رواية اسمى معاني العشق البارت الثامن بقلم الكاتبه سلمي سمير حصريه وجديده على مدونة أفكارنا


رواية اسمى معاني العشق البارت الثامن بقلم الكاتبه سلمي سمير حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية اسمى معاني العشق البارت الثامن بقلم الكاتبه سلمي سمير حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


من أمام شقة عمر وقف ينظر إلى المنزل للحظة قبل أن ينزل، وكأن قدميه مترددة في المضي قدمًا. لم يكن يدري أن خطوته التالية ستفتح بابًا للقدر على مصراعيه. وبمجرد نزوله، اصطدم بشخص ما. رفع عينيه، ليجد "أمجد"، الطفل صغير يحمل ملامح بريئة، متجهًا نحو امرأة فاتنة تقف على مسافة قريبة. كانت تلك المرأة تمتاز بجمال هادئ ورقيق، جمال لا يُشبه أحدًا، كأنما خرجت لتوها من لوحة فنية.

توقف عمر فجأة، وكأنه أصيب بالصدمة، لينطق متلعثمًا، وعيناه تحدقان بها بذهول:

ندى؟! ده ابنك؟


رفعت ندى رأسها بابتسامة دافئة، تلك الابتسامة التي لم تفارق ذاكرته يومًا، وردت بصوتها الناعم:

ـإزيك يا باشمهندس عمر؟ أخبارك إيه؟ وسعاد عاملة إيه؟ وحشتني أوووي. أيوه، ده أمجد... ابني الوحيد.


تسمر عمر في مكانه، وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة. بدأ يتأمل ملامحها التي لم تتغير كثيرًا، بل ازدادت نضجًا وسحرًا. عيناه تجولان بين ملامحها ووجه الطفل، وكأنما يحاول أن يجد إجابة على أسئلة لم تُطرح بعد.


قالت ندى ابتسامة خفيفة وهي تلوح بيدها أمام وجهه:

يا باشمهندس! بكلمك... رحت فين؟


انتفض عمر كمن استيقظ من حلم طويل، ورد سريعًا وهو يحاول أن يضبط نبرة صوته:

آه... أيوه! إحنا بخير، الحمد لله.


ثم انحنى ليحتضن أمجد بقوة، كأنما يحاول إخفاء اضطرابه وحنينه اليها خلف تلك اللحظة. أكمل وهو ينظر إلى الطفل:

كان لازم أتوقع إنه ابنك... كله إنتِ! جميل زيك.


ارتبكت ندى قليلًا واحمر وجهها خجلًا، وردت علي استحياء وبصوت خافت :

شكرًا ليك يا باشمهندس


ثم تابعت بنبرة مليئة بالقلق:

طمني على سعاد، من فترة اختفت وما شُفتهاش من آخر مرة كانت هنا. جيت أسلم عليها بعد رجوعي وما لقيتهاش تاني. لما شفت البلكونة مفتوحة، قلت أكيد رجعت، لكن شفتك إنتَ وقلت أبعث أمجد يطمنّي. هي فوق معاك ولا لأ؟

عايزة أطلع أقعد معاها شوية... إنتَ عارف مليش أصحاب غيرها.


شعر عمر بوخزة في قلبه وهو يسمع كلماتها. قال وهو يحاول أن يسيطر على مشاعره:

هي سعاد تعرف إنك رجعتي من السفر؟


ردت ندى بابتسامة حزينة تخفي خلفها الم عميق:

أيوه، أول ما وصلت سألت عليها. وعرفت إنكم اتجوزتوا في شقة والدتها من 3 سنين. طلعت وقعدت معاها، واتفقنا إنها تجيلي تاني يوم، لكن للأسف اختفت وما شُفتهاش من يومها. لما شفت البلكونه مفتوحه دلوقتي، قلت لازم أسأل عنها.


تردد عمر للحظة قبل أن يسأل بنبرة غلبت عليها الحيرة:

إنتِ رجعتي من السفر إمتى؟


قالت ندى وهي تحاول استرجاع التفاصيل:

ـمن حوالي تسع شهور تقريبًا... كان تاني يوم في السنة الجديدة.


تسمر عمر في مكانه، وكأن الزمن يعيد أمامه شريطًا من الذكريات. يومها، طلبت منه سعاد ألا يعود إلى الشقة مجددًا، وأصرت على بدء حياة جديدة معه، رغم مخاطر العملية التي كانت على وشك الخضوع لها. تذكر كل تلك التفاصيل التي لم تكن منطقية في حينها. هل كان كل ذلك هروبًا من ندى؟

هل مازالت سعاد علي يقين أني  لا زالت احمل مشاعر قديمة إلي ندى؟


قطع صوت ندى أفكاره وهي تسأله بقلق:

مالك؟ سرحان كده ليه؟ هي سعاد تعبانة ولا حاجة؟


رد عمر وهو يحاول أن يبدو طبيعيًا:

ـآه تعبانه، هي في المستشفى دلوقتي... قربت تولد.


أشرق وجه ندي بفرحة خالصة وقالت:

بجد؟ أخيرًا! أنا فرحت ليكم جدًا. ربنا يقومها بالسلامة. طيب ينفع أجي معاك أزورها وأطمن عليها؟  أصلها وحشتني قوي.


ابتسم عمر بخفة فقد منحه القدر فرصه اخري للقاءها والحديث معها والان مرافقتها وقال:

أكيد، تفضلي اركبي معايا أوصلك.


قالت ندى وهي تتجه نحو الباب:

ممكن ثواني أبلغ أختي هند إني جاية معاك وأسيب لها أمجد لحد ما ارجع،


ظل عمر في مكانه، يراقبها وهي تتحدث مع أختها، ثم نظر إلى أمجد الذي سبقها الي الاعلي ويقف الان  بالشرفه لوداع امه.  حينها شعر بشيء يتحرك داخله، وكأن جزءًا من روحه كان نائمًا واستيقظ فجأة. وحدث نفسه سائلًا ندى... 

كيف يمكن للقدر أن يجمعهما ثانيةً بعد كل هذه السنين؟

حين عادت ندى وجلست بجواره في السيارة، كان الطريق مليئًا بالصمت الذي يقطعه بين الحين والآخر محاولاته للتحدث معها. أراد أن يعرف عنها كل شيء: حياتها، ابنها، وعلاقتها بزوجها. لكنها، كعادتها، كانت خجولة جدًا وقليلة الكلام، لتبقى الأسئلة حبيسة ذهنه والحنين يطرق قلبه من جديد.

*********

وصلوا المستشفى في هدوء، كل منهما غارق في أفكاره. أوقف عمر السيارة أمام المدخل، ثم توجه سريعًا ليطلب الإذن بالدخول إلى غرفة سعاد. كان يعلم أن رؤيتها ستجعله يهدأ ولو قليلاً وسط تلك المشاعر المتشابكة التي أثارتها عودة ندى

في طريقه إلى غرفة سعاد كان يشعر بثقل الكلمات التي قد تواجهه بها. رغم احترامه العميق لها، إلا أن وجود ندى مجددًا في حياتهما أيقظ اخاسيس كان يظن أنها اندثرت منذ سنوات.

فتح باب الغرفة بحذر ليجد سعاد مستلقية، شاحبة الوجه ولكن ملامحها أضاءتها ابتسامة حين رأت وجهه. قالت له بنبرة تحمل بعض العتاب:

كل ده يا عمر؟ اتأخرت عليا ليه؟ أنا محتاجاك جنبي


اقترب منها ببطء، جلس على الكرسي بجوار سريرها وأمسك بيدها برفق. كان يريد أن يطمئنها، لكنه شعر بثقل الكلمات في حلقه. فقال بهدوء:

معلش، كنت بجمع الحاجات اللي طلبتيها، وسلمت على أصحابي اللي شفتهم في الطريق، وكمان كان في ناس بتسأل عليكِ.


نظرت إليه بفضول:

طيب فين الحاجات اللي جبتها؟ ومين اللي سأل عليّا؟


ضحك بخفة وهو يمسك بيدها قائلاً:

صبرك شوية، معايا مفاجأة هتفرحك جدًا!


وقبل أن تسأل، فتح عمر باب الغرفة ببطء، لتدخل ندى بخطوات متسارعة. وما إن وقعت عيناها على سعاد حتى اندفعت لترتمي في حضنها بقوة.


وحشتيني أوووي يا سعاد! انت تعبانه من أمتي؟ كده توعدينّي بالزيارة وتختفي بعدها! لا حس ولا خبر! قلقتيني عليكِ موت، ومعرفتش أوصلك بأي طريقة. لولا الصدفة اللي جمعتني بجوزك كنت هتحرم أشوفك تاني!


رغم  رسم السعادة علي محياه عند لقاء ندي الا انها شعرت بشيء من التوتر الذي ظهر جليًا في ابتسامتها المرتبكة. قالت وهي تحاول السيطرة على مشاعرها.:

وانتي كمان وحشتيني يا ندى، لكن غصب عني... الحمل كان خطر جدًا عليّ، والدكتور منعني من أي حركة. حتى ما كانش معايا رقمك علشان أطمّنك عليا


كان عمر يقف على مسافة منهما، يراقب المشهد بصمت، وكأن كلماته لا تجد لها مكانًا وسط الذكريات والمشاعر التي عادت للحديث عما فات. قطع الصمت بصوت هادئ بينما عيناه تنتقلان بين زوجته وصديقتها:

طيب انا هخرج وأسيبكم تطمّنوا على بعضكم، واضح إنكم وحشتوا بعض.


غادر عمر الغرفة متجهًا إلى الطبيب ليسأل عن حالة زوجته فساله بنبرة قلقة:

طمني يا دكتور، الوضع إيه مع سعاد؟ في أي جديد؟


ابتسم الطبيب مطمئنًا:

الحمد لله في تحسن كبير، وإن شاء الله تولد على خير قريبًا.


تنفّس عمر الصعداء، وشكر الطبيب قبل أن يخرج ليتجول قليلاً في أروقة المستشفى. أراد أن يمنح سعاد وندى بعض الوقت ليعوضا سنوات الفراق، ولكنه في داخله كان قلقًا من تلك المحادثة.


بعد نصف ساعة، عاد عمر إلى الغرفة ليجد ندى قد رحلت. نظر إلى سعاد وسأل باستغراب:

هي ندى راحت فين؟


نظرت إليه سعاد بعينين متحفزتين، وقالت بصوت يحمل ظلال غضب مكتوم:

مشيت... إيه؟ زعلان عليها؟


أجابها بدهشة:

زعلان؟ لا، بس كان لازم أوصلها زي ما جبتها. هي مشيت بسرعة كده ليه؟


نظرت إليه نظرة تحمل مزيجًا من الحزن والغيرة:

مشيت علشان اتأخرت على ابنها... وقالت إنها هترجع بكرة تطمّن عليا. طبعًا هستناها مش كده!


شعر عمر بتوتر يختبئ خلف كلماتها. اقترب منها وقال بلهجة حازمة،:

مالك يا سعاد؟ في ايه أسلوبك غريب وكلامك فيه استفزاز. هو إنتِ كنتِ تعرفي إن ندي رجعت مصر؟


نظرت إليه سعاد بحدة، وقالت بصوت مرتفع:

أيوه، كنت أعرف! ممكن اعرف بتسال ليه أو يخصك في إيه؟


نظر إليها بدهشة، ثم تراجع بضع خطوات إلى الوراء وهو يتأمل ملامحها المشحونة بالغضب. قال بهدوء:

آه،  دلوقتي بس فهمت... علشان كده طلبتي نسيب شقتنا في شبرا ونروح شقة تانية. علشان رجعت! للدرجة دي ما عندِكش ثقة فيّا؟


انفجرت سعاد غاضبة رغم حالة الإعياء التي بها :

أيوه، معنديش ثقة فيك! لأنك بتحبها! قلبك كان حزين على فراقها طول فترة جوازنا، وخفت تاخدك مني. مش حقي اخاف عليك يا باشمهندس ولا ايه

ومالك كده اتغيرت معايا ليه من وقت ما شفتها أية؟اشتقت ليها ونفسك ترجعلك؟


صدمه كلامها، ولكنه حاول أن يهدئ من غضبه وقال بصوت مرتفع محاولًا السيطرة علي نفسه:

أسلوبك ده غلط! إنتِ اتجننتي الظاهر كده؟

دي واحدة متجوزة، وإنتِ مراتي! ندى ماضي وانتهى، وإنتِ الحاضر والمستقبل، واللي هيجي هيكون سبب لاستقرار اسرتنا إحنا الاتنين وبس!


لم تستطع سعاد السيطرة على دموعها. فاندفعت تطلب حنانه واحتواءه لها برجاء قائلة:

عمر...  ارجوك احضني! أنا بحبك أوووي...


اقترب منها واحتضنها بحنان، وهمس في أذنها:

اهدي يا سعاد وياريت تفهمي انت مرتي وحياتي معاكي وليكي انت لابننا وبس فاهمه، 


قبل راسها ودثرها وهتف بصوت حنون يمتزج بحزن دفين لا يعلم سره:

خلي بالك من نفسك واهدي... أنا ماشي دلوقتي، والصبح هكون عندك زي كل يوم.، تصبحي علي خير


خرج عمر من الغرفة تاركًا سعاد تنظر إليه مودعا إياه بعينين مليئتين بالدموع،  كأنها تعاقب نفسها على ما قالته. كانت تعرف أنها تجاوزت الحدود، وأن كلماتها الحادة لم تجرحه فحسب، بل ربما هزّت شيئًا في عمق علاقتهما. ومع ذلك، لم تكن قادرة على إخفاء غيرتها التي تلتهم قلبها كلما فكرت في ماضيه الذي لم تستطع تجاوزه.

************

وصل عمر إلى شقته، بدا وكأنه يحمل هموم العالم على كتفيه. أغلق الباب خلفه بهدوء ثم جلس على كرسيه، متأملاً الفراغ من حوله. في داخله كانت العواصف تتناوب، أسئلة بلا إجابة، وشكوك كخناجر تنغرس في صدره.

حدث نفسه بصوت خافت، وكأنه يبحث عن تفسير يقنع عقله بها لعله يرتاح:

ليه سعاد بتتصرف كده؟ دا انا جوزها وعايش ليها ومعاها،  وكلها ايام وبنتنا جاية للدنيا، كل ده المفروض يكون كفاية يخلينا أقرب لبعض... 

ثم ندى دي متجوزة وعندها طفل! عمري ما فكرت فيها من وقتها، ولا حتى كانت موجودة في حياتي بالشكل اللي بتتخيله!


تنهد بضيق غير قادر علي استيعاب غيرة سعاد:

معقول مبقاش عندها ثقه فيا خلاص بالشكل ده؟ 

طيب فين ثقتها في صديقتها؟ ندى عمرها ما فكرت فيا ولا حست بحبي ليها تغير منها ليه ....

انا بس اللي حبتها، يارب صبرنا واهديني واهديها وعديها علي خير .....!!!


شعر بثقل الأفكار يغزو عقله كعاصفة لا تهدأ. قام إلى الفراش، محاولًا الانغماس في النوم، لكنه لم يجد سوى ذكريات تشتعل من جديد، وأصوات داخلية تحاصره. أغمض عينيه لكنه لم يهنأ بلحظة سكون.


وفجأة، شق صوت الهاتف هدوء الليل. انتفض عمر من مكانه، ورفع السماعة بيد ترتعش وقلق يملأ صوته:

ألو؟ خير يا دكتور؟


جاء صوت الطبيب من الطرف الآخر حادًا ومقتضبًا: احضر فورًا!


تجمدت أنفاس عمر للحظة، وأدرك أن الليل الذي بدأ مفعمًا بالتوتر لن ينتهي بسهولة.

*****************


الفصل التاسع والعاشر من هنا


بداية الروايه من هنا


قارئاتي وقمراتي وقرائي الغاليين بعد ما تخلصوا القراءه هتلاقوا الروايات الجديده والحصريه إللي هتستعموا بيها من هنا 👇 ❤️ 👇 💙 👇 ❤️ 👇 




🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


أجدد وأحدث الروايات من هنا



روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم