رواية واحترق العشق الشرارة السادسة والعشرون والسابعه والعشرون والثامنه والعشرون والتاسعه والعشرون والثلاثون والحاديه والثلاثون بقلم سعاد محمد سلامه حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

 رواية واحترق العشق الشرارة السادسة والعشرون والسابعه والعشرون والثامنه والعشرون والتاسعه والعشرون والثلاثون والحادية والثلاثون بقلم سعاد محمد سلامه حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية واحترق العشق الشرارة السادسة والعشرون والسابعه والعشرون والثامنه والعشرون والتاسعه والعشرون والثلاثون والحادية والثلاثون بقلم سعاد محمد سلامه حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


💜«زائر الليل»

بـ مارسليا

زفر هاني نفسه بيأس حين إنتهي الرنين دون رد شعر بغيظ من عدم رد فداء عليه، بالتأكيد تتعمد ذلك منذ معرفتها بشأن سفره مع هيلدا قبل أيام

إزداد غيظه ضيقًا وغضب، حين شعر بضم هيلدا له وكذلك تقبيلها لظهره شعر بإشمىزاز من طريقتها الفجه فى إغواؤه المستفز، إستدارت بجسدها وقفت امامه رفعت يدها تضمها حول عُنفه تُقبل وجنتيه، وشِفاها، تشعر بعدم قبوله لذلك، لكن همست:

أعشقك هاني، لا تدع تلك المُشعوذة المُشعثه تنجح فى خُبثها اللئيم وتسحرك بالدلال عليك.

فجاجتها كذالك فهم انها تقصد فداء جعله يشعر بالتقزُز منها، ومن نفسه حين إستجاب معها بتلك العلاقه الحميميه التى كانت علاقه مُهلكه ليس جسديًا بل نفسيًا له،

شعرت بنشوة خاصه مُزدهرة فى قلبها حين بادلها هاني ذلك اللقاء العاطفي،ظنت أن سِحر تلك الدجالة أصبح يآتى بمفعول معها،ها هو بادلها الغرام وأشبع رغبتها دون جموح،وضعت رأسها فوق صدرة التى وضعت قُبله عليه،عبثت بآناملها بإثارة فوق صدره،بينما هو مازال بلا مشاعر ناحيتها، يُحرك قلبه وعقله شوق خاص لقُبلة من فداء أغمض عينيه وإستسلم لغزو خياله وعبثها معه بتلك العلكه، تذكر اول لقاء بمحل البقاله، غصبً إبتسمت شِفاه بتوق حقيقي لقُبله منها… لكن غصبًا فتح عينيه نظر الى هيلدا التى تلمع عينيها، فجأه ذهب ذاك الا أنه يشعر بعذاب الضمير بعد مواجهة فداء له بعد أن سافر مع هيلدا وتذكر تلك الليله

[بالعودة ـ ليوم سفر هيلدا]

بدموع التماسيح إستقبلت هيلدا هاني بتلك الغرفة التى وضعها بها امن المطار إعتذارًا على سوء الفهم

لم يخيل على هاني تلك الدموع وسألها:

فى إيه حصل.

اجابته وهى تحتضنه تدعى الرهبه من الموقف:

آمن المطار شكوا بمحتويات الحقيقه بسبب تصفير جهاز الإنذار وقاموا بتفتيش حقيبتي وجدوا تلك العلب موجوده بها، يبدوا أنهم ظنوا إنى إرهابيه.

إبتعد عنها هاني ونظر الى تلك العلبتان الموضوعتان فوق تلك المنضدة،للحظه تبسم،فهم أن ذلك مقلب من فداء،لكن عادت تتشبثت به هيلدا،ترتعش كذبًا تقول:

أنا خائفه هانى لم يسبق ان حدث لى ذلك، لا أعلم كيف وصل هاتان العلبتان الى حقيبتي، لابد ان من وضعتهم هي تلك المشعوذة الشعثاء، ارادت أن تأذيني بالتاكيد، هى تستغل ضعفك معها هاني ارجوك لا تدعها تنتصر علي، هى قالت له أنها سوف تسحر لى لتراني مسخًا وتكرهني.

تهكم هاني، هو فعلًا، يراها اسوء من مسخ، ويكرهها، عاود الإبتعاد كانها قائلًا:

دى أكيد مزحه من فداء، يمكن زيادة شويه…

قاطعته هيلدا بإدعاء البكاء:

لا هذه ليست مزحه،انا أخاف منها هاني،كما إنى أخاف عليك منها،إنها مشعوزة ارجوك هاني سافر معي الى فرنسا،لابد أن تبتعد عن هنا قبل ان تسحرك تلك الفتاة أنا أخاف عليك.

-تسحرك تلك الفتاة

هو أصبح فعلًا يشعر بإنجذاب إليها، لا ليس مجرد إنجذاب بل إشتياق، لو ظل لأكثر من ذلك…

-ماذا

ماذا هل توغلت من مشاعرك الموؤدة وحركتها

لكن انت حائر لا تعلم حقيقة تلك المشاعر هل هي مجرد زهوة البدايه،أم مشاعر أخري تجهلها،

حِيره بعقله وقلبه الذى يقع بالعشق لاول مره رغم عُمره الاربعون لكن لم يعرف العشق طريق قلبه سابقًا ألهته الحياة،بزوحة تفرض نفسها عليه فرضًا لا تدع له الإختيار،كذالك زواجه من فداءكان فرضًا،لكن هنالك مشاعر لا يفهمها عليه معرفتها،ربما كانت مشاعر ذكوريه فقط،قرر بلحظات السفر مع هيلدا،لكن كان قرار خاطئ،الآن عرف حقيقة مشاعره

هو يعرف الحب لاول مره، يشعر كأنه عاد شابًا بالعشرون، يخفق قلبه إشتياقًا لسماع صوت تلك المُستفزة التى حركت قلبه،

[عودة]

عاد مُتنهدًا يبغض عبث هيلدا على صدره، إبتعد عنها ونهض من الفراش، يبغض نفسه على ما حدث، يفكر أصبح أمر إنفصاله عن هيلدًا أمرًا إلزاميًا حتى لو غادر فرنسا، لم يعُد بحاجه الى أموال الغُربة.

بمنزل هاني

خفق قلب فداء بحنين حين رأت هوية من يتصل عليها، لثواني أجبرها قلبها ان تقوم بالرد وسماع صوته، لكن توقفت قبل ان تضغط على ذر الإجابه، وقالت بنهر لنفسها:

قلبه حن له، وهو مفتكركيش غير تانى يوم وقالك أنه سافر مع الحيزبون، اللى قدرت تسيطر عليه وخدته معاها، فوقي يا فداء قلبك هيدمرك، خلاص.

تراجعت عن الرد على الهاتف وتركته بالغرفة وذهبت الى غرفة المعيشه تسطحت بجسدها فوق تلك الآريكه التى إتخذتها مخدعً لها منذ سفر هاني، تنهدت تكبت تلك الدموع بعينيها لن تكون ضعيفه، ستظل كما كانت أقوي دائمًا وأمر إنفصالها عن هاني واردًا مع الوقت.

❈-❈-❈

بعد مرور أكثر من عشرون يوم.

بمنزل شعبان

دخل شعبان يستند على إبنته الصغري التى تبسمت له قائله:

نورت البيت يا بابا، أخيرًا الحمد لله خرجت من المستشفى.

تبسم لها بينما كانت خلفهم كل من هند وهانم التى قالت بنزق:

اللى يشوفك يقول إنتِ اللى كنتِ مرفقاه فى المستشفى وبتسهري جاره طويل الليل، أنا اللى كنت متبهدله جانبه.

نظرت لها هند بإستهزاء قائله:

مش جوزك حبيبك وانتِ الاولى برعايته.

زغرت هانم لها وصمتت، دخلن الى غرفة النوم، ساعدت شعبان على الاستلقاء، بينما هند وهانم وقفن جوار بعضهن، تبسمت قائله:

الأدويه جبناها معانا ولازم زي الدكتور ما قال بابا ياخد العلاج فى مواعيد مُنتظمة.

وقفت هند تُربع يديها تستند على حائط الغرفه نظرت ناحية هانم قائله:

ماما طبعًا كانت مرافقاه فى المستشفى وعارفه مواعيد العلاج.

شعر شعبان بتلميحات هند وسألها:

لما كنت فى المستشفى أنتِ قعدتى كام يوم متزورنيش.

نظرت هانم ناحية هند بتحذير، إستهزات هند منه وقالت:

كنت مسافرة فى شغل، حمدالله عالسلامه، انا حاسه بشوية صداع هروح انام ساعتين أكيد لما أصحي هبقى أفضل.

تنهدت هانم براحه حين غادرت هند بينما نظرت نحو إبنتها الاخرى بتحذير قائله:

انا كمان حاسه بتعب هروح أريح ساعتين على ميعاد العلاج إبقى صحيني.

إستغربت إبنتها من ذلك، لكن اومات براسها قائله:

انا هجيب كُتبي وأقعد جنب بابا اذاكر، عشان لو إحتاج لحاجه.

أومات هانم براسها وغادرت، كذالك ذهبت إبنته الصغري كى تاتى بكُتبها، بينما نظر شعبان فى إثرهن، شعر بالإنحواج وتخليهن عنه، لو غيرهن لجلسن جوارهُ، لكن هذا سد دين الماضي،ولدهُ الذى كان من المفروض ان يكون سنده الآن بعيد يعلم أنه مريض ولم يآتى لزيارته،إكتفي بسد نفقة العلاج فقط،او ربما من ارغمته على ذلك هى حسنيه،تنهد بندم،لكن مضي وقت تصحيح الماضي.

بغرفه اخري دلفت هانم خلف هند توبخها:

إيه كنتِ هتقولى لابوكِ إنك كان مقبوض عليكِ فى قضية سرقه،عاوزاه يرجع للمستشفى تاني،هنجيب مصاريفها منين.

تهكمت هند من حديث والداتها،وضحكت بسخريه منه،لا يفرق معها صحة زوجها مثلما تخشى على مصاريف المشفى،تفوهت بآسف:

مش عماد هو اللى إتكلف بالمصاريف،إيه اللى مضايقك كده،ولا عشان الفلوس مكنتش تحت إيدك تتحكمي فيها،كان فى وسيط بياخد من عماد وبيدفع هو… اللى لو إتبدل الوضع وعماد هو اللى إحتاج مصاريف من بابا عشان علاج كان هيستخسرهم فيه زى ما رماه زمان من حياته وياريته بدله بحاجه احسن بالعكس انا حاسه بابا طول عمره عايش فى بطر بيحب الشئ البعيد عن إيديه،وعاوزه بالسهل مش عاوز يتعب نفسه،متاكده إنه بيحب أم عماد وده سبب غِلك منها ودايمًا تتعمدي تجيبي سيرتها بالسوء مع إنها هى اللى دفعت تمن علاج بابا مش عماد، آه هى فلوس عماد بس هى اللى بعتتها، عماد مكنش يعرف إن بابا مريض وإتفاجئ مني، شوفتي الست اللى طول عمرك بتحقدي عليها عشان مكانها فى قلب بابا، هى اللى إتزكت عليه من فلوس إبنها اللى حاططها تحت رجلها، وهو كمان معندوش أغلى منها مش عشان رد جميل لاء عشان ده فرض عليه من قلبه اللى عارف مين صانه ومشي معاه على درب الحياة، مش اللى باعوه عشان نزوة او ست بتصور له إنه الاغلى وهى كدابه جواها غِل وحقد وطمع وجشع.

صفعه تلقتها هند من هانم التى نظرت لها بغضب قائله:

لسانك بقى طويل ولازمك حد،كل ده عملته ليه مش عشانك إنتِ واختك.

وضعت هند يدها فوق خدها ونظرت لـ هانم بغضب قائله:

لاء مش عشانا،عشان جواكى غِل،عماد لو مش هو كان زماني مرميه فى السجن

تهكمت هانم قائله:

ياريته كان سابك كنتِ إتربيتي شويه.

تهكمت هند من رد فعل هانم التى غادرت الغرفه وصفقت خلفها الباب بقوة، جلست على الفراش تشعر كآنها مثل الشريدة، بلا مأوي، حتى إن كان هنالك حيطان تأتوي بها، لكن بلحظة كانت تلك الحيطان سجن كان من الممكن ان تظل به لولا ان إستنجدت بـ عماد

دموع سالت من عينيها وهى تتذكر ذاك اليوم وهى بقسم الشرطة بعد أن قضت ليلتان كاملتان ببؤس السجن، قبل ان تُعرض على النيابة مره أخري، لحُسن الحظ انها كانت تتذكر رقم عماد التى أخذته من مدير ذاك المصنع، حفظت الرقم دون درايه منها، أو ربما كان لسبب لا تعلمه، الآن عرفت السبب، كان لإحتياجها، طلبت الإتصال من أحد أفراد الشرطة الذى سمح لها بذلك

طلبت الرقم وإنتظرت بأمل واهي، ربما شخص مثل عماد قد لا يرد على رقم على يعرف هويته، لكن كان حظها انه كان مازال بمنزله ووالدته ربما هى من أرغمته على الرد، هى علمت من أخيها بشآن القبض على هند وكانت ستتحدث مع عماد بذلك، لكن الهاتف منعها، قام عماد بالرد وسمع توسلها له ان ينجدها من مصير مُظلم خلف القُضبان، صمت عماد، ظنت أنه لن يهتم لامرها، لكن حين أخبر حسنيه كانت نظرة عينيها له أمرًا، وجاء لها، وقام بدفع كفالة الخروج على ذمة القضيه التى مازالت المُشتبه فيها لم يعثروا على تلك السارقه رغم انها قدمت لهم بعض الأدله رقم هاتفها التى كانت تتواصل بها لكن كان رقم الهاتف مُسجل بإسم شخص متوفي منذ عام تقريبًا، تنهدت تشعر بضياع لو طالت المُدة ولم تستطيع الشرطة الوصول الى تلك السارقه التى اجادت اللعب عليها ودخلت لها من منطقة الطمع فى قلبها، ندم حين قابلت عماد مع محاميه الخاص، وأخبرته ان والدهما مريض لم ترى له أى رد فعل الا حين علم ان هو من يُنفق عليه ذُهل لكن سُرعان ما إرتسمت بسمة وهو يعلم ان من فعلت ذلك هى والدته، غادر عماد بمجرد ان أوصلها أمام منزل والدهما، إستحت هند ان تقول له تفضل هذا منزل والدنا، أو خشيت ان يرفض ذلك بالنهايه سيان الأمر، تسطحت على الفراش تنظر فى الا شئ تشعر بإختناق وخوف مُرتقب من الغد، قد تعود للسجن مره أخري.

❈-❈-❈

بمركز التجميل

كانت سميرة بغرفة الإدارة، تجلس تنظر الى إحد مجلات الإعتناء بالجمال، تتصفحها كي تُصبح على دراية بأحدث صيحات الجمال…

حين صدح رنين هاتفها، نظرت له وتبسمت وتركت تلك المجله، وقامت بالرد سمعت

قول حسنيه بعتاب:

بقالى فترة مشوفتكيش مش هقول حماتك، هقول مش ماليش قيمة عندك.

شعرت سميرة بالإستياء من نفسها قائله:

والله قيمتك عندي عاليه وغاليه أوي، بس…

قاطعتها حسنيه:

بس إيه، هتتحججي بالشغل، خمس دقايق وأنتى رايحه الصبح او وانتِ راجعه مش هيقصروا معاكِ، إنتِ عارفه معزتك عندي زي عماد بظبط والله والأعز منكم الإتنين هى البسكوته اللئيمه روح قلبي يمنى مش بشبع منها هاتيها وتعالي النهاردة بعد الضهر شويه، وعماد مسافر إسكندريه ومش هيرجع غير بالليل.

خفق قلب سميرة قائله:

حاضر يا طنط، هجيب يمنى ونجي لحضرتك بعد الحضانه.

إنشرح قلب حسنيه قائله:

طب يلا الميعاد قرب هستناكم وهعمل لـ يمنى البسكوت اللى بعمله لـ عماد بيحبه اوي من إيديا.

مازال قلب سميرة يخفق كذالك عاد ذاك الدوار مره أخري، حاولت السيطرة على نفسها قائله:

تسلم إيديك يا طنط، يمنى كمان بتحب البسكوت ده أوي.

تبسمت حسنيه هى تقصد سيرة عماد، لديها يقين بأن هنالك سر بين الإثنين، ولابد ان تعلمه، منظر عماد وتهربه منها طوال الفترة الماضيه له سبب يخُص سميرة…

أغلقت سميرة الهاتف وقامت بوضعه امامها تنهدت كادت تنهض لكن شعرت بالدوران ظلت جالسه،هذا الدوران المصحوب بغمة نفس ليس جديد عليها،شعرت به وقت بداية حملها بـ يمنى

“حمل”

نطقها لسان سميرة بصعوبه،ولامت نفسها قائله:

مستحيل تبقي مُصيبه لو فعلًا حامل…خلاص طلاقى من عماد بقى شبه أمر واقع فى أى لحظة،هو حتى بطل يتصل عليا من آخر ليله…تنهدت بحِيرة تضرب عقلها عليها التأكد

لكن سأل عقلها:

ولما تتأكدي وفعلا طلعت حامل هعمل إيه،عماد خلاص بقى فى دماغه غيرك تليق بمقامه،حتى لو بقيتي صاحبة أكبر بيوتي فى مصر هو عارف أصلك إيه،يارب يطلع ظني كدب.

❈-❈-❈

بأحد مصانع الغزل بـ الاسكندريه

تفقد عماد سير العمل بذاك المصنع وبصحبته كانت چالا أثنت على جودة العمل بالمصنع، ثم خرج الإثنين معًا الى مكان وجود سيارة عماد

الذي ترجل منها السائق وقام بفتح الباب الخلفي اشار عماد بيدهُ لـ جالا التى صعدت اولًا، ثم هو خلفها، بالصدفه أثناء إعتدال عماد بجلسته لمست يدهُ يد چالا، تآسف بذوق، بينما تبسمت چالا بغنج انثوي، سار بينهم حديث عن العمل، كان عماد محافظًا على خطوط خاصة،لكن چالا كان لها تلميحات وأسئله يرد عليها بذكاء الى أن أوصلها الى مصنع والدها،ترجل معها من السيارة،عزمت عليه قائله:

بابا أكيد لسه فى المصنع خلينا نشرب قهوة سوا ونتفق على بقية مشروعنا سوا…

وافق عماد بذوق قائلًا:

أكيد فعلًا محتاج للقهوه، ويشرفني أستفاد من خبرته الطويله.

تبسمت جالا تشعر بإنشراح،على ما وصلت به من تقارب بينها وبين عماد بالفترة الأخيرة.

بعد وقت نهض وغادر وتوجه الى منزله،

بينما أثني والد چالا على ذكائها قائلًا:

واضح إن ليكِ تأثير على عماد.

تنهدت تبتسم قائله:

فى الفترة الاخيرة فعلًا قدرت أقنعه بفكرة إننا ننشأ مصنع سوا بمنطقه سكنيه جديده على مساحه كبيرة وطبعًا نسيتنا هتبقى التلت،وهو وشريكه التلتين.

تبسم والدها قائلًا:

برضوا معرفتيش منه الشريك الخفي ده.

ردت چالا:

اللى إستشفيته إن شخصية عماد كتوم، ومش بيصرح لأي حد عن شئون شغله ولا حتى حياته الشخصيه، يعنى عرفت منه انه متجوز وعنده بنت، شوفتها بس مشوفتش مراته ولا بيتكلم عنها، اعتقد ان حياته معاها يمكن مش مُستقرة حسيت كده.

لمعت عين والدها ببسمه خبيثه فهمتها چالا قائله:

بصراحه مش بنكر إعجابي بـ عماد كشخصيه قياديه، لكن انا شخصيه عمليه ويهمني شغلي فى المرتبه الاولى، لكن لو فى إرتباط يعزز طموحاتي أكيد هرحب بيه

❈-❈-❈

بمنزل هانى فى البلده

تحدثت فداء مع إنصاف التى تقف خلف الى المنزل تبسمت لها قائله:

إبقي إدعيلي يا طنط وإنتِ بتصلي فى المسجد.

تبسمت لها إنصاف قائله:

هدعيلك بالخلف الصالح اللى يسُر قلبك إنتِ وهاني عن قريب يااارب أسمع منك البُشري.

خفتت ملامح فداء، وشعرت بغصه من ذلك، لاحظت إنصاف ذلك، ربتت على كتفها قائله:

هروح الحق صلاة الجماعه وهدعيلك إنتِ وبسنت يا عيني منووشه فى الدروس والمذاكرة،ربنا يسهل لكم كُل عسير .

تبسمت فداء،قائله:

هروح لـ بسنت اشوفها إن كانت محتاجه لمساعدة أساعدها.

تبسمت لها إنصاف قائله:

ربنا يسعد قلبك بنيتك الصافيه يااارب.

آمنت فداء على دُعائها، بينما غادرت إنصاف، ذهبت الى غرفة بسنت طرقت على الباب وإنتظرت قليلًا حتى سمحت لها بالدخول

طلت فداء برأسها من فتحة الباب قائله بمزح:

هعطلك عن المذاكرة عبر الهاتف رُفقاء الدراسه المسحولين

تبسمت لها بسنت قائله:

لاء مش بكلم رُفقاء الدراسه المسحولين ده خالوا هاني.

خفتت بسمة فداء وشعرت بوخزات فى قلبها، فكرت أن تتهرب بأي حِجه، لكن مدت بسنت يدها بالهاتف قائله بمزح ودلال:

طبعًا سمعت صوت فداء هى خدت مكاني

خدي خالوا اول ما سمع صوتك قالى خليها تكلمني، طبعًا انا بقيت رقم إتنين، وبقى فى الأهم مني.

تهكمت فداء بداخلها بإستهزاء، فإن كان هنالك رقم إثنين بالتأكيد هي فهنالك من هي أهم منها والدليل سفره معها وتركها دون الالتفاف لمشاعرها انها زوجة حديثه…

لكن ماذا يظن أنها حقًا كما قالت لها تلك الحيزبون المُتصابيه هيلدا مجرد زوجة لوقت لغرض الإنجاب وانها هى صاحبة الاهمية، بل صاحبة قلبهُ ومشاعرهُ…واهم هى لن ترضخ لمشاعرها نحوه مره ثانية… لكن حاولت إخفاء

مشاعرها، وأخذت الهاتف من يد بسنت وقامت بالرد على هاني الذى

إنشرح قلبه حين سمع صوت فداء وهى تتحدث مع بسنت، وطلب منها ان تُعطي لها الهاتف يُحدثها، ربما توافق وتقوم بالرد عليه، فهي مازالت تتغاضي عن إتصالاته بها، كذالك قليلًا ما ترد على رسائله وبإختصار، خفق قلبه حين سمع صوتها قائلًا:

إزيك يا فداء.

ردها كان بسيط ومختصر تعمدت عدم السؤال عنه :

الحمد لله.

شعر بنبرة الإختصار بحديثها حاول جذبها للحديث معه قائلًا:

بتصل عليكِ ليه مش بتردي عليا.

أجابته وهى تنظر الى بسنت التى شعرت بالخجل وتحججت قائله:

هروح أعمل شاي واجيب كيكه من اللى تيتا عملاها.

أومات فداء براسها مُبتسمة،ثم قامت بالرد ببرود:

موبايلى بايظ وبيهنج وبيفصل لوحده.

يعلم ان ردها كذب لكن مازال يود الحديث معها قائلًا:

هبعتلك واحد من هنا،عاوزاه زي اللى مع بسنت ولا تفضلي ماركة معينه.

تنهدت قائله:

شكرًا مش عاوزه خالص اللى معايا كويس هو محتاج شوية تظبيطات وهيرجع زي الاول،الآدان بيأذن والصوت بيلغوش ومش عارفه أسمعك.

قبل ان تغلق فداء الهاتف سمعت قول هانى:

أنا راجع مصر آخر الأسبوع.

❈-❈-❈

بـ ڤيلا عماد، إستقبلته حسنيه مُبتسمه، شفقت على ملامحه المُرهقه والمسؤمه قائله:

مساء الخير يا عماد، إيه آخرك كده.

وضع يده حول عُنقها قائلًا:

شُغل بس إيه اللى مصحيك لدلوقتي إنت بتصلي العشا وتنامي.

تبسمت حسنيه قائله بتعمُد:

يمنى وسميرة كانوت هنا ولسه ماشين من شويه،لو كنت جيت بدري شويه كنت وصلتهم للشقه.

إنتفض قلب عماد سائلًا بإستغراب:

سميرة كانت هنا.

ردت حسنيه:

أيوه ومالك مستغرب كده ليه،سميرة المفروض تعيش هنا،بس الغريب مش عارفه إنت إزاي قابل بالوضع ده، سميرة شكلها تعبانه طول الوقت كانت قاعدة مش عجباني ولما سألتها قالت إرهاق من الشغل، بس أنا مش صغيرة، واعرف افرق بين إرهاق الشغل والتعب، سميرة صحتها مش كويسه،إنت بقالك قد إيه مشوفتهاش.

رجف قلب عماد،وصمت ماذا يقول لها،أنه مُشتاقًا يلتاع قلبه لكن الكبرياء يمنعه.

تنهدت حسنيه قائله:

سبق وقولتلك يا عماد”كُتر الجفي مرار ”

انا متاكده إن فى مشكله وبين سميرة بتحاولوا تخفوها عني،بس عايدة قالتلى إن سميرة طلبت منك الطلاق،وكنت متوقعه ده كن زمان،حياتكم زي إتنين أصحاب بيتقابلوا مع بعض،إنسي الماضى وإفتح قلبك وروح لـ سميرة إشتريها هي وبنتك،الماضي…

-الماضي

الماضي اللى دايمًا تطلبي مني انساه قوليلى إزاي أنسي،لو نسيت أول ما ببص فى المرايه بفتكرهُ

توقف للحظه ونزع ملابسه العلويه وضع يده على ذاك الأثر لتلك الندبه الكبيرة بكتفه من الخلف قائلًا:

أنسي إنى قاومت موج كان ممكن يغرقني،ولا رصاصه بسببها كان ممكن بلحظه اموت،ولا هروبي من المستشفى وانا محتاج علاج خوف لا يعرفوا إنى داخل البلد بدون اوراق رسميه وإن الرصاصه اللى كانت فى جسمي رصاصة شرطه،ولا ايام كنت بنازع من الآلم وإتحملت كل ده ليه،عشان يوم ما ارجع الاقي سميرة بتتزف على غيري.

تدمعت عين حسنيه قائله بآسى:

مكنش لازم تفكر تتحوزها بعد ما أترملت يا عماد، يمكن بعدها عنك كان نساك الآلم اللى عشته.

أجابها عماد:

ياريت كنت قدرت، اول ما شوفتها قلبي رجع يحن من تاني لعذابه.

❈-❈-❈

بشقة سميرة

نظرت الى ذاك الإختبار التى آتت به من الصيدله أثناء عودتها مع يمنى، نتيجة الإختبار تؤكد ما شكت به، هى حامل

شعرت بمشاعر واجمة فى قلبها، تركت الإختبار وخرحت من الحمام ذهبت نحو الفراش تمددت عليه

نظرت سميرة الى يمنى النائمة جوارها

زفرت نفسها تشعر بضياع

ذاك الإكتشاف أنها حامل بجنين آخر من عماد

لماذا كلما وصلوا لطريق الفُراق جاء ما يربط بينهم،

جنين آخر في المرة السابقة ردها عماد الى ذمته، دفعت ثمن ذلك بهوان منها وتنازل عن كرامتها كثيرًا، كان لديها أمل مع الوقت يعود لها عماد العاشق التى كانت تخجل من أحاديثه عن هيامه وغرامه بها عبر الهاتف، شوقه للعودة إليها وإتمام زواجهم بسعادة، كل ذلك كان مثل غُصنان فى وسط الريح ، إنكسرا مع أول هبة رياح، وحودهما معًا يحرقهما.. اصبح على كُلً منهم أن يسير بإتجاه معاكس للآخر… لكن لم يتحقق أملها،بل عاشت عذاب إيلام عينيه لها،لن تسمح بأن تظل تشعر بالإهانه والتهميش في حياته،

تنهدت بقوة تطلق صراح دموع قلبها ، لكن فجأة سمعت صوت جرس الشقه لم يتحير عقلها بمن الذى يدُق عليهن جرس الشقه بهذا الوقت تعلم بهوية… من الزائر الليل.


الشرارةالسابعه والعشرون« 💜💜كآنها تملكها شيطان»

بمنزل هاني

عدلت إنصاف إحد الوسائد ثم وضعت رأسها عليها تتنهد بسعادة قائله:

كنت عارفه هانى لو له زوجه هنا كان هيتلهف عليها وأهو صدق إحساسي هو هانى إتعلق بـ فداء.

تهكم حامد المُسطح جوارها يشعر بمقت:

بقى هيتعلق بـ فداء اللى لسانها بينقط سم، وياريتها ونص جمال هيلدا، مش مصدق إنه هيجي هو كتير كان بيحدد ميعاد ينزل فيه لـ مصر وبيتراجع فى آخر الوقت، بلاش تعشمي نفسك، مش أول مره تحصل.

نظرت له إنصاف شعرت بإستنكار قائله:

لاء هيجي، وبلاش تقول الكلام ده قدام فداء زى ما حصل العشا.

تهكم حامد قائلًا:

إنتِ اللى بتعشميها،وكمان مدلعاها أوي وسيباها بمزاجها تروح تقف مع أبوها فى السوبر ماركت…كآنها مش فى عصمة راجل.

زفرت إنصاف قائله:

فيها إيه لما تساعد أبوها على ما يشوف بنت تُقف فى السوبر ماركت البنت اللى كانت بتشتغل عنده إتخطبت…و يضايقك فى إيه إني مدلعاها زي ما مدلعه باقية نسوان ولادي،هي تفرق إيه عنهم،بل هى مرات الكبير وصاحب الخير اللى كلنا عايشين فيه… بلاش طريقتك الفظه مع فداء… كتر خيرها إنها مستحملانا فى دار جوزها، لو زي غيرها مبطقش نقعد معاها ساعه فى شقتها كنت سكتت وعملت لها حساب… كل اللى بدعيه من ربنا يكمل فضله على هاني ويكون له ذُريه صالحة من صُلبة تفرح قلبه، وكفايه كلام فاضى أنا مبقتش قد السهر والنوم كابس عليا…إطفى النور وتصبح على خير.

رغم غيظه وإشتهاه لأموال هاني لكن أطفئ الضوء وعاد للفراش يتسطح عليه يشعر بريبه أن تكون حقًا سيطرت فداء على مشاعرهُ ربما عليه الآن الخضوع ومحاولة تلطيف الحديث معها.

❈-❈-❈

بشقة سميرة

ذهبت خلف باب الشقه نظرت الى ذاك القفل كان مُغلقًا كعادة والدتها تُغلقه قبل أن تنام، نظرت خارج باب الشقه عبر تلك الكاميرا المُسلطه فوق باب الشقه كان المكان ساكنًا خاويًا، إذن

صوت جرس الشقه ما كان سوا وهمً إفتعلهُ عقلها ربما كانت أمنية أن يكون عماد قد إهتدي قلبه، لكن هى واهمه، تعلم عماد جيدًا، عماد لديه كِبر، زفرت نفسها وكادت تعود الى غرفتها مع يمنى لكن مرت أمام تلك الغرفه الخاصه بـ عماد، دخلت إليها أشعلت ضوئها ذهبت نحو الفراش هنا كان بداية إحتراق قلبها حين حرق عماد قلبها لأول مرة بطلاقه لها بعد لحظات، هى من إرتضت بُذل نفسها حين أعادها إليه، كان بداخلها أمل، لكن وجدت السراب كعادة كل شئ بحياتها منذ طفولتها تعودت على الطاعه والسير مع القدر الذي يجرفها نحو نيران تحرق روحها، إهتدى عقلها قائلًا:

عماد لو كان لسه بيحبك كان زمانه جالك ومحي اى شئ بيزعلك، إنتِ عارفه إنك مجرد مُتعة غِلط وجاب منها طفله وقال يكمل بمزاجه.

دموع سالت من عينيها وهى تضع يدها فوق بطنها تشعر بعجز دائم بحياتها، عليها الإصرار على قرار الطلاق هو الأفضل لهما، عشقها بقلب عماد كان أساسهُ ضعيفّ أو ربما لم يكُن موجودًا من الأساس، وإحترق بسهوله من أول شرارة.

بدموع تنزف من بين أهدابها، جذبت تلك الوسادة وضعت رأسها عليها، نامت بوضع الجنين ترثي ضعفها الذى سلب هناء حياتها.

❈-❈-❈

بعد مرور عدة أيام

عبر الهاتف

سأل هانى:

قولى عملت إيه فى مُشكلة عينك وإيه سببها مش كنت عملت تصحيح بصر وبقت تشوف بها كويس من غير النضارة.

ترك عماد ذاك القلم الذى كان بيده وإضجع على المقعد يتنهد قائلًا:

للآسف الدكتور قالى إن العمليه دى فى حالات بتبقى مجرد وقت وبيرجع الضعف تانى واضح إنى من الحالات دي،اهو غيرت عدسات النضارة،وبعدين قولي إنت نازل مصر بجد ولا كالعادة تقول جاي ومتجيش.

تبسم هانى وهو يتذكر فداء بشوق قائلًا:

لاء نازل،كان غلطه إنى قطعت اجازتى فى مصر وسافرت مع هيلدا،كمان بفكر أقعد فترة طويلة.

تبسم عماد قائلًا:

ياااريت تلغي فكرة السفر دى تاني،عارف لو مش شروط عقد جوازك من هيلدا كنت قولتلك طلقها لكن للآسف انا عارف إنها هى اللى متحكمه فى الطلاق لو موافقتش متقدرش تطلقها،رغم إنك تقدر تسيبها وتستقر فى مصر،بس عارف هي زى الجرادة هتنزل وراك هنا زي ما عملت،اللى مستغرب له إزاي هى متحكمه فى نفسها وأتقبلت فداء الفترة اللى فضلت فيها هنا.

إسم فداء جعل قلبه يخفق بشوق وتوق،تبسم قائلًا:

أنا نفسي مستغرب من ده،بس حاسس إنها مفكرة إنى إتجوزت فداء عشان أخلف منها.

بمباغته سأله عماد:

وإنت مش متجوزها عشان كده،وكمان عشان رغبة مرات خالي.

بدون تفكير أجابه هانى:

إنت عارف إنى كنت ضد المبدأ ده،وإتجوزت بضغط من أمي،بس إنت الوحيد اللى بيفهمني،فعلًا فكرت فى كده لوقت بس لما عشت مع فداء،حسيت بمشاعر جديده عليا معشتهاش قبل كده،يمكن الغُربه غيرت مشاعري وكانت إتحجرت بالذات بعد جوازي من هيلدا غصب عشان المصلحه،كنت لغيت الستات مع حياتى،معاشرة هيلدا كفيله تكرهني فى كل الستات،أنا دلوقتي عذرتك وحسيت بيك يا عماد لما سميرة بعدت عنك وإتجوزت كنت زي الشريد،حاسس إن كل شئ مالوش معني،أنا كمان كده،رغم إن فداء مراتي بس حاسس إنى شريد هنا… قولى أخبار يمنى إيه فى الحضانه إتعلمت تمسك القلم ولا لسه.

صمت عماد للحظات يشعر بغصوص فى قلبه بنفس الوقت تحدث هاني:

طب يلا سلام عندي اشغال هنا عاوز أخلصها قبل ما أنزل مصر أكلمك بعدين.

اغلق عماد الهاتف وضعه على المكتب وتنهد بشوق قائلًا

-سميرة.

تذكر قولها عن أنها قد تتزوج بآخر بعد إنفصالهم، صدمته بالحقيقه الذي يعلمها أنها ليست سعيدة بحياتها معه، وهل هو الآخر ليس سعيد، الفرحه الوحيدة الذى عاشها هى ولادة يمنى.

-يمنى.

تلك الوردة التى نبتت بعد فترة ندم عاشها بسبب تسرُعه فى لحظة ذهول منه،حتى سميرة واجهته أنها مجرد رغبة،لو كانت كذالك لكانت إنطفأت الرغبه مع الوقت أو بحث عنها مع غيرها،خلع نظارته وفرك عينيه يتنهد بإشتياق…لكن لما يشتاق لهن وهن لسن بعيدات عنه،ترك الزمام لقلبه ونهض جذب النظارة وعاود وضعها حول عينيه،كذالك هاتفه ومفاتيح سيارته مُقررًا الذهاب لرؤيتهن.

❈-❈-❈

بالروضة

تبسمت سميرة الى يمنى التى تقترب منها، ومدت يدها لها كالعادة من يمنى تود ان تسير دون قيد يد سميرة، لكن سميرة قبضت على يدها وأخذتها الى باب الخروج تسير جوارها تسرد لها مُقتطفات من يومها بالروضه ولهوها مع زُملائها… لكن فجأة توقفت يمنى وقالت

-بابي.

قالتها وحاولت سحب يدها من قبضة سميرة، التى نظرت أمامها تفاجئت بـ عماد يقف أمام سيارته وجهه نحوهن، خفق قلبها لكن سأل عقلها لما أراد أن يُظهر نفسه اليوم رأت سيارته أكثر من مره هنا، تركت يد يمنى التى هرولت نحوه مُبتسمه، جلس على ساقيه يفتح لها ذراعيه، عيناة تنظر لـ سميرة من خلف نظارته السوداء، لاحظ شحوب وجهها الظاهر بوضوح شعر بوخزات قويه فى قلبهُ،لكن أخفي ذلك الإشتياق لها وإستقبل يمنى بين ذراعيه يضمها بحنان ثم حملها ونهض واقفًا يُقبلها حتى وصلت سميرة الى مكانهم،وتبسمت بخفوت حين قالت يمنى ببراءة:

بابي رجع من السفر يا مامي،شوف شعري يا بابي عِفت قصته،وكمان قصت شعر مامي، وناناه عايدة عملت لى ديل سمكه.

تبسم عماد فى البدايه ثم تجهمت عينيه وهو عيناه مازالت مُنصبه على سميرة التى قالت:

ديل حصان،مش ديل سمكه.

اومأت يمنى ونظرت لـ عماد قائله:

بابي أنا عاوزه أكل سمك.

تبسم لها قائلًا:

وردتي تؤمر.

لكن سميرة إعترضت قائله:

مره تانيه يا يمنى خليني أوصلك عند ناناه عشان….

غص قلب عماد يعلم أن سميرة تعترض لمجرد أن تتهرب منه، قائلًا بحِدة:

ساعة مش هتعطل أشغالك الهامة… يلا بينا ومامي حُره.

كادت سميرة فعلًا أن تستكمل إعتراضها لكن نظرة يمنى المُترجية كذالك قولها:

مامي عشان خاطري.

تبسمت سميرة بموافقه، شعر عماد بالغبطة وهو يتوجه نحو السيارة فتح الباب وضع يمنى كانت سميرة صعدت الى السيارة، صعد هو الآخر فتح هاتفه يبحث عن مكان لأحد المطاعم الخاصه بالأسماح ثم تبسم قائلًا:

فى مطعم قريب من هنا.

هللت يمنى،تبسمت سميرة وجذبتها لتجلس فوق ساقيها قائله:

طب تعالى إقعدي بقى عشان بابي يركز فى الطريق.

جلست يمنى لكن لم تصمت أصبحت تسرد لـ عماد عن يومها بالروضه وأصدقائها الصغار،حتى قالت دون قصد:

مامي كانت عيانه وناناه قالت لها تروح للدكتور عشان وجع بطنها ومش بتاكل.. ناناه بتغصب عليها زيي بس انا بهرب من ناناه.

إحتقن قلب عماد ونظر نحو سميرة نظرة خاطفه ثم عاد ينظر الى الطريق يستمع الى حديث يمنى الذى تتحدث بطفوله فى أمور مُشتته دون ترتيب منها… حتى توقف عماد بالسيارة أمام أحد مطاعم الأسماك.. ترجل من السيارة، وإنحنى يحمل يمنى كعادته معه دائمًا تود الدلال، دلفوا الى المطعم، شعرت سميرة ببوادر غثيان حاولت السيطرة على نفسها قدر الإمكان، حتى وضع النادل أمامهم أطباق الطعام فجأة شعرت بعدم السيطرة نهضت دون حديث أخذت معها حقيبة يدها وتوجهت نحو المرحاض… إستغرب عماد ذلك وكاد ينهض خلفها لكن يمنى قالت له:

بابي السمكه فيها شوك ناناه بتشيله منها وتأكلني، عشان مش توقف فى زوري تشوكه.

تبسم لها وبدأ فى إطعامها يشعر بالقلق كلما طال وقت عودة سميرة.

بينما سميرة دلفت الى المرحاض أفضت ما بجوفها، شعرت بوهن لدقائق حتى إستعادت صحتها جذبت حقيبتها فتحتها وأخرجت ذلك البرشام الدوائى، وضعت برشامه بفمها وتذكرت زيارتها للطبيبه قبل يومين فقط، ارادت أن تتأكد أو بالأصح تطمئن على جنينها الثاني كذالك تطلب من الطبيبه إعطائها برشامً خاص للقئ،أصبحت تحتفظ به معها دائمًا بالفترة الأخيرة،شعرت بتحسُن غسلت وجهها حتى تنتعش،ثم غادرت الحمام عادت الى تلك الطاوله،نظر لها عماد كان وجهها شاحبًا،كاد يسألها لكن قاطعه رنين هاتفها،تبدل القلق الى إستهجان قائلًا:

أكيد إتصال من البيوتي،طبعًا اشغالك كتير.

أخرجت سميرة هاتفها ونظرت له ثم لـ عماد قائله عن قصد:

لاء دي ماما أكيد إستغيبت رجوعنا للشقه هرد عليها.

تغاضى عماد ووجهه يده بقطعة طعام نحو فم يمنى وكذالك نظر لها وهى تنظر الى تلك الحديقه المجاورة للطاوله الجالسين خلفها،كذالك بعض الاطفال اللذين يلهون،زاغت عينيها تود ان تلهو مثلهم،بالفعل اخذت منه قطعة الطعام،ثم حاولت النزول من فوق المقعد ساعدها عماد عينيه تنظر لها وهى تتجه لتلك الحديقه،الى أن أنهت سميرة الرد على والدتها،نظرت نحوها قائله:

تعالى يا يمنى كملي أكل.

تبسمت يمنى قائله:

بابي أكلني.

-طب طالما شبعتِ…

قاطعها عماد قائلًا:

هي شبعت لكن أنا مأكلتش وإنتِ كمان.

ردت عليه ببساطة:

أنا مش جعانة و..

قاطعها مره أخرى قائلًا:

بس أنا جعان،وبعدين إيه سبب وجع بطنك اللى يمنى قالت عليه؟.

إرتبكت سميرة قائله:

يمنى بتبالغ وأي كلام قدامها بتعيدهُ.

اومأ عماد لها ثم شرع بتناول الطعام يختلس النظر لـ سميرة التى تنظر نحو يمنى وتقتاط القليل من الطعام…بعد قليل ضجرت يمنى من إرغام سميرة لها لكي يغادروا يكفى لعب،بنفس الوقت صدح رنين هاتف عماد،أخرجه من جيبه ونظر الى شاشته،كذالك نحو سميرة وقام بالرد بإقتضاب:

تمام ساعة بالكتير هكون فى المقر ونتكلم فى التفاصيل.

نهضت سميرة وذهبت نحو يمنى عادت بها، أشار لها بالعماد بالسير امامه، تركت يمنى يد سميرة وذهبت تتمسك بيد عماد الذى تبسم وحملها بين يديه،الى ان وصلا الى السيارة،اثناء العوده تثائبت يمنى بإرهاق،تبسمت لها سميرة وحملتها على ساقيها سُرعان ما إستسلمت للنوم.

نظر نحوها حين،قائلًا:

يمنى نامت.

ردت سميرة:

من يوم ما راحت الحضانه إتعودت تنام بعد الضهر شويه.

أومأ عماد وظل صامتًا الى أن توقف أسفل البنايه، ترجل وفتح السيارة لـ سميرة التى ترجلت تحمل يمنى قائله:

شنطة يمنى بتاع الحضانه فى العربيه.

إنحنى آتى بها وأعطاها لها، ثم إقترب من يمنى وقبل وجنتها، شعرت سميرة بأنفاسه قريبه من وجهها، أغمضت عينيها للحظه ثم فتحتها، وأخذت حقيبة يمنى وسارت نحو مدخل البنايه غص قلبها حين إستدارت ورأت عماد يغادر بالسيارة ، بينما تتبعهن عماد بعينيه يشعر بإشتياق نحو سميرة، يشتاق لضمها بين يديه لمستها على جسدهُ، قاوم ذلك حين صدح رنين هاتفه، إنتبه وتوجه الى السيارة وغادر.

❈-❈-❈

مساءًا بمنزل والد فداء

جلست جوار والدتها التى تبسمت لها قائله:

أخيرًا ابوكِ لاقى بنت تشتغل فى السوبر ماركت، انا كنت خايفه المدة تطول وحماتك تضايق من إنك بتوقفي معاه فى السوبر ماركت.

ردت فداء:

وحماتي هتضايق ليه.

فسرت لها زوجة عمها التى جائت وجلست معهن:

إنتِ بقيتي مرات إبنها وممكن توسوس له يقلب عليكِ،ولا إنتِ مش ناقصه،ده سابك عروسه وراح ورا مراته التانيه،ياما قولتلك بلاش بطر،البطر سكته وحشه،بعد ما كان بيتقدم لك شباب زي الورد ومش متجوزين قبل كده،لكن أقول إيه ياما…

قاطعتها فداء:

كل شئ نصيب وهاني خلاص جاي بعد بكره،كان فى شوية مشاغل عنده سافر عشانها،وأهو راجع تاني،أنا إتأخرت العشا خلاص خلصوا الصلاة،هقوم ارجع بيتِ لا حماتي تغضب عليا،تصبحوا على خير.

نهضت فداء تشعر بآسف فحديث زوجة عمها كان مثل سكب الوقود فوق النار،أشعل غضبها من هاني التي عشقه قلبها الذى نالت منه الخُذلان.

❈-❈-❈

ليلًا

تبسمت سميرة حين فتحت باب الشقه وكان أمامها عماد عيناه تلمع بوميض خاص ظنته أنه عاد يعتذر ويحتويها، لكن حين دخل الى الشقه دخلت خلفه تلك المُتسلقة التى إنتشرت صورهم معًا سابقًا، تبدلت نظرة عينيها وخفتت بسمتها بنفس الوقت جائت يمنى توجهت نحو عماد الذى حملها،ثم وجهها نحو تلك المُتسلقة التى حملتها وإدعت محبتها وقبلت وجنتيها،ثم توجهت نحو باب الشقه وخلفها عماد

الذى أغلق خلفهما باب الشقه كآن ساقيها تصنمت صوتها بُح وهى تتوسل أن يعود لها بطفلتها، إنهارت تشعر بظلام سائد ودُخان يخنقها كآنها بين آلسنة لهب…

فتحت عينيها بفزع، ونهضت من فوق الفراش أشعلت ضوء الغرفه نظرت نحو الفراش لوهله غامت الدموع عينيها لم ترا تلك الراقدة فوق الفراش إقتربت بلهفه من الفراش تنهدت بإرتياح حين جففت تلك الدموع التى كانت تُغشي عينيها،فجأة هاجس بالخوف سيطر عليها من أن يأخذ عماد منها يمنى… عادت تفرك عينيها،زالت الغشاوة وها هى طفلتها نائمة فوق الفراش، صعدت جوارها جلست على الفراش وحملتها بين يديها تضمها لصدرها، لا تعلم لما حلمت بذاك الكابوس، مستحيل أن يأخذ عماد منها طفلتها التى أعطت لحياتها قيمة، لولاها ما كانت تحملت جفاء عماد معها كانت الحسنه الوحيدة التى تجعلها تغفر له إهانتها معها،شعرت بيد يمنى فوق بطنها،تبسمت لوهله هنالك روح أخري بدأت تنشأ برحمها،هو لم يمنعها من الإنجاب مره أخرى حتى حين أخبرته أنها لم تتناول وسيلة منع الحمل لم يهتم لذلك، لكن ماذا لو علم بحملها عماد الآن قد يُصر على عدم الإنفصال وتظل حياتها معه أم أبناؤه وزوجة للفراش،لكن إن تزوج بأخرى بالتأكيد ستُنجب له أطفالًا وتحل محلها…

طلاقه لها بإندفاع سابقًا أكد أنه تزوجها فقط ليرد لها أنها كما تركته سابقًا هو تركها أيضًا بعد أن إستمتع بها، لا لن تظل تتحمل تلك الإهانات منه، أصبح لازمًا عليها التفكير فى حياة مُستقرة بها مع أبنائها وذلك الإستقرار لكن يكون مع عماد والدليل القاطع كان اليوم،فقط مازال مُتكبرًا ،حديثه معها كان جافً،حتى حين عادت من المرحاض لم يسألها لما تأخرت، هو فقط أراد رؤية طفلته هي لا شيئ بحياته فقط رغبة وإنطفأت بظهور غيرها…لقاء اليوم البارد،عدم تمسكه بأن تذهب معهم،وليتها ما ذهبت معهم وتحكمت بعدم ذهاب يمنى، لقاء موجع أكد لها أنها أصبحت خارج حياته،بل أكد إنتهاء حياتهما معًا.

❈-❈-❈

بـ ڤيلا عماد

يجلس فوق الفراش

يُنفث سيجارة خلف أخري، يشعر بإحتراق وسُهد حاول النوم لكن لم يستطيع، مازال رؤيته لوجه سميرة الشاحب تغص قلبه، إعتراضها يبدوا بوضوح انها قد رسمت حياتها بدونه مجيئها كان بسبب رجاء يمنى لم تستطيع الجلوس كثيرًا معه ونهضت غائبة بالمرحاض صمتها معه وصمته هو الآخر اصبح دليل على أن نهايتهما اوشكت..تذكر حديثها سابقًا عن نيتها بزواج آخر قد يكون أفضل ، لم يتحمل عقله ذلك.

لا…

إنفزع من ذلك نهض يسوقه قلبه الى منزل سميرة

توقف بسيارته أسفل البِناية ظل جالسًا بالسيارة عيناه تنظر الى شُرفة شقتها كانت مُعتمه فقط ضوء خافت من أعمدة إنارة الشارع توقف قبل ان يترجل من السيارة، زفر نفسه يشعر بجمود يديه حول مقود السيارة الذى صفعه يلوم ضعفه قائلًا:

إنت ضعيف يا عماد بعد ده كله وقلبك مش بيحس ولا بينبض غير لها، سميرة أكدتلك أكتر من مره إن سهل تستغني عنك، زي ما حصل قبل كده، وإتحججت إنها كانت بتنقذ مامتها، سهل عليها كلمة الطلاق طلبتها أكتر من مره.

صفع المقود بقوة آلمت يدهُ، تجمرت عينيه وإشتعلت،

الا يكفي

هكذا أخبرهُ عقله

الايكفي عليك الإستسلام لقد إحترق العشق منذ زمن حتى بإزالة الرماد إشتعلت الجمرات تكوي قلبه فقط،ربما عليه الآن تجربة طريق آخر قد تنطفئ تلك الجمرات المُلتهبة.

❈-❈-❈

مارسيليا

قبل قليل

أثناء تفتيشها بمُتعلقات هاني لاحظت تلك البطاقة الخاصه بالسفر، جذبتها وقرئتها…

إنتظرت حتى خرج هاني من المرحاض يلف خصرهُ نظرت له بزوج من العيون الغاضبه وألقت أمامه بطاقة السفر قائله بغضب:

هل ستعود لـ مصر هانى.

أجابها بهدوء:

أيوة.

-لما هاني تُصر على هجري، لما تنكر فضلي عليك، لما لم تشعر بمدي عشقي لك.

لم يُبالى سوا بقولها أن لها فضلًا عليه، هى كاذبه بذلك، تغضنت ملامحه قائلًا:

فين فضلك عليا، لما حطيتي ليا السم عشان مجرد شك منك إنى على علاقه بزبونه بتعامل معاها، ولا لما بلغتي عن مكاني عشان تضغطي عليا وأتجوزك غصب عني، هيلدا حياتنا معًا طوال الوقت كانت من غير مشاعر، عالاقل من إتجاهي.

_فداء

تلك المشعوزة المُشعثه هى من أغوتك هاني، صدقني هى تسحر لك، لقد رايتها بنفسي تمارس طقوسًا…

تهكم هاني وقاطعها قائلًا:

ربما فداء سبب بتغيري، لكن ليست كل الاسباب انتِ تعلمين أننا مازلنا زوجين بسبب قانون فرنسا، الذى لا يسمح لى بطلاقك الا بموافقتك، هيلدا كفايه وخلينا ننفصل بهدوء.

تغيرت نبرتها الى هجوم وتهديد ووعيد:

لا هانى لن تهنأ مع غيري، لكن أتركك الا لو رحل إحدانا عن الحياة.

زفر هاني نفسه بوجوم وضيق قائلًا بإصرار :

أنا مسافر مصر، وسايبك تفكري حياتك من غيري مش أسوء من كده، صدقني اللى عندك هوس ومحتاجه تتعالجي منه، كمان تتعالجي من الكحوليات والادويه اللى بتخليكِ تهلوسي.

قال هانى هذا وجذب ملابس له وشرع بإرتدائها، بعد خروج هيلدا،لكن سُرعان ما تفاجئ بعودتها تقترب منه وفجاة أشهرت ذاك النصل وحاولت الهجوم عليه به، لكن عاد للخلف غير مذهول، فهي آنانيه والقتل لديها ليس صعبًا، بسبب سُكرها ترنح جسدها وكادت تسقط أرضًا لكن مازالت مُتمسكه بالنصل، وإستقامت كى تعاود طعن هانى، بالفعل طعنته بذراعه وإندفعت دماؤه، حين رأتها إنسحب شيطانها وألقت السكين وإقتربت منه تقول:

سامحني هاني، كيف حدث هذا لابد انه من أفعال تلك المشعوزة المُشعثه هى من تحاول تفريقنا، حبيبي.

دفعها هاني عنه بنفور قائلًا:

كفايه يا هيلدا هتوصلي لأيه، عاوزه تقتليني، أنا قدامك أهو إقتليني عالاقل هتخلص من حياة سامه مع شخصيه مجنونه زيك إنتِ حتى العلاج النفسي فى حالتك بقى صعب.

قال هذا ولم بتنظر خرج من الشقه يضع يدهُ فوق جُرح ذراعه…

هى إنهارت أرضًا تنظر الى ذاك السكين الذى عليه دماء عماد، بدأت تصرخ بهستريا حتى تحشرج صوتها، نهضت بصعوبه

تترنح وهى تسير تحمل الكآس بيدها واليد الأخرى كان بها مجموعة أقراش برشام دوائيه، تبتلع برشامه خلف أخري وتتجرع من الكآس، هى كادت تتعثر بإحد قطع السجاد المفروشه بالأرضيه، لرعشة يدها سقط منها الكآس وإصتطدم بالحائط وتناثرت أشلائه على الأرض، نظرت نحو تلك الأشلاء

شعرت بترنح كآنها مثل تلك القطع الزُجاجيه منزوعه كل جزء، يصعُب ترميمها، خارت ساقيها جلست أرضًا تستند على الحائط خلفها

تذكرت كم كانت جميلة ومرغوبه من الرجال، تختار من تُريدة ويستسلم لها لقضاء فترة قصيرة طويله لا تكُن تهتم بمدة تلك العلاقات

فهي كانت علاقات عابرة بلا زواج حتى حين تزوجت لم يمنعها الزواج من تلك العلاقات المُباحه بمجتمعهم الذى يدعي التحضُر، بينما هو بالواقع إنحلال أخلاقي وديني، كانت تُصاحب من تشاء تذهب مع من تشاء لقضاء أوقات لطيفة، الى أن قابلت هاني ذاك الشرقى

هوت به حاولت نيله لكن الوحيد الذى صدها ورفضها، إزداد شغفها به ولعًا، حتى اصبح مثل السِحر الذى لُعنت به، أرادت تملُكه، لكن لم تستطيع رغم أنها حاولت بإستماته الوصول لقلبه الشرقي، رفضت إصطحاب الرجال مثلمت حذرها ببداية زواجهم، كانت إمرأة له وحده، جسدها له وحده منذ ان تزوجت به رغم أن هنالك من رغبوا بها لكن هوسها به جعلها لا تود غيرهُ… بالنهايه يعتقد أنها ستتخلى عنه بسهوله

هزيان تشعر به وهى تشعر بإحتراق فى جسدهاحاولت النهوض تستند على يديها لكن تعثرت يديها شعرت بآلم طفيف من شظية الزجاج التى جرحت يدها، نظرت لتلك الدماء التى تسيل من يدها كان لها بريق بعينيها ضحكت بهستريا كآنها فقدت عقلها، بل هى بالفعل فقدته وفقدت معه الإحساس بالآلم

جذبت قطعة زجاج، قامت بقطع أوتار يديها وساقيها من الأسفل ثم بدأت تشعر بآلم ممتع أغمضت عينيها وهى تستمتع بشق جسدها بقطعة الزجاج، تشعر بإستمتاع وهى تتخيل لمسات هانى لها بدلًا من تلك الشظيه التى تركت جروحًا كثيرة وغائرة ببعض الأماكن بجسدها، حتى وصلت الى عُنقها تشعر بأنفاس هاني كآنه يُقبل عُنقها، إستمتاع دموي كآن النزيف حممًا من عسل غرام هاني بها، وهى تتفنن به فى خيالها وهى تحت تآثر تلك الأدويه المُخدرة.

بعد وقت عاد هاني من أجل أخذ هويته كي يستطيع السفر دلف الى الشقه سُرعان ما وقف مذهولًا وهو يرا هيلدا ومنظرها الدموي المشوة

كآنها تملكها شيطان.


الشرارةالثامنة والعشرون 💜💜«حرقان ينتهك كيانه»

بعد مرور يومان

أحيانًا الخبر السئ ينتظر قبل أن يصل الى صاحبه… هنالك شعور سئ يجثم على قلبها هاني منذ يومان لا يهاتفها كذالك لا يُرسل رسائل بالتأكيد قد مل من عدم ردها عليه، زفرت نفسها تشعر بضياع، لاول تشعر أنها مُشتته، زواج رغبت به من سنوات عشق أخفته بين ضلوعها إنتهزت فرصه قدمت لها، رغم أنها تعلم ان هنالك أخرى رغبت بمكان فى قلبه لكن….

لكن ماذا هى لا شئ, مل سريعًا منها وذهب مع تلك الفرنسيه، تنهدت تشعر بإحتراق فى قلبها، كذالك شعرت بشعور آخر تكرر اليوم

هذا الغثيان رغم أنها شبه لم تتناول الطعام طوال اليوم… بخضم ذلك سمعت طرق على باب الغرفة، سمحت بالدخول للطارق

تبسمت لـ بسنت التى قالت:

صاحيه يا مرات خالي.

تبسمت فداء قائله بمزح:

مرات خالي دى بيئه أوي قوليلي حتى يا طنط.

ضحكت بسنت قائله:

بصراحه مش عارفه أتقبل أقولك بأي لقب غير فداء متعودة عليه وتيتا بتزعقلي لما بناديكي بيه تقولى دى مرات خالك ولازم تحترميها.

تبسمت فداء قائله:

الإحترام مش بالألقاب، بس إيه اللى مصحيكي لدلوقتي مش عندك درس خصوضي الصبح بدري.

جلسن سويًا يتحدثن كانت فداء تحاول تحريف الحديث عن هاني،دون سبب غير انها تشعر بقلق عليه وتود معرفة لما لا يهاتفها ولا يُرسل رسائل منذ يومين هل مل سريعًا،بالفعل

تحدثت بسنت بسؤال:

خالوا هاني بقاله يومين متصلش عليا،واضح كده فِكره بقي مشغول مع غيري.

إستغربت فداء قائله:

قصدك مين،هاني بقاله يومين مكلمنيش انا كمان.

تبسمت بسنت قائله:

هو اوقات بيعمل كده بيبقى مشغول فى شغله،بس طبعًا المشغوليات دى مش معاكِ،ده مفيش مكالمة له معايا غير يسألني عنك،حتى بهزر معاه وأقوله إنت ليه بتكلمني طالما المكالمه كلها بتسأل على اللى بقت ضُرتي.

تبسمت فداء وأنشرح قلبها قليلًا،وتبسمت قائله:

بلاش تقولى ضُرتي لا الشمطاء هيلدا تاكلنا إحنا الإتنين.

تبسمت بسنت قائله:

إستغفري ليه بتجيبي سيرتها،بقولك كان فى كم سؤال كده واقفين معايا،إعملى حستيك تشرحيهم لى بكره عشان انا النهاردة خلاص هنجت وعاوزه أقوم انام ومكسله اروح اوضتي لو قولت لى نامى هنا مش هقوا لاء… بس عارفه لو فضلت هنا هنفضل نرغي ومش هنام، هقوم أخد نفسي واروح اوضتي انام، يلا تصبحي على خير وإن خالو كلمك قولى له متنساش الغلبانه المطحونه بسنت.

تبسمت لها، غادرت بسنت بينما تمددت فداء فوق الفراش تشعر بشوق لـ هانى كذالك شعور بالقلق غريب، كانت تظن أنه مل من مهاتفتها لكن بسنت أيضًا لم يهاتفها، ترا يكون به شي سيئ لكن سُرعان ما نفضت عن راسها قائله:

تلاقيه غرقان مع الشمطاء الحيزبون، وانا هنا سهرانه بفكر فيه، فكرني باغنيه بفكر فى اللى ناسيني احسن حل أنام، ويارب محلمش بيه عشان لو شوفته فى الحلم هتخانق معاه،…. لاء هحضنه…وأخنق الحيزبون هيلدا.

❈-❈-❈

فرنسا

بأخد مخافر الشرطة، خلف القُضبان كان يجلس على آريكه يضجع بظهرهُ على حائط الزنزانه يُغمض عيناه مُتذكرًا هيئة هيلدا الدموية مازال عقله غير مستوعب لم يتوقع أن تفعل بنفسها هذا كآن مس عقلها الشيطان،تذكر سابقًا كيف أقبلت على قتل إيڤون لمجرد شك برأسها،والذكرى الأقوي بعقله، ذكري ذاك اليوم الذى كاد يُفارق فيه الحياة لولا مُعجزه حدثت.

[قبل عِدة سنوات]

بعد شِجار بينه وبين هيلدا الذى وبخها حين واجهها بحضنها أحد الرجال بطريقه فجه،

لم تُنكر ذلك وحدثته أنه شيئًا عاديًا لا يستحق كل ذلك التهويل، حذرها بنخوة رجُل:

لما إتجوزتك حذرتك إن يكون ليكِ علاقه بأي راجل تاني، عاوزه كده يبقى ننفصل فورًا، وده الأفضل لينا أنا من البدايه عارف إن جوازنا مش هيستمر لإن طباعنا واخلاقنا مختلفه أنا عِشت فى بيئه الست جسمها لجوزها وبس، لكن التسيب بتاعك ده مش هينفع معايا، خلينا نطلق بالتراضي بينا وترتاحي من تحكُماتي معاكِ، وعيشي حياتك زى ما كانت مُتحررة، وبلاش تخنفي نفسك بتحكمات شرقيه، او جهل وراجعيه زي ما قولتي قبل شويه.

حين ذكر أمر الإنفصال جُن عقل هيلدا، وأقبلت على هاني تحتضنه بقوه قائله:

أرجوك هاني، لن يحدث ذلك مره أخري، لن أقترب من الرجال مره أخري، لكن لا تتحدث بشآن الإنفصال.

نفض هاني يديها عنه قائلًا:

هيلدا، أرجوكِ بلاش نعيش مع بعض فى خناقات سهل نتجنبها،طريقة حياتك مختلفه عن حياتى،انا هقدم دعوى إنفصال فى المحكمه هنا وإنتِ توافقي على الطلاق وننفصل بهدوء.

-لا هاني لن أنفصل عنك أنا أحبك كثيرًا،دعنا ننسى ما حدث ونعود أحباء كما كنا.

قالتها هيلدا كآنه حقًا يكن لها مشاعر،تهكم هاني قائلًا:

هيلدا أنا خلاص مليت من العيشه دي من البداية حاسس إننا مع بعض فى سجن،أنا هسيب الشقه وهسيبك تفكري،وصدقيني الإنفصال هو الآمر الوحيد اللى يريح كل واحد فينا،حتى تشوفي حياتك وتعيشها بحريه.

نظرت له هيلدا قائله:

أنت بحياتك إمراة أخرى هاني،تود الإنفصال عني من أجلها.

حرك هاني راسه بزهق قائلًا:

الهلاوس اللى فى دماغك دي فى يوم هتخلي عقلك يتصرف بغباء،أنا لو عاوز ست سهل أصاحب عليكِ،سهل أتجوز فى بلدي،أنا بسببك كرهت الستات.

صدمها بقوله أنه كره النساء لكن هو كاذب يقول ذلك كي يجعلها توافق على الطلاق وينفصل عنها ويذهب لأخرى لكن لن يحدث ذلك،حضنته مثلما تلتف الافعي على ضحيتها،وهمست بوعيد:

لن تكون لإمرأة غيري هاني،يكفي لن افعل ذلك مُجددًا.

تنرفز هاني ودفعها عنه ينظر له بإصرار على الإنفصال…حتى أنه تركها وغادر الشقه حين فشل فى إقناعها،لكن لن يتراجع عن ذلك…

تغضنت ملامحها تشعر بإحتراق فى عقلها هى لن تتركه بالساهل موته أهون من الإنفصال، بزغ شيطانها يرسم لها الطريقه التى ستجعله خاضعًا لها، تذكرت عملها لفترة بإحد الصيدليات كانت تعمل مع طبيب صيدلي لديه خبرة بتركيب العقاقير الطبيه ومزجها ببعض، حتى ان هنالك نسب لو زادت قد تؤدي الى مُضاعفات قد لا تقتُل لو تم التعامل معها بحذر وبنسب سهل السيطرة على خطورتها، كانت تعلم أن هاني سيعود من أجل أن يأخذ هويته ومُتعلاقاته الشخصيه… بالفعل بعد ساعات عاد هاني من أجل ذلك، توقع أن تثور هيلدا حين تراه يضب ثيابه ويبحث عن هويته الشخصيه لكن كانت هادئة، دخل ذلك الشك برأسه بالتأكيد هذا اسلوب جديد تتبعه كي تقنعه بالعدول عن الطلاق لكن لن يستسلم لذاك الخداع، شعر ببوادر صُداع برأسه ذهب نحو المطبخ كي يقوم بصنع فنجان قهوة يحتسيه ثم يعود لتكملة ضب ثيابه، تفاجئ بـ هيلدا تضع طاولة طعام، لم يهتم بذلك، جذب تلك الركوه لكن هيلدا توجهت نحوه، خللت يديها حول خصره وجسده وصلت لصدره تتدلل باغواء، شعر هاني بإشمئزاز ونفور من ذلك، وأزاح يديها عنه قائلًا بتحذير:

كفايه هيلدا…

قاطعته وعادت تضع يديها حول جسده تحتك به قائله:

هاني دعنا ننسي ما حدث لقد جهزت لنا طعام عشاء مُميز واعدك بعد ذلك بليلة لن تنساها.

هو ليس شهواني تتعامل معه بطريقة فجة كفيلة أن تجعله يكره الإقتراب من إمرأة ظنًا أن كُلهن غواني مثلها، ازاح يدها، وكاد يُغادر المطبخ لكنها توسلت له وهددت بقطع شريانها أمامه حين وضعت ذلك النصل فوق معصم يديها قامت بقطعة، ليس جرحًا غائر لكن ذُهل من ذلك، ربما فقدت عقلها، خشى أن تؤذى نفسها أكثر وافق أن يُشاركها الطعام فقط وبعد ذلك سيأخذ فقط هويته ويغادر بهدوء، بالفعل شاركها الطعام، كانت تستمتع وهى تحتسي أحد أنواع النبيذ الفاخرة وهو إكتفى بالمياة وهى تلمع عينيها بنصر كان لديها يقين أنه لن يحتسي النبيذ كعادته يكتفي بالمياة خلطت تلك المياة بأحد أنواع السموم الطبيه التى تأخذ وقت قبل أن تتفاعل فى الجسم مزجتها

جيدًا،وهو إحتسى من المياة،بعد قليل نهض حين صدح رنين هاتفه، نظر لشاشته زفر نفسه ونهض يقوم بالرد عليه:

تمام يا عماد نص ساعه وأكون عندك فى القهوة.

اغلق الهاتف ونظر الى هيلدا التى كانت عادت تتسم بالهدوء، لم يتحدث معها تركها بالمطبخ وذهب الى غرفة النوم، ترك ثيابه وأخذ فقط بطاقة هويته وجواز سفره وغادر دون أن يلتفت خلفه، كآنه يتسحب مثل اللصوص، وقفت هيلدا بالردهه تحتسي ذاك النبيذ الفاخر تستلذ بطعمه قائله:

دقائق ويبدأ مفعول الدواء هاني وستتصل علي كي أنقذك من ذاك السُم، بعدها ستُصبح خاضعًا لي.

بالفعل تقابل هاني مع عماد بأحد مقاهي مارسيليا، جلس الإثنين تنهد عماد قائلًا:

وهتعمل إيه دلوقتى.

زفر هاني نفسه بضجر قائلًا:

أنا مكنش فى دماغى أتجوز اساسا والإنفصال احسن.

فجأة شعر هاني بتقلُصات بمعدته، قاوم ذلك وظل يتحدث مع عماد الذى قال له:

أنا خلاص دي آخر سنه ليا هنا، كده الحمدلله المصنع بتاع النسيج اللى إشتريناه هنزل أشتغل فيه وهيبقى معايا مبلغ كبير إحتياطي، ونبدأ نأسس لشغل فى مصر. وكفايه غُربه بقى.

رغم الآلم الذى يشتد على هاني لكن تحدث بمزح:

قول إنك هتتجوز ومش هتقدر تبعد عن خطيبتك قصدي مراتك بعد الجواز.

ضحك عماد قائلًا:

كفاية غُربه كده بقى دي آخر سنه ليا هنا وفكر إنت كمان،حتى لو منفصلتش عن هيلدا إرجع وعيش فى مصر ونشتغل وبكره المصنع يكبر وربنا العالم،كمان فى شباب كتير إتجوزوا هنا ولما ربنا كرمهم بالخير نزلوا مصر ونسيوا أنهم متجوزين هنا أساسًا

كاد هاني ان يوافقه لكن شعور الآلم يزداد بقوة أصبح جسدهُ يضعف،فجأة إرتعشت يديه وإنتفض جسده وسقط من فوق المقعد يتلوي أرضًا يصرخ من الآلم،ذُهل عماد من ذلك كذلك بعض الموجودين بالمقهي،سريعًا لاحظ عماد ذاك الدم الذى بدأ يسيل من فمه،تصرف سريعًا وقام بمساعدة أحد الحاضرين بحمل هاني وذهبوا الى مشفى قريب فورًا تم التعامل معه،بإعطاؤه أحد مُضادات السموم، وتم أخذ عينه من دمه لتحليلها فورًا، الى أن آتى أحد الاطباء تحدث مع عماد مُفسرًا له:

المريض يبدوا بوضوح تعرضُه للتسمُم،قومت بإعطاؤة مصل يوقف التسمم بالجسد فقط لبعض الوقت حتى تاتي نتيجة تلك العينه التى أخدناها منه حتى نعلم نوع السموم الذى اخذها.

إستغرب عماد ذلك،ظل واقفًا أمام غرفة العنايه حتى عاد الطبيب مره اخري بنتائج ذاك التحليل،تحدث مع عماد قائلًا:

كما توقعت المريض تعرض لاحد انواع السموم الدوائيه التى تتفاعل بالدم بعد وقت من تناولها،والآن عليا سحب دماء ذاك المريض وتعويض جسده بضخ دماء جديده بجسدة،تلك عمليه خطيرة،لقد تأخرت حالة المريض قبل إعطاؤه المصل المُضاد لذاك السم وتوغل من جسده،علينا البدء فورًا،بالمشفى لن تجد كمية دماء وفيره لابد ان تعثر على اكياس دماء كثيرة من زُمرة دمه…بإمكانك البحث بالمشافي الاخري وستجد بالتأكيد.

لوهله لم يتردد عماد قائلًا:

أنا وهو نفس زُمرة الدم،وانا هتبرع له،كمان أي كميه يحتاجها إنت سهل توفرها بمكالمة تليفون للمستشفيات التانيه هتوصل فورًا،أرجوك لازم تنقذهُ،

بالفعل تبرع عماد بنسبه كبيرة من دمه لـ هاني كذالك تم توفير جزء آخر وتمت العمليه ظل هاني أيام بالمشفى يُرافقه عماد الذى أخبره بما قاله الطبيب أنه تعرض لتسمُم،إستغرب هاني من ذلك وعاد بذاكرته الى قبل ان يشعر بذاك الآلم القاتل تذكر أنه يومها لم يتناول أى طعام ولا شراب سوا ذاك العشاء مع هيلدا،تيقن أنه خلف ذلك،إمتثل لقدره وعاد لـ هيلدا حريصًا وحرصًا بعد أن تفاجئ بمحضر تتهمه بالعنف الأسري معها وأنه قام بمحاولة قتلها بقطع شريان يدها وبعض الكدمات بوجهها أخرجه من ذاك الإتهام وقتها تقرير المشفى انه كان بذلك الوقت طريح المرض بالفراش.

شعر بندم ليته ما كان إنتظر تلك السنوات وعاد الى مصر موطنه وقابل…

قابل من

فداء

يخفق قلبه بإسمها شوقًا وتوقًا،ليته كان وافق والدته منذ زمن وتقبل الزواج ربما كان خرج من مستنقع ترك نفسه ينغمس فيه الى ان اصبح كارهًا لمجرد فكرة الزواج الثانى،لكن الزواج الثاني هو ما جعله يشعر أن هنالك إمرأة قادرة على غزو قلب ظن أن الحياة للعمل والمال فقط،هنالك مشاعر كان يجهلها،أصبح قلبه يشتاقها،لكن هنا بين القُضبان لا يعلم مصيرة بعد ذاك الإتهام الذى وجه له،بأن يكون قتلها رغم أنه لم يمسسها.

❈-❈-❈

بشقة سميرة

حضنت حسنية يمنى وقبلتها قائله:

حبيبة قلب ناناه حلو اوي الرسمه دي.

تبسمت يمنى بطفوله قائله:

ده بابي.

شعرت حسنيه بوخز فى قلبها،من تعلق تلك الصغيرة بـ عماد رغم أنه غير دائم التواجد معها، وكذالك خلافه مع سميرة الذى طال دون حل،والحل بسيط جدًا،كذالك تنهدت قائله:

عماد سافر فرنسا أمبارح.

لم تسأل سميرة بينما قالت عايدة:

يرجع بالسلامة.

تنهدت حسنيه بآسي قائله:

يااارب يرجع هو هاني بخير،عماد قالب إنه مقبوض عليه هناك.

إنخضت عايدة سائله:

ليه خير؟.

سردت لهن عايده عن أمر موت زوجته الفرنسيه وانه متهم بقتلها،او بالأصح مُشتبه به.

إنخضت عايدة قائله:

يا ساتر يارب،موتت نفسها كافره،ربنا يحفظنا، اكيد ربنا هيظهر برائته.

آمنت حسنيه على ذلك قائله:

يااارب تظهر برائته قبل ما يوصل الخبر لـ إنصاف ومراته، عقلهم هيطير لو عرفوا.

دعت عايدة قائله:

ربنا معاه ويظهر الحق ويرجع مع عماد.

.. عماد

نظرت حسنيه نحو سميرة ملامحها تبدوا مُرهقه، او ربما حزينه، حتى ظلت صامته طوال الوقت حين يُذكر إسم عماد تتبدل ملامحها وتضع يدها فوق بطنها، شعرت بآسي سميرة ضعيفه مع عماد، وهذا ما جعله يشعر انها قد تستسلم لضعفها وتبتعد عنه.

❈-❈-❈

باليوم التالي

صباحً

بـ فرنسا بالمخفر بغرفة خاصه

جلس عماد مع هاني ومعهم محامي خاص من السفارة المصريه يتحدثان

تحدث المحامي قائلًا:

فى إتهام من زوجتك إنك كنت حاولت الإعتداء عليها بالضرب وده من فترة قريبه،وده أكيد السبب إن الشرطة حجزتك ووجهت لك تهمه إشتباة فى قتل.

إستغرب هاني سائلًا:

وإمتي قدمت البلاغ ده.

أخرج المحامى ورقه من الملف وقال له يوم تحرير المحضر:

إستغرب هاني قائلًا:

مستحيل أنا فى الفترة دي كنت فى مصر،وسهل إثبات ده من سجلات المطار.

تبسم المحامي براحه قائلًا:

ممكن نقدم طلب لسجلات المغادرين فى المطار وده سهل،بس فى حاجه تانيه،فى مستند عثرت عليه الشرطه او بالأصح وثيقه كانت كتباها زوجتك،إنها حاسه إنك بتخطط لقتلها وانها خايفه من كده،وإن لو جرالها حاجه يبقى إنت السبب،كمان فى شهادة الجيران اللى سمعوها بتصرخ قبل كده.

لم يستغرب هاني ذلك،لكن قال:

الجيران أكيد فى منهم اللى كان عارف إنى مش موجود فى فرنسا أساسًا

وأكيد مستحيل الشرطة تاخد بمجرد ورقه ملهاش أي أساس من الصحه،ولا إيه.

تبسم المحامي قائلًا:

طبعًا طالما مفيش توثيق رسمي ملهاش أي لازمه،إحنا دلوقتي فى إنتظار تقرير الطب الشرعي،متأكد إنك ملمستهاش.

أجابه هاني:

أيوه طبعًا.

تبسم المحامي قائلًا:

كده تمام.

بعد قليل خرج المحامي وترك عماد مع هاني، تبسم عماد له قائلًا:

إن شاء خير، فاكر لما كنت بقولك إنت مش هتسيب الغُربه غير مطرود، أهو هتنطرد بقضية قتل.

زمجر هاني قائلًا:

بتتريق عليا، تصدق أنا غلطان إنى فكرت فيك وإتصلت عليك، شكلك جاي رايق.

تهكم عماد هو حاله أسوء من هانى، إن كان هاني سهل خروجه من خلف تلك القُصبان بينما هو صعب عليه أن يخرج خارج قُضبان قلبة الذى يحاول الضغط عليه.

❈-❈-❈

فى مركز التجميل

أثناء نهوض سميرة شعرت بدوخه سندت بيدها على كتف عِفت التى لاحظت ذلك وتلهفت عليها سائله:

مالك يا سميرة.

تمالكت سميرة نفسها قائله:

فى إيه مالك دى دوخه عاديه.

نظرت لها عفت قائله:.

دوخة إيه يا سنيرة دي مش أول مره المره اللى قبل كده قولتى من الجوع طب والمره دي من إيه، سميرة…..

توقفت عِفت ثم فكرت ونظرت لـ سميرة قائله بمفاجأة:.

إنتِ حامل يا سميرة.

صمتت سميرة، تبسمت عِفت قائله:

بجد الف مبروك، ربنا يتمم لك بخير، قولى لى نفسك فى ولد ولا بنت، أكيد ولد إنتِ معاكِ يمنى، قوليلى ليه مخبيه عليا…أكيد جوزك أبو غمازات فرحان.

تهكمت سميرة بآلم مستهزأه:

محدش يعرف إنى حامل إنتِ أول واحده حتى تشك فى أمري…أنا وعماد خلاص هننفصل ومالوش لازمه يعرف إنى حامل مش هيفرق معاه أكيد.

قبل ان تستفسر عِفت صدح هاتفها، أخرجته من جيبها نظرت له ثم لـ سميرة التى تبسمن

بغصة قلب، قائله:

الرساله من مين

يظهر هنسمع خبر سعيد قريب.

أجابتها عفت:

لاء لسه بدري… لازم أتأكد من مشاعرى الأول كمان حقيقة مشاعره، بصراحه حاسه إن فى شئ غامض بالنسبه لي.

تبسمت سميرة قائله:

الراجل الغامض، انا بقول بلاش تتأخري، وكمان بلاش تتورطيه فى فاتورة كبيرة، يلا وبلاش. تتأخري عشان فى ميعاد لـ مدام إبتهال ودي بتعزك أوي.

تبسمت عِفت قائله:.

تمام مش هتأخر على ميعادها، ولينا كلام مع بعض أشوف هورمونات الحمل الجديد دي.

تبسمت سميرة بداخلها تشعر بآسي على حالها، تُخفي حملها حتى عن والدتها.

❈-❈-❈

بذاك الكافيه المقابل لمركز التجميل

جلست عِفت مع حازم يتحدثان تطرق الحديث بينهم عن سميرة، تنهدت سهوا قائله:

سميرة حياتها صعبانه عليا، عايشه فى لخبطه، طول الوقت، حتى إكتشفت إن في بينها وبين جوزها خلاف وإحتمال يطلقوا.

رفع حازم وجهه ونظر لها مذهولًا،وهنالك شعور آخر ينبض فى قلبه يشعر به.

❈-❈-❈

بعد مرور يومين

بمنزل هانى بالبلدة

إستقبلت إنصاف هاني بالاحضان بكت بلوم قائله:

كده منعرفش إنك كنت فى مصيبه، قلبي كان حاسس بس كنت بكدب إحساسي، إنت بعد كده مش مسافر فرنسا تاني، كفايه غُربه بقى.

تبسم هاني وإنحني يُقبل يد إنصاف قائلًا:

خلاص يا ماما كفايه كده، الحمد لله.

تبسمت وعادت تضمه بامومه، ضمها هو الآخر

نظر نحو فداء التى تقف على آخر درجات السًلم، كانت نظرتها خالية من المشاعر التى عكس قلبها الذي يحترق، رغم أنه كان يحتضن والدته لكن كان نظرهُ عليها ينظر لها بشوق تلمع عيناه بسعادة، وهو يسمع والدته تنظر لـ فداء قائله بغمرة فرحه:

تعالي يا فداء متنكسفيش، هانى رجع من السفر مش هتسلمي عليه وتقولي له حمد لله عالسلامه.

ببرود قالت:

حمدالله على السلامه يا هاني.

لم يشعر أنها قالت ذلك ببرود.

تبسمت إنصاف من نظرة عيناه المُشتاقه لـ فداء، تحدثت بحب:

إنت بتقول إنك مش جعان، خد مراتك وإطلع إرتاح فوق ساعتين على ما أحضر العشا وتكون بسنت رجعت من الدروس.

لمعت عيناه ببسمة موافقًا، بينما فداء إعترضت قائله:

هحضر معاكِ العشا.

نظرت لها إنصاف قائله:

لاء كل حاجه جاهزه يادوب عالتسخين إطلعي مع جوزك.

بمضض وافقت فداء وصعدت مع هانى الى الشقه، بمجرد ان دخلا جذبها هاني بعناق قوي، ثم قبلها مُشتاقًا، لكن شعر انها باردة، ترك شفاها ونظر الى وجهها، رأي تلك النظره البارده، بينما هى تهربت منه قائله:

هطلع لك غيار على ما تاخد دوش.

كادت تبتعد عنه، لكنه جذبها قائلًا:

مالك اللى يشوفك يقول مضايقه إنى رجعت من فرنسا.

تهكمت قائله:

أوعي تفكر إنى نسيت إنك سيبتني عروسة كام يوم وسافرت ورا هيلدا.

❈-❈-❈

بـ ڤيلا عماد

إستقبلت حسنيه عماد الذى وصل للتو قائله:

حمدالله عالسلامه أمال فين هاني.

رد ببسمه:

هاني زمانه وصل البلد، مرات خالي كلمتنا وإحنا على باب المطار، وهو عشان يطمنها سافر عالمحله فورا ووقالى سلم لى على مرات خالي، كمان كان عندي امر مهم فى المقر روحت خلصته وجيت عشان ألحقك قبل ما تنامي، عاوز أتكلم معاكِ فى أمر مهم.

إستفسرت قائله:

وإيه هو الامر المهم ده.

بتردُد من عماد ظل ينظر لها بترقُب قائلًا:

أنا نويت أتجوز.

شعرت حسنيه بتوهان قائله:

تتجوز إيه، إنت مش متجوز…

فاقت من توهان الصدمه قائله:

قصدك تتجوز تاني.

أخفض وجهه يشعر بشعور بغيض كآنه بلا إرادة، إستهجنت حسنيه قائله بصوت عالى:

رُد، فهمني.

أجابها بتردُد:

إنتِ عارفه حقيقة جوازي من سميرة…

قاطعته بسؤال:

إيه حقيقة جوازك بها، إتجوزتها بإرادتك كان قدامك البنات وإنت اللى إختارتها، واتجوزتها وطلقتها، إيه واخده لعبتك، الجواز والطلاق

بدل ما تقولى إنك هتجيب مراتك وبنتك هنا ونتلم كلنا جاي تقولى هتتجوز، ومين دي كمان.

شعر عماد بغضاضه قائلًا:

إنت عارفه إن سميرة هى اللى رافضه إنها تجي تعيش هنا…

قاطعته بإستهجان:

وإنت رفضها جاي على هواك، إنت عامل زي العيل الصغير اللى بيلعب باللعبه ولما يكسرها يروح لغيرها، ولما متعجبوش يبكي عاللعبه اللى كسرها، فوق يا عماد، أنا سكتت كتير، شايفه سميرة بتنطفي، بنات الناس مش لعبتك

كآني شايفه شعبان الجيار قدامي

نفس الجحود، فعلًا مهما حاولت تبعد الإنسان عن أصله، بس العرق دساس… بيجري فى عروقك نفس دم وغدر شعبان.

تجمرت عينيه يشعر بلهيب فى قلبه قائلًا بإندفاع:

ماما بلاش تقارينينى بالشخص ده إنتِ عارفاني كويس…

قاطعته بحِده قائله:

لاء متفرقش عنه، أنا مبقتش عارفاك يا عماد

حاسه اللى قدامي صوره أعرف هيئتها لكن حقيقتها ضاعت، أو إتحرقت، خسارة يا عماد

إعمل اللى إنت عاوزه بس أنا مش معاك كمان هسيبك تعيش حياتك زى ما إنت عاوز، أنا هرجع البلد، حتى الليله مش هبات هنا مش طايقه أحس إنى معاك تحت سقف واحد خسارة يا عماد ربنا عطاك نِعم كتير إنت اللى سايب الماضي يحرق قلبك لحد مبقتش عارف نتيجة اللى هتعمله هتوصلك لأيه

خسرت سميرة ويمنى وكمان خسرتني

مبروك يا إبن شعبان الجيار حرقت سعادتك بسبب هلاوس الماضي مُصر تحرق قلبك وقلب سميرة معاك…

قاطعها عماد بمرارة:

أنا اللى حرقت قلب سميرة ولا…

ڨاطعته بقسوة رغم إشفاقها عليه من حديثها الجامد:

إنت اللى بتحرق قلبك، سميرة لو مش بتحبك مكنتش رجعت ليك بعد ما طلقتها غدر، رجعت وقبلت رغم إنها عارفه إنك رجعتها عشان كانت حامل مش عشان بتحبها، قبلت تبقى…

توقفت للحظة اغمضت عينيها تقول:

قبلت تبقي زوجه لمزاجك، إنت عايش فى مكان وهي فى مكان، آه هتقولى دى رغبتها

وسبق وطلبت إنها تجي تعيش هنا، بس إنت إستلينت لو لك مزاج كنت قدرت تضغط عليها، لكن إنت مرتاح كده، مفكرتش فى بنتك اللى بتشوفك زي زاير عليهم، بكره هتكبر وهتفهم وهتسألك وقتها هتقول لها إيه، فى حياتي زوجه تانيه أهم منك إنتِ ومامتك، هي اللى بعتكم عشانها.

تعصب عماد قائلًا:

أنا مبعتش سميرة ياماما هي اللى…

قاطعته بإستهجان:

ولا هي باعتك ده كان قدر، وكفايه يا عماد لو كملت وإتجوزت إنسي إنى أمك، أنا ماشيه وإنت حُر فى حياتك.

ذُهل عماد من روؤيته لـ حسنيه وهي تتوجه ناحية باب الفيلا، ركض خلفها يستعطفها قائلًا:

ماما إنتِ رايحه فين، هتسبيني.

لوهله شفق قلب حسنيه لكن عقلها تحكم عماد. لن يعود كما كان الا إذا شعر بصدمة فُقدان، أجابته:

إنت حُر فى حياتك، وانا رايحه هبات الليله عند فى الشقه اللى إنت مكنتش بتنكسف وإنت رايح لها عشان مزاجك.

نفضت حسنيه يد عماد وغادرت، ظل هو واقفًا، مذهولًا يشعر بندم أفقدة الوحيدة التى كانت دائمًا تُساندة بقوه يشعر دائمًا انها هي مصدر قوته وصلابته،الآن يشعر

بـ حرقان ينتهك كيانه.


الحلقة التاسعة والعشرون💜💜

بعد مرور أسبوع

صباحً

بمنزل هاني

فتح عينيه نظر الى فداء التى تنام جواره لكن بعيدة قليلًا عنه، تبسم بتلقائيه وأراد مشاغبتها، أقترب منها وضمها له يُقبل وجنتيها ثم شِفاها بقُبلات ناعمه… فتحت عينيها بتلقائيه منها تبسمت قبل ان تفيق وتستوعب بما كان هو مُقبل عليه حين كاد يعتليها ظنًا انها تجاوبت معه،تبدلت وعادت الى تمنُعها ودفعته بيديها كي يبتعد عنها لكنه مازال مُتمسكًا بها بين يديه، شعرت بضيق قائله:

لو سمحت إبعد إيديك عني متفكرش إنى هسامحك بالساهل كده.

تبسم وهو يُشاغبها يُداعب وجنتيها بأنفاسه الحاره،تجاوبت معه بتلك القُبله، كادت أن تضعف إشتياقًا لكن ذاك الغثيان جعلها تنفُر وتدفعه وتنهض سريعًا صوب حمام الغرفه… لا يعرف كيف تبخرت من بين يديه بعد أن ظن أنها بدأت تتجاوب معه،زفر نفسه بضجر منذ أن عاد وهي كذالك،تتأرجح مشاعرها معه بين القبول لكن فجأة تعاود وتبتعد عنه،إعترف حقًا أخطأ بالسفر مع هيلدا،لكن لما تُعاقبه وهو يتحمل،رغم ما مر به مؤخرًا ببالبقاء حبيسًا خلف القُضبان لايام يجهل مستقبله بعد إتهام بالشروع فى قتل،لولا أنقذه القدر كانت ثبتت عليه تلك التهمه،هيلدا كانت أسوء من الشيطان،تنهد يستنشق الهواء،وتيقن أن إرتباطه بـ فداء كانت له نُقطة تحول بحياته،بل كانت إنقاذًا له،لو لم يتزوجها بهذا الوقت كان سافر وثبتت عليه أكاذيب هيلدا بالدلائل،مازال موقف فداء المُخيب له،هل ظن انها ستستقبله بالاحضان،لقد كان واضحًا رد فعلها بعدم ردها على إتصالاتك ورسائلك،تنهد بضجر هو لم يُخطئ حين سافر مع هيلدا أليس ذاك المقلب الذى إفتعلته كان هو السبب،لا هاني لا تكذب ليس هذا كان الدافع وقتها أنت أرادت معرفة حقيقة تلك المشاعر، وخشيت ان تضعف وتقع بالعشق هربت، بالنهايه ضعفت وإشتاقت لولا ما حدث مع هيلدت ربما كنت مازالت هناك تقاوح، والآن عليك الإعتراف أنت لاول مره تشعر بالعشق والإحتياج لمشاعر إمرأة

هيلدا وفداء الإثنتين فرضن انفسهن عليك، لما إستحوزت فداء على مشاعرك

الإجابه واضحه ليست العلاقه الحميميه بل مشاعر قلبك الذي كان مُتعطشًا لبعض من الحريه، وجدتها مع فداء،رغبة والدتك فرضتها عليك للزواج، لكن هي لم تفرض نفسها عليك بعلاقه سامه لا تشعر فيها سوا بالمقت، بل اعطتك الحريه وجذبتك لها بخجل أنثوي جعلك تعود لرجولتك الذى فقدتها،أنت من بدأت بالإقتراب،خوضت مشاعر كنت تجهل مذاقها المُمتع،لكن هى مثل حبة الدواء المُغلفة بالسُكر وعليك الآن تحمل ذاك الجزء المر فبه الشفاء أكيد…أخرجه من تلك المشاعر رنين هاتفه،جذبه ونظر له ثم قام بالرد قائلًا:

مفيش ذوق حد يتصل على حد فى الوقت البدري ده،إفرض إنى نايم

فرك عماد رأسه يشعر بإرهاق قائلًا:

مش رايق لهزارك عالصبح،لازم تكون هنا فى القاهرة قبل الساعه سبعه المسا،هنمضي عقد الشراكه مع مصنع الفيومي،كمان هو أصر نعمل حفلة خاصه كنوع من الدعايه،يلا بالسلامه اشوفك المسا.

لم ينتظر عماد وأغلق الهاتف، تحير عقل هاني للحظات، لكن سرعان ما نفض ذلك وتوجه لآخذ سيجارة

بداخل الحمام،شعرت براحه بعد ان افضت ما بجوفها الشبه خالي،غسلت فمها ووجها،وقفت تشعر بحيرة من تلك الحاله التى أصبحت تزداد،حتى دون تناولها للطعام،لكن تذكرت قائله:

معقول أكون حامل بالسرعة دى.

نبسمت تضع يدها فوق بطنها تمسد عليها قائله:

ومش معقول ليه،بس طبعًا لازم أتأكد،كمان مش لازم أضعف مع هاني مع إنى بحب قُربه أوي.

وضعت يدها الأخري فوق شفاها تشعر بزيادة خفقان تبسمت قائله:

كمان كان واحشني أوي،ولما عرفت إنه كان فى مِحنه قلبي كان هيوقف،بس هو يستاهل أدلع عليه شويه قبل ما أسامحه،انا اساسًا سامحته بس بدلع عشان أتاكد هو بيحبني ولا…

-ولا إيه يا فداء،خلاص هيلدا إنتهت من حياته للأبد غارت على رأي طنط إنصاف،انا بسمع كل نصيحه بتقولها ليا،وأهو رجع تاني،صحيح غصب،بس هو قبل المشكله دى كان راجع.

تنهدت تبتسم بشوق لكن لا مانع من الدلال… خرجت من الحمام، تبسمت بإخفاء وهى تنظر لـ هاني الذى كاد يُشعل سيجارة وقالت بإستهجان:

هتعمل إيه، سجاير عالريق وكمان هنا فى الاوضه، أنا مش ناقصه خنقه عالصبح.

تتنهد ووضع السيجاره فوق منضده وإقترب منها حاول ضمها لكن هى إبتعدت عنه بدلال،تنهد بضيق قائلًا:

جهزي نفسك هنسافر القاهرة كمان ساعة.

إستغربت بإستفسار سائله:

مين اللى هيسافر القاهرة.

إبتسم وهو يقترب بمكر وضع يديه حول خصرها قائلًا:

أنا وإنتِ،وهنقعد هناك كم يوم،يعني حضري شنطة فيها هدوم تكفينا،ولا نشتري من هنالك، ولا أقولك بلاش ملهاش لازمه الهدوم الڤيلا هتبقى فاضيه علينا.

ضيقت عينيها ونفضت يديه عن خصرها قائله:

تمام هنزل أحضر الفطار وبعدها هحضر شنطة هدوم بلاش تكاليف عالفاضي.

إبتسم هاني وتشبث بخصرها وإنحني وكاد يُقبلها لكن هى شعرت بإنجذاب غريب وهى تُقرب انفها من عُنقه تستنشق أنفاسها،شعر بلفحة انفاسها على عُنقه،إشتاق قلبه،لكن قطع ذاك الإنسجام رنين الهاتف.

عادت تستوعب وإبتعدت عنه تُلملم حالها وإرتبكت وتهربت قائله:

شوف مين بيتصل عليك عالصبح، وأنا هنزل أساعد طنط فى تحضير الفطار.

هربت تشعر بالضعف من تحرشات هاني بها، بينما ضجر هاني من ذاك الهاتف الذى لولاه لكان عائم بالغرام الآن، ذهب نحو الهاتف ونظر له قائلًا بضيق:

طبعًا إنت هادم اللذات يا جوز أمي.

❈-❈-❈

بمنزل الفيومي

بغرفة حازم

هندم ثيابه ونثر ذاك العِطر ونظر الى المرآه ينظر لإنعاكسه، يشعر بشعور مُميز وهو يتذكر قول عِفت له عن سميرة التى تعيش خلافات مع زوجها بالفترة الأخيرة وأن هذا قد يؤدي الى الإنفصال بينهم، لا يعلم لما لم يشعر بإنبساط شعور عادي، تعجب من ذاك الشعور، أليست هى من سعيت لفترة كي تعلم هويتها، لما الآن لا تفرق معك، ربما كانت زهوة وإنطفات، أو فضول لمعرفة سر حُزن عينيها بتلك الليله، أو لا شئ فقط كنت تود إرهاق عقلك بالتفكير بها، فى ذاك الوقت صدح رنين هاتفه، جذبه ونظر الى شاشته سُرعان ما تبسم وقام بالرد بإختصار قائلًا:

تمام يا “شيري”نتقابل فى النادي كمان ساعة فى ملعب الإسكواش.

أغلق الهاتف ثم نفض كل ذلك عن رأسه،ثم غادر الغرفه يُصفر بمزاج هادئ.

بغرفة المكتب دلفت جالا على والدها الذى تبسم لها حين جلست أمامه تبتسم هى الأخري تتنهد براحه قائلًا:

توقيع الشراكه بينا وبين مصانع عماد ده طفرة كبيرة لينا فى سوق المنسوجات، بصراحه لو مش جهودك مكنتش تمت.

تبسمت بإفتخار بذكائها:

فعلًا، بس لاحظ يا بابا عماد هو المستفاد أكتر من إسم وسطوة مصنعنا برضوا مش شويه، صحيح بقينا فى المركز التانى بس بالشراكة دي رجعنا للصدارة وبقوة أكبر.

وافقها وجدي قائلًا:

فعلًا،كان نفسي إعلان الشراكه النهاردة يكون معاه إعلان تاني،وقتها كانت هتبقى الفرحه أكبر.

فهمت تلميح والدها وشعرت بغرور قائله:

هيحصل وقريب جدًا،زي ما قدرت أقنعه بالشراكة فى الفترة الصغيرة دى أكيد مش صعب يكون فى جواز يقوي الشراكة دي،رغم إن له زوجه وبنت بس بحس إنه مش من النوعيه اللى يمانع ظهور مراته للمجتمع الراقي،يبقي فى سر،ممكن يكون مفيش بينهم توافق،أو جواز تم فى ظروف خاصه،زي جواز صالونات كده.

أجابها حازم الذى دلف الى الغرفه قائلًا بإحباط لها:

أو يمكن هو أو هى اللى حابه تحتفظ بمكانتها فى حياته كزوجه مش واجهه يتعايق بها فى مجتمع عايش بزيف،وكونها مخفيه مش معناه أنه راغب بجوازة تانيه،لان واضح من شخصيته انه شخصية عملية مش بيجري ورا التريندات والدليل الإشاعه اللى زيي ما إنتشرت إختفت وهو مفرقش معاه.

شعرت جالا بضيق منه قائله:

واضح إنك عاطفي وبتفهم فى العواطف طبعًا مش فاضي غير لها واللعب فى صالات الإسكواش، طالما فى غيرك شايل الشغل كله عنك .

تبسم بإستهزاء قائلًا:

عالأقل بلعب وانا عارف الخِصم اللى قدامي لعبنا عالمكشوف، مش وشوش برتوش بتتلون حسب المصلحه، متأكد عماد ده لو كان قابلك قبل ما يبقى له سطوة عمره ما كان هيلفت نظرك مهما كان وسيم أو حتى صاحب عقليه فذه،السطوة عندك هى النفوذ و بس، ونصيحه مني بلاش تعيشي الوهم، متأكد عماد شخصية زي عماد حتى لو مش سعيد فى حياته مع مراته هيروح يدور على الشئ اللى ناقصه مع ست بسيطة مش سيدة أعمال عقلها كله فى الصفقات الرابحه، والمشاعر عندها بتقيمها قبل ما تندفع فيها، يلا أنا عندي ميعاد فى صالة الإسكواش مش عاوز اتأخر عليه ومتقلقوش هكون فى حفل الشراكه فى الميعاد أنا برضوا حازم الفيومي اللى بيكمل ديكور العيله الناجحه.

غادر خازم بعد ان نرفز جالا كذالك وجدي الذى عقل حديث حازم لاول مره، أليس هو كذالك حين تزوج بزوحته أراد إمرأة عاطفيه.

❈-❈-❈

ظهرًا

بمقر شركة عماد

وضع الهاتف على أذنه يسمع رنين ولا يأتيه رد لأكثر من مره شعر بالزهق من عدم رد حسنية عليه التى تتعمد ذلك، لكن هو يشعر بالنُقصان دونها كآنه بلا سند، شعور لاول مره يتمكن منه، رغم أنها إمرأة لكن كان يشعر أنها سندهُ القوي المانع الذى يُعطيه قوة وامل بالغد أفضل، يشعر أن تخليها عنه مثل الذى يسير عاريً أمام الناس عيونهم تحرق قلبه،أغلق الهاتف وضعه امامه على المكتب يُزفر نفسه،للحظه صدح الهاتف،تلهف أن تكون قد حنت عليه،لكن كان إتصالًا من أجل العمل،لم يشأ الرد ليس بمزاج يود العمل،بل يود الهروب،لكن الى أين الى سميرة الأخري التى يشعر كآنها إدمان لا تعافي منه

إزدادت خفقات قلبه يشتعل برغبة فى رؤية سميرة ويمنى صغيرته…

خلع نظارته الطبيه ورفع كفيه يمسد بهما وجهه يشعر انه بلا هوية.

❈-❈-❈

بمنزل والدة عماد بالبلدة

شعرت بآسى حين إنتهي رنين الهاتف،تنهدت بإستياء من ذلك،قلبها يحن لحديثها مع عماد،لكن هى إتخذت قرارًا عماد لن يعود مثلما كان قبل عودته من السفر الا إذا شعر بالخسارة الحقيقة…

فى خضم آسها سمعت صوت قرع جرس المنزل لوهله خفق قلبها بحنين أن يكون عماد هو من آتى،ذهبت سريعًا نحو باب المنزل

فتحت الباب بلهفه سُرعان ما تصنمت ،الى ان تحدثت الزائرة قائله:

إنتِ عارفاني؟… أنا عارفه إنى جايبه بدون ميعاد وكمان إني ضيفه غير مُرحب بيها.

فاقت حسنيه من تصنُمها وقالت بلا شعور:

هند… إتفضلي.

دلفت هند الى داخل المنزل بذهول قائله بإرتباك:

أنا كنت متوقعه إنك متعرفنيش كمان ترفضي إستقبالى بسبب الماضي.

نظرت لها حسنيه ببسمه خافته:

انا سامحت من زمان اوي، ونسيت الماضي او بمعني أصح كان لازم أنسي الماضي عشان أعرف أعيش وأربي أبني،وكمان متعودتش يجيلي ضيف على بابي وأرفض أستقبله…حتى لو كان ضيف غير مرغوب فيه ادي له واجب الضيف طالما داخل بإحترامه ومش جاي بأذى معاه.

❈-❈-❈

مساءً

بذاك الفندق

كان هنالك حفلًا خاص بدأ بتوقيع عقد الشراكه بين مجموعة العماد ومصنع الفيومي

على طاوله خاصه كان التوقيع بين وجدي عماد حتى إنتهي التوقيع صفق الجميع

وقف الإثنين يتصافحان، كان هنالك حشد إعلامى، وكذالك هنالك المدعوين وكذالك طاقم خاص لتقديم الضيافه للمدعوين، رفع عماد نظره نظر نحو هاني الذى لمعت عينيه ببسمه، هذا نجاح جديد لهما يُضاف لهما، أصبح من الطبيعي الإعلان عن الشريك الخفي، تقدم هاني حين أشار له عماد وإقترب من منصة التوقيع، ألقى كلمة بسيطه ثم قال:

فى شريك دايمًا كان معايا هو كان رغبته يفضل الشريك الخفي، بس النهاردة خلاص الشريك الخفي قرر يظهر هو مين، هو السند اللى كان داعم قوي لمصانع العماد

شريكي “هاني الجيار” رفيق الغُربه والكفاح.

إبتسم هاني وهو يقف جوار عماد، ها هو ظهر الشريك الخفي…لمعت عين فداء بسعادة كذالك شعرت بالغِيره ان تنظر فتاة الى ذاك الوسيم زوجها…مثل تلك السخيفه التى تشعر ببُغض نحوها وهى تقف جوار عماد،تُظهر بتعمُد منها آناقاتها ولباقتها .. بداخل عقلها لما سميرة ليست موجودة بالحفل، لم يطول جواب ذاك السؤال حين ظهرت سميرة، لكن ليست جوار عماد بمكانها ومكانتها الطبيعيه كزوجه بل بين طاقم الضيافة، تسير بتلك الصنيه التى عليها بعض الأكواب تتوجه نحو مكان وقوف عماد وتلك السخيفه المُتسلقه لوهله كادت تنطق بإسمها لكن نظرت عين سميرة نحوها حذرتها صمتت، توقفت سميرة أمام عماد الذى كان ينشغل بالحديث مع جالا ولم ينتبه لها الا حين سمع صوتها حين قالت بصوت مُرتجف:

مبروك الشراكة و…..

صمتت حين وجه لها عماد وجهه،الذى ذُهل من وجودها، رغم أنه يرتدي النظارة لكن إخترقت نظرته روح سميرة التى تئن بآلم يظهر بصوتها، كذالك رعشة يديها التى كادت تسكب محتويات تلك الصنيه التى وضعتها على طاولة المنصه وإنسكبت غصبًا محتوياتها لم يمس اوراق الشراكه محتويات الكؤوس، مع ذلك تعصبت جالا وكادت تتهجم عليها لكن ضبطت نفسها من مظهرها الراقي، كذالك حين رات عماد رأسه تتحرك تتبع تلك المُضيفة، التى هرولت للخروج من القاعة، كاد عماد أن يذهب خلفها لكن جذب وجدي يدهُ لإلتقاط الصور من أجل الإعلان كذالك نظر نحوه هاني يشعر به فى هذه اللحظه، كذالك سمع نداء فداء بإسمها، لكن هى لم تتوقف، لحظات كان يشعر كآنه مسلوب الروح… ترك كل شئ خلفه وخرج، يبحث عنها بين طاقم الضيافه،لكن بنفس الوقت صدح هاتفه برساله قرأها

“أنا هنا فى الأوتيل فى الجناح اللى كنا دايمًا بنتقابل فيه هنتظرك لحد الإحتفال ما ينتهي”

هذا مُلخص الرساله،أغلق الهاتف وتوجه الى تلك الغرفه يخفق قلبه بشدة…بينما سميرة

دخلت الى ذاك الجناح الذى دائمًا ما كانت تبغضه الليلة تبغضه أكثر لكن لابد ان تتحمل…

خلعت ذاك الثوب الخاص بمضيفات الفندق،إرتدت منامه شبه عاريه،تشعر بالبرد القاسي يتوغل من جسدها،مسدت عضديها بيدها لم تنتظر كثيرًا كما توقعت حين سمعت صوت فتح باب الغرفه

نهضت من فوق تلك الآريكه تنظر له تسير تشعر بترنُح بقلبها وهى تسير نحوه، تمعنت بملامح وجهه، تلك الملامح المحفورة بسهم ناري ينحر فى قلبها، رغم ذلك كانت ترسم بسمة مريرة، هو كذالك بل يزداد بشعور الندم، تفاجئ بها وهى تُعانقه حتى أنه شعر بأنفاسها الساخنه وهى تضع قُبلة حارقه على عُنقه

نفسها كان ساخنًا يُعبر عن ما بداخلها من إحتراق، لكن لينتهي كل ذلك الليله، تركت عناقه ورفعت يديها تحل رابطة العُنق عن عُنقه ثم أزاحت مِعطف بذته وفتحت أزرار قميصه، سحبت يدها من بين فتحت القميص على صدره، رفعت رأسها تُقبل أسفل ذقنه قُبلات حميمية،لكن بلا مشاعر،وصلت بقبلاتها الى وجنتيه وشِفاه من شوقه لها تقبل تلك القُبلات ضمها بين يديه يودها أقرب،يشعر بقُبلاتها الساخنه،رفعت يديها تُزيح عنه ملابسه تزداد قُبلاتها له شغفًا تجعله متشوقًا

جذبته نحو الفراش، كانا مثل شُعلة نار تشتعل بحِمم عشق ثائر،لحظات،دقائق وقت ينتهى

جذب سميرة على صدره يحتويها بيديه،تيقن سميرة ولا يوجد بعدها إمرأة تمتلك كيانه،رفع يدهُ،ورفع ذقنها ينظر لوجهها

تبسم وهو يلتقط شفاها بقُبله ناعمه،ثم عاود النظر لوجهها ويديه تتلمس ملامحها،ونظرة عين عاشق إبتسمت شفتاه وهو يضمها له أقوي قائلًا بصدق:

بحبك يا سميرة….

بعد أن كانت مُستكينه بين يديه، رفعت وجهها ونظرت له تهكمت بمرارة على جملته الآخيرة، ضحكت غصبًا رغم مرارة ما تشعر به، إبتعدت عن حصار يديه ونهضت من فوق الفراش… إستغرب ذلك وجلس على الفراش وكاد يتحدث:

سميرة…

قاطعته حين سحبت تلك الورقه من تلك الحقيبة وحملتها وعادت تقترب من الفراش فى البدايه ظنها عائده له لكن وقفت جوار الفراش ومدت يدها بورقه قائله:

ده تحويل مني بكل الفلوس اللى إنت حولتها بإسمي فى البنك، والشنطه دى فيها كل هدية

إنت…

توقفت عن الحديث تشعر بإهتراء قلبها لكن تحملت تشعر بإنكسار قائله:

فيه كل هديه جبتها لي تمن كل لقاء بينا،المشوار بينا إنتهى لحد هنا يا عماد، وصلنا حرقت قلبي بما يكفي،مبقتش قادره أتحمل ولا هكدب على قلبي وأصدق إنك بتحبني أو حتى حبتني من البدايه إنت كنت بدور على سبب ترمي عليه قسوة حياتك، بعد كده كُل اللى بينا يمنى وبس،أساسًا هى أغلى هدية فى حياتي،رغم أنها كانت نتاج لحظة ضعف، قالت هذا وتوجهت مره أخرى نحو حقيبتها جذبت تلك المفاتيح معها ورقة أخرى وتلفتت خلفها تفاجئت به خلفها بعد أن نهض من فوق الفراش،لم تهتم بنظرة عينيه المذهوله ولا لحركة صدرهُ الذى ينتفض قلبه بقوة، ومدت يدها بالمفاتيح والورقه قائله:

كنت هنسى دى مفاتيح الشقه كمان ده تنازل عن الشقة أعتقد مبقاش من حقي اقعد فيها.

ذُهل عقل عماد قائلًا:

سميرة…

قاطعته بحسم:

إنتهينا خلاص يا عماد دي كل الهدايا وكمان الشقه أنا برجعها لك مكنتش محتاجه لها قد ما كنت بحتاج حضنك يضمني، خلتني أندم إن فضل عشقك مش بس يحرق قلبي كمان حرق قلب نسيم، اللى حبني بصدق حتى لو كان عذبني كفايه إنه كان بيرجع ندمان وانا كنت باردة معاه، بس هو كان له عُذره متجوز واحده قلبها مشغول بغيره دايمًا بتفكر فيه، أنا لو بندم على شئ فى حياتي فهي إن وافقت أكون لك عشيقه للمُتعه، كان لازم أعرف إنى إنتهيت من حياتك يوم ما طلقتني، مكنش لازم أقبل بالرجوع وإنى أكون خاضعه لمزاجك،والنهاردة بنسحب نهائى يا عماد وكل شئ هديتني بيه رجعته لك مش عاوزاه نسيم لما سابلي الأرض اللى دفعت بها تمن البيوتي كان بيرد لى جزء من تعذيبي له وإن قلبي محسش بيه، البيوتي مش بس هو اللى خلاني أتغير معاك يا عماد إني مش محتاجه لك،أنا طول عمري بدور عالسند اللى يقويني كنت معتقدة إن السند ده إنت لما إتقدمت لى زمان،عمي إعترض وقالى هيبقى زي أبوه فى يوم الأيام ويهجرك بعيل،وفعلًا ده حصل وكنت متحمله بس لكن إنسان طاقة تحمل لما بتنتهي قلبه مش بيختار يعيش فى العذاب بإستمرار،أنا طلبت الطلاق وإنت بتماطل بس أنا مُصره عليه،يمنى جمعت بينا،بعد كده عاوز تشوفها هبعتها عند طنط حسنيه،مع إنى أعتقد مع الوقت قلبك هينسي ويتعود على غيابها عنك،زي المثل ما بيقول”البعيد عن العين بعيد عن القلب ”

كده فاضل إن تكلم المحامي يجهز بقية أوراق تنازلى عن جميع مستحقاتي الشخصيه عندك وهمضي عليها،كل اللى عاوزاه هو إنك تطلقني وأبعد عن حياتك،ومتخافش انا مش بفكر فى الجواز،حتى قبل ما كنت ترجع تتقدملي،كنت رضيت بنصيبي وقولت مش هتجوز تاني كفايه البخت لما بيميل مش بيتعدل تاني،بس قلبي خذلني معاك دايمًا ببقى ضعيفه،ولازم أستقوي على الأيام عشان أقدر أعيش وأربي بنتي متبقاش زيي ضعيفه وتخاف من الأيام والزمن

جذبت ثيابها وشرعت فى إرتدائها يرتعش جسدها،لم تنظر لـ عماد الذى يشعر كآنه أصبح بلا روح هو الآخر،إستمع لكل ما قالته ذكرها لإسم

“نسيم” أكثر من مره

نسيم لم يكُن الا إعصارًا مُدمر سحقهما، فاق حين وقعت حقيبة يدها وتناثرت محتوياتها،إنحنت تُجمع تلك المحتويات ثم إستقامت قبل أن تخطي نحو باب الچناح ضمها قويًا من الخلف،دفس وجهه فى عُنقها يتحدث بإعتراف نادم:

سميرة أنا عمري ما حبيت غيرك،عمرك ما كنتِ بالنسبه ليا رغبة جسم،كان سهل أدور عليها مع أي ست غيرك، كنت دايمًا عايش بشتاق لك فى كل لحظة، فعلًا كنت بتعمد أسيبك فى السرير مش عشان تحسي بالدونيه وإنك بالنسبه ليا رغبة وإنتهت كنت بخاف لاتكون دى لحظات بعيشها فى خيالي وهتنتهي، انا عِشت شهور ندم بعد ما طلقتك قلبي كان بائس، لو مكنتش بحبك مكنتش رجعتك، كان سهل أنكر نسب يمنى، أو حتى أردك لفترة وبعدها…

توقف للحظه ثم عاود الحديث:

أنا بحب يمنى عشان هي منك، الست الوحيدة اللى فى عز كُرهي لها كنت بعشقها وبتمني نظرة من عينيها، سميرة تفتكري ماحاولتش انساكي وأعيش كنت بلاقي نفسك لما ببص فى وش أي ست حاسس إنى مش شايفها،حتر عينيا كانت عاوزكِ إنتِ مش شايفه غيرك… سميرة أنا آسف كنت آناني، لسه قدامنا فرصه، لا فُرص نرجع فيها حبنا لبعض تاني بدون أي…

قاطعته بآلم:

بدون إيه يا عماد، إحنا خلاص إحترقنا كل شئ إتساوى بالرماد… قدامك فرصه أنا عارفه إن جالا داخله مزاجك، هى الست اللي تناسبك…

-لاء

قالها عماد وهو مازال يتشبث بـ سميرة يضمها أقوي يتنفس بحرارة قائلًا:

لاء قولتلك لو كان قلبي قادر مكنتش هستني چالا أو غيرها،، خلينا نبدأ من جديد وأوعدك…

قاطعته سميرة وهي تنفض يديه عنها قائله بآلم:

كل مشاعري إتحرقت يا عماد مبقاش عندي حتى مشاعر أديها لراجل غيرك، بعترف إن عِشت بكل مشاعري معاك، وكنت أتمني فعلًا أحس إنك بتحبني، بس حُبك وهم وكلام يا عماد عكس أفعالك، وانا مبقتش قادرة أتحمل، كان نفسى يمنى تعيش فى بين أب وأم بينهم حياة سعيدة تعيش دفى الاهل اللى أنا وإنت إتحرمنا منه، بس للآسف واضح إن ده قدر متآجل أنا كنت متحملة عذابي على الفاضي، قلبي كان موهوم وإتحملت عذابي معاك عالفاضي،أتأملت إن القدر يتغير،بس أنا كنت بآجله مش أكتر..

كده أنا أنسحبت من حياتك…بتمنالك السعادة اللى معشتهاش معايا.

حاول عماد ضمها مره أخري لكن هى أسرعت بالمغادرة من الجناح حتى أنها تركت حقيبة يدها، كاد عماد ان يلحقها لكن إنتبه أنه عاريًا، سريعًا جذب ثيابه وإرتداها بعُجاله، وخرج من الغرفه عيناه تراقب حتى خرج من الفندق ينظر حوله لم يرا سميرة، شعر بإنشطار فى قلبه ونادي عليها بصوت جهور

لم تكُن سميرة إبتعدت عن الفُندق سمعت ندائه وتجاهلته سارت تبكى بحُرقه

يمر أمام عيناها شريط عذابها فى عشقه

إنتهت قُدرة تحمُلها

الرحيل الآن أفضل شئ

سأرحل وأترك كل ذاك العذاب خلفي.

توقف أمام الفندق عيناه تترقب حوله،يشعر بالندم، كيف وصل الى كل ذاك الغرور الذى أوصلها لهذا الحد

هى تركت كل شئ ورحلت،لا لن يسمح بذلك سيذهب إليها مُستعطفًا.

بينما هى بأثناء سيرها بلا هدف نزلت عبر ذاك المُنحدر النيلي القريب من الفندق، توقفت أمام ذاك المركب الصغير الواقف فى المياه الضحله فى النيل

أشار لها المراكبى أن تركب أذا كانت تريد

للحظه ترددت

لكن حسمت الأمر عليها ترك ماضى مؤلم بل موجع بشده خلفها, كذالك عليها التمسُك ببقايا كبرياء أهدرهُ عشق ملعون.

بينما عماد صعد لسيارته قادها بجنون الى أن وصل الى شقة سميرة، وقف أنام بابها يلهث قام بقرع جرس الشقه، لكن لا رد ولم يفتح له أحد، طرق على باب الشقه مثل المجنون، لارد الى أن خرج إحد نساء الجيران وأخبرته:

انا شوفت الست عايده من ساعتين تقريبًا كانت واخده شنطة هدوم ومعاها يمنى ولما سألتها قالت إنهم مسافرين البلد.

ثار عقله مثل البركان سميرة كانت حاسمة لقرارها، اومأ لتلك السيدة وغادر، عاد للسيارة، ضرب المقود بيديه، يصفع جبينه بندم، لكن عاد حديث تلك السيدة برأسه، والدة سميرة خرجت منذ ساعتين فقط، والوقت ليلًا ومن المستحيل سفرها دون سميرة، تذكر ذاك اليوم الذى سمع من حديث سميرة مع والدتها أن هنالك إستراحه بمركز التجميل، عاود إشغال السيارة وقادها سريعًا، بدقائق كان يترجل من السيارة يدلف الى ذاك المركز التجميلي، بحث بكل أركانه كان هنالك بعض العاملين اللذين يقومون بالتنظيف قبل إغلاق المركز، سألهم عن مكان غرفة الإدارة توجه نحوها فتحها كانت خاليه، لاحظ غرفه أخري جوارها لابد ان تلك الغرفه هى تلك الإستراحه قام بالطرق ثم فتح الباب، وجد عايده تقترب من الباب، نظر بالغرفه حين دخل بقلق سائلًا بلهفه:

سميرة فين.

زاد شعور القلق لدي عايدة قائله:

سميرة خرجت من الصبح مرجعتش المسا إتصلت وقالت هتتأخر ولغاية دلوقتي مرجعتش بتصل على موبايلها مقفول.

إستغرب عماد ذلك يشعر بإنسحاب فى قلبهُ وهو ينظر نحو طفلته ملاكهُ الصغيرة النائمة،شعر بوخزات حارقه،يشت عقله بينما نظرت له عايدة تشعر بسوء قائله عرفت مكانا هنا منين يا عماد إيه اللى حصل وسميرة فين مع الوقت بندم أكتر إنى جيتلك فى يوم فكرت عندك إحساس بس طلعت غلطانه، وإتعشمت فيك بزيادة وإتسببت فى وجع قلب بنتي… بس لسه الآوان مفاتش يا عماد وانا مع هقدر أضمد قلب بنتي ويخف من عشقك، سميرة أول ما ترجع أنا هاخدها هى ويمنى وهنرجع نعيش فى بلدنا زي ما كنا عايشين قبل كده من غيرك من غيرك كانت حياتنا أهدي وأريح.

ذُهل عماد وجحظت عينه من قول عايدة،كآن اليوم هو يوم الخسائر الفادحة والندم بالنسبه له، خسر بلعبة حمقاء إفتعلها كذبًا دون حساب نتائجها لم يكُن ينتوي الزواج من غيرها كان ذلك فقط لعبة منه أرادها ان تذهب إليه كي يشعر أن له الأهميه بخؤاتها

وضع يديه يفرك جبيبنه بقوه يسحب شعره للخلف

يشعر بالندم، كيف وصل الى كل ذاك الغرور الذى أوصلها لهذا الحد من اليأس سميرة تركت كل شئ ورحلت

حتى أنها تركت طفلتها التى ضحت من أجلها بكل شئ… الآن

تركت الجميع وإختفت… أين.


الحلقة الثلاثون💜💜

الشرارة الثلاثون

« عشق ينفض الإحتراق»

بالحفل

إستغربت چالا خروج عماد بهذا الشكل المفاجئ دون إستئذان، وعدم عودته، رغم فضولها لكن أظهرت أنها لم تلاحظ لبعض الوقت الى أن إقرب حفل التوقيع على الختام

لم تستطيع التحكم فى فضولها بنفس الوقت كان هاني مُنشغلًا مع فداء التى سألته عن ما رأته من سميرة وخروج عماد خلفها كذالك عدم عودتهم للحفل،تهرب من ذلك قائلًا:

أنا معرفش سبب وبلاش فضول زايد،خلينا فى الحفله قوليلى إيه رأيك،جوزك بقى رُجل أعمال والمعجبات هتـ

لم يُكمل حديثه حين لوت فداء شفتيها بإمتعاص،كذالك حين رأت إقتراب تلك الغبية التى تشعر أنها آفاقه ووصوليه جالا التى تبسمت لهما وقالت:

تشرفت بمعرفتك يا مدام،كمان تشرفت بمعرفتك يا مستر هاني كان عندي فضول لمعرفة الشريك الخفي،وبصراحه إتفاجئت إن حضرتك،لآنى شوفتك فى حفل إفتتاح مصنع النسيح وأعتقد مفضلتش فى الحفله كتير يومها،كمان النهارده مستغربه خروج عماد من الحفله بعد وقت قصير بدون سبب.

نظرت لها فداء بإمتعاض لسببين السبب الثانى هو تلك الرائحه النفاذة التى تفوح منها،لن تستطيع تحمُلها كثيرًا،أما السبب الأول هو شعور تلقائي بعدم القبول،لكن رسمت بسمه سخيفه، حين جاوب هاني عليها:

عماد خرج لآمر مهم.

تفهمت جالا بفصول قائله:

أتمنى يكون أمر ده خير.

أومات لها فداء وإلتقطت هى الحديث بإغاظه متعمدة منها قائله:

خير مراته تعبت شويه وراح يطمن عليها، أصل عماد بيحب سميرة أوي ومتحوزين عن حب،وكنت شاهدة على قصة حبهم أنا وسميرة أصحاب، أدعي ربنا يطمنا عليها وتقوم بالسلامه.

أخفي هاني بسمته بصعوبه من رد فداء الحاف على جالا، بينما جالا شعرت بالبُغض من تلك السخيفه… حاولت رسم بسمه وقالت:

ربنا يشفيها، عالعموم الحفله خلاص إنتهت تقريبًا والمفروض بابا هيشكر الإعلامين الموحودين هنا بالخفله بكلمة والمفروض كان يبقى عماد جنبه، بس للآسف…

قاطعتها فداء بتعسُف:

للآسف ليه هاني موحود يسد عن عماد وكمان شريك معاكم ولا…

شعر هانى ببوادر مُشاحنه بين فداء وجالا تحدث سريعًا يقول:

الأستاذه جالا متقصدش حاجه وأنا موجود مكان عماد،اتفضلي معايا لحد المنصه.

نظرت فداء له تهز رأسها بتوعد يبدوا أن هذان الرجلان أغبياء،هاني وعماد…لكن من الحيد أنه إبتعد عنها هو وتلك السخيفه فهي لم تعُد قادرة على تحمل رائحة عِطرها النفاذ قد تُفرغ ما بجوفها الخالى بوجه تلك الآفاقه .

بعد قليل بـ ڤيلا خاصه دلف هاني بعد فداء التى توقفت تنظر له بغضب قائله:

قولى إيه حكاية اللى حصل الليله دى قدامي، إزاي سميرة تبقي مُضيفه فى الحفله مش المفروض هي كانت تحضر كزوجة لـ عماد، لاءوكمان الغبي مبسوط وبيتكلم مع السخيفه اللى إسمها جالا، وليه مشي بعد سميرة، سميرة قالتلى أنها هتحضر الخفله بس المفروض كانت تبقى مراته جنبه مش مُضيفه هو ايه اللى بيحصل بالظبط.

تنهد هاني بإرهاق قائلًا:

معرفش السبب زيي زيك، ودى خصوصيات بينهم ملناش فيها، وياريت كفايه أسئله أنا معرفش ليها أجابه، أنا مُرهق ومحتاج أرتاح.

نظرت له بسخط قائله بإستهوان:

مُرهق من إيه من وقوفك جنب السخيفه، ولا الكلمتين اللى قولتهم سد خانه مع الراجل اللى شكل معندوش نخوه، انا شوفت طريقة كلام جالا مع عماد معجبتنيش وأكيد سميرة كمان، عالعموم هكلمها فى الموبايل أسألها.

تنهد هاني بإرهاق قائلًا:

وإنتِ مالك ليه تحشري نفسك فى أمر ملكيش فيه سميرة وعماد أحرار، وأنا خلاص مصدع خلينا نطلع فوق نرتاح.

نظرت له قائله:

إطلع إنت إنما أنا هكلم سميرة أفهم منها وأطمن عليها شكلها عيانه او يمكن زعلانه،ما أنتم ربنا سلطكم علينا تحرقوا دمنا.

نظر لها هاني بسخط قائلًا:

إحنا اللى ربنا سلطنا عليكم،ياااارب الصبر أنا طالع ولما تخلصي وتطمني على سميرة إبقى حصليني.

نظرت له فداء بإستهتار من حديثه،حاولت الإتصال على سميرة لكن يُعطي رنين ولا رد…قررت الصعود تشعر بوجع بسيط،ربما إرهاق،هذا ما إعتقدته..

بينما هانى دخل الى الغرفه يشعر بضيق وزهق، من حديث سميرة،فكر فى مهاتفة عماد ومعرفة ماذا حدث معه،بالفعل هاتفه،لم يرد عماد فى البدايه لم يشأ إزعاجه وضع هاتفه فوق طاولة جوار الفراش،وذهب نحو الحمام يأخد حمامً يُنعش رأسه،لكن تبسم حين دخلت فداء تقول:

بتصل على سميرة موبايلها بيرن ومش بترد،إستغرب هاني ذلك لكن قال بلا مبالاة.:

عادي أنا رايح أخد شاور.

توقف للحظه ثم غمز بعينيه بوقاحه قائلًا:

ما تجي ناخد شاور مع بعض ضهري قافش عليا وإيديكِ…

قاطعته بتهكم ساخره:

مع نفسك إيدي تقيله.

ضحك قائلًا:

هى الإيد التقيله اللى بتبقى مناسبه للمساج، يلا تعالي ومش هتندمي هتعملي ثواب يمكن ضهري يفُك على إيديك ومحتاجش لجلسة المساج بتاع بكره اللى حجزتها.

نظرت له بغضب قائله:

طالما حجزت جلسة مساچ بكره، خلى ضهرك قافش عشان تحلل الفلوس اللى هتدفعها للى هيدلك لك ضهرك… حتى عشان تراعيه فى البقشيش.

تبسم وتعمد إثارة غيرتها قائلًا:

بس اللى فى المساچ ست مش….

لم يُكمل هاني مناغشته حين إنقضت عليه فداء ووضعت يديها حول عُنقه قائله:

شكلك عاوزني أقتلك الليله يا هاني، إنت تنسى الستات بعد كده أحسنلك.

قالت هذا وضغطت قليلًا على عُنق هانى الذى ضحك ورفع يديه حول يديها قائلًا بمزح:

ربنا يظهر داعي عليا بالمجرمات فاكرة صفقة الصواريخ اللى كنتِ عاوزه تبيعهالى.

فهمت فداء مقصده شعرت بغيظ وأنزلت يديها عن عُنق هاني قائله:

لاء مش فاكره،وعالأقل الصواريخ مش هتضر صحتك زى السجاير، كمان أنا عاوزه أنام، هروح أخد شاور لوحدي وإنت إبعد عن عشان ريحة السجاير دى خنقاني، وبعد كده….

لم تكمل بقية حديثها بسبب زيادة شعور تقلصات بطنها…تركته وتوجهت الى حمام الغرفه وصفقته خلفها بقوة،لم ينتبه هاني لذالك طن أنها تشاغبه وضحك.

بعد قليل خرجت كان هاني يتحدث بالهاتف سمعته يسأل:

وهتكون راحت فين.

أجابه عماد الحائر والخائر القلب:

معرفش أنا قولت يمكن تتصل على فداء، هما أصحاب.

رد هاني:

لاء إهدي أكيد هى بخير، بس تعرف إنى شمتان فيك، ياما حذرتك.

أغلق عماد الهاتف آخر ما يوده الآن أن يلومه أحد يكفي ما يشعر به، تنهد هاني بآسف، نظر نحو فداء التى خرجت بعد أن أخذت حمامً، عينيها تستفسر بوضوح قبل لسانها الذي سأل:

فى إيه كنت بتكلم مين؟.

أجابها:

عماد، شكله إتخانق مع سميرة وبيقول ميعرفش هي فين؟.

إنصدمت قائله:

ليه إيه اللى حصل وصلها لكده، شكلها كان باين قولت فى حاجه هتحصل الليلة،هروح ألبس ونروح له نشوف إيه اللي حصل،سميرة دى بختها مايل أوي… وشكل صاحبك ميستحقهاش.

شعر هانى بآسف قائلًا:

بالعكس عماد بيعشق سميرة بس يمكن سوء فهم حصل بينهم وأعتقد هيحله بسهوله،وهنروح نعمل لهم آيه يعنى هنمشى فى الشوارع ندور على سميرة.

نظرت له بغضب قائله:

أيوه لو وصلت لكده،واضح إن قلبكم إنتم الإتنين قاسي،إنت كمان سيبتني عروسه وسافرت،خليت الناس تبص لى ويحسسونى إنى ماليش قيمة عندك،حتى مرات عمي قالتلى إن عقاب من ربنا ليا عالعرسان اللى كنت برفضها.

ترقرقت الدمعه بعين فداء،ضمها هاني يشعر بآسف وندم،إبتعدت فداء عنه تشعر بنفور من تلك الرائحه قائله:

إبعد عني مش طيقاك،وسميرة غلطانه ياريتها كانت إتصلت عليا كنا طفشنا سوا،بس إنت عمرك ما كنت هتدور عليا.

زفر هاني نفسه بداخله يلوم عماد قائلًا

منك لله يا عماد يا إبن عمتي مصدقت إنها كانت نسيت، رجعنا للنكد من تاني…

بينما غصبًا حاول ضمها لكنها نهرته قائله:

قولت متقربش منى بريحة السجاير دى، ولو سمحت ممكن تسيبنى لوحدي.

تنهد هاني بإستسلام، وذهب الى الحمام وتركها لا يود النكد، يكفي القلق الذى يشعر به.

❈-❈-❈

بشقة سميرة

بعد رجاء من عماد وافقت عايدة على العودة الى الشقه مرة أخرى برفقة يمنى التى دخل يحملها، الى غرفة نومها، وقف للحظات، تلك الغرفه مازال بها رائحة سميرة،ليالى كان يدخل عليهن فقط ليتأكد أنهن بحياته،ندم يغزو قلبه وعقله،هو إستهان فى مشاعر سميرة كثيرًا،ذلة لسان هي ما جعلتها تعتقد أنه سيتركها إنتقامً يفعل مثلما هى تزوجت بآخر سابقًا سيتزوج هو الآخر بأخري،لكن ذلك صعبًا عليه أكثر منها،هو كان يعيش فى دوامة بركان تحرقه قبله قبلها،ربما كان يحتاج لصدمة تجعله ينفض تلك الغشاوة التى كانت على قلبه وعينيه وهو يرا سميرة تحترق معه بنفس البركان،

تنهد بندم يشعر بحرق فى عينيه،وهو يسمع همس تلك الملاك النائمه تهمهم بإسم سميرة،إقترب وجلس جوارها على الفراش،بنفس الوقت دخلت عايدة الى الغرفه قائله بتمثيل القلق على سميرة:

بطلب موبايل سميرة مش بترد عليا، أنا قلقانه عليها أوي.

شعر بآسي وهو يتذكر سميرة تركت حقيبة يدها بغرفة الفندق، وخرجت، كذلك يشعر بوخزات قويه تضرب قلبه وعقله الإثنين معًا وهو يشعر كآنه مُقيد بسلاسل ناريه، لا يعلم ماذا يفعل هل ينزل يجوب الشوارع عنها حتى يعثر عليها، أم يذهب الى الشرطه ويقدم بلاغ لكن ماذا سيقول، أم يحرق ذاك العجز الذى يشعر به وهو تائه بدوامة بركان ثائر يثور بقلبه يفتك به… نظرت عايدة لملامح وجهه المكفهره، لن تشفق عليه فأقل شئ يشعربه هو خسارة سميرة، بعدما لم يستيطع إحتوائها وأن يكون سند وعون لها بعدما أعطته فُرص كان يُضيعها بغباء،نظرت نحو يمنى قائله:

أنا هفضل جنبها،عشان أوقات بتصحي بالليل.

نظر عماد نحو يمنى للحظة ثم نظر الى عايدة قائلًا:

أنا هفضل هنا جنبها ولو صحيت هبقى أجيبها لحضرتك.

لم تعترض عايدة على ذلك،وقالت:

تمام،أنا مش هنام وقلبي قلقان على سميرة هروح أتوضى وأصلى وأدعي إنها ترجع بخير.

أومأ لها برأسه،غادرت عايدة،إضجع عماد بظهرة على خلفية الفراش،هنا كانت سميرة دائمًا تنام جوار يمنى،شعر بغصات قويه،مكان سميرة كانت لابد أن تكون جوارهُ بحضنه،فرك جبينه يشعر بالفِكر يكاد يفتك برأسه وهو يعود أمامه شريط ذكرياته منذ رؤيته لها ليلة زفافها على…

توقف لسانه عن ذكر إسمه،ذاك الإعصار الذى دمر قلبه،ثم لقاؤهُ بهما مره بالطريق يسيران معًا،ثم بمعرفته أنه توفي لم يشمت فيه،وكذالك لم يشفق على سميرة،مرورًا برؤيته لها تلك الليله التى عادت شرارة العشق تتوهج بعد أن ظن أنها إنطفأت،مرورًا بإكتشافه أنها مازالت عذراء،طلاقه لها السريع،ندم يغزو حياته،فرصه أخري تأتى له بوقت كان جمرات قلبه مُشتعله،عودة مره أخري،سميرة راضخه له،لكن تفعل ما تريده لا تود أن يكون له فضل على والدتها وافق مُرغمًا على عملها التى بحثت عنه بعد إنجابها يمنى

يمنى وردته الجميله التى كانت بمثابة عودة الربيع،لقائته مع سميرة بكل مره كان يتعمد الإبتعاد عنها كي لا يضعف ويعترف أن نار العشق قد جعلته ظمآن لها يخشى أن يجعله ذاك الظمأ ضعيفًا هينًا لكن كان مُخطئ فالغطرسه تركت بداخله دائمًا الإحتياج للحظات عشق لا تنطفئ،كان يُسيطر عليها بآن يهرب منها،ليس إهانه لها كما تظن،يعلم أنه كان مُخطئًا بذلك،لكن كان مُرغمً من قلبه المولع بالعشق، لكن يخشى الخذلان،هو عانى من الخذلان من بداية حياته تذكر نظرات والده له حين كان يُقابلهُ وهو بملابس العمل يسير يشعر بإرهاق وهو يُنفث دخان سيجارته بغرور وغطرسه،حتى أنه كان أحيانًا لا ينظر له عمدًا،هو تعود على الإستغناء عنه بكل شئ بحياته ليس فقط الإستغناء عنه،بل عن بعض من ما كان يُريد

أراد الزواج من سميرة بعُرس بسيط،ان ترتدى له الفستان الأبيض،لكن حتى تلك الأمنيه ضاعت،الآن علم لما ارادت سميرة تسمية

“يمنى”بهذا الإسم

كانت تتمني حياة هادئه معه رغم كل ذلك،لكن عاد لنفس النُقطة،ذلة لسانه السبب أكدت لـ سميرة ما كانت تشعر به معه،أنها مجرد زوجة للفراش إن وجد أخري بديله لن يتردد فى إخراجها من حياته وما سيتبقى هو يمنى فقط…

يمنى تلك الوردة النائمه،نظر لها تمدد لجوارها ينظر الى ملامحها البريئه الرقيقه والجميله،خصلات شعرها المتناثرة على وجهها تُشبة خُصلات سميرة،يمنى مزيج منهما معًا،ليست لحظة ضعف مثلما قالت سميرة،بل كانت لحظة إشتياق وتوق وعشق قبل كل ذلك،ربما لو لم يُصدم بعذريتها ذلك اليوم ما كان تهور ونطق بالطلاق،وأخذت حياتهما مُنحني آخر،لكن تسرعه أفقده السيطرة على عقله،سميرة تُعانى وهو يُعاني والإثنين هل أحرقهما العشق

نفض عقله ذلك بالتأكيد لا

لن يسمح بذلگ،لم ولن ينتهي عشق سميرة فى قلبة مازال متوجهًا بجمرات مُلتهبة لكن لن تحرقهما بل ستُزيد من دمجهم معًا.

مرت الليله طويله عليه

لم يشعر حين غفت عينيه وعقله للحظه، لكن

نهض وسريعًا ونظر نحو يمني التى إستيقظت للتو تبكي كآنها تشعر بقفد سميرة سريعًا إنحنى يحتضن يمنى التى إرتمت بحضنه باكيه حضنها بقوه

نسيم عبقها أفاقه من غيبوبته التى كان يسعى بها هل ما فعله حقًا كانإنتقام من من عشقها قلبه دائمًا وعذبها وعذب نفسه بهذا العشق

لكن أين هي الآن ليست موجودة، ولا يعلم مكانها أين.

❈-❈-❈

بشُرفة شقه بحي متوسط، كانت سميرة تقف تنظر أمامها الى زوال ذاك الظلام وبزوغ نهار خريفي به بعض الضباب يُخفي الشمس خلفه، تنهدت حياتها هكذا دائمًا غشاوة، لكن هنالك ضياء بحياتها هى طفلتها التى رغم مرور ساعات تشتاق لها،

تذكرت كيف علمت بذاك الحفل الذى تم بالأمس وتوقعت أن يتم فيه الإعلان عن إرتباط عماد بتلك الراقيه، تعمدت الذهاب إلى الحفل كي تحرق الباقى فى قلبها من عشق عماد،بالفعل هل إحترق بعد مواجهتها له بالامس،ربما لا

لكن شعرت براحه وهدوء بعد أن واجهته تلك المواجهه الفاصله،الآن تنتظر رد فعل عماد الذى وصل لها جزء منه بعد إتصالها على والدتها بالامس كي تطمئنها عليها والا تقلق،علمت بذهاب عماد إليها بمركز التجميل لا تعلم كيف توقع أن تكون ذهبن إليه بعد أن تركن الشقه،كذالك بعودتهن الى الشقه بعد رجاء عماد،ربما إختفائها بعض الوقت عن ما يؤرقها قد يجعلها تشعر براحه وتستوعب ما حدث وتستطيع آخذ قرار نهائي بشآن حياتها مع عماد،لن تبقى كما بالسابق،هنالك طفل آخر أو طفله قريبًا ستكون أمرًا واقعًا عليها تحديد كيف ستكون حياتها المُقبله لن تقبل أن تبقى مُهمشه بحياة عماد هي وأطفالها،كذالك تحديد إن كانت ستبقى هنا أم تعود للبلدة والمكوث هناك بعيدًا عن تلك المدينه الكبيرة لكن قد تتصادف الطُرق بها مع عماد وتلك السخيفه التى تبدوا بوضوح تريد لفت نظر عماد لها،وهو مرحب بذلك،

غص قلبها عماد أخبرها برغبته بالزواج بأخري ربما أو بالتأكيد سيفعل ذلك لاحقًا،لا داعي للإستمرار بالتمني عليها قبول الواقع،حياتها مع عماد إنتهت الى هنا،وهي لن تستطيع البقاء هنا ويتصادف طريقها به هنا،عليها العودة الى البلدة لكن أين،بالتأكيد ليس بمنزل والداها،بذلك المكان الضيق الذى كان يأويها هى ووالدتها فقط،هى ستصبح بطفلين،تنهدت بحيره لكن طرأ الى عقلها منزل حسنيه التى شبه لمحت لـ سميرة بنية عماد الزواج بأخري تعلم نية حسنيه كانت أن تحاول ان تجعله يتراجع عن ذلك،لكن هي ماذا تعني له كي يتراجع من أجلها،

تهكمت بضحكه موجعه لقلبها وهي تتذكر تلك الليله التى مكثت بها حسنيه معهن بالشقه بحجة أن عماد لم يعود وانها تشعر بالوحده وارادت البقاء والونس معهن،لكن علمت باليوم التالى بسفر حسنيه الى البلدة كذالك مازالت هناك،إخترعت حجة أنها تود البقاء بين أخواتها لفترة،لكن الحقيقه هنالك سبب آخر وعلى يقين أنه خاص بـ عماد

عماد

الذي يبدوا أن وهج عشقها فى قلبه إنتهى، حتى الرماد ذهب مع الرياح،

تنهدت تستنشق تلك النسمه البارده تشعر كآنها وهج لكن القرار أصبح لزامًا عليه أخذه مهما كانت صعوبة نتائجه،

فى خضم توهان عقلها وقلبها،شعرت بذاك الوشاح الثقيل يوضع فوق كتفيها،نظرت خلفها سُرعان ما رسمت بسمه خافته،حين سمعت عِفت تقول:

الطقس بدا يتغير،البرد راجع من تانى والفتره دى فترة أمراض ولازم تخافي على نفسك والجنين اللى فى بطنك.

تبسمت له بإمتنان قائله:

بشكرك يا عِفت إنك إستضفتينى عندك هنا ليلة إمبارح و….

قاطعتها عفت بلوم قائله:

عيب عليكِ يا سميرة تقولى الكلام ده،أنا بيتي هو بيتك،إحنا بينا عيش وملح،ومستحيل أنكرهم،انا امبارح سيبتك ترتاحي عشان كنت حاسه إنك مش عاوزه تتكلمي،دلوقتي بقى ماما زمانها حضرت لينا الفطور،وبعدها هنقعد سوا تفضفضي لى عن اللى تاعبك،وبلاش تهربي مني زى عادتك،الا لو معندكيش ثقه فيا.

تبسمت سميرة لها قائله:

لو معنديش ثقه فيكِ كنت هخبط على بابك بعد نص الليل وأقولك أويني.وكمان إدفعي أحرة التاكسي اللى وصلني لهنا،وانا فى لحظة يآس،أنا فعلا محتاجه أفضفض يمكن يرتاح قلبي،أو الاقى حل أعرف أبتدي بيه وأرمم نفسي.

تبسمت لها عفت قائله:

مفيش مشكله ملهاش أكتر من حل يا سميرة،يلا خلينا نفطر النونو اللى بطنك وبعدها نقعد سوا،وانا كمان محتارة فى موضوع ومحتاجه حد يقولى أبدأ فيه إزاي.

تهكمت سميرة على حالها قائله:

أنا آخر حد يفيدك كنت عرفت أبدأ حياتي إزاي،أنا دايمًا بقبل باللي بيحصل معايا.

تبسمت عفت قائله:

معتقدش يا سميرة إنتِ بس تعبتي من الكبت فى نفسك ومحتاجه إستراحه عشان تعرفي تحددي بداية حياتك اللى نفسك فيها.

اومأت سميرة ببسمه

بعد قليل بغرفة عفت،دخلت تحمل كوبان من القهوة قائله:

عملت لينا قهوة عشان نقعد سوا كده على راحتنا وإطمني يا ستي ماما خالتى إتصلت عليها عشان متخانقه هى ومرات إبنها،وماما وراحت ليها هتعمل مُصلحه إجتماعيه وهتصلح بيهم، يلا إنتِ كمان فضفضي وأكيد فى حل.

تنهدت سميرة قائله:

حكايتي طويله يا عفت.

تبسمت عفت بقبول قائله:

وأنا هسمعك يلا وبلاش تفضلي كابته فى نفسك، يمكن اما تحكي لى قلبك يرتاح عالأقل.

اومأت سميرة مُبتسمه، وبدأت بسرد حكايتها مع عماد من البدايه وزاوجها بآخر غصبًا ثم عودتها لـ عماد الذى صدمها وهى كانت مازالت تود البقاء معه،لكن هو كان يتلذذ بحياتهم الشبه مُنفصله،كذالك رغبته بالزواج بأخري.

تفهمت عفت حديث سميرة،وقالت لها:

عماد زيك بيحبك يا سميرة.

تهكمت سميرة بنظرة حسره فى قلبها

أكدت لها عِفت:

أيوه بيحبك بس بيكابر،يمكن إحساس إنك ممكن تسبيه مره تانيه متوغل من عقله،عشان كده دايمًا بيحاول يبعد هو الاول، مفكر إن بكده عذابه هيكون أقل، كمان حكاية كرامته إنه هو الراجل، الفكره المترسخه فى عقله هو كان مسؤول عن حياته من وهو صغير فى السن، شال المسؤوليه بدري زى ما بنقول،

اللى زي عماد محتاج صدمه تفوقه وعندي فكره لو وافقتي عليها هو هيتجنن وقتها هيعترف بانه ميقدرش يعيش من غيرك، بس مش لازم تختفي عن عنيه بس توهميه إنك خلاص خدتى قرار البُعد عنه، وحكاية البت السخيفه اللى بتحاول تلفت نظره، هي مش فى دماغه أساسا وفاهم حركاتها،إنتِ لما طلبتي مني إمبارح أتوسط لك عند المسؤول بتاع الفندق إنك تشتغلي فى الفندق مضيفه كان قلبي حاسس إن عندك هدف،إيه هو يا سميرة؟ غرضك من ده إيه.

تنهدت سميرة تقول:

هتصدقيني لو قولتلك مكنش ليا أي غرض يمكن كنت بحرق آخر امل ليا مع عماد،وبعرفه إنى مش هفضل عالهامش فى حياته وإن كل شئ إنتهي.

تهكمت عفت قائله:

غلطانه يا سميرة أنا لو مكانك كنت عملت العكس،كنت فرضت نفسي فى حياته وكشفت مكانتي فى حياته،وروحت الحفله بأحلى فستان ووقفت جنبه وظهرت إنى مراته وقفلت الطرق عالبت الوصوليه دي،إنتِ ضعيفه يا سميرة،وضعفك ده هو سبب بؤس حياتك،فكري فى عرضي عليك وباكدلك عماد هيعترف عالملأ أنه عاشق.

❈-❈-❈

بالبلدة بمنزل والدة عماد

وضعت هاتفها امامها على الطاوله وهى تشعر بإنشراح فى قلبها، شماته فى عماد

حقًا ولدها لكن هو يستحق تلك الصفعه كي يعود كما كان سابقًا عطوف القلب.

نهضت مُبتسمه وهي تعلم أن عماد لن يسمح بعودة سميره الى هنا، عليها أن تبقى هناك قريبه من سميرة تُساندها كما أنها إشتاقت لـ عماد والشوق الأكبر هو لتلك الشقية يمنى

❈-❈-❈

بـ ڤيلا هانى مساءًا

فتحت تلك العلبه الدوائيه قرأت إرشادات إستعمالها كذالك معرفة كيفية النتائح

بتوتر حسمت أمرها عليها التأكد من ما تشعر به، بالفعل بعد قليل جلست تنتظر ظهور نتيجه ذاك الإختبار الخاص بالحمل، جذبت المخبار ونظرت له وقفت فجأة مشاعر مُتعددة تشعر بها بعد إن علمت أنها كما توقعت، همست تقول بإنشراح:

أنا حامل.

بنفس الوقت كان بدلف هانى للغرفه يشعر بإرهاق، نظر لوقوفها ذاك الاختبار الذى بيدها إستغرب من منظرها المدهوش، تحدث بإرهاق:

مالك واقفه مذهوله كده ليه وإيه البتاع اللى فى إيدك ده، إختبار حرارة إنتِ سُخنه، أكيد ده ذنبي.

نفضت تلك الدهشه ونظرت له قائله بتجهم:

ذنبك ليه عملت فيك إيه، ولاء مش سخنه بلاش تشمت، ده إختبار حمل، وللآسف

أنا حامل.

❈-❈-❈

بشقة سميرة

هدوء والدة سميرة يؤكد له أنها تعلم أين هي، يخشى سؤالها فتكذب عليه، يتآكل القلق فى قلبه، حتى يمنى التى كانت تمرح تجلس صامته كل ما بعقلها السؤال عن عودة سميرة،

تنهد يشعر كآنه مُقيد لا يعلم أين يبحث عن سميرة إتخذ عقله اللجوء الى الشرطه، لكن هو على يقين أن سميرة متعمدة الإختفاء وإن فعل ذلك لن يصل لها….

بعد قليل صدح جرس الشقه… نهضت يمنى سريعًا تقول بطفوله:

مامي رجعت.

هرولت نحو باب الشقه، غص قلبه بذاك الموقف هل كان يحدث معه، كانت تنتظر ذهابه بتلك اللهفه هكذا،

أين كان عقله سابقًا.

بالفعل سمع تهليل يمنى وهو تقول:

مامي رجعت.

خرج من الغرفه ذهب نحو الردهه، لمعت عينيه بسعادة وهو يرا سميرة تحمل يمنى تضمه‍ا لها بحنان تُفبلها بسعادة، كما انه تمعن النظر لملامح سميره، كانت هادئه عكس ليلة أمس.

إقترب منهن بلهفه حاول أن يخفيها لكن ظهرت حين سألها بإستفسار:

كنتِ فين يا سميرة وإزاي تباتي بره.؟

تجاهلت سميرة الرد عليه وحضنت يمنى التى تتشبث بعنقها قائله برجاء طفولي:

متسبينيش تانى يا مامي خدينى معاكِ ومش إتشاقي.

تبسمت لها بحنان وضمتها تُقبل وجنتيها قائله:

إنتِ قلبي مقدرش أسيبك ورجعت بس عشانك يا روحي مقدرتش أتحمل تبعدي عن حضني وإتشاقي براحتك.

ضمتها يمنى وقبلت وجنتها سعيدة بعودتها

لم يستغرب عماد ذلك لكنه زفر نفسه بصبر وعاود سؤالها بحِده:

بسألك كنتِ مختفيه فين يا سميرة.

لم تُبالي بالرد وتبسمت لـ عايده التى دخلت الى الغرفة قائله:

أنا خلاص جهزت وكلمت البواب يجي ياخد الشُنط.

أومأت لها سميرة بينما شعر عماد ببوادر إنفلات فى أعصابه بسبب تجاهلها للرد عليه سائلًا:

شُنط إيه…

قاطعت بقية حديثه يمنى التى عانقت سميرة سائله:

هنروح فين يا مامي.

مازالت لا تُبالى به وقبلت وجنتها قائله:

هنروح نعيش جنب ناناه حسنيه في البلد.

إنفلت لجام عصبيته قائلًا بسؤال يود تأكيد:

هتروحوا فين يا سميرة.

ببرود أجادته عصبه اجابتها:

زي ما سمعت إحنا راجعين نعيش فى البلد مكانا هناك جنب طنط حسنيه هى سبقتنا بس ملحوقه.

تجمرت عينية بغضب ساحق قائلًا:

إيه اللى ملحوقه واضح إن المدام عقلها راح منها، وناسيه إنها متجوزه مين وبتتصرف على مزاجها، واضح إن عشان هادي معاكِ فكرت إنك هتعملي اللى إنتِ عاوزاه إنتِ موهومه يا سميرة أمري أنا اللى هينفذ…

قاطعته سميرة ببرود تُثير عصبيته:

أمر إيه.

قاطعته عايده تحاول التلطيف، لكن تبادل النظرات بين عماد وسميرة كانت متباينه

يُغلفها

سطوة عشق كل منهم للآخر…

العشق الذى ينفض الاحتراق.


الحلقة الحادية والثلاثون💜💜

بـمنزل هاني

وقف مذهولًا من رد فداء عليه، وعاود السؤال بإستغباء:

قولتى مين اللى حامل؟.

زمت شفتيها بإستهزاء قائله:

أنا اللى حامل.

-إزاي

نطقها هانى مندهشًا، إستهزأت به قائله:

إسأل نفسك مالك مذهول كده ليه.

حاول تقبل ذلك قائلًا:

مش حكاية مذهول، انا مستغرب إن حصل حمل بالسرعه دي.

تهكمت قائله: معليش أمر الله هتعرض عليه، وعادي جدًا يحصل، ليه حاسه إنك مكنش نفسك أنى أبقى حامل.

بلا وعي جاوبها:

فعلًا

اخطأ وحاول التبرير:

قصدي كان لازم نستني شوية وقت الأول مش بالسرعه دى.

غص قلب فداء وبقصد قالت:

عادي بسيطة إحنا لسه فيها…

قاطعها بتسرع دون وعي ولا إدراك:

قصدك إيه هتنزليه.

نظرت له بإحتقان ملامح وضعت يديها حول بطنها قائله:

لاء طبعًا، بس سهل نطلق.

صُدم من قولها وإتسعت عينيه وصمت لوقت، كادت فداء أن تتحدث بآصرار، لكن سبقها قائلًا:

مستحيل طبعًا ده يحصل.

تهكمت على ردوده الغبيه، قائله:

أنا مش فهماك يا هاني، عاوز إيه.

أجابها بتسرع:

عاوزك طبعًا.

-والجنين اللى فى بطني مش عاوزه.

صمت للحظه ثم أجابها:

لاء،مش حكاية مش عاوزه،بس شايف إن الوقت لسه بدري.

-بدري لإيه يا هاني،إنت عاوز إيه،عاوز تبقى متجوز بس للمتعة،مش فى دماغك إن الجواز

إستقرار وعيلة.

نظر لها بصدمه،عادت تقول بمواجهه:

وده يمكن اللى خلاك تتحمل جوازك من هيلدا،وكنت هتفضل متحمله لوقت أطول لو مش هى اللى نهت حياتها،رتبت حياتك إن الاستقرار بس فى المتعة،زي ما سيبتني وسافرت مع هيلدا،ومفكرتش فى جرح مشاعري حتى إنك تقولى سبب أتحجج بيه وانا بقول جوزي سافر بعد جوازنا بأسبوعين

جوزي اللى كان بيتسحب وهو داخل أوضتي،عشان طبعًا متجرحش قلب هيلدا،؛انا هنا عادي هفضل مستنيه إتصال جنابك انا مش برضي بالفتافيت يا هاني،ولا أنا زي سميرة هقبل بالتهميش فى حياتك أبقى فى الظل يا هاني،لما إتجوزتك كان فى دماغي بيت وعيله،رغم إنى كنت عارفه إنك متجوز بره،بس زى ما بنقول معظم اللى بيتجوزا من أجنبيات ببقى جواز مصلحه،رغم إنى أشك فى ده معاك لأنك مكنتش محتاج لمصلحة من ناحية هيلدا، أنا مش متعة وقت،او ماعون أخلف لك وأعوض الناقص عند هيلدا زى ما كانت بتقولى،حتى يوم سفرك معاها بعتت لى رساله إنها قادره تسيطر عليك زي ما هى عاوزه واني مجرد ما هخلف منك….

ذُهل هاني للحظات قبل أن يفيق من مواجهة فداء،فهم الآن لما لم تكن ترد على إتصالته بداخلها آلم كبير هو تسبب فيه،ربما الآن لا يهتم بذلك الآلم مثلما يهتم بتلك المفاجأة التى سحبت عقله وضعته بتلك المواجهه التى كان فى غنى عنها،فضل الصمت،قبل أن يفكر قائلًا:

إنتِ كنتِ عارفه إنى متجوز ومع ذلك…

قاطعته بتأكيد:

مع ذلك أصريت أتجوزك،عارف ليه،عشان بحبك من زمان كنت بتلكك لأي عريس يتقدملى عشان أرفضه،وإنت لما طنط إنصاف كلمتني قلبي رفرف وقولت ربنا رايد يجبر بخاطري،وهعرف أخليك تحبني،لكن واضح إنك شخص آناني،مُستغل،إنت كنت بتستغل هوس هيلدا بيك ومبسوط بيه و….

تعصب من مفاجأة ما يسمعه منها قائلًا:

هيلدا…هيلدا…كل اللى على لسانك هي،محسساني إنى أنا اللى كنت سعيد فى حياتي،أنا لو كنت زي ما بتقولى،مكنتش هرفض أتجوز هنا من زمان،حياتي مع هيلدا كانت كفيله تكرهني فى الستات كلهم،وكل الحكايه إنى متفاجئ من حملك بسرعة،والموضوع مكنش يستاهل اللى قولتيه ده كله،أنا لو مكنتش بحس ناحيتك بمشاعر مكنتش فكرت أرجع من فرنسا من قبل ما هيلدا تنتحر،كنت عملت زيك وطنشت أتصل عليكِ أو أبعتلك رسايل،مكنتش أبقى بكلم ماما أو بسنت عشان نفسي أسمع صوتك وتردي عليا،وعالعموم….

توقف للحظه ثم حضنها بمباغته قائلًا:

مبروك الحمل…

مش ده اللى كنتِ عاوزنى أقوله وأعمله.

حضنها ثم غادر سريعًا دون الإنتباة الى دمعة عينيها التى سالت،ربما كانت مواجهتها معه حادة لكن أفضت ما شعرت به،كذالك فهمته أنها عاشقه بكبرياء.

غادر هانى الغرفة لكن لم يُغادر المنزل،ذهب الى تلك الحديقه جلس على مقعد،ثواني شعر بحرارة إحتراق فى جسده ثم شعر ببرودة الطقس الخريقي الذى يقترب لشتوي،ضم ساعديه،وزفر نفسه،عاود عقله إدراك ما قالته فداء،لما شعر بذاك الشعور حين أخبرته أنها حامل،شعور قديم باليُتم الذى عاشه،هل من الممكن أن يأتي بطفل يعيش مثل حياته القاسيه،هذا كان هاجس خوف لازمه بحياته وكان دافع لعدم موافقته على الزواج بغير هيلدا،هنالك من يقولون أن الأقدار قد تورث.

❈-❈-❈

بشقة سميرة

إحتدت قبضة عماد على يد سميرة قائلًا:

واضح إن المدام عشان سكتت على إنها تشتغل قبل كده وبفوت بمزاجي فكرت إنى قابل الدلع ده وكمان عشان سكتت على منظرك اللى جيتي به الحفله،ولا إختفائك فين الله أعلم يبقى خلاص… لاء يا سميرة أمري انا اللى هيتنفذ.

قال عماد هذا وبمباغته أخذ يمنى من بين يديها ونظر نحو عايدة قائلًا:

طنط عايدة حضرتك عارفه مكانتك عندي نفس مكانة ماما بالظبط على راسي من فوق،وأكيد مفيش أم هترفض تعيش مع إبنها فى مكان واحد.

ذُهلت سميرة من رد فعل عماد، كذالك من بسمة والدتها، ورد فعل يمنى التى ودت الرجوع إليها قائله:

أنا عاوزه مامي.

ضمها عماد لحضنه قائلًا:

وأنا كمان عاوز مامي، وهي هتيجي معانا نعيش فى الڤيلا فى مفاجأة هناك عاملها عشان وردتي الجميلة.

تبسمت يمنى، كذالك عايدة التى رحبت بذلك بينما سميرة قبل أن تنطق سحبها عماد من يدها قائلًا:

كويس إن الشنط لسه زي ما هي، يلا بينا.

بخفوت نظرت نحو والدتها تتمنى ان ترفض عرض عماد لكن بسمتها معناها موافقة على ما قاله، تحشرج صوتها سائله:

يلا على فين، أنا هـ…

قاطعها وترك يدها قائلًا:

براحتك، يلا ياطنط هى حره.

نظرت لها يمنى بترجي قائله:

يلا يا مامي عاوزه أشوف المفاجأة اللى بابي بيقول عليها.

رُغم عنها إمتثلت وسارت خلفه، بينما تبسم عماد يود ان يجذبها لحضنه يضمها إلية إشتياقًا، بعدما كاد أن يفقد قلبه الذى إحترق لساعات وهي غائيه، يود نقبيلها كي يُطفئ ذاك اللهيب الذي كاد ينخر.

بعد وقت قليل،بالڤيلا التى يعيش بها مع والدته،دخلت عايدة وخلفها سميرة وهو خلفهن يحمل يُمني التى يزداد فضولها لمعرفة مفاجأته،رحب بـ عايدة قائلًا:

مش محتاجه ترحيب يا طنط إنتِ صاحبة مكان ومكانة كبيرة.

تبسمت له،تعلم أن سميرة لاحقًا ستلومها على ذلك،لكن هي ليست آنانيه،وتعلم انها تخشي من أن يكون لاحد فضلًا عليها،لكن عماد دائمًا رغم ما كان بينه وبين سميرة كان ودود معها،كذالك لم تنسي حين كانت مريضه وجلوسه جوارها،وقبل ذلك حين أخبرته بحمل سميرة كان بداخل رأسها تخشي من رد فعله أن ينكر ذلك ويضعهن بمأزق ويشكك فى أخلاق سميرة،أو ابسط شئ كان قال لها ألافضل ان تجهض ذاك الحمل،لكن هو عاشق مثل سميرة لكن تحكم الغباء،وظنه كبرياء يحاول إظهار عكس ما بقلبه من لهفة وشوق لإقتراب سميرة منه.

بينما تجاهل وجود سميرة وهو يسمع لفضول يمنى:

فين المفاجأة يا بابي.

تبسم عماد وقبل وجنتها قائلًا:

المفاجأة فوق يلا خلينا نشوفها سوا.

أومأت ببسمه وأشارت لـ عايدة وسميرة قائله:

تعالي يا ناناه نشوف مفاجأة بابي،وإنتِ كمان يا مامي.

بمضض وافقت سميرة ربما لديها فضول هى الأخري معرفة تلك المفاجأة صعدت خلفهم حتى دخلت لتلك الغرفة تفاجىت وشعرت بسعادة مثل تلك الصغيرة التى لمعت عينيها بسعادة وهى ترا غرفة خاصه بطفلة صغيرة ملونه بألوان زاهيه ورسومات من فتيات الكارتون التى تشاهدهُ عبر التلفاز، كذالك ركن خاص به سلة ألعاب بها الكثير من الألعاب التى تناسبها كطفلة،سريعًا ارادت أن يضعها أرضًا،ذهبت نحو تلك السله الخاصه بالالعاب وبدات فى إمساكها لعبه خلف أخري تقول:

تعالي يا ناناه شوفي لعبي الجديده اللى بابي جابها لى،الأوضه دى حلوة أوي يا بابي،هنام فيها أنا ومامي.

تبسم وهو يقترب منها وجثي على ساقيه امامها قائلًا:

يمنى كبرت والمفروض تتعود تنام فى أوضه لوحدها.

أومأت ببسمة موافقه وهي ترفع يدها بتسأول بعقل طفلة:

أه انا مش هخاف نام وحدي بالاوضة بس مامي تنام فين.

رفع عماد وجهه ونظر نحو سميرة التى تلمع عينيها بسعادة،لكن احادت النظر له، عاد بنظره الى يمنى قائلًا:

مامي هتنام فى الأوضه اللى جنب الأوضه دي، كمان ناناه فى الأوضة اللى جنبك، كمان ناناه حسنية لما ترجع هتنام فى الاوضه اللى قصادك، يعني كلنا هنبقى جنب يمنى الوردة الجميلة.

تبسمت يمنى وحضتنه وقبلت وجنتيه قائله:

أنا بحبك أوي يا بابي وسامحتك عشان إنت كنت مزعل مامي وهي عيط لـ ناناه.

غص قلب عماد وتنهد بندم، زالت الغشاوة عن عينيه حين كاد يشعر بفقدان سميرة، هو غير قادر على ذلك يكفي حدث هذا مره وعاش بمرارة لم يشعر بزهو أي نجاح وصل له فى حياته، رغم انها كانت جواره، عاد عقله يستوعب أن ربما كان للقدر شآن لابد من حدوثه، كان من الممكن أن يتبدل القدر ويظل يشعر بإحتراق وسميرة تعيش بعيدة عنه، او حتى كانا تزوجا ولم يتفقا وعاني معها أكثر، عليه تقبُل أن ما حدث بالماضي كان قدرًا مرسوم.

لمعت عينية بسعادة وهو يرا إنشغال يمنى مع عايدة التى تبتسم وهى تراها سعيدة بتلك الالعاب التى كان لديها بالشقة ألعابًا مُشابهه لها لكن بطفولتها مُقتنعه أن هذه الأفضل، بعد قليل من اللهو مالت يمنى الى النوم، تبسمت عايدة قائله:

هنام مع يمنى الليله هنا فى الأوضة، عشان بس المكان جديد عليها.

كادت سميرة أن تعترض وتقترح أن تظل هي كالعادة مع يمنى، لكن عماد تصرف بجرآة وجذب سميرة قائلًا:

تمام براحتك يا طنط الڤيلا كلها تحت أمرك، يلا لو فضلنا هنا يمنى مش هتنام للصبح.

شعرت سميرة بالحرج بينما تبسمت عايدة قائله:

تسلم يا عماد، تصبحوا على خير.

أومأ لها ببسمه وجذب سميرة معه سارت معه حرجًا من والدتها التى تومئ لـ عماد ببسمة كآنه عاد مثلما كان سابقًا لديه مكانه كبيرة عندها.

لكن بمجرد أن خرجا من الغرفة نفضت سميرة يده عنها بعنف قائله بغضب:

عايز توصل لأيه يا عماد،أنا مش هتراجع عن اللى طلبته منك قبل كده فى الاوتيل.

زفر عماد نفسه وحاول الهدوء حتى لا يُثير إشتعال غضبه هو مازال غاضب من إختفائها،لكن جذبها وفتح باب الغرفة وأشار لها بالدخول،دخلت،ثم إستدارت تنظر له بعد أن أغلق باب الغرفه عليهما،ثم قالت بتمثيل:

الصبح هاخد ماما ونسافر البلد.

كز على أسنانه يحاول تهدئة غضبه كى لا يتعصب، وخلع نظارتة وفرك عينية يشعر بحرقان بهما بسبب عدم نومه كذالك يشعر بإرهاق بدني، لم يرد عليها وذهب يضع النظارى فوق تلك الطاولة المجاوره للفراش، تحدث وهو يُعطيها ظهره:

أنا خليت الشغاله تفصي ليك جزء كبير من الدولاب، بكره إبقى حطي هدومك فيه.

تنهدت قائله بعند:

شكرًا مش محتاجه أنا الصبح….

قبل أن تُكمل عِنادها المقصود، قبض على عضديها وجذبها عليه وبلا إنتظار قبلها بإشتياق يود الشعور أنها عادت، كادت سميرة أن تمتثل ويتحكم قلبها، لكن تذكرت بعد نصائح عِفت كذالك فداء التى أخبرتها أن هاني أخطأ وأخبرها عن سوء حالة عماد فى غيابها عليها أن تستغل ذلك وتلعب على وتر الإشتياق لها، بالفعل دفعته بيديها كى يبتعد عنها، إمتثل غصبً، لكن تلك القبله أطفأت الكثير من ذاك الاحتراق الذى كان يشتعل به قبل ساعات وهى غاىبة لا يعلم مكانها، نظرت له بإدعاء إستهجان قائله:

أنا قولت كفاية خلاص قصتنا إنتهت و…

قاطعها بغضب قائلًا بتحذير:

سميرة أنا مش ناقص إرهاق بقالي كم يوم مبنمش ساعتين فى اليوم خلي الليلة تعدي وكفاية أنا ماسك نفسي بالغصب، المدام إختفت وكانت بايته فين.

أجابته ببرود:

ويفرق معاك فى إيه أبات فى اي مكان من إمتي كنت بتهتم.

تنهد بندم قائلًا:

من النهارده ههتم ومش هتباتي غير فى المكان اللى أكون فيه… هجيبلك بيجامة من عندي تنامي فيها.

كادت تعترض بعناد، لكن شعرت ببوادر غثيان دوخه اغمضت عينيها وفتحتها تقاوم لكن لوهله كاد أن يختل توازنها، لاحظ عماد ذلك سندها سريعًا وجذبها للسير معه الى أن أجلسها على الفراش، جلس على ساقيه أمامها يضع يديها بين كفيه،يُربت عليها، ينظر لها بحنان قائلًا:

طبعًا زي عادتك آخر حاجه تفكرى فيها، إنك تاكلي، هنزل أجيبلك عشا خفيف.

إستغربت سميرة ذاك اللُطف من عماد، حين نهض تمسكت بيده قائله:

أنا مش جعانه يا عماد، هاخد شاور هفوق.

تبسم لها قائلًا:

تمام براحتك قدامك الدولاب خدي لك بيجامة من عندي بس بلاش تاخدي بيجامة كبيرة أوي.

غصبً تبسمت وهى مازالت تمسك بيده حتى نهضت واقفه، تركت يده وتوجهت نحو خزانة الثياب إلتقطت منامه من عنده وذهبت نحو الحمام، وقفت قليلًا تحاول السيطرة على تلك المشاعر الثائرة بقلبها، تبسمت وهى تتذكر فرحة يمنى بتلك الغرفه رغم بساطتها كذالك والدتها التى تعلم أنها لا تود أن تكون سببً بقلة سعادتها وأنها ثُقلًا عليها…

بينما عماد كعادته يعلم ان والدته لا تهوا السهر لكن يأمل أن ترد على مهاتفته لها،لكن كالعادة رنين ولا رد،زفر نفسه وحسم أمره يكفى لابد أن يجتمع شمل عائلته الصغيرة…

بعد قليل خرجت من الحمام،كان عماد قد أبدل ثيابه الى منامه منزليه،نظرت نحوه،كذالك هو تبسم لها بتلقائيه،لكن سميرة ظلت جامده بلا رد فعل،نظرت نحو الفراش تشعر حقًا بالارهاق،كذالك حملها يُضعفها،إبتلع عماد عبوسها وإقترب منها قائلًا:

بقيتي أفضل أن طلبت من الشغاله تجيب لك عشا خفيف.

نظرت نحو الفراش قائله:

سبق وقولتلك مش جعانه، أنا محتاجه أنام، هنام فين.

تبسم عماد بقبول قائلًا:

هتنامي فين يعني عالسرير طبعًا.

نظرت سميرة نحو الفراش قائله:

وإنت هتنام فين؟.

أجابها ببساطه:

عالسرير، السرير واسع جدًا.

تهكمت بقصد منها قالت:

بس إنت مش بتحب حد ينام جنبك بتضايق.

تننهد وهو يقترب منها قائلًا:

اعتقد إني نمت جنبك عالسرير قبل كده ومكنتش ببقى مضايق،وبلاش رغي كتير فى الفاضي،أنا مُرهق ومحتاج أنام عندى سفر بكرة.

بفضول سائلته:

ومسافر فين بقى؟.

تبسم وهو يقبض على يدها ويسحبها نحو الفراش قائلًا:

الصبح هقولك،إنما دلوقتي إحنا محتاجين للراحه.

كادت أن تسحب يدها من قبضته لكن إستسلمت بسبب الارهاق،صعدت على الفراش كذالك عماد صعد على الطرف الآخر وتمدد ينظر نحوها مُبتسمًا مد يده يمسد على وجنتها أغمضت سميرة عينيها لوهله لكن فتحتهما بإتساع حين شعرت بانفاسه وتلك القُبله،رفعت يدها وضعتها على كتفه تدفعه قائله بتحذير:

عماد.

رفع وجهه ونظر لها مُبتسمًا يقول:

تصبحي على خير يا سميرة.

لم ترد عليهم أغمضت عينيها سُرعان ما ذهبت بغفوة،ظل عماد مُستيقظًا لوقت مُتكئًا يتآملها،ثم قبل وجنتها مره أخري وإعتدل نائمًا بالفراش،سرعان ما ذهب الى غفوة مُطمئن.

❈-❈-❈

ظهيرة اليوم التالى بمنزل حسنيه بالبلده فتحت باب المنزل لم تندهش حين رأت عماد امامها يبتسم، رغم فرحة قلبها وإشتياقها له لكن رسمت الجمود قائله:

خير إيه اللى جابك.

ألقي بنفسه يحتضنها بإشتياق قائلًا برجاء:

وحشتيني يا ماما، كفايه بقى تعاقبيني،انا مكنش قصدي إنى هتجوز غير سميرة،كمان سميرة ويمنى فى الڤيلا زي رغبتك،ماما أنا حاسس إنى ماليش سند من غيرك.

قلبها يشتاق له لكن لابد من تعليمه درسًا مهمت كان قاسيًا،هى علمت من عايدة ما حدث وانها هى وسميرة ويمنى أصبحن بالڤيلا كما أردت لكن رسمت الجمود قائله:

ومن إمتى كنت بتسمع كلامي.

عاد براسه للخلف ونظر لها قائلًا برجاء:

ماما إنت عارفه مكانتك عندي كفاية بقي عشان خاطري،يمكن كنت غلطان.

قاطعته قائله بتاكيد:

أيوا كنت غلطان وياما حذرتك بس عندك غباء وراثي وارثه من…

قاطعها وهو ينحني يُقبل يديها الإثنين،حن قلبها له قائله:

ليا شرط لازم تنفذه قبل ما ارجع معاك القاهرة.

رفع راسه وتبسم بقبول قائلًا:

موافق مهما كان طلبك.

تبسمت له وتقبلت إحتضانه لها تضمه بأمومه.

❈-❈-❈

مساءً

بمنزل هاني

لم يتفاجئ حين وجد والدته تجلس مع فداء تتسامران،نهضت إنصاف مُبتسمة تقول:

يعني انا جايه عشان أشوفك وإنت تفضل فى الشغل للوقت ده،انا لما حسنية كلمتني وقالتلى عماد هناك فى البلد قولت لها قلبي متاخد من ناحية فداء كانت متغيرة الايام اللى فاتت وعاوزه أطمن عليها،قولت أجي مكالمات الموبايل مش بطمن،وإنت أكيد عماد قالك ومع ذلك معبرتش ولسه جاي،الغربه قست قلبك.

نظر نحو فداء التى أحادت بصرها عنه ونظرت لـ إنصاف قائله بإبحاء :

معليشي يا طنط إنتِ عارفه مشاغل هاني كتير ربنا يكون فى عونه.

تبسمت إنصاف قائله:

ولو الشغل مش هيطير لازم يهتم بمراته شويه، أنا إتبسطت أوي لما إتأكدت من شكي إنك حامل مكنش داخل عليا شكلك وإتبسطت لما الدكتورة اكدت لينا، ربنا يرزقها بالخير سميرة هى اللى وصلتنا للدكتورة، تتابعي معاها الحمل، أنا حبيتها أوي، دي أكتر فرحة دخلت قلبي فى عمري كله، ربنا يكملك وتقومى بالسلامه يارب مجبورة الخاطر، وإنت يا هاني ياما إشتغلت، إهتم بمراتك شويه، اللى يشوفك يقول مش مبسوط إن مراتك حامل.

رسم بسمه وهو يضم إنصاف، ينظر نحو فداء غص قلبه من تجاهلها له.

بعد قليل

نهضت إنصاف قائله:

هقوم انام انا مش قد السهر كمان راجعه البلد تانى بكرة، بسنت بتحتاج ليا، ولو فضلت مع حامد هيفرجوا على بعض البلد الإتنين ناقر ونقير.

تبسم هاني قائلًا:

والله الكل بيستجار من حامد.

تبسمت إنصاف له تومئ رأسها بموافقة قائله:

تصبحوا على خير.

-وإنتِ من اهله.

قالها هانى وفداء بنفس الوقت… غادرت إنصاف لم تنتظر فداء بعدها وذهبت الى غرفة النوم، بدلت ثيابها بأخري وتسطحت فوق الفراش، ظل هاني قليلًا قبل ان يذهب الى الغرفه دخل نظر نحو الفراش، شعر بالغيظ من تجاهل فداء المتعمد منها، ذهب نحو حمام الغرفه، وصفعه بقصد منه، ضحكت فداء على ذلك، وعادت تغمض عينيها غير مهتمه به… ذهبت لغفوه قبل ان يخرج من الحمام، نظر نحوها وزفر نفسه بغيظ قائلًا:

صدق اللى قال عليكِ فتاااء، تمدد على الناحيه الأخري للفراش، وضع يده فوق رأسه ينظر نحوها، رغم إرهاقه لكن لا يعلم لما حين أخبرته أنها حاملاً شعر بالارتباك، وجملة واحده سمعها من زوج والدته، قبل أيام حين تمنت إنصاف أن يُرزق بأطفال قال تلك الجمله بتعسف وغلول

“إبن الشيبة يتيم” وانه قد إقترب من الحاديه والأربعون، تلك الجمله هى ما صدمته بالحقيقة، وأفسدت عليه زهوة ذاك الخبر، لما وقتها تحكمت البلاهه برأسه، هل احد يعلم المستقبل ماذا يُخفي فى طياته، لو أخبره أحدًا ان ذاك الصبي اليتيم الذي كان بلا أي أهميه سيصبح أحد رجال الاعمال ويبزغ نجمه فى لحظات ما كان صدق ذلك، الصدمة التى أساء رد الفعل عليها.. وها هو يدفع الثمن.

❈-❈-❈

بعد مرور يومين

بمنزل شعبان

دلفت هانم الى غرفة هند نظرت لها بتقييم لذاك الزي الفضفاض التى ترتديه كذالك لا تضع أي مساحيق تجميل على وجهها،إستهزات بها سائله:

رايحه فين دلوقتي.

ردت هند وهي تقوم بوضع حجاب رأسها قائله:

رايحه الشغل.

تهكمت هانم سائله:

وهتشتغلي فين بقى.

ردت هند:

هشتغل فى مصنع عماد.

تفاجئت هانم بذلك لكن قبل أن تستفسر دخلت إبنتها الاخري للغرفه قائله:

سمعتوا الكلام اللى داير فى البلد،قال إيه الراجل اللى إسمه “ناجي”صاحب دكان الموبيلات كان بياخد فلوس من الناس يوظفها،وهرب بعد ما جمع من أهل البلد اكتر من خمسه مليون جنيه،هى البلد دي فيها الملايين ده كلها منين.

صُدمت هانم من ذلك وسألتها بتاكيد:

جبتي الكلام الأهبل ده منين.

ردت إبنتها:

البلد كلها بتقول كده،وفعلًا هرب بالفلووو…

لم تستطيع هانم الاستماع الى بقية حديث إبنتها وقالت جملة

“شقى عمري”ثم وقعت فى الحال مغشيًا عليها.

❈-❈-❈

ظهرًا

بوقت الراحه

تبسمت سميرة لـ عِفت التى دخلت عليها قائله:

ما تجي نروح نتغدا فى الكافيه.

تبسمت سميرة لها بموافقة، خرجن من مركز التجميل، بنفس الوقت سمعن رنين هاتف فداء.

نظرت لها سميرة قائله:

واضح إنى هرجع إتغدا هنا فى البيوتي.

تبسمت عفت لها، لكن لمحت سيارة زوج سميرة…جذبتها قائله:

لاء هنتغدا سوا،يلا بينا…لم تنتبه سميرة لسيارة عماد،وذهبت الى ذاك الكافيه،تبسمت حين دخلن ورات ذاك الذى وقف لهن،نظرت عفت لها مُبتسمة بمكر قائله:

لقينا اللى يدفع لينا الحساب.

ضحكت سميرة قائله:

مفترية يا عفت كده هيطفش.

ضحكت عفت قائله:

لاء متقلقيش،أختك مسيطرة.

تبسمت لها سميرة،رحب حازم بهن،وجلسن،لكن ما هى الا لحظات الا ودلف عماد خلفهن شعت عينيه نيرانً حين تفاجئ بـ سميرة تجلس مع حازم وحدهما،والأخري غير موجوده،إقترل من طاولتهم بغضب،وسحب مقعدًا قائلًا بهدوء عكسي:

تسمحولى أشاركم الغدا.

إرتبكت سميرة من جلوس عماد التى لو خلع نظارته لاحترق حازم تفوه سائلًا:

مكنتش أعرف إنك تعرفي حازم الفيومي.

قبل ان تتحدث سميرة كانت قد عادت عفت وردت هي قائله:

مستر حازم الفيومي يبقى شريك فى البيوتي الجديد اللى هنشتريه إحنا التلاته… انا وهو وسميرة.

ذُهلت سميرة وصمتت بعد ان وجه عماد نظره لها، بينما أستهزأ قائلًا:

هو مستر حازم يفهم فى شغل الكوافيرات.

ردت عفت:

هو هيدخل معانا ممول، ده مشروع كسبان ميه فى الميه.

تهكم عماد قائلًا بتعسف:

أه طبعا مشروع مؤكد نجاحه، بس للآسف سميرة مش هتدخل فى المشروع الناجح ده مع مستر حازم،أنا همول لها المشروع بدون إحتياج لممول غريب.

❈-❈-❈

ليلًا

دلفت السكرتيرة الى غرفة المكتب، لوهله ذُهلت من ذاك المنظر وسعُلت بشدة بسبب ذاك الدخان الكثيف الذى يحاوط وجه كل من

عماد، وهاني، اللذان يجلس كل منهما عكس الآخر، على مقعد يضجع عليه بظهره وقدمي كل منهما مُمدة على مقعد آخر، يخلعون معاطفهم، حتى رابطات العُنق مفكوكه، بمنظرهم العشوائى جدًا

حين سعلت نظر لها الإثنين وهما مازالا بنفس الوضع، تحدثت بحرج :

بقينا الساعه تمانيه المسا و..

أومأ لها عماد بتفهم:

تمام تقدري تمشي.

تنهدت براحه وفرت من الغرفه كي تستنشق هواءًا نظيفًا

بينما ظلا هكذا لبعض الوقت لا يتحدثان فقط يُنفثان سيجارة خلف أخري، الى أن سعل هاني ، أنزل قدميه على الارض وإعتدل جالسًا حتى هدأ السُعال نظر نحو عماد قائلًا:

هي الساعه كام دلوقتي.

نفث عماد دخان السيجارة قائلًا:

معرفش.

نظر هانى نحو تلك الساعه الموضوعه فوق الحائط قائلًا:

الساعه حداشر ونص قربنا على نص الليل، هنروح فين دلوقتي.

أجابه عماد بنفس الطريقه السابقة:

معرفش.

زفر هاني نفسه سائلًا:

إحنا هنبات فين.

بنفس الكلمه والوضعيه أجابه:

معرفش.

غضب هاني قائلًا:

إيه معرفش، معرفش دي، إنت علقت زي شريط الكاسيت بتاع زمان.

تنهد عماد قائلًا:

معرفش.

ألقى هاني عليه القداحه بعد أن أشعل سيجارة ونفث دخانها قائلًا:

طب أنت إتبطرت وتستاهل جزائك ده،وسبق حذرتك،أنا ليه حالي كده.

تهكم عماد وهو يلتقط القداحه وأشعل سيجارة هو الآخر نفث دخانها قائلًا:

طب أنا بقى إتبطرت،إنت إيه اللى عملته خلاك قارفني وخانقني،وإتعميت بسبب دخان السجاير.

تنهد هانى بضجر قائلًا بندم:

أنا جالي فتاء فى عقلي وإتهورت.


يتبع.


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم