رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) الحلقه 28/29/30/31/32 بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) الحلقه 28/29/30/31/32 بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
انتي اتنقلتي هنا
هزت رأسها بضحكة عذبة وخجولة وقالت :-
_ اه عرفت ، انتقلت للمكتب هنا تاني
كاد أن يتحدث حتى دلف هشام وقال :-
_ لأ ، اتنقلتي لمكتبي انا
علت الصدمة وجهها بعد أن غابت بسمتها وهاجرتها ونظرت لعمر الذي يجلس أمامها يراقب رد فعلها الغاضب بصمت ثم أشاح عينيه عنها وقال :-
_ هتبقي سكرتيرة هشام وهو هيفهمك هتعملي إيه
دلفت هشام أكثر للداخل ووقف جانبها يتأملها في صمت ومكر وابتسامته لا تفارقه كعادته وتأمل صدمتها ورفضها الذي يطل من عينيها بقوة حتى قالت بصوت مرتعش :-
_ انا ما انفعش سكرتيرة ، دي مش شغلتي ولا هنفع فيها
نظر هشام لها وقال بسخرية وبنفس النظرة الماكرة :-
_ ولا انا على فكرة في الشغل ، بس اديني هتعلم انا كمان ، يعني احنا الاتنين انسب ثنائي مع بعض
رمته بنظرة جانبية فهمها ثم عادت تنظر لعمر بلوم وهو قد نهض ونظر للنافذة حتى لا تشاهد حيرة عيناه وقال بحسم :-
_ انتي اتنقلتي يا آنسة وده قرار إداري ومش قابل للتغيير ولا النقاش ، ياريت تتفضلي على شغلك
جف ريقها من أسلوب الجاف معها ولا يكشف صوته عن أي شيء إلا الجمود والتبلد
تحركت خطوات للخلف وخرجت من الغرفة ولم ترى مكان تستطيع أن تذهب له إلا "الكافيتريا " ، عمل اباها من قبل
جرى الدمع من عينيها حتى بدأت أن تشعر بالدوار مثل عادتها وكان من الغريب أن المرض كان أكثر صبراً عليها من قلب هذا القاسي الذي وعدها سابقا إنه لن يجعلها تبكي ...
********************
أستدار عندما شعر بخروج وهي تركض وشعر بالقلق عليها فخرج سريعا خلفها وبحث عنها حتى سمع صوت بكائها بالجوار ....
تقدم بالخطوات حتى دلف إلى غرفة الكافيتريا ونظر لها بقلق وقال :-
_ هو مش ده إختيارك ؟ مش إنتي عايزة ماتشتغليش معايا !!
التفتت له بغضب وقالت :-
_ انا هشتغل هنا ،مكان بابا الله يرحمه ، هو ده أنسب مكان ليا ، لو أنت رضيت إني ابقى سكرتيرة وانا لسه مش فاهمة الشغل ولسه بتعلم يبقى إنت عايزني أبقى اضحوكة كل اللي حواليا ، حرام عليك
وقف أمامها وقال بقوة وحدة :-
_ انا مابقتش فاهمك ، إزاي بتفكري كدا ، وإزاي عايزاني اسيبك تشتغلي هنا وتبقي .....
تهدج صوتها وجرى بريقها مرارة وهي تتذكر أنه عمل والدها من الاساس ووالدها يبدو إنه كان يعامل هكذا ...قالت :-
_ قصدك خدامة ، مش مهم ، بس على الأقل محدش هيقعد يزعقلي على أقل غلطة ، انا كنت في مكتبك وحسيت بكدا ولا أنت ناسي ازاي زعقتلي ، وازاي كنت عايزني اتقبل عصبيتك عليا وكأني مش انسانة مش المفروض تزعل
زفر بغضب ثم هتف بها :-
_ عمرك ما فهمتي سبب عصبيتي ، عمرك مافهمتيني ولو مرة واحدة ، حتى دلوقتي مش فاهمة سبب رفضي إنك تشتغل هنا ، ومش كل حاجة هينفع تتشرح ، انتي لازم تش ....
وقفت أمامه وقالت ببكاء :-
_ لأ مش لازم على فكرة ، عمر ...انا مش عايزة اشتغل مع حد ، لا ريهام ولا أخوك ، ادام أنت نقلتني من عندك مش عايزة اشتغل مع حد تاني ، لو ليا خاطر عندك بلاش تشغلني عند اخوك
تصارعت الاسئلة والحيرة بمقلتيه وهو يسأل بعدم فهم :-
_ اشمعنى أخويا يعني ، هو ضايقك في حاجة
دلف هشام الذي كان يستمع للحوار من الخارج وأردف بنظرة عين غاضبة :-
_ احنا هنسأل الموظفين بتوعنا يا عمر هما عايزين يشتغلوا فين !!! ،، ده أمر وياتنفذيه يأما برا
استادر عمر لأخاه بشراسة وهتف بغضب :-
_ هشاااام ، مالكش علاقة بالموضوع ده ، واذا كنت امرت بانها تتنقل عندك فأنا بأمرها إنها تفضل هنا ، ومابحبش حد يراجع كلامي ولا حتى أنت
وقف هشان قريبا من أخاه متحديا بعنف :-
_ هو مش ده مالي زي ماهو مالك ولا إيه ؟!!
رمقها عمر بنظرة متعجبة من مدى اصراره وغضبه :-
_ انا مش بتكلم في المال يا هشام ، انا هنا المسؤول الأول عن الشغل لحد ما تتعلم إنت كمان وتبقى مسؤول معايا لكن دلوقتي إنت زيك زيها ، ولازم تسمعوا كلامي انتوا الاتنين
إنت هتبقى في شغلك وهي هتفضل هنا وللعلم شغلها هنا مقتصر لمكتبي فقط
رفع هشام حاجبيه وقال بعنف :-
_ اللي انا شايفه إنها مشت كلامها عليك وانت بتنفذلها رغبتها ، لكن رغبتي انا في ستين داهية
صرخت ليالي ببكاء وقالت :-
_ كفاية بقى ، مش عايزة مشاكل بسببي
القى هشام عليهم نظرات غاضبة ثم ذهب الى مكتبه متوعدا
وشعرت أنها يجب أن تتأسف لعمر عما بدر منها ورغم ذلك واجه أخاه لأجلها ولكن عمر تركها وذهب إلى مكتبه صافقا الباب خلفه بعنف ......
*********************
في مكتب هشام الذي تجهز في وقت قياسي استمر يجوب الغرفة ذهابا وايابا حتى دخل تامر بتلصص حتى لا يراه عمر وقال لهشام :-
_ انتوا كنتوا بتزعقوا على إيه ده كله ، اوعى تقول عشان البنت اياها
أشار له هشام أن يخرج وقال :-
_ امشي من قدامي يا تامر عشان مش طايق اشوف حد
قبل أن يخرج تامر رمى بحديثه الشيطاني حتى بحدث وقيعة :-
_ انا شايف إن عمر مهتم بالبنت دي بشكل غريب
زمجر هشام وصرخ به :-
_ قلتلك أخرج يا تاااامر
خرج تامر وقد فعل ما يريده ......
أطرق هشام بغضب على حافة المكتب وقال :-
_ مش هعديها بالساهل يا عمر ، انت طول عمرك كنت المميز والمفضل عند ابويا ، لكن مش في دي كمان
ليالي بتاعتي انا وبس ..........
***********************
جلس أمام مكتبه وهو يزفر بضيق شديد ، وضاق أكثر كلما تذكر إنه عنف أخاه بهذا الشكل ، سمع دقات على الباب وسمح بالدخول
دخلت ليالي وبيدها فنجان قهوة ووضعته أمامه على المكتب ثم قالت :-
_ قهوتك
لم ينظر لها واستمر على وضعه وينظر لاتجاه آخر حتى قالت مجددًا :-
_ أنا اس.....
قاطعها بحدة ثم قال :-
_ لو سمحتي ما تكمليش ، شكرا على القهوة ، وياريت تاخدي الباب وراكي وانتي خارجة
غلف الألم وجهها ثم خرجت ولم تغضب منه بل غضبت لأجله....
********************
عند عودتها هذا المساء روت لشقيقتها كل شيء مما جعل أمل تشتعل من الغضب وهتفت مجددا :-
_ لازم تسيبي الشغل يا ليالي بأسرع وقت ، هشام ده شيطان
تنهدت ليالي بهم وقالت :-
_ هسيبه وانا قررت كدا ، بس مش قبل ما عمر يفهم سوء الفهم اللي حصل ، مش هقدر امشي وهو كدا هيفهم اني ببعد ومش عايزاه
هتفت بها أمل :-
_ طب ما تفهميه الحقيقة وتخلصي
نظرت لها ليالي بضيق :-
_ مش مديني فرصة خالص ، كل ما اجي اتكلم يقفل كلام معايا ، انا كنت هقوله النهاردة على كل حاجة حتى موضوع مرضي بس ما عرفتش وهو في الحالة اللي كان فيها دي ، انتي ما شوفتيش زعق في اخوه ازاي
امتلى عين أمل ببريق أمل ملا عينيها وقالت :-
_ طب وهشام ده عمل ايه ، قدر يقف قصاده
نفت ليالي وقالت :-
_ هو انا حسيت انه بيخاف من اخوه شوية ،ماقدرش يمشي كلامه رغم ان عينه كانت هطق شرار بس ماقدرش يمشي كلامه على عمر ، انتي ما شوفتيش عمر في غضبه بيبقى عامل ازاي يتخاف منه بجد
لاح طيف بسمة على وجه أمل واجابت بمرح يبدو غريب في ظل هذا الظرف المليء بالقلق وقالت :-
_ بس أكيد معاكي انتي بيتحول
نظرت لها ليالي بدهشة ثم تدرجت دهشتها لابتسامة خجولة وقالت :-
_ بتهزري يا أمل ..صح
ابتسمت لها وهي تجلس بجانبها وقالت :-
_ ربنا عالم انا فرحانة عشانك اد ايه ومطمنة عليكي مع عمر لانه فعلا راجل ، ومبسوطة أكتر انك خليتيه يحترمك لدرجة انه يقف قدام الكل عشانك ، وده اهم من الحب يا ليالي
لو الراجل احترم الواحدة قبل ما يحبها عمره ما هيبهدلها وهتعلى في عينيه أكتر
تابعت بمرارة :- والعكس بردو صحيح
*******************
في القصر
انتظر عمر شقيقه هشام حتى يأتي ولكن طال انتظاره ، قالت فريدة الجالسة بجانبه
__ يعني حتى وهو بيشتغل بيخرج يسهر ، دنا قلت انه خلاص نسي السهر بعد ما فضل يومين ما بيسهرش
ضغط عمر على رقم هاتف هشام للمرة العشرين ولم يتلقى أي اجابة وضاق من نفسه كلما تذكر عصبيته على أخاه اليوم ...
قال لوالدته مطمئنا :-
_ اطلعي انتي استريحي يا أمي وانا سهران لحد ما يجي
رفضت فريدة بقوة ولكن عمر أصر على ذلك حتى استسلمت للآمر وخصوصا أن الوقت تآخر .......
بعد مضي أكثر من ساعتين دخل هشام ويبدو أنه يحاول استعادة اتزانه ولمحه عمر وذهب اليه مسرعا ...قال بقلق :-
_ مالك يا هشام ، أول مرة اشوفك كدا
نفض هشام بعصبية يد عمر المقبضة على كتفه ثم قال :-
_ وانت مالك ، ولا ده شغلك كمان
قطب عمر حاجبيها وقال بلوم :-
_ يعني بلاش اقلق على اخويا الصغير
صاح به هشام بغضب :-
_ ما تلبسش قناع الكدب ده ، ولا هو هنا حاجة وفي الشركة بتقلب. لواحد تاني !!
ثم تحرك وذهب إلى غرفته وكاد أن يسقط ولكن تمسك في التماثيل المثبته على الجانب الأيمن من السلم الذي يتوسط البهو الواسع للقصر .....
اخفض عمر رأسه بضيق ثم خرج كعادته للمسبح .....
*********************
في اليوم التالي
رفض هشام ان يذهب مع عمر بسيارة واحدة وذهب خلفه بسيارته الخاصة ، وتأخر بعض الوقت متعمدا ذلك
ووافق ذلك الوقت وصول ليالي أمام الشركة متأخرة كعادتها بسبب زحام الطرق الذي تسير بها السيارة في شوارع منطقتها السكنية ، وهمت بالذهاب إلى مبنى الشركة بعد أن ترجلت من السيارة ولكن اوقفها باب سيارة قد فتح للتو وخرج منه هشام الذي لمحها من خلال المرآة وانتظرها اقترابها ....
ترجل من سيارته ونظر لها بابتسامة ماكر وقال :-
_ صباح الخير يا ليالي
شعرت بالغيظ من ازالته أي رسميات بينهم واجابته وهي تحاول أن تتحكم في غضبها :-
_ صباح الخير يا استاذ هشام ، بعد اذنك
كان عمر ينتظر وصول هشام بقلق حتى اقترب من النافذة ونظر للطريق ليتفاجئ بوقوف شقيقه مع ليالي وعلى وجهه ابتسامة غريبة ولم يلاحظ وجه ليالي لانها كانت تواليه ظهرها وتنظر لهشام........
سبقها هشام وقال بخبث :-
_ لو زعلانة من اللي حصل امبارح فأنا أسف ، اكيد مش قصدي ازعلك ، بس يمكن قصدي على حاجة تانية
نظرت له ليالي بريبة وقال :-
_ حاجة تانية !!
هز هشام راسه وتظاهر بالصدق :-
_ في حاجات عمر مش بيعرف يقولها بس تصرفاته بتبينها فأنا دايما كنت بستفزه عشان يعترف بيها ، فهمتي حاجة
اطرفت بعيناها بحيرة وقد بدأت تفهم مقصده ولبرائتها لم تشك في إنه يكذب ، حتى تابع هو
_ انا اسف لو كنت زعلتك ، بس انتي هديتي اللي كنت هعمله على آخر لحظة ، عموما مش عايز اعطلك ، اتفضلي
عاملها بتهذيب جعلها قد بدأت تغير فكرتها عنه ثم قالت متساءلة :-
_ هو انت قولتله على موضوع ال...قلم
قالتها بحرج وناقضها بابتسامة :-
_ لأ ما قولتلوش ، انا فعلا كنت غلطان ساعتها واتمنى انك ما تقولوش
هزت راسها ثم ابتسمت ابتسامة بسيطة وقال :-
_ بعد اذنك
ذهبت واستمر هو يتابع ذهابها بعينيه الجريئة ........
غضب عمر من هذا المشهد ولكن لم يشك في احدا منهم رغم انه احتار لسبب حديثهم الصباحي ببعض الابتسامات هذا .، ولكن ارجع الأمر الى انه من الممكن ان هشام احس بانه لابد ان يعتذر منها ،
ونهشته الغيرة ولم لم يكن هذا اخاه لركض وابرحه ضربا ، وضاق منها بشكل مضاعف وأعنف
***********************
كادت ليالي أن تدلف بداخل الطابق الاداري حتى اصطدمت بعمر الذي كانت عيناه غاضبة بشكل خطر وقال وهو يريد أن يغيظها:-
_ انا طالع عند ريهام
اشاحت وجهها بعصبية وهتفت :-
_ طب وانا مالي بتقولي ليه
ضيق عينيه عليها وقال :-
_ على ما انزل تكون القهوة جاهزة ، أو اقولك خليها لما انزل يمكن اتأخر والكلام ياخدنا ، اصلي بنسى الوقت مع ريهام
التفتت له بغضب جعل لمعة تسلية تظهر بعيناه ثم ذهبت مبتعدة دون أن تجيبه ...ظهرت ابتسامة طفيفة على وجهه من تذمرها
*******************
وضعت حقيبتها بعنف على الطاولة وتنفست بحدة وغيظ ...
حتى مر طويل انتظرته أن يأتي ولم تستطع الانتظار ، خرجت تتفقد المكان وهي تقنع نفسها انه اتى دون ان تراه ولكن مكتبه مغلق .....
خرج تامر وبيده بعض الاوراق واتجه لمكتب عمر حيث قالت هي :-
_ مش جوا ، طلع لمكتب البشمهندسة ريهام
زفر تامر بحدة وقال :-
_ ده وقته ، لازم اخد امضته بسرعة على الورق ده ومش هينفع اطلع
اسرعت قائلة :-
_ طب هات الورق وانا هطلع واخليه يمضي عليه ، انا فاضية ومش ورايا حاجة
رمقها تامر بشك واعطاها الاوراق ثم اشار لها على موقع الامضاء وقال :-
_ خليه يمضي هنا
هزت راسها بفهم ثم أسرعت لمكتب ريهام لاهثة وفي مخيلتها انها ستراه مع ريهام في مشهد غرامي مخجل ودلفت متعمدة عدم الاستأذان حتى صدمها الواقع
تجولت بنظرها في انحاء الغرفة ولم ترى الا ريهام جالسة خلف مكتبها تنظر لها بشراسة وقالت بعصبية :-
_ اوعي تدخلي مكتبي بالطريقة دي تاني انتي فاهمة ، عايزة ايه ؟
وعكس ما توقعت ريهام ابتسمت ليالي وقالت :-
_ كنت بدور على استاذ عمر عشان الاوراق دي
نظرت ريهام للأوراق وقالت بغضب :-
_ عمر مش هنا ، انا شوفته داخل مكتب طنط فريدة
اتسعت ابتسامة ليالي وقالت :-
_ يعني هو ما جاش هنا؟
صاحت ريهام بانفعال :-
_ لا ماجاش ، ولو سمحتي عندي شغلي ومش فاضية !!
خرجت ليالي مبتسمة ونظرت للمكتب المجاور ودقت عليه بخفوت وسمعت صوته الرخيم .....
فتحت الباب وهي تنظر للأسفل بخجل ولم تجرؤ أن تواجهه وتفاجئ هو من مجيئها وانفعل أكثر حيث قال :-
_ ايه اللي جابك هنا ؟ !!
اقتربت ليالي من المكتب وغاصت قدميها في السجادة الشرقية الطراز ثم وضعت الاوراق على مكتبه وقالت :-
_ استاذ تامر كان بيدور عليك عشان تمضي الاوراق دي
نظر للاوراق ثم هتف :-
_ ومجاش هو ليه ؟ ، انتي اللي اخدتيهم منه صح ؟
تورد وجهها من الخجل وثبتت نظرها على الارض واخفى هو ابتسامته وهو يوقع الأوراق ثم اعطاها الورق وقد عبس وجهه من جديد .....
اخذتهم منه واسرعت ناحية الباب لتخرج وتلتقط انفاسها المتسارعة .........
بعد أن اغلقت الباب ، ظهر طيف بسمته وقال بعشف :-
_ مهما حاولت ما بعرفش افضل زعلان منك ، بس لازم استحمل شوية لحد ما تفهميني أكتر من كدا
*******************
قد مر عدة أيام أخرى تظاهر فيها عمر بكل ما يحمل من قوة إنه استطاع الابتعاد عنها وهدأ الانفعال الذي كان يدب عندما تجتمع ليالي مع هشام ولكن الآخير كان له حسابات اخرى .....
كانت في ذلك اليوم تجلس ريهام تشتعل من الغيظ من لهفة عمر الذي يحاول أن يخفيها ولكن هي دائما كانت تكشفه بنظراتها حتى تحججت بشيء تافه أثناء تواجدها بمكتب عمر وكانت تنتظره وأمرت ليالي أن تعدّ لها فنجان قهوة ......
احضرته ليالي بعد قليل لتفاجئها عصبية ريهام وتعنفيها
_ ايه ده !!! ، دي قهوة تتشرب !!
نظرت لها ليالي باستياء وقالت :-
_ انا عملتها زي ما طلبتيها والقهوة ما فيهاش حاجة ، انا مش اول مرة أعمل قهوة !
نهضت ريهام بغضب ورمقتها بحقد وغضب :-
_ يعني انا ما بفهمش مثلا ولا هتبلى عليكي ! ، انا ما بتفهميش في أي شيء هنا ومش عارفة عمر ساكت وصابر عليكي ليه ، بس اظاهر إن بتعرفي تمثلي انك مسكينة عشان كدا بتصعبي عليه
بلعت ليالي ريقها بصعوبة وقالت بحزن :-
_ لو سمحتي ما تكلمنيش بالطريقة دي ، وانا مش بتمسكن على حد ، واي كلام تاني هقول لاستاذ عمر لما يجي وهو هيتصرف
اتسعت عين ريهام بغل وقالت بصريخ :-
_ دانتي بجحة بجاحة ، تبقى وراكي كوارث وليكي عين تتكلمي بس الحق عليا ، انا بقى اللي هقول لعمر على كل حاجة
تحدثت ليالي بعدم فهم وغضب :-
_ اللي عندك اعمليه ، انا ما عملتش حاجة عشان اخاف منها
دخل هشام فجأة وقال وهو ينظر لهم :-
_ مالكم في ايه ؟! صوتكوا وصلي المكتب
تنقلت نظرة ريهام من ليالي الى هشام ثم نظرت لليالي بنظرة ذات مغزى وأردف بخبث :-
_ بس المفروض تخافي ، ولا ايه يا هشام ؟
صوب هشام عينيه على ريهام بعدم فهم ولم يجيبها
خرجت ريهام من مكتب عمر والغضب يغلي في عينيها
قالت ليالي بقلق :-
_ انا مش فاهمة هي بتتكلم على ايه ؟!، وليه اتغيرت معايا كدا
شرد هشام قليلا ثم قال :-
_ انالازم أعرف هي قصدها ايه
هو عمر لسه ما جاش صح ؟
اجابت ليالي بنفي :-
_ لا لسه
ثم خرجت للكافيتريا وهي غارقة في بئرا من القلق حتى اتت ريهام مرة اخرى بعد فترة وبيدها اوراق استقالة ووضعتها أمام ليالي .....
_ هتمضي على الاستقالة دي ، ولا أعرف عمر كل حاجة
نهضت ليالي مصدومة وهي تنظر للاوراق ولم تستطع اكمال قرائتها حيث أخذتها يد أخرى بغضب ......
********************
الفصل ٢٩ ...ليالي (الوجه الآخر للعاشق )
نهضت ليالي مصدومة وهي تنظر للأوراق ولم تستطع اكمال قرائتها حيث أخذتها يد أخرى بغضب .....
أخذ هشام هذه الأوراق ونظر لريهام بحدة مما جعلها تستعل غيظا أكثر وقالت :-
_ لازم تستقيل يا هشام وإلا هقول كل حاجة بخصوصك أنت وليالي وأظن أنت فهمني
هتفت ليالي بغضب ودافعت عن نفسها لأمر هي تجهله إلى الآن :-
_ انتي بتتكلمي كدا على مين !! ، وايه اللي بخصوصي انا واستاذ هشام !! انا مش فاهمة حاجة !
التفت هشام لليالي وقال بهدوء :-
_ مافيش حاجة هي بس ريهام متعصبة شوية ، سبينا لوحدنا شوية بعد أذنك يا ليالي
اعترضت ليالي وصرخت ريهام به مجددًا :-
_ مش هتطلع غير لما تمضي على الاستقالة ،وغير كدا مش هسكت يا هشام مهما قولتلي
ضيق هشام عينيه بعصبية ثم قال محذرا :-
_ انا ما بحبش التهديد يا ريهام وانتي عارفاني ، نتكلم بالعقل ولا اتصرف انا بمزاجي ؟
زفرت ريهام بغضب ونظرت بعيدا عنهم حتى التفت هشام إلى ليالي مرة أخرى وقال :-
_ اطلعي انتي دلوقتي ياليالي ،وانا هشوف الموضوع ده وهقولك ما تقلقيش
نظرت ليالي لريهام بكره ثم خرجت من غرفة الكافيتريا وانتظرت بالخارج تفكر في اشياء كثيرة ونالت منها الحيرة بقسوة حتى ظنت أن تهديد ريهام خلفه المشهد الذي حضرته ريهام لأول لقاء بها مع هشام وتهددها بسبب الصفعة .....
غضبت أكثر لأن هذا ليس سبب لتهديد الصريح هذا ثم قالت بغضب :-
_ انا ما عملتش حاجة غلط عشان اخاف منها ،وهشام بنفسه أعترف انه هو اللي غلطان ، لو بتهددني عشان ماتقولش لعمر على القلم تقوله ، واللي يحصل يحصل انا ما اجرمتش يعني !!
**************************
وضع هشام الورقة على الطاولة الخشبية وأغلق الباب ثم عاد لها من جديد ..وبدت نبرة صوته لا تستعدي أي مراوغة منها
_ هو ايه بقى اللي بخصوصي أنا وليالي عايز افهم ، لو قصدك على القلم تبقي عبيطة يا ريهام لأن مش سبب يخلي عمر يطرد ليالي خصوصا إنه عارف اني ساعات ببقى متهور
التفتت له ريهام بحدة وقالت بأنفعال :-
_ انا مش عبيطة يا هشام ،ومش بتكلم على الموقف ده ، انا عارفة كل حاجة بينك وبينها وعارفة انها حامل منك
ضيق عينيه بصدمة وحاول أن يستوعب ما قالته ريهام للتو ثم قال :-
_ حامل مني !!! ، مين اللي قالك كدا ؟!
أجابت ريهام بغضب :-
_ اليوم اللي مات فيه عم جمال ، انا سمعت كلامكوا كله وعرفت إن بنته حامل منك وهو عرف وكان هيعملك مشكلة ،ولولا إني شوفت إنه وقع السلم بالصدفة كنت قولت لعمر فورا لكن ما حبيتش اسبب مشكلة وقولت يمكن تحل الموضوع معاها من غير فضايح لكن إنها تبعد عمر عني عشان توقعه يبقى مش هسكتلها وهفضحها
مرر هشام يده على ذقنه بمكر ثم نظر لها بابتسامة خبيثة وقال :-
_يرضيكي تفضحي خطيبتي يا ريهام ؟
اتسعت عينيها بذهول وقالت :-
_ خطيبتك !! ، انت هتخطبها ؟!
جلس هشام على مقعد بجانب الطاولة وقال في مشهد تنثيلي من تأليفه :-
_ اه خطيبتي ، انا بحبها يا ريهام وهي كمان بتحبني ومتفقين إننا نتجوز قريب عشان كدا اشتغلت هنا وانا كمان جيت اشتغلت هنا معاها
ابتسم ريهام وكأنها وجدت طوق النجاة وهتفت بحماس :-
_ ومستني اااااايه ، ليه ما اعلنتش خطوبتك لحد دلوقتي ؟!
كانت حاجات كتير هتتغير يا هشام
تنهد هشام وهو يبتسم ابتسامته الخبيثة وقد أتت هذه الورطة التي سجنت بداخلها تلك الجميلة الصغيرة في طبق من ذهب ...قال :-
_ لما ابوها كلمني كنت وقتها زعلان معاها فاتعصبت عليه لكن ماكنش قصدي انه يموت واديكي شوفتي انه وقع قضاء وقدر مش انا اللي وقعته ، بس بعدها اتصالحنا وقررت إننا نعلن خطوبتنا لكن بعد ما يعدي وقت على الوفاة عشان هنتجوز على طول مش هنطول ، بس خايف لحد من اهلي ما يوافقش
جلست ريهام بجانبه وقد عادت الدماء الى وجهها وقالت :-
_ سيب طنط فريدة عليا ، اما بخصوص عمر ما اظنش إنه هيوقف في طريق سعادتك يا هشام
نهض هشام وقال محذرا بلطف :-
_ بس أوعي تقولي لحد الكلام ده ،ده سر ما بينا لحد ما نعلن خطوبتنا ،ولا حتى تعرفي ليالي انك عرفتي حاجة ، انا مش عايز احرجها أو ازعلها ،انا ما صدقت إننا اتصالحنا
ضحكت ريهام وقالت :-
_ اتاري كنت عاملين زي القط والفار من ساعة ما اتقابلتوا هنا ولا كأن تعرفوا بعض بس اكيد كانت لسه زعلانة منك
بادلها هشام ابتسامته التي تبدو صادقة وقال :-
_ المهم إننا اتصالحنا ، وعلى فكرة عمر بيتعامل معاها كدا عشان عم جمال وصاه عليها ،مش عشان حاجة تانية ممكن تيجي في دماغك
نهضت ريهام وقالت بسعادة :-
_ انا مش هقولها حاجة وهطلع كمان اعتذرلها
رفض هشام بشدة :-
_ لأ ، لو اعتذرتي هتشك اني قولتلك وهتزعل ، ما تعمليش حاجة خالص
هزت ريهام رأسها بمرح وقالت :-
_ يظهر عليك وقعت يا هشام ، بس انا مبسوطة عشانك أوووي ومتخافش هدافع عنكوا بكل قوتي ومش هستريح غير لما اشوفكوا متجوزين
نظر هشام أمامه بخبث وقد عجبته هذه اللعبة كثيرا ، خرجت ريهام من الغرفة ونظرت الى ليالي الذي اشاحت وجهها عنها سريعا ولم تلاحظ ابتسامة ريهام الغامضة .....
****************************
دلفت ليالي إلى غرفة الكافيتريا وقالت لهشام بحيرة :-
_ لو سمحت قولي بقى في إيه ؟ فهمني
نظر هشام إليها وابتسم حتى وصلت ابتسامته لضحكة واسعة ثم قهقهة عالية
غضبت ليالي منه وشعرت إنها تريد أن تصفعه حتى يتوقف عن هذه القهقهة ثم قالت :-
_ ممكن تبطل ضحك وتقولي في إيه ؟
وضع يديه في جيوبه وقال بنظرة ماكرة وغامضة :-
_ مافيش حاجة ياليالي ، انا بضحك عشان ريهام هايفة وفاكرة انها هتخوفني بالقلم اللي ضربتهولي على وشي ، بس انا قولتلها اني بعترف اني غلطان ....
تنهدت ليالي براحة وتابع هشام حديثه بابتسامة ملتوبة خبيثة:-
_ انا حاسس إن القصر بتاعنا هيزيد فرد قريب
نظرت للأسفل بخجل وظهر على وجهها ابتسامة خجولة قد راقبها هشام بأعجاب شديد وقد بدأ قلبه يدق لها
شاهد عمر الدقيقة الآخيرة في هذا المشهد بعد أن أتى من موقع عمل كان يتابع سير العمل به ولم يروقه الأمر وغضب كثيرا
ذهب إلى مكتبه بعصبية ظاهرة ورمى مفاتيح سيارته على المكاب بعصبية ثم لم يستطع الانتظار ...خرج ووقف أمام مكتبه وهتف بأسمها بشكل مخيف وصوت عالي جعلها ترتجف بصدمة ....
ركضت مسرعة إلى المكتب وقد زالت تعابير المرح والتسلية من عين هشام إلى الغيرة القاتلة .....
***********************
دخل مكتبه وهو يراها تسرع إليه ثم دخلت المكتب خلفه وقالت :-
_ انا اتخضيت ،بتزعق كدا ليه ؟!!
التفت لها والشرر يتطاير من عينه وصاح بغضب :-
_ كنتي فين ؟
قطبت حاجبيها بذهول وقالت :-
_ كنت فين ايه ؟! انا هنا من الصبح ما خرجتش !
زم شفتيه بعنف وصرخ بوجهها :-
_ كنتي فين قبل ما تيجي هنا ، وبتقولي ايه ؟
لمعت دمعة في عينيها وقالت :-
_ كلهم بتزعقولي وبتهنوني ، وانا مش ببقى عارفة انا عملت ايه !
انا عملت ايه عشان تزعقلي كدا وتكلمني بالطريقة دي
دلف هشام الى المكتب وقال بحدة لعمر :-
_ في ايه يا عمر بتزعقلها كدا ليه ؟ انا كنت بعتذرلها على اللي حصل امبارح مني واتصالحنا
كفكفت ليالي وجهها من الدموع وقالت :-
_ انا همشي ، بعد اذنكوا
خرجت بدون أن تستمع لاعتذاره بعد أن شعر بندم لعصبيته بهذا الشكل
*****************************
خرجت من الشركة وهي تبكي وذهبت السيارة بها الى المنزل في خلال ساعة ونصف ......
دخلت المنزل وقابلتها أمل بقلق واستفسرت منها على السبب ...
روت لها ليالي ما حدث بالكامل لتنتفض أمل ببكاء هيستيري وقالت :-
_ لأ ، انا عارفة هشام لا يمكن يبقى طيب كدا ،اكيد قصده حاجة تانية
صعقت ليالي من جملة أمل وقالت :-
_ عارفة هشام !!! ، عارفاه منين يا أمل ؟
نظرت انل لليالي بحسرة وندم ثم اجهشت من البكاء وقالت :-
_ مش هقدر اخبي عليكي أكتر من كدا ، انتي لازم تعرفي عشان تاخدي بالك منه ، ده شيطان مش زي مانتي فاكرة
سردت أمل مآساتها بالكامل حتى نهضت ليالي وغرقت عينيها بدموع الصدمة وتمتمت بذهول :-
_ حامل ! ، انتي يا أمل تعملي كدا ، وهشام يا أمل
هتفت أمل بعصبية :-
_ انا عارفة اني غلطت وندمانة ، بس مش وقت لوم دلوقتي يا ليالي ، هشام بيلعب لعبة كبيرة لا انا ولا انتي قدها ، وهو اللي سرق فلوس المكأفاة لما هددته عشان يكسرني ، انا خايفه منه أووي يا ليالي
تجمدت اوصال ليالي من الصدمة وتسارعت دقات قلبها بحزن وحسرة وقالت :-
_سيبيني يا أمل دلوقتي ، مش طايقة اشوفك
ركضت أمل وقالت برحاء :-
_ لأ ، انا مش فاضلي غيرك يقويني ، ماتكرهنيش يا ليالي كفاية ان بابا مات زعلان مني
اتسعت عين ليالي بصدمة وقالت :-
_ هو كان عارف !!
هزت انل راسها وقالت :-
_ أه عرف قبل الحادثة بيوم ، وتاني يوم راح الشغل ووقع زي ما عرفنا ....
صرخت ليالي وقالت :-
_ ما استحملش ، اكيد كان مصدوم وحس باللي انا حاسة بيه دلوقتي
بكت امل وقالت :-
_ كفاية بقى ،كفاية لوم انا اللي فيا مكفيني مش ناقصة كلامك كمان
نهضت ليالي بغضب:-
_ اومال عايزاني اطبطب عليكي واقولك برافوا ، عايزاني اعمل ايه لما أعرف ان اختي اللي كنت بعتبرها أم مش بس اخت ..حامل من الحرام ...
نفت أمل بقوة :-
_ لأ ، احنا متجوزين عرفي
غضبت ليالي بغضب شرس :-
_ ادام في السر ومحدش يعرف يبقى حراااام وغلط ، لو مش في النور يبقى في الضلمة وحرام
لم تحتمل أمل حديث شقيقتها وركضت لغرفتها باكية وتركت ليالي في هول الصدمة التي كانت أكثر قسوة من صدمة مرضها المفاجئ
********************************
مساء في القصر ....
على طاولة العشاء اجتمع الثلاثي العائلي حول المائدة ونظرت فريدة لعمر بخبث وقد لمح ذلك هشام .....
نهض عمر بعد أن أكمل طعامه ثم ذهب الى غرفته .....
ابتسمت فريدة ابتسامة واسعة تعجب لها هشام وقال :-
_ اكيد في حاجة ورا الابتسامة دي
هزت راسها وقالت بخبث وصوت خافت :-
_ أصل عمر أشترى خاتم النهاردة والجوهرجي بعت فاتورته على القصر لأن عمر كان مستعجل وانا حاسة إنه هيفرحني قريب خصوصا ان عيد ميلاده بكرا وريهام عملاله مفاجئة ......
ظهر الجمود على وجه هشام وطافت في عيناه لمحات الغضب ثم نهض وركض إلى غرفته ......
اجاب الغرفة ذهابا وايابا بغضب. وهو يتوقع من العروس المجهولة حتى أتاه اتصال هاتفي من أمل .....
كانت المتصلة ليالي وقد اجبرت شقيقتها على الاتصال به وهي من ستتحدث معه ....
رد على الاتصال وكاد أن يصب غضبه عليها حيث تلقى صوت ليالي الغاضب .....
_ لو ما نفذتش وعدك لأختي هوديك في داهية يا هشام ولا هيهمني انت ولا اخوك ولا عيلتك بحالها ....
مرت عليه لحظة صدمة قد نهشت خطته كاملة ولكن فكره الشيطاني جعله يجيب بقوة :-
_ انتي اللي لو ما نفذتيش اللي هقولك عليه صورك وفيديوهات اختك هتبقى متاحة على كل المواقع ...
بعلت ريقها الذي جف من الرعب وقالت :-
_ انت قذر ومش عارفة قدرت تضحك على اختي ازاي !!
هتف بها وقال :-
_ بقولك ايه مافيش وقت لكلامك ده ، بكرا تكوني مقدمة استقالتك ولو عمر عرف حرف يا ليالي هفضحك انتي واختك وعيلتك بحالها ومحدش هيقدر يوقف قصادي ولو مش مصدقاني اسألي اختك عليا
ارتطمت كالعجوز على الفراش وقالت وهي تنتفض من الخوف على سمعة ابيها :-
_ لو استقالتي اللي هتخليك تنفذ وعدك اعتبرني استقلت وهتكون في ايدك بكرا
زفر بغضب وقال :-
_ مش بس الاستقالة ، اخويا لو فاتحك في موضوع جواز ارفضي وده أول طلب هطلبه وماعنديش حل غير انه يتنفذ
اغلق الخط وتركها في صدمة مما قاله ....
راقبتها أمل بخوف وقالت :-
_ هو قالك ايه ؟ واستقالة اية ؟!
نظرت لها ليالي بالم :-
_ مادمرتيش حياتك انتي لوحدك ، دمرتي حياتي انا كمان
دنا كنت مستنية عمر يروق عشان اقوله كل حاجة ، لكن دلوقتي هروح اقوله ايه ؟ ، انا لو قولتله يبقى كدا بدمر سمعتنا وسمعة ابويا للأبد
لو جوازك من هشام واقف على ارتباطي بعمر ، فأنا هسيب عمر يا أمل عشان الحيوان ده ما يفضحكيش
بكت أمل بحرقة وقالت :-
_ لازم عمر يعرف ، انا مش هسمح اني اكون السبب في بعدكوا
هزت ليالي راسها وقالت بحزن عميق :-
_ عمر لو عرف اقصى حاجة هيقدر يعملها انه هيجبر اخوه يتجوزك بس مش هيقدر يجبر هشام ما يطلعش الصور لانه الحيوان ده ممكن ينكر ببساطة انه مش هو اللي طلع الصور والفيديوهات
وبعدين يا أمل انا مريضة وحاجات كتير واقفة بيني وبينه
ضمتها أمل بقوة وتعالى صوت شهقاتها بعنف في حين أن ليالي كانت عيناها ترحب بالدموع في صمت ......
*************************
في اليوم التالي
أخذت ريهام اجازة هذا اليوم لتجهز لحفل عيد ميلاد عمر في سرية تامة ....
واتى عمر مبكرا كعادته واتى خلفه هشام مثل الآمس ....
انتظرها بفارغ الصبر بعد أن استمر طيلة الليل مستيقظا يفكر بها بسعادة وقد قرر ان يصالحها اليوم ويعلن ارتباطهما رسميا ولن ينتظر أكثر من ذلك فهو متأكد انها ستوافق ......
أتت ليالي حتى تقدم استقالتها ولم تكن تعلم أن الالم ينتظرها بوداع لحبها الذي كتب له اليوم سطور الضياع ....
أخذت ليالي ورقة واكملت بيانات استقالتها بوجه شاحب وتحركت إلى مكتبه حتى تقدمها له .....
نظر لها هشام وراقب شحوبها وقال :-
_ مش انا اللي هتقدمي الاستقالة ليه ، قدميها لعمر
اتسعت عينيها بذهول وقالت :-
_ حرام عليك ، انت ايه ؟ شيطان
اغمض عينيه بنفاذ صبر وقال :-
_ اتفضلي روحي لمكتبه
خرجت باقدام ترتعش حتى وقفت أمام مكتب عمر الذي كان ينتظر مجيئها بفارغ الصبر ، دقت على الباب ودخلت بعد أن سمعت صوته
ابتسم لها بعشق ونهض مسرعا واقترب منها بنظرة محبة قابلتها هي بورقة الاستقالة التي مدت يدها بها أمام عينيه .....
**************************
الحلقة ٣٠ ....ليالي (الوجه الآخر للعاشق )
ابتسم لها بعشق ونهض مسرعا ،اقترب منها بنظرة محبة قابلتها هي بورقة الاستقالة التي مدت يدها بها أمام عينيه ....
قال بنبرة دافئة ولم ينظر للورقة بيدها :-
_ مش وقت شغل دلوقتي ، ليالي أنا ب....
قاطعته بشراسة وكتمت صرخة كادت أن تخرج منها :-
_ انا عايزة استقيل ..وأمشي
تسمر مكانه من الصدمة وكأن الوقت توقف بعد جملتها ودفء قلبه اصبح غليان الألم حتى قال:-
_ استقالة !! ،، ليه ؟!
بلعت ريقها ونظرت للاسفل حتى لا يرى الالم بعينيها وقالت :-
_ عايزة امشي من هنا ، مش مرتاحة
تنهد بعمق ثم قال :-
_ لو لسه زعلانة فأنا اسف ، انتي عارفة إني بتقلب لمجنون لما بلاقي حاجة بتزعلك أو بضايقك ، ليالي ...انا بحبك
توسل قلبها كي تعترف له بالحقيقة ولكن تحدث العقل بالرفض فاكتشاف الحقيقة سيليه فضيحة كبيرة لم تستطع تحملها حتى تابع حديثه بأعتراف تمنت أن تسمعه ....
مش هصبر تاني ، انا هعلن خطوبتنا النهاردة للناس كلها
سقطت دمعة رغما عنها وقالت بعصبية :-
_ طب مش تاخد رأيي الأول ؟! ولا زي عادتك رأيك الأول والآخير
هي تعتصر الما من الخذلان الذي ستتسبب له به ولكن أي حل امامها غير هذا وسطوة المال هزمتها أمام شيطان وليس من البشر
ابتسم قليلا بثقة وقال بحنان ممزوج بتأكيد :-
_ انا عارف رأيك ، احساسي عمره ما كدب عليا يا ليالي ،وعايز افهمك اني هفضل اصبر عليكي لحد ما تفهمي الدنيا دي بس وانتي معايا وجانبي وحلالي مش وانتي بعيدة وقريبة كدا
مدت يدها المرتعشة مجددا بورقة الاستقالة وارتجفت نبرتها وهي تقول بتلعثم :-
_ امضي على الاستقالة لو سمحت ،انا مش عايزة افضل هنا
واشاحت نظرها عنه وتابعت بحزن :-
_ انا مش موافقة يا عمر
سقطت العلبة المغلفة بقماش قطيفة ذات اللون الاحمر من يده وهو يطرف بعينيه بصدمة وقال :-
_ مش موافقة ! ، انا تخيلت أي شيء غير إنك تقولي كدا
هتفت به وتظاهرت بالرفض وهي في حقيقة الآمر تصرخ من الالم على فراقه وقالت :-
_ الورقة عندك امضي عليها ، انا ماشية من هنا
الى باب المكتب الذي تركته مفتوح وهناك من يتلصص السمع بالخارج ، فاق من صدمته من تصرفها وصاح بغضب وهي تسرع لخارج الطابق متوجه للمصعد ...
_ عايزة تمشي امشي ، بس انا عارف انك بتحبيني ومش هصدق حاجة غير كدا ، ولعلمك مش هتبقي لحد غيري ،ااانتي فاهمة
خرج تامر على صياح عمر ونظر هشام وهو يراقب المشهد بنظرة مبتسمة ماكرة ....
استدارت ليالي تنظر له قبل أن تدخل المصعد ورماها بكلمة استحقتها بالفعل في هذه اللحظة ....
قال بألم يعتصر من مقلتيه مؤنبا :-
_ غبية ، وهتفضلي طول عمرك غبية
دخلت المصعد ولكن رمت هشام بنظرة محتقرة جانبية ثم هبط بالمصعد للأسفل .....
ضيق عمر عينيه بذهول وهو يشعر إنه في كابوس مزعج وأي عقل يجعله يصدق حديثها وهي تنظر له بهذه الطريقة التي تستغيث
دخل مكتبه وصفق الباب خلفه بعنف ،ظهرت ابتسامة هشام المنتصرة التي اكدت لتامر إنه خلف الاسوار وخلف هذا المشهد المحزن ...
******************************
ركضت بخطواتها في طريق السير وهي تبكي ، كانت تصطدم بالمارة كالبلهاء ،وكأن رياح الشتاء الذي اتى معلنا سيمفونية البدء في مقطوعة هادئة وحزينة من حبيبات الماء الذي بللت وجهها .....
تتألم ،بل الألم فاق الم المرض ، بدا مرضها أمام ما تشعر به الآن اهون بكثير ، وهبط رهبته بنظرها ، فالشيء الوحيد الذي كان يرطب قلبها من قسوة الايام قد غادر وهاجر حياتها .....
لا تدري كيف وصلت أمام باب منزلها التي كانت تنتظرها به شقيقتها بفارغ الصبر حتى تعلم ما حدث ...
تجولت نظرة أمل بقلق وحزن على وجه ليالي الباكي وملابسها الذي تعكر قطرات الماء من الطقس بالخارج وقالت :-
_ ما قولتلوش ليه يا ليالي ، هشام هيبهدلنا
نظرت ليالي لشقيقتها بلوم قاتل :-
_ انتي اللي عملتي فيا كدا ، ما سيبتليش حل تاني اقدر احمي سمعة ابويا وامي اللي هتبقى في التراب بسببك
شهقت امل باكية وقالت بندم :-
_ كنت هقف قصاده واحاربه ، وماكنتيش سيبتي عمر ، ماكنش لازم تسيبي عمر يا ليالي
تنهدت ليالي ببكاء :-
_ وتفتكري يعني لو قولت لعمر المشكلة هتتحل ! ، تفتكري لو عرف الحقيقة هيفضل يحترمنا !! ، تفتكري والدته "فريدة هانم "هتقبل تجوزك ابنها بالسهولة دي وهي عارفة انه اتجوزك عرفي ،، انتي ما خليتليش حل تاني اعمله ، على الاقل كدا عينك مش هتبقى مكسورة قدامهم
لم تجيبها أمل واستمرت على حالتها ويستعر قلبها ندما والم من فعلتها الشنعاء ثم قالت بشك :-
_ هشام في نيته حاجة وحشة والا ماكنش خلاكي تستقيلي وتبعدي عن عمر بالطريقة دي ...
كفكفت ليالي دموعها واجابت بألم :-
_ عشان شايفني مانفعش ،زي ما شايفك بالضبط ،وعشان اسيب الطريق لريهام ويرجعوا لبعض تاني ، مافيش سبب تاني
دق قلب أمل بقلق يشتعل بكل لحظة تمر وقالت :-
_ لازم اشوف طريق اصلح بيها كل اللي بيحصل ده ، انا مش عايزة اتجوز هشام بس لازم اتجوزه و
لم تكمل امل جملتها حتى سقطت ليالي مغشيا عليها وصرخت أمل بذعر .....
***************************
حرك الخاتم أمام ناظريه بألم وقال محدثا نفسه بعتاب وكأنها أمامه :-
_ ليه كدا يا ليالي ، ليه دايما بتوجعيني ، انا مش بس عارف انا متأكد انك بتحبيني زي ما بحبك بس مش عارف بتعملي كدا ليه !!، مش معقول عنادك يوصلك للدرجة دي ..مش معقول
وغصب عني بديلك مليون فرصة وعذر لأني مش عايز اخسرك ،لو تعرفي بحبك اد ايه مش هتعملي كدا !!
كان نفسي يوم عيد ميلادي يبقى يوم اعلان خطوبتنا ، كنت هقدمك لوالدتي بكرا واخطبك رسمي قدام الجميع ، ضيعتي كل حاجة 💔
****************************
لمع نور الغرفة بعينيها عندما فتحتهم قليلا بعد أن اتت أمل بطبيبة حتى يفحصها وبعد أن غادر الطبيب بدأت ليالي تفيق رويداً حتى فاقت واستوعبت ماذا حدث ونظرت لأمل التي تجلس بجانبها على الفراش باكية وعينيها حمراء من الدموع .....
قالت بقلق ولهفة :-
_ حمد الله على سلامتك يا حبيبتي
اشاحت ليالي وجهها لجهة أخرى بحزن ولم تجيبها مما جعل بكاء أمل يزداد وخرجت من الغرفة راكضة ببكاء حارق وهي ترى شقيقتها لا تريد الحديث معها بعدما حدث .......
وتجدد في قلبها العزاء وشعور الكسرة الذي شعرت به يوم وفاة والدها حتى انتبهت لرنين هاتفها .....
نظرت للهاتف للحظة ثم مدت يدها بوهن حتى التقطته وكاد أن يسقط منها عندما حملقت في الشاشة بذهول وهي ترى رقم عمر هو المتصل
بلعت ريقها وقد صعدت نبضات متراقصة وهي تراه يجدد الأمل فيها رغم انها ستصمم على رأيها ولكن ما سبيل للتراجع ....
اجابت بتلعثم :- الو ؟
اجاب بدون مقدمات وقال بحدة وتصميم
_ ان كنتي فاكرة اني صدقت كلامك تبقي زي ما قولت فعلا غبية بس انا عارفك كويس اوووي يا ليالي ومش همشي ، وهتبقي ليا غصب عنك ، وانا عارف انه مش هيبقى غصب عنك بس مش هسيبك لدماغك وعنادك وتعملي حاجة انتي مش عايزاها
قالت ببكاء حاولت ان لا تظهره عبر صوتها :-
عمر لو سمحت اسمعني انا...
قاطعها بحدة :-
_ انا بحبك يا ليالي ، فاهمة يعني بحبك ، يعني ماتوجعنيش ،انا ماحبتش حد غيرك ،عمري ما حسيت كدا ومش هقدر ابعد ، هجيلك بكرا واطلب ايدك من اختك الكبيرة ومش عايز أي اعتراض
ميعادنا بكرا ...مع السلامة
اغلق الخط دون ان يترك لها أي مساحة للاعتراض حتى نظرت امامها بذعر وكتمت صرختها الذي باغتها ضحكة من القلب ثم بكت بحزن مرة أخرى وقالت :-
_ غصب عني اللي هعمله يا عمر مش بإيدي
***************************
تنهد براحة وظهر طيف ابتسامة تخللها بعض القلق على وجهها ولكن على الاقل أنه ابتعد عن طريق الفراق فهو لم يقدر على ذلك مهما حاول ....
وقال :-
_ جننتيني ومابقتش مصدق إني انا عمر ، بس بحبك بجنوون
****************************
حل المساء وكان يجلس أمام المسبح شاردا
اقترب هشام بخبث وقال :-
_هو انت حكايتك ايه مع ليالي يا عمر ، وايه اللي سمعته النهاردة ده ؟! انا ما رضيتش اتكلم معاك في الشغل عشان كنت عصبي
اجاب عمر بابتسامة اندهش منها هشام وبدأ يشك وقال :-
_ هتعرف بكرا يا هشام ، انا مستني بكرا بفارغ الصبر
رفع هشام حاجبيه بغضب ثم نهض وقال :-
_ وانا كمان مستني بكرا
ذهب مسرعا الى غرفته واتصل على هاتف ليالي ...
اجابت عندما لمحت نفس الرقم الذي اتصلت به بالامس
_ عايز ايه ؟
زفر بغضب وقال وهو يتحرك في غرفته بعصبية وقال :-
_ انا عارف اللي اتفقتوا عليه انتي وعمر ، وقبل ما تصحي الصبح هتلاقي كل صور اختك والفيديوهات على كل المواقع وطبعا انا عمري ما هتجوز واحدة سيرتها هتبقى على كل لسان
صرخت مذعورة وقالت وهي تعتقد أن عمر اخبره بعفوية :-
_ انا ما اتفقتش على حاجة ، عمر هو اللي مصمم يجي يتقدملي بكرا ،طب انا هعمل ايه حرااام عليك
ابتسم هشام بنظرة خبيثة ومط شفتيه بسخرية :-
_ بقى كدا ، طب هتصل بيكي بكرا واللي هقولك عليه لو ما اتنفذش بالحرف اظن انتي عارفة ايه اللي هيحصل
اغلق الهاتف وهو ينظر بمكر وانتصار عبر النافذة المطلة على المسبح وابتسم وهو يرى عمر يتحدث بمرح مع فريدة .....
دفعت ليالي الهاتف وهي تبكي على لحظات السعادة التي لم تدم طويلا بل خطفها ريح الالم من جديد ...
*************************
تحدث عمر بجدية بعد فترة من المزاح والمرح وقال:-
_ أمي ، انا لمحتلك اني بفكر اخطب
ابتسمت فريدة بسعادة وقالت :-
_ ايوة ، وعارفة الخاتم اللي اشتريته كمان ،بس ما قولتليش بقى مين هي البنوتة دي ، بنت حد أعرفه ؟!
اجاب عمر :-
_ ايوة ،بنت حد تعرفيه ، وكنت بتحترميه جدا كمان
فكرت فريدة بحيرة ثم قالت :-
_ طب هي مين ؟
ابتسم عمر وقال :-
_ ليالي ، بنت عم جمال الله يرحمه
نهضت فريدة وقد فغرت فاها من الذهول وظهرت تقطيبة عميقة على وجهها الذي عكره بعض التجاعيد وقالت :-
_ بنت الساعي ؟!!!!!!
نهض عمر وقال بجدية واصرار :-
_ امي ، مافيش حد بيفكر كدا دلوقتي ، انا بحبها ومش عايز حد غيرها وهي الوحيدة اللي حبيتها ، ارجوكي ما ترفضيش
نظرت له بتأمل ولمحت السعادة التي تضج من عينيه ولم تستطع الا الاستسلام :-
_ مش هكدب عليك واقةلك اني موافقة وانا مرتاحة ، بس كفاية عندي انك هتبقى مبسوط ، وارتياحي ليها هيعتمد على تصرفاتها واخلاقها وانا مايهمنيش غير راحتك يا عمر ،انا موافقة يا بني
قبلها عمر من راسها بقوة وقال بسعادة :-
_ عمرك ما خذلتيني ابدا ، ربنا ما يحرمني منك يااارب
وصعد غرفته وهو في قمة سعادته أن كل الامور تسير وفق ما أراد ....
***********************
أتت ريهام في صباح اليوم التالي الى القصر بعد أن ذهب عمر للعمل برغم ان اليوم كان يجدر به ان يأخذه عطلة ......
بدأت بتجهيز تحضيرات الحفل المسائية حتى مضى من نهار اليوم عدة ساعات .....
وقد بدأ الليل يشير بالمجيء... اتى هشام لمنزل ليالي وبيده شنطة بها رداء ساحر باللون الروز المطرز بفصوص فضية واندهشت امل عندما رأته وارتجفت بخوف منه ..قالت :-
_ عايز ايه يا هشام ؟
نظر لها بابتسامة وقال :-
_ يعني يبقى عيد ميلاد عمر وليالي ما تحضروش !!
اتسعت حدقتي أمل بصدمة وقالت :-
_ انت عايز ليالي تروح عندكوا في القصر ؟!!
جلس بارياحية على أحد الارائك :-
_ هو كان هيجيلها هو بس قولت اخدها ليه ونخلص اليوم بسعادة ، هو يعلن خطوبته عليها وانا كمان
تلعثمت بعدم تصديق :-
_ انت بتتكلم جد ولا بتهزر ، اومال ايه اللي عملته معاها وخليتها تستقيل غصب عنها ؟!
تأفف بنفاذ صبر وقال :-
_ ممكن تخليها تلبس الفستان ده وهبقى افهمكوا على كل حاجة في الطريق ، مافيش وقت قدامنا ،فاضل ساعة والحفلة تخلص
تسمرت في مكانها حتى هتف بها مي تتحرك وركضت الى غرفة ليالي ومعها الحقيبة التي اعطاها لها هشام ....
"بداخل غرفة ليالي "
بعد أن روت لها امل على ما قاله هشام صدمت هي الاخرى وشعرت بشيء غير مريح في هذا الآمر ودق قلبها بقلق ، خرجت من الغرفة وهي تلف حجاب على شعرها
قالت بشك :-
_ انت هتعلب بينا ، انت عايز ايه بالضبط ؟!
زفر هشام بضيق ونهض ثم وقف امامها وهو يرتدي بدلته السوداء الانيقة وقال :-
_ اللي اختك قالتهولك ، انا هخدك لعمر وهاخد أمل ونصفي كل حسابتنا النهاردة ، واعتبري موضوع الاستقالة كان قرار متهور مني لحاجة خاصة بيا ، ولو شاكة في اي شيء خليكي فاكرة اني مش محتاج العب عليكوا ولا حاجة بدليل الفيديوهات والصور اللي كعايا يعني لو قولت أي شيء مضطرين تنفذوه مش مضطر أكدب ...
نظرت لها أمل وقد طفى على وجهها بعض التفائل والأنل وقالت بحناس :-
_ يلا يا ليالي نجهز ،انا كدا كدا رايحة معاكي
قال هشام موضحا :-
_ على فكرة يا أمل انا دورت على فستان ليكي لكن كل المقاسات كانت صغيرة مش للحوامل ومالقيتش حاجة تناسبك خالص
تحركت أمل وقالت بابتسامة :-
_ مش مشكلة ، اللي انت قولته دلوقتي احسن من مليون فستان وكفاية اني هشوف اختي مبسوطة
جذبت امل شقيقتها لداخل الغرفة وقالت ليالي بقلق :-
_ انا مش مطمنة يا امل ،انا خايفة يكون هيخطفنا ولا حاجة
نفت أمل بقوة :-
_ ما اعتقدش الموضوع فيه خطف ، هشام مش عبيط عشان يجي بنفسه لو ناوي على اذية ، انا بردوا شاكة ،بس خلينا مع الكداب وانا هبقى واخدة بالي من تصرفاته وأي شيء مقلق انا موبايلي فيه نت وهخلي سميرة على تواصل معايا لحد ما نشوف اخره ايه ، بس افرضي كان بيتكلم بجد
اجابت ليالي ولم يذهب القلق من قلبها :-
_ انا هتصل بعمر عشان اتأكد بردو
اخذت هاتفها ودقت على رقمه .......
بالخارج ..اخرج هشام هاتف عمر من جيبه وهو يبتسم ويمدح ذكائه عندما اخذ هاتف عمر كي لا تستطيع ليالي الوصول إليه قبل أن ينفذ خطته .....استمر الهاتف يدق لدقائق حتى بعث رسالة نصية مضمونها
"انا في حفلة عيد ميلادي يا ليالي ومش عارف اسيب الناس واجي ياريت تيجي مع هشام انتي وامل عشان كل شيء لازم يتصلح النهاردة ..."
ابتسمت ليالي وتنهدت بارتياح وهي تنظر لامل الذي بادلتها ابتسامتها وبعد فترة خرجوا وقد استعدوا بشكل كامل ....
نظر هشام بغيظ لليالي :-
_ ما لبستيش الفستان ليه ؟!
قالت ليالي بخجل :-
_ مش بعرف اللبس حاجة حد جايبهالي ،مش ببقى مرتاحة ، وكمان لبسي كويس
تحرك اتجاه الباب بنفاذ صبر وقال :-
_ طب يلا عشان هنتأخر كدا
اخذهم وذهب بسيارته سيرا باتجاه القصر .......
***************************
وقف أمام المرآة يسرح شعره الاسود الكثيف وابتسم بلمعة دافئة تسكن عينيه وقد قرر أن يذهب مباشرة بعد الحفل إلى منزلها ومعه والدته كي يتقدم رسميا لها ........
هبط للاسفل واستقبلته ريهام بابتسامة واسعة يطل منها الحب وذهبت به إلى طاولة عليها ادةار من تورتة عيد الميلاد وتجمع حولها الاهل والاصدقاء وباقي المدعوين ....
****************************
وقفت سيارة هشام على بعدا من القصر ونظرت ليالي وامل للجمع الحاشد من السيارات واطمئنوا لحديث هشام حيث أخرج هشام هاتف عمر وقال :-
_ ده تليفون عمر اللي بعتلك منه الرسالة
اتسعت عين ليالي وامل بذهول واكمل هو
_ اه ده كله لعبة مني ، وهتدخلي معايا يا ليالي انتي وأمل ومحدش هينطق حرف واحد وإلا ورحمة ابويا لمصر كلها تشوف فيديوهاتك يا امل وانتي معايا ، بضغطة تليفون مني ،ضغطة واحدة بس
اندفعت دموع امل بصدمة في حين ان ليالي لم تستوعب من عظم هذه الصدمة عليها وكيف هذا الحقير تلاعب بهم بسهولة ...
واخرجهم بقوة من السيارة واتجه لداخل القصر وكأنه يجرجرها من يدها كالطفلة المتذمرة ......
************************
انطفئ الضوء ليعلو صوت الحشد بهتاف مرح ويرددون اغنية عيد الميلاد حتى انطفئت الشموع واتت الاضاءة من جديد ليقف مستقيما بابتسامة سارحة بها ودق قلبه عشقا لهذه الصغيرة حتى تجسدت امام عينيه وأطرف عينيه حتى يصدق إنها أمامه حقا ،كاد أن يبتسم بسعادة حتى راى شيء جعله يضيق عينيه بذهول .......
************************
الحلقة ٣١...ليالي (الوجه الآخر للعاشق )
من أنتِ ؟ ..هل أنت هي أم تشبهيها ؟!
هل تهرب اناملك من انامله أم تعانقيها ؟!
هل خطواتك تقترب من حياتي أم تفارقيها ؟!
انطفئ الضوء ليعلو صوت الحشد بهتاف مرح ويرددون اغنية عيد الميلاد حتى انطفئت الشموع واتت الاضاءة من جديد ليقف مستقيما بابتسامة سارحة بها ودق قلبه عشقا لهذه الصغيرة حتى تجسدت أمام عينيه وأطرف عينيه حتى يصدق إنها أمامه حقا ،كاد أن يبتسم بسعادة حتى راى شيء جعله يضيق عينيه بذهول .......
يقترب بخطوات كالافعى التي تلف ذيلها على فريستها وقبضة يداه ملتفة حول اصابعها كالقيد وهو يجذبها للداخل حتى وقف أمام شقيقه التي فارقت الدماء وجهه واسدل الجمود والتصلب قسوته على محياه
وضع هشام يدها وهو ينظر لها بنظرة منتصرة على يده بوضع حميمي وهي كالمغشي عليها تنظر لعمر بنظرة متوسلة كي لا يتسرع ويصبر مثلما كان يفعل دائما ولكن مع هذه النظرة بعينيه اصبح الأمل شبه مفقود ..
كانت ازواج العيون جولهم تنظر لهم بدهشة ولم يبالي هشام حتى قال بصوت مرتفع ...
_ أحب اعرفكم يا جماعة على ليالي ....خطيبتي
مع شهقات البعض وابتسامات خبيثة للبعض الآخر تلقت أمل
الصدمة كالطعنة الغادرة وركضت للخارج باكية ...
التفتت فريدة لعمر وعلى وجهها الذهول ولكن هذه المفاجئة بالنسبة لها كانت كالنقطة في محيط بالنسبة لعمر الذي لمعت عينيه بعبرة حارب بشراسة كي لا تظهر ،وهذا القلب الذي كان وطنها منذ دقائق أصبح أرض قاحلة لا زرع فيها ولا ماء وأصبحت لا تصلح للحب بعد الآن ...
هذا ما شعر به إثر هذه الصدمة التي تلقاها من أحب أثنين على قلبه ،لم يحرك عينيه من على عينيها التي تصلبت عليه أيضاً ، وكل دقيقة تمر يريد أن يصرخ بها ..كيف ومتى حدث ذلك ؟!!!
كيف ومتى وأنت كنت لي منذ البداية !!
تنفست ريهام الصعداء وابتسمت بسعادة وهي تتحرك باتجاه ليالي وعانقتها بقوة وكأنها تشكرها على هذا الفراق ..قالت تهني :-
_ الف مبروووك يا حبيبتي ، بأذن الله نشوفكوا في الكوشة قريب
والتفتت إلى هشام بغمزة وقالت :-
_ مبروك يا هشام ،انا مبسوطة أوووي عشانكوا
ابتسم هشام وأجاب :-
_ الله يبارك فيكي يا ريهام ، وعقبالك انتي وعمر
ظهر الخجل على وجه ريهام ونظرت للأسفل (وش كسوف أووي 😏)
توسلت عين ليالي ونظراتها لهدنة ولكن نظراته هو كانت تعلن بدء الحرب الشرسة التي لا رأفة بها ولا رحمة ...
جذبها هشام إلى الأمام أكثر حتى تقترب من تورتة عيد الميلاد ووقفت أمام عمر مباشرة ..
أشار هشام للجموع ببدء الموسيقى ومواصلة الحفل .....
اقتربت فريدة بحدة واخذته من يده بقوة ورمت ليالي بنظرة محتقرة لما فعلته بولديها ......
دلفت إلى غرفة قريبة من البهو الذي يتجمع به الحشد وقالت معنفة :-
_ ايه اللي عملته ده ،انت ما تعرفش إن اخوك كان عايز يخطبها ؟!
هو قالي إنك عارف !!
زفر بحقد وقال بهتاف :-
_ عمر اناني ومتعود دايما ان كل اللي يطلبه يلاقيه وبعدين ليالي أعرفها من زمان ،من قبل ما تشتغل في الشركة وحتى من قبل ابوها ما يموت ،وفي حاجات كتير محدش لسه يعرفها
عصف القلق بعين فريدة وقالت بريبة :-
_ حاجات ايه اللي محدش يعرفها ؟! ،مخبي إيه عليا يا هشام ؟!
ابتسم بمكر واجاب بشكل غامض يثير الشك :-
_ كل شيء هتعرفيه في وقته
****************************
بلعت ريقها الذي جف ولم تستطع قول شيء ولا حتى استطاعت أن تخرج أي صوت من حلقها الذي ماتت الصرخة بداخله ....
يقف أمامها يواجهها بشراسة دون أن ينطق حرف ..فقط عيناه هي من كانت تصفعها بقسوة حتى سقطت مغشياً عليها .....
لم تشعر إلا وهي محمولة على يدان قاسيتان صلبة .....
ذهب بها أمام الجميع وصعد للطابق الثاني من القصر وشيء بداخله يعلن امتلاكها لها بهذه اللافته ولكن هناك وحش مفترس ايضا يريد الثأر منها .....
ركضت ريهام خلفه واتت بعطر ذو رائحة نفاذة حتى استقيظت ليالي بعد قليل وعيناها ضائعة ....
وقف ينظر أمامه بنفس ملامحه المتجمدة من الصدمة ولم يرق ولو قليلا لأغمائها ولحالتها هذه .....
تحدثت ريهام وهي تنظر لليالي بغيظ :-
_ هروح اقول لهشام زمانه بيدور عليها تحت في الحفلة
خرجت من الغرفة وهبط للطابق الأسفل .....
اعتدلت ليالي في الفراش وبلعت ريقها وهي تنظر له بدموع وكادت أن تتحدث حتى قاطعها بنبرة شرسة وأشارة من يده بالصمت الاجباري ..
_ أخرسي ومش عايز أسمع صوتك ، انتي خرجتي من حياتي للأبد ومش هسامح نفسي إني في يوم فكرت في ...واحدة زيك
زمت شفتيها وهي تكتم صرخة تريد أن تملأ بها الاركان وقالت :-
_ انا عايزة أخرج من حياتكوا كلكم ، انا تعبت ..تعبت
دلف هشام إلى الغرفة مسرعا بعد أن اخبرته ريهام بما حدث وقال متلهفا :-
_ حبيبتي مالك ، انا اترعبت عليكي
صرّ عمر على اسنانه بعنف وخرج من الغرفة بأسرع ما عنده ولمعت ابتسامة في عين هشام حتى نهضت ليالي ووقفت امامه بكره شديد ولم تتحكم في أعصابها مطلقا حتى صفعته على وجه بكل ما فيها من قوة ....
لمس هشام مكان الصفعه على خده وجذلها من يدها بقوة وقال محذرا بشر :-
_ لو ايدك اتمدت عليا تاني هكسرهالك ،وأول وآخر مرة تعمليها ،انتي فاهمة يابت انتي
حاولت التملص من قبضته بشراسة حتى عضته من مقبض يده حتى يبتعد ..وابتعد متاوها بألم وقال بصياح :-
_ هخليكي تندمي على اللي بتعمليه ده وتتحايلي عليا وتطلبي الرحمة
صرخت به بكره :-
_ لو فاكر إني هسمع كلامك تاني تبقى غلطان ،انا هقول لعمر على كل حاجة وهو هيقدر يحميني منك ،انت ايه يا اخي ..شيطااان
انت عارف كويس إننا بنحب بعض ورغم كدا ...
قاطعها بصفعة مدوية جعلتها ترتجف من الذعر حتى نظرت له برعب عندما قال بشراسة :-
_ لو على جثتي ،لو هتدخلي القصر هنا وانتي لحد فينا هيبقى انا ومحدش هيتجوزك غيري ، ومش عايز الكلام ده يتقال قدامي تااااني
اشتعلت من الكره وحاولت ان ترفع يدها وترد له الصفعة ولكن قبض على معصم يدها بعنف وقال :-
_ ما تنرفزنيش لأني في خلال دقيقة ممكن افضحك انتي واختك في البلد بحالها وبردو هتجوزك غصب عنك
فلتت من يده وقالت بحدة :-
_ يبقى موتني الأول
اقترب منها بنظرة ماكرة حتى بعدت هي للخلف وكاد يقترب أكثر وبعينيه الغدر حتى التقطت ڤازة من خلفها والقتها على رأسه ليقع مغشيا عليه .....
نظرت بذهول له وهو ممد وتنزلق الدماء من رأسه إلى الأرض وكاد أن يقف قلبها من الهلع ....
نظرت حولها ولم ترى مفر غير أنها تذهب من الباب الرئيسي
للغرفة وتتسلل إلى الخارج .....
*****************************
فتحت أمل باب المنزل وارتمت على اقرب مقعد وهي تندب حظها ولم تستطع الصمود أكثر من ذلك وهي ترى شقيقتها قد أخذت دورها ومكانها في حياة من أعتبرته في يوم ...حبيب !!
انبها ضميرها أنها تركت شقيقتها بمفردها ولكن الألم أخذ منها أي تعقل أو توازن الفكر .....
فكرت بشكل سريع ثم نهضت والتقطت هاتفها واتصلت بهاتف عمر ولكن دفعت الهاتف بعنف عندما تذكرت أن هشام قد اخذه .....
*****************************
خرجت لطرقة طويلة محاطة بالستائر المخملية ذات اللون الاحمر ويتخلله بعض الالوان الأخرى بشكل مطرز ....
نظرت حولها كالضائعة وهي تبكي بصمت وترتجف من الخوف حتى لمحت طريق بآخر الممر البعيد المؤدي لطريق آخر بالأسفل غير بهو القصر الذي يجتمع به الحشد ....
ركضت حتى وصلت لآخره لتجد طريق يؤدي إلى المسبح بخارج القصر ...
كانت تظن وهي تركض أن هشام قد فارق الحياة لهول كمية الدماء الذي سقطت من رأسها مكونة بركة حمراء حوله ...لذلك عندما رأت شبح أسود يقف مواليها ظهره ..ارتجفت وكل ما أرادته الآن أن تهرب من هنا بأسرع وقت قبل أن يجدها أحد .....
خرج من القصر وهو يكاد يختنق ويخرج قلبه من ضلوعه ووقف أمام المسبح الذي كان دائما يأتي إليه عندما يتعرض لضغط شديد ونظر للمياه بألم يعتصره ولاحظ خيال ارتسم على المياه يأتي من خلفه ...
كانت تحاول الهرب وهي تمشي على أطراف اصابعها ولم يكن ضوء قمر هذه الليلة يساعدها على الرؤية بوضوح بالاخص في هذا المكان الذي يعتبر خلف القصر .....
استدار فجأة ليقابل صرختها الفزعة عندما نظر لها ...
استمر ينظر لها للحظات وهي ترتجف من الخوف بشكل غريب حتى ركضت من أمامه متوجها للخارج ولم يستطع أن يحرك ساكنا ..
اغلق جفونه بألم ولكن فتحها متفاجئا بصوت والدته وهي تصرخ بأعلى صوتها ..صرخة فاقت كل الضوضاء ووصلت عنده بقوة ...
************************
الفصل ٣٢ ...ليالي (الوجه الآخر للعاشق )
سار بسيارته بشكل جنوني إلى منزلها حتى وقف بالسيارة وترجل منها بعنف وركض مسرعا إلى داخل المنزل .....
كانت هي على وشك الخروج ومعها شقيقتها أمل وبيدهم حقائب ملابسهم التي جهزوها استعداد للرحيل .....
حتى دق على الباب بعنف وغضب والشرر يتطاير من عينيه وكأنه على وشك مقاتلة ألدّ أعدائه ...
وقعت الحقيبة التي بيد ليالي من الذعر وهي تنظر للباب ولخياله الواقع على زجاج النافذة الصغيرة بمنتصف باب المنزل ونظرت لها أمل برعب وقالت :-
_ أكيد ده حد منهم
اصطكت أسنان ليالي برجفة قوية ونطقت اسمه بالكاد :-
_ د..ده.. عمر
ارتجفت الفتاتين من الخوف الذي انتشر بكامل جسدهم وتراجعت خطواتهم للخلف وكادت ليالي أن تتعثر بطاولة صغيرة موجودة بصالة المنزل
تجمعت الحروف على شفتيها :-
_ لو دخل وهو في الحالة دي مش عارف ممكن يعمل إيه خصوصا انه اكيد عرف انا عملت إيه في أخوه
اعترضت أمل :-
_ انتي ما عملتيش حاجة غلط ، ده واحد كان عايز يعتدي عليكي ومكافهوش اللي عمله معايا المفروض كنتي تعملي ايه
قاطعها بعنف حدة صوت طرقاته على الباب بشكل غاضب ومزعج حتى تمسكت ليالي ببعض قوتها وقالت بشجاعة :-
_ انا هفتح وهقوله على كل حاجة واللي يحصل يحصل
ركضت إلى الباب وفتحته لتقابل عينها الخائفة بعينيها الذي أسودت من الغضب ودفع الباب بحدة ودلف للداخل وتحركت بخوف حقيقي خطوات للخلف حتى تبتعد عنه وهو في هذه الحالة الخطيرة من العنف ....
أشارت بيدها وهي تتراجع للخلف وقالت :-
_ اسمعني الأول ،انا هقولك كل حاجة عشان تعرف الحقيقة
كان قد اقترب منها و صفعها بشراسة صفعة جعلتها يختل توازنها وسقطت على الأرض بقوة ....
نظرت له في صدمة ونزفت عيناها الدمع وهتفت أمل وهي تعنفه بغضب :-
_ أنت بتضرب أختي ليه ،المفروض القلم ده كان يبقى لأخوك مش ليها ،انت ما تعرفش هو عمل إيه معانا
نظر لأمل بعنف حتى ابتعدت عنه هي الأخرى وتراجعت حتى اصطدمت بباب غرفتها وانفتح الباب ودلفت لداخل الغرفة من الخوف ، اغلق الباب عليها وتركها محبوسة بالداخل تطرق على الباب بحدة وخائفة على شقيقتها ...
شهقت ليالي من البكاء وتبدلت نظرتها للكره ثم نهضت ووقفت أمامه مباشرة :-
_ انا بكرهك وبكره اخوك وبكره اليوم اللي شوفتكوا فيه ، انت عارف انا موت أخوك ليه لانه كا....
صفعها مرة أخرى حتى نزفت شفتاها دما وقال بغضب :-
_ اخويا لو كان جراله حاجة كنت موتك بإيدي لكن لسه ليه عمر ، وهشام في المستشفي دلوقتي وهيخرج بعد كام يوم
لكن اللي انتي عملتيه النهاردة انا عمري ما هسامحك عليه ولازم أخد حقي وحق أخويا ...
كان وجهها يشتعل احمرارا من أثر صفعاته ومن أثر الغضب الذي طل من عينيها ثم صرخت به :-
_ لا انت ولا أخوك ليكوا حق عندي ، وأسأل اخوك كان عايز يعمل إيه خلاني اضربه كدا ....
فاقت أمل وهي بالداخل من صدمتها بعد أن اكتشفت أن هشام لا يزال على قيد الحياة وهذا ما الجمها وجعلها كالخرساء المقيدة من التفوه بأي حرف ...
نظر لها بقسوة وبرزت عروق حول فكيه تؤكد على مدى غضبه
قالت هي ببكاء ونظرة تصفعه :-
_ أخوك كان عايز يعتدي عليا
اتسعت عيناه بذهول وشحب وجهه بشدة حتى تسمر مكانه وقال فجأة بشك :-
_ وعايزاني اصدقك بعد كل اللي حصل ،عايزاني اصدقك بعد ...
لم يستطع متابعة الحديث واكتفى بنظرة قاتلة لها
كان انفاسه متسارعة ورماها بنظرة عنيفة وقال :-
_ مهما قولتي مش هصدقك تاني ، انا شوفت اخويا وهو بيموت قدامي وانتي السبب ، شوفتك وانتي بتهربي قدامي ،لو صحيح كنتي بدافعي عن نفسك كنت قولتيلي ساعتها وماكنتيش هربتي
مافيش حاجة واحدة تثبت انك صادقة ...
مسحت جانب فمها من الدماء بس قوة الصفعة ثم قالت بحزن :-
_ وانا مابقتش عايزة اثبتلك حاجة ، انا كنت فكراك هتسمعني وهتوقف جانبي مهما اتقال عني ، كنت فاهمة غلط
انت ظلمتني أكتر من أي حد وصدقت أخوك وانت ما تعرفش هو عمل إيه ...
احكم قبضته بغضب وهتف بها :-
_ لو نطقتي كلمة واحدة زيادة عليه ما تلوميش غير نفسك ، انا عرفت النهاردة من أمي بعد ما وصلنا هشام المستشفى إنكوا كنتوا تعرفوا بعض من زمان ومتفقين على الجواز كمان ماكنتش اتصور إنك بالحقارة دي
فار الغضب بداخلها وذهبت اليه لتصفعه ولكن مسك معصم يدها بعنف وقال محذرا :-
_ انا مش زي هشام ، انا ممكن ادمرك وماخلكيش تقدري تطلعي من اوضتك
تاوهت من قسوة قبضته وحاولت التملص حتى تركها بأذدراء
قالت وهي تتحسس معصم يدها ببكاء :-
_ هتندم يا عمر على كل اللي بتعمله ده ، هخليك تشوف الويل
رماها بنظرة محتقرة ثم ذهب وصفق باب المنزل خلفه ....
اقتربت من مقعد على بعد خطوات وجلست وهي تجهش بالبكاء بقوة وعندما انتبهت لقرع أمل على الباب ذهبت لتفتحه لها ...
خرجت امل برعب وتفحصت وجهها ثم قالت :-
_ عملك إيه الحيوان ده كمان ، احنا وقعنا مع شياطين مش مع بشر !!
جلست ليالي مرة اخرى وبكت بحرقة :-
_ كنت خلاص هقوله ، كنت هقوله على كل حاجة ، بس ماكنش هيصدقني ، ده كدبني لما قولتله أن اخوه كان عايز يعتدي عليا ، كان هيصدقني أزاي في الباقي
جلست أمل بجانبها بضعف :-
_ اللي شوفته النهاردة واحد غير عمر اللي أعرفه ،زي ما يكون واحد تاني مش شايف قصاده غير الشر وبس
بس يمكن هو مصدوم من خبر الخطوبة ومش عارف يفكر ،لازم تديه عذره يا ليالي ،اللي حصل صدمة لينا كلنا
نهضت ليالي وهي في حالة دوار شديد ...قالت :-
_ اديه عذره !، طب اشمعنى هو ما رضيش يديني دقيقة واحدة يسمعني فيها ، ماكنش قابل أي نقاش وخوفت اقوله ابقى بعقد المشكلة أكتر مش بحلها ...
************************
كان يطرق على مقود السيارة بغضب وهو يسير في طريقه الى المشفى ،وجملتها تتردد بصدى مخيف داخل عقله ، شعر إنها كانت تريد قول شيء ولكن غضبه أخرسها .....
وكيف لا يغضب وقلبه يصرخ ويئن بألم صارح هكذا ...
وصل إلى المشفى ودخل بخطوات واسعة إلى الداخل حتى وقف أمام غرفة أخاه ولم يرى فريده وريهام أمام الغرفة .....
دفع الباب ودلف للداخل وهو تائه في حيرته ...
تقابلت عينه بعين هشام الجالس على فراشه وبراسه تلتف لفافة بيضاء قطنية ، فحص هشام وجه عمر بمكر ثم قال :-
_ ليالي معاك يا عمر ، هي فين ؟
ضيق عمر عينيه بتعجب ودهشة ثم تابع هشام حديثه الخبيث :-
_ اختها اتصلت بيها عشان تعبانة فاضطرت تمشي عشان اختها وانا كنت متنرفز واتزحلقت في طرف السجادة ووقعت زي ما انت شايف كدا
ربتت فريدة على يد ابنها وقالت بحنان :-
_ حمد الله على سلامتك يا حبيبي ، دنا كنت هموت ساعة ما شوفتك غرقان في دمك
لمعت نظرة شك في عين ريهام الجالسة في مقعد بجانب الفراش وقالت بشك :-
_ طب والڤازة اللي لقيناها مكسورة وغرقانة دمك جانبك ؟!!
رمقها هشام بغيظ ثم قال :-
_ لما وقعت ايدي جت عليها فوقعت جانبي
اقترب عمر من شقيقه ووضع يده على كتف هشام وقال :-
_ حمد الله على سلامتك يا هشام ، ولينا كلام كتير لما تقوم بأذن الله ...
زفر هشام بضيق وصاح :-
_ ممكن تتصل بخطيبتي تجيلي حالا
راقبت فريدة مدى العذاب والالم الذي يقاومه ابنها البكر حتى اجابت بدلا عنه :-
_ الدنيا ليل ،خليها بكرا وأوعدك هبعت حد يجبها
تمسك هشام بليالي بهذه الطريقة كان يمزق عمر ويجعل الألم يتملك من نبضاته والشيء المؤسف أنها مدانة في جميع الاحتمالات .....
****************************
انتبهت فريدة لقرع الباب ونهضت ريهام لتفتحه :-
_ دلف تامر ومعه هايدي إلى داخل الغرفة ولمحوا هشام وهو مسجى على فراشه وتائه في غفوة وثباتٍ عميق ...
قال تامر متساءلا :-
_ بقى نتأخر شوية على عيد ميلاد عمر نيجي نلاقي مصيبة
ابتسمت ريهام وقالت :-
_ معلش ،المهم انها جت سليمة ،وماتبقوش تتأخروا تاني
تحدثت هايدي بعد أن صافحت فريدة وريهام وقالت :-
_ معلش يا ريمو اخويا جه من السفر النهاردة وماعرفتش اسيبه وعلى ما حضرت نفسي ووصلنا انا وتامر على القصر اتخضينا من اللي عرفناه وجينا هنا جري ....
قالت فريدة باستياء :-
_ دنا كنت هموت مش اتخضيت بس ، بس الحمد لله جت على اد كدا
التفت تامر في ارجاء الغرفة وسأل :-
_ هو عمر فين ؟!
أشارت فريدة لاخارج وقالت :-
_ هو قالي انه هيوقف برا في الهوا شوية
تعجب تامر وقال :-
_ هوا ايه دي الدنيا تلج !!
ثم اتجه للخارج باحثا عنه وترك هايدي معهم ....
*************************
تحجج باي شيء حتى يخرج وينفرد بنفسه لدقائق ، كلما سمع اسمها يخرج بحميمية هكذا من فم أخيه يئن الما وكان آخر شيء يستطيع أن يتحمله هو أنها تنتمي لشخص آخر وبالآخص ...شقيقه .
كان يختنق بالداخل وتختنق أنفاسه المتسارعة الذي جعلها القلب تركض بغضب ....
لمحه تامر من بعيد وذهب إليه ..قال :-
_ حمد الله على سلامة هشام يا عمر ،إيه اللي حصل ؟!
احتدت نظرة عمر واجاب مزمجرا :-
_ مش عايز اسئلة دلوقتي يا تامر مش ناقصك
تأفف تامر ثم قال :-
_ طب انا أسف ، المهم حمد الله على سلامته ، هيطلع امتى ؟
رد عمر بايجاز :-
_ ممكن بعد يومين ويكمل علاجه في البيت
هز تامر رأسه :-
_ بالشفاء أن شاء الله
**********************
ظهرت أشعة الشمس وما زالت ليالي تبكي على ما حدث رغم بكائها طويلا في صلاة القيام وتلاها صلاة الفجر ولكن كلما تذكرت قسوته وتكذيبه لها تتألم كثيرا ......
ولم تغفى أمل ولو لدقيقة واحدة واستمرت عيناها مفتوحتان ببكاء صامت لما تسببت به لنفسها ولشقيقتها من كوارث ...
اتى ليالي اتصال هاتفي بعد أن دقت الساعة العاشرة صباحا ....
واجابت :-
_ الو ؟
سمعت صوت ريهام حيث قالت الاخرى :-
_ انا ريهام يا ليالي ،هشام ما بطلش سؤال عليكي من امبارح وعايزك دلوقتي
تنفست ليالي بصعوبة وغضب ولم تجد كلمات مناسبة أن تعلن بها غضبها ثم تابعت ريهام حديثها :-
_ هو قالي اتأسفلك انه ما عرفش يجي وراكي لما مشيتي عشان اختك تعبانة لانه اتزحلق ووقع واتخبط خبطة جامدة جدا في دماغه وهو دلوقتي في المستشفى
لمحت ليالي خبث خلف حديث هشام هذا ..قالت:-
_ انا ما أعرفش المستشفى ؟
ملتها ريهام العنوان وقالت :-
_ انا للاسف مش هعرف استناكي لأني بايته مع طنط فريدة وعمر طول الليل هنا وهنمشي دلوقتي ، ياريت تجيله بسرعة عشان مصمم يشوفك
وافقت ليالي بمراوغة حتى لا تشك ريهام بشيء ثم اغلقت الخط ...
اغلقت ريهام هاتفها ثم انتبهت على صوت عمر الذي يقترب منها في ممر المشفى وقال :-
_ يلا عشان اوصلك يا ريهام انتي وأمي ،لازم ترتاحوا شوية انتوا ما نمتوش طول الليل
وافقت ريهام ثم ذهبت معه وقبل ان تذهب غمزت لهشام بطرف عينيها حتى فهم أنها نفذت ما قاله لها في الصباح الباكر ...
*********************
أخبرت ليالي شقيقتها واندهشت أمل وقلبها يحترق لما يحدث ثم قالت بحدة :-
_ ماتروحيش ، انتي لسه مش عارفة هو عايز ايه ؟
تنهدت ليالي بحزن :-
_ هشام مش بيخيرني يا أمل ، اللي فهمته من كلام ريهام إني لازم أروح ، هو بعت معاها الكلام وهي مش فاهمةفاهمة معناه
انا هروح واشوف هو عايز إيه وهكلمه بالعقل يمكن الاقي حل معاه .
هتفت امل بغضب :-
_ روحي ، عشان عمر يشوفك ويصدق انك كدبتي عليه أكتر وأكتر
نظرت لها ليالي بحزن. ممزوج بسخرية :-
_ وهو عمل لما قولتله الحقيقة !، ما هو بردو كدبني ومارضاش يسمعني ، انا ماعنديش حل غير أن اتعامل مع هشام بهدوء لأن أي تهور هيخليه يعند وينفذ تهديده لينا
*******************
وصلت للعنوان المطلوب الذي اعتطه لها ريهام صباحا ودلفت للداخل حتى وقفت أمام الغرفة ذات رقم ٢٠٥ بالدور الثاني من المشفى ، فتحت الباب بأنامل مرتعشة ونظرت من بعيد لذات العينين الشيطانية الحاقدة الجالس على فراشه بهدوء غامض ....
رماها بنظرة ساخرة وقوية وهتف بصوت آمر :-
_ كنت مستنيكي ، ادخلي واقفلي الباب وراكي
دخلت بخطوات بطيئة للداخل واغلقت بالفعل الباب خلفها ثم اقترب بحذر من المقعد القريب منه وجلست عليه ...
تلعثمت وهي تقول :-
_ لو طلبتني عشان تهددني زي عوايدك يبقى همشي ،ياريت نتكلم بالعقل وبلاش عصبية
صوب عينيه عليها بمكر ثم ابتسم :-
_ تصدقي كنت هقولك كدا ، وتابع مؤكدا :-
_ لو فاكرة اني زعلت لما ضربتيني وهربتي تبقي فهمتي غلط ، بالعكس انتي عجبتيني أكتر
اتسعت عينيها بدهشة من حديثه واجابها بقهقهة ساخرة :-
_ انا بقالي سنين ماشوفتش واحدة كشرت حتى في وشي ،بمجرد ما يتعرف انا مين كل الوجوه بتبتسم ، وأولهم كان اختك
قطبت حاجبيها وهي تغلي من الغضب وحاولت أن تخمد هذا العنف الذي كاد أن يجعلها تقتله هذه المرة متعمدة
نظر لها نظرة طويلة وقال :-
_ انا ماصدقت لقيتك ومش هسيبك بأي شكل من الاشكال
نهضت بعصبية وباغتها هو بحديث هادئ :-
_ لو سمحتي اقعدي ، انا فعلا ما بقتش عايزة أي مشاكل معاكي ، ومحدش يعرف اللي حصل امبارح
قالت بغضب مكبوت :-
_ لو فاكر إني ممكن ابقى ليك في يوم من الايام تبقى بتحلم ومش عشان انا مش بطيق اشوف وشك وبس لا ، لأن اللي المفروض تبقى معاك هي أمل اختي ،اللي انت بتفكر فيه من رابع المستحيلات ....
ثم ركضت إلى الخارج ونهض هو وأسرع خلفها من الغضب ...
لحقها عند بوابة المشفى من الخارج واوقفها صوتها الغاضب وكاد أن يعنفها حتى لمح سيارة عمر تقف أمام المشفى وعمر يترجل منها نزولا ......
تبدلت ملامحه الذي امتزج معها بعض التعب من حركتها المفاجئة عندما ركض خلفها متناسيا حالته المرضية وقال :-
_ انتي عايزة مني دلوقتي ، اتجوز أمل صح ، خلاص ماشي
موافق ...
اتسعت عينيها متفاجئة وقالت وهي لم تستطع تصديق ما سمعته :-
_ بتتكلم جد ولا زي عادتك ؟!
ابتسم لها وشمل وجهها بنظرته وقال :-
_ مش عايز ازعلك ،ومش عايز اعمل مشاكل معاكي أكتر من كدا
وفي اقرب وقت هنتجوز
نظرت له بشك وقالت :-
_ توعدني إنك توفي بوعدك ده
وقف عمر فاجئة عندما سمع جملتها الاخيرة بعد أن اجتاز الممر ودلف لداخل البوابة وتسمر مكانه بجمود ...
تظاهر هشام انه لم يراه وقال بنبرة مصممة :-
_ اوعدك بكدا
ابتسمت بعدم تضديق ولم تلمح أن هشام كان يقصدها هي بهذا الوعد ..
ولم تلاحظ الذي كان يحترق قلبه خلفها ومن تأكيده الآه إنها خائنة ولو سقطت على قدميها وترجته لن يصدقها بعد الآن ....
*************************
يتبع
صويت بقى وعياط وشحتفه ماشي 😊😂 عايزة اسمع صوتكوا وانا قاعدة مكاني في اسكندرية 😂 😹
💃💃💃💃💃💃💃💃💃💃💃💃💃
روبا 😎يتبع ادعموا الصفحة ب لايك و10 تعليقات عشان توصلكم باقي فصول الرواية 💯🌹
تكملة الرواية حتى الفصل الثامن والثلاثون من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺