رواية نصف عذراء الفصل الثالث بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية نصف عذراء الفصل الثالث بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
عند عوده زينه من عند أسرتها تفاجأت بعدم وجود صديقتها ولم تعلم من تسأله عنها لذلك انتظرت عوده طارق من الخارج واسرعت تسأله بحذر
= ازيك يا استاذ طارق انا اسفه بس كنت عايزه اسالك على حنين بقيلي اسبوع مش بشوفها هنا هي في حاجه حصلت و انا ما اعرفهاش اصل انا الفتره اللي فاتت كنت بزور اهلي.. حتي تليفونها مقفول وهي مش موجوده في الشقه لما طلعت خبط
تنهد طارق بضيق شديد وهو بجيبها بحده
= هو انتم مش على طول قاعدين مع بعض ليل ونهار، عايزه تفهميني يعني انك ما تعرفيش انها قاعده عند اهلها غضبانه
نظرت إليه بصدمه وهي تقول بحيرة
= ايه!! لا والله ابدا ما اعرفش امتى حصل الكلام ده؟ هي في حاجه حصلت الموضوع كبير يعني لدرجه أنها تسيب البيت انا اسفه لو بتدخل في حاجه مش تخصني.. بس ليه حاسه من طريقه كلامك معايا كانك فاكرني انا اللي حرضتها على كده مثلا؟ انا والله لسه عارفه دلوقتي منك الكلام ده
وقف يحرك يده علي شعره بيأس متمتما بغيظ
= خلاص يا مدام زينه ولا انتٍ اللي حرتيها ولا انا جيت جنبها، هي شكلها كانت بتتلكك عشان تروح تقعد عند أهلها وتخلص مني انا اسف لو ضايقتك بس انا متضايق أصلا شويه من الشغل كمان.. عن اذنك عشان راجع من الشغل تعبان و عاوز اطلع شقتي
رحل الآخر بضيق شديد بينما عقدت حاجيبها الأخري بدهشة وهي تردد بقلق
= يخرب عقلك يا حنين ده الراجل على اخره هي عملت ايه بالظبط في فتره غيابي عنها.
❈-❈-❈
نظرت عبير إلى حنين بشك، فهي تشعر أن هناك خطب ما بها فليست هذه ملامح عروس سعيدة بزواجها وخاصة في أول أيامها معه...
تشعر أن وجهها دائما منطفيء هناك حزن ما بعينيها بصوتها و بحركاتها، لكنها دائما صامته ولا تخبر أحداً بما فيها.. لتسالها على أمل أن تخبرها بحقيقه الأمر
= عامله ايه يا حبيبتي.. ليه قاعده على طول لوحدك في الاوضه ما تقومي تقعدي معانا ولا انتٍ خلاص عشان اتجوزتي يعني هتتكبري علينا .
اجابتها حنين بصوت خافت مليء بالحزن
= انا والله ابدا بس حابه اقعد لوحدي شويه، مع اني والله وحشتني و وحشنا قعدنا سوا وكلامنا بس مش عارفه ليه من ساعه لما اتجوزت بقيت احس نفسي غريبه عن الكل.. ومش طايقه ولا اتكلم ولا اتساير مع حد زي زمان عاوزه افضل كده بس بعيده وبهرب
هزت عبير رأسها بعدم رضا وهي تقول بجدية
= بس ده اكبر غلط بنعمله مع أي مشكله تواجهنا يا حنين لازم نواجه عشان نحل، حنين هو انتٍ بجد جايه تقعدي معانا يومين ولا غضبانه ومتخانقه مع جوزك؟ مش عارفه ليه حاسه كده ان في مشاكل كتير و انتٍ مخبيها علينا او عليا انا بالذات.. انتٍ كان سرك معايا ليه على طول واخده جنب مني!
ردت حنين بضيق وهي تهز رأسها بالنفي
= مش واخده جنب ولا حاجه انا كويسه ما تقلقيش عليا.. بس يمكن عشان مش عارفه انا فيا ايه عشان احكي اصلا.. غير ان كل واحد في اللي مكفيه وكفايه دوشت ومشاكل عيالك الاربعه .
ضمتها الأخري إلى صدرها بحنية وهي تردد بحب صادق
= غلط انا عندي خمس عيال بمشاكلهم! فاكيد مش هعامل الاربعه معامله و واحده منهم معامله تانيه خالص.. يعني هي جت عليها بمشاكلها.. عشان كده انا عاوزاكي تدوشيني لمشاكلك وما لكيش دعوه انتٍ..
نظرت حنين إليها بامتنان شديد وقبل ان تتحدث استمعت إلي اصوات عراق تأتي من منزل شقيقها محمود مع زوجته، لتسألها بدهشة
= هو في ايه؟ من ساعه ما جيت وايمان غطسانه ومش بشوفها بتنزل هنا يعني و دلوقتي صوتها طالع مع جوزها، هم رجعوا يتخانقوا زي زمان مش كان ربنا هداهم من آخر مره كانوا هيطلقوا فيها
لوت شفتاها بتأفف وهي تردد بعدم مبالاة
= ما تشغليش بالك البيوت ياما فيها، وبعدين يا حبيبتي دول عاملين زي القط والفار ما يقدروش يعيشوا من غير مشاكل.. هو انا برده اللي هقول لك لحقتي تنسيهم ولا إيه ده حتى الجيران نفسهم لو قعدوا أسبوع ما سمعوش صوتهم.. يتخضوا ويجول يسالونا ايه اللي حصل .
ابتسمت حنين رغم عنها لتقول عبير بفرحه
= ايوه كده اضحكي بلاش الهم اللي انتٍ شايلاه ده كل حاجه هتتحل ان شاء الله يا حبيبتي...
❈-❈-❈
نهض طارق ليفتح باب المنزل بعدما طرقه أحدهم ليردد وهو يفتح قائلاً
= أيوه يا اللي بتخبط.. مدام زينه في حاجه؟!.
ضمت شفتاها للإمام بحرج وهي تقول بتوتر
= أنا أسفه لو كنت صحيتك من النوم ولا حاجه بس كنت بعمل الغداء وزاد مني وانا عارفه يعني ان حنين لسه ما رجعتش من عند اهلها فقلت اعزم عليك بدل ما ارمي الاكل ولا يبوظ.. بما انك قاعد لوحدك زي حالاتي .
نظر لها مطولاً ثم أخذت منها الطعام وهو يرد بنبرة هادئة
= ما كانش في داعي انا بعرف اعمل اكل لنفسي على فكره! على العموم شكراً معلش كان نفسي اقول لك اتفضلي بس زي ما انتٍ لسه قايله انا قاعد لوحدي وصاحبه البيت مش موجوده
زينه وقد فغرت شفتيها مندهشه بأنه يلقبها صاحبه المنزل فزوجها دائما كان يشعرها بانها مجرد ضيفه ثقيله على بيته
= هـــــاه!.
ثم هزت رأسها بالايجاب بتفهم وأجابت بصوت متردد
= آه طبعا انا فاهمه ما فيش داعي انا اصلا مش عاوزه ادخل، انا بس كنت عايزه اقول لك حاجه قبل ما أنزل انا والله ما اعرف ايه سبب الخناقه بينك وبين حنين ولا عاوزه اعرف اكيد ومش انا اللي حرضتها ولا هي اتكلمت عن علاقتكم ولو انت واخد فكره يعني ان انا ممكن أكون سخنتها عليك ولا حاجه ابدا والله وليه هعمل كده أصلا..
أخذ نفس عميق قبل أن يرد بصوت مرهق
= خلاص يا مدام زينه انا فاهم وعارف كل ده من غير مبررات! وعارف كمان ايه سبب التلاكيك اللي هي عملتها، اصلا من قبل ما تيجي واحنا كده على طول في مشاكل حتى لو ما اتخانقناش مش جديد علينا النظام ده.. فما تحمليش نفسك الذنب ولا حاجه
زينه وهي تقول بنبرة جاده محاوله الصلح بينهما
= صدقني حنين مفيش اطيب منها انا عارفاها كويس، جايز بس هي لسه مش فاهمه فكره الجواز او مش متعوده انها انفصلت عن اهلها حاسه لسه انها واحده غريبه هنا.. في ناس كتير كده كانت زيها انما دلوقتي مش بيقدروا يستغنوا عن البيت ثانيه واحده ولا يسيبوه.. اللي عاوزه اوصلهلك يعني انها محتاجه شويه وقت مش اكتر و ده هيتحل مع العشره وقربكم لبعض
لوي شفته بسخرية وهو يقول بصوت جاد
= لا انا كده أتأكدت فعلا انك ما تعرفيش حاجه عن الموضوع لان الموضوع اكبر من كده بكتير رغم انه يبان في بعض الاحيان حاجه تافهه او مش فاهم لسه اصلا لحد دلوقتي إيه السبب بالتحديد.. بس ولا سبب من إللي انتٍ ذكرتيه هي اصل المشكله.. يعني مش موضوع انها مش متعوده ولا عارفه يعني ايه جواز ولا الكلام ده كله .
نظرت زينه إليه بحيرة ثم قالت بجدية
= انا فعلا مش عارفه السبب بالتحديد وعلى فكره هي مش بتقولي حاجه عنكم كلامنا كله بيكون على حكاياتنا زمان وصحبتنا، بس في النهايه اتمنى ان المشكله تتحل و معلش انتٍ برده الراجل اصبر عليها وانا والله لو فتحت تليفونها هحاول من ناحيه اصلح اي حاجه مع أني والله بحاول انصحها كتير وبلفت نظرها عن اي حاجه في علاقتكم حصلت قدامي بالصدفه.
هز طارق رأسه مرددًا باختصار
= ربنا يقدم اللي فيه الخير متشكر على الاكل مره ثانيه .
❈-❈-❈
بالصباح في منزل أسره حنين كان الجميع يجلس ويتناول في صمت بينما كانت ايمان تجلس فوق مقعد طاولة الطعام وهي تهز ساقها بعصبية، كانت ملامح الضيق تعلو وجهها خاصة بعد المعاملة الجافة من زوجها في حين الآخر طلب منها بلهجة أمر
= ناوليني كوبايه الميه اللي جنبك يا ايمان و بعدين قومي سخني العيش تاني عشان برد.. وبالمره و انتٍ راجعه هاتي حته جبنه قديمه من جوه عشان نفسي رايحه لها.. ما تيلا انتٍ هتفضلي قاعده ما سمعتنيش ولا ايه
لوت شفتاها باستخفاف وبرود وهي تقول بنبرة استفزاز
= ابدأ مستنياك لما تخلص طلبات وتدعك الفانوس السحري عشان يحققها لك، ما اصلي انا مش ليا اكتر من ايد عشان افضل كل شويه رايحه جايه اعمل لك طلباتك اللي من ساعه ما صحيت ما خلصتش منها.. لا انا تعبت بقى من وجع الدماغ ده واتفضل يا اخويا عندك المطبخ وهات مبادلك منه انما انا خلاص شطبت ولا هقوم ولا هاجي..
نهض محمود عن طاولة الطعام ثم وقف يتحدث مع زوجته بعصبية
= اه يا بنت الكلب يا واطيه بقى بترد عليا وتقلي ادبك انا هربيك النهارده...
لم يتمالك أعصابه الآخر ونهض أمام الجميع ثم هجم عليها و إنهال بالضرب الوحشي على إيمان وقبل ان يستوعب أحد ما حدث بدأت زوجته تصرخ وهي تقاومه باستنجاد
= يا لهوي الحقوني يا ناس هيموتني في ايده... آآه اوعى أيدي هتكسرني.. الحقوني منه
❈-❈-❈
تعجبت زينه من الطرقات على باب منزلها فهي دائما ما تكون بمفردها بالأخص منذ أن انتقلت إلى هنا، توجهت تجاه الباب لتفتح لتتفاجئ به طارق أمامها لتقول بسرعه بابتسامة عريضة
= أستاذ طارق اتفضل صباح الخير اولا انا كنت لسه بحط الفطار على السفره زي ما انت شايف.. اتفضل .
هز رأسه برفض وهو يقول بصوت هادئ
=لا متشكر بالهناء والشفاء انا مستعجل اصلي عشان رايح الشغل.. بس قلت اعدي عليكي الأول عشان اديكي دول.. اتفضلي دي مواعين الغدا بتاع امبارح اللي طلعتيه ومتشكر مره ثانيه .
عقدت حاجيبها بدهشة وهي تاخذها منه لتقول
= ومغسولين كمان كثر خير اللي غسلهم، هي والده حضرتك هي اللي غسلتهم على كده .
أجابها طارق بنبرة هادئة بكل بساطة
= لا خالص والدتي ما تعرفش اصلا ان احنا متخانقين عشان كده ما رضيتش اعدي عليها ولا ابلغها بحاجه، انا اللي غسلتهم عادي اكيد يعني هحاول اصرف نفسي مش هسيب البيت كده يقلب يضرب والهانم غضبانه عند أمها لحد ما ترجع، ثم ان انا اصلا متعود حتي وهي موجوده بعمل كده و بشارك في اي حاجه في البيت اذا لقيت مواعين ولا عاوز اتغدى وهي نايمه عادي يعني مش مشكله...
ثم تابع حديثه قائلاً بامتنان وهو يتحرك للرحيل
= وبعدين كثر خيرك ان انتٍ طلعتيلي الاكل هنزل لك كمان المواعين مش نظيفه.. واتعبك اكتر، اكيد ما يصحش... انا مضطر بقي امشي عن اذنك
رحل من أمامها بينما ظلت الأخري تنظر إلى فراغه بإعجاب شديدة وهي تتحدث مع نفسها هاتفه وكأنها تندب حظها التعيس
= بيغسل المواعين وبيعرف يعمل اكل لنفسه.. على كده ما كانش بيشتغلني بقى لما قالي انا كنت هعرف اصرف نفسي وبطبخ، شكله ذوق أوي.. مهنش عليه ينزل الأطباق إلا لما يغسلها قال ايه عشان ما يتعبنيش.. امبارح كمان ما رضيش يدخلني وقالي عشان صاحبه البيت مش موجوده، معقول في حد كده رغم المشاكل اللي بينهم لسه بيقول عليها صاحبه البيت و يحترم وجودها حتي وهي مش موجوده..
شردت في حياتها السابقة المريرة لتقول بحسرة
= والله انتٍ بتتبطري على نعمه يا حنين و مش حاسه بقيمه اللي معاكي! ده انا الموكوس اللي كنت متجوزه كان بيناديني من اخر الدنيا عشان اجيبله كوبايه الميه اللي جنبه أصلا! حظوظ صحيح الحاجه اللي نكون محتاجينها تروح لغيرنا وغيرنا كمان مش عاوزها...
هزت رأسها باعتراض عندما انتبهت الى نفسها لتقول بصوت مخنوق
= ربنا يهديهم لبعض وترجع لعقلها وتحس بقيمته..
❈-❈-❈
في المساء شعرت حنين بالعطش فنهضت حتى تشرب وعند صارت تجاه المطبخ شعرت بحركه داخل غرفه شقيقها محمود حيث أجبرت والدتها إيمان ان تجلس هي فيها وهو يصعد شقته حتى لا يتشاجران مجددا، لكن عندما اقتربت خطوه فكان الباب مفتوح قليلاً تفاجأت بشقيقها بالداخل وكانت إيمان تقف أمامه .
اقتربت ايمان منه وهي تتعمد أن تتمايل بشدة في مشيتها لتثيره وبالفعل نجحت مما تفعله وسرعان ما نظرت إليه ببرود قائلة
= اوعى ايدي ولا عاوز تكسرها تاني.. ابعد عني خالص ولا تلمسني ولا تفكر تيجي جنبي فاهم ولا لأ.. انا مش بحبك .
مط شفتيه للإمام وهو يحتويها بين ذراعه، ليردد بحنان عكس سابقا
= كده برده يا ميمونه ده انا محمود حبيبك تمنعيني عنك وتقوليلي مش بحبك طب الكلام ده طالع من قلبك برده.. هاه ده انا حوده حبيب القلب
زمت شفتيها بزعل وهي تقول بصوت أنثوي مميز
= وهو حبيب القلب برده يكسرني كده و يضربني! قلتلك اوعى بقى ما تلمسنيش انا مخاصماك ومش هصالحك ابدا .
غمز لها بطرف عينه وهو يقول بابتسامة عريضة
= ما تقدريش تخاصمي حبيب القلب.. وانا عندي الإثبات دلوقتي وهصالحك.....
وعندما رأت حنين في تلك الوضعية، خاصة بعد ما حدث بينهما من قبل والشجار الذي شهدته جميع الأسرة وكيف أهانها وضربها بطريقة قاسية، تساءلت: كيف يمكن أن يكونوا هكذا الآن؟ تجهم وجهها بملامح مشمئزة وهي تتحدث إلى نفسها بجنون
= مقرفين!. طب ازاي؟ لأ لأ لأ اكيد اللي بيحصل ده مش طبيعي الامور دي مش بيستخدموها لكده.. ولا بالشكل ده.. إلا لو كده يبقى ليا حق اكرهها وهفضل اكرهها طول حياتي.....
لم تستطع تحمل ذلك المنظر الذي أعاد إليها ذكريات مؤلمة عن والدتها ووالدها، والتي كانت تعتقد أنها نسيتها.. لكن عندما عادت تلك الذكريات، شعرت بالاشمئزاز الشديد وارتعش جسدها، مما دفعها للركض بسرعة إلى الحمام لتفريغ ما في جوفها من شدة اشمئزازها من تلك العلاقة وتخيلها.
في الماضي قبل سنوات كثيرة، هتفت زينب بصوت حزين للغاية وهي تتألم من المرض ومن أسلوبه البغيض
= آآآه حرام عليك يا ابراهيم انا ولا مستحمله قربك مني ولا ضربك ليا.. كفايه بقى بجد انا ما بقتش حمل الكلام ده انت مش شايف الادويه اللي اشتريتها قد كده النهارده عشان التعب والقرف اللي انا فيه يروح......
أجاب الآخر بكل قسوة وحجود
= هو انا لسه عملت حاجه يا وليه وبعدين ايه كل ما اجي جنبك هتقوليلي الكلمتين دول ما تعملي بالفلوس اللي انا لسه دافعها ليكي النهارده في كشف وعلاج... خلي بالك كده الملايكه هتلعنك وانا هكون جبت اخري كمان وهروح اشوف غيرك طالما مش عاوزه تديني حقي... بلا قرف..
هزت رأسها بسرعه برفض وهي تردد بضعف واستسلام
= لأ لأ خلاص يا اخويا هستحمل زي كل مره وامري لله، حقك عليا ده حقك برده ما اقدرش اعترض....
للأسف، كانت هذه الذكريات محفورة في عقلها رغم صغر سنها، مما جعلها تشعر بالذعر و القرف في تلك اللحظات. كان الفضول يقتلها حول ما الذي يجبر والدتها على ذلك؟ هل هو شيء قاسي ومؤلم إلى هذا الحد؟ والأهم من كل ذلك، لماذا والدتها مضطرة لفعل ذلك؟
وعندما كبرت قليلاً بدأت تستوعب السبب وراء ترك والدها لهم وزواجه من أخرى، أدركت أن ذلك كان بسبب عدم قدرتها على تلبية رغباته بسبب مرضها، مما جعله قاسيًا معهم وبحث عن امرأة أخرى لتحقيق رغباته ومن هنا بدأت تشعر بالنفور والاشمئزاز تجاه هذه العلاقة حتى قبل أن تعرف تفاصيلها.
لم تنسَ تكرار هذه المواقف طوال حياتها، مما جعلها تعجز عن فهم هذه العلاقة وتكرهها، حيث كانت تصرفات الرجال توحي بأنهم هم من يتحكمون في كل شيء. كانوا يفعلون ما يريدون في أي وقت، حتى لو كان ذلك في أوقات غير مناسبة على الإطلاق.
بدأ الأب يزيح كل شيء أمامه بقسوة، مستمرًا في ضرب أولاده وزوجته بوحشية لأتفه الأسباب، بسبب ما اعتبرة تقصيرًا من زوجته في علاقتهما
= عيال تجيب الهم والقرف ادي اللي باخده منكم مشاكل وكل شويه هات طلبات وفلوس.....
أدمعت زينب عينها بألم وهي تهتف بعصبية مفرطة
= منك لله يا شيخ حتى اللقمه مش عارفين ناكلها من غير نكد، امال مين إللي هيصرف على العيال دول زعلان أوي عشان بطلب منك فلوس مش دي مسؤوليتك برده.. حسبي الله ونعم الوكيل هفضل ليل ونهار وفي صلاتي ادعي عليك....
وبعد فتره من بكاء الأم هتف الأب من الداخل هتف بصوت مرتفع
= زينب تعالي عاوزك.....
لاحظت حنين وجود آثار ضرب وأثر أصابع على وجه والدتها بسبب والدها. بدأت حنين تفهم جيدًا متى يناديها لأجل هذا الأمر، لكنها لم تفهم سبب نهوض والدتها لتلبية طلبه وكيف كان ذلك بسيطًا بالنسبة لها.
أخذت حنين تتنفس بصوت مرتفع و أغمضت عينيها في رعب وكأنها تخشى البوح بما تنوي والدتها فعله معه حتى وان كان زوجها، فعقلها يرغب الفهم و الاستيعاب.... كيف يكونون الازواج بينهما مشاكل كبيره قد تؤدي الى الضرب والاهانه وبعد قليل بمنتهى البساطه يفعلون ذلك الفعل....
لكن هذه المره لم تستطيع السيطره على نفسها فنظرت إلى أمها بنظرات صادمة وهي مشدوهة و بتردد وبنظرات جاحظة سألتها بكل جرأة وعتاب
= هو انتم مش زعلانين من بعض المفروض! رايحه وراه ليه دلوقتي؟ وكنتي عماله تدعي عليه من شويه.. مش كفايه وانتٍ تعبانه بتعملي الحاجات دي غصب عنك.
شهقت أمها بذهول من وقاحتها وبدأت تعنفها بغضب شديد
= وانتٍ مالك يا قليله الادب يا اللي ما تربيتيش صحيح... مركزه معانا أوي كده بنعمل ايه انا مش عارفه جيل إيه المهبب ده إللي ما فيش حاجه بتعدي عليه.. حسابك معايا بعدين يا قليله الربايه.
عوده إلى الوقت الحالي، لتتحرك حنين الى غرفتها وهي تجر أذيال الحزن والانكسار والذل والخيبة ورائها، وقفت تنتظر خلفها والدموع لا تفارقها ثم هتفت بصوت مشمئز
= مقرفه... هو انا بكرهك من شويه!
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوعين، في منزل أسره حنين انتبهت أن هناك شيء ما يهتز من أسفلها ويحدث صوتاً مزعجاً تململت في الفراش بتجاهل فهي تعلم جيد من المتصل ولكن ظل ذلك الصوت والاهتزاز يعلوان أكثر وأكثر.. فاضطرت تجيب على زوجها الذي بدأ يعاتبها برجاء
= ازيك يا حنين عامله ايه اخيرا عبرتيني و رديتي داخلين كده على اسبوعين مش ناويه بقى ترجعي وكفايه انا سايبك براحتك اهو رغم ان انتٍ اللي ضايقتيني ومش فاهم اصلا ايه سبب الخناقه عشان تسيبي البيت.. غير على فكره انتٍ وحشتيني أوي
اعتدلت في جلستها على الفراش وأصغت لصوته الناعم معتقده بأنه يريد ارجاعها لسبب واحد فقط، لذا لم تستطيع تمالك نفسها وهي تسأله بتهكم مرير
= وحشتك برده! ولا وحشتك العلاقه .
اعتلت الدهشة وجهه والضيق ليقول مرددًا بصوت حاد
= هنرجع تاني لنفس الغباء هو انتٍ في ايه مين بيدخل الكلام الاهبل ده في دماغك.
أغمضت عينيها بتعب وضعف ثم قالت بصوت باكي أقرب إلى الهمس
= طـ.. طيب خلاص سيبني يومين كمان و هفكر أرجع.. سلام .
في تلك اللحظه دخلت ايمان عليها وهي تقول بنبرة ضائقة
= بنت يا حنين لما انتٍ صاحيه قاعده لوحدك هنا بتعملي ايه ما تطلعي تقعدي معايا بره بدل ما انا قاعده مع العيال اللي بره دول وجابوا لي صداع.. امك راحت تعزي في واحده صاحبتها وعبير في شغلها رغم انها بتخنقني في قعدتها بس اهي كانت بتسليني
لم ترد عليها بينما اخذت ايمان الهاتف من يديها لا تلاحظ عده مكالمات من زوجها و رسائل يطلب منها العوده، لوت شفتاها وهي تقول باستفسار
= كل دي مكالمات جوزك اتصل بيها وفاكره تردي في الآخر غير الرسائل.. آه بقي هي الحكايه كده زي ما توقعت طب لما انتم متخانقين ما بتقوليش ليه؟ وبعدين ما الراجل عاوز يجي ياخدك اهو.. انتٍ اللي تقلانه عليه ليه .
مسحت حنين وجنتيها من الدموع العالقة بها بحركات حادة و هى تغمغم بانفعال
=بس يا ايمان ما تاخديش مني التليفون ثاني مره بالطريقه دي واياكي تقولي لحد منهم بره أني متخانقه مع جوزي وجايه هنا غضبانه فاهمه.! مش ناقصه وجع دماغ وهيقعدوا يسألوا وانا ما عنديش اجابه لحد ومش عاوزه كمان يوصلوا لطارق ويسالوه مش عارفه هيقول لهم ايه .
نفخت مستاءًه منها وهي تهتف على مضض
=يا بنت يا هبله هو انا برده لما تقوليلي حاجه هروح اقول لهم؟ وبعدين مالك خايفه كده ليه يسالوكي عن السبب ولا يسالوا جوزك هو الموضوع للدرجه دي كبير؟ ما تنطقي وتقولي فيكي ايه يمكن الاقيلك حل!
همست بصوت مختنق باكي و هى تنحنى على نفسها أكثر و تضم ساقيها الى صدرها
=قلت لك ما فيش وخليكي في حالك مع جوزك وسيبوني انا كمان في حالي...
نظرت إليها بشك ثم أردفت بصوت جريئة
= مممم هو الموضوع ليه علاقه بالـ... العلاقه الحـ.ـميميه اللي ما بينكم مش عارفه تبسطي ولا إيه .
اتسعت عينا حنين بذهول وصدمه وهي تقول بنبرة حادة
= انتٍ عرفتي منين؟ انا من ساعه ما جيت ما فتحتش بوقي حتى مع نفسي بالموضوع ده انطقي يا ايمان عرفتي منين
ابتسمت ابتسامة خبيثة وهي تقول بثقة
= وهي محتاجه ذكاء وخده جنب عشان مكسوفه تتكلمي ومش عاوزه جـ.ـنس مخلوق يعرف و قلقانه، ثم ان انا كنت بضرب الكلمه وانتٍ اكدتيلي المعلومه.. فيلا زي الشاطره كده بقى قوليلي عشان انا الفضول كده هيبدا يقتلني ومش هسيبك إلا لما افهم ايه المشكله بالضبط
نظرت إليها فجاء بنظرات غامضة ثم سألتها بتردد
=ايمان هو انا ممكن أسألك على حاجه و ما تفهميش غلط؟ ولا تضايقي مني؟ واياكي ثم اياكي تروحي تقولي لحد ان انا سألتك السؤال ده اتفقنا .
سألتها مستفسرة بغرابة وضيق
=لازمته ايه كل ده ما تسألي على طول في إيه وبعدين انا بسالك على احوالك مع جوزك دلوقتي.. تساليني انا ليه .
إجابتها حنين وهي ترمقها بنظرات مشمئزة
= هو انتٍ و محمود بتعملوها إزاي؟..
عقدت حاجيبها بعدم فهم وهي تسألها بدهشة
=بنعمل ايه الله يخرب بيتك وايه دخل اخوكي في الموضوع ما تفهميني وخليكي دغري بدل جو الالغاز ده
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تقول بسرعه بقلق
= آآ أنا والله كنت قايمه اشرب وعرفت ان محمود نزل هنا ودخل لك الاوضه جوه بعد ما ماما بعدتكم عن بعض عشان ما تتخانقوش تاني، وللاسف شفت او مش شفت بالظبط عرفت اللي حصل بينكم.. فبسالك ازاي بتقدري تستحملي ان يكون لسه ضربك ولا متخانق معاكي وتستخدمه القرف ده في انكم تتصالحوا او ليه مش بتربطوا الأمور ببعض هي دي حاجه ودي حاجه ولا ايه ما هي برده لا.. بتتقبليها ولا بتقدري تستحمليها ازاي ولا هو كمان بيقابلها على نفسه كراجل.. انا هتجنن انتٍ فهماني ..
سحبت إيمان مقعد لتجلس عليه وهي تنظر لحنين نظرات قلق لتردد بعدم مبالاة
= ما تهدي على نفسك يا بنت و إيه كل الاسئله دي! ثم انك ايه يعني شفتيني مع حد غريب ده جوزي وحلالي عادي ونزل يصالحني وما هانش عليه أفضل زعلانه لحد ثاني يوم.. عاوزه بقى تيجي مني وابقى ست نكديه و وحشه وارجعه مكسور الخاطر طالما رجله جابته، يا هبله الست الذكيه تستخدمها لصالحها النقطه دي عشان تخليه زي العجينه في ايديها
اتسعت عينا حنين باحتقار من ردها ثم زفرت بانزعاج و هي تفرك وجهها بغضب على ما يحدث معها لا تعلم كيف تحل الأمر المعضله أكثر، لتتحدث بصوت مضطرب
= انتٍ بتقولي ايه انتٍ هبله يبقى لسه متخانق معاكي وضربك قدامنا كلنا ويهين كرامتك و يطلبك بالليل عادي وانتٍ توافقي لا و مبسوطه وفرحانه أوي كمان... وبدل ما تعملي لنفسك كرامه ويتاسفلك بالبق بتقلبيها من ناحيه تانيه عشان تعرفي تتحكمي في و تسيطري عليه.. انتم بتبصوا لبعض ازاي بعد كده، تعرفي اول مره اخد بالي ان محمود اخويا صوره تبق الأصل من بابا وانتٍ كمان زي ماما بس الفرق انك بتحاولي تقنعي نفسك انك بالطريقه دي بتعرفي تخليه زي الخاتم في صباعك و قد إيه فرحانه ان حتى في عز زعلك مرغوبه فيكي منه.
لاحظت ايمان اضطراب ندى وبكائها المتصل، فلم ترد أن تزيد الطين بلة و قالت محاولاً بث الثقة والطمأنينة فيها
= طب انا مش هاخد الكلام منك بزعله عشان شكل حالتك صعبه ومولك موال ايه لازمت كل العياط ده كمان وكلامك اللي مش مفهوم هو انا دلوقتي بسال عليكي ولا دخلتيني في احوالي مع جوزي.. ولا بتحاولي تداري على الكلام عشان ما اسالكيش .
هزت رأسها بالنفى قائلة بصوت مختنق
= بالعكس انا جاوبتك عشان هي دي نفس مشكلتي الأساسية أصلا! اللي انتٍ وجوزك بتعملوا في اي وقت مهما كان متخانقين ولا بينكم ايه الموضوع ده برده بيحصل بينكم و ما بتقدروش تفرقوا بين ده وده.. اهو انا بقى عشان كده بكره العلاقه دي
عقدت حاجيبها بدهشة وقالت بنبرة قلقة
= انتٍ قصدك العلاقه الزوجيه بتكرهيها... بتكرهيها بمعنى بتكرهيها طب ليه؟!.
هزت رأسها بالايجاب عدة مرات ولم تستطيع الانكار هذه المره، لقد انهارت تماماً وفقدت السيطرة على حالها وبدأت تردد بصوت متألم بحرقة
= أنا حقيقي نفسي ابطل افهم عشان الموضوع ده تعبني نفسياً وكل مره بفتكر اللي سمعته بجد مش قادره اتخطي الموضوع ده نفسي ارجع مش فاهمه حاجه تاني كأني عيله صغيره مخها ما فيهوش اي شيء الا البراءه، يا ريتني ما اتجوزت ولا عملت الموضوع ده مع جوزي عشان افهمه بكل تفاصيله كده.. وافضل كل شويه اتخيل هو ده اللي كان بيحصل بينكم؟؟ وهي دي العلاقه الجـ.ـنسـ.ـيه اللي بتستمتعوا بيها وتبقوا فرحانين؟؟ ده أنا كرهتها وقرفت منها من أول يوم....
تنهدت الأخري بيأس من عدم فهمها الامر جيد لتقول بتافف
= اهدي يا حنين عشان افهم منك! انتٍ ايه أصلا مشكلتك مع جوزك ولا مع العلاقه ليه بتكرهيها الكره ده.. ومالك اصلا اذا كان احنا بنمارسها غلط ولا صح ما تخليكي في نفسك ومع جوزك طالما يا ستي شايفانا احنا غلط اعملي انتٍ الصح بتقارنينا ليه بمشاكلك واحاسيسك دي
بدأت الدموع تتجمع في مقلتي حنين وهي تستعيد ذكريات تلك التجارب المريرة في عقلها مردافه بانكسار
= هو انا مبسوطه باللي انا فيه نفسي ابطل فعلا افتكر كل ده؟ نفسي كل ما جوزي يقرب مني احس بنفس الاستمتاع اللي بيحس بيه وبتتكلموا عليه؟ نفسي انسى كل حاجه سواء صح ولا غلط متخزنه جوه دماغي من الموضوع ده! عارفه انا امبارح فضلت أراجع كل اللي في بطني وانا سامعاكم! وانا بتخيلكم! وانا بفتكر امي! وانا بفتكر نفسي مع جوزي...
هزت رأسها بعجز وهي تبكي بحرقة، كان قلبها يعتصر من الألم، لقد ماتت روحها بعد ما بدات تعاني بمفردها كعادتها وطول حياتها بمفردها طول فتره زواجها
= انا بكرهها لا بقرف منها.. ده كان تخيلي عنها ما بالك لما بقيت امارسها قرفت اكتر اقول لك على حاجه مش هتصدقيها انا بعد ما طارق بيلمسني ويخلص مباطقش نفسي دقيقه واحده وبحاول بسرعه اقوم من جنبه عشان انظف نفسي كاني واحده رخيصه بتبيع نفسها مش ده حلالي والمفروض اعمله عادي وربنا محلله...
أضافت حنين ببكاء حار وهي تشعر بعدم قدرتها على فهم ذلك الشعور او مقاومته
= انا مش قادره اقتنع اصلا أن ربنا محلل حاجه زي كده بين الازواج واني مطلوب مني اعمل كده وده حق جوزي عليا .. عشان كده بهرب طول الوقت! ايوه بحاول لما يرجع أعمل نفسي تعبانه ولا نايمه ولو اضطريت بتبقى اسوء لحظه في حياتي ونفسي تخلص بسرعه.. انا بحس نفسي بتنفس براحه كبيره لما بيبعد عني وينتهي! عارفه كمان ايه اسعد لحظه في حياتي لما يجي ليا العذر الشرعي عشان لما يقرب مني اقف بكل ثقه اقول له لأ.. مش هتقرب مني ولا تلمسني! مش هتجبرني غصب عني اكون تحت طوعك عشان ارضيك وارضي ربنا... واسيبك تخنقني تحت إيدك عشان تمارس عليا العلاقه المقرفه دي .
حاولت إيمان تهدئة حنين ولكنها كانت على وشك الإنهيار أمامها لتقول الأخري بصدمة كبيرة
= يخرب عقلك كل ده شايلاه في قلبك من الموضوع ده حرام عليكي نفسك كده يا حنين وحرام عليكي جوزك و ربنا.. هو اصلا لحد دلوقتي مستحملك ازاي ولا مش ملاحظ حاجه زي كده..
تراجعت للخلف هامسة بصوت مختنق وهي تشعر بانها على وشك الانهيار ولا ترغب الأخري ان تراها بحالتها تلك
= ما هي دي مشكلتي دلوقتي ان ابتدا يلاحظ ولما واجهني ما عرفتش اقوله ايه؟ ما هو اصلي هقول له كل الكلام اللي قلتهلك دلوقتي مش هيفهمني ولو دخل اهلي في الموضوع وده المتوقع مش هيفهموني هم كمان و الله أعلم رد فعله هتكون إزاي ولا رد فعلهم.... و اللي زاد انه بيشتكي كمان ان انا ساكته معاه ومش بحس باللي بيعمله ولا بتفاعل وانا مش قادره اصلا اتقبل العلاقه عشان ابدله .
ظلت ايمان تنظر لها في ضيق وحنق ثم قالت بحده
= لا لا بلاش هبل ولا تقوليله ولا تقولي لاهلك احنا فعلا مش متخيلين رد فعلهم هيكون ايه وهتتطين اكتر عليكي وهيكون كده لي حق يتجوز عليكي يا عبيطه فتلمي ولمي ليلتك...
و بصراحه مكبره الموضوع أوي مع انه سهل خالص.. حاجه بسيطه مثلي ان انتٍ بتستمتعي معايا وبتحسي بيه وحابه الموضوع زيه!.
برقت عيني حنين ونظرت إلى ايمان فاغراً فمها، بينما بادلتها ايمان نظرات تحدي لتقول هي بفزع بصدمة
= انتٍ بتقولي إيه انتٍ مجنونه! ولو نفترض يعني نفذت كلامك هو مش هيحس ان انا بمثل!. وبعدين كده يعني المشكله اتحلت ما في مشاكل تانيه كتير زي اللي حكيتها لك ان انا مش بطيق الموضوع ده خالص ولا عاوزاه يقرب مني .
مطت شفتاها باستخفاف وهي تردد بنفاذ صبر
= ما هي ما فيش حاجه اسمها ما ينفعش يقرب منك ده جوزك والموضوع ده لازم يحصل بين المتجوزين، ما هو يا حبيبتي ما فيش راجل يقدر يستغنى عن كده الا لو في عيب، وجوزك طالما اشتكى يبقى ما فيهوش عيب.. وارجع تاني واقول لك لو حد من اهله عرف الموضوع هيطلعها في دماغه يتجوز عليكي ولو حد جي يشتكي هيقول لهم ساعتها اللي فيها، وقتها يا حبيبتي اهلك هم بنفسهم هيقولوا له دي ملهاش نافعه واحنا اللي بنقول لك اهو اتجوز وهيفتكروكي بتدلعي .
هزت رأسها بيأس وهي تجيب ببكاء مرير
= بس انا مش بدلع والله انا فعلا بحس بكده.. هو انا يعني غاويه عذاب لنفسي وتعب اعصاب.. انا فكرت كتير اقول له بس بتراجع دايما عشان فكرت برده بنفس كلامك أن محدش هيفهمنا ولا هيحس ان انا في مشكله فعلا..
عادت إيمان تتحدث بإصرار وجدية
= عشان كده لازم تسمعي كلامي... اسمعيني كويس! في نوعيه رجاله كده يا حبيبتي لازم يحسوا بالست وهي بين ايديهم انه مشبعها ومهنيها بالذات في الموضوع ده وهيحس مش بالسؤال يا خيبه بالفعل عشان كده هو فهم على طول واشتكى.. انتٍ بقى تنسي خالص جو بكره العلاقه وبقرف منها عشان مش هينفع.. وتركزي في حاجه واحده بس انك لازم تتقبلي غصب عنك وتمثلي كمان انك مستمتعه بكل لحظه وانك ملهوفه زيه.. ايوه تمثلي لحد ما انتٍ نفسك تصدقي التمثيليه دي وتعشيها ومع الوقت هتنسي كل الكلام ده اصلا .
شعرت حنين بالرهبة من كلماتها والصدمة، تطلعت نحوها باعين غائمة بالدموع بينما قلبها يؤلمها علي حالها لتقول بصوت مختنق
= امثل! تفتكري هو ده الحل؟ انا مش فاهمه حاجه هي دي اصلا طبيعه العلاقه اللي بتحصل بين الرجل والست.. طب لما امثل ان انا مبسوطه معاه وانا مش مبسوطه وصدق ودخلت عليه، هحس امتى اني مبسوطه من الموضوع ده! هو ده العادي كده؟ هي العلاقه دي معموله عشان ايه بالظبط ربنا ليه خلاها تحصل ما بين الراجل والست ما كان ممكن اي طريقه يخلفوا منها.. ولا هي معموله عشان الراجل يستمتع بس والست لا .
إيمان وهي تزفر في ضيق وقالت بسخرية
= هي في ست بتستمتع الأيام دي يا اختي بلا خيبه، كل راجل بيدور على مصلحته حتي بالمواضيع دي، ولو اتكلمت وقالت انا عاوزاها بالشكل ده ولا مش عاوزه النهارده ولا مش مستمتعه على رايك.. هتشوف ايام سوداء وتلاكيك على اتفه الأسباب وخناقات بالكوم! فالأحسن ناخدها من قصيرها ونعيش كده ونخليها تمشي بمزاجنا مبسوطين حتى لو بنمثل
شحب لون وجهها وتجمدت أوصالها من مجرد تخيل المنظر في مخيلتها جعلها تشمئز وتحتقر هذه العلاقه أكثر مرددة بانفعال
= بس ده ظلم ليه نمثل ان احنا مبسوطين واحنا مش كده! هو لو فعلا الشيء ده معمول عشان مصلحه ومتعه الراجل فانا ليا حق اكرهها واقرف منها.
حاولت الأخري ادخال الأمر داخل عقلها معتقده بان ذلك الحل بعلاقتها مع زوجها، و لكنها رفضت بكل عنف ثم نظرت إليها بنظرات حادة قاسية ومميتة وهي تقول بتفهم
= آه انا فهمت ليه دلوقتي بتقبلي جوزك بعد ما بيمد ايده عليكي عشان بتمثلي ومش بعيد تكون ماما كانت كده زيك انما انتم في الحقيقه مش طايقينهم .
إيمان وقد لوت شفتيها بضيق شديد متحدثه
= خلاص عيشي تكرهيها بس ما ترجعيش بعد كده تندبي حظك.. ما تخليكي واقعيه شويه هو انتٍ عمرك في حياتك سمعتي ولا شفتي راجل بيسال الست عن رغبتها ولا هي مبسوطه وهي معاه.. اذا كانت في عشته ولا في السرير ؟!. فكري في كلامي مره اخيره او جربي يا ستي حتى لو مره مش ممكن تستمتعي ويعجبك الموضوع وانتٍ بتمثلي..
نظرت إليها مطولاً بتردد وهي تفكر لكنها بسرعه رفضت الاستسلام للأمر ذلك وشعرت بالغضب والنفور وهي تنظر لها بتقزز ثم قالت بصرامة حاده
= مستحيل اعمل كده طبعاً، انا عندي اعيش حياتي كلها قرفانه وانا واضحه احسن ما اعيش وانا بمثل أني مبسوطه وانا من جوايا قرفانه وبتعذب اكتر... حتى وانا بعبر عن احساسي بالوجع عاوزين تقتلوه فينا.
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺