رواية جمرية الصقر البارت الاول والثاني والثالث والرابع بقلم سلوي عوض حصريه وجديده على مدونة أفكارنا


رواية جمرية الصقر البارت الاول والثاني والثالث والرابع بقلم سلوي عوض حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية جمرية الصقر البارت الاول والثاني والثالث والرابع بقلم سلوي عوض حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


في محافظة سوهاج العريقة، وتحديدًا في كفر الصياد، كان الشيخ حمدان الصياد جالسًا على فراش المرض، وبجواره ابنته جمريّة، الفتاة ذات التاسعة عشر عامًا.


قال الأب بألم : "جمريّة، كلمي أخوكي يوسف، وجوليله يرجع. نفسي أشوفه قبل ما أموت".

جمريّة: "بعد الشر عليك يا بوي، أنا مليش غيرك انت ويوسف بعد ما أمي هملتنا ويوسف فاتنا وسافر. خد علاجك وارتاح، وبكره إن شاء الله تصبح زين".


ناولت جمريّة والدها العلاج وقالت: "بالشفا إن شاء الله". ثم أغلقت نور الغرفة وخرجت. حاولت الاتصال بأخيها يوسف مرارًا، لكنه لم يُجب. أرسلت له رسالة على الهاتف وكل وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها لم تتلقّ ردًا. فكّرت في نفسها: "يمكن نايم ولا مشغول، أكلمه بعدين. أنا هطلع أنام شوية عشان أصحى أصلي الفجر مع أبويا واديه العلاج".


---------------------------------------

عند الفجر


استيقظت جمريّة وذهبت لتوقظ والدها ليأخذ العلاج ويصلي معها. دخلت غرفته فوجدته مستيقظًا وجالسًا على السرير.

جمريه: "صباح الخير يا بوي، كيفك دلوك؟"

الأب: "زين جوي، الحمد لله".

 جمريّة: "يلا نتوضو ونصلي الفجر".

الأب: "يلا يا بتي، ربنا يبارك فيكي".


أدّوا صلاة الفجر، وجلسوا يتحدثون. 

 جمريّة: "هسألك سؤال يا بوي قبل الفطور، ليه سمتني جمريّة؟"

 الأب: "عشان طول عمري بحب أربي الجمري الصغير (اليمامه الصغيره ) ، شكله عيبقى چميل أوي".

ابتسمت جمريّة وقالت: "تعرف يا بوي من أول ما بديت الدراسة في ابتدائي لحد ما خلصت التمريض وصحابي بينادولي قمريّة وانا اجولهم جمريه . بس أنا بحب اسمي و عاچبني".


ثم أضافت: "طب ممكن سؤال تاني يا بوي؟"

 الأب: "طب ممكن نفطرو الأول".

 جمريّة: "ماشي، حاضر، وأنا اللي هحضره بنفسي".


 الأب: "فين فتحية وهانم وباجي الناس؟"

جمريّة: "خليهم يرتاحوا يا بوي، كانوا عينضفوا البيت، وانت عارف البيت كبير جوي عليهم".

الأب: "ربنا يبارك فيكي يا بتي. حنينة وطيبة".

جمريّة: "وهفطر معاك في الأوضة".

الأب: "لا يا بتي، نفسي أفطر في الهوا. حاسس روحي زهقجان من السرير".

 جمريّة: "بس كده يبجى تعب عليك يا بوي".

ردّ الأب: "لا، أنا بجيت مليح، الحمد لله".

قالت جمريّة بفرحة: "ربنا يديك الصحة وطولت العمر يا رب".

 الأب: "ويخليكي ليا انتي ويوسف، ويهديه علينا".

 جمريّة: "يا رب يا بوي، ويرجعه بالسلامة. بالمناسبة، ليه النجع بتاعنا اسمه نجع الصياد، وچدي الكبير اسمه حسنين الصياد؟"

 الأب: "بطّلي حديت وهاتي الفطور، واحنا بنفطر هحكيلك كل حاجة".

 جمريّة: "أحلى فطور لأحلى حمدان في الدنيا".

الاب: اكبري يابت 

جمريه: لا طول عمري هفضل بتك الصغيره 


ذهبت جمريه وأحضرت الفطور وجلسا في الجنينة.

جمريه: يلا يابوي احكي بقى 

الاب: يابوي عليكي لما تبقى عايزه تعرفي حاجه معتبطليش رغي 


الأب: "اسمعي يا بتي، جدك حسنين الله يرحمه كان صياد على قد حاله، . في يوم كان جاعد على الترعة يصطاد، لجى واحدة واجعه جنب الترعة، حالتها صعبة جوي. جعد يفوج فيها لحد ما فاجت، وربنا كرمه وبجت زينة. أتاريها بنت راچل كبير وتاچر له مكانته. لما فاجت جالت له: وديني بيت أبوي . جدك ودّاها البيت، ولما شافه أبوها وحكى له القصة، حب يجازيه فزوجه بنته، اللي هي جدتك فاطمة.


بعد مدة، مات أبوها، اللي هو جدي ، لكنه قبل ما يموت وصّى جدك حسنين إنه يراعي جدتك ويشيلها، وسلمه كل أملاكه. جدتك فاطمة كانت وحيدة، لا أخ ولا أخت، وجدك حسنين كمان مكنش له حد، وكان على قد حاله جوي . و قرروا ييجوا هنا على النجع ده


جمريّة: "إيوه يا بوي، بس ليه سموه نجع الصياد؟"

الأب: "اصبري، هكملك".


جمريّة: "طيب، كمل يا بوي".


الأب: "جدك حسنين لما جيه هنا هو وجدتك، كان بيحب الصيد جوي. بس مع الأملاك اللي سابها له جدي ، مكنش محتاج يبيع اللي بيصيّده. بدل كده، كان بيطلع كل يوم يصطاد، ويوزع السمك على الغلابة في النجع بنفسه. الناس حبوه، وسمو النجع باسمه، نجع الصياد.


بعد كده، جدتك فاطمة جعدت فترة طويلة من غير ما تخلف. الناس نصحوا چدك يتجوز، لكنه كان متمسك بيها وجال: لو الخلف مش من فاطمة، مش عايز عيال. هي كمان كانت وحيدة، وكانت تقوله: اتجوز، مش هزعل. لكن جدك كان يحبها حب كبير، واتعارك معاها مرة وقال لها: لو الخلف مش منك، ملوش لزمة. بعد فترة، ربنا كرمهم وحملت فيا، والفرحة ما كانتش سيعاهم. لكن جدتك كانت تعبانة، وشافت المرار في الحمل. ربنا ستر وكمل الحمل على خير، وأنا جيت الدنيا".


جمريّة بابتسامة: "يا بوي، حكياتك چميلة أوي. وبعدين إيه اللي حصل؟"


الأب: "الدكتور وقتها قال لجدك إنها مش هتنفع تخلف تاني. وبعد سنتين، ربنا افتكرها وتوفت جدتك. الناس فضلوا يقولوا لجدك يتجوز، لكنه مرضيش وقال: هقعد أربي ولدي. وفعلاً رباني لحد ما بجيت شاب عندي 20 سنة، وقال لي لازم أتجوز. واتجوزت أمك، والله يا بتي كنت بعاملها بما يرضي الله. خلفنا يوسف، وكان جدك بيحبه چوي ؛ بياخده معاه في كل مكان.


في مرة، وهو رايح  يصطادوكان واخد يوسف معاه كان عيصطاد ويوزع الرزق على الناس، مات وهو راجع في الطريق. أهل النجع جبوه البيت، ووقتها أمك كانت حامل فيكِ. أنا حزنت جوي على موت جدك، لكن الزمن بيداوى؛ وجيتي انتي للدنيا. لما كملتي 7 سنين، خدتِ حنية جدتك فاطمة، وكنتِ شبهها في كل حاجة. أما يوسف، فكان واخد طبع أمه".


جمريّة: "طيب يا بوي، بس ليه انت وامي اتطلقتوا؟"


الأب تنهّد وقال: "يا بتي، في يوم تعبت جامد، رحت للدكاترة وجالوا لي: عندك فشل كلوي، ولازم تغسل مرتين في الأسبوع. أمك من هنا بدأت تتغير. حبت تتحكم في كل حاجة، وكل مرة نروح المستشفى، كانت تعايرني وتجولي: خلي كل أملاكك تحت يدي انا تبعت من المرواح كل يوم على المستشفيات . كنت أقول لها: قدّر الله وما شاء فعل. مرة قالت لي: أنا حلوة وصغيرة، طلجني، إيه اللي يجبرني أعيش كده؟ حاولت أتحايل عليها عشان خاطرك وخاطر يوسف، لكنها صممت.


واطلجنا، ويوسف راح معاها. بعد شوية، اتجوزت أمين. كنت ببعت لهم مصاريفهم وزيادة. لكن لما كنتي تزوريها، كنتي ترجعي زعلانة من معاملة جوزها العفشه ليكِ. يوسف كان بيعاملوه كويس هو وولده، عشان كده كان بيحبها امه ؛ ويبقى قريب منها. بس معرفش إيه اللي خلاه فجأة يقرر يسافر".


جمريّة بحزن: "يوسف اختارها وسيبنا؟"

الأب: "ما تلوميش عليه يا بتي. كل واحد وليه ظروفه. الزمن كفيل يرجعه لينا".


جمريّة: "يا رب يا بوي. على العموم، أنا هنا معاك، مش هسيبك أبدًا".

الأب بابتسامة: "ربنا يبارك فيكِ يا جمريّة. انتي سندي، ونور البيت".

 

---------------------------------------


بعد انتهاء الإفطار  والحديث


الأب: الحمد لله، الچو چميل النهاردة. أنا هطلع أتمشى شوية في الأرض وأشوف الناس، بجالي كتير ما شفتهمش. حاسس النهاردة، الحمد لله، إني قادر أعمل كل حاجة.

جمرية: طب هترجع أمتى عشان أجهزلك الغداء؟

الأب: أصلي المغرب وأرجع إن شاء الله

جمرية: تحب تتغدى إيه؟

الأب: اللي تعمليه يا بتي،

يخرج الحاج حمدان مع أحد الحراس، يمر بين بيوت القرية ويسلم على الناس، يطمن عليهم، ويتحدث معهم.


في أثناء تمشيته، يبدأ الحاج حمدان يتحدث مع الحارس فتحي عن ذكرياته القديمة.

الحاج حمدان : نفسي يا فتحي أروح اصطاد زي زمان. كنت أوزّع الصيد على الغلابة زي ما كان المرحوم أبوي بيعمل. كانت أيام جميلة .

فتحي يوافقه الرأي في صمت، يعرف كم كان الحاج حمدان يحب تلك العادات.

وبالفعل يذهب الحاج حمدان للصيد، ويعود بعد ساعات وهو سعيد بما اصطفاه الله به من خير، ويبدأ في توزيع الصيد على الفقراء في القرية، مثلما كان يفعل والده من قبل.


----------------------------------------------

بعد صلاة المغرب، يعود الحاج حمدان إلى المنزل، متعبًا ولكن سعيدًا بما فعله اليوم.


الأب: طلّعيلي هدوم أتسبح يا بتي


جمرية: عيني يا بوي


الأب: هرتاح شوية يا بتي، تكونوا جهزتوا الغداء؟

جمرية: حاضر يا بوي، نوم الهنا. 


مر ساعة كاملة، وجمرية تدخل لتوقظ والدها حتى يتناول الغداء.

جمرية (وهي تنادي): يلا يا بوي، الغداء جاهز.

لكن الأب لم يرد.

جمرية (وهي تقترب منه وتتكلم بلطف): يلا يا بوي، اصحى.

عندما تلمس جسده، تجده باردًا كالثلج، ويدها ترتجف.

جمرية (بصدمة وحزن شديد): يا بوي! يا بوي!

تبدأ دموعها تنهمر، ولكن لا يجيبها. تتملكها الصدمة وتفقد القدرة على التفكير، وهي تعرف أنه فارق الحياة.

جمرية (بصوت مكسور): جلبك كان حاسس يا حبيبي. ودّعت كل حبايبك النهارده يا بوي. الله يرحمك يا غالي، مكنش ليا حد غيرك في الدنيا.


تدخل هانم، الشغالة، وتجد جمرية منهارة.

هانم: خلاص يا بتي، الحج سلم الأمانة. ادعي له بالرحمة. ارتاح من المرواح والجي على المستشفيات وغسيل الكلى، كان تعبان جوي.

جمرية: سايبني لمين يا بوي؟ كنت خدتني معاك، مكنش ليا غيرك في الدنيا.

هانم (بتطمنها): اسمعي كلامي يا بتي، البركة فيكِ وفي الأستاذ يوسف. كلميه ييجي ياخد عزاء أبوه ويجف معاكي.

جمرية: بقاله كام يوم مبيْردش، هكلمه تاني.  

 جمرية تحاول الاتصال به عدة مرات، لكن الهاتف مغلق.

جمرية (بحزن شديد): شكله قفل التليفون عشان مش عايز يكلمنا.


تخرج هانم لإبلاغ الناس بوفاة الحاج حمدان، وتلتقي مع زوجها فتحي الغفير.


ثم يتصل فتحي بأمين، زوج أم جمرية، ليخبره بالأخبار.

فتحي: عايزه الحلاوه

امين فيه ايه

فتحي: الحاچ حمدان تعيش انت

أمين (بفرحة): بجد؟ خلاص؟ يعني ارتحنا منه؟

ثم ينادي على زوجته زبيدة ، ويخبرها بالخبر

أمين (بفرح): يا زبيدة! يا زبده حمدان خلاص مات وارتحنا منه. يلا نروح هناك نعمل حالنا واقفين مع بنتك وزعلانين. وأنا هكلم عمار ولدي عشان يحضر الدفنة.

زبيدة (مستغربة): مخك فيه إيه؟

أمين: بعدين هقولك.

-------------------------------------------------


انتشر خبر وفاة الحاج حمدان في البلد كلها، وكانت كل الناس زعلانة على رحيله. كان الحاج حمدان معروفًا بطيبته وكرمه، وكان له مكانة كبيرة في قلوب الجميع. أما جمرية، فقد كانت في حالة صدمة شديدة، حيث لم تتمكن من تقبل فكرة فقدان والدها، وكانت تمسك بيده وتبكي، رافضة أن تتركه.


دخلت هانم، الشغالة، على جمرية وهي تبكي وتتمسك بوالدها.

هانم (بتنهد): مفيش فايدة من اللي بتعمليه ده، تعالي البيت اتملى ناس،  جايين يعزوا.

جمرية (بصوت مكسور، وهي تكاد لا تصدق): مش مصدقة، دي آخر مرة أشوف أبوي

ثم دخلت زبيدة، والدة جمرية، وهي تمثل الحزن على وجهها، وتقترب من ابنتها وتحتضنها.

زبيدة : الله يرحمك يا حمدان، كنت طيب وحنين، ودائماً في ضهرنا.

جمرية، في حالة صدمة شديدة، لم تكن قادرة على استيعاب ما يحدث حولها.


أمين : الباجيه في حياتك يا بتي،.

ثم دخل عمار، ابن أمين، وقال:

عمار : الباجيه في حياتك يا جمرية، يلا يا بوي، عشان نحضر صوان العزا.


أمين : أنا هروح أجف مع الناس، أبوكي كان غالي عليّ جوي.

زبيدة بخبث : أيوا يا أخوي، انت راجلنا دلوك.

أمين: أم يوسف، كلمي يوسف خليه ييجي ياخد العزا .

هانم (بتنهد): الست جمرية كانت بترن عليه، لكن مفيش رد، وفي الآخر التليفون اتقفل.

أمين (بخبث): البت تايهة جوي، هديها شوية لحد ما نخلص العزا، يا زبيدة.


جمرية (تبكي بحرقة): أبوي فين فينه ابوي 

زبيدة (بصوت منخفض): خلاص يا بتي، أبوكي مات، اهدي شوية، مفيش حاجة هترجع.

---------------------------------------


في العزاء:

في ذلك الوقت، كان أمين وابنه عمار يستقبلون الناس في صوان العزاء. كانت الوجوه كلها مليئة بالحزن، لكن البعض كان مستغربًا: كيف يأخذ هؤلاء العزاء وأين هو يوسف، ابن الحاج حمدان


ولكن كانت هناك عيون تراقب كل ما يحدث من بعيد، عينين متربصتين، تتابع كل حركة وكل كلمة، لم تفوّت لحظة من العزاء. كانت تلك العيون متخفية بين الجموع، تراقب بدقة، وكأن هناك شيئًا غير طبيعي يحدث في تلك اللحظة.


الناس في العزاء كانوا مشغولين بمظاهر الحزن والوداع، لكن تلك العيون كانت تراقب بعناية التفاصيل الصغيرة. كانت عيون شخص يعرف كل شيء، لكن يبدو أنه يفضل أن يظل بعيدًا، غير مرئي في ظل الحزن الذي يملأ المكان. كان يتساءل في نفسه، هل ما يحدث هو مجرد عزاء أم أن هناك شيء آخر وراءه؟


وكانت تلك العيون تراقب أمين وابنه عمار وهما يتلقيا العزاء من الناس، كلما اقترب شخص ليعزي، كانوا يظهرون مشاعر الحزن، لكن في أعينهم كان شيء غريب، نوع من اللامبالاة، وكأنهم ليسوا جزءًا من الحزن الحقيقي الذي يعبر عنه الجميع.


حتى أن جمرية، وهي في حالة من الصدمة، كانت محط اهتمام تلك العيون التي كانت تراقب كل تحرك لها، كل دمعة تسقط منها، وكل كلمة تهمس بها. كانت تلك العيون تراقب يوسف، الذي كان غائبًا عن العزاء، ويفكر: أين هو؟ ولماذا لم يأتِ؟ هل هناك شيء ما لا نعلمه؟


وتستمر العيون في المراقبة، تعرف أن ما يحدث ليس فقط عزاء، بل هناك الكثير من الأسرار التي لم تُكشف بعد.

جمرية_الصقر٣/٢💝💝💥💥


بارت 2 بعد اذن الادمن الفيس مسحه تاني 💔💔

ياريت الي اتفاعلو على البارت الي اتمسح يتفاعلو هنا ❤


كانت هناك عيون حادة تراقب جمريه من بعيد، عيون صقر التي لا تخطئ، تتابع كل ما يحدث.


صقر، الرجل الصعيدي في الثلاثين من عمره، يحمل هيبة أكبر من سنه، ووقارًا يجعل الكل يثق فيه. كان هو كبير كفر الصايغ، بعدما ورث القيادة عن والده الذي اعتزل الدنيا واكتفى بالعبادة. صقر رغم صغر سنه كان رجلًا بمعنى الكلمة، وملاذًا لكل من حوله، وكان أيضًا الصديق الوحيد والمخلص ليوسف، شقيق جمريه الوحيد  .


صقر كان يتذكر جيدًا آخر لقاء بينه وبين يوسف، عندما جاءه يومًا ليحدثه عن أمر مهم.


( فلاااش بااك)


صقر: خير يا صاحبي! جلجتني من كتر كلامك إنك عايزني ضروري. في حاجة حصلت؟

يوسف: اسمعني ياصجر زين انا ياصاحبي كنت ظالم ابوي لكن عرفت متاخر 


صقر: متأخر إزاي؟ فهمني يا يوسف، أنا مش فاهم حاجة.


يوسف تنهد وكأن الكلمات ثقيلة على لسانه، ثم قال:


يوسف: هاجولك اهو فاكر لما كنت بجولك امي كانت بتجولي ان ابوي مراضيش يبعتلي مصاريف ولا حاجه وكانت امي وجوزها بيعاملوني معامله زينه وكان جوز امي بيعاملني زي عمار ولده بظبط  


صقر: فاكر طبعًا، وانا وقتها جولتلك انا ممطمنش لامك وجوزها  ؛ الحج حمدان نجعكم كله بيشكر فيه هياجي على ولده ويعامله وحش


يوسف: ما انا للاسف ياصاحبي فهمت متاخر

صقر: فهمني طيب ايه الي حصل


يوسف بدأ يحكي ما حدث:

يوسف: امي وجوزها كانو بيكرهوني في ابويا وانا كنت بمشي ورا كلامهم لحد ما كرهت ابويا لكن عاشيه كنت نايم وصحيت كانو عيتحددتو ومش واخدين بالهم اني صحيت


زبيدة : لولا المصاريف والحاجات اللي بيبعتها حمدان، كنا شحتنا. معرفاش ليه يا أمين أنت مش مراضيش تشتغل.

أمين : بجولك  ايه متعمليش فيها الطيبه انتي مجعده يوسف معاكي بس عشان الي بيبعته ابوه وعشاه عارفه ان كده كده حمدان مريض بالكلى وهيموت في اي وجت وكده كده يوسف واد وحيد انما بتك صغيره وانتي بتقربي ليوسف ومقرابه منك جوي عشان لما يموت حمدان تحطي يدك على كل حاجه ... 

زبيده :هو انا بعمل كده لنفسي بس مهو ليك انت كمان

امين: يبقى متجوليش اشتغل ومتشتغلش يعني هو كان حمدان عيبعت قليل 

زبيده: طب جفل على الحديت ده للواد يصحى ويسمعنا 


يوسف وقف مذهولًا ، يشعر كأن قلبه قد انكسر من صدمة الحقيقة. أكمل حديثه مع صقر:


يوسف: وقتها حسيت قد إيه كنت ظالم أبويا. كل كلمة كنت بسمعها كانت زي السك ** اكين في جلبي. أنا اللي كرهت أبويا وصدقت كلامهم.


صقر: يا ساتر يا رب! إيه الشياطين دول هما خططو لكل حاچه ونسيوا ان الاعمار بيد ربنا سبحانه وتعالى طب إنت ناوي تعمل إيه دلوقتي


يوسف: انا كده كده ناوي اسافر اشتغل في اطاليا 


صقر: متجعد ياصاحبي جار ابوك واختك وخد بالك منهم 

يوسف: والله ياصاحبي ماجادر ابص في وش ابوي 


صقر: اجعد بس راعي حالكم مع ابوك وابوك طيب وعمره ما يزعل منك 


يوسف: انا كرهت البلد دي وعايز امشي بس عايز امنك امانه ياصاحبي

 صقر: عيني ليك يايوسف 

يوسف: عايزك تخلي بالك من ابويا واختي وتابعهم من بعيد لبعيد احنا ملناش حد بعد ربنا غيرك واي حاجه عفشه تحصل اتدخل على طول واتصل بيا اچي 

صقر: عيني ياصاحبي بس هدخل بصفتي ايه انت عارف ان محدش عارف عن صحوبيتنا حاجه انت من نجع وانا من نجع 


يوسف اعطى الحجاب اللي كان متعلق بيه على طول ويسلمه لصقر.

صقر: إيه ده يا يوسف؟


 يوسف: جدتي فاطمه كانت عامله 3 احجبه واحد لابويا وواحد لجدي وواحد ليها ابويا خد الحجاب بتاع جدي واداني الحجاب بتاعه وادى حجاب جدتي فاطمه لجمريه 

صقر: طب وبتدهولي ليه ياصاحبي

يوسف: عشان لو حصل اي حاچه تروحلهم بالحجاب هيعرفو انك انت من طرفي لان ابوي موصيني مجلعش الحجاب ده خالص .. اوعدني ياصجر انك تحافظ عليهم 

صقر: اوعدك ياصاحبي اني احافظ عليهم لغاية مترجعلنا بالسلامه .. 

بقولك يايوسف لاخر مره خليك هنا وسط اهلك وناسك وانا هنا جارك


يوسف: انت متعرفش انا كنت بتعارك مع ابويا وجمريه ازاي لما كانو بيقولولي مروحش لامي .. 

صدقني ياصجر والله ماجادر ابص قي وشوشهم ياصاحبي... اتاري جمريه كان معاها حق لما كانت بتدافع عن ابويا .. معلش ياصاحبي سبني اعمل الي في راسي وزي ما وعدتني خلي بالك منهم 


صقر: خلاص يايوسف مش هضغط عليك تاني اتوكل ع الله وانا هخلي بالي منهم


يوسف يحتضن صقر بقوة.

يوسف: ربنا يخليك ليا يا صاحبي. أول ما أوصل اطاليا هجيب خط جديد وأكلمك على طول.


وفعلًا، يوسف سافر واتصل بجمريه أول ما وصل


يوسف: سامحيني يا جمريه، أنا غلطت كتير في حقك وفي حق أبويا. طمنيني على أبويا وقولي له أنا بحبه وهعوضه عن كل حاجة.

جمريه ردت بصوت مختنق من العياط:

جمريه: ربنا يرجعك بالسلامة يا حبيبي.


بعد ذلك، تواصل يوسف مع صقر عبر الهاتف ليخبره بوصوله إلى إيطاليا، و اعطى له عنوانه للتواصل. ولكن، بعد فترة من ، انقطعت أخبار يوسف تمامًا، ولم يعد أحد يعرف عنه شيئًا.


-----------------------------------------------------


(الحاضر)


صقر: يا ترى إيه اللي حصل لك يا صاحبي؟ وفين أراضيك؟ مفيش حد من اللي يعرفوك شافك ولا سمع عنك حاجة. لازم أسافر وأشوفك، لكن طب وأخته جمريه؟ يارب دلني على الصح.


يفكر شوية ويقول:

صقر:  انا احسن حاجه اني اسافر واخلي زيدان هو راجلي وبثق فيه ياخد باله منها 


صقر بالفعل جهّز نفسه للسفر إلى إيطاليا، بعد أن أتمّ كافة الترتيبات اللازمة في كفر الصايغ. عهد بإدارة شؤون الكفر إلى عمه عباس، وطلب من زيدان أن يتولى مراقبة جمريه وحمايتها في حال حدوث أي شئ لها.


------------------------------------------


بعد ثلاثة أيام في منزل الصياد


عندما أفاقت جمريه من صدمة وفاة والدها، بدأت تبحث عنه في كل أرجاء المنزل دون أن تجده، وانهارت بالبكاء على رحيله.


زبيده (تتظاهر بالحزن): خلاص يا بتي، ارحمي نفسك، وادعي له بالرحمة.


أمين (ممثلًا الحزن): جلبي معاكِ يا بنتي.


جمريه (بطيبة): ربنا يبارك فيك يا عمي، ما جصّرتوش.


زبيده (بتمثيل): خلاص يا أمين، يلا بينا نرجع بيتنا. الواجب خلص وجطعنا للنرحوم، نجعد نعمل إيه هنا؟ مش معقول نفضل جاعدين في بيتهم.


أمين (بلؤم): بس يا أم يوسف، مش هنسيب جمريه لوحدها.


زبيده: معاك حق، بس لو قعدنا الناس هتتكلم وتقول إننا ما صدقنا نجعد في  البيت بعد ما المرحوم مات.


أمين: طيب، الحل إننا ناخد جمريه معانا. ما يصحش نسيبها لوحدها.


زبيده: كلامك عين العقل يا أمين.


جمريه: أنا ما أقدرش أسيب بيت أبويا، كتر خيركم.


زبيده (بتمثيل القلق): زي ما يريحك يا بنتي، لكن أنا جلبي مش مطمن عليكِ وانتي لوحدك.


جمريه (بطيبة): خليكم جاعدين معايا، البيت بيتكم. محدش ليه حاجة عندنا.


زبيده وأمين تبادلا النظرات بارتياح داخلي، وقال أمين:

أمين: اللي يريحك يا بتي إحنا هنعمله، يهمنا راحتك.


في هذه الأثناء، يدخل عمار حاملًا طعامًا كثيرًا:

عمار: يا أما زبيده، أنا جبت أكل كتير. يلا ناكل سوا، يلا يا جمريه، لازم تاكلي معانا.


جمريه: معلش، مليش نفس للأكل. كلو بالهنا والشفا.


عمار: إحنا ما نقدرش ناكل لوحدنا، لازم تاكلي معانا.


جمريه: المرة دي سامحوني، المرات الجاية كتير. عن إذنكم أروح اطلع أرتاح شويّة.


------------------------------------------


بعد أن صعدت جمريه إلى غرفتها، بدأ أمين وزبيده الحديث:


أمين: اسمع يا عمار، لازم تخلي البت تحبك وتتجوزك. كده العز ده كله هيبقى بتاعنا.


زبيده: كلامك صح، لازم  العز ده كله يبقى ملكنا . يوسف سافر، وما حدش عارف إذا كان هيرجع.


عمار (بثقة): ولا يهمكم، أنا هخليها تصحى وتنام تجول عمار.


أمين: بس بطّل اللف ورا الغوازي في الموالد.


عمار: ما خلاص بقى يا بوي ياتسبني براحتي يا مليش صالح بالحديت ديتي ولا البت جمريه فكر وجولي رئيك 


أمين: ماشي، بس خلّص دورك بسرعة.


عمار: طب هاتوا فلوس، رايح أسهر مع أصحابي.


أمين: أجيب لك منين؟


عمار: خلي مرتك تديني.


زبيده: ما تخافش، أنا هديلك اللي تحتاجه.


أمين: ومنين جبتي فلوس؟


زبيده: خدتهم من جمريه وهي مش واخدة بالها. قلت لها إننا محتاجين فلوس للواجب، وادّتني مفتاح الدولاب دولابها في شئ وشويات


عمار (بخبث): حبيبتي أنتِ يا مرات أبويا.


أمين: وأنا كمان عايز فلوس أمشي حالي.


زبيده أخرجت عشرة آلاف جنيه، وناولتها لعمار:

زبيده: خد دول، ولما يخلصوا هديك تاني، بس توقع البنت وتتجوزها.


أمين: وأنا كمان زيّه.


زبيده: حاضر، عينا ليكم  وانا ليا بركه غيركم


--------------------------------------------


في المقهى


ذهب عمار ليسهر مع أصدقائه، وبمجرد وصوله أعلن:


عمار: طلبات القهوة كلها عليّ، يا معلم.


صاحب المقهى: على راسي يا عمار بيه.


همام (أحد أصدقائه): شكل العمليه لعبت معاك ماتاجي بينا نروحو نتفرجو على البت محاسن الغازيه 


عمار (بتحذير): اتحشم يافرخ انت وهو انتو عارفين اني بحبها وبغير عليها محدش فيكو يجيب سيرتها على لسانه تاني 


همام: مش انت هتتجوز البت بنت مرت ابوك 

عمار: لا ده بس عشان الي وراها اما محاسن هي الي في القلب يومين اخد فلوس من مرت ابوي واجبلها هديه زينه

همام ومسعد (ممازحين): ماشي يا عمدة.


عمار: استنوا بس، جريب هبجى كبير نجع الصياد بحاله.


------------------------------------------------


في منزل الصياد


كانت جمريه تجلس وحدها في غرفتها، تحيط بها ذكرياتها مع والدها. دموعها لم تتوقف منذ رحيله، ولكن فجأة توقفت عن البكاء ومسحت دموعها بيدها، قائلة لنفسها:


"أنا كده ما بفيدش أبويا بحاچة. بدل ما أجعد أبكي، أصلي وأقرأ قرآن وأدعي له. أبويا دلوقتي في الجنة بإذن الله، أكيد شايفني. لو شافني ببكي هيزعل عليا، لكن لو شافني بصلي وبقرأ قرآن هيكون فرحان بيا جوي. الله يرحمك يا بوي، كنت دايمًا تقول لي إن الدعاء والقرآن هم اللي هينفعونا في الآخر."


وقفت جمريه، وتوجهت إلى سجادة الصلاة. بدأت تصلي بخشوع، وكل ركعة كانت مليئة بالدعاء لوالدها. بعد الصلاة، فتحت المصحف وجلست تقرأ منه بصوت هادئ مليء بالسكينة، وكأنها تستمد قوتها من الكلمات التي تقرؤها.


كانت تشعر أن روح والدها تملأ المكان، وأنه بجانبها يبتسم لها بفخر.

-------------------------------------------


في إيطاليا، تحديدًا في ميلانو


وصل صقر إلى ميلانو، وهو يعرف المدينة جيدًا بحكم عمله كرجل أعمال، حيث اعتاد السفر إلى هناك بين الحين والآخر. فور وصوله، توجه إلى الحي الذي يعج بالمصريين، وذهب إلى مكان إقامة يوسف حيث كان محمد، صاحب يوسف وزميله في السكن، والذي كان صقر دائمًا يسمع عنه من يوسف.


عندما وصل صقر إلى السكن، استقبله محمد بابتسامة حارة.


صقر: "إزايك يا ميمو؟ أخبارك إيه يا صاحبي؟"

محمد: "الحمد لله يا صاحبي، أخبارك إنت إيه؟ قلتلي إنك جاي، بس ما كنتش متوقع تجي بالسرعة دي."

صقر: "أخبار يوسف إيه يا ميمو؟"


محمد تلعثم للحظة، ثم رد بصوت حزين:

محمد: "بقالنا شهرين ما نعرفش عنه حاجة يا صاحبي."

صقر: "كيف يعني؟"

محمد: "مش عارف، هو كان كل يومين يختفي ويرجع تاني، لكن الفترة دي اختفى تمامًا، وتليفوناته كلها مقفولة."

صقر: "سألت عليه عند كل معارفنا وحبايبنا؟"

محمد: "أه، حاولت مع كل حد بس ما حدش عنده أي خبر."  صح  .. انت كنت جي ليه


صقر بحزن:عشان اقوله ان ابوه اتوفى 

محمد: لا حوله ولا قوه الا بالله يوسف كان دايما بيقول نفسي انزل مصر بس انزل وانا حاجه كبيره عشان ابويا يسامحني 

 صقر شعر بالحزن، ثم قال:

صقر: "طب جهز نفسك الصبح، نسأل عليه في المستشفيات والأقسام وربنا يسترها."

محمد: "من غير ما نروح، أنا أعرف ناس هناك مسؤولين. هتصل وأمليهم الاسم. أنت ناسي إنني أشهر واحد بتاع بيتزا في إيطاليا كلها."

صقر: "ربنا يوفقك يا صاحبي."


---------------------------------------------


في الصباح


بعد أن اتصل محمد بمعارفه وأصدقائه المسؤولين، لم يتوصلوا إلى أي معلومات عن يوسف. كان واضحًا أن يوسف اختفى بشكل غامض، وهو ما أثار القلق بشكل أكبر.


محمد: "للأسف، يا صقر، مفيش أي أخبار. كل الناس اللي أعرفهم ما عندهمش فكرة عن مكانه."


صقر شعر بشيء من الإحباط، لكنه حاول أن يكون متماسكًا، وقال:

صقر: " مقدمناش غير السفاره ربنا يستر ونقدر نطمن عليه 


كانت الأجواء مشحونة بالقلق، وصقر كان مصممًا على متابعة كل الخيوط للوصول إلى يوسف، مهما كلفه الأمر.


ياترى فين يوسف ايه الي حصله مستنيه رئيكم❤


جمرية_الصقر 

بارت 3


(في القاهرة)


كان الحج محمود قد وصل إلى بيت ابنته هيام في القاهرة، وفي طريقه استرجع حديثًا دار بينه وبين طارق، زوج ابنته، قبل عدة أيام.


(فلاش باك)


طارق: ازايك يا عمي؟ عامل إيه؟ وصقر وزياد أخبارهم إيه؟

الحج محمود: الحمد لله، بخير. بس زياد، زي ما انت عارف، شغال في السياحة ، بياجي كل فين وفين.

طارق: طب وخالتي أخبارها إيه؟

الحج محمود: خالتك زينة، وبخير والله يا ولدي. انت عامل إيه؟ وأخبار هيام والعيال؟

طارق: والله كله تمام، بس أنا بتصل عشان أطمن عليكم في الأول، وكمان عشان أطلب منك حاجة.

الحج محمود (بقلق): خير يا ولدي؟ فيكم حاجة ولا إيه؟

طارق (بحزن): لا يا عمي، إحنا كويسين والحمد لله، بس أنا عايزك تنزل القاهرة ضروري.

الحج محمود: طب قولي، هيام فيها حاجة؟

طارق: لا يا عمي، هيام بخير .

الحج محمود: أمال في إيه؟

طارق: مفيش حاجة، والله العظيم إحنا بخير. بس أنا محتاجك في موضوع تاني.

الحج محمود: موضوع خير يعني؟

طارق: كل خير إن شاء الله.

الحج محمود: حاضر، يا ولدي.


(الوقت الحاضر)


يصل الحج محمود ويكون في استقباله طارق عند مدخل البيت.


الحج محمود: خير يا ولدي، أول ما كلمتني چبت العربية والسواج وقولت لخالتك إني اتوحشتكم وجاي أشوفكم. حتى هي جالتلي أجي معاك وأعملهم زيارة زينة، بس قولتلها لا، أنا يومين ومعاود، خير  يا طارق، في إيه؟

طارق: ارتاح يا عمي، نشرب الشاي لغاية ما الغدا يجهز وأحكيلك كل حاجة.

الحج محمود: يا ولدي، أنا مش جاي عشان أكل . اجعد احكيلي، في إيه؟ طمن جلبي عليكم.

طارق (بتنهيدة): حاضر يا عمي، هحكيلك...


يجلس طارق مع الحج محمود ويبدأ في شرح المشكلة:


طارق: بص يا عمي، انت عارف إني بحبكم وبقدركم قد إيه، وبحب هيام قد إيه. أنا بشكر ربنا إنها جابتلي ولادي، أجمل حاجة في حياتي، لكن هيام بقت مهملة جدًا فينا.

الحج محمود (مستغرب): مهملة؟ في إيه يا ولدي؟

طارق: إحنا مبنشوفهاش خالص يا عمي. لو قولتلك إنها بتيجي وإحنا نايمين وتمشي وإحنا نايمين، هتصدقني؟ الولاد نفسيتهم تعبانة، ومستواهم الدراسي قل جدًا. أنا كمان بقيت مهمل في شغلي عشان أقدر أقعد معاهم. هي سيباهم للدادة على طول، وده مينفعش. حضرتك عارف إن مفيش حد يقدر يعوض دور الأم.

الحج محمود: عندك حق يا ولدي، محدش يعوض دور الأم.

طارق: هيام يا عمي طول الوقت مشغولة بالمستشفى والعيادة، وأهمالها لينا زاد. أنا حاولت كتير أكلمها، لكن مفيش فايدة. محبتش أكلم صقر، انت عارف إنه عصبي، وممكن يتخانق معاها، وأنا مش هسمحله يزعقلها. عشان كده لجأتلك، انت حكيم وتعرف تكلمها.

الحج محمود: الله يرضى عليك يا ولدي، أنا هتصرف.

طارق: بس انا ليا طلب عندك بعد اذنك تفهم هيام ان حضرتك جي تتكلم من نفسك وان انا مكلمتكش عشان متزعلش مني.

الحج محمود: حاضر يا ولدي. ياريتها تعرف طيمتك وجيمة عيالها. ربنا يهديها.


بعد قليل، يعود الأولاد من المدرسة ويستقبلون جدهم 

 يزن و ياسين تؤام 7 سنين و حور 5 سنين.


الأولاد (بصوت واحد): جدو! جدو! وحشتنا! حمد الله على سلامتك!

يزن: هتقعد معانا، صح؟ إحنا فاضلنا يومين وناخد الإجازة.

ياسين: آه، لازم تقعد معانا في الإجازة كمان. إحنا بنحبك أوي يا جدو.

الجد: حاضر، من عيني يا ولادي.

حور (ببراءة): جدو، تيتا عاملة إيه؟ هي وخالو ثقر، وزيزو عامل إيه كمان؟

الجد: كويسين يا حبيبتي، وبيسلموا عليكم.

حور: جدو، عاوزة أقولك حاجة.

الجد: قولي يا حور.

حور: : لما تيجي ماما من الثغل زعقلها وقولها اقعدي مع ولادك عشان احنا مش بنثوفها خالص وبابا طيب مش بيرضى يزعلها وبنتك علطول سيبانا وقاعده في ثغلها اقولك على حاجه ياجدو بابا ممكن يتجوز ويجبلها ضره تقرفها وساعتها الست دي هتعذبنا وتخليني اعمل كل حاجه واخواتي يتشردو وتمشي الشغالين والداده 

ويزن وياسين اخواتي هيبيعو مناديل في الشارع شوفت بقى بنتك هتعمل فينا ايه 


الحج محمود يبتسم للحظة، لكن يفاجأ بردها الجريء:


طارق (غاضبًا): عيب كده يا حور! بتجيبي الكلام ده منين!

حور: من التلفزيون، يا بابا. وأوعى تتجوز واحدة شريرة. لو اتجوزت، خليها طيبة وتقعد معانا، حتى لو بتضربنا مش مشكلة بس تقعد معانا 

ياسين: لا يا حور، إحنا طيبين مش هنزعلها 

الجد (مبتسمًا): مين اللي مش هتزعلوها؟

حور: مرات بابا يا جدو، إنت مش مركز معايا من الصبح؟


الجد : هو انت اتجوزت يا طارق على بنتي


حور: لا يا جدو، أنا بقولك لو... بابا لو زهق هيعمل كده. بنتك مش واخدة بالها مننا، وأنا خايفة علينا.


طارق يحاول السيطرة على الموقف:

طارق: حور، اطلعي انتي وأخواتك مع الدادة، غيروا هدومكم، وانزلوا عشان الغدا.


يزن (بحزن): إحنا كل يوم بناكل من غير ماما. هي أكيد مش بتحبنا.


يحزن الجد على حال أحفاده وبنته، فيقرر الاتصال بها. يتصل بالمستشفى أكثر من مرة دون رد. وأخيرًا ترد الممرضة:


الممرضة: أيوة، يا حج، الدكتورة في العمليات ومشغولة.

الحج محمود: شكراً يا بنتي. لما تخلص، خليها تكلمني ضروري.


بعد الغداء، استراح الحج محمود في غرفته، بينما جلس طارق مع أولاده يذاكر لهم.


حور (بفضول): أكيد ماما هتيجي النهارده عشان العشا، صح يا بابا؟

طارق: يا رب، يا حور.

حور (بابتسامة): هي ماما وحشاك للدرجة دي إنك تتمنى تتعشى معاها؟

طارق (مازحًا): بطلي لِمَاضَة بقى وكَمِّلي مذاكرة!


------------------------------------------


(في المستشفى )

الممرضة: دكتورة، مبروك على نجاح العملية.

هيام (تهز رأسها بابتسامة بسيطة)

الممرضة: والد حضرتك اتصل، وبيقول إنه موجود في بيت حضرتك اللي في القاهرة، وكان عاوزك تكلميه ضروري.

هيام (بهدوء): مش وقته دلوقتي، أنا بجهز للعملية التانية.

الممرضة: طب لو رن تاني؟

هيام (بحدة): مترديش.

الممرضة: يمكن عايز حضرتك في حاجة مهمة؟

هيام (ترفع صوتها غاضبة): إنتِ مالك؟ إيه اللي دخلك في حياتي؟ اعملي اللي بقولك عليه وانتي ساكتة. هاتي التليفون!


تأخذ هيام الهاتف وتغلقه بغضب، ثم تترك الغرفة بسرعة استعدادًا للعملية التالية.


الممرضة (تتمتم بضيق): وأنا مالي؟ صح، ما يتفلقوا كلهم.


--------------------------------------------


في منزل طارق وهيام


يمر الوقت، ويحين موعد العشاء، لكن هيام لا تصل. هاتفها مغلق، والقلق يسيطر على المنزل. يستمر الوضع حتى منتصف الليل دون أن تأتي.


أخيرًا، تصل هيام إلى المنزل في ساعة متأخرة، لتجد والدها وزوجها جالسين في الصالة بوجوه تبدو عليها علامات الاستياء.


هيام (بابتسامة منهكة): حمد الله على السلامة يا بابا. معلش، اتأخرت عليك، كان عندي عمليات كتير. خير يا بابا، إيه اللي جابك من البلد؟ في حاجة ولا إيه؟

الحج محمود (بنبرة هادئة): وحشتوني يا بنتي، جلت أجي أشوفكم.

هيام: طيب يا بابا، نورت الدنيا. إيه يا طارق، عامل إيه؟ والولاد أخبارهم إيه؟

طارق (مختصرًا): كويسين الحمد لله.

هيام: طيب يا بابا، عن إذنك، أروح أرتاح. كان عندي عمليات كتير وتعبت جدًا.


الحج محمود (بصوت جاد): عايز أتحدد معاكي لحالنا.

طارق (مستأذنًا): طب أنا هقوم أسيبكم.

هيام: لا يا بابا، أجّل الكلام لبكرة. أنا تعبانة وعاوزة أنام.

الحج محمود: طيب، ارتاحي. بكرة الصبح نتكلم. وعلى العموم، أنا قاعد معاكم يومين.

هيام: تمام، اتعشيت يا بابا؟

الحج محمود: آه، اتعشيت أنا وجوزك وولادك لحالنا.

هيام (تتظاهر باللامبالاة): طيب. تصبح على خير.


تتركهم هيام وتتجه لغرفتها، بينما ينظر الحج محمود إلى طارق بتعبير يعكس حزنه وقلقه على ابنته وأحفاده.

---------------------------------------------


في الصعيد - منزل الصياد


(تجلس جمريه بمفردها وتتحدث إلى نفسها بصوت خافت):

وحشني يوسف أوي... أنا حتى يا رب ما أعرفش أي حد من صحابه عشان أطمن عليه. ربنا يطمننا عليك يا خوي.


(تستيقظ زبيده وتنزل لتجد جمريه جالسة في الصالة):

جمريه: صباح النور يا أمي، امال عمي امين وعمار فين مهيفطروش معانا


زبيده: خرجو يابتي من غير فطار في مشكله في مزرعة السمك راحو يشوفوها وقالو هيحاولو يحلوها ان شاء الله.

جمريه (بقلق): مشكلة إيه؟ لقدر الله خير؟

زبيده:  جيه تليفون لامين وواحد من الي شغالين قاله ان البتاعه الي هتغذي السمك دي باظت وعتكهرب الناس.


جمريه : يا ساتر يا رب! طب وإيه الحل؟

زبيده: الحمد لله إن أمين وعمار موجودين. لو ما كانوش هنا، كان زمانك غرجتي .

جمريه: البركة فيكوا يا أمي.


زبيده (بجفاف):  ده كانو عايزين فلوسات عشان الحاجات الي هيعدلوها ديتي .

جمريه (باستغراب): حاضر يا أمي، بس مش أنا اديتك مفتاح الدولاب وكان فيه فلوس كتير؟ خلصوا كيف دول؟


زبيده (تبدو غاضبة): هو أنتي دريانة بحاجة؟ أول عشيه جه واحد وقال إن ليه فلوس علف كتير على أبوكي.

جمريه (تتحدث بحذر): بس أبويا ما كانش بيخبي عليا حاچة، وأنا عارفة إن معلوش مليم لحد.


زبيده (ترفع صوتها): بتكدبيني يا بت بطني؟! أنا اللي مهملة حالي وبيتي وجاعدة خدامة هنا أنا وچوزي وولده؟!

جمريه (بهدوء): مجصدش يا أمي، أنا بس بسأل.


زبيده (بحدة): تسألي! ده إنتي بتسرقيني خلاص؟! يابتي، إحنا نهملولك حالك ومالك ونرجع بيتنا.

جمريه (بحزن): حقك عليا يا أمي، بس ما تهملونيش وحدي.


زبيده: احمدي ربنا إن عمك أمين مش هنا، كان زمانه رما لك مفاتيح كل حاجة في وشك وقالك الله الغني عنك. إحنا واخدين منك إيه؟ إحنا طالع عينينا يا بنتي عشان نعدل ونحل المشاكل اللي كان سايبها المرحوم أبوكي.

جمريه: بس الراجل ده كذاب! محدش كان ليه فلوس عند المرحوم أبويا. أبويا كان له فلوس بره وكان بيسيبها للناس زكاة عن صحتنا.


زبيده (بخبث): واد المركوب ضحك علينا، أول ما قال إن الدين بيعذب الميت في قبره. عشان كده، إديناه كل الفلوس اللي كانت معانا.

جمريه (بحزن): الله يسامحه.


زبيده (بجفاف): طب فين الفلوس اللي قلت لك عليها؟ ولا نهمل الدنيا تخرب؟

جمريه (بقلق): هطلع أجيب لك فلوس المرحوم أبويا اللي أنا شايلها معايا.


(تصعد جمريه وتحضر النقود، وتأخذها زبيده منها بلهفة.)


(جمريه تحدث نفسها بحزن):

هي أمي مالها؟ خايفة على المزرعة والأرض وكل حاجة ليه؟ ده خايفه على حالي أكتر مني . والغريبة إنها لا سألت على يوسف ولا حتى قلقانة عليه.


----------------------------------------

في القاهرة 


(الحاج محمود يجلس في الصالة بعد استيقاظه، يبدو منتظرًا هيام. تدخل الدادة إلى المنزل.)


الدادة: صباح الخير يا حج.

الحج محمود: صباح الخير يا بنتي. أمال فين هيام؟ لسه نايمة؟

الدادة: لا يا حج، الدكتورة خرجت من بدري، وأنا كمان ركبت الأولاد الباص للمدرسة.


(يبدو الاستغراب على وجه الحاج محمود.)


الحج محمود: خرجت إزاي؟ أنا كنت عايز أتحدد معاها.


الدادة: معلش يا حج، عن إذنك.


(تمضي الدادة، ويمسك الحاج محمود بهاتفه ليجري اتصالاً بهيام. بعد رنات قليلة، تجيب هيام بصوتٍ سريع.)


محمود: إنتِ خرجتي إزاي من غير ما نتحدد ؟

هيام (ببرود): معلش يا بابا، أنا مشغولة جدًا النهارده. هسيبك دلوقتي عشان عندي شغل كتير.


(قبل أن يكمل حديثه، تغلق هيام الهاتف ثم تغلق الجهاز بأكمله. يضع الحاج محمود الهاتف جانبًا ويحدث نفسه بحزن.)


محمود: ربنا يهدي حالك يا بنتي.


(يدخل طارق إلى الصالة، يبدو مرتبًا بعد استيقاظه.)

طارق: صباح الخير يا عمي.

محمود: صباح الخير يا ولدي. ليه ما روحتش شغلك؟

طارق: أروح شغلي إزاي وأنا واخد يومين إجازة مخصوص عشان أقعد مع حضرتك؟


(تظهر بسمة خفيفة على وجه الحاج محمود.)

محمود: كتر خيرك يا طارق، مجتش من بنتي.


-----------------------------------------

(في إيطاليا)


في إيطاليا، ذهب صقر وصديقه ميمو إلى السفارة المصرية بحثاً عن يوسف، لكنهما لم يتوصلوا إلى أي معلومات تفيدهم عنه. في السفارة، قابلوا مسؤولًا الذي أخبرهم أنه سيتحقق من الأمر في قسم الجوازات. بعد قليل، وصل الرد بأن يوسف لم يسجل خروجه من البلاد، مما جعلهما يشعران بالإحباط.


صقر: "إيه الحل يا ميمو؟ إحنا كده مسبناش باب مدورناش فيه."


ميمو: "ممكن يكون عامل مشكلة وحب يهرب عن طريق البحر. تعالى يا صاحبي نسأل عليه هناك."


صقر: "يا رب ده آخر أمل لينا، اقف معانا يا رب."


اتجهوا إلى منطقة الموانئ حيث كانوا يظنون أن يوسف قد يكون هرب عن طريق البحر. لكنهم أيضاً لم يحصلوا على أي معلومات جديدة، وكان الإحباط قد بدأ يتسلل إليهم. في تلك اللحظة، خرج ميمو صورة ليوسف من جيبه، وأعطاها لأحد رجال الأكل الذين كانوا يقفون في المكان. الرجل نظر في الصورة وقال بسرعة:


الراجل: "أيوه ده، أنا شفته قبل كده، كان معاه واحدة."


صقر: "أنت متأكد؟ ان هو ده؟"


الراجل: "أيوه، متأكد. اكل من عندي قبل كده."


أضاء وجه صقر بابتسامة مفاجئة، وعاد الأمل في قلبه. شعر بأنهم أخيرًا اقتربوا من العثور على يوسف.


#جمرية_الصقر 4💥💥💥💥


في مدينة توسكانا بإيطاليا، كان ليو يجلس على إحدى الشواطئ، بينما لارا اقتربت وجلست بجانبه. بدأ الحديث بينهما:


لارا: "ليو، أخبارك إيه؟ لسه مفتكرتش حاجة؟ ارجوك ساعد نفسك وساعدنا."

 شعر ليو بصداع شديد، فامسك برأسه ثم سقط على الأرض مغشيًا عليه.


لارا: "ليو، ليو، ارجوك رد عليا. أنا السبب في اللي حصل ليك. عمري ما هسامح نفسي."

 تندفع لارا للمناداة على الحراس ليأخذوه إلى غرفته.


(فلاش باك)


قبل شهرين، في ساعة متأخرة من الليل في مدينة ميلانو، كانت لارا تتشاجر مع والدها عبر الهاتف.


لارا: "يابابا، لو سمحت، عايزة أنزل مصر، أرجوك عايزة أنزل مصر."

 الاب: "تنزلي مصر لمين؟ 100 مرة قولتلك إحنا ملناش حد في مصر." 

لارا: "لأ، أمي هناك."

 الاب "أمك اللي خانتني ورمتك."

 لارا: "ماما مخانتكش، إنت اللي متوهم كده."

 الاب: "وانتي تعرفي منين؟ كنتي صغيرة وماكنتيش فاهمة، ولسه صغيرة." 

لارا: "أنا مش صغيرة. متعاملنيش كأني طفلة. وممشي ورايا حرس كمان. إنت ظلمتني وظلمت أمي."

 الاب: "ما تجيبيش سيرتها على لسانك. دي ست منحلة وخاينة، أنا شفت ده بعيني."


لارا بعصبية، وبكت: "لأ، أمي مظلومة."

 أغلقت الهاتف وجرت بسرعة بسيارتها. وفي نفس اللحظة، كان هناك شاب يجري بسرعة، لتصدمه لارا.


تصرخ لارا وتتوقف بالسيارة، بينما الحراس يقفون خلفها في سياراتهم، والشاب مغشي عليه على الأرض، غارقًا في دمائه.


اتصل أحد الحراس بوالد لارا قائلاً له: "الحقنا يا ياسر بيه، الأنسة لارا خبطت واحد بالعربية."

 ياسر: "إزاي؟ هي حالتها إيه دلوقتي؟"

 الحارس: "هي منهارة يا فندم."

 ياسر: "سيبوا الولد ده وهاتوها وتعالوا."

 الحارس: "حاضر يا فندم."

 الحارس: "يلا يا أنسة لارا، والد حضرتك قال مينفعش تفضلي هنا."

 لارا: "طب والشاب ده؟"

 الحارس: "ياسر بيه أمرنا نسيبه." 

لارا: "أنا مش هسيبه، لازم أوديه المستشفى."

 الحارس: "متخليناش نستخدم القوة مع حضرتك. لازم نمشي من هنا."

تخرج لارا مسدس من حقيبتها موجهه بيه الي رأسها قائله: الي هيقرب مني هضرب نفسي بالن ** ار 


اتصل أحد الحراس بوالدها ليخبره بما يحدث.

 ياسر: "هاتوه وهاتوا على المزرعة، ومتخلوهاش تسوق."

 الحارس: "خلاص، هناخده على المزرعة يا فندم."

 لارا: "لا، لازم يروح المستشفى." 

الحارس: "الأنسة لارا عاوزة توديه المستشفى.


" ياسر: "ادهاني... اهدي يا لارا، اهدي يا حبيبتي. إحنا نجيبه على المزرعة وأنا هكلم الدكاترة كلهم وهجهز له مكان.

" لارا: "تبكي، وعد يا بابا." 

الاب: "وعد يا بنتي، أنا هكلم حد يبعت لك إسعاف حالًا يجيبه على المزرعة."


أغلقوا الهاتف، وجاءت الإسعاف خلال دقائق، ثم انطلقوا إلى المزرعة.

-------------------------------------------


بعد ساعتين، وصلوا إلى المزرعة وكانت حالة الشاب متأخرة للغاية. فورًا، أخذوا الشاب وبدأوا الكشف عليه.


كبير الأطباء: "ياسر بيه، لازم يتنقل مستشفى في أسرع وقت، لأنه اتساب فترة طويلة بينزف، والواقعة أثرت على المخ. أحمد ربنا إنه عايش لحد دلوقتي، دي معجزة."


ياسر: "طب إنت شايف إيه يا دكتور؟"


الدكتور: "أنا هنقله في المستشفى بتاعتي، هدخله على مسؤوليتي، عشان معاهوش أي بيانات."


ياسر: "أنا عايز الموضوع يتم في سرية تامة. هكتبلك شيك، حط في الرقم اللي يعجبك، المهم يتم في سرية. أنا عايز الولد ده يعيش، لو حصل له أي حاجة، بنتي ممكن تعمل في نفسها حاجة."


الدكتور: "تمام، تمام."


أخذ الأطباء يوسف بالإسعاف وتوجهوا به إلى المستشفى. وبعد 10 أيام، فاق الشاب ، لكنه كان غير واعٍ بأي شيء.


الدكتور: "الحالة فاقت، بس في شوية كدمات بسيطة، وللأسف مش واعي باللي حواليه."


ياسر: "طب ينفع يخرج؟"


الدكتور: "أه، بس يفضل تحت الرعاية الطبية."


ياسر: "طيب، أنا هبعت عربية تاخده."


أغلق ياسر الهاتف.


لارا: "إيه أخباره يا بابا؟ طمني."


الوالد: "فاق وبقى كويس، بس لازم نجيبه هنا عشان الشوشرة. أنا هكلم الرجالة، حد يجيبه."


بعد ساعة، وصل الشاب إلى المزرعة، وهو غير واعٍ بأي شيء ولا يعرف أحدًا. جرت لارا عليه.


لارا: "حمد الله على السلامة."


الشاب: لم يرد.


ياسر: "حمد الله على سلامتك يا ليو، خضتنا عليك."


لارا: "ليو!!"


ليو: "هو حضرتك تعرفني؟"


ياسر: "أيوه، طبعًا. إنت كنت ماسكلي حسابات المزرعة."


ليو: "بس أنا مش فاكر حاجة خالص."


لارا: "أصل..."


ياسر: "أصل أنا كنت محتاج ورق مهم جدًا وكلمتك عشان تجيبه بنفسك، وقلتلك تيجي بسرعة، وللأسف عملت حادثة ودلوقتي إنت فاقد الذاكرة، ولازم ترتاح. إحنا هنسيبك دلوقتي عشان ترتاح. تعالي معايا يا لارا."


خرجوا من الغرفة وتركوا ليو غير واعٍ بأي شيء ولا يفهم أي شيء.


لارا: "إنت ليه قلتله كده يا بابا؟"


ياسر: "عشان لو كنت قولتله الحقيقة، مضمَنش ممكن يبلغ، ولازم أحميكي. وهتطلع إشاعات عليكي مش صح، ويقولوا كانت بتسوق وهي شاربه."


لارا: "إنت غلط يا بابا. كان لازم تحكيله وتسيبه هو يقرر."


الوالد: "أنا معنديش غيرك، ومعنديش استعداد أخسرك. وبعدين إحنا منعرفش ده مين، معاهوش أي أوراق تثبت هويته. ممكن يكون كان بيجري وهارب من حاجة ويتسبب في مشاكل إحنا في غنى عنها. وبالنسبة لموضوع والدتك..."


لارا: "مش وقته دلوقتي."


تمر الأيام، تقترب لارا من ليو وتهتم به. بدأ ليو يتعافى جسديًا، لكن ذاكرته لم ترجع. كل ما يراه هو كوابيس.


------------------------------------------

(الوقت الحاضر )


استيقظ ليو فجأة وهو يصرخ قائلاً: "احميكي من مين؟ إنتِ مين؟"


لارا: "اهدا يا ليو، هو نفس الكابوس تاني."


ليو: "أه، المرادي شوفت البنت دي بتجري وبتقولي ارجع واحميني. أنا مش فاهم حاجة."


لارا: "طب خد الدوا وحاول ترتاح، بس خلي بالك يا ليو. الدكتور قال كل ما تضغط على نفسك كل ما هتتعب أوي."


أخذ ليو الدواء، ثم شعر بدوار خفيف و ذهب في نوم عميق.

------------------------------------------

في ميلانو

 صقر: "الحمد لله، أطمنت  شوية، بس أنا لازم أرجع مصر لأني سايب ورايا حاجات كتير."


ميمو: "اتكل على الله يا صاحبي، أنا لو عرفت أي أخبار هكلمك على طول."


صقر: "طب خلاص، أنا بكرة إن شاء الله هسافر."

-------------------------------


(في القاهرة)

، وصل صقر إلى القاهره واتصل بوالده الحج محمود.


صقر: "إيه يا حج، أخبارك إيه؟ إنت في مصر ولا سافرت؟"


الوالد: "لا، لسه في مصر يا ولدي."


صقر: "وأنا كمان لسه واصل."


الوالد: "لازم تاجي ضروري على بيت أختك."


صقر: "في حاجة؟ أنا كده كده كنت جاي أسلم عليهم."


الوالد: "لما تاجي، هقولك."


بعد لحظات، وصل صقر إلى منزل أخته، وبعد السلام والترحيب.


صقر: "خير يا حج، جلجتني. وهيام فين؟ مش شايفها."


الاب : "هيام ده أنا من ساعة ما جيت، مشوفتهاش غير خمس دجايج ."


في هذه اللحظة، جاء طارق ليرحب بصقر.


طارق: "أبو الصقور، ابن خالتي. إلي واحشني."


صقر: "وأنت أكتر والله يا حبيبي."


طارق: "والله كويس إنك جيت. الولاد نفسيهم يشوفوك قوي، زمانهم جاين من المدرسة."


عندما وصل الأولاد من المدرسة، فرحوا بوجود خالهم وجدهم.


طارق: "يلا، اطلعوا غيروا عشان نتغدى."


---------------------------------------------


على الغداء

 حور: "هي ماما معرفتش إن خالو صقر هنا؟"


صقر: "لا، لسه مكلمتهاش."


حور: "خالو، ماما مش بتخاف من بابا ولا جدو، بس بتخاف منك إنت. ماما واحشتنا يا خالو، نفسنا نشوفها."


طارق: "مش قولنا قبل كده مفيش كلام على الأكل؟"


صقر: "سيبها تتكلم يا طارج. جولي يا حور."


حور: "ينفع يا خالو، المدرسة تعمل حفلة وكل الأولاد والبنات مامتهُم معاهم، وإحنا ماما مش معانا؟ كل حفلة، ماما مش بتكون موجودة. الولاد بيقولوا لنا  'إنتوا بتكذبوا، أنتوا معندكوش ماما، إنتوا ولاد الدادة.' محدش بيهتم بينا، ويذاكر لنا غير بابا ودادة، مش بنشوف ماما خالص. وأنا خليت دادة تكلمها في التليفون، قالت لي: 'عايزة إيه يا حور؟ أنا مش فاضية'، وقفلت السكة في وشي."


صقر: "أنا وبابا وجدو جاعدين معاكم، وهنلعب كمان لحد ما تاجي من الشغل."


الأولاد: "بجد يا خالو؟"


صقر: "بجد يا حبايبي."


صقر محدثًا نفسه: "وبعدين معاكي يا هيام، حد يبطى مديله 3 هدايا زي دول ويهمل فيهم؟ ماشي، صبرك عليا."


----------------------------------------------------


في الصعيد، في منزل الصياد، كان عمار خلال الايام الماضيه يحاول الاقتراب من جمريه التي كانت حزينة على موت والدها، ويوسف الذي انقطعت أخباره، وكانت تدعو أن يكون بخير، لكنها تقول لنفسها إنه يكفيها ما حدث لوالدها.


دخلت زبيدة: "إيه يا جمريه، يا بتّي، حالك مش عاچبني ولا عاچب حد. لازم تفوجي لحالك عشان نشوف حالنا."


جمريه: "حال ايه يا أمي؟"


زبيدة: "يا بتّي، الدنيا عتخرب. الأرض والمزرعة اللي مهملينها."


جمريه: "اعملوا يا امي اللي تعملوه، أنا مليش نفس لِأي حاچة في الدنيا."


زبيدة: "طيب..."

 ثم تركتها وذهبت، ودخلت مكتب حمدان لتجد أمين يقلب في ورقة.


زبيدة: "بتعمل إيه يا حزين؟"


أمين: "بشوف حاچة تنفعنا."


زبيدة: "سيب كل اللي في يدك ده. عايزاك تاخد بالك انت وولدك من كل أملاك حمدان."


أمين: "طب وبتك مش هتتحدّت؟"


زبيدة: "لسه حزينه على أبوها."


أمين: "خليها حزينه، كل ده لصالحنا."


------------------------------------------------


في أحد الموالد، كانت الأضواء الساطعة والموسيقى العالية تعم المكان. كان الناس يتراقصون ويغنون، فيما كان عمار يدخل، يبتسم قائلاً: "أنا جيت يا حبة الجلب."


محاسن، التي كانت تشعر بالسعادة لرؤيته : "عمار حبيبي وسيد الرجالة."


عمار : "بجد يا بت حبيبك أنا وشيفاني سيد الرجالة."


 محاسن بدلال : "بجد يا جاب الجلب."


ثم أخرج عمار أسورة من جيبه : "إيه رأيك في دي؟"


نظرَت محاسن للأسورة : "زينة جوي يا عمار، وشكلها غالية."


عمار بتفاخر: "وانتي لسه شوفتي حاجة، أنا هصيغك من فوجك لتحتك، هجيب لك كل حاجة تحلمي بيها."


محاسن : "يخليك ليا، وتجبلي كل اللي نفسي فيه، بس قولي جبت فلوسها منين؟ شكلك وقعت على كنز."


عمار : "حاجة زي كده."


 التفتت محاسن وقالت بجدية: "أوعى تكون عملت حاجة عفشه تضيع حالك. أنا مليش غيرك، إنت عارف إني بحبك جوي."


لكن قبل أن يجيب، دخلت نجمة فجأة، قاطعة الحديث نجمه: "يلا يا خايتي، نمرتك چات . الحب مش هياكلنا عيش."


عمار : "بس يا بت المركوب، قريب ٠وي مش هخليكي ترجصي لمخلوج غيري."


ذهب محاسن وصعدت  على المسرح، حيث كان الجمهور يصفق لها، ولكن في الصفوف الأولى كان هناك شاب يجلس بعينيه الحادتين، هو سعد، ابن أحد كبار الكفر، والذي كان يراقب محاسن طوال الوقت، وكان معروفًا بسلوكه الفاسد.


صعد سعد إلى المسرح، وأخرج من جيبه رزمة من المال، وألقاها على محاسن، مما جعلها تشعر بعدم الارتياح. ثم اقترب منها همسًا في أذنها قائلاً: "قد دول 10 مرات لو جيتي معايا البيت."


فزع قلب محاسن ودفعت يد سعد وقالت بصوت منخفض: "مبقاش إلا إنت يا بتاع الكوبية، أنا رقاصة آه، بس بشرفي."


وفي هذه الأثناء، كان عمار يجلس في زاوية، لم يسمع ما يحدث على المسرح. لكنه كان يراقب محاسن من بعيد ويشعر بالغيرة الشديدة.


لكن فجأة، رفع سعد يده وضرب محاسن على وجهها بقوة. كان الصوت قاسيًا ومفاجئًا. في تلك اللحظة، انفجر عمار من مكانه، مسرعًا نحو سعد، وركض إليه ليصفعه على وجهه بقوة.


تبدل المنظر فجأة إلى عركة كبيرة بين عمار وسعد على المسرح، حيث بدأ الناس يصرخون ويتدافعون. جاء بعض الحراس على الفور ليحاولوا الفصل بينهما، لكن الفوضى كانت قد عمّت المكان.


كانت نجمة تحاول أن تجر محاسن بعيدًا عن الفوضى،


 حيث قالت محاسن : "أنا مش ههمِل عمار"


لكن نجمه تمسكت بها وقالت: "

نجمه: انزلي يافجريه هنروح في داهيه كله منك قولتلك متخليش عمار ياجي هنا وانتي بترقجي


ثم، في اللحظة الأكثر توترًا، اخرج أحد أصحاب سعد من بين الحضور، وكان يحمل سلا ** حًا ، مما جعل الجميع يتراجعون فجأة. رفع الرجل الس *لاح ووجهه نحوهم، ثم أطلق الن *ار في الهواء، مما أحدث صوتًا عاليًا ومخيفًا.


محاسن صرخت في رعب، والكل في المكان تجمد من الخوف، بينما بدأت فوضى جديدة تعم المكان بعد إطلاق النار.

يتبع 


قارئاتي وقمراتي وقرائي الغاليين بعد ما تخلصوا القراءه متروحوش اي مكان تاني وادخلوووا عندنا هتلاقوا الروايات الجديده والحصريه إللي هتستمتعوا بيها من هنا 👇 ❤️ 👇 💙 👇 ❤️ 👇 💙 👇 ❤️ 👇 👇 👇 




🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم