رواية ذئاب لاتعرف الحب فصل4/5/6/7/8



 ذئاب لا تعرف الحب

من الفصل الخامس حتي التامن


انهــــال أوس باللكمات مجدداً على منسي الذي كان عاجزاً أمامه حتى عن الدفاع عن نفسه ، وبدى للحظة أنه قد فقد وعيه من شدة الضربات ، بينما تابعت تقى ما يحدث بنظرات مرعوبة ، وظنت أن ذلك الغريب الشرس سيقتل – لا محـــالة – ابن حارتها ، لذا فكرت سريعاً في أن تتدخل وتلهيه عمــا يفعل للحظات حتى يتمكن منسي من الفرار من براثنه ، و....


-تقى بصوت مختنق : حرام عليك هايموت في ايدك ، سيبوه بقى ! انت ايه !!


لم يعبأ بها أوس ، وظل ينفس عن غضبه في منسي الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الهلاك حتماً ...

لذا استجمعت تقى قدراً من شجاعتها الغائبة ، وركضت في اتجاه أوس الجاثي فوق منسي ثم قامت بضربه بكفي يدها بقوة كبيرة على ظهره ، مما جعله يستدير برأسه ناحيتها ورمقها بنظراته المحتقنة ، فتراجعت هي للخلف ، ونهض هو سريعاً عنه ، ثم اعتدل في وقفته ، وســـار في اتجاهها ..

أستندت تقى بظهرها على الحائط الملاصق لباب منزلها ، وحدقت في ذلك البغيض بنظرات مرتعدة ..

وقف أوس قبالتها ، ولم يرمش بطرف عينيه ، بل حدجها بنظرات قاسية متوعدة من عينيه التي تحولتا إلى جمرتين متقدتين ، ثم مـــد يده ناحية عنقها ليخنقها منه ، ولكنها أمسكت بكف يده بقبضتيها لتمنعه من الاقتراب منها أو حتى لمسها ، ثم قربت شفتيها من كفه ، وقامت بغرس أسنانها فيه وعضته بقسوة ..

ورغم تآلمه الذي ظهر على ملامح وجهه ، والدمـــاء التي بدأت تنزف منه ، إلا أنه لم يهتز للحظة ، وتركها تفعل ما تريد ، ثم وضع يده الأخــرى على رأسها ، وقام بجذبها بعنف من فروة شعرها ، لتصرخ هي متأوهة من الآلم و..

-تقى بصراخ عنيف : آآآآآه .. سيبني

-أوس وهو يصر على أسنانه في غيظ : ازاي تتجرأي عليا يا بنت الـ .....


في نفس التوقيت بدأ الجيران في التجمع على أثر صوت الصراخ والشجار العنيف ، وتدخل البعض منهم للحول بين أوس وتقى ، و...

-جار ما بنبرة قوية : سيب البت يا جدع انت

-جارة أخرى بعويل مرتفع : يا لهوي ، الحقونا يا ناس ، الراجل هيموتها

-جار أخـــر بضيق : كلموا رجالة الشارع يجوا يمسكوا الواد ده اللي طايح في الكل

-أوس بنبرة متصلبة ، ونظرات نارية : واد !!! انتو مفكرين إني هخاف ، يبقوا انتو مش عارفين أنا مين


ثم بدأ بالتشاجر معهم بعد أن أبعدت الجارة أم بطة تقى وادخلتها إلى داخل منزلها المتواضع ، وقام أحد الجيران بسحب منسي الملقى على الأرضية ، وحاول إفاقته ..

احتدم الصراع على أشده ، وتم التراشق بالألفاظ والعبارات الحادة بين الجميع ، ولم يخلوْ أيضاً من التطاول بالأيدي .. ثم انضم إلى المشاجرة ضباط الشرطة ، وبعض المرافقين لأوس ، وقاموا بفض الاشتباك الدائر ، ثم أحاطوا بأوس وأخرجوه من تلك البناية المتهالكة ..


تسائل الجيران عمــا يحدث ، وخاصة حينما عرفوا بمسألة اقتياد كلاً من حكمت وفردوس إلى قسم الشرطة بسبب السرقة ..

ظلت تقى تدافع عن والدتها وهي تبكي بحرقة و...

-تقى بنبرة متشنجة للغاية : ماما معملتش حاجة ، هي بريئة ، والله ماخدت حاجة

-أم بطة بنبرة شامتة وهي تمط شفتيها في استنكار : الحوجة وحشة يا بنتي ، تلاقي أمك معرفتش تدبرها منين ، فقالت أما أسرق

-تقى بنبرة منفعلة ، ونظرات محتقنة : أمي مش كده ، عمرها ما تسرق ، عمرها ....!!!


وصــــل إلى المنزل عم عوض الله وهو يلهث من صعود الدرج القديم ، ثم دفع الباب بكف يده ، ودلف إلى داخل منزله الذي وجده في حالة فوضى عارمة ، فاستدار ببصره للجانب فرأى ابنته تجلس باكية على الأريكة وإلى جوارها الجارة أم بطة ، فتنحنح في خشونة و...

-عوض بصوت آجش ، وهو مجفل العينين : تقى ، في ايه اللي حصل يا بنتي ؟


تنحنحت الجارة أم بطة في حرج زائف ، ثم نهض عن الأريكة ، وانحنت بجسدها قليلاً ناحية تقى لكي تربت على كتفها ، و...

-أم بطة بنبرة عادية : طيب يا تقى ، لو عوزتي حاجة يا ضنايا نادي عليا ، أنا جمبك يا حبيبتي ، دي أمك غالية عندي

-عوض بصوت خشن : شكراً يا ست أم بطة على أخلاقك ، ومانجلكيش في حاجة وحشة

-أم بطة وهي تلوي فمها في استهجان: ربنا يلطف بينا جميعاً ، عن اذنكم لأحسن سايبة الأكل على النار


ثم ســـارت بخطوات متعجلة إلى خــارج المنزل ، وأغلقت الباب من خلفها ..

ارتمت تقى في أحضــــان والدها ، وأسندت رأسها على صدره ، وظلت تبكي بحرقة ، فحاول هو أن يفهم منها ما الذي جرى في غيابه ، فأردفت هي بـ ....

-تقى بصوت مختنق ، وأعين حمراء : البوليس جه وقبض على أمي وخالتي حكمت ، بيقولوا سرقوا خاتم حد مهم ، لكن أمي والله ما عملت حاجة ، صدقني يا بابا ماما بريئة معملتش حاجة

-عوض بخفوت حزين : تفتكري ماتكونش عملتها


أطــــرق عوض رأسه في خــزي ، ولم يعقب على ما قالته ابنته ، فشعرت تقى بوخزة ما في صدرها ، وظنت أن والدها غير مؤمن ببراءة أمها ، وأنه يعتقد أنها لصة بالفعل وسرقت الخاتم كما تتهمها الشرطة ، لذا تشدقت بـ ...

-تقى بتلهف ، وأعين جاحظة : أوعى تصدق أي حاجة تتقال عنها يا بابا ، ماما بريئة ، والله مظلومة

-عوض بنبرة منكسرة : الله أعلم

-تقى متسائلة بحيرة : طب .. طب هاتعمل ايه الوقتي يا بابا ؟؟ مش لازم نسيبها لوحدها

-عوض وهو يتنهد في إرهـــاق : لله الأمـــر من قبل ومن بعد

-تقى متسائلة بجدية : تقصد ايه يا بابا ؟

-عوض بخفوت حزين : اللهم إني لا أسألك رد القضاء ، ولكني أسألك اللطف فيه ، لله الأمـــر من قبل ومن بعد ..!!!!


ثم تركها على حالتها وانصـــرف في اتجاه غرفة نومه وهو يستغفر الله ..

تسمرت تقى في مكانها غير مستوعبة لردة فعل والدها المنكسرة ، كيف ستتصرف هي حيال تلك المسألة الخطيرة ، إنها والدتها ولن تستطيع أن تتركها بمفردها ..

-تقى بإصرار ، ونظرات قوية : مش هاسيبها ، استحالة !


ركضت تقى في اتجاه غرفتها ، ووجدت خالتها منطوية على نفسها في أحد الأركــان شاردة في ذكريات ماضيها ، فتنهدت في آسى ، ثم جثت على ركبتيها أمامها ، وامسكت بها من ذراعيها ، ثم قامت بهزها بهدوء و...

-تقى بخفوت : خالتي تهاني ، اسمعيني الله يكرمك ، ركزي معايا بس

-تهاني بنظرات زائغة ، ونبرة غير مبالية : ضحكوا عليا ، سرقوني ..

-تقى مقاطعة بجدية : خالتي ركزي معايا ، مش وقت اللي بتقوليه ده ، ماما في مصيبة ولازم نتصرف ، أنا عاوزاكي معايا ، مش هاعرف أروح أسأل في القسم لوحدي ، وبابا الظاهر إنه مش عاوز يجي معايا

-تهاني بعد اكتراث : ضيعوا حالي ومالي ، خدوا مني عيالي ..!

-تقي بنبرة حـــادة : خالتي ، عشان خاطري فوقي


....................................


بداخل سيارة أوس – ماركة المرسيدس – الفارهة ،،،،


أمســــك أوس بالمقود ، وضغط على دواسة البنزين بكل عصبية ، وظل يسب ويلعن بضيق واضح بسبب ما فعله الجيران معه ومع من معه ..

انتبه وهو يدور بعجلة القيادة إلى تلك العلامات التي تركتها تلك الهزيلة على كف يده ، ولاحظ تجلط الدمــاء عليها ..

فرفع هو كف يده لينظر إليه بتفحص شديد ، وظل يقلبه على الجانبين ، وتذكر كيف هجمت عليه تلك الفتاة بضراوة غير معهودة بالنسبة لحجمها الضئيل وضعفها ، لن ينكر أنها أثارت فضوله بحق ، وشغلت تفكيره لبرهة من الزمـــن ، ولكنه عـــاد سريعاً إلى أرض الواقع حينما رن هاتفه برقم ذاك الضابط ، فوضع أوس الهاتف على وضعية الميكروفون ، وأردف بـ ...

-أوس هاتفياً بنبرة متصلبة : أيوه

-الضابط هاتفياً بنبرة جادة : أوس باشا ، احنا طالعين على القسم ، تحب نكمل هناك إجراءاتنا ولا آآ...

-أوس مقاطعاً بقوة وبرود: اتعامل معاهم ، واعمل المحضر اللازم

-الضابط بصوت رسمي : حاضر يا باشا ، أنا هاخلص كل حاجة ، وهانتظر بس تشرفنا عشان نكمل الباقي


زفــــر أوس في ضيق وهو ينظر إلى الطريق أمامه ، ثم تشدق بـ ...

-أوس بإيجاز : طيب


ثم ضغط على زر إنهاء المكالمة ، وأكمل قيادة السيارة ..


....................................


انتشـــــر خبر اتهام السيدة فردوس وجارتها حكمت بالسرقة كانتشار النيران في الهشيم ، وبدأت الاشعاعات والأقاويل الكاذبة في الظهور ، ولم كتف الجارة أم بطة عن إضافة المزيد من الأحداث من أجل ضمان تصديق الجيران لما تقول ..


كمـــا شعر منسي بالضيق الشديد بعد ما تناثرت الأخبار عن تعرضه للضرب المبرح مما قلل من هيبته أمام الجميع ، وحــاول أن ينذوي بعيداً عن نظرات الشامتين به ...

................


نزلت تقى إلى الحـــارة بعد أن بدلت ملابسها وارتدت عباءة سوداء - تحمل نقوشات لامعة عند ياقتها ، وعند الأكمـــام – وقامت بلف حجابها حول رأسها ، وعقدته بدبوس واحد ، وأمسكت بحافظة نقودها الصغيرة في كف يدها ، وســــارت بخطوات راكضة في اتجاه المقهى ..

كانت ملامح وجهها حزينة ومنكسرة ، وعينيها شبه منتفختين من كثرة البكاء ، أعصابها إلى حد ما مرهقة بسبب كل ما دار و...

-تقى لنفسها بتوتر شديد : ربنا يستر وخالتي متنزلش لوحدها ، يا رب وقفلي ولاد الحلال


توقفت تقى أمـــام المقهى ، وبحثت بعينيها الحمراوتين عن منسي ، فهي تعلم أنه سيكون أكثر الأشخاص حرصاً على مساعدتها ، وهي واثقة من شهامته حينما يلجأ إليه أي أحـــد ..

لمحته يجلس على أحد المقاعد المتواجدة في زاوية المقهى الداخلية ، فترددت في الدخول إليه ، وسؤاله أمام الجميع ، لذا خطر ببالها أن تنادي على ذلك العامل الذي يقدم الطلبات و...

-تقى بخفوت وهي تشير بيدها : واد يا بندق ، تعالى هنا

-بندق بنبرة عالية ومتحمسة : أيوه جــــــــــاي !


انتبه لها ذلك الصبي الصغير ، وترك ما في يده ، واتجه ناحيتها و...

-بندق بنبرة عادية : أيوه يا ست البنات

-تقى بتلعثم : آآ.. بندق ، شـ.. شايف سي منسي


استدار بندق برأسه ناحيته ثم أومىء بها إيماءة خفيفة ، ومن ثم عاود النظر مجدداً إليها و...

-بندق بنبرة طبيعية : اه شايفه ، أؤمريني

-تقى بنبرة أقرب للهمس : عاوزاك يا بندق تخشله ، وتخليه يطلع يكلمني على أول الحارة إلهي يسترك


وضـــع العامل بندق إصبع يده على عينه ، وأشار به على الأخرى و...

-بندق بابتسامة خفيفة : حاضر يا ست الكل ، من عينيا !


ثم تركته وانصرفت بخطوات متعجلة ، بينما عـــاد هو إلى داخل المقهى ، ومــال بجذعه على منسي ، وهمس في أذنه بما أخبرته تقى ، فلكزه منسي في كتفه ، ودفعه بعيداً عنه و..

-منسي بنبرة شبه غاضبة : طب غــــور انت يالا

-بندق بتذمر : طب ما تزوءش

-منسي بحنق : انت هتقفلي على الواحدة يا واد انت ، لأحسن تكون فاكر نفسك زيي ولا حاجة

-بندق بإنزعاج : يوووه ، انت بتقول شكل للبيع ، أنا ماشي


ثم سمع صـــوت صاحب المقهى وهو يصدح بـ ...

-مسعد بنبرة عالية : واد يا بندق اجري شوف طلبات الزباين

-بندق بنبرة ضجرة : ما أنا باشوف ، هو أنا يعني بلعب

-مسعد بلهجة آمــرة : خش ياض شوف اللي وراك


ألقى منسي بثمن الشاي الساخن على الطاولة الصغيرة ، ثم دلف إلى خــــارج المقهى ، وســـار إلى مدخل الحـــارة حيث تنتظره تقى ..


...................

وقفت تقى محرجة في مكانها ، ولكن ليس أمامها أي بديل ..

تنحنح منسي من خلفها ، فاستدارت بجسدها كلياً ناحيته ، و...

-تقى بخفوت وهي تضع طرف حجابها على شفتيها : سي منسي

-منسي بجدية : ايوه يا ست البنات


أجفلت هي عينيها للأسفل في خــزي ، ثم ابتلعت ريقها في تردد ، و..

-تقى بنبرة شبه متلعثمة : انت .. انت كويس ؟

-منسي وهو يتحسس قفاه ، وبنبرة عادية : اه


عضت تقى على شفتها السفلى ، ثم رفعت عينيها قليلاً للأعلى ، و..

-تقى بتردد : مـ... معلش هاتقل عليك شوية يا سي منسي

-منسي ببرود : خير

-تقى بخفوت : يعني .. آآ.. ينفع تيجي معايا .. آآ.. القسم بدل ما أروح لوحدي ، أصل .. أصل أنا عاوزة أطمن على أمي

-منسي وهو يتنهد في انزعــاج : اووف .. بصي يا ست تقى أنا آآ...


حدقت تقى مباشرة في عيني منسي ، ورمقته بنظرات راجية قبل أن تردف بـ ...

-تقى مقاطعة بتوسل : الله يخليك يا سي منسي ، أنا معنديش حد غيرك يساعدني ، أبوس ايدك تيجي معايا ، أنا مش هاقدر أسيب أمي لوحدها ، عشان خاطري


لــوى هو فمه في تأفف ، ثم تنهد بحرارة و...

-منسي على مضض : بس انتي ميرضكيش اللي حصل عندك يا ست تقى ، ده أنا شكلي بقى وحش وآآ..


مـــد تقى يدها ، وأمسكت بكف يده ، وضغطت عليه قليلاً بأصابعها الرقيقة و...

-تقى مقاطعة برجاء : والنبي يا سي منسي ، الله ما يوقعك في ضيقة


نظر هو إلى كف يدها الممسك به ، فسحبته هي على الفور بعد أن شعرت بالحرج الشديد مما فعلت و..

-منسي بنبرة مرهقة : ماشي يا ست تقى ، عشان خاطرك بس


نظرت هي إليه بنظرات ممتنة ، ثم أشــار لها بكف يده لكي تتحرك أمامه ، فامتثلت هي له ، و ســار هو خلفها وظل محدقاً بتقاسيم جسدها ، و...

-منسي لنفسه بنظرات شهوانية : عشانك يا غالية هساعد الـ .......!!!!!


................................


في المقـــــر الرئيسي لشركة الجندي للصلب ،،،،،


تجنب معظم الموظفين الإلتقاء بأوس الذي كان غاضباً للغاية ، فهو لم يترك أي أحد إلا وعنفه بطريقة مهينة ، أو وبخه بصورة لاذعة، حتى سكرتيرة مكتبه الخاصة قامت بإلغاء كافة المواعيد طوال اليوم لتجنب عصبيته مع العملاء ..

تعجب عُدي مما أصاب رفيقه بعد أن وصل إلى مسامعه حالة الغضب العارمة التي تسيطر عليه ، لذا سريعاً دلف إلى مكتب أوس وعلى وجهه علامات الحيرة ، وحدق فيه باستغراب ، ووجده واقفاً مشدود الجسد أمام الحائط الزجاجي ، نازعاً لسترته الرمادية ، وواضعاً لقبضتي يديه في جيبي بنطاله ، وفاتحاً لأزرار قميصه الكحلي الداكن حتى منتصف صدره و...

-عدي متسائلاً بفضول : في ايه اللي حصل لكل ده ؟


لم يستدرْ أوس ناحيته ، بل ظل محدقاً أمامه بنظرات فارغة ومميتة في نفس الوقت ..

اقترب عدي منه ، ووضع يده على كتفه ، و...

-عدي متسائلاً بجدية : مالك يا أوس ؟


نظـــر إليه أوس من زاوية عينه ، ورفع أحد حاجبيه ، و..

-أوس بإقتضاب : مافيش


لوى عدي فمه في عدم اقتناع ، وأمعن النظر في ملامح وجـــه أوس المتجهمة ، و..

-عدي بحيرة أكبر : ازاي مافيش ، انت مش شايف شكل وشك ، ما تطمني يا أوس على اللي حصل ، مش احنا أصحاب وآآ..

-أوس مقاطعاً بصلابة : عدي .. قولتلك مافيش حاجة يبقى مافيش ، خلاص خلصنا


أشــــار عدي بكلتا يديه في الهواء ، و....

-عدي بهدوء حذر : طب اهدى خلاص ، مالوش لازمة الانفعال ده كله


ثم صمت لبرهة يفكر في شيء ما لكي يخرج به رفيقه من حالة الضيق تلك ، و...

-عدي مبتسماً ابتسامة زائفة : طب ايه رأيك أظبطلك سهرة على كيفك

-أوس بحدة : مش عاوز حاجة


قطب عدي جبينه في اندهاش أكبر ، ثم ضيق عينيه أكثر ، ورمق أوس بنظرات أكثر فضولية و..

-عدي بإستغراب : نعم ! مش عاوز !! وده من امتى ؟


أخـــرج أوس يديه من جيبي بنطاله ، ثم أشـــار بإصبعه محذراً وهو يحدج رفيقه بنظراته الصارمة و..

-أوس بنبرة متشنجة : عُدي !! أنا على أخــري ، ومش ناقص حد يكلمني ربع كلمة ، فيا ريت تحل عن نافوخي ، وتروح تشوف اللي كنت بتعمله بعيد عني ، ماشي !


لمح عـــدى تلك الإصابة البادية على كف أوس ، فتلقائياً مــد يده ناحيته ، وأمسك بكفه ثم ظل يتفحصه بحيرة و...

-عدي متسائلاً بإندهاش : ايه اللي عمل في ايدك كده

-أوس بإرتباك : هـــه


ثم سحب كف يده سريعاً ، وســــار مبتعداً عن عدي وأولاه ظهره لكي يخفي اضطرابه المفاجيء ..


استغرب عدي من التغيير المفاجيء الذي ظهر على أوس ، فرفع أحد حاجبيه ، ووضع يده على رأسه ومررها في شعره ، ثم ..

-عدي متسائلاً بتعجب : انت اتعورت ولا ايه ؟

-أوس بحنق : يوووه ، انت مش هاتخلصني بقى ، فوكك مني السعادي ، ولا أقولك أنا ماشي ....!!!


ثم قـــام أوس بجذب سترته من على الأريكة ، وســــار في اتجاه باب الغرفة ، ولكن أسرع عدي في أثره ، وأوقفه من ذراعه و...

-عدي بنبرة هادئة : طيب .. طيب ... مش هسألك عن حاجة ، اقعد بس الأول

-أوس بنفاذ صبر : عدي أنا مش في المود النهاردة ، ومش عاوز أي حد يرغي معايا في أي حاجة

-عدي بنبرة متريثة : ماشي ، اللي انت عاوزه ، أقعد على مكتبك ، وأنا هاطلبلك مشروب فريش يهديك ، اشطا ؟


لــوى أوس فمه في تهكم ، ثم أشـــاح بوجهه الناحية الأخرى بعد أن أبعد يده عدي عن ذراعه ، و..

-عدي بإصرار : ها .. كده تمام ؟

-أوس وهو يتمتم يإيجاز : طيب


ثم ســـار عُدي في اتجاه المكتب ، وأمسك بسماعة الهاتف ، ووضعها على أذنه ، و...

-عدي بلهجة آمــرة : ليمون فريش للباشا بسرعة


ثم وضعها مجدداً في مكانها ، ونظر إلى أوس الذي ألقى بجسده على الأريكة وحدق في السقف ..

لم يرغب عدي في إثارة حفيظة رفيقه ، لذا اكتفى بمراقبته في هــــدوء ..


.........................................


بداخل قسم الشرطة ،،،،،


أوصــــل منسي تقى إلى مدخل القسم ، و...

-منسي بجدية : أنا هستناكي هنا يا ست البنات

-تقى متسائلة بإستغراب : مش هاتدخل معايا ؟

-منسي بإقتضاب : لأ ..

-تقى متسالة بحيرة : ليه ؟


رفع منسي يده عالياً أمامها ، ورمقها بنظرات قوية ، ثم أشــار بها ، و....

-منسي وهو يلوي فمه في امتعاض : أصلي بتشائم من أقسام الشرطة ، خشي انتي اطمني على أمك ، وأنا أعد على القهوة اللي هناك دي


هزت تقى رأسها في حـــزن ، ثم ســـار إلى داخل القسم وهي تتلفت حولها ...

.............

رفض الصــول المتواجد بالقسم السماح لتقى برؤية والدتها ، و...

-الصول بنبرة رسمية : ماينفعش


وقفت هي أمامه ، وأمسكت بطرف حجابها المتدلي بأصابع يديها ، وظلت تفرك فيه بتوتر ، و...

-تقى برجاء : الله يكرمك يا شاويش ، خليني أشوف أمي وأطمن عليها


طــرق هو بحدة على السطح الرخامي ، و...

-الصول بحدة ، ونظرات صارمة : قولتلك يا ست ماينفعش


انحنى الصــول بجذعه للأسفل ليضع بعض الأوراق بداخل أحد الأدراج ، بينما تابعته تقى بعينيها المنتفختين ، و...

-تقى بنبرة مختنقة ، ونظرات باكية : طب .. طب هي هايحصلها ايه ؟

-الصول ببرود ، ونظرات غير مكترثة : بعد ما هايتحقق معها هاتتحول للنيابة وتتسجن وآآ..


لطمت تقى على صدرها ، واتسعت عينيها في هلع و..

-تقى مقاطعة بفزع : يا لهوي ، طب والحل ايه يا شاويش ؟؟ ده أمي بريئة ، وماعملتش حاجة


تحرك الصول بعيداً عنها ، وأمسك بملف ما في يده وظل يطالع ما دون فيه و...

-الصول بنبرة غير مهتمة : مالناش فيه


لحقت هي به ، ووقفت أمامه ، ورمقته بنظراته الدامعة والمتوسلة و...


-تقي بإصرار : الله يكرمك يا شاويش قولي على الحل ، ساعدني ، أنا ماليش إلا هي ، ربنا يخليلك عيالك ، ربنا يرزقك


حدجها الصـــول بنظرات مشمئزة وهو يرفع أحد حاجبيه ، ثم جلس على مقعده ، و...

-الصول ببرود : بصي يا ست ، حل المصيبة اللي أمك فيها هو إنك تطلبي السماح من الباشا اللي عامل المحضر فيها عشان يتنازل ، ساعتها هي هتخرج ، ومش هايبقى فيه لا قضية ، ولا دياوله


فغرت تقى شفتيها في ذهــــول ، بينما تابع الصول بـ ...

-الصول بجدية شديدة : أنا اللي أقدر أعمله اديكي عنوانه ، وانتي تروحيله وتتصرفي معاه ، غير كده ماليش فيه


أومـــأت تقى برأسها عدة مرات لتعلن موافقتها على ما قاله ، في حين أكمل هو بـ ....

-الصول بنبرة محذرة : بس لو هاتعملي ده يا ريت يكون بسرعة قبل ما المحضر يروح النيابة


انقبض قلبها للحظة وهي تتخيل صورة والدتها وهي محتجزة بداخل القسم تعاني الويلات هناك ، وما قد يحدث لها ولأبيها ولخالتها من بعدها ، خاصة وأنها العائل الأساسي للأسرة ، فقبضت على ياقة عباءتها السوداء بأصابعها في خـــوف ، وأغمضت عينيها في قلق ، ثم أخذت نفساً عميقاً وزفرته سريعاً ، وفتحت عينيها لتنظر إلى الصول ، ومن ثم مدت يدها أمام الصول و...

-تقى وهي تبتلع ريقها في توجس ، وبنظرات زائغة : مـ.. ماشي ، هاتلي العنوان ........................................................... !!!

كده انا خلصت ال5 فصول بتوع النهارده اتمنى الروايه تعجبكم وعاوزه اشوف التفاعل بقا 🍓🍓

الفصل السادس :


دون الصـــول الموجود بالمخفر ( قسم الشرطة ) العنوان الخاص بمقدم البلاغ في ورقة صغيرة ، ثم طواها على عجالة ، و..

-الصول بخفوت ، ونظرات قوية : الشاي بتاعي


تنحنحت تقى في عدم فهم ، ورمقته بنظرات حائرة ، وهزت رأسها في بلاهة ، و..

-تقى بنبرة متحشرجة : هــاه ..

-الصول وهو يصر على أسنانه ، وبنظرات ذات مغزى : الشاي ، السجاير .. ها يا ست !!


هنا فهمت تقى ما الذي يرمي إليه ، هو يريد مقابلاً مادياً نظير خدماته ، لذا فتحت هي حافظتها الصغيرة ، وأخرجت مقداراً قليلاً من المــال الذي بحوذتها ، وطوته في كف يدها ، ثم مدت يدها لتأخذ الورقة الصغيرة ، وأسندت المــال في كف يد الصــول الذي حدجها بنظرات ساخطة حينما رأى المبلغ ، و...

-الصول بتأفف : استغفر الله العظيم ، لولا إن الواحد قلبه طيب ، كان زمانته عامل الأشكال بنت الـ ....... اللي زيكم بإسلوب تاني


رمقته هي بنظرات نارية من عينيها المنتفختين ، ثم خبأت الورقة في حافظتها ، و....

-تقى وهي تبتلع غصة مريرة في حلقها : كتر خيرك ، وربنا موجود وهيجازيك أكيد عن اللي بتعمله


استمر هو في التحديق لها بنظراته الساخطة ، في حين استدارت هي بجسدها وســـارت مبتعدة – وبخطوات متثاقلة - في اتجاه باب المخفر ...


شردت تقى في حالها ، فهي مازالت صغيرة ساذجة –إلى حد ما - لا تعرف متاعب الحياة ، ولا كيف سيكون الوضع معها ، بالها مشغول بكيفية إقناع صاحب البلاغ بالعدول عن المحضر قبل أن يتطور الأمـــر ، والأهم من هذا هو كيف ستطلب منه أن يغفر لوالدتها ذنباً لم تقترفه ، وتثبت له برائتها ..

تنهدت هي في إرهـــاق ، ووضعت يدها على رأسها لتضغط عليها قليلاً لتخفف عنها ذلك الغضب المشحون بداخلها ..

لم تهتم بالعساكر الذي دفعوها من كتفها ليمروا ، أو بذاك المجرم الذي نظر لها بطريقة مشمئزة ، فكل ما يدور في خلدها هو والدتها فقط .. ( عماد البيت وأساسه ) ....

...............................


خرجت تقى من المخفر ، وبحثت بعينيها عن منسي ، ولكنها لم تجده كما أخبرها في ذلك المقهى القريب ..

عضت على شفتيها مجدداً ، وتنهدت في حزن ، ثم ...

-تقى لنفسها بتعب : مش محتاجة مفهومية ، هو أكيد مشى ، يعني مش قدامي غير إني أروح للراجل بتاع الخاتم اللي أتسرق لوحدي واسترجاه ، يمكن .. يمكن قلبه يحن عليا ويسامح أمي ..


فتحت تقى حافظتها الصغيرة ، وأخرجت الورقة المطوية منها ، ثم فردتها لتقرأ العنوان المدون بالداخل ..

-تقى بنظرات ثابتة ، ونبرة خافتة : شركة الجندي للصلب


طوت هي الورقة مرة أخـــرى ، ونظرت أمامها في الفراغ ، و...

-تقى لنفسها بحيرة : طب ودي أروحلها إزاي !!!


....................................


في منزل تقى عوض الله ،،،


جلس عم عوض الله على سجادة الصلاة في غرفة نومه ، وتضرع إلى الله وهو راكع بـ ...

-عوض بنبرة مختنقة من الضيق : يا رب انت اللي عالم باللي فيا ، يا رب أنا طول عمري راضي بقضاءك ، وراضي بحكمك ، انا مش معترض على نصيبي ، بس هونها عليا يا رب ، هونها لأني مش قادر ، الحمل فوق طاقتي ، وأنا حاسس إن نهايتي قربت ، وخايف أسيب البت لوحدها ، أمها من زمان وهي مش راضية بحالها ، وده اللي تاعبها ، اهديها يا رب .. اهديها واكشف عنا البلاء يا رب


وبينما كان هو مندمجاً في ابتهالاته للمولى ، سمع صوت غلق لباب المنزل ، فانتفض فزعاً من على السجادة ، وســــار بخطوات أقرب للعدوْ في اتجاه الصالة وهو ممسك بمسبحته ..

انقبض قلبه حينما وجد باب غرفة ابنته تقى مفتوحاً على مصراعيه ، فظن أن الأمـــر متعلق بأخت زوجته ، فاتجه سريعاً إلى هناك ، ووقف على مدخل الغرفة و...

-عوض وهو يتنحنح في خشونة : ست تهاني .. انتي .. انتي جوا ؟


لم يستمع هو إلى أي رد يخصها ، وكان يخشى أن يدخل فجأة إلى الغرفة فتكن هي على راحتها ، وربما يكون جسدها مكشوفاً – خاصة وأنها فاقدة للأهلية - فعليه أن يكون أكثر حرصاً ، و ينبهها أو ينبه من معها في الغرفة لكي يطمئن أنها مستورة ، ولكن ليس هناك وقت للتأكد من هذا ، لذا قرر أن يدلف إلى الداخل و...

-عوض وهو غاضض لبصره ، وبنبرة جادة : ست تهاني ..!


رفع هو بصره تدريجياً وجاب الغرفة سريعاً بحثاً عنها فلم يجدها ، فانزعج أكثر ، واستدار عائدًا للخـــارج ، ثم وضع خفه في قدميه ، واتجه إلى خــارج المنزل ....


.........................


وقف العم عوض الله على أول الحـــارة يبحث بعينيه عن تهاني ، ولكنه لم يجدها في الجوار ، فاقترب من محل البقالة المجاور لبنايتهم ، وأشـــار لصاحبها – ذاك الشاب المكفهر الوجه – بيده و...

-عوض بنبرة متوجسة : رياض يا بني ، ماشوفتش الست تهاني ؟

-رياض بوجه عابس ، ونبرة متأففة : لأ مشوفتهاش

-عوض بقلق : طب .. طب ماتعرفش ممكن تكون راحت فين ؟

-رياض بتهكم : بقولك مشوفتهاش يا عم عوض، يبقى هاعرف هي راحت فين ، ده ايه المفهومية دي

-عوض بنبرة منكسرة : كتر خيرك يا بني


ابتلع العم عوض الله غصة مريرة في حلقه ، ثم أمسك بالمسبحة بين أصابع يديه ، وظل يفركها سريعاً وهو ينظر أمامه في حيرة و..

-عوض بضيق : طب أسأل مين عنها ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ، عيني يا رب


ثم بدأ يجوب زوايا الحـــارة بحثاً عنها ، ولم يكف عن سؤال كل من يعرفهم .. وكان الجواب واحداً ( مشوفنهاش ، لأ .. معدتش من هنا )


قرر عوض الله أن يتجه إلى الطريق الرئيسي الذي تتفرع من عدة طرق جانبية تؤدي إلى الحـــارة ، فقد خـــاف أن تكون تهاني قد ساقتها قدميها إلى هناك .. لذا أسرع في خطاه وهو يدعو الله بـ ...

-عوض بقلق شديد ، ونظرات راجية : استر يا اللي بتستر ، عديها على خير يا رب ...!


لم ينتبه عوض الله إلى الإشارة المرورية التي قد أضاءت ، ولا إلى السيارات التي قد بدأت في التحرك سريعاً .. وفجــــأة شعر هو بأن جسده أصبح كالريشة الخفيفة التي تقذفها الرياح حيثما شاءت ، ولم يشعر إلا بآلم مبرح يجتاح كل ذرة في كيانه ، وأن عظامه المرهقة قد تهشمت بكل قوة على الأرضية الإسفلتية ، فأطلق صرخة مدوية قبل أن يستكين بعدها تماماً ...

تجمع المـــــارة من حوله ، وتوقفت حركة المرور ، وحدثت حالة من الهرج والمرج في الطريق ، و...

-شخص ما بنبرة عالية : يا جدعان ، حد يطلع الإسعاف بسرعة ، الراجل بيموت

-شخص أخــر بنبرة قوية : امسكوا اللي عمل كده بسرعة

-شخص ثالث بنبرة صادحة للغاية : ابعد يا عم انت وهو ، وسعوا الطريق


جثى أحد الأشخاص على مقربة من العم عوض ، وأخذ يتحسس نبضه ، وكذلك تنفسه ، ثم رفع رأسه عالياُ ونظر للمحيطين به ، و...

-شخص رابع وهو يلوح بيده : ده الراجل باينه قطع النفس

-سيدة ما وهي تلطم على صدرها : يا ساتر يا رب


مالت فتاة ما على رفيقتها التي تتأبط بها ، ثم همست لها في أذنها وهي تغطي فمها كي لا يراها أحد وهي تتحدث بـ ...

-فتاة ما بخفوت : تعالي يا بنتي ، مالناش دعوة باللي بيحصل ده

-فتاة أخرى بنبرة معترضة : يا بنتي استني أما نشوف هايحصل إيه

-فتاة ما بإصرار : يالا بقى ، احنا كده هنتأخر على الدرس

-فتاة أخرى بتذمر : طيب ، خلاص ، اوووف ...!


انصرفت الفتاتين من مكان الحادث ، واستمرت حالة التخبط المروري ، والجميع في حيرة مما حدث لذاك الرجل العجوز ...

.............................


أمــــام مقر شركة الجندي ،،،


ترجلت تقى من الحافلة بعد أن بذلت جهداً مضنياً في الوصول إلى العنوان المذكور ، ظلت تزفر وتتنهد في ضيق ، ثم وضعت ظهر كف يدها على جبينها لتجفف عرقها المتصبب على عينيها ، وألقت بطرف حجابها المتدلي للخلف ، و...

-تقى بنبرة متعبة : يا مهون يا رب ، يــــاني ، مكان البتاعة دي في أخــر بلاد المسلمين ، ساعتين في الاتوبيسات عشان أعرف أوصل هنا .. يالهوي


جابت تقى المكان من حولها ، وظلت تتأمل هيئة المواطنين المتواجدين في تلك المنطقة الراقية ، وشعرت بداخل نفسها أنها أقل من ان تتواجد هنا ، ولكنها لم تعرْ الأمـــر أهمية اكبر ، فهي أمامها مهمة خطيرة ، ولن يمنعها عن الاستمرار فيها شعورها بالنقص والاختلاف ..


أخذت هي نفساً عميقاً ، ثم زفرته مرة واحدة قبل أن تسير بخطوات ثابتة في اتجاه الطريق المؤدي إلى مدخل الشركة الكبير ..

توقفت تقى في مكانها لتتأمل هيئة تلك التحفة المعمارية الضخمة ، مبنى عظيم ذو واجهات زجاجية براقة ، وأرضيات رخامية لامعة تجعل الأقدام تنزلق عليها سريعاً ..

شعرت هي بأنها ضئيلة للغاية وهي تقف أمام ذلك الصرح العظيم ، دعت الله في نفسها بـ ...

-تقى بخفوت ممزوج بالرعب وهي محدقة أمامها : يا رب يسر واجعل قلب الراجل ده يحن ويتنازل عن البلاغ ، يا رب .. يا رب


ثم قبضت على حافظة نقودها ، وســـارت في اتجاه المدخل ، ثم صعدت على درجاته الرخامية ، ولكنها لم تستطعْ أن تمر عبر البوابة ، وذلك بسبب ذلك الكائن الضخم الذي ســد عليها الطريق بجسده المتضخم ذو الملابس الرسمية و..

-حارس الأمن بنبرة رسمية : انتي رايحة فين ؟


ابتلعت تقى ريقها بصعوبة ، وحدقت فيه بنظرات شبه خائفة و..

-تقى بتلعثم : آآ.. أنا .. انا داخلة جوا


رمقها حارس الأمن بنظرات مشمئزة قبل أن يردف بـ ..

-حارس الأمن بصرامة وهو يشير بيده : امشي من هنا يا بت

-تقى بإندهاش شديد : هاه

-حارس الأمن بحدة : يالا من هنا ، انتي مش شايفة منظرك


عضت تقى على شفتيها من الغيظ ، وقبضت على حافظتها النقودية أكثر ، و....

-تقى بحنق : هو أنا جاية أشحت منك ، أنا جاية أقابل صاحب الهالومة دي كلها

-حارس الأمن بإمتعاض يحمل التهكم : لا والله ، وهو الباشا بيقابل الأشكال اللي زيك كده عادي ، انجري من هنا أحسنلك بدل ما أحدفك برا

-تقى بنبرة مغتاظة وبإصرار : أنا مش هامشي من هنا مهما قولت ومهما عملت ، ان شاء الله هبات قدام باب المخروبة دي


انتبه أحــد الموظفين المارقين إلى داخل المبنى إلى ذلك الشجـــار شبه المحتدم بين تلك الفتاة الشعبية المظهر وبين حــارس الأمن ، فتوجه ناحيتهما ، ثم ...

-وائل بنبرة هادئة : في ايه اللي بيحصل هنا ؟

-حارس الأمن بجدية : مافيش يا بيه أي حاجة

-تقى بنبرة محتجة ونظرات مشتعلة : لأ فيه يا بيه ، أنا عاوزة أقابل صاحب الشركة دي

-حارس الأمن بنبرة متذمرة : وأنا قولت مش هاينفع يا ست انتي !

-وائل بصرامة : اسكت انت الوقتي ، أنا هاتفاهم معاها

-حارس الأمن على مضض : حاضر


ثم اتجه وائل برأسه ناحيتها ، وانتصب أكثر في وقفته الرسمية ، ورمقها بنظرات متمهلة ومتفحصة لهيئتها ، و...

-وائل بنظرات متفحصة ، ونبرة رزينة : ليه ؟


أطرقت تقى رأسها في خزي ، ثم أخذت تفرك أصابع يدها في توتر ، و...

-تقى بخفوت ، ونظرات قلقة : آآ.. مـ.. مسألة شخصية

-وائل متسائلاً بهدوء : في ميعاد سابق ؟

-تقى وهي تهز رأسها بالنفي : لأ

-وائل بجدية : يبقى مش هاينفع تقابليه هنا طالما مافيش ميعاد سابق


انقبض قلبها بشدة ، وشعرت بوخزة في صدرها ، ثم أمسكت بطرف حجابها ، ومسحت مجدداً عرقها البارد و...

-تقى بذعــر : بس الموضوع مهم ، وأنا محتاجة أتكلم معاه ضروري


كانت تقى على وشك الانحناء وإمســاك كف الموظف لتستعطفه ، ولكنه أشــــار لها بكف يده لكي تكف عما تفعل ، و...

-وائل بحدة : من فضلك ، مش بحب كده


تراجعت هي بجسدها للخلف ، واعتدلت في وقفتها ، وبدأت الدموع تتجمع في مقلتيها ، فرمقها هو بنظراته الجافة قبل أن يتابع بـ ...

-وائل ببرود : بص يا آآ... لو حاجة شخصية زي ما بتقولي ، يبقى تروحي تقابليه في قصره ، لكن هنا ممنوع

-تقى بنبرة راجية ومختنقة : يا بيه الله يسترك ، أنا مش جاية والله أشحت منه ، أنا جاية أقابله عشان أمي ، هي هاتروح مني لو أنا ملحقتهاش ، اللي يسترها عليك خليني أقابله ، اللي يبعد عنك أي شر


تنهد وائل في ضيق ، وأشاح بوجهه للناحية الأخرى ، ثم ..

-وائل على مضض : بصي عشان أبقى عملت اللي عليا ، أنا هابلغ الاستقبال بإنك عاوزة تقابلي الباشا ، وهما هايبلغوه ، ولو هو وافق هاخليهم يدخلوكي ، لو لأ ، روحي عند القصر بتاعه ، تمام


شعرت تقى أن هناك بارقة أمـــل تلوح في الأفق ، فتنفست الصعداء من جديد و...

-تقى بنبرة ممتنة : الله يخليك يا رب ، أنا .. أنا مش عارفة أقولك ايه

-وائل بإيجاز : ماتقوليش ، خليكي واقفة هنا


ثم أشـــار لها بإصبعه لكي تنتظر بالقرب من بوابة مدخل الشركة الرئيسي ، ثم اتجه هو إلى داخل بهو الشركة الواسع ...


..........................


في مصنع الرشيدي ،،،،


بلغ خبر اتهام العاملة فردوس بالسرقة لرئيس العمال – حسين - في مصنع الرشيدي للمنسوجات ، لذا أمر بـ ...

- حسين بنبرة حادة : ماتخشش هنا تاني الولية دي

-زينات بفزع : ليه بس يا سي حسين ، دي فردوس غلبانة وبتجري على يتامى

-حسين بتأفف يحمل التهكم : يتامى أرامل ، مايفرقش معايا الكلام ده ، صاحب الشركة مش هايشغل عنده حرامية ولا نشالين

-سعدية بنبرة حزينة : والله ده حرام

-حسين ببرود: والله اللي مش عاجبه ، يورينا عرض قفاه ، أهوو الباب يفوت جمل

-زينات بنبرة متشنجة : حسبي الله ونعم الوكيل ، معدتش في رحمة في قلوب الناس خلاص

-حسين بعدم إكتراث : قولي الكلام ده للحرامية اللي كانت وسطنا


ثم تركهما وانصرف في اتجاه مكتبه الموجود في أخـــر الرواق ..

نظرت سعدية إلى زينات بنظرات غاضبة ، و..

-سعدية بتذمر : عالم مفترية وربنا

-زينات بضيق شديد : ربنا ينتقم من الظلمة ، الولية هتعمل ايه ولا ايه

-سعدية بنبرة منزعجة : بصي احنا بنلغ بقية النسوان اللي هنا باللي حصلها ، ونحاول نلملها قرشين ولا حاجة ، اهوم يساعدوها على اللي جاي

-زينات بحنق : هي هتلاحق على ايه ولا ايه ..

-سعدية بنبرة قانطة : نصيبها بقى تشوف الويل ، كويس إن بنتها معاها ، وهي تتصرف

-زينات بنبرة راجية : ايوه ، ربنا يتولاهم .................................... !!!!


الفصل السابع :


بداخل مكتب أوس بمقر الشركة الرئيسي ،،،


كان أوس مازال مستلقياً على ظهره على تلك الأريكة الجلدية السوداء الموجودة في ركن الغرفة ومغمضاً لعينيه ، وواضعاً لساعده على جبينه .. في حين جلس رفيقه عدي على مسند الأريكة المقابلة وهو ممسك بهاتفه المحمول يتفقد بعض الرسائل على الصفحات الإجتماعية ..

رن هاتف المكتب الداخلي ، فالتفت عدي إليه برأسه ، ثم اعتدل في وقفته ، وســــار في اتجاه المكتب ..

أمسك هو بالهاتف ليجيب عليه ، و..

-عدي هاتفياً بنبرة عادية : ألو .. خير


ظل عـــدي صامتاً للحظات ليستمع إلى ما يُقال عبر الهاتف ، و...

-عدي هاتفياً بعدم اكتراث : ودي عاوزة ايه دي ؟! أصلاً الباشا أوس ميعرفش حد من الأشكــال دي ، ماشيها على طول !!


انتبه أوس إلى اسمه الذي ذُكر في المكالمة ، فاعتدل في نومته ، ورمــق رفيقه بنظرات قوية قبل أن ...

-أوس متسائلاً بجدية : في ايه ؟


أبعد عـــدي الهاتف عن أذنه ، ووضعه على صدره ليكتم الصوت ، و...

-عدي بنبرة جافة : مافيش يا أوس ، حاجة كده مالهاش لازمة !

-أوس بنبرة جادة للغاية : حاجة ايه دي ؟ ما تقول على طول

-عدي بنبرة شبه منزعجة : موظف الاستقبال تحت بيقول إن في بت شكلها بيئة عاوزة تقابلك ضروري عشان أمها

-أوس باستغراب : بت بيئة !

-عدي وهو يعيد رأسه للخلف : أها ، الموظف بيقول إنها لابسة عباية بترتر ، وشكلها لوكــال على الأخــر

-أوس متسائلاً بحيرة : بس أنا معرفش حد بالشكل اللي انت بتقول عليه ده

-عدي بإهتمام : ماهو عشان كده أنا قولتله يمشيها

-أوس بعدم مبالاة : أحسن برضوه

-عدي مبتسماً ابتسامة سخيفة : تمام


وضـــع عدي السماعة مجدداً على أذنه ، وبدأ يتحدث بخفوت ، في حين أرجع أوس ظهره للخلف على الأريكة ، ووضع كف يده على رأسه ليحك شعره ، وفجـــأة انتفض من مكانه وكأن عقرب ما قد لدغه ، فقد شك أن تكون الفتاة هي تلك الهزيلة التي تحدته من قبل ، لذا ..

-أوس بحدة وهو يشير بيده : استنى يا عدي


عقد عدي حاجبيه في إندهاش ، وحدق في رفيقه بنظرات متعجبة قبل أن يردف بـ ...

-عدي متسائلاً بفضول : حصل حاجة يا أوس ؟


نهض أوس عن الأريكة ، وانتصب في وقفته ، وحدق مباشرة في رفيقه عدي و...

-أوس بنبرة جافة للغاية : خلي البت دي تطلع


إزداد إنعقاد حاجبيه ، وقطب جبينه في إندهاش ، و...

-عدي بنبرة مشدوهة : تطلع !

-أوس بصرامة : أه ، ويا ريت بسرعة

-عدي وهو يزم شفتيه في حيرة : ماشي ، اللي يريحك


استدار أوس بجسده كلياً ، وســــار في اتجاه الحائط الزجاجي ، وقام بلف كف يده الذي مازالت أثــار عضتها عليه بارزة ، ونظر إليه بنظرات نارية ، و..

-أوس لنفسه بتوعد : حظ أمها أســـود ، لو طلعت هي ..!


.............................


في المسجد القريب من منزل تقى ،،،،


وقف الشيخ أحمـــد على باب المسجد المصنوع من خشب الأرابيسك ينتظر قدوم العم عوض الذي لم يتأخـــر يوماً منذ أن عمل فيه عن العمل ..

-الشيخ أحمد بقلق : ربنا يسلم طريقك يا عم عوض ، ماعمركش اتأخرت كده عن بيت ربنا ..!


ثم استدار في اتجـــاه المنبر ليستعد للحلقة الدينية التي ستنعقد بعد قليل


..................................


حضرت سيارة الإسعـــاف إلى موقع الحادث ، وتعاون المـــارة في حمل العم عوض على الناقلة ، ثم وضعوه بداخلها .. ولم يركب معه أي أحد في السيارة ، وتم نقله إلى أقرب مشفى حكومي ..

-أحد الأشخاص بنبرة آسفة : محدش عارف أي حاجة عن الراجل ده

-شخص ما بعدم اكتراث : لأ .. مكنش معاه لا موبايل ولا بطاقة

-شخص ثالث بنبرة عادية : ده شكله أصلاً راجل غلبان ماحلتوش حاجة

-شخص ما بجدية مصطنعة : احنا نحاول نشوف إن كان ليه قرايب ولا أهل ونبلغهم

-شخص ثالث بعدم إهتمام : يا عم كبر دماغك ، إحنا مش ناقصين وجع دماغ وقرف ، أهله هما اللي يبقوا يدوروا عليه ، مش احنا يعني اللي هنســأل ونهتم بواحد زي ده

-أحد الأشخاص بنبرة طبيعية : طب يالا نشوف مصالحنا يا رجالة ..


....................................


دلفت تقى وأطرافها ترتعد إلى داخـــل بهو الشركة الواسع بعد أن استدعاها حارس الأمن وأبلغها بموافقة صاحب المجموعة على رؤيتها ..

ظلت تجوب بعينيها المكان وهي تنتفض فزعاً بداخلها ، لقد شعرت بمدى ضائلتها بداخل هذا الصرح العظيم ، ودت لو تراجعت عما انتوت فعله ، وهربت من هنا فوراً ، ولكن ليس بيدها أي حيلة ، فحرية والدتها على المحك .. لذا استجمعت قدراً من شجاعتها الهاربة ، وحاولت أن تبدو هادئة .. لكن قلبها وصدرها يكادان يقفزان من مكانهما ...


صاحب أحد حراس الأمن تقى إلى الطابق المتواجد به غرفة مكتب صاحب الشركة ، وأشـــار لها بيده لكي تقف ، ثم توجه هو إلى مديرة المكتب السيدة راندا ، و..

-حارس الأمن بنبرة رسمية تحمل التهكم : الـ .. آآ.. أستاذة المفروض هتقابل أوس باشا


حدجتها راندا بنظرات متأففة قبل أن تتحدث بـ ..

-راندا بنبرة منزعجة : طيب .. لحظة أبلغ الباشا


مـــرت راندا من جوارها ، ونظرت إليها شزراً ، ثم أشــارت لها بإصبعيها و...

-راندا وهي تلوي فمها في امتعاض : استني هنا يا .. يا آنسة


ثم وضعت كلتا يديها على طرفي تنورتها الكلاسيكية القصيرة السوداء لتجذبها إلى الأسفل حتى لا تكشف ما فوق ركبتيها ، وعدلت من ياقة قميصها الأبيض ، ثم عضت على شفتيها لتتأكد من تناسق أحمر الشفاه عليهما ، ومن ثم اتجهت ناحية باب الغرفة ، وطرقت عليه بيدها طرقات خفيفة قبل أن تفتحه وتختفي داخل الغرفة ..


مرت الثواني على تقى كأنها أشهر .. ومع كل لحظة تمر ، يزداد اضطرابها وخفقان قلبها .. هي تخشى أن تفشل في المهمة الموكلة بها ، و..

-تقى لنفسها بتوتر شديد: يا رب حنن قلبه على أمي ، يا رب يوافق على إنه يتنازل عن المحضر ، يا رب ..


عـــادت راندا إلى حيث تقف تقى ، ثم حدجتها بنظراتها الإحتقارية قبل أن تتحدث بـ ....

-راندا بنبرة آمــرة وهي تشير بعينيها : خشي ، الباشا منتظرك جوا

-تقى بتلعثم وهي تبتلع ريقها : مـ... ماشي

-حارس الأمن متسائلاً : أمشي أنا يا أستاذة راندا

-راندا بجدية وهي ترمق تقى بنظراتها المتعالية : لأ .. خليك هنا ، يمكن الباشا يحتاجك ولا حاجة


استدار حارس الأمن برأسه في اتجاه تقى ، ورمقها بنظرات متشفية ، و..

-حارس الأمن وهو يتجشأ بتوعد : ماشي يا أستاذة


أجفلت تقى عينيها في خزي ، وقبضت على حافظة نقودها بأصابعها المتعرقة ، وعضت على شفتها السفلى في خوف ، وسارت في اتجاه باب الغرفة

...............................


بداخل مكتب أوس بمقر الشركة الرئيسي ،،،،


ترقب أوس دخـــول تلك الفتاة بفضول كبير حيث إستند بظهره على سطح مكتبه الفخم وعقد ساعديه أمام صدره الضخم ، وسلط بصره الحــاد على الباب .. بينما جلس عُدي على مقعد أوس وأخذ يطرق بأصابع يده على سطح المكتب ..


فتحت تقى باب المكتب بعد أن أخذت نفساً مطولاً .. ثم سارت بخطوات مرتبكة إلى الداخل ..

كانت هي مخفضة لرأسها ، وممسكة بطرف حجابها بأصبعين وكأنها تستجمع منها عزيمتها الغائبة ..


ارتسمت ابتسامة سخرية على ثغر أوس حينما تأكد من صحة شكوكه ، وحدج تلك البائسة التي أوقعها حظها العثر في طريقه بنظرات متفحصة لها ، ثم أخــذ نفساً مطولاً ليمليء به صدره المشحون ، لقد آن الآوان لكي يشعر بنشوة الإنتصـــار .. فها قد جاءت إليه طوعاً من تجرأت عليه من قبل ، وها قد حــان الوقت للتشفى منها ..

-أوس بنبرة خشنة وواثقة ، ونظرات قوية : كان عندي إحساس أنه إنتي


انتبه عُدي إلى كلمات أوس الغامضة ، وتابع ردة فعل الفتاة - محلية المظهر - بفضول شديد ..


رفعت تقى رأسها فجــــأة ، وحدقت في أوس بنظرات مصدومة بعد أن جذبها صوته القوي .. فعقدت المفاجأة لسانها ، وفغرت شفتيها في ذهـــول ..

هي لم تتوقع أن يكون ذلك الوقح المتوحش صاحب المحضر ..

أرخـــى أوس ساعديه ، ووضع كفي يده في داخل بنطاله ، وأمعن النظر فيها ، ثم ...

-أوس بنبرة مغترة : مفاجأة صح ..!

تسمرت هي في مكانها ، وخشيت أن تتقدم خطوة أخــرى في اتجاهه ، وحاولت أن تبعد عينيها عن عينيه ، ولكنها عجزت عن هذا ، فقد كان يسيطر عليها بهيبته وقوته ..


اقترب هو منها ، فتراجعت عفويا للخلف ، وبدى خوفها أمامه واضحاً .. فإزداد ثقة ، و...

-أوس بنبرة متغطرسة : مكونتيش متوقعة إنك هاتشوفيني تاني ..

-تقى بفزع : آآ.. أنا .. آآ..


ابتلعت هي ريقها في خـــوف شديد ، ودت لو تنشق بها الأرض وتبتلعها على الفور حتى لا تقف أمام ذلك البغيض مجدداً وتتوسل إليه من أجل والدتها ..


توقف أوس عن الحركة ، وأخرج كف يده من جيبه لتتابع هي بنظراتها المفزوعة أثار عضتها عليه ، فيزداد اتساع حدقتي عينيها ، بينما حدجها هو بنظراته القاسية و..

-أوس متسائلاً بنبرة جافة : جاية ليه ؟


حاولت هي أن تتحدث ، وتجبر الكلمات على أن تخـــرج من جوفها ، ولكنها كانت كمن فقد النطق تواً .. فارتجفت شفتيها أمامه ، واستمرت في التراجع للخلف ..

ضيق أوس عينيه أكثر ، وعبست ملامح وجهه وهو يصدح بـ ...

-أوس بصوت خشن وآمـــر : متتحركيش وأنا بتكلم


انتفضت تقى فزعاً في مكانها ، ولم تتحرك قيد أنملة خوفاً منه ، فتحرك هو في اتجاهها إلى أن وقف قبالتها ، ولم يعد يفصلهما سوى خطوة واحدة على أقصى تقدير ، ولم يحيد أي منهما بأعينهما عن الأخـــر و.............


.................................................


الفصل الثامن :


بداخل مكتب أوس بمقر الشركة الرئيسي ،،،


حدق أوس في عيني تقى بنظرات تنتوي شراً لها ، في حين بادلته هي نظراته المذعورة ، وظلت ترمش لعدة مرات ..

كما كان صدرها يعلو ويهبط من الخوف ، وساقيها ترتجفان كالهلام ، ولكنها رغم هذا حاولت أن تبدو جامدة أمامه ..


وضع هو يده على طرف ذقنه ، وظل يحرك أصبعه عليها بحركة ثابتة أثارت إنزعاجها ، ثم تشدق بـ ...

-أوس متسائلاً بنبرة متصلبة : انتي هنا ليه بقى ؟

-تقى بتلعثم : آآ.. أنا .. أنا

-أوس بنبرة تحمل العنجهية : ايه ؟ القطة كلت لسانك ؟؟ هاتهتي كده كتير ؟


أخفضت هي عينيها في توتر ، وظلت تفرك أصابع كف يدها المتعرقة في ارتباك واضح ، و...

-تقى وهي تبتلع ريقها : أنا كنت .. عاوزة منك تتـ.. تـ...


ثم توقفت عن الحديث ، فحلقها قد جف تماماً ، وباتت الكلمات تخرج بصعوبة بالغة منه وكأنها تخشى هي الأخــرى مواجهته ..


تعجب عُدي مما يدور بين كليهما ، و..

-عدي متسائلاً بحيرة : دي مين دي يا أوس ؟


انتبهت هي لذاك الصوت الرجولي الأخــــر الذي يأتي من الخلف ، وسلطت عليه عينيها لتكتشف أن ذلك الفظ ليس بمفرده في المكتب ، فشعرت بنوع من الإطمئنان .. فهو لن يتجرأ على التعرض لها أمام هذا الشخص ..

لم يجبْ أوس على سؤال عدي ، بل أدار رأسه لليسار تارة ولليمين تارة أخــرى ليتفحص تقى بنظراته الدقيقة ، بينما هربت هي من تأثير عينيه المخيفتين بالتحديق للأسفل .. لمح هو تلك الخصلة المتمردة من شعرها المختبيء خلف حجابها القاتم فأثــارت رغبته في أن يُعيدها لمكانها ، لذا فاجئها بتحريك يده في اتجاه وجهها ، فقفزت هي متراجعة للخلف في رعــب ، فابتسم هو بشراسة لها ، و..

-أوس ببرود هاديء : خوفتي ليه ؟ أنا كنت هـ...

-تقى مقاطعة بنبرة محذرة رغم تلعثمها : لو ..لو سمحت .. أنا .. مش واحدة من إياهم

-أوس وهو يبتسم ابتسامة متهكمة : واحدة من إياهم !! ممم.. هو انتي تطولي أصلاً ..


نهض عُدي من على المقعد ، وســـار في اتجاه أوس ، و...

-عدي بنبرة جادة : واضح إن وجودي هنا مالوش لازمة .. أنا طالع برا شوية وراجع

-أوس بهدوء زائد : خير ما عملت


مـــر عدي من جوار تقى ، ونظر إليها شزراً ثم سار مبتعداً للخــارج ..


هنا حل الخوف مجدداً على تقى ، فقد ظنت أن ذلك الشخص سيظل متواجداً إلى أن تنتهي هي من الحديث ، لكنها باتت بمفردها معه ، فمن الذي سيصده عنها إن تجرأ عليها ..

...............................................


في البناية المجاورة لمنزل تقى عوض الله ،،،


كان الحوار ساخناً للغاية بين الجارات اللاتي فرحن في مصيبة فردوس ، وعلى رأسهن الجارة أم بطة ...

-أم بطة بنبرة شامتة : وأل ايه كانت عاملة شريفة بنت الـ ***

-جارة ما بنبرة غير عابئة : لا ياختي ، أنا من الأول عارفة إنها واطية وبتاعة مصلحتها

-جارة ثانية بنبرة مغلولة : أهوو ربنا فضحها ، وبقت سيرتها على كل لسان ، أخت المجنونة

-أم بطة بنبرة ضيق زائفة : اللهم لا شماتة ، بس البت بنتها هاتعمل ايه ؟

-جارة ما بنبرة ساخطة : أكيد هاتعمل زيها ، ماهو إكفي القدرة على فومها ، تطلع البت تقى لأمها


وهنا تعالت ضحكات الجارات الثلاثة ، وحاولت أم بطة السيطرة على نفسها ، و...

-أم بطة بنبرة عالية : كفاية بقى يا نسوان ، مش قادرة ههههههههههه

-جارة ثانية بنبرة إهتمام : المهم قوليلي ناوية تعملي ليلة حنة لبطة بنتك ولا آآ...

-أم بطة مقاطعة بجدية : أه يا حبيبتي الحلو كله هايتعملها ، هو أنا هافرح كل يوم ..

-جارة ما متسائلة بفضول : طب انتي هاتعملي حنتها أمتى ؟

-أم بطة بنبرة مغترة : بكرة إن شـــاء الله ، البنات هايجوا يوضبوها ويمرشوها ، ويجلوا جسمها ، واحنا بقى نهيصلها ونظيط

-جارة ثانية بنبرة متحمسة : لوووووللووولي ، يا ألف نهار مبرووك ، أيوه بقى ، خلي الفرحة ترجع تنور الشارع ، بدل الهم اللي كاتم علينا

-أم بطة بنبرة واثقة : طبعاً .. الفرح هيخش على إيد بطة بنتي ..!!!


..............................................


بداخل مكتب أوس بمقر الشركة الرئيسي ،،،


أبقت تقى على مسافة مناسبة تمكنها من الفرار في حـــال تفكير ذلك الفظ في التعرض لها .. وحاول أنت تحدد أقرب منفذ يمكن أن تهرب منه ، فشردت بعينيها ، وجابت ما حولها بنظرات زائغة ..

راقب أوس ردة فعلها بنظراته القوية ، وعقد أحد ذراعيه أمام صدره ، ووضع اليد الأخرى على طرف ذقنه ، و...

-أوس بنبرة متغطرسة : عاجبك المكان ، ولا .. ولا إنتي خايفة مني .. أحسنلك لازم تخافي مني ، لأني مش بأرحم أي حد


ظلت هي صامتة محاولة إيجاد الكلمات التي تساعدها على عرض طلبها عليه ، ولكن بسبب ارتباكها الممزوج بفزعها منه ، لم تجد ما يُعينها ..


اغتــاظ هو من هدوئها المستفز له ، لذا أرخى كلا ذراعيه ، وحدجها بنظرات مليئة بالحدة ، و...

-أوس بنبرة عنيفة : جاية هنا ليه ؟؟؟ انطقي ..!

-تقى بنبرة مبحوحة : عـ.. عشان خاطر أمي

-أوس بنبرة متهكمة : أمك الحرامية ..! قولتلي بقى

-تقى بنبرة محتجة : ماما مش حرامية ، هي مسرقتش حاجة والله ، دي مظلومة

-أوس ببرود مستفز : المفروض أنا أصدق كلامك ده

-تقى بنبرة واثقة : أيوه ، لأنها الحقيقة


لم يستطع أوس كتم ضحكاته المستهزأة بها ، فقهقه عالياً مما جعلها تنظر إليه بحنق ، في حين استمر هو في إغضابها بـ ...

-أوس بنبرة متصلبة : الحقيقة إن أمك اتجرأت وفكرت انها تاخد حاجة ماتخصهاش ، و جــه في تفكيرها إن محدش هايعرف باللي عملته ، وهتنفد ولا في حد هايدور عليها ولا يمسكها باعتبار إنها نكرة ، بس حظها الزفت أو نقول النحس إنها وقعت في طريقي ..

-تقى بنبرة مختنقة ، ونظرات باكية : والله ما عملت حاجة ، هي مظلومة ، خالتي حكمت هي اللس سرقت مش احنا

-أوس بتهكم : لا والله ، هي تسرق ، وانتو تصرفوا البضاعة ، شيء عظيم أوي

-تقى بنبرة متشنجة وهي تشير بيدها : أبداً ، احنا مش كده أبداً ، شوف مين اللي ضحك عليك وقالك كده


تبدل لون وجـــه أوس على الفور ، واحتقن بالدمــاء ، وقطب جبينه في ضيق جلي ، ثم تحرك في اتجاهها ، و...

-أوس بنبرة هادرة : اخرسي يا بنت الـ **** ، أنا مش عبيط قدامك ولا فاقد الأهلية عشان أي حد يقولي أي حاجة أصدقها


ابتلعت هي الإهانة المستفزة على مضض ، فهي أمامها مهمة محددة ، ولن تحيد عنها مهما تطاول هو باللفظ عليها ...


تنهدت هي في مرارة ، ثم أجفلت عينيها للأسفل ، و...

-تقى بخفوت يحمل الإنكسار : أنا .. أنا مقصدش كده ، بس .. بس أمي بريئة وماسرقتش أي حاجة

-أوس متسائلاً بهدوء حـــذر : والمطلوب مني ايه الوقتي ؟ ها ؟!!


رفعت هي عينيها قليلاً للأعلى لتنظر إلى ردة فعله و...

-تقى وهي تبتلع ريقها في تلعثم : آآ.. ان .. آآ.. حـ.. حضرتك .. آآ.. تتنازل عن المحضر وآآ...

-أوس بنبرة قاسية ، ونظرات حادة : نعم ؟؟ أتنازل ؟ بالبساطة دي ؟؟!َ!!


ابتلعت ريقها مجدداً .. وفركت أصابع يدها في توتر قوي ، و...

-تقى بإرتباك واضح : أنا .. أنا واثقة إن .. حضرتك مش .. مش هايفرق معاك اللي يحصل ليا ولأمي ولا حتى لعيلتي .. بس .. آآ...

صمتت هي للحظة تستعيد فيها رباطة جأشها ، ثم تابعت بـ ...

-تقى بنبرة خافتة : بس لو هي اتحبست احنا كلنا هنضيع ، هنترمي في الشــارع ، أمي هي اللي مسئولة عننا ، وآآ...


لـــوى هو فمه في استهجان ، ورمقها بنظراته الإحتقارية ، و..

-أوس مقاطعاً بنبرة جافة تحمل التهكم : وحد قالك إني مسئول في الشئون الإجتماعية !! روحي حلي مشاكلك بعيد عني

-تقى بنبرة متحشرجة : ماهو انت ..قصدي .. آآ.. حضرتك اللي في ايدك الحل

-أوس بنبرة غليظة : برا

-تقى وهي فاغرة شفتيها : هــاه

-أوس بنبرة أشد غلظة : اطلعي برا ، أنا مش فاتح شركتي جمعية خيرية عشان خاطر الزبالة اللي زيك

-تقى بنبرة مريرة تحمل التوســل : اشتم حضرتك زي ما انت عاوز ، بس أرجوك ، أبوس ايدك اتنازل عن المحضر ، نجيها من اللي هي فيه ، ربنا مايوقعك في ضيقة

-أوس بتهكم صريح : بطلي اسلوب الشحاته ده معايا ، مش بيجيب نتيجة

-تقى بإنفعال : أنا مش باشحت منك ، أنا بترجاك تتنازل لأن أمي مظلومة ، ولو كانت هي اللي سرقت مكونتش فكرت أجي هنا أصلاً ، بس هي أمي الغالية ، وأنا مش هاسيبها تتبهدل على كبر ، ومستعدة أعمل أي حاجة عشانها


رمقها هو بنظرات جريئة تحمل الطمع والرغبة ، واستطاعت هي أن تقرأها بوضوح ، فإنتابتها رعشة خفية ، وحاولت جاهدة أن تبدو أمامه على قدر من الشجاعة حتى وإن كانت غائبة ..


ســــار هو في اتجاهها ، ولم يرمش بعينيه لوهلة ، و...

-أوس بنبرة ماكرة : لأ واضح إنك مستعدة تعملي أي حاجة عشانها


ثم سلط بصره عليها ، وتفحص قسمات جسدها الغير بارزة بنظرات متفرسة زادتها إرتباكاً وخجلاً وجعلت وجنتيها تتوردان سريعاً ..

تراجعت تقى بظهرها للخلف بخطوات مرتبكة ، و..

-تقى بنبرة متوترة : قـ.. قصدك ايه ؟

-أوس بنبرة لئيمة وهو يرمقها بنظراته الجريئة : انتي فاهمة أنا عاوز ايه


لم تنتبه تقى أنه لم تعد هناك أي مسافة أخــرى لكي تستغلها وتتراجع ، حيث اصطدم ظهرها بباب الغرفة ، فإنتفضت فزعاً ، واستدارت برأسها للخلف لترى أين أوصلتها قدميها .. بينما لم يتوقف أوس عن السير في اتجاهها إلى أن وقف قبالتها ، وتقلصت المسافة مجدداً بينهما إلى خطوة واحدة


أرادت هي أن تهرب منه ، ولكنه مــد ذراعيه أمامها ، وأسندهما على زاويتي الباب ليحاصرها ، ثم مـــال برأسه ناحية رأسها ، وأجفل عينيه على شفتيها ورمقهما بنظرات ترغب في إلتهامهما و...

-أوس بخفوت مخيف : ايه ؟ مش انتي برضوه آآآ...


كورت هي قبضة يدها بشدة ، وضيقت عينيها ، ورمقته بنظرات حانقة .. بينما شعر هو بإرتجافة جسدها ، وذعرها البادي في عينيها الناعستين ، مما جعله يشعر بنشوة قوته وانتصاره عليها ، وأوشك على تقبيلها ، ولكنه لم يتوقع منها أن ..................


.........................................


في مشفى ما حكومي ،،،،


أوصلت سيارة الإسعاف العم عوض الله إلى ذلك المشفى المجاني الخاص بالفقراء ، وتم إيداعه في غرفة الطواريء المكتظة بالمرضى ، ثم قام أحد أطباء الإمتياز بالكشف عليه وتشخيص حالته ، ثم تقطيب جراح رأسه ، وتجبير ساقه ، وكتفه ، ورغم هذا لم يهتم أي طبيب متخصص غيره بمتابعة حالته الحرجة ، وما إن انتهى الطبيب منه ، تركه وانصرف بعد أن أوصى أحد الممرضين بإيداعه الرعاية المركزة ، ولكنه لم يهتم بما قاله الطبيب ، ودلف خــارج الغرفة ليدخن سيجارة ما ، ثم دنت من العم عوض الله ممرضة ما على وجهها عبوس دائم و...

-الممرضة إسعاد بنبرة غليظة وهي تشير بإصبعها : مين اللي حط الراجل ده هنا

-ممرض ما بنبرة غير مبالية : أهوو اتحدف علينا من بتوع الاسعاف ، والمفروض يطلع على العناية

-الممرضة إسعاد ببرود : مافيش مكان في العناية ، دي كومبليت ( مليانة )

-ممرض ما بحيرة : طب والعمل يا باشحكيمة ؟

-الممرضة إسعاد بلهجة آمــرة : ده يتشال من هنا فوراً ، حطوه على أي سرير فاضي

-ممرض ما بنبرة عادية : مافيش سراير أصلاً ، العنابر كلها مليانة

-الممرضة إسعاد بضيق : وهنا مافيش أي مكان له ، اتصرف وارميه في أي حتة

-ممرض ما على مضض : حاضر ..


أمسك الممرض بالسرير المتحرك المسجي عليه العم عوض الله ، ثم دفعه بما أوتي من قوة إلى خـــارج غرفة الطواريء ، واستعان بمساعده زميليه في العمل لكي يتم إسناده على إحدى الملاءات المتهالكة الموجودة على الأرضية الباردة في الرواق المؤدي لعنابر المرضى ..


....................................


بداخل مكتب أوس بمقر الشركة الرئيسي ،،،


لم يتوقع أوس أن تنفجر تقى فيه غضباً وتتحول تلك الهزيلة الذليلة إلى وحــش كاسر ، حيث لكمته بقسوة في فكه لتختفي ابتسامته سريعاً من على ثغره ، ثم تراجع للخلف ، ووضع كف يده على فمه ليتحسس موضع الآلم ..

بينما انجرح إصبعي تقى بأسنانه الحادة ، وسقط دون وعي منها حافظة نقودها ، و..

-تقى بنبرة هادرة وهي تشيح بكلتا يديها : انت مفكرني إيه ، واحدة قذرة تبيع نفسها عشان خاطر أي حاجة ، لأ فوق لنفسك .. أنا فقيرة أه ، بس عندي شرفي اللي ممكن أموت أي حد يفكر بس يقرب منه ، ايه فاكرني ضعيفة وهخاف .. حتى لو كنت كده فده مش يديك الحق إنك تعتدي عليا ...


ثم صمتت للحظة لتلتقط أنفاسها ، بينما تسمر هو في مكانه وتابعها بهذا النوع من الهدوء الذي يسبق العاصفة ، و....

-تقى بزمجرة غاضبة ، ونظرات مشتعلة : أنا كنت مفكراك بني آدم وهتحس بالغلابة اللي زينا ، لكن اتضح انك بس حيوان ولا تسوى ، وورا كل الهيلمان ده ، إنت واحد واطي .. بس خليك فاكر انت ربنا مش هاسيبك لأنك ظالم ومفتري وفوق ده كمــان ( وسخ ) ، انت هايجي عليك يوم هتتحط فيه في موقف زي ده ، وهتلاقي الأقوى منك اللي هايديك على دماغك ويفرمك ، وافتكر كلامي كويس ..!


ثم أولته ظهرها لتمسك بمقبض الباب ، وقبل أن تديره تفاجئت به يجذبها منه ناحيته ، ثم لـــوى ذراعها خلف ظهرها ، وقربها إليه بشدة ، وأمسك بمعصمها الأخر بقبضة يده ، وحـــدق مباشرة في عينيها المذعورتين بنظراته المخيفة ، وابتسم لها ابتسامة شيطانية ، حاولت هي أن تتخلص من قبضتيه ، ولكنه لم يترك لها المجــال لكي تتحرك قيد أنملة من بين براثنه و...

-أوس بنبرة أقرب لفحيح الأفعى : لأ عاجبتيني الصراحة ، حقيقي مش قادر أنكر إني بتكيف من القطط اللي بتخربش زيك

-تقى بنبرة مرتجفة ، ونظرات خائفة : سـ.. سيبني ، ابعد عني يا كلب يا .. يا و***

-أوس بصوت رجولي خشن : أبعد .. ده أنا هاقرب أكتر وأكتر و.................................................. !!

إرسال تعليق

أحدث أقدم