رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق) الحلقه الخامسه عشر والسادسة عشر والسابعة عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق) الحلقه الخامسه عشر والسادسة عشر والسابعة عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق) الحلقه الخامسه عشر والسادسة عشر والسابعة عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرون بقلم الكاتبه رحاب ابراهيم حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


بعدتك والف آه تصرخ بلا 

وخزني قلبي وابتسم الكبرياء 

لا... ابتعدي...وإن كنتِ لقلبي الحياه 


داعب ضياء القمر عتمة غرفته وكشف عن صحوته الشاردة وغرز انامله في وسادته بألم  كلما تذكر إنه لن يراها مجددًا 

وشيء بداخله ينعته بقوة على قراره ولكن يأبى العقل والكبرياء ضعفه هذا ....


*********************


نهضت من فراشها حتى تتوضأ وتصلي القيام ،وما من شيء قد رطب قلبها قليلًا غير هذا ...انتفضت في السجود تناشد ربها 

من كربها ...من حزن وألم قلبها 

انتهت وعادت إلى فراشها مجددًا واستسلمت لغفوة مرهقة بالكوابيس حتى اتى الصباح .....


استيقظت منتفضة من رؤية كابوس يبدو إنه اتى من العقل الباطن واثقل عقلها صداع شرس بعد أن تحسنت حالتها قليلًا بفعل الادوية وقلّ نسبة اغمائها .....

اعدّت طعام الافطار وذهبت لتيقظ شقيقتها "أمل"....


جلست أمل قبالتها على المائدة وتعجب:-

_ هو انتي مش هتروحي الشغل النهاردة ؟ 

انتبهت ليالي وفاقت من شرودها  ثم أجابت:-

_ مش هروح الشغل تاني ..سيبته

رفعت أمل حاجبيه بأندهاش :-

_ سيبتيه بسرعة كدا !! زي المصنع بالضبط ! شكلك مالكيش في الشغل 

تنهدت ليالي بحزن واجابت بايجاز:-

_ يمكن 


بعد الانتهاء من تناول الافطار ساعدت أمل ليالي في حمل الاطباق الى المطبخ مرة أخرى وقالت وهي تجفف الاطباق المغسولة وتضعهم في الأرفف 

_ هتروحي للدكتور امتى عشان العملية ؟ 

توقفت ليالي ويدها عائمة في رغوة الصابون وقالت بضيق:-

_  اتصلت بيه من يومين ولقيته مسافر 

هتفت أمل بغيظ :-

_ طب ما تشوفي دكتور تاني هو مافيش غير ده !! 


تطلعت إليها ليالي بنظرة معاتبة وقالت بحزن:-

_ دكتور تاني يعني مصاريف تاني واشعة تاني وفي الآخر مش هيقولي شيء جديد ..يمكن الدكتور اللي روحتله ده أكتر واحد بيعرف ربنا في وسط دكاترة كتير وبيحاول يساعدني بجد

العملية دي ماينفعش أي حد يعملها يا أمل ولا أي مستشفى 

والحل البديل إني اسافر اعملها برا وده طبعًا هيضاعف التكاليف ....اديني مستنية واللي عايزه ربنا هيكون 


زفرت أمل بضيق وقالت بضعف:-

_ صدقيني لو الحال غير الحال ماكنتش هتردد إني اساعدك لحظة واحدة ....

اقتربت من شقيقتها وقالت بغموض:-

_ليالي ...انا في اشد الاحتياج للفلوس دي يمكن اكتر منك بكتير 

بادلتها ليالي بنظرة باكية ومتعجبة :-

_ أكتر مني !!! إيه اللي أكتر من إني حموت ولو ما عملتش عملية تقدري تفهميني ؟! 


انكمش وجه أمل بضيق وحنق وهتفت بعصبية:-

_ انتي لسه ما تعرفيش حاجة في الدنيا ،، في حاجات لو قابلتك هتتمني الموت بجد وهيبقى بالنسبالك راحة 


ثم تركتها وذهبت إلى غرفتها وقد بدأت دموعها تنهمر ،

شكت ليالي في حديث شقيقتها وإنها تخفي شيئًا ولكن 

ما هذا الشيء الذي يجعلها تقسو هكذا ؟ 

تابعت مرة أخرى غسيل الاطباق ولكن بفكر تائه ....


*********************


عندما لاحظ تامر تأخير عمر قد توقع عدم مجيئه وسمع فجأة رنين الهاتف وكانت هايدي:-

_ أيوة يا قلبي معاكي 

ابتسمت هايدي بغرور ثم قالت بجدية :-

_ ايوة يا تيمو ..بقولك إيه هو مش هيجي النهاردة ؟

تامر بتأكيد:-

_ ايوة طبعا مش هيجي ،منا قولتلك على موضوع الحادثة واللي حصل ....

اجابت هايدي بدهشة وتساءول:-

_ حتى ليالي لسه ما جاتش وشكلها مش هتيجي بردو ،، انا اصلا مستغربة هي راحتله ليه المستشفى ؟!! 


ضحك تامر بمكر وقال:-

_ مصالح يا قلبي ،، كله بتاع مصلحته 

شاركته هايدي المرح وقالت بشماته:-

_ يمكن عرفت انه مش جاي فحبت تتضامن معاه عموما يارب ما اشوف خلقتها تاني ،، دي مملة بطريقة رهيبة 


ردّ تامر بعجالة :-

_ طب بقولك إيه هقفل معاكي عشان جالي رسايل من العملاء على الميل وهرد عليهم ...سلام 

اغلق الهاتف وتابع العمل على الحاسوب ......


*************************


في أحد المناطق الشعبية بشقة بسيطة ...

فتح "باسم " باب الشقة وهو يتنهد من الضيق والهم ثم دفع مغلف به أوراق شهاداته العلمية على أحد المقاعد القديمة الطراز في الشقة ...

وجلس بارهاق ثم قال :-

_ كله عايز وسطه ،، مافيش مكان عايز الكفاءة 

أخذ تنهيدة عميقة وقال برجاء :-

_ يااااارب 

خلع نعل حذائه ثم نهض ليضع المغلف في حقيبة أوراقه الخاصة.....

جلس على فراشه وهو يفتح الحقيبة ببطء ،، وضع المغلف وكاد أن يغلق الحقيبة حتى لمح صورة متدلية من أحد المغلفات 

جذبها والقى عليها نظرة طويلة وحزينة وهمس:-

_ ماكنش ينفع يا صاحبي نفضل صحاب وهي بينا ،،حد فينا كان لازم يمشي ..وهي اختارتك انت ،، يبقى انا اللي كان لازم امشي ...وياريتني ما مشيت 

وحشتيني ..وحشتيني أوووي 

اغلق الحقيبة وهو ينعت غبائه الذي دفعه للانسحاب قبل أن يعترف بحبه لها ويجعلها تشعر به وتختار 

وضع الحقيبة في مكانها مجددًا وتمدد على فراشه وبعد دقائق كان ذهب في ثباتً عميقة ........


************************


اشتاق عمر للسباحة ولكن جرح يده يمنعه مما جعله ينهض من فراشه بعصبية ولفت نظره فتات زجاج المرآة التي كسرها بالآمس ......

دقت فريدة على الباب ثم فتحته لتشهق عندما رأت كسر الزجاج على الأرض وصاحت :-

_ ايه اللي عمل كدا ؟؟؟ 

اجاب عمر وهو يقف في شرفة غرفته:-

_ اتكسرت ،،زي أي حاجة بتتكسر ..مش غريبة يعني 

هتفت فريدة على أحد الخدم ثم عادت إليه وقالت :-

_ اتكسرت لوحدها كدا ؟! 

رد بغموض :-

_ ده البني ادم نفسه بيتكسر ،مستغربة إن الازاز اتكسر !! 


اتى الخادم وبدأ بتنظيف ارضية الغرفة وهتفت فريدة بقلق:-

_ خليك بعيد يا عمر على ما الأرض تنضف احسن رجلك تتجرح....

همس يألم :-

_ قلبي اللي مجروح 

بعد دقائق كان قد انتهى الخادم واصبحت الأرض خالية من الزجاج واقتربت منه فريدة متساءلة بقلق:-

_ عامل إيه دلوقتي ؟ كويس ؟ 

حرك رأسه وهو يحاول أن يطمئنها ولكن هو ليس كذلك وقال:-

_ الحمد لله..اطمني ،، ده جرح بسيط ومش هياخد ايام وهيقفل ....

اردفت فريدة بدعاء:-

_ ربنا يشفيك ياااارب ويريح قلبي عليك 

اكد عمر على الدعاء بهمس متألم:-

_ ربنا يريح قلبي ياارب 


************************

في المساء


زفرت أمل بضيق وهي يتضارب بها الفكر بحيرة 

طلب رؤيتها ولم يخبرها متى وقالت بتوعد :-

_ انا مستنية الفرصة المناسبة عشان اقول لعمر على حقيقة اخوه وساعتها هتعرف مين أمل يا هشام ،،ولو حصل وعمر ما جابليش حقي يبقى هجيبه بالقانون ..بس سايبة الأحتمال ده للآخر عشان ما اكونش متسرعة .....

انتبهت لقرع على الباب ولكن لم تعيره انتباه 


ذهبت ليالي لتفتح باب شقتهم لتقابلها "هبة" صديقتها 

ابتسمت ليالي وضمتها بقوة ثم ادخلتها غرفة والديها التي اصبحت غرفتها الآن .....

لاحظت هبة الحزن البادي على ليالي وقالت متسائلة :-

_ حصل حاجة في الشغل ولا إيه ؟ 

اجابت ليالي بحزن :-

_ انا سيبته 

حملقت هبة بذهول وقالت :-

_ لييييييه دنا فرحت إنك اشتغلتي في الشركة اخيرًا وبعدتي عن شغل المصانع والهم ده 


قررت ليالي أن تفيض ما بداخلها تمامًا حتى تستريح 

انصتت هبة حتى انتهت ليالي وفاضتت بكل شيء وبدأت تبكي ......

ربتت هبة على كتفيها وقالت :-

_ انا عارفة إنك خايفة تقربي عشان مرضك بس ده ما يدكيش الحق إنك تعذبيه كدا ،، من كلامك واضح إنه كان بيخاف عليكي من الهواء 

وضعت ليالي يدها على فمها وهي تبكي ثم قالت:-

_ انا خايفة يا هبة ..خاااايفة 

انا حاسة إني لوحدي في الدنيا وماليش حد ،خايفة اقرب وممكن في أي لحظة يحصلي انتكاسة أو اتعب ...مش عايزاه يشوفني وانا كدا ...مش عايزة اصعب عليه 😢 

سألتها هبة بشك:-

_ انتي حبتيه يا ليالي ؟؟ 


توترت عيناها ثم اعتصرت  بدموع أكثر واحابت بحيرة:-

_ مش عارفة ،، كل حاجة بيعملها بتفرق معايا أوووي ، ببقى مستنية منه كل حاجة حتى لو زعق ولو شوفتيني وانا بكلمه هتقولي إني ما كرهتش اده في الدنيا 

بس انا من جوايا حاجة تانية ،،يا هبة انا لو مش تعبانة ماكنتش هعامله كدا ،، بس غصب عني كارهة اشوفه بيبصلي بشفقة بعد معاملته دي 

وضحت هبة اجابتها بنظرة عميقة لليالي:-

_ انتي خايفة تشوفي الاهتمام والحب وتشكي إنه شفقة  

ليالي ..انتي عايزة ترجعي الشركة ؟ 


زاد بكائها وهزت رأسها بالايجاب وقالت :-

_ ايوة ،، مش قادرة اتخيل إني مش هشوفه تاني ،كل ما افتكر كدا بحس باحساس وحش ،بس هو صدمني بقراره 

بمنتهى السهولة قالي امشي 


نظرت لها هبة بتمعن:-

_ عشان حس إنه قلل من نفسه لما اتمسك بيكي كتير وانتي بتعامليه كدا وكرامته اتجرحت وده صعب على أي واحد بشخصيته دي .... انا مقدرة خوفك بس إنتي غلطتي 

لو عايزة تخلي في حاجز كان المفروض تبقى اهدى من كدا 

وابعديه بس من غير اهانة .....


اغمضت ليالي عينيها بحزن وعبراتها متساقطة واردفت:-

_ يمكن انا فعلا غلط بس هو كمان غلط وماصابرش عليا 

مارعاش الدوامة اللي انا فيها وموت ابويا اللي جه فجأة ومش عارفة اطلع من الحزن ده ،، مارعاش سني واني بنت بسيطة وماليش تجارب في الدنيا عشان اعرف اتعامل ،، مارعاش إنه واصي عليا ....في حاجات كتير هو غلط فيها اكتر مني 


ردت هبة بقوة:-

_ ادام انتوا الاتنين غلطانين يبقى سيبي الموضوع يمشي ولو ليكوا نصيب هتتقابلوا تاني ويمكن تالت ورابع كمان 


*************************

في المساء .....


اختنق من كثرة تفكيره بها حتى قرر أن يذهب لمكان ما 

بدل ملابسه وأخذ مفاتيح سيارته واعطاهم للسائق ثم ذهب.....


بعد ساعة من الزمن وقف السائق أمام احد المباني القديمة بحي شعبي ،ترجل عمر من السيارة ثم دخل البناية إلى الطابق الثاني بالتحديد ودق على الباب ......

فتح الباب "باسم " ورسم بسمة على وجهه عندما رأى عمر صديق عمره .....

عانقه عمر بقوة وقال:-

_ ندل 😑 لا بتسأل ولا بتتصل ولا كأن ليك صاحب 

جذبه باسم للداخل ولاحظ لفافة يده ..سأل بقلق:-

_ مال ايدك ؟ 

نظر عمر ليده وقال :-

_ جرح بسيط ما تقلقش 

أشار باسم على أحد المقاعد في الصالة وقال:-

_ طب اقعد واحكيلي اللي حصل ،، انا عارف إني مقصر معاك بس معلش ظروفي وحشة اليومين دول 


قطب عمر حاجبية بضيق ثم اردف:-

_ نفسي أعرف سيبت الشركة ومشيت دانت كنت أشطر مهندس في الشركة كلها وكنت دراعي اليمين 


اوضح باسم بايجاز حتى لا يطول النقاش في هذا الشأن:-

_ انت عارف إن انا وتامر ما بنتفقش في مكان واحد وماكنش ينفع اقولك مشيه ،مابحبش قطع الارزاق ،، فمشيت وريحت نفسي 


اضاف عمر بلوم:-

_ دماغك ناشفة من اول ما عرفتك يا باسم بس عموما انا مش هقدر اجبرك تشتغل معايا ...دي رغبتك حتى لو ضد رغبتي 


تأمله باسم وقال بنظرة خبيثة :-

_ مالك يا صاحبي ،اقطع دراعي لو ماكنتش نيلت الدنيا وجاي تفضفض 


تنهد عمر بقوة واعقب تنهيدته صمت ليس بقصير ثم اجاب بصدق:-

_ انا مخنوق يا باسم ومش عارف اللي عملته صح ولا غلط 

مابقتش عارف أي شيء 


تألم باسم وهو يقول بتردد :-

_ الموضوع يخص انسة ريهام ؟ 

اجاب عمر وبدأ يروي مل حدث في الأونة الآخيرة حتى عادت الدماء إلى وجه باسم ورد بشكل مرح :-

_ وقعت يا بطل 😂 بس هو انت سيبت ريهام ..احم احم اقصد الانسة ريهام عشان حسيت كدا ولا كنت ناوي كدا من قبلها ؟ 


ردّ عمر وهو ينظر للأسفل بضيق:-

_ انا ماحبتش ريهام يا باسم ودي كانت نيتي قبل ما اشوف ليالي كمان بس لما شوفت ليالي عرفت إني ناينفعش استمر مع ريهام ساعة واحدة كمان ....


اتسعت ابتسامة باسم بشكل مضحك:-

_ كمل يا عموور 😊😊😊 

تابع عمر :-

_ مش عارف حسيت كدا امتى ولا ازاي بس مابقتش قادر ابعد عنها لحظة واحدة 

وقف باسم وحكم ساعديه أمام صدره وقال بقوة :- 

إنت تعرف إنك حيوان 😊 


صدم عمر وقال بزمجرة وانفعال:-

_ ما تحسن الفاظك 😑 


جلس باسم بجانبه وقال:-

_ ومش بس كدا وغشيم كمان بس اقولك حاجة هو الحب كدا كله غباوة بعيد عنك 😞 

انت بتقول انها ١٩ سنة يعني صغيرة وابوها لسه متوفي ما كملش شهر ..كنت عايزها تتعامل ازاي يعني !!! 

مع أول كلمة حلوة تبقى لذيذة وكيوت دانت مفتري 😣 


زفر عمر بضيق وقال:-

_ مش كدا بس على الأقل مش كل شوية زي اخويا وبتتعصب وانا متأكد انها حاسة اللي انا حاسة بس مش عارف بتعمل كدا ليه !!! 

اجاب باسم باستياء:-

_ هي فعلا كلمة زي اخويا دي كلمة بشعة 😭😭 

بس بردو انت المفروض كنت تتعامل بصبر اكتر من كدا ،مش سهل انها تتقبل واحد غريب يبقى واصي عليها فجأة كدا 

ليه ما فكرتش إنها حزينة ومصدومة بسبب فراق ابوها مش كره فيك انت ك عمر ....انت اتسرعت 

وقال بتفكير عميق وتنهيدة:-

_ في ناس كانت بتتمنى بس نظرة وتتحدى الدنيا بحالها لكن حضرتك بمنتهى البساطة خرجتها لمجرد انها ما اعترفتش بحبك أو حتى صدتك ......الحب زي الحرب عمرك ما هتكسب فيه وانت ما بتحاربش وواقف مستني الفوز يجيلك لحد عندك 


هتف عمر بعصبية :-

_ انت ماشوفتش بتعاملني ازاي ،ده كأن بيني وبينها تار ،، وتعالى بها شوفها لما عرفت اني في المستشفى 

جت جري عشان تشوفني وكانت مرعوبة عليا وهتتجنن 

ساعتها انا صدقت احساسي ...انا متأكد ان كلامها كدب وفي شيء انا مش عارفه .....


رد باسم بغيظ :-

_ يبني بلاش عند بقى ، انت عارف انك اكبر منها ١٢ سنة يعني المفروض كنت تحتويها وتصبر عليها وتحسسها انك بجد مطرح ابوها ...مش تمشي عادي كدا 

مش عايز اصدمك بس لو فعلا كان في مشاعر من ناحيتها فأنت قتلت مشاعرها ..


التفت عمر بنظرة متسعة وقلقة ثم قال :-

_ يمكن فعلا اتسرعت ....بس بجد كان غصب عني 


**************************


عاد إلى القصر وركضت إليه والدته 

_ كنت فين يا عمر ؟ البواب قالي إنك خرجت 

اجاب وهو يصعد إلى غرفته:-

_ كنت بشم شوية هوا برا يا أمي وروحت عند باسم صاحبي 

فريدة :-

_ طب هخلي الخدم يطلعولك العشا انت ما اتغديتش كويس 


اعترض عمر واردف وهو في الأعلى:-

_ لا مش جعان ،، انا هنام وماتخليش حد يزعجني لأي سبب 


دخل غرفته ورمى ثقل جسده على الفراش وفكر في حديث صديقه بتمعن وما المه إنه اقتنع به لدرجة كبيرة 


************************


سمعت ليالي دق على الباب فذهبت لتفتحه 

ظهرت سما الصغيرة وقالت:-

_ بابا عايزك يا ليالي 

اجابت ليالي :-

_ حاضر يا سما هلبس طرحة وجاية وراكي 

ذهبت الصغيرة ودلفت ليالي لغرفتها ولفت حجاب على رأسها وذهبت .......


لمحها وهي تدخل من باب المنزل وهتف :-

_ تعالي يابنتي ..اتفضلي 

دلفت ليالي ونظرتها قلقة ثم جلست قبالته وسألت:-

_ ايوة يا عم محمد كنت عايزني في إيه؟ 


بدأ الرجل في الحديث:-

_ في حاجتين مهمين عايز اتكلم معاكي فيهم 


اتت ام اسماء مرحبة بليالي ثم ذهبت لتأتي بواجب الضيافة 

وتابع مجددًا :-

_ نعيم قالي ان عمر بيه أمر إنك ما تجيش الشغل تاني ،انتي عملتي حاجة يا بنتي ؟ 

لمعة ليالي عينيها بدموع وقالت :-

_ لأ بس يمكن شاف اني مش مناسبة للشغل عنده ،ولو في حاجة كان قالك 

وافقها الرجل وتابع:-

_ على رأيك وانا كمان ماكنتش حابب شغلك 

الموضوع التاني إن في عريس اتقدملك 


نظرت له بدهشة وقالت:-

_ عريس !!!  مين ؟ 

أجاب عم محمد :-

_ بصي يا بنتي النهاردة وانا في الشغل جه الشاب اللي عمل معاكي مشكلة في المصنع وجاي يتقدملك واتأسفلي كتير ووضح انه كان عايز ياخد رأيك بس انتي ما اديتهوش فرصة 

نفت ليالي باعتراض وقالت :-

_ لأ كداب والله العظيم ،هو دايقني فعلا 


رد الرجل بصدق :-

_ انا حسيت انه ندمان وعايز فعلا يستقر ويبني اسرة ومش هيلاقي احسن منك بدليل ساب كل البنات وجالك انتي 

بعد ما شاف اخلاقك وادبك 

تذكرت ليالي عمر في الحال 

نهضت وقالت بمكر :-

_ خلاص اديني فرصة افكر على ما تسأل عليه انت واستاذ عمر ،،هو واصي علينا ولازم يعرف 


رد الرجل بطيبة :-

_حاضر ،انا اصلا كنت هعمل كدا بس لما تقولي رأيك الأول وبعدين اقوله لأن القرار في النهاية ليكي 

قالت قبل أن تستاذن بالانصراف :-

_ خلاص يا عم محمد سيبني اصلي استخارة وافكر كويس 

ثم ذهبت إلى منزلها وتعجبت من ابتسامة ظهرت على وجهها عندما تخيلت رد فعله ......


**********************


في الصباح 

انتظر عم محمد "عمر" حتى وصل إلى الشركة وعدى من الوقت ساعة وصعد إلى مكتبه .......

دق على مكتبه بخفوت وسمح له عمر بالدخول .....

دخل الرجل ووقف أمام المكتب ونظر له عمر بقلق :-

_ في ايه يا عم محمد ؟ حاجة حصلت ؟ اتفضل اقعد الأول 

جلس أمامه محمد وقال :-

_ بصراحة كنت عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم بخصوص ليالي .... 

اخفى عمر ابتسامته لاعتقاده إنها ارسلتها لتعود للعمل 

تابع محمد حديث:-

_ ليالي جايلها عريس ......


***********************

ماتوافقي ياختي وتخلصينا 😒 ياسر ده حد جميل 😚 

وافقي وافقي 😊😈 

الحلقة السادسة عشر ...ليالي (الوجه الآخر للعاشق) 

تفاعل عشان انزل المشهد اللي بعد كدا دلوقتي  😂


تابع عم محمد حديثه:-

_ ليالي جايلها عريس...


حدق به عمر بذهول واتسعت حدقتيه التي تطاير منهم الشرر مما جعل الرجل يتعجب من ملامحه التي تبدلت للغضب بهذا الشكل المخيف ثم انتفض واقفًا وقال بهتاف :-

_ عرررريس !! انت بتقول إيه ؟!! 


انكمش حاجبي الرجل في ريبة من ردّ فعله الغريب وقال بتوجس:-

_ اه والله عريس ،،  بس ..بس لسه ما وافقتش 😧 


جلس عمر مرة أخرى وتحرك عصب فكيه من قوة ضغطه على اسنانه بعنف وبرزت عروق عنقه من العصبية وقال بنبرة محتدة :-

_ وهي ؟ قالت إيه ؟ 


أجاب عم محمد بتوتر من انفعاله :-

_ هتصلي صلاة استخارة على ما نسأل عليه تكون فكرت


هبّ واقفًا مرة أخرى بذهول وصدمة وهتف مجددًا:-

_ هتصلي استخارة وتفكر !!!!  هو مين ال.....العريس 😶 


قلق الرجل من اخباره ولكن اجاب  :-

_ ياسر اللي انت ضربته في المصنع 


تطلع إليه عمر وأراد فعليًا لكمّ هذا الرجل الجالس أمامه ولكن هذا خطأ كبير لم يسمح لنفسه أن يفعله قط وهتف:-

_ مرفوووووض ومافيش تفكير وماتتعبش نفسها 😈 


اعترض عم محمد وقال:-

_ لا يا بني كدا غلط ، الراجل جه واعتذر وقال إنه معجب بيها من أول يوم وبأخلاقها واختارها هي بالذات من وسط كل البنات اللي هناك وكان عايز يقولها بس حصل اللي حصل يومها 


نظر عمر بغضب وقال بعصبية:-

_ يعني انا اللي بقيت غلطانة دلوقتي للكل هو اعتذر وهي بتفكر والدنيا حلوة 😐 


وقف عم محمد وقال متابع حديثه:-

_ انا اديتلها فرصة تفكر وهي ما اعترضتش يبقى لازم تفكر وتقرر واحنا علينا السؤال وبس ونفذ اللي هتقوله عشان نبقى عملنا الصح 


وافقه عمر بخبث ممزوج بالغضب المخفي واجاب:-

_ اه طبعا ..طبعا ،، هنعمل الصح 

وانا هعمل الصح معاها  كله😈 


اقتنع الرجل بحديث عمر ولم يكتشف ما يدور بخلده ..استأذن وانصرف ....


جلس عمر أمام مكتبه واطرق عليه بحدة وغضب ثم هتف :-

_ بقى بتفكري وعايزة وقت 😈 ماشي 😶 


رفع سماعه الهاتف واتصل على مكتب تامر ولم يجده فأغلق الخط واتصل على رقم الاستقبال (😂) 

وصب غضبه بشكل منفعل على "هايدي" 

_ الوووو 😈 

اجابت هايدي بدهشة من اتصاله وحدة صوته الغير مبررة :-

_ ايوة يا عمر 

هتف بها بعصبية :-

_ بقالي ساعة بتصل ومحدش بيرد ينفع كداااااا  

تفاجئت هايدي وقالت بصدمة :-

_ ساعة ايه !!! انا رديت من أول مرة !!! 

اجاب بعنف :-

_ يعني انا كداااب 😾 (لأ لأ😂..روبا) 

تجنبت هايدي النقاش حتى تتلاشى غضبه :-

_ انا اسفة😒... كنت عايز إيه ؟  

عمر :-

_ فين تامر ؟ 

ردت هايدي بتوتر:-

_ تقريبًا راح البنك مسألتهوش بصراحة 😭 

اغلق في وجهها الهاتف بغضب والقى بحافظة الاقلام من على المكتب لتسقط على الارض بقوة .....

وارتفع صوت انفاسه بعنف وسحقت نظرته الحادة الفراغ أمامه وهو يتخيلها مع رجل آخر ....


***************************


شعرت بصداع شديد قد هاجم رأسها وقد انتهت للتو من ترتيب المنزل ،، دلفت إلى غرفة شقيقتها لتراها تستعد للخروج

تطلعت ليالي بها وتساءلت :-

_ رايحة فين يا أمل؟ 

أخذت أمل محفظة نقودها الصغيرة واتجهت إلى الباب حتى تخرج وقالت بعجالة:-

_ هروح اجيب حاجة من الصيدلية ..في اسئلة تاني؟! 

وخرجت من الغرفة ،، جلست ليالي على الفراش وبدأت تشعر بشيء مريب خلف تصرفات شقيقتها وبدأ يداعب قلبها الشك ،فجميع تصرفاتها وحتى الاحاديث تثبت أن هناك شيء خلف الأسوار ......

نهضت حتى تفتح نافذة الغرفة للتهوية ،، استنشقت الهواء بانفاس كئيبة ثم التفتت مرة أخرى لتسقط عينيها على شريط "برشام" ملقى أسفل السرير والتمع لونه الفضي في نور الشمس الخفيف ،، التقطته من الأرض ولم تفهم لأي مرض يؤخذ لأنه مكتوب باللغة الانجليزية ،، والشريط فارغ من محتواه الدوائي تمامًا ،، لم تعير الآمر أي اهتمام فربما يكون أحد ادوية شقيقتها المنشطة ضد الارهاق الجسدي أو بعض الفيتامينات .....


اخذته معها للخارج والقته في سلة المهملات ثم ذهبت لغرفة والدها حتى تصلي صلاة الظهر ......


**********************


الأوراق أمامه ولكن لا يرى شيء غير وجهها وكبريائه يمنع من الذهاب لمواجهتها مرة أخرى حتى لو أراد ذلك بقوة ...ماذا يفعل؟ ولماذا تتحداه بهذه الطريقة ؟ 


ضم قبضته بقوة مما جعله يتأه من الألم مرة أخرى بسبب جرح يده ،، أراد أن يسمع صوتها ويأخذ أي بادرة كي يبدأ هو بالقرب حتى لو سيضحي بعض الشيء ولكن لن يسمح إنها تكون لرجلًا آخر بسبب هذا العناد .....

أرسل إلى عم محمد كي يأتي له ،،وبضع دقائق وكان الرجل أمامه بتساؤل:-

_ أيوة يا عمر بيه تأمر بحاجة ؟ 

أجاب بعمر بضيق :-

_ اقعد الأول يا عم محمد 

جلس الرجل بقلق وتابع عمر حديثه :-

_ لو سمحت تتصل بأنسة ليالي عايز أعرف ردها بنفسي 

تعجب الرجل وقال بدهشة :-

_ بس هي لسه ما قالتش رأي ولا خدت وقت تفكر واحنا لسه ما سألناش عليه !! 

تظاهر عمر إنه يقرأ ورقة أمامه وقال بغضب مكبوت :-

_ هسأل عليه بناءً على موافقتها  الآولية اومال هي عايزة فرصة تفكر ليه !!  اسمع بودني وبعد كدا هنفذ اللي هي عايزاه 

ولو سمحت ماتقولهاش إني جانبك عشان ما تتحرجش وتبقى على طبيعتها .....


اخرج عم محمد هاتفه القديم بقلق واتصل على رقم ليالي ولكن تلقى ردّ مسجل بنفاذ رصيده ،، نظر بحرج لعمر حيث اعطاه عمر سماعة الهاتف الأرضي الخاصة بمكتبه وقال:-

_ خد اتصل من تليفون المكتب 

وقرّب له جهاز الهاتف .....

اتصل الرجل بهاتف ليالي واجابت بعد دقيقة ....

_ الو 

أجاب محمد وقال بحرج من هذا الاتصال المفاجئ:-

_ ايوة يا ليالي انا عمك محمد 

تعجبت ليالي وزادت دقات قلبها بخوف على عمر وقالت :-

_ ايوة يا عم محمد في ايه ؟ في حاجة حصلت ؟ 

ردّ عليها بهدوء :-

_ لأ ماتخافيش بس حبيت أعرف ردك على موضوع العريس 


انكمش حاجبيها تعجب وقالت بضيق من تذكر هذا الآمر:-

_ هو انا لحقت فكرت يا عم محمد ده انت لسه قايلي امبارح !! 


نظر الرجل لعمر وهو لا يعرف ماذا يجيب واشار له عمر باخبرها بمعرفته الآمر حتى تابع الرجل عبر الهاتف :-

_ بصراحة انا قولت لعمر بيه وهو اكدّ عليا إنك لازم تكوني موافقة عشان نسأل عليه ونعرف عنه كل حاجة وهو هيتولى كل شيء بعدها وهينفذ وصية ابوكي يا بنتي 


تقرقرت عينيها من الصدمة وجلست على حافة الفراش خلفها ونبرة صوتها تهدد ببكاء ولم تدري كيف قالت 

_ قوله إني موافقة 


تسمر في مقعده ونظر لجهة أخرى بألم وحقا اراد ان يصفعها الآن بقوة على ما فعلته بقلبه ......


ادركت ما قالتله وأرادت أن تتراجع ولكن لن تستطع قالت :-

_ بس ..بس بابا لسه متوفي ماكملش شهر وماينفعش أي حاجة دلوقتي ياريت نأجل الموضوع ده كام شهر كدا 


اجاب عم محمد بموافقة وقال:-

_ عندك حق يا بنتي وحتى نكون سألنا عليه كويس 


انهى الاتصال ونظر لعمر الذي ضاع في شرود غاضب وحزين ثم قال :-

_ انا شايف إن ده احسن حل نستني شوية ،، بعد اذنك يا عمر بيه هروح ابعت حد يشحنلي رصيد عشان اكلم ياسر واقوله 

ثم استأذن بالانصراف وخرج من المكتب ......


اكفهر وجهه بعنف وأخذ سماعة الهاتف واعاد الاتصال على نفس الرقم الذي مدون على الهاتف في آخر الارقام 


اجهشت بالبكاء والحزن من ضعف قلبها وتسرعها ولكن هو ايضًا تركها حتى الآن ،، اعتقدت إنه سيعترض ويرفض بقوة ولكن لم يحدث ذلك ،، بل رحب بالآمر وأراد التاكيد من موافقتها ايضًا 


انتبهت لرنين هاتفها لترى نفس الرقم الذي هاتفها منذ قليل واجابت وقد قررت أن ترفض وتعود في قرارها لأنها في الآخير لا تستطيع الزواج من أي شخص الآن بسبب مرضها ....

أجابت :-

_ ايوة يا عم محمد انا كنت عايزة اقول إني ....

قاطعها بحدة :-

_ الف مبروك 


حدقت بصدمة وهي تسمع صوته ولم تستطع التفوه بأي حرف 

حتى تابع :-

_ احب اقولك إن مافيش حاجة هتتأجل 


انتفضت واقفة من مقعدها وتلجلج صوته المرتعش :-

_ يعني ..إيه ؟ 

صرّ على اسنانه بقوة وقال بصوت صدر فحيحه معلنًا الغضب :-

_ يعني اللي سمعتيه مافيش شيء هيتأجل ادام انتي موافقة ،، النهاردة زي بكرا زي سنة جاية ...وادام انتي موافقة يبقى مافيش داعي للتأجيل ....

حاول أن يضعها أمام الآمر الواقع حتى تتمرد كعاداتها وتعترض وترفض الآمر من الاساس 

اجابت بعصبية وعينيها تفصح عن ما اخفاه صوتها :-

_وانت مين عشان تأمرني وتتحكم في حياتي كدا ، ارفض اوافق اقدم الوقت أو ااخر انت مالكش فيه ،، ده اختياري وقراري انا وبس 

تحدث بمكر بقصد استفزازها أكثر :-

_ كلامي اللي هيمشي غصب عنك ولو زعلانة ...ارفضي 

هو ده الاختيار اللي قدامك ،، وانا حددت المقابلة بكرا والجواز بأسرع وقت ومافيش أي تأجيل ...


مسحت عينيها وقالت بعناد ولم تفكر في أي شيء غير أن تتحداه :-

_ ماشي وانا جاهز عشان اقابله بكرا وكلامي هو اللي هيمشي غصب عن اي حد 

واغلقت الهاتف في وجهه ثم دفنت وجهها في الوسادة وصرخت صرخة مكتومة وهي تبكي وتندب حظها الذي اوقعها مع هذا القاسي العنيد .....


نظر للسماعة بغضب والقاها بعنف ولم يستطع التصديق إنه وصل لهذه المرحلة معها ........


**********************


ظلت تبكي كثيرًا ولم تكتشف أن أمل تأخرت بل كانت تحتاج العزلة في هذا الوقت ......

حتى اتت أمل ودقت على الباب ،، مسحت ليالي وجهها جيدًا وحاولت أن تبدو طبيعية حتى لا تلاحظ شقيقتها ثم فتحت لها الباب لتدخل أمل بوجه ملامحه ذابلة وحزينة ودخلت لغرفتها مباشرةً .....

دلفت ليالي إلى غرفة شقيقتها وقالت بحزن :-

_ في واحد اتقدملي وهيجي بكرا عشان اقعد معاه عند عم محمد في البيت .....

نظرت لها أمل بصدمة وصرخت :-

_ دانتي ماعندكيش ريحة الدم ،، ااانتي ااايه مابتحسيش 

جواز ايه في الظروف اللي احنا فيها دي 


بكت ليالي مرة أخرى ودافعت عن نفسها :-

_ ماكنتش عايزة بس عمر اللي اصرّ إني اقابله لأن عمي محمد قاله واتفقوا إني اقابله بكرا وانا رفضت بس ما سمعش كلامي 


هتفت أمل بسخرية وغضب :-

_ وعايزاني اصدق إنه هيجبرك على حاجة انتي مش عايزاها !!  لأ كمان هيجبرك إنك تقعدي معاه غصب عنك !!! انتي بتكلمي واحدة مجنونة !! 


اعترضت ليالي وحاولت إن تشرح الآمر ولكن اوقفها صوت أمل بغضب :-

_ بطلي بقى كذب وشغل الحورات ده انا خلاص فهمتك وفي ستين داهية ،انا حتى مابقتش اطيقك قدامي ولا بقيت بطيق حد ،غووري من وشي 


نظرت ليالي بحزن وقالت بعصبية :-

_ انتي مالكيش حق تكلميني كدا ولا تتهميني بالطريقة دي من غير ما تسمعيني حتى ، انا استحملتك كتير يا امل وقولت عشان الظروف اللي بتمري بيها لكن لحد هنا وخلاص 

ظروفك مش هتبقى اصعب من ظروفي ومن مرضي ورغم كدا ماشوفتش منك غير كل قسوة ،، واحدة غيرك كانت بقت الاب والام وكانت من غير ما اقولها جريت على الدكاترة وساعدتني لكن انتي ماكنش بيهون عليكي حتى تسأليني لما اتعب أو حتى اصعب عليكي ...رضيتي اني اشتغل وانتي عارفة اني تعبانة ده حتى شغل البيت ما بيهونش عليكي تشيلي الطبق اللي بتاكلي فيه ،، ومش برضى ازعلك لكن لحد الاهانة كل شوية كدا ولازم توقفي عند حدك ،، انا مش ضعيفة بس كنت براعي انك اختي الكبيرة بس انتي اللي مراعيتيش اني اختك الصغيرة ولا راعيتي اني اختك من الاساس .....


توقفت بعد أن فاضت بكل شيء بداخلها ،، اقتربت منها أمل بعصبية ثم جذبتها من يدها والقتها بعنف إلى الخارج واغلقت الباب بغضب وهي تتلفظ بالشتائم .....


وقعت ليالي إثر زجها للخارج على الأرض وبكت بحرقة من تمر به وحياتها الذي فارقها الفرح بكل نسائمه ......

دخلت غرفتها وتابعت بكائها في الم رهيب من ما مرت به اليوم ومن ما مرت به الآمس ومن ما ستمر به في الغد ....


*************************


في مساء هذا اليوم بداخل القصر ....

صدح رنين هاتف هشام ،، اجاب وهو يستعد للخروج 

_ الو 

اجابه وليد بصوت يتغلغل فيه فحيح المكر:-

_ ايوة يا اتش ازيك 

ردّ هشام بضحكة ساخرة وهو يلتقط مفاتيح سيارته :-

_ كويس اووي ،انا جايلكوا في الطريق ،ساعة بالكتير واكون عندك 

ضحك وليد ثم قال:-

 _ لا انا مش هاجي النهاردة عشان كدا اتصلت بيك ،، كل شيء هيتم بكرا في الموضوع اياه 


بادله المرح هشام وهتف :-

_ خلص واديني الok  وهستنى تليفون منك 


**********************


صعد إلى غرفته بمجرد وصوله للقصر ورفض تناول عشائه مع والدته الذي انتظرته كثيرًا واغلق على نفسه الغرفة ....


أخذ شاور سريع ثم جلس في شرفة الغرفة ورفع قدميه على مقعد آخر ،،ولون ردائه الرياضي يماثل عتمة الليل ....

اغلق عينيه بألم وحيرة وغضب منها ومن ما تفعله به ..  

ورغم ذلك قد التقط في نبرتها نفس الألم والعصبية التي كان يتحدث بها ،، إذا لماذا رفضت حتى أن تعطي له فرصة للاعتراف بمشاعره ،، تذكر حديث صديقه "باسم" 

واحتار أكثر ...هل لأن هي ما زالت تفكر بطفولية وعناد المراهقين ،، تنفست بحدة ولام نفسه 

"الاحتواء " هذا من المفترض كان يتبعه في اسلوبه معها ولكن اتبع اسلوبه مع البقية الناضجين سنًا وتفكيرًا ......


اتى نور الصباح وقد غفا في مقعده حتى ازعجه بريق الشمس وحاول أن ينهض ولكن جسده كانت متصلب ومتجمد من ثباته هكذا لفترة كبيرة ،، بعد دقائق بعد عدة تمارين بسيطة نهض ولم يروقه أن يذهب اليوم للعمل ........


************************


استيقظ عم محمد ليرى زوجته "أم اسماء" تعدّ بعض الاطعمة ذات الرائحة الشهية ، ذهب إليها وقال بابتسامة 

_ ايه الريحة الحلوة دي على الصبح ،، انتي بتطبخي ايه ؟ 

ابتسمت الزوجة وقالت :-

_ عاملة اصناف كتير ،، اومال إيه ، ده عمر بيه بنفسه جاي النهاردة ولازم يتغدى معانا 


تنهد الرجل بتعجب وقال:-

_ والله انا اتفاجئت لما قالي امبارح وهو خارج على موضوع المقابلة ده ،، مش عارف ليه هو مستعجل ،، رغم اني حسيت انه زعلان !! ،، بس انا سمعت كلامه واتصلت بياسر وقولتله يجي النهاردة ...


اجابت زوجته وهي تضع بعض البهارات في إناء به اللحم المسلوق :-

_ يا خويا ولا زعلان ولا حاجة ،، وبعدين بصراحة البنات مالهمش قاعدة كدا لوحدهم ،اصل دول مش شباب هنقول عيب عشان الوفاة دول بنااااات ولازم يتستروا في بيوتهم بأسرع وقت ،، وهو واصي عليهم ومش شاغله جهاز العرايس زينا ده ممكن يجهزها في ساعة يبقى ليه ما يستعجلش !! 

قطب زوجها حاجبيه وقال باستياء :-

_ والله العظيم لو ماكنش جهاز اسماء بنتي خد اللي ورايا واللي قدامي لكنت جهزتها زي بناتي وربنا عالم 


تركت أم اسماء كل شيء وربتت على كتفه وقالت وهي تشير لخاتم ذهبي بيدها :-

_ ما تزعلش ياخويا ،انا معايا خاتم دهب هنبيعه وهنجيبلها بيه حاجة وربنا يقدرني واقدر اجيب حاجة كمان في جهازها وبأذن الله مش هينقصها شيء ..ما تقلقش 


رفع يده عاليًا ودعا :-

_ يااارب استر كل الولايا يااارب 


************************


نهضت من فراشها كي تبدأ روتينها اليومي في المنزل ولم تشتهي تناول فطورها ولكن تناولت شيء بسيط حتى تأخذ الدواء ......

انتبهت لصوت الغرفة يفتح القت نظرة على الصالة وهي في المطبخ حتى رأت أمل مرتدية ملابس خروج  انيقة ويبدو انها ذاهبة لمكانًا ما ..اسرعت إليها قبل أن تخرج وساءلتها بشك 

_ انتي رايحة فين ؟ 

نظرت أمل باحتقار وقالت :-

_ وانتي مالك !! اخرج اقعد مالكيش فيه وماتسأليش 


تعصبت ليالي من ردها وقالت:-

_ يبقى انتي كمان مالكيش دعوة بأي حاجة هعملها 

سخرت منها أمل واجابت:-

_ ده على اساس إني مهتمة بيكي اصلا !! 

وخرجت من الباب مع قلق ليالي على شقيقتها واندفاعها 

وقالت :-

_ استر يااارب ، يارب احميها من نفسها ياارب 


**********************  


عدت فترة ما بعد الظهيرة بكثير حتى اقترب المساء.....

وصل سائق عمر بالسيارة أمام منزل عم محمد المواجه لمنزل ليالي وتطلع عمر إليه بغضب ثم ترجل من السيارة وقصد إن يرتدي ملابس فاخرة وكأن هذه المناسبة تخصه هو ......

كاد أن يغلق باب السيارة حتى لمح ياسر يأتي وبيده علب حلوى شعبية ،، تقابلوا وجهًا لوجه بنظرات متسارعة 

ونظر له ياسر بنظرة انتصار وقابله عمر بنظرة احتقار ....

وتركه وصعد للاعلى ....


انتظرت ليالي مجيء شقيقتها ولكن لم تأتي وزاد القلق بداخلها وارادت أن تأجل الذهاب لميعاد اليوم ولكن هذا سيضعف موقفها أمامه ولن تترك له هذه الفرصة .........

ارتدت جلباب اسود وحجاب مطرز من اطرافه نفس لون الحلباب ثم ذهبت وبيدها هاتفها وفي انتظار أي اتصال من شقيقتها إن لم تأتي


تذهب إلى مصير مجهول ...كيف ستنتهي هذه المقابلة وإلى أين سيصلها عنادها ...لا تعرف 

وقفت أمام باب الشقة المغلق ولمعت عينيها بدمعة اخفتها ثم دقت على الباب لتفتح بعد دقيقة "أم اسماء" مرحبة بها واخذتها إلى مجلس الرجال الثلاثة .......


رمقها عمر بنظرة غاضبة ومعاتبة فقبل دقيقة كان بداخله أمل إنها سترفض المجيء ولكن الآن ثبتت العكس تمامًا ....

اشاح بنظره عنها في ضيق وغضب مكبوت في حين إنها وقفت وتنظر بحرج وقلق للاسفل ثم رفعت عينيها قليلًا والقت السلام .....

ردّ ياسر عليها وهو يمط في رده مما جعل عمر على وشك القيام والقائه من النافذة ،، قال عم محمد :-

_ اقعدي يا بنتي واقفة ليه 

جلست ليالي أمامهم وهربت بعينيها من اعينهم المتطلعة ولاحظ عمر نظرة ياسر المتفحصة لها هتف بغضب 

_ لو جاي تبص يبقى ماعندناش بنات للجواز 

ثم نهض واستغل غباء ياسر ،، نهض ياسر برجاء وقال 

_ انا اسف ماكنتش اقصد 

قال عم محمد بلطف لعمر :-

_ نقعد يابني ونتكلم في المهم 


في بئر هذا الحزن الذي قذفت فيه لكن لاحت على وجهها بسمة عندما غضب وللحقيقية غضبه هذا انار بداخلها أمل جديد 

جلس عمر مرغمًا وبدأ ياسر في شرح ظروفه كاملة ولم تنتبه ليالي لحديثه مثل ما تنتبه لأي كلمة تصدر من عمر بالاحتجاج أو الرفض واستمر النقاش يدور وأخذ وقت أكثر من اللازم وهي على صمتها .........

تحدث عم محمدًا موجهًا الحديث لليالي وقال :-

_ دلوقتي يابنتي انتي عرفتي ظروفه كلها موافقة عليها ونقرا فاتحة الجمعة الجاية ولا رأيك إيه ..ولو عايزة وقت تفكري مافيش مشكلة 

 

كاد عمر أن يعترض على هذه الفترة حتى بادرت هي وقالت :-

لأ هقول رأيي دلوقتي ......


***********************


هتوافقي 😊😊😍😍😍😍 مبروووووك 😍😍😍

الحلقة السابعة عشر  .....ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) 


إلى هنا وتوقف القلب وهتف ..بكفى 

وقفت ونظرت لصديق والدها جيدًا وسقطت دموع عينيها بغزارة وراقبها عمر برجفة قلب وقلق من تمردها الذي سيصلها إلى الهاوية حيث قالت هي بقوة :-

_ مش موافقة يا عم محمد ،، انا اسفة بس كل شيء نصيب 

انا فعلا صليت استخارة امبارح بس مش مرتاحة

ورمته بنظرة فهمها ثم تابعت :-

 ولا قلبي مرتاح ...بعد اذنكوا 


نهض من مكانه وقد عادت الدماء إلى وجهه وظهرت الابتسامة على وجهه ونظرة عيناه تضمها ونظر لياسر بانتصار 

نهض ياسر بوجه ممتقع من الغيظ  واردف قائلا :-

_ اظن مالوش لزوم وجودي دلوقتي  ، بعد اذنك يا عم محمد 


نظر له الرجل بحرج وقال بنبرة متأسفة :-

_ معلش يا بني بس ده جواز وكل شيء قسمة ونصيب ،،

ربنا يرزقك ببنت الحلال 


نظر إلى عمر مرة أخرى وقال بحقد :-

_ إن شاء الله 

اتسعت عمر ابتسامته وقال :-

_ مع السلامة  

خرج ياسر ولم يرد على عمر وقصد ذلك مما جعل عمر يكتم ضحكته ......


********************  


ذهبت وهي على وشك الانهيار من البكاء والانهزام ولكن حقا لم تستطع أن تتابع هذا الشيء وتختار الجحيم بارادتها ...

وصلت إلى باب الشقة ووجدته مفتوح ، شعرت بالقلق 

دخلت وهي تنظر حولها وتجفف عينيها بيدها حتى سمعت صوت أمل تتلفظ بالشتائم وصوتها صادر من غرفتها ...

اسرعت إليها لتراها وهي ترمي جميع الملابس الموجودة بالخزانة على الأرض ....قالت بدهشة :-

_ في ايه ورامية الهدوم كدا ليه على الأرض ؟!! 

صاحت أمل وبدأت بالبكاء وقالت:-

_ يا نهار اسود،، شنطة الفلوس مش لاقياها ،راااحت فين؟؟ 


حدقت ليالي فيها بذهول وقالت :-

_ راحت فين يعني إيه ؟ مانتي اللي عايناها بإيدك دانتي حتى مارضيتش تحطي الفلوس في البنك وصممتي تبقى معاكي 


وضعت أمل يدها على وجهها بصدمة وقالت بعويل :-

_ ياريتني حطيتها ،،  انا قلبت الدنيا على الشنطة مش لاقياها والدولاب لقيته مقلوب 

ونظرت إلى ليالي نظرة طويلة ثم انقضت عليها صارخة :-

_ انتي اللي خدتيهم صح ،، امبارح حسيت إن طريقتك متغيرة وفي نيتك شيء 

وهزتها من كتفها بعنف وقالت :-

_ انطقي ، ااانتي اللي خدتيهم صح 


تجمد جسد ليالي ونظرت لها بصدمة وتهدج صوتها وهي تتمتم ببعض الكلمات :-

_ والله العظيم مانا ،، انا لا يمكن اعمل كدا ،، وبعدين انا كنت عند عم محمد طول النهار 

صفعتها أمل بقوة وقالت مؤكدة :-

_ ماتحلفيش يا كدابة ،، استغليتي خروجي طول النهار النهاردة وخدتيهم ،، واختارتي النهاردة عشان ما اشكش فيكي 


وضعت ليالي يدها على وجهها وبكت ثم هتفت بها 

_ انا عمري ما هسامحك على اللي بتعمليه فيا وظنك الوحش ده.....

دفعتها أمل بعنف وعصبية وصرخت وعي تبكي :-

_ منك لله ،، ضيعتي كل اللي بعمله ،، الفلوس دي لو ما جاتش النهاردة تغوري من هنا مش عايزة اشوفك 


صدمت ليالي أكثر من هذا التهديد ونظرت لها بغضب وقالت :-

_ انتي ما ينفعش تبقي اختي ،،يا خسارة يا أمل ،، أمل اختي بتاعت زمان خلاص هعتبرها ماتت ،، وده بيت ابويا وليا فيه زي ما ليكي وماتقدريش تمشيني منه 


جرّتها أمل بعصبية عمياء للخارج واغلقت الباب 

كأن هذا كابوس تراه تنظر وجسدها متجمد من هذه الصدمات المتتالية وهبطت على السلم نزولا للأسفل خطوة بعد الأخرى وكادت أن تتعثر بسبب انقطاع الاضاءة فجأة بسبب هطول المطر المفاجئ بقطرات رقيقة ولكن شدة الرياح قوية مثل رياح الألم التي غمرت قلبها 

جلست على درجة من السلم وبكت بصوت عالي لم تستطع كتمانه ....


**********************


اعذريني 

لم اقابل هذا العشق من قبل ..صدقيني 

لم ادرك فيه ابسط الاشياء ..سامحيني 

تقبلي يد الممدودة من جديد ...اسمحيلي 


خرج من منزل "عم محمد " بقلب عامر بالسعادة ، كل لفتاتها ونظراتها وصل مغزاها له ،فهم ارتباكها وخوفها ،ادرك إن خلف تمردها خوف عظيم كان لابد أن يلاحظه وينتظر ، لطمه قلبه معنفًا ، وتوعد بالحنان من الآن ......


اقترب من سيارته وفجأة سمع صوتها نظرا لاقتراب سيارته من بوابة منزلها ، دق قلبه واقترب من الباب اكثر حتى دخل من  البوابة وبدأ صوت البكاء يعلو أكثر ، صعد أول درجات من قلقه ، وتفاجأ عندما رأها ترمي رأسها على قدميها وتبكي بحرقة ، هتف بقلق :-

_ لياالي ،بتعيطي ليه؟! 


رفعت رأسها بصدمة عندما انتبهت لصوته وسط نشيجها المتألم ونهضت وهي تهرب بعينيها ، وقالت بتلعثم ولامست اناملها وجهها كي تجففه من الدموع :-

_ لا مافيش ،كنت مخنوقة بس 

واستدارت كي تصعد لشقتهم ولكن اوقفها صوته وهو يقول :-

_ ليالي ، انا اسف ، ما تزعليش مني 


ازداد بكائها والتفتت ببطء ولم تنظر له 

تنهد بضيق من نفسه ثم تابع بأسف :-

_ عشان خاطري ما تعيطيش ،انا ماكنش لازم اعاملك كدا ،كان لازم ابقى صبور اكتر من كدا بس ......

قاطعته ببكاء وعتاب كشفه صوتها :- 

_ بس إيه ؟ أنت كنت كل شوية تقولي انا واصي عليكي وفي مكانة والدك ،قولت الجملة دي كتير أووووي ،بس والدي لما كنت بزعله ماكنش بيقولي امشي 😢 


انقبض قلبه من جملتها وتألم كثيرا واحس بندم شديد يخترق قلبه لمعاملته المتسرعة معها واردف بحزن :-

_ مش هقول اسف لأن فعلا غلطان ،بس انتي كمان كنتي بتعندي ، احنا الاتنين غلطنا يا ليالي 

مد يده لها وقال بدفء .....

ننسى اللي فات ونبدأ من النهاردة ومش هقول حاجة ، معاملتي هي اللي هتقول برغم إن والله كنت بخاف عليكي من أي حاجة ، موافقة ولا لأ 

نظرت له وبدا قلبها ينبض من جديد ولكن وجهها اخفى ما شعرت به حتى اكمل حديثه بمرح :-

_ وبعدين انا واصي عليكي وهترجعي الشركة غصب عنك 😂 

ثم ابتسم ابتسامة واسعة جعلت قلبها يحن له من جديد ولاحت طيف ابتسامة على وجهها وقد ارسلت موافقتها بها 

تحدث بدفء هامس :-

_ مستنيكي بكرا بأذن الله ،تيجي بدري ورانا شغل 😈 

اتسعت ابتسامتها اكثر وقالت :-

_ بأذن الله 


ابتسم بحنان وهو يبتعد عنها ووقف أمام سيارته دقيقة والمطرة الخفيفة تتساقط على ثيابه برقة ثم تحرك سائقه بالسيارة وذهب 


************************


انتفضت أمل مذعورة من رنين هاتفها فجأة وهي تجهش في البكاء واتجهت واخذته من حقيبتها لتتسع عينيها بدهشة وهي ترى رقم هاتف "هشام " ، اجابت بنبرة مرتعشة :-

_ الو 

ردّ عليها بقهقهة عالية وقال بانتصار :-

_مالك يا لولو ؟ صوتك عامل كدا ليه ياروحي ؟ 

بلعت ريقها الجاف وتهدج صوتها الما :-

_ مافيش 

تابع حديثه وهو يرتشف كوب به كحول وتحاوطه الموسيقى الصاخبة للملهى :-

_ يبقى حصل اللي انا عايزه ،ما تتعبيش نفسك يا قلبي مش هتلاقيهم ،بقوا معايا خلاص ، واحب اقولك بردوا ان لو قولتي أي شيء لاخويا هعرف اكسرك أكتر من كدا ، انا خدت شوية الملاليم اللي كنتي متفرعنة بيهم واقدر اعمل أي شيء تاني 

ما تتحدنيش يا حلوة ...

اغلق الخط بوجهها ، سقطت على مقعد قريب منها ووضعت يدها على فمها تكتم صرختها من الألم وندمت على ما فعلته بشقيقتها ،  ثم نهضت وركضت من الغرفة ومنها إلى الخارج لتجد ليالي تجلس على أحد درجات السلم شاردة 

اسرعت نزولا إليها ،وضعت يدها على كتفها ونظرت بأسف 


تطلعت ليالي إليها وسالت دموعها حتى تحدثت أمل وقالت :-

_ ما تزعليش كنت متعصبة شوية ، بس ما قصدتش اللي عملته 

لم تجيبها ليالي وبكت بحزن ،تابعت أمل ببكاء 

_ انا تايهة اوووي يا ليااالي ، ربنا ما يوريكي اللي انا فيه ، وصدقيني لو الفلوس ترجع والله العظيم أول حاجة هعملها هنروح للدكتور 

تنهدت ليالي بألم وقالت ببكاء :-

_ ترجع ! مافيش حاجة هترجع ، حد دخل بيتنا في غيابنا وسرقهم ،هيرجعهم ازاي !! ، لو اجلي قرب مافيش حاجة هتمنعه حتى العملية ، انا هسيب الآمر لله لأني مش بايدي حاجة ....

ضمتها أمل ببكاء ونعتت نفسها بشدة على غبائها وقالت :-

_ بعد الشر عليكي ، هتعيشي وهتفرحي وهتعملي كل اللي نفسك فيه ، وما تقلقيش من حاجة ،ربنا كبير 

تركت ليالي نفسها بين ذراعي شقيقتها الذي شعرت إنها عادت لامل القديمة الطيبة .....


************************


عاد إلى القصر ووقفت السيارة أمام البوابة ، ترجل منها والابتسامة لا تفارق وجهه ، لاحظت فريدة سعادة ابنها وابتسمت ثم قالت :-

_ لما بشوفك انت بالذات مبسوط بطمن 

ضمها عمر بقوة وقبّل رأسها ثم قال :-

_ بحبك أوووي يا امي 

اتى في نفس اللحظة هشام من الخارج وهو يبتسم ايضا وسمع حديث والدته  ، قال بغيرة واضحة :-

_ هو بالذات !!! طب وانا ؟ 

ابتسمت فريدة وقالت بمزاح :-

_ لأ انت بقى لما بشوف مبسوط بقلق وبقول استر يااارب اكيد عامل مصيبة ههههههه ،انتوا الاتنين حبايبي وولادي ،ربنا ما يحرمني منكوا يااارب 

قال عمر وهو ينظر لهشام بحب :-

_ انت محدش شاف الدلع قدك ، ورغم مشاكلك بس ما اقدرش ما اشوفكش يوم واحد يا هشام 

ابتسم هشام بلا مبالاة وقال :-

_ طيب ، كويس اني جيت بدري عشان اسمع كلامكوا ده 

ثم صعد لغرفته بعدم اكتراث .....

وصعد عمر ايضا لغرفته ووقف أمام الشرفة مبتسم ثم همس :-

_ مش هقولك مباشرة اني بمووت فيكي بس هصبر عليكي لحد ما تفهمي يا ...صغيرة على الحب 


**********************

😓😓😓😓😓😓😓😓😓 

الحلقة الثامنة عشر ....ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) 


أخبرت ليالي شقيقتها برفضها لياسر وعودتها إلى العمل مما جعل أمل تعترض على العودة ولكن ليالي اقنعتها حتى لا تخنقها الذكريات المؤلمة هنا ...وافقت أمل في الآخير 


في صباح اليوم التالي ....

استيقظت ليالي مبكرًا واستعدت للذهاب ، وقفت أمام المرآة ونظرت بحزن عندما هجم شبح الألم قلبها وضغط على جرح الفراق لأغلى مخلوق يسكن قلبها ...والدها 


بلعت ريقها بألم ثم أخذت حقيبتها وخرجت من الغرفة لترى أمل قد اعدت فطور سريع وبعض الاطعمة السريعة ، ابتسمت ليالي ونظرت لها بمحبة وقد عاد بعض الأمل بعودة شقيقتها بطبعها الحنون الهادئ ، اقتربت حتى ضمتها فجأة 

وقالت :-

_ صباح الخير يا أمل 

ردت أمل بلطف وهي ترتيب الاطباق على الطاولة :-

_ صباح النور يا لولا 

ابتسمت ليالي أكثر وقالت بحنين :-

_ وحشني أوووي الأسم ده 

جذبت أمل إلى مقعد أمام الطاولة وقالت بحزم :-

_ هتفطري قبل ما تمشي ومافيش اعتراض 

بدات ليالي تتناول الافطار بشكل سريع وجلست أمل ايضا وشاركتها في الطعام ، نهضت ليالي وهي تبلع آخر طعام في فمها وقالت وهي تسرع للخروج وتضع السندويتشات في حقيبتها  :-

_ مع السلامة بقى عشان ما اتأخرش 


اشارت أمل وهي تتابع ليالي بنظرة قلقة ثم تبعها دموع ندم على ما فعلته بنفسها وقالت :-

_ يارب سامحني ،انا عارفة إني غلطانة ، بس فوقت وبحاول اصلح اللي عملته ،ساعدني يارب 


**********************


دخل عمر إلى الشركة وهالته المهيمنة تحاوطه بكل هيبة حتى قالت له هايدي بتساؤل:-

_ عمر ،ليالي ماجاتش النهاردة كمان ؟ هي سابت الشغل ولا إيه ؟ 

وقف عمر ينظر لها بقوة ثم نظر إلى ساعته ووجدها متأخرة نصف ساعة ،اردف قائلا:-

_ هي على وصول ،ومالكيش دعوة بتأخيرها وماتسأليش في اللي مالكيش فيه يا هايدي 

ثم تابع سيره إلى المصعد مع نظرات هايدي الغاضبة والحاقدة 

وتمتمت بغيظ :-

_ يعني بسأل على ملكة انجلترا 😏 

بعد دقائق اتت ليالي وهي تلهث ثم اقتربت من هايدي والقت تحية الصباح واجابتها هايدي بلا اكتراث  


دق رنين الهاتف والتقطته هايدي كعادتها ثم نظرت بسخرية إلى ليالي ولم تقل شيئًا بل السخرية من عينيها هي من تحدثت ، اخذت ليالي السماعة وأجابت بتلعثم :-

_ الو ؟ 

ابتسم عمر بارتياح ولهفة وقال بخفوت :-

_ اتأخرتي نص ساعة 

توترت وهي في حيرة اهو غاضب أم لا ثم ردت :-

_ انا اس...

قاطعها بفحيح صوت ابتسامة صادرة بتنهيدة وقال :-

_ ما تتأسفيش ابدًا ، انا مابعرفش ازعل منك اصلا 


القت نظرة على هايدي بجانبها ووجدتها منهمكة في عملها أمام الحاسوب وجعلت لابتسامتها الخجولة العنان وقالت بتوتر :-

_ طيب ....،  أي اوامر تانية ؟ 

اطلق ضحكة بسيطة ثم قال :-

_ ماتقلقيش واطمني ،انا مخلي بالك منك أووي 


اغلقت الخط من اضطرابها بسبب حديثه ثم ابتسمت بخجل شديد ، نظر للسماعة وابتسم وهو يضعها مكانها ثم تابع عمله ببعضٍ من الشرود .....


عدى يومين آخرين ،حاولت فيهم قدر الامكان أن تتماسك ولا تظهر له مشاعرها الحقيفية اتجاهه مما جعله احيانا يغضب ولكن كبت غضبه حتى لا يزعجها ، 


*************************


كاد تامر أن يتصل بهشام ليخبره عن ليالي ولكن تراجع في آخر ثانية بسبب خطة أتت في عقله فجأة ..

هو يريد تفرقة الأخين ووجود هذه الفتاة الذي يبدو إنها تخطط لشيء كما يظن هو ستحقق له هدفه ،فلما لا يخبر هشام ويضيع على نفسه هذه الفرصة ،ابتسم بمكر وقال :-

_ خلاص خليها واما نشوف هي في دماغها إيه بالضبط ، ماهو أكيد مش هتسكت وما تقولش لعمر كدا ونافيش في دماغها شيء !! ،البنت دي مش سهلة وانا لازم أعرف هي بتفكر في إيه عشان دي هي المفتاح اللي هرجع بيه كل فلوس ابويا اللي ضاعت هنا في الشركة وفي الآخر مات مفلس ......


*************************


دقت الساعة الثالثة بعد الظهر 

شعر عمر بصداع يغزو رأسه بشكل مؤلم ،وضع يده على مقدمة رأسه بألم ودلف تامر في هذا الوقت ، قال بتساؤل :-

_ خلصت توقيع على الأوراق يا عمر ؟ 

اشار عمر بوجه مرهق إلى الاوراق واردف :-

_ اه مضيتها كلها 

ثم اغمض عينيها بقوة ولاحظ تامر ذلك :-

_ شكلك عندك صداع جامد ، ابعتلك فنجان قهوة ؟ 

رفض عمر وتذكر عم جمال بضيق :-

_ الله يرحمه عم جمال ،ماشربتش فنجان قهوة عدل بعد ما مات 

أخذ تامر الأوراق وقال بنظرة ساخرة :-

_ الله يرحمه 

ثم استدار وخرج من المكتب وتوجه إلى شئون العاملين ليأمرهم ببعض الاشياء ، أشارت له هايدي وقالت بتذمر :-

_ جعاااانة يا تاااامر 😭 

ضحك تامر وقال بمرح :- 

_ انتي ما بتبطليش اكل ،خاطب ديناصور اكل وياريت بيبان عليكي !!! 

قطبت هايدي حاجبيها بضيق وهتفت :-

_ ماااليش دعووة اتصرف جعاااانة 😭 


كادت ليالي ان تضحك من بعض تصرفات هايدي الطفولية ثم عادت تدقق بعض الأوراق بيدها ، قال تامر بخبث :-

_ هروح اجيبلك اكل وابعت لعمر فنجان قهوة رغم إنه رفض ، الله يرحمه عم جمال بقى ،كان عليه فنجان قهوة مالوش حل ، عمر عنده صداع فظيع 


رفعت ليالي رأسها ونظرت له بنظرة فهمها حتى ذهب وراقبتها هايدي ببعض الشفقة ثم عادت لعملها مرة أخرى وبعدت الاوراق عندما تساقطت دموعها وتألم قلبها بشدة ، وبعد دقائق استطاعت أن تتماسك مرة أخرى ولكن زاد قلقها على "عمر " 

فكرت قليلا ثم نهضت واستأذنت من هايدي بضع دقائق ..


صعدت ليالي إلى مكتب عمر ولم تنتبه هايدي حيث كانت مشغولة بعملها ....


اتجهت ليالي مباشرة إلى الكافيتريا التي تجنبت حتى النظر إليها في الايام الفائتة ولكن دخلت لها وتألمت عندما تذكرت والدها ، ومسحت المكان بنظرتها وشعرت بوالدها تملأ ذكرياته هذا المكان ......

بدأت تعدّ القهوة مثلما ارشدها والدها من قبل ، وتذكرت كل ارشادته لها خطوة بخطوة ثم اعدت الفنجان وزاد التوتر بداخلها وهي تتجه لمكتبه ....


دقت على باب المكتب وسمعت صوته ، فتحت الباب وبيدها فنجان القهوة ورأته يده يده على جبينه ومغلق عينيه بألم ، وضعت الفنجان على المكتب وفتح عينيه عندما سمع همهمتها المتلعثمة ، وتفاجأ عندما رأها ونظر لفنجان القهوة بدهشة ثم قال بعصبية :- إيه ده ؟


اضطرب صوتها وأجابت :-

_ قهوة ، جبتلك فنجان قهوة 

زم شفتيه وقال:-

_ وتجيبي القهوة ليه ،هو ده شغلك ؟!! 

زادت دقات قلبها ثم قالت بنبرة مرتجفة وخجولة :-

_ أصل ..اصل بصراحة 

تنهد بارهاق وقال وهو ينظر للاوراق :-

_ ما تقولي ياليالي في إيه ! 

بالكاد نطقت وقالت وهي تبتعد للخلف :-

_ اصل استاذ تامر قال إنك عندك صداع وكنت بتشرب قهوة وكدا فجيت عملتهالك وماشية اهو 🚶 

ركضت إلى الباب ولكن لك تدري كيف سبقها وفتح باب مكتبه وهو يبتسم بخبث وكأن هذا الارهاق الذي كان منذ قليل غادره قال بنبرة ماكرة :-

_ تسلم ايدك يا ليالي ،انا عارف إنك بتخافي عليا 

حاولت أن تخفي ابتسامتها ولكن لم تستطع ثم اسرعت للخارج وسمعت ضحكته وهو يغلق باب مكتبه من جديد ..


جلس على المكتب ونظر لفنجان القهوة وشبهها بلون عينيها مما جعل ارتشاف هذا الفنجان له مذاق خاص بالنسبة له وقال  متعجبا :-

_ هي العيلة دي بتحط إيه في القهوة عشان تطلع حلوة كدا!!! 😂 


**************************


عادت إلى عملها في" الاستقبال " بوجه يغزوه حمرة الخجل وتورد وجنتيها جعل هايدي ينتابها بعض الشك ......


دق رنين الهاتف ، نظرت هايدي بسخرية لليالي وقالت :-

_ اكيد ليكي ،ردي 

استاءت ليالي واخذت السماعة واجابت :-

_ الو 

رد عمر وهو يرتشف من قهوته وقال بمكر :-

_ مش عارف اشكرك إزاي ، ربنا يخليكي ليا 😂 (😑) 


ابتسمت ليالي ولم تجيبه ،حتى قال مجددًا  بمرح:-

_ انتي اكيد كنتي بتضحكي وامتي بتعملي فنجان القهوة ده 

اعترفي ...

تبدلت الابتسامة بتعبير متألم وقالت :-

_ هعترف ، كنت بعيط 

وضع فنجان قهوة وقد تذكر ، نعت نفسه على غبائه وقال متأسفا :-

_ انا اسف مش قصدي صدقيني 

تنهدت بضيق واردفت وهي تخفض صوتها حتى لا تسمعها هايدي :-

_ عارفة ، المهم القهوة عجبتك ؟ 

عادت بسمته ومكره ثم قال :-

_ عجبتني بس ، دنا بموووت فيها من زمان وهي مدوخاني 


تظاهرت بعدم الفهم :-

_ دي القهوة ؟!!!! 

اجاب عمر بتسلية من توترها التي تكشفه دائما نبرة صوتها :-

_ اه قهوتي ،حبيبتي  😂 يا سلام بقى مع فيلم لنجلاء فتحي 😂 


رغما عنها ابتسمت ثم وضعت السماعة واغلقت الخط بوجهه كعادتها ، قال بغيظ :-

_ كل مرة تقفل في وشي 😒 


**************************

الحلقة التاسعة عشر ..ليالي (الوجه الآخر للعاشق) 


ابتسمت وهي تنظر للسماعة وتردد صدى جملته داخل قلبها والآن حتى لو أرادت أن تقاوم فلن تستطيع ...


عادت إلى منزلها بعد إنتهاء العمل في السيارة الذي خصصها لها عمر من قبل .......


*******************

 

في طريق عودته إلى القصر ، اشتاق لصوتها رغم إن لم يمضي على ذهابها من الشركة سوى بضع ساعات ولكن ..اشتاق 

رفع الهاتف بيده السليمة وبحث عن رقمها الذي حفظه على هاتفه .....


نظرت لرقم المتصل وتفاجئت برقم عمر واضطربت رغم دقات قلبها المبتسمة واجابت بتلعثم :-

_ الو ؟ 

ابتسم عمر بدفء ونظرته مصوبة لبقعة أمامه وكأنه يرى وجهها وقال:-

_ وصلتي البيت بالسلامة ؟ 


نظرت ليالي بترقب لأمل الذي منهمكة بتنظيف المطبخ بعد انهاء وجبة العشاء ، وقالت :-

_ أه الحمد لله 

تنهد بارتياح وقال ببطء :-

_ بخاف عليكي أووي يا ليالي ،انا ما بخافش على نفسي كدا ! ،

بخاف عليكي زي ما تكوني من دمي 


سقطت عبرة من عينيها برجفة قلب تزداد دقاته ولم تستطع اجابته واكتفت بالصمت ....

تساؤل بلطف :-

_ مش بتردي ليه ؟ 

عبرت نبرة صوتها عن ضعف وخوف وقالت :-

_ مش عارفة اقولك إيه ، انا ساعات كتير مش بعرف ارد عليك ، أنا أول مرة اشتغل ،وأول مرة يبقى ليا اختلاط بالناس كدا ،وأول مرة ...

لم تتابع وفهم هو ما تقصده وابتسم ابتسامة واسعة ثم همس بحنان لهذه الطفلة الذي تختبئ خلف مظهر القوة والتمرد ...

وقال:-

_ أول مرة إيه ؟ 

لم تجيبه وزاد اضطرابها أكثر ، تابع حديثه :-

_ انا فاهم ، فاهمك كويس أوي ، بس متخافيش انا جانبك ومعاكي وهفضل كدا على طول 

تتزايد دقات قلبها بعنف واجابت وهي تغير مجرى الحديث :-

_ ايدك عاملة إيه دلوقتي ؟ المفروض كنت خدت يومين راحة كمان 

فهم اضطرابها وتقبل تغير الحديث واجابها بلطف:-

_ايدي بقت احسن الحمد لله ، بس ما ينفعش اسيبك لوحدك في الشركة رغم إن محدش يقدر يبصلك بس عشان قلبي يبقى مطمن ،ما تفتكريش إني قاعد في مكتبي وسايبك 


نهضت ثم دخلت إلى غرفتها وقالت وهي تغلق الباب :-

_ انا ممكن اطلب منك طلب وما تزعلش 

رد بقلق :-

_ طلب إيه ؟ 

قالت بهمس :-

_ بص يا استاذ عمر انا بصراحة مش متعودة اكلم حد في التليفون فلو ممكن يعني ....

ضيق عينيه وقال بغيظ وقد فهم ما ترمي إليه  :-

_ ماشي ، بس بشرط 

اجابت ليالي بتعجب :-

_ شرط ٱيه ؟ 

ابتسم عمر بخبث وقال :-

_ تبطلي كلمة استاذ دي مش عايز اسمعها منك تاني ومش بحب اسمعها وبضايقني  

ابتسم بخبث وقالت :- 

_  بضايقك 😀ماشي يا استاذ عمر 😊 

جز على اسنانه بقوة وقال بغيظ :-

_ بقى كدا 😕 

سمع فحيح ضحكتها العذبة حتى لانت ملامحه وقال بدفء مرة أخرى :-

_ رغم إن ده صعب عشان ببقى هموت من القلق عليكي بس ادام دي رغبتك هحترمها ، تصبحي على خير 


ردت عليه ببسمة :-

_ وانت من اهله 

انتهى الاتصال ليبتسم عمر وهو يلتفت لنافذة سيارته مرة أخرى وقال بعشق :-

_ وانت في قلبي 


*********************


ترددت أمل كثيرا أن تخبر ليالي بسرها وترددت أكثر هل تجهض الطفل أم لا ، فهناك بارقة أمل وهي شقيقه الأكبر ولكن هل عندما يتعلق الآمر بأسم عائلته بماذا سيفكر ؟ هل سيترك أمر الوصية جانبًا أم ماذا سيفعل ؟ 

فكرت أن تسأل شقيقتها ولكن هي تعرفه منذ أيام فترة ليست كبيرة أيضا فكيف ستفيدها .....


********************** 


في اليوم التالي 

بعد وصول ليالي للعمل دق رنين الهاتف برقم دولي ولم تكن هايدي اتت للعمل ، رفعت ليالي السماعة معتقدة إنه عمر الذي اتى منذ قليل ولم تنتبه للرقم المتصل ....

ابتسم  ابتسامة بسيطة وهي تجيب :-

_ الو 

اجابها صوت انثوي رقيق بلغة اجنبية لم تفهم منها ليالي أي شيء ، تلعثمت وشعرت بفشل ذريع واغلقت الهاتف دون أن تجيب ، لمعة عينيها بدمعة ثم قالت بعصبية :-

_ انا قولتله إني ما انفعش !😢 


وصلت هايدي واسرعت لمقعدها وهي تلهث وقالت :-

_ اخيرا وصلت ، الطريق كان زحمة مووت بس الحمد لله وصلت ...

دق رنين الهاتف مرة أخرى ورفعت هايدي السماعة وانكمشت ملامحها بالتدريج وهي تستمع ثم تأسفت وهي تنظر لليالي بسخرية ، الشيء الوحيد الذي استوعبته ليالي إن هايدي تأسفت على ما حدث وقطعا هي نفس المتصلة ...

وضعت هايدي السماعة وقالت بغرور وشماته :-

_ عشان لما قولتلك ما ترديش على التليفون تبقي تصدقي إني عندي حق ، انا اتأسفت لكاترين وهي تفهمت بس مش كل مرة هتأسفلها ! ، ما ترديش على التليفون تاني لو سمحتي وانا اللي هخلص الشغل وهبقى اشوفلك حاجة بسيطة تعمليها بما إن متوصي عليكي وكدا ....


ملأت الدموع عين ليالي وقالت بانفعال :-

_ يمكن انا ما اعرفش لغات ، يمكن ما اعرفش اشتغل على الكمبيوتر زيك ، بس لو اتعلمت هبقى احسن منك 


ولم تستطع الوقوف بهذا المكان أكثر من ذلك وعي تبكي على هذا الشكل ، ركضت إلى الاعلى إلى آخر دور تقريبا ولم تستخدم حتى المصعد ... ولم تدري أن احدهم هبط خصيصا للاسفل ليراها ويطمئن عليها بنفسه ولم يكتفي بسماع صوتها فقط ...


**************************


اقترب عمر من جهة الاستقبال وبحثت عيناه بقلق على ليالي وقال لهايدي بقوة :-

_ ليالي فين ؟ 

ارتبكت هايدي واجابته بقلق ثم قالت :-

_ مش عارفة راحت فين ، انا شوفتها طالعة على السلم ، انت ما شوفتهاش ؟! 

نظر لهايدي بفضب وزم شفتيه وقال بعصبية :-

_ انا نزلت بالاسانسير ، انتي زعلتيها ؟ 

اجابت هايدي بغيظ :-

_ انا ما زعلتش حد وروح اسألها ، هي زعلت واتحرجت عشان كاترين ثاورن اتصلت وهي ما عرفتش ترد عليها بالانجلش وقفلت السكة في وشها وكاترين زعلت جدا وانا اتاسفتلها ، كدا ابقى غلطانة ؟! 

نظر عمر لهايدي بنظرة متوعدة واسرع ليبحث عنها في الادوار العلوية .....


********************


تصعد خطوات ..خطوة بعد الآخرى 

كمراحل العمر الذي تتساقط اغصانه اليافعة ،صعدت إلى آخر الادوار ..قصدت البُعد عن الجميع في هذا الوقت بالذات 

بعد أن شعرت بالنبذ من الجميع .....إلا تلك العينان 

تحملانها لشط هادئ بعيد عن أحجار القسوة بقلوب البشر 

نظرت بتيهة وجلست على أحد درجات السلم العلوي وسقط رأسها على قدميها وهربت دموعها المتألمة ولم تدري أن هناك من يبحث عنها بجميع أرجاء المكان ...


مثل التائهة الذي فُقدَ من أهله ،مثل الغريق وهو ينظر لآخر  نظرة لأشعة الشمس قبل أن يسقط ليواجه الموت ..يبحث عنها 

حتى تفقد أثارها وسمع شهقات مكتومة ...اقترب ..واقترب 

حتى عثر عليها ..ارتخت ملامحه المشدودة وجلس بجانبها على درجات السلم ولكن بينهم مسافة كبيرة وقال برقة :- 


_ بطلي عياط عشان خاطري ،، أوعي تعيطي تاني طول ما أنا موجود 


رفعت رأسها بعد أن جعلها صوته ترتجف أكثر وقالت بضعف:- 

_سيبني أمشي يا عمر ،الدنيا دي مش بتاعتي ،مش عارفة ابقى فيها !!


نظر لها ببسمة مشرقة :-

_ تفتكري بعد ما قولتيلي عمر بالطريقة دي هسيبك تمشي !! 

الدنيا دي مش بتاعتهم ،،دي بتاعتي انا ،،لو رافضة وجودك فيها يبقى بترفضي وجودك معايا 

وتابع بنظرة دافئة :-

_ انا اختارتك تبقي فيها ، لأنك احسن منهم كلهم 

أما بخصوص اللي مزعلك فأنا اللي هعلمك بنفسي ..أنا وبس 


تفاجئت من حديثه وقالت :- 

_انت ؟!!  بس انا مشواري طويل !! 😢 


نهض ووقف أمامها بنظرة متحدية يغمرها لمعة العشق :-

_ خليكي معايا ...ومش هتندمي 

معايا ؟ 


لم تستطع إلا أن تبتسم وحركت رأسها قليلاً وفهم إجابتها الصامته 


***********************


الحلقة العشرون ....ليالي(الوجه الآخر للعاشق) 


نهض ووقف أمامها بنظرة متحدية يغمرها لمعة العشق :-

_ خليكي معايا ...ومش هتندمي 

معايا ؟ 


لم تستطع إلا أن تبتسم وحركت رأسها قليلاً وفهم إجابتها الصامته 


شاركها بابتسامة دافئة جعلت وجنتيها تصبغها حمرة الخجل وقال مرة أخرى :-

_ ماتطلبيش من حد يساعدك أو يفهمك حاجة لأنك مسؤوليتي من النهاردة وأي شيء محتاجة تفهميه قوليلي على طول 

نهضت ببطء واسندت يدها حائط السلم وقالت بخجل :-

_ بس انا كدا هعطلك عن شغلك ، انا تقريبًا مش عارفة أي شيء في الشغل وعلى ما اتعلم هاخد كتير ! 

وضع يده في جيوب بنطاله وقال بثقة ممزوجة بمكر يسبح في عينيه:- 

_ مش مهم ، انا هشوف شغلي وانا بعلمك مش هتعطليني  ماتقلقيش تاخدي شهر تاخدي اتنين تاخدي سنة مش مشكلة ، المهم إنك تفضلي قصاد عيني 


نظرت له بتوتر ثم هربت بعينيها لأتجاه آخر مما جعل ابتسامته تتسع واكمل بنبرة يملأها الحنان :-

_ عشان ابقى مطمن عليكي على ما تتعلمي واقدر اسيبك في الشغل وانا مطمن 


سألته بأستفسار قلق:-

_ تسيبني ؟ 

اطلق ضحكة جميلة جعلتها تبتسم وتنظر جانبًا ثم قال بخبث  :-

_ ماتخافيش أوي كدا ،مش هبعد كتير ،كام خطوة بس ،انا اصلا ما اقدرش ابعد اكتر من كدا عنك 

راقب تعابير وجهها الخجولة وقال بلطف:-

_ يلا عشان نبدأ الشغل 

هبطوا سويًا إلى الدور الاداري مع بعض النظرات الجانبية المبتسمة لكلاً منهم ....

أمام المدخل المؤدي للطابق الاداري ...وقف عمر وقال بجدية :-

_انتي مش هتشتغلي في الاستقبال تاني ،انتي هتشتغلي معايا .

نظرت له ليالي بدهشة وقالت بتلعثم:-

_معاك ! ،تقصد هنا؟! 

أومئ رأسه بموافقة وأردف قائلا:-

_  ايوة هنا ،وفي مكتبي كمان على ما احضرلك مكتب جنبي 

حدقت به بذهول وتهدج صوتها بتوتر :-

_ لأ، انا ما انفعش نهائي هنا ،إذا كان انا ماكنتش عا....

قاطعها بلطف واستطرد قائلا بهدوء :-

_ انسي كل اللي فات ،مش عايزك تفتكريه ،من النهاردة هتشتغلي في مكتبي كمساعدة ليا .

وأشار بيده الأخرى على يده المصابة والملفوفة بلفافة بيضاء وتابع :-

_شايفة إيدي عاملة ازاي ، يادوبك بعرف امضي على الأوراق

رمقته بشك ثم قالت بضيق :-

_ عمر ،انا مش عايزة مسؤوليتك كواصي عليا أنا واختي تخليك تتغاضى عن امور مهمة وتحطني في مكان مش لايق عليا وفي غيري احق بيه ! 


تنهد بعمق وقال بايضاح :-

لو بتتكلمي عن شهاداتك فممكن يكون عندك حق رغم إن ده في إيدك ،وبإيدك إنك تتعلمي وتبقي احسن مني كمان 

وتثبتي وجودي هنا لميع واولهم انتي ، لكن انا شايف حاجة تاني غير اللي إنتي شيفاه 

وتابع وهو يضم ساعديه أمام صدره العريض :-

_ ليالي ،انا بحطك في مكان مش سهل عليا إني احط أي حد فيه او استأمنه على أسرار الشركة اللي مش بتخرج من مكتبي ، انا بدور على حد اكون واثق فيه زي ما واثق من نفسي بالضبط 


اطرفت عينيها وبدأ موجات الاطمئنان تغزو قلبها من جهته وقالت بتساؤل:-

_ انت بتثق فيا زي ما بتثق من نفسك يا عمر ، بالسرعة دي ! 

احنا عمر معرفتنا ايام ! 


تطلع على وجهها وسقطت نظرته على عينيها وقال بنبرة يغمرها الحنان :-

_ مش بالايام ومش بالسنين ، ممكن تعرفي سنين طويلة بس ماتقدريش تطمنيله ولو بنسبة بسيطة وممكن تقابلي حد ويبقى بالنسبالك كل حاجة مش بس يكسب ثقتك ، كل حاجة يا ليالي ..ياريت تكوني فهماني 

أمام نظرته هذه لم تستطع التفوه بأي حديث وتاهت منها الكلمات ثم استجمعت شتات فكرها وقالت بتهرّب من مجرى هذا الحديث :-

_ هنفضل نتكلم كدا ونسيب الشغل ؟

هربت البسمة من وجهه ليأتي مكانها العبوس والحيرة من هروبها المعتاد ،أم تهرب من أمر قلبها ؟! 

زفر بحدة ثم توجهه إلى مكتبه وهي معه ، دخل المكتب وجلس في مقعده وجلست هي أمام المكتب الخشبي ...


رفع عمر السماعة واتصل على رقم مكتب تامر واتى له بعد دقائق ليتفاجئ بوجود ليالي .....


قال عمر بنبرة آمرة وجدية لا تقبل النقاش :-

_ ليالي هتشتغل هنا كمساعدة ليا على ما ايدي تخف وكمان هتتعلم الشغل وهعلمها بنفسي بما إن غيري مش راضي يعلمها وده هحاسب عليه بعدين مش دلوقتي .


حدق تامر بنظرة حاقدة لليالي وقال بتعجب:-

_ مساعدة ليه يا عمر ! ،اومال انا بعمل إيه ؟!  هو مش انا سكرتيرك بردوا ؟! وبعدين انسة ليالي مش مؤهلة خالص للشغل هنا !! 


انكمشت تعابير وجه ليالي ونظرت للأسفل بضيق والم ولاحظ ذلك عمر وغضب من اجلها رغم ضيق منها منذ دقائق وقال لتامر بتحذير صريح :-

_ انا قولت هتشتغل هنا وده ما يخصكش يا تامر ، انا هعمل اللي شايفه صح واللي انا عايزه ومش عايز حد يراجع قرارتي بعد كدا اظن انت فاهم ....


هز تامر رأسه ببسمة ملتوية بها لمحات خبيثة  حاقدةوقال :-

_ فاهم يا عمر ، فاهم 

خرج تامر من المكتب وهو يتوعد بالشر للجميع ولكن لم تسنح الفرصة المناسبة بعد .....


وجهه عمر جهاز *اللاب توب* لليالي بعد أن فتحه على أحد البرامج وقال :-

_ هنبدأ من البرنامج ده وهشرحلك كل تفاصيله 


قربت ليالي الجهاز إليها واختلست بعض النظرات السريعة وقالت وهي تريد أن تبدل مزاجه الذي تعكر بسبب هروبها من حديثه :-

_ طب هتشرحلي وانت مكشر كدا ؟! 😒 

ظهرت ابتسامته بالتدريج من مزاحها الذي لم يعتاد عليه حتى نظرت هي للحاسوب أمامها وكتمت ضحكة كادت أن تطلقها 

قال بخفوت ومرح :-

_ مجنونة 😂 

رفعت راسها وقالت بغيظ :-

_ ايه ؟ 😕 

عدّل حديثه وهو يتنحنح وقال:-

_ ايقونة، في البرنامج😝 😂 


**********************


الحلقه الحاديه والعشرون والثانيه والعشرون والثالثه والعشرون من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات كامله وحصريه من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

إرسال تعليق

أحدث أقدم