رواية شهد حياتي الفصل الاول والثاني والثالث بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية شهد حياتي الفصل الاول والثاني والثالث بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية شهد حياتي الفصل الاول والثاني والثالث بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 

الشخصيات

يونس:رجل صعب الطباع.... رجل اعمال كبير يبلغ من العمر38عاما. جذاب جدا ووسيم ببشره سمراء وعيون بنيه. مرتب جدا ومنظم فى حياته. لا يسمح بالخطأ مطلقا.

سعد:الاخ الاصغر ليونس ظابط بالجيش  يبلغ من العمر 27 عاما ببشره بيضاء وعيون بنيه وشعر اسود كثيف يشبه والدته إلى حد كبير مرح جدا ويعشق زوجته.

شهد:فتاه جميييله جدا.. جمال مهلق لذلك ترتدى النقاب لشده جمالها وفتنتها وكثرة المشاكل بسبب جمالها ارتدت النقاب بعد الحاح الجميع عليها ضماناً لسلامتها. بعيون زرقاء تقترب من الرصاصى. وشعر بنى جميل جداً ووجه ناصع البياض وجسد مغرى إلى درجه مخيفه.تبلغ من العمر 22 عام. مرحه جدا وتحب الحياه ولكن مسالمه لدرجه كبيره وتتجنب دائما المشاكل. 


مروه:زوجة يونس. تبلغ من العمر 32عاما تشترك مع زوجها في طباع كثيره منها الشده والصرامه.. والجشع أحياناً.. بالإضافة إنها من الشخصيات الغيوره جدا. ولكن غيره سيئة تتمنى زوال النعمه من غيرها. 


عزيزه:والدة يونس وسعد امرءه طيبه جدا وسلبيه جدا جدا. تبلغ من العمر 60عاما.تحب ابناءها وتعشق احفادها وخاصة جورى ابنة سعد. 

كامل:والد يونس وسعد. رجل حنون هادئ وهو لواء متقاعد ترك عمله قبل سن التقاعد فطبيعة عمله لا تناسب شخصيته الهادئه وأيضا بسبب موت اثنين من اصدقاءه امامه بسبب طبيعة عملهم لذلك ابتعد عن الشرطه نهائيا. 


ريهام:اخت يونس وسعد متزوجه من ابنت عمها وتبلغ من العمر 26عاما.


رنا :صديقة شهد ومن نفس العمر. 


جورى:ابنة شهد وسعد وهى نسخة مصغره من والدتها تبلغ من العمر 3سنوات

مالك:ابن يونس يشبه ابيه جدا عمره 12عام يعشق جورى ابنة عمه. 


دى كانت شخصيات الروايه الجديدة ولسه شخصيات تانيه هتظهر مع الأحداث

شهد حياتي

الجزء الأول


توقف بسيارته امام المبنى السكنى الذي يسكن به هو وزوجته وابويه واخوه. اغمض عينيه بتعب وتنهد بعمق... سأم حقا هذه الحياه يعمل ويعمل دون كلل ولكن لايوجد بحياته اى لذه.. برغم تعبه وارهاقه الواضحين إلا أنه اصبح لا يريد العودة إلى البيت.

انتبه الى حركه حوله وشخص يقوم بفتح الباب وهو يتسحب دقق كثيرا الى ان ابتسم باستمتاع وهو يرى اخيه ممسكا بشئ في يده ويتسحب للداخل.

ترجل من سيارته وذهب اليه وبحركه مباغته وضع يده على كتف أخيه قائلاً بابتسامة مزاح :بتتسحب كده ليه ياوحش الداخليه. ابتلع اخيه ريقه ثم قال :جرى ايه ياجدع.. انت قافش حرامى.. خضتنى.

يونس بتسليه:وهو فى حد بيتسحب كده فى انصاص الليالي غير الحراميه... كنت فين.. وايه اللى مخبيه ورا ضهرك ده.... ايه ده ايه ده.. اتسعت عينيه قائلا بزهول:بصل.

سعد:اووف.. اه.

يونس:وانت مش عندك بصل فى شقتك.. وماتصلتش ليه على اى سوبر ماركت يجيلك الحاجه البيت.

سعد :بس بس انت مش فاهم.

يونس:فهمنى يا نابغه.

سعد:افهمك اقولك ايه مانت لا هتفهم ولا تحس... ثم اكمل بوعيد مصطنع:ماشى يا شهد والله لاطلع جنانك ده على جتتك.

يونس:يابنى فهمنى.

سعد :اصل احنا كنا بنلعب الشايب.

بونس:يارايق.... وبعدين.

سعد :وبعدين انا لبست في الشايب وشهد هانم هى اللى هتحكم عليا.

يونس باندهاش :وبعدين.

سعد:راحت بنت المجنونه حاكمه انى انزل دلوقتي اجيب بصل من رابع جار. انفجر يونس ضاحكا حتى ادمعت عيناه.

سعد بغيظ :اضحك اضحك.. بس والله لاطلع عليها كل ده.. ماشى يا شهد يابنت اخلاص.

يونس من بين ضحكاته:ههههههه الله يخربيتك ياسعد هههههه... ضحكتونى والله. 

سعد :ماشى... اضحك اضحك. انا طالع بقا عشان الحق اللعب من اوله. 

يونس :هههههههههه 

سعد :لا لا بلاش الضحكه دى... انا راجل فى بيتى. 

يونس:هههههههههههه. اه... اوى.. هههههههه. 

سعد بعبوس :كده طب انا طالع. ذهب سعد باتجاه المصعد ولحق به يونس وهو مازال يضحك. 

داخل المصعد. كان يونس يجاهد لكبت ضحكاته. 

سعد بحده مصطنعه:ماخلاص بقا يااخى الله. 

يونس:هههههه طب خلاص.. بقولك ايه ماتيجى معايا نعدى على امك وابوك. 

سعد :يابنى دول ناموا من بدرى... انا اصلا كنت عندهم انا وشهد النهارده واتغدينا مع بعض. 

يونس:ومروه ومالك مانزلوش خالص طول اليوم. 

سعد: لا... عموما بكره الجمعه واكيد كالعاده هنتلم كلنا على الغدا. 

يونس وقد ظهر عليه الضيق من زوجته:ماشى.. ماشى. توقف المصعد عند الطابق الثالث حيث شقه يونس فاردف سعد كى يهدء اخيه:خلاص يا يونس..ماهى هتنزل بكره وكمان هى كان عندها ضيوف تقريبا. 

يونس بضيق منهيا الحوار:خلاص خلاص ياسعد... تصبح على خير. 

سعد:وانت من اهله... هشوفك بكرة على الغدا. 

يونس:ان شاء الله.. سلام. 

سعد :سلام. 

أغلق المصعد ودخل إلى شقته فوصل إلى اذنيه صراخ زوجته مروه لابنهم مالك. 

يونس بضيق :مساء الخير.. خير فى ايه... صوتك جايب لآخر الشارع. 

مروه بغضب:البيه ابنك سايب بنت خالته ورايح جاى ورا بنت شهد لحد مازعل البنت منه. 

مالك:هى اللى بنت لازقه... وكمان ماتحبليش سيرتها دى زعلت جورى. 

مروه:نعم.. ايه اللي بتقوله ده ياولد انت اتجننت... وكل ده عشان بنت شهد. 

يونس:فى ايه يا مروه.. بنت شهد بنت شهد.. اسمها جورى.. وتبقى بنت سعد. حاطه شهد فى دماغك ليه. 

مروه بحده وصراخ:نعم... مين دى الى حاطاها فى دماغى... دى حتة فلاحه مانعرفش اخوك جابهالنا منين هغير منها انااا. 

يونس:على فكره انا ماقولتش خالص انك غيرانه.. انتى الى بتقولى اهو.. وبعدين اللى اعرفه ان الطفل بيتنادى باسم ابوه مش امه.. وبعدين ايه مانعرفش حابها منين دى الى بتتكلمى عنها دى تبقى مرات اخويا... يعنى عرضه.. 

مروه:انت بتزعقلى اناااا. مروه الشناوى. عشان البتاعه دى. 

يونس:يابنتى افهمى بقا... مش عشانها.. عشان عرض اخويا... وبعدين دى بنت ناس ومحترمه وماشوفناش منها حاجه وحشه بالعكس.. وبعدين تعالى هنا.... انتى مانزلتيش النهاردة خالص تسالى عن ابويا وانتى عارفه انه تعبان... ايه ده.. هو انا بقولك تخدميه... اسالى... اسالى بس.. ايه ده. 

مروه:بقولك ايه كان عندى ضيوف وانا مش كل شويه هنزل انا مش فاضيه.... وبعدين انا زهقت جدا عايزه انقل فى الفيلا إلى اشتريتها فى الكومبوند...انا مش قادره استحمل العيشه هنا خلاص. 

يونس:عيشه ايه اللي مش قادرة تستحمليها... ده انتى عايشه هانم.. وخدامه بتجيلك كل يوم تعملك اكلك وتنضفلك... هو انتى بتتعبى فى حاجة.. وبعد كل ده ياريت برجع الاقى البيت هادى ورايق.. لا كل يوم زعيق وخناق. 

مروه:كل يوم... إللى يسمعك يقول انك موجود أصلا... ده انت على طول مسافر مش بتقعد 3ايام على بعض فى مصر. 

يونس:ماهو عشان اوسع شغلى واكسب اكتر والاحق على طلباتك. ثم اكمل وهو يقلد صوتها.. يونس انا عايزه العقد الاماظ ده.. يونس شوفت فستان جيجى بنت خالى غالى ازاى.. يونس.. مروان جوز فريده اشترى فيلا فى الجونه... بونس انا عايزه اغير العربيه... يونس لازم نشترك فى نادى*****زى اختى وجوزها... ايه كفاية بقا. ثم تركها ودخل الى غرفته وهو غاضب بشده. تركها وذهب إلى غرفته وهو غاضب من واقعه المرير بشدة. 


فى الطابق الرابع في شقة سعد دخل وهو يتوعد لها عن تلك الاحكام الصعبه متمتما:ماشى ماشي يا شوشو... هتشوفى ايام سوده.. ثوانى وجاءت من خلفه وهى تضحك قائله:ههههههه... مالك بس يادودى. التفت إلى تلك الفاتنه زوجته قائلا :ايه ده... انتى كنتى فى البلكونه. 

شهد بصراحه:اه. 

سعد بغضب:كده.

شهد:وفيها ايه بس يا سعد انا خرجت اشوفك عشان اتاخرت اوى وقلقت عليك فامش لازم البس النقاب عشان الدقيقه دى. 

سعد :شهد.. احنا هنعيده تانى... انا مش ناقص اروح اضربلى اتنين تلاته على كل يوم.

شهد :ماهو برضه كده كتير انا بجد زهقت من النقاب ده... بيخنقنى بجد.. والله حاولت بس بجد مش عارفة. 

سعد:يا شهد ياحبيبتى انا بجد خايف عليكى انتى بجد جميله اووى.. انتى يعني مش فاكره كام محضر اتعمل عشانك وكام خناقه.. ده أنا متعرف عليكى فى القسم حتى. 

ابتسمت لهذه الذكرى ثم اردفت قائله:اعمل ايه هو الى كان عايز يدخلني عربيته بالعافيه.. وانا والله كنت بجرى منه. 

سعد :طب بذمتك ده كان المحضر رقم كام. 

شهد:احمم. ال35. 

سعد :اهو شوفتى... وبعدها اهلك هما اللي خلوكى تلبسيه وده كان قرار صح. شهد حبيبتى انا بجد خايف عليكى من جمالك ممكن يأذيكى. 

شهد:عارفه ياسعد وعارفه انك بتعمل كل ده عشان خايف عليا. هعمل ايه قسمتى كده. 

سعد :مالها قسمتك بس ده انتى ربنا انعم عليكى بجمال كل الستات يحسدوكى عليه. ابتسمت هى قائله:لا هما لو هيحسدونى فعلا يبقى هيحسدونى على جوزى حبيبى العاقل الحنين اووووووى اوى. احتضنها بحب قائلاً :ده انا الى اتحسد عليكى يا روحى على جمالك وادبك وقلبك الطيب واحلى بنوته جبتهالى. صحيح شبهك وهتجيبلى مشاكل لما تكبر زيك بس هعمل ايه بموت فيكو. 

ابتسم الاثنان فاردف هو قائلاً :عندى ليكى مفاجئه. لمعت عيناها بحماس قائله :ايه هى بسرعه. ضحك على طفولتها بحب وقال :هترجعى تكملى كليتك من اول السنه بعد الاجازه على طول. 

شهد:بجد. 

سعد:ايوه ياروحى... انا اصلاً كنت مضايق جدا انى اتجوزتك وانتى صغيره وحملتى على طول واضطريتى تأجلى كليتك عشان الحمل وبعد كده تاخدى بالك من جورى بس خلاص جورى ماشاء الله كبرت شويه وماما كمان لازقه فيها طول النهار.. ده غير سى مالك كمان إلى محرمنى اقربلها. ضحك الاثنان على تملك ابن اخيه الشديد ناحية ابنتهم. فاكملت هى بحزن:بس ياسعد انا مش عايزة اروح الكليه. 

سعد :ليه بس.. 

شهد :انا حاسه انى بقالى فتره معزولة عن العالم ومش هع.... قاطعها قائلاً :حبببتى عارف كل اللى حاسه بيه وده طببعى فى الاول شويه لحد ماتندمجى مع الناس تانى... وبعدين مانتى كل صحابك في نفس الكليه... حبببتى صيدله صعبه ومحتاجه تركيز ودى كليه عملى يعنى لازم حضور وانتظام وتركيز عشان كتكوتى تبقى اشطر صيدلانيه فى مصر كلها. ابتسمت له بحب فاكمل هو:تعالى هنا.. ده أنا هموتك على احكامك دى... يونس مات من الضحك عليا. 

شهد:هههههههه.. الصراحه شكلك كان مسخره وانت بتتسحب وانت مخبى البصل ورا ضهرك. 

سعد :اممممم.. والله طب تعاليلى بقا.وبعد وقت من اللعب هتف قائلا :هههاااااااى.. انا اللى هحكم عليك يا حلو.

شهد:اووف... ماشى. قول. 

سعد بتفكير وخبث:امممممم... بدلة رقص. 

شهد :نعم. 

سعد مكملا:حمرا وبترتر. 

شهد:ههههههههه لاااااا. 

سعد:يالا يا شوشو.... يالا ياشوشو. 


فى اليوم التالى

كانت مروه تجلس بتافف لاتطيق هذه الجلسة ابدا وهذا التجمع الاسبوعى الذى يجعلها تجتمع مع شهد وزوجها بينما يونس يجلس بجانب ابيه وهما يشاهدان مالك وهو يزرع الصاله ذهابا وإيابا بغضب لتأخر جورى بالنزول ومكوثها كل هذا الوقت مع شخصين غيره... زفرت مروة بغضب قائله:مالك... فى إيه خيلتنى.. رايح جاى كده ليه. 

مالك:ماما سبينى فى حالى دلوقتي. 

يونس وهو يكتم ضحكته :مالك بس يامالك.. متعصب ليه.. فى حاجة ياحبيبي. 

مالك :اوووف.. لا مافيش...انا مش عارف هى اتاخرت ليه.. كده كتير اووى. 

مروه بغضب:انا قولت كده برضه. 

مالك:فى حاجة يا ماما.. عايزه حاجه. 

مروه بتراجع فشخصيه مالك شديده وصارمه رغم صغر سنه :لأ.. مافيش. ثوانى وخرجت ريهام من المطبخ قائله:ابيه يونس.. وحشنى والله. 

يونس بحب اخوى:وانتى كمان يا ريمو.... هتوحشينى والله.. مش قادر أصدق ان خلاص كتبنا كتابك وفرحك كمان كام شهر. 

ريهام :شوفت.. كبرت صح. 

يونس:ههههههه. ربنا يفرحنا بيكى ياحبيبى. انتفض الجميع منتبهين على صوت مالك الغاضب:ايه ده يا هانم. 

نظروا جميعا حيث جورى تخرج من المصعد وهى بين احضان والدها ترتدى فستان احمر قصير يلائم سنها جدا وشعرها البنى الطويل كوالدتها ينساب على ضهرها بنعومه خاطفه للانفاس. شحب وجه جورى بذعر فى حين رفع سعد حاجبه قائلاً :ايه ياد انت فى ايه رعبت بنتى. 

مالك بصرامه :بس ماتقولش بنتى. 

سعد باستنكار:امال اقول أيه.. ماهى بنتى. 

مالك:لا مش بنتك.. بنتى انا. نظر له الكل بصدمه هل هو طفل فى الثانية عشر من عمره ام رجل تخطى الثلاثين. 

سعد:ليه اسمها جورى سعد العامرى. 

مالك بتحدى:لا جورى مالك العامرى... هى ليا من اول ما اتولدت... ثم اكمل بغمزه :خلصانه. اتسعت أعين الجميع وهم يستمعون لحديثه ونبرة التملك الواضحه فى حديثه. نظرة الجده له قائله:انا مش عارفة انت طالع لمين كده. كذلك كان يونس يشاهد ما يحدث باستغراب شديد. هو بعمره لم يكن كذلك تجاه اى فتاه حتى مروه زوجته. 

ريهام لسعد:امال شوشو فين يا سعد. 

سعد وهو مازال على صدمته من حديث ابن اخيه:بتاخد دوش ونازله.

مالك بامر وصرامه:جورى... تعالي هنا. تركت جورى يد سعد سريعا وركضت ناحية مالك الذى تنهد بارتياح وهو يرفع انفه بشموخ وعظمه ازهلت الجميع. 

الجد:مالك... طيب سيب جورى تسلم عليا. 

مالك:سورى ياجدو ماعنديش استثناءات. صعق الرد الجميع فهمست جورى بنبره ناعمه لمالك قائله:لوكه.. هسلم على جدو.. هو وحشنى. 

مالك بغضب:ماتقوليش وحشنى دى لحد غيرى. 

جورى :حاضر. 

الجد:يونس خلى ابنك يسيب البنت. 

مالك:ماعنديش وسايط ياجدو. ضحك الجميع على جديته وشموخه. فقالت جورى:مالك.. سبنى اسلم عليه.... عشان خاطر جورى. تنهد بغضب ووافق على مضض لارضائها بينما الجميع يشاهد بزهول مايحدث وكيف انه لم يستمع غير لحديثها. ذهبت جورى وقبلت جدها واحتضنته تحت نظرات مالك الغاضبه والجميع يبتسم على وجهه المحمر غضبا  ثوانى وفتح باب المصعد وخرجت منه شهد بفستان صيفى احمر مع حجاب رقيق ونقابها الجميل. اول ما رفعت عينها عن الأرض اصطدمت باعين يونس الذى لم تسطيع ان تفسر نظراته هو ايضا كذلك. بينما مروه تزفر بحنق وهى تشتم رائحه عبيرها الجميل وترى عينيها الزرقاء الواسعه تبتسم بسعاده. دخلت بعدما ألقت التحيه على الجميع وجلست بجوار سعد. 

ريهام :اتاخرتى ليه يا شوشو كل ده دوش. 

شهد بصوتها المميز الجميل:على بس ماغيرت هدومى. 

ريهام :طب يالا نحضر السفره زمانهم جاعوا. 

شهد :اوكى... يالا. 

نظرت عزيزه باتجاه مروه كى تذهب وتضع معهم الطعام بينما يونس يجلس جانباً يتحدث مع سعد.

يونس بابتسامه :لا بس انت كنت مولع الدنيا امبارح. هههههههههه. 

سعد:اوبس.. انت سمعتنا. 

يونس:هههههههه... ابقى وطى صوتك في سكان غيرنا في العماره. 

سعد:ههههههههههه.مانا حكمت عليها زى ما حكمت عليا.. دى خرجتنى اجيب بصل فى نص الليل. وجارنا بقا عمال يبصلى زى ما اكون تنين براسين. 

يونس:هههههههههههه. تستاهل. 

سعد:هتجننى قريب والله. ابتسم يونس بحب وهو فرح جدا لسعادة اخيه فهو لطالما اعتبره ابنة وهو من قام بتربيته وتكفل بمصاريف تعليمه منذ الصغر حتى أصبح رائدا في الجيش. 

وقفت شهد بجانب السفره بعدما اعدتها هى وريهام وقليلا من مساعدات مروه المتأففه جلست جورى بالطبع بجانب مالك وسط ضحكات الجميع عليهم. 

يونس:وااااو.. المكرونه النهاردة تحفه.. تسلم ايدك ياماما بجد. 

عزيزه بابتسامة :لا ياحبيبي دى شهد الى عملاها. رفع نظره فتلاقت عينيهم فقال بابتسامه :تسلم إيدك. 

شهد بخفوت وادب:شكراً. ابتسم سعد قائلاً وهو يقبل يديها:تسلم أيدك ياحبيبتى. نظرت له وهى تبتسم بحب بينما على الجانب الآخر بجوار يونس كانت مروه تشتعل غضبا وغيره. نظرت هى ليونس فتحدث لأبيه قائلاً :سيادة اللوا كنت عايزه اتكلم معاك في موضوع. 

والده :اتفضل ياحبيبي. 

يونس وهو ينظر لمروه التى تنتظر حديثه بفارغ الصبر :الفيلا اللى انا اشتريتها في الكمبوند الجديد جهزت جدا وكنت حابب ننقل فيها. 

الأب بابتسامه :طبعا ياحبيبي زى ماتحب... ووقت ماتحب تنقل انقل. 

يونس:لا يا بابا... انا اقصد ننقل كلنا.احتدت ملامح مروه بغضب فهى ترفض مايقوله بشده. 

سعد باعتراض :يونس مش هينفع دى فيلتك.. ملكك وحقك.. نعيش فيها على اساس ايه... طبعاً مش هينفع. لو بابا وماما حابين يروحوا يعيشوا معاك مش هقدر اعترض لكن انا لأ مش هينفع اعيش في مكان مش ملكى. 

زفرت مروه بارتياح بينما اكمل يونس بإصرار :لأ طبعاً... انا عايز نعيش كلنا في مكان واحد. 

سعد:يونس انا مش هعيش فى مكان مش ملكى.. انا املك الشقه إلى انا عايش فيها بس لانها ببساطة نصيبى لكن فيلتك حلال عليك انت. 

يونس موجها حديثه لشهد:طيب كلميه انتى يا شهد. تفاجئت شهد من حديثه الموجه اليها وكذلك أظلمت اعين مروه بغضب وغيره لمجرد انه تحدث اليها ونطق اسمها فهى تغار من شهد خصوصا. تحدثت شهد بنبرة صوتها الجميله والهادئه قائله :مش هينفع فعلا يادكتور  مش هنقدر نعيش في مكان مش ملكنا ومش دافعين نصيبنا فى تمنه.. انتوا الله يهنيكوا بيها يارب وتكون قدم سعد عليكوا.. وابقوا تعالوا زورونا كل اسبوع. نظر لها بعمق وقد اعجبته قناعتها قائلاً :وانا اللى قولت انك هتاثرى عليه شويه تقومى تقولى كده. 

مروه قاطعه الحديث الذى طال جدآ من وجهه نطرها:خلاص يا يونس ياحبيبي... سيبهم براحتهم... ننقل احنا. 

الاب:انقل انت ياحبيبى مانت مش شارياها عشان تفضل قافلها كده.... روح يابنى واتمتع... لكن انت عارف امك مش هترضى تسيب جورى ابدا. وكمان مالك. تحدث مالك بثقه تليق به جدا وهو يضع الطعام فى فم جورى:سيبهم ياجدو... انا سايبهم يتكلموا براحتهم... لكن اللى انا عايزه هيحصل... ومافيش حد هيبعد جورى عنى. صدم الجميع من حديثه بينما هو يتحدث بثقه ولا ينظر لاى شخص منهم الاجورى التى تستقبل الطعام منه بابتسامة وهو يعبث بشعرها. زفرت مروه بغضب وهى تنظر لشهد التى تتناول طعامها بهدوء ولم تغار أو يهتز لها شعره كونها تملك فيلا هى وزوجها وأموال طائله بينما سعد لا يملك غير راتبه الزهيد جدا بالنسبة لها. 


فى المساء فى شقة سعد كانت شهد قد اعدت كوبين من النسكافيه وذهبت حيث يجلس سعد امام التلفاز وضعتهم وفتح هو لها احضانه للتوسطها فاردفت قائله :تفتكر يا دودى دكتور يونس هينقل فعلاً. 

سعد:مش عارف... ممكن اه وممكن لأ. 

شهد:لا ماتقولش كدا..... إن شاء الله ينقلوا.... يارب ينقلوا. 

سعد:ههههههه... إيه يابنتى.. ليه كده. 

شهد:عشان انزل تحت من غير نقاب مابقاش مضطره انزل بالنقاب لاحسن اقابله تحت ولا حاجه. 

سعد:شوشو حبيبتي.. سواء نقلوا او مانقلوش انا قولتلك قبل كده لو عايزه تنزلى من غير النقاب عادى انتى إللى مصره تنزلى بيه. 

شهد:اعمل ايه ابله مروه كل ماتصادف ونشوفنى من غيره تفضل تزعق وتعلى صوتها وتقول إن أنا عايزه جوزها يشوفني. اعتدل سعد من مجلسه بحدة قائلا :وانتى ازاى تسكتيلها وازاى ماقولتليش على حاجه زى دى قبل كده. 

شهد بتنهيده حاره :بصراحه سكت مش عايزه مشاكل... هلبسوا وهو موجود وخلاص. 

سعد:لا طبعاً انا بقى مش هسكت انا مسافر الفجر وأول ما ارجع هتكلم معاها وهبهدلها... انا ملبسك النقاب مش عشان تدين وكده انا مكتفى بالحجاب وده إلى امرنا بيه الاسلام لكن انا واهلك خليناكى تنتقبى عشان جمالك لانه فتنه وممكن يضرك بس مش معنى كده أنك تفضلى لابساه جوا البيت كمان... وياريتها بتتكلم بأسلوب كويس.. لأ دى بتتهمك أبشع التهم.. مش كفايه حاكمه عليكى تقوليلوا يا دكتور طول الوقت. 

شهد بترجى تجنبا للمشاكل:سعد... عشان خاطرى... ماتندمنيش انى قولتلك... مش عايزه مشاكل. 

سعد بصرامه :انتى اصلاً غلطانه انك ماقولتيش من زمان... ازاى تسمحى لحد يهينك ويتهمك كده... انا ضهرك وحمايتك ولو كنتى انتى غلبانه ومسالمه  يبقى انا مش لازم اسكت وهجبلك حقك يعني هجيبه. 

شهد :بس يا سعد... 

سعد :شششششش. مافيش بس... هى جورى لسه ماطلعتيش من عند ماما. 

شهد:ههههههه لأ ماما ومالك بيتخانقوا عليها تحت. 

سعد:طب تعالى بقا عشان هتوحشينى. أخذها وغاص بها فى عالمهم الخاص. 


فى شقة يونس كانت مروه تشتعل غضبا وهى تتحدث مع يونس قائله:كان لازم يعني تشكرها على الاكل... وتسلم ايدك يا شهد... ليه يعنى كل ده. 

يونس بتأفف:دى تالت مره تتكلمى في الموضوع.. خلاص يابنتى ماكنتش كلمه شيليها من دماغك بقا. 

مروه:انا مش حطاها في دماغي اصلا الفلاحه دى.. وبعدين انا عايزه افهم احنا ليه مش هننقل الفيلا بتاعتنا... يعني ايه جوزى مليونير وعايشه فى شقه عادية. 

يونس:عاديه... بقى بذمتك دى شقه عاديه... حرام عليكى بجد دى سعرها مش تقل من 2مليون...ده غير لبسك وعربيتك الى بتغيريها كل سنه.. والخدامه.... ولبسك الى كله براندات.... عايزه ايه تانى.... ده أنا هارى نفسى شغل وسفر مش بكمل اسبوع من غير ما اسافر فيه عشان اوسع شغلى اكتر واجيب فلوس اكتر ليكى... بس انى انقل وابعد عن اخويا صعب.. انا مراعى ربنا فيكى جدا بس مش هبعد عن اخويا ده انا اللى مربية وروحي فيه.... وياريت كفايه خناق عشان عندى طيارة الصبح. تركها وغادر إلى غرفة نومه بينما هى تنظر لاثره بغضب وحقد. 


فى الصباح كان سعد يهم بفتح الباب للمغادرة فالتفت الى شهد قائلاً :شوشو خلى بالك من نفسك ومن جورى وكليتك ياشهد اوكى. 

شهد بحب:حاضر ياحبببى.. وبعدين لسه الكليه فاضل عليها اربع شهور... وانت اللى هتودينى بنفسك. ابتسم بحب ثم ودعها وأغلق الباب خلفه. توقف المصعد في الطابق الثالث وفتح فتهللت اسارير يونس وهو يسلم على سعد قائلاً :صباح الخير... رايح شغلك. 

سعد اه.. وانت مسافر ولا ايه. 

يونس:اه.. رايح الصين وهرجع كمان يومين. فتح باب المصعد فقال سعد قبل ان يذهب :طيب ابقى خلى بالك من جورى وشهد.. اوكى.. يالا سلام.. ثم ذهب سريعاً فنظر يونس لاثره باستعراب وصعد سيارته سريعاً وذهب باتجاه المطار. 


بعد أربعة أيام كان يونس قد عاد من سفره ويجلس حالياً مع والده ثوانى وشاهدوا على التلفاز خبر هجوم احد الجماعات الإرهابية على كمين فى منطقه عسكرية. بهت وجه الجميع وهم يشاهدون اسم وصورة سعد من بين الشهداء. صرخت شهد ثم فقدت الوعى وسقطت ارضا.....و

الجزء الثانى🤎

مصيبه وصدمه وقعت على هذا البيت وسط انهيار تااااام من الجميع الأب لا يكاد يصدق انه دفن ابنه بيديه وهو على قيد الحياة بدلاً من ان يدفنه ابنه ويحمله على عاتقه الى مسواه الأخير ويقف كى يأخذ واجب العزاء فيه بدلاً من كل ذلك شاء القدر وفعل هو ذلك لابنه.... والام فهى فى حاله سيئه للغايه فقدان الابن غالى خاصة سعد فهو روحها ومنبع الحنان والاهتمام بشخصيته المرحة التى لم تؤثر عليها طبيعة عمله فهو من كان يهتم بطعامها ومواعيد دوائها يتابع مع زوجته بالهاتف جميع مواعيد امه ولم يشغله عمله. فهو كان نعم الابن الحنون المراعى. اما يونس فهو الاكثر صدمه على الاطلاق فقد مات سعد.. رحل وتركه أخيه الأصغر لا بل ابنه الكبير الذى رباه مهما تتطرق الشخص بخياله لن يصل لمدى مكانة سعد عند يونس انه قطعه من روحه يشعر بالانهيار الداخلى ولكن عليه التماسك والتظاهر بالقوه فوالديه لاينقصهم رؤيه انهيار ابنهم الأكبر والسند الوحيد الان ولكن ليشهد الله ان قطعه من روحه قد تمزقت الان فشعوره ناحية سعد هو نفس شعوره ناحية مالك. كذلك ريهام لم تنقطع عن البكاء والشهقات التى تدمى القلب. فسعد يعتبر تؤمها وتؤم روحها اقرب شخص لديها وصديقها وكاتم أسرارها هو اول من اخبرته بعشقها لابن عمها وساعدها حتى تمت الخطبه وعقد القران ايضا. هو الاخ الذى لن يعوض. 

اما هى... هى زوجته التى تنساب دموعها فقط لاتنطق ولا تصرخ فبعد أن استفاقت من اغماءها عند سماعها الخبر لاتفعل شئ سوى أنها تحتضن طفلتها من سعد بين احضانها تشعر معها بمرارة اليتم التى ستتزوقها ابنتها فهى تعلم جيد الشعور باليتم كيف يكون فقد مات والداها وهى صغيره أيضا ولكن وجود اخاها الأكبر الذى كان مثل الاب واكثر قد عوضها وبعدها التقت بسعد وتزوجته وهى صغيره لم تكمل الثامنه عشر وقد اغدقها بحنانه واهتمامه.... اااااه ياسعد يا نعم الزوج والرفيق والسند.. فليرحمك الله وليصبرنى على بعدك ويعيننى على تربية ابنتنا. لكنها حقا تشعر بالاختناق ولا تستطيع تحمل فكرة انه رحل كوالديها تشعر بالعجز والقهر حقا. لكن على الجانب الآخر من كل هؤلاء الأشخاص المصدومين تجلس هى وقلبها يرقص طربا تشعر بالتشفى والفرحه ولولا كلام الناس لقامت ورقصت الان فى فناء البيت وامام من جاءوا للعزاء... وأخيراً ابتسم لها الحظ وستتخلص من شهد للابد كابوسها المزعج وواقعها المرير فهى على الرغم من اناقتها واهتمامها بمظهرها وشياكتها التى تنفق عليهم الكثير لكنها لم تشعر بالغيره يوما الا منها هى والتى بدوم مجهود بدون اهتمام او انفاق او الذهاب لصالونات التجميل تكون فاتنه. لا بل اكثر من فاتنه فإذا كان هى امرءه مثلها ولا تستطيع إزاحة عينها من عليها اذا رائتها من دون نقاب فما بالك بالرجال.. كان دوما تحمد الله كثيرا انها منقبه فماذا كانت ستفعل ان خرجت على زوجها هكذا. ستموت فيها حقا.. ولكن لا بأس مروه فقد ابتسم الحظ اخيرا وكلها ايام قليله وتطرد نهائيا من حياتكم وهاقد رحل عنها زوجها الحنون المراعى الذى كان دائما يشعرها بالغيره والنقص وهى ترى اهتمامه ومراعاته لها وكأنها قطعة زجاج.. تجلس بجانبها غادة اختها تعلم ما يدور بذهن اختها ويتبادلون النطرات التى تنتطق بالسعاده والتشفى. 


بعد مرور شهرين وقد خفت المصيبه قليلا فالموت هو المصيبه الوحيده التي تانى كبيرة وتصغر مع الوقت والتعود عكس اى مصيبه اخرى تأتي صغيره وتصغر مع الوقت. كانت شهد تلزم شقتها حيث جاءت اختها الكبرى ملك لتعيش معها هذه الأيام كى تهتم بها واخوها الاكبر كريم يأتى كل يومين للاطمئنان عليهم وتلبية احتياجاتهم. 


فى شقة كامل(والد سعد ويونس) كان الشجار المعتاد يوميا بين الجده ومالك وبالطبع لم يكن الشجار إلا على جورى. نفذ صبر مالك من هذه الجده التى تريد اخذ صغيرته منه فصاح بقوه قائلاً بشراسه:تيتااااااااا. اوعى ايدك عنها. ثم قال محدثا الجميع بنفس الشراسه:لو شفت حد تانى قرب ناحية جورى مش هيحصل طيب. ثم نظر إليها قائلاً بحدة :وانتى ياهانم... ايه اللي انتى لبسااااااه دده.. ها.. اطلعى قدامى يالا عشان تغيرى ومن هنا ورايح انا الى هنقيلك لبسك كله.. مفهوم. نظر له الجميع برعب وصدمه وراقبوه وهو بمسك يدها بحنان ويخرج من الباب صاعدا لأعلى بشموخ وقوه.. نظر يونس لاثره ثم نطر لوالديه بصدمة ثم انفجروا ضاحكين فقال يونس بتعجب:انا بجد هتجنن مش عارف الولد ده طالع لمين كده ولا انا ولا سعد الله يرحمه حد فينا كده ولا انت يابابا.. حتى اهل امه ماحدش فيهم كده. تنهد الأب على سيرة ابنه المفقود قائلاً :الله يرحمه. ويجعله من الشهداء. ادمعت اعين يونس ووالدته متمتمين:امين. 

عزيزه:طب وبعدين. نطر يونس باستغراب قائلاً :وبعدين ايه. 

كامل مكملا:انا عارف امك بتفكر في أية... هى قصدها على جورى وشهد. 

يونس:مالهم. 

كامل:يعنى شهور العدة قربت تخلص واخوها فاتحنى في أنه هياخدها معاه بلدهم لما إلى فاضل في عدتها تخلص. لا يعلم لما تضايق من هذه الفكره لكنه بقى ثابتاً امامهم فقالت عزيزه :انا مش هقدر استغنى عن جورى ابدا ده من غير حاجه وهى روحى كمان بعد موت ابوها بقت هى اللى مصبرانى. 

كامل:اهدى ياعزيزه... وإن شاء الله يونس هيحللنا الموضوع ده. انتبه على جملة ابيه فنظر له بتساؤل فاغمض كامل عينيه وهو يستعد للمواجهه:تتجوزها يا يونس. انتفض من مكانه واقفا كمن لدغة عقرب وقال مستنكرا :انت بتقول ايه يا حاج... اتجوز مرات اخويا.. سعد.... ده ابنى.. مستحيل... ده كان بيحبها اووى.... وهى كمان.. لا.. لا... مستحيل. 

عزيزه:امال يابنى هتسيب جورى تروح تعيش عند خالها وتحس باليتم تبقى لاب ولا عم ولا عيله وخالها هو اللى يربيها. 

يونس:ومين قال كده بس... ده بيت ابوها.. تفضل عايشه هنا. 

كامل بحزم:ماينفعش.... ماينفعش يا يونس... وانت عارف انه ماينفعش. 

يونس:ليه بس ياحاج. 

كامل :عشانك. 

يونس بدهشه:انا... ازاى. 

كامل:هو ايه اللي ازاى... انت راجل طول بعرض وهى ارمله وصغيره وحلوه... ماينفعش. 

يونس:مانا مسافر طول الوقت هو انا بقعد 3ايام على بعض فى بيتى. تنهد كامل قائلاً وهو مغمض عينيه:فهميه انتى ياعزيزه. 

عزيزه:افهم يايونس... انت عارف هى عندها كام سنة.. 22 فصاح يونس :كماااان دى بالنسبه لي طفله... يانهار اسود ده انا اكبر منها ب16سنه. 

عزيزه:سبنى اكمل.. دى شابه عندها 22سنه وإلى زيها لسه ماتخطبش اصلاً وانت عارف كده... طب انت عارف إنها لحد دلوقتي جايلها3عرسان من بلدها وكلهم من سنها. ماقدروش حتى يستحملوا لحد ماتخلص عدتها ويتكلموا فابيحجزوا من دلوقتي فامابالك بقا لما عدتها تخلص.. والحزن مهما طال بيخلص وحرام تفضل كده من غير جواز. 

يونس:وهما شافوها فين وهى منقبه. 

كامل:هما فاكرينها من قبل ماتتنقب وتتجوز سعد. سعد يعتبر خطفها منهم. وأول بس ماسمعوا خبر انه استشهد وجريوا جرى عشان يخطبوها ومنهم شباب لسه صغيرة وماتجوزتش. اتسعت أعين يونس مفكرا الهذه الدرجه هى جميله. 

كامل وكأنه فهم مايدور برأسه :يونس انت عمرك ماشفت شهد من غير نقاب. اشار يونس برأسه بمعنى لا. ابتسم الاب قائلا :عشان كده معزور... لو شفتها ماكنتش هتبقى قاعد متردد كده.. كنت هتبقى انت اللى بتتحايل علينا. 

عزيزه:دى فلقة قمر وبياض بحمار وشعرها لحد الارض وناعم وجميل وجسمها ماشاء الله طب دى عليها جوز.....قاطعها كامل قائلاً :بس بس ايه اللي بتقوليه ده. 

عزيزه :الله مش بفطم الواد.. عشان مايضيعهاش من ايده. هز راسه بياس منها ثم نظر لابنه الذى ينظر لهم باعين متسعه فقال:بص يابنى انا مش عايز اضغط عليك بس فى نفس الوقت عايز اطمن على بنت ابنى ومراته كمان ماهى برضه لسه عيله وامانه فى رقبتنا ومش هنمنع عنها الى حلله ربنا.. عايزك بكره ترد عليا عشان نفاتحها فى الموضوع لأن انا عارفها واقناعها هيكون صعب. 

يونس :انا موافق ياحاج. تهلل وجه كامل وعزيزه التى قالت ضاحكه:ههههههه البت حليت فى عنيه. 

يونس :ايه اللي بتقوليه ده بس يا امى... انا بعمل كده عشان احل مشكله... هو انا كنت شفتها قبل كدة. 

عزيزه :لالا على ضمانتى انا هتشوف حورية من الجنه. قلب عينيه بملل فاردف كمال قائلاً :انا هكلم اخوها كريم الاول هو جاى النهاردة بالليل الاصول كده... وإن شاء الله ربنا يسهل. اماء الجميع براسهم 


فى شقة يونس دخل ليرتاح قليلا وعلى غير العادة وجد مروه سعيده ووجهها مشرق فهو اعتادها ناقمه على عيشتها. رفع حاجبه مستنكرا فقالت هى:اهلا يا يونس. 

يونس باستغراب :الحمدالله... مالك مبسوطه يعني. 

مروه بسعادة وهى تكمل طلاء اظافرها :ولا حاجة مبسوطه الله كتير عليا. 

يونس:لا ياستى ولا كتير ولا حاجة. فين مالك. 

مروه بلا مبالاه :كالعادة مع جورى. تأكد انها بحاله غير عادية فهى في العادة تصرخ في وجه ابنها وتغضب من فكرة ملازمته لابنه اخيه ولكن الاغرب انها قالت جورى ولم تلصق اسمها بوالدتها كما تنعتنها دائما (بنت شهد) فقال:لأ ده كده الوضع مريب. 

مروه:مريب ليه بس. 

يونس :اصلك ماقولتيش بنت شهد... وكمان سايباه معاها عادى من غير تكونى مضايقه. 

مروه بسعادة والشماته تقفز من عينيها:الله يا يونس... ما الواد لازم يشبع منها... مش هيمشوا من هنا خالص وبلا راجعه. 

ااااااه. الان فقط فهم عليها.. وعلم سر هذه السعادة.. ابتسم داخليا بسخريه فهى لا تعلم حتى الآن بامر الزواج منها. ولكن فليؤجل امر اخبارها الان لحين معرفة رأى شهد فلا داعى للشجار من الان. اخذ نفساً عميقاً ووقف من مكانه ودخل إلى غرفة نومه لينال قسطا من الراحه.. نظرت هى الى طلاء اظافرها وهى تنفخ فيه ببرود ثم ابتسمت بشماته من الفكره التى اتتها وهى تفكر بالذهاب لزوجها واغراءه والتمتع بوقت حميمى معه.فهى لديها زوجها اما الاخره مات زوجها وهى بعز شبابها ولا حق لها بالاستمتاع بهكذا شعور بعد فقدانها لزوجها. ارادت الشماته منها حتى لو بينها وبين حالها. فقامت مسرعه وارتدت احدى اثوابها المغريه وذهبت إليه. كان يتسطح على فراشه ويضع يده فوق عينيه يفكر فى حديث والديه وكيف له ان يتزوج هذه الصغيره وهى زوجة اخيه. ازاح يده من على عينيه وهو يشعر بيدين تمر فوق صدره تتحسسه باغراء. ووجد امامه مروه تنظر له نظره يفهمها جيدا ابتسم لها فقالت:وحشتني. 

ثم مالت عليه وبدأت بتقبيله بنهم ورغبة وسرعان ما استجاب لها بقوته وخبرته المعهوده واستمعت هى برجولته الشديدة. بعد وقت كان هو تحت الدش ينعم بحمام منعش اما هى تبتسم بشماته ثم قفزت مسرعه والتقتت الهاتف المنزلى وقامت لاول مره بالاتصال على شقه شهد ثوانى واتاها الرد وكانت هى شهد اغمضت عينيها بغضب وهى تستمع لصوتها العذب والذى زادها حقدا. إلا يكفى جمالها الفاتن هل ينقصها صوتا ناعم ذو بحه مميزه أيضا. زفرت بتماسك لاستكمال هدفها قائله بدلع مايع:ايوه ياشهد. ازيك. 

شهد بحزن:الحمد لله على كل حال. 

مروه بتجاهل لحزنها :بقولك ايه يا شوشو. 

شهد باستغراب :ايوه. 

مروه:عايزه منك خدمه. 

شهد بصدق :امرينى حبيبتى. 

مروه:ممكن تعطلى مالك عندك شويه. 

شهد :لا ماتقلقيش.. هو ملازم جودى. 

مروه بخبث مدعيه الحرج والكسوف:احممم... ااصل.. ههههه.. مش عارفه اقولك ايه.. بس يونس معايا. احمم وكل ما اقول خلاص خلص.. الاقيه راجعلى تانى. هههههه. انتى فاهمة بقا.. احمر وجه شهد حرجا من بجاحة الاخره قائله بتلعثم:اااحاضر..حاضر حبيبتي. عيونى.

مروه :اوكى... سلام بقا عشان جوزى جه تانى. ههههههه. 

شهد بخفوت واستغراب:سلام. اغلقت معاها الهاتف وهى تبتسم بسعادة ونصر. اما على الجانب الآخر أغلقت شهد الهاتف وهى تنظر له باستغراب فخرجت ملك من المطبخ قائله:مين اللي كان بيتصل... ايه ده مالك مستغربه كده ليه. 

شهد:اصل حصلت حاجة غريبة اووى. 

مللك :حاجة ايه... هو مين اللي كان بيتصل 

شهد:دى مروه.. أول مره من يوم ماتجوزت تعملها اصلا. 

ملك :ده بجد.. بقالكوا اربع سنين متجوزه عمرها ما رفعت عليكى سماعة تليفون. 

شهد :لأ. 

ملك:نعم... ولا حتى بعد موت سعد.. ثانيه كده.. دى ماطلعتش تعزيكى ولا مره.... لااااااا. براحه بقى كدا واحكيلى كانت متصله ليه. 


عند يونس اتصل به والده يخبره ان كريم اخ شهد قد حضر ولابد ان يأتي ليتحدث معه بشأن زواجه من شهد فهو العريس ولابد ان يطلبها هو لنفسه. ارتدى ثيابه على عجل وبقلبه فرحه لا يعرف معناها ولم يمهل لنفسه وقتا ليفسرها إنما نزل سريعا للاسفل حيث يجلس كريم مع والده. بعد السلام والترحيب تنحنح كريم قائلاً :احمم.. خير يا سيادة اللوا. 

كامل:كل خير يابنى.. احنا كنا عايزين نكلمك بخصوص شهد. 

كريم :انا فاهم يا سيادة اللوا... شهور العدة قربت تخلص وانا هاخدها تعيش عندنا في بيت ابوها... أنا عارف الاصول كويس وانا سيباها هنا عشان ده شرع الله وماينفعش الارمله تسيب بيت جوزها الا بعد ماتخلص عدتها.. لكن احنا بيتنا كبير وواسع وتحت امرها وامر بنتها فى اى وقت. 

كامل:لالا يابنى انت فاهم غلط خالص.. احنا مش عايزنها تمشى بالعكس. نظر له باستغراب قائلاً :سيادة اللوا حضرتك سيد من يفهم فى الاصول. وعارف انه مش هينفع. 

نظر كامل لابنه كى يتحدث هو بالنيابة عن نفسه ففهم يونس وحمحم قائلاً :استاذ كريم... انا عايز اتجوز شهد. 

كريم باعين متسعه وزهول:تتجوزها ازاى. 

تبادلوا النظرات ثم قال مستنكرا :اتجوزها على سنة الله ورسوله بعد عدتها ماتخلص. 

كريم:يونس بيه.. ماتزعلش منى.. بس انت كبير عليها اوووى. شحب وجه يونس من هذه الحقيقه المره. 

كامل:ياكريم يونس ابنى رجل اعمال ناجح... وهيصونها ويراعى بنت اخوه.. انا بعتبر شهد بنتى وهى لسه صغيره ومن حقها تتجوز تانى. ويونس يعتبر حل معادلة صعبه انها تتجوز وتبقى فى حما راجل لانها لسه صغيره وكمان نضمن انها تتجوز رجل يبقى رحيم ببنتنا ويراعيها لأنها فى الاصل بنت اخوه. تنهد كريم بعمق فهو اقتنع الى حد ما بوجهة نطرهم ثم استاذنهم للصعود لاخته وسيفاتحها بالامر. 

بعدما خرج قال يونس:شوفت ياحاج... مش قولتلك فرق السن كبير وواضح..ماكنش لازم نفكر فى كدا ابدا. 

كامل:يونس يابنى إلى بنعمله ده هو الصح.. الراجل قادر يحتوى مراته ويقرب منها وقادر بخليها تبعد عنه وما تبقاش طايقاه. هو هايفاتحها وانا عارف شهد عاقله وإن شاء الله هتفضل مصلحة بنتها على اى حاجة تانية. 

يونس بضيق:يعني هتوافق عليا عشان جورى بس. 

كامل باستغراب :امال انت متوقع ايه يا يونس... انت دايما كنت اخو سعد.. اخو جوزها.. عايزها توافق عليك لشخصك.. طب ازاى ده. نظر له بغضب ثم صعد لشقته دون التفوه بحرف اخر وهو صدقا لا يعلم لما يغضبه انها ستوافق فقط من أجل ابنتها. 


فى الاعلى بشقة شهد كانت اختها ملك تقطع الصاله ذهابا وايابا بغضب وهى تقول:بنت الجزمه.. متصله تشمت فيكى...دى ماكلفتش نفسها تسأل عليكى.. ماشى. ماشى.. ماهى الغيره تعمل اكتر من كده. 

شهد باستغراب :غيره. 

ملك بغضب:ايوه غيره.

شهد:غيره ايه بس.. انتى مش بتشوفى هى بتلبس ايه ولا بتصرف على نفسها ومكياجها وجسها ازاى. 

ملك:هو انتى يابنتى مش بتبصى لنفسك في المرايا... ده أنا اختك وبغير منك.. يانهار اسود.. ده انتى معمولك 34محضر تحرش بسبب جمالك وفتنتك.. ده احنا نقبناكى عشان خايفين عليكى... مش مصدقاكى بجد.. بطلى طيبه وتواضع بقا. أما مروه دى ودينى لاوريها.. ماشى ماشى مابقاش الا الزرقه دى كمان. ثوانى ودق جرس الباب فذهبت لتفتح وجدته كريم ابتسم لها قائلاً :اهلا انتى لسه هنا. 

ملك:امال اسيب اختى الصغيره لوحدها. 

كريم بمشاكسه:لا جدعه يابت.. ثم نظر إلى شهد بحنان قائلاً :عامله ايه النهارده ياحبيبتى. 

شهد بابتسامة :الحمد لله على كل حال. 

كريم:امال حبيبة خالو فين. 

مللك:ده سؤال هو مالك سامح لحد ييجى جنبها ولا سامح لها تفارقوا... انا مش عارفة هيعمل ايه لما نمشي من هنا وييجوا يعيشوا معانا. 

كريم:احمم.. شهد. 

شهد :نعم. 

كريم:فى موضوع مهم عايز اكلمك فيه. 

شهد :خير. 

كريم:طبعاً انتى عارفه ان عدتك قربت تخلص. وو

شهد:عارفه. 

كريم :طبعا انتى عارفه ان بيتى مفتوحلك فى اى وقت وده مش كرم منى لا ده حقك فى بيت ابوكى.. وانتى مش اختى انتى بنتى وانا اشيلك في عينى وعارفه ندى بتحبك اد ايه. بس انتى لسه صغيره و. قاطعته قائلة :لا يا كريم مش هتجوز بعد سعد ابدا... مستحيل. 

كريم:اسمعينى بس.. واعرفى مين العريس. 

شهد:عارفه.. عارفه ان فى كذا حد من بلدنا اتقدملى أول ماعرفوا ان سعد استشهد. بس انا هعيش واربى بنتى وبس. 

كريم: بس اسمعى العريس ده هو اكتر حد هيصون بنتك. 

ملك:ياسلام.. ايه الثقه دى.. مين ده يعنى. 

كريم:عمها.. يونس بيه.انتفضت شهد من مكانها وهى تشهق:ايه... انت بتقول ايه.. لا لا.. مستحيل. 

ملك:مستحيل طبعا ده كبير اووى وشهد حلوه وصغيره. 

كريم:انا مش عايز اضغط عليها. ثم وجه حديثه لشهد:لكن لو هتسالينى عن رائيى هقولك انه احسن اختيار ليكى لانه هيراعى ربنا فيكى وفى بنت اخوه لانها لحمه ودمه.. فكرى يا شهد وخدى وقتك. 

ملك:ومروه مراته. عارفه. 

كريم:مش عارف... بس اكيد يا قالها يا هيقولها. 

شهد:كريم مللك... تعرف او ماتعرفش انا قولت لا يعني لأ وده كلام نهائى. 


مر اكثر من اسبوعين وشهد على موقفها بالرفض التام.. اما مروه فقد ثارت وغضبت وقلبت الدنيا رأسا على عقب بصارخها وغضبها بعدما اخبرتها ملك بمنتهى النصر والتشفى ان يونس زوجها قد تقدم لطلب خطبة اختها كتأديب لها على ما فعلته باختها. وقد كان لها ما ارادت فقد شلت الصدمه مروه كليا. ظلت مللك تضحك على مظهرها لساعات. اما يونس فقد استمع لوالديه وهم يتحدثون وعلم ان شهد رفضت الامر رفضا تاما. لكنه لم يعقب أو يجعلهم يعرفون انه علم بالامر ولا يعلم لما تحلى بالصبر على أمل ان تغير موقفها مع الوقت. هو حقا لا يعلم. 


فى صباح يوم جديد كانت كاميليا( زوجة الشهيد محمد صديق سعد وصديقه مقربه لشهد بحكم الصداقه بين الزوجين وقد استشهد زوجها من عام تقريبا) قد جاءت لزياره شهد والاطمئنان على حالها. وفتحت مللك موضوع زواج يونس من شهد أمامها فتحدثت كاميليا بهدوء قائله:على فكره يا شهد لو فكرتى بهدوء هتلاقى انه عرض كويس جدا وحل معادله صعبه. 

شهد:انتى بتقولى ايه يا كاميليا... لا طبعا مش هتجوز بعد سعد. 

كاميليا:شهد.. انتى عندك كام سنه. 

شهد:22

كاميليا :يعني لسه عيله.. الى زيك لسه بيتخطبوا... مش هينفع.. اسمعى منى يا شهد نظرة المجتمع للارمله ولا المطلقه صعبه اووى.. ثم اكملت بدموع وقهر قائله:انتى عارفه يا شهد انا لو جوزى الله يرحمه كان ليه اخ واتقدملى كنت هوافق عشان عمرى ماهرضى اتجوز حد غريب عن ولادى اكيد عمره ماهيتقبلهم ولا هما هيتقبلوه وممكن يبعدوا عنى ويكرهونى.. عارفه يا شهد انا مش برضى اروح فرح اى حد من معارفنا او قرايبنا مش برضا اروح أزور حد من صحباتى فى بيتهم حتى اخواتى.. الموضوع صعب اوووى يا شهد انتى مش هتقدرى تدخلى وتخرجى براحتك.. ولا تقدرى تقفى في بلكونه ولا تفتحى شباك. اى ست فى العيله او المنطقة هتبقى خايفه على جوزها منك وتقول انك عايزه تخطفيه منها.. ويبقى جوزها ده اصلا مسوس وضهره واقع ومالوش شكل بس تحسبه عليكى راجل فجاءه وهو كمان يبقى شايف انه لقطه بالنسبه لك طبعا.. شهد انتى طيبه اووى.. تعرفى ان انتى الوحيده اللي كنتى بتسيبى جوزك ييجى يزورني ويطمن على عيالى.. لدرجة اني مصدقتش انك عارفه انه بييجى عندنا غير لما مره كلمتك وشوفت اد ايه عادى بالنسبة لك ومأمنه ومش خايفه على جوزك منى ساعتها بجد كان نفسي اجى اخدك فى حضنى واشكرك واشكيلك من اختى.. اختى بنت امى وابويا خايفه على جوزها منى انتى متخيله... للأسف يا شهد هو ده مجتمعنا.

كانت شهد وملك يستمعون لحديثها بزهول تام تعلم أن الامر صعب لكنها لم تكن تعلم أنه بهذه القسوه والقهر وأيضاً الشعور بالمهانه. جففت كاميليا دموعها وهدأت قليلا ثم تحدثت قائله:بصى يا شهد يونس بيه كبير جدا عليكى.. وطبعه صعب شويه ومش زى سعد خالص.. بس هو أمن واحد على بنتك. واكيد هيبقى سند ليكى على الأقل لو قدام الناس. ده حتى المثل بيقول ضل راجل ولا ضل حيطة.. فكرى تانى ياشهد ووافقى. اماءت لها شهد وقد بدأت بالتراجع عن قرارقها والتفكير بأن تقبل بهذه الزيجه فاكاميليا وبكل وضوح وضعت امامها مرآة للواقع الأليم الذى ستواجه وحدها هى وابنتها مع الايام. 

بعد يومين

خرجت شهد من غرفتها ونظرت لاخيها الذى يجلس مع ملك وزوجته ندى فتحدثت بقوة قائله :كريم انا موافقه..... 

الحلقة 3 


شهد حياتي - الجزء ٣


كان مالك يجلس متأفاف في شقة شهد حيث يجلس كعازل بين كامل وحفيدته جورى.

كامل:يابنى عايز اسلم على البت واطمن عليها في ايه.

مالك:الحمد لله.. هى كويسة.

كامل :ياسلام.. انت كمان بترد بالنيابة عنها.

مالك بابتسامة صفراء :ايوه... وكفاية انى سايبها تقعد مع رجل غريب في مكان واحد مش كفاية عليا خالها اللى جوا ده.

كامل بزهول:شوف... ادفع نص عمرى وأعرف انت طالع لمين... لولا إنك شبه ابوك ونسخه منه كنت قولت إنك مش ابنه.. ابوك عمره ما كان كده.. ولا عمك حمزه ولا انا حتى قرايب امك.. بالعكس خالص فاتحينها على البحرى.

مالك:كفاية كلام بقى.... مش عايزها تسمع صوت راجل غيرى.

كامل :هى حصلت.

مالك بشموخ:بص... انا اسلم حل هاخدها وانزل... كفاية عليك العشر دقايق دول.

كامل :يابن ال... رجع مالك خطوتين للجده بعدما كان أبتعد بجورى فاوقفها عند الباب وعاد لجده ومال على اذنه هامسا:إبن ال ايه.

كامل:امال لو كنت تلاتين اتنين وتلاتين كنت عملت ايه.. لما انت 12 سنه وبتعمل كده.

مالك بغمزه:كنت جبتلك احفاد ياجدى.

صدم كامل من الرد كليا بينما ضحك مالك بوقاحه واتجه إلى حيث حبيبته ممسكا بيدها ودخل بها المصعد ليهبط لاسفل. بينما كامل يتتبع اثره بزهول وتفاجئ. ثوانى وخرج كريم وبعده شهد وملك وجلسوا سويا وبعد الحديث في مواضيع عامة تحدث كامل قائلاً :ها يا شهد يابنتى... كريم كان كلمنى من شويه وقالى انك موافقه.. صح الكلام ده.

شهد :صح يا بابا.

كامل:عين العقل يابنتى.. ويونس ابنى راجل طيب وجدع... ده غير انه دلوقتي بقا مليونير.. وفتح أفرع كتير للشركة بتاعته وان شاء الله يكون خير زوج ليكى. فقاطعته قائله :لأ

كامل:لا ايه يا بنتى.

شهد:بعد إذنك يا بابا.. ده هيبقى جواز على ورق.. شكليات يعني عشان المجتمع والناس.. عشان يبقى ليا الحق انى اقعد هنا واربى بنتى.. وكمان مش عايزه اخرب بيت حد.. ابله مروه مالهاش ذنب عشان يبقى ليها دره.. ذنبها ايه هى ان جوزى مات وفجأه تلاقى جوزها مضطر يتجوز مرات اخوه.

كامل :يااااااه يابنتى... حتى وانتى فى ظروفك دى بتفكرى في غيرك.

شهد:طبعا... هى ذنبها ايه.

كريم:شهد... انتى عارفه انتى بتقولى ايه. يعني ايه جواز ورق وشكليات بس.

شهد بحرج:انا عارفه انا بقول ايه وقصداه.

كامل :بس يابنتى... ده هيبقى جوزك وليه عليكى حقوق.

شهد بجخل:بعد اذنك يا بابا...

كامل:عموما.... انا عارف انتى اد ايه خجوله ومش هينفع اتكلم معاكى في النقطه دى... خليها بعدين.. انتى عدتك هتخلص بعد بكره بس يونس مسافر المانيا وهييجى كمان اسبوع... انا هبلغه وأول ما ييجى نكتب الكتاب على طول. اماءت له برأسها بهدوء ثم استأذن منهم للنزول كى يحادث ابنه وهو لا يعلم كيف يخبره بطلبها.

فى شقة كامل وعزيزه.

عزيزه:يعني هى وافقت خلاص.

كامل:ايوه... بس عايزاه جواز على ورق بس.

عزيزه:ازاى يعني.

كامل:جرى ايه يا عزيزه... مانتى ست وفاهمه..

عزيزه:مانا عشان فاهمة استغربت... لا حرام.

كامل :هنعمل ايه... ده يعتبر شرط.

عزيزه:لا وليه يتحرم ابنى من النعيم ده.

كامل بزهول:انتى بتقولى ايه.

عزيزه بقوه:ايوه... البت جامده بصراحة.. وهو حقه بقا يتمتع بيها. اه بدل مروة الزرقا دى اللى كانت أول بخته.

كامل:يا عزيزه... ايه اللي بتقوليه ده.

عزيزه:هو انا بقول حاجة غلط ولا بعيب فيها بالعكس .. بس الصراحه بقا حرام كده.

كامل:عزيزه احنا ماصدقنا توافق.. انا مشكلتى دلوقتي هقول كده ليونس إزاى.

عزيزه:بص... انت ولا تقوله ولا حاجة.

كامل:ازاى يعني.

عزيزه:اهم حاجه دلوقتي يكتبوا الكتاب ونضمنهم وبعد كده نسيبهم... يمكن ربك يصلح الحال بينهم... ماحدش عارف بكره فيه ايه هو حد كان يصدق ان يونس يتجوز شهد.

كامل:انا والله ما مصدق اللى حصل... سبحان الله.. انا هكلم بونس اعرفه.


قام كامل بالاتصال على يونس واخباره بموافقة شهد على الزواج ولكنه لم يخبره بشأن شرطها الذى وضعته لإتمام الزواج.

كان يونس يستمع لولده وبداخله فرحه رهيبه اندهش منها حقا بل وتفاجئ ايضا من فرحته الشديدة فما يحدث معه غريب جدا بالنسبة له. لما هو سعيد بالزواج من زوجة أخيه وليس اى اخ انه سعد الذى لطالما اعتبره ابنه. ولما من الاصل تحلى بالصبر الذى لم يكن من شيمه من قبل ولكنه تهرب من التفكير وخاف كثيرا من مواجهة نفسه وذهب سريعا لانجاز اعماله كى يستطيع العودة سريعاً.

بعد يومين

عاد يونس من سفره سريعاً بعدما أناب احد المسؤلين لاتمام مهامه عوضاً عنه

كانت مروة تشتعل غضبا تشعر وكأن العالم يحترق حولها ولا تستطيع النجاه من ظنت انها ستتخلص منها للابد وتتخلص من جمالها وفتنتها التصقت بهم اكثر واكثر وكأن القدر يعاقبها فبعدما كانت مجرد زوجه اخ زوجها وكانت تشعر بطوفات من الغيره ماذا سيحدث وهى ستصبح زوجه ثانية لزوجها. وبحسبه بسيطه جدا شهد رقيقه وناعمه وهى عصبيه جدا وحادة الطباع. شهد جمالها فاتن وهى جمالها طبيعى وهى تعلم ذلك جيدا وأن انكرته أمام الجميع لا تستطيع إنكاره بينها وبين نفسها. شهد صغيره جدا فى السن وهذا أكثر ما يقلقها.هى لا تضاهي شهد فى اى شئ ولطالما كانت تتباهى بأنها زوجة يونس كبير العيله والمليونير المعروف.. تنفق على نفسها الكثير. كل عام تغير موديل سيارتها. ترتدى الحلى من الالماس. لكن شهد ترتدى اساور رقيقة من الذهب لا تتعدى الواحدة او الاثنان. لا تملك سياره. حتى سعد بحكم عدم تفرغه كان لا يمتلك سياره. لكن الان ماذا تفعل.. سارت بغضب وفتحت باب الغرفه بحده اجفلت هذا الذى يقف امام المرأه يرتدى سيابه ويضع من عطره الفريد.

يونس:فى ايه يا مروه.

مروه بغضب:يعني خلاص.. هتتجوز عليا انا. ومين.. حته الفلاحه دى.

يونس :مروه.... ياريت من هنا ورايح تلزمى حدودك معاها.

مروه بتهكم:طبعا... لازم احترم درتى.

يونس بغضب:مروه... انا مش عايز اضايقك ولا أشد عليكى فى الكلام لانى مراعى شعورك... واحده جوزها هيتجوز النهاردة.. اكيد هتبقى عامله اكتر من كده... بس كمان لازم تحترميها شويه.. دى هتبقى مراتى.

مروه (وقد علمت بشرط شهد) بتهكم:هههه.. مراتك.. سعد هيفضل طول عمره مابينكوا... هو الأصغر والاحلى... وزى مابسمع بينهم قصة حب كبيرة اوووى. كان يستمع لكلماتها وهو يعلم انها على حق فحب سعد لها وسعادته معها كانت ظاهرة دائما فى عينينه. سعد فعلا الأصغر فهو من الاساس أصغر منه ب11عاما فما بالك بها وهى تصغره ب16 عام. شعر لاول مره ببداية لفتح أبواب الغيره من اخيه المتوفى ولكنه سريعا ما اغلقها مقنعا نفسه باة شئ وارتدى ساعة يده الماركة والتقط هاتفه. وخرج سريعا فخرجت خلفه تنظر له بغضب وهو فى ابهه حله وسعاده غريبه تتراقص فى عينيه.. سعادة اغضبتها فهى حتى لم تشاهدها ليله زواجهم التقليدى جدا. فتحدثت بغضب قائله:وايه مالك لابس ومتشيك كده ليه.. ده انت نازل تحت وطالع.

نظر لها نظره اخرستها وفتح الباب ونزل سريعاً.

خرج من المصعد امام شقة والده وجد مالك يقف وغضب العالم على وجهه عاقدا ذراعيه على صدره ويقف معطى ظهره بشموخ ووقار ولكنه يراقبها بطرف عينه. وقف فى حيره وهو يرى جورى تحاول استرضاؤ ابنه الغاضب. رفع حاجبه باستنكار قائلا:فى ايه.

جورى :عمو يونس... مالك زعلان منى ومش... قاطعها مالك صارخا :انتى بتكلميه ليه... ها... مش قولت ماتكلميش مع رجاله غيرى.. يعني مش كفاية الى عملتيه.. بدل ماتصلحيه بتعكيها اكتر.

يونس بزهول:فى ايه ده انا عمها.

مالك:بس راجل غريب.. ممنوع تتكلم مع اى حد غيرى مفهوم.

جورى:طب اعمل كده وتصالحنى.

مالك:لا انا لسه مضايق منك. ومش سهل كده اصالحك.. إلى عملتيه مش شويه ياهانم. زمت شفتيها ببراءه داعبت قلبه ولكنه حاول الصمود بشموخ.

يونس:يابنى هى عملت ايه لكل ده.

مالك بغضب:أسأل الهانم... الهانم الى نزلت وجدو فتحلها حضنوا راحت دخلت فى حضنه جرى.. حط نفسك مكانى كده... داخل فى امان الله والاقى الهانم فى حضن راجل تانى. انفجر يونس ضاحكا بينما مالك استشاط غضبا ثم قال:ممكن افهم ايه اللي بيضحك اووى كده.

يونس:هههههههه..... اموت واعرف انت ازاى كده... يابنى ده جدها... يحضنها عادى.

جورى:اه شوفت قوله ياعمو. قبض مالك على ذراعها قائلا:انا مش قولت ماتكلميش رجاله غيرى.

جورى:حاضر.. حاضر... بس صالحنى بقا... جورى مش عايزه مالك يكون زعلان منها. نظر لها بعشق ثم ابتسم وقال :هو مالك يقدر يزعل من وردة الجورى بتاعته. ابتسمت له باتساع ثم امسك كف يدها وهو يسحبها معه كى يشترى لها الشوكولا. نظر يونس لاثرهم بزهول قائلاً :انا عمرى ماشوفت كده فى حياتى... ولا هشوف. ثم تذكر امر عقد القران فدخل سريعاً وهو يضحك على ابنه المتملك تملك غريب من وجهة نظره ولا يعلم ممن اكتسب هذه الصفا.

فى الداخل كان يجلس كريم اخ شهد وزوج ملك وكامل وعزيزه. القى السلام عليهم وهو سعيد جداً بداخله. ثوانى وحضر المأذون وقام كريم باستدعاء شهد. بعد دقائق فتح باب المصعد وخرجت ملك تعقبها شهد وهى لا تعلم هل ماتفعله صحيح ام ماذا لكنها قد سبق ووافقت لا تستطيع التراجع الآن.

دخلت شهد عليهم وألقت السلام بصوتها العذب ذو البحه المميزه. وتلاقت اعينهم وجدته يتطلع لها بنظره لأول مره تراها بعينه وكأنه استباح وحلل لنفسه الان النظر إليها.. نظرته كانت ذان معنى.. والمعنى واضح جداً (دقائق وستصبحين زوجتى وعلى أسمى) اشاحت بنظرها سريعا عنه وجلست بجوار ملك وكريم.

شعور غريب وهى تستمع لكلمات المأذون ويونس يرددها خلفه.. فما يحدث الان ولا فى الحلام.. يونس يردد خلف المأذون ويطلبها لنفسه وبنفسه. شردت وهى تتذكر سعد وهو يردد خلف المأذون ويبتسم ويغمز لها بعينيه. استفاقت من شرودها على صوته :وانا قبلت زواجها. نظرت لهم بتيه وهى تشعر بالضياع طلب منها المأذون ان توقع على الاوراق بعدما وقع هو. تقدمت وهى تشعر أن ماتفعله خاطئ. ماذا عن سعد... ماذا عن زوجته مروه كيف لها أن تأخذ رجل من بيته وامرءته. لطالما سمعت عن من تخطف زوج من زوجته وبدون الاستماع لأى شئ دائما ما كانت تصنف الزوجه الثانية على انها المجرمة والمخطئه مغوية الرجال. لكن هى استثناء.. ظروف وفاة زوجها من فعلت ذلك. التقتط القلم بيدها وهى تنظر فى وجههم. جميعهم يبتسمون. الجميع موافق على هذه الزيجه ولما تلومهم وهى بالأصل قد سبق ووافقت. كانت تريد القاء القلم والهرب سريعاً. ان تأخذ ابنتها وتهرب بعيداً لكن عادت كلمات كاميليا تتردد فى اذنها فأين المفر من هذا المجتمع. وأخيراً تنهد بارتياح بعدما بدأ القلق يدب قلبه وهو يرى التردد والرفض فى عينيها. تنهد بارتياح بعدما وقعت على كل عقود الزواج. بعد قليل انسحب الجميع تاركين لهم بعض الخصوصية. كانت تجلس بملابس حدادها على زوجها.تفرك يدها معا بتوتر. زاد خفقان قلبه وهو يقترب منها حتى جلس بجوارها. ولاول مره حقا لا يعلم بماذا يتحدث. بعد صمت طال لعشر دقائق حمحم منادياً :شهد. رفعت عينيها وهى تنظر له فالتقت أعينهم فشرد هو فى جمال عينيها التى فعلا تاه بها وتعجب من لونها الفريد وهو في حيره اهى زرقاء ام رصاصى ام مزيج بينهم رسمه عينيها الواسعه وحواحبها المصطفه بعناية.. كل ما أراده الان هو الكشف عن نقابها لكى يرى ما حل له. ايقظه من الشرود فى بحر عينيها ارتفاع رنين هاتفه معلنا عن اتصال. فتح الهاتف وهو مازال محدق فى عينيها الجميله.

يونس:ايوه... اه..... اوكى.. شكرا. وأغلق الخط ثم قال لها :يالا بينا.

شهد بخفوت واستغراب :فين.

يونس:يعني اقل حاجه اعملهالك.. نخرج نتعشى سوا. اقشعر جسدها فور سماع كلامه وفكرة ارتباطهم. كلمة (سوا) هل أصبح من الطبيعى خروجهم سوياً. أرادت الاعتراض وتذكيره بشرطها والذى لا تعلم أنه لا يعلمه. خرجت معه وهى تسير خلفه. فتوقف امام المصعد واستغربت لامره قائلة بصوتها المميز:ايه ده كلها دور واحد.

فتح هو باب المصعد قائلاً :يلا الاسانسير جه خلاص. لا تعلم أنه استغلال المصعد ومساحته الضيقة كى يتمكن من الالتصاق بها كمراهق وليس رجل شارف على الأربعين ومعه زوجته. دخلوا المصعد وهو يشتعل داخليا عندما احتك كتفها به خطأ واحس بنعومته وطراوته. عبيرها الناعم وهى بهذا القرب المهلك منه. سب وشتم عندما وصل المصعد سريعاً فهو لم يتخذ ثوانى للنزول لمدخل البنايه.تقدم وهى خلفه باتجاه سيارته ولكن تفاجئوا بمروه وهى ترتدى فستان ارستقراطى باهظ الثمن يضيق عليها. قصير حتى ركبتيها وهى فى ابهه زينه. ترتدى عقد من الالماس وكعب عالى زاد طولها طولا. اقتربت من يونس بدلال جديد عليها قائله:حبيبى اتاخرت ليه.. مش قولتلى البس على طول. نظر لها بتفاجئ فهو لم يفعل ذلك مطلقا وكل تفكيره ماذا ستفكر تلك الصغيره التى تقف خلفه وهي ترى زوجة زوجها بهذا الشكل. اما شهد فلا تنكر انها غضبت كثيراً ولكنها شعرت بالحرج كونها ستقاسم زوجته عشائها معه معتقده ان مروه هى الاحق به. شعرت بالحرج وهى تشعر بانها المتطفله على حياته هو وزوجته. ابتسمت مروه بخبث وهى تشرد فيما مضى وهى تستمع لزوجها وهو يقوم بحجز عشاء رومانسى لفردين وكيف انها استشاطت غضبا وقامت بالاتصال على غاده شقيقتها وهى من نصحتها بهذه الفكره الخبيثه.

نفذت نصيحة اختها بالحرف وصعدت سريعاً للسياره ولم تطرق ليونس الفرصه للاعتراض او الحديث وصعدت هى بجانبه بكل غرور برساله واضحه جدا لتلك التي تشعر بالحرج الشديد. صعد سيارته محتلا مقعد القيادة بجوار مروه وهو يصطك على أسنانه بغضب وهو يقترب منها قائلاً :انا هحاول على اد ما اقدر اراعى شعورك وانك غيرانه بس ماتختبريش صبرى كتير عشان رد فعلى هيبقى صعب اووى.. وخليكى عارفه ان الى عملتيه ده مش هيعدى عادى كده. ابتسمت له مدعيه الخجل وكأنها تستمع لكلملات غزل من زوجها لكى توهم بذلك تلك التي تجلس بالخلف مستغلة قربه الشديد منها هامسا باذنها

اما شهد فكانت تجلس وهى تشعر بالاستياء والعضب لا تعترض على كونه اصطحب مروه للعشاء ولكن لما اقحمها بينهم. تشعر بالتهميش والمهانه والاستياء من حالها لأنها لم تملك الفرصه للرفض. لم تكن مهمشه يوما ولا تحب أن تكون في الهامش فهى على الرغم من يتمها كانت مدلله اخيها ومن بعده زوجها الحنون سعد الذى كان يعاملها وكأنها ابنته واميرته ولكن الآن ماذا فعلت بنفسها وهى ترى حالها كنكره اصطحبها شيقيق زوجها مضطرا وهو ذاهب فى عشاء رومانسى مع زوجته تجلس بالخلف تستمع لثرثرة مروه مع يونس. تشعر أنها بموافتها على هذه الزيجه قد فتحت على نفسها بابا من الذل والتهميش بدلاً من أن تتجنب صعوبات المجتمع. بينما هو لا يصغى لثرثرة مروه الغريبه والجديدة كليا عليها وهى تتحدث عن شهر عسلهم وتذكره بالهدايا الباهظة التى ابتاعها لها. فقد كان يسترق النظر لعينى تلك الشارده بالخلف. عينيها التى اسرته صريعا لها. فاقت من شرودها على توقف السياره امام احد المطاعم الفاخره المطله على النيل. نزلت بهدوء ووقفت خلفهم وهى ترى مروه قد اسرعت وتابطت ذراع يونس وسارت يغرور اما هو فلم يشعر ماذا يفعل فهذه زوجته على الرغم من تطفلها وموقفها الغريب لكنه مراعى شعورها اما تلك فهى حقا لا ذنب لها نظر لها وهو يرى الحزن فى عينيها الجميله جداً. ارغم نفسه على السير للداخل فسارت هى خلفهم وهى تشعر بازلال لم تشعر به من قبل. دلفوا للداخل واستقبلهم صاحب المكان ويبدو أنه وزوجته قد ارتادوا هذا المكان وكم شعرت بالغضب وهو تراه يصطحبها لمكانه المفضل مع زوجته لا تعلم ان مروه جاءت معه مره واحده وقد اصطحبها مضطرا لعشاء عمل وقد اعجبت هى بالمكان فاصبحت ترتاده كثيراً وقد عرفها المالك منذ ذلك العشاء وأصبحت معروفه فيه.

وفى مكان مخصص تم حجزه مسبقا من قبل يونس كانت طاوله فى مكان بعيد عن التجمع مع شموع هادئة ومقعدين لفردين فقط. فهتفت مروه بدلع قائلة :واو يا يونس... دايما كده رومانسى. نظر لها نظرة ارجفتها بينما الأخرى يتاكلها الغضب والندم على هذه المهانه وهذه الزيجه. وسريعا سريعا جلست مروه على احد المقاعد بينما قالت لشهد بمهانه:روحى هاتيلك كرسى تقعدى عليه. احمر وجه شهد وهى تشعر بالاختناق والاهانه

يونس بغضب:مروه الزمى حدودك.

مروه برقة مصطنعه :ايه ياحبيبى.. انا بس حسيت شكلها وحش اووى وهى واقفه كده ومافيش غير كرسيين لينا.

اغمضت عينيها بألم وذل ونظرت له نظره احرقته وكأنه تخبره ما الداعى لكل ذلك.

اقترب منها قائلا بفحيح:قولتلك ماتختبريش صبرى اكتر من كده انا مراعى مشاعرك وانتى مش بتراعى مشاعر حد. ثم ابتعد هاتفا بحده وعضب:مروة العشا ده ليا انا وشهد وانتى اللى ضيفه عليها مش هى فلو سمحتي تسكتى خالص. رقص قلب شهد فرحا ونظرت له بامتنان وهو يبتسم بعدما فهم نظراته بينما الأخرى تشتعل غضبا وتوعد لتلك الشهد. وبعدما أمر يونس احد العاملين بإضافة مقعد له وطلب لشهد طعاما على زوقه وهى تقبلته منه بابتسامه خلف نقابها ولكنه شعر بها. وأثناء العشاء تقدم احد الشباب وهو يصطحب زوجته ولم يكن غير مدحت ظابط جيش وزميل سعد وعلى علاقه بيونس فتقدم منه مصافحا اياه

مدحت:يونس بيه... ازيك يا راجل. عاش من شافك.

يونس بابتسامة :ازيك يامدحت انت اللى مختفى.

نظر مدحت لمروه قائلاً :المدام صح. فاجبت بثقة وغرور قائله :ايوه انا. اهلا بيك. ابتسم له واتسعت عينيه فرحا وهو يرى شهد التى يعلمها من عينيها عن ظهر قلب. وزوجته جانبه تنظر لها عضبا وحقدا فهتف هو مخاطبا يونس:مش دى شهد مرات سعد. احتدت اعين يونس من منادتها كزوجه لاخيه وهو يشعر ببداية نيران تملكه تشتعل.....

نكمل بعد شوية


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم