رواية اسما معاني العشق بقلم الكاتبه سلمي سمير حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية اسما معاني العشق بقلم الكاتبه سلمي سمير حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
في محطة القطار
في كل قطار يصل، تُحمَل معه آمال وطموحات، وفي كل قطار يغادر، تتوارى خلفه نهايات وأحلام ضائعة. وسط هذا الزحام البشري، وبين الوجوه التي تحمل قصصها المختلفة، نزل شاب يافع من القطار القادم من قلب الصعيد. كان في مقتبل العمر، يحلم بمستقبل مشرق، ويخطو أولى خطواته نحو تحقيق طموحاته وبناء حياته.
دعونا نسرد حكايته ونتابع ما يخبئه له القدر في رحلته.
عمر، شاب طموح وبطل قصتنا، وصل إلى القاهرة ليبدأ رحلته الجامعية بكلية الهندسة. كان الأمل يملأ عينيه، والحماس يغمره، وهو يستعد لبدء فصل جديد من حياته المليئة بالتحديات والأحلام.
خارج محطة القطار
خرج عمر من المحطة بخطوات متسارعة، يحمل حقيبته الصغيرة ويتلفت حوله. في الخارج، وقف أمام كشك صغير بالقرب من المحطة.
السلام عليكم.
رد صاحب الكشك:
وعليكم السلام ورحمة الله، أي خدمة؟
عاجله عمر بالرد:
لو سمحت في مكان هنا للسكن؟
عايز أأجر أوضة أسكن فيها.
طالعه صاحب الكشك بريبة واخذ يتفحصه باهتمام
ورد بعد برهه من الوقت:
آه، طيب استنى كده...
نادي على صبي صغير وقال له بتحذير؛
خليك هنا مكاني لحد ما أرجع لو سيبت الكشك بموتك فاهم
هز الصبي راسها بالموافقة فنظر إلي الشاب وسأله:
اسمك إيه يا أستاذ؟
دون تردد أجاب الشاب بثقه وفخر:
اسمي عمر حامد الألفي، من المنيا.
عاد صاحب الكشك وسأله بعد الترحيب به:
أهلاً وسهلاً، أكيد جاي للدراسة
إجابة عمر بابتسامة ثقه:
أيوه، ان شاء الله هدرس هندسة في جامعة القاهرة
.
ابتسم له صاحب الكشك واجابه:
بص، انا عندي شقة أوضتين وصالة لسه فاضية امبارح. البيت قريب من المحطة يعني مريح، لكن الإيجار غالي شوية. لو لقيت حد يشاركك، هيخفف عنك كتير
لم يتقبل عمر فكرة مشاركة أحد السكن لكنه لم يعترض فهذا الحل مناسب لظروفه المادية فقال:
طب، أشوف الشقة الأول.
قاد الرجل عمر عبر شارع جانبي في حي من أحياء شبرا. ذلك الحي الشعبي الذي يميزه المودة والالفه بين سكانه، وصلوا إلى بيت قديم مكوّن من ثلاثة طوابق. صعد معه الي ان وصل للطابق الثاني. طرق الرجل باب إحدى الشقق، ففتح شاب في أوائل العشرينيات. وقال مرحبًا:
عم رجب: إزيك يا راجل يا طيب؟
خير ان شاء الله احنا لسه في نص الشهر، عايز الإيجار بدري ولا إيه؟
ضحك عم رجب من حديث الشاب المازح وقال:
لا لا، أنا عايز مفتاح الشقة اللي فوق. سيباه مع أمك.
امتعض الشاب من طلبه وسأله بضيق:
ايه ده انت هتأجرها لطلبة تاني؟
ما بلاش يا عم رجب مش ناقصين مشاكل
ربت عم رجب علي كتفه برفق واردف:
واحد أو اتنين مش هيضروا. ده حتي الشاب واحد منهم أهو.محترم وابن ناس غير اللي كانو قبله
ات من خلفه صوت عمر الذي القي السلام بتودد:
السلام عليكم.
رد الشاب وهو يرمقه بنظرة تفحص شموليه:
وعليكم السلام. شكلك ابن ناس. يا رب ما تعمل زي اللي قبلك.
مد يده الي مصافحًا ومعرفًا عن نفسه:
أنا عاصم، سنة تانية تجارة، وأنت؟
صافحه عمر بمودة:
أنا عمر، لسه أولى إعدادي هندسة.
ابتسم عاصم ببشاشه وهتف بحماس:
أهلاً وسهلاً يا عمر اتفضل.
******
صعدوا جميعًا إلى الشقة. كانت عبارة عن صالة واسعة متصلة ببلكونة تطل على الشارع، وغرفتين: واحدة كبيرة والأخرى أصغر، بالإضافة إلى مطبخ وحمام بحالة جيدة.
تنفس عمر بعنق وقال بحزم:
الشقة كويسة، أنا موافق.
بعد أن عرف مبلغ الإيجار، تردد قليلاً لكنه رد بحسم:
تمام يا عم رجب انا هأجر الشقه لوحدي. مش عايز حد يزعجني ولا أزعج حد.
تم توقيع العقد. حينها شعر عاصم بالراحة؛ فقد كان دائم القلق على أخته سعاد من المستأجرين السابقين. لكنه توسم خير في عمر وبث في قلبه الطمئنينه والراحة، وتملكه شعور جيد أنهما قد يصبحان أصدقاء ذات يوم.
كانت هذه بداية حياة جديدة في حياة عمر
فا بعد أن قرر أن يسكن وحده لتجنب المشكلات مع أي شريك يسبب لها حرج مع الجيران، لكي يتمكن من التركيز على دراسته وتحقيق التفوق. أخذ على نفسه عهدًا ألا يُثقل على أهله بطلب المزيد من المال. لذا، بدأ بالبحث عن عمل بجانب دراسته ليساعده على دفع الإيجار.
مع بداية الدراسة، صار يومه مزدحمًا بين المحاضرات والعمل. وفي إحدى الليالي، بينما كان عائدًا متأخرًا، كان الحي يغرق في الظلام بسبب انقطاع الكهرباء.
مر عمر علي البائع تحت بيته والقي عليه السلام: السلام عليكم يا عم ياسين.
رد عليه عم ياسين السلام:
وعليكم السلام يا ابني. إزايك؟
ساله عمر بتوجس:
بخير الحمد لله. هو النور قاطع من بدري؟
ظهرت ابتسامه جانبه علي شفتاه علي ضوء الشموع:
لاء يا ابني لسه من شوية، اطلع بس، وزمانه راجع.
صعد عمر الدرج بحذر. فجأة، اصطدم بشخص نازل بسرعة، وكاد هذا الشخص أن يتدحرج. أسرع عمر بإمساكه، مانعًا سقوطه. حين عاد النور، وقعت عيناه على وجه فتاة لم يرَ مثيل لها في الجمال من قبل.
كانت ذات عيون عسلية تميل للرمادي، وبشرة بيضاء تضاهي في نقائها قصص سنووايت. وقف يتأملها للحظات مذهولًا.
حمحمت الفتاة بخجل:
أنا... أنا آسفة، مكنتش شايفة.
رد عمر التائه في سحر عيناه:
لا أنا اللي آسف. ماخدتش بالي، الدنيا كانت ضلمة.
ردت الفتاة بصوت رقيق كانه نغم عذب وشجي:
اصلا النور كان قاطع. يعني لا ذنبك ولا ذنبي.
ابتلع عمر ريقه فهو يعاتب نفسه للوقوعفي سحرها وهذا ليس من تعليم دينه التي يحافظ عليها وهتف:
: فعلاً... لكن آسف علي اني خدتِك في حضني. كنت بحاول ألحقك، وما كنتش عارف إنتِ ولد ولا بنت.
غمغمت الفتاة بقلة حيلة وقالت شاكرة:
شكرًا جدا، انت أنقذتني من الوقوع. استأذن أنا... اتأخرت.
هربت الفتاة مسرعة من امامه. وقف عمر مكانه مذهولًا، ثم همس لنفسه:
إيه ده؟ معقول في جمال كده؟ ياتري مين دي؟
أنا بقالي أكتر من شهر هنا، وأول مرة أشوفها... أول مرة في حياتي حد يشغل بالي بالشكل ده.
***********
يتبع.
انتظروني مازالت الاحداث عامره بالمفاجآت.
ماذا ينتظر عمر في رحلته الجديدة؟ ومن تكون تلك الفتاة التي قلبت كيانه؟
انتظروا الأحداث القادمة!
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺