رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق) الحلقه الحاديه عشر والثانية عشرة والثالثة عشره والرابعة عشرة بقلم رحاب ابراهيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق) الحلقه الحاديه عشر والثانية عشرة والثالثة عشره والرابعة عشرة بقلم رحاب ابراهيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق) الحلقه الحاديه عشر والثانية عشرة والثالثة عشره والرابعة عشرة بقلم رحاب ابراهيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


بقلم ...رحاب إبراهيم 

بعد اتصال تامر لهشام ، برزت العروق الحمراء بعنق هشام من الغضب وتوعد بشر :-

_ ماشي ، بترتبي عشان توقفي قصادي ،انا بقى هنسفك 

واتصل برقم "وليد" ....

أجاب وليد سريعًا:-

_ ايوة يا اتش ..فينك واحشني من سهرة أول امبارح 

ردّ هشام بايجاز مفسرًا سبب الاتصال دون أي مقدمات ستزيد من عصبيته:-

_ بقولك إيه شوفتلي اللي قولتلك عليه 

وليد بمكر :-

_ انت عايز اللي راقب ولا بتتكلم على اللي هيهجم 


تابع هشام بعصبية :-

_ اللي هيهجم طبعًا بس اللي راقب البيت ما شافش حاجة غريبة أو حد بيروح عندهم ؟

اجاب وليد بابتسامة خبيثة وهو ينفث دخان سيجارته:-

_ اخوك كان هناك امبارح وفي بنت نزلت من عربيته ودخلت البيت اللي انت موصي عليه ..تقريبا هي البت اللي بتتكلم عليها لأنه ما شافش حد بيطلع وبيخرج غيرها من البيت ده 


زفر هشام بانفعال وقال :-

_ يبقى تنفذ بأسرع وقت النهاردة أو بكرا 


اعترض وليد بشدة وقال:-

_ لا استنى ..مش كدا ،، المشكلة إن في ناس من المنطقة عرفوا الراجل اللي احنا بعتناه وأي حركة غريبة هيشكوا فيه وهيجيبوه ..كام يوم كدا وكله يبقى تمام 


هتف هشام بغضب :-

_ هتقعد شهر يعني !!! بقولك بأسرع وقت يابني آدم 

تابع وليد بمكر :-

_ وانا مش هعرض الناس اللي بتساعدني للخطر وبعدين مش شهر ولا حاجة اقل من اسبوع وطلبك يتنفذ ،السرعة مش هتفيدنا بالعكس ........

اجاب هشام بزمجرة غاضبة وقال:-

_ اما نشوف ...

واغلق الهاتف ثم القاه بحدة على مقعد في غرفته ، 

زفر بضيق لأن هذا الفتاة التي يراها تافهة جعلته يمكث في المنزل ليراقب تصرفات شقيقه وإلى أي شيء يخطط 

وقال بشر:-

_ لما هي بتشوفه وبتقابله ليه ماقاليش لحد دلوقتي !!! 

بس عموما هعرف يا أمل وهدمرك ...اصبري عليا 


**********************


بعد مضي أكثر من منتصف هذا اليوم 

رفع تامر سماعة الهاتف الداخلي لمكتبه كي يتصل بمكتب عمر وردّ عليه الآخر بصوت عميق:-

_ ايوة يا تامر 

ردّ تامر موضحًا وقال:-

_ الملف اللي انت اديتهولي سلمته ومالقيتش مكان انسب من الاستعلامات"الاستقبال"  مع هايدي خطيبتي  

إيه رأيك ؟ مافيش موظفين حواليها ولا حد غير هايدي 


تنفس عمر بارتياح وقال موافقًا:-

_ تمام أووي 

اضاف تامر باستغراب :-

_ الموظف اللي سلمته الملف قالي إن البنت دبلوم يا عمر ، انا نفذت رغبتك بس بصراحة هي غير لائقة لأي شغل هنا نهائي غير لو نظافة بقى 

ضغط عمر على فمه بعنف وقال بصياح:-

_ تاااامر 

اراد تامر أن ينفث عن غضبه ولكن الآوان لم يأتي وقرر تحاشي هذه العاصفة الآن ...قال بصوت ماكر ومحتال:-

_ انا آسف يا عمر ،مش هجيب سيرتها تاني خلاص


اغلق عمر الهاتف في وجهه ولم يتقبل حتى اسفه ثم عاد للأوراق أمامه من جديد ....


نظر تامر للسماعة التي تصدر صفير اغلاق الخط وعينيه تقدح شررًا ثم القاها بعنف على جهاز الهاتف وهتف:-

_ اصبر عليا يا عمر ..ده كله هخلصه في اللي هعمله فيكم 


*******************


اخبر عمر الحاج محمد في نهاية اليوم أن عمل ليالي سيبدأ من الغد ....

اتصل الرجل على الهاتف الارضي لمنزل صديقه الراحل "جمال " 

_ ازيك يابنتي عاملين إيه انتي واختك النهاردة 

اجابت ليالي بتنهيدة عميقة وقالت :-

_ الحمد لله 

عبّرت نبرة صوتها عن قلق وتوتر اكتشفه حدس هذا الرجل الطيب وقال:-

_ مال صوتك يابنتي ؟ 

اجابت ليالي بضيق واردفت قائلة :-

_ هبة صحبتي اتصلت بيا ومش عارفة ازاي عرفت اللي حصل امبارح والحيوان اللي اسمه ياسر بيتكلم عني وعن ....

عمر 

قال الحاج محمد بقوة :-

_ قطع لسانه ده لو عمر بيه عرف هيوديه ورا الشمس ،،هو فاكر إن ده أي حد كدا !! 

اعترضت ليالي بحدة وقالت:-

_ لا ما تقولوش انا مش عايزة مشاكل ،هبة ردت غيبتي بس اتصلت بيا وفهمتني إيه اللي حصل ومازعلتش إني سبت الشغل بالعكس بس هروح أخد صور ورق كنت وديتها عشان الشغل وصاحب الشغل مصمم إني انا اللي اجي بنفسي واستلم ورقي 

تحدث الحاج محمد بتعجب وقال:-

_ انتي مش اديتيني ورقك امبارح عشان الشغل في الشركة !! 

شرحت ليالي الآمر وقالت:-

_ اللي اديتهوملك الاصل لكن المصنع خد الصور بس 


الحاج محمد بتساؤل:-

_ طب هتروحي امتي ؟ ده عمر بيه لسه قايلي إن شغلك هيبتدي بكرا 


قطبت حاجبيها في ضيق وقالت:-

_ يبقى قوله إني مش هينفع اجي بكرا لأي سبب 

تردد الرجل في حيرة وقال بعجالة :-

_ خلاص هشوف هعمل إيه ..هقفل دلوقتي عشان الشغل 


اغلقت ليالي الهاتف وتنهدت بضيق ثم قامت لتكمل غسيل الثياب ومفروشات المنزل قبل أن تنشغل بالعمل .....


**************************

صعد عم محمد إلى مكتب عمر بعد فترة من إتصاله بليالي وأخبره بالحقيقة كاملة لقلقه على ذهاب ليالي بمفردها إلى هذا المكان مجددًا ....

نهض عمر من مقعده بعنف وقال:-

_ وهي لازم تروح بنفسها ليه ؟! ما تخلي صحبتها تجيبلها الورق وخلاص وانتهينا 

وضح عم محمد الآمر وقال:-

_ صاحب الشغل عايز يسلمها الورق بنفسه وتقريبا عايز يفهم منها إيه اللي حصل بالضبط عشان كدا مش راضي يدي لحد ورقها ....

وقف عمر أمام طاولة التصاميم التنفيذية واسند يديه عليها بنظرة حادة وقال :-

_ خلاص هروح معاها بكرا 


اندهش عم محمد وقال بريبة :-

_ بس يابني انت كدا هتزود الكلام عليها ..خليها تروح احسن 


وقف عمر معتدلًا مرة أخرى وقال بتأكيد :- 

_ ما تقلقش ..ثق فيا ،، انا هجيبلها حقها مش هضيعه وهخرس أي حد هيقول عليها كلمة .....


توترت نظرة الرجل بقلة حيلة وقال :-

_ ربنا يستر 


**************************


اتى المساء 

عاد عمر إلى منزله بوجه محتقن وراته والدته"فريدة " بتعجب من تغير حاله هذه الايام وقالت له وهم على مائدة العشاء 

_ مابحبش اتكلم على الأكل بس بجد مش قادرة اسكت وعارفة إنك هتخلص وتجري على اوضتك 

ممكن أعرف بقى إيه اللي حصل مع ريهام ؟! 


اجاب عمر بتعجب وقال:-

_ ده على اساس إنه والدتها ما قالتلكيش كل حاجة اومال عرفتي ازاي إني فركشت الخطوبة !! 

اجابت والدته بقوة :-

_ قالتلي امبارح بس ما حكيتليش التفاصيل وجيت اسال امبارح لما رجعت ولقيت شكلك مبسوط مارضيتش اعكنن عليك ...بس من حقي أعرف !! 


تنهد عمر بقوة وقال:-

_ أمي ...انتي عارفة إني مابحبش ريهام ولا حتى في اعجاب ،،وصدقيني اديت نفسي فرصة وما عرفتش 

الامور دي ما بتجيش بالغصب والضغط كدا !! 

انا قولتلك إني هاخد قرار بأسرع وقت وخدته ..ليه بقى زعلانة ؟! 


وضعت فريدة الشوكة في طبق أمامها وقالت بعبوس:-

_ عمر ..انت مش صغير ..انت عندك ٣١ سنة 

نفسي افرح بيك قبل ما يجرالي حاجة واشوف احفاد ليا 

وانت ماحدش عجبك لا ريهام ولا غيرها 


تذكر عمر ليالي وظهرت طيف ابتسامة شاردة على وجهه وقال دون ان يشعر 

_ يمكن في 

نظرت فريدة بذهول وابتسمت فجأة وقالت :-

_ بجد ..طب هي مين ؟؟ قولي وانا والله العظيم هروح اخطبهالك من بكرا 


اتسعت ابتسامة عمر وقال بتصحيح كلامه :-

_ انا اقصد اكيد في بنت هتعجبني ، وابقى عايز اخطبها ومبسوط 

انكمشت تعابير فريدة وقالت بحنق :- 

_ شكلي هستني كتير 


ابتسم عمر وقال بشرود :-

_ ليالي 


اتى صوت من خلفه وقال. مرددًا كلمته:-

_ ليالي !!!

جلس هشام أمام مائدة العشاء وهو مبتسم بمكر وتابع :- 

_طب ما تقولنا كام ليلة عشان نبقى عارفين بس 


رمقه عمر بنظرة متفحصه وغير مجرى الحديث وقال بجدية:-

_ انا مبسوط إنك ما بقتش تتأخر زي الأول وقللت السهر والكلام ده كله  


أخذ هشام قطعة لحم مشوية ومضغها ببطء وهو يتأمل عمر ببسمة ماكرة ونظرة متفحصة 

بادله عمر الابتسامة بعفوية وانهى طعامه ثم صعد إلى غرفته 


*****************************


في صباح اليوم التالي 

استيقظت ليالي واستعدت للذهاب إلى المصنع واخبرت أمل التي يزداد التعب ظهورًا عليها يوماً بعد يوم ....

هتفت أمل وقالت بعصبية:-

_ روحي ماطرح ما تروحي اووووف 

تركتها ليالي بحزن ثم خرجت من المنزل ......

صعدت إلى الحافلة كالعادة وبعد فترة ليست قليلة وصلت أمام المصنع .......

حدق بها ياسر بحقد وغل وتركها تدخل المبنى ،لم تلقي عليه أي نظرة وكأنه لا يوجد من الاساس فأمثاله تجنبهم افصل 


اسرعت إلى الداخل متوجهة إلى مكتب صاحب المصنع حتى صدمت .....وقالت بذهول:- 

_ عمر !!!!! 

ابتسم صاحب المصنع وصاح بحماس :-

_ اهي جت  ،، اتفضلي يا انسة ليالي 


ظهر ابتسامة خبيثة على وجه عمر ثم بعد نظرته الخبيثة عنها 


ترقبت ليالي تصرفات الرجل بصدمة وقوة ترحبيه المثيرة للشك وقالت :-

_ انا جيت عشان أخد ورقي 

والقت على عمر نظرة حادة متسائلة :-

_ هو في إيه ؟ 

أخذ عمر ملف اوراقها ثم نهض وقال لها بخبث:-

_ يلا يا ليالي عشان نمشي ورقك معايا 


تفاجئت من منادته لها باسمها هكذا وشكت بنظرته الخبيثة وقالت :- 

_ انت جيت ليه ؟ 

اجاب صاحب المصنع بنبرة منافقة مجاملة:-

_ استاذ عمره جه  النهاردة وعرفت منه كل حاجة وانا هشوف شغلي من الغبي اللي اسمه ياسر 

آمرها عمر بقوة مرة آخرى وقال :- 

_ يلا عشان نمشي الموضوع انتهى  خلاص 


نهضت ليالي وهي ترمقه بغيظ ثم خرجت مسرعة بخطوات غاضبة ولحقها في الخارج أمام السيارة  

قال مرة آخرى :-

يلا عشان هنروح الشركة 

نظرت له بعصبية وقالت متسائلة :-

_ انت قولت إيه خلى صاحب المصنع عامل كدا وخدت منه الاوراق بأي حق 

قال بنظرة ماكرة وظهرت على وجهه ابتسامة وقال:-

_ هقولك في الطريق غير كدا مش هقول ...يلا اركبي 

دخل سيارته وهو يكتم ابتسامته ....

دخلت السيارة مرغمة حتى تكتشف ما حدث. .....


في الطريق 

سألته مباشرةً بمجرد حركة السيارة ولم يجيبها ثم سألته مرة أخرى بعصبية ....نظر جانبًا وقال بابتسامة مستفزة 

_ قولتلهم إنك خطيبتي 😊 


فغرت شفتيها بصدمة واتسعت عينيها بذهول واستمرت للحظات متجمدة حتى صاحت به بغضب وقالت:-

_ يانهار اسود ..انت مجنون ازاي تقول كدا !!!! انت اكيد بني آدم مش طبيعي 

ردّ عليها بهدوء مستفز :-

_ ليه ...يا ليالي 😊 

غضبت أكثر منه وانتفضت في مقعدها واطرقت بيدها على المسجل مما فعّل زر التشغيل ...وذاع الصوت بنغمة اغنية 

اتحدي العالم كله وانا بهواك 😂 


ضحك عاليًا وقال لها باستفزاز أكثر:-

_ شوفتي  ..القدر 😂 


ضغطت على عدة ازرار حتى انطفأ مسجل السيارة وقالت بصياح:-

_ انت لازم تصلح اللي هببته ده دلوقتي حالاً 


نظر لها بخبث ثم قال بهدوء:-

_ موافق جدًا  اصلح غلطتي  😂 

فهمت قصده وضيقت عينيها بغضب وقالت بصريخ :-

_ انت مش طبيعي ،والغلطة الوحيدة اللي ابويا عملها قبل ما يموت إنه سابنا في وصيتك  


وقف فجأة بالسيارة مما كاد رأسها أن يصطدم للامام ونظر لها وقد غادرت الابتسامة وجهه وقال بضيق:-

_ هو ما ينفعش اهزر معاكي شوية واخرجك من اللي انتي فيه 

على العموم انا قولتله الحقيقة وإني واصي عليكي واتصلت بعم محمد قدامه عشان يتأكد ..واتأكد فعلا 

أما معاملته دي فبمنتهي البساطة عشان عرف أنا مين 


انتي ليه بتعامليني كدا ،، انا اذيتك في حاجة ولا حاولت مرة ازعلك أو ادايقك ،، انا لما عرفت إنك اشتغلتي في مصنع جيتلك جري من خوفي عليكي واللي حسبته لقيته 

بس انا فعلا غلطان ...بجد أنا آسف على اهتمامي اللي بيزعلك أووي كدا !! 


شعرت بالحرج من نفسها وبسوء ظنها به وسقطت دموعها بحدة .....


تذكر حديثها بالآمس إنها بتفقد وعيها بمجرد إن ضايقها أحد ونظر لها بقلق وقال وهو يأخذ منديل من علبة بالسيارةةواعكاه لها بقلق:-

_ لا متعيطيش عشان ما يغماش عليكي تاني 😑 


تحولت دموعها إلى ضحكة واسعة لم تستطع كبتها وتأملها بحنان وابتسامة وقال بشرود :-

_ أوعي تبطلي تضحكي وبالذات قدامي 


مسحت دموعها بالمنديل واحمرت وجنتيها من حديثه واكتفت بابتسامة خجولة 

قال مجددا وهو يضغط على مقود السيارة ونظرته للأمام :-

_ مش هتلاقي حد يخاف عليكي أكتر مني يا ليالي 

عموما انا هوصلك على البيت ادام عايزة كدا 


نظرة له بتوتر وقالت :-

_ هو مش المفروض النهاردة أول يوم شغل ليا  في الشركة ؟ 


التفت لها بتفاجئ ونظر لها بعمق وابتسامة حنونة دافئة ولم يصدق إنها تريد بنفسها الذهاب اليوم وليس الغد 


اشاحت وجهها بخجل ودقات قلبها تركض بعنف ولكن 

نظرته دافئة حنونة توعد بالامان منذ اول مرة رآته 

وإذا كان والدها قد وصاه عليهم فهذا أكثر دليل على صدقه ومدى امانته 


************************


قبل الوصول إلى مقر الشركة توقف بالسيارة وقال بلطف 

_ انتي عارفة الشركة ..على بُعد خطوتين من هنا ،، بس عشان محدش يتكلم عليكي هنزلك هنا 


نظرت له شاكرة فهي كانت ستقول له ذلك ولكنه سبقها ...

ترجلت من السيارة ثم انتبهت لصوته وهو يقول :-

_ ما تقلقيش ،خمس دقايق واكون عندك 

حركت ليالي رأسها بموافقة ثم تابعت سيرها إلى مبنى بالشركة ......حتى قابلت رجال الأمن على الباب الرئيسي 

ودخلت إلى المبني بعد أن استفسرو عن سبب دخولها 


أول شيء وقع نظرها عليه هو مكان كبير على شكل دائرة في اعلاه لوحة كبيرة مكتوب عليها "الاستعلامات" 

نظرت لها هايدي بتعجب واشارت لها بالمجيء بعد أن رأت الحيرة والتوتر البادية على ليالي 

انتبهت ليالي لها واقتربت منها بخطوات بطيئة .....

قالت هايدي متسائلة :- 

_ اقدر افيدك بشيء ؟ 


كادت أن تتحدث حتى باغتها صوت عمر من خلفها بشكل مرح وقال لهايدي :-

_ دي اللي هتشتغل معاكي يا هايدي هنا 

تفحصت هايدي ليالي جيداً وإلى ملابسها التقليدية والشعبية وقالت بدهشة :- 

_ دي !!!! 

اجابها عمر بحدة وهو يقول :-

_ مش عايزها تشتكي منك يا هايدي وإلا هيكون ليا تصرف تاني معاكي 

ثم القى نظرة داعمة لليالي وصعد إلى مكتبه ........


دخلت ليالي خلف هذا الصرح الزجاجي ونظرات هايدي مصدومة ثم سألتها 

_ انتي بتعرفي  انجلش أو أي لغة تانية ؟ 


اجابت ليالي بنفي وحرج :-

_ بصراحة لأ 

تمتمت هايدي بكلمات غير مفهومة ثم سألت مرة اخرى:-

_ عندك فكرة عن برامج الاوفيس أو دورات سكرتارية حتى !!! 


بلعت ليالي ريقها بصعوبة وشعرت كأنها في محاكمة وقالت :-

_ لأ ...بس ....

هتفت هايدي بها بعصبية:-

_ أومال هتشتغلي معايا أزااااي وعل أي اساس 

اتى تامر الذي وصل للتو واقترب من هايدي وقال متسائلاً:-

_ مالك صوتك عالي ليه ؟؟! 

اجابت هايدي بعصبية :-

_ عمر جابلي دي وعايزني اعلمها الشغل وهي ماعندهاش أي فكرة عن اللغات ولا شغل السكرتارية ولا برامج الكمبيوتر ولا أي شيء ...تقدر تقولي هعلمها ازاااي دي عايزة قرن عشان تتعلم .....


لم تستطع ليالي الوقوف أكثر وركضت إلى مكتب عمر وهي تكتم دموعها واشفقت على نفسها كثيرًا 

دخلت المكتب بدون ان تستأذن وقالت ببكاء :-

_ انت جايبني هنا عشان اتهان ،،انا ماشية ومش هشتغل هنا 

واستدارت لتغادر لكن اوقفها صوت القوي 

نهض من مقعده عندما رآها هكذا واقترب منها حتى وقف أمامها مباشرةً وقالت بضيق :-

_ هتستسلمي من أول خطوة !! وبعدين إيه اللي حصل 


*************** 

وبخ تامر خطيبته هايدي بشدة وقال :-

_ انتي غبية ،ده موصي عليها جامد  وأي حد هيكلمها هو اللي هيتأذي ،،تعالي معايا دلوقتي اعتذريلها 


اعترضت هايدي بشدة:-

_ اعتذر لمين ،لحتت بت الخدامة اللي عندي بتلبس احسن منها ،،انت اكيد اتجننت !! 

هتف بها تامر :-

_ خلاص خليكي زي مانتي كدا وبوعدك في ظرف يومين هتبقي برا وهي اللي هتقعد مكانك لوحدها وعلى فكرة هتفهم الشغل وهتعرف تتعامل مع الوقت ..محدش هيخسر غيرك 


*********************

 غضب عمر عندما اخبرته ليالي بما حدث وهي تبكي وقال :-

_ حقك عليا ، واوعدك محدش هيتطاول عليكي هنا تاني 

اجابت ليالي بحزن وبكاء:-

_ بس هي عندها حق ،انا فعلا مش هنفع 

ردّ عمر لتأكيد:-

_ وانا بقولك هتنفعي واعرف اكتر منك 

قطبت حاجبيها بضيق من اصراره وقالت:-

_ هلغبط الدنيا 

ابتسم عمر وقال:-

_ هعدل وراكي 

وتابع بنظرة وترتها :-

ليالي ...ده مكانك ...والله العظيم ده مكانك 


قصد عمر عالمه ولم يقصد الشركة كعمل .....ولكن هي لم تفهم ذلك وهجم الحزن والقلق وجهها حتى سمعت اصوات اقدام تقترب واستدارت لتقابل عين هايدي الماكرة التي ركضت عليها متظاهرة الندم وقالت:-

_ انا اسفة يا قلبي ماكنتش اقصد بجد ،بس انتي بتزعلي بسرعة ولسه ماتعرفيش هزاري 

راقبها تامر وهو يقف خلفها بابتسامة ماكرة وقال :-

_ الحمد لله سوء التفاهم انتهى ،،يلا يا بنات على شغلكم 


جذبت هايدي يد ليالي حتى تخرج وصدح صوت عمر محذرًا :-

_ هاايدي ،المرادي هعديها بس ما تختبريش صبري المرة الجاية .....

تظاهرت هايدي بالمزاح وابتسمت وهي تغلق الباب ومعها ليالي .....


قال عمر لتامر بتنبيه لا يقبل التكرار:-

_ انا مش هقول الكلام ده تاني يا تامر بس اللي هيزعل أو يدايق ليالي محدش هيوقفله غيري ....وانت عارفني لما بزعل 


اجاب بتامر بمزاح زائف :-

_ يا عم بنات وبيهزرو مع بعض مالك اخدت الموضوع جد كدا وعموما خلاص هايدي اعتذرت مع إنها كانت بتهزر 


جلس عمر على مكتبه وقال بتحذير :-

_ انا مستني حد يضايقها تاني 


*****************************


انتوا مبسوطين وانا بتعذب كدا😭😭😭😭😭😭😭

اضحكوا وانبسطوا اووووي  انا بحب افرحكوا👽👽👽


الحلقة الثانية عشر...ليالي(الوجه الآخر للعاشق) 


عادت هايدي إلى الاستعلامات ومعها ليالي ثم دخلت خلف الحاجز الزجاجي ونظرت بحقد لليالي واردفت:-

_ بما إن عمر موصي عليكي فانا هشتغل شغلي عادي وانتي تابعيني واتعلمي مني ،،وفي حاجة كمان 

مش كل ما هقولك كلمة هتروحي تقوليها لعمر !! ده مش اسلوب شغل ،،انا كنت بهزر معاكي لكن لو حصل أي شيء وروحتي قولتي لعمر يبقى الأحسن ماتكلمنيش نهائي 

تمام ...


رمقتها ليالي بتوتر وقلق ثم اومئت رأسها بالايجاب وقالت:-

_ خلاص ماشي 


جلست هايدي أمام الحاسوب وتابعت عملها وكأن لا وجود لزميلة أخرى معها ،، جلست ليالي على مقعد بجانبها وراقبت حركة يدها على لوحة مفاتيح الكمبيوتر بتوتر 

فهي بعيدة عن سهولة التعامل مع هذا الجهاز وهذه البرامج الالكترونية 

بلعت ريقها وقالت ببطء:-

_ هو ممكن تقوليلي بتعملي إيه وتفهميني 


استدارت هايدي بعصبية وهتفت:-

_ انا مش قولتلك تابعيني وخلاص ،لما اخلص ابقى اقولك ولو سمحتي مش عايزة صوت على ما اخلص 


سقطت عين ليالي بحرج على حقيبة يدها التي وضعتها على قدميها ،حتى اننتفض لرنين الهاتف الطاولة الرخامية الطويلة ،،حركت يدها باتجاه الهاتف لترفع السماعة ولكن يد هايدي سبقتها وتحدثت في الهاتف لبضع دقائق ...


تأففت ليالي وشعرت بالملل والضيق ونظرت لهايدي بنظرة جانبية مستاءة ،، وقد وضعتها هايدي بموقف حرج 

فكيف بعد حديثها ستخبر عمر بما يحدث !! 


***************************


في المكتب ...

كان يفحص بعض الأوراق وشبح الابتسامة لا يفارق وجهه ولكن وضع الاوراق من يده واشتاق لرؤيتها الآن .....

فكر بمكر وهو يبتسم ........


************************


بدأ صبرها ينفذ من كثرة الجلوس والملل ،،قالت معترضة 

_انا بقالي اكتر من ٣ ساعات هنا وقاعدة كدا ما بعملش حاجة ،حتى التليفون انتي اللي بتردي عليه !! 

ابتسمت هايدي لنفسها ابتسامة ماكرة وقد اصابت هدفها من دفع ليالي لترك العمل بارادتها وبدون أي مشاكل من قبلها 

قالت بهدوء وهي تلتفت لليالي وتعطيها بعض الاوراق 

_خدي الاوراق دي وراجعيها من الاخطاء 


اخذت ليالي الاوراق منها وبدأت بمراجعتها وتحمست لأول شيء ستبدأ به عملها 

ودقائق حتى لفح رحيق عطره انفاسها ورغماً عنها رفعت رأسها من على الأوراق لتراه وهو يدخل إلى مكتب مكتوب اعلاه "شئون العاملين" ومواجه للمكان التي تجلس به ليالي 


تحدث عمر مع الشاب الجالس خلف المكتب  ثم وضع يده في جيب بنطاله بثقة والتفت لها بنظرة متسلية مما جعلها ترتبك وتحمر خجلا ووضعت راسها على الاوراق مجددا 


ابتسم عمر لخجلها ولكن حقاً لم يستطع إن لا يراها الآن وتحجج بأي شيء حتى يهبط للاسفل ......


سمعت خطوات تقترب منها ،، تصاعدت دقات قلبها أكثر ولم تجرأ على رفع رأسها حتى مر من جانبها ذهابًا إلى المصعد ولم يقاطعها ولكن يبدو إنه يتسلي بارتباكها وخجلها بشكل كبير 


لم تستطع إلا أن تبتسم من ما يحدث لها 


**************************


في مكتب تامر .....

جلس مفكرا بحيرة ...هل يخبر هشام بمجيء هذه الفتاة اليوم للعمل أم ينتظر ...وقال:-

_ انا لو قولت لهشام هيهد الدنيا والبت هتعرف 

وهي بتتكلم مع عمر ،،وعمر هيشك إن في حد بيوصل لهشام الاخبار على طول ....لا مش هقول لهشام إنها بدأت النهاردة 

هقولها بعد كام يوم عشان ابعد عني أي شبهة .....


***************************


دخل مكتبه مرة أخرى وابتسامة واسعة على وجهه ،مرر يده على شعره وقال بخفوت لنفسه:-

_ مش معقول يا عمر  اللي انت حاسه ده !! 

دي تعتبر طفلة وعندها ١٩ سنة ..تعمل فيك كدا !! 


وتنهد بقوة وقال :-

_ هتوصليني لفين يا ليالي 


*************************


اتصل هشام على هاتف أمل 

اخذت أمل الهاتف وحملقت فيه باضطراب وهي ترى رقمه 

وترددت في فتح الاتصال ولكن اجابت 

_ ايوة يا هشام ؟ في أي حاجة تاني تحب تقولهالي !!! 


سمعت صوت ضحكته ثم قال :-

_ وحشتيني 


اتسعت عينيها بذهول وقالت بتلعثم :-

_ وحشتك !!! 

ضحك مرة أخرى وقال :-

_ مش مصدقة ولا إيه 

اعتدلت أمل في فراشها التي باتت لا تفارقه وقالت بارتباك:-

_ بصراحة بعد اللي شوفته منك ..لأ مش مصدقة !!


تابع هشام بنبرة محبة زائفة وقال:-

_ يعني لو زهقان شوية ماتستحملنيش انتي !! ماكنتش مستني منك كدا 


اجابت أمل وقد شعرت بشيء من الشك بسبب حديثه المقلق وقالت :-

_ انت بتسرح بيا يا هشام انا بقيت بكشف الاسلوب ده بسرعة 

ماتحولش معايا عشان خلاص حفظتك 


انفعل من تمردها وقال بعصبية:-

_ عايز اقابلك ..وضروري 

بلعت ريقها بخوف وقالت:-

_ ليه؟! 

ردّ هشام بغموض:-

_ لما اشوفك هتعرفي 

واغلق الخط دون أن يخبرها بمكان اللقاء ولكن أراد ارباكها وحيرتها كي ينفذ ما يخطط له ويتشوش تفكيرها من اتصاله 

وحديثه ........


****************************


انتهى دوام العمل واستعدت للرحيل حتى اوقفها صوت الهاتف واخذته هايدي بسرعة واجابت ..وماهي إلا دقيقة والتفتت إلا ليالي التي تهم بالمغادرة وقالت:-

_ عمر عايزك دلوقتي في المكتب قبل ما تمشي يا ليالي 


ارتبكت ثم توجهت وهي تحمل حقيبتها إلى الطابق الاداري 

وعندما وصلت أمام مكتبه دقت الباب بخفوت ثم دلفت عندما سمعت صوته ....

تلعثمت قليلا وهي تخرج الكلمات من فمها وقالت:-

_ كنت عايزني في إيه؟ 


نهض ووقف أمام النافذة وقال:-

_ في عربية قدام الشركة هتوصلك لحد البيت وهتجيبك الصبح 

ضيقت نظرتها عليه وقالت باعتراض:-

_ لأ 

توقع اجابتها ورفضها ولكن تابع بهدوء:-

_ مش هينفع تمشي بليل كدا لوحدك ومش هترضي اني اوصلك ..طب اعمل إيه؟؟!! 

ماتنسيش إني واصي عليكي وانتي في حمايتي دلوقتي وسلامتك مسؤوليتي 


فكرت قليلاً وأرادت أن تبعد نفسها عن هذه المشاعر وتضع حدود حتى لا تنجرف في طيات هذا العشق بلا رجوع 

وقالت بقوة:-

_ خلاص ماشي ،انت عندك حق 

ابتسم عمر وهو يواليها ظهره وينظر للنافذة حتى تابعت هي 

_ انت فعلًا دلوقتي واصي علينا انا واختي يعني زي اخونا و...


استدار بقوة لها عندما قالت ذلك 

والقى عليها نظرة غاضبة وتابعت بتلعثم من نظرته الحادة وقالت وهي تهرب بعينيها:-

_ و لازم اسمع كلامك ،انت دلوقتي اخويا الكبير ووو

هتف بغضب وتوجه إلى مكتبه وجلس وهو يتنفس بحدة :-

_ خلااااص كفاية 


تابعت:-

_ مش ده كلامك !!! 

حدق بها بعصبية وغضب وصاح:-

_ كلامي!!!  ،،اعملي اللي تعمليه 


خرجت من المكتب وبداخلها يبكي على حالها ويضحك على ردة فعله ولكن .....لابد أن تفعل ذلك 


***********************


نظر إلى الباب وإلى المكان الذي كانت تقف به من دقيقة واطرق على مكتبه بعنف وقال:-

_ بقى انا بعمل كل ده عشان في الآخر تيجي تقولي اخويا ،

طيب يا ليالي ،، هخليكي انتي بنفسك تعترفي إنك .....

توقف ....

تنفس بعمق وقال بشكل صريح :-

_ مش ههرب من نفسي اكتر من كدا 

بس هي مصرة تبعدني عنها ،،بس مش هسمحلها بده  ابدًا 

هخليها تقولها بنفسها وتبطل تداري وانا عارف ومتأكد إنها حاسة باللي حاسس بيه 


************************


ذهبت بالسيارة التي اخبرها عنها وطوال الطريق وهي تتحاشي التفكير به ولكن لم تستطع ...تارة تبتسم وتارة أخرى تتألم 

حتى وصلت  بالقرب من المنزل ......

خرجت من السيارة وذهبت ألى منزلها ،،دقت على الباب لتفتح أمل وعلى وجهها بعض النشاط .....

دلفت ليالي إلى داخل الشقة ومنها إلى غرفتها مباشرةً ، دخلت امل خلفها وقالت:-

_ هتاكلي ..احضرلك الأكل ؟

رمقتها ليالي بتعجب من هدوء أمل غير المعتاد منها بالخصوص في الفترة الآخيرة وقالت :-

_ هاكل بعد شوية يا أمل 

جلست أمل على الفراش وقالت بتساءل:-

_ انتي رجعتي المصنع ؟ 

اخبرتها ليالي بما حدث بالكامل مع بعض التحفظ 

اعقب ذلك صمت أمل مفكرة ثم قالت بشرود:-

_يمكن ربنا بعتلنا عمر عشان ينقذنا من حاجات كتير  ممكن تأذينا 

بدلت ليالي ملابسها ودمعت عينيها وقالت بألم:-

_ انا ماكنتش عايزة حد ..انا كنت عايزة ابويا وبس 


تذكرت أمل والدها بحزن ثم قالت:-

_ الله يرحمه ويسامحه


*************************


عاد عمر إلى القصر وهو في حالة ضيق من معاملتها 

ولم يكن له شهية للطعام تمامًا بل بدّل ملابسه ونزل إلى المسبح رغم إن الطقس على وشك بدء موسم المطر ....


تعجبت فريدة من تغير احوال عمر الذي كان يحسد على هدوئه وثباته طوال السنين الماضية ........


خرج عمر من المسبح وتتساقط على جسده قطرات الماء وجلس على حافة المسبح في شرود ..........

ارجع خصلات شعره السوداء إلى الخلف ثم نهض ووضع المنشفة على كتفه .......


خرج هشام من القصر ليتفاجئ بوجود عمر ويبدو إنه كان يسبح وخرج للتو ...اقترب بنظرة خبيثة وقال:-

_ أول مرة اشوفك بتعوم بليل !! 


وقف عمر وهو يجفف كتفه وشعره وأجاب:-

_ كنت مخنوق شوية يا هشام ،، انت خارج؟! 


مط هشام شفتيه وقال بسخرية:-

_ اه وهرجع قبل ما ماما تصحى 


ابتسم عمر وقال بصدق:-

_ انت مستني إيه عشان تعقل ؟! لما يبقى وراك  ولاد ومش عارف تشيل مسئوليتهم 


تذكر هشام أمل وحملها وقال بقهقهة  :-

_ لما !!! هههههههههههههههه ،انا خارج يا عمر 


ابتعد حتى خرج من بوابة القصر بسيارته ،،وتعجب عمر من حديث شقيقه وبدأ يشك وقال :-

_ يا ترى عملت إيه يا هشام ؟! 


****************************


في اليوم التالي ...في مقر الشركة ....

وصلت إلى الشركة بالسيارة التي وصلتها بالآمس وانتظرتها صباحًا بقرب المنزل .......


جلست على المقعد ولم تجد هايدي ويبدو أنها لم تأتي بعد 

نظرت إلى جهاز الحاسوب بقلق ثم فتحته وهذا أكثر شيء تستطيع أن تفعله ......


سمعت رنين الهاتف بشكل مزعج في هذا السكون الصباحي واجابت بتوتر:-

_ الو ؟ 

اجاب شخص من أحد المكاتب الداخلية يسأل على عمر واجابت :-

_ مش عارفة 

سمعت حدة صوت الشخص عبر الهاتف ثم اغلق الخط في وجهها ....

وضعت السماعة في ضيق وترددت أن تصعد 

فكرت قليلًا ثم صعدت لتخبره بالاتصال بشكل عفوي 


بعد دقائق دقت على مكتبه عدة دقات ولم تتلقى رد

استدارت لتعود لكن اصطدمت به عند التفاتها ونظر لها نظرة طويلة وقال بابتسامة خبيثة:-

_ صباح الخير 


تلعثمت وهي تبتعد سريعًا وقالت ببطء واشارت إلى الباب:-

_ كنت...كنت بشوفك هنا ولا لأ 


استقرت نظرت الخبيثة عليها وقال:-

_ ليه؟ 

 

اربكتها نظرتها ثم قالت بحدة :-

_ في حد اتصل وكان بيسأل عليك عشان كدا جيت اشوفك واقولك 

فتح باب المكتب ودلف إلى الداخل وهو يخفي ابتسامته وأشار أليها كي تتبعه ....


جلس خلف المكتب وقال:-

_ اسمه إيه اللي سأل عليا ومين؟ 


اطرفت عينيها وقالت بحرج :-

_ بصراحة ما سألتش 😞 

اتسعت ابتسامته وقال:-

_ بس جيتي على هنا على طول عشان تسألي  عليا 😁 


انفعلت من نظراته وتصرفاته الملتوية وقالت بعصبية:-

_ استاذ عمر ،انا قولتلك انك زي اخويا وانا فعلا بعتبرك كدا بس انت بتعاملني بطريقة غريبة 


اجابها بنفس العصبية :-

_ طب لما انتي بتعتبريني اخوكي بتقوليلي استاذ ليه ؟ 😣 

لو معتبراني اخوكي يبقى عمر على طول ،،بصراحة تصرفات بتثبت عكس كلامك 


هزت رأسها بموافقة وقالت بعناد :-

_ اقول اللي انا عايزاه وانت مش هتقولي اقول إيه..

 ماشي 😑 


دخل تامر المكتب فجأة وقال:-

_ صباح الخير ...مالكوا ؟ 


لم ترد ليالي واجاب عمر :-

_ صباح الخير 

رمق تامر ليالي بنظرة متفحصة ومد يده للمصافحة :-

_ اهلا يا انسة ليالي 

لم تصافحه واكتفت بالرد 

ارجع تامر يده وقال بغيظ :-

_ شكرا على ذوقك يا انسة !!!! 

تعلثمت وقالت بخجل :-

_ بصراحة انا مش بسلم على رجالة ...بعد اذنكوا  


تغير مزاج عمر للنقيض وابتسم وهو ينظر لاوراق أمامه ثم القى عليها نظرة وهي تخرج جعلت وجنتيها تشتعل احمرارًا ....


*************************


عادت إلى عملها وتكرر اليوم كالآمس ........

قبل انتهاء اليوم اتاها اتصال من عمر واعتطتها هايدي الهاتف بنظرة ساخرة ...اجابت ليالي بتوتر:-

_ ايوة 

ردّ عمر بخبث:-

_ اختي عاملة ايه دلوقتي 😊 

كتمت ابتسامتها لنبرته المرحة وقالت:-

_ الحمد لله ،كنت ماشية دلوقتي  


تابع عمر بجرأة :-

_ توصلي بالسلامة يا قلب اخوكي 😂 


تجمدت في مقعدها والقت السماعة بقوة وهي ترتجف واغلقت الخط .......


قهقه عمر عالياً عندما سمع صفير الهاتف 

_ هههههههههههههههه  😂😂😂 

انتي اللي جبتيه لنفسك 😂 


****************************


عادت إلى المنزل وهي ترتجف منذ حدثها بهذه الجراءة ولكن عادت إليها الروح المتمردة وتوعدت بالتحدي ......

 

اشتاقت إلى والدها كثيرًا واخرجت كل ضيق وهي تبكي في السجود ثم دخلت غرفة والدها وقررت أن تقيم فيها حتى تحتوي ذكرياته احلامها ..............


*************************

 


انتبهت ريهام إلى صوت امها وهي تجلس بجانبها في شرفة غرفتها وقالت:-

_ هتفضلي حابسه نفسك كدا كتير ؟! 


كفكفت ريهام دموعها وقالت بحزن:-

_ مش متخيلة إني مش هبقى ليه يا مامي ،انا كبرت وعمر قدامي عمري ما عرفت حد غيره 

اشارت والدتها بسبابتها وقالت:-

_ هي دي المشكلة ،انك ما عرفتيش حد غيرك ، انا مش بقولك أعرفي لكن لو فكرتي كويس هتلاقي ان حبك ليه تعود مش اكتر 


زفرت ريهام في ضيق وقالت وهي لا تريد أن تتحدث مع والدتها في هذا الحديث مجددًا :-

_ خلاص يا مامي ، اقفلي الموضوع ده ،انا ساعات كتير مش بفهم كلامك !! 

ربتت الام على كتفها وقالت:-

_ بكرا تفهمي وتعرفي إني عندي حق 


ثم تركتها وذهبت .........

***********************

بعد مرور عدة أيام (٣ايام) 

 لم يتغير أي شيء بالنسبة لعمل ليالي ولكن تلميحات عمر كانت تجعلها وتحرجها كثيرًا وهي ثابته على موقفها ......


بادرت هايدي بالقول :-

_ خدي رقم عمر عشان لو حد اتصل بيه وهو مش موجود في المكتب تتصلي بيه وتقوليله.... انا بعمل كدا  


اعترضت ليالي ولكن هايدي اعتطتها كارت بارقام هواتفه ،وضعته ليالي في حقيبتها حتى لا يثير رفضها حفيظة هايدي ........

وقالت متساءلة بضيق وحيرة:-

_ انتي مش قولتي هتعلميني ؟ 

زفرت هايدي بحدة وقالت بصوتً عالٍ:-

_ طب بذمتك انا عندي وقت اعلمك !!! قولتلك تابعيني وانا بشتغل وشوفي بعمل إيه واعملي زيي !! 


اجابتها ليالي بقوة:- 

_ هو انتي اتعلمتي الشغل بالمتابعة بردو !!! 


استدارت هايدي وهي ترفع حاجبها بدهشة :-

_ انتي بتكلميني انا كدا !!! بقولك إيه انتي مش المفروض هتمشي دلوقتي ؟؟ 


غضبت ليالي منها وقالت :-

_ انتي بتكلميني كدا ده كله ده عشان سألتك !!! 


دخل عمر من البوابة حيث إنه كان في أحد المواقع وعاد إلى العمل مرة أخرى .....

وانتبه لهم ثم اقترب بنظرة متساءلة :-

_ في إيه؟ 

تفاجئت هايدي بوجوده وقالت بتلعثم وقلق:-

_ لا ابدًا يا عمر ،ليالي بس مش صابرة على الشغل وعايزة تتعلم بسرعة 

نظر عمر بشك ثم قال لهايدي بحدة :-

_ هي سألتك في إيه ؟ انا سمعت ليالي بتقول كدا 


بالرغم من تصرفات هايدي ولكن لم تريد ان تسبب لها الاذي وقالت بهدوء ......

لا كنت بقولها بس هي مين اللي علمها الشغل ..بسأل بس 


رمقته هايدى بخبث ثم سايرت الحديث بمرح وقالت :-

_ عايزة تعرفي هقولك ....ريهام ...خطيبة عمر 


*************************

يا شماته ابلة ظاظا فيا هههههههههههههههه 😹😹😹😹

😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😛😛😛😛😛 


الحلقة الثالثة عشر....ليالي(الوجه الآخر للعاشق) 


رمقته هايدى بخبث ثم سايرت الحديث بمرح وقالت :-

_ عايزة تعرفي هقولك ....ريهام ...خطيبة عمر 


هل شعرت بأن الألم ينتفض بداخلك ويصرخ بشكل مفاجيء 

ويذيب كل بارقة أمل احتميت بها من يأسك الحزين 


تضاربت دقات قلبها بجنون وتجمدت في مقعدها لثوانٍ 

صدمت والكمت صدمتها صدمة أخرى إنها تألمت لذلك 

بل الألم فاق تحملها ........إذاّ كانت على الطريق الحب ولم تدرك ذلك رغم المقاومة 

رفعت عينيها ببطء ،، عينيها التي لمعت بعبرات الخذلان والحزن ونظرت إليه 


اتسعت عينيه من افصاح "هايدي" بعد  هذا التصريح الذي اعتبره انتهى منذ فترة ولغبائه لم يعلن عن إنهاء الخطوبة 

فما حدث مؤخرًا شتت تفكيره وجعله مصوب الفكر عندها فقط .....رمقها بنظرات متوترة وراجية أن تتيح له فرصة الحديث  وبلع ريقه بقلق.....

نهضت بنفس بطء نظراتها وبادلته نظرته بنظرة عميقة تنهي أي مشاعر  وليدة بداخلها ....وإن كانت علاقتهم في مرحلة النظرات المعترفة بالعشق فستنتهي الآن بنفس النظرات ولكن  بنظرات متألمة وحزينة من خداعه لها 


راقبت تعابير وجههم "هايدي" بنظرات متشككة وبدأت تخمن ماذا يحدث خلف اهتمامه .....


تأججت النيران بها وهي تنهض وأخذت حقيبتها ثم ذهبت من أمام عينيه التي ترمقها برجاء وآسف .....


خرجت من المبنى وهي تلعن دموعها الذي سقطت وخانتها ولم تنتبه إنه ركض خلفها إلا وهي تقترب من السيارة وكادت أن تفتح بابها حيث فتح الباب هو وقال بنظرة متوسلة:-

_ انا مش خاطب يا ليالي .. ارجوكي اسمعيني ....ده كان ....

قاطعته بحدة ورمته بنظرة غاضبة وهي تجفف هذه الدموع الذي كرهتها وقالت بصوت حاولت أن يكون ثابت:-

_ ده شيء ما يهمنيش ،، لو سمحت عايزة امشي 


زفر بحدة ومرر يده على شعره بضيق ثم قال بقوة:-

_ مانتي لازم تسمعيني ماينفعش تمشي كدا !!! 

دخلت السيارة وقالت للسائق :-

_ يلا يا اسطى امشي 

اغلق الباب مرغمًا ثم نظر من النافذة وقال :-

_ هسيبك تهدي دلوقتي ونتكلم بكرا 

صرخت ليالي بالسائق وقالت:-

_ يلا لو سمحت عايزة امشي من هنا 


تحرك السائق بالسيارة وابتعد عمر وهو يتنهد بغضب ثم عاد إلى داخل مبنى الشركة ورمق هايدي بنظرة غاضبة متوعدة حتى التفتت بقلق منه وتوجست أن يعاقبها 

ثم قالت بخبث بعد أن دخل المصعد :-

_ ده باينه الموضوع كبير مش بس مساعدة ليها ...امممممم عمومًا اتأكد الأول وبعد كدا .....مش هخلي ليكي مكان هنا يا ليالي ........


*************************


دخل مكتبه ورمى مفاتيح سيارته بغضب على المكتب واسنده يده على حافته الخشبية ورأسه للاسفل وقال :-

_ ليه ما بتديش نفسها فرصة تفهم ودايمًا متسرعة في قرارتها كدا !!!  ،،شكلها ما يطمنش 💔 انا خايف عليها 


وتذكر هايدي بغيظ ،جلس أمام مكتبه واتصل بشئون العالمين وأمرهم بنقل هايدي إلى عمل آخر أو آي عمل آخر بالشركة ...

ثم وضع السماعة وقد شفى غليله من فعلتها الذي متأكد إنها فعلت ذلك عن قصد .........


************************


في طريق العودة لمنزلها 

تركت لدموعها العنان وبكت بألم منه ومن نفسها 

وتذكرت حديثه وحديث هايدي ..فاذا كان قد تركها فكيف لم يعلم أحد غيره .......

كرهت شعورها بالألم لمجرد تخيلها إنه مع إمرأة أخرى وحاولت أن تبعد ذلك عن عقلها ولكن لم تستطع ....

حدثت نفسها بصمت وهي تنظر لسير الطريق عبر النافذة ودموعها تنزف ....

_ ازاي سابها وازاي محدش يعرف !! وليه انا زعلانة وحزينة أووي كدا !!! انا حاولت ما احسش بيه وابعد لكن اكتشفت إني خلاص وصلت لمرحلة ماينفعش الرجوع فيها في مشاعري  ...

طب لو هو لسه خاطب بيعلقني بيه ليه !!! ولو سابها ازاي هايدي ما تعرفش !! وما اعترضش ولا نفى كلامها 

كتمت صوت شهقاتها وجففت بوجهها من الدموع وهي تسال ألف سؤال ثم قررت شيء 

_ انا لازم امشي عشان ما اتعلقش بيه اكتر من كدا ،بس لازم اشوف أي سبب تاني عشان يقولش إني مشيت بسبب كدا 

حرام عليك يا عمر .. دنا بحاول الاقي أي حاجة تفرحني وتنسيني اللي راح مني 💔 

الله يرحمك يا بابا انا مسمحاك لأنك ماكنتش تعرف إنك بترميني في النار بايديك 


استمرت تتحدث بصمت حتى انتبهت على صوت السائق :-

_ وصلنا .

خرجت من السيارة واحست بارتعاش جسدها وهي تذهب متجهة إلى المنزل ......


بعد دقائق دخلت الشقة بوجه حزين وانتبهت شقيقتها لهذا الضيق البادي على وجهها وقالت بتساؤل:-

_ مالك ،شكلك عامل كدا ليه!! 

قالت وهي متوجهة لغرفتها:-

_  مافيش ،تعبانة شوية بس 

بدلت ملابسها وتوجهت لغرفة والدها ،،تمددت على الفراش واستلقت على جانبها ...وقع نظرها على صورة والدها المثبته على كمود بجانب السرير ..كتمت صرختها وانتفضت من البكاء واستمرت تردد ...باابا ،، نفسي اشوفك دلوقتي واترمي في حضنك ،ليه دخلته في حياتنا ..ليه 😢 


**************************

منذ إن عاد إلى القصر منذ ساعة تقريبًا ولم يتوقف عن السباحة ...اتت له فريدة بحيرة وانتظرته حتى يخرج من المياه ...

خرج من المياه مصدرًا صوت قوي وهو يطفو للأعلى وخصلات شعره ملتصقة على جبينه وحبيبات الماء تنزلق من وجهه بعنف إلى مجراها المائي ......

ناولته المنشفة بهدوء ثم قالت وهي جالسة على مقعد قريب من المسبح :-

_ لا بقى ..لازم افهم ...في إيه؟ 

دفع المنشفة على مقعد بجانبها ثم نهض وارجع خصلات شعره للخلف وهتف:-

_ مافيش يا أمي ..مافيش حاجة 

نهضت ووقفت أمامه بنظرتها الحادة المتفحصة وقالت بتأكيد:-

_ لأ في ، انا ملاحظة تغييرك في الأيام اللي فاتت بشكل مش طبيعي وباين عليك جدًا ،دنا بقيت بقلق عليك أكتر من هشام 

عمر ..أنت ندمان إنك سيبت ريهام ؟ 

ثم تابعت برجاء:-

_ قولي يا بني ،لو ندمان انا ممكن ارجع الخطوبة تاني دلوقتي حالًا وريهام بتموت فيك ولسه مستنياك لحد دلوقتي 


زفر بغضب وقال بعصبية :-

_ انا لو ندمان يبقي ندمان اني خطبتها من البداية وانا مابحبهاش ،ولو سمحتي يا أمي ماتجبليش سيرة الخطوبة دي تاني عشان بتعصب 

صاحت به بعصبية وقالت:-

_ اومال إيه اللي مخليك مش على بعضك كدا بقالك فترة ،ولا عشان قعدت من الشغل هيبقى هتخبي عليا !! 

لم يريد أن يغضب والدته الذي يعشقها ..وضع يده على كتفها بلطف وقال :-

_ أمي ..عشان خاطري انا مخنوق شوية وماليش أي مزاج للكلام دلوقتي ...اللي بطلبه منك تدعيلي ،،وانا لما اروق هجيلك بنفسي واتكلم معاكي 

رقت نظرتها الغاضبة ثم اضافت:-

_ طب قولي في حاجة خطيرة مخلياك كدا ؟؟ 

طمني عشان استريح 

تنهد باستياء وتابع:-

_ هي مش خطيرة لكن مهمة وبالنسبالي أهم حاجة في حياتي 

ثم ذهب متوجهًا للداخل .....

تابعته بنظراتها القلقة ثم قالت:-

_ ربنا يريح قلبك ياررب ويهدي اخوك

 

*******************


طوال الليل وهو يتقلب على كلتي جانبيه بأرق ولم ينعم في نومه وهي كذلك ولكن بفارق دموعها الحزينة 

هو يتوعد بتصحيح الآمور وافصاح ما بداخله وهي تتوعد بالبُعد والتمرد .....

******************

  

اتى هذا الصباح بطقس بداية موسم المطرة بشكل رقيق 

واخذت قطرات الماء المتساقطة بعض من قسوة لشعة الشمس الصباحية ولهيبها مما جعل الهواء ذات دفء محبب يشعل نبرات الحنين في القلوب .......


ذهبت إلى العمل بوجه غير وجه الآمس ....

بوجه يسكن الجمود والجفاء تقاسيمه بقسوة ...بوجه من يراه سيصدق قوته وقسوته .....

وصلت إلى الشركة لترى هايدي وهي تبكي وتكفكف دموعها بيدها ....القت ليالي نظرة عليها بجفاء ثم سألتها:-

_ بتعيطي ليه ؟ 

رمتها هايدي بنظرة حاقدة ولكن تحكمت في اعصابها كي لا تصب جام غضبها على تلك الجالسة بجانبها في "الاستقبال" 

وصدح رنين الهاتف واجابت هايدي بدون أن تجيب على سؤال ليالي واكتفت بنظراتها الغاضبة 

_ايوة 

اتاها صوت تامر وتحدث معها قليلًا حتى اجابت عليه بلكاء وصياح غاضب :-

_ انا عملت إيه عشان ينقلني فجأة كدا !!! ولا الشركة بقت بتلم وبتمشي الناس النضيفة اللي فاهمة  

رمقتها ليالي بغضب وفهمت مقصدها ....

اجابها تامر باستغراب :-

_ انتي زعلتيها ،قولتلها حاجة تضايقها ،، منا مش شايف سبب يخلي عمر يعمل كدا ويعصبه بالطريقة دي غير كدا !!!


اجابت هايدي بسخرية ومكر وجفف دموع عينيها بمنديل ورقي وقالت:-

_ ما عملتش حاجة بس اظاهر إن في كلام زعل ناس كدا مع إني مش عارفة بأي حق يزعلوا !!! 

ردّ تامر باستغراب :-

_ بتتكلمي على مين وكلام إيه ومين اللي زعل ؟! 

انا مستني عمر يجي لكن اتأخر النهاردة عن مواعيده ومش فاهم حاجة من اللي حصل !! 


تأففت هايدي وقالت :-

_ لما يفهمك خليه يفهمني انا كمان 


اغلقت الخط ونظرة نظرة جانبية لليالي محتقرة ،، وقد استوعبت ليالي ما حدث وزاد غضبها منه 

لو كان صادق بحديثه ما كان فعل ذلك وادان نفسه آكثر 


************************


سهر لساعة متأخرة ونام بعد الفجر مباشرة مما جعل غفوته تطول لساعة متأخرة في الصباح ......

دلفت فريدة إلى الغرفة وايقظته ...

ردّ بكسل ورأسه على الوسادة :-

_ سيبيني نايم شوية يا امي لسه بدري

اجابت فريدة بدهشة :-

_ بدري !!! الساعة ١٠ 

فتح عينيه فجأة واعتدل بذهول وهو يلقي الغطاء من عليه

_ ١٠ !!! وسيباني نايم لحد دلوقتي ليه ؟! 


راقبته فريدة وهو ينهض وقالت :-

_ انا مش متعودة اصحيك ! وافتكرتك مش هتروح النهاردة لما اتأخرت في النوم 


دخل إلى المرحاض في غرفته واغتسل سريعًا ثم اتجه لباب آخر بغرفته يُفتح على غرفة  خاصة بخزانة الملابس فقط 

وانتقى منها ما يناسبه......


خرجت فريدة من الغرفة وآمرت أحد الخدم بأعداد فطور سريع ....ودقائق وكان انتهى من ارتداء ملابسه ونزل إلى الطابق الأسفل ....

اوقفته فريدة وهي تراه متجه للخارج :-

_ مش هتفطر !! 

اجاب سريعًا :-

_ هفطر في الشغل 


*********************


اخرجت هاتفها القديم الطراز ونظرت إلى الساعة لتجز على اسنانها بقوة وألم ....في الغد اجل تفسير كلامه اليوم 

لو كان صادق لأتى أول الحضور ...كل شيء يثبت خداعه 

وزاد ضيقها وحزنها أكثر من ليلة الآمس ....

وضاقت من نفسها لأنها كانت تنتظر بعد كل هذا أي مبرر يقوله .........


بدأ يتصاعد غضبها وقررت الذهاب الآن ،، أخذت حقيبتها وهمت بالذهاب ولكن توقفت عندما رأت الذي دخل بهيمنته المتسلطة وهيئته المديدة التي تزيد من هيبته بشكل قاس 

واللون الآسود في ملابسه الذي يبدو إنه يعشقه .....أما هي ترتديه مرغمة حتى سمعت همس لبعض الزملاء في الشركة وقد لقبوها ......ذات الرداء الأسود 


وضعت حقيبتها ورسمت على وجهها الجمود والجفاء القاسي 

لمحها وقد لانت نظرته عليها برقة ولاحظ وجود هايدي بجانبها مما اشعل غيظه مجددًا وأشار من بعيد وهو يتجه للمصعد وقال قاصدًا هذه المعاملة :-

_ انتي اتنقلتي على فكرة...ليالي تعالي المكتب دلوقتي  

ثم دخل المصعد ولم يترك لأي منهم مساحة للتحدث أو الاعتراض.....

نظر الفتايات لبعضهم وبكت هايدي مرة أخرى وهي تتمتم ببعض الكلمات الغاضبة ....ونهضت ليالي واسرعت إلى مكتبه حتى لا يهدأ هذا الغضب الذي تتسلح به 


وصلت المكتب وكاد تامر أن يذهب إلى عمر ولكن تراجع عندما لمحها متوجه إليه وقال:-

_ لأ ..ادام فيها نقل وعصبية بالشكل ده يبقي اتعامل معاها بهدوء أو مش هتعامل معاها أصلا على ما اقول لهشام وتغور من هنا .....


دخلت المكتب دون استأذان ولم يستغرب عمر من ذلك فهو حفظ طريقتها عند الغضب ...وقف أمامها وقال وهو يبدأ بالشرح ولكن لم تعطيه أي فرصة وقالت بعنف :-

_ انت نقلت هايدي ليه ؟؟! 

اغمض عينيه بنفاذ صبر من عصبيتها ثم قال وحاول ان يتحكم في اعصابه:-

_ عشان بتضايقك وده مش هسمح بيه ابدًا ،انا حذرتها قبل كدا وقولتلها دي آخر فرصة لكن....

صرخت ليالي مقاطعة:-

_ لأ هي مش بتضايقني ،هي ضايقتك انت على ما اظن ،تقدر تقولي هي عاملت إيه ضايقني إمبارح ؟؟! 


نظر لها بتمعن واعترفت نظرته واجابت ولكن لم يقل هو بلسانه لأن الوقت ليس مناسب للافصاح على الاطلاق بهذه النظرة الغاضبة بعينيها وظنها السيء فيه

تابعت بسهرية ممزوجة بالألم :-

_ مارديتش يعني !!! لأنك ماعندكش اجابة تقولها 

هايدي لو اتنقلت من هنا اعتبرني مستقيلة 

ظهرت تقطيبة غاضبة على وجهه وهتف:-

_ مستقيلة !!!  انتي ليه رابطة وجودك بوجودها ،ده انتوا لو صحاب مش هتعملي كدا !!  انا ببعد أي حد بيحاول يزعلك 


هتفت به بدموع رغما عنها ظهرت :-

_ يبقى ابعد نفسك عني ،ابعد عن طريقي وبطل تصرفاتك دي اللي بكرهها ومابحبهاش 


تألم من جملتها الآخيرة كثيرًا واقترب قليلًا ونظر بعمق لعينيها الباكية وقال بضيق والم :-

_ بتكرهيها !!  قصدك إيه ؟ 


بلعت ريقها بقوة ونظرة عينيها اعماها التحدي الشرس :-

_ اللي فهمته بالضبط ،وانا مش بهزر ورحمة ابويا لو هايدي اتنقلت لامشي النهاردة ....

زم فمه بغضب كاد أن يسحق اسنانه من قوة الضغط عليهما وتحرك عصب فكيه بعنف وصاح بها:-

_ تعرفي انا صدقت فعلًا إنك لسه طفلة ،لانك اغبى بني ادمة شوفتها في حياتي 


اتسعت عينيها بذهول من اهانتها بهذا الشكل وقالت بهتاف:-

_ احترم نفسك ولا تكون صدقت إنك واصي عليا بجد 


احكم قبضة يده وقالت بقوة وصوت عالٍ:-

_ واصي عليكي غصب عنك ،وانا ما بتهددش وما تتكلميش بالطريقة دي معايا تاني ..انتي فاهمة 


اجبتها بنفس الحدة :-

_ لا انا غبية ..مش ده رأيك 

وقسماً بالله لو هايدي لتنقلت بجد لتشوف ليالي تانية خالص 


ثم ذهبت وكادت أن تفتح باب المكتب حتى اتى واغلقه بقوة جعلتها تنتفض ....وقال بضيق وغضب من تصرفاتها :-

_ انتي عدوة نفسك ،انا ما كدبتش لما قولت انك غبية ، لو كنتي صبرتي بس دقيقة اشرح فيها سوء التفاهم مكناش وصلنا لكدا ...مش جريمة ابدًا اني كنت خاطب وسيبنا بعض 


لم تستطع أن تظل صامته من حديثه وهو يعري مشاعرها ويجعلها تاضعف مرة أخرى ...قالت متحدية:-

_ تعرف إنك انت اللي غبي ،عشان معيش نفسك في اوهام في خيالك انت وبس 


فتح باب المكتب بعنف وقال معنفًا :-

_ اخرجي يا ليالي قبل ما اتصرف تصرف انا مش حابة ...ارجوكي اخرجي 


استغلت فرصة غضبه وقالت :-

_ لا انا هخرج من الشركة خالص عشان ترتاح 

اغلق الباب مرة أخرى وهدر صوته بعنف :-

_ اعملك إيه عشان تفهمي ، اثبتلك ازاي بخاف عليكي وبخاف اي حاجة أو حد يزعلك ،انا لحد دلوقتي مش لاقي سبب مقنع لتصرفاتك العنيدة معايا 

اثبتلك ازاي اني بح....

سبقته وقاطعته ولم تجعل يتابع ويعترف بشيء سيجعلها في مأزق حقيقي .....

وقالت بقوة وهي تهرب من عينيه:-

_ انت اخويا ،ماتنساش ده 


تسمر مكانه وقال ووخزات الألم تخنقه :-

_ اخوكي !! 

كررت كلمتها مؤكدة :- 

_ ايوة اخويا ...يا عمر 

حدق بها بذهول وهي تنطق اسمه لأول مرة بدون رسميات 

استدار عنها ووالها ظهره وقال بنبرة متألمة :-

_ اللي انتي عايزاه هيحصل ،ارجعي لشغلك يا انسة ليالي 


ارادت أن تصرخ وتكذب ما قالته وتنفيه ولكن لا تستطيع فهكذا افضل لها وله وانسحبت من الغرفة وهي تنظر له بحزن 


عند سماعه صوت اغلاق باب المكتب ترك لحزنه الحرية من ما حدث وتألم إن أول إمرأة يحبها لم تبادله نفس الشعور 


دائمًا تعاكسنا الظروف وتبحث عن سعادتنا وتدفعها بطريق مخالف حتى يختلف موضع السعادة والفرح إلى الضيق والالم ونستمر في حلبة الحياة نقاوم شبح الحزن ونحن لا نراه 


جلس أمام مكتبه وقد املتئت عينيه بالألم وقال:-

_ اظاهر إنك دعيتي عليا يا ريهام 

ماكنتش اصدق عمري إني احس كدا واتمسك بحد مابيحبنيش بالطريقة دي وللاسف لسه متمسك بيها 

ياريتني قادر ابعد حتى خطوة واحدة عنها ماكنتش هتردد لحظة وكنت هبعد .....ما تخيلتش أي ردها بالعكس 


***********************

جففت عينيها قبل أن تذهب بجانب هايدي ثم قالت :-

_ بطلي عياط مش هتتنقلي 

التفتت لها هايدي بدهشة :-

_ هو عمر قالك كدا ؟! ولا انتي اللي كلمتيه ؟! 


اجابتها ليالي بايجاز :-

_ انا كلمته ودافعت عنك وقولتله انك ما زعلتنيش وبس 


رمقتها هايدي باستغراب ثم تابعت عملها بسعادة 


بعد عدة دقائق لمحته وهو يخرج من الشركة ويتضح على وجهه الضيق الشديد  ولم يلقي عليها أي نظرة حتى 


***********************


طيلة نهار هذا اليوم ..انتظرته والقلق يتزايد مع الوقت 

حتى لم تستطع ان تظل صامته لدقيقة أخرى وسألت هايدي:-

_ هو استاذ عمر ما جاش من ساعة ما خرج ليه ؟ 


اجابتها هايدي ولم تنقل نظرها من على الحاسوب :-

_ مش عارفة يمكن في شغل برا 

ترددت ليالي ثم سألت مرة أخرى:-

_ طب ما تتصلي بيه وتشوفيه فين مش يمكن حد يتصل يسأل عليه .....

قضمت هايدي قطعة من ساندويتش بجانبها وقالت :-

_ في ناس فعلًا اتصلت وسألت عليه ، خدي الفون واتصلي بيه انا مش فاضية برتب شوية حاجات على الكبيوتر 


اعتطها هايدي الهاتف خاصتها وتردد ليالي أن تتصل به ولكن قلبها من دفعها بقلق عليه ولم يبالي بمجرى تفكيره إلى أين سيأخذه .......


دقت على رقمه عدة مرات ولم يجيب ...نهضت هايدي وبيدها اوراق خرجت للتو من الطابعة الالكترونية وذهبت بهم إلى تامر ........

كادت أن تغلق ليالي الاتصال بيأس ولكن اتاها صوته في آخر لحظة بعصبية :-

_ ايوة ،عايزة إيه ؟؟ 

بلعت ريقها ودقات قلبها تركض بجنون ولم تستطع أن تخرج صوتها حتى كاد أن يغلق الاتصال ولكن توقف عندما سمع صوتها ....

_ ايوة يا عمر ...انا ليالي 

لم يجيبها لفترة طويلة حتى كررت جملتها مرة أخرى 


كان للتو يخرج من الصالة الرياضية وقد القى كل غضبه على التمارين .....اجابها بحدة :-

_ بتتصلي ليه ؟ 

ردت عليه بحدة :-

_ لأن في ناس سألت عليك وفي مواعيد كتير اتأجلت بسبب إنك مش موجود ، هو انا بتصل عليك عشان اهزر معاك 


اغمضت عينيها بقوة وهي تنعت نفسها بغضب من تهورها وتسرعها في الحديث وتمنت أن لا يغضب أكثر 

اجابها بنفس النبرة المتألمة:-

_ انتي عندك حق ،انا فعلا غلطان اني سايب شغلي بسبب حاجة عبيطة مالهاش لازمة ،انا مش هاجي النهاردة 


قلقتها نبرته الجدية الذي لأول مرة تستشعرها فيه وسمعت صوت اصطدام سيارة ........

انتفضت برعب وقالت وصوتها يرتعش وعلى حافة البكاء 

عمرررررررررر 


***************************

 

عمر 😨😨😨😨😨😨😨😨😨😨😨 

الحلقة الرابعة عشر ....ليالي(الوجه الآخر للعاشق) 


قلقتها نبرته الجدية الذي لأول مرة تستشعرها فيه وسمعت صوت اصطدام سيارة ........

انتفضت برعب وقالت وصوتها يرتعش وعلى حافة البكاء 

عمرررررررررر

هتفت بها وهتف القلب أولًا ...انتفضت من مقعدها وهتفت مرة أخرى :-

_ عمرررر ..ردّ عليااا 

سالت الدموع المرعوبة على خديها وسكنتها رعشة مذعورة وهي تكرر اسمه برعب وخوف :-

_ يا عمرر 

اتت هايدي ونظرت لها بدهشة من بكائها وذعرها البادي على وجهها بشكل ملحوظ ...وسألت :-

_ مالك في إيه بتصرخي ليه؟!! 


زاد بكائها عندما انتهى الاتصال بشكل فجائي وقالت لهايدي بنبرة ترتعش من البكاء :-

_ كنت بتصل بعمر وسمعت صوت خبط عربية وبعد كدا ما ردش عليا تاني .....

حدقت هايدي بقلق وركضت إلى مكتب تامر وقالت مشيرة لها بتنبيه:-

_ خليكي هنا لحد يتصل ..انا هروح اقول لتامر هو اللي هيعرف يتصرف 


سقطت على مقعدها مرة أخرى واجهشت في البكاء وهي تنتفض ونعتت نفسها لأسلوبها الفظ معه قبل أن يخرج وهو غاضب .....كررت الاتصال مرة أخرى ولكن وجدته خارج نطاق الخدمة ...وهذا جعلها ترتعب أكثر 

قالت بين بكائها المعذب :-

_ حصلك إيه يا عمر ..يارب تبقى بخير يااارب 

انا مش حمل وجع تاني 💔 


******************


دخلت هايدي مسرعة إلى مكتب تامر وقالت وهي تلهث من الركض :-

_ تااامر ..ليالي كانت بتتصل بعمر وسمعت صوت خبطة عربية وعمر بعدها ما ردش تاني ....


قابل تامر الخبر بثبات غريب جعل هايدي تكرر جملتها بعصبية واعقبها صياح فيه

_ بقولك عمر ماردش ..ماتشوف في إيه !! 


أخذ تامر الهاتف واتصل به ولكن الهاتف غير متاح للأتصال 

وقال :-

_ انا مش عارف هو فين  اصلًا !! 

زفرت هايدي بضيق وقالت بعصبية:-

_ استر ياارب مايكونش حصله حاجة 

تابع تامر عمله بهدوء غريب استفز هايدي حتى هتفت :-

_ يخربيت هدوء اعصابك !!! ،، انت حاططهم في تلاجة !! 


نظر لها ببرود ثم أجاب بدون اكتراث:-

_ المفروض دلوقتي اطلع أجري في الشارع واقولك فينك يا عمر !!! ،، منا لو عارف هو فين كنت روحتله وموبايله غير متاح ...في حاجة تانية نسيت اعملها؟ !!! 


رمته هايدي بنظرة مغتاظة وخرجت من المكتب إلى الطابق الأرضي حيث عملها في "الاستقبال" 

احست ليالي بخطواتها حتى هبت واقفة وركضت إليها وتساءلت بلهفة:-

_ عرفتي حاجة ؟ 

اجابتها هايدي بقلق :-

_ للأسف لأ ،، تامر لقى فونه غير متاح ومايعرفش هو فين 

بس إن شاء الله مايكونش في حاجة وحشة 


بلعت ليالي ريقها ببكاء ودعت بقوة :-

_ يااارب ..ياااااارب 

تأملت هايدي رعب وذعر ليالي بهذه القوة وقد زاد ما شكت فيه ولكن ليس وقته الآن أن ترمي حديثها الخبيث لليالي 


انتهى دوام العمل لليالي ولكن لم تذهب بل ظلت تنتظر أي خبر يريح قلبها حتى صاحت في هايدي بغضب:-

_ احنا هنفضل قاعدين ومش عارفين هو فين ولا فيه إيه !!! 


شهقت هايدي مخضوضة من صياح ليالي بهذه القوة بشكل مفاجئ وقالت معنفة:-

_ خضيتيني يا شيخة ،، وانا هعمل إيه يعني !! وتامر ماجالوش أي خبر لحد دلوقتي وعمر لسه فونه مقفول ...تقدري تقولي يا ذكية نقدر نعمل إيه تاني !!! 


نهضت ليالي وجالت ذهابًا وايابًا أمام الطاولة الخرسانية للاستقبال بقلق وحاولت أن تفكر في شيء ولكن لم يساعدها عقلها القليل الخبرة في الحياة على ايجاد أي حل .....


دخل السائق الخاص بعمر وقال لهايدي :-

_ انسة هايدي عمر بيه اتصل بيا وبلغني إني اروحله على مستشفي (.....) وابلغ تامر ليه عشان ما يقلقش من تأخيره

حملقت هايدي فيه بذهول وقالت:-

_ مستشفى !!! 

وقفت ليالي تنظر للسائق بصدمة وتجمد الدم في عروقها فأنتفض قلبها من الذعر ...تهتهت وهي تقول:-

_ عمر ..ف..في المستشفى 


تحدثت هايدي متساءلة:-

_ حصله إيه طيب ؟ 

نفى السائق معرفته بأي شيء وقال:-

_ مش عارف هو اتصل بيا وقالي كدا عشان اروحله لأنه مش هيقدر يسوق 


أخذت هايدي سماعة الهاتف وقالت للسائق :-

_ خلاص ماشي يا عم نعيم روحله وانا هقول لتامر دلوقتي وهيسبقك على هناك ....

ذهب السائق واتصلت هايدي على هاتف تامر لتخبره الخبر وعنوان المشفى .....


فاقت من صدمتها على رحيل السائق من البوابة ..أخذت حقيبتها وركضت إلى الخارج حتى لحقت السائق وقالت له ببكاء حاولت أن تخفيه ولم تستطع:-

_ خدني معاك يا عم نعيم للمستشفى ..ارجوك 

تعجب السائق منها وقال:-

_ انتي بتروحي للبيت دلوقتي يابنتي والدنيا ليل ،عمر بيه قالي اخلي صلاح يوصلك النهاردة وانا اروحله 


دخلت ليالي السيارة وقالت برجاء :-

_ هروح معاك المستشفى يا عم نعيم ،، هو بردوا راح مع بابا المستشفى قبل ما يموت وما سابهوش 


تحججت بذلك أمام السائق ولكن تكاد تختنق من خوفها عليه وما سيريحها الآن هو رؤيته فقط ....

دخل السائق السيارة واستسلم للآمر وذهب إلى المشفى ....


********************

 

بعد أن ضمد الطبيب يده المجروحة بسبب الزجاج المكسور الذي تهشم من سيارة في الطريق بفعل حادثة بشعة حدثت في أواخر ساعات نهار هذا اليوم ....اتى الشرطي وأخذ أقوال عمر واقوال بعض الأفراد الذي شاهدوا الحادثة .......

جلس عمر على مقعد أمام غرفة ضحية الحادث وانكمشت تعابير وجهه بألم عندما حرك انامله التي تحاوط جرح كبير بباطن يده ويبدو أن الجرح نزف لتعكر اللفافة البيضاء ببقع الدم ....... 


وصلت السيارة أمام المشفى وترجلت منها ليالي وركضت إلى الداخل تسأل عنه وهي تجفف وجهها من الدموع 

اتى خلفها السائق لنفس السبب ......

وبحث موظف الاستقبال عن اسم عمر ولم يجده ،،صاحت ليالي بعصبية:-

_ يعني إيه مش موجود ،ازاي يعني !! 

ردّ السائق :-

_ طب استني اتصل على تليفونه اشوفه فين 

تنهدت بعمق وعصبية وهتفت:-

زهقت اتصال عليه وتليفونه غير متاح 


اجاب السائق بتعجب وقال:-

هو اتصل عليا من تليفونه يابنتي يمكن فتحه بعد ما رنيتي عليه ...استني كدا 


تلقى السائق ردّ عبر الهاتف من عمر وقال :-

_ ايوة يا عمر بيه انا في المستشفى انت فين ؟ 


اخبره عمر بمكانه واغلق الهاتف ....

اسرعت ليالي مع السائق لمكان عمر ،،وكان أمام أحد غرف العناية المركز بالطابق الثاني ......

وصلوا للطابق واسرع السائق إلى عمر الجالس واتجاه نظره في ناحية أخرى غير اتجاههم وقال وهو يقف أمام عمر واحجب الرؤية عن الذي تسمرت مكانها عندما رأته بخير باستثناء يده الملفوفة بشاش ابيض ......

أخذ السائق بعض التعليمات من عمر ثم ذهب ،، 

نظر عمر باستياء إلى جرح يده وتأوه قليلًا من الألم ولم يلاحظ الذي تقترب منه بشكل بطيء .....


منذ أن وقع نظرها عليه ارتخت اعصابها وتبلدت اوصالها إلا نظرة عيناها بها نيران مشتعلة من الخوف والقلق عليه ....

خرج صوت انفاسها وهي تبكي وتكتم شهقاتها وتقترب بخطوات بطيئة خوفا منه وخوفا عليه ......


تعالت دقات قلبه وشعر ببكاء مكتوم ..رفع عينيه شيئاً فشيء 

ونظر جانبًا لتتسع نظرته بدهشة لرؤيتها أمامه وهو الذي كان يتمنى لو يراها الآن ......

نهض من مكانه ووقف يحملق بوجهها الباكي وبنظرة عينيها التي يمتزج بها الحزن مع الفرحة ....


حركت نظرته الدفء في قلبها حتى ركضت إليه ...

كيف يراها هكذا ويصمد !!! اسرع إليها هو ايضاً حتى توقفوا أمام بعضهم البعض ...

ونظرتها ملهوفة ويغمرها القلق والفرحة لرويته وقد سالت الدموع مع غمازة وجنتيها وهي تبتسم له لرؤيته بخير 

أما هو تناقض نظرته كان غريب ...مزيج من السعادة والحزن والعتاب والغضب.....

نطقت اخيرًا وقالت بخفوت:-

_ انت ...بخير ؟ 

 هربت نظرة عينيه لاتجاه آخر حتى لا تلاحظ ضعفه أمامها وقال بجمود:-

_ الحمد لله ،، جيتي ليه ؟ 

نظرت للاسفل وهي تجفف وجهها بأناملها وقالت بألم:-

_ كنت عايزة اطمن عليك 


أجابها بقوة وغضب:-

_ انتي كدابة 

رفعت وجهها وصدمت من قوله وتألمت...

قالت ببكاء وصدق ونبرة صوت ترتجف :-

_والله العظيم خوفت عليك وكنت هموت من القلق 


أجاب بقوة وهو ينظر لها بعمق:-

_ مش اقصد خوفك دلوقتي ..اقصد كلامك في المكتب 

وترقب ردّ فعلها واجابتها بشوق ....


توترت نظرة عينيها ثم استدارت لتذهب من أمامه قبل أن يكتشف حقيقة مشاعرها .....


اطبق فمه بغضب من هروبها  المتكرر من المواجهة وقال بعصبية وهي تبتعد عنه:-

_غبية وجبااانة وهتفضلي طول عمرك كدا ،، بس يوم ما هتحتاجيني هتلاقيني مع واحدة تانية وساعتها ماتلوميش غير نفسك ولا تحاولي ترجعي لأني اوعدك إني هنساكي من النهاردة 


زادت شهقاتها المكتوبة وهي تبتعد عنه بخطوات ثابته وهو خلفها بمسافة أمتار قليلة ......

  لم يبالي بجرح يده العميق واطرق على الحائط من الغضب حتى صدرت منه اهة عالية من الألم جعلتها تلتفت بذعر وتركض إليه مرة أخرى .......

ارتعش صوتها من الخوف  :-

_ ايدك يا عمر بتنزف دم ..استني هروح انادي حد 


راقب خوفها وحركتها السريعة وهي تدخل أحد الغرف وانادي على أحد الممرضات حتى أتت احداهنّ ومعها قطن ومطهر موضعي وقالت لليالي :-

_ طهري الجرح على ما اجيب شاش ولزق طبي من العيادة 


اهملت دموعها وجهها المتعرق من البكاء واخذت كف يده بانامل مرتعشة وازالت الشاش الغارق بالدماء ....

بللت قطعة قطن بالمطهر ثم بدأت تطهر الجرح ....

يضغط على فمه من الألم الموصول بالقلب الحزين ....

وتأمل حركة يدها المرتعشة على الجرح ثم تأوه من الألم مرة اخرى ....نظرت له بألم واسف وقالت:-

_ انا اسفة وجعتك غصب عني 


ضيق عينيه عليها وقال بتأكيد:-

_ فعلًا وجعتيني ،، وجعتيني أووووي 

مسحت دموعها بظهر يدها واجابت مفصحة بشيء غامض:-

_ وقولت بردو إنه غصب عني !!! 

ثم تابعت عملها مرة أخرى وتركته في حيرة من جملتها الآخيرة التي جعلته في بحور أخرى من التيهة 


اتت الممرضة ومعها صندوق كامل من الاسعافات الأولية وفحصت يده ثم لفتها مرة أخرى بلفافة نظيفة وذهبت 


لمح عمر وهو يقترب ....نظر تامر لليالي بدهشة وقال لعمر :-

_ سلامتك يا عمر إيه اللي حصل؟ 


اجابه عمر بعجالة :-

_ مافيش ...حصلت حادثة في الطريق والناس اتجمعت عشان تطلع السواق اللي عربيته اتقلبت وانا ساعدتهم بس العربية كانت مليانة ازاز مكسور عورني بالمنظر ده ....


القى تامر نظرة على يده ثم قال :-

_ الحمد لله جت على اد كدا ،بس انا اتصلت بيك كتير وفونك غير متاح واتصلت بيك طول الطريق وانا جي لهنا ومش بترد 

ليه ؟! 


صاح به عمر بعصبية:-

_ عشان اسئلتك دي وانا مش فايقلك 

تحدثت ليالي بصوت خافت :-

_ سلامتك يا استاذ عمر ...انا همشي دلوقتي والحمد لله اطمنت عليك 

اتجهت لجهة الممر لتذهب حتى اوقفها صوته بغضب مرة اخرى :-

_ استني هوصلك مش هتمشي بليل كدا لوحدك 

كادت أن ترفض ولكن نظرته الغاضبة لم تجعلها تنطق 

وتعجب تامر من غضب عمر منها وهو الذي كان يدافع عنها بقوة.......


خرجوا من المشفى ودخل تامر سيارته ...ودخل عمر ايضا سيارته ولكن في المقعد الخلفي وجلست ليالي بجانبه 

واستعد السائق في الذهاب ......


"في الطريق " 

كانت تلقي عليه بعض النظرات الجانبية القلقة من شروده بهذه الطريقة وجانب وجهه الذي قست ملامحه بشكل مخيف 


خلال الطريق ذهب به الفكر في قرار أخذه للتو ،، وقرر فعليًا أن يبتعد عنها نهائيًا ولا يجعل من نفسه دمية تلعب بها كيفما شاءت ......عزّ عليه كبريائه وعزة نفسه ورجولته أن تهان بسبب هذا الحب .....


وقف السائق بالقرب من المنزل مثلما فعل في الأيام الماضية حيث قال عمر دون أي نظرة لها :-

_ مش هتيجي هنا بكرا يا عم نعيم 

استغرب الرجل وقال بدهشة:-

_ ليه يا عمر بيه ؟ هتجيب حد بدالي ؟! 


اجابه عمر مع نظرات ليالي المترقبة بقلق من معاملته ونبرته القاسية وقال :-

_ لا انت ولا غيرك ،، لأن انسة ليالي مش هتيجي الشغل تاني 


حملقت فيه بصدمة والم وجمعت احرف هذه الكلمات بالكاد:-

_ مش هروح الشغل تاني ؟!!! 

اجاب وهو ينظر لاتجاه آخر :-

_ ايوة ،، دي ارادتك وانا بحققهالك ،،ومش هتقل عليكي باتصالي عشان اطمن عليكوا ....هسأل عليكوا عم محمد واطمن ...هكتفي بكدا ...


استمرت تنظر له بعدم تصديق من ما يقوله  حتى تابع ونظر لها بنظرة قوية :-

_ مع السلامة يا انسة ليالي ،، يمكن دي آخر مرة تشوفيني فيها 


بادلته نظرته بنظرة معاتبة وباكية من الصدمة رغم إن ذلك ما زعمت سابقًا إنها تريده.... 


راقب نظرتها المصدومة ورعشة اناملها وهي تفتح باب السيارة وتخرج ببطء دون أن تتفوه بأي حرف ......


جذب الباب ليغلقه من الداخل واغلق زجاج النافذة ...

وهي تنظر له بنفس الصدمة من خروجها من عالمه بهذه السهولة ......نظر لها بنظرة المتها ثم ذهبت السيارة من أمامها في لمحة عين ......


كادت حقيبة يدها أن تسقط من يدها المرتعشة ورددت بذهول 

_ مش هشوفه تاني ...معقول 

معقول عمر يقسى كدا !!! 

سرب الدمع من جديد بشكل هائل وهي تشك إنها ترى كابوس وليس هذه الحقيقة ......


***********************


سبقه تامر ألى القصر واخبر فريدة بما حدث حتى لا تنهال بأسالتها على عمر ...وصاحت بذعر تسأل على عمر وانتظرته حتى اتى ..اسرعت أليه بلهفة وضمته بقوة 

بعد عمر يده المجروحة عنها وضمها باليد الأخرى بقوة ،فهو يحتاح إلى دفء والدته الآن .....

ثم قال مطمئنًا :-

_ متخافيش انا بخير ، جرح بسيط بس وهيروح بعد كام يوم 

بكت فريدة وقالت بلوم :-

_ ولما حصل كدا ما اتصلتش ليه عليا ؟! 

تنهد عمر بضيق وقال بنفاذ صبر :-

_ امي ارجوكي ..انا عايز ارتاح دلوقتي ..اجلي أي كلام لبعدين عشان فايق نهائي .....

صعد إلى غرفته بسرعة واغلق باب الغرفة بقوة ...

نظر بألم للفراغ واقترب لفراشه ولكن توقف أمام المرآة ونظر بغضب لانعكاس صورته عليها وأخذ ڤازة صغيرة على رف المرآة والقاه بقوة غاضبة حتى تفتت زجاج المرآة إلى قطع مفتتة...وصاح بعنف :-

_ انت اغبى منها ...ياااغبي 


*************************


فعلت ما فعله ودخلت غرفتها مباشرةً .....اغلقت باب غرفة والديها الراحلين وارتمت على الفراش باكية بحرقة وكتمت صرختها بالوسادة وهي تنتفض من الحزن والآلم التي لم تتخيل إن سيكون فراقه محزن ومؤلم لهذا الحد ....


 كنت اتمرد واقول واهدد بالرحيل ولم اتوقع إنك ستنفذ ما اردته ...يا لقسوتك ...هل هذه محبتك!!! 

محبتك جنون وقسوتك اقسى من الجنون 

اوقعني قلبي في عشق مذاقه مرّ دائمًا 

وطلت على قلبي مواسم العشق الغائمة ...


**********************


اتصلت فريدة على هاتف "هشام" لتخبره على ما حدث مع عمر ويأتي بأسرع وقت .....

ولكن تلقت برود وجفاء من صوت هشام التي يبدو من الاصوات حوله إنه في أحد سهراته وقال :-

_ مش هو كويس يعني ..خلاص بطلي قلق 

اجابته بغضب وعصبية:-

_ بقولك اخوك ايده مجروحة وشكل الجرح كبير وكان في المستشفى ...إنت إيه ماعندكش ريحة الدم وما بتحسش !!! 

ده مابيستحملش عليك الهوا ......

اجابها هشام بنفس الجفاء وقال:-

_ وإيه كمان ؟ 

اغلقت فريدة الهاتف بوجهه بعنف وقالت:-

_ انسان متخلف ،مش معقول ده يكون ابني ابدًا 


ردّ تامر بمكر :-

_ معلش يا طنط طيش شباب وشوية وهيعقل ماهو مش معقول هيفضل كدا دايمًا ،،اكيد هيجي وقت ويعقل 


جلست فريدة ووضعت يدها على وجهها ثم قالت:-

_ امتى هرتاح بس من الهم ده ،، لا الطايش مريحني ولا العاقل مريحني ....


نهض تامر وقال بهدوء:- 

_ ما تقلقيش كله هيبقى تمام مع الوقت 

انا مضطر امشي دلوقتي ،، تطلبي أي حاجة قبل ما امشي ؟ 


قامت فريدة لتودعه وقالت:-

_ لا يا حبيبي شكرا ..توصل بالسلامة يارب 

خرج تامر من القصر واخذ سيارته وذهب .....


**************************

الحياة حلوة 😂😁😁😁😁😁😁😁😁 💯🌹


تكملة الرواية حتى الفصل العشرون من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم