رواية نصف عذراء الفصل الرابع بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية نصف عذراء الفصل الرابع بقلم الكاتبه خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
إبتسامتها الرائعة التي تتغلغل إلى قلبه من أول يوم رآها جعلته يهيم بها أكثر ودون تفكير جعلته يركض إلى أحضانها ليجعلها تعود حتى وان كانت هي المخطئه وعتابها له على تركها بمنتهى اللطف، واول ما عادت الى المنزل كلماته أخذت ترن في أُذناها
= نورت بيتك، حنين ممكن عشان خاطري نزعل ونتخانق ونغضب هنا.. انا ما بحبش حد يعرف عني حاجه ولا عنك حتى لو الموضوع يستاهل الزعل خلينا نحل مشاكلنا مع نفسنا ممكن!.
هزت رأسها بالايجاب بتفهم وأجابت بصوت جاد
= على فكره انا قلت لهم ان انا جايه زياره ما جبتلهمش سيره خالص ان احنا اتخانقنا ولا اي حاجه عننا رغم انهم بيضغطوا عليا كتير.. بس انا كمان زيك مش عايزه حد يعرف عننا حاجه
أبتسم طارق ابتسامة ارتياح وهو يرد بحذر
= طب حلو أخيرا اتفقنا على حاجه، وانا ما جبتش سيره والله لماما خالص ولا تعرف اصلا ان انتٍ كنتي غضبانه كل ده.. وهي كده كده سافرت البلد هناك قبل يومين وما حسيتش بعدم وجودك.. واتمنى بقى تكون اخر مره تغضبي فيها على اتفه الاسباب
هتفت حنين وهي تنظر إليه نظرات حانقة
= انت قلت في الطريق مش عايزين نفتح الموضوع عشان ما فيش اصلا سبب للخلاف اللي حصل ما بينا مش كده؟ يبقى ليه دلوقتي
بتقول عليا تافهه ايه لما صدقت و بتلكك انا ولا مجنونه وبعمل كده من نفسي
أخذ نفساً عميقاً وحاول ألا يتجادل معها مجدداً حتى لا يتفاقم الوضع محاولاً التحكم في أعصابه ليرد باقتضاب
= خلاص انتٍ لما صدقتي تتفتحي وتتخانقي تاني مش قصدي خلاص بس بجد ضايقتيني وعصبتيني أوي بسبب انك سبتي البيت، خلاص حقك عليا انتٍ صح لو رجعنا تاني للخلافات كل واحد هيمسك في وجهه نظره ومش هنخلص ....
تقدم نحوها ليجذبها من مرفقها قبل ان تهرب كعادتها واحتوي وجهها بين كفيه متسائلاً بأبتسامة متسعه
= وبعدين هو البيت ما وحشكيش ولا صاحب البيت في حاجات أهم المفروض نركز فيها مش كده... مش كل شويه بقى خناق ونكد انا اسمع طول عمري المشاكل بتبدا بعد سنه احنا بنبدا ده من بدري ليه وناسيين حاجات اهم و حلوه في الجواز.. ولا إيه .
اومات برأسها ثم تنهدت حنين بحرارة وعضت على شفتيها قائلة بنبرة حزينة
= آه مظبوط.. في حاجات تانيه كويسه في الجواز تبسطنا .
انحنى طارق برأسه على حنين ليقبلها قبلة حارة على شفتيها بث فيها أشواقه وتلهفه على رؤيتها وهو يردد باشتياق
= أحبك وانتٍ فاهماني تعالي بقى معايا جوه....
لم تشعر إلا وهي غارقة في عالم يائست تستطع التكيف معه، لكنها كانت مجبرة على الخضوع لذلك...، ولان كلمات إيمان زوجة شقيقها، ما زالت تتردد في أذنيها، تذكرها بأمور كانت تعتقد أنها نسيتها وخلفيتها عن الممارسه الخاطئه في ذهنها كل ذلك جعل تقبل الوضع هذه المرة صعبًا للغاية، وكان واضحًا أنها كانت باردة وجامدة معه.
اعتدل طارق من نومه ودار بنظره في المكان بغضب واضح وفقدان أعصاب.. هذه المرة لم يتجاهلها، بل نزع الملاءة بعنف وألقاها على الأرض، ثم نهض من جوارها وعيناه مشتعلة بالغضب، وضع يديه على رأسه كأنه يحاول إخماد النيران التي اشتعلت داخله. تحرك في الغرفة ذهابًا وإيابًا، والدماء تتصاعد في عروقه، وهو يردد بكلمات مليئة بالعصبية والانفعال.
= انا مش عارف هو انا بعاشر لوح ثلج بقيلي خمس شهور؟؟ امتى هيفك البرود اللي انتٍ فيه ويتزاح...
اتسعت عيناها بحده فشعرت بالصدمة من أسلوب زوجها القاسي تجاهها، لم تكن تقصد ما فعلته وكل ما استطاعت استيعابه هو أنه مل منها وكانت تخشى أن يكتشف أمرها. فسألته باندهاش وهي تشعر بالاهانه
= برود ولوح ثلج ايه... انا بارده يا طارق.
اقترب طارق منها ثم جذبها بقسوة من ذراعيها فتآلمت بشدة،ثم صاح بها بحدة
= هو انتٍ مالك بجد يا شيخه شويه احساس مش كده ما انتٍ لسانك بيفضل معايا قد كده وش لوش و أول ما بتكوني بين ايديا تقلبي جماد وما بتحسيش وبارده...
ردت عليه بنبرة غاضبة وبأعين تترقرق بها الدموع
= ما تحترم نفسك يا طارق هو انت عمال تغلط وتشتم فيا كل ده عشان ايه؟ مين دلوقتي اللي نكدي انا ولا انت .
نظر إلى حنين بنظرات فاحصة قاسية باردة قبل أن يقول بخيبة وحسرة
= انا بكلم فيه مين اصلا؟ اقول لك على حاجه انا سيبلك الدنيا كلها وماشي طالما هتفضلي طول عمرك عبيطه كده ومش قادره تفهمي جوزك عاوز ايه بالظبط .
❈-❈-❈
مرت عده أيام بذلك الوضع وطارق يتجاهلها وكان يعود من العمل متأخر حتى لا يقابلها، بينما علي الجانب الآخر لاحظت حنين شرود زوجها كثيراً منذ تلك الليلة وهو يعيد حساباته في أشياء كثيره، تعلم جيد بانها السبب في ذلك لذا قررت أن تهون عليه قليلاً..
كان طارق يجلس على الأريكة وممسكاً بالريموت في يده، ورغم هذا هو لا يتابع شيء بعينه فقط مجرد ضوضاء يصدرها التلفاز من حوله.. اقتربت بتردد منه وهي تمسك بيديها طبق من الحلوى وابتسمت له قائلة
= انا عملتلك رز بلبن هيعجبك أوي... اتفضل!.
نظر لها مطولاً بضيق وهو يقول بسخرية
= تعبتي نفسك على الفاضي لاني ما باكلش اي حاجه فيها لبن! فمن رايي توفري حتى اهتمامك اللي مش عارفه تعمليه ولا عارفه عن جوزك حاجه بيحب ويكره ايه .
أخفضت عينيها بحزن وهي تقول بنبرة يأس
= ليه يا طارق بتقول كده ما انا واحده واحده اكيد هفهم انت عاوز ايه واعمله!. طب تحب اعمل لك ايه تاني غير الرز بلبن بتحبه .
جز علي أسنانه باقتضاب وهو يردد بجفاء
= عاوزك تمشي من قدامي وتسيبيني في حالي وبطلي تعملي فيها الزوجه اللي قلبها أوي على جوزها، عشان انتٍ عارفه كويس انا عاوز ايه ومع ذلك ما بتهتميش غير لمصلحتك
حاولت التحدث والتبرير هاتفه بتردد
= طب ممكن نتكلم شويه و....
قاطعها الآخر بنظرات وصوت حاد بجدية
=انا عايزه اتفرج على التلفزيون يا ريت تمشي من قدامي عشان مش فاضيلك ولا عاوزه اسمع صوتك.....
صدمت حنين مما يفعله طارق معها، اعترضت في البداية على جفاؤه ولكنه أوضح لها
بنظرات حادة بأنه لا يرغب في رؤيتها امامه ولا الحديث معها...
بدأت الأمور تسير هكذا على ذلك النحو فتره
تجاهل وأحيانا يتشاجران لاتفه الأسباب بدلا من أن يتحارون في الموضوع الأساسي، بدلا من الهروب واختلاق أسباب وهميه.
❈-❈-❈
في إحدى الليالي، خرج طارق كعادته ليقضي الوقت مع أصدقائه حتى لا يراها. بينما كانت حنين تجلس تفكر في حديث إيمان، قررت أن تجرب طريقتها في التعامل معه وأن تظهر له أنها تستمتع حتى لو كان ذلك على حساب مشاعرها، عسى أن تساعد نفسها في التخلص من المشاكل التي تواجهها.. لذا قررت أن تجرب الأمر مرة واحدة، ربما تجد في ذلك حلاً يخلصها من الأعباء التي تثقل كاهلها.
وفي النهاية، قررت أن تفعل شيئًا لم تكن ترغب في القيام به في البداية، لكنها شعرت بأنها مضطرة لذلك لتتمكن من مواجهة حياتها والتخلص من مشكلاتها وحياتها التعيسة.
عاد طارق من الخارج بوجه متعب ومحبط وقبل أن يدخل الى غرفته تفاجأ بحنين مازالت مستيقظه على غير العاده! والأمر لم يتوقف الى هنا فقط؟ حيث تشدقت أمامه تلك التي تتهادى في ثوبها الأسود والذي يصل إلى كاحلها ذو فتحة ظهر واسعة أظهرت ظهرها كاملاً و كذلك فتحة صدر أبرزت جمال نحرها وذراعيها المكشوفان ببذخ وتركت خُصلاتها حُرة تُداعبه نسمات الهواء...
حاولت رسم ابتسامة حنون وهي تقول بصوت حاني
= اتاخرت أوي انا استنيتك كتير.. هو انت كنت فين كل ده؟
ظل طارق عدة دقائق يستوعب الأمر ولا يفهم ما الذي تريده من ذلك؟ فقبل أيام كانت لا تطيقه وعندما يعود من الخارج يراها ترتدي ذلك الرداء المثير و بانتظاره؟ لكنه حاول رسم الصرامة مرددًا بجمود
=والله فارق معاكي أوي لا وكمان قاعده مستنياني انجاز فظيع بجد منك لازم اسقفلك عليه على الاقل ما دخلتيش عملتي نفسك نايمه عشان لما ارجع وافكر اقرب منك تاني تلاقيها حجه..
وقفته أمامه مباشرةً وهي تتحدث بنبرة ناعمة
= انت بتقول ايه انا مستنياك عشان قلقانه عليك وانت اول مره تتاخر كده.. على فكره مش اول مره افضل مستنياك أنا كل يوم بستناك بس ساعات غصب عني آآ بنام عادي
مسح على وجهه بعنف بالغ أدى إلى إحمرار وجهه ثم هتف بسخرية مريرة
= تعبتي نفسك على الفاضي يلا بقي خشي كملي نوم وسيبيني في حالي، ولا تكونش الهانم مستنيني عشان تكمل وصله النكد وتلاقي حاجه تغضب تاني عليها ؟!.
امتعض وجه حنين وهي تجد تلك الردود الجافة منه، لتقول بنبرة باهت
= مالك يا طارق من ساعه ما جيت عمال تعاملني كده ليه وتغلط فيا؟ انا على فكره مستنياك عشان اتاسفلك انت آآ معاك حق انا ما كنتش في المواد يومها و في مشاكل كده حصلت عندي في البيت اثرت عليا عشان كده كنت معاك كده
زم شفته بيأس وإحباط ليقول متهكماً
= انتٍ كده على طول من اول يوم جواز بس كنت بقعد اقول لنفسي معلش عروسه جديده ومكسوفه وحقها تعمل كده واكتر خصوصا ان كل حاجه جت بسرعه وما لحقناش ناخد على بعض.. انما أساليب كتير دائما بتوصلني لحاجه واحده انك مش طايقاني ولا عاوزه قرب مني مع اني مش فاهم ليه؟!. فلو في سبب تعالي دغري وقولي عشان نوفر على بعض المناهده دي كلها
أطرقت رأسها في خجل وهي تقول بنبرة كاذبه
= لا طبعاً أكيد عاوزك زي ما عاوزني.. وببقى مبسوطه لما تقرب مني بس انا مشكلتي مش بعرف أعبر عن كده كنت ببقى فاكره ان هو ده الجواز.. أو علاقه بمعنى اوضح لازم اكون معاك كده.. فانت فهمني الصح واللي عاوزه وانا هعمل لك كل اللي انت عاوزه
جز علي أسنانه مغتاظًا وهو يزفر في ضيق
=الحاجات دي بالذات ما ينفعش اقول لك انا عاوز ايه لازم تحسيها لوحدك.. واللي تحسي بيه اعمليه او اطلبي كمان مني انما انتٍ بتحسسيني بعكس كده خالص....
كلمة واحده خرجت من بين شفتيها انهت كل شئ بل وجعلته يترك لها نفسه أرضا لقلبه بكلمة تمني سماعها تردد بلهفه زائفة
= طب سهل الموضوع اديكي عرفتني بطريقي غير مباشره عاوز ايه وانا كده فهمت... تعالى حتى نجرب وبنفسك هتشوف أني اتغيرت....
حدق بـ زيتون عيناها وقال بعدم تصديق
= معقوله كمان بتطلبي مني انك عاوزه كده؟ لا كده كتير عليا بصراحه قاعده مستنياني وما نمتيش عشان تصالحيني وكمان بتطلبي مني نعمل علاقه.... متاكده انك كويسه يا حنين .
نظرت له مباشرة في عينيه بنظرات راجية متوسلة وقالت بابتسامة عريضة زائفه
= شفت مين فينا اللي بيغلس بقي؟ طب اعمل ايه عشان تصدق أن انا فعلا مش عاوزه ازعلك ونفسي اعمل كل اللي انت عاوزه وابسطك بس مش عارفه، بس هعرف لو اديتني فرصة أخيراً.... ممكن!.
❈-❈-❈
قبلها بعمق علي جبينها ثم ضمها بقوة إليه مبتسماً بشدة وهو يتذكر كل ما حدث للتو فبعد أن رأها بتلك الهيئة وهي تطلبه أيضاً بنفسها لذلك الأمر نسي غضبه ونسي حتي حزنه و اوجاعه منها.. في البداية تعامل معها بمنتهى الهدوء وانتظرت رده فعلها التي جعلته يتفاجأ من أنها تبادله وبوضوح ظهر مدي تفاعلها معه و رغباتها به... لم يصدق نفسه حقا.
وهنا سقطت حصونها وحصونه وبدأت تلك الليله التي كان فيها هو المعلم وهي التلميذه
وأخيراً شعر بأنها ترغب به كما يرغب... و سرعان ما عملها برغبة واشتهاء... لكن لا يعرف بأن كل ذلك كان مجرد تمثيله لا أكثر.
فتحت عيناها ببطئ بعد أن شعرت بيده علي كتفها العاري ثم أنفاسه الدافئة علي عنقها،
فضمها أكثر لاحضانه وهو الي الآن لا يصدق ما حدث فضحك من كل قلبه ورفع وجهها نحوه ليقول بنظرات عاشقة ونبرة حانية
= طب ما انتٍ حلوه أهو ويجي منك، كان فين الكلام ده من زمان.. حرماني منه ليه من اول يوم جوازه منشفه ريقي يا شيخه؟
كانت تسمعه بصمت أما هو كان شارد يعبث بخصلات شعرها، فنظرت إليه بأعين مرتبكه واحساس الذنب يتغللها لكنها لم تجد اي وسيله لإرضاءه إلا كذلك حتى وان كانت على حساب نفسها، فسألت بتشتت
=بجد اتبسط! طب الحمد لله، قلت لك بس كنت مكسوفه شويه و ابعد عني بقي ما تكسفنيش اكتر
في ذلك الاثناء انحني ليقبلها ولكن لم يجد إلا الهواء فقد تملصت من بين ذراعيه، فهتف بلهفة وهو مبتسماً بأستمتاع
= استني بس انتٍ رايحه فين مش لازم يا ستي الحمام اللي بتاخديه علي طول خليكي شويه معايا...
لكنها حاولت أن تدافعه عنها لتذهب للمرحاض قبل ان يلاحظ حاله النفور والقرف الذي حلت بها بعدما ابتعد عنها، خرج صوت حنين ضعيفاً للغاية ومتحشرجاً
= طارق مش كل حاجه بقى مره واحده عشان خاطري سيبني دلوقتي عشان مكسوفه أوي منك، و اوعدك مره ثانيه مش هستعجل على الحمام وهستناك ناخده سوا...
وعند تلك الكلمات مال عليها ينظر لها بعمق بسعادة ومشاعر هائجه، ليتحدث بمرح مع ابتسامه مرسومه علي شفتيه مع بعض مشاعره التي تغيرت بمراحل نحوها
= ده الظاهر امي دعيلي النهارده بذمه، بجد يا حنين هتعملي كده لا حلو التغيير ده اللي نط مره واحده... يعني كان لازم تطلعي عيني و وتخلينا نزعل وصوتنا يطلع.. ماشي يا ستي اديني سبتك اهو بس اوعي تكوني بتضحكي عليا انا خدت منك وعد .
حاولت رسم ابتسامة عريضة لتكمل باقي التمثيليه وأنها سعيده ولكنها كانت حزينة للغاية
= لا خالص مش بضحك عليك طالما وصلت للي انت عاوزه وبيسعدك...
❈-❈-❈
صعدت في تلك اللحظه زينه إلى منزل طارق وهي تحمل بيديها كعادتها طعام إلي طارق كونه يجلس بمفرده فلا تعرف بعودة حنين،
فكان بالها وفكرها مشغول بكل ما يقوله أو يفعله في أبسط الأمور تجذب اعجابها لكنها قبل أن تطرق الباب استمعت الى اصوات بالداخل، عقدت حاجيبها للاعلي قليلاً بتعجب ثم تحدثت مع نفسها بضيق دون مبرر
= في صوت جوه حد معاه؟ الظاهر حنين رجعت معقول لما شفته من شويه نازل كان رايح يجيبها؟ رغم انه كان زعلان منها أوي
ثم حاولت إقناع نفسها أنه ربما مل منها ولم يعد يحبها وهي تردد بضيق
= او جايز حد صالحهم على بعض انا مالي ربنا يهديهم لبعض، اما انزل بسرعه قبل ما حد يشوفني بالاكل ده ويسالني طالعه ليه....
لوت ثغرها بتآفف والتفتت لترحل بالطعام بخيبة أمل وهي تردد بحسرة وزعل علي حالها
= يا رب اوعدني بحد زي طارق كده، حتى لو انا اللي زعلته يروح يصالحني ويهمه أوي كده زعلي.. اوعدنا يا رب .
❈-❈-❈
كان طارق مشغولاً بالبعث على هاتفه حينما دق هاتف زوجته المحمول عدة مرات دون توقف أمسك به بيده ثم نظر إلى الشاشة ليظهر اسم إيمان، اعتلت الدهشة وجهه من اتصالاتها المتكرره ليقول بصوت عالٍ
= حنين تليفونك عمال يرن برقم واحده اسمها ايمان.. يا حنين سمعاني؟ مش دي مرات اخوكي محمود اتصلت كتير اوي لايكون في حاجه عندكم...
لم يأتي صوتها ولم تسمع من الأساس لذلك اضطر ان يجيب عليها خوفاً أن يكون هناك شيء خطير وعندما فتح الخط أسرعت الاخرى تقول دون توقف بفضول
= في ايه يا بنت عماله اتصل بيكي مابترديش على طول ليه؟ شكله حصل مش كده عشان تعرفي بس نصائحي اخرتها ايه، ما قلت لك يا حبيبتي مثلي زي ما كل الستات بتعمل انك مبسوطه باللي جوزك بيعمله وحياتك هتمشي زي الفل وانتٍ كمان هتصدقي نفسك مع الوقت انك مبسوطه مش قرفانه زي زمان منه... هاه طمنيني وبالتفصيل عاوز اعرف كل حاجه عشان اطمن على خطتي اللي نجحت وبجداره... انتٍ ما بترديش عليا ليه؟؟؟
خرجت في تلك اللحظه حنين وهي تلف الفوطه حول شعرها المبلل، لتنظر له بغرابة وهي تقول
= ايه ده هو تليفوني اللي معاك ده انت بتكلم حد منه ولا ايه؟!.
نظر لها بنظرات قاسية ونهض من مكانه و وقف أمامها في مواجهتها ثم هتف بحدة
= قلتلي من فترة ان في مشاكل في البيت عندكم اتخضيت وقلت ارد لما فضلت تزن.. بس رديت عليا ايمان مرات اخوكي وقالت كلام غريب أوي! يا ريتني ما فتحت عليها ولا سمعته.
صدمت حينما أدركت أن زوجها علم جزء من حقيقتها، لم تعرف ماذا تفعل كيف ستتصرف .. لقد بات الآن أمامها صعب لتقول بصوت متوتر
= ايمان دي دماغها ضربه احنا مش بناخد على كلامها اصلا بتقول كده حاجات ملهاش معنى.. هو انت سمعت ايه بالظبط منها .
أسرع ناحية حنين وأمسكها من ذراعيها بيديه، انتفض جسدها على الفور حاولت أن تفلت من قبضته ولكنه أصر على الامساك بها بعصبية شديدة، قبل أن يصيح بنبرة ميتة
= سمعت وعرفت ان اللي حصل بينا من شويه ما كانش الا مجرد تمثيليه منك عشان تحسسيني انك فعلا بتكوني مبسوطه معايا..
لا كمان عرفت انك كل مره كنت بقرب منك كنتي بتبقي قرفانه! طب بعيد ان انتٍ طلعتي اسرار بيتنا بره يا ريتك حكيتي لواحده نصحتك نصيحه كويسه مش تخرب عليكي! الكلام اللي قالته ده صح ؟!.
شعر بتجمد جسدها بين ذراعيه عندما أكتشف سرها، هي بالفعل ضعيفه وهشه وعديمه الخبره، ولا تعرف أين الصحيح والخطا لكن بالنهايه هدفها كان اسعاده لا أكثر وأن تزيح هذا الهم والثقل والشعور بالذنب من أعلى قلبها.. ابتلعت ريقها بصعوبة تهتف بنبرة خائفة
= لا مش بالظبط انت فاهم غلط اسمعني انا...
أبتعد هو عن مكانه ثم ضرب بقبضته بالحائط بكل ما أوتي من قوة بجنون، ليصرخ بشراسة
= انتٍ ايه وزفت ايه؟ هو انتٍ مين بجد حنين اللي حبيتها وكنت فاكره هي كمان بتحبني؟ عشان كده بسرعه اتخرجت ورحت دورت على شغل عشان اتقدملها و وقفت قدام أمي و قلتلها لا مش هتجوز غيرها... طب والنظرات ولمعه العيون اللي كانت ما بينا واللهفه و الاشتياق اللي كنت بحس بيهم لما اجي عندكم ده كله كان ايه مش حب زي ما انا كنت بقول لنفسي.. هاه رد عليا هو انتٍ عمرك حبيتيني بجد ولا انا كنت عايش في وهم مع نفسي..
كانت الأخري تسمع وهي مطرقه الرأس بذنب
بينما شعر أنه يختنق عاجز عن التنفس، وهو يشاهد كل شيء أنهار في لحظة أمامه فلقد هان عليها، لينظر لها بنظرات جافة باردة خالية من الروح مرددًا بخذلان
= تصدقي ان سالت السؤال ده ليكي متاخر أوي انتٍ بتحبيني زي ما انا حبيتك؟؟ رد عليا وبلاش تعملي تمثيليه زي اللي عملتيها من شويه واحنا مع بعض.. احسن انتٍ في الحاجات دي ايه طلعتي ممثله بارعه ده انا صدقت فعلا انك اتغيرتي في المدة اللي انا سبتك وكنت بعيد عنك عشان تحسي قد ايه بتدمري علاقتنا.. وفرحت انك مستمتعه بين ايديا .
ارتعش جسدها لتنظر له بنظرات نادمة فهي بالفعل كانت لا تريد ان تفعل هذه التمثيليه لكن ما باليد حيله وليس هناك أمر غير ذلك أمامها ارادت فعله لاجل سعادته دون التفكير بنفسها، فلما يحاسبها الآن وهي كانت تصارع نفسها وترهق نفسياً من هذا الأمر يكون جزائها بالنهايه هكذا .
حاولت حنين أن تتحرر من قبضته كانت تدفعه بكل قوة ولكنه كان محكماً قبضته عليها
فلم يستطيع التحكم في أعصابه و هو يصيح
بقسوة و قد نفذ صبره
= انتٍ لسه هتسهمي وترجعي تسكتي تاني وفري دموعك دي كمان عشان مش هتصدقها، انا مش فاهمه بتعملي كل ده ليه؟ ويعني ايه قرفانه مني في حد تاني مثلا ولا انتٍ بتكرهيني في العموم كده من غير اسباب و لا حكايتك ايه بالظبط انا تعبت وطهقت منك.. يا شيخه ملعون اليوم اللي حبيتك فيه على اليوم اللي اتجوزت واحده بارده زيك في كل حاجه.
إلى هنا لم تستطيع الصبر والضغط على نفسها اكثر من ذلك، فشعرت بآلام دون أن تتمالك نفسها أكثر لقد كانت تختنق بعبراتها وبدأت تعلو شهقاتها لتقول بصريخ بعناد
= انت اللي تعبت والله امال انا اعمل ايه؟ على الاقل حتى لو اتجوزتني غصب عنك زيي على الاقل مش بتحس بنفس الاحساس لما بتهرب مني! وكمان بتتهمني انا اللي بارده و ليه ما يكونش العيب فيك اصلا مش فيا كل ده... عاوز تعرف انا بقرف من ايه بالظبط بقرف من العلاقه لما بتقرب مني؟ لما تلمسني.. لما بتمارس القرف ده معايا.. عشان كده مش بطيق نفسي دقيقه وبجري على الحمام استحمى ولو لازم الامر كمان بجيب اللي في بطني كله .
وضعت كلتا يديها على وجهها هي تشعر بالحنق والغضب مما قاله قبل أن ترفع رأسها بحده من احساس الضغط الذي كانت تمارسه على نفسها خلال تلك الشهور لتضيف بغضب عارم وبشجاعة
= انا مش فاهمه انت بتلومني عشان ايه علشان بمثل يعني؟ طب ما تسال نفسك انا بعمل كل ده ليه عشان احاول اساعدك واخليك مبسوط حتى على حسابي! يا اخي ده انا حتى التمثيل لقيت نفسي بحس بنفس الاحساس اللي حسيته معاك اول يوم جواز وبرده ضغطت على نفسي، اعمل لكم ايه تاني
اقول لك على حاجه روح يا سيدي اتجوز واحده تحس معاها الاحساس دي وتكون مبسوطه وانت بتنام معاها.
صعق طارق بكل ما فيه وهو يستمع كلامها الجارح والحقيقه المره مما أصابه بالصدمة والدهشة فهل تزوجت به تحت ضغط من أسرتها فمعنى ذلك بأنها لم تحبه مطلقا، وقف مشدوهاً بما سمعه وظهر علي ملامحه متألم من كلماتها الأخري أنها تكرهه لدرجه تشمئز منه، لتكمل بوجع وهي تشير بإصبعها علي نفسها بصوت ضعيف خائف
= لكن انا مفيش مني رجاء ولا امل! ولا هتبسط بالموضوع ده ولا هطيق لمستك ولا استحمل عادي من غير ما اغسل جسمي من قرف قربك... انا حتى الاحساس عن التعبير عن كده قتلته جوايا
فاغراً فاه بعدم تصديق فالمعنى الحقيقي الى كلماتها لم يصله جيداً غير انها لا تطيقه وليس لديها عقد تركت اثر لذلك داخلها، ليهتف بقسوة وبنظرات حــادة
= هو اللي انا بسمعه منك دي حقيقه انتٍ ما كنتيش بتمثلي عليا بس من شويه لا طول حياتك بقى على كده.. وزعلانه عشان بقول عليكي بارده وجماده وما بتحسيش ولا عندك دم ولا مشاعر.. انتٍ ملعونه بايه
حاولت أن تستجمع قدر قليل من شجاعتها أكثر ليكف عما يفعل، حيث غضبت بشدة لتصرخ بنبرة عالية باتهام
= زيك ذي اي راجل على طول جبتها في الست! مش جايز انت اللي مش قادر تخليني أحس بالمتعه والعيب فيك مش فيا... ليه من غير تفكير جبت الحق عليا وما فكرتش انك راجل مش كامل! ومش مالي عيني ومش قادر تخليني احس كل الاحاسيس دي .
كان طارق في تلك اللحظه كالمجنون لم يرد أن يقترب منها مرة أخرى لانه يعلم جيد سيقتلها حتماً ليسكتها ولكن يقتله أمر خداعها له وظلت ألاف من الأسئلة تدور في رأسه يريد أن يعرف إجاباتها.. لكن ماذا سيفعل، هو لم يعد يتحمل البقاء إلى جوارها يشعر أنه يختنق ويريد تعنفها بشدة عتاب على ذلك الحديث المهين له...
حيث تحولت خلال لحظات ملامحه من الحنية إلى البرودة والقسوة و من السعادة إلى الشقاء من الود إلى الجفاء.. نظر لها مطولاً باحتقار شديد وهو يشعر بالاهانه والحذلان منها، فلقد استفزت رجولته بجرأتها عندما صارحت إياه بكل ذلك، بالإضافة إلى أنها أيضا اعترفت للتو أنها كانت مجبره علي الزوج منه بسبب ضغط عائلتها لا أكثر، فبالتاكيد بعد كل ذلك سيكون في موقف صعب للغايه ضدها ليصيح باحتقار شديد
= تصدقي بالله انتٍ حتى خساره فيكي أني أمد ايدي عليكي ولا أعاتبك.. انا مش راجل كامل ماشي! اللي مش مالي عينك ده هيدفعك دم قلبك وزمن الطبطبه بتاع زمان خلاص خلص حتى لو بحبك، كل كلمه قلتيها دلوقتي ولا كدبه كذبتيها عليا ووهمتيني هدفعك ثمنها غالي.. ولو عاوزه تسيبي البيت في داهيه انا إللي بقولها لك اهو خلي عندك كرامه ولما ارجع ملاقيكيش...
ما لم يدرك الاثنين أن زينه كانت تقف خلف باب المنزل ولم تمشي بعدما سمعت اصواتهم العاليه.. ولقد استمعت تقريباً إلى كل ما قاله الإثنين، اعتلت الصدمة وجهها فلم تتوقع هذا أبداً، صحيح كانت تشك أن هناك خطب ما بين الاثنين لكن لم ياتي في عقلها بأن الأمر يخص ذلك.. وعندما شعرت باقتراب احدهم من باب المنزل تحركت بسرعه الى الاسفل.
تحرك طارق للخارج وكل الغضب الدنيا يمتلكه بعد ان كشفها وعلم الحقيقه او نصفها والنصف الآخر كان يتخيله يبنه ضد حقائق غير صحيحه داخل عقله.
بينما تسمرت حنين في مكانها لا تدري ماذا تفعل، فا الوضع صعبة الآن مع زوجها، هي مصرة على أنها لم تخطئ وهو ظن السوء بها.. بل إنها تؤكد له بحديثها عندما لم تمتلك أعصابها، ارتكبت خطأ كبيراً وكيف ستحل تلك المعضلة الخطيرة ؟؟
❈-❈-❈
توجهت زينه إلى خلف طارق وهي تركض وراءه بالشوارع تهتف باسمه، حيث وجدته يقف وعلى وجهه علامات الضيق و الحزن
وقفت هي الأخرى أمامه وقالت بتوتر
= أستاذ طارق.. يا استاذ طارق لو سمحت أقف واسمعني بلاش تمشي وانت متعصب كده
بدل ما تعمل حاجه في نفسك
نظر لها مطولاً لتقول بسرعه بأسف وارتباك
= آآ انا اسفه والله غصب عني سمعتكم أصل الصوت كان عالي أوي.. كويس ان والدتك مش موجوده اصلا لا إلا هي كمان كانت سمعت، ممكن بس تهدى وبلاش العصبيه انا صحيح سمعت صوتكم العالي بس برده ما عرفتش سبب الخناقه ايه والظاهر انها حاجه كبيره
لم يتمالك طارق أعصابه وهو يقول بصوت متعباً متألم
= الموضوع فعلا طلع كبير وانا اللي كنت فاكر حاجه تافهه.. انا تعبت ومش عارف اعمل إيه اكتر من كده عشان بس تحن شويه على جوزها وتعبره وتديله شويه اهتمام! هو في حد يستحمل اللي انا استحملته ده اصلا وهي بـ... آآ دي مجنونه قالتلي في وشي روح اتجوز للدرجه دي مش فارق معاها لا وكمان طلعت ماكنتش موافقة تتجوزني وتقريباً اهلها أجبروها.. انا هتجنن كل ده يحصل وأنا ولا واخد بالي
اخذ نفساً عميقاً محاولاً التحكم في أعصابه
لكنه لم يستطيع إخماد الآلام داخله، ليضيف
باقتضاب
= بس كويس ان ده حصل عشان اعرف حاجه كنت بحاول اهرب منها من اول يوم جواز ومش راضي اعترف بيها.. انا اللي استاهل اني استحملت كل ده من البدايه اصلا على ولا حاجه
عقدت حاجيبها بفضول وهي تتسائل بقلق
= حاجه إيه اللي عرفتها ؟؟
أجاب بمرارة وهو يعلو وجهه علامات الضيق والغضب
=انها عمرها ما حبتني زي ما كنت فاكر و انها بتبادلني نفس شعوري و نظرتنا وابتسمتنا الحب الصامت زي ما كنت بقول ومسميه بينا كان بالنسبه لها مجرد إعجاب يمكن يكون راح اصلا انما انا طلعت بحب من طرف واحد.. عشان كده هي ولا حاسه بيا ولا حتى عاوزه تعافر عشان تصلح علاقتنا والقرف اللي احنا فيه ده بسببها اصلا .
مسح علي وجهه بارهاق وهو يشعر بالألم في حلقه، ثم تحدث بنبرة مقهورة
= بس هو انا ايه اللي غصبني على كده؟ بجد إيه اللي يخليني اتذلل وافضل صابر عشان الهانم تعبرني ولا احس إن متجوز ست! ولا حاسه بيا ولا انا عارف احس بيها.. وفي الاخر بتتهمني ان العيب فيا ومش راضيه حتى تعترف باخطائها..
حاولت زينه أن تهديء من روعه ولكنها عجزت عن هذا وردت بحزن عليه
= طب معلش انتوا الاتنين كنتم متعصبين أوي عشان كده كل واحد طلع اللي جواه من غير ما يحس وجرح التاني.. عشان كده ما تاخدش على الكلام ده! وتفضل تفكر فيه وتجرح نفسك اكتر.. جايز على فكره هي كمان دلوقتي حالتها صعبه و ندمت على اللي قالته ويمكن انت فاهم غلط وهي بتحبك
كان فقط البرود والجمود يسوده فقد صار روحاً معذبة تكتوي بجرحها له، بصوت متهكما
= بتحبني! اصلك ما شفتهاش ولا تعرفي من اول يوم جواز القرف اللي انا عايش فيه بالظبط ولا سمعتي كلامها اللي قالته فوق ولا عمايلها المتهوره اللي ما فيش حد عاقل يعملها.. دي ولا بتحس ولا بتحب ولا ندمانه حتى دي تلاقيها كالعاده دلوقتي بتلم شنطه هدومها عشان تغضب عند اهلها.. طبعا وانا الحمار اللي اجري وراها وافضل اطبطب و ادادي.. مش انا في الاول كنت بجري واتاسف حتى لو غلطان و اقول معلش ما انا بحبها وما اقدرش استغنى عنها لازم اتنازل وما فيش كرامه بين اتنين بيحبوا بعض بس اديني اكتشفت دلوقتي ان انا اكبر مغفل وعمايلي دي كانت بتخليها تتمادى اكتر في اذيتي .
حاولت ادعاء عدم الفهم حتى لا يسئ الظن بها لكنها نظرت إليه بعطف وحسرة بأن شخص مثله مناسب لتلك الفرص وبالأخير يعشق فتاه لا تشعر به وهي تتمني ولو جزء بسيط من تلك الحياة، فحقا تري حنين فتاه مستهتره لا تشعر بقيمه ما بيدها.. ابتلعت ريقها بتأثر وهي تردف بنبرة حزينة
= هي للدرجه دي المشكله كبيره وهي اذيتك! انا ما اعرفش ايه اللي جري لحنين بالضبط زمان واحنا عيال صغيرين في المدرسه كنا بنتمنى حد يحبنا ويهتم بينا ويعوضنا عن اي حاجه شفناها وحشه في حياتنا.. وانا للاسف وقعت مع واحد خلاني اكره حياتي كلها وفي الاخر اتجوز عليا وما لقيتش الشخص ده لحد دلوقتي... انما لما شفتك وشفت معاملتك لحنين قلت يابختها الامنيه بتاعتها اتحققت وانا لا!.
لامست يده بحنان كتخفيف عنه لا ارادياً بيديها ثم وجهت بصرها اليه بأعين دامعة وهي تردف بحسرة
= هي بجد مش عارفه قيمتك انا كانت اقصى حتى احلامي ان حد يشاركني في اجواء بيتي مش يفضل يامرني ويشخط ولما بعمل كمان ما بيشكرش.. وحد يهتم بيا ويكون قلبه عليا حتى لو انا اللي غلطانه ويتنازل ويتاسف وما يفكرش في كرامته ولا يفضل يعند.. صحيح الدنيا دي غريبه! و الأمنيات والاحلام الجميله اللي بنتمناها بتروح لغيرنا.. وحتى غيرنا لما بتروح لي بيكون مش مقدرها
نظرت زينه له برجاء وكأنها تتوسل له أن يكون بجانبها ويحميها دون قول.. لكنها سرعان ما انتبهت على نفسها لتهتف بحرج وحزن
= انا اسفه والله ما قصدي ازود عليك ولا اكرهك فيها، حقك عليا انت في ايه ولا في ايه اصلا عشان تسمع كمان مشاكلي و...
لم يستمع الى حديثها الاخير فكان شارد في حنين، كم بات الآن يبغضها يريد الانتقام منها هي خدعته وأوهمته أنها تحبه وتبادله نفس الاعجاب وسعيده معه ولكنها لم تكن كذلك.. لكن يقسم ان كم أضنى هذا قلبه بحبها سيكون الجحيم الذي بحياتها الآن.. ليهتف فجاء قائلاً بجمود
= زينه تتجوزيني!.
صدمت زينه مما قاله طارق لها، ولم يبدو عليها أي تلميح للقبول او الرفض أيضاً ليكمل الآخر باصرار كانتقام لكرامته التي هدرت على يد زوجته وحبيبته
= وقبل ما تفكري ترفضي عشان صاحبتك فهي اللي طلبتها مني أصلا وانا لسه دلوقتي اعترفت لك ومتاكد انها مش بتحبني ولا هيفرق معاها الخطوه دي ولو عملناها بجد ولا هتهتم بيا.. صحيح ما بنحبش بعض! بس يمكن الحاجه اللي مش لاقيينها في حياتنا نلاقيها لما نقدم على الخطوه دي ؟..
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺