رواية واحترق العشق الحلقة الحادية والعشرون والثانيه والعشرون والثالثه والعشرون والرابعه والعشرون والخامسه والعشرون بقلم سعاد محمد سلامه حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية واحترق العشق الحلقة الحادية والعشرون والثانيه والعشرون والثالثه والعشرون والرابعه والعشرون والخامسه والعشرون بقلم سعاد محمد سلامه حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
بمنزل عماد
وضعت سميرة يدها فوق جبين عماد تنهدت براحه حين شعرت أن حرارته عادت طبيعية،كذالك إنتهي هزيانه وغفى بهدوء، بنفس الوقت سمعت طرقًا عاليًا على باب الشقه، تبسمت تعلم من سبب ذلك، خرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها وذهبت نحو باب الشقه فتحته مُبتسمه لتلك التى إندفعت بمرح
للداخل تُجلجل ضحكتها تظن أنها هاربه من حسنيه، نظرت لها وهى تلهث قائله:
مامي هربت من ناناه حسنيه مش شافتني بابي فين.
إقتربت منها مُبتسمه تقول بحنان:
بابي نايم نسيبه يرتاح… تعالي ننزل لـ ناناه عشان مش تزعل.
عنادت يمنى وكادت تذهب نحو غرفة عماد،لكن حملتها سميرة بمباغته قائله:
بلاش شقاوة عالصبح نسيب بابي نايم يرتاح.
بإستسلام وافقت يمنى،نزلت سميرة بها ودلفت الى المطبخ تبسمت لـ حسنيه التى قالت:
صباح الخير يا سميرة شوفتي
الشقية اللى سهتني وهربت.
تبسمت سميرة قائله:
صباح النور يا طنط، يمنى شقية جدا.
نظرت لهما يمنى ببراءة قائله بطفوله:
يمنى مش تتشاقى، عاوزه بابي.
تبسمت حسنيه قائله:
فين عماد منزلش عشان نفطر ليه.
ردت سميرة بهدوء:
عماد لسه نايم، كان سهران لوقت متأخر.
تبسمت حسنيه قائله:
تمام، لما يصحى يبقى يفطر براحته، خلونا إحنا نفطر سوا.
تبسمت سميرة بتوافق رغم فكرها المشغول على عماد، لكن لم تود إثارة قلق حسنيه عليه هو أصبح أفضل عن أمس وسيتحسن أكثر.
❈-❈-❈
بمنزل هاني
قبلة إستمتاع كانت نهاية مطاف العشق، بين هاني وفداء الخجوله، بينما هاني ضحك وهو يجذبها لصدرة، يشعر بأنفاسها المضطربه وجهها الخجول التى تحاول عدم النظر له، رفع رأسها ينظر لوجهها ضاحكًا وهى تخجل تقول بتهرب:
نسينا الفطور زمانه برد… أنا جعانه، هقوم أسخنه مره تانيه.
ضحك هانى وجذبها قبل أن تنهض مددها فوق الفراش وإعتلاها قائلًا بغمز:
واللبانه اللى بلعتيها مشبعتكيش.
نظرت له قائله:
إنت بتتريق، على فكره اللبان ده علاج.
إستغرب سائلًا:
وعلاج لأيه بقى.
فسرت له:
أنا كنت خدت دور برد جامد وبسببه جالي إلتهابات فى العصب السابع وكان نص وشى الشمال شبة حركته مشلول وشفايفي اتعوجت، ولما كشفت الدكتور كتبلي علاج وكمان جلسات علاج طبيعي على وشي،بس انا مروحتش الجلسات دى الدكتورة اللى فى مركز العلاج الطبيعي قالتلى،مضغ لبان أفضل من الجلسات،يعنى اللبان كان علاج وقتها خفيت بسرعه.
ضحك قائلًا:
طب هقول مضغ اللبان كان علاج، طب بالنسبه لطرقعة البالونات اللى بتعمليها دى أيه السبب.
ردت ببساطة:
عادي جدًا،تسالي.
ضحك بهستريا،تذمرت من ضحكة،ودفعته كي يبتعد عنها،لكن هو لجم حركتها بجسدهُ وقُبله منه أنستها التذمر وتاهت معه بمروج يانعه تُنعش القلب بالغرام….
لكن عادا على صوت عاصف
لجرس المنزل.
نهض هاني مُستغربًا من ذلك، كذالك فداء لملمت غطاء الفراش قائله:
مين الغبي اللى بيرن الجرس بالشكل الغبي دة.
سريعًا إرتدى هانى سروال، وجذب قميص وإرتداه وهو يسير الى أسفل… بفضول من فداء وضعت مئزر عليها وذهبت خلفه.
فتح هاني باب المنزل وقف مُتصنمًا للحظات قبل أن يقول مذهولًا:
هيلدا!.
بينما تحدثت فداء من خلفه بإستفسار:
مين يا هاني.
سمعت هيلدا صوت فداء جحظتْ عينيها بغلول ودون إنتظار دخلت الى المنزل نظرت بحقد الى تلك الواقفه على سُلم المنزل قائله بالفرنسيه بنبرة إستقلال:
من تلك الفتاة يا هاني.
تضايقت فداء من لهجتها الدونيه وقالت باستهزاء:
إنتِ اللى مين يا حيزبون، فى حد يهجم على عِرسان بالطريقه الهمجيه دى.
لم يستطع هانى إخفاء بسمته، رغم رؤيته لوجه هيلدا لوهله شعر بإنشراح وهو يرد عليها بالفرنسيه:
ما الذى آتى بيكي لهنا هيلدا.
تواقحت هيلدا وإقتربت منه باغواء حضنته وكادت تُقبلة، لكن تراجع برأسه للخلف، ونظر لها بإستحقار قائلًا:
هيلدا.
نظرت الى فداء بغيظ وعاودت سؤالها:
من تلك الفتاة المُشعثه هاني وماذا تفعل هنا وأين بقية عائلتك.
كادت فداء ان ترد عليها لكن سبقها هاني و ونفض يديها عنه قائلًا بترقب:
فداء زوجتي.
صُعقت وجحظت عينيها التى غامت فى الحال وقعت مغشيًا عليها.
شهقت فداء قائله:
ماتت… مين دي.
غصبًا ضحك هاني وهو ينحني يحملها ثم نظر لها قائلًا:
دي “هيلدا” مراتي الفرنسية.
شهقت بضربه على صدرها قائله:
وإيه جابها، جاية تموت هنا.
ضحك بتمني قائلًا:
لاء متخافيش دى مغمي عليها وسعي خليني أطلع بيها وهاتى برفان عشان نفوقها.
همست قائله:
أجيبلها برفان كمان ليه هو إسراف والسلام،ماشي يا حيزبون جايه تقلي فرحتى.
بعد ثواني وضع هانى هيدا على آريكة بردهة الدور الثانى،وقام بالنداء:
فداء.
آتت ببرود قائله:
أنا جيت أهو وسع وأنا هفوقها.
تفاجئ هاني حين إنحنت على هيلدا ورأى تلك البصله المقسومه بيدها وكادت تقربها من أنف هيدا أمسك يدها بنهي قائلًا:
إنتِ هتعملي إيه.
ردت ببساطة:
هفوقها.
-بالبصل.
قالها هانى بتعجب ثم جذبها بعيد عنها بتحذير قائلًا :
أنا هروح أجيب برفان، أوعي تقربى منها.
نظرت له قائله:
إنت مفكرنى هأذيها،الحق عليا انا بعدت عنها أهو.
تبسم هانى وهو يذهب نحو غرفة النوم،بينما ظلت فداء تنظر لـ هيلدا ثم تحدثت بالفرنسيه:
شكلك شيطانه بس متعرفيش أنا مين يا “جلدا”.
لم تنتظر راقبت هانى بمجرد ان إبتعد عن رؤيتها قربت البصل من أنف هيلدا قائله:
فوقي يا أختي،بلاش كُهن بنات الفرنجة ده،مش هتسدي معايا.
بالفعل فتحت هيلدا عينيها تنفخ بتآفف من الرائحه،نظرت لها فداء بإستهزاء قائله:
مقروفه من ريحة البصل،واخدة عالعطور الفرنسيه نسيتي أصل أجدادك ولا إيه دول إخترعوا العطور بسببهم مكنوش بيستحموا غير فى السنه مره واحدة.
حين رات هانى عائد إبتعدت عنها، وقفت قائله:
مالوش لازمه البرفان، هي باين هتفوق لوحدها أهي.
نظر هاني لـ هيلدا بالفعل بدأت تعود للوعي تهزي ببعض الالفاظ القبيحة… ضحك حين أكملت فداء:
اهي بتقبح وهي بتفوق… وبعدين البرفان اللى معاك ده بتاعي والمفروض كنت تستأذن مني، انا مبحبش حد يستخدم حاجه خاصة بيا، بالذات القبيحة الفرنساويه دي.
تبسم هاني قائلًا:
طب روحي هاتي كوباية ميه، ميه بس بلاش تخلطيها بحاجه تانيه.
نظرت له ثم خطفت زجاجة العطر بتعسف، سائله:
قصدك إيه بالحاجه التانيه، للاسف البيت مفيش فيه سِم… معملتش حسابي… وهات البرفان بتاعي لو سمحت.
لولا الموقف لكان وقع بهستريا ضحك، لكن جلس على اريكه جوار هيلدا التى بدأت تعود للوعي وخطف فداء لزجاجة العطر، كذالك حديثها، غادرت فداء، فاقت هيلدا ونهضت سريعًا تحتضن هاني قائله:
كيف تزوجت بتلك المتوحشة هاني.
تهكم هاني يعلم من المتوحشه فيهن، تحسر على حظة التعس الذى يطاردهُ.
❈-❈-❈
مساءًا بمنزل عماد
عدم نزوله أدخل شك بعقل حسنية التى للتو عادت من الخارج معها يمنى صعدت الى أعلى كان باب الشقه مفتوحًا دخلت مباشرةً هى ويمنى التى هرولت نحو غرفة النوم المفتوحه لكن أمسكتها سميرة قائله بحذر:
يمنى بلاش تقربي من بابي وهو عيان عشان متعيش إنتِ كمان وتاخدى دوا مُر.
إمتثلت يمنى خوفً، بينما دخلت حسنيه حين رأت عماد جالس فوق الفراش يبدوا أثر المرض على ملامحه رجف قلبها وإقتربت بلهفه سائله:
عماد مالك.
ثم نظرت نحو سميرة بلوم قائله:
كده متقوليش ليا إن عماد عيان.
تنهد عماد قائلًا:
أنا بقيت بخير يا ماما دول شوية برد.
نظرت نحو سميرة بعتاب قائله:
كده أبقى معاكم فى نفس الدار وتخفى عني مرض عماد.
رد عماد:
مرض إيه يا ماما دول زي ما قولت لك دور برد بسيط.
تهكمت حسنيه قائله:
وإيه سبب دور البرد ده.
رد عماد ببساطة:
النوم فى التكييف .
تهكمت حسنيه قائله:
أه هي لسعة التكييف بتبقى صعبة، يلا ربنا يشفيك، هاخد يمنى تنام معايا مش بحب نوم التكييف بيكسر العضم…إبقى إطفي التكييف يا سميرة قبل ما تنامي.
تبسمت سميرة بقبول،بينما حملت حسنيه يمنى قائله:
تعالي معايا عشان لسعة التكييف وحشه للوردات الحلوة،والله نفسى كنت أخد سميرة معانا،بس مين اللى هيطفي التكييف.
وافقت يمنى وذهبت مع حسنيه،بينما لم تستطيع سميرة إخفاء بسمتها…التى أغاظت عماد.
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام
صباحً بشقة سميرة
تبسمت عايدة لـ يمنى المتحمسه وهى تدور أمامها بطفوله كي تشاهد ثوبها قائله:
يمنى قمر وبتزين أى لبس، مش عاوزاكِ تتشاقي فى الحضانة.
أومأت لها يمنى بموافقة.
تبسمت لهما سميرة قائله:
يلا بينا يا يمنى عشان منتأخرش.
تبسمت عايدة تشعر بسعادة سميرة أخيرًا إقتنعت بإن يمنى لابد أن تحتك مع من هم بعُمرها،تعلم الحقيقة خلف تأخير سميرة لذلك كان لديها إحساس بعدم مكوثهم هنا،لكن شرائها لذاك المركز التجميلي أصبح مكوثهم أمرًا دائمًا،تنهدت تدعو لها بالصواب دائمًا.
بعد قليل بداخل إحد روضات الاطفال أصرت يمنى على سميرة ان تقوم بتصويرها بالهاتف الخاص بها،فعلت سميرة لها ذلك بمحبه،نظرت يمنى للصوره قائله:
مامي أنا عاوزة أبعت الصورة لـ بابي عشان يشوفني ويقولى وردتى الجميله.
ترددت سميرة بذلك، منذ عودتهم من البلدة بعد يومين من مرض عماد بينهم حديث مختصر، على الهاتف سؤاله على يمنى حتى انها لا تتحدث معه فقط تُعطي الهاتف لـ يمنى
، وافقت لرغبة يمنى، أرسلت الصورة لـ عماد الذى سُرعان ما هاتفها فعلت كما تفعل بالفترة الأخيرة تركته يُحدث يمنى…وعدها بأن يذهب لها فى ميعاد الخروج وعليها ان لا تُخبر سميرة حتى يفاجئها بالفعل حفظت السر …
بعد لحظات ذهبن الى غرفة مديرة الروضه
جلست سميرة معها تتحدثان
تبسمت مديرة الروضه لـ يمنى قائله:
وردتنا الجميله إن شاء هترتاح معانا، وهتبقى مطيعه.
أومات يمنى، بينما سألت المديرة:
طبعًا يمنى مدخلتش أى حضانه قبل كده.
ردت سميرة:
أيوه، بصراحه كنت خايفه عليها، كمان والدتى كانت بترعاها فى غيابي، بس خلاص بقى عندها سنتين، كمان حاولت أعلمها تمسك القلم بس حضرتك عارفه الاطفال بيبقى صعب عليهم ينتبهوا لأهلهم زي مدرسين الروضة، كمان يمنى شقية شويه.
تبسمت مديرة الروضه سائله:
أكيد مش معاكِ أطفال غيرها، فدهُ مخليها دلوعه.
أومأت سميرة ببسمه، بينما لفت إنتباة مديرة الروضه عدم وجود أى خاتم زواج بيد سميرة، سالتها على إستحياء:
إنتِ منفصله عن زوجك.
ردت سميرة بنفي:
لاء.
تأسفت المديرة قائله:
متآسفه، بس أنا لاحظت النهارده كمان اللقاء السابق.. مفيش فى إيدك أى خاتم جواز.
نظرت سميرة ليدها، توترت قائله:
لاء متزوجه،بس يمكن الظروف ببقى مستعجلة عشان الوقت.
تفهمت مديرة الروضه وتبسمت لها قائله:
تمام، أنا هوصي المُشرفة تاخد بالها من يمنى.
تبسمت لها سميرة… بعد لحظات بأحد الغرف الواسعه وقفت سميرة لدقائق تراقب تفاعل سميرة مع أطفال الروضة، تبسمت حين أشارت لها أن تتركها وتغادر، بالفعل غادرت لكن ظل بالها مشغول عليها هذه أول مره تتركها بمكان وحدها،حتى عايدة هى الأخري نفس الشعور وهاتفت سميرة سالتها متى ستعود بها.
بعد وقت بمقر عماد
اغلق حاسوبه ونهض من خلف مكتبه مُبتسمً،نظر له هاني الذى كان يجلس معه سائلًا:
إنت خارج ولا إيه.
رد عماد:
أيوه،رايح لـ يمنى الحضانه أنا وعدتها…إنت مش راجع المحله،إنت مش عريس ولا إيه.
نظر له هانى بتهكم قائلًا:
قصدك المتعوس جوز الإتنين،والله ده اللى كنت خايف منه وكنت معترض عالجواز هنا،بس أقول أيه بخت.
ضحك عماد قائلًا:
وماله بختك،لو واحد غيرك ينبسط إتنين بيدلعوا فيه.
تهكم قائلًا:
هتقولى عالدلع،أنا طفشان منهم الإتنين وبدعى ربنا أرجع الاقهم خلصوا على بعض وارتاح منهم الإتنين.
ضحك عماد وغمز قائلًا:
لاء إنت نفسك الدلع المصري، إعترف.
فهم هانى حقًا يشعر بالشوق لـ فداء التي شعر معها بالحياة ، لكن أفسدت هيلدا عليه ذاك الشعور،تنهد قائلًا:
انا لا عاوز دلع مصر ولا فرنسا،أنا بفكر مرجعش المحله.
ضحك عماد قائلًا:
يا عم قوم سافر المحله فبل الضلمة وإبقي سلمليلى على مرات خالى،وبلاش تشمت حامد فيك من اولها يقول طفشان من النسوان،تعرف انا عندي شك إن اللى وسوس لـ هيلدا وخلاها جت مصر هو،بيحبك اوى وبيعزك.
نهض هاني قائلًا:
عندك شك؟
انا عندي يقين، يلا واضح ان حامد سره باتع… هبقى أكلمك اما أوصل يمكن امنيتي تتحقق والاقهم خلصوا على بعض ومعاهم حامد.
ضحك عماد قائلًا:
هتلاقي فداء فى إستقبالك بالـ…
قدفه هانى قائلًا:
روح لبنتك ومبروك عقبال ما تفرح بتخرجها من الجامعه.
تبسم عماد قائلًا:
وإنت كمان عقبال ما أفرح قريب بذريتك اللى هتخلي حامد عقله يطير.
تبسم هاني وسار الإثنين كل منهم الى ما يتمنى.
❈-❈-❈
أمام تلك الروضة
توقف عماد بسيارته وترجل منها كان ذلك
بنفس وقت خروج سميرة ويمنى من الروضة تمسكت سميرة بيد يمنى التى حاولت سحب يدها من يدها تقول بتهليل طفولي:
بابي.
نظرت سميرة تفاجئت حين رأت عماد يقف أمام سيارته أمام الروضة، تركت يد يمنى التى هرولت نحوه…
إنحني يحملها بين يديه وقبل وجنتيها قائلًا:
وردة بابي الجميلة.
قبلت وجنته ثم ارادت ان يضعها أرضًا، فعل مثلما أرادت، تبسم لها بحنان وهي تدور حول نفسها تقول بطفوله:
شوف بابي يونيفورم الحضانة مامي جابته وكمان عِفت رسمت لى كارتون على صوابعي وكنت هاديه فى الحضانة ومش إتشاقيت زى ناناه عايدة ما قالت لى.
تبسم لها بحنان مادحًا:
يمنى وردة بابي أجمل وردة فى الكون، عقبال ما تتخرجي من الجامعة.
تبسمت سميرة التى إقتربت منهم سائله:
عرفت مكان الحضانة منين.
حمل يمنى مره أخرى ونظر لها قائلًا ببساطة:
من الصورة اللى وصلتني.
قال هذا ونظر الى يمنى قائلًا:
بالمناسبة الحلوة إن يمنى الجميلة دخلت الحضانة إيه رأيك نروح فسحه فى المكان اللى يمنى هتختارهُ.
حضنت يمنى عُنقه قائله:
بابي نروح المول عشان الآيس كريم.
نظر نحو سميرة التى فسرت رغبتها:
قصدها نروح المول فيه محل آيس كريم وعجبها الديكور بتاعه متصمم زي مغارة لعب للأطفال كمان بيحطوا الايس كريم فى علب شبه لعب الاطفال.
ثم إعترضت بتهرب منها:
نبقى نروح وقت تاني يا يمنى عشا….
قاطعها عماد بحزم:
عشان إيه، مشغولة أوي كده، مجتش من ساعة، يلا بينا يا يمنى هنتغدا وناكل آيس كريم، ومامي لو مش عاوزة تجي معانا هي حره.
نظرت له سميرة لوهله فكرت بعدم الذهاب، لكن يمنى جذبتها من كتفها برجاء قائله:
يلا يامامي عشان خاطري وهبقي شطورة ومش هتشاقى.
فكرت سميرة بالأعتراض ولم ترا نظرة عماد المُترقبة لرد فعلها، لكن أمام رغبة يمنى لا تمتلك سوا بسمة القبول.
هللت يمنى بسعادة كذالك إنشرح قلب عماد الذى أخفى ذلك
بعد قليل ترجل عماد من السيارة رفع وجهه نظر الى ذاك المركز التجاري تبسم بداخله، بالتأكيد سميرة لا تعلم أن هذا المركز الضخم بالأساس أحد أملاكه وهو وهاني، اخفض نظرة ونظر الى يمنى التى ترجلت من ناحيته، إلتقطها مُبتسمًا، بينما سميرة ترجلت من الناحية الأخرى تبسمت الى يمنى التى مدت يدها لـ عماد الذى أمسكها وسارت الى جوارهُ إستغربت ذلك هى دائمًا ما تفعل العكس تود السير وحدها أمامها، كذالك بعد خطوات توقفت وتركت يد عماد الذى توقف هو الآخر وسرعان ما تبسم حين رفعت له يديها بتصريح منها لأن يحملها، حملها بالفعل… اندهشت سميرة من ذلك أيضًا، لا تعلم سبب لذلك، او ربما تستمتع بدلال عماد لها…
بعد قليل جلسوا بالمطعم خلف إحد الطاولات تبسم عماد وهو يضع يمنى على أحد مقاعد الطاوله قائلًا:
يمنى تتغدا الأول وبعدها نروح محل الآيس كريم.
أومأت يمنى رأسها بموافقة، بنفس الوقت صدح رنين هاتف سميرة، نظر لها قائلًا:
مش تشوفى مين اللى بيتصل عليكِ.
أخرجت سميرة هاتفها ونظرت له قائله:
دي ماما أكيد قلقت على يمنى، أول مره تبقى بعيدة عنها، هطلع أكلمها من بره على ما تطلب الأكل.
أومأ عماد برأسه…
خرحت سميرة بحديقه أمام المطعم
بنفس الوقت بداخل المطعم إنتهى عماد من طلب الطعام ثم تجاذب الحديث مع يمنى، دون إنتباة الى تلك التى راته وبفضول منعا إقتربت من طاولته وقالت:
صدفه سعيدة أكيد.
سمعها عماد نهض مُبتسمً… مدت يدها تُصافحه…وهى تنظر الى يمنى ترسم بسمة رياء:
دي بنتك… شبهك أوي.
تبسم وهو ينظر الى يمنى قائلًا:
أيوا يمنى بنتي.
تركت يد عماد وحاولت مشاغلة يمنى بمرح لكن يمنى مثل قلوب الاطفال تشعر بالمحبين فقط، لم تتقبل منها.
لاحظ عماد ذلك تبسم لها قائلًا:
هى يمنى صعب تاخد عالناس اللى متعرفهاش.
تبسمت برياء قائله:
يمكن عشان جميله أوي، عالعموم إتبسطت إنى شوفتك النهاردة صدفه سعيده وكمان أنا كنت مع صديقة ليا وخلاص إتغدينا وعندى أجتماع لازم ألحقه، صدفه سعيدة، يا يمنى.
لم تهتم بها يمنى، غادرت تشعر ببُغض لتلك الطفله، بالخطأ كادت تتصادم مع سميرة التى رأت ما حدث ووقوف تلك الآفاقه مع عماد ومحاولتها مشاغبة طفلتها، لا تنكر شعور الغِيرة منها لكن حاولت رسم عدم المبالاة، وعادت مره أخرى للطاولة
لكن قبل وصولها بلحظات كعادة يمنى أن تفتن بما سمعته قالت لـ عماد:
بابي الميس كانت بتسأل مامي ليه مش لابسه دبلة، يعنى إيه دبله يا بابي أنا عاوزه واحدة.
-دبلة!
همس عماد بتلك الكلمة وتذكر تلك الليله
[قبل أقل من شهر من ولادة يمنى]
أرسل عماد سيارة خاصه لـ سميرة بالمحله وهاتفها وطلب منها الحضور للقاهرة كان سهل أن تعترض، لكن لعدم إثارة الشك برأس والدتها أن علاقتها مع عماد مضطربه وافقت وجائت مع السائق، ظنت أن عماد سيستقبلها بتلك الڤيلا الذى أخذ حسنية للعيش بها معه، لكن أخذها الى تلك الشقة الذى تقابلا بها سابقًا… التى كانت شاهدة على زواجهم وطلاقهم وعودتهم مره أخري،
فتح باب الشقة وتجنب حتى دخلت، كان خلفها وأغلق الباب… كانت تشعر بفضول لسبب طلبه لها بالمجئ لهنا، لكن هو نظر لها بتمعن عاشق، رغم شهور حملها الثامني تقريبًا، لكن جسدها لم يمتلئ كثيرًا، بل إزداد فتنة بنظرهُ،
شوق يتحكم به مر على آخر لقاء لهما حوالى شهر ونصف تقريبًا، كان بينهم إتصال هاتفي فقط، بضع كلمات للإطمئنان عليها.
رأت ذلك الصندوق الورقى الموضوع فوق طاولة بالردهه لم تهتم له وإستدارت تنظر لـ عماد سائله:
خير ليه بعت لى السواق وإتصلت عليا أحي لهنا بينا إتفاق إنى هفضل عايشه مع ماما هناك فى البلد.
زفر نفسه قائلًا:
أنا موافقتش عالإتفاق ده، ومش عاوز أضغط عليكِ يا سميرة.
كادت سميرة أن تعترض لكن سبقها عماد قائلًا:
إنتِ عارفه إنى كنت خارج مصر وشوفت فستان وعجبني وإشتريته وعاوز أشوفه عليكِ.
تهكمت سميرة قائله:
جايبني من المحله لهنا عشان تشوف فستان عليا، أكيد زى ما أنت شايف جسمي،أكيد مش هيبقى مناسب عليا.
فتح ذلك الصندوق وأخر الفستان منه قائلًا:
لاء متأكد أنه هيبقى مناسب.
نظرت سميرةالى الفستان الذى بيده لا تنكر ذوقه الخاص،كذالك واسع فعلًا قد يكون مناسبً لحملها،لكن اظهرت عكس ذلك قائله:
تمام هاخد الفستان وأما أولد ابقى ألبسه،يكون جسمي خس سوية.
نظر لها عماد قائلًا:
هتلبسى الفستان دلوقتي ياسميرة.
كادت تعترض لكن تمسك عماد بقراره وضمها قائلًا:
قدامك عشر دقايق تلبسي فيهم الفستان.
لإعجابها بالفستان، أخذته من يده وإبتعدت عنه وذهبت نحو غرفة النوم، خلعت ثيابها وإرتدت الفستان،نظرت فى المرآه كآن الفستان صُمم لها،مناسب لجسدها كآنه لا يُظهر حملها
بنفس الوقت إستغيب عماد سميرة فتح باب الغربه بفضول،وقف مشدوهًا للحظات وهو ينظر الى الفستان على جسد سميره وضوي لونه البنفسجي على بشرة وجهها،كذالك يديها العاريين وجزء كبير صدرها كذالك ساقيها، زاد فتنته بها، إقترب منها يشعر بشوق، بينما سميرة خجلت من نظراته لها، وحين إقترب منها إرتبكت، بينما عماد قال:
الفستان ده ناقصه حاجه.
سألت سميرة رغم إعجابها بالفستان لكن أرادت الهروب من نظراته:
فعلًا مش عاجبني، بس إيه هى الحاجه دي.
أخرج عماد علبه مُخمليه من جيبه وفتحها أخرج منها عُقدًا ماسيًا وقف خلف سميرة وهو يضعه حول عُنقها، ثم أخرج سوارًا وضعه حول معصمها نظر لها بإفتتان، وهو يضمها قويًا..ثم قبل عُنقها.. آنت قائله بتحذير:
عماد.
تهاون بقوة عِناقه ونظر الى شفاها بشوق قبلها
دفعته سميرة حتى ترك شِفاها، عاود ينظر لهت عيناه تلمع بعشق… مد يده على سحاب الفستان، نظرت له سميرة وفهمت نظرة الرغبة التى بعينيه وقالت بتحذير:
عماد الدكتوره بآخر متابعة حذرتني وقالت لى ممنوع أي علاقه.
للشوق المتملك منه نظر لها قائلًا بصوت أجش:
ليه إنتِ مش متابعة معاها وبتاخدي علاجك بإنتظام.
أجابته:
هى قالت كده لآن الحمل تقريبًا سقط فى الحوض.
بشوق ضمها قائلًا بشغف عاشق مُشتاق:
سميرة مش هيحصل حاجه.
حاولت سميرة الإعتراض والرفض لكن سيطر عليها بشوق قُبلاته وإمتثلت لرغبته رغم شعور الآلم الذى بدأت تشعر به،أغمضت عينيها بحسره حين نهض عنها بعد أن إستفاق من تلك الأشواق،غير مباليًا لمشاعرها،لكن ليس ذاك الالم الذى يفتك بها بل ذاك الآلم التى تشعر به أقصي،وأقسى
بعد ان نهض عنها حاولت النهوض من فوق الفراش لكن لم تستطيع فقط شعرت بسيلان زائد بين ساقيها،ظلت تقاوم ذاك الآلم بصمت وهى تفرك شرشف الفراش بيدها حتى أنها لم تشعر بذاك الخاتم الذى إنسلت من إصبعها،الى أن آنت بأه قويه
سمعها عماد الذى كان خرج الى خارج الغرفه دخل سريعًا بلهفه وجدها مازالت ممده على الفراش تُغمض عينيها وجهها مُتعرق،إقترب منها سريعًا بلهفه قائلًا:
سميرة.
فتحت عينيها الباكيه وقالت بآلم:
البنت اللى كانت رابطة بينا هتروح يا عماد هترتاح من إرتباطك بيا،مش هيبقى فى حاجه تربط بينا.
ماذا تقول… لم يفهم الا حين رفع غطاء الفراش عنها تفاجئ بتلك المياة المُعرقة بالدماء على الفراش، ذُهل عقله لكن سريعًا حاول تهدئتها:
سميرة إهدي، هتبقي بخير.
تهكمت سميرة بدموع تحرق قلب عماد
الذى سريعًا آتى بثيابها وألبسها لها، وحملها وخرج من الشقه وضعها بالسيارة يقود بسرعه فائقه عيناه عليها بتابعها بآلم ينخر فى قلبه، الى أن وصل الى إحد المستشفيات عاينتها طبيبه نسائيه
كان واقفًا بنفس الغرفه والطبيبه تقوم ببعض الإسعافات،وسمع رجاء ودموع سميرة للطبيبه:
بنتي يا دكتورة قوليلي إنها بخير،هي قبلي.
بسبب ذلك أعطت لها الطبيبه إبره هدئتها جعلتها تغفو ،الى أن إنتهت،تنهدت براحه وهى تنظر له قائله:
حالة المدام شبه إستقرت،اللى حصل ده بسبب علاقة زوجيه أعتقد الدكتور او الدكتورة اللى المدام متابعه معاهم الحمل حذروكم من كده،لو سيلان المية رجع تانى للآسف هضطر اولدها والطفله هتدخل الحاضنه…هتفضل هنا تحت المراقبه لبكرة.
أومأ عماد لها،ظل ساهرًا جوارها يلوم نفسه من أجل رغبه عابرة كان من الممكن أن يفقد طفلته، لم يكُن يعتقد أن سميرة مُتمسكة بها لهذه الدرجة… ظل يلوم ويقسوا على غباؤة الى الصباح، شعر بهمس سميرة التى بدأت تعود الى الوعى، وضعت يدها على بطنها تتحسسها، سُرعان ما تنهدت براحه حين شعرت أن بطنها مازالت منتفخه، كذالك صوت عماد الذى قال:
يمنى بخير… مش ده الإسم اللى إختارتيه ليها.
أغمضت عينيها براحه، ثم قالت:
لازم أتصل على ماما أطمنها زمانها قلقانه عليا.
تبسم عماد بأمر قائلًا:
مامتك فى الطريق دلوقتي وهى هتجي تعيش معاكِ هنا فى الشقه، الدكتورة قالت أى حركة ممنوع.
نظرت له وكادت تعترض، لكنه أصر قائلًا:
سميرة خلاص كفايه، أنا طلبت من ماما تبعت واحده من الشغالين فى الڤيلا تنضف الشقه وزمان طنط على وصول، وهتفضلي هنا فى الشقه.
وافقت لخوفها من فقدان طفلتها…
باليوم التالي بالڤيلا دخلت الى غرفة مكتبه إحد الخادمات وأعطت له ذاك الخاتم قائله:
الدبلة دى لقيتها واقعة أوضة النوم وانا بنضف الشقه.
أخذ منها الخاتم وإحتفظ به وظل معه.
[عودة]
تبسم حين عادت سميرة تجلس جوار
يمنى
بداخل رأسع لا يعلم سبب لعدم إعطاؤه الخاتم لـ سميرة مره أخرى، أو ربما عدم سؤالها عن ذاك الخاتم، ربما بالتأكيد لا تهتم له سبق أن خلعته وأرسلته له سابقًا.
❈-❈-❈
باليوم التالي صباح ً
بمنزل هانى بالبلده
إستيقظ يشعر ببعض الصداع، نهض من فوق فراشه، خرج من الغرفه وجد فداء تجلس على أريكه بالردهه، قال لها:
صباح الخير.
لم ترد عليه.
تنهد بزهق ولم يُبالى، ذهب نحو غرفة هيلدا إستغرب انها مازالت نائمه منذ ان عاد بالامس كانت نائمه، إقترب منها، حاول إيقاظها، لكن لم تستيقظ، شعر بتوجس وذهب للخارج جذب فداء من يدها بغضب ودخل الى الغرفه وهو
يمسك يدها يضغط عليها بقوة سائلًا بتعسُف:
فداء إنطقي عملتي فيها إيه،بصحيها مش عاوزه تصحى دى نايمة من إمبارح بقالها أكثر من اتناشر ساعة متواصل ولغاية دلوقتي مصحيتش.
حاولت سلت يدها من يد هاني تنظر لها تخفي بسمتها تهمس لنفسها قائله:
نوم الظالم عبادة..
بينما نظرت لهاني قائله بتبرير:
هكون عملت فيها إيه أنا ولا قربت منها، هي أساسًا مطلعتش من الأوضة وبعدين إنت بقالك إتناشر ساعه قاعد جنبها تراقبها، صحيت ولا لاء، وعشان تتأكد إنى مقربتش منها وهى اللى بتمثل النوم عشان تشغل عقلك عارفه قلبك حنين، إستني بس دقيقة وهثبتلك.
جذبت دورق المياة وقامت بقذفه دفعه واحده فوق وجه هيلدا التى إستيقظت تشهق تسب بالفرنسيه، نظرت له فداء قائله:
أهي صحيت،تقبح بالفرنساوي زى عادتها، خايف عليها أوي،إشبع ببها.
قالت هذا وغادرت الغرفه بإدعاء الحُزن،بينما بالحقيقه تُخفي بسمتها، توجهت الى غرفة نومها، وقفت خلف الباب تضحك قائله:
الوليه الحيزبون، الصيدلى قالى حباية منوم تنيم فيل يومين دى اربع حبايات على ما أثروا فيها، دماغ حيزبون متكلفه.
بينما هاني شعر برجفه فى قلبه من نبرة فداء الحزينه وانه تسرع وظلمها، جذب شعره للخلف،لاول مره يشعر كآنه شريد بين قلبه وعقله والسبب مجهول يتوغل من قلبه.
الحلقة الثانية والعشرون💜💜
بعد مرور أسبوع
ضحكت سميرة بسبب عفت التى تعيد سرد بعض أفعال الزبائن الحمقاء.
وضعت سميرة يدها على قلبها قائله:
كفاية هموت من الضحك خلينا نقعد ونسيب النميمة،وقوليلي إيه حكاية الموز بتاع الموبايل.
جلست سميرة وجوارها عِفت التى قالت:
ده شكله مفكر نفسه دنچوان ومفكرني هبله من النوعيه اللى عنيها بتلمع وقلبها بيوقع من شوية حركات،مره جه هو بنفسه ومعاه ورد وبيعتذر عن كلام الغبيه اللى من فصيلته العنجهيه،ومره تانيه بعت ورد هنا عالبيوتى كويس إن أنا اللى إستلمته محدش من البنات خد باله كانوا نموا عليا وفكرونى بشقطه.
ضحكت سميرة قائله:
بصراحه هو شكله ذوق بغض النظر عن الغبيه اللى بتقولى عليها، والورد بيتهادى للأحبه، المفروض كنتِ تشكريه مش تاخدي الورد ترميه فى الزبالة.
ضحكت عِفت قائله:
ما انا رميت الورد لكن قبلها طبعًا خدت الكارت اللى كان معاه.
غمزت سميرة بمرح قائله:
أيوه كده، قوليلي قايل إيه فى الكارت بقى.
تبسمت عِفت قائله:
كلمتين اعتذار ومعاهم إسمه ورقم موبايله، وقبل ما تتغمزي، هو حاطط رقم موبايله عشان لو قبلت الإعتذار أرن عليه، وانا معبرتوش بصراحه، مش عارفه حاسه إن له غرض من كده، لو واحد غيره كان إنتهي الموضوع من بعد ما خد موبايله، حتى كلام صاحبته أو قريبته مالوش أي لازمه أساسًا، حاسه إن له هدف، واحد يسيب موبايله أسبوعين ليه، كان زى ما قولت له بعت أى شخص من طرفه وقال أمارة وكنت هعطيه الموبايل بتاعه، وكمان فى حاجه لاحظتها الموبايل ده تقريبًا مكنش بيرن غير لو هو اللى رن عليه، معنى كده الخط ده تقريبًا محدش يعرفه غيره.
تبسمت سميرة قائله:
يمكن زى ما قالك معاه موبايل تانى، ويمكن ده جايبه لإستعمال شخصي لنفسه كنوع من الرفاهيه.
-ممكن.
قالتها عِفت ثم قالت بتفكير:
سيبنا من سيرته قولى لى يمنى عامله إيه فى الروضة.
تنهدت سميرة ببسمة قائله:
مبسوطه وكونت اصحاب كمان، مكنتش متوقعه تندمج معاهم بسرعه كدة، واضح إن زي ماما ما كانت بتقولى إن وجودها مع أطفال زيها هينمي إدراكها وفعلًا ده اللى لاحظته فى مدة صغيرة بقت بتمسك القلم صحيح بتشخبط بيه، بس شكلها هاوية رسم ده الواضح، تقولي هرسم بطة وقطة.
تبسمت عِفت بغمز قائله:
بكره تقولك هرسم بيبي صغنن وعاوزه أخ صغنن.
توترت سميرة رغم أنها مزحه، بنفس الوقت دق هاتفها، نظرت الى شاشته ثم الى عِفت التى نهضت ضاحكه تقول:
وشك إتغير، أكيد ده جوزك، هقوم أنا أخد لفه فى البيوتى أسمع نم البنات عالزباين، وأسيبك تشغلي المُحن شويه،إنتبهي للراجل لأحسن الغمازات بتجيب مع البنات كويس .
تبسمت سميرة رغم عنها.. فكرت بعدم الرد، حتى بعد إنتهاء مدة الرنين ومعاودة الرنين مره أخري، حسمت قرارها وقامت بالرد، للغرابه عكس ما توقعت أن يثور عماد كان هادئًا
تنحنح قائلًا:
خلينا نتقابل فى الڤيلا..
أجابته بتسرُع وتبرير:
مش هينفع، يمنى من يوم ما دخلت الحضانه بقت بتاخد واجبات وانا بساعدها.
رغم ضيقه لكن شئ بداخله لا يود الضغط عليها تنهد يتحكم بشوقه لها غصبً قائلًا:
تمام.
بنفس الوقت بمكتب عماد
كان يصدح الهاتف الخاص بالسكرتيره رفع الهاتف وقام بالرد:
تمام دخليها.
ظن عماد أن سميرة أغلقت الهاتف… بينما هى بالفعل كادت تغلق الهاتف لكن رده على سكرتيرته جعلها تنتظر قبل أن تفعل ذلك.
نهض مُبتسمً يُصافح تلك التى دخلت بدلال كالعادة تقول:
متآسفه إن كنت بعطلك، بس مش هاخد من وقتك غير خمس دقايق، إتفضل.
تبسم بمجامله يصافحها قائلًا:
لاء مش هتعطليني يا چالا،بس ده إيه.
بدلال أجابته:
دي دعوه خاصه،بكره عيد ميلادي وعامله حفلة خاصه عندنا فى الڤيلا ومش هقبل أى إعتذار هنتظر حضورك للحفلة.
تبسم بمجامله قائلًا بتأكيد:
كل سنة وإنتِ طيبة وعقبال الميه، وأكيد مش هعتذر.
لمعت عيني چالا ببسمه قائله:
تمام أنا قولت مش هعطلك كمان انا كمان مشغوله بس حبيت أعزمك بنفسي.
تبسم لها مُرحبًا،
شعرت سميرة بغصة قويه فى قلبها وأغلقت الهاتف تشعر بخيبه وإقتراب نهاية حكايتها مع عماد التى يبدوا أنها شارفت على إلاحتراق…
أغلقت الهاتف ودمعة وجع تحرق قلبها.
بينما عماد بعد أن غادرت جلس خلف مكتبه يقوم ببعض الاعمال، الى أن دخل عليه هاني
تبسم له وأغلق الحاسوب قائلًا:
فكرتك رجعت للـ المحله.
جلس هانى يتنهد بآسف:
لاء هبات هنا،مصدع.
تبسم عماد قائلًا:
هيلدا مش ناويه ترجع فرنسا ولا إيه؟.
زفر هاني نفسه قائلًا بضجر:
معرفش مسألتهاش،بس لسه إمبارح بتشكر فى جو مصر وإن صحتها ونفسيتها إتحسنت وهى هنا.
تهكم هاني قائلًا:
وإيه اللى حسن صحتها ونفسيتها،مش عارف ليه حاسس إنها بترسم لحاجه،غريبه إنها تتقبل جوازك ببساطة كده،رغم محاولتها تسميمك قبل كده،لمجرد شك دماغها،سكوتها فيه فيه لغز.
رد هانى بتوافق:
فعلًا ده لغز بالنسبه لى، وكمان لما سألتها ليه نزلت مصر فى الوقت ده بالذات وليه مقلتليش حتى عشان أنتظرها فى المطار، راوغت، مش عارف حاسس إني زي التايه، ياما حاولت أقنع ماما إن تشيل فكرة جوازي هنا من دماغها أهو والله حاسس إن فداء مظلومة فى الحكاية، طول الوقت مبقتش قادر حتى أتكلم معاها بسبب هيلدا طول الوقت مركزه،أنا عارف هيلدا مش هترجع فرنسا غير وأنا معاها،وفعلًا بفكر فى كده،بس متردد بسبب فداء…كده بظلمها.
تفهم عماد حِيرته قائلًا:
بسيطة طالما كده سافر مع هيلدا فرنسا أسبوعين وإرجع تاني.
تهكم هاني ساخرًا يقول:
تفتكر دى خدعه تفوت على هيلدا،أنا خلاص حاسس إنى زى الممزع…ده اللى كان دايمًا بيخلينى أرفض أتجوز هنا مكنتش عاوز أبقى متشتت.
❈-❈-❈
بأحد محلات الملابس
كانت هند سعيدة للغايه وهى تنتهي من ضب تلك المشتروات التى أخذتها تلك السيدة الآنيقه وأخبرتها أنها جاءت بعد مدح صديقتها لها، زاغت عينيها على ذاك المنحه الماليه التى أعطتها لها مقابل خدمتها لها، شعرت بإنشراح وهي تضع ذلك بحقيبة يدها، بعد قليل جلست تُفكر تعلم أن والدتها تقوم بالتفتيش خِلسه بحقيبتها وإن وجدت مال تقتنصه من أجل الإنفاق على أغراض المنزل، ليس المنزل فقط بل إعطاء نقود لـ شعبان المتواكل عليهن، فكرت بطريقة تود إخفاء تلك النقود، إهتدى عقلها ماذا لو قامت بفتح دفتر إدخاربالبريد، لكن تهكمت على نفسها المبلغ ليس له قيمة ربما يسخر منها موظف البريد، فكرت ماذا لو إشترت قطعة ذهب حتى لو صغيرة وإحتفظت بها بدل المال، حتى هذا غير مُتاح من السهل على والدتها بيعها… فكرت وفكرت ولا شئ مقبول، عليها الإستسلام بحظها، تعمل وتُجهد وتتعرض لسخافات وغيرها يُنفق ويستمتع، لكن هذا لن يظل بعد اليوم، فكرت أن تضع المال بحوزة إحد صديقاتها بالبلدة ذات ثقه وحين يُصبح معها مبلغًا ذو شآن ربما وقتها سهلًا عليها إدخاره بعيدًا، عليها التفكير بنفسها، لن تظل بائعه بمحل عُرضة للسخافات من الزبائن… فى خضم تفكيرها صدح رنين هاتفها نظرت له سُرعان ما تبسمت حين علمت هويه من تتصل عليها ردت عليها بترحيب زائد
تبسمت الاخري بعيون تلمع بالجشع قائله:
بعتلك صاحبتي المحل أتمنى تكوني شرفتيني قدامها.
ردت عليها:
طبعًا شرفت حضرتك.
تبسمت قائله:
فى ليا صديقه كمان قولت لها أحسن الاذواق هنا فى المحله تلاقيها، رغم إنها جوزها بيسافر بره وبيشتري لها حاجات ماركات، بس قولت لها هنا فى أذواق أجمل، يمكن تجيلك بكرة ولا بعده، وبفكر أنا كمان أجي معاها.
تبسمت لها بترحيب قائله:
هو حضرتك عندك محل بتبيعي فيه.
ردت السيدة:
لاء أنا جوزي مسافر الخليج وبيجي فى السنه شهرين بحب البس وادلع قدامه، عشان عينه متزوغش على بنات بره، يلا بقى شوفلى كده اذواق حلوه، ومش شرط من المحل اللى شغاله فيه، أكيد انتى فى السوق وعارفه الأذواق الحلوه كلها، عاوزه كده أسحر عيون جوزي خلاص أجازته قربت وميهمكيش الاسعار جوزي بيقولى أنا متغرب عشان تنبسطي يا حبيبتي وأنا أحب أبسطه لما يشوفني كدة آنيقه .
تبسمت لها قائله:
تمام أنا شوفت اذواق حلوه فى محلات حواليا هحاول معاهم وأن شاء الله هجيبها بأسعار كويسه.
تبسمت لها بتطميع قائله:
أيوه كده إفهميني عقبال ما يبقى عندك محل خاص بيكِ وأبقي أنا أول زبونه فيه.
تبسمت بتمني قائله:
إن شاء الله.
أغلقت الهاتف عينيها تحلم ماذا لو حقًا أصبحت صاحبة محل بيع أزياء كبير كهذا،وقتها سيعلو شآنها بالتأكيد،مثلما حدث مع سميرة زوجة أخيها بعد ان ترملت وقامت بفتح صالون تجميل بالبلدة وإشتهر عاد لها عماد ولم يهتم أنها كانت زوجة لغيره،الرجال الأثرياء يهون النساء ذوات الشآن ،هى الأخرى تود أن تكون ذات شآن.
❈-❈-❈
على ذاك المقهي
كان شعبان يجلس يُنفث دخان تلك الآرجيله التى أمامه، نظر أمامه الى ذاك الدخان الكثيف، تذكر قبل أيام حين كان يجلس هنا وبالصدفه نظر أمامه وقع بصرهُ على حسنيه التى كانت تمر من أمام المقهى، شعر بخفقان قلبه منذ سنوات لم يراها، كآن مع تقدمها بالعُمر تزداد بهاءًا، هى كانت جميله طوال الوقت إزدادت بهاءًا خاص لديها، بتلك الثياب الراقيه، المُلائمة لها، دائمًا حتى حين كانت فقيرة كانت ثيابها مُنمقة رغم قلتها،تذكر قولها
“خليني على ذمتك بس عشان المأوى،هروح فين أنا وإبنك”
جحد قلبه وظن أن هذا كان إذلالً لها،لكن مع الوقت ها هى تسكن منزل آشبه بالقصر،ليس هذا فقط بل رأها تصطحب تلك المُدلله الصغيرة،إبنة عماد حفيدته هو الآخر،حفيدته التى خافت منه وتوارت بعيد عنه، عكس أُلفتها الواضحة مع حسنية.
-حسنية.
نطقها قلبه أجل مازالت مُتيم بها رغم مرور السنوات، سرت خلف رغبة والدتك التى صورت لك أنها ستبقي راكعه أمامك، لكن هذا لم يحدُث نهائيًا، أخبرتك والدتك أن رضاها سيجعل ولدك يرضيك لاحقًا،لانه سيحتاج إليك، هذا أيضًا لم يحدث بل إزداد إستغناءًا عنك، أكاذيب صورت لك بزوجه بغيضة تجعلك تزهو برجولتك وانت لاشئ، هكذا أثبت لك عماد، أنت لاشئ بحياته كآنك غير موجود،ربما لو كنت ميتًا كان أفضل له هكذا أوصل لك.
❈-❈-❈
باليوم التالي
صباحً
بذاك المنزل الصغير… وضعت إنصاف طعام الفطور وجلست تضع يدها فوق وجنتها ببأس
جلس حامد ونظر لها سائلًا:
مالك عالصبح قاعدة وحاطة إيدك على خدك كده ليه.
ازاحت يدها عن وجنتها قائله:
صعبان عليا هاني، بدل ما يتهني مع عروسته جت الوليه الفرنساويه وكبست على نفسه قلت هناه.
إرتبك حامد قائلًا:
وإيه اللى هيقل هناه يعني، ماهو عايش مع الإتنين، وشكله متهني عالآخر.
لوت شفتيها قائله:
متهني فين ده مقضيها وقاعد بقاله يومين فى مصر.
شعر حامد بإنشراح فى قلبه هو يود ذلك،لا يود الهناء لـ هانى مع فداء،ربما بهذا لن تحمل منه وتاتي له بأطفال يُنفق عليهم من ما يمتلك، كانت فكرة صائبه منه خين ارسل صورًا من عُرس هاني لـ هيلدا جعلها تشتاط ولم تنتظر وجائت الى هنا فورًا عكرت صفو زواجه.
❈-❈-❈
باليوم التالى
مساءً
بمنزل هاني بالبلدة
كان يقف بإحد شُرفات المنزل ينفث دخان تلك السيجارة الذى بيده، يشعر مثل المُمزع بين عقله وقلبه، نظر الى تلك الشُرفه المجاورة له كان هنالك ضوءًا مًتسرب منها، تنهد لاول مره يشعر برغبه يشتاق الى دفئ المشاعر الذى ذاقه ليومين، قبل أن تأتى هيلدا مثل قاطع اللذات…
راقب للحظات حتى شبة أنطفأ ضوء الغرفه فقط إضاءة خافته، فكر، القى عُقب السيجارة، ثم دخل الى المنزل توجه الى إحد الغرف فتح بابها بهدوء ونظر بداخلها نحو الفراش تهكم حين رأي هيلدا نائمة أغلق الباب بهدوء، وتوجه ناحية تلك الغرفه الأخري فتح بابها، ونظر بداخلها، بنفس الوقت كانت فداء تخلع عنها ذاك المئزر واصبحب بزي نوم شبه عاري، خفق قلب هاني، وبتلقائيه تبسم لها، بتلقائيه منها هى الأخري بادلته ببسمه رقيقه، دخل الى الغرفه وأوصد الباب خلفه، شعرت بحياء من تلك اللمعه بعينيه،وهو يقترب ينظر لها بشغف مُتملك منه،فى لحظات كان يضمها بين يديه يُقبلها بشغف وشوق متملك يظنه رغبة،أو إحساس جديد عليه يغزو عقله يجعله مثل المُسير خلف رغبات جسده بإمرأة،إمرأه هو من يرغبها.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
كانت تجلس أرضًا تعكف مع يمني تساعدها ببعض واجبات الروضه،الى أن دق جرس الشقه،كعادتها يمنى تركت كل شئ وهرولت ناحية باب الشقه وفتحت الباب…كان مثلما قالت والدها هو الذى جاء،دخل الى تلك الغرفه تبسم لـ سميرة التى تجلس ارضًا،لمعت عينيه بإشتياق،تبسمت سميرة بتحفُظ منها،لاحظ ذلك عماد تغاضى عن ذلك…
بعد قليل تركتهم معًا ونهضت ذهبت الى غرفة النوم الخاصه بـ عماد جلست قليلًا، لكن سمعت صوت عماد يتحدث بالهاتف من شُرفة قريبه من الغرفة توجع قلبها وهى تسمعه يؤكد أنها سيذهب الى ذاك الحفل، تهكمت على حال قلبها الضعيف الى متى ستظل هكذا عليها أخذ قرار.
بينما عماد أنهي إتصاله وعاود للجلوس جوار يمنى، راقب تلك الغرفه التى لم تخرج سميرة منها إتخذ قرار من قلبه المُشتاق
نهض من جوار يُمنى ودلف الى تلك الغرفه وأغلق الباب خلفه، عينيه تلمع برغبه أو بالاصح شوق وتوق وعشق لكن يُخفيه خلف أنها مجرد رغبه، سمعت صوت إغلاق باب الغرفه اغلقت دولاب الملابس ونظرت نحو باب الغرفه، سأم وجهها حين رأت عماد خلف باب الغرفه، لم تحتاج لوقت ولا لسؤال لمعرفة لماذا دلف الى الغرفه، غص قلبها من نظرة عيناه الراغبه التى تمقت تلك النظرة التى تُشعرها أنها مثل العاهرات فقط للمُتعه اللحظيه، إزدردت ريقها وبداخلها قرار لن تظل هكذا لكي ينتهي هذا الآلم من قلبها عليها تحمُل مرارة العلاج…تعمدت تجاهله بعدم الحديث لم تُعطي له إهتمام كما أصبحت تفعل مؤخرًا…اصبح يضجر من ذاك البرود،إدعت إنشغالها بضب تلك الثياب بداخل الدولاب،إقترب منها حتى تفاجئت به أمامها حين إستدارت،إزدردت ريقها مره أخري وإرتبكت من إقترابه هكذا منها،لمعت عيناه حين نظر نحو عُنقها ورأى حرك عروقها،رفع يديه يحتوي خصرها…
للحظه أغمضت عينيها تشعر بإضطراب،لكن سُرعان ما عاودت فتح عينيها وعادت للخلف كى تفر منه لكن هو تمسك بخصرها وأحنى رأسه قليلًا وضع قُبله على عُنقها تزداد شغف،إضطربت وحاولت دفعه بيديها قائله:
عماد يمني وماما بره.
-وفيها أيه هى أول مره أجي لهنا.
ليته أجابها وقال لها أنها زوجته وأن وضعهما طبيعيًا لكن كالعادة يُشعرها بالدونيه أكثر حين حاول إزالة طرف ردائها عن كتفيها…لعنت مشاعر ضعفها أمامه كآنه يُلقى عليها سحرًا،يجعلها تمتثل لغزو لمساته لكن لابد لذلك من نهايه،وهى قررت ذلك،حاولت دفعه قائله:
عماد…
قاطعها وهو ينظر الى عينيها التى أصبحت تتمرد عليه قائلًا:
طلبت منك نتقابل أكتر من مره وكنتِ بتتحججِ حِجج فارغه وكنت بفوت.
-مكنتش حِجج قولتلك الأسباب.
تغاضى عن ذلك وجذبها عليه يُقبلها يحاول إثارة حواسها كما كان يفعل سابقًا وتستجيب معه الآن أيضًا إستجابت لغريزته وسقطت معه بهوة العشق لدقائق كانت معه فاترة المشاعر، كما أراد أن يُصل لها أنها ليست سوا جسد يُلبي رغبته،شعر بغضب من ذاك البرود يعلم أنه أصبح مُتعمد منها،حتى يضجر ويمتثل لكن هي واهمه… لا يعلم لما شعر بضيق من ذلك، وشعر بالملل من كانت تستجيب له من قُبله تشتعل بين يديه غرامً، أصبحت بارده فقط تمتثل لرغبته كآنها علاقه عابرة…ذاك يُغضب قلبه أو بالأصح غروره كرجل…لا يعلم أنها قد ملت وكرهت كونها إمرأه بفِراشه فقط وأثبت ذلك بالتأكيد…لما عليها فرض عذابً على قلبها برماد عشق إحترق…تنفست بهدوء
بمجرد أن نهض من فوقها تجنبت على الفراش وجذبت ذاك المئزر وقامت بإرتداؤه، رغم ضجره وعدم شعوره بأي لذه زفر نفسه حين نهضت من جوارها سألًا:
رايحه فين؟.
لم تنظر له وقالت ببرود وفتور:
رايحه أشوف يُمنى بتعمل أيه.
نهض من فوق الفراش وإرتدى سرولًا وإرتداه قائلًا بحنق:
هتكون بتعمل أيه. بتلعب بلعبها، سميره بلاش أسلوبك الجديد ده أنا قربت أزهق.
نظرت له ودمعه تتلألأ بعينيها قائله بإستخبار:
وهتعمل أيه لما تزهق هطلقني تاني… ياريت.
إغتاظ وإقترب منها وقام بقبض يديه على عضديها قائلًا بغضب:
سميره….البرود اللى بتتصنعيه ده مش هتكسبِ منه… إنتِ عارفه مكانتك أيه فى حياتي إنتِ..
قاطعته وهى تحاول نفض يديه عن عضديها قائله بإستهجان:
برود!
فعلًا انا بارده، وعارفه مكانتي عندك كويس
أنا عاهره فى سريرك يا عماد مش أكتر من كده، ودليل كمان على برودي،إنى عارفه إنك بعد شويه هتمشى وتروح لواحدة غيري تجاملها بهديه غاليه وتهنيها بعيد ميلادها وتفرح معاها.
أصبحت مواجهاتها له كثيره وذلك يُضعف قلبه يعشقها. لكن ذكرى واحده تتحكم بعقله دائمً… قبل أن ينفضح أمره ويجذبها ويعترف أنها مازال عشقها يحرق قلبه، سمعا طرقًا طفوليًا على باب الغربه مصحوب بصوت بُكاء تلك الصغيره، ترك عماد يديها توجهت سريعًا نحو باب الغرفه وفتحت الباب وجثيت امام تلك الصغيره الباكيه تقول بحنان:
يمني بتعيطي ليه.
بلوعة قلب طفله وكلمات غير مُرتبه لكن فهمت منها:
ناناه واقعه على الأرض، بكلمها مش بترد عليا.
إرتعبت سميره وتركتها وتوجهت الى ذاك المكان سريعًا… صُعقت حين وجدت والدتها مُمده أرضًا إنحنت وجثيت جوارها تحاول إفاقتها، بإستجداء قائله:
ماما أرجوكِ فوقى أنا ماليش غيرك.
لكن لا جدوي، بذاك الوقت آتى عماد وسمعها بعد أن إرتدى ثيابهُ بعُجاله… نظرت له سميره بدموع طالبه برجاء:
عماد… ماما أرجوك يا عماد عشان خاطر يُمنى…
ذُهل من رجائها له، أفقدت الثقه به لهذه الدرجه وتظُنه أنه بلا إنسانيه معها… لكن نحى ذلك وجث العِرق النابض بعُنق والدتها قائلًا:
ممكن تكون غيبوبة سكر أنا هاخد طنط أوديها المستشفى.
بالفعل حملها ونهض يتوجه نحو باب الشقه سريعًا، لحقته سميره توقف للثوانى قائلًا:
رايحه فين يا سميره غيري هدومك ويُمنى… أنا هتصل عالسواق يجي ياخدها يوديها عند ماما.
بصعوبه واقفت سميره…
بعد وقت قليل بأحد المشافي
خرج الطبيب من الغرفه إقترب منه عماد يستفسر عن حالها أجابه الطبيب:
دى غيبوبة سكر واضح إن المريضه مش منتظمه فى العلاج وكمان زودت فى أكل سُكريات وده سبب ليها كريزه والحمد لله سيطرنا عالسكر وبالعلاج هتسترد وعيها أن شاء الله كمان كم ساعه.
تنهد عماد براحه وشكر الطبيب الذى غادر ودلف الى تلك الغرفه نظر الى تلك النائمه، إستعادت بعضًا من رونق وجهها، جلس على أحد المقاعد قريب منها… طن برأسه قول سميره لها
“ماما أنا ماليش غيرك”
وماذا عنه ألهذه الدرجه فقد أهميته بحياتها، ولما لا يفقدها… مكانة والدتها أقوي كما أنها الوحيده التى ساندتها دائمًا، تذكر ذاك اليوم الذى مر عليه حوالى ثلاث سنوات
[بالعوده بالزمن]
كان جالسًا بمكتبه حتى صدح رنين هاتف المكتب الأرضي، رفعه يسمع قول السكرتيره التى أخبرته أن هنالك من تود لقاؤه وتقول أنها من أحد أقاربه… إستعلم منها عن هويتها وأجابته، سُرعان ما قال لها:
دخليها فورًا.
نهض من فوق مقعده بعقله حِيره لماذا آتت، إهتدى عقله ربما جائت تترجاه أن يقوم برد سميره لذمته مره أخري… بداخله شعر بإنشراح ربما تسرع بالطلاق وتلك فُرصه… لو طلبت منه ذلك لن يخذلها… إستقبلها بترحيب،ونظر نحو السكرتيره التى رافقتها أثناء الدخول، ثم نظر لها سألًا:
حضرتك تشربي أيه.
أومأت رأسها برفض قائله:
ولا حاجه مايه بس ريقى ناشف من السفر فى الحر ده.
نظر للسكرتيره وأومأ رأسه لها بالمغادره بالفعل غادرت بينما هو جذب تلك الزجاجه وكوبً سكب به مياه وأعطاه لها، إرتشفت منها حتى إرتوت قائله:
شكرًا يا عماد.
نظر لها عماد قائلًا:
إرتاحى حضرتك.
جلست على أحد المقاعد ونظرت الى عماد بداخلها لا يوجد مشاعر نحوه لكن لابد أن يعلم لما جائت… بلا إنتظار قالت له:
أنا جايه فى أمر يخصك معرفته.
سألها:
وأيه هو الامر ده.
-سميره…
بمجرد ان نطقت إسمها رف قلبه بشوق، لكن سُرعان ما ذُهل حين قالت:
سميره حامل.
-حامل!.
إستشفت من نُطقه ذهوله إستهزات بمراره قائله:
بعد اللى حصل بينكم مكنتش متوقع أنها تحِبل… عالعموم أنا جايه أعرفك وأعرف قرارك أيه اللى على ضوءه هتصرف.
لم يفهم مغزى حديثها وسألها:.
قصدك أيه.
ردت ببساطة:
قصدى الجنين اللى فى بطن سميره، لو إنت مش عاوزه أنا سهل أتصرف.
مازالت الصدمه تؤثر على إستيعابه وسألها:
قصدك أيه بـ سهل تتصرفِ.
-يعني أنزله.
-إجهاض!.
أجابته بتاكيد:
أيوا، إنت خلاص طلقت سميره وأنا شايفه أن كل واحد منكم بقى فى طريق غير التاني، وشايفه إن الجنين ده ممكن يبقى عقبه فى حياتها، هى لسه شابه يمكن ربنا يبعت لها فرصه تعوضها.
هنا فهم معنى قولها، وثار عقله هل سيتحمل قلبه مره أخرى رؤيتها مع غيرهُ، بالتأكيد كان الجواب… لا
وذاك الجنين هو الرابط بينهم.
نظرت له قائله:
مسمعتش جوابك.
لا يعلم سببً لسؤاله، او ربما أراد معرفة قرار سميره قبل أن يقول جوابه:
وسميره قرارها أيه.
ماذا تُخبره أنها مُتمسكه بذاك الجنين، لا يهمها إن إنتهت حياتها، لكن راوغته قائله:
القرار الاهم دلوقتي قرارك إنت يا عماد.
إستشف عقله أتكون سميره موافقة بقرار والدتها، لكن لن يُعطيهما تلك الفرصه وقال سريعًا:
أنا هرُد سميره لذمتي مره تانيه.
نهضت واقفه تقول:
تمام وصلني الرد، بس ياريت يكون بسرعه لآن الوقت بيمُر… الجنين لسه النبض منزلش فيه.
تحير فى فهم حديثها هل هو تهديد مباشر،أو تنبيه أيًا كان ، وافق قائلًا:
تمام.
لكن بداخله كان غرضًا آخر ظن أنه لن يحترق كثيرًا بذاك العشق…
إنتهى شروده حين سمع صوت فتح باب الغرفه،نظر نحوه ونهض حين رأي سميره التى دخلت بلهفه تسأل:
ماما.
إقترب منها وإحتواها بين يديه قائلًا بتطمين:
هتبقى بخير… دى كانت غيبوبة سكر والدكتور قال كم ساعه وهتفوق.
إحتواؤه لها جعل قلبها يهدأ قليلًا،تسلطت عينيها وهى تبتعد عنه تسير نحو الفراش عيناها على والدتها الراقدة حتى جلست على طرف الفراش وإنحنت تُقبل يد والدتها وتنهدت قائله:
ماما أنا ماليش غيرك.
سمع حديثها لأكثر من مره تقول ذلك، وهو أين من حياتها، هل قررت إحراق الباقى من العشق… يبدوا أن العشق هو لعنة حياتهم وهل أصبح عليهم التخلُص من ذلك العذاب بمواجهة لعنة عشقهما.
الشرارةالثالثة والعشرون«مجرد زائر»
بالمشفى
نظرت سميرة نحو عماد
قائله:
بشكرك يا عماد، تقدر تمشي بلاش تعطل نفسك، أنا هفضل مع ماما، كتر خيرك.
نظر لها بذهول للحظة ود صفعها ماذا تظن أنه بلا إحساس ولا إهتمام بها وما يُحزنها، لكن تغاضى عن ذلك قائلًا:
أنا كمان هفضل معاكِ هنا لحد ما طنط تفوق وصحتها تتحسن.
كادت سميرة أن تعترض لكن صمتت حين سمعت صوت رنين هاتف عماد
غص قلبها وظنت أن هذا الإتصال بالتأكيد من تلك المُتسلقة تستعجل ذهابها لحفلها الخاص، لكن نظر عماد لهاتفه ثم وجهه نحوها قائلًا:
دي ماما، أكيد عاوزه تطمن على طنط، هطلع أكلمها من الجنينه وكمان هشرب سيجارة خمس دقايق وراجع تاني.
إعترضت سميرة قائله:
مالوش لازمه ترجع تاني…
قاطعها عماد وأمسك مِعصم يدها يضغط عليه بغضب قائلًا:
كلمه كمان يا سميرة هخليكِ إنتِ اللى تمشي من هنا وأنا اللى هفضل هنا لوحدي.
نظرت له بصمت للحظات ثم كادت تعترض لكن مازال رنين الهاتڤ كما أنها تآوهت بآلم من ضعطة يده على مِعصمها، شعر بذلك وترك يدها قائلًا:
عشر دقايق وراجع.
خرج عماد تنهدت سميرة وذهبت نحو والدتها نظرت لها تشعر بغصه قويه جلست جوارها على الفراش نظرت الى تلك الآنابيب الطبيه المغروسه بظهر كف يدها،شعرت كآنها مغروسه بقلبها.
بينما عماد خرج الى حديقة المشفى قام بإشعال سيجاره نفث دخانها بغضب سميرة أصبحت تُظهر أنها تستطيع الإستغناء عنه،لكن هو عكس ذلك،لو كان قادرًا لفعل ذلك منذ وقت طويل وربما ما كان عاد إليها مره أخري، عشق سميرة هى سقمه الذى لا شفاء منه،نفث دخان السيجارة مره اخرى كآنه يخرج من صميم قلبه، بنفس الوقت عاود رنين هاتفه مره أخرى، أخرجه من جيبه نظر إليه زفر نفسه حين علم هوية التي تتصل عليه لم يقوم بالرد حتى على تلك الرسالة التى تلت الاتصال، لم يفتح الرسالة، جلس على أحد مقاعد الحديقه الرُخاميه يزفر نفس خلف آخر كاد يضع الهاتف بجيبه لكن تصادمت يده مع تلك العلبة المخمليه، أخرجها وقام بفتحها نظر الى ما بداخلها، كان خاتمي زواج
أحدهما من الفضه والآخر ذهبي، هذان خاتمي خطوبتة هو وسميرة، كان سيُعطي لها خاتمها ويرتدي هو الخاتم الآخر، لكن سميرة ظنت أنها هديه لغيرها، توقف عن النظر لتلك العلبه للحظات وتحير عقله كيف علمت سميرة بشآن ذلك الحفل المدعو له، كذالك كيف رأت تلك العلبه، تذكر أنه قد خلع ذاك معطف وضعه فوق الآريكه ربما رأته صدفه، كذالك قد تكون سمعت حديثه على الهاتف مع چالا التى كانت تؤكد عليه الحضور… تنهد يشعر بضياع أصبح يشعر به، مع سميرة التى أصبحت تُهاجمه بأسلوب يجعله ضعيفً، كلما حاول وضع بداية يجد متاهه، أشعل سيجارة أخرى ينفثها، عاود رنين هاتفه للحظه تردد، لكن نظر الى الشاشه تنهد براحه حين علم أن من تتصل عليه هى والدته، إزدرد ريقه وشفق على تسرعها بالسؤال:
قولي الدكتور قال إيه على حالة عايدة.
أجابها:
بخير يا ماما،الدكتور قال غيبوبة سكر والصبح هتبقى بخير.
تنهدت براحه ثم عتاب قائله:
ربنا يشفيها عايدة طول عمرها صحتها ضعيفه، أنا بأعجوبه نيمت يمنى كل اللى على لسانها أروح لـ ناناه عايدة،إنت ليه مكنتش بترد عليا.
أجابها ببساطه:
گنت واقف مع الدكتور.
تنهدت حسنيه بإرتياح وقالت بتلميح مباشر:
الحمد لله إنك كنت هناك فى الشقه معاهم، قولى لو ده كان حصل وإنت مش هناك كانت سميرة هتتصرف إزاي ومعاها يمنى،كانت هتسيبها لمين.
فهم عماد تلميح حسنية، تنهد صامتًا للحظات،
يفرك جبينه بأنامله،شفقت حسنيه عليه تعلم مكنون قلب عماد الذي يعشق سميرة كذالك هي رغم أن لديها يقين أن حياتهما معًا مضطربه، تنهدت بصبر قائله:
تصبح علي خير يا عماد لما عايدة تفوق إبقى إتصل عليا، أطمن عليها مش هعرف أجي المستشفى عشان يمنى.
رد عماد ببساطه:
تمام ياماما أول ما تفوق هتصل بحضرتك،وإنتِ من أهل الخير.
أغلق عماد الهاتف ونظر نحو شُباك تلك الغرفه لاحظ حركة الستائر،لكن لم يرا سوا الستائر ألقى عُقب السيجاره أرضًا ودهسه بقدمه ثم توجه نحو تلك الغرفة…
بينما سميرة نهضت من جوار والدتها خوفًا أن يتلاعب بعقلها الظنون السيئه توجهت نحو ذاك الشباك بالغرفه أزاحت تلك الستارة نظرت نحو الحديقه،رأت جلوس عماد وكذالك كان يضع الهاتف على أذنه،بالتأكيد يتحدث مع والدته،شعرت بشوق لطفلتها لاول مره تبتعد بمكان بعيد عنها، كذالك آسى فى قلبها من رقدة والدتها بهذا الشكل، تركت الستارة وعادت نحو عايدة الراقدة نظرت لها تدمعت عينيها وهي تذهب للجلوس على آريكه بالغرفه… دقيقة ونظرت نحو باب الغرفة حين سمعت صوت فتح مقبض الباب، تلاقت عينيها مع عيني عماد الذى رأى بعينيها ذاك الحزن غص قلبه، قائلًا:
يمنى غلبت ماما وفى الآخر نامت.
اومأت سميرة له وإضجعت بظهرها على الآريكه تتنهد بسقم نفسي، جلس عماد جوارها لوقت الى أن نهضت توجهت نحو فراش والدتها نظرت إليها، تنهد عماد قائلًا:
الدكتور قال مش هتفوق غير الصبح تعالي يا سميرة إقعدي بلاش تفضلي تبصي لها الفكر السيئ هيمسك راسك طول ما أنتِ رايحه جايه فى الأوضه.
إستمعت لحديثه وجلست على تلك الآريكه جواره، لكن إنحنت بنصف جسدها للأمام تضع رأسها بين يديها، غص قلب عماد، وجذبها من عضد إحد يديها، رفعت نظرها نحوه، تبسم لها قائلًا:
هتبقي كويسه يا سميرة.
أومأت رأسها تتطلع له بأمل، تبسم وهو يجذبها يضمها لحضنه، شعرت براحه قليلًا، ربما هذا ما كانت تحتاج إليه الآن حضن يضمها يُطمئن قلبها.
❈-❈-❈
صباحً
بمنزل هانى بالبلدة
صحوت فداء شعرت كآن جسدها مُقيد نظرت الى هاني ثم الى يديه اللتان يضمها بهما لصدره تبسمت وهى تتذكر ليلة أمس حين دخل الى الغرفه نظرة عيناه كانت كفيله بخفق قلبها، هاني مثل السقيم يحتاج الى دواء العشق، لكن عادت تتذكر تلك الشمطاء التى تحاول دائمًا إثارة غيرتها بحركات بلا حياء مع هاني، لولا أنها تضبط نفسها لسفكت دمها، لكن هي لديها شعور أن هاني يشمئز من تلك الحركات الفجه، ليلة أمس شعرت كآنه طفل يحتاج إلى عطف، كان سهلًا أن ترفض إقترابه منها لكن لن تفعل ذلك، هو كان صاحب أول خفقة قلب، تنهدت وهى تُغمض عينيها لم تُلاحظ أن هاني قد فتح عينيه هو الآخر، وضمها يشعر بإحتياج لذاك الحضن الدافئ، شعرت بضمة يديه إزدادت، فتحت عينيها تنظر له، تبسمت بتلقائيه حين وجدته يفتح عينيه قائله:
صباح الخير.
قبل مقدمة أنفها قائلًا:
صباح النور عالبنور.
تبسمت له قائله:
واضح إنك صاحي رايق، وده يشجعني أطلب منك إنك تفُك إيديك عني عشان أقوم أحضر الفطور.
ضمها أكثر ظنًا أن هذا عكس رغبتها لكنها كانت تود ذلك العِناق، لكن إدعت التذمر، لم يهتم هاني كآنه نسي وجود هيلدا معهم بالمنزل، إستدار بهما بالفراش حاصرها بجسده بالكامل، نظرت له تلاقت عيونهم بحوار صامت فقط نظرات يستشف كلُ منهما منها مشاعر جديدة على هاني الذي لم يسبق أن شعر بجاذبيه لآي إمرأة،كان فقط يُفكر فى جني المال من أجل مستوي أفضل،لولا ضغط هيلدا عليه لكان الى الآن بلا إمرأة فى حياته،وليته كان ذلك حقًا،بالتأكيد هذا كان من حظه العثر، بينما فداء قلبها يخفق لأول رجل وقعت بغرامه وتمنته زوجًا رغم أنها عرفت لاحقًا أنه متزوج بأجنبيه، صُدف جمعت بينهم من البدايه دون ترتيب من القدر، حتى لقاؤه معها بمحل البقالة كان صدفه بدلت حياتها حين رأتهم بسنت وأخبرت جدتها عن فداء الوحيدة التى عصبت هاني المعروف ببرود مهمت كانت الأفعال، فداء حركت عصبيته… كان هنالك إتفاقًا بين أنصاف وفداء أن تحاول الضغط على نفسها وتتقبل برود ورفض هاني ليس لها بل لفكرة الزواج عمومًا، هى تحملت ذلك وأثبتت له أن هنالك برودًا أكثر منه، بلا وعي أو بشوق إخفض وجهه يُلثم وجنتيها ثم شِفاها بقُبلات ناعمة تزداد توقًا ولمسات تزداد شوقًا ولهفه… وهي تتقبل ذلك برضا منها،
بعد وقت أزاح خُصلات شعرها المُجعد والمُشعث،نظر لوجهها يشعر بإحساس غريب لا يود أن ينهض من عليها،يود أن يلتصق بها،ليست أجمل النساء لكن بها سحرًا خاص بها فقط، سحرها طبيعيًا دون تزييف…
فاق من ذاك التوهان على صوت نقر علي شُرفة الغرفه، نظرا الإثنين نحوها، تبسمت وهو تقول:
ده صوت هديل الحمام وتلاقيه بينقر في خشب البلكونة.
تبسم ثم شعر بثُقل جسده، ربما لا تتذمر لكن هو شعر بذلك نهض عنها وتمدد على الفراش يشعر بهدوء يسمع صوت هديل ذاك الحمام الذى يُشبه حديث مُنمق بين شخصين متفاهمين، تنهد يشعر بصفاء ذهن،إشرآب برأسه ينظر نحو فداء التى جذبت مئزرها وضعته حول جسدها ونهضت من فوق الفراش قائله:
هروح أخد دوش وأنزل أحضر الفطور.
أومأ لها مُبتسمًا، من الأفضل لها الغياب عنه الآن والا جذبها مره أخري يعاود تجربة العشق معها يعود الى ذلك السحر….
بينما دخلت فداء الى المرحاض وقفت خلف الباب تشعر كآن دقات قلبها بسباق، وضعت يدها على شفاها تستشعر قبلات هاني لها قبل قليل تبسمت وهى تتذكر أول لقاء لها مع هاني
ربما أو بالتأكيد لا يتذكر هو ذلك اللقاء العابر
أجفلت عينيها وذكري أول لقاء بينهم [ بالعودة قبل خمس سنوات]
كانت بسنت بالصف الأول الإعدادي، كان هنالك تكريمًا لأوائل نهاية المرحلة الإبتدائيه، كانت بسنت من ضمنهم
كذالك كانت فداء تعمل مدرسه بعقد بنفس المدرسه،
كانت بسنت تقف بين زملائها تشعر بنقص، جميع الاوائل كان ذويهم يحضرون الحفل إفتخارًا بتفوق أبنائهم، لكن هى والدها متزوج بأخري قليلًا ما يتذكرها، إبتئس قلبها من ذلك، لكن تحول ذلك الإبتئاس الى فرحه غامرة حين رأت هانى يُصفق لها، تبسمت له وتوجهت نحوه سريعًا حضنته بمحبه، شجعها وزال شعور النقص عنها، عادت بسنت بين زملائها، بينما هاني ذهب نحو مكان جلوس الأباء، لكن لضيق المكان كاد يتصادم مع فداء التى كانت تمُر فى نفس الوقت بالفعل إحتكا معًا، لكن هاني لم ينظر لها أو ربما نظرة خطف وأكمل سير الى مكان جلوسه، لكن عين فداء نظرت نحوه دون أن ينتبه لذلك، رأت حنيته على بسنت التى كانت تعلم أن لا أحد معها، لكن من يكون هذا الوسيم بنظرها كذالك يبدوا حنونًا من تعامله مع بسنت كآنه والدها حقًا،مر وقت وتعارفت على بسنت وبدأت تتقرب منها كانت كثيرًا تتحدث عن خالها الذى يعاملها أفضل من والدها،كان يتسرب الى قلبها شعورًا خاص حين تسمع إسمه يخفق قلبها،الى أن رأته ذاك اليوم حين تسلمت بسنت شهادة تفوقها بالمرحله الإعداديه كان ذلك صدفه هى تركت التدريس لكن ذهبت الى تلك المدرسه من أجل إبن عمها الذى كان مشاغبًا وطلب منه إستدعاء ولى أمره ولخوفه منهما أخبر فداء بالأمر ذهبت معه حاولت إرضاء مدير الذى صفح عنه،صدفه خلف أخرى وصلت بينهم وها هي الآن زوجته،لكن غص قلبها وتذكرت أنها زوجه ثانيه جازفت،تخشي أن تنتهي سعادتها لو عاد هاني الى فرنسا وإستحوزت هيلدا عليه،وظلت هى هنا زوجه منسيه،
هيلدا تلك الحيه الرقطاء التى جائت الى هنا خلفه من أجل ان تظل امامه طوال الوقت وتشغل عقله عنها،كذالك حركاتها البذيئه التى تتعمدها أمامها،رغم شعورها بنفور هاني لتلك الحركات،كما أنه نهرها وحذرها من فعل ذلك هو لا يهوي تلك الاعيب النسائيه…هى تشعر بخوف أن تكون مجرد شرارة بحياة هاني وتنطفئ سريعًا… تعيش هى بجمر لهيب تلك الشرارة.
إضجع هاني على الفراش يتنهد بشعور كمال خاص، لكن سُرعان ما نهض حين تذكر أن بسنت أخبرته بالأمس عن أن والدها هاتفها يريدها أن تذهب للعيش معه بضع أيام، هى رفضت ذلك،يعلم سبب ذلك بالتأكيد يود بعض المال كعادته،بسبب وسوسة زوجته له كالمعتاد،تستخدم ضعف هاني وإنصاف ومحبتهم لـ بسنت من أجل نيل المال،يشعر بالمقت من زوج أخته الراحله لكن من أجل بسنت يُعطي له المال دون إهتمام،فقط يود راحة بسنت النفسيه وهو عاش من زوج والده حقًا لم يكن سندًا ولا ندًا،بلا أي قيمة…نهض وعاود إرتداء ثيابه،بنفس الوقت كانت خرجت فداء من الحمام،نظرت له قائله:
أنا حضرتلك الحمام هسرح شعري بسرعه وعلى ما تاخد دوش هكون حضرت الفطور.
تبسم لها موافقًا وتوجه نحو الحمام.
بعد قليل خرج هانى من غرفة النوم، لم ينتبه الى هيلدا التى رأته شعرت بحقد وغِل وكراهيه من ملامح وجهه الظاهر عليها الإنبساط تنفست بغضب ساحق لم ترا ذلك على ملامح هاني رغم سنوات زواجهم الطويله،فكر عقلها لابد أن تلك تسحرهُ بشبابها بالتأكيد تستطيع مجابهة جموحه كرجل،هكذا ظنت،إبتئس عقلها لابد لذلك من نهايه لابد أن تُسرع بالرحيل من هنا ومعها هاني قبل أن يستلذ تلد الفتاة المُشعثه والمشعوزة.
❈-❈-❈
بالمسفى
قبل قليل
بدأت عايدة تعود للوعي، فتحت عينيها بغشاوة نظرت نحو تلك الآريكه رأت إحتضان عماد لـ سميرة ورأسها الموضوع فوق صدره تبسمت تتمنى الا يكون ذلك غشاوة منها، أغمضت عينيها مره أخري وفتحتها، زالت الغشاوة ظهر بوضوح أمام عينيها، سعد قلبها، ماذا تريد أكثر من ذلك، تود عماد سند حقيقي
لـ سميرة، يُشعرها بالإطمئنان والأمان المفقودان بحياتها.
بنفس الوقت كانت سميرة تنظر الى عايدة، رأتها تفتح عينيها نهضت سريعًا نحوها وجلست جوارها على الفراش تمسك يدها قائله:
ماما أخيرًا فوقتي.
تبسمت عايدة بوهن، كذالك شعر عماد بخواء حين نهضت سميرة من حضنه، وشعر بغصه قويه حين رأي تقبيل سميرة ليد والدتها وقولها لها:
ماما، أنا ماليش غيرك فى الدنيا.
لثالث مره تقولها خلال ساعات، تبسمت عايدة وهى تضع يدها الأخرى فوق كتف سميرة قائله:
عماد جنبك أهو، وكمان يمنى ربنا يباركلك فيهم.
غص قلب سميرة وقبلت يد عايدة قائله:
ربنا يخليكِ لينا يارب.
تغاضى عماد عن ذلك وتبسم لـ عايدة مُتمنيًا لها الشفاء.
بعد وقت
عاين الطبيب عايدة تلهفت سميرة بالسؤال:
خير يا دكتور.
تبسم الطبيب قائلًا:
خير الحمد لله صحة الحجه بقت شبة كويسه ظبطنا الضغط والسكر، والمفروض تمشى على العلاج مضبوط، كمان تنتبه لأكلها.
مساءً
بعد إصرار عايدة على مغادرة المشفى بعد أن أصبحت بحاله أفضل، إمتثل الطبيب لذلك وأعطى لهم بعض النصائح والإرشادات الطبيه وعدت عايده أنها لن تتغاضى عنها، عادت الى الشقه بعد قليل، دخلت حسنيه بـ يمنى التى هرولت نحو غرفة عايدة دخلت لها مباشرةً توجهت الى الفراش وصعدت عليه تضم عايده التى إستقبلتها بمحبه، بينما عماد كان وافقًا ورأى ذلك، حذر يمنى قائلًا:
بلاش تتشاقي وتتعبى ناناه يا يمنى.
قبلت يمنى وجنة عايده وجلست جوارها هادئه تقول :
لاء مش إتشاقى انا بحب ناناه.
ضمتها عايدة قائله:
يمنى روح قلب ناناه.
تبسمت لهن حسنيه قائله:
خدونى جنبكم عالسرير أخد من الحب ده حبه.
تبسمت لها عايدة قائله:
بعيد الشر عنك، إنتِ فى القلب والله وليكِ معزه كبيرة من زمان.
تبسم لهن عماد وعقله يُقارن بين رد فعل يمنى الآن وحين كان هو مريض قبل أيام، يمنى وقتها خافت تقترب منه وإمتثلت لتحذير سميرة لها، والآن رغم مرض عايدة ذهبت جوارها حتى أنها غفت فى حضنها…
تركهن عماد وخرج من الغرفه، تقابل مع سميرة بالردهه نظرت له سميرة قائله:
إنت ماشي.
زفر نفسه بغضب قائلًا بضيق:
لاء يا سميرة مش ماشي، وبطلى كل ما تشوفي وشي تسأليني، أنا طالع البلكونه أشرب سيجارة.
إستغربت من رده بتلك العصبيه قائله:
تمام،ده مجرد سؤال ليه بتتعصب كده.
رمقها ثم تركها صامتًا وذهب نحو الشُرفه، نظرت له وتبسمت ثم ذهبت نحو غرفة والدتها.
❈-❈-❈
بعد مرور عِدة أيام
عبر الهاتف سمعت حسنيه الى أخيها الذى قال لها:
شعبان إمبارح وقع قدام القهوة وحاولوا يفوقوه مفاقش خدوه للمستشفى سمعت إن الدكتور قال جلطة فى القلب ولازمه عمليه بسرعه،وأهو فى واحد من أهل الخير ندب نفسه يجمع له من الاهالي حق العمليه،سبحان الله كان من يومين بالظبط مقابلني ونفخ نفسه قدامي،مفكر إنى هعبره ربنا كرمك يا أختى ورزق إبنك يعوص تعبك معاه.
أغمض حسنيه عينيها ومر امامها جبروت شعبان معها لكن للغرابه لم تشعر بأي إحساس لا مقت ولا شفقه كآنها يحدثها عن شخص لم يمُر بحياتها وإن هذا الحديث عن شخص لم تراه كان شفق قلبها، لكن كآنها بلا مشاعر، تنهدت قائله:
ربنا يشفيه، بص أنا هحول لك مبلغ واعطيه للشخص اللى قولت عليه، وقوله ده من عماد إبنه وهو أولى بعلاج أبوه، وأي مصاريف يحتاجها قولى وانا هحولها لك، عيب فى حق عماد يبقى ربنا رزقه وفى مرض أبوه يسيبه للاغراب تصرف عليه.
تبسم أخيها قائلًا:
صدق اللى قالوا”مفيش حاجه بتروح للتُربه”(القبر)
كله بيخلص على حياة عينه، زمان إتخلى عن عماد والنهارده أهو فلوس عماد يمكن هى اللى تنقذ حياته، حاضر يا أختى أنا هتواصل مع الراجل ده وهقوله اللى قولتلى عليه وربنا يزيدك إنتِ وإبنك من نعيم الله، ويباركله فى بنته ويرزقك الخلف الصالح.
تبسمت تؤمن على دُعائه.
أغلقت الهاتف وجلست على احد المقاعد تنهدت تومئ برأسها لم تستغرب افعال القدر، بالامس تجبر شعبان عليها هى وطفلها وهم بأشد الحاجه والآن حتى نفقة الدواء لم يجدها، تذكرت مكائد هانم لها، حتى آخر لقاء بينهم ودفعها لـ يمنى بغِل وحقد تعلم كانت تود أن تنهرها وتنتهزها وتفتعل الاقاويل التافهه أنها مازالت تحلم بعودتها لـ شعبان مثلما كانت تحتك بها بالماضى وتقوم بالتلقيح عليها وإظهار أنها الأقرب لقلبه، لكن هى تعلم قلب شعبان جيدًا ليس به مكان سوا لآنانيته وحب ذاته.
❈-❈-❈
بمكتب چالا
نهضت تبتسم بترحيب قائله:
رغم إنى مازالت زعلانه إنك محضرتش عيد ميلادي،حتى الورد والهديه الرقيقه كمان مشفعوش لك، بس مجيك هنا النهارده هعتبره تصالح.
تبسم بدبلوماسيه قائلًا:
تصالح!
كان حصل أيه كل ده عشان محضرتش خفلة عيد ميلادك،حصل لى ظرف طارئ.
تبسمت بدلال قائله:
كان سهل تتصل وتعتذر ليلتها بس إنت حتى بعت الورد والهديه بدون أى إعتذار.
رواغ بالرد:
اعتقد قبولى الشغل بينا أقوى من أى إعتذار.
شعرت بتضايق من ذكره للعمل هى تود حديث آخر لكن رسمت بسمه قائله:
تمام عارفه إن مواعيدك مهمه خلينا نبدأ فى تفاصيل الشغل بينا.
تبسم وهو يتوجه ناحية تلك الطاوله التى أشارت نحوها إنتظر الى أن جلست ثم جلس خلفها،بدئا بالحديث حول ذاك العمل لكن اثناء إندماجهم بالتفاصيل صدح رنين هاتفه،أعتذر وأخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه سُرعان ما خفق قلبه وسأمت ملامحه حين رأي هوية من تتصل عليها،قام بالرد فورًا،
إتنفض واقفًا بفزع حين سمع قولها:
يمنى إتصلوا عليا من الحضانه وبيقولوا وقعت،وبتصل على سميرة تليفونها باين فاصل.
تحدث سريعًا:
أنا رايح فورًا.
ردت عليه قائله:
أنا كمان نزلت أهو إن شاء الله خير.
أغلق عماد الهاتف ونظر لـ چالا قائلًا:
أنا لازم أمشي دلوقتي نتكلم فى ألتفاصيل بعدين.
لم ينتظر جوابها وغادر مُسرعًا تركها تشعر بغضب كلما خلقت فرصه كى تتقرب منه بالنهايه يحدث شئ يجعله يهرب من براثنها الناعمه.
❈-❈-❈
بمنزل هاني
الاعيب هيلدا لا تنتهي
تختلق الاعيب مع فداء، تُنغض على هاني تُشعره ان فداء هى من تتجني عليها وهو يعلم الحقيقه جيدًا لكن أصبح مثل فرع الشجره الذى بمهب رياح، يقتلع عقله من الاعيبها الماهرة وفداء التى لا تُعطي لها فرصه بل تُفسد الاعيبها.
دخلت هيلدا الى غرفتها وجذبت هاني معه تبكي بدموع التماسيح قائله:
أشعر ان فداء ستقتلني هاني هى تضع لى فى الطعام سم طويل المفعول، أنا ساعود الى موطني أنتظرك هناك حبيبي.
بداخله تهكم من التى تُسمم من، فداء سرشه حقًا لكن ليست مثلها قاتله وسبق أن سممته، تنهد بتوافق قائلًا:
تمام سافري فرنسا وانا لما فترة الاجازة تنهتي هحصلك هناك.
إقتربت منه بإغواء سافر، وضعت يديها على كتفيه قائله:
حبيبي لما لا تسافر معي أخاف عليك من تلك المُشعثه، إنها مثل الوباء.
اخفض يديها من حول عنقه ونظر لها قائلًا:
لاء انا لسه ميعاد أحازتي منتهاش كمان جواز سفري محتاج يتجدد.
-حبيبي أخشى عليك من تلك الفتاة السيئه القميئه.
تهكم بداخله، لكن قال ببرود:
خلاص زي ما قولت أنا مش هقطع اجازتى وإنتى عاوزه تسافري، تمام هتصل عالمطار أحجزلك فى طيارة بكره، ودلوقتي عندي ميعاد مهم ولازم ألحقه مع والد بسنت، نبقى نكمل كلامنا لما ارجع.
غادر هانى، بينما دبت هيلدا الأرض بقدميها غيظًا من ذلك ودت لو إقتلعت قلب فداء وقالت:
ساحره مشعوزه.
لسوء حظ هيلدا ان بالصدفه كانت فداء تمُر من جوار الغرفه وتسمعت دون قصد منها، زفرت نفسها قائله:
انا مشعثه با خِلة السنان، ياللى شفايفك شبه منقار أبو قردان، ماشى لازم قبل ما تغوري من هنا أسيبلك التاتش بتاعي يا حيزيون.
بعد وقت
راقبت فداء هيلدا وهى تضب ملابسها بالحقيبه الخاصه بها الى أن إنتهت وأغلقت الحقيله، ثم خرجت الى حديقة المنزل، تعلم أنها ستحتسي مشروب الشعير الغير كحولى، تعويضًا عن المُسكرات التى كانت تتناولها بـ فرنسا…
راقبتها الى أن جلست بالحديقه وتسحبت دلفت الى غرفتها وقامت بفتح حقيبة الملابس، ثم نظرت الى ذاك الصندوق الصغير الذى كان معها فتحته ونظرت الى ما بداخله ببسمة طفر فهو مملوء بـ “مفرقعات صواريخ العيد” قامت بوضعه أسفل الحقيبه وعاودت ترتيب الملابس مره أخري، نظرت الى تلك الملابس الخليعه قائله:
حيزبون متصابيه، انا ياللى من خلفك وعروسه جديده اتكسف ألبس الهدوم اللى مش هدوم أصلًا، يلا رغم إنه خساره علبة الصواريخ بابا كان أولى بتمنها بس لازم أأدبك واحرمك تنزلى مصر تاني.
❈-❈-❈
بالروضه الخاصه بـ يمنى، كان هنالك تفخيمًا بما حدث، فلقد سقطت يمنى من على إحد الالعاب وخُدشت إحد ساقيها وهى كطفله ارادت الدلال وظلت تبكي مما جعل المسؤولين أن يتصلوا بذويها كى لا يزيد الامر وتظل تبكي… حضنها عماد بلهفه، صمتت عن البكاء وسردت له:
بابي أنا كنت بلعب وجه الولد زقني وأتزحلقت رجلي بتوجعنى يا بابي.
أخفي عماد بسمته كذالك عايده التى وصلت للتو وسمعت شكوى يمنى، إعتذرت مديرة الروضه منهم وتعرفت على عماد كوالد يمنى،
بعد قليل بشقة سميرة
دلفت متلهفه تقول:
يمنى جرالها إيه يا ماما.
نظر عماد لها بغضب قائلًا:
يمنى بخير، بس المدام طبعًا مشغوله فى شغلها وناسيه بنتها وكمان قافله موبايلها.
نظرت سميرة نحو والدتها قائله:
أنا مكنتش قافله موبايلي، و…
قاطعها عماد بغضب:
و إيه يا مدام طبعًا حتى لو مش مقفول صامت طبعًا شغلك أهم و….
قاطعته عايدة:
وإنت فين يا عماد ليه بتلوم على سميرة إنت كمان تعرف إيه عن بنتك لو مكنتش إتصلت عليك مكنتش هتعرف غير بالصدفه… إنت هنا مجرد زائر.
الشرارة الرابعه والعشرون💜💜«بداية نسيان الماضي»
نظرت سميرة نحو والدتها وتفاجئت بما قالته لـ عماد، ليس هى فقط من تفاجئت عماد نفسه تلجم من المفاجأة، گادت عايدة أن تُكمل حديثها الصريح، لكن صوت جرس الشقه جعلها تصمت قليلًا حين تهربت سميرة قائله:
هروح أشوف مين عالباب.
اومأت عايدة لها بينما عادت تنظر لـ عماد قائله بتوضيح جاف:
تفتكر يا عماد أنا مكنتش عارفه يمنى جرالها إيه فى الحضانه، أنا متصلتش على سميرة أساسًا غير وأنا قدام الحضانة،تعرف ايه عن الليالي اللى سميرة كانت بتسهر جنب يمنى وهى مريضة تراعاها،حتى سميرة كانت بتبقى مريضه وإنت متعرفش ، ياريت تفوق وترحم نفسك وترحم قلب بنتي معاك، اوقات بقيت بندم أن جيت لك وعرفتك بحمل سميرة رغم أنها مكنتش عاوزاك تعرف، مع ذلك ضعيفه معاك، ضعفها من قلبها اللى بيحبك بس صدقني فى شعره بين الشخص اللى محتاج للحب زي سميرة ، الشخص اللى بيحب بس أناني زيك يا عماد، ياريت تفهم كلامي، سميرة عمرها ما قالتلى على أى حاجه بينك وبينها بس المثل بيقول “إن ما شكى العيان حاله يبان”
وسميرة عيانه بحبك والشفا منه مش صعب يا عماد.
صمتت عايده حين رأت دخول حسنية بلهفه تسأل:
يمنى فين إيه اللى جرالها.
بدلت سميرة نظراتها بين عماد وعايدة وجوههم كان كل منهم واضح عليها التباين، والدتها ملامحها هادئه، عماد يبدوا عليه الإنزعاج بوضوح… حاولت تلطيف ذلك وتبسمت لـ حسنية قائله:
والله أنا لسه واصله يا طنط، بس ماما قالتلي إنتِ عارفه يمنى هواله.
تبسمت حسنية ونظرت نحو عماد قائله بعتاب:
لو مش صدفه بكلمك مكنتش عرفت، فين يمنى.
تبسمت حسنية حين سمعت صوت يمنى الآتى من إحد الغرف قائله:
أنا هنا يا ناناه.
تبسموا جميعهُن ،الإ عماد بلا رد فعل،أو بمعنى أصح حديث عايدة الجاف مازال يطن برأسه،تبسمت حسنية قائله:
روح قلب ناناه.
ذهبن الثلاث الى تلك الغرفه،بينما عماد توجه الى شُرفة بالشقه قام بإشعال سيجارة يُنفث دخانها مازال حديث عايدة يدور برأسه،يشعر هل بإنزعاج وغضب،أم ببُغض من نفسه يُفكر، هل هو حقًا هكذا مجرد زائر بحياتهن…
بينما بالغرفه الموجوده بها يمنى دخلن خلف بعضهن جلست حسنيه على طرف الفراش جوار يمنى،كذالك سميره على الطرف الآخر وعايده جوار حسنيه تبسمن لـ يمنى التى ذهبت نحو سميرة تشكو وتسرد لها ما حصل وعن آلم ذاك الخدش الذى شبه إنتهى حضنتها سميرة بأمومة،كذالك إستمتعت بدلالهن لها كطفله الى أن عاد إليهن عماد،نظر نحو يمنى التى تجلس بحُضن سميرة،سميرة التى حايدت النظر له…لاحظت حسنيه نظرات عماد،تنهدت بآسف،عماد مازال يترك الماضي يتحكم بعقله، يُطمس مشاعرهُ الحقيقية خلف برود مُصطنع منه،وقلبه مُشتعل بالعشق.
❈-❈-❈
بمنزل هانى
وضعت فداء طعام العشاء،أخبرت هاني فقط،حين نظر الى طاولة الطعام شعر بجوع،لكن سأل ببساطه:
فين هيلدا.
ردت بإستهزاء:
معرفش تلاقيها فى اوضتها.
قبل أن يتحدث جائت هيلدا ترسم بسمه صفراء،همست فداء:
أهى جت شغاله خلو فى تلميع الأوكر،ودانها سماعات والله بشك إنها بتفهم عربي وبستغبي علينا.
لم يسمع هانى همس فداء،جلس الثلاث يتناولون طعام العشاء،رغم تأفف هيلدا من نوعية الطعام،لكن أكلت القليل.
بعد وقت تركهن هاني،للرد على هاتفه،نظرت هيلدت لـ فداء بإزدراء قائله:
ساحره مُشعثه.
تهكمت فداء قائله بالعربي قصدًا:
حيزبون متصابيه.
لم تفهم هيلدا ذلك عكس اعتقاد فداء،لكن سمعها هاني الذى عاد وأخفي ضحكته خلف بسمه…إقتربت منه هيلدا بوقاحه تضمه تُقبل وجنتيه،نظر نحو فداء التى لم تتحمل ذلك وذهبت نحو غرفتها تكبت دموعها… حاول فك أسرها له،لكن هيلدا جذبته من يديه قائله:
سأرحل بالغد هاني أود أن تبقي معي الليله.
فكر بالرفض هو ينفُر منها،لكنها كانت مثل العَلَقَه،تمسكت به وجذبته معها الى غرفتها تقوم بإغواؤه لكنه لم يسقط فى ذلك،إزدادت إغواء رغم أنها تعلم أنها لن تستطيع مجابهة جموحه مثل تلك المُشعثه، لكن لن تستسلم الليله ستقهرها…حتى لو ظل هانى معها بالغرفه دون أي علاقه يكفي ذلك،بالفعل نفر هانى منها لكنها ألحت:
اريد النوم بين يديك هاني…أرجوك انا أشعر بالريبه ليلًا،أشعر أن تلك المُشعثه تأتى لغرفتي تحاول خنقي.
تهكم هاني من قولها، إستسلم وذهب معها الى الفراش، لم يحدث بينهما أي علاقه فقط يحتضنها وهى نائمه عقله سارح بـ فداء…
بينما فداء دلفت الى غرفتها تشعر بالغيظ من أفعال هيلدا الوقحه، جلست على الفراش تقول:
قبيحه ومعندهاش حيا، وهو كمان راح معاها أوضتها.
سُرعان ما لامت نفسها:
مالك يا فداء إنتِ متجوزه وعارفه إن له زوجه تانيه وطبيعي لها حق عليه.
نهرت نفسها:
كنت عارفه بكده فعلًا، بس هى كانت هتبقي بعيد عن هنا.
-ويفرق إيه بعيد عن هنا أو هنا، مكانتك زوجه تانيه.
زفرت نفسها بغضب والقت بجسدها على الفراش أغمضت عيناها تعتصرهما، لكن فتحتهما بسرعه حين ظنت انها سمعت صوت مقبض الباب، نظرت نحوه، لكن يآس قلبها فهذا وهمًا… تنفست واغمضت عيناها تحاول النوم.
❈-❈-
صباح اليوم التالي
بمنزل هاني، نظرت هيلدا الى فداء التى تقف جوار إنصاف تضع يدها على كتفها، بينما نظرت نحوها بفتور، شعرت بكُره للإثتين، وإقتربت تتمحك بـ هاني… إستهزات إنصاف تنظر لـ فداء قائله:
شايفه قلة الحيا، عاوزاكى تتعلمى منها، يلا نكسر وراها قُله يااارب يبعدها عن طريق هانى.
تبسمت لها فداء قائله:
آمين.
بعد وقت بالمطار،حين دخلت هيلدا الى صالة المسافرون،تركها هانى للرد على هاتفه،كان إتصال من حسنيه ارادت رؤيته وافق وقال لها:
هفوت على عماد وهجيلك نتغدا سوا.
بينما بالمطار، أثناء سير حقيبة هيلدا على جهاز الإنذار قام بالتصفير أكثر من مره، مما جعل أمن المطار يأخذها الى غرفة التفتيش الخاصه، قاما بفتح الحقيبه وتفتيشها، الى ان وجدا علبتين مرسوم عليهما مفرقعات، تحفظوا على هيلدا وفتحوا تلك العلب، تفاجئوا انها مفرقعات تُشبه صواريخ الاعياد…
كانت منهارة جدًا، تنفي ذلك الهوان لكن فجأه تأسفوا منها، بسبب خطأهم ضحكوا، وهى ترتعش رعبًا عقلها يسأل من أين آتت تلك المفرقعات، فكر عقلها لابد أنها المُشعثه، حاولوا تهدىتها، وتركوها تهاتف هانى، حين أثبتت لهم انها زوجة مواطن مصري.
ظهرًا بـ ڤيلا عماد
جلس هانى يمازح حسنيه ويتحدث معها بود، وهى تمدح له انه منذ ان تزوج أصبح أفضل، كذالك تمدح بـ فداء،
فداء الذى أصبح متشوقًا لقُربها، حتى تلك العلكه التى كان يبغضها أصبح أحيانًا يتقبلها
فى ذاك الوقت صدح رنين هاتفه، أخرجه من جيبه ونظر للشاشه كان رقم غير معروف له
إستأذن منها وخرج للرد، لكن تفاجئ بصوت هيلدا المُرتعب تُحدثه تسرد له انهم إحتجزوها بالمطار، إستغرب ذلك وقال لها:
تمام ساعه بالكتير هكون فى المطار.
دخل الى حسنيه مستأذنًا ومُعتذرًا:
للآسف مش هقدر اتغدا معاكِ، هيلدا بتتصل وبتقول إنهم إحتجزوها فى المطار.
تبسمت سائله:
وحجزوها ليه، ياريتهم كانوا سابوها تغور.
تبسم قائلًا:
مش عارف، هروح أشوف فى إيه.
تبسمت له قائله:
متقلقش، وإبقى إتصل عليا قولى حجزنها ليه، يمكن شكوا إنها وباء عالبشريه.
تبسم لها قائلًا:
تمام هبقى أتصل عليكِ، سلام.
غادر هاني، بينما تنهدت حسنيه قائله:
يارب تغور عشان تفوق لـ فداء ويتوب عليك ربنا من الغُربه، يا إبن إنصاف.
❈-❈-❈
بمركز التجميل
كانت سميرة تجلس بغرفة الإدارة
تُتابع سير العمل عبر ذاك الحاسوب
لكن فجأة راودتها ذكري لا تعلم سبب لما تذكرتها الآن
[بالعودة أثناء فترة زواجها بـ نسيم]
كانت ممده فوق الفراش تعبث بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز تتنقل بين القنوات تبحث عن شئ تُشاهده، لكن فجاة فُتح باب الغرفه ودخل نسيم عليها مُتهجمًا ومتجهمًا يسير بترنُح
تكورت على نفسها رُعبًا من منظره المُشعث، وثوبه المفتوح من على صدره، بالتاكيد هو تحت تأثير تلك المخدرات التى يُعاقرها بجنون، خشيت ان يؤذيها فعل ذلك سابقًا وقام بصفعها أكثر من مره، لكن يبدوا هذه المره بحاله مُزريه للغايه وهو يقترب منها وهى تتكور على نفسها بالفراش تنظر حولها بهلع، تود أن تصرخ حتى ينقذها منه احدًا، كانت عيناه مُتجمرة بالشر حمراء، إقترب من الفراش، لكن فجاة سقط رأسه أسفل قدمها على الفراش، إرتعبت، بخوف وترقُب منها مدت يدها نحو راسه، تخشى بطشهُ بها او يكون اصابه مكروه، وضعت يدها فوق راسها، رفع رأسه فجأه إرتعبت وعادت للخلف… سند بيديه على الفراش ونهض يقترب منها وهى تتكور على نفسها، حتى انه جذب قدميها على الفراش إرتعبت لكن سرعان ما تبدل ذلك الرعب الى ذهول، حين شعرت بدموعه على ساقيها يقول بتوسل:
سامحيني يا سميرة، أنا عارف إنك مكنتيش موافقه تتجوزيني، انا بحبك والله من أول مره شوفتك فيها هنا، عارف أنك لسه بتحبي اللى كان خطيبك، سامحيني انا هتعالج واعوضك، وهخليكِ تنسيه وتحبيني، بس إنتِ ساعديني، أنا عاوز أتعالج، بس معنديش إرادة، خليكِ جنبي وساعديني.
“ساعديني”
على تلك الكلمه غامت عين سميرة بالدموع ماذا تقول له، ان قلبها يآس من الحب تعلم انها تكسب حُرمانية التفكير برجل اصبح بعيدًا عنها وليس من حقها مجرد ذكر إسمه المحفور بعقلها وانها أحيانًا يخونها عقلها وتتخيل أنها مازالت تنتظر عودته إليها… صعب هذا الشعور
التى تعيشه حياه بائسه
مع زوج سقيم
وحب أصبح عقيم وبعيد لكن قريب من الوتين
شعرت برأس نسيم على ساقها، حاولت جذب ساقها لكن هو تمسك بها ونام براسه عليها، شفق قلبها عليه صامته لم تستطيع ان تقول له إبتعد، او حتى تجذبه لها وتقول انها ستسانده ويتعالج قد تُصبح حياتهم طبيعيه، لكن صعب اى إختيار إستسلمت لواقع سار بحياتها دون ان تستطيع تلوين أيامه.
[عودة]
نفضت تلك الذكري حين دخلت الى الغرفه عِفت تقول:
إحنا فى وقت الراحه ما تجي نروح الكافيه بقالنا زمان مروحناش اهو نتهوا من خنقة البيوتى شويه.
حاولت نسيان تلك الذكريات ونهضت مُبتسمه تقول:
تمام خلينا نخرج نشم هوا شويه.
❈-❈-❈
بعد لحظات
بذاك المقهى
جلسن سميرة وعِفت
لكن فجأه تفاجئن بذاك الذى يجلس على طاولتهن يفرض نفسه قائلًا:
للآسف كل طرابيزات الكافيه مشغوله ومعرفش حد ممكن أقعد معاه.
تهكمت عِفت:
وعلى إعتبار إننا نعرفك، إتفضل….
قاطعها:
للآسف مفيش بينا معرفه قريبه بس عالاقل جمع بينا مواقف تخليني أقعد هنا عالاقل عشان اقدم إعتذاري.
كادت عِفت ان تستهجن عليه لكن إحتوت سميرة الموقف قائله:
عادي تقعد من غير ما تعتذر، كان فى سوء تفاهم، وخلاص إنتهي.
نظر لـ عِفت عيناه تلمع بإعجاب ثم نظر نحو للغرابه ليست نفس النظره القديمه نظره عاديه
تبسم قائلًا:
حازم الفيومي.
رن إسم الفيومى برأسه سميرة، وخفق قلبها، بينما عِفت تحدثت بفتور:
ده مش لقاء تعارف
وعاوز تقعد عالطرابيزه يبقى تقعد ساكت إعتبرنا مش موجودين، أغراب يعنى.
اخفت سميرة بسمتها مقابل برود حازم الذى كان يتجاذب الحديث معهن كانت سميرة ترد عليه بينما عِفت تود صفعه على صفاقته.
بعد وقت نهضن سميرة وعفت
عرض حازم دفع الحساب للغرابه لم تعترض عِفت على ذلك وتبسمت بتغريمهن له… ثم غادورا
تنهد حازم شعور جديد ليس إعجاب، بل قلبه يخفق بسعاده حين تتحدث.
اثناء عودة سميرة وعِفت الى مركز التجميل عاتبها قائله:
مكنش لازم تسمحي للغبي ده يقعد معانا.
تبسمت سميرة بمكر:
ليه ده شخص لطيف… وذوق كمان.
-لطيف وذوق
سميره بلاش تنخدعي فى المظاهر، ده شخص واضخ إنه استغلالي وعاوز يتسلي وبيضيع وقت.
تبسمت سميرة قائله:
عالعموم هى مره وخلاص إنتهت اهو دفع لينا الحساب.
ردت عِفت:
لو كنت أعرف كنت دبسته فى فاتورة كبيره زي بتاع المستشفى قبل كده.
ضحكت سميرة قائله:
قلبك أبيض،المره الجايه لو سخف إبقى اعمليها،يلا خلاص وصلنا البيوتى بلاش عصبيتك دى تطلع عالزباين.
ضحكت عفت قائله:
لاء المُتصابيات بحب أحاديثهم الفارغه،لذيذة.
❈-❈-❈
مساءً
فتح عماد هاتفه ينظر الى صورة سميرة بإشتياق منذ الأمس لم يراها مجرد مكالمه هاتفية إطمئن بها عليها هى ويمنى، تنفس بشوق لها، للحظه فكر أن يُهاتفها ويطلب منها أن يلتقيا، لكن تراجع بالتأكيد ستتحجج بأى شئ لعدم اللقاء، زفر نفسه قويًا، يعبث بالهاتف بيدهُ الى أن حسم قراره سيسير خلف قلبه، نهض يجذب معطفه ومفاتيحه وغادر من المكتب يسير خلف شوق قلبه.
بمركز التجميل
نهضت سميرة تقول لـ عِفت:
خلاص مبقتش قادره حاسه بإرهاق شديد.
تنهدت عِفت هى الأخري بآرهاق قائله:
أنا كمان، مُرهقه جدًا، الشغل فى البيوتى ما شاء الله الايام دى زاد الضعف،هقولك سر أنا كنت خايفه من زباين البيوتى معظمهم كانوا من معارف مدام چانيت.
توافقت سميرة معها قائله:
كان نفس الهاجس عندي،بس الحمد لله،الزباين عندهم ثقة في اللى شغالين فى البيوتى واللى كانوا بيتعاملوا معاهم وقت مدام چانيت هما هما.
أومات عِفت بتوافق:
إنتِ بنت حلال يا سميرة وتستاهلى كل خير،كمان كانت شجاعه منك إنك تزودي المرتبات خلت اللى شغالين إنبسطوا،رغم إنى عارفه إن الزيادات دى هتقلل من أرباحك،بس أهو الحمد لله،فى تعويض زيادة فى الزباين والشغل كمان.
تبسمت سميرة قائله:
الحمد لله، يلا إطلبي لينا تاكسي يوصلنا، يا بختك إنتِ هتروحي تنامي، أنا لسه الهوم ورك مع برينسيس يمنى.
تبسمت عِفت قائله:
والله وحشاني بغمازاتها، ربنا يخليهالك وتخاويها قريب عشان تبطل دلع زايد.
لوهله سئم قلب سميرة لكن تبسمت قائله:
إخلصي إطلبي تاكسي لو فضلنا نرغي هنبات هنا.
تبسمت عِفت موافقه، ثم قامت بطلب إحد سيارات الآجرة
بعد قليل خرجن من مركز التجميل سويًا كُن تمزحن معًا بمرح،لكن سئم وجه سميرة حين رأت سيارة عماد ظنت فى أنه السائق، لكن
عماد الذى وصل للتو أخفض زجاج السيارة وظهر أنه هو من يقودها، لوهله خفق قلبها لرؤيتها له بعد أيام، لكن عاتبت نفسها بسبب ذاك الضعف الا يكفي، تنفست بسخونه، وكادت تتغاضي عن النظر نحوه وتدعى عدم رؤيتها له، لكن عماد ضغط على ذر التنبيه لفت إنتباة عِفت كذالك سميرة، نظرت نحو عِفت قائله:
التاكسي وصل، بس للآسف أنا مش هروح معاكِ.
نظرت عفت نحو تلك السيارة وتبسمت قائله بغمز:
آه أبو غمازات جاي ياخدك، تمام أشوفك بكره.
رسمت سميرة بسمه لها، ثم توجهت نحو سيارة عماد، قبل أن تصل فتح عماد لها الباب وهو مازال جالس بالسيارة إشارة واضحة أن تصعد الى السيارة، بالفعل إمتثلت وصعدت الى السيارة،ثم أغلقت خلفها الباب،تنحنحت حين قاد عماد السيارة قائله:
زمان يمنى مستنياني أرجع عشان أساعدها فى الهوم ورك.
تنفس عماد قائلًا:
مش هيحصل حاجه لو إستنت كمان ساعه ولا إتنين.
نظرت له سميرة بإستفسار رغم أنها تعلم الجواب،لو كان أراد رؤية يمنى لكان جاء الى الشقه،لكن هو منذ إحتداد الحديث بينه وبين والدتها وهو لم يذهب الى الشقه،حتى إتصالاته الهاتفه أصبحت أقل،كذالك حديثه أقل:
ساعه ولا إتنين إيه إنت مش هتوصلني للشقه.
تنفس قائلًا بإختصار:
لاء هنروح الڤيلا الجديده،رغم إننا إتقابلنا فيها قبل كده،بس متفرجتيش عليها.
تنحنحت قائله:
خليها يوم تانى….
قاطعها بآمر:
لاء،خلاص قربنا نوصل،متأكد هتعجبك.
صمتت سميرة بإستسلام،الى أن وصلا الى تلك الڤيلا،ترجل عماد من السيارة وذهب نحو الباب الآخر قام بفتحه ينظر لها من أسفل تلك النظارة التى يضعها حول عينيه،لا تعلم سميرة لما شعرت خفقان زائد بقلبها،كآن تشعر أن هنالك شيء سئ سيحدث،لكن ترجلت من السيارة،أغلق عماد باب السيارة،أشار لها بيده أن تتقدم أمامه الى أن وصلت امام باب الڤيلا الداخلي،توقفت تنتظر الى أن فتح الباب وشارو لها بالدخول،دخلت وهو خلفها أغلق الباب بهدوء،لكن رغم ذلك شعر بصخب فى قلبها،خلع نظارته قائلًا:
تحبي نبدأ من فوق ولا من تحت،عاوز رأيك فى الڤيلا.
إزدرت ريقها قائله:
ينفع يوم تانى عشان أنا مُرهقه.
لم يهتم،وجذب يدها لتسير خلفه قائلًا:
مش هناخد وقت.
غصبًا بخفقان قلب،سارت خلفه وهو يفتح باب خلف آخر،تشاهد حجره خلف أخري،الى أن وصلا الى إحد الغرف دلف عماد أولًا وجذبها خلفه قائلًا:
ودي أوضة النوم الرئيسيه،إيه رأيك فيها.
ردت ببساطه:
كويسه،كفاية كده أنا شوفت الڤيلا…
قاطعها وهو يجذبها من عضدي يديها يضمها إليه،قائلًا:
لسه مجربناش العفش.
فهمت مغزي حديثه كادت تتوجه ناحية باب الغرفه بإدعاء عدم الفهم لكن جذبها أكثر عليه حاصرها بين يديه وقبلها فى البداية كانت قُبلة غضب،تحولت الى قُبلة عشق وإشتياق،قاومت سميرة ذلك ودفعته بيدها على صدره،لكن هو ضمها أقوي بين يديه وظل يُقبلها الى أن إمتثلت له ولذلك الطوفان الساخن، يجذبها معه الى الفراش وقت عشق مُميز،حتى شبع أو شعر بالإرهاق تركها وإضجع بظهرهُ على الفراش…
ينظر نحوها،للحظه ظنت أنه سيجذبها على صدره،بالفعل كاد يفعل ذلك لكن تذكر حديث عايدة معه قبل أيام وجملتها
“سميرة عيانه بحبك،والشفا منه مش صعب”
حقًا هى قادره على ذلك سبق وخذلته وتزوجت بآخر،تنهد بقوة يشعر بآلم حرقان بعينيه أغمضهما يكاد يعتصرهما، بنفس الوقت نظرت سميرة نحوه ظنت أنه كالعادة القديمة سينهض من جوارها،جذبت الدثار عليها وحتى جذبت إحد قطع ملابسها إرتدتها ثم تركت الدثار وهبطب من فوق الفراش،تجذب بقايا ثيابها،وبدأت ترتدي فيها،فتح عماد عينيه،حين شعر بإنسحاب الدثار،شعر بها تهبط من فوق الفراش تجذب ثيابها رغم آلم عيناه لكن رأها وسألها:
إيه رايك فى الڤيلا.
أجابته وهى تُعطي له ظهرها تكمل إرتداء ثيابها:
حلوة،كمان واسعه ومودرن.
بذلة لسان تفوه:
فعلًا واسعه ومودرن تنفع أتجوز فيها.
توقفت عن إرتداء ثيابها ووجهت نظرها نحوه للحظات تشعر كآن خلاياها تصنمت،لكن خرج صوتها متآلمًا:
ويا ترا مين العروسه اللى تليق بالڤيلا دى،أكيد طبعًا “چالا الفيومي” أكيد الإشاعات مكنتش صُدف.
ندم عماد على ذلة لسانه،إزدرد ريقه وعاند من قسوة وجع عينيه قائلًا:
مفيش دخان من غير نار،سبق وقولتلك دي إشاعه ومش شرط تكون هى العروسه،وأنتِ أكيد عارفه مكانتك هتفضلي الأولي فى كل شئ.
فهمت حديثه وتهكمت بسخريه
الأولى… بس إنت مش الأول يا عماد، بس أكيد إختيارك المره دى لـ بنت تكون إنت الأول فى حياتها.
صمت للحظات يزداد شعور الندم، فهمت من صمته أن فكرة زواج بأخرى تلمع برأسه وبالتأكيد بقلبه أيضًا…
تحجرت الدموع تحرق بعينيها اللتان تنظر له بهن، نظرة تفيض بمشاعر مُتعددة من قسوة ما تشعر،”آلم،هزيمه،آسف،ضياع”مشاعر تفتك بقلبها،لكن تمثلت بقوة واهيه وإعترفت بمكانتها الباقيه فى حياته ليست سوا أم طفلته التى وصلت بينهم بالخطأ وإعترفت بإنهزام قلبها:
وأنا هيبقى محلي أيه من الإعراب هطلقني إمتى يا عماد.
شعر بندم ليته ما قال هذا كان مجرد ذلة لسان لكن سُرعان ما إصتطدم وبرقت عينيه بذهول، ونفض ذاك الدثار من عليه ونهض من فوق الفراش توجه نحوها بغضب قائلًا:
أكيد إتجننتي ومش عارفه بتقولى أيه.
تهكمت بحسره ومرارة قائله بإستقواء واهي:
بالعكس يمكن ده أول طريق العقل بالنسبة ليا.
جذبها من عضدي يديها يضغط عليهما بقوة وغيظ وهو ينظر الى عينيها يشعر بندم، لأول مره يرا تلك النظرة المُتحديه الجافه بعينيها،لكن قال بإستهوان:
وأيه اللى هيتغير فى علاقتنا، من وقت ما إتجوزنا وهى نفس النظام.
نظرت الى تلك النظره الحاميه بعينيه وقالت بقوه:
إتغير حاجات كتير، كانت جوازة غلط من البدايه… كنت غبيه وفكرت إنك لسه بتحبني، بس ده كان عقاب ربنا ليا، نسيم كان ممكن يتعالج بس أنا إستهونت وشاركت فى موتهُ…
قاطعها متهكمًا يقول بقصد إستفزاز:
أيه دلوقتى بتحني له،
ولما أطلقك هتفكري تتجوزي تانى… قصدى تالت.
كان ردها صادمً بل هازمً لغروره:
وارد جدًا.. ليه لاء، وجايز ألاقى معاه سعادتي اللى محستش بيها فى أول جوازتين.
إرتسمت الصدمه، حديث سميرة القاسي بالنسبه له حرق ليس فقط قلبه بل حرق كبرياؤه وإن كان تنازل عن ذلك سابقًا وتركها لغيره لن يتحمل ذلك الآن، لكن لابد أن تشعر بما شعر به سابقًا ومازال يشعر به كلما حاول بداية نسيان الماضي.
الشرارةالخامسه والعشرون💜💜 «العشق لعنه»
بعد مرور ثلاث أيام
بأحد مشافى مدينة المحلة الخاصه
رد شعبان على من يسأله عن حالة صحته:
الحمد لله بقيت كويس المستشفى هنا الرعايه فيها أفضل من مستشفى الحكومه، بشكرك أكيد تعبت فى تجميع المبلغ الكبير اللى إندفع للمستشفى هنا وده دين عليا ليك.
رد عليه الآخر:
إنت مش مديون لا ليا ولا لغيري، لآنى متعبتش فى تجميع المبلغ بالعكس أنا وصلني قيمة علاجك وزيادة كمان، ومن شخص قريب منك.
إستغرب شعبان سائلًا:
مش فاهم قصدك ومين الشخص القريب منى ده اللى دفع المبلغ ده كله.
رد عليه:
عماد
عماد إبنك، خاله جالى الدار وقالى عماد هيتكفل بعلاجك.
إندهش شعبان قائلًا بخفوت وغصة قلب وندم:
عماد!
دمعه سالت من عينيه يشعر بقسوة الايام بالأمس كان عماد يحتاج إليه والآن هو من يتصدق عليه بماله…كم هو عسير تدابير الزمن
صمت حل على المكان قبل أن تدلف هانم وتتسمع على حديثهم شعرت بحقد وتفوهت بسخط:
لاء كتر خيره،
ولما هو عارف إن شعبان يبقى أبوه ومريض ،باعت شوية فلوس يتزكي عليه،عشان يتفشخر،الأولى كان جه ليه يزوره فى المستشفى ويطمن عليه ولا خايف يعفر رِجليه بتراب السكه، ولا يمكن مش معاه تمن بنزين عربيته الغاليه.
أجابها الرجل يعلم حقيقة ما حدث بالماضي لو شخص آخر غير عماد.. ربما ما كان إهتم وتركه للحوجه والأخذ من أيادي الناس :
الدنيا مشاغل يا سِت،زيارة المريض بتبقى قصيرة، أنا أديت الأمانه وإطمنت عالحج شعبان، وربنا يتمم شفاها ويقوم بالسلامه.
غادر الرجل بينما ظلت هانم تنظر لـ شعبان بمقت من نظرة عيناه النادمة وقالت بطمع:
بدل ما كان عماد بعت الفلوس مع الراجل ده وهو الللى يحاسب المستشفى كان حولهم مباشر علينا.
نظر شعبان لها يسأل عقلهُ… هل كان مغفلًا أم ناقمًا على نعمة كانت بيده وأضاعها وبسبب ذلك عوقب بتلك المرأة… أم كان متواكلًا لا يريد الإنفاق على زوجة وبيت وكانت تلك هى المرأة المناسبه كانت تُنفق والدتهت عليهما الى أن رحلت… الطمع أغري عينيه وعينيها من أجل المال هي زوجته بعقد عُرفي وبالاوراق الرسميه هي طليقتهُ.
❈-❈-❈
قبل أن تصل ذاك المحل التى تعمل به هند تأففت من إتصال أختها عليها تطلب منها مالًا من أجل دفع أحد دروسها قائله:
تمام هتصرفلك فى حق المذكرة لما أرجع.
أغلقت الهاتف تزفر أنفاسها تشعر بضيق من تلك المسؤوليه المُلقاه على عاتقها،توجهت نحو المحل لكن قبل أن تخطي بداخله تفاجئت بالشرطه مُنتشرة بالمكان إستغربت ذلك وذهبت نحو المحل تفاجئت بالشرطه،لكن المفاجأة الأكبر كانت حين إتهمها صاحب المحل:
أهي جت،دي هى اللى كانت بتتفق مع الزباين اللى كانوا بيشتروا بفلوس مزوره،أكيد هما الحراميه اللى سرقوا المحلات وكمان دكان الصاغه اللى كان فى الشارع.
ذُهلت من الإتهام،وتصنمت بمكانها ترتجف.
❈-❈-❈
بمنزل هانى
وضعت إنصاف طبق الطعام، نظرت نحو حامد الذى مد يده على الطعام قائله:
إستني لما فداء وبسنت يجوا إيه الجوع قطع بطنك مش قادر تستني فداء وبسنت على ما يجوا.
نظر لها وهو يضع اللقمه بفمه يستسيغ طعمها قائلًا:
وهما إيه اللى أخرهم كده،وكمان مش المفروض السنيورة مرات إبنك تريحي وهى اللى كانت تحضر الفطور، هدلعيها من أولها، عشان تركب عليكِ.
نظرت له قائله:
كُل وبلاش كلام فاضي عالصبح، وبلاش طريقتك دي فى الكلام والتلقيح قدام فداء،متنساش إنها بنت ناس وكمان المفروض عروسه،مش عارفه هانى عقله زى ما يكون أتجن فجأة بعد ما كان مبسوط وقولت هيمد أجازته،فجأة سافر مع هيلدا،زي ما يكون سحرته.
تهكم حامد وإزداد فى الحديث حين رأي إقتراب فداء قائلًا:
هاني عارف مصلحته فين وهيلدا هى صاحبة الخير اللى فيه ده كله،وكمان مراته الاولانيه وحياته كلها هناك،وأكيد مبسوط أكتر.
نظرت له إنصاف وكادت ترد لولا نظرة عين فداء الحارقه له…لكن نظرت إنصاف له بتحذير أن يصمت ،ثم نظرت لـ فداء قائله:
صباح الخير،يلا تعالى نفطر.
اومأت فداء بقبول مُبتسمه قائله:
صباح النور يا طنط.
تهكم حامد بإستهزاء:
دي حماتك يعنى المفروض تقولى لها يا ماما.
نظرت له إنصاف بتحذير ثم قالت بلطافه:.
طنط طالعه منها حلوة اوي زيها.
تهكم حامد بإستهزاء وضع لقمه بفمه، بينما قالت فداء بغيظ:
طنط فعلا فى مقام مامتي، وبحبها زي مامتي من زمان.
ربتت إنصاف على كتفها بمحبه، بينما تعمد حامد سؤال إنصاف:
سمعتك من شويه كنتِ بتكلميهانى عالموبايل هو كان متعود كل يوم يكلمك الصبح قبل ما ينزل شغله فى فرنسا، قولت بعد ما إتجوز يمكن يغير عادته ويكلم مراته.
فهمت فداء تلقيح حامد وقالت:
هو فعلا كلمني وأنا كنت نايمه، وأكيد شويه وهيرجع يكلمني تاني، إنت عارف إن فى فرق ساعه بينا، هو طبعًا زمانه فى شغله دلوقتي، راجل بيشتغل مش عايش عاله على غيره.
أخفت إنصاف وبسنت التى جاءت ضحكتهن من إفحام فداء لـ حامد،
حامد الذى شعر بالكُره لها وتبادل الإثنين نظرات البُغض لبعضهما.
❈-❈-❈
مساءً
بـ شقة سميرة
دلفت تبتسم لتلك التى قابلتها بالأحضان
رغم إرهاقها إنحنت تحملها ثم توجهت نحو المطبخ تبسمت لـ عايدة التى نظرت لـ يمنى ومدت يديها تاخذها من سميرة ثم وضعتها على أحد المقاعد قائله:
إنزلى من على صدر مامي زمانها هلكانه من الشغل طول اليوم، ويلا أقعدي أكملك أكلك
، يادوب سمعت صوت فتح الباب هربت وجريت تستقبلك… يلا أقعدي ناكل إحنا كمان، وشك أصفر من أكل المحلات مفيهوش غذا
طابخه الاكل اللى بتحبيه.
تبسمت سميرة بقبول، وضعت حقيبة يدها على أحد المقاعد، تنظر الى تلك الأطباق التى تضعها عايدة أمامها الى أن إنتهت ثم جلست
تُكمل إطعام يمنى وتأكل هى الأخري الى ان شبعت يمنى ورفضت الطعام وتركت المقعد والمطبخ، تبسمن لها، بينما نظرت عايدة لـ سميرة قائله:
مالك يا سميرة وشك بقاله يومين أصفر كده، خاسه… طول الوقت سرحانه.
كادت سميره أن تراوغ لكن نظرة عايدة جعلتها تقول:
أنا طلبت الطلاق من عماد.
إنصدمت عايدة ونظرت لها بذهول سائله:
ورده كان إيه؟!.
تنهدت سميرة بآسف:
رفض، بس أنا متمسكه بقراري.
غص قلب عايدة وتدمعت عينيها بآسى قائله:
أنا لما روحت له وقولت إنك حامل ولقيته زي اللى مصدق لقى فرصه يرجعلك بها قلبي إنشرح، بس مع الوقت ندمت وقولت ياريتني سمعت لرغبتك وقتها أنه ميعرفش.
قاطعتها سميرة حين وضعت يدها فوق يد عايدة قائله:
أنا عارفه غرضك ياماما، مش ذنبك، أساسًا مكنش لازم أقبل برغبة عماد من البدايه لما أتقدملى بعد موت نسيم،
زفرت نفسها وتوقفت للحظات ثم أستطردت حديثها بآسف:
واضح إن جوازي من عماد كان تكفير لذنب نسيم،يمكن لو كنت فتحت قلبي له وأستسلمت لقدري،كان إتغير و..
قاطعتها عايدة:
ذنب إيه يا سميرة، إنتِ اللى بختك طول عمره قليل.
تبسمت سميرة بغصه وهى تنظر نحو يمنى التى عادت للغرفة قبل لحظات تلهو بحقيبة يدها قائله:
يمنى كانت أحلى بخت يا ماما.
اومأت عايدة بتوافق، وتحدثن دون درايه بمن سمع حديثهن حول نسيم الذى تحملت من بطشه بها،ربما لو كان عاملها أفضل وكان زوجً طبيعيًا كانت إختلفت حياتها معه وتقبلت ذاك الزواج كزوحه طبيعيه،لكنه كان كاذب يخدعها أنه يود العلاج وبالنهاية يستلم للمخدرات التي أضاعته..
تنهدت عايدة بسؤال:
إحنا هنفضل عايشين هنا فى الشقه ولا هنشوف سكن تاني.
إستغربت سميرة من سؤال عايدة وأجابتها:
نشوف سكن تاني ليه
الشقة عماد كاتبها بإسمي، يعني حتى بعد إنفصالي من عماد هنفضل فى الشقة،
توقفت للحظه وفكرت ربما بعد إنفصال عماد يود إسترجاع تلك الشقه نظرت نحو عايدة قائله:
حتى لو عماد قال دي شقتي البيوتى فيه أوضة كبيرة وواسعه كانت مدام چانيت عملاها إستراحه لها لما بتحس بتعب وهى فى البيوتى، ممكن نعيش فيها،دى أوسع من الأوضة والصاله اللي كنا عايشين فيها فى البلد.
اومأت عايدة تُربت علي يد سميرة بمؤازره، رغم وجع قلبها تبسمت سميرة، لكن فجاة نظرن نحو شهقة يمنى التى تعرقلت بيد الحقيبه وسقطت محتوياتها كذالك ذاك الهاتف التى كانت تعبث به فى يدها كذالك سقوطها وبكائها،نهضن نحوها سريعًا حملتها عايدة تُهدهدها كذالك سميرة التى إطمىنت أنها بخير نظرت نحو محتوايات حقيبتها المنثورة أرضًا كذالك الهاتف المنزوع جذبت تلك المحتويات وجمعت اجزاء الهاتف وعاودت تشغيله تبسمت وهى تنظر الى يمنى التى هدأت ثم نظرت الى عايدة قائله:
إيديها مش بتبطل لعب ودعبسه فى كل حاجه.
ضحكت عايدة بموافقه، بينما تدللت يمنى وألقت بنفسها نحو سميرة تحلملها كي تُدللها هى الأخري، ضحكت سميرة بقبول وكآنها نسيت ذاك السقم الذي كان بقلبها فمثلما يقولون
“إن كان كربك كبير ضع أمامك الصغير”
وهى صغيرتها التى ببسمتها إرتسمت السعادة بقلبها من جديد.
تبسمت عايدة قائله:
تعالي يا بكاشه وسيبي مامي تروح تغير هدومها، عشان تساعدك فى واجب الحضانه وتنامى بقى، دماغك دي حديد وغاوية سهر.
عاندت يمنى وأرادت أن تظل مع سميرة… تبسمت عايدة لها بمكر قائله:
سميرة هتستحمي لو فضلتي معاها. هتحميكى.
هرولت يمنى نحو عايدة، ضحكن على فعلتها رغم آنين قلبيهن.
❈-❈-❈
بـ فيلا عماد
قبل قليل
تبسم لـ حسنيه التى قابلته ببسمه هى الأخري
سائله:
جاي بدري الليله.
اجابها بإرهاق:
حسيت إن مُرهق قولت الشغل مش بيخلص.
نظرت الى ملامح وجهه، فهمتها جيدًا، ملامحه حقًا تبدوا مرهقه، لكن الحقيقة هى ليست كذالك بل مسئومه،لديها شعور شبه مؤكد أن السبب فى كذالك حياته مع سميرة، كادت تتحدث بذاك الشآن، لكن صدح رنين هاتفه أخرجه من جيبه، نظر للشاشه بتعجُب، سميرة هي من تتصل عليه، بالتأكيد هذا مستحيل بعد شِجارهم الأخير، لكن رجف قلبه أن يكون هنالك أمرًا سيئًا،
قبل أن يرد نظرت له حسنيه سائله:
مين اللى بيتصل عليك.
أجابها:
سميرة.
نظرت لملامح وجهه ثم قالت بنبرة تلقيح وتلميح جاف:
هروح أحضر العشا على ما تكلم مراتك،يمكن قلقانه عليك وعاوزه تعرف رجعت البيت ولا لسه.
فهم مغزى حديثها لكن فتح الخط يقوم بالرد لكن إستغرب وجود صوت يمنى التى تُهمهم بعبث،يبدوا أنها تلعب،لحظات وسمع حديث سميرة مع والدتها،علم ان تكون يمنى تعبث بهاتف سميرة وإتصلت بالخطأ عليه،ظل يستمع الى حديثهن معًا، سئم قلبه من حديث سميرة وإخبارها بشآن طلاقها وأنها لن تتراجع عن ذلك،كذالك حديثهن عن نسيم الذى أحرق قلبه أكثر وأكثر،فجأة إنقطع الإتصال…زفر نفسه بغضب جم كادت قبضة يداه على الهاتف أن تُحطمه،بنفس الوقت عادت حسنيه له قائله:
خير سميرة كانت عاوزه إيه؟.
أجابها ببرود:
ولا حاجه،انا حاسس بإرهاق هطلع أخد دُش وأنام.
شفقت حسنيه من ذاك السأم الواضح على ملامحه قائله:
تعالى إتعشى الاول وبعدها إبقى إطلع.
وافق وذهب معها جلسا يتناولان الطعام فى صمت، كانت حسنيه تنظر له بترقُب وهو شبه لا يأكل سألته:
ليه مش بتاكل، الأكل مش عاجبك.
أجابها:
بالعكس، بس أنا كنت متغدي متأخر.
سألته:
وإتغديت فين؟.
نظر لها قائلًا:
مال سؤالك كآنه إستجواب.
وضعت تلك المعلقه التى كانت بيدها قائله بتلميح:
ده سؤال عادي مش إستجواب… يمكن تكون إتغديت عند سميرة عايدة طبيخها له نكهه ويغوي فى الأكل، أكلت كتير.
شعر بالضيق من تلميحها ونهض واقفًا يقول:
لاء إتغديت مع عميل، شبعت،حاسس بإرهاق هطلع أخد دُش وأنام، تصبحي على خير.
نظرت الى وقفته هكذا قائله:
هقولك كلمتين يا عماد، يمكن يكونوا علاج لك من الإرهاق، النِسيان نعمة بتريح القلب ياعماد، تصبح على خير.
بسبب شعوره بالارهاق وإنشغال رأسه بما سمعه قبل قليل عبر الهاتف لم يضع حديثها برأسه وتركها وصعد الى غرفته، جلس بإرهاق على إحد المقاعد،يشعر بآلم حرقان بعينيه،ظل يفركهما للحظات،أرجع ذاك الحرقان الى ذاك الصداع الذي يشعر به بالتأكيد بسبب السُهد لايام متتاليه،بعد أن تخلى النوم عنه، نهض توجه الى حمام الغرفة إنتزع ثيابه وفتح صنبور المياة الباردة، علها تهدأ حرارة جسده،وتخفف من ذاك الصداع، بعد قليل، خرج إضجع بظهره على الفراش وجذب علبة السجائر والقداحه والمنفضة، أشعل إحداها ينفث دخانها، مازال ذاك الحديث عالق برأسه
نفث دخان السيجاره وإضجع على خلفية الفراش تنهد يشعر كآن قلبه متوهج مثل بصيص تلك السيجارة، كذالك آلم عيناه الذى عاد وذاك الصداع القديم…
تذكر حديث سميرة الجاف معه
[قبل يومين]
ذُهل من قولها، كآنها تُعلن انها كانت تود إتمام زواجها من ذاك الذى فرق بينهم،
نظر لها بغضب قائلًا:
واضح إنك بتتندمي عليه.
-فعلًا
جوازنا من البدايه كان غلط، انا مغصبتش عليه ترجع تتقدملى، إنت كنت عارف إنى كنت متجوزه من غيرك، كان هيفرق إيه لو كان جوازي منه كامل يا عماد، من البدايه صدمتني وقبل ما اتكلم وأوضح لك الحقيقه طلقتني، ليه رجعت لما عرفت إنى حامل، كنت لسه مشبعتش من الإنتقام مني، كفايه يا عماد، أعتقد لما تتجوز هتلاقى اللى تأدي مهمتي فى حياتك.
هكذا ردت سميرة بجفاء، تُعلن أنها أخطأت حين وافقت على الزواج به، بل وتندم على زوجها الاول، لكن ماذا تقصد بآخر حديثها…
شعر بجمرات تحرق عيناه وهو ينظر لها بهن بإحتراق، وسألها:
وإيه هى مهمتك فى حياتي.
نظرت نحو الفراش الذى مازال أثر لقائهم قبل قليل عليه مُبعثرًا قائله:
رغبة… أنا مهمتي رغبة بمجرد ما بتطفيها بتبعد عني، زي اللى كان بيعاشر عاهرة، يمكن أسوء كمان، بس نصيحه مني
بلاش بعد ما رغبتك تنتهي منها تبقى تسيبها فى السرير وتحسسها أنها عاهرة وقت مزاجك،معتقدش هتتحمل زيي،لأنها حياتها غيري يا عماد هى عاشت أنها برينسيسة بتدلع بمزاجها، لكن انا طول عمري عشت أرضي بالفتافيت، حتى فى حياتك، إنت مبسوط بوضعي معاك كده، زوجه بتروح لها أو تجياك مكان ما تختار تطفي رغبتك وتسيبها وتمشى،فندق أو ڤيلا تجيبني فيها تحسر قلبي وإنت بتقول لى هتجوز، او حتى لقاء فى أوتيل مبتفكرش فيا ولا فى مشاعر،بلاش مشاعري مش هتفرق معاك، لكن صورتى وانا نازله بعد ما شبعت ونظرة السواق بتاعك ليا،ولا حتى الموظف فى الأوتيل وأنا باخد منه مفتاح الاوضه وأطلع أستناك،او حتى بتبقى موجود فى الاوضة،كنت بتحرق من نظرة عينيهم،حتى إنت مكنتش بتبتسم فى وشي اول ما تشوفنى،فاكر يوم الحفله بتاع الافتتاح لما سيبتك وانا فى الاسانسير عامل من الفندق ضحك لى،ومد إيده بكارت له وقالى ده رقمي لو إحتاجتي لحاجه،فهمت قصده،طبعًا نازله من أوضة آخر الليل فى عربيه بسواق مستنياني كمان،فى رُخص أكتر من كده،كان نفسي ليلتها تقولى إطلعي غيري هدوم المُضيفه وإنزلى الحفله لأنك مراتي،بس طبعًا أنا مش قد مقام البشمهندس عماد الجيار اللى تليق بإسمك،هتتشرف بمين
سميرة اللى معاها دبلوم، وبتشتغل عشان محدش فى يوم حن عليها هى ومامتها، أنا ماليش مكانه فى حياتك يا عماد،مجرد متعة وقت وبتخلص وبيتحرق معاها ماضي لشاب فقير،بقى له إسم وسطوة كبيرة ولازم كل شئ بيفكرهُ بالماضي ده يحرقه… ويفكر بس إزاي يدخل وسط رجال الأعمال وجانبه زوجه تليق بمقامهُ،مش زوجة كانت لغيرة حتى لو بالأسم فقط،أو بتفكره بأسوء ظروف حياته،أنا أهو بخرج من حياتك وبسيب مكان ميلقش بيا،إختار اللى تليق بمكانتك،كده إنتهت
سميرة من حياتك .
تعبت من المواجهه،شعرت كآن خلاياها تحترق، توقفت عن الحديث،وجذبت باقى ثيابها،لم تنظر له،وتوجهت الى حمام الغرفه،
شعر هو الآخر بإحتراق،سميرة كانت تُخفي كل ذلك بقلبها،زلة لسان جعلتها تنتفض وتتمرد،لكن هو لم يكُن يُفكر فى ذلك فقط كانت زلة لسان لو كان قادر على الإحساس بغيرها كان فعل ذلك منذ زمن،جلس على الفراش يفرك عيناه يشعر بإحتراق فى عقله،يود النهوض ويجذب سميرة يعترف لها،أن ما سردته قبل قليل كان يؤلمه أكثر منها،بينما خرجت سميرة من الحمام وعادت للغرفة نظرت نحو عماد الذى كان ينحنى بظهره للأمام يضع رأسه بين يديه،لم تُبالي به وجذبت حقيبة يدها وغادرت الغرفه بلا إهتمام…بينما رفع عماد وجهه حين سمع صوت فتح باب الحمام،شعر بغشاوة فى عينيه للحظات كآنه لا يرا أمامه ولم يلاحظ مغادرة سميرة، فرك عينيه بقوة يلوم ذاك الشعور القديم بالعجز حين كاد يفقد بصرهُ وهو صغير،بسبب صفعه قويه من والده على وجهه،صفعه بسبب قوتها إرتطمت رأسه بالحائط ونزف رأسه،شعور ضعف البصر صعب، والأصعب هو إحتراق القلب بالعشق…
نهض يسير نحو باب الغرفه يتحسس الحائط، للحظة فكر بالنداء على سميرة، ربما تعود إليه، لكن رفض عقله أن تراه بهذا الضعف والإحتياج…لحظات حتى عاد يُبصر شبه مقبول،تذكر قولها عن ذاك الموظف الذى حدثها بهذه الطريقه،جذب هاتفه وأجري إتصال هاتفى،إنتظر رد الآخر عليه ثم قال له بأمر:
عاوز سجلات الكاميرات اللى فى الاسانسير ليلة الإفتتاح.
ألقى الهاتف على الفراش وتمدد ينظر الى السقف يرا حياته بغشاوة.
[عودة]
عاد يشعر بآلم بعينيه، نهض وجذب تلك القنينه الصغيرة وضع منها بضع قطرات بعينيه، تدمعت عيناه منها، لا يعرف إن كانت تلك الدموع من القطرات، أم دموع حقيقية كان يودها ربما يشعر براحه، لكن هى لا هذا ولا ذاك، هى دموع مُزيفه، عاود التمدد على الفراش يشعر كآنه منبوذ او ملعون بالخذلان دائمًا منذ طفولته، فى البداية والده وتخليه عنه، وحتى من تتغلغل من قلبه تخلت عن وعدها، والآن واجهته وعرت حقيقة لم يكُن يجهلها، ولم يكُن يستمتع بها، بل كان يشعر بالوحدة دائمًا يصحبه شعور الخوف من أن يتخلى عنه الاقربين له.
❈-❈-❈
فرنسا
رغم أنهما فقط يومان لكن شعر بحنين وإشتياق لـ فداء،تبسم وهو يتذكر إحد حركاتها الحمقاء بالعلكه، شقت بسمه شفتاه،تنهد بإشتياق، وجذب هاتفه، قام بالإتصال عليها ينتظر ردها، لكن
إنتهت مدة الرنين الاول،زفر هانى نفسه بغضب،من عدم رد فداء عليه منذ يومان يهاتفها وهى لا ترد عليه،جذب شعره للخلف وعاود الإتصال،لكن كالعادة رنين دون رد
بنفس اللحظة شعر بيدين تلتفان حول جسده من الخلف وقُبله على ظهره،إشمئز منها،كاد يتقدم خطوه للأمام لكن كانت كالجرادة إلتصقت به، رغم شعورها بنفوره منها تشعر ببُغض كبير نحو تلك المُشعثه تظن أنها تتلاعب به بالكلمات عبر الهاتف، تُثير رجولته بشبابها.
لكن لم تستسلم وحاولت إغواؤه بسفور، وهى تظن أن سِحر تلك الدجاله قد آنى بثمار
فـبدموع تماسيح رسمتها عليه جعلته يُصدقها، ووافق على السفر معها، لكن هى مُخطئه فهو حقّا لو لم يكُن يعرفها جيدا لصدق إستنجادها الكاذب به، لكن هو كان برأسه هدف آخر
يخشى مواجهته، انه أصبح يهوي، لا مُغرمً
بتلك المُتحدية هى من كسبت التحدي وتوغلت لوتين قلبة المُشتاق والمُحتاح للعشق، اخطأ حين ظن ان
الهروب منها الآن قبل ان تتغلغل من مشاعره،لكن كان ألافضل له المواجهه لكن هل فات الوقت وعليه مواجهة عِناد فداء….
… يبدوا ان كما أخبرهُ عماد سابقا أن العشق لعنه تصيب الرجال بعقولهم.
الحلق/31/ 26/27/28/29/30 من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺