رواية وعود الليل البارت السادس عشر حتى البارت الثاني والعشرون بقلم الكاتبه نداء علي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية وعود الليل البارت السادس عشر حتى البارت الثاني والعشرون بقلم الكاتبه نداء علي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية وعود الليل البارت السادس عشر حتى البارت الثاني والعشرون بقلم الكاتبه نداء علي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا


لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين استغفرك اللهم واتوب إليه


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


دخلت كاريمان المطبخ ووقفت متوترة، مش متعودة تقدم حاجة بنفسها، حست بها سميرة فدخلت وراها من غير كلام، بصت عليها وبالفعل لقيتها متلخبطة ومش عارفة تتصرف


قربت بهدوء وقالتلها


سيبي الكاسات دي وافتحي الرف اللي على يمينك هتلاقي كاسات تقديم جديدة، صبي فيها العصاير، والحلويات في الأطباق دي، شاورت عليهم وسكتت عن الكلام.


كاريمان : مش لازم يا ماما، ما الكاسات دي كويسة


سميرة : هنقعد نتناقش هنا ونسيب الضيوف بره، لما أقولك حاجة اسمعيها وبس، لازم يتعودوا إنك عندك أحسن حاجة في بيتك ولما تتنقلي لبيتهم يبقوا عارفين قيمتك وأسلوب حياتك كويس، فاهمة؟


كاريمان كانت محتاجة لحضن سميرة،  هي في اللحظة دي شافت سميرة كأم حقيقية مش مجرد خالة بتربي بنت اختها، قربت منها وحضنتها جامد وسميرة فضلت ثابتة مكانها، عاوزه تبعد عنها وفي نفس الوقت بتتمنى لو الأيام متعديش وتفضل كاريمان معاها، ونيس أيامها وبنتها اللي مقدرتش تخلفها وجزء من اختها اللي انكتب عليها تبعد عنها للأبد، ليه الأطفال بتكبر وبعدين تاخدهم الحياة بعيد عننا، اتنهدت سميرة، مدت ايديها وحضنت كاريمان، قالتلها :


كنت بستغرب زمان من الناس اللي بتقول مش عاوزة ولادي يبعدوا عن حضني، أنا دلوقت فهمت شعورهم وحسيته.


كاريمان : أنا مستحيل ابعد عنك يا ماما.


سمير : جهزي الحاجة يا باشمهندسة مش معقول هنفضل نحب في بعض ونسيب أكرم ووالدته، بعدين يزعلوا.


بعدت كاريمان عن حضن سميرة وبصت لها وقالت من جديد :


أنا آسفه.


سميرة اتكلمت بهدوء :


قولنا بعدين، لما الناس تمشي نقعد ونتكلم براحتنا، خلينا نشوف عاوزين إيه.


دخلت سميرة عند أكرم وجليلة ورحبت بهم بأسلوبها، وجليلة كانت منتظرة كاريمان علشان يفتحوا الموضوع قدامها وياخدوا موافقتها.


جت كاريمان ومعاها العصائر والحلويات، ماشية بحذر شديد وتوتر، أكرم قرب منها وشال عنها الحاجة وده لفت نظر جليلة اللي قالت بتلقائية


انت هتساعدها من دلوقت، يابني دي الصينية خفيفة.


أكرم لأنه حافظ والدته ومتأكد إنها ست بسيطة وصريحة ابتسم لها بحب وقالها :


خفيفة أو تقيلة، إن شاء الله نساعد بعض في كل حاجة.


جليلة سكتت وحست بالاحراج من تسرعها لكن سميرة اتعمدت ترد وقالتلها :


زمان كانت الستات بتعمل كل حاجة وللأسف مكنش في تقدير لتعبهم، الأيام دي بقي الستات بتشتغل بره وجوه بيوتهم والطبيعي تبقى الحياة مشاركة علشان الدنيا تمشي ولا إيه؟


جليلة : والله ما اقصد، أنا بس متعودة على كده مع أكرم، وبخاف عليه بزيادة، أنا مطلعتش من الدنيا بحاجة غيره...


سميرة ابتسمت بهدوء وطلبت من كاريمان تقدم المشروبات لهم وانتظرت تسمع منهم سبب الزيارة المفاجأة والغريبة دي.


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


وعد اتكلمت تاني مع بريق، بقت بالنسبة لها هي الأمل، بريق بيشدها لحياة مختلفة بتهرب فيها من حياة قديمة مش عاوزة تفتكرها، بريق كانت واثقة من نفسها ومن نجاح تعاونها مع وعد جدا وده كان سبب استسلام وعد لكل اقتراحاتها حتى لو كانت ضد تفكيرها وقناعاتها، والدها ووالدتها عرفوا من ناس قرايبهم ان أمجد اتجوز ودي كانت صدمة قوية لهم، مش بس لأن أمجد قدر يبدأ حياة جديدة، لكن لأنهم توقعوا منه يندم، يرجع ويعتذر لكن إنه يختفي ويبدأ ويعيش سعيد كان خبر غير متوقع وغريب، معقول بنتهم كده هتخسر كل شيء وبدون سبب أو ذنب تعمله، لكنهم فضلوا يكتموا الخبر ويسكتوا علشان خاطرها.


اتقابلت وعد مع بريق اللي راحتلها البيت ومعاها هدايا قيمة وغالية، معظمها لبس ومكياج، وعد في البداية رفضت وقالت


أنا مش بستخدم مكياج ولا بحبه، وبالنسبة للملابس طبعاً تسلم ايدك، بس أنا محجبة زي ما انتِ شايفة، والملابس دي متناسبش حجابي.


بريق بهدوء : المكياج ضروري يا وعد، مش معقول هتظهري عالنت ووشك كله غرز كده، أنا آسفه مش قاصده اضايقك بس فعلاً ده هيأثر عالمشاهدات، وهيأثر كمان على نقسيتك لما تشوفي نفسك كده، أنا عاوزة مصلحتك، وبعدين إيه اللي يمنعك تهتمي بنفسك، انتِ صغيرة، وماشاء الله قمر.


واللبس ياستي هدية مني، عارفة إنه مش ذوقك بس إحنا هنقدم برنامج وحلقات نشجع فيها الستات تهتم بنفسها وتعيش حياتها معقول هتنصحيهم بلبس جدتك ده؟!


وعد : يعني انتِ شايفه كده؟!


بريق : أنا مش هفرض حاجة عليكي، بس أنا بقالي سنين بشتغل في الميديا وعندي خبرة بذوق الناس والحاجات اللي بتلفت نظرهم، اسمعي كلامي ولو مرتاحتيش نبقى نشوف حل يريحك، تمام.


وعد هزت راسها بدون تعليق وبصت على الملابس بسعادة، من فترة طويلة مفيش حد افتكرها بهدية، أمجد من اول ما اتجوزها نساها ونسى احتياجاتها، كانت دايماً عندها أمل يتغير لكن للأسف غيرها هي وفضل هو زي ما هو.


مدت ايديها شدت فستان واستأذنت بريق إنها تقوم تلبسه، وبدأت تقيس الفستان وبريق ابتسمت لأنها اتأكدت ان اختيارها لوعد كان صح.


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


سميرة سمعت اقتراح أكرم وملامحها اتجمدت، مقدرتش تستوعب في الأول، يعني هو وكاريمان متفقين وجاي دلوقت يبلغها ولا كاريمان متعرفش من الأصل، كاريمان لاحظت ملامحها وشرودها واتضايقت من تسرع أكرم، ليه اخذ خطوة زي دي من غير ما يقولها، همست لسميرة بتردد 


والله يا ماما ما كنت أعرف إنهم جايين ولا إنه هيفتح الموضوع معاكي. 


سميرة : بس كنتي عارفة، صح؟! 


كاريمان : أيوة، بس مقولتش رأيي، كنت مستنية اتكلم معاكي. 


سميرة وجهت كلامها لأكرم وقالت :


انا مقدرش اقول آه او لأ، دي حياتها وهي حرة فيها، لكن واجبي انصحها.


الجواز مش لعبة، مش فستان وفرحة تدوم كام يوم وتخلص لما افتح عنيا على الحياة والواقع، مسؤولية هتضطر تشيلها لوحدها لما أكرم يسافر ويسيبها لوحدها، إذا ربنا كرمها بطفل، تقضي شهور حملها لوحدها، تولد لوحدها، تربي وجوزها بعيد علاقته هتقف على مكالمة موبايل أو زيارة كل كام سنة، ده غير احتياجها هي كست لزوجها، حبيبة هتتحرم من حبيبها، كل دي حاجات مش هيفكروا فيها دلوقت لكن هيحسوا بيها بعدين، كاريمان رقيقة، وردة اتغرست في جنينة كلها ضل وجو هادي، متتحملش الصحرا وجوها القاسي.


أكرم اتردد لكنه سألها بلوم وعتاب


حضرتك شايفه جوازها مني زي الصحرا؟!


سميرة بجدية : انت مش فاهم قصدي، أنا بتكلم عن بعدك وغربتك عنها مش الجواز، لو هتتجوز وتفضل معاها ومساندها مستحيل اتكلم بالعكس هكون أول حد يوافق ويساعد كمان.


جليلة اتنهدت بصوت مسموع، كلام سميرة رغم انه منطقي لكن منطق متعارض مع أحلام هي تخيلتها وبتنتظر تحققها.


وقفت وعنيها مدمعة، شاورت على كاريمان وقالت


بنتك في عنيا يا ست سميرة وبالنسبة للسفر، أنا لا عاوزة ابني يبعد ولا يتبهدل لكن دماغه قفلت على كده، همه كله يكون نفسه ويكرم بنتك، أنا وابني عمرنا ما هنقصر معاها في حاجة، حتى لو سافر ان شاء الله كام سنة وينزل يقعد وسطينا، أنا مش مستغنية عنه، ربنا عالم بالنار اللي جوة قلبي، لكن ادي الله وادي حكمته، الدنيا بقت صعبة وطول ما هو قاعد هنا هيفضلوا محلك سر، متخافيش انتِ وقولي آه، وكاريمان مش هتقول لأ.


كاريمان نظراتها كانت محتارة، بتبص على أكرم وشايفة أد إيه بيتمني منها كلمة وشايفة نظرات جليلة المتلهفة لموافقتها وكانت سامعة كلام سميرة ومتأكدة إن كل حرف فيه صحيح، لكن هي عاوزة ايه وتختار إيه ده كان صعب عليها تقرره علشان كده ابتسمت بتكلف وقالت لجليلة :


إيه رأيك يا طنط، ده بعد إذن ماما طبعاً، نكتب الكتاب، قالتها بخجل وتردد لكنها كملت


وبعد ما أكرم يسافر ويستقر يبعتلي وأفضل جمبه، وممكن كمان الاقي فرصة واشتغل ونرجع مع بعض ونستقر هنا.


سميرة : مش وحشة الفكرة، انت بتقول يا أكرم إنك مسافر على شغل في شركة كبيرة، اكيد هيبقى راتبك معقول وتقدر تاخد كاريمان رغم إني مبحبش السفر بس هيكون أهون من إنك تسيبها هنا لوحدها.


جليلة : وأنا! افضل لوحدي وأموت بحسرتي على فراق ابني، يسافر وياخذها والغربة تحلاله وينسى أمه وأهله، هي دي أخرتها، بقى أنا بفكر تتجوزوا علشان تبقي معايا واضمن إنه مش هيطول في غربته ولا قلبه يقسى تقومي تشجعيه وتقوليله هسافر معاك. 


أكرم اتوتر من كلام سميرة، ثقتهم فيه وفي كلامه وجعته، هو مش قاصد يكذب لكن لو عرفوا الحقيقة وان سفره مغامرة غير محسوبة مستحيل هيسكتوا، سفر بدون ضمان أو ملامح لكنه محاولة لتحسين وضع ميؤوس منه، وفي نفس الوقت دموع أمه ونظراتها خلته يتعب أكتر قرب منها وضمها لحضنه بحنان وهمس بالقرب منها:


أنا مقدرش استغنى عنك يا أمي، لا عشت ولا كنت، إحنا بنتناقش مع بعض لحد ما نوصل لحل يناسبنا كلنا، كلام كاريمان وطنط مظبوط وكلامك مظبوط لكن لازم نفكر فيها من كل الجوانب. 


ساعد والدته إنها تقعد وقعد جنبها ووجه كلامه لسميرة وكاريمان. 


أنا لو سافرت يا كاريمان صعب ابعت اخدك على الأقل مش قبل سنة ويمكن سنتين، في أوراق كتير وحاجات لازم تتعمل، كمان انا مقدرش ابهدلك معايا في بلد لا نعرف عاداتها ولا أهلها.


سميرة شافت إنه معاه حق، لازم يفكروا على راحتهم، اتكلمت هي المرة دي :


معاك حق، خلي كاريمان تفكر يومين تلاته، وانت كمان احسبها مع نفسك، وإحنا معاكم في القرار المناسب، ولا إيه يا حجة جليلة


جليلة من غير اقتناع؟ 


براحتكم، أنا قولت رأيي وكل واحد حر. 


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


سميرة طول الليل بتفكر، بتحاول تنام ومش عارفة، غمضت عينيها لكن عقلها بيصورلها أحداث وتوقعات مختلفة، مليون سيناريو لحياة كاريمان وأكرم في حالة موافقتها على زواجهم، وتصورات تانية لو رفضت، ياترى هتكون بتظلمهم؟! طيب لو قبلت، هي مصيرها إيه، خلاص هتعيش لوحدها، دورها في حياة كاريمان هينتهي على كده، هتبعد عنها وتنساها وتقضي الباقي من عمرها وحيدة.


انتهى الليل بعد مشقة وصعوبة، ما صدقت الفجر أذن، قامت اتوضت وصلت، وجهزت نفسها قبل معاد الشغل بوقت طويل لكنها حاولت تشغل نفسها، قربت من غرفة كاريمان، هي متعودة تطمن عليها كل يوم قبل ما تمشي، كاريمان نومها تقيل ومعظم الوقت بتكون غرقانة في النوم وقت خروجها، كانت هتفتح الباب لكنها سمعت صوت كاريمان بتكلم حد في الموبايل، سمعت كلام بسيط من كلامهم ، وفهمت من خلال ردودها إنها بتتكلم مع أكرم، اتنهدت بتعب وبعدت عن الباب وكملت لبسها وخرجت من البيت.


قررت تروح الشغل مشي، رغم ان المسافة بعيدة لكنها نازلة من البيت بدري ومش عارفة تروح فين ولا تعمل إيه، هتمشي يمكن توصل لقرار مع نفسها، كل خطوة بتخطيها بيمر معاها ذكرى وموقف من حياتها، سميرة عمرها ما عاشت طفولتها، من صغرها عندها إحساس بالمسؤولية ناحية اختها ووالدها، أبوهم كان راجل مسالم، عمره ما عمل مشكلة مع حد، كان واخد بمبدأ ابعد عن الشر لكنه للأسف قضى حياته كلها مسالم لدرجة الاستسلام وده خلق جواها رغبة في حمايته وحماية العيلة كلها، شبابها عدى بسرعة لدرجة إنها مقدرتش تعيشه، الحب، حتى الحب عمرها ما سمحت يقرب منها ولا حتى تجربة واحدة ، ويمكن ده كان سبب خلافها مع اختها لما حبت ثابت، وصلت الشغل وللأسف احساسها بالخنقة زاد، بقى مُقبِص، طلعت غرفة الإدارة، مكنش حد موجود غير واحدة بس، زميلة لها لكنها بترتاح في الكلام معاها إلى حد ما، سلمت عليها وقعدت في مكانها، زميلتها (هبه)


سألتها بتعجب:


صباح الخير يا سميرة، انتِ كويسة! شكلك مرهق أوي.


سميرة التفتت لها وسألتها


انتِ ممكن تجوزي بنتك من غير فرح ولا شقة، ممكن تغامري بمستقبلها؟!


ابتسمت هبه وسألتها بهدوء :


كل إنسان وله ظروف، واللي يناسبني ممكن ميناسبش غيري، الحياة مستحيل تمشي على نمط واحد. 


سميرة بحيرة : مفهتش حاجة ممكن توضحي كلامك


هبه : يعني مثلاً ممكن ارفض واتشرط ان بنتي يتعملها أحلى فرح وافخم شقة بس تعيش تعيسة، وممكن برده اتنازل عن كل ده وتبقى تعيسة ، الحياة مبتمشيش على توقعاتنا، احنا بنعمل اللي علينا والباقي على الله. 


سميرة : أيوة بالظبط، مفروض نعمل واجبنا ونحمي ولادنا والباقي ده بتاع ربنا. 


هبه : ومين قال ان الشقة والفرح الأساس في الجواز، الحب والتفاهم أهم. 


سميرة : كلام وشعارات، مفيش راجل يستاهل الست تتنازل علشانه، ملهمش أمان ولا بيقدروا. 


هبه : لا والله، في رجالة محترمة جدا، صحيح مش كتير بس موجودين. 


سميرة نكست راسها بتعب ومردتش، وهبه احترمت سكوتها لأن الموظفين كلهم عارفين طبع سميرة واد إيه هي شخص متحفظ في كلامه وتصرفاته لكن بعد فترة وصل باقي الموظفين وكان منهم واحدة بتكره سميرة من غير سبب، قعدوا كلهم وكل شخص بدأ يعمل شغله في صمت وساعات بيتبادلوا كلام خفيف لكن (فايزة) قالت لسميرة بتريقة 


عارفة يا سميرة، الأستاذ مصطفى خطب، بس إيه، بنت بنوت وزي القمر وصغيرة، يمكن ٣٠ سنة بالكتير ، وتخيلوا طايرة وفرحانة بيه هي وأهلها. 


سميرة : وأنا مالي يا فايزة، ربنا يسعده أعمله إيه مش فاهمه؟! 


فايزة : ومالك قفشتي كده ليه، أنا بس بقولك إنها كانت فرصة مش هتتكرر. 


سميرة مقدرتش ترد، لأول مرة تتحط في موقف زي ده، صحيح طول الوقت الناس تسألها ليه متجوزتش لكن عمر ما حد كلمها بالوقاحة دي. 


هبه اتدخلت بلطف وقالت :


خفي شوية يا فايزة، الهزار المرة دي تقيل حبتين. 


فايزة : ولا هزار ولا جد، دايماً كلمتي تقيلة على قلبكم، الواحدة مهما كان ملهاش غير بيتها وراجل يضلل عليها وسن اليأس لما بيجي خلاص الست بتبقى زي الشجرة الناشفة، لا ضل ولا ورق. 


خلصت كلامها اللي شق قلب سميرة وكملت شغلها عادي جدا كأنها معملتش ولا قالت حاجة، هبه حاولت تكلم سميرة لكن لاحظت ان أي كلام هيزود الموضوع ويحرجها اكتر، باقي الموظفين اكتفوا بالمشاهدة في صمت. 


سميرة قضت اليوم من غير ولا. كلمة، بتخلص شغلها وبتتحرك من غير ما ترفع عينيها في حد، هي أساساً خارجة من البيت من غير أكل، وعملت حسابها تاكل أي حاجة في الشغل لكن نفسها انسدت ورغبتها في الأكل مبقتش موجودة، خلصت اليوم وروحت على البيت، دورت على كاريمان وملقتهاش، وهنا استسلمت لضعفها، بكت بحرقة ووجع، كانت حاسة ان روحها هتطلع من شدة حزنها، عندها شعور بالنقص، بالخيبة والوحدة، الحياة ليه صعبة كده وليه الناس بتصعب السهل،اشمعنى هي بس اللي انكتب عليها تتألم في صمت وتعيش حياة مفروضة عليها، زاد بكاؤها لما استرجعت كلمات فايزة، عندها حق في كل كلمة، هي فعلاً زي الشجرة الناشفة، لا لها أوراق ولا عارفة تضلل على حد، مصطفى برغم رفضها له لكنها كانت بتتمنى من جواها إنه يتمسك بها، يحاول مرة واثنين، ضحكت بسخرية على حالها، بتتمنى إن يتسمك بها على أي أساس، بينهم مثلاً قصة حب ملهاش مثيل، عروسة لقطة مش هيقدر يعوضها، خبطت بأيديها الإثنين على رأسها وكأنها بتحاول تفوق نفسها من انهيارها ده وقالت لنفسها :


فوقي يا سميرة، فوقي وساعدي نفسك وساعدي كاريمان مش وقت ضعف ولا انكسار، العمر راح ومستحيل يرجع واللي حصل النهاردة بيحصل من سنين وهيحصل ثاني وثالث، فايزة وغيرها دورهم في الحياة يهدوا في غيرهم وبس.


 


................................


كاريمان نزلت واتقابلت مع أكرم، اتكلموا كتير ولأنه خايف عليها محاولش يأثر على قرارها بالعكس قالها إنه معاها مهما كان رأيها، مهما حصل حبه لها مش هيتغير وده طمنها وشجعها توافق، لكنها ربطت موافقتها برأي سميرة.


رجعت البيت، كانت سميرة عادت لهدوءها وقوتها الظاهرية، سخنت الأكل وحاولت تشغل نفسها بتنضيف البيت وتجهيزه


قربت منها كاريمان وسألت


في إيه يا ماما، بتعملي ايه، انتِ علطول تتعبي نفسك كده.


سميرة : اهلا يا حبيبتي، أنا سخنت الأكل ومستنية نتغدى سوا، ولا اتغديتي مع أكرم!


كاريمان بكسوف : حضرتك عرفتي منين إني قابلته؟ 


سميرة : مجرد تخمين، بس شايفة وقعتك في الكلام علطول ازاي. 


كاريمان ضحكت بصوت عالي وسميرة بصت عليها بحب، سكتت دقيقة قبل ما تقولها :


بتحبيه يا كاريمان، واثقة فيه ومش خايفة وانتِ معاه؟!


كاريمان عيونها لمعت وصورة أكرم احتلت تفكيرها، ردت بثقة :


أنا مش متعودة أخبي عليكي حاجة، أنا واثقة في أكرم أكثر من نفسي، وبطمن وأنا معاه، أنا أحيانا بحس إنه أبويا، بيعوضني عن إحساس اتحرمت منه طول عمري.


 


سميرة : أنا موافقة على جوازكم قبل ما يسافر، كلميه واتفقي معاه على التفاصيل وبلغيني، بس خليكي فاكرة إني حذرتك كتير من ثقتك الزيادة في الناس وفي أكرم، واوعي تنسي ان والدته ست قوية اتعودت إنه ملكها لوحدها، محور حياتها وسر حياتها ومش سهل أبدا تشاركه مع حد مهما كان. 


قالت كلامها واتحركت ناحية اوضتها، كاريمان سألتها بلهفة 


مش هنتغدي يا ماما، حضرتك مش بتفطري! 


 


سميرة : أنا هنام شوية، محتاجة ارتاح، لما تحبي تاكلي كلي انتِ. 


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ثابت كان في مرحلة يأس شديدة، لولا خوفه من ربنا كان انتهى من العذاب ده وموت نفسه، ندم إنه بعد مارية عن البلد، يمكن خوفه وقتها سيطر عليه لكن من وقت ما سافرت مع جاسم وهو وحيد اكتر من أي وقت فات، الدنيا كلها مبقتش فارقة معاه، افتكر هدى، برغم كرهه لها جواه بقايا حنين واشتياق لوجودها، هدى اللي كانت سبب ضلاله، الست اللي قدرت تغيره للأبد.


انتبه وفاق من شروده على صوت الحارس بينده بأسمه، وقف ثابت بخوف وترقب، طلب منه الحارس يتحرك قدامه لأنه مطلوب في مكتب مدير السجن لأمر ضروري، نفذ ثابت الأوامر في صمت لكن جواه فضول وحذر من اللي هيسمعه، معقول هدى ماتت وعلشان كده مطلوب!


#نداء_علي


بسم الله الرحمن الرحيم


البارت السابع عشر


وعود الليل


نداء علي


وكلما اقتربنا نبتعد وكلما تشابكت أرواحنا تقطعت أوردة الوصال وكأننا بلا حيلة، مسيرون نحو فراق حتمي.


المحامي كان بيبشره برجوع هدى للحياة لكنه كان تايه وسط أفكاره المتخبطة، جزء منه سعيد، العنف أساساً مش جزء من شخصية ثابت ولا تركيبته لكن الجزء الأكبر من تفكيره كان غاضب، هايج زي البحر الغضبان، موتها كان هيريحه، لكن رجوعها من تاني هيفكره بخيانتها له، ياترى هيقولها إيه لما يشوفها.


خرج ثابت من السجن، المحامي كان معاه في كل خطوة، اتأكد إن الموضوع هينتهي لكن كل شيء معتمد على هدى، هي اتكلمت وقالت إن ثابت بريء، قالت إنه لما ضرب النار مكنش قصده يأذيها، كل اللي حصل صدفة مش أكتر، لكنها صممت تشوفه الأول قبل ما توقع أوراق التحقيقات.


وصل ثابت لغرفتها، كانت نايمة وأول ما دخل فتحت عنيها بتعب لكنها كانت منتظرة مواجهتها معاه من أول ما فاقت، عارفة إنها غلطت بس من وجهة نظرها اخدت جزاءها، هتكلمه وتحاول تطلب منه السماح يمكن قلبه يحن ويرجعوا عيلة من تاني.


المحامي استأذن منهم وثابت فضل واقف مكانه، رافض يرفع عيونه ناحيتها، كاره يشوفها وخايف من نفسه لو شافها، اتكلمت هي بصوت ضعيف :


ثابت، لو سمحت قرب مني، عاوزة اتكلم معاك.


ثابت متحركش، لكن بصلها، نظرة كلها نفور خلتها تفقد الأمل من جديد، اتنهدت وسألته


لسه كارهني للدرجة دي ؟


ثابت : وإيه اللي اتغير، انتِ زي ما انتِ، ست خاينة و...


هدى : أرجوك بلاش الكلام ده، أنا اخدت عقابي وبزيادة ومع ذلك سامحتك، قولت إنك ملكش ذنب وطلعتك من السجن.


ثابت بسخرية : متشكر جدا، حقيقي كرم أخلاق منك.


هدى غمضت عنيها من تاني، بتحاول تجمع أفكارها وتطول بالها أد ما تقدر، حاولت تلين قلبه :


ماري فين، وحشتني أوي ونفسي أشوفها.


ثابت كان منتظر سؤالها ده من البداية، نفسه يقهرها ويشوف حسرتها لما تعرف ان مارية اتجوزت وسافرت، قرب منها ووقف قصادها وقال :


عارفه، أنا مفرحتش بولادة كاريمان أد ما فرحت بماري، يمكن لأن كاريمان اتولدت في ظروف صعبة وكنت حامل همها، حسيت إنها مسؤولية مش هكون ادها، ويمكن لأني مكنتش بحب والدتها كفاية، لكن مارية اتولدت وروحي اتعلقت بيها، ويمكن ده كان عقابي، بعد خيانتك شكيت في نسب بنتي ، اتجننت لما تخيلت مجرد تخيل إنها مش بنتي واني طول السنين دي بربي بنت مش من صلبي.


هدى اتفزعت، عيونها كانت بتصرخ برفضها لكلامه وجسمها اتشنج من الخوف، همست بصدق :


لأ يا ثابت، اقسم بالله بنتك، حتة منك ومني.


ثابت بضحكة وجع


اتأكدت بنفسي، عملت تحليل DNA.


هدي دموعها انهمرت بغزارة ،وقالت بصوت مرهق :


فين البنت يا ثابت، انت عاوز توصل لايه؟


ثابت : ولا حاجة، لما اتأكدت إنها بنتي حاولت احافظ عليها، لأن العرق دساس وممكن لو سبتها لوحدها وسط المجتمع ده تبقى زيك.


هدى كانت محتارة، هتتجنن من تلميحاته وهو كان سعيد جدا بملامح وشها، اتكلم ببرود وقالها:


جوزتها وسافرت مع جوزها، وطلبت منه يحميها ويحافظ عليها، أنا كنت مفكر إني هقضي عمري كله في السجن وانك هتموتي، لكن للأسف عمرك طويل ورجعتي من تاني.


ثابت خلص كلامه لكن غضبه ورفضه للواقع مخلصش نفسه يمحي كل خطواته الماضيه، يمحيها وينسى معاها هدى وسنين حياته معاها لكن ساعات التمنى ألم ووجع مفيش حاجة تقدر تسكنه.


🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁


احساسها بالملل كان مؤذي، مؤلم محير زي كل شيء في حياتها، مش قادرة تتعود على الهدوء الزائد عن حده في بيت جاسم، في البداية كان عاجبها اللعبة، شعورها إن حد محاوطها برعايته واهتمامه كان احساس جديد، أول مره تجربه وتستطعم مذاقه لكن فجأة عادت لشخصيتها، مارية القوية، اللي اتعودت تعتمد على نفسها وتهتم بنفسها.


لبست سووت رياضية ورفعت شعرها لفوق، خدت نفس عميق وطلعت من الفيلا، لبست الهاند فري وشغلت موسيقى حماسية وبدأت تجري، كانت بتجري والموسيقى وخداها بعيد عن العالم، منتبهتش لكم النظرات والدهشة المحيطة بها، بلد جاسم ريف متطور، مش من عادتهم يشوفوا بنت لبسها بالشكل ده وبتجري في مطلع النهار قدام الكل ومش هاممها حد، البعض منهم فكرها أجنبية وده زود فضولهم ناحيتها.


بتجري يمكن تتخلص من الحمل الثقيل اللي شيلاه، بتدعي البرود وهي جواها نار الفقد، كانت فين ومع مين وبقت فين ومع مين، فين أبوها وامها وحياتها، فين طموحها وتطلعاتها للمستقبل، كل حاجة بقت باهتة، رماد وبس، من غير ما تنتبه خبطت في حجر على الأرض ووقعت بقوة، صرخت من الوجع والخوف والمفاجأة ، ومع صرختها قرب منها عدد من الناس، مارية أول ما شافتهم متجمعين حواليها أصابها حالة رعب شبيه بالفوببا وقبل ما يفهموا منها هي مين وبنت مين في البلد فقدت وعيها قدامهم.


مقدروش يسيبوها، واحد منهم شالها واخذها على الوحدة الصحية علشان الدكتور يشوفها، الدكتور أول ما شافها اتأملها بدهشة، البنت جميلة، ملامحها جذابة لكن لبسها بيقول إنها غريبة، هو بقاله سنين شغال في القرية وحافظ ناسها وأهلها، كشف عليها، اطمن إنها سليمة ومحصلهاش شيء، بعد دقايق فاقت وبصت حواليها وزاد رعيها، مكان متواضع جدا رغم انه مستشفى، بصت على الدكتور وقالتله :


انت مين، حصل إيه؟


الدكتور من لهجتها ضحك بخفة :


أنا دكتور صالح، ومحصلش حاجة الحمد لله كدمة بسيطة بس واضح إنك خوافة بزيادة يا آنسة...


مارية قالتله بهدوء : ماريا، أنا ماري.


الدكتور : انتِ أجنبية، صح، اقصد يعني مش من هنا؟!


مارية كانت بتكلمه وعيونها بتتفحص المكان، شافت موبايل الدكتور علي المكتب سألته بلهفة :


ممكن استخدم موبايلك، في نت؟!


الدكتور قالها :


اكيد عاوزة تطمني اهلك، قوليلي الرقم وأنا هتصلك عليهم


مارية : لأ، أنا مش حافظة أرقام، أنا بس اعرف الفيس بتاع بابي، هكلمه عليه، أنا معرفش حد في البلد دي، جيت مع ناس قرايبي ومش عارفه ارقامهم ولا أي حاجة عنهم. 


الدكتور فتحلها موبايله، فتحت الاكونت بتاعها وبعتت رسالة لصديقها اللي فرح جدا ومصدقش نفسه لما شاف رسالتها، بلغته بكل حاجة حصلت ووعدها إنه هيتصرف وينقذها من جاسم ويرجعها ألمانيا في أقرب وقت ممكن.


مارية خلصت كلامها معاه، كانت متوقعة إنها هتطير من السعادة لكنها حست بندم غريب، اتجاهلت احساسها ده وقالت للدكتور :


أنا آسفه، مفيش حد بيرد، في رقم تاني ممكن اتصل عليه 


الدكتور قالها


ولا يهمك، أنا معاكي لحد ما توصلي بالسلامة.


ادتله رقم جاسم وانتظرت يروحلها علشان ياخدها وجهزت نفسها لصدام جديد بينها وبينه.


♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️


جاسم رجع البيت دور عليها في كل مكان زي المجنون، عقله مش قادر يستوعب إنها هربت، هتهرب ازاي وتروح فين، يمكن حد خطفها، طيب حصلها إيه؟!، طلع يسأل الحراس، واحد منهم قاله إنها خرجت الصبح بدري وطلبت منهم يسيبوها لوحدها، اتعصب عليهم وكان على وشك طردهم لكن اتصال الدكتور خلاه يجري على عربيته علشان يروحلها ويطمن عليها.


أول ما شافها التقط أنفاسه وغمض عنيه بقوة بيحاول يهدي انفعاله، لعن نفسه وضعفه قدام ثابت، ياريته ما كان وافق على طلبه، ماريا مش بس بنت مدلله لكنها ذكية ومتمردة، طول عمرها شخصيتها قوية حتى وهي طفلة، كانت بتروح الشركة مع أمها وكان بيشوفها طفلة بعقل بنت في العشرين.


استعاد ثباته وشكر الدكتور بابتسامة هادية، وقرب من ماريا اللي كانت منتظرة منه رد فعل على الموقف ككل لكنه متكلمش، خذها ومشيوا في صمت حذر.


اول ما وصلوا البيت زقها جاسم بغيظ، سألها بتعجب وسخط


ناوية على إيه يابت انتِ، أنا وعدت أبوكي أحافظ عليكي متخلنيش أنسى وعدي واستخدم معاكي أسلوب مش هيعجبك، جاسم رفع ايده وكان ناوي يضربها بالقلم لكنه تراجع في آخر لحظة.


ماريا كانت هتقع من قوة دفعه لها، لكنها قدرت تتحكم في نفسها بصعوبة، وقفت قدامه بغضب ورفض لأسلوبه الهمجي من وجهة نظرها وصرخت بحدة :


احترم نفسك يا جاسم، انت اتجننت عاوز تضربني؟


جاسم: اضربك! ده أنا هموتك يا بنت ثابت، طالعة في وسط البلد، بين الشغالين والرجالة الغريبة بالمنظر ده! 


ماريا يتعجب : إيه المشكلة، ده لبس الrunning.


جاسم : الله يرحمه جدك، نقول إيه ماهو للأسف الكلام معاكي زي عدمه، الهانم فاكرة نفسها لسه في ألمانيا، احنا هنا في قرية وناسها بسيطة مش متعودين على قلة الأدب دي، لبسك مجسم كأنك مش لابسه. 


مارية : أنا حرة، فاهم ولا لأ ، الزم حدودك احسنلك.


جاسم : أنا جوزك، ومن حقي تسمعي الكلام بالذوق أو بالعافية.


مارية بتحدي : بالذوق مستحيل، بالعافية ممكن نجرب، اتفضل وريني.


جاسم عجبه عنادها ورغم غضبه الشديد منها ابتسم بمكر وقرب منها بخطوات أشبه بخطوات الفهد المتربص بفريسة، خلع حزامه ولفه على ايده وقالها


شكلك مجربتيش تتمدي على رجليكي وانتِ صغيرة يا ماري، تعالي بقى وأنا هعرفك.


في لحظة واحدة هربت من قدامه بسرعة جنونية وملامحها مرعوبة، جاسم مقدرش يتمالك نفسه وفضل يضحك على شكلها وحالها المتقلب.


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


خرج ثابت من السجن، وظهرت معاه هدى في لقاء مصور لقناة كبيرة، اتكلم بثقة قدام الملايين إنه بريء، وكلامه كان حقيقي لأنه فعلاً مقتنع ببراءته ،وهدى رغم خوفها منه وحقدها عليه بسبب ماريا أكدت كلامه بصدق لأن كل مشاكلهم كانت بسببها هي وبس.


اتذاع اللقاء ووصل لمشاهدات عالمية، رجل أعمال مشهور دخل السجن ظلم وخرج بعد رجوع زوجته للحياة وكان الأمر أشبه بالمعجزة.


ثابت طول فترة وجوده في السجن كان وحيد تمامآ، مفيش حد سأل عنه من كل معارفه وشركاءه غير جاسم، الكل سقطت عن وجوههم الاقنعة، وكان لازم أول خطوة يعملها بعد خروجه إنه يعيد ترتيب حساباته وتقييمه للناس.


فكر يكلم ماريا ويطمن عليها لكنه خاف يضعف لو طلبت منه الرجوع، وكالعادة نسي أو تناسى كاريمان واقنع نفسه إنها مع سميرة وأكيد مش محتاجة وجوده ولا اتصاله، هيقولها إيه ويبدأ منين، هيعتذر! طيب اعتذاره هيفرق، مقدرش يفكر كل شيء حصل معاه الفترة الماضية أثر على تفكيره ومشاعره، اتنهد وهو على يقين إن الرجوع لمصر خطوة لا مفر منها، لازم يطلق هدي رسمي وينهي أي أعمال بينهم، ياخذ نصيبه من الشركات ويحاول يبعد، يمكن يقدر يصلح علاقته مع بناته ويبدأ من جديد. 


................................


شافت كاريمان اللقاء زيها زي ناس كثير لكن مشاعرها تختلف عنهم، أد إيه محتاجة لأبوها في الوقت ده احتياج صعب حد يفهمه، غصن ضعيف محتاج لجذوره وللأسف جذوره بعيده، نسيته من سنين، غمضت عنيها بضعف واستسلام وكالعادة اتصل بها أكرم في اللحظة المنتظرة؛ كأن أكرم هو الحياة والجذور والبديل لكل معاني الحب.


صوتها كان بيحكي من غير ما تتكلم وقلبه كان مقدر حزنها وضعفها، سألها بهدوء وكأنه بيسأل بنته الصغيرة.


انتِ بتبكي، حد زعلك؟


انهارت كاريمان وقالت بصوت مهزوز :


أنا محتاجة لحضنك أوي، ارجوك يا أكرم خلينا نتجوز وتفضل جنبي، بلاش تسافر.


مقدرش يجادل ولا يتناقش لأنه هيخسر قدام دموعها وصوتها المنكسر، حاول يكذب كذبة جديدة تريحه وتعيشها في أمان مؤقت،


وعدها بحب وقال:


صدقيني لما نتجوز لو قدرنا نمشي حياتنا كويس عمري ما هبعد، انتِ متخيلة إني بعد ما المسك وتبقي بين ايديا هقدر أبعد.


كاريمان : أنا بخاف لما بتبعد عني، بحس إني مطمنة معاك يا أكرم، يمكن من أول يوم شوفتك فيه حسيت معاك بالأمان اللي طول عمري مش حساه.


طالت مكالمتهم، كانت حلم ووهم لذيذ، كل حرف كان بيزيد من عشقهم ورغبتهم في القرب وانتهت المكالمة بتحديد موعد زواحهم بعد شهر.


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


وعد كانت بتتكلم قدام الكاميرا وهي مغيبة، بتحكي تجربتها مع أمجد بقهر ووجع وحنين حقيقي، ألم الناس حسته واتعاطفوا معاها بشكل جنوني، الفيديو من أول ما سجلته بريق ونزلته بقى تريند، الكل بيشير ويتكلم عن البنت البريئة اللي كل ذنبها في الحياة إنها حبت إنسان ووثقت فيه، وفي ناس ثانية حملت أهل وعد مسؤولية اللي حصلها، لو مكنش أبوها اتخلى عنها وجوزها في سن صغير يمكن حياتها كانت كلها اختلفت، وعد بعد ما صورت الفيديو انعزلت عن الكل من جديد وكأن كلامها عن علاقتها بأمجد رجعها لنقطة البداية، كان جواها نار بتزيد كل لحظة، نفسها تاخد حق وجعها لكن هتاخده إزاي ومن مين.


بريق كانت هتطير من السعادة، نظرتها من البداية كانت صح، وعد هي الحصان الرابح الفترة الجاية، بنت بتجتمع فيها كل صفات النجومية، جمال ورقة وكاريزما خاصة هتخلي الكل يتعاطف معاها، وحتى المعارضين لكلامها هيرفعوا نسبة المشاهدات وفي كل الحالات هي الكسبانة، لكن علشان تستمر وعد وتفضل طول الوقت معاها وتحت عنيها لازم تثبت لها خوفها عليها وحرصها على مصلحتها.


سألت بريق عن أمجد ومن خلال معارفها قدرت تعرف إنه اتجوز، ابتسمت بسعادة لإن الموضوع ده هيضرب عصفورين بحجر واحد، هتضمن ان وعد مستحيل ترجع لامجد وإن المشاهدات هتزيد الآيام الجاية بعد ما تقول لوعد الخبر وتشوف الناس رد الفعل على الهوا.


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


أكرم وكاريمان بيجهزوا الأشياء الاساسية لجوازهم، والدته بتساعده وسميرة بتساعدها، ومهما حاولوا الإثنين يقللوا المصروفات ويشتروا أبسط الأساسيات بتخرج الأمور عن السيطرة وتتضاعف المصاريف من غير ما يفهموا فين المشكلة ومع ذلك السعادة احتلت كيانهم، مفيش ذرة ندم على القرار ده ولا رغبة في الرجوع لكن وقت كتب الكتاب حصل مشكلة كبيرة بسبب أخوات جليلة اللي اعترضوا بمنتهى الحدة خاصة أخوها الكبير، رفض فكرة كتابة قائمة منقولات وقال لأكرم


وتكتب قايمة ليه، انت مجهز شقتك بنفسك وهي ملزمة تجيب رفايعها وطالما هتسافر يبقى القايمة لوي ذراع عالفاضي.


أكرم كان محرج من موقف خاله ومش فاهمه، من امتى بيهتم لأمره من الأساس، وفي نفس الوقت ناس كتير حذرته من القايمة، مش بس خاله، لأ زمايله وجيرانه ويمكن ده كان سبب تخبطه في اللحظة دي وسكوته، قطع الصمت ده كلام كاريمان لما قالت :


هو في ايه يا أكرم، أنا مش فاهمه إيه المشكلة!


أكرم فاق من لحظة الشرود والتردد، نظرات كاريمان وخوفها الواضح من سؤالها البريء خلوه يقف قدام الكل بثقة وثبات، ابتسم لخاله وهو بيقول


متقلقش يا خالي، إحنا متفقين على كل حاجة، كاريمان تستاهل الدنيا كلها وزيادة، والقايمة دي ولا حاجة بالنسبة ليا، مجرد شكليات.


خال أكرم : ازاي الكلام ده، دي وصل أمانة ووقت الجد...


أكرم اتخلى عن ابتسامته الهادئة والمرة دي كلم خاله بحزم


حضرتك عارف إني راجل ومسؤول عن تصرفاتي، وبعدين مفروض هما اللي يقلقوا، أنا لا عملت فرح ولا حتى جهزت شقة تليق بها، اعتقد ان الموضوع انتهى وحضرتك اطمنت، نكمل بقى كتب الكتاب.


خال أكرم قعد مكانه وسكت، لكن خالته قربت من جليلة وقالتلها بصوت هامس


ماشاء الله، العروسة مبرمجة ابنك من دلوقت ياختي، ربنا يعينك بعد كده، دي كأنها سحراله.


جليلة مهتمتش لكلام أختها، فرحتها كانت طاغية على أي شيء وكل شيء، سعادة اتحرمت منها من صغرها ولقتها أول ما اتولد أكرم، واليوم ده هو أسعد يوم في حياتها، أخيراً هتفرح بابنها، هتشوفه عريس ويكون أسرة، قامت جليلة واتحركت بخطوات خفيفة، قربت من أكرم ووقفت جنب منه وكأنها بتقوله أنا بساندك ومعاك، أول ما المأذون انتهى من عقد القرآن زغرطت جليلة بسعادة رفرفت في المكان، حتى أخواتها مشاعرهم اتحركت مع نظرات الفرحة المرسومة في عيون وحركات جليلة.


#بس الله الرحمن الرحيم


البارت الثامن عشر


وعود الليل


نداء علي


حملها ودار بها في سعادة وكأنها حلم السنين الأوحد، حلم لما مضى وما يتمناه أن يأتي، تعالت دقات قلبها فباتت مسموعة للجميع، تشبثبت به خوفاً أن تسقط فهمس إليها بعشق


متخافيش، طول ما أنا معاكي اوعي تخافي.


غمضت عيونها باستمتاع، إحساس الأمان ده عمرها ما اتمنت أكثر منه،


نزلها برفق وضمها بحميمية وقوة لكنها حست بالخجل فبعدت عنه برقة، دورت بعيونها على سميرة لكنها مشافتهاش، سألت اكرم بحيرة


ماما سميرة فين يا أكرم، أنا مش شيفاها؟


أكرم : اكيد موجودة، بس يمكن بتعمل حاجة وراجعة ثاني.


مكملش كلامه وقربت منهم سميرة، كانت شايلة علبة مخمل لونها أحمر، فتحتها قدام المعازيم وقالت لكاريمان :


دي شبكة مامتك الله يرحمها، ذهبها ياحبيبتي، كانت شيلاه علشان تديهولك يوم فرحك، لكن ربنا ما أرادش تشوفك عروسة زي القمر، اتفضلي يا حبيبتي تعيشي وتتهني يا كاريمان.


رمت نفسها في حضن سميرة، هي مش فاكرة أمها ولا قادرة تحس إنها يتيمة الأم، سميرة النهاردة هي الأم والأب والسند الحقيقي، المعازيم كلهم كانوا فرحانين لفرحتهم إلا عدد قليل كان شايف ان السعادة دي كثير على كاريمان، محظوظة البنت دي بخالة زي سميرة وزوج وسيم زي أكرم ده غير إنها مهندسة ناجحة.


جليلة زغرطت علشان تقلل جو التوتر والحزن اللي خيم على المكان بسبب كلام سميرة وحبها الواضح للعروسة، سميرة ابتسمت لأكرم وقالتله بشيء من المزاح


خد بالك من العروسة، اوعي تزعلها


أكرم كانت عيونه بتلمع، لمعة صافية ونادرة مبتحصلش في العمر غير مرة واحدة ومع شخص واحد، مد ايده وسحب كاريمان ناحيته برقة، ضمها جوة حضنه من تاني وقال لسميرة


اطمني، أنا مقدرش ازعلها، ولا أقدر على زعلها.


انتهت الحفلة البسيطة الجميلة ببساطتها، مشيوا الناس واستعدت كاريمان علشان تروح مع أكرم، هيبدؤا أول أيام حياتهم مع بعض، هتسيب وراها حياة وبيت وعمر بحاله وتبدأ معاه من الأول، حياة مختلفة بكل ما فيها، سميرة كانت مجهزة كل حاجة تخصها، أبسط التفاصيل كانت مهتمة بها وده المعتاد منها، ودعتها كاريمان وأكرم ونزلوا من البيت واتوجهوا للمطار، أكرم حجز اسبوعين في فندق في الساحل يقضوا شهر العسل كتعويض عن الفرح والتجهيزات الأساسية.


وفضلت سميرة لوحدها، برودة المكان كانت صعبة، فوق تحملها لكنها كانت سعيدة، سعادة إنسان اتحمل أمانة غالية سنين طوال، طول الوقت كان خايف على الأمانة دي بيجاهد الحياة وظروفها وبيسعى يحفظ الأمانة ويحميها من الأذى والنهاردة قدرت تسلم أمانتها، بكت بحرقة لما افتكرت أختها ودعت لها بالرحمة وسألتها وكأنها معاها وواقفة قدامها


راضية عني يا حبيبتي، اطمني بقى كاريمان كبرت وبقت عروسة، سلمتها بأيدي لعريسها، حبيبها، وعدتك اراعيها لحد ما يجي اليوم ده والحمد لله النهاردة نفذت وعدي يا قلب أختك.


جليلة نزلت من البيت مع أخواتها، يمكن ما بينهم خلافات اختلافات لكن وجودهم معاها فرق كثير، عالأقل وضعها أفضل من سميرة، هتلاقي حد يونسها اليومين دول، مش هتفضل لوحدها بعد ما أكرم سافر، غمضت عينيها بارتياح ونامت في السيارة بعمق وكأن تعب الأيام والشهور اللي فاتت حل عليها في اللحظة دي.


❤️❤️♥️❤️♥️❤️♥️❤️❤️♥️♥️❤️❤️♥️♥️


هدى كانت هتموت من القلق والخوف، شوقها لرؤية ماريا كان أشد ألم من كل شيء، تعمل إيه وتطمن على بنتها إزاي، راحت لثابت حاولت تستعطفه لكنه ابتسم بتشفي وقالها


أنا ممكن اقولك على مكانها بس بشرط واحد.


هدى بدون تردد قالتله


أنا موافقة، أي حاجة تطلبها هعملها، حتى لو عاوز تنازل عن كل فلوسي واملاكي أنا جاهزة.


ثابت : فلوسك! ياه فاكرة أول ما اتجوزتك كنتي إيه.


هدى : فاكرة يا ثابت، كنت بنت من بيت بسيط، لكني مكنتش شحاته ولا متشردة فبلاش النغمة بتاعتك دي.


ثابت ملامحه اتبدلت في لحظة، نظرانه كانت انتقاص ونفور، شاورلها على صورة مرسومة بحرفية شديدة أشبه بالواقع، الصورة كانت لهدى وهي شايلة ماريا وقت ما كانت بيبي صغيرة،


اتحرك بخطوات سريعة ونزل البرواز ورماه بكل قوته على الأرض، اتحطم الإطار وشظايا الزجاج غرقت المكان، هدى بعدت مسافة كبيرة ودقات قلبها زادت من الفزع، لكن ثابت وقف مكانه وكأنه معملش حاجة، شاورلها تقرب لكنها حركت رأسها بخوف وقالتله


قولي على مكان بنتي أرجوك، أنا اعترفت بخطئي وطلبت من ربنا يغفرلي، وطلبت منك تسامحني، أنا عارفه إنك مجروح مني لكن صدقني والله أنا ندمانة، ليل نهار الندم هيقتلني.


ثابت متأثرش بأي كلمة سمعها من هدى، غمض عيونه بملل وبعد لحظات قالها


الشرط الوحيد علشان ماريا ترجع هو إنك تقوليلها الحقيقه، وقدام عنيا.


هدى بحذر : حقيفة إيه؟!


ثابت : نقولها إنك خاينة، ست باعت شرفها مع الراجل اللي كنت معتبره صاحبي، إيه رأيك!


مشيت هدى من غير ما تتكلم، مفيش رد تقوله، ثابت مصمم يقضي عليها، سواء ببعدها عن بنتها أو رجوعها ومعرفتها الحقيقة، في الحالتين وجع قلب وألم ملوش نهاية 


♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️


ماريا من خوفها وحيرتها أصابها حالة من الحزن الكئيب، هي طول عمرها مفتقدة نفسها فيه بينها وبين داخلها سدود، عاجزة عن فهم مشاعرها، جاسم ده نهايته معاها إيه، حقيقي هو شخص مجمله جذاب لكنه أبعد ما يكون عن شخصيتها، هو وهي شروق و غروب، جاسم خبط على باب الغرفة واستأذن في الدخول، اتعدلت ماريا وقالتله


ادخل يا جاسم.


قرب منها وبسمة لطيفه مرسومة على ملامح وجهه الجذاب، مد لها ايده بعلبة شوكلاته، نوعها المفضل، صرخت ماريا بسعادة وحماس واخذت منه العلبة، ضمتها لحضنها وكأنها مفتقداها بشدة، بصتله بامتنان وقالتله 


ياه يا جاسم، حقيقي كان نفسي فيها، شكرأ بجد. 


جاسم : اعتبريها هدية صلح مني، أنا آسف على طريقتي معاكي امبارح. 


ماريا : اممم، يعني دي رشوة. 


جاسم : لأ اعتذار، أنا اتعصبت بزيادة بس صدقيني كنت خايف عليكي 


ماريا : خلاص، حصل خير. 


جاسم شعر بالارتياح، هو كان حزين لأنه زعلها، سألها بترقب


تحبي نسافر يومين نغير جو في اي مكان.


ماريا : ياريت، أنا حقيقي زهقت ونفسي اشوف أماكن جديدة. 


جاسم خرج من جيبه تذكرتين طيران للساحل، ادالها التذاكر وقالها 


بكرة ان شاء الله نتحرك الصبح بدري.


♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️


 


رغم انبهار وعد بكمية المشاهدات والتعليقات المساندة لها، وكم العروض اللي جتلها في يوم واحد لكنها كانت خايفة، مترددة، حاسة إنها اتسرعت، خرجت من قوقعتها وراحت لعالم غريب عنها، قربت منها بريق وقدرت بذكائها تفهم تخبط وعد، قعدت جنبها وطبطبت عليها بود وقالتلها بحزن مصطنع


على فكرة نجاحك ده تعويض من ربنا على ظلم أمجد ليكي، صدقيني ده إنسان خاين ومفتري، ومع الأيام هيندم ويعرف إنه باعك علشان واحدة متستاهلش


وعد قلبها انقبض وبلعت ريقها بصعوبة، عقلها فهم معنى كلام بريق لكن قلبها رفض يصدق سألتها بحذر


تقصدي إيه، هو أمجد عمل حاجة جديدة؟


بريق : للأسف أنا كلمت حد يجيبلي أخباره وقالي ان أمجد اتجوز، ست كده سمعتها مش تمام، وعايش في بيتها، لو تحبي أنا اقدر بمكالمة واحدة أخلي الشرطة تروح تاخده من عندها ووقتها هتقدري ترفعي قضية طلاق وتاخدي منه كل حقوقك.


وعد قامت من مكانها، مقدرتش ترد ولا تسمع حاجة ثانية، حركت رأسها برفض وقالتلها


. لأ، انا هتصرف يا بريق، مفيش داعي للمشاكل أنا في كل الاحوال هتطلق منه.


اتحركت بخطوات ثقيلة، كل لحظة قضتها معاه، جوة حضنه ، بتصرخ من الألم، ياما وعدها إن حضنه ملكها لوحدها للأبد لكنه خان الوعد ونساه، استبدلها بست ثانيه بمنتهى البساطة. 


وعد أول ما روحت البيت قابلها أمها وأبوها وغضبهم واضح على ملامحهم، أمها اتحركت ناحيتها بغضب وصفعتها بقوة لكن وعد متحركتش من مكانها. 


صرخت سعاد وهي بتقولها : فضحتينا يا وعد، مفكرة نفسك ممثلة ولا مذيعة ورايحة تعملي برنامج على النت وتفرجي الناس عليكي وعلينا، بتفضحي أمجد، ده ابو ابنك يعني اللي يأذيه يأذي يوسف. 


ابتسمت  وعد  بسخرية رغم ان وشها اتأثر من قوة الضربة، التفتت لأبوها وقالتله


تحب تكمل ضرب معاها ولا هتكتفي بالمشاهدة؟!


ممدوح نكس رأسه، هو عمره ما مد ايده على حد من ولاده خاصة وعد، لكن كلامها على الملأ عن أمجد وعن حياتها معاه كان أكبر من طاقتهم وقدرتهم على التحمل، دلوقت هتبقى سيرتهم على لسان الكل. 


وعد وقفت في وش والدتها وقالتلها بقهر 


بتضربيني ليه، فكراني لسه عيلة صغيرة، أنا كبيرة، كبرت أوي لو مش واخدة بالك ومش هسمح لحد فيكم يمد ايده عليا فاهمة؟ 


سعاد رفعت وجهها وبصلتلها بصدمة : انتِ بتعلي صوتك عليا يا وعد، وإيه كبرتي دي، هتكبري عليا، على أمك. 


وعد : أمي! أنا من وقت ما اتجوزت أمجد وأنا بدور عليكم، انتِ وجوزك، لو فعلآ انتِ أمي كنتي هتحسي بيا، هتعرفي أنا عايشة ازاي من غير ما اشتكي، لكن للأسف أنا كنت لوحدي، عايشة ومكملة علشان الناس وكلامهم، لكن كل ده انتهى، من النهاردة مش مسموح لحد يتدخل في حياتي، هعمل اللي يريحني أنا وبس، وعلى فكرة أنا أجرت شقة برة وهاخذ ابني وأعيش فيها. 


وعد كملت كلامها بألم وانكسار


طبعا انت وهي عرفتوا ان أمجد اتجوز، صح! 


سكتوا الاثنين وهي غمضت عنيها بحزن، اتنهدت بقوة ودخلت غرفتها وسابتهم واقفين عاجزين عن الرد أو حتى عن منعها، هي معاها حق لكن ساعات بيكون الحق مقيد بالعادات والتقاليد المقيتة، قعد ممدوح على أقرب كرسي ورجع رأسه للخلف بندم على ضعفه وقلة حيلته ووقفت سعاد في مكانها مش عارفة تعمل ايه. 


♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️


أكرم كانت لمساته لكاريمان سحر من نوع خاص، سحر خلاها مغيبة بين ايديه، كان بيعبرلها عن عشقه بطريقته الخاصة، همس ولمسات عاشق حلم سنين بلحظات اللقاء الأول، نفسه يروي ظمأه لكنه كل ما يقرب منها بيعطش اكثر، بعد عنها بعد وقت كان نعيمه صعب يتوصف ومبعدش غير لما بقت زوجته وملكه بكل كيانها، ضمها لحضنه بقوة واستسلمت هي لرغبتها في النوم بعد رحلة طويلة من السفر والعشق المجنون وفضل هو صاحي بيتمنى الأيام تقف عند اللحظة دي وميبعدش عن حبيبته ولو يوم واحد. 


البارت قصير لكنه مهم ومن بعده هيبدأ احداث مهمة 


اتمنى ينال اعجابكم لانه هديه مني لواحده من أغلى الناس والله على قلبي 

مدام عزة، بهجة الجررب والفيس بوك كله، كل عام وحضرتك بخير والعمر كله في سعادة وهنا


#البارت التاسع عشر


بسم الله الرحمن الرحيم


لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين استغفرك اللهم واتوب اليك


#وعود الليل


نداء علي


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


سميرة خرجت من البيت نزلت على السوق من يوم فرح كاريمان وهي واخده اجازة من الشغل منعزلة عن العالم جواها احساس بشع بالوحدة والصمت المخيف قررت تتسوق لان البيت فاضي معظم الحاجات ناقصة عندها .دخلت مول كبير يمكن تضيع جواه جزء من وقتها فتتعب وتروح تنام بدأت تشتري طلباتها لكن فجاة وبون قصد وقعت عبوة زجاج كبيرة من العسل وانكسرت


سميرة اتفزعت والناس بدأت تبص عليها بفضول لحد ما عامل الرف قرب منها وصرخ بحدة


ايه ده يا مدام مش تحاسبي


سميرة اتلخبطت ومبقتش عارفة ترد لكن لما كرر كلامه ونظراته كانت بتعبر عن غيظه الشديد منها قالتله


خلاص انا مش قصدي وبعدين العيب مش مني انتم حاطين العلب في مكان غريب وسهل اي حد سواء انا او غيرى يوقعها.


العامل قالها


حسبي الله ونعم الوكيل كمان هتجيبي الحق عليا دلوقت يشيلوني ثمن العلبة .دي عسل اصلي تعدي الألف جنيه


سميرة شافت المبلغ كبير ردت بتلقائية


ليه ان شاء الله الملكة عاملاه مخصوص.


قرب منهم راجل في الخمسين من عمره وسيم وأنيق ابتسم بخفة وطلب من العامل يلم الزجاج المكسور ويمشي .


الموظف متكلمش نهائي، نفذ كلامه وبعد عن سميرة اللي تعجبت من الشخص ده وتصرفه.


لاحظ هو نظراتها المتسائلة.


مد لها ايده وقدم نفسه


انا محمود عبيد مدير السوق وبعتذر عن الموقف البايخ ده .حضرتك زبونة مهمه ودائمة عندنا بس المشرف خاف يتحاسب لان اي مشكلة بتحصل بتأثر عليه هو .


سميرة سلمت عليه وشالت ايدها بسرعة فتحت شنطتها وخرجت الفلوس وقالتله


ده سعر العلبة وعموما هو موظف وحرام يشيل مبلغ زي ده بسببي.


محمود سلط بصره عليها ورفض ياخد منها حاجة وطمنها


متقلقيش مش هنحاسبه ولا حاجة علشان خاطرك المول هيتحمل التكلفة .


سميرة : حضرتك مفيش داعي الفلوس معايا وانا مستعدة ادفعهم.


رفض بشكل قاطع وأصر على كلامه


كملي shopping واعتبرى ان مفيش حاجة حصلت ،بعد اذنك.


مشي وسابها مكانها بتبص عليه بفضول وتعجب وشيء من الاعجاب .


اما هو فدخل مكتبه وقعد على كرسيه ،غمض عنيه بقوة وابتسم انه اخيرا قدر يقرب منها ويكلمها من غير تردد.


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


دخلت وعد غرفتها، حاولت تتخطى وتكمل، مفيش مجال تضعف أو تتراجع أبوها وأمها كل همهم كلام الناس، طيب هي فين، مشاعرها وكرامتها ملهمش اعتبار، لازم تحافظ هي على نفسها وتدافع عن حقها في الحياة وخليهم في خوفهم وضعفهم، شافت ابنها نايم على السرير قدامها، قربت منه وقعدت جنبه، ابتسمت بحزن لما شافت ملامحه، نسخة لأمجد، لكنها نسخة بريئة وجميلة لسه مقدرتش الأيام تلوث براءته، فكرت وهي محتارة، تأخذها معاها ولا تسيبه، هتقدر تعتني به ولا هتنشغل عنه بسبب شغلها مع بريق.


قلبها وجعها علشانه لكنها خايفة، اتصلت على بريق اللي كانت واقفة على أول الشارع ومنتظرة وعد، قالتلها بحماس


ها يا وعد، جهزتي حاجتك


وعد قالتلها : جهزت بس محتارة علشان يوسف اسيبه هنا لحد ما أدبر أموري، ولا أعمل إيه؟


بريق : لأ طبعاً، تسيبيه إزاي، بعدين هفهمك هاتي ابنك بس ومتقلقيش أنا هتصرف، يلا بس بسرعة لأن عندي شغل مهم بعد المغرب.


وعد ما صدقت وكأنها كانت بتنتطر تشجيع من بريق، شالت يوسف وضمته لحضنها، للأسف انظلم الولد ما بينها هي وأبوه، مش لازم تحمله ذنب حاجة هو مش مسؤول عنها، خرجت من الغرفة لكن أبوها وقفها بلهفة وسالها بترقب


انتِ رايحة فين وواخدة يوسف


وعد بجمود : هريحك انت ومراتك، هبعد عنكم وأبعد عنكم مشاكل وفضايحي، وابني طبيعي يبقى معايا.


ممدوح : يابنتي أعقلي، ااناس تقول إيه لما يعرفوا إنك عايشة لوحدك.


وعد بغضب : تاني كلام الناس، يعني أنا وابني مش فارقين معاك، عموما اطمن لو عاوزة اغلط هغلط وأنا معاكم ومن غير ما حد بعرف، اطمن لأن الحاجة الوحيدة اللي انت قدرت تعملها هي إنك ربتني كويس.


نزلت من البيت بسرعة وكأنها بتهرب من شبح بيطاردها، مشيت بسرعة برغم ان الشنطة تقيلة ويوسف كمان لكنها كانت تتمنى تبعد عن الحارة وتوصل لبريق، نزلت بريق من العربية أول ما شافتها جاية، قربت منها واخدت الشنطة حطتها في الكرسي الخلفي وساعدتها تقعد قدام واتحركت بسرعة وثقة.


بعد فترة من الوقت وقفت بريق قدام كمبوند في منطقة راقية وهادية، نزلت وطلبت من وعد تنزل هي ويوسف، طلعوا عمارة على بعد خطوات منهم ودخلوا شقة في الدور الثاني، ابتسمت بريق وقالتلها


ادخلي برجلك اليمين.


وعد كانت بتحرك عنيها في المكان بفضول، الشقة سوبر لوكس، مفروشة بعناية، التفتت لبريق وسألت


الشقة دي ليا، بس دي شكلها غالي جدا.


بريق : متقلقيش دي بتاعتي، ملكي يا وعد يعني متحمليش هم، وبعدين أنا قولتلك ان الأيام الجاية هتبقى كلها حلوة، فلوس وشهرة وخروجات وأنا لما بوعد حد بنفذ وعدي، يلا بقى خدي يوسف وغيروا هدومكم علشان هنطلب اكل ونتغدا سوا.


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


أمجد كان نايم، نون أشبه بالهرب، جثة لكن بتتحرك، ضيع كل حاجة ومبقاش عارف هو مين ولا عاوز ايه، قربت منه مراته وصحته بغيظ


قالتله بسخرية


قوم ياخويا، انت نايم هنا والمحروسة مراتك منزلة قصة حياتكم عالنت.


أمجد فتح عيونه بتعب وارهاق واتكلم بحدة


عاوزة ايه عالصبح، أنا راسي مصدعة وعاوز انام


شدت الغطاء من عليه وقالتله قوم بقولك، انت مبتشبعش نوم، ده إيه الجوازة المنيلة دي، صحصح وشوف هتعمل ايه أنا مش عاوزة شوشرة وسين وجيم.


أمجد غمض عيونه وكأنها مش موجودة لكنه اتنفض من مكانه كأن روحه رجعتله أول ما سمع صوت وعد، ساعات بنكون هنموت من الاشتياق لشخص وبنكدب على روحنا ونقول نسينا لكن مع أول لقاء بنتأكد إننا مستحيل ننسى بنعرف إن هواه محتل القلب والروح من غيره تايهه.


خطف الموبايل من ايد مراته وفضل ساكن مكانه بيسمع كلام وعد في صمت مقلق لكنه اتغير في لحظة أول ما شاف لبسها والمكياج اللي مغير ملامحها، براءة وعد وجمالها مش محتاج مكياج، فجأة اتبدلت كل حاجة السكون بقى صخب جوة رأسه، جرعة المخدر معادها فات ونومه كان مأجل لحظة الألم والجنون دي، رمى الموبايل في الحيطة ونوسه رجعت للخلف برعب من تصرفه، 


سألته بتردد


انت بترمي الموبايل ليه دلوقت، مبسوط كده أهو اتكسر.


أمجد : ابعدي عن وشي بدل ما أكسر دماغك، روحي هاتيلي حاجة تريح دماغي، بسرعة.


نوسه عرفت ان دي فرصتها قوة أمجد هتضيع في اللحظة دي قصاد احتياجه للمخدر، قربت منه وهمست


من عنيا، بس فكر كده هتعمل ايه مع وعد بتاعتك دي، كلامها هيفتح عيون الناس علينا وانت عارف أنا مبحبش المشاكل.


أمجد هز رأسه بهدوء وكل كلام وعد بيتكرر في رأسه مع صور متزاحمة بتمر بسرعة لحياتهم مع بعض، طفولتهم سوا حبه لها لحظة النهاية ما بينهم، هروبه وزواجه من نوسه، حس جسمه بدأ يوجعه بقسوة، التفت لنوسه وطلب منها بقلة حيلة


علشان خاطري هاتيلي بس أي حاجة من عندك حاسس روحي هتطلع من الألم، بسرعة يانوسه.


اتحركت ببطئ وكأنها بتستمع بشكله وهو مكسور قدامها وفتحت واحد من الادراج وجابت منه حباية (شبو)


قالتله بضيق


معنديش غير دي بس خلي بالك تاخدها النهاردة وخلاص لأنها مش زي الحشيش وغيره، دي مفيش منها رجعة. 


مهتمش لكلامها واخدها بسرعه وبلعها.


فاتت ساعة اتغيرت فيها حالة أمجد للنقيض، ألم جسمه اختفي وحس بنشاط وقوة رهيبة، كان عنده رغبة قوية إنه يتمم علاقته بنوسه لكنها اتمنعت بدلال وقالتله


لأ، مش هيحصل أي حاجة قبل ما تجبلي حقي، طلق وعد وخد ابنك منها، مفيش حاجة هتكسرها غير كده والباقي سيبه عليا انا.


أمجد اتجنن من رفضها له لكنه معندوش اختيار تاني، هينفذ كلامها لأن وعد هي اللي بدأت بالعداوة.


أمجد نزل من البيت وراح علي بيت حماه، طلع على شقتهم وفضل يخبط بهمجية


ممدوح طلع بسرعة يشوف مين لكنه اتسمر مكانه أول ما شاف أمجد، أمجد زقه بعنف ودخل البيت، دور في كل مكان على وعد ويوسف، لكنه ملقاش حد غير ممدوح وسعاد، اتجنن وبدأ ينادي عليهم بصوت عالي، اتجمع الجيران لكن مفيش حد قدر يتدخل.


ممدوح برغم ادعاءه للقوة كان خايف من ملامح أمجد وطريقته في الكلام، قضى طول عمره إنسان مسالم بعيد عن المشاكل، موقفه دلوقت وهو بيسمع الألفاظ الصعبة دي من جوز بنته وقريبه اللي متربي تحت عينيه شيء صعب يتصدق، اتكلم مع أمجد بحزم وقاله


اخرج برة بيتي يا أمجد، ملكش كلام معايا ولا مع بنتي.


أمجد كان في حالة هذيان، عيونه لونها أحمر زي الدم وجسمه بيفور من الغضب، رعشة خفيفة أصابت جسمه نتيجة المخدر.


دفع ممدوح بكل قوته وقاله بوقاحة


بنتك! ده انت راجل قرني، سايبها على حل شعرها تلاقيك ما صدقت، ناس جعانة طول عمركم، انت فاكرني زعلان عليها، ده أنا ما صدقت خلصت منها، نكدية شايفه نفسها حاجة، وانتم شحاتين، طول عمركم عايشين من خيرنا.


سعاد مقدرتش تتحمل كلامه قربت منه وبكل قوته ضربته بالقلم لكنه متأثرش وكأنه فقد الإحساس كمل كلامه واهانته لممدوح وقاله


حذر بنتك بقى لأني مش هسيبها، هخليه تندم على كل كلمة قالتها، وابني هعرف اجيبه يا عالم ناقصة.


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


كاريمان مع أكرم كانت بتعيش انطلاق طفولتها اللي فاتت، بتجري وتتشاقى من غير خوف، ضحكتها بترن في كل مكان وهو مع كل ابتسامة وضحكة بيزيد جنون وعشق، خرجوا من غرفتهم في الفندق وهو حاضن ايدها بأيده وأول ما قربوا من المصعد ضمها لحضنه بتملك، همسها بحب


إيه رأيك نرجع الغرفة دلوقت، انتِ وحشتيني.


كاريمان مدت شفايفها بحزن وقالتله


لآ، انت وعدتني ننزل البحر، مليش دعوة، وبعدين وحشتك إزاي، إحنا من اول ما وصلنا الفندق مع بعض.


قالتها بخجل وعيونها بعيد عن عيونه


ضمها بحميمية ورغبة وباسها بخفة وهي غمضت عيونها بخجل وهمست بأسمه بطريقة مقدرش يفكر بعدها، أول ما المصعد وصل دخللوا جوة، شدها لحضنه من تاني وعبر لها عن مشاعره بلهفة، في الوقت ده كانت ماريا واقفة مع جاسم بعد ما ارتاحوا من السفر ونزلوا علشان تبدأ  جولتها في المكان، كانت متحمسة فدخلت بسرعة وشدت جاسم معاها لكنها شهقت بصدمة وتوتر برغم عيشتها برة مصر وطباعها الأوروبية لكنها لأول مره تشوف في الواقع اثنين مشاعرهم قوية بالشكل ده، وسألت نفسها بفضول، هل ده هو الحب الحقيقي، مش مجرد علاقة ورغبة بين اثنين وبتنتهي مع الوقت، جاسم دور وشه بعيد عن أكرم وكاريمان علشان يرفع عنهم الحرج واكتفى إنه ضغط مفتاح النزول.


كاريمان كانت بتضغط على شفايفها بندم وحرج، أول مره تتعرض لموقف بالشكل ده، مكنش لازم تندفع ورا مشاعرها وتضعف قدام أكرم، الناس هتقول عليهم إيه دلوقت، أما أكرم فكان شايف إنه عادي، كاريمان مراته، حبيته من حقه وحقها يعبروا عن مشاعرهم بحرية خاصة ان الفندق فاضي إلى حد ما ومعظم النزلاء شكلهم ناس محترمة وبالتالي الفضول قليل ويمكن ده السبب إنه اندفع ورا رغبته في قرب كاريمان ونسي هو فين ومين ممكن يشوفه.


نزل المصعد، هربت كاريمان بسرعة ولحقها أكرم، أول ما خرجوا من الفندق قالتله


مبسوط دلوقت، شايف حصل إيه!


أكرم : ممكن تهدي، أنا أولا آسف لأني اتسببت في احراجك، لكن مش آسف إني بعشقك وعاوزك كل لحظة.


كاريمان اتنهدت وقالتله


على فكرة أنا هموت من الكسوف، انت راجل واعتقد إنكم مش بتنكسفوا أصلا.


أكرم ضحك بصوت عالي وهمس لها


اقسم بالله معاكي انتِ بس، انتِ بتتهميني اتهامات باطلة.


كاريمان ضربته بخفة


اتهامات باطلة، ده انت لسه مقفوش متلبس في الاسانسير.


أكرم : مقفوش! تعالي ننزل البحر علشان أعصابك تهدي لأن لو حد سمعك هتزودي الموضوع والشرطة هتاخدنا بفعل فاضح، قال مقفوش قال.


كاريمان كشرت واتنهدت بحزن وقالتله


ماما مكلمتنيش ولا مرة يا أكرم، من فضلك لما نطلع الفندق خليني اطمن عليها، أكرم قبل ما يرد جاله اتصال من جليلة، بص على شاشة الموبايل بسعادة وحنين ممزوجة بشيء من الحزن والقلق لأنه أول مره يبعد عنها،


كاريمان لاحظت لهفته على مكالمة مامته قالتله بحب


روح كلمها وطمنها يا أكرم وأنا هنزل الماية وابقى حصلني


أكرم ابتسملها وراح يكلم جليلة يطمن عليها ويطمنها عليه


................................


جاسم كان ماشي وجنبه ماريا بالقرب من البحر كانت هي شاردة فحب يشاكسها قرب منها وهمسلها


ايه يا مارى سرحانة في ايه؟


ماريا ردت بتلقائية


حاسة بالذنب علشان الاثنين اللي شفناهم في الاسانسير شكلهم اتكسفوا خالص .


جاسم


عادي احنا مقصدناش كده هو موقف وبعدين شكلهم عرسان جداد ومش قادرين يبعدوا عن بعض. 


سكت شوية وكمل


احنا كمان عرسان جداد تحبي نعمل زيهم.


مارية ضمت حواجبها بغضب وقالتله


ممكن في احلامك بس يا جاسم انا مستحيل اقبل بأمر واقع اتفرض عليا منك انت وثابت بيه ومش معني اني بتعامل معاك بتلقائية توهم نفسك بحاجة مستحيل تحصل


جاسم بثقة


هنشوف يا مدام الايام ما بينا


ماريا اول ما وصلوا الشاطيء جريت بحماس وسابت جاسم خلعت هدومها كانت لابسه مايوه قطعتين لونه أزرق جاسم قرب منها بسرعة وشدها لحضنه بيخبيها عن العيون ضمها بقوة وهمسلها بتحذير


اول واخر مرة اشوفك عريانه بالشكل ده فاهمه


ماريه استغربت نفسها لانها زي كل مرة بيقرب منها جاسم بتحس انها سعيدة ومطمنه لكن في نفس الوقت شعرت باهانة انه بيأمرها بعدت عنه بالقوة وقالت


ايه المطلوب انزل الماية بتريننج ولا بنطلون وتيشرت ايه الرجعية دي


جاسم بهدوء


رجعية ليه انت ناسية انك مسلمة.


ماريا اتحرجت ومقدرتش ترد حركت كتفها بقلة حيلة وسألت بفضول


اعمل ايه يعني انا متعودة انزل البحر كده وبعدين مفيش حد شايفنا 


جاسم اتلفت شمال ويمين واتأكد فعلا ان المكان فاضي .شاورلها بجدية وقال


لو حد قرب مننا هنطلع الفندق ولو عاوزة تنزلي البسي حاجة معقولة تمام. 


نفخت بضيق ونزلت الماية بحماس وجاسم فضل واقف يتابعها ويتأكد ان مفيش حد شايفها غيره


مر وقت يمكن نص ساعة كانت ماريا منطلقة في الماية ومستمتعة جدا وجاسم سيبها براحتها ومكتفي بمتابعتها.


أكرم اتأخر في مكالمته مع جليلة وكاريمان حست بالملل، تنهدت بغيظ ورغم احساسها بالتعب والبرد مقدرتش تخرج ، هي بتعشق الماية، بتحس إنها جوة البحر حورية، حرة من غير قيود، اتحركت بسعادة وقفزت بخفة، فضلت تعوم وهي مغمضة عنيها باستمتاع ومنتبهتش إنها بعدت أوي عن الشاطيء، فجأة الموج بقى عالي ومخيف، اتلفتت حواليها بفزع وحاولت ترحع بسرعة لكنها مقدرتش أنفاسها بدأت تزيد وموجة قوية سحبتها لتحت لولا ايد شدتها بقوة قبل ما تفارق الحياة


#بسم الله الرحمن الرحيم


لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


البارت العشرون


وعود الليل


#نداء_علي


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


سحبتها ماريا بقوة وخوف، كانت بتسحبها رغم استسلام كاريمان العجيب للموت وكأنها مرحبة به، قدرت ماريا تسحبها ناحية الشط، قرب منها جاسم بفزع ونزل ناحيتهم وقدر يخرج كاريمان اللي كانت شبه فاقدة للوعي.


ماريا قربت منها تتأكد إذا كانت بتتنفس أو لأ، اتنهدت بقوة لما حست بنفس كاريمان، بدأت تضغط على بطنها في محاولة منها انها تخرج الماية من جسمها وفعلاً بعد اكتر من محاولة كحت كاريمان وبدأت تشهق كأنها بتنازع لالتقاط أنفاسها.


همست بأسم أكرم لكنه كان بعيد عنهم مكالمته مع جليلة اخدته بعيد كان  بيحكي معاها عن سعادته مع كاريمان واد إيه بيحبها لكنه فجأة حس ان في شيء غلط وقلبه انقبض، قفل مع والدته فجأة وطلع جري ناحية البحر، وانصدم لما شاف كاريمان على الرمل وجنبها جاسم وماريا، بعدهم عنها بتلقائية ونزل لمستواها بفزع


رفع رأسها لصدره وضمها بخوف وسأل برعب


إيه ده، حصل إيه، كاريمان حبيبتي ردي عليا


جاسم : متقلقش واضح إنها نزلت في وسط الموج وزي ما انت شايف البحر هاج فجأة، بس الحمد لله مراتي لحقتها.


جاسم قال الكلمة بدون قصد، قالها وكأنها حقيقة وأمر واقع وماريا رفعت وشها وبصتله بعيون مبتسمة لكن أكرم منتبهش لكلام  جاسم لأن عقله وقف عن الاستيعاب، كاريمان كانت هتروح منه لأنه غبي 


ازاي سابها تنزل لوحدها.


شالها وفضل واقف مكانه عاجز وتايه، ماريا قربت وقالتله


لازم دكتور يشوفها، ونطمن.


جاسم شد ماريا بلطف وبقي هو واقف قدامها، هو لما وافق تنزل البحر بالمايو ده متخيلش موقف زي ده يحصل، صحيح أكرم مش مركز في حاجة بس احتمال الناس تتلم حواليهم، يعمل ايه في ماريا وجنونها، حاولت تخرج من ورا ضهره وتكمل كلامها مع أكرم لكن جاسم بصلها بتحذير ونزل ببصره على جسمها وفهمت هي قصده، اتوترت وفضلت مكانها لكن جواها فضول رهيب تطمن على كاريمان، اتكلمت بجدية وقالت لأكرم


روح الفندق اكيد في هناك مسعفين ومتقلقش، همست لجاسم وقالتله


خلينا نروح معاهم شكله مش مركز، أو غبي تقريباً.


جاسم كان هيضحك لكن تماسك بصعوبة، التفت بسرعة وأول ما شاف ملابس ماريا اتحرك من مكانه ، وشاورلها، راحتله واخدتهم في صمت، لبست بسرعة وهو قدامها عيونه عليها، في لحظة لبست وقالتله 


يلا بسرعة خلينا نلحقه، مدلها ايده وبدون تردد مدتله ايدها واتحركوا بخطوات مسرعة. 


أكرم برغم قوته الجسدية كان شايلها بصعوبة، حاسس إنه ضعيف جدا، هش ورجليه تقيله، أول ما وصل الفندق وقبل ما يطلب المساعدة كان موظفين الإستقبال والأمن واقفين حواليه لأن شكله هو وكاريمان يغني عن أي كلام، المسؤول طمنه إنهم هيتصرفوا وفعلاً دقايق وكان الدكتور بيفحص كاريمان بعد ما اخذوها هي وأكرم على عيادة صغيرة ملحقة بالفندق، اتأكدوا إن اجهزتها الحيوية بخير وإن انتباهها كامل، الدكتور شغل جهاز تدفئة فوق كاريمان وكتبلها محلول يعوض جسمها علشان ميحصلهاش جفاف، وأكرم مكانه ساكت.


الدكتور خلص وسابهم لوحدهم، وأول ما مشي أكرم قرب منها حضنها برفق، فتحت عيونها وقالتله بصوت خافت


متقلقش، أنا كويسة.


أكرم : أنا آسف، كله بسببي.


كاريمان : لأ، انت مش السبب، أنا بس اتسرعت ونسيت نفسي والموج سحبني بعيد.


أكرم باسها بحب وهمسلها


أنا كنت هموت من الخوف، ينفع ذكريات شهر العسل تبقى اكشن كده؟


كاريمان ضحكت بتعب وطلبت منه


عاوزة اروح الفندق، رجعني الغرفة بتاعتنا يا أكرم، مش بحب المستشفيات ابدا.


أكرم : شوية بس نطمن والمحلول يخلص ونمشي، متخافيش انا جمبك غمضي عيونك ونامي.


سمعت كلامه ونامت في لحظات وكأنها كانت بتنتظر يقولها تنام وفضل هو يتأمل ملامحها بتركيز، بيتأكد إنها بخير ومعاه.


جاسم اخد ماريا وطلعوا الجناح بتاعهم بعد ما اطمنوا من الدكتور ان كاريمان كويسة، دخلت ماريا اخدت شاور وطلعت، كان جاسم طلبلها شاي اخضر وأول ما خرجت قالها


تعالي اشربي الشاي علشان جسمك يدفي، ونامي شوية لو تحبي.


ماريا : تصدق كنت عاوزة شاي فعلاً، بس إيه ده مفيش حاجة ناكلها انا جعانة.


جاسم شاور على التلاجة وراها وقالها


في اكل وحلويات كتير، بس نفسي أفهم الأكل ده بيروح فين، يابنتي مفروض تتخني.


ماريا رفعت حاجبها بغضب وقالتله


انت تقصد ايه، على فكرة أنا مش باكل كميات كبيرة بس باكل على فترات وده السر إني محافظة على جسمي.


جاسم : أنا بهزر على فكرة، ولو تحبي ننزل المطعم نتعشى انا جاهز.


ماريا : لأ، فعلاً انا مرهقة ومحتاجة اخد فاصل، هاكل حاجة خفيفة وأنام، بس هعتبر ان دعوة المطعم مفتوحة وبكرة تعزمني، تمام.


جاسم : تمام، بكرة ان شاء الله.


التفتت بسرعة وقالتله بلهفة


كمان خلينا نروح بكرة نطمن على كاريمان، وناخد معانا هدية بسيطة، إيه رأيك؟


جاسم بدهشة


شايفك مهتمة أوي بالموضوع.


حركت نفسها بخفة ومدت ايدها اخدت الشاي وقالتله:


عادي يعني، حساها بنوته كيوت، وحابة اطمن عليها ايه المشكلة! 


جاسم ابتسم وفرد جسمه على السرير بتاعه وغمض عيونه وقالها


مفيش مشكلة، بكرة ان شاء الله هنعمل كل اللي تحبيه. 


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


جليلة كانت بتتأمل الصور بسعادة وحب، أكرم طول عمره وسيم لكن من يوم ما اتزوج وهو اوسم واجمل ملامحه فيها شيء مختلف، ابتسمت جليلة وحركت ايدها فوق صورة ابنها وكأنها بتلمسه، اشتاقت لوجوده معاها لكن مش مهم أي حاجة كفاية إنه مبسوط وفرحان.


جرس الباب دق سابت الموبايل مفتوح على الصور وراحت تشوف مين، كانت مفكرة إنه البقال جايب الطلبات قالت تاخد الحاجة وترجع بسرعة تتفرج من تاني على الصور لكنها اتفاجئت إن اختها وبنتها واقفين قدامها.


ابتسمت بسعادة، رحبت بهم ودخلتهم البيت وبعد ما كانت خايفة تقضي اليوم لوحدها حست ان اليوم اتغير ملامحه وشعور بالطاقة والحيوية غزا الوهن والضعف وطردهم من نفسها.


ضحكت جليلة وقالت لأختها نبيلة :


بنت حلال، تعرفي أنا طابخة بامية بلحمة ضاني، وطول ما أنا واقفة في المطبخ أقول البت نبيلة بتموت في الأكلة دي.


نبيلة بصت لبنتها حنين وقالت


لو ينفع كنت قولت حماتي بتحبني بس الله يرحمها بقى ولا كانت بتحبني ولا بتطيق سيرتي.


جليلة : الله يرحمها ويغفر لها، الحق لله حماتك كانت ست غلبانة بس لسانها كان طويل حبتين، يلا أهي ريحت وارتاحت، المهم سيبك من اللي ماتوا وقوليلي يادكتورة حنين عاملة ايه يا قلب خالتك.


حنين ابتسمت : الحمد لله بخير ياخالتو.


نبيلة : شايفه حنين قمر إزاي، الحمد لله طلعت حلوة لأبوها ومطلعتش شبهي


جليلة ضحكت بقوة ومقدرتش توقف ضحك، نبيلة أختها كل كلامها هزار وتريقة، بتتنمر على نفسها وولادها والناس وحياتها كلها كده.


حنين شافت موبايل خالتها مفتوح وبدون ما تقصد لمحت صورة لأكرم وكاريمان، نزلت عينيها بخجل وبعدت وشها عن الصورة لكن نبيلة لاحظت الصورة وسألت جليلة


ده أكرم وعروسته.


جليلة مترددتش توريهم الصور، يمكن من فرحتها ويمكن ثقة بأنهم أهلها ومش هيكرهوا الخير لابنها.


نبيلة اول ما شافت الصورة قالت بتلقائية


الله يسامحك يا جليلة مش لو كنتي قريبة مننا والعيال واخدين على بعض كنا جوزنا أكرم لحنين، بذمتك مش احلى من عروسته


حنين انفعلت من كلام أمها خاصة وانها شبه اسطوانة بتقولها من وقت ما أكرم اتجوز، هي عمرها ما فكرت فيه غير انه ابن عمتها وبس ومش فاهمة منين جابت الفكرة الغريبة دي.


جليلة ارتبكت، هي فعلاً فكرت في حنين وفاتحت أكرم في الموضوع لكنه رفض وأصر على كاريمان يمكن هي مقالتش لحد منعاً للزعل والمشاكل لكن جواها كانت تتمنى تقرب المسافات بينها وبين أخواتها وتوثق علاقتهم لكن محصلش نصيب.


نبيلة لما لاحظت غضب بنتها قلبت الكلام لهزار وقالت


خلاص يا حنين انا بهزر وبعدين ربنا يسعده ياحبيبتي كل شيء نصيب، المهم يا جليلة تاخدي بالك، ابنك شكله بيحبها أوي وبيسمع كلامها وانتِ عارفة بنات اليومين دول عاوزين الراجل مقطوع من شجرة لا يعرف أهله ولا يسأل عن حد.


جليلة بصدق : الحق لله كاريمان بنت ناس ومؤدبة أوي وملهاش في شغل بنات اليومين دول، ربنا يهدي سرهم.


قامت واتجهت للمطبخ وهي بتقول


هقوم اسخن الاكل ونتغدى، أنا طبخت من بدري ومكنش عندي نفس أكل لوحدي.


اول ما بعدت جليلة حنين كلمت أمها بتحذير


الله يكرمك خفي شوية يا ماما، سيبي الناس في حالها وخلينا في حالنا، مش معقول كده.


نبيلة ابتسمت بسخرية ومردتش عليها وحنين نفخت بضيق من تصرفات والدتها ومسكت موبايلها تشغل نفسها بعيد عنها، قامت نبيلة ودخلت تساعد اختها وتعرف منها أكرم هيرجع امتى وناوي يسافر ولا غير رأيه. 


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


ماريا صحيت بدري بحماس ونشاط وراحت لجاسم تصحيه، بصلها بعيون بيغلبها النوم وسألها بغيظ


في ايه يابنتي، إحنا لسه بدري.

ماريا بنعومة ورقة : بليز انا جعانة، تعالي نفطر تحت ونشتري الهدية زي ما اتفقنا. 

جاسم بعد عنها وكمل نوم لكنها شدت من تحت رأسه المخدة وقالتله 

قوم وبلاش كسل، انت وعدتني. 

جاسم : ساعة كمان وهقوم معاكي، بس ارحميني نفسي أنام. 

ماريا نفخت بضيق وسابته يكمل نوم وقررت تنزل لوحدها لكنها اتراحعت تاني عن تفكيرها ده أولا لأن مفيش معاها أي أوراق شخصية ولا فلوس وثانيا لأن جاسم بيتعامل معاها الفترة دي بأسلوب كويس وخايفة تزعله أو يصطدموا من تاني.


فاتت ساعة وزيادة اترددت تصحيه أو لأ لكنه فاق من قبل ما تصحيه هي، اتعدل في مكانه ودور عليها بعيونه ابتسم لما شافها قاعدة مكانها بملامح طفلة غضبانه.


ناداها لكنها اتجاهلته، اتحرك ناحيتها وهو بيقول


على فكرة والله كنت مرهق جدا ومش قادر. 

ماريا بصتله وعيونها كلها حزن 

على فكرة انا فعلاً كنت جعانه، وانت مش في دماغك، وفكرت انزل افطر خفت، لان سيادتك مش مديني فلوس ولا موبايل ولا حتى باسبورت.


جاسم فتح درج على يمينها وخرج منه موبايل وكريدت ومد لها ايده وهو بيقول


موبايلك والكريدت بتاعتك. 

ماريا كانت شاكه إنه بيخدعها لكنه طمنها وقالها


أنا مستحيل اسيبك تخرجي لوحدك في اي مكان من غير فلوس او موبايل، كل الحكاية إنك بتتصرفي بتهور وعناد وأنا مبحبش العند. 

ماريا ضحكت بخفوت لكنها مقدرتش تمنع فضولها وسألته بتحدي


مش خايف إني استخدم الموبايل واكلم حد من أصحابي. 

جاسم اخذ نفس عميق، هو بالفعل خايف إنها تعمل كده لكنه في نفس الوقت خايف يحصلها حاجة ميقدرش يوصلها. 

سكت لحظة وبعديها رد بثقة 

حتى لو حصل، تفتكري حد يقدر ياخدك مني غصب عني. 

ابتسمت ماريا، عجبها رده وقوته وفي نفس الوقت كانت بتحاول تستدرجه علشان تعرف تفكيره ايه. 

قبل ما تتكلم رفع ايده في وشها ونهى الحوار بتهديد بعيد كل البعد عن الجدية


هتفضلي تضيعي وقت في اسئلة ملهاش لازمة هاخد الموبايل والكارت ونكنسل الفطار والهدية، يلا اتحركي قدامي صدعتي راسي عالصبح. 

نفخت ماريا بغيظ واتحركت قدامه مجبرة لكن جواها كانت سعيدة، يمكن لقاءها وحكايتها مع جاسم توقيتهم غلط لكنها هتفضل مغامرة صعب تتنسى مهما حصل.


نزلوا وفطروا وبعد ما خلصوا راحوا مول قريب من الفندق اشتروا ورد لكاريمان وشوكلاته، وماريا شافت عروسة باربي كبيرة صممت تشتريها رغم اعتراض جاسم.


اخذوا الحاجات وطلعوا لغرفة كاريمان بعد ما سألوا عن رقمها في الاستعلامات.


جاسم خبط الباب بخفة تحسباً إنهم نايمين لكن أكرم فتح الباب علطول وكأنه كان منتظرهم


ابتسم جاسم لما شافه وأكرم وقف مكانه مش فاهم مين دول. 

جاسم قاله 

أنا جاسم شاهين، وماريا زوجتي اللي ساعدت مدام كاريمان امبارح. 

أكرم افتكرهم وملامحه كلها اتبدلت، مد ايده وسلم على جاسم بحرارة 

متشكر جدا لحضرتك، أنتم انقذتم حياتي انا قبل من كاريمان، مش عارف اقولكم إيه، وآسف إني منتبهتش من الأول بس من وقت الحادثة وأنا مش قادر اركز. 

ماريا اتكلمت بترقب 

فين المدام، نايمة؟ 

أكرم بعد عن الباب وشاورلهم يدخلوا وهو بيرد عليها بتوضيح


لأ، صاحية وهتفرح جدا لما تشوف حضرتك.


جاسم وماريا قعدوا مع بعض في غرفة صغيرة ريسبشن ملحق بالغرفة وأكرم دخل يقول لكاريمان إنهم في انتظارها ويساعدها تلبس وتخرجلهم، فات يمكن عشر دقايق وخرجت كاريمان ومعاها أكرم، ابتسمت بامتنان وقالت برقة


صباح الخير. 

ردت ماريا وجاسم في نفس الوقت لكن جاسم عيونه اتعلقت بعيون كاريمان، استغرب الشبه الواضح في رسمت عينيها المتطابقة مع ماريا، يمكن ملامحهم مختلفة لكن عيونهم متشابهه بشكل غريب.


أدرك غرابة تصرفه فنزل عينيه بسرعة قبل ما حد يلاحظ لكن الفضول مفارقهوش. 


ماريا عرفت نفسها لكاريمان وقالتلها


انا ماريا ثابت.


كاريمان مدققتش في الأول وقالت 

أنا كاريمان، كاريمان ثابت، رفعت وشها بصدمة وقالتلها، إسمك ماريا ثابت! 


ماريا ببراءة : أيوة، بابي على اسم باباكي. 


كاريمان سعادتها ورقتها اختفوا وحل محلهم نفور واضح ورفض ظهر في كلامها القليل، كاريمان افتكرت شكل ماريا، أبوها قبل كده وراها صور لها لكن مع مرور السنين شكلها اتغير شوية، في البداية متعرفتش عليها يمكن عقلها كان رافض يصدق لكن بعد ما عرفت اسمها بقت شبه متأكدة، مقدرتش تتحمل وسألتها


انتِ مصرية، أصل يعني لهجتك غريبة شوية

ماريا ضحكت بخفة وبصت لجاسم وبعدين ردت :


أيوة، بس أول مرة انزل مصر، كنت عايشة مع أهلي في ألمانيا. 

كاريمان متكلمتش نكست راسها بحزن ومقدرتش تبصلها.


ماريا حاولت تتكلم معاها وتهزر لكن كاريمان متجاوبتش معاها. 


ماريا كانت مستغربة جدا رد فعل كاريمان، المفروض إنها تشكرها، دي أكيد انسانة مجنونة، من لحظات انقذت حياتها ودلوقت بتكلمها بجمود وقسوة ، مش بس ماريا أكرم كان متعجب أكثر من ماريا، لكن جاسم كان ثابت مكانه وكأنه متوقع رد فعلها بعد ما اتأكد إنها أخت ماريا


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


أمجد أول ما نزل من بيت ممدوح أبو مراته لقى الناس بتبص عليه بنظرات نفور واستهجان لتصرفاته، اتجنن بزيادة وبدأ يشتمهم ويزعق فيهم علشان يخلوهم في حالهم، كانت أمه في الوقت ده بتجري في الشارع بكل قوتها ومن وراها زوج بنتها في محاولة منهم إنهم يلحقوا أمجد لكنه مشي قبل ما يوصلوله، وردة قعدت على الأرض بيأس بعد ما عرفت انه بعد عنها تاني لكن زوج بنتها ساعدها تقوم وقالها بجدية


متخافيش يا أمي انا عارف هو راح فين، تعالي معايا وان شاء الله مش هيعدي اليوم غير وهو معانا. 


راحت وردة معاه وقلبها كله قهر ووجع لكنها مفيش في ايدها حاجة تعملها خلاص. 


ركبوا السيارة واتحركوا بين الشوارع والحواري لحد ما وصلوا لحارة مزدحمة وشوراعها ضيقة جدا، ربيع نزل وشاور لوردة تحصله، نزلت وجواها رعب من المكان غير مفهوم، إيه البيت ده وامجد بيعمل ايه هنا، وقفت ربيع وسألته 


إحنا جايين هنا ليه يابني وامجد فين؟ 


ربيع بص حواليه واتأكد إنهم بعيد عن البيت، قالها 


ابنك متجوز ست إسمها نوسة، بتتاجر في الممنوع، وعايش معاها في البيت اللي هناك ده. 


وردة كانت هتعترض لكنه شاورلها تكمل مشيّ وراه، وصلوا البيت وأول ما خبطوا خرجتلهم نوسة، بلبس مجسم محدد ملامح جسمها وشعرها مفرود على ضهرها، ست جميلة جدا لكنها مقبضة، سألتها وردة بتردد :


أمجد هنا؟ 


نوسة : نقوله مين! 


وردة: أنا أمه. 


نوسة ابتسمت بسخرية وقالتلها 


حماتي، مش معقوله أول مره نتقابل. 


وردة زقتها بغل ودخلت تدور على أمجد، شافته قاعد على الأرض وقدامه سجاير كتير مرمية حواليه. 


نوسة غضبت من طريقة وردة واسلوبها معاها قربت من أمجد وقالتله 


شايف الست أمك بتتعامل معايا إزاي، ده بدل ما تباركلنا على جوازنا. 


وردة : لأ، مستحيل أمجد ابني نور عيني اللي بحبه اكتر من نفسي ومن الدنيا ميعملش كده. أمجد ميتجوزش واحدة زيك ابدا. 


نوسه بصتله بغيظ لكن مردتش، فضلت إنها تكسب تعاطف أمجد على انها تغضبه منها


أمجد رد عليها بجحود


ملكيش فيه، أنا راجل وحر أعمل اللي يعجبني، وبعدين مالها نوسة، ست زيها زيك.


شهقت وردة بصدمة وسألته بقهر


انت بتشبه أمك بدي، بترد عليا أنا وتقولي كده؟!


أمجد ضرب الحيطة بأيده وصرخ بغضب


خلاص بقى، دماغي هتنفجر ومش ناقص دوشتك، روحي يلا على بيتك ومتجيش هنا تاني فاهمة


في الوقت ده كان جوز أخت أمجد مستعد قدام الباب ومعاه ٥ رجالة أجسامهم قوية من شركة حراسة خاصة استعان بهم علشان يقدر ياخد أمجد وأول ما فتحت وردة الباب وخرجت دخل ربيع والرجالة ومسكوا أمجد، نوسة حاولت تصرخ لكن واحد منهم خبطها على راسها وقعت فاقدة للوعي وأمجد قبل ما يفهم إيه اللي بيحصل كتفوه وكمموا فمه وشالوا بخفة وراحوا على مصحة لعلاج الإدمان في مكان صعب علي نوسة توصله. 


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


كاريمان قلبها كان بيغلي من الحزن، معقول ماريا تبقى صاحبة فضل عليها، تنقذها من الموت، ليه وهي طول الوقت بتتمنى متشوفهاش ولا تقابلها في يوم، وقفت واتصرفت بثبات وقالتلهم 


انا تعبانه ومحتاجة ارتاح، متشكرة جدا على الزيارة دي. 


وياريت تاخدوا معاكم الهدايا دي، أنا مش بحب الورد ولا الشوكليت ولا العرايس كمان. 


أكرم حس إنها بتخرف من أثر التعب وقلق عليها، وقف قدامهم واعتذر منهم بخجل 


والله ياجماعة انا آسف، تقريبا كاريمان من صدمة الحادثة بتتصرف بغرابة، هي في حالتها الطبيعية مستحيل تزعل حد. 


كاريمان اكدت كلامها تاني وقالت 


لأ انا كويسة، وقاصدة كلامي، انتِ بالذات مش عاوزة منك لا خير ولا شر ولا عاوزة اشوفك، لو اعرف أصلا إنك هتنقذيني كنت هختار الموت على ان حياتي تبقى بسببك. 


ماريا ردت بشراسة وغصب 


انتِ مجنونة أكيد، أصلا انتِ بتتكلمي معايا إزاي كده. 


ضحكت كاريمان وقالتلها 


آه صحيح ماهي الأميرة دلوعة بابي مش متعودة حد يكلمها بأسلوب مش على مزاجها. 


ماريا كانت هتضربها وكاريمان استعدت واخدت وضع الهجوم لكن جاسم وقف في وش ماريا وأكرم شال كاريمان غصب عنها ودخلها الغرفة بالقوة. 


ماريا كانت بتبعد جاسم ومصممة تدخل لكاريمان لكنه همسلها بخفوت 


تعالي معايا الجناح بتاعنا هفهمك كل حاجة.


#بسم الله الرحمن الرحيم


لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين استغفرك اللهم واتوب إليك


البارت الحادي والعشرون


وعود الليل


#نداء_علي


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


أختي!


جاسم شاورلها تقعد وقالها


اهدي بس وافهمي، دي كاريمان أختك الكبيرة، مهندسة وناجحة جدا، والدك كلمني عنها من فترة.


ضحكت ماريا باستهزاء ورفض وقالتله بدهشة


أختي إزاي، انت بتهزر يا جاسم.


جاسم : لأ، أختك حقيقي، من الأب، معقول ثابت بيه مقالش قدامك ولا مرة إن عنده بنت غيرك، كان متزوج قبل والدتك.


ماريا : ماما قالت مرة إن بابا كان أرمل، ولما سألتها عنده أولاد قالت لأ، معقول كذبت عليا.


جاسم : هو الحقيقة والدتك تصرفها منطقي، شخصيتها بتقول كده.


ماريا بحدة وتحذير : انت قصدك إيه، على فكرة مامي جميلة جدا وطيبة، هي بس يمكن حاولت تبعدني عن المشاكل.


جاسم ببرود : يمكن، وعموما الغلط على والدك، كاريمان بنته تخصه هو، متخصش والدتك.


ماريا اتضايقت من مهاجمته لأمها، نفخت بملل وقالتله


مش فارقة، هيحصل إيه يعني لو كنت عرفت، انت شايف أختي اللي بتتكلم عنها عاملة إزاي.


دي بنت معقدة، حقيقي مش فاهمة إزاي دي مهندسة، دي إنسانة غبية، عارف ماما عندها حق لما قالتلي زمان إني مليش أخوات.


جاسم : على فكرة انتِ متحاملة عليها، لو فكرتي بعقلك هتلاقي معاها حق، يمكن طريقتها غلط لكنها معذورة.


ماريا : يا سلام، وانت بقى متعاطف معاها كده ليه.


جاسم: مش متعاطف ولا حاجة، أنا بس هسألك سؤال، لو حد قفل باب بيته على ايدك او خبطك بعربيته بدون قصد هل ده هيهون عليكي ويقلل من رد فعله، هل لو اتأذى بسبب تصرفك ده هيفرق معاه إنك كنت تقصديه أو لأ، ولا هيتصرف على حسب احساسه ودرجة الألم.


ماريا ملامحها هدأت وبدأت تبصله بترقب


جاسم كمل كلامه بجرأة


والدك رمى البنت دي وهي بيبي، طفلة يدوب فقدت أمها وقبل ما تفهم معنى الموت والفقد هرب من مسؤولياته ناحيتها وسابها لخالتها، تخيلي لو كانت خالتها دي ست قاسية أو غير مسؤولة كان مصير كاريمان إيه.


جاسم اتكلم بحيادية وصدق


وقت ما والدك دخل السجن كان كل كلامه عنك، خوفه وقلقه عليكي، صحيح اتكلم عن كاريمان لكن مشاعره ناحيتها موصلتنيش كنت شايفه تقضية واجب، حاجة ملزم يعملها وبس، فاهمة قصدي.


ماريا كشرت ومدت شفايفها بحزن وقالتله


بس أنا مش طرف في المشكلة، ملهاش حق تعاملني بقلة ذوق بالشكل ده، تعرف مفروض كنت اسيبها تغرق.


ضحك جاسم وقرب منها بدون وعي، مشاعره بدأت تحركه ناحية ماريا من غير ما يحس، شدها لحضنه وهمسلها بلطف


على فكرة انتِ مستحيل تعملي كده، وصدقيني هي أكيد مبسوطة أنكم اتفابلتم، الحكاية محتاجة وقت مش اكتر.


ماريا استكانت بين ايديه واتنهدت بقوة، سألته بخفوت


انت غريب أوي، ساعات بتكون طيب وعاقل وساعات بتكون قاسي ومجنون.


جاسم ضحك بهدوء ومتكلمش لأنه مش عاوز يرد وتفهم كلامه غلط أو يحصل بينهم خناقة جديدة، هو مكتفي بالحالة اللي عايشنها، لا سلم ولا حرب حاجة أشبه بالهدنة.


بعدت عنه بعد وقت وسألته


تفتكر كاريمان دي هي وجوزها بيحبوا بعض، متجوزين عن حب اقصد، أصل شكله خايف عليها أوي.


جاسم : طبيعي يخاف عليها، دي مراته ولسه عرسان جداد.


ماريا : تؤ، مش قصدي كده، نظراته لها مختلفة، مش هتقدر تفهمني.


جاسم كان مستغرب كلامها، هو بطبعه مش مقتنع بالحب، الزواج شروطه الأساسية بالنسبة له التفاهم والإحترام المتبادل، الحب مع الوقت بيختفي والأهم هو التفاهم، حاول يوصلها وجهة نظره لكنه تراجع، وبدل ما يوضحلها تفكيره سألها بفضول


تحبي نحجز في مكان تاني، نسيب الفندق هنا.


وقفت ماريا وقالتله بلهفة


لأ، أنا حبيت المكان هنا، وبعدين لو قصدك علشان كاريمان خليها هي تمشي، أنا ليه اتنازل واسيب مكان عجبني.


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


كاريمان كانت في حالة انهيار تام، وأكرم كان هيتجنن من ضعفها ده، أول مره يشوفها بالشكل ده، اتكلم بدهشة :


علشان خاطري بس فهميني، في إيه، تعبانة نروح للدكتور، تحبي نرجع القاهرة، أعمل إيه بس علشان تهدي.


كاريمان رفعت وشها وبصتله بحزن وقهر، اتكلمت بصوت مبحبوح من كثر البكاء:


دي أختي، أنا عرفتها لأن بابا كلمني عنها، كان بيفرجني على صورها لما ينزل مصر، كان بينزل كل كام سنة يقعد معايا ساعة، كان بيقضيها كلام عن بنته، أنا بكرهه، وبكرها يا أكرم، أنا تعبت حقيقي مش قادرة.


أكرم قعد جمبها وخدها جوة حضنه، احتواها في صمت وهي كملت كلام بخفوت


لو أعرف إني هكون مديونالها بحياتي كنت اختارت الموت، ليه تنقذني وأنا بسببها هي وأبوها عايشة ميتة طول عمري.


أكرم رغم أنه مقدر مشاعرها لكنه حس إنها بتبالغ، ياما ناس اتجوزت وبعدت عن ولادها لكن ده مش مبرر للعقوق ابدا، مسد على شعرها وقالها بحب :


مهما حصل هيفضل والدك، مينفعش تتكلمي عنه كده، والبنت ملهاش ذنب، هي برده اصغر منك ويمكن منتبهتش أول ما اتقابلتوا، اكيد هو مكلمها عنك بس يمكن نسيت ولا حاجة.


كاريمان غضبت من كلامه، في الوقت ده مش محتاجة نصايح هي محتاجة حد يسمعها وبس، قبل ما تتكلم رفع ايده باعتذار وقالها :


أنا آسف، مش وقت نصايح ولا عتاب، انتِ صح وأنا غلطان


كاريمان عيطت من تاني، جواها إحساس غريب ومتناقض مش فاهمة هي عاوزة إيه، عارفه انه معاه حق وان ماريا ملهاش ذنب لكن في نفس الوقت محتاجة تلوم حد.


غمضت عنيها بتعب وقالتله أنا آسفه يا أكرم، اكيد بتقول في بالك إني نكدت عليك في شهر العسل.


أكرم باسها بخفة وهمس لها


هو الحقيقة يعني نكد اورجانيك واكشن وخناقات، يعني مش سايبه حاجة خالص ياقلبي، بس والله كل ده يهون قصاد ضحكة من الشفايف دي، قرب منها وباسها تاني بلهفة وشوق وهي اتجاوبت معاه وكأنها بتهرب من كل شيء له هو وبس، ضمها بين ضلوعه وتاهوا عن العالم وذكرياته وكل مخاوفه، وساعات كثيرة بنحتاج ركن نختبيء جواه، المهم إنه يكون أمان.


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


ثابت قدر يلملم نفسه، قرر يتناسى هدى ويبدأ من جديد، باع نصيبه من الأسهم في سرية تامة وحجز تذكرة لمصر، هينزل نهائي ويقضي الباقي من عمره في مصر، خطر على باله فكرة مجنونة، سميرة، طالما لسه من غير زواج ليه ميطلبش منها تتزوجه، على الأقل هتبقى وسيلة تقربه من كاريمان، مفيش حد يعرف البنت زيها وفي نفس الوقت تبقى ونس له، ياريته اتزوجها من البداية بعد وفاة أختها، كانت هتصونه وتربي بنته لكن للأسف جمال هدى ورغبته فيها كانت أقوى من اعتبارات كثيرة.


استعد واتوجه للمطار وبدأت رحلة عودته لمصر.


اتوجه للمطار وفكر ياخذ ايه لكاريمان؟ هو حافظ ذوق ماريا، بتحب ايه وتكره إيه لكن كاريمان بالنسبة له لغز، خايف يقرب منها ولازم يحاول.


دخل السوق الحرة واشتري هدايا كتير، من كل نوع اثنين لبناته وفكر يجيب هدية لطيفة لسميرة، خلص وابتسم بخفة وهو بيتخيل بنانه حواليه وحياته الجديدة بتبدأ على أساس صحيح.


بعد كام ساعة وصل مصر، نزل فندق وارتاح ساعتين وبعدها مباشرة راح البيت عند سميرة


أول ما شافته اتفاجئت، متوقعتش أبدا إنه ينزل، رحبت به بعد ما دخل البيت، مد لها ايده بالهدايا وقالها


دي حاجات كاريمان، ودي علشانك انتِ.


سميرة اترددت قبل ما تأخذها لكنه أصر وقالها


دي حاجة بسيطة، الحقيقة انك تستاهلي أكثر من كده مليون مره.


هي كاريمان فين؟!


سميرة قعدت وقالتله


شوف يا ثابت انا عارفة انك هتزعل بس حقيقي إحنا حاولنا نتواصل معاك بس مقدرناش.


ثابت قلق وملامحه اتغيرت سألها بلهفة


كاريمان كويسة، حصلها حاجة!


سميرة : الحمد لله بخير، بس يعني هي اتجوزت.


ثابت كان فاتح بوقه من الصدمه وساكت، حركت ايدها قصاد وشه وقالتله


انت كويس، الووو.


ثابت حاول يتحكم في غضبه لأنه بيحاول ينال رضا سميرة، اتنفس بقوة وسألها


ممكن أعرف إزاي بنتي تتجوز من ورايا، يعني بأي منطق.


سميرة بتحدي : بنفس المنطق اللي خلاك زمان تجيبها لحد هنا وتسافر وتغيب سنين متعرفش عنها حاجة، ومع ذلك يا ثابت بنتك حاولت تتصل على سيادتك مليون مرة وكل مرة كانت بترجع بخيبة جديدة لأن طبعا سيادتك لما دخلت السجن مبقاش بينك وبينها أي تواصل مع أنه على حد علمي السجون في بلاد برة متقدمة جدا وممكن تقدر تتصل على أي حد في أي مكان.


ثابت اتعدل في قعدته وقالها :


ممكن تقعدي وتهدي، أنا مش بحاسبك ولا جاي اتخانق، بس اعتقد انه من حقي ازعل، مش حاجة سهلة اني اسمع خبر زواج بنتي زي الغريب، ومع ذلك انتِ معاكي حق لكن للأسف وقت ما دخلت السجن اليأس أتمكن مني وفكرت ان بعدي عنها راحة لها على الأقل متحملش همي، لكن الحمد لله ربنا أظهر براءتي وخرجت وأول حاجة فكرت فيها إني ارجع اعوضها عن غيابي لكن شكلي اتأخرت أوي.


سميرة : متأخرتش ولا حاجة بالعكس البنت بعد الزواج بتحتاج سند اكثر، كاريمان هشة جدا وبريئة وجودك هيفرق معاها كثير المهم بس تكون ناوي تعوضها بجد رغم ان اللي فات مستحيل يرحع.


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


وردة وربيع كانوا في المستشفى منتظرين الدكتور يخرج من غرفة أمجد، طلع الدكتور ر بعد فترة وملامحه لا تبشر بالخير، ربيع قرب منه بحذر وسأله بهدوء


إيه الأخبار يا دكتور، طمني.الدكتور بصله هو وردة بتعاطف لكنه صعب يخبي الحقيقة ساعات المواجهة بتكون قاسية لكنها ضرورة للنجاة


اتكلم بعملية وتوضيح


للأسف الحالة متأخرة جدا، واضح انه بيتعاطى من سنين والمشكلة انه بدأ يتعاطى آيس، او شبو زي ما بيقولوا، الحبوب دي بتدمر الجهاز العصبي، وحقيقي العلاج بيتطلب وقت وإرادة قوية جدا.


ربيع : اعمل اللازم يادكتور وإحنا تحت أمرك، أمجد شاب متربي وابن حلال لكن نقول إيه الشيطان ضحك عليه وولاد الحرام سحبوه للطريق ده.


الطبيب ابتسم بمجاملة وسابهم واتحرك نحو مكتبه وفضلت وردة تبكي بخزي وخوف


وقف جمبها ربيع وطمنها رغم احساسه بالقلق من كلام الدكتور


ربيع : اطمني يا أمي، ربنا كريم وقادر يشفيه


وردة :ابني ضاع يا ربيع، تعبي وشقايا أنا وابوه انتهى.


ربيع : سبيها لله، المهم اننا عرفنا نوصله ونجيبه هنا.


وردة بصتله بأمل ولهفة وكأنها شافت طوق نجاتها وقالت :


مفيش غير وعد، مراته وحبيبته لازم تقف جمبه في الظروف دي، لو شافها هي وابنه نفسيته هتتحسن ويبقى عنده أمل.


ربيع استغرب تفكيرها :


كلام إيه ده يا حماتي، وعد بالذات صعب ترجع بعد اللي حصلها على ايد أمجد.


وردة عيطت بيأس : متقفلهاش بس يا ربيع، يابني ياما بيحصل وعمر اللي بيحب ما يكره وهي بتحبه وعندها منه ولد يعني واجب عليها تسانده.


ربيع عارف اد إيه وردة عنيدة وبتتمسك برأيها


هز رأسه بخفة : ان شاء الله خير، ادعيله انتِ بس ولو تقدري تكلميها أو توسطي حد ما بينكم شوفي ، وكله على الله.


................................


ممدوح بعد ما أمجد نزل من عنده، وأهانته له وكلامه القاسي مقدرش يتحمل، دخل غرفته ونام ولما طول في نومه دخلت مراته تصحيه لكنه مردش عليها حاولت مرة واثنين وثلاثة وبعدها صرخت برعب لأنها اعتقدت إنه مات.


اتلموا الجيران ساعدوها واخذوه على المستشفى وهناك عرفوا انه أصيب بجلطة على المخ، أسعفوه والدكتور قالهم ان تأثير الجلطة هيظهر خلال الأيام الجاية وبعدها هيكتبوله ادوية تناسب حالته.


سعاد كانت واقفة مكانها محتارة، خايفة ووحيدة، سندها الوحيد هو ممدوح، عشرة عمرها وأبو بناتها وحبيبها، ليه الدنيا اتغيرت فجأة كده، وعلى ايد مين! أمجد، زوج بنتها، مش كفاية اللي عمله في وعد، كمان كان هيتسبب في موت ممدوح.


خرجت ممرضة من غرفة الكشف وقالتلهم :


الحاج اللي جوة بينده على واحدة اسمها وعد، لو هنا خلوها تدخله.


سعاد بصت لبناتها بحزن لحد ما بنتها الصغيرة قالتلها


كلمي ابله وعد خليها تيجي يا ماما، إحنا كلنا محتاجينها.


سعاد كانت منتظرة كلام بنتها، فعلاً الكل محتاج وعد، يمكن كانوا قاسيين عليها لكن مهما حصل هتفضل وعد مختلفة ومكانتها عندهم غير الكل.


اتصلت عليها مرة واثنين ومفيش نتيجة، سعاد نكست رأسها بحزن لأنها اعتقدت ان وعد رافضة ترد لكن في الوقت ده كانت وعد نايمة وموبايلها صامت بعد ما قضت يوم طويل ومرهق مع بريق في شغل واتفاقات جديدة لمقابلات وفيديوهات هتنشرها بشكل شبه يومي على قناتهم على اليوتيوب والتيك توك.


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


جاسم اخذ موبايله وخرج للبلكونة يكلم ثابت بعيد عن ماريا اللي اتأكد إنها نايمة ومش سمعاه.


اتكلم بصوت خافت :


حمد الله على السلامة يا ثابت بيه، إيه الأخبار ؟


ثابت : الأخبار عندك انت، ماريا عاملة ايه معاك، وانتم فبن؟


جاسم : أنا اخذتها وسافرنا الساحل كام يوم تغير جو لأنها زهقت من البلد.


ثابت : أممم، تمام يا جاسم، خلي بالك منها، وبلاش تقولها إني في مصر لحد ما أدبر أموري وأشوف هقولها إيه لما نتقابل.


جاسم : تمام، زي ما تحب.


ثابت : أنت عاوز تقول حاجة ومتردد، في إيه ؟!


جاسم : إحنا اتقابلنا بالصدفة مع مدام كاريمان، بنتك.


ثابت انتبه كلياً وتعجب : كاريمان، معقول وبعدين احكيلي.


جاسم قاله كل اللي حصل من اول ما اتقابلوا وثابت كان بيسمع باهتمام.


انتهى جاسم من كلامه وثابت سأله :


الولد اللي متجوز كاريمان، رأيك إيه فيه!


جاسم : مقدرش احكم عليه من مجرد مقابلة، لكن واضح انه بيحبها وفي بينهم تفاهم.


ثابت : ماشي يا جاسم، كل حاجة هتتصلح واحدة واحدة، اللي يهمني حالياً ماريا، حاول تشغلها أد ما تقدر وتبعدها عن أي حاجة توصلها لهدى، تمام.


جاسم : حاضر، مع السلامه.


قفل معاه ودخل الجناح واتأمل ماريا وهي نايمة، أد إيه جميلة وجذابة قرب منها وحرك ايده على شعرها لكنها كانت مستغرقة في النوم جدا، ابتسم على شكلها الطفولي وفرد جسمه جمبها وشدها برفق ناحيته وغمض عنيه هو كمان وراح في النوم بسرعة بعد ما اطمأن إنها معاه.


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


كانت كاريمان ساندة على كتف أكرم وهو محاوطها بذراعه وبيتفرجوا بسعادة على صورهم يوم كتب الكتاب وبيسترجعوا مواقف ولقطات مختلفة بعضها رومانسي وبعضها مضحك.


اتنهدت كاريمان باشتياق لما شافت سميرة وقالتله :


اد إيه ماما وحشتني، عارف يا أكرم خايفة أكلمها بعد اللي حصل اليومين اللي فاتوا حاسه إني طفلة وأول ما هكلمها واسمع صوتها هتعرف بسهولة واقولها الحقيني يا ماما كنت هغرق وأموت.


ضمها أكرم بخوف واتكلم بحب


بعد الشر، الحمد لله أزمة وعدت، وبعدين لازم تكلميها بدل ما تفكر إنك نسياها ومشغولة عنها.


كاريمان : تفتكر ممكن تزعل مني!


أكرم : طبعاً، أي أم أو حد بيحب حد لو حس إنه بعيد ومشغول عنه بيحزن، الحب وصال واهتمام.


رفعت وشها وبصت لعيونه بحب وهو قرب منها لثم شفايفها بعشق لكن قاطعهم رنين موبايلها.


بعدت كاريمان بخجل وشافت مين بيتصل، كان مدير الشركة، اسمه مهند، شاب في أواخر الثلاثين واعزب.


كاريمان ابتسمت بتوتر، هي عارفه ان أكرم مش بيرتاح لمهند، يمكن غيرة واحتمال يكون مبالغة من أكرم لأنها من اول ما اشتغلت معاه بيتصرف معاها بحدود، بيهتم بها وبيقدر شغلها لكن هو بيعمل كده مع الكل، شاورت بعيونها على الموبايل، وكأنها بتستأذن ترد ولا لأ وأكرم وافق على مضض.


حاولت تنهي المكالمة مع مهند بسرعة قدر المستطاع وبين لحظة والثانية كانت بتشوف رد فعل أكرم، خلصت كلامها ودورت عليه كان واقف بيتأمل البحر وسرحان، لو يقدر يخبي كاريمان عن الناس والدنيا لو بامكانه كان طلب منها تسيب الشركة دي وتبعد عن مهند أو أي راجل يبصلها، لكنه للأسف متكتف، عاجز عن اتخاذ قرار لأنه معندوش بديل، هيحرمها من حقها في تحقيق طموحها وهيظلمها ماديا لأنه مش هيقدر يعوضها لو بطلت شغل. 


 قربت هي وباست خده بخجل لكنه استمر على سكوته وغضبه الواضح 


 همست برقة


وبعدين بقى، يا أكرم مكنش قصدي قولتلك.


اكرم اتعصب غصب عنه وصوته ارتفع وهي بعدت بخوف :


قولتلك الراجل دا أنا مش بحبه ولا برتاحله، يتصل عليكي ليه من الأساس، لو على الشغل فالمفروض إنك إجازة وحتى لو عندك شغل اعتقد انه بينتهي بعد ما تروحي بيتك.


كاريمان : معاك حق، بس صدقني مستر مهند مهذب جدا، ده متصل يباركلنا على الجواز، معرفش انت كارهه ليه.


شدها أكرم فجأة وضمها لحضنه بقوة وهي شهقت بخوف :


افهمي بقى، أنا بتجنن من براءتك دي، الحيوان ده عينه منك، معجب بيكي.


كاريمان رفضت كلامه وقالتله


مستحيل طبعا، أكرم بجد هزعل منك، أنا عارفه انك بتغير بس مش للدرجة دي.


اكرم : شوفي من الاخر، ممنوع حد يتصل عليكي بعد الشغل وخاصة الراجل ده، اتفقنا.


كاريمان : بس يا أكرم...


أكرم : هششش، الموضوع منتهي، أنا وافقت وشجعتك على الشغل لأن طموحك ونجاحك يسعدني اكتر ما يسعدك وانتي عارفه لكن مش مسموح لحد يشاركني فيكي ولو حتى في تفكيره، فاهمه.


#بسم الله الرحمن الرحيم


لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين استغفرك اللهم واتوب إليك


البارت الثاني والعشرون


وعود الليل


#نداء_علي


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


وعد صحيت فجأة ، فتحت عيونها  واتنهدت بتعب، بصت جمبها لقيت يوسف نايم ووشه مبتسم، ابتسمت برضا وسعادة إنها قدرت تقف لنفسها وتحتوي ابنها من جديد، قدرت تتكلم وتقوله إنها بتحبه وان مفيش حد عندها أغلى منه، اتكلمت معاه ورغم صغر سنه قدر مشاعرها وفهم معاناتها، في البداية استغربت كلامه معاها لما قالها :


أنا فاهم ياماما ومش زعلان منك، أنا عارف ان بابا السبب.


وعد : لأ يا حبيبي، بابا بيحبك انا بس كنت تعبانة الفترة اللي فاتت.


قرب يوسف منها وحضنها بايديه الصغيرة وقالها بصوته الجميل الحنون :


أنا عارف كل حاجه، وبحبك أوي ومهما عملتي فيا مش هسيبك لوحدك.


وعد كانت بتمثل إنها قوية قدامه لكنها ميتة من الخوف، ببت جديد وناس جديدة وحياة مختلفة رتمها سريع بشكل مرعب، اول ما يوسف قالها إنه معاها ورغم ضعفه لكنه منحها إحساس بالأمان، ضمته بقوة ودموعها نزلت في صمت، اعتذرت منه بندم :


آسفة ياقلب ماما، أنا جيت عليك كتير بس اوعدك من النهاردة هنرجع زي الاول، هنفضل مع بعض، ندرس سوا ونخرج نلعب ونعمل كل حاجة إحنا الإثنين، تمام.


يوسف مدلها صابعه الصغير وقالها


وعد.


ضحكت بصوت عالي متفائل


وعد يا ابن وعد.


فاقت من شرودها على رنين الباب المتواصل، قامت من السرير وشدت اسدال لبسته بسرعة وخرجت تشوف مين ،كانت مترددة في الأول وخايفة تفتح لكنها اطمأنت


لما بصت من العين السحرية وشافت بريق واقفة منتظراها.


ابتسمت بخفة ودخلتها وقفلت الباب بعدها واعتذرت منها بهدوء:


معلش يا بريق، كنا نايمين.


بريق : ولا يهمك، أنا قلقت بس لأني رنيت كتير ومردتيش عليا.


وعد مسكت الموبايل واستغربت من الاتصالات المتكررة من والدتها، ضمت حواجبها بتعجب:


آسفه الموبايل كان صامت، أنا لسه مش عارفه استخدمه، بس حاجة غريبة أمي اتصلت عليا كتير.


بريق : وعرفوا الرقم إزاي؟


وعد : أنا بعتلها رسالة من رقمي اول ما شغلته، أنا صحيح مخنوقة منهم بس حقهم اطمنهم عليا، محدش يضمن الظروف.


بريق بلامبالاة : اوك، كلميها وشوفي عاوزة إيه وبعدها تعالي نشوف الفيديو الجديد هنعمل فيه ايه.


وعد فجأة صرخت بفزع وعيونها اتملت دموع، قلبها وجعها معقول أبوها يضيع من ايديها فجأة، معقول يموت وهو زعلان منها، بريق سابت الورق اللي في ايديها وقامت بلهفة ناحية وعد سألتها بترقب في إيه!


وعد قالتلها بخوف:


بابا، أبويا في المستشفى يا بريق، عنده جلطه.


بريق سكتت لحظات وكأنها بتفكر في حاجة معينة بعدها قالتلها:


اجهزي وتعالى يلا نروح نطمن عليه، متقلقيش ان شاء الله يقوم بالسلامه.


وعد كانت مصدومة مش فاهمة ومش عارفة تعمل إيه فضلت واقفة مكانها لحد ما كررت بريق كلامها :


يلا يا وعد ادخلي البسي ولو يوسف نايم لبسيه حاجة تقيلة لأن الجو بره برد.


دخلت وعد واخدت يوسف والشنطة بتاعتها وخرجت، واتكلمت بضعف


انا هنزل بالاسدال عادي أنا متعودة اخرج به، ويوسف اخدتله جاكيت بس هو نومه تقيل صعب يصحي قبل ما يشبع نوم.


بريق قالتلها:


ماشي يا حبيبتي، ان شاء الله خير.


نزلوا سوا ووصلوا المستشفى، كانت مستشفى حكومي، في البداية كانوا المسؤولين بيتكلموا معاهم بشيء من اللامبالاة، إيه يعني مريض زي باقي المرضى، لكن بريق اتكلمت معاهم بقلب جامد وثقة لأنها تعرف ناس كتير مراكزهم كبيرة ومهمة.


سألت الدكتور بحدة وقالتله:


نقدر ننقله لمستشفى خاصة امتى؟


وعد شدت ايدها بخفة وهمستلها


مستشفى خاصة إيه يا بريق.


سكتتها بريق بنظراتها وكملت كلام مع الدكتور فرد عليها


مفيش داعي، حضرتك إحنا عملناله اللازم والمتاح في المستشفى وحالته استقرت، بكرة أو بعده يقدر يخرج ويتابع مع دكتور متخصص يظبطله الضغط ونسبة الكولسترول وممكن يكتبله دوا سيولة منعاً لحدوث تجلطات مفاجأة.


بريق سألته من تاني


اكيد ولا إيه، أنا عارفه نظام الحكومي، ده أنا أبويا مات جوة الطواريء علشان مفيش سرير فاضي ينام عليه وزمايلك سابوه مرمي لحد ما روحه طلعت.


الدكتور وشه اتغير وبان عليه الغضب الممزوج بشفقة وقالها


مفيش داعي نعمم، كل مكان ومهنة وفيها الكويس والوحش واحنا بنراعي ربنا قدر المستطاع وعلى أد الإمكانيات المتوفرة وعموما براحتكم عاوزين تاخدوه اكتبوا تعهد انكم مسؤولين لو حصل حاجة وأنا معنديش مانع.


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


جليلة كانت قاعدة مع اختها وبيشربوا شاي، اتكلمت نبيلة بسعادة :


بجد يا جليلة، يعني لقيتي شقة لحنين تقعد فيها.


جليلة : آه، في العمارة اللي على اليمين شقة غرفتين وصالة، وصاحب البيت راجل طيب ونعرفه من سنين أول ما قولتله بنت أختي دكتورة وعاوزة تفتح هنا عيادة قالي عندي الشقة.


نبيلة بارتياح : الحمد لله، أنا كنت خايفة تقعد لوحدها بعيد عننا، بس هنعمل ايه  أهل البلد عنيهم وحشة لو فتحت العيادة عندنا هيوقفوا حالها.


جليلة : المنطقة هنا مفيهاش دكاترة أطفال خالص، وحنين اسمالله عليها روحها حلوة والناس بتحبها، ان شاء الله تكون فاتحة خير عليها.


نبيلة اتكلمت بفضول :


هو أكرم متصلش النهاردة!


جليلة : لأ، أنا سيباه على راحته ربنا يهنيه، عريس بقى ومشغول بعروسته.


نبيلة : آه طبعآ، أكرم ده حتة سكر ربنا يفرحك بأولاده، المهم يا جليلة تخليه يخلف كتير، مش مراته تجيب عيل ولا اثنين وتقوله كفاية، العزوة حلوة، وهو يا حبيبي وحيد  +ومتربي يتيم.


جليلة : ربنا يرزقه من فضله، المهم أشوف عياله وهو حر مع مراته أنا مش عاوزة اتدخل في حياتهم بعدين يزعلوا مني.


نبيلة بتعجب : إيه الكلام ده، تدخلي إيه ،ده ابنك الوحيد ومن حقك تطمني عليه وتعرفي عنه كل حاجة، هو إحنا هنعمل زي الاجانب ولما عيالنا تكبر يبعدوا عننا ونترمي لوحدنا.


حنين معجبهاش كلام والدتها فقالت بتعقل :


يا ماما الحياة مش مستاهلة، إحنا مش داخلين حرب، أكرم محترم وبيحب خالتو وبيحترمها ومراته بنوته رقيقة وجميلة، يبقى مفروض خالتو تحتويهم وتقرب منهم بس بدون ما تخنقهم، أي بنت بتتمني لما تتجوز يبقى لها حياتها الخاصة.


نبيلة : اسكتي انتِ، أنا مش خايفة غير عليكي لما تتجوزي؛ اخواتك كلهم شداد وواعيين إلا انتِ مثالية زيادة عن اللزوم وبتنخدعي في الناس.


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


جيكوب أول ما سمع من الأخبار ان هدى فاقت ورجعت للحياة حاول يقابلها اكثر من مرة لكنه فشل ،  في النهاية قدر يوصلها، أول ما شافته مقدرتش تفتكره لكنه ذكرها بنفسها بعد ما قالها:


حمد الله على السلامة، أنا جيكوب صديق ماريا.


هدى عيونها دمعت وضربات قلبها زادت أول ما سمعت اسم بنتها


رحبت به بحرارة وقالتله


أوه، اخبارك ايه يا جيكوب، آسفه لأني منتبهتش من البداية.


جيكوب ابتسم بخفة وقالها


مفيش مشكلة. أنا أول ما عرفت إنك بقيتي كويسة حاولت أقابلك واكلمك بخصوص ماري.


اتنهدت هدى وقالتله :


ماري خلاص مش هقدر اشوفها تاني ولا هقدر أوصلها.


جيكوب : ماري كلمتني من فترة بسيطة وطلبت اساعدها.


هدى قامت واتقدمت منه بلهفة وسألته بأمل :


حقيقي، كلمتك إزاي وامتى، هي فين؟


جيكوب قالها كل الكلام اللي كتبته ماريا قبل كده وقالها على اسم البلد  اللي عايشة فيها.


هدى مقدرتش تكتم سعادتها قعدت تصقف بسعادة وتتنطط من الفرحة.


بعد لحظات تمالكت نفسها وبصت لجيكوب بحرج لكنه ابتسم لها بتفهم، قعدت من تاني وقالتله:


انت قدمتلي خدمة كبيرة جدااا، مش  عارفة ارد لك الجميل ده إزاي.


جيكوب : ولا شيء المهم ماري ترجع.


هدى : هترجع، هرجعها لحضني من تاني مهما حصل، دي بنتي الوحيدة ومش هسمح لحد يأذيها حتى لو كان أبوها.


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


فات يومين اتحسنت فيهم صحة ممدوح بشكل طفيف وقرر الطبيب يكتب له خروج من المستشفى. 


وعد روحت البيت مع ابوها وأمها، وصلتهم وكانت هتمشي ترجع شقتها لكن أمها طلبت منها برجاء وحنية تقعد تتغدى معاهم، أبوها فضل منتظر جوابها بترقب كأنه طفل خايف أمه تسيبه فوافقت مرغمة


دخلوا البيت وبعد نص ساعة كانت سعاد مجهزة الغدا، عملت شوربة خفيفة لممدوح وجهزت صينية مسقعة باللحمة المفرومة لوعد وأخواتها لأنهم بيحبوها.


قعدت وعد وسط أخواتها تاكل من غير شهية لكن يوسف كان بياكل بسعادة وفرحة إنه معاهم.


الباب خبط وسعاد فتحت، انصدمت لما شافت وردة ومعاها راجل كبير، بيعتبروه شيخ الحارة عندهم وبيحترموه وله كلمة مسموعة، الناس بتلجأله لحل المشاكل بدل المحاكم وتعب القلب، شيء بيشبه الجلسات العرفية بتاعت زمان.


سعاد كانت متضايقة من وردة خاصة وان وعد موجودة، وممكن يحصل ما  بينهم مشكلة، اتكلم الحاج عبدالتواب بصوته الرخيم:


السلام عليكم ياست سعاد، إحنا جايين نطمن على الأستاذ ممدوح، ألف سلامة عليه.


سعاد : تسلم وتعيش يا عم الحج، اتفضل.


وردة : وأنا يا سعاد؛ مش هتقوليلي ادخل.


سعاد بعتاب ولوم : البيت بيتك يا ست وردة رغم ان ابنك قطع ما بينا أي عشم أو مودة.


عبدالتواب كان فاهم المشكلة ما بينهم ورغم يقينه ان وعد الطرف المظلوم لكنه مقتنع ان الست لازم تتحمل علشان بيتها وحياتها تستمر مع جوزها مهما حصل علشان كده اتكلم بهدوء:


خلينا نقعد ونتكلم بالراحة يا جماعة واللي فيه الخير يقدمه ربنا.


دخلوا ويدوب خطوتين شافتهم وعد، قامت بسرعة خطفت ابنها من على الأرض وضمته لحضنها، وردة حاولت تقرب تاخده منها لكن وعد صرخت بفزع :


اوعي تقربي مني انا وابني فاهمة.


عبدالتواب اتعصب عليها وقالها:


عيب كده يابنتي ميصحش اسلوبك ده، مهمها حصل دي جدة ابنك وفي مقام عمتك ولسه لحد النهاردة حماتك.


وعد : لأ مش حماتي، أنا رفعت دعوى خلع على ابنها وان شاء الله قريب هخلص منه، وبالنسبة لابني فملوش حد غيري انا وامي وابويا، الست وردة من يوم ما ابنها حاول يقتلني وربنا كتبلي عمر جديد مفكرتش حتى تسأل على حفيدها، رموه زي ما عملوا مع أمه.


وردة كانت مصدومة من كلام وعد، خلع ازاي، يعني كده أملها إنها ترجع لأمجد وتساعده يتعالج انتهى.


قربت منها وطلبت منها برجاء:


أنا عارفه إنك زعلانه، وحقك تزعلي بس افتكري الحلو زي ما بتفتكري  الوحش، معقول هتنسي أمجد حبيبك وأبو ابنك، ده انا جاية وعندي امل ترجعي معايا ونلم شملكم تاني.


وعد بقوة وغضب:


لأ بجد انتِ ست جبارة، نلم شمل مين ،ابنك المدمن اللي ضربني وفرج الناس عليا وراح اتجوز واحدة مقدرش اقول وصف مناسب لها علشان ابني، لأ يا حبيبتي الله الغني خليه لها تقف جمبه وتساعده وتحبه.


وردة : يابنتي اهدي بس وهاتي يوسف اسلم عليه واندهي لأبوكي نتكلم معاه ويبقى شاهد على كلامنا.


ممدوح خرج متسند على ذراع مراته بص على وردة و عبدالتواب وقالهم بجدية:


السلام عليكم ورحمة الله.


عبدالتواب رد السلام ومد ايده سنده  مع سعاد وساعدوه يقعد، قعدت جمبه وردة وطبطت على كتفه


ألف سلامة عليك يا حبيبي، ربنا يكمل شفاك على خير.


وعد : على فكرة ابويا حصله كل ده بسبب ابنك، امي قالتلي انه جه هنا وفرج عليهم الشارع كله، ابنك ده راجل....


ممدوح زعق لوعد لأنها قالت كلام مينفعش يوسف يسمعه، طلب من بناته ياخدوا يوسف ويدخلوا جوة ويقفلوا عليهم، وبسرعة نفذوا كلامه وفضلت وعد واقفة مكانها متماسكة رغم ألمها.


ممدوح قالهم بحزن:


جاية ترجعي وعد يا أم أمجد، وانا ايه مليش رأي ولا لازمة.


وردة : لأ طبعاً مقصدش كده، بس هو انت تكره ان بنتك ترجع لبيتها.


ممدوح : آه، اكره وارفض كمان ، ولو هي وافقت اضربها قدام الناس واقولها كرامتك أهم من أي حد، حرام عليكي جاية ترجعيها لمين وليه، ده ابنك وراها الويل سنين والبنت اتحملت وسكتت.


وانت يا حج عبدالتواب، جاي تتوسط في الصلح، طيب ليه متدخلتش لما طلبت منك تجيبلنا حقنا من أمجد.


عبدالتواب : انت عارف إني مبحبش خراب البيوت، وياما بيحصل بين الست وجوزها، بس هما بنات اليومين دول خلقهم ضيق حبتين وسهل عندهم الطلاق والفراق.


ممدوح اتجنن من كلامهم واتجنن اكتر لما لاحظ رعشة جسم وعد؛ وكأنها بتفتكر ضرب أمجد لها وخايفة إنه يضعف ويرجعها معاهم، لعن نفسه وغباءه، ازاي وليه إنسان يهين ولاده ويتخلى عنهم وقت احتياجهم له، شاور لوعد وقالها:


تعالي جنبي يا بنتي.


وعد ما صدقت انه قالها كده، قعدت جنبه، رفع ذراعه وحاوطها بكل قوته وهي دفنت نفسها في حضنه وفضلت تبكي بتيه وضياع.


ممدوح قالهم بلهجة حازمة وجادة :


لو جايين تزوروني أهلا وسهلا وعلى راسي، أما وعد فخلاص قصتها انتهت مع أمجد، بسببه هو وبس، بأيده نهى كل حاجة ومفيش امل لا النهاردة ولا بكرة ولا بعد سنين ان بنتي ترجعله طول ما انا عايش وعلى وش الدنيا.


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


فات كام يوم قضتهم كاريمان وأكرم في حب واشتياق رغم القرب، كانت بتتناسى بين ايديه أي احساس أو مشاعر أليمة عدت عليها وكان هو بيروي احتياجه ورغبته في امتلاكها وحبها.


في الأيام دي ثابت كان بيجمع معلومات عن أكرم، عاوز يعرف هو مين، اهله فين ووضعهم الإجتماعي، عرف ان أكرم شاب بسيط يكاد يكون معدم إلا من مؤهله الدراسي، مهندس بدون عمل وده ضايق ثابت، مكنش يحب بنته تتجوز واحد فقير يتعبها معاه، اتنهد بضيق واتصل بسميرة يسألها اكثر عن أكرم وفي نفس الوقت يلاقي طريقة يكلمها ويحكي معاها، عنده إحساس رهيب بالوحدة والملل. 


ردت سميرة وكانت مستغربة الرقم لأنه مش متسجل عندها 


سألها عن أحوالها وهي ردت باختصار لأنها بتكره المحادثات الصوتية وبتفضل الكتابة. 


اتردد قبل ما يقولها 


انا سألت عن جوز كاريمان، ده ولد كحيان، مكنش في غيره يعني


.سميرة ببرود : بتحبه، والولد شاريها. 


ثابت : حب إيه، هيأكلها ويشربها حب، مش شايفة الحياة بقت صعبة إزاي، وبعدين كاريمان مش قليلة متنسيش إنها هتورث ملايين، وأنا بصراحة مش مرتاح للولد ده. 


سميرة : انت مش شايف ان الكلام ده فات وقته، خلاص البنت اتجوزت، ادعيلها انت بس ربنا يوفقها ومتشغلش بالك. 


ثابت بحدة طفيفة : اعتقد ان ده حقي بما إني ابوها. 


سميرة : انت عاوز ايه يا ثابت، هات من الآخر. 


ثابت : هعوز ايه يعني كل الحكاية إني راجل قابلت ناس من مختلف الجنسيات وياما شفت حكايات بتبدأ بين طرفين مفيش بينهم تكافؤ ونهايتها فشل ووجع قلب. 


سميرة : الكلام ده لو كاريمان عايشة معاك ومرفهة، انت مش واخد بالك إنها متربية هنا معايا ومع ناس عادية. 


ثابت : بتلمحي لأيه؟ 


سميرة : لا بلمح ولا حاجة انا بقول الحقيقة، كاريمان بتحب أكرم يمكن اكتر ماهو بيحبها ودي المشكلة، أنا كل خوفي كان من حبها الزيادة له خفت قصة امها تتكرر تاني لكن الحمد لله الولد بيحبها برده وبيقدرها. 


ثابت نفخ بضيق وحس انه لو طول في الكلام هيخلص بخناقة، نهى الحوار معاها وقفل، بص قدامه بشرود وندم واتمنى الدنيا تديله فرصة اخيرة وهو هيصحح كل اخطاءه، بس فرصة واحدة


🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃


ولو أن ما نهواه لا يهوى بنا نحو قاع الألم ووديان الذكريات لما فقدت أعيننا بريقها الراغب في الحياة وما هدمت سيول اليأس أفئدتنا الحصينة.


ماريا كانت قاعدة وعيونها بتتكلم عن مدى انزعاجها وغضبها من جاسم، ازاي يخبي عنها ان أمها فاقت من الغيبوبة، خبر زي ده إزاي قدر يحتفظ به لنفسه. 


جاسم كان منتظر لحظة مواجهته معاها لما تعرف علشان كده كان هادئ ومتوقع رد فعلها 


صرخت ماريا فيه لما مردش عليها وسألته بترقب 


ليه مقولتش ان مامي فاقت، انت أكيد كنت عارف، أنا شفت المحادثة بينك وبين بابا. 


جاسم : ومين سمحلك تفتحي موبايلي. 


ماريا : هو ده كل اللي يفرق معاك، أنا لقيته مفتوح أساسا مفيش باسوورد للموبايل بتاعك، ومن حسن حطي إن الفضول خلاني اشوف الرسايل، علشان اكشفك على حقيقتك. 


جاسم بتحدي : تمام، الحكاية مش مستاهلة كل الدوشة دي أكيد كنتي هتعرفي ان والدتك بقت بخير لكن التوقيت مكانش مناسب أقولك. 


ماريا :  التوقيت ولا أوامر ولي نعمتك ثابت باشا. 


جاسم اتحرك ناحيتها وشدها من ذراعها بعنف وهي صرخت بألم لكنه مهتمش وكلمها بتحذير 


لمي لسانك، أنا ممكن اتحمل دلع وجنونك لكن قلة أدب وطولة لسان افعصك يا ماريا. 


زهقته عنها بقوة ورفعت ايدها وناوية تضربها بالألم لكنه كان أسرع منها ومسك ايدها قبل ما تنزل على وشه وملامحه بتقول ان ماريا غلطت غلطة هيكون رد فعله عليها قاسي جدا. 


..................................................................... 


طول اليوم وجاسم متجاهل ماريا وكأنها ملهاش وجود، كان غضبه منها أقوى من أي أعذار، هو غلط لما خبى عليها لكن ده ميبررش تطاولها عليه، بص على الساعة لقاها سبعة، استعد ونزل يجري في التراك علشان يقلل من توتر اعصابه ويبعد عن ماريا شوية. 


ماريا عنادها غلبها، لبست ونزلت قررت تستمتع بوقتها لوحدها، اخدت موبايلها والكريدت وراحت علي السونا وعملت مساج وبادي كير. 


خرجت وراحت المول اشترت لبس جديد، لبست فستان سواريه قصير ونزلت تاني على مطعم الفندق تتغدى وتفطر لأنها مأكلتش أي شيء من أول اليوم. 


جاسم رجع الغرفة قبلها، فكرها في الحمام لكن بعد فترة قلق لما مظهرتش دور عليها ملقهاش، اتنفس بغضب وكان هيتصل عليها لكنها اتراجع عن الفكرة وقرر ينام شوية لحد ما ترجع من نفسها. 


ماريا خلصت أكلها وخرجت تدور على مكان تسهر فيه، كان متابعها اثنين من الشباب  عجبهم شكل ماريا وثقتها بنفسها واتراهنوا مع بعض عليها والإثنين قبلوا التحدى معتقدين إنها هتتساهل في التعامل معاهم ويمكن تصاحبهم مع بعض كمان.


انتهى البارت توقعاتكم ودعواتكم  لي بتفريج الكرب ولكم بالمثل وزيادة ❤️

يتبع 


بداية الروايه من هنا


قارئاتي وقمراتي وقرائي الغاليين بعد ما تخلصوا القراءه متروحوش اي مكان تاني وادخلوووا عندنا هتلاقوا الروايات الجديده والحصريه إللي هتستمتعوا بيها من هنا 👇 ❤️ 👇 💙 👇 ❤️ 👇 💙 👇 ❤️ 👇 👇 👇 




🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم