رواية زمزم قلبي الفصل الحادي عشر حتى الفصل العشرون بقلم بيان الجارحي مني حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية زمزم قلبي الفصل الحادي عشر حتى الفصل العشرون بقلم بيان الجارحي مني حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
مازن: يا راجل وانت متخيل لو رحت قلت لزمزم اني انا سبب اذيتك في الماضي هتسامحك؟!
رؤوف مكنش معنا ولا عمل ليها حاجة اما انت الي اعملت كل حاجة
محمد بغضب: بقولكوا ايه انا مش هكمل معاكم في شغلكم دا،لأنه بجد كفاية،وانت يا عم مازن تخيل الي حصل لزمزم يحصل لريمان بنتك هتعمل ايه؟!
وانت يا احمد بكرة لما تفكري تتجوز تخيل كل الي اعملته مع زمزم يرجع في أولادك وبناتك
ولا امي الي ماشية ورا اخوها الي هيدمرها
خلاص بقا كفاية كدا،هتكملوا كملوا لوحدكوا انا مش هكمل معاكم.
ونهض ثم دخل غرفته،نظر مازن لأحمد وقال: اخوك دا مال دماغه؟
أحمد بتشتت بين كلام أخيه وكلام مازن: ها معرفش،عن اذنك يا خالي داخل انام شوية،البيت بيتك طبعا
ثم نهض ودخل غرفته وقال مازن: محمد هيعطل شغلي لازم اخلص منه زي ما خلصت من مروى
ثواني وفتح الباب ودخلت زنود ألقت السلام وجلست فقال مازن: فين كنتِ
زنود: كنت بالمشفى عند روان
مازن: ايه الي خلاكِ تروحي هناك
زنود: معرفش،لكن فجأة تذكرت كلام زياد واني انتبه ليها،انت حصل معك ايه
قص عليها مازن ما حصل فقالت: انت عارف لو راجح او زمزم عرفوا بحاجة ليلتنا هتكون بالسج...ن
مازن: وليه ما تقولي انه ولادك الي هيعرفوا راجح
زنود: ولادي معانا
قص عليها مازن ما قاله محمد فقالت: انا مش عارفة ايه الي حصلهم فجأة،فجأة اتذكروا كدا انه عندهم اخت اسمها زمزم
مازن: ربنا يستر،انا داخل انام
================================≈====
مر اليوم بسرعة،وعاد الجميع إلى الفيلا الخاصة بإيهاب،بعد ذهاب العائلة باكملها إلى المشفى للاطمئنان على زياد.
كانت إشراق بالمطبخ هي ونهلة
إشراق: بجد يعني زياد بدأ يتحسن
نهلة بسعادة: ايوا الحمدلله يارب
أدمعت عينا إشراق فقالت نهلة بقلق: مالك يا إشراق في ايه يا حبيبتي
إشراق بحزن: مروى وحشتني يا نهلة،وحشتني بجد،كان نفسها تشوف زياد لآخر مرة،لكن للأسف ما حصلش ولا شافته ولا ودعته
نهلة بابتسامة حزن: مروى دي كانت الروح الي في البيت دا لكم ربنا عوضنا بزمزم نسخة من مروى الله يرحمها
إشراق: الله يرحمها،يلا نكمل الاكل يلا
في غرفة زمزم الخاصة كانت بشرى وازهار وورود يساعدن زمزم في ترتيب اغراضها
بشرى: بت يا زمزم انا عايزة الجاكيت الجلد دا مليش دعوة
زمزم: وهتلبسي فين يا عنيا
بشرى: البسه مع تيشيرت وجيبه واسعة وطرحة واطلع اخرج مع صحابي
زمزم: واخواتك
بشرى: مش هيعملوا حاجة
زمزم: لا يا،ولما راجح يعلقك على باب الفيلا تعملي ايه؟!
بشرى: ربنا يرحمني،لكنها عجبتني اعمل ايه
زمزم بضحك: بس خلاص متعيطيش البسيها هنا داخل الفيلا مش برا
ورود وأزهار: نحن هنا
زمزم: ايه رأيكن تاخدن كل حاجة بس تحلن عني
ضحكت الفتيات عليها وأكملن ترتيب مع بعضهن
===============================≈=====
إيهاب: ودا كل الي حصل
كان إيهاب يجلس هو وراجح ورؤوف وتامر في المكتب الخاص به في الفيلا،وقص على راجح كل ما حدث.
راجح: سيبوا الموضوع عليا
إيهاب: هتعمل ايه
راجح: ابدا هتأكد من حاجة وحدة لو طلعت الي في دماغي مازن مش هيطلع من السجن إلا على حبل المشن...قة
رؤوف: عارفين انا لو م...ت او حصل ليا حاجة عمري ما افهم تفكير راجح
إيهاب: مش لوحدك والله
ضحك راجح وقال: انا طالع اوضتي ارتاح شوية
إيهاب: ربنا معاك
صعد راجح غرفته وقال إيهاب: بقولك يارؤوف باعتبار أن والدك بدأ يتحسن وانه انت المسؤول عن زمزم بعد والدك باعتبار انه امك واخواتك مش سائلين انا عايز منك حاجه
رؤوف بهدوء: اكيد يا عمي اتفضل
إيهاب: بص إشراق كلمتني وقالت إنها عايزة تخطب لراجح
رؤوف: بجد؟!!!
إيهاب: ايوا بجد،وهي حابة تخطب زمزم لراجح انت رأيك ايه
رؤوف بسعادة وفرح: لو عليا انا موافق يا عني،لكن رأي زمزم هو الأهم
تامر: ايه القرارات الحلوة دي،واخيرا هنفرح
إيهاب: ربنا يكملها معانا،اكيد رأي زمزم مهم جدا شوف رأيها يا رؤوف
رؤوف: إن شاء الله يا عمي
دخلت إشراق وقالت بابتسامة: آسفة قاطعت كلامكم
إيهاب بابتسامة: اتكلمت مع رؤوف بخصوص الموضوع الي كلمتيني بيه
إشراق بسعادة: بجد
رؤوف: بجد يا مرات عمي،لكن هشوف رأي زمزم
إشراق بابتسامة: تمام إن شاء الله خير،المهم يلا تعالوا الغدا جاهز
خرجوا جميعهم من المكتب وتوجهوا إلى طاولة الطعام وجلسوا،وصعدت نهلة وأخبرت الفتيات بأن ينزلن
بشرى: بنات ايه رأيكن نلبس زي بعض
زمزم: الله فكرة حلوة
"ارتدت الفتيات فستان طويل وواسع باللون الأزرق الداكن وحجاب باللون الوردي وشوز باللون الأبيض"
زمزم: بنات انزلن انا ثواني والحقكم
بشرى: تمام
نزلن إلى الاسفل وبعد قليل خرجت زمزم من الغرفة ونزلت إلى الأسفل
في غرفة راجح وقبل أن ينزل اتصل به أحد ما وقال له: بص ياباشا زمزم هانم النهاردة شوفتها في قسم السل الرئوي وكان هناك امها
راجح: شافوا بعض
:لا يا باشا
راجح: بقولك يا عزوان انتبه كويس وراقب كويس
: متقلقش ياباشا،عن اذنك
أغلق راجح الهاتف وقال: الله يستر
نزل راجح إلى الاسفل وجلس،نظرت له زمزم ثم اخفصت عينيها في طبقها وقالت في نفسها: بارب اعمل ايه،اقوله ولا اقول لعمي ولا لرؤوف ولا لتامر ولا اعمل ايه
إشراق: زمزم مبتاكليش ليه
زمزم بانتباه: الحمدلله شبع
نهلة: هو انتِ اكلتي حاجة
نهضت زمزم وقالت بابتسامة: لا بجد شبعانة مش جعانة،رايحة اعمل الشاي لوقت ما تخلصوا
ذهبت إلى المطبخ وقال إيهاب: بنات حد مزعل زمزم
ورود: لا والله يا بابا،بس هي من لما رجعت وهي مش على بعضها صح كانت تضحك معنا بس كأنه حصل معاها حاحة
راجح في نفسه: موضوع مرات عمي زنود الله يستر اكيد دا الي شاغل دماغها
إشراق: راجح بكلمك يا حبيبي ايه فينك
راجح بانتباه: معلش سرحت شوية يا غالية
إيهاب بشك: لا انت وبنت عمك صايرلكم حاجة ولا ايه
نهض راجح وقال بابتسامة: لا والله انا تمام محصلش حاحة،انا طالع الجنينة اقعد شوية
خرج راجح إلى الحديقة والباقي أكملوا غدائهم وبعد مرور بعض الوقت،أنهى الجميع غدائه،خرج تامر ورؤوف وإيهاب وجلسوا مع راجح،ونهلة واشراق بدأن بتنظيف الطاولة والفتيات في المطبخ
بشرى: زمزم بجد ايه صاير معك
زمزم بابتسامة وهي تضع إبريق الشاي على الطاولة: لا بجد محصلش حاجة بس اليوم كان متعب شوية
دخلت نهلة وقالت: ايه مالكم
أزهار: عمتو زمزم دي رخمة مش راضية تقولنا في ايه
إشراق وهي تحتضن زمزم: هش انتِ واياها،محدش يقول عليها حاجة،سيبوها على راحتها يلا كملن غسل المواعين
ورود وهي تغسل الاطباق: اغسلن المواعين،وزمزم خليها مرتاحة
زمزم بضحك: وانتِ مالك يا حجة مش عارفة
ضحك الجميع وبعد دقائق خرجن وجلسن في الحديقة
غمزت إشراق رؤوف الذي ضحك بهدوء فقالت زمزم: في ايه انت يا حج رؤوف انت وماما إشراق
مش مطمنة ليكم
رفع رؤوف يديه وقال: لا إله إلا الله شكرا على الثقة دي،تعالي هقولك على حاجة
زمزم: م....صيبة🥴🥴🥴🥴
رؤوف بضحك: واسمك فيها
زمزم: الله يبشرك بالخير
نهضت زمزم ودخلت هي ورؤوف إلى غرفة المعيشة فقال رؤوف: اقعدي يا زمزم في كلمتين عايزك فيهم
زمزم بقلق: في ايه
رؤوف بابتسامة: بصي يا حبيبتي،انتِ ما شاء الله جميلة لكن مجنونة ضحكت زمزم فأكمل: وبصي في عريس متقدم الك
زمزم بصدمة: عريس ايه
رؤوف: اهدي،بصي العريس هو راجح،كلنا هنكون فرحانين لو وافقتِ
ولو موافقتيش عادي بردو يا حبيبتي بالنهاية دي حياتك
زمزم بتوتر: رؤوف ااا انا يعني اح
ضحك رؤوف وقال: اهدي يا حبيبتي مفيش داعي لكل التوتر دا
زمزم: خليني افكر
رؤوف بابتسامة: متنسيش صلاة الاستخارة يا حبيبتي ماشي
زمزم بابتسامة: إن شاء الله
=====================================
اشراق: راجح
راجح: نعم يا امي
إشراق: عايزة افرح فيك
راجح: نعم؟! عندك تامر افرحي فيه
إشراق: لا انت بالأول،طب بص انا عندي ليك عروسة إنما ايه سكر وعسل
بشرى: اوباااا مين يا ماما
اشراق: مش بس اخوكي يقتنع
بشرى: انا بقنعه يا ماما بس قولي مين البنت واوعي تقولي زمزم
إشراق: هي بذاتها
صرخة خرجت من الفتيات وقالت ورود: أحلفي كدا يا ماما
إشراق يضحك: بس اسكتي انتِ واياها،ويا ستي وربنا هي
أزهار لراجح: بقولك انت لو رفضت يبقا خسرت أجمل شيء قي الحياة
بشرى: لا بجد دا يحصله الشرف انه يتجوز بنت مثل زمزم
راجح برفع حاجب: هو كأني مش اخوكي انا ولا ايه
بشرى: بقولك،من الاخر كدا موافق ولا لأ
اخذ راجح نفسا عميقا وقال: لو كان فيها خير ربنا يكملها معانا ولو لا ربنا يعوضها،هصلي استخارة واشوف
تامر: صدمتني بردك
راجح: ليه يعني
تامر: اصل انا بعرف كثير شباب بوافقوا على البنت أو لا من دون صلاة استخارة او تفكير
راجح: عشان كدا نسبة ارتفاع المطلقين قاعدة بتزيد مش بتنقص،لأنهم مبيرجعوش لربنا يدعوه مش يمكن ربنا مش راضي بالجوازة دي بسبب هو يعرفه بس،وهيظهر مع الايام
تامر: اقنعتني
ورود: نفسي كدا مرة وحدة تامر يفهم مثل راجح
تامر: بت اسكتي لأحسن اخلي الشب،شب يلحقك
ورود وهي تحضن راجح: بص بص شايف هيضربني بوجودك ووجود بابا
راجح وهو يحتضنها: انتِ عبيطة دا ميقدرش يقرب منك لانه عارف نهايته هتكون وحشة
تامر بابتسامة عبيطة: دا انا بهزر يا قلبي انتِ اختي حبيبتي
ضحكت ورود وخرج رؤوف ومعه زمزم وجلسوا
إشراق بهمس لرؤوف: ايه وافقت
رؤوف: قالت هتصلي استخارة
إشراق:دماغها زي دماغ راجح هز بردو قال كدا
زمزم وراجح: مالها دماغنا
فزع رؤوف وقال: بسم الله الرحمن الرحيم منكم لله يا أع..داء زمزم وراجح،قطعتو...لي الخلف،احنا قلنا حاجة يا مرات عمي
إشراق: لا لا ابدا
أزهار: ازاي سمعتوا كلامهم
زمزم: احنا مش اي حد
رؤوف بهمس لإشراق وإيهاب: دول هيودونا في داه...ية دا ينخاف منهم دماغهم زي بعض بس الإختلاف انه راجح عاقل وزمزم مجنون...ة
زمزم بغيظ: رؤوووف احترم نفسك انا مجنو...نة
رؤوف وهو يشرب كأس الشاي وينهض: بقولكوا انا طالع انام لانه لو قعدت تانية وحدة هكون من الأمو...ات
ضحك الجميع عليه،واكملوا جلستهم في ضحك وسعادة
=====================================
في المساء بعد أن صلى الجميع صلاة العشاء ذهب كل واحد منهم إلى غرفته
في غرفة إيهاب وإشراق
إشراق: خايفة ترفض او يرفض واحد منهم
إيهاب: إن شاء الله خير
إشراق: لا انا قلقانة قايمة اشوفهم
أمسك بها إيهاب برفق وقال: يا حبيبتي ليه القلق خلاص سبيبيهم براحتهم،اقولك ايه رأيك نقوم نصلي ركعتين ونقرأ قرآن يمكن يروح القلق وتبطلي تفكير
إشراق: ماشي
===================================≈=
في غرفة زمزم
كانت تجلس على مكتبها،فقالت: ياااه من زمن طويل مكتبتش اي حاجة
أخرجت دفتر مذكراتها وامسكت بإحدى الأقلام وبدأت تكتب
🖊📜: كنتُ امسك بالقلم فاكتب كل ما يجول بخاطري
كان القلم يساعدني في العثور على كلماتٍ مناسبة أصف بها مشاعري وحالتي،فهل الان سيساعدني في وصف مشاعري أم سيتخلى عني كما تخلت عني امي؟!
سأعرفك بنفسي أيها القلم لربما قد تكون نسيت من أنا،أنا زمزم زياد المالكي.....🖊📜،،،،،وللحديث بقية
زمزم قلبي
الفصل الثاني عشر
============================≈========
🖊📜: انا زمزم زياد المالكي،فتاة تبلغ من العمر عشرون عاما،فتاة تسكن مع ثلاثة إخوة او بالاصح اعيش مع أربعة غرباء، أنهيت الثانوية وانا في هذا العمر،أجل لربما تستغرب أيها القلم وتتسائل كيف انهيتها وعمري عشرون عاما بدلا من ثمانية عشر عاما،سأجيبك
كنت من الصغر وحيدة،لم اعثر على ذرة حبٍ من أمي او أبي
عندما ولدت تخلت عني أمي،فأخذتني زوجة عمي واعتنت بي ولحسن الحظ أن زوجة عمي كانت قد أنجبت تامر قبل أسبوع من ولادة أمي،فأرضعتني واعتنت بي وعاملتني كما لو أنني ابنتها،وهكذا أصبح تامر أخي بالرضاعة.
عندما بدأت اخطو أولى خطواتي خطوتها ويد عمي تسندني وليس أبي،وعندما قلت أبي قلتها لعمي وكذلك كلمة أمي قلتها لزوجة عمي،كان من المفترض أن يكون سندي هو إخوتي من أمي وأبي،ولكن للأسف سندي كان هو أخي تامر من زوجة عمي،لا أنكر أنني عندما بدأت بالدراسة كنت اطلب من عمي أن ياخذني لكي أعيش مع أمي وأبي،عشت معهم ثلاثة أشهر،جميعهم كانوا لا يحبونني ولا ينظرون لي إلا أخي رؤوف،كنت أرى في عينيه قليلاً من الحنان،اطمئن قلبي قليلا،ولكن بعد مرور ثلاثة أشهر عدت إلى منزل عمي
عدت بالمر...ض والحزن والكآبة،وصحتي أراها تهجرني يوما بعد يوم،لم أنسى ذاك اليوم الذي خرجت به من المدرسة وتوجهت لمنزل عمي الذي يبعد كثيرا عن المدرسة،ولكن خيرت نفسي بين" العودة للمنزل وانا متعبة واكاد أم..وت من الألم أم اذهب سيرا على قدماي لمنزل عمي" عندها اخترت السير لمنزل عمي وانا اعلم بأن عمي سيحزن لأنني لم أخبره بأنني سأعود إلى منزله
وصلت إلى منزل عمي،دخلت من البوابة وتوجهت إلى الباب،كبست على الجرس
ثوانٍ وفتح الباب،وكان أخي تامر
وقعت على الأرض فورا،صدم تامر من هيأتي وحاول إيقاظي لكن لم يستطع،صرخ بصوتٍ عالٍ ليأتي احد ليساعده،جائت العائلة جميعها واخذتني للمشفى،وتم إسعافي،وبعد مرور أسبوع وانا فاقدة للوعي،استيقظت أخيرا
عندما استيقظت لم أجد احد بجانبي لكن نظرت إلى الزجاج ورأيتهم ينظرون لي بحزن وفرح
دخل الطبيب إلى الغرفة وهو يرتدي كمامة طبية واقترب مني وسألني بماذا كنت أشعر في ذاك اليوم
أخبرته بالتعب والإرهاق الشديد والتعرق الشديد خاصة في الليل والسعال وألم عند التنفس او السعال
بدأ الطبيب بفحصي وأخبرني إن كنتُ أشعر بأي ألم،أخبرته بأنني غير قادرة على التنفس بشكل جيد وأشعر بالألم
لم أنسى ابتسامة الطبيب الحزينة ولم أنسى عندما قال لي" ربنا بحبك ومش هيسيبك يا بنتي" لم أفهم كلامه وما الذي كان يقصده،فقد كان عمري عشر سنواتٍ،خرج الطبيب ورأيته يحدثهم وعلامات الحزن والصدمة والبكاء تكسوا وجوههم،رأيت انهيار زوجة عمي وبكائها،رأيت ابنة عمي بشرى تبكي وتنظر الي،لوهلة شعرت بأن قلبي قد ك..سر،وتح..طم وتحول إلى أش...لاء،ما بهم وما الذي يحصل معهم،كل هذه التساؤلات تسائلتها ولم أجد إجابة عليها،مر اليوم ولم يدخل احد الي،مر اليوم والثالث والرابع وهكذا إلى ان مر أسبوع ولم يدخل احدٌ الي لكنهم لم يفارقوا المكان وبقيوا ينظرون الي من الزجاج،ولم أرى اي احد من عائلتي،وفي يوم من الأيام دخل الطبيب الي وكان معه عمي إيهاب وابنه راجح،كانوا يرتدون لباس باللون الأزرق وكمامة طبية
نظر الي عمي والدموع تملأ عينيه،فانتبهت لكلام الطبيب الذي يقول" انا آسف بجد،لكن كل شيء بإيد ربنا،واكيد ليه حكمة من انه يحصل معها كدا وانها تصاب بمر..ض زي دا"
حينها رد عليه راجح وقال"مالها يا دكتور"
نظر له الطبيب بحزن وقال" الي كنت شاك فيه يا ياباشا،هي عندها................"
================================
زمزم قلبي
الفصل الثالث عشر
=====================================
🖊📜: صدمت عندما سمعت الطبيب يقول" الي كنت شاك فيه ياباشا،انا بعتذر بجد،هي مصابة بمرض الس..ل الرئوي،لو تم علاجه بأسرع وقت كدا مش هيكون في خطر على حياتها،هو يختلف تماما عن مرض الكان..سر،علاج الس...ل الرئوي بيتم عن طريق مضادات حيوية وأدوية عدة وفق نظام غذائي،عكس الكان..سر تماما لانه علاجه من خلال جلسات كيماو..ية،لكن بإذن الله ربنا يكتب ليها الشفاء متقلقوش.
لوهلةٍ صدمت صحيح لم أفهم ما قاله،لكن سماعي لأسماء تلك الامرا..ض كان كفيلاً بأن يدب الرعب إلى قلبي
سمعت عمي يسأل الطبيب"ازاي حصل ليها كدا،اقصد انه اكيد في أسباب للإصابة بمر...ض زي دا"
أجاب الطبيب حينها بقول" من خلال التحاليل الي عملناها لاحظت انها بتعاني من سوء تغذية،وسوء التغذية بيلعب دور في الاصابة بمر..ض زي دا"
حينها شعرت بأنني أصبحت ابنة عشرين عاماً،وقلت بنبرة حزن وسخرية" شيء متوقع"
تعجب الطبيب وقال" الفترة الي مرت دي ازاي كان اكلك،اقصد ايه الي كنتِ بتاكليه او بتشربيه"
لم يعلم الطبيب بأن بسؤاله هذا جعل جرو...حي تنز...ف نز..فا شديدا،فأجبته" تقريبا مكنتش باكل،كنت فاقدة الشهية"
آهٍ لو علم الطبيب كيف كنت اعيش مع عائلتي،كانوا يتركونني بالمنزل وحدي دون أي طعامٍ او شرابٍ،ويخرجون لا أعلم إلى أين كانوا يذهبون،كنت أصرخ مراراً بأن لا يتركونني وحدي،لأنني كنت أخاف،كنت أرتعب،لكن لا حياة لمن تنادي،بدأت اشعر بالتعب والدوار يلتف حول رأسي ويحاوطه كالسياج الذي يحاوط حديقةً او قصراً،أخبرت امي مرارا بأنني أشعر بالتعب لكنها لم تهتم،أخبرت أبي بأنني متعبة،ولكنه لم بهتم لي،اهتم بأخوتي وتركني كالغريبة.
استيقظت من أفكاري على صوت الطبيب وهو يقول" على كل حال متقلقش ياباشا هنبدأ بالعلاج بأسرع وقت "
إيهاب: مدة العلاج كم يا دكتور
حينها أجاب الطبيب بابتسامة مطمئنة" بص يا بشمهندس إيهاب احنا هنبدأ بالعلاج وخلال أسبوعين هيبدأ المر..ض يخف والشفاء أسرع،لكن لو عدى أسبوعين من غير أي حاجة،كدا هيكون معها مر..ض س..ل مقاوم للأدوية واتمنى ميحصلش الخيار التاني وعلى العموم مدة العلاج هتكون ست أشهر واتمنى بعد ست أشهر ينكتب ليها الشفاء"
خرجوا من الغرفة بعد أن ابتسم عمي بقلق،بدأت برحلة العلاج والتي كانت عبارة عن مضادات حيوية وأدوية أخرى،واتباع نظام صحي ملائم للأدوية التي أتناولها،مر أسبوع وعائلة عمي لم تفارقني،وعائلتي مختفية،مر الأسبوع الثاني،وتأكد الطبيب بأن مر..ض الس..ل الذي أصابني ليس مقاوم للأدوية وأستطيع الشفاء منه بإذن الله.
مر الأسبوع الثالث والرابع والخامس هكذا إلى أن أنهيت ستة أشهر،ستة أشهر رأيت فيهنَّ تعب لم أراه من قبل،صحيحٌ بأنني كنتُ اتناول الأدوية بإنتظامٍ واتناول الطعام بشكل جيد،لكن المكوث بالمشفى وأنتَ منعزلٌ عن الآخرين شعورٌ سيء،فقد منع الطبيب دخول أي شخص إلى غرفتي حتى لا يتأذى احد او يصاب بالعدوى،وفي حال دخول أحد الي،يرتدي كمامة طبية ولا يبقى طويلا بالغرفة،خمس دقائق ويخرج.
اليوم هو آخر يومٍ في رحلة علاجي،أجرى الطبيب لي بعض التحاليل ليتأكد من شفائي مئة بالمئة،مرَّ اليوم وحل المساء وأخيراً رأيت الطبيب وهو يدخل الغرفة ويرافقه كلٌ من بشرى وراجح، وقف الطبيب وبدأ يقرأ في التحاليل ثم رفع نظره وقال" احنا عملنا الي علينا والشفاء والتوفيق وكل حاجة من عند ربنا،احنا عملنا اليوم تحاليل لنتأكد من شفاء زمزم هانم،ايه مستعدة تعرفي النتيجة"
لا أنكر أنني ولوهلةٍ ارتعبت قليلا،وعلت نبضات قلبي خوفاً من النتيجة،لكنني استعنت بالله وقلت: مستعدة يا دكتور اتفضل
الطبيب بابتسامة مطمئنة: وكدا اقدر اقول انه الغرفة دي محتاجها مريض غيرك،الحمدلله هي الآن بخير وكل حاجة سليمة ومفيش اي حاجة بتعاني منها.
لم أنسى احتضان بشرى لي وفرحها،لم أنسى دخول زوجة عمي واحتضانها لي كان حضنها دافئ،لم أنسى فرحة الجميع عندما خرجت من المشفى،ولكن!
عندما أخبر عمي ابي بما مررت به لم يهتم ابدا،كذلك امي واخوتي من دون رؤوف،فهو الوحيد الذي زارني صحيح لم يطل في زيارته ولم يحدثني الا بضع كلمات وهي"سلامتك،ازيك"
بعد مرور أسبوع
كنت أعيش مع عمي في منزله بعد أن أخبر أبي بأنه سيأخذني لأعيش عنده بضع أشهر ووافق دون أن يسأل السبب،عدت للمدرسة،لم أكن مقربة من احد،كنت أحب الجلوس وحدي برفقة كتبي بعيدا عن العالم،كنت متفوقة بدراستي،وأحصل على درجات عليا،مرت السنة الأولى والثانية والثالثة هكذا إلى أن أصبح عمري سبعة عشر عاما،في خلال هذه السنوات عرفت أن العائلة الحقيقة ليست تلك التي تولد بها،بل تلك التي تحتويك في أوقات حزنك وسعادتك،عرفت أن الأم ليست تلك التي تنجب،بل تلك التي تربي وتحتوي وترعى،تلك التي تكون نورا لدربك،تلك التي تكون لك صديقة ورفيقة ومحبة واخت،عرفت أن الأب ليس ذاك الذي يرافق اسمك،بل ذاك الذي يكون لك سندا وصديقا ورفيقا واخا،عرفت أن ليس جميع الأخوة يستحقون لقب الأخوة،بل هناك إخوة يكونون لك شمسا في نهارٍ غائم،ويكونون لك قمرا في ليلٍ يأسره الظلام،عرفت من يحبني ومن يكره..ني عرفت كل شخص على حقيقته مع ذلك لم اطوي عائلتي من صفحات كتاب حياتي،بل بقيت أحبهم واخاف عليهم.
لم أقدم الثانوية ولم أدرسها بسبب تعب أبي ودخوله في غيبوبة،بسبب اخوتي الذين حطمو...ه وحطمو..ا آماله،تعب عليهم كل هذه السنين،وافنى حياته لهم،وسلمهم أعماله،لكنهم وللأسف لم يكونوا قادرين على حمل هذه الأمانة وقوت عيشنا،وصرفوا كل شيءٍ على أمور لا ترضي الله،وأمور اخرى،إلى أن فقدوا جميع ما اورثه ابي لهم،بإستثناء المصنع الذي بقي فقط،انقلبت حياتهم رأسا على عقب،بعد أن كانوا الكل بالكل ويعيشون حياة جميلة،أصبحوا يعيشون حياة سيئة،دخل أبي في غيبوبة وأسر المرض جسده،وأصبح عاجزا غير قادر على فعل اي شيء،عشت مع عمي وبصراحة العيش معه أفضل بكثير،فقد كانت أمي تعاملني كالجارية وللأسف لربما الجارية تعاملها معاملة حسنة،في حال كنت أريد زيارتهم كنت اذهب ثلاثة أيام بالأسبوع فقط وأعود منطفئة إلى منزل عمي،لكن لم أكن قادرة على البعد عنهم،وصحيح تأزمت حالة ابي ولم يستطع الاطباء فعل اي شيء سوى أن يتركوا الأجهزة عليه،وبسبب حالة أبي،لم أستطع الدراسة وتأثرت بحالته وتعبت نفسيتي ولم أكن قادرة على فعل اي شيء سوى الصلاة والدعاء له.
مرت هذه السنة وجاءت السنة التي بعدها،وأصبح عمري ثمانية عشر عاما
مازال حال أبي كما هو صحيح أنه استيقظ وخرج من المشفى وكما قلت كان عاجزا غير قادر على فعل اي شيء،ولكن وللأسف تأزمت حالته اكثر بعدما رأى معاملة اخوتي له ومعاملة امي له،ومقاطع...ة الناس لنا،تأثرت نفسيته كثيرا وأهمل صحته اكثر وأكثر،فعاد للمشفى وحالته متأزمة أكثر من اللازم،وللأسف بعد اسبوعين دخل في غيبوبة.
وللأسف لم أقدم الثانوية بسبب ما حصل معي💔💔
في يوم من الأيام كنت في منزل أبي،استيقظت من النوم،رأيت أمي تدلف إلى غرفتي وتقول" البسي حجابك عندنا ضيوف،اطلعي سلمي عليهم"
لوهلةٍ صُدمت مما قالته،فالساعة لم تتعدى السابعة والنصف صباحاً،لم أجادلها كثيرا،وذهبت غسلت وجهي ثم ارتديت لباسا فضفاضا وحجابي،ثم خرجت من الغرفة
رأيت أمي واخوتي يجلسون مع أمرأة يبدو أنها أم لذلك الشاب الذي يجلس بجانبها،شعرت بانقباض في قلبي ولم أشعر بالراحة قط لنظراتهم
لكنني سلمت على المرأة بكل هدوء ثم جلست بجانب أمي
فجأة نهض رؤوف واستأذن وخرج من المنزل بسبب رنين أحد أصدقائه عليه وبعد مرور دقائق نهضت أمي وقالت بابتسامة" اهو البنت عندكم،احنا هنطلع من هنا بس قبل كدا الفلوس تكون معانا"
صُدمت مما تقوله أمي وقلت"ماما انتِ تقصدي ايه،ومين دول"
لم ولن أنسى نظرتها في تلك اللحظة ولن أنسى كلامها الذي كان بمثابة خنجرٍ أصاب قلبي وجعله ينزف نزفا لم يعلم بمقدار وجعه الا الله"بصي انا كدا كدا عمري ما حبيتك بنتي اه،بس كرهت..ك معرفش ليه،فأنا مش شايفة اي لازمة لقعدتك هنا أو لوجودك بالحياة اصلا،دا دكتور مرزوق ودي والدة حضرته،ثم اقتربت مني بهدوء وقالت" دول بتا...جروا بالأ...عضاء بالسر محدش يعرف عنهم حاجة،وأهو ولأول مرة هنستفيد منك بحاجة"
صدمة،رعب،قلق،توتر،بكاء،كل هذا حصل معي مرة واحدة،سمعتها وهي تقول "اهي عندكم اعملوا إلى تعملوه،سمعت صوت المرأة وهي تقول"الفلوس بالبنك اتفضلي استلميهم"
سمعت ضحكة أمي واخوتي ضحكة لن أنساها مدى حياتي،فجأة خرجوا وتركوني لوحدي معهم،صرخت صرخات متتالية لعلَّ صرخاتي توقظ أمي،لكنها لم تستمع لي،وجدتهم يقتربون مني وعلامات الش...ر بادية على وجوههم
مهلا،أليس لديهم أي قلب ألا يعرفون الرحمة أبدا او الرأفة،هربت منهم وانا اصرخ إلى غرفتي،أغلقت الباب بسرعة بالمفتاح،وبدأت أبحث عن هاتفي لاتصل بأي أحد يساعدني،صوت شهقاتي وبكائي كان يعلو أكثر وأكثر،صوتهم وهم يأمرونني بأن أفتح الباب كان مرعباً،كانوا يحاولون كسر الباب،خوفي، خوفي ازداد،وأخيرا وجدت هاتفي،ضغطت على أول رقم رأيته،ثواني وجاءني الرد وكان ابن عمي راجح،لم أستطع الرد بسبب كسر الباب ودلوفهم إلى الغرفة،بدأت بالصراخ ليصل صوتي إلا ابن عمي ليأتي وينقذني حاولت التحدث وقلت" سيبوني،عايزين مني ايه،سيبونيييي،ابعدوا عنييي"
ضحكت المرأة وقالت"ايه يا حبيبتي،انا دافع لأمك مليونين جنيه،وجاية تقولي ليا ابعدوا عني،مش هنطلع من هنا إلا واحنا مخلص..ين عليكِ"
لحظة!
بدأت بالصراخ مرة أخرى ولكن للأسف،لم أسمع صوتي،صوتي اختفى،حاولت أن أجد أي شيء لألقيه عليهما لكن لم أجد للأسف💔💔💔 فجأة لم أشعر بأي شيء،شعرت بأن هناك غمامة سوداء فوق رأسي،شعرت بأن الظلام أسر عيوني،وفقدت الوعي تماما.
=================================
زمزم قلبي
الفصل الرابع عشر
=====================================
🖊📜: لا أعرف ما الذي حصل بعدها،لكنني أذكر بأنني استيقظت ورأيت نفسي بالمشفى،وزوجة عمي بجانبي،وأذكر بأنها كانت تمسك بالمصحف وتقرأ سورة يس.
حاولت النهوض لكنني لم أستطع،شعرت بأنني مقيدة والصداع يأسر رأسي،انتبهت لي زوجة عمي فقالت بلهفة تمنيتها من أمي،💔💔" زمزم حبيبتي،انتِ بخير"
أردت أن أجيبها،لكنني لم أستطع،حاولت مرارا أن أجيب او أن اصدر صوتا لكنني لم استطع،حينها اكتشفت بأنني فقدت صوتي،ساعدتني زوجة عمي في اعتدال جلستي،حينها تذكرت ما حصل لي،بكيت وأصابني انهيار،كيف لأمٍ أن تفعل هكذا بابنتها،أحقاً هي أم،ما كل هذه القسوة،احتضنتني زوجة عني بحنان وقالت" بس اهدي يا حبيبتي،اهدي خلاص،انا معك وكلنا معك،اهدي يا حبيبتي،كل شخص كان سبب في أذي...تك هيتحاسب،بس اهدي يا حبيبتي"
لا أنكر بأنني هدأت،هدأت تماما بعد احتضانها ومواساتها لي بتلك الكلمات.
لم تسألني ما الذي حصل،أو كيف أشعر الآن،بل كان اهتمامها الوحيد هو أن أهدأ ويستكين قلبي،كان اهتمامها الوحيد هو أن أشعر بالأمان فقط.
هدأت،لكن دموعي مازالت تنهمر كالغيث على وجهي،لم أنسى حنانها معي عندما رفعت وجهي ونظرت لي بابتسامة مطمئنة ومسحت دموعي وقالت" بصي يا حبيبتي،عايزة تعيطي عيطي،عايزة تصرخي اصرخي،اعملي اي حاجة لحتى ترتاحي،لكن انا عارفة انك مش هترتاحي او تنسي بسهولة كدا،لكن انا عارفة الشيء الي هيخفف عنك،انا عارفاكِ مؤمنة بالله،علشان كدا الآن تقومي تتوضي وتصلي ركعتين وادعي ربنا،ايه موافقة
في اصعب وقت وفي وقت الشدة،مازالت تحتويني وتذكرني بالله،حرمت رأسي للأمام دليلا على موافقتي،ابتسمت بهدوء وقالت" زمزم،انتِ مش قادرة تتكلمي،وحاسة انك فقدتِ النطق،ثواني انادي للدكتورة،متقلقيش بنات عمك قدام الأوضة وانا مش هتأخر عليكِ،ولو حاسة بالخوف قولي الدعاء الي دائما بتطمني لما تقوليه"اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ، مُنزِلَ التَّوراةِ، والإنجيلِ، والفُرقانِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه، أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ».
فعلا،أرتاح عند قول هذا الدعاء،فعندما أقوله أشعر بالراحة وانعدام الخوف والقلق،خرجت زوجة عمي،خمس دقائق وعادت ومعها الطبيبة
سألتني الطبيبة هل أنا بخير،أو هل هناك شيءٌ يؤلمني،حركت رأسي نافية دلالة على عدم وجود أي ألم،فقالت لي بابتسامة مطمئنة " اسمعيني يا زمزم،انا إلى اعرفته من العيلة هنا،انك مؤمنة بالله وقضاءه وقدره،بصي نتيجة الي حصل معك،ونتيجة لتعبك النفسي وإنك لما وصلتينا هنا كانت نبضات قلبك مش سليمة،فقدتِ النطق،بصي هي حاجة مش تخوف أبدا،اميد النطق هيرجع ليكِ متقلقيش،دا بسبب الصدمة الي اتعرضتي ليها.
================================
زمزم قلبي
الفصل الخامس عشر
=====================================
🖊📜: باتت أيامي كمرارِ الحنظلِ..
مرَّ شهر على ما حدث لي،شهرٌ لم أرى النوم فيه،لم أستطع النوم،فكلما زارني النوم وسكنتُ قليلا،تأتيني كوابيسٌ من حيث لا أعلم،كوابيسٌ تذكرني بما حدث،حاولت أن أنسى،وحاولت عائلة عمي أن تساعدني على النسيان،لكن ما زاد الأمر سوءاً هو {عندما أخبروني بمقت...ل عمتي مروى}،صُدمتُ وكُسرَ قلبي،كانت خفيفة الظل،طيبة الروح والنفس،لم تكن قريبة مني مني كثيرا بسبب عملها وهو مضيفة طيران،كانت تسافر كثيرا،وتزورنا كل خمسة أشهر،عندما كنتُ اجلس معها،كنت أشعر براحة لا يعلمها إلا الله،بالرغم من انها قليلة الكلام،كثيرة التبسم،إلا أنها تركت أثراً جميلا قد حُفر بقلبي،عندما مرضتُ أذكر بأنها كانت تحدثني مراراً على الهاتف وتطمئن على صحتي،أذكر كلامها جيدا عندما قالت لي في أحد المرات التي اتصلت بها لتطمئن على صحتي" بُصي يا زمزم،مش عايزك تكوني ضعيفة مهما حصلك،عايزك تكوني قوية،عايزك تلجأي لربنا في كل حاجة،مش عايزك تزعلي من اهلك،وكلي أمرهم لربنا،ممكن يأذوكي،ممكن يكونوا سبب في زعلك،لكن مش عايزك تضعفي لأنهم بعاملوكِ كدا،حبيبتي كوني واثقة من ربنا انه مهما يحصلك ومهما تحزني ومهما تنكسري،انه ربنا هيجبرك ويعوضك عوض عمرك ما تخيلتيه أبداً،وأنه بيختبر صبرك وقوة تحملك،وعايز يشوف اذا بتصبري او هتستسلمي"
كأنها تعلم بأنه سيحصل معي هكذا،كأنها تعلم بأنني سأنخذل وأكسر هكذا،آهٍ يا عمتي،فراقكِ صعبٌ جداً.
علمتُ بأنها قُتلت وهي عائدة إلى مِصر،اصبتُ بصدمة نفسية شديدة،دخلتُ في غيبوبة لمدة ستةِ أشهر، وعندما استيقظت لم أكن بحالةٍ جيدة،وبالرغم من ذلك،صممت على الخروج من المشفى،وافق عمي على ذلك،خرجا من المشفى لمنزل عمي،لم أحدث أحد،إنعزلت في غرفتي أبكي على ما حدث،ابكي على معاملة امي لي،أبكي على قلبي الذي كُسر مِن مَن كان مِن المفترض أن يكون سنداً لي،بقيت على هذا الحال شهرٌ كامل،حاول عمي وزوجة عمي وعمتي نهلة حاول الجميع أن يخرجوني من حزني،لكن لم يستطيعوا،فقد كان الحزن يأسر قلبي،حتى أنا لم أستطع الإبتعاد عنه والخروج منه،مر الأسبوع الأول والثاني والثالث والرابع،مرت سنة كاملة وأنا بنفس الحالة،أصبح عمري تسعة عشر عاما،علمت في السنة الماضية أن والدتي وأحمد ومحمد قد تم إلقاء القب..ض عليهما بسبب ما فعلوه معي،وبسبب اعتراف كل من السيدة وابنها عليهم،وأنهم هم من أفسحوا المجال لهما بأن يفعلا ما يريدانه بي،ولكن وللأسف بعد ثلاثة أشهر خرجوا من السجن،لأنهم استطاعوا إقناع القاضي والمحامي والمحقق بأنه تم تهدي..هم من قبل السيدة وابنها،وهذا ما جعلهم يتركونني لهم،أما بالنسبة للسيدة وابنها فقد تم الحكم عليهم بالمؤ..بد لارتكا...بهم العديد من الجرا...ئم الأخرى كالتجا...رة بالمخد...رات،والاعضا...ء وتهر..يب أس..لحة وآثا.ر.
وبالمناسبة أخي رؤوف لم يتم إلقاء القب...ض عليه،لأنه وباختصار لم يكن يعلم أي شيء عن ما تتخطه امي،وكان منشغلٌ مع رفاق الس..وء.
الأمر الذي كسر قلبي،هو تخل.ي والدتي عني،واخبار الناس بأنني اصبحتُ معقد..ة ومجن..ونة وأنني بالمشفى أتعالج،حرفياً تحول قلبي إلى أشلا..ءٍ صغيرة،لكن لم يكن بيدي فعل أي شيء سوى الدعاء واللجوء لله.
في عمر التاسعة عسر،لم أقدم الثانوية بسبب سوء حالة أبي،وبسبب تلك الإشاعات التي سمعتها عني،بأنني مجن..ونة ومصاب..ة بأمراضٍ عقلية،وبالتأكيد سبب هذه الإشاعات هو أمي،أو المرأة التي كنتُ أظنها أمي،لم أعد أحبها،بتُ اكره..ها وبتُ أعتبرها غريب..ة،بالمختصر لم أعد أعتبرها أمي من الأساس.
مرت السنة كالسنة التي قبلها،وأخيراً،استطعت تقديم الثانوية وأنا في عمر العشرون عاماً،استطعت بفضل الله ومساندته لي ثم مساعدة عائلة عمي لي أن أواجه الصعاب والتحديات،أعدتُ صورتي الحسنة أمام الناس،وعرف الجميع أن زمزم زياد المالكي لم يحدث معها أي حدثٍ من الذي قالته السيدة زنود،وعرف الجميع حقيقة أمي،وأنها لا تحبني وانها هي سبب ما حدث لي،لم يعد يحدثهم أحدٌ قَط،انقط..عت علاقتهم بالناس،لا يتحدثون مع أحد ولا أحد يحدثهم،بدأت حياتي بالاستقرار نوعاً ما،بدأت ادرس بجد واجتهادٍ لآخر وأهم مرحلة ستحدد مستقبلي،بالتأكيد مع الذي حصل عشتُ مع عمي،لم أسأل عن العائلة،لم اهتم،كنتُ اطمئن على والدي عن طريق عمي،اقتربت اكثر وأكثر من عائلة عمي،بدأت الحياة تبتسم لي من جديد،وبدأ شروق النور في حياتي يظهر شيئا فشيئا.
في أحد الأيام،كنا جالسة في غرفتي وأدرس على أحد المواد التي سأقدم بها غداً الامتحان النهائي،لم يكن هناك أحد بالمنزل فقد كان عمي وأولاد عمي بالعمل،وبنات عمي في الجامعة،وزوجة عمي في السوق.
إذ يقا..طع تفكيري ودراستي صوت رنين الهاتف،امسكتُ هاتفي وتفاجأت مِن المتصل فقد كان...وووو يتبع😁😁😁
================================
زمزم قلبي
الفصل السادس عشر بعنوان"نهاية القصة"
=====================================
فقد كان المتصل أخي رؤوف،أصابتني حالةٌ من الصدمة،فما الذي جعله يتذكرني الآن بعد كل هذه السنين التي مضت،فتحت الخط وجاءني صوته الذي شعرت بأنه حزين،وقال" زمزم انا محتاجك جنبي" قال هذه الكلمات وبدأ بالبكاء.
صُدمت عندما سمعته يبكي،لم أعرف ما الذي أقوله،حاولت التركيز وقلت" رؤوف،انت فين،ايه الي حصل"
لم يقل الا كلمتان فقط"أنا في البيت"
بعدها أغلق الخط،في لحظةٍ نسيت كل شيء،كل شيءٍ حصل معي،بدلت ثيابي وخرجت فورا من المنزل وتوجهت مسرعةً إلى منزل والدي
بعد مرور ساعة وصلت إلى المنزل،صعدت إلى الدور الذي يقع فيه منزلي وتوجهت للمنزل،فتح لي رؤوف الذي صُدمت من احمرار عينيه بسبب البكاء،دخلت المنزل وأغلقت الباب ثم جلست بجانب رؤوف وسألته عن حاله،لكنه لم يجب،اقتربت منه بحذرٍ واحتضنته وبدأت أقرأ عليه بعض من آيات القرآن الكريم لعله يهدأ،وبالفعل بعد مرور نصف ساعة استكان وهدأ
كنت أحدثه لكنه لا يرد،وكانت صدمتي عندما لمست وجهه،فقد كانت حرارته مرتفعة وكان يهاذي ببعض الكلمات الغير مفهومة بسبب ارتفاع درجة حرارته،عدلتُ جلسته،وركضت بسرعة للبحث عن ميزان الحرارة،كانت حرارته 39درجة سلسيوس،وضعت له بعض الكمادات الباردة على جبهته،وبدأ بالتحسن،ادخلته إلى غرفته وأعددت له الغداء وأعطيته خافض للحرارة،بعدها غطَّ في نوم عميق.
لم أنسى صدمة أمي واخوتي عندما دخلوا المنزل ووجدوني أمامهم،لم أنسى نظرة الغضب والكر..ه التي رأيتها في عيني أمي،لم أنسى علامات الدهشة والغضب التي ارتسمت على وجه اخوتي،نهضت عن الاريكة التي كنت أجلس عليها وقلت بابتسامة رغم الألم الذي حا..صر قلبي وأسره: أظن أنه دا بيت ابويا اقدر ادخل واطلع منه على مزاجي،متخافوش انا مش جاية اعملكم حاجة،رؤوف اتصل بيا وكان تعبان جدا وانا جيت اشوفه واطمن عليه،الحمدلله هو بخير،صحيح قبل ما اروح،انا هرجع بالليل مع عمي لهنا.
حينها اجابني احمد بغضب: ايه يعني هترجع تعيشي هنا من تاني
نظرت له نظرة ثقةٍ وقلت: سبق وقلت ليك انه دا بيت ابويا مش انت ولا عشرة زيك يقدروا يمنعوني اني ارجع أعيش هنا
خرجت من المنزل،وعدت لمنزل عمي،لم أنسى غضب الجميع مني لأنني قررت العودة لمنزل أبي بسبب تعب أخي،لكن والحمدلله جرت الأمور على خير،وفي خلال فترة عيشي في منزل والدي لم يوجه لدي أحد أي كلام سواء بالخير او الشر،إلا رؤوف الذي كان فقط يسألني عند العودة من الامتحان كيف قدمته،وهل أبليت حسنا أم لا،لم تنقطع زيارات منزل عمي لي،ولم تنقطع اتصالات عمتي نهلة للاطمئنان علي،صحيح عمتي نهلة لا تعيش بمصر وإنما خارج مصر وتحديداً في باريس وهي كانت متزوجة،والحمدلله انتهت مسيرتي الدراسية في المدرسة وحصلت على مجموع عالي،ولكن أمي لم يعجبها مجموعي،ولا اخوتي إلا رؤوف.
أمور غريبة بدأت تحصل،بدايةً من موضوع رؤوف الذي آمل أن ينتهي بسرعة،ختاماً بموضوع عمتي وطلاقها.
نهايةً
الحمدلله كانت سنة مختلفة،ومميزة وجميلة،الحمدلله أنني صبرت على ما حدث لي،والحمدلله أن الله كان معي،وأعادني زمزم التي يعرفها الجميع،واثقة بالله أن حياتي ستتغير للأفضل،لكن احتاج الى بعض الصبر لا أكثر.
هذه هي زمزم زياد المالكي،وهذه هي نهاية قصة زمزم زياد المالكي،أعرفتني أيها القلم؟!
آمل أن لا تنساني،لأنني سأحتاجك كثيرا في المستقبل القريبِ والبعيدِ...🖊📜
وضعت القلم جانبا وقالت: واثقة انه ربنا هيعوضني،هي كدا الحياة مفيهاش سعادة وبس،لا فيها سعادة وحزن وتعب ووجع ووو اشياء كثيرة ومشاعر متلخبطة
لكن محتاجين نصبر حتى ربنا يعوضنا
ثم نظرت إلى الساعة المتواجدة على الحائطِ أمامها وقالت بذهول: أومي جاد ثلاث ساعات وانا بكتب،ثم قاطع حديثها صوت الباب فسمحت بالدخول وكان رؤوف،أغلق الباب خلفه وتوجه إليها قائلا: انتِ منمتيش؟!
زمزم: لا كنت بكتب في كم حاجة كدا
جلس على الاريكة وقال: خايف
رفعت زمزم حاجبها باستغراب وأجابت وهي تتوجه نحوه: خايف!،من ايه؟
رؤوف:______ووو يتبع
=============================
زمزم قلبي
الفصل السابع عشر
=====================================
رؤوف: خايف من عقاب ربنا وحساب ربنا بسبب الي اعملته
جلست زمزم بجانبه وقالت بابتسامة مطمئنة وحنان: رؤوف،حبيبي احنا قلنا ايه؟ احنا قلنا لما تتعب او تحصل حاجة وتذكرك بالماضي،نقوم نصلي ونقرأ قرآن وندعي ربنا،انا عارفة انه الي حصل حصل غصب عنك وانت مكنتش بوعيك،حاول قرب من ربنا اكثر،حاول انك تطلع صدقة بنية انه ربنا يفرج عنك ويغفرلك،حاول انك تقعد مع تحسين اكتر واكتر،تحسين صاحبك وبيعرف يساعدك وياخد بإيدك للجنة،متقلقش كله هيكون بخير
رؤوف بحزن: عارفة يا زمزم خايف الي اعملته يتعاد في المستقبل قدامي في حد غالي على قلبي
أخذت زمزم نفساً عميقاً واحتضنت رؤوف بسرعة وقالت: رؤوف اهدا كدا،ربنا معاك متخفش،ربنا مش هيتركك لوحدك،ربنا عارف انك ندمت على كل حاجة عملتها،إستغفر ربنا وقوم صلي ركعتين وادعي ربنا
رؤوف بابتسامة: عارفة انك حنونة وقلبك طيب،بالرغم من كل حاجة حصلت معك،زمزم هو لو رجعت امي او حد من اخواتي وكانوا ندمانين على كل حاجة هتسامحيهم زي ما عملتي معي
صدمة ألجمت قلبها وقالت: م.معرفش،يمكن ويمكن لا،انت ما وجعتني زيهم،لكن هما آذو...ني أذ..ى ما يعلم بيه الا ربنا
رؤوف بابتسامة ومرح ليخفف عنها: بت هو انتِ ما تصدقي وتقلبيها عيا..ط
ضحكت زمزم وقالت: بس يا رخم
رؤوف: صحيح ايه عملتي في الموضوع الي اتكلمنا بيه.
زمزم باستعباط متصنع: موضوع؟ موضوع ايه
رؤوف بغيظ: زمزمممم،بت متجننيش،موضوع انه راجح متقدملك
زمزم: هصلي استخارة
وقف رؤوف وقال بابتسامة: تمام،براحتك ما تاخادي اي قرار غلط تمام
ابتسمت زمزم واماءت رأسها بنعم،خرج رؤوف من الغرفة،وذهبت زمزم وتوضأت ثم ارتدت إسدال الصلاة وبدأت بصلاة الاستخارة.
===================================
أما رؤوف،دخل إلى غرفته وفعل كما قالت له زمزم
====================================
في فجرِ يومٍ جديد،هبت نسائم الفجر العليل،استيقظ الجميع للصلاة
خرج الرجال للمسجد لصلاة الفجر جماعة،والنساء في المنزل،بعد مرور العديد من الوقت،عاد الجميع للنوم مرةً أخرى،أما زمزم فنزلت إلى غرفة المعيشة وجلست تقرأ أذكار الصباح
بعد.مرور بعض الوقت،أنتهت من قراءة الأذكار،وصعدت لغرفتها.
============≈========================
في الصباح،استيقظ الجميع عند الساعة التاسعة حيث كان اليوم هو يوم الجمعة
كانت زمزم تساعد إشراق ونهلة في إعداد الفطور
نظرت نهلة لزمزم وقالت بابتسامة: شايفة القمر انهاردة رايق
ايه سر الابتسامة دي
ابتسمت زمزم وقالت: ااا لا مفيش حاجة عادي يعني
نهلة برفع حاجب: مادام الشغلة فيها ابتسامة وتوتر يعني في حاجة غريبة،قولي يابت
ضحكت إشراق وقالت: بس يا نهلة،سيبيها على راحتها
نهلة برفع حاجب: انا اسمع انه مرات العم دايما ما تكون حرباي..ة كدا،إلا إنتِ ايه الهدوء دا يا إشراق
ضحكت زمزم على عمتها وقالت: بس ياعمتو
مش كل أصابعك واحد،يعني مش كل الناس زي بعضهم
اقتربت منها نهلة بحذر ووضعت يدها على جبهتها وقالت:غريبة مفيش عليكِ حرارة
إشراق: مالك يا نهلة
نهلة: اصل استغربت انها قالت ليا يا عمتو اول مرة تحترمني
ضحكت زمزم وقالت: يا ستي الحق عليا،صحيح هما البنات منزلوش لحد الوقتي ليه
دخلت ورود وقالت: أنا اهوووو
صباحو يا بشر
إشراق: صباح النور،متأخرات في النوم كدا ليه
أزهار وهي تدخل وتتثاوب: في ايه يا إشراق،اليوم جمعة ما صدقنا ننام
إشراق: إشراق حاف يا أزهار
بشرى: اهدي يا إشراق،خلاص بلاها إشراق حاف كدا حليها إشراق مع جبنة.
إشراق: انا هعد للاثنين لقيتك انتِ واختك قدامي،وربنا ليكون الشب..شب معلم على وشكوا.
بسرعة اخذت بشرى وأزهار الطعام إلى إلى الخارج،ضحكت زمزم وورود،وخرجن من المطبخ وجلس الجميع على طاولة الطعام.
إيهاب: زمزم مش ناوية تسجلي في الجامعة
زمزم: بصراحة لا،عايزة قبل ما اعمل اي خطوة تخص الحامعة،اعمل اهم خطوة هتفيدني بالدنيا والآخرة،بمعنى عايزة احفظ القرآن كله كامل،بعدين افكر بالجامعة
نهلة: مش انتِ حفظتي قبل كدا؟
زمزم: لكن نسيت الي احفظته قبل كدا،عايزة أبدأ من اول وجديد
إشراق: ربنا معاكِ يا قلبي
ورود: احمم نحن هنا
إشراق: عايزة ايه يا بنت إيهاب
إيهاب برفع حاجب: ايه دخل إيهاب بالنص ما انا قاعد في حالي اهو
ضحكت إشراق وقالت: معلش معلش
ورود: ربنا معاكِ يا قلبي،واحنا ايه يا ست ماما
تامر: يا بنتي مادام زمزم موجودة،يبقا انسي انه ماما تفتكركن
إشراق: ايه رأيك انتَ تاكل وتسكت
تامر: احم اوامرك
إشراق: ايه يا راجح مسمعتش صوتك انت ورؤوف
رؤوف بخبث: الي واخد عقلك يتهنى يا حضرة المقدم،انا اهو بسمع بتقولوا ايه بس راجح عقله مش معاه
إشراق بخبث: ايوا قلتلي،إلا قولي يا راجح
راجح بتوعد لرؤوف: صبرك علي،ايه يا ماما سامعك
إشراق بخبث: مين الي واخدة تفكيرك دي
راجح بغيظ وهو ينظر لرؤوف: لا الي واخد عقلي واحد كدا بفكر احطه بالس...جن واخليه هناك
شرق رؤوف وقال: يا عم متكنش قاصدتي،دا انا في نفسي والله
زمزم برفع حاجب: لا واضح انك مع الكل الا نفسك
ضحك الجميع وقال رؤوف بغيظ: انتِ يابت المفروض تقفي معايا
زمزم باستفزاز: مليش مزاج يا بشمهندس رؤوف عندك مانع
رؤوف باستعباط متصنع: لا ابظا،على راحتك يا قلب اخوكي
ضحك الجميع عليهم،واكملوا تناول افطارهم بجوٍ هادئ وسعيد.
بعد ذلك خرجوا إلى الحديقة وجلسوا يدردشون مع بعضهم
فقالت إشراق بهمس لرؤوف: ولا يا رؤوف،مسألتش زمزم ايه رأيها
رؤوف: هسألها الان،ثم وجه كلامه لزمزم وقال: بت يا زمزم
زمزم برفع حاجب: مادام قلت بت،معناها في مصلحة او مصيب..ة او حاجة كدا مش مطمئنة
رؤوف: مقلتيش رأيك في الي قلته ليكِ قبل كدا
ارتبكت زمزم وقالت: اايه الي قلته ليا ق.قبل ك.كدا
إشراق: وانت ياراجح
رؤوف: ايوا صح رأيك ايه يا حضرة النقدم،جاوب بسرعة
راجح بصوت منخفض سمعته زمزم حيث كانت تجلس بجانب بشرى التي تجلس بالمنتصف بين زمزم وراجح: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله،صبرك علي يا رؤوف
ضحكت زمزم بهدوء فقال راجح: صبرك علي يا رؤوف،انا هخلي كل ايامك تتملى سواد اكتر من السواد الي على تيشيرتك،ثم قال بهدوء وهو ينظر لإيهاب: الرأي رأي زمزم يا بابا
إيهاب: ايه رأيك يا زمزم
وقفت زمزم وقالت: أ أن.نا اها انا عايزة اشرب
شدتها نهلة إلى جانبها وقالت: قولي يابت،بعدين هشربك شربات يابنتي مش ميا،يلا جاوبي
إشراق بضحك: اهدي يا نهلة،ثم أمسكت بيد زمزم وقالت بابتسامة: ايه رأيك يا حبيبتي،موافقة ولا لأ،لو عايزة تفكري تاني وتالت ورابع مفيش مشكلة،ولو رافضة بردو مفيش مشكلة
زمزم بتوتر وارتباك: هز يعني،احم انا يووووه خلاص موافقة،ثم احتضنت إشراق حتى تخفي ملامح التوتر والخجل
صرخت الفتيات بفرح،وحمد الجميع ربه،وقالت إشراق بسعادة وفرح: احلى واجمل خبر سمعته،مبارك ليكم
شدها إيهاب من حضن إشراق وقال: مع انه مش عارف ايه الي خلاكي توافقي على ابني،مفيش مميزات أبدا
راجح برفع حاجب: تشكر يا حج على كلامك
ضحك الجميع ثم جلسوا مرة أخرى وقال إيهاب: دلوقتي نيجي للخطوبة وقراية الفاتحة.
زمزم بتوتر: بصوا كدا انا سمعت انه قراية الفاتحة قبل كتب الكتاب او في كتب الكتاب بدعة،والدليل على كدا، في مفهوم خاطئ :
بعض الناس عند طلب إمرأة للزواج يقولون نقرأ الفاتحة
و يظن أن إسمها فاتحة لأنها تقرأ فيها سورة الفاتحة جماعة
و قد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
عن حكم قراءة الفاتحة عند الخطوبة ، حتى قد أصبح البعض يطلق عليها قراءة الفاتحة و ليس الخطوبة فيقول : قرأت فاتحتى على فلانة ، هل هذا مشروع ؟
فأجاب :
هذا ليس بمشروع ، بل هذا بدعة ، و قراءة الفاتحة أو غيرها من السور المُعينة لا تقرأ إلا فى المواضع التى شرعها الشرع ، فإن قُرأت في غير الأماكن تعبداً فإنها تعـتبر من البدع ، و قد رأينا كثيراً من الناس يقرؤون الفاتحة فى كل المناسبات حتى إننا سمعنا من يقول : إقرءوا الفاتحة على الميت ، و على كذا و على كذا ، و هذا كله من الأمور المبتدعة و المنكرة ،
فالفاتحة و غيرها من السور لا تقرأ فى أى حال و فى أى مكان و فى أى زمان إلا إذا كان ذلك مشروعاً بكـتاب الله أو بسُـنة رسوله ﷺ ، و إلا فهى بدعة ينكر على فاعلها
📚 فتاوى نور على الدرب ( 10/95 ).
لكدا لو يعني جتة ما نتسرع بأي حاجة،خلينا نصلي صلاة استخارة في إننا يعني نكتب الكتاب طوالي؟
ابتسم الجميع بفخرٍ وقال إيهاب: ربنا يبارك،تبارك الرحمن يا بنتي،ايه رأيك يا إيهاب
إيهاب: في الحقيقة انا موافق لانه كلام زمزم هو الصح
إيهاب: ربنا ييسر الأمور،صلوا كدا استخارة ولو ارتحتوا هنكتب الكتاب.
وافق الجميع،وأكملوا جلستهم بكل فرح وسعادة ومرح.
=============≈==================
زمزم قلبي
الفصل الثامن عشر
=====================================
في المساء وبعد أن صلى الجميع صلاة العشاء،كان الجميع يجلس في غرفه بينما
جلست زمزم في الحديقة تتأمل السماء،إذا يقاطع تأملها صوت رنين هاتفها،نظرت للمفاصل فكان رقم غريب،فأغلقته،فعاد الرقم يرن من جديد.
زمزم: لا إله إلا الله،ايه دا،مين دا
فتحت زمزم الخط فأتاها صوت رجل قائلا: لو كنتِ خايفة على اخوكِ رؤوف يبقا تيجي للمكان دا،وقال اسم المكان،ثم قال: ويفضل متقوليش لحد،ثم أغلق الخط
وقفت زمزم خائفة وقالت: بسم الله الرحمن الرحيم،مين دا وايه عايز
دخلت زمزم بسرعة إلى الداخل،وصعدت إلى غرفة رؤوف،دخلت للغرفة بسرعة كان رؤوف يجلس على سريره يقرأ قرآن،وانتفض بسرعة خائفا وقال: زمزم بسم الله عليكِ،مالك ايه الي حصل
اقتربت منه بخوف ودموع،فاحتضنها مسرعا وقال: اهدي اهدي،خلاص،وبدأ يقرأ عليها بعض القرآن،حتى هدأت فقال: قوليلي يا حبيبتي ايه الي حصل،مالك خايفة كدا
زمزم ببكاء: في رقم رن عليا وقالي لو خايفة على اخوكِ رؤوف يبقا تبجي العنوان دا،وقالي اسم العنوان،وقال ما اقولش لحد
رؤوف بهدوء: بس اهدي يا حبيبتي،وريني الرقم كدا
أعطته زمزم الهاتف فقال بصدمة: يخربيتك يا رمزي، دا انا هخلي ايامك مرار
ثم وقف وقال: بصي يا زمزم،روحي اوضتك،ومتقلقيش تمام
زمزم بخوف: مين ركزي دا،ورايح فين
رؤوف: يلا زمزم روحي اوضتك
ذهبت زمزم لغرفتها،وتوضأت ثم بدأت بالصلاة وبعد ذلك بدأت بقراءة القرآن،عسى الله أن يفرجها عليهم.
أما رؤوف فقد خرج من غرفته مسرعا ونزل لغرفة المكتب المتواجد بها راجح،دخل إلى الغرفة وقال: راجح عايزك في موضوع خطير
راجح بقلق: تعال ادخل قلقتني في ايه
أغلق رؤوف الباب خلفه وجلس وقال له كل ما حدث
راجح: بص،زمزم من قبل قالت ليا كل حاجة،لكن الوضع الان مختلف،لأنه زمزم عليها خطر
رؤوف بتعب: واضح انه الأيام الي جاية مش هتعدي على خير
راجح بهدوء: اهدا يا رؤوف،خليك واثق انه ربنا مش هيخذلك لو دعيته انه يفرج الهموم،ربنا هيكون معانا متقلقش،بص الرقم الي اتصل على زمزم هنعمل ليه تتبع.
رؤوف: انا لازم اجيب ليا واحد جديد
راجح: فونك فين؟!
رؤوف: اخذته زمزم، وقالت ليا ابقى بعيد عنه
راجح: كويس،قوم يلا وصلي ركعتين وسيبها على ربنا وادعيه ربنا مش هيخذلك يا رؤوف هو عايزك بس تدعيه وانك تصبر،وربنا هيعوضك عوض جميل متقلقش
رؤوف بابتسامة راحة: ربنا يسعدك يا صاحبي،يبا تصبح على خير
وخرج من غرفته وذهب لغرفته وفعل كما قال له راجح
أما راجح
فجلس يفكر ماذا سيفعل
راجح: يارب اعمل ايه،الحمل صعب عليا بارب،من جهة المهمة ومن جهة تانية الموضوع دا
يارب،ساعدني وكون معايا يارب.
=====================================
في صباح اليوم التالي
استيقظت زمزم على الساعة التاسعة صباحا،ذهبت وبدلت ثياب النوم،وتوضأت وصلت ركعتين لله،ثم نزلت إلى الأسفل
بالأسفل
كان الجميع قد ذهب على عمله،وبقيت إشراق وزمزم لوحدهما
كانت إشراق تجلس في غرفة المعيشة تشاهد التلفاز،رأتها زمزم فذهبت إليها،قبلت يدها ثم جلست بجانبها فقالت إشراق: صباح السكر،متأخرة بالنوم على غير العادة
زمزم وهي تحتضن كتفها وقالت بابتسامة: معرفش،معنديش أي فكرة
إشراق بمرح: لتكوني شايفالك أمير بالحلم يابت
ضحكت زمزم وقالت: عايزة توصلي لإيه يا ماما
إشراق: أهو ذكية وبتلقطيها على الطاير،صليتي استخارة؟
زمزم بكذب: اه،بس للأسف يا مرات عمي ما ارتحتش أبدا
إشراق برفع حاجب وهي تمسكها من أذنها بخفة وقالت: بت متحوليش تذكبي عليا،قولي الحقيقة
ضحكت زمزم وقالت: بس أهدي،خلاص هقول،بس انا عايزة وداني اتركيها
إشراق: تركتها يا بت،يلا قولي
زمزم بتوتر: يعني،احم،الحمدلله
إشراق بصدمة: يعني ايه
زمزم بضحك:كفاية صدمة،موافقة
احتضنتها إشراق بفرح وقالت: خبر سكر
ضحكت زمزم،وقبل أن ترد،قاطع حديثهما دخول راجح وتامر ورؤوف إلى المنزل
وقفت إشراق بقلق وقالت: في ايه،ايه الي جايبكم كدا بدري
نظر تامر إلى رؤوف وراجح بقلق فقال راجح بغضب مكتوم: انا داخل المكتب
ودخل المكتب بسرعة فقالت إشراق: تامر رؤوف ماله راجح قولولي
رؤوف: حصلت معه مشكلة بالشغل بس حلها الحمدلله وهو متعصب شوية بسبب ضغط الشغل مش أكثر
إشراق: هحاول اصدقكم
زمزم بابتسامة: ماما إيه رأيك تطلعي تنامي وتهدي أعصابك او تروحي لعمو الشركة
إشراق بابتسامة: هطلع انام شوية
قبلتها زمزم من رأسها وقالت: تمام،صعدت إشراق إلى الأعلى وهي قلقة،ثم صلت وحاولت النوم قليلا ليطمئن قلبها
أما بالأسفل
اقتربت زمزم من تامر ورؤوف وقالت بقلق: مالكوا حصل ايه
تامر: تعالي المكتب نتكلم هناك
دخلوا إلى المكتب،وكان راجح يقف في الشرفة
دخل إلى المكتب وجلس وقال بصوت حاول أن يكون هادئا:________________
===============================
زمزم قلبي
الفصل التاسع عشر
=====================================
راجح: طليق عمتي نهلة لازم يتم إلقاء القبض عليه
زمزم بصدمة: نعم! ليه؟
رؤوف بقلق: زمزم انتِ عارفة إنه خالي مازن طلق عمتي نهلة
زمزم: دا مش خالي يا رؤوف،تمام
رؤوف: تمام يا زمزم،بس قوليلي عارفة ولا لأ
زمزم: هو جا على الشركة،ووقتها صار مشكلة بينه وبين عمو إيهاب،واعرفت وقتها انه طلق عمتو نهلة
راجح وهو ينظر إلى الأوراق التي أمامه: زمزم،ايه سبب انك مش معتبرة مازن خالك،وبتقولي ليه عمو
زمزم بجمود: دا ميستحقش اصلا لقب عم أو خال،هو مسألش عني نهائيا،وولا حاول يوقف زنود هانم عند حدها،يبقا اقوله خالي منين معلش،انا بقوله عمو احتراما ليه وانه كلير،بس هو ميستحقش
تامر: زمزم متأكدة بس السبب دا
زمزم: ايوا متأكدة،في ايه قلقتوني كدا ليه
أخذ راجح نفسا عميقا وقال: الي هقوله يازمزم ميطلعش برا الأوضة دي،اي حاجة هتسمعيها سواء مني او من اخواتك أو كانت تسجيل،أتمنى انك ما تفقدي أعصابك
زمزم بقلق أكبر: قولوا في ايه
أمسكها رؤوف بهدوء وأجلسها بجانبه ثم قال: بصي يا حبيبتي،خالي مازن هو الي كان سبب في كل حاجة حصلت معاكِ، سواء مرضك،الي كان يقول لأمي سيبيها متشغليش بالك بيها،أو تعب أبويا الي كان هو سبب في بعد احمد ومحمد عن المعمل،أو عمتي مروة الي وصل لينا انها ما..تت بحادث،لكن للأسف هي اتقتل...ت،مصنع الجلود الي ات..حرق هو كان ورا حر..قه
زمزم بصدمة: عمتي مروة هو الي قتل...ها طب ليه هي عملت ليه ايه
تامر: زمزم حاجة تانية لازم تعرفيها
زمزم: في ايه كمان
تامر: امك مشتركة معاه بقتل...ها،وكل حاحة حصلت امك ومحمد واحمد مشتركين مع مازن،كل حاجة عملوها لأجل الفلوس بس
وقفت زمزم بصدمة كبرى وقالت: لا لا اكيد هما مش كدا،مازن هو سبب كل حاجة ماما واخواتي ملهمش علاقة،صح قولوا اتا بقول صح
اخفضوا رؤوسهم بحزن وقالت زمزم: يعني ايه؟!
يعني طمعهم يوصل فيهم انهم يخلصوا مني علشان الفلوس!!!
لدرجادي!!
رؤوف بحزن: زمزم،اهدي عاشان صحتك
زمزم بدموع وصدمة: ليه كدا؟! ولم تكمل كلامها حتى وقعت مغشياً عليها
امسكها رؤوف بسرعة وحاول إيقاظها لكن لم تستجب له،وضعها على الاريكة وقال: اعمل ايه
راجح: رايح انادي امي،تامر حاول تفوقها بمي او عطر بسرعة
خرج راجح ونادى على امه التي هبطت بسرعة إلى المكتب،وركضت نحوها،ضربت وجهها بخفة في محاولة لإيقاظها وقالت: زمزم،حبيتي اصحي،وضعت قليلا من المياه على وجهها لكن زمزم كانت مستسلمة للغمامة السوداء ولم تستيقظ
فقالت إشراق: بقولكوا ايه،على المشفى فورا يلا،هي مش راضية تستجيب لأي حاجة
=====================================
تم نقل زمزم إلى الطوارئ،وبعد مرور ساعة
خرجت الطبيبة من الغرفة وقالت: الحمدلله هي بخير،هي تعرضت لصدمة نفسية أثرت عليها،وهي اصلا نفسيتها مش بخير،وهي ضعيفة اوي وأعصابها تعبانة خالص،هننقلها لغرفة عادية لكن بتمنى انه محدش يفكرها بأي حاجة،إلا لو هي الي اتكلمت،هي الآن نايمة بسبب حقنة المنوم،الي اديتهالها علشان ترتاح وقت أطول،عن إذنكم
إشراق: اتفضلي
كان رؤوف يجلس على أحد المقاعد وينظر لهم،ذهب إليه راجح وجلس بجانبه وقال: اهدا،كل حاجة هتكون تمام بإذن الله
إشراق: انا عايزة أعرف ايه الي حصلها،ايه الي خلاها تفقد وعيها وتوصل للحالة دي
تامر: اهدي يا أمي،مفيش حاجة
إشراق بدموع: انتوا بتكذبوا عليا ليه؟! ها!
قاطع حديثهم مجيء نهلة والفتيات وإيهاب
إيهاب بقلق: في ايه،مالها زمزم
ركضت إشراق نحو إيهاب،احتضنها إيهاب وقال: ايه الي حصل
إشراق بدموع: معرفش،كنت قاعدة انا زمزم بالبيت وفجأة لقيتهم داخلين وكانوا مش على بعضهم،محدش قال مالهم،وزمزم قالت ليا اطلع اوضتي وارتاح
طلعت الاوضة،وبعدها معرفش ايه الي حصل بينهم،ولقيتهم بيندهوا عليا ولما نزلت لقيت زمزم فاقدة الوعي ومش بتستجيب لأي حاجة،والدكتورة قالت إنها تعرضت لصدمة نفسية،وأعصابها تعبانة اوي
إيهاب بصدمة: ايه! في ايه يا راجح قول انت واخواتك
نظر رؤوف وتامر وراجح إلى بعضهم بقلق ثم إلى عمتهم وقال راجح: بابا ممكن لحظة
إشراق: قول هنا،ليه مصرين تخبوا عليا
فهم إيهاب ما حدث،فقال لإشراق بهدوء: ممكن تهدي،وانا هقولك كل حاجة،ثم وجه كلامه لنهلة وقال: نهلة من فضلك خذي إشراق لبرا ترتاح شوية
إشراق بعند: مس عايزة،هفضل هنا
اقترب راجح منها وقال بهدوء وابتسامة: مالك يا ماما،وربنا هقولك انا كل حاجة بس اطلعي مع عمتي ارتاحي شوية وشمي خوا طبيعي احسن من الخنقة الي هنا،وبعدين ارجعي
إشراق بغيظ ودموع: ابقوا القوا حد يكلمكوا وبالذات انت يا إيهاب انت وابنك
ثم تركتهم وخرجت بسرعة،لحقت بها نهلة فقال راجح: بنات اي حاجة هقولها مش عايز ماما تعرف فيها ولا حتى عمتي نهلة،وزمزم ما تسألنها ايه حصل معها
الفتيات: حاضر،أخبرهم راجح بكل شيء،تحت صدمة الفتيات التي تزداد شيئا فشيئا.
ورود بصدمة: يعني ايه! فوق كل دا ودا لسا راجع يدم..رها،هي مرات عمي أم بجد! ولا أحمد ومحمد إخوة بجد،هم مخلوقين من ايه!! عمتو مروى ايه ذنبها،ايه عملت
احتضنتها بشرى بحزن وقالت: حسبي الله ونعم الوكيل، ربنا مش هيترك حق زمزم وعمتي مروى كدا،هياخد حقهم متقلقيش
أزهار بصدمة وشرود: يبقا هو نفسه! مش مصدقة
إيهاب باستغراب: بتقولي ايه يا حبيبتي
أزهار بصدمة أكبر وشرود أثار الشك في قلب راجح: بشرى،هو هو الي قلت الك عنه،هو رجع يدمر..نا،هو رجع ينت..قم مننا هو عايز يخلص من زمزم وبعديها يخلص مننا،بأب..شع الطرق،انا فاكرة كلامه،نظرته،ابتسامته الي ترعب،فاكر كل حرف قاله لينا.
وقفت بشرى بصدمة هي وورود وقالتا بنفس اللحظة: ايييه!!!
============================
زمزم قلبي
الفصل العشرون
=====================================
بشرى بصدمة: بجد!!
ورود بصدمة: هو العالم صار في ايه! بجد القلب والرحمة انعدمت منه ولا ايه
تامر بتعجب من كلامهنَّ: ايه الي حصل،في ايه
أزهار وهي تجلس على المقعد وتقول بشرود: وقتها لما شفته قلت اني بشبه عليه،لأنه عمو مازن ما يطلع منه كل دا
لكن..ولم تكمل فقد انهارت بالبكاء،احتضنها بشرى بسرعة هي وورود وقالت لراجح: راجح فاكر لما أزهار وورود مرجعوش البيت إلا بعد نص الليل،ولما رحعن كانت حالتهن سي...ئة،وقتها ولا وحدة اتكلمت.
راجح: ايوا فاكر
بشرى بألم: وقتها فضلت مع أزهار وورود،ولقيت أزهار بتتكلم وهي نايمة،وبتقول كلام غريب،لما صحيت من النوم تاني يوم،قالت لي أزهار انه وهنا طالعات من الجامعة،في حد رش حاجة على وجههن،بعدها فقدن الوعي،ولما صحين،لقين نفسهن في مكان كله ظلام بظلام،وفي أصوات غريبة،بعدها سمعن صوت وكان مألوف ليهن،الصوت دا اتكلم وقال ليهن انه قريب اوي هيتخلص منهم ويتخلص من زمزم وعمتي مروى،وأنه هيكون سبب لإفلاس شركات المالكي،وأنه يدمر عيلة المالكي كلها،وأولهم عمي زياد،بعدين عمتي نهلة بعد ما يتخلص من عمتي مروى،وكدا يبدأ فينا واحد واحد
أزهار بدموع: وقتها قال لينا كمان انه هيكسر بابا،ويوجع قلبه علينا
ورود بدموع: وقتها ضحك ضحكة مش هنساها،وفجأة المكان نور،شفت نظرته،كان وقتها مغطي وجه،لكن نظرته وصوته وضحكته،كل حاجة فيه كانت بتقول انه مازن،لكن كذ..بت نفسي انا وأزهار وقلنا يمكن من الخوف اتخيلنا انه مازن،بعدها اختفى النور،وأصوات ضحك مرع..بة ومخيف..ة ظهرت وكلام غريب،بعدها اخذونا ووصلونا لقبل بيتنا بقليل واختفوا
إيهاب بصدمة: كل دااا!!!! كل دا يطلع من مازن
رؤوف بصدمة: دا شيطا...ن أكيد،أكيد مش هيكون بني آدم
اقترب راجح واحتضن اخواته وقال: اهدوا خلاص،عن قريب كل حاجة هتخلص،وكل حد ليه حق هيرجعله،متخلوش ماما تشوفكن كدا،اوعدكن كل حاجة عن قريب هتنحل بإذن الله
إيهاب: راجح،البنات وزمزم عليهن خ..طر،انا مش هضمن بعد الي سمعته اني اترك اي حد لوحده
قبل أن يجيب راجح خرجت الممرض بعد نقل زمزم إلى غرفة أخرى وقالت: الآنسة الي جوا نص ساعة وتصحى،عن إذنكم
شكرتها بشرى،وقال راجح: روحوا نادوا لماما وعمتي
ذهب رؤوف ونادى عليهن،دخلت إشراق بسرعة للغرفة واقتربت من زمزم بقلق ودموع وجلست أمامها وأمسكت يدها وقالت: معرفش ايه الي حصلك يا نور عيني،لكن واثقة انه ربنا هيعوضك
وبدأت تقرأ عليها بعضا من آيات القرآن الكريم.
بعد مرور نصف ساعة
بدأت زمزم بالاستيقاظ،أصدرت أنينا خافتا،انتبهت لها إشراق فذهبت بسرعة واخبرتهم بأن ينادوا للطبيبة
دخلت الطبيبة وكشفت عليها ثم قالت بابتسامة: زمزم،حاسة بحاجة،ولا بخير
زمزم بتعب: شكرا،انا تمام الحمدلله
ابتسمت الطبيبة وقالت: عند العشاء كدا تقدر تطلع
شكلتها إشراق،وخرجت الطبيبة طمأنتهم،ودخلت كل من نهلة والفتيات للاطمئنان على زمزم
بعد مرور الوقت،وحلول الليل،خرجت زمزم من المشفى،وتوجهوا جميعا إلى المنزل
وصلوا المنزل ثم دخلوا للمنزل وجلسوا في غرفة المعيشة وقالت إشؤاق: قوموا يا بنات بدلوا هدومكم وانزلن نعمل العشا،محدش أكل من الصبح
زمزم: ماما مش عايزة آكل
إشراق: معلش يا حبيبتي،ولو شيء بسيط انتِ مأكلتيش حاجة من الصبح ولا حتى فطرتي
زمزم بتذمر: ياماما قلت مش عايزة
إشراق بغيظ: بقولك ايه،الكلام معك مفيش منه فايدة،إيهاب شوف زمزم،واتصرف معاها
رايحة أحضر العشا
زمزم بسرعة: بس وحدي الله كدا،إيه علاقة إيهاب،ليه تدخلي بموضوعنا،انا جمانة اصلا،بس كنت بهزر معاكِ
ضحك الجميع عليها،وصعدت للأعلى مع الفتيات،دخلت غرفتها أخذت شاور سريع،ثم توضأت وبدأت تصلي في العشاء،أما بالنسبة لباقي الصلوات فقد صلتها في المشفى.
بعد أن انتهت من الصلاة وقراءة صفحة من القرآن الكريم،نزلت للأسفل
وتوجهت لغرفة المعيشة
رآها تامر فقال بابتسامة: بدوري على مين
زمزم: عمو فين
رؤوف: في البلكونة هو وراجح
دخل آيهاب وقال: مين جايب سيرتي
ضحكت زمزم وقالت: أنا،بس بالخير
آيهاب وهو يقبل رأسها: والله عارف،بس اخواتك ما بجيبوا سيرتي الا في الم...صايب
تامر لرؤوف: ولا يا رؤوف،ملاحظ انه قال اخواتك بس،وما قالش اخواتك وابني راجح
دخل راجح وقال: افهم بتحط اسمي في جملة مفيدة ليه،عملتلك ايه يا حج تامر
إيهاب: سيبك منهم يا ابني خليكِ هادي متحرقش أعصابك علشانهم
زمزم وهي تكتم ضحكتها: عاملين،خلى مزاج إيهاب باشا من ناحيتكم كدا
إيهاب بغيظ: ابدا،بس فاتحينها بالمصنع هزار وضحك وتاركين الشغل
ابتسمت زمزم بهدوء وقالت: سامحهم يا بابا،عيال صغيرة
إيهاب بابتسامة وهو ينظر لتامر ورؤوف: علشان زمزم بس
ضحك تامر ورؤوف وقال راجح: والله ابويا دا قلبه كبير
جاءت نهلة وقالت: مين الي قلبه كبير
زمزم : بابا إيهاب
نهلة: ابقا خلي قلبك كبير يا حبيبي،علشان انت هيتحقق معك الليلة دي ومش هتنام لانه إشراق مش هتتركك في حالك
آيهاب بغيظ: ليه تفكريني،ماكنت قاعد ومبسوط،امشوا يلا على العشا بلا كلام
وذهب أمامهم،ضحكوا عليه واتبعوه للسفرة
جلسوا وقالت إشراق: زمزم كاسة اللبن تخلص فاهمة
زمزم بتذمر: يا ماما مش عايزة لبن
نهلة: ايه حصلك،مش كنتِ تحبي اللبن
زمزم بغيظ: هو يعني لاني بحبه،اشرب منه كاسة أكبر من قلبي
ضحكت بشرى وقالت: امبر من قلبك ايه،بعدين اشربي اللبن مفيد لأنك طالعة من المشفى
زمزم بهمس وصل لمسامع الشباب: ياريت كان مازن مكاني،ومطلعش من المشفى،كتم الشباب ضحكتهم،ثم قال رؤوف: مفيش مفر،يعني لازم تشربيه
إيهاب: اشربيه احسن ما تشربي دوا طعمه أسوأ مما تتخيلي
زمزم بسرعة: ايييه،لا انا اشربه واشرب عشرة،ماله يعني،لذيذ اوي
ضحك الجميع عليها،وبعد إنهاء العشاء جلسوا في غرفة المعيشة يحتسون الشاي فقال رؤوف: زمزم،حصل ايه بالموضوع الي اتكلمنا فيه
إشراق بسرعة: زمزم وافقت،هي قالت لي
صرخت الفتيات بفرح وقالت بشرى : أحلفي يا ماما،زمزم كلام ماما صح
نظرت زمزم لرؤوف وقالت: منك لله يا عدو يا رؤوف،ثم قالت بهدوء: اا اه صح كلامها
إيهاب بابتسامة: وانت يا راجح.
راجح بهدوء: الي فيه الخير ربنا يقدمه
فرح الجميع وقال إيهاب: مبارك ليكم
رؤوف: حددوا موعد كتب الكتاب،وقبل أن تنطق زمزم قال إيهاب: خير البر عاجله،وراجح عنده بيت جاهز وعفش البيت جديد،مش ناقصه الا بنت أصول،يبقى ليه التأخير يا ولاد،وانتوا موافقين على كتب الكتاب،ولا ايه يا راجح
راجح: معاك يا بابا،بس انا مقدرش اقول موافق وزمزم مقالتش رأيها
زمزم: كلامك صح يا عمو
إيهاب: يبقا الخميس الي جاي
زمزم بصدمة: اييه
إشراق وهو تحتضنها: بس يابت،الخميس الي جاي يعني الي جاي،كل حاجة هتكون جاهزة
نهلة بضحكة بسيطة: انا اعرف انه الام تفرح لابنها،مش لكنتها
إشراق: ودي بنتي الرابعة،بعدين مش هلاقي زيها لابني
ورود بمرح: ياااه اتمنى تجيني حماية كدا زي امي سكر
تامر بغيرة: ايه؟!،وتطلعي من عندنا وتروحي بيت حد غريب
ورود بصدمة واستعباط: بسم الله،انا قلت عايزة اتجوز،لا انا قلت عايزة في بيت ابويا بين اخواتي العسولين،صاير تسمع غلط يا تامر
بشرى بضحك: جبانة
أزهار بتذمر:فشلت كل خططي
راجح برفع حاجب:خطط ايه
أزهار:كنت عايزة مرات اخويا تيجي وتكون حربا..ية،بس للأفس محصلش كدا،اجتني مرات أخ،غلبانة وحنونة
زمزم برفع حاجب وضحك: بس افهم،غابانة وحنونة،دا مدح ولا ذم ولا ايه
أزهار بمرح: معرفش
ضحك الجميع هلى أزهار،وقالت زمزم: متخفيش بنعمل فريق على مرات تامر ايه رأيك؟
تامر:مالي بتحطيني بجملة مفيدة ليه،بعدين هي جاية علشان تعملوا فريق عليها
زمزم بخبث: احم احم،مش على زمزم يا تامر
إشراق بصدمة: احلفي،في حد في حياته
تامر بسرعة: وحدي الله يا ماما وحدة ايه
زمزم بابتسامة : بصي يا ماما،ايه رأيك ندور ليه على بنت حلال
إشراق ببتسامه: منى قلبي هو يوافق بس،وانا ادور ليه
زمزم:سيبيه علي
وقف تامر وقال: رايح انام،احسن ليا
ضحك الجميع عليه،وبعدها صعد الجميع للنوم،وعلى وجوه كل واحد تتزين ابتسامة،منهم من يزين وجهه إبتسامة أمل،ومنهم إبتسامة ألم.
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺