
"الله... رجعوا الهانم؟! فين بقى الباشا اللي هيطلعك؟ شكله خرم في الكلام وسابك في الزنقة!"
نظرت ليها ببطء، عيني كانت تقيّمها من فوق لتحت، حاسّة بالإهانة.
وقربت منها بخطوة، وصوتي كان نازل تقيل:
"اسمعي يا ست... إنتي آخر واحدة تفتحي بوقك معايا، فاهمة؟! أنا سايبالك الزنزانة عشانك غلبانة، لكن لو فتحتي بوقك تاني، هخليكي تتمني إن الحيطان تطبق عليكي ومحدش يسمع صوتك!"
بصت عليا بسخرية وضحكت باستهزاء وقالت:
"لا بجد، النعامه شدت حيلها اهي، وبقا ليها صوت تهددني وتعلي صوتها كمان، ده انتي يومك اغبر معايا."
حسيت بالرعب جوايا، لكن حاولت أكون قوية مضعفش قدامها. ومسكت نفسي وضرـبتها.
الست اتصدمت وقالت بعصبية:
"دي طلعت بتضرـب! وديني لدوقك الموـت!"
فضلت تضرـبني بعنـ.ف، صحابي كانوا خايفين مش قادرين يتحركوا. حاولت أستغيث بالعساكر لكن مفيش حد جيه يساعدني.
حسيت بالوجع في كل حتة في جسمي، خاصة لما ضرـبتني في بطني برجليها. الألم كان قوي جدا لدرجة إني صرـخت بأعلى صوتي، ولحظتها دخل العسكري وفكها عني بالعافية.
فضلت أعيط وحضنت نفسي، جوايا ألم وحرـقه مش قادرة أستحمل. صحابي اتلموا عليا بخوف، والعسكري خد الست وقالها:
"قدامي يا متهمة، شكلك عايزة تتربي من أول جديد."
الست ردت بسخرية وقالت:
"الوـسخ عمره ما بيتنضف يا باشا."
بعد كده خدها، وقال لها:
"يلا يا أختي، يلا قدامي.".
فضلت نايمة يومين كاملين، مش قادرة أتحرك ولا أقوم، جسمي كله في وجع. لكن بعد كده، حياتي هتتغير.
العسكري خدني معاه، وكان جسمي بيتنفض من الألم. روحت مكتب الضابط، ولقيت مراد تاني. لما شافني، حس بضيق وغل من اللي حصل.
مراد بص ليا بجمود، كان فيه ضيق في صوته. لقيت الست اللي ضرـبتني، والضابط بيقول لها:
"هي دي اللي ضرـبتك؟"
بلعت ريقي بتوتر، ورديت بصوت تعبان:
"أيوه."
الست قربت مني بغضب، وقالت:
"دي كدابة يا باشا، أنا ضرـبتك يا بت، انطقي!"
الضابط صرخ:
"ارجعي لمكانك يا مر.ا، والا..."
مراد قط.عه، وبصلي بجمود، وقال بصوت ضيق:
"زي ما ضر.بتك، اضر.بيها."
حسيت بالصدمة والخوف، لكن مراد قال لي:
"اضر.بيها وخدي حقك دلوقتي، ومتخافيش."
بلعت ريقي، وكان جسمي كله بيرتعش، وخفت أمد إيدي عليها.
لكن مراد قال بصوت حاد:
"بقولك اضر.بيها."
صوته كان رعشني، وأديت لها ضر.بة جامدة بالقلم، مكتفتش بكده، ضر.بتها ضر.بات تانية متتاليه
وانا جوايا غل وحقد منها، كل اللي حسيت بيه كان جر.ح في كرامتي اللي اتداس عليها. كنت حاسة إني رجعت حقي بأيدي، لكن في نفس الوقت، تذكرت إني خدت القرار ده بأمر من مراد مش بإرادتي، وده اللي زاد قهري.
الست صر.خت في وشي، مسكت في شعري بشدة، وجعتني جداً، وقالت لي:
"إنتي مجنو.نة! شكلك استحلتيها قدامهم! لو كنتي قدامي لوحدي كنت نزلتك لسابع أرض وما هتعرفي تطلعي منها تاني."
مراد، اللي كان هادي لحظة، قام بسرعة بعصبية وزعق فيها بشدة، زقها بعيد عني ورماها على الأرض. بعد كده خدني في حضـ.نه، وكان صوته غاضب جداً لما قال لها:
"لتاني مرة تمدي إيدك عليها، أقسم بالله لقط.عهالك، ما هتعرفي تعيشي من غيرها تاني، فاهمة؟!"
الظابط بص بجمود وقال:
"خلاص يا مراد، عسكري خد البت دي وحطها في الحجز الانفرادي وممنوع عنها أي زيارات عشان تتربي وتتعلم الأدب، إنها متمدش إيديها على حد."
العسكري خد الست وطلع بيها، وأنا في اللحظة دي كنت مش مستوعبة حاجة. كنت في حض.ن مراد، لكن بعدت عنه بشمئزاز، مش عارفة أواجهه.
بصيت في الأرض وقلت للظابط بصوت تعب:
"شكراً يا باشا على المساعدة. ممكن أروح مكاني؟"
الظابط شافني بدهشة وقال:
"إنتي مستغنية عن نفسك؟ ليه مفيش حد يسأل عليكي؟ ولا حتى محامي يدافع عنك ويطلعك؟ بصراحة مستغرب منك."
بصيت لمراد وأنا حاسة بالحزن الشديد، وقولت بصوت مكس.ور:
"أنا مغتربة هنا علشان أكمل تعليمي، وأهلي في محافظة بعيدة، مفيش غير أخ وأم، ومش عايزة أحكي تفاصيل حياتهم دلوقتي. أنا بريئة قدام ربنا، لو مفيش حد يدافع عني، فربنا هو وكيلي، وسايبة أمري لله."
الكلام ده كان جوايا مؤلم وحسيت كأني مش قادرة أتحمل أكثر.
مراد حس بتأنيب ضمير، وكان واضح إنه ندم على اللي حصل، وده كان زيادة في قسو.ته.
بصيت على الظابط ودموعي كانت محبوسة جوايا، قلت له بصوت ضعيف:
"حضرتك محتاج مني حاجة؟!"
الظابط ابتسم وقال:
"لا، بس من النهاردة إنتي حرة، وكل ده بفضل أستاذ مراد اللي تكفل بيكي. حالياً قفلت المحضر، تقدري تمضي هنا وتروحي."
بصيت بصدمه وضيق، حاسة بالاستغراب، وقلت له:
"أنا ما طلبتش منك تساعدني ولا تتكفل بيا. مش عايزة أوافق على اللي في دماغك، انسى الموضوع ده لو كنت مخرجني عشان كده."
مراد، بصوت ما فيهوش تعبير، قال:
"لو مش حابة تخرجي، عادي، خليكي هنا. بس كل ده بيعد على حساب سمعتك وبتخسري نفسك أكتر. هتقعدي هنا وتتبهدلي، ولا تعيشي مرتاحة في المدة اللي أنتي تختاريها؟"
اتنهدت بحقد، وروحت مضيت على الورقة وأنا متضايقة و. قلت : "على جثـ.تي!" وسحبت جسمي بوجع.
مراد ابتسم ابتسامة جانبية وقال:
"عارف إنك هترجعي تاني وتتذلي."
كنت في الشارع، تايهة في أفكاري ومش عارفة أتصرف في مصيري، وكمان مش عارفة هلاقي بيت فين دلوقتي، والإيجارات غالية جداً. وصلت للبيت ولميت حاجتي، وحاولت أعد الفلوس، لكن لقيتها مش هتكفي. اتصلت ببابا، وقال لي إنه مش قادر يساعدني بسبب مصاريف أخوه وتعليمه، وقال لي: "اشتغلي واصرفي على نفسك مؤقتاً." الكلام ده كان صعب عليا، قفلت معاه ودموعي كانت بتنزل بقهر. مسحت دموعي وحاولت أدور على سكن بسعر مناسب، لكن مفيش، وكل الخيارات كانت فوق طاقتي.
آخر حاجة، زهقت، قعدت على الرصيف وحطيت إيدي على خدي بحزن. مفيش حل تاني. حتى لو اشتغلت، الفلوس مش هتكفي. استنيت لبليل عشان أروح للعيادة، وكنت عيني مكسره ومليانة حزن. بقلم مينو
فتحت الباب ولقيت مراد مركز في الملفات، لما لمحني، وقال
"كنت عارف إنك هتيجي. خشّي، وقفلي الباب."
دخلت، قفلت الباب ووقفت قدامه، وأنا هزيلة.
قلت له:أنا موافقة، بس ليا شروط."
مراد ابتسم ببرود، وسند ظهره على الكرسي وقال:
"اشرطي زي ما أنتي عايزة، بس بالحدود."
قلت له بضيق: بقلم مينو
"تديني فلوس واللي أطلبه تدهولي. ومش عايزة تقرب مني، خصوصياتي لنفسي، وكل واحد يعيش الجنب اللي يريحه."
ضحك بسخرية وقال:
"ولا أن شايفك داخلة على طمع، بس حقك، وأنا مش هرفض. أما بالنسبة اقرب ولا لا، فمتقلقيش، علاقتي بيكي هتبقى سطحية. مش هختلط بيكي، لأني مش من نوعي ولا من ذوقي في الستات. ومش هتدخل في حياتك، بس البيت هيكون في حدود واحترام، والقوانين ثابتة. هقولك عليها لما نتجوز."
قلت بحيرة: بقلم مينو
"إنت عايز تتجوزني ليه؟ مادام مش عاجبك؟ عايز تنتقم تاني وتكسر عيني ياأخي مكنش كوبايه عصير وقعت من غير قصد؟"
مراد ضحك وقال:
"الحكاية مش كده خالص، بس اظن ده ميخصكيش. أنا عايزك لمصلحتي، وإنتي هتاخديني لمصلحتك. أنا عارف إنك محتاجة فلوس، وده خلاكي تلجئيلي، يعتبر مشكلتك اتحلت اتحلت. المهم، يعني افهم كدا انك وافقتي!!."
قلت له بشك:
"إنت عايز تتجوزني ليه؟"
مراد نفخ بزهق وقال:
"ما أنا قلتلك، ميخصكيش. لو مش عايزة، براحتك."
اتنهدت بقرف وقلت: أمتي!
مراد ابتسم ابتسامة منتصرة وقال:
"بدأتي تعرفي مصلحتك. هنتجوز بعد تلت أيام. هجبلك كل حاجة عندك، متقلقيش. بالنسبة للشقة، هوصلك وهوريها لك. كده اتفقنا!"
هزيت راسي بالموافقة.
مراد خدني ووراني الشقة، وأعرفني كل حاجة فيها. وقال:
"دي شقتك اللي هنعش فيها لمدة شهر. فلوسك هتخديها كاش، تلاتة مليون جنيه. مبلغ متحلميش بيه، هيسدد كل المصاريف واللبس هجبلك بكرا. أظن كده راضيتك. انتي كمان راضيني."
قلت باستغراب: ازاي
مراد قرب مني ولمس أنفي وقال:
"لما يجي اليوم الأول هتعرفي، يلا. أنا همشي دلوقتي."
سحب نفسه ومشي، وأنا دخلت الغرفة وقعدت ...عدي التلت أيام ويوم جيه، ومراد جاب لي المكياج والفستان، وانا جهزت نفسي، مراد دخل عليا، وانبهر من جمالي، بس بلع ريقه بصعوبة محبش يبين اعجابه.
قال بجمود:"يلا، المأذون جه."
خدني المأذون وكتب الكتاب. بقيت مراته. ما كنتش فاهمة إزاي وافقت، كأني رجعت لعقلي فجأة. "يخربيت الغباـء!" قلت في نفسي. لو بابا عرف، هيموـتني. "يا رب سترها."
بعد ما كتب الكتاب، مراد وقف قدامي وقال:"كده ناقص تراضيني وقالي تعالي معايا
مراد خرجني من البيت وركبني في العربية. كنت مش فاهمة هو رايح فين.
سألته بخوف:إنت واخدني على فين؟"
قال لي:هتعرفي."
رحت معاه لحد ما وصلنا لقاعة أفراح وخرجني من العربيه وخدني من أيدي وانا كنت مستغربه معقولة عاملي فرح!!! قولتله باستغراب هو انت عاملي فرح ؟!
ابتسم ببرود وقال:
"الفرح فرحي، مش بتاعك."
مفهمتش، لحد ما لقيت عيلته، وبنت واقفة قدام القاعة. لما شافتني لابسة فستان وماسكه إيده، قالت بصدمه:
"مين دي يا مراد؟ ولابسه فستان زيي ليه؟"
مراد قال ببرود وصوت جامد:دي مراتي."
البنت اتصدمت وقالت بصدمه وصوت عالي: مراتك!!!
قولتله بحيره واستغراب : أنا مش فاهمه حاجه..مهتمش لكلامي وجه كلامه للبنت وقال:
" اها مراتي أنا اتجوزت البنت اللي عايزها، ومش عايز غيرها. دلوقتي هي مراتي على سنة الله ورسوله."
البنت وقعت من طولها من الصدمه، وأنا اتخضيت في مكاني.ووووو
5/
لاقيت البنت وقعت من طولها وكلهم اتلمو عليها وانا اتخضيت في مكاني بعدت ايدي بضيق وقولت:
_ هو انت جايبني هنا عشان تغيظها بيا انت استحاله تكون طبيعي بجد ،جيت امشي مسك ايديا وقربني منه وهمس بصوت حاد:
_ اظن دي اتفاقية ما بينا يعني متدخليش في اللي ميخصكيش، فكري في مصلحتك وبس، ودلوقتي انتي مراتي قدامهم، ومحدش عارف اللي ما بينا لو لمحتي بحاجه غلط هزعلك، واديكي شوفتي زعلي عامل ازاي، فا نفوق لنفسنا وخلي الليله دي تعدي علي خير،...
بعدت ايدي بنرفزه وكره منه واكتفيت بالصمت بس لاقيت أبوه بيقرب منه بغضب وبخطوات تقيله وقال بصوت حاد:
_ أنا عايز دلوقتي افهم مين دي ومراتك ازاي ،انت بتتجوز من ورانا يا استاذ مش عامل تقدير و اعتبار أن في اب وام في حياتك، ولا خلاص ملكش كبير يحكمك، شكلي قدام عمك هيبقى اى!! عيل صغير ملهوش كلمه، ولا حكم علي أهل بيته والله عال،..!!
وبعدين اكلم بسخرية واحتقار :
_وبص عليا وقال وبعدين مين دي، جايبها من الشارع ولا جايبها عشان تشمت فيا، وتعرف تكسـ.ر عيني بيها قدام عمك..!! اول لما قال كدا وانا حزنت علي نفسي وقليت بنفسي عشان الفلوس، واهو خدت الكلام اللي يهين كرامتي، مراد بسخرية :
_وببرود ممزوج بضيق مبدئيا دي مراتي، وبحبها وكنت مرتبط بيها من زمان ،ومسمحش حد يغلط فيها ،عشان قيمتها من قيمتي، مفهوم ولا انت ولا غيرك يقل أدبه علي مراتي ولا يقل بكرامتها، وبعدين هو فعلا مفيش حد يمشي كلامه عليا، عشان كدا عملت اللي عاوزه، واللي يريحني أنا مفيش حد يقولي انت هتعمل اى ،ومتعملش اى حتي انت اخر واحد يحكم عليا اصلا ..ضرب الكف كان صادم، ووش مراد لف ناحية أبوه ببطء، وعيونه مش ساكتة… مليانة غضب، بس مكمّله هدوءه الظاهري وانا شهقت من الصدمه .
وقال بصوت زعيق مليان غضب وكره:
_ انت اتجننت؟! بترد عليا كدا؟! ده إيه قلة الأدـب دي؟! انت مين أصلاً عشان تتكلم كدا؟! بتقولي أنا حر ومحدش لي كلمة عليا هو انت عشان كبرت وبقيت بشنبات هتفتح صدـرك عليا ده انا ياض اللي كبرتك ،ونضفتك ولبستك ،وعلمتك واكلتك احسن، اكل واحسن شرب وبقا ليك اسم حامل اسم عيلتك ،اللي تشرف بلد بحالها ،وفي الاخر اسمع منك الكلام الوسـ.خ ده وتقل بيا قدام الناس يا خساره علي تعب عمري اللي شقيته عشان اطلعك بالطول، اللي انت فيها دي تربيه زبا'له ،...مراد عض شفاـيفه بقوة عشان يسيطر على أعصابه، ووشه احمر من الغضب، لكنه ما نطقش، بس عينه بتقول كتير. وأنا كنت واقفة جنبه، حاسة إن الأرض بتتهز من تحتي من الإهانة، لكن مراد مسك إيدي وقال بجفاف:
_فعلا تربيه زبا'له ما دي تربيتك فا عشان كدا مش هلومك ولا هرد عليك. وبعدين مسك ايدي لدرجه حسيت بشعور الغضب منه وبيفرغها في أيدي ووجعني ..سمعت صوت صرـيخ جاي علينا وقال مراااد !!!..بصينا عليه لاقيت شاب بجسم رجولي جري عليه وزقه، و وقعه علي الارض، وفضل يضرـب فيه وانا كنت مرعوبه في مكاني، ومش عارفه اتصرف ازاي لاقيته بيضرب في وقال :
_ده انت طلعت حقيـ.ر وزبا'له بقا بتعمل في اختي كدا وبعدين ضرـبه وكمل كلامه اختي أنا يا مراد، دي بنت عمك يا وسـ.خ، بقا بتخونها مع واحده تانيه، لا ومراتك كمان أنا راجل وسـ.خ، عشان اديتك اختي اللي الناس بتتمني ضفرها و رضاها، يا حيو'ان والله لموـتك علي ايدي، انهارده عشان قليت بيها ،وكسفتها قدام الناس بقذـارتك، مراد زقه وضرـبه علي وشه وقال بصوت مكتوم في غضب :
_وهو حد قالكوا اني كنت عايزها اصلا ابوك وعمك هما اللي غصبوني عليها يا غبي أنا مقصدش اكسـ.رها بس هما اللي خلوني اتصرف تصرف مش هيعجبكم ،أنا مبحبش حد يغصبني علي حاجه، مش عايزها واهو دي النتيجه استحمله بقا ..عمه جيه و أبوه وحاولوا يفكه مراد ولا ابن عمه كانوا داخلين حرب طالعين منه بالدـم السايل علي وششهم مراد قام وخدني من أيدي، وقال:
_ أنا راجل متجوز دلوقتي وقدام الكل اهو أنا معملتش حاجه تغضب ربنا ،أنا خدت اللي علي مزاجي واللي بحبها ومحدش يفكر يجيب اسمها علي لسانه ،مراد الديب عمره ما بيكسـ ر من حد ولا حد يمشي كلمته عليه، يا استاذ عامر الديب ،بص نظره احتقار علي أبوه، وبعدين خدني ومشي وركبنا العربيه ،وانا كل ده مش مستوعبه اللحظه اللي أنا كنت فيها ...وهو سايق العربيه قولت بضيق وصدمة :
_انت عملت كده ليه؟ ليه كسـ.رت قلبها بالشكل ده؟ هي كانت بتحبك وباين ده في عيونها! وكنت تقدر ترفض من الأول بدل ما توجعها كده... بدل ما تحطني في نص وجع مش بتاعي انت طلعت قلبك حجر اوي وجواك سوـاد غارق قلبك وجحود مالي روحك ..لاقيته اتصعب وقال:
_ ملكيش في خليكي في حالك انتي لي حشاريه كدا ما تخليكي في نفسك وحياتك ده حتي كان أول شرط لينا محدش يتدخل في حيات حد أنا مش ناقص دور الماعتبه بتاعك ده مفنيش دماغك... وبعدين اتحمقت اوي من كلامه وكأنه بيزلني بفلوسه وفي مساعدته ليا أنا غبيه اني رميت نفسي لواحد زي ده قولتله وانا قلبي وجعني علي نفسي طلقني! مراد باستغراب وضيق :
_اطلقـك!!! اى انتي هتخلفي الاتفاق اللي ما بينا مفيش الكلام أنا مش بلعب معاكي .. قولتله بقهر بقولك طلقـني أنا مش عايزه اكمل الاتفاق ده بعد اذنك طلقنـي... مراد جز علي سنانه بعصبيه:
وانا مش هطلقـك هطلقـك بعد شهر زي ما اتفاقنا ومتوجعيش دماغي وبعدين وصلنا البيت وخرجت من العربيه وانا دموعي محرـوقه في عيني أنا استاهل أنا اللي جبته لنفسي وقفت مكاني وانا شعري بيطير في الجو وعيوني كلها موجوعه من الاهانه وقولت بوجع بقولك:
_ طلقـني انت اى ياأخي مبتفهمش مبتحسش علي دـمك أنا بكرهك مش عايزه اكمل بقيت القرف اللي احنا في مسك ايدي جامد وقال بصوت مرعب:
_ وانا مقولتلكيش تحبيني وخليكي فاكره انك رضيتي تمشي في الاتفاق ده وكله كان برغبتك يبقا تكملي أنا مش عيل عشان ارجع في كلامي سحبني من أيدي ودخلني البيت ونطرني بايده كنت هقع بالفستان قولتله بغضب انت مجنوـن !! مراد بنرفزه:
_ بت شتيمه تاني هقطـ.ع لسانك اتعاملي بحدود معايا عشان أقسم بالله لو لاقيت غير كدا اهينك متخديش عليا كتير اللي بياخد عليا بقله الادب بكـ.سر كرامته حطي ده في دماغك وبعدين مشي وقفل الباب بالمفتاح جريت بالفستان وفضلت افتح الباب وصرـخت باسمه:
مرااد!!!!! افتح الباب سبني امشي بقا حرام عليك أنا مش عايزاك عيطت جامد بانهيار علي الارض ومراد سمع صوتي وصرـيخي وتجاهل بضيق وحضـت نفسي بعياط لحد لما تعبت ونمت علي الارض ...طبعا الوقت عدي و الفجر إذن وانا صحيت وقومت بوجع ودخلت الحمام واستحميت وطلعت اصلي ركعتين وفضلت ادعي بعياط أنه ربنا يفك عني روحت قومت ونمت علي السرير بتاع ساعه كدا قومت عشان لاقيت نفسي عطشانه اوي بس الغريبه وانا ماشيه سمعت صوت نفس وشميت ريحه غريبه ودخان فتحت نور الصاله لان الدنيا كانت ضلمه لاقيت مراد مرخي جسمه علي الكنبه وكان سكرـان طينه لاقيته بيشرب سجاـير وقولت باستغراب:
_ انت اى اللي جابك هنا من غير ما تقولي ..
ضحك ببرود :
وقال هو مينفعش اخش بيتي ولا ده محرم عليا ...
قولت ببرود : بقلم مينو
_لا بس تعرفني وبعدين انا قولتلك طلقـني واهو تقعد براحتك في بيتك قام وقرب مني هو بيضحك بصوت بارد: بس ده بيتك وانا قولتلك مش هطلقـك دلوقتي سكت لحظه وشافني بإعجاب وشدني من ناحيته وحضـ.ني من ضهري وكان بيشم ريحه شعري بإعجاب وهمس بصوت واطي وقال اى رايك ادفعلك خمسه علي التلاته وتخليني اخش عليكي اتصدمت من كلامه وكنت بحاول أبعده بس سيطرته كانت اقوي وقولت: بقلم مينو
_ اى اللي انت بتقوله ده ابعد شكلك مش في واعيك حاولت اهرب من قبضته معرفتش وقال :
_اصلك حلوه اوي وريحتك شدتني وملامحك بريئه اوي واسمك حلو حور فعلا حور الجمال والبراءة احنا وبعدين مش هنعمل حاجه تغضب ربنا انتي مراتي سبيلي نفسك اوعدك هتحبيني وهتطلعي مبسوطه مني ...قولت بغضب انت شكلك هبت منك علي الاخر ابعد بقولك ابعد قالي: بصوت بجح وفيها اى ماانا دفعلك اهو تمانيه مليون جنيه بعدت عنه بقوه ونزلت بقلم علي وشه من الغل وقولت:
_هو انت عشان شايفني بمر بأيام صعبه فا تقوم تستغلني انت شايفني رخيـ.صه وباـيعه نفسي عشان فلوسك أنا فلوسك دي مش عايزاها اصلا ومش عايزه منك حاجه أنا محدش يجي علي قيمتي وشرـفي ويستغل ظروفي جيت امشي وهو كان لسه مصدوم لتاني مره ضرـبته بالقلم ويتهان مني ..مسك دراعي بغضب وحدفني علي الكنبه بعصبيه ولاقيته نافخ جسمه من الغضب وانا كنت مرعوبه اوي قرب مني وقطـ.ع لبسي كنت بصوـت وقال:
_ ولا عاش ولا كان اللي يعكر مزاجي يا قذـره مش حضرتي شيطاـني ابقي اعرفي تصرفيه قرب مني وانا كنت بستغيث منه وقالي: بقلم مينو
_ انتي مراتي ليا حقوق عليكي فضلت استغيث منه بعياط بس الحمدلله لاقيت فاظه جنبي قومت اديته علي دماغه بقوه ومن هنا لاقيته وقع قدامي من الضرـبه شهقت بخضه وكنت بترعش اوي واقفه في مكاني وخايفه يكون حصله حاجه ادخل فيها السجـ.ن روحت شوفته وقومته بالعافيه ورميته علي الكنبه وبدأت اعمله الجر.ح ولفيت دماغه بالشاش وقعدت جنبه بعياط ووجع الدنيا طلعت غداـره اوي ومفيش أمان للناس وبعدين اتنهدت بقهره الصبح صبح والشمس دخلت علي مراد وهو صحي من ضرـبه الشمس في عينه قام مش فاكر حاجه واستغرب من وجع اللي في دماغه والشاش اللي علي رأسه والقميص اللي كان متغرق بالدـم من دماغه بس الاول ساب نفسه قام وشافني في الاوضه ملقنيش دور عليا في كل حته في البيت ملقنيش بردو اتخض وقال حور وفضل يدور عليا بتهور وجنوـن وكأنه تايه في روحه عشاني وقال بصوت جهوري وجواه ندم وماسك دماغه بوجع وقال:حووورر انتي فين!!!!!! وووو
الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر من هنا
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق