بسم الله الرحمن الرحيم
رواية وعود الليل الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نداء علي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية وعود الليل الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نداء علي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
من وقت ما رجعت على البيت وهي متوترة، الندم هيقتلها، يمكن فعلاً غلطت كتير وبعدت عن حياتها اللي اتعودت عليها، ادمنت الفلوس والسهر والرفاهية، لكن عمرها ما تخيلت انها توصل للمستوى ده، خيانة، معقول هي تعمل كده.
توري وشها إزاي لثابت بعد ما ضيعت شرفه في حضن راجل تاني، هيشفعلها إنها كانت سكرانة ولا عذر أقبح من ذنب.
فضلت تبكي بحرقة وخوف لكن للأسف رنين موبايلها المتكرر خلاها تبص على اسم المتصل، كان هو، ستيفن، اترعبت، بصت حواليها خايفة ثابت يدخل ويشوفها بالشكل ده ويسأل عن حالتها دي، كنسلت على ستيفن لكنه أصر يتصل تاني، فتحت الموبايل وردت بعصبية :
في إيه، بتتصل ليه يا ستيفن.
جاوبها بوقاحة : وحشتيني، مكنتش اعرف إنك جميلة بالشكل ده، اتمنى نتقابل تاني.
قفلت السكة في وشه وقفلت موبايلها.
مش عارفة تفكر، عقلها عاجز عن استيعاب اللي حصل، دي كانت بتعامل ثابت بشدة لأنها شايفة إنه أقل منها، كان متجوز قبلها وهي لأ، كانت بتدلع وبتتمادى لأنها تستاهل، طب دلوقت موقفها إيه، عالأقل هو كان متجوز، قدام الناس، مرتكبش ذنب ولا خانها، لكن هي عملت ايه في نفسها وفي جوزها وبنتها كمان!
فضلت على الحال ده اكتر من أسبوع، حابسة نفسها في البيت، مبتخرجش من غرفتها، ثابت كانت مستغرب لكن شحوبها وحزنها خلوه يتعاطف معاها، فكر أنها تعبانة، كان بيعاملها بلطف وده حسسها بالذنب أكتر، حتى بنتها، مارية اللي قضت عمرها كله بعيد عنها، كانت سعيدة إنها قريبة منها، حاجات كتير كانت بتضاعف احساسها بالذنب.
ستيفن مبطلش يضايقها، كان بيستغل الفرصة أول ما ثابت يروح الشركة كان بيبدأ هو يلاحقها بإتصالاته.
اضطرت تقابله، لازم تنهي الحكاية دي، خافت إن ثابت يلاحظ حاجة، وصلت عند ستيف واتكلمت بحدة :
عاوز إيه يا ستيفن، ارجوك سبني في حالي، أنا ست متجوزة، اللي حصل بينا ده غلط مصيبة كبيرة.
ستيفن : الموضوع بسيط، أنا ممكن اسافر فرع الشركة في السويد.
بصتله بسعادة وقالت
بجد، ياريت يا ستيف، من بكرة هقنع ثابت إن الفرع هناك محتاج وجودك، ده الحل الأفضل.
ستيفن : مليون دولار.
هدى بدهشة : مليون دولار ليه؟
رفع موبايله في وشها وقال
علشان الصور دي.
فتحت عيونها بصدمة وقهر، أوضاع حميمية بشعة لها هي وهو، شهقت برعب وهو بصلها بانتصار لانه واثق إنها هتدفع له اللي يطلبه.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
بعد مرور سنتين اتغيرت فيهم حاجات كتير
لو القلوب بتتكلم كانت وفرت علينا جهد كبير ووقت أكبر، لو بنعرف خباياها كنا هنرتاح، مفيش يوم عدى من غير ما يتقابلوا في الجامعة وبيتكلموا برة الجامعة، أكرم بقى الصديق الحقيقي لكاريمان، أو يمكن ده المسمى اللي اختارته هي علشان تبعد عن نفسها الحيرة ووافق هو يكون صديق لأنه خايف يعترف بحبه.
دراستهم ماشية بسلاسة، كاريمان متفوقة وأكرم كمان، رغم انه بيحضر أيام العملي بس لكن الأيام اللي بيغيبها هي بتجهزله المحاضرات الناقصة.
جهزت نفسها وقبل ما تنزل من البيت راحت تطمن على وعد، برغم إنها لحد دلوقت مكملتش تعليمها وبتأجل لكن صداقتهم مستمرة.
خبطت مرتين وفي التالتة فتحتلها وعد الباب، ابتسمت لما شافتها، حضنتها بسعادة وقالتلها :
تعالي يا كوكي، وحشاني اوى.
كاريمان : إحنا متقابلين انبارح يابنتي.
ضحكت وعد وقالت بمشاكسة :
يابت بجاملك، يعني أول ما اشوفك اقفل الباب في وشك يعني ولا ايه؟
كاريمان : لأ يا ستي متشكرين، اسمعي علشان متأخرة عن المحاضرة ولازم أمشي بسرعة.
وعد : سيبك من الكلية النهاردة، هي الدنيا هتطير، ادخلي نفطر سوا، الواد يوسف نايم ودي فرصة مش بتتكرر، هنقعد على راحتنا من غير زن، ده غير إن حماتي مسافرة ولسه مرجعتش.
كاريمان : لأ مش هينفع، قربت منها وهمست، النهاردة عيد ميلاد أكرم، وعاوزة اشتريله هدية، والحقيقة مش عارفة اجبله إيه قولت أسألك انتِ.
شدتها وعد ودخلتها البيت وقالتلها
ادخلي بقى بلاش عبط، هنفكر على الباب، نص ساعة مش هتفرق في حاجة، خلينا نفكر على رواقة.
كاريمان باحراج : يابنتي إحنا لسه بدري، أكيد جوزك نايم.
وعد : اطمني يا حبيبتي، أمجد بيخرج من ٦ الصبح، متعود على كده وأنا كمان اتعودت.
اترزعي بقى ومتقلقيش، هنفكر مع بعض وتشتري لحبيب القلب هدية تعجبه.
كاريمان : وعد! قولتلك مليون مرة أنا وأكرم اصدقاء وبس.
وعد بجدية : الكلام ده تضحكي بيه على أي حد غيري، لمعة عيونك ولهفتك إنك تروحي الجامعة دي بتأكد إنه حب يا كاريمان، مفيش حاجه إسمها صداقة بين ولد وبنت، ده كله كلام بنضحك بيه على نفسنا.
وطت كاريمان راسها وعيونها دمعت، وعد قعدت جنبها وكلمتها بتعاطف :
يا حبيبتي انا مش قاصدة اضايقك، بس خايفة عليكي، انتِ متعرفيش الناس كويس، مفيش حد سهل ولا طيب في الزمن ده غير قليل أوي، والولد ده متعرفيش عنه حاجة، تعرفي أهله مين، مش يمكن يطلع مرتبط أصلا يا كاريمان، هتفضلي تضحكي على نفسك وتقولي أصحاب وفجأة تلاقيه خطب ولا اتجوز وجاي ياخد رأيك.
كاريمان : اسكتي يا وعد، كفاية علشان خاطري، والله حاولت ابعد بس مقدرتش، أنا فعلاً بحبه، بحبه اوي، ومش عارفة أعمل إيه.
وعد : ولا حب ولا زفت، أنا قدامك اهو، اتجوزت اللي بحبه وفي النهاية ندمانة.
كاريمان : ليه يا وعد، هو أمجد مزعلك.
وعد : لا مزعلني ولا مفرحني، إحنا يدوب اتجوزنا والحمد لله خلفت يوسف علطول، حياتنا مملة يا كاريمان، لا بنخرج ولا بشوفه غير وقت النوم، حياتنا مكشوفة وكل حاجة حماتي وحمايا بيعرفوها قبل مني، ممنوع نهزر أو اتدلع عليه بصوت عالي، كل حركة اعملها يقولي أمي وابويا، حتى الدراسة بيماطل فيها، بيغير بجنون وده انا عرفاه من البداية بس الموضوع زاد بقى خنقة.
كاريمان : فرق السن برده بيفرق يا وعد، انتِ لسه صغيرة، أمجد أكبر منك باكتر من ١٠ سنين وطبيعي يغير ويكون تفكيره مختلف، ومتزعليش مني بالنسبة للدراسة انتِ وافقتي عالجواز ووالدتك كانت معترضة لكن انتِ صممتي، اعتقد أصلا إن الجامعة مش فارقة معاكي، انتِ معتبراها فرصة تخرجي وتغيري جو بعيد عن اهل جوزك.
وعد : يمكن كلامك صحيح بس برده إحنا اتفقنا من الأول أكمل تعليم، وهو كده بيخلف وعده.
كاريمان : معلش طولي بالك كل حاجة هتتحل، المهم بيتك وابنك.
وعد : سيبك مني، المهم عاوزاك تخلي بالك من نفسك وبلاش تعشمي نفسك عالفاضي، اسألي أكرم ده بطريقة غير مباشرة، شوفي نظامه إيه، مرتبط، بيحب، أمه هتخطبله بنت اختها، اتحركي كده متبقيش هبلة.
سمعوا صوت ابنها بيعيط، جريت وعد علشان تشوفه وكاريمان فضلت قاعدة مكانها تفكر في كلام وعد.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
وصلت الجامعة متأخر، ضيعت اول محاضرة، ومقدرتش تحضر الثانية لأن بالها مشغول بكلام وعد.
كان أكرم بيدور عليها بلهفة، شافها قاعدة في الكافتيريا قرب منها، سألها بترقب
كاريمان، مبترديش عليا ليه، في حاجة
كاريمان بهدوء : لأ مفيش حاجة، بس كان الموبايل سايلنت.
قعد قصادها مستني تتكلم، لكنه اتفاجيء بيها بتمد ايديها بهدية متغلفة وبتقوله :
كل سنة وانت طيب يا أكرم.
ابتسم بسعادة، الهدية مفرقتش معاه اللي فرق إنها من كاريمان، أد إيه حاسس إن الدنيا جميلة، معقول حد يغير نظرتنا للدنيا بالشكل ده.
اخد الهدية وشكرها وهي احتفظت بهدوءها لحد ما قربت منهم واحدة من زمايلهم، بنت شيك وجميلة، بصت على أكرم وكلمته بهزار
هاي أكرم، فينك يابني، قاعد هنا وسايب المحاضرات.
أكرم كلمها بعفوية ومنتبهش لنظرات كاريمان، بعد ما خلص كلام مع البنت، التفت كاريمان وانصدم لما شاف نظراتها، كانت عيونها مدمعة، حزينة، كلها عتاب.
اتحرك من مكانه ووقف قدامها، بيتمنى لو كان له الحق يحضنها ويسألها عن سبب النظرة الغريبة دي إيه، سأل بتردد
كاريمان، في إيه مالك.
لمت حاجتها وقالت بحدة : مفيش حاجة، أنا تعبانة ولازم أروح، بعد إذنك.
أكرم : طيب استني هوصلك.
صرخت بغضب : لأ متشكرة، روح احضر العملي، زمايلك بيدوروا عليك.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
جهزت الغدا، وهو بدأ ياكل في هدوء، بعد وقت بسيط وقفت وعد قدام أمجد، اتكلمت بصوت حاد وقالت
انت هتفضل كده علطول، كل يوم تخرج الفجر ترجعلي اخر الليل تاكل وتنام.
أمجد : في إيه يا وعد، أنا طول النهار واقف على رجلي في المحل، اسيب شغلي ومصالحي واقعد في حضنك.
وعد : وأنا تعبت، ليل نهار لوحدي.
كمل أكله وكأنها مبتتكلمش لحد ما شافها خارجة من الأوضة بتاعتهم شايلة شنطة صغيرة وابنها على ايدها التانية.
اتحرك ناحيتهم لكنها قالتله بغضب
خليك مكانك، أنا هاخد ابني ونروح بيت أبويا، انت إنسان بارد مفيش عندك إحساس، لما انت مش فاضي وحياتك كلها شغل، اتجوزتني ليه، كنت بتجيب وقت قبل الجواز منين، ده انت كنت لازق عندنا، ولا خلاص بقيت حاجة مضمونة قدام عنيك فمش فارقة معاك.
أمجد : يابنت الناس استهدي بالله وبلاش جنان، هتصحي النايمين.
اقعدي نتكلم وهعملك اللي يريحك.
صرخت في وشه بغضب، كل اللي يهمه أمه متصحاش وأبوه ميسمعش صوتهم، رفضت تسمعه وصممت على موقفها لكنه عاند معاها وقالها
لو خرجتي من البيت الساعة دي مترجعيش تاني.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
أمه شيفاه محتار، كل دقيقة يمسك موبايل ويشوفه، وينفخ بيأس، عملتله كوباية شاي وقعدت جنبه وسألت بقلق :
مالك ياحبيبي، في حاجة مضيقاك يا أكرم؟!
أكرم : لأ يا ست الكل، مفيش حاجه.
جليلة :يابني انت من ساعة ما رجعت وانت قاعد كده، بهدومك ولا كلت ولا شربت حاجة وماسك تليفونك كأنك مستني النتيجة.
أكرم : معلش يا ماما، مش عاوز اتكلم في حاجة دلوقت، متشغليش بالك.
ابتسمت وسألته : انت زعلان مع كاريمان، صح.
أكرم : اشمعنى كاريمان يعني!
جليلة : ياواد عيب عليك ده أنا حفظاك.
زعلتها ولا ايه؟
أكرم بغيظ :ولا عملت حاجة، هي بقالها فترة غريبة كده، والنهاردة اتلككت على موقف بسيط ومشيت.
جليلة بمكر : يمكن بتحب.
وشه اتغير وأنفاسه زادت ووالدته لاحظت، حطت ايدها على راسه وقالتله بحنية
احكيلي حصل ايه، يمكن ادلك على الحل.
شرح لأمه كل حاجة حصلت، وهي كانت بتسمعله بتركيز، ابتسم وهو بيقول
دي حتى افتكرت عيد ميلادي، جيبالي هدية الصبح، معرفش اتغيرت في لحظة واختفت وقافلة موبايلها.
جليلة : يمكن لانك عبيط، ياواد الحكاية واضحة زي الشمس، البت غيرانة عليك لما سبتها وكلمت زميلتك التانية قدامها.
أكرم : هتغير ليه بس يا أمي، هي من الأساس متعرفش إني بحبها
جليلة : ياواد هي كمان شكلها بتحبك، اقولك انت تفاتحها في الموضوع ولو كلامي صح نروح نخطبها.
أكرم بسعادة : بجد، بتتكلمي جد
جليلة : هو أنا عندي اغلى منك يا نن عيني، طالما بتحبها اوي كده خلاص، لو حكمت نبيع الشقة هعملها، المهم تبقى سعيد ومبسوط يا أكرم.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
كانت بتبكي بحرقة في حضن سميرة، كأنها كانت مخزنة دموع السنين
ضمتها بقوة وفضلت تقرأ على راسها قرآن لحد ما هديت شوية، سألتها بخوف
انتِ تعبانة، حاجة بتوحعك يا ناني، اجبلك دكتور طيب!
كاريمان :مفيش حاجة يا ماما، موقف حصل في الجامعة وضايقني.
سميرة : موقف ايه، مع دكتور عندك ولا حد من زمايلك؟
كاريمان : لأ واحدة زميلتي شدينا مع بعض.
سميرة : تقومي تعيطي بالشكل ده، ما تغور هي والكلية والدنيا كلها، اوعي تزعلي.
باست خدها بحب وقالت : إيه رأيك نسافر الغردقة، الإدارة عندنا عاملين رحلة تبع الوزارة،، سألوني لو حابة أروح بس مردتش ارد عليهم غير لما أسألك.
جاوبتها بدون تفكير وكأنها فرصة علشان تهرب من كل حاجة
اه يا ماما، ياريت علشان خاطري.
سميرة : خلاص هكلم أماني زميلتي ونطلع معاهم بعد بكرة ان شاء الله.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
#بسم الله الرحمن الرحيم
#البارت السابع
#وعود الليل
#نداء_علي
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
الإهتمام بيغرس بذور الحب، بيثبت جذور المودة، بيقرب المسافات ويمحي خطوات البعد.
من وقت ما غلطت وهي بتحاول تكفر عن غلطها، سابت كل حاجة بالتدريج، بطلت تشرب ومنعت السهر بتروح الشركة على فترات، بذلت مجهود كبير علشان تقرب من مارية، كل يوم بتكتشف فيه صفة جديدة في بنتها، مع الوقت البنت اتعودت على إهتمام أمها، بدأت تتغير للأحسن، ثابت هو كمان بسبب اهتمامها بدأ يهد الأسوار اللي بينهم، حب قربها منه، الهدوء والسعادة اللي بيشوفهم في وش بنته كفاية بالنسبة ليه، مش فاهم سبب تغير هدى لكن المهم إنها اتغيرت.
حضرت الفطار، طلعت للجناح الخاص بيها وصحت ثابت، ابتسم بنعاس وقال
النهاردة الأحد، أجازة يا هدى، ولا ناسية.
هدي : لأ مش ناسية، بس حضرت فطار لينا إحنا التلاتة، انت عارف ان مارية بتحب نقضي اليوم مع بعض.
ثابت : طيب افطروا سوا، نفسي انام.
شالت الغطا وقالتله :
متحاولش، قوم يلا بلاش كسل.
ثابت : معقول التغيير ده كله يا هدى، انتِ اتبدلتي، كأنك واحدة تانية.
ابتسمت بخفوت وحاولت تبين إنها طبيعية وهو قام ياخد حمام علشان يفطر مع مراته وبنته.
نزلوا واتجمعوا على الفطار، كان جو كله مرح وهزار، ثابت ومارية مستمتعين بالأكل وهدى بتبص عليهم بحب.
نزع منها سعادتها دي كلام ثابت اللي صدمها لما قالها
ستيف رجع ألمانيا، عمل مشكلة كبيرة في السويد وكان لازم يرجع هنا.
الأكل وقف في حلقها وفضلت تكح، أنفاسها انسحبت، قامت مارية بخوف ومدتلها كوب ماية، وثابت وقف جنبها يساعدها تشرب.
غمضت عنيها لحد ما هدأت نوبة فزعها وسألت بتردد
عمل مشكلة إزاي، مش هو اللي طلب يتنقل الفرع في السويد بنفسه.
ثابت : ورط نفسه مع ناس مش تمام، كان بيلعب معاهم ورق، وخسر مبلغ كبير جدا، تقدري تقولي دخل في منطقة خطر، مافيا وحكاية كبيرة، أنا مكنتش هساعده لولا إنه صديقنا من زمان وبسببه عملنا شغل كتير ومهم.
دفعتله ٢٠٠ ألف دولار ورجعته هنا.
هدى : بس ده مبلغ كبير يا ثابت.
ثابت : هيتخصم من مرتبه على دفعات، متقلقيش.
ثابت ومارية انشغلوا في الكلام مع بعض وهي تاهت، دخلت في دوامة صعب ويمكن مستحيل تطلع منها.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
كانت بتغير ملابس إبنها، دخلت عليها والدته كلمتها بصوت هامس
غيري ليوسف وتعالي يا وعد، جوزك وحماتك برة
وعد : مش خارجة يا ماما ومش عاوزة أشوف حد
سعاد : استهدي بالله يابنتي واطلعي شوفيهم هيقولوا إيه، ميصحش كده، يلا ياقلبي علشان خاطر أبوكي ميزعلش.
وعد : حاضر يا ماما، بس خلي بالك، أنا مش راجعة مع أمجد تاني بعد ما طردني من بيته.
سعاد : يابنتي وطي صوتك، هنشوف الأول جايين ليه وبعدها نعرف هنعمل ايه.
انتظروها لمدة بسيطة، خرجت بعد ما نيمت ابنها، متكلمتش، راحت قعدت جنب والدها في صمت.
حماتها عاتبتها بحدة وقالت :
كده يا وعد، تسيبي بيتك وتحرمينا من يوسف، مش عيب كده.
وعد : العيب هو اللي إبنك عمله يا حماتي، أمجد بيه قالي لو طلعتي من البيت مترجعيش تاني، وانا بنفذ كلامه.
أمجد بغضب : احمدي ربك إني سبتك تطلعي، المفروض كنت كسرتلك رجليكي الاتنين.
ممدوح : ميصحش كده يابني.
أمجد : اعذرني ياعم ممدوح، بس وعد متدلعة بزيادة، ليل نهار بتشتكي ومش عاجبها حاجة، اعملها إيه، اسيب شغلنا واقعد ادلع وادادي.
وردة : وهو حتى الشغل مقطع بعضه، ده أمجد ياحبة عيني شايل الهم وساكت، الحال واقف، من وقت الكورونا والخامات غليت، بقت نار، ده لولا ستر ربنا كان المحلات اتقفلت من بدري.
وعد : وأنا ذنبي إيه.
وردة : ذنبك انه جوزك، تتحمليه وتهوني عليه مش تنكدي عليه في الروحة والجاية، وعلى رأي المثل، الخير على قدوم الواردين.
قالتها بسخرية وكأنها بتحمل وعد سبب ضيق الحال.
وعد كانت هترد لكن والدها منعها واتكلم بهدوء
شوف يا أمجد، احنا من البداية اتفقنا واكدنا عليك إن البنت هتكمل علامها وانت وافقت، إحنا عاوزين نعرف ناوي على ايه بالظبط.
أمجد : ناوي ان مراتي تقعد في البيت وتهتم بيا وبابني ياعم ممدوح.
ممدوح : يعني كنت بتضحك عليا بقى.
أمجد : استغفر الله العظيم، لا والله ابدا، بس أنا بشوف الدنيا حواليا صعبة والناس وحشة، مقدرش اطلعها في وسط العالم ده وأفضل حاطط ايدي على قلبي خايف يحصلها حاجة.
ممدوح : يعني ايه، هتضيع مستقبلها علشان خايف عليها، حلوة دي.
أمجد : ياعم ممدوح المستقبل بأيد ربنا وانت عارف إنها حتى لو اخدت دكتوراة مش هشغلها، خليها ترجع معانا وتخزي الشيطان.
ممدوح بغضب : لأ مفيش رجوع ياسيدي، أنا غلطت لما صدقت كلامكم من الأول، الكل قالي بلاش، بيضحكوا عليك وأنا صممت على رأيي، عارف لو كنت صارحتني بتفكيرك ده وقتها كنت هحترمك، لكن الكذب والملاوعة مياكلوش معايا.
وردة قلبها وجعها، هي عارفة كويس ان ابنها عنيد وعارفة ان ممدوح بيكره الكذب كره العمى، وعد كمان خافت، حست ان نهاية الكلام هتكون خسارة لها لوحدها، أما هترجع مع أمجد وتعيش وتسكت واما تبعد عنه وتخسر حبها وابنها يتحرم من أبوه.
أمجد معجبوش عصبية ممدوح وطريقة هجومه عليه، بدأ هو كمان تزيد عصبيته، اتكلم بجدية
اسمعني يا عم ممدوح، بيتي ومراتى انا حر فيهم، انت ابوها على عيني وراسي لكن ملكش تدخل بينا ولا تحدد أسلوب تعاملي معاها.
ممدوح بغضب : تمام، وانت ملكش عندي بنات واعلى ما في خيلك اركبه، على أخر الزمن عيل زيك هيعلمني اعمل ايه ومعملش ايه.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
سافرت الغردقة، وهو هيتجنن عليها، حاول يوصلها ومفيش فايدة، بيتصل بها كل يوم موبايلها مقفول ولما فقد الأمل انها ترد جاله رسالة ان موبايلها اصبح متاح، فتحت الموبايل بعد ٣ أيام من غيابها.
كان بيحاول يتجاهل اشتياقه لها لكن غصب عنه لقى نفسه بيحاول يتصل ، فتحت المكالمة وردت بصوت متعب وحزين :
ايوة يا أكرم.
اكرم : انتِ فين، ممكن أعرف.
كاريمان : سافرت الغردقة مع امي.
أكرم بحدة : آه، الهانم مسافرة تتفسح وانا هنا هموت من القلق، كاريمان هانم عايشة حياتها.
ردت عليه بصوت غاضب
انت بتعلي صوتك ليه، أنا حرة اعمل اللي يعجبني.
أكرم : يعني ايه حرة دي، وأنا بالنسبة ليكي شفاف يعني، عادي اخبط راسي في الحيط.
كاريمان : انت ملكش دعوة بيا، لا انت ابويا ولا اخويا، احنا أصحاب وبس.
أكرم : أصحاب! لأ بقى إحنا مش أصحاب، أنا بحبك، فاهمة يعني ايه بحبك ومش هستمر في التمثيلية البايخة دي تاني، عاوزة تكمل علاقتنا بالشكل ده وتحت المسمى ده، اني حبيبك تمام، هجيب والدتي واجيلك اتقدم رسمي، مصممة تعتبري اللي بينا صداقة وصحوبية فأنا آسف، مش هقدر اكمل.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
النوم خاصم هدى، منعها ترتاح ولو دقايق، بيعاقبها زي ما هي بتعاقب نفسها، رجوع ستيفن مكنش صدفة، هي توقعت ده ولما شافته في الشركة، اتأكدت من نظراته إنه مش ناوي على خير.
شاورلها بعنيه انه عاوز يكلمها، راحتله مكتبه من غير ما ثابت يلاحظ، اول ما دخلت المكتب حاول يحضنها لكنها دفعته بنفور ورفض، ابتسم ببرود وقالها
واضح إني موحشتكيش، بس انتِ وحشاني اوي.
هدى : انت عاوز ايه، ورجعت تاني في التوقيت ده بالذات ليه، حرام عليك أنا ما صدقت حياتي تتعدل، بلاش تخرب بيتي وارجع مكان ما كنت.
ستيفن : مقدرش، وبعدين ايه يخليني اسيب بيتي وبلدي واعيش في مكان ثاني، كفاية عليكي اوي كده، سبتك سنتين كاملين تريحي اعصابك وتهدي، وعلى حسب اللي شايفة علاقتك مع ثابت أحسن من أول بكتير، يعني تأثيري حلو عليكم.
بكت هدى من التوتر والخوف، عاجزة عن التفكير، خايفة تعلي صوتها حد يسمعها وخايفة تسكت يتمادى في تلميحاته، قربت منه وهي بتتكلم بكره واضح
انت شخص مقرف، حقير، أنا هطلب من ثابت يفصلك من الشركة ويبعدك عن حياتنا.
شدها لحضنه غصب عنها وقال بتحذير
حاولي تعمليها وانا هفرجه على الصور بتاعتنا واخليه يستمتع ببلاش، هعرفه أد إيه هو مغفل ووقتها مش هيفصلني لوحدي ده هيرميكي برة بيته وحياته ومش بعيد يقتلك.
استغل حالة الضياع اللي هي فيها وباسها برغبة وقوة، قبل ما تبعده عنها كان ثابت فاتح باب المكتب وشايف المنظر ده.
ستيفن بعد عنها وانصدم لما شافه قدامهم، ثابت هجم عليه يخنقه بغل وغيرة، ضربه بكل قوته لكن ستيفن جسمه أقوى وسنه أصغر، ستيفن قدر يهرب من ثابت بصعوبة، فرق القوة بينهم خلته يزقه ويهرب لكن هدى فضلت مكانها وكأنها مشلولة، بتترعش برعب، متخيلتش في أسوأ كوابيسها إن نهايتها تكون كده، بتبكي برعب.
ثابت صدمته حولته من شخص هاديء، تصرفاته محسوبة لإنسان بدون عقل أو روح، جري ناحية مكتبه، فتح الدرج وأخذ منه المسدس ورجع لهدى
صوب المسدس ناحيتها ودموعه مغرقه وشه، يمكن أول مره في حياته يبكي بالشكل ده، دموع ذل ووجع، دموع راجل شاف مراته في حضن راجل تاني، بيلمسها بطريقة مقرفة وهي متقبلة ده وساكتة، بيسأل نفسه بهستيريا ليه، ليه يحصل معايا كده، أنا ياما غلطت، ارتكبت ذنوب، زي كل البشر، لكن العقاب ده بشع، صعب إنسان يتحمله، الخيانة بتقتل.
عقله وقف عند الكلمة، فعلاً هو مات خلاص، روحه فقدت رغبتها في الحياة وزي ما هو مات لازم هدى تموت، تدفع تمن خيانتها.
اتكلمت هي بضعف ورجاء :
اسمعني الأول يا ثابت، أنا مظلومة والله، صدقني كانت مرة وكنت غايبة عن الوعي، بصت في الأرض بخزي وندم، قالتله :
كنت سكرانه وهو استغل الفرصه، وبعد كده بعدت عنه، اقسم بالله حاولت ابعد بس هو كان بيطاردني، معاه صور لينا في أوضاع..
مقدرتش تكمل وبدأت تبكي بقوة، لكن ثابت مكنش سامع أي كلمة أو تبرير منها، كأنه مدبوح وروحه بتفارقه، اتكلم بوجع
ليه يا هدى، ده أنا اكرمتك سنين، عمري ما قولتلك على طلب لأ، عمري ما بصيت لست غيرك ولا ضعفت، رغم ان الكل حوالينا بيخون، أنا معملتش ده، ليه؟
قبل ما ترد كان صوت الرصاص بينهي الألم اللي بيقتله، رمي المسدس من ايديه وغمض عيونه، مفيش حاجه ممكن يعملها غير إنه يغمض عينيه يمكن يصحى من الواقع المرير ده ويلاقي كل ده خيال، وهم ومحصلش.
#السلام عليكم
#بعتذر من حضراتكم انا وعدت ان الرواية تنزل ٣ ايام في الاسبوع وللأسف التفاعل أسوأ ما يكون رغم ان معظم الكومنتات بتقول ان الرواية جيدة
أنا هكمل الرواية احتراما للناس المتفاعلة فقط.
💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝
#بسم الله الرحمن الرحيم
#البارت الثامن
#وعود الليل
#نداء_علي
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
اترددت قبل ما تكلم سميرة، هي عارفة كويس رأيها، مفيش خطوبة ولا ارتباط قبل الجامعة ما تخلص، لكن هتحاول معاها لحد ما تقتنع
دخلت عندها لقتها بتتفرج على التليفزيون، قعدت قدامها وسميرة ابتسمت وقالتها، عاملة ايه ياقلبي، تحبي ننزل البحر شوية.
كاريمان بتوتر : لأ يا ماما، أنا عاوزة اكلمك في موضوع مهم.
اتعدلت سميرة وبصتلها بانتباه، طمنتها انها تتكلم وفعلاً بدأت كاريمان تحكيلها كل حاجة بينها وبين أكرم.
سميرة كانت بتسمعها وكأنها شايفة صورة مصغرة من الماضي، نفس طريقة كلام اختها عن ثابت، نفس عشقها الواضح من لمعة عينيها، ضعفها وهي بتنطق اسمه، الماضي بيتعاد قدام عينيها لكن المرة دي هي مستحيل تسمح إن الحكاية تتكرر.
وقفت قدام كاريمان، قالتلها بحدة وشراسة :
مفيش خطوبة ولا كلام فاضي قبل ما تخلصي الكلية واشوف الشهادة بعيني، أنا زمان سكت لما أمك صممت تتجوز ثابت، كانت عيلة وهو استغل حبها له، مكملتش تعليمها واكتفت بنجاحه هو، كانت بتعامله كأنها أم مش زوجة، بتفضله على نفسها في كل حاجة، حتى في الأكل، كانت بتعمله اللي بيحبه، مش مهم هي بتحب ايه.
حتى لما خلفتك والدكاترة قالوا قلبها ضعيف وميتحملش خلفة تاني، حملت، كانت عاوزة تسعده وتجبله الولد، وراحت هي والولد في لحظة.
تفتكري أبوكي عمل ايه، ولا حاجة.
ابتسمت بوجع معملش حاجة غير انه اتجوز ودور على بديل.
انتِ فاكرة إنك لما تجيلي وتقوليلي بحب وهتخطب هزغرط، لأ انا آسفة، مفيش الكلام ده غير لما تخلصي تعليمك وقتها هكون عملت لك اللي عليا ووقتها بس تقدري تختاري وتقرري.
كاريمان :يا ماما افهميني، أكرم غير بابا.
ضحكت سميرة بكل قوتها وبصتلها بسخرية من سذاجتها وقالت
كلهم زي بعض، يمكن انتِ شايفة إني مش من حقي اتحكم في حياتك، شيفاني معقدة وظالمة، لكن مع الوقت هتعرفي ان مفيش حد بيحبك أدي.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
قدام المحققين متكلمش، طول الوقت ساكت وشارد، كأنه مغيب عن العالم، عقله رجعه لسنين فاتت، اتأكد ان عقابه مستحق، للأسف كان ظالم وجه الوقت إنه يتظلم ويدفع التمن.
عمره ما قدر قيمة مراته الأولى، كان بيحبها جدا لكنها كانت بتحبه أكتر، بتتفنن ازاي تسعده، عمرها ما كشرت في وشه رغم انه كان دايماً مقصر معاها ، أحيانا بنفوق متأخر بعد ما كل حاجة بتنتهي.
هدى دخلت في غيبوبة، محدش يعرف هتقوم ولا لأ، المحامين بيحاولوا بكل الطرق يخرجوا ثابت من صمته لكن مفيش فايدة.
مارية، طفلة بتجبرها الظروف تكبر، مش عارفة تفضل مع امها اللي بين الحياه والموت ولا تروح تسأل أبوها ليه عمل كده؟
واحدة من أصدقاء أمها، واحدة بس من بين مئات كانوا ليل نهار مع أمها، وقت الأزمة اختفوا ومفضلش غير واحدة بتهتم ببها وتسأل عنها.
ستيفن هرب، بس المرة دي محدش عرف راح فين، خاف إنه يتورط في حاجة فقرر يبعد.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
وردة مقدرتش تنطق، إبنها عاوز يعمل اللي في دماغه ومن غير ما يرجع لحد، غضبه عماه عن حاجات كتير وأولهم ابنه.
سألته بحدة
انت اتجننت أكيد، طلاق إيه ده اللي بتتكلم عنه مش دي وعد، حبيبتك، ده انت حفيت عشانها.
أمجد : كنت، خلاص حكاية وخلصت.
ضربته في كتفه بغيظ وسألته
وابنك يا فالح، هتخلف وترمي، انت فاكر إنك لما تطلق وعد هتقعد تبكي عليك، دي دماغها جزمة زيك بالظبط، هتلاقيها أول ما شهور العدة تخلص متجوزة أول واحد يخبط على بابها.
أمجد : تتجوز!
وردة : آه ياخويا، متتجوزش ليه، مكملتش حتى عشرين سنة، وزي القمر.
أمجد : وقتها هاخد ابني منها واحرمها منه.
وردة : مش هتحرمها منه يا أمجد، انت هتحرمه هو من أمه، هي هتتجوز وتخلف وانت كمان مصيرك تتجوز والواد المسكين محدش هيعبره .
استهدى بالله يابني، الجواز مش لعبة ولا حاجة سهلة، ابعد عنها شوية خليها تفكر بالراحة وانت كمان ترتاح وتشوف الصح وتعمله، متتسرعش وتضيع نفسك وابنك.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
مفرقش معاه الحكم، جوة أو برة هيكون سجن، هيقضي ٢٠ سنة في السجن، ابتسم بسخرية، وكأن العمر لسه فيه عشرين سنة تاني.
يا ترى بناته هيحصلهم إيه، كاريمان ومارية، هيفتكروه، هيسألوا ولا خلاص، انتهى كل شيء، معملش حساب يوم زي ده ليه، ليه مقربش من بناته واحتواهم.
هيعمل ايه وهيقضي حياته جوة السجن إزاي، اتمنى بينه وبين نفسه إنه يموت، ياريته يموت ويرتاح.
المحامي قعد قدامه واترجاه بصدق
اتكلم يا ثابت بيه، لازم تفهمني حصل ايه، إحنا ممكن نقدم التماس ونقلل الحكم.
ثابت : مفيش داعي يا جاسم، أنا معترف وبس.
المحامي : حضرتك مستسلم بشكل غريب، متنساش إن عندك بنت ومحتاجة وجودك، مش معقول هتعيش من غيرك انت ووالدتها.
ثابت : بنتي، ولو انا خرجت تفتكر بنتي هتسامحني، تفتكر هقدر ابص في وشها، تفتكر هي أصلا بنتي، ولا بنت حد تاني؟
المحامي بدأ يربط الخيوط خاصة الجملة الأخيرة، الحادثة كانت بسبب الخيانة بس للأسف في ألمانيا مش سبب مقنع إن الزوج أو الزوجة يقتلوا بسبب الخيانة، العلاقات عندهم غير.
فكر شوية وقال
إحنا هنلتمس ونطلب براءة، هنقدم ورق وشهود يأكدوا إن الرصاصة خرجت من المسدس بالغلط، وأكيد المسدس مرخص وده هيفيدنا.
ثابت بيأس : لو سمحت سبني لوحدي يا جاسم، متتعبش نفسك.
المحامي مشي وسابه مؤقتاً لحد ما يفوق من صدمته، لكن مستحيل يسيبه يضيع نفسه بين جدران السجن و المجرمين.
ثابت رجع الزنزانة، اتكوم على نفسه والمشهد بيتكرر قدام عينيه، كان مراقب تحركاتها لأنه شاكك فيها لكن شكه طلع حقيقة، خوفها وارتباكها لما شافت ستيفن خلاه يتأكد إن في حاجة ولما دخلت المكتب مع ستيفن خد مسدسه ودخل عليهم، كان بيكدب نفسه لآخر لحظة، لكن الواقع اكدله بعينيه إنها خاينة وإنه مغفل كبير.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
قطعوا الإجازة ورجعوا، لا سميرة بتتكلم ولا كاريمان عارفة تقنعها، حاولت تشوف حد يكلمها لكن للأسف مفيش حد مقرب منهم ممكن يغير تفكيرها، اتمنت كاريمان لو إن أبوها جنبها، قريب منها، يساعدها لكن للأسف متقدرش حتى تتصل وتقول انا محتاجة وجودك جنبي.
أكرم اتصل عليها ردت عليه علطول سألها بلهفة
كلمتي والدتك يا كاريمان.
قالتله : كلمتها، لكن مش موافقة.
أكرم : ممكن أعرف سبب الرفض.
كاريمان : بتقول إنها رافضة فكرة اي ارتباط قبل الجامعة ما تخلص.
أكرم بتفاؤل : يعني مش رفضاني انا كشخص.
كاريمان : لأ، أنا مكلمتهاش عن ظروفك او اي حاجة تخصك، قولتلها بس إنك بتدرس معايا وعاوز تتقدملي.
أكرم : وبحبك.
كاريمان : أكرم، بعدين معاك.
أكرم : عاوزك بس تتأكدي إن ده المهم، أنا بحبك، يعني هستني وهحاول مرة ومليون، انتِ ليا أنا وبس.
تنهدت بتعب وهو سكت، مش مهم أي حاجة السنين قدامهم كتير، عمره ما هييأس إنها تكون من نصيبه، هيحاول من تاني لحد ما يقنع والدتها.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
سأل كاريمان عن مكان شغل سميرة، قدر يوصل للمكان، سأل عنها وراحلها،
وقف قدامها وكلمها بثقة وهو بيقول
السلام عليكم يا مدام سميرة، أنا أكرم عبدالملك زميل كاريمان.
رفعت وشها وبصتله بتقييم، للأسف البنت قلبها بيميل لنسخة من أبوها من غير ما تحس، أكرم بيشبه ثابت وهو شاب، بشكل خلاها تضايق اكتر، كلمته بهجوم؛ ظهر في لهجتها.
نعم، تحت أمرك يا أستاذ أكرم
أكرم بهدوء : ممكن اقعد الأول، هتكلم وأنا واقف كده.
سميرة : اتفضل اقعد بس ياريت تتكلم بسرعة، زي ما انت شايف ده مكان شغل.
أكرم : وأنا طلبت من حضرتك اجيلكم البيت ورفضتي، وعلشان كده اضطريت اجيلك الشغل.
سميرة : رفضت لأن الموضوع مرفوض، يعني من الآخر متتعبش نفسك.
أكرم : بس حضرتك بتظلميني، ليه واخدة مني موقف من غير حتى ما تعرفيني، أنا بحب كاريمان ولو على الجامعة، هستناها لحد ما تتخرج.
بسم الله الرحمن الرحيم
#البارت التاسع
#وعود الليل
#نداء_علي
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
كلام والدته كان يتردد في عقله ، يعني وعد ممكن تتجوز تاني، تبقى ملك واحد غيره، ياخدها في حضنه، يلمسها، اتجنن غيرته قتلتله، ساب المحل وطلع على بيت حماه، فضل يخبط بعنف لحد ما وعد طلعت فتحت الباب، كان والدها بيصلي وأمها في السوق، استغربت من الخبط الغريب على بابهم فاضطرت تفتح هي.
قبل ما تفهم في أيه كان ساحبها وراه لاوضتها، بصتله باستغراب وصرخت في وشه بغضب.
انت بتعمل ايه وجاي هنا ليه، ومالك داخل علينا زي الحكومة كده ليه.
أمجد : عاوزة ايه وترجعي بيتك يا وعد، عاوزة مني ايه؟
دورت وشها وقالت بصوت حزين
مش عاوزة منك حاجة وبالنسبة لبيتك فأنا عمري ما حسيت أنه بيتي يا أمجد.
قرب منها حضنها من ضهرها، أد إيه وحشاه، إزاي ممكن يكمل من غيرها، لو مكنتش عنيدة بالشكل ده مكنش ده بقى حالهم.
باسها برغبة وعشق خلاها تقرب منه اكتر، لفها وبص في عيونها بعتاب، سألها بلوم :
ازاي قدرتي تبعدي عني يا وعد، مين غير قلبك عليا، معقول مش قادرة تتحملي عصبيتي، تعرفي إني حاسس بالعجز، إحنا قربنا نفس، تعرفي إني بنحت بأيدي وسناني علشان أحافظ على شقى أبويا وملكنا، عمري ما اشتكيت لأني خايف أحملك الهم، تقومي تزودي همي.
وانت مين قالك تخبي عني، مين فهمك إن تعبك مش واصل لقلبي، بتكون جوة حضني بتضحك وعارفة إنك بتكدب وموجوع، لكن غصب عني أنا إنسانة، اتجوزتك لأني بعشقك عاوزاك معايا وفكرت إن جوازنا هيقربنا.
لكن إيه اللي حصل، بعدت عني، اهملتني، وقت حملي وولادتي كنت بتمنى الاقيك جنبي، مكنتش موجود، واستنيت تتغير أو توضح سبب غيابك لكن محصلش، ومع أول موقف، اتخليت عني بسهولة.
أمجد : والحل يا وعد، تفتكري لو بعدنا هنرتاح.
وعد : مش عارفة، أنا تعبانة يا أمجد.
ابتسم وقالها : خلاص يلا بينا نرجع بيتنا، هاتي يوسف وتعالي نمشي يا وعد.
وعد : من غير ما بابا يوافق.
أمجد : انتِ مراتي، أبوكي ملوش يمنعك عني، فاهمة.
وعد : إنت فيك إيه يا أمجد، إنت طبيعي.
أمجد اتوتر من سؤالها وهي استغربت رد فعله لكن دخول أبوها فجأة خلاه يتنفس بارتياح لأنه هيهرب من المواجهة مع وعد.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
لما عرفت خبر القبض على والدها، مصدقتش، قرأت الإسم أكتر من مرة، ولما اتأكدت إنه ثابت علم الدين، أبوها فعلاً مقدرتش تفكر، إزاي وليه، طيب هتتكلم مع مين، سميرة رافضة حتى تسمع إسمه، فكرت تتصل على رقم ثابت في ألمانيا لكن لقت الرقم خارج الخدمة.
اتصلت على أكرم، رد عليها بلهفة
أكرم : حبيبتي، صاحية لحد دلوقت ليه
كاريماح بصوت مخنوق بالحزن : عاوزة أشوفك الصبح يا أكرم، حاول تقابلني في الجامعة ضروري.
أكرم : طيب طمنيني الأول، حد مزعلك، تعبانة، في إيه.
كاريمان : الموضوع بخصوص بابا، قرأت عنه أخبار غريبة، انهارت من البكا وقالت بصوت متقطع
بيقولوا قتل مراته ومحبوس، بابا مستحيل يعمل كده.
أكرم انصدم في الأول، مش فاهم كلامها وعقله بيحاول يستوعب، بس حاول يرد عليها ويهديها، كلمها بحب وهدوء :
اهدي بس، قولي لا إله إلا الله.
قالت كاريمان بصوت مبحوح :
لا إله إلا الله.
أكرم : إن شاء الله مفيش حاجة، بس علشان خاطري متعيطيش تمام، وانا بكرة الصبح هتلاقيني قدام بوابة هندسة، مش هنحضر محاضرات، اليوم كله ملكك وبس.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
ثابت طلب يشوف المحامي، وبالفعل راحله وسمع طلبه
ثابت حس بغباءه وأد إيه ظلم كاريمان، مفكرش مرة يأمن مستقبلها، اكتفي بالمبلغ اللي بيبعته كل شهر، وفكر بينه وبين نفسه انه لما يموت هتورث منه مبلغ كبير مفكرش في يوم إنه ممكن يحصله مصيبة زي دي.
قال للمحامي :
أنا عاوز أحول املاكي بأسم بنتي كاريمان.
جاسم : حضرتك مستحيل تتصرف في أي ممتلكات تخصك هنا لحد ما القضية تخلص تماما، كمان معظم املاك حضرتك وفلوسك مناصفة مع مدام هدى، ودي مشكلة، اي تصرف هيضرك وممكن ينعكس بالسلب على موقفك.
ثابت فكر شوية وبعدين قاله
مش مهم أي حاجة حاليآ، المهم عندي أشوف مارية، حاول تخليني اقابلها يا جاسم بأي شكل.
جاسم : حاضر يا ثابت بيه متقلقش.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
الوحيد اللي قدرت تحكيله وتشرحله احساسها، سابها تنتهي من كلامها، سألها بهدوء
هي خالتك رافضة ارتباطنا بسبب والدك.
هزت راسها من غير كلام وقالتله أيوة، ماما سميرة شايفة الحب ضعف ووجع قلب، ساعات بحس إن معاها حق.
أكرم بترقب : يعني ايه، ممكن تتأثري بكلامها وتبعدي عني.
بصتله بصدمة وتعجب من كلامه، جاوبت بدون تفكير
أنا مستحيل أفكر في كده، بالعكس أنا خايفة منك انت، خايفة تزهق من الإنتظار وتبعد عني.
ضم كفها بين ايديه ووعدها بصدق :
مستحيل، انتِ مش عارفة بحبك إزاي.
كاريمان : وبابا، تفتكر فعلاً عمل الكلام المكتوب عنه ده.
أكرم : حتى لو حصل، كل إنسان وعنده ظروف خاصة بيه، لا أناولا انتِ شفنا ولا نعرف عمل كده ليه وايه السبب، يمكن مظلوم.
كاريمان : بس انا زعلانة علشانه، ده مهما حصل أبويا.
أكرم : إن شاء الله هيخرج منها وتشوفيه كمان، عاوزك تركزي في دراستك ومتشغليش بالك بأي حاجة، الامتحانات قربت وأنا متعود إن حبيبتي متفوقة.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
كانت وعد محرجة، حاسة إنها مكسوفة ومش قادرة ترفع عنيها قدام أبوها، كان بيبصلها بغيظ هي وأمجد، سألهم بحدة
إيه اللي جابك هنا يا أمجد وبتعمل ايه انت وهي، مش مفروض إن راجل البيت غايب تحترم غيابه.
أمجد : شكلك لسه زعلان مني
ممدوح : ولا زعلان ولا فرحان، إنت ظهرت على حقيقتك وبس.
أمجد قرب منه وباس راسه وقاله باعتذار
خلاص بقى يا حمايا، ميبقاش قلبك أسود
ممدوح : بتعلي صوتك عليا في ببتي وقدام مراتي وأمك وأبوك وعاوزني اخدك بالحضن.
أمجد : ياعم ممدوح قولتلك آسف، بلاش تيجي عليا إنت كمان.
ممدوح بصله لقى عيونه لونها أحمر ووشه متغير فكر إنه تعبان، انفعاله قل وصعب عليه حاله، مهما كان أمجد قريبه ومتربي عندهم، بص لبنته وسألها
هترجعي معاه؟!
وعد : اللي تقول عليه يا بابا.
ممدوح : لمى هدومك وروحي مع جوزك، استهدوا بالله ومتطلعوش أسراركم لحد، وانت قدامك كام شهر لحد ما السنة الجديدة تبدأ، تقدم للبت في الكلية يا أمجد، اللي أوله شرط أخره نور، فاهم.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
كانت ملامحها خايفة، لكن بتحاول تبين إنها قوية، غصب عنها دموعها اتجمعت في عنيها أول ما سألها بحزن
عاملة ايه يا ماري، أنا عارف إنه سؤال بايخ، ميناسبش الوضع ولا المكان اللي إحنا فيه، عمري ما تخيلت إنك تشوفيني بالشكل ده، مسجون وبكلمك وشايف في عنيكي اسئلة بتوجع قلبي وتكسرني.
مارية : ليه، قولي أي سبب هصدقك علطول، بس فهمني ليه؟!
نكس رأسه، يقولها ايه، ان أمها خاينة، يعني هيدبحها بكلامه ويقضي على أي ذكرى حلوة في حياتها، يقولها إنه ضرب امها بالرصاص، ليه، وإيه ممكن يبرر عملته دي غير الحقيقة، لكن الحقيقة ساعات بتكون مؤذية أكتر من الفعل نفسه، اخد نفس عميق وقالها :
أنا عملت توكيل لجاسم، هيدير الشغل، هيكون مسؤول عن كل حاجة وهينفذ طلباتك، لو فعلاً مهتمة بيا وبأمك خلي بالك من نفسك، اعتبري إننا مسافرين، ادرسي واشتغلي وعيشي حياتك، وأهم حاجة متنسيش إننا بنغلط يا ماري، بنغلط علشان ده جزء من تركيبنا، إحنا مش ملايكة.
مارية بحدة :
والمفروض اسمع نصيحتك، أقولك اووه طبعاً كلامك صح، أنا هكمل حياتي وابقى سترونج، محصلتش.
انا خايفة، فاهم يعني ايه، قبل سنتين كنت عايشة حياتي براحتي، اتعودت منكم على التجاهل والبعد، ليه خدعتوني وبدأتم تقربوا وتهتموا، ليه؟!
ثابت فضل محتفظ بصمته، وهي كملت :
انت إنسان أناني، متعود تعيش لنفسك، ولا نسيت بنتك اللي راميها في مصر، عادي مش جديد عليك.
ثابت : يمكن عندك حق، بس معنديش حاجة اقولها غير إني آسف.
مارية : مش مقبول، اسفك ده مش هيفيدني بحاجة، أنا كنت عاوزة أعرف سبب، ليه حرمتني من أمي، طالما مفيش عندك كلام تقوله، خلاص اعتقد إن زيارتي ملهاش داعي.
ابتسم بحزن وحرك رأسه بالموافقة، ساب التليفون وغاب عن بصرها، سابها قاعدة مكانها بتبكي بقوة ورجع للسجن.
:O:O:O:O:O:O:O:O:O:O:O:O:O:O:O:O
سنين العمر بتغفلنا، فجأة نكون واقفين عالشط وقبل ما ناخد بالنا تيجي الموجة وتسحبنا للعمق، والعمر يضيع في لمح البصر
آخر سنة في الكلية، امتحنوا وخلصوا ومنتظرين النتيجة، سميرة لسه بتعاند، ووالدة أكرم موقفها ناحية كاريمان اتغير، رفض سميرة لابنها خلاها تكره كاريمان ورغم كل ده أكرم متمسك بحبيبته وهي وعدته أنها مش هتكون لغيره
دخل أكرم ومعاه شهادة تخرجه، جري على أمه حضنها بسعادة وتفاؤل، كان بيصرخ من الفرح، بيبوس راسها وايديها ووشها، نزل يبوس رجليها شدته برفض، قالتله والبكاء مالي عينيها
ياقلبي، يا قلب أمك وحبيبها يا أكرم، يا باشمهندس، فرحتني يا حبيبي ربنا يفرح قلبك.
أكرم : كله بفضلك بعد ربنا، أنا من غيرك مليش وجود، إنتِ أمي وابويا وأهلي وسندي، عمرك ما خذلتيني والنجاح ده بسببك.
قرب منها وبصلها برجاء
علشان خاطري كملي فرحتي بقى.
فهمت جليلة إنه هيكلمها عن كاريمان، دورت وشها وقالت بغضب
لو هتتكلم عن البت دي بلاش، أنا لا عاوزاها ولا هتنفعك
أكرم : وأنا بحبها ومقدرش اعيش من غيرها.
جليلة : ليه يا خويا من قلة البنات، دي أمها رافضة بقالها كام سنه، والله ما عارفة بترفض على أي أساس، اشحال إن مكنش أبو المحروسة رد سجون وقاتل.
سألها بفضول : عرفتي منين الكلام ده
اتلخبطت في البداية، بس لحقت نفسها وقالت : انت قولتلي.
أكرم : لأ طبعاً، أنا مقولتش لحضرتك، ولا اى مخلوق.
جليلة : جرى إيه ياواد انت، هتعمل معايا تحقيق، عرفت وخلاص، هو في حاجة بتستخبى، ولا انت خايف حد يعرف النسب العرة بتاع المحروسة.
أكرم : يا أمي بلاش الأسلوب ده، أنا متعودتش منك على كده، كاريمان مفيش زيها، بنت جميلة، بريئة، مستحيل حد يعرفها وميحبهاش، وبالنسبة لأبوها فهو من الأساس مهاجر من سنين وملوش علاقة بها، وياما في الحبس مظاليم، يمكن مظلوم وبعدين ليه اتغيرتي كده، في البداية كنتي مرحبة بكاريمان وبتشجعيني أتقدم واخطبها.
جليلة : اللي يقلل منك او يزعلك ميلزمنيش، وإنت بقالك كام سنة رابط نفسك جنبها، والولية أمها دي ولا خالتها بتتأمر وتتشرط، خلاص أنا مش طيقاهم ولا عاوزة الجوازة دي تتم.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
بسم الله الرحمن الرحيم
#البارت العاشر
#وعود الليل
#نداء_علي
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
وقفت قصاده وهو خارج، طلبت منه بدلع ودلال
علشان خاطري يا أمجد، هروح خطوبة كاريمان، دي صديقتي.
رد عليها بعصبيه زايدة :
لأ، كفاية بسمحلك تنزلي الكلية، احمدي ربك.
وعد : احمد ربنا، لا والله، على فكرة بقى ده حقي، كفاية أوي إنك دخلتني كلية ملهاش اي لازمة علشان محضرش غير وقت الامتحانات، ياريت متفتحش في القديم وخليني ساكتة.
انت أصلا بقيت شخص غريب، مش فاهمة في إيه، كل يوم اسوأ من اللي قبله، تعبتلي اعصابي، حرام عليك.
أمجد : اخبطي راسك في الحيط، اقعدي في بيتك زي الستات المحترمة واتلمي، قومي شوفي ابنك، مش كفاية بقالنا كام سنه متجوزين ومخلفتيش غيره.
وعد بذهول : انت بتقول الكلام ده ليا، انت فاهم بتقول إيه، ده أنا وقفت في وش الدنيا كلها علشانك يا أمجد.
أمجد : يوووة، خلاص غيري الاسطوانة الخربانة دي، انتِ ماصدقتي تخلعي من الفقر ولا فكراني عبيط ومش فاهم، خروج من هنا مفيش، ولو طلعتي يا وعد ولا اشتكيتي لحد تبقي طالق.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
كاريمان كانت ملكة، قلبها أخيراً هيرتاح، أكرم وعدها يصبر وفعلاً ولا يوم واحد يأس، كان هو النور في حياتها، مصدر سعادتها وأمانها، سميرة رفضت كتير وفي النهاية وافقت لما اتأكدت إنه يستحق.
وصل أكرم وأمه ومعاهم أخوها جابر وأخواتها البنات، كاريمان شالت النضارة ولبست عدسات طبية زودت جمالها، استعدت وخرجت بخجل تقابل حلم حياتها.
جليلة كانت قاعدة وملامحها ممزوجة بالرفض والغيظ لكن مضطرة ترضى ابنها، اتكلم خال أكرم وقال
إحنا جايين نطلب ايد الباشمهندسة كاريمان لإبن اختي، الباشمهندس أكرم، وإن شاء الله توافقوا ويحصلنا الشرف.
سميرة بوقار : الشرف لينا، ان شاء الله ربنا يقدر الخير.
إحنا لا طالبين حاجة زيادة عن الناس ولا هنكلفكم فوق طاقتكم، ان شاء الله الخطوبة تتم وبعدها بسنة الفرح، أهم شيء عندي بنتي يبقالها شقة لوحدها.
جليلة بحدة : نعم يا حبيبتي، إبني هيتجوز معايا، في شقتي، عاوزين تحرموني منه من أولها.
سميرة : بتزعقي ليه يا ست انتِ، بصت لكاريمان وسألتها، انتِ مقولتيش لأكرم على شروطنا.
كاريمان بخوف : قولتله يا ماما، وهو قالي أوك.
جليلة : يقول اللي يعجبه يا حبيبتي، قال يبعد عني قال، حلوة دي والنبي.
جابر : ميصحش كده يا جليلة، مش محترمة وجودي ولا إيه
جليلة بإحترام : على راسي من فوق يا جابر، بس سامعهم بيقولوا إيه، دخلت في نوبة بكا حقيقية، رعب إنها هتعيش لوحدها وتتحرم من إبنها، سميرة اتعاطفت معاها، قامت من مكانها والكل اتفاجيء بموقفها، راحت جنبها وطبطبت عليها بتعاطف وهي بتوضح وبتقول :
ياست جليلة، إحنا ناس بسيطة زيكم واكتر كمان، أنا خايفة على بنتي وبدور على راحتها زي ما انتِ بتحبي ابنك وتدوري على راحته، لا قصدنا نبعده عنك ولا نفرقكم عن بعض، الحكاية كلها أن الخصوصية بين اي اتنين هي أساس نجاحهم، ابنك هيشوف شقة جنبك لو حابة يشوف في نفس البيت اللي عايشين فيه عادي، معندناش مانع، لكن غير كده أسفه.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
شكها كان في محله، جوزها، حبيبها مدمن، فتشت مكتبه بعد ما خرج، شافت بنفسها وعرفت سبب تصرفاته، اترعبت ووقفت في مكانها، تواجه أمجد ولا تسكت، لو واجهته هيعمل فيها ايه، هيقبل يتعالج ولا هيأذيها، وازاي وامتى وصل للحالة دي، كان بيتعاطى قبل ما يتجوزوا ولا بعدها، حياتهم كده انتهت، وابنها مصيره أيه.
رجعت كل حاجة مكانها، وراحت علي المطبخ، بتعمل الأكل وبتبكي بقهر دخلت حماتها ولما شافتها بتعيط اتفزعت، سألتها بلهفة :
مالك يا وعد، انتِ كويسة؟
وعد رمت نفسها في حضن حماتها وقالت لها :
تعبانة أوي يا عمتي، هموت من التعب.
وردة : من إيه بس اسمالله عليكي، والنبي انتِ وامجد محسودين.
أول ما سمعت اسمه بكاءها زاد، حاولت حماتها تهديها ومفيش فايدة، سألتها بتردد :
انتِ متخانقة مع أمجد يا وعد.
كانت عاوزة تقولها، تشتكي ولكن خوفها من رد فعله ورد فعل أهلها خلاها تسكت، هزت رأسها وقالت بنفي
لأ يا عمتي، أنا بس اعصابي تعبانة، طلبت منه أحضر خطوبة كاريمان، انتِ عارفة غلاوتها عندي، لكن رفض وشد معايا.
وردة : متزعليش، تلاقيه بس مزاجه وحش ولا حاجة، ان شاء الله لما يرجع كلميه تاني، اتدلعي عليه شوية يابت هيوافق، خليكي شاطرة كده.
غمضت عينيها واتكلمت بانكسار
خلاص يا عمتي، زمانهم قرؤوا الفاتحة، ان شاء الله نحضر فرحها بقى.
طبطبت على كتفها وقالتلها كبري دماغك كده ومتبقيش قماصة، خدي الأمور بهداوة يابنتي، مفيش حاجة مستاهلة.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
بعد ما اتفقوا على التفاصيل، أكرم طلب من سميرة يعزمهم على العشا برة البيت، رفضت تخرج معاهم لأنها متعودة تنام بدري، ووالدته رغم انهم فهموها موقفهم لكنها كانت من جواها مش متقبلة حججهم ولا كلامهم، مثلت قدامهم إنها هتنام هي كمان، وخرج أكرم مع كاريمان.
لو للسعادة معنى فأكيد ده احساسهم، بعد معاناة لما تلمس بإيدك أملك وحلمك يكون معاك قدام الناس من غير خوف ولا قلق.
أكرم كان مسلط بصره عليها، بيتأمل جمالها الهادي، كل حاجة فيها حلوة، بتجذبه ومهما شافها وقعد معاها بيحس إنها بتوحشه.
اخدت بالها من نظراته، اتكلمت بخجل
ورقة :
بتبصلي كده ليه يا أكرم.
أكرم : بشوف الجنية الصغيرة اللي خطفت قلبي من أول دقيقة في الجامعة، خمس سنين وأنا بلف حوالين نفسي علشان أقنع أمك.
شهقت بفزع وقالتله : إنت بتشتم يا أكرم.
أكرم : هو أنا أقدر، بس هتبقى حماة صعبة أوي.
كاريمان : على فكرة ماما سميرة دي أطيب قلب في الدنيا والدليل إنها ضحت بحياتها علشاني، بابا سابني وانا لسه طفلة، ملحقتش استوعب وفاة أمي وللأسف حرمني منه هو كمان ، كانت هي بالنسبة ليا الأم والأب وكل حاجة، يمكن كلامها قليل جدا لكن حضنها بيوصلي كل مشاعرها وحبها، يمكن والدتك تعبت معاك أكتر من ماما، لكن والدتك بتعمل ده لأنه واجبها، هي أمك، أما ماما سميرة فكل حاجة بتعملها فضل منها وجميل في رقبتي، فاهم قصدي.
أكرم : وأنا بحترمها جدا وبقدرها يا قلبي، ومش مجرد كلام لكن فعلاً هي ست محترمة،كفاية إنها تكرمت ووافقت تجوزني المزة الحلوة دي
كاريمان : أكرم، انت حصلك إيه؟
أكرم بصدق وعيون عاشقة لها : أنا بحبك، عارفة يعني إيه، يعني نفسي في اللحظة دي اخدك بين ايديا احضنك بكل قوتي، متبعديش عني ولا لحظة، فاهمة بقى أنا حصلي إيه.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
انتظرته لحد الفجر، تعبت من الإنتظار وغصب عنها نامت، سابت ابنها يبات مع جدته علشان تتكلم معاه براحتهم يمكن يوصلوا لحل.
دخل الغرفة، شافها نايمة قرب منها وغطاها فقامت مفزوعة، بصت لقيته قدامها، سألها بهدوء :
فين يوسف؟
اتعدلت وقالت : عند عمتي، هيبات معاها.
متكلمش واخد ملابسه ودخل الحمام، خرج بعد فترة لقاها منتظرة، بصلها بسخرية وسأل
خير، سهرانة ليه النهاردة، ولا عاوزة تكملي خناق.
وعد : انت عارف انى بحبك يا أمجد، عارف إني مقدرش أعيش من غيرك، صح.
دور وشه بعيد عنها ومردش
قامت ووقفت وراه وكلمته بضعف إنت فعلاً بتحبني، اتجوزتني علشان بتحبني يا أمجد.
نفخ بضيق وقال
يا بنت الحلال إحنا وش الفجر، مش وقت سهوكة وكلام فاضي.
ضربته بضعف وعيطت بحرقة: بتحبني ولا لأ، ولو بتحبني بتعمل في نفسك وفيا ليه كده، بتشرب القرف ده ليه.
لو بتهرب من الواقع يبقى كارهه، قرفان منه، لو حياتك تعيسة وبتلجأ للمخدرات يبقى العيب في مين، أنا ولا إنت، ازاي قدرت تخدعني، إزاي أنا معرفتش من الأول، انت متغير من زمان، من أول سنة في جوازنا، كنت بكذب نفسي لكن للأسف، طلعت مدمن، مدمن يا أمجد، طب ازاى، ده إنت مبتضيعش فرض، عمرك ما قولت كلمة عيب.
شدها من شعرها وكتم صوتها بايده، كانت نظراته مخيفة، قلبه بيدق بغضب وعينيه مرعبة، همسلها بتحذير ووعيد
انتِ عرفتي إزاي، فتحتي المكتب بتاعي، صح!
هزت راسها بفزع وخوف
كمل كلامه وهو بيضغط على راسها بعنف
ملكيش دعوة بيا، أنا حر وانتِ هنا زيك زي أي كرسي، تحطي لسانك جوه بقك وتخرسي، لو حد عرف يا وعد، هقتلك بنفسي، فاهمة هقتلك واخلص منك.
الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺