رواية حنين الفصل الاول حتى الفصل السادس عشر بقلم الكاتبه صباح عبدالله فتحي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
![]() |
رواية حنين الفصل الاول حتى الفصل السادس عشر بقلم الكاتبه صباح عبدالله فتحي حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
في غرفة صغيرة في أحد المنازل الضخمة والرقيقة، تجلس فتاة تمسك بين يديها كتاباً خاصاً بالدراسة، ويجلس بجوارها رجل يظهر عليه في الخمسينات من عمره. يردف الرجل قائلاً، وهو ينظر الي الطعام امامها ولم تتناول منه شيئاً: "افطري بقى يا حنين، يا حبيبتي، علشان ما تنزليش من غير فطار."
ترد حنين وهي تنظر إلى جدها بعينيها الرماديتين، وتتحرك شفاهها الحمراء الداكنة مع البشرة البيضاء الصافية مثل الحليب، وهي تبعد هذه الخصلة السوداء المتمردة عن وجهها، وتقول بصوت أنثوي رقيق: "حاضر يا جدو، هافطر. الأكل مش هايطير يعني."
يرد الجد قائلاً بحنق: "يعني الكتاب اللي هايطير؟ افطري، خليني أروح أشوف شغلي."
حنين: "حاضر يا جدو، هافطر، بس أنا خايفة أوي."
الجد بذهول: "خايفة؟ خايفة من إيه يا حنين؟"
حنين بتوتر: "عادي يا جدو، ده أول يوم لي في الجامعة ومتوترة شوية. ودي مش أي جامعة، دي جامعة أمريكية، وأنا ما كنتش أحلم بيها أصلاً."
الجد: "ما تخفيش يا حنين، يا حبيبتي، إن شاء الله ربنا هيوفقك. وربنا يكرم الأستاذ خالد، هو اللي قدم لك في الجامعة دي. والله ما كنت موفق تدخلي جامعة كبيرة كده."
ترد حنين بحزن: "يا رب يا جدو، وإن شاء الله لما أتخرج من الجامعة وأشتغل شغل كويس، هرد كل قرش اللأستاذ خالد، اللي دفعوا وصرفوا علشان أكمل تعليمي."
الجد: "ربنا يوفقك يا بنتي في حياتك، بس ماتقوليش كده. الراجل بيعزك وبيعتبرك زي بنته. هيتضايق منك لو سمعك بتقولي كده. ويلا كلي، عاوز أطلع أشوف شغلي قبل ما الناس تصحى. ماتلاقينيش."
حنين بابتسامة: "حاضر يا جدو، روح أنت شوف شغلك، وأنا هافطر وأجهز، وبعدين أنزل الجامعة."
الجد بتحذير: "طيب، هطلع أنا، وإنتِ افطري. والفلوس تحت المخدة، خدي اللي أنتي عاوزاه، وافطري. وحسّك عينيك تطلعي من غير فطار."
حنين بضحك: "حاضر يا جدو."
يرد الجد وهو يجهز للذهاب إلى العمل: "طيب، لم أشوف. يلا، السلام عليكم."
حنين: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته."
---
**نتعرف على حنين:**
حنين بنت جميلة جداً، وهي فتاة محجبة، وليس أي حجاب بل الحجاب الشرعي وهو الخمار. ذات قلب أبيض وتحب الجميع. تعيش مع جدها العجوز في غرفة صغيرة في المنزل الذي يعمل فيه الجد، وليس لها غيره. لقد خسرت حنين والدتها منذ أن جاءت إلى هذا العالم، ومات والدها عندما كانت في العاشرة من عمرها. لم يتبقى لها غير هذا الرجل العجوز الذي يعمل خادماً عند أحد رجال الأعمال منذ وفاة ابنه الوحيد، من أجل أن يصرف على حفيدته منذ أن كان عمرها عشر سنوات، وهي الآن في العشرين من عمرها وأول سنة في كلية أمريكية. لقد قدم لها الرجل الذي يعمل عنده الجد، وهو رجل طيب جداً ويحب حنين جداً كابنته، ولا يفرق بينهما.
الجد محمد رجل طيب ويحب حنين جداً، ومستعد يعمل لها أي حاجة عشان تكون مبسوطة في حياتها، وهو في السبعين من عمره.
صلوا على الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
---
بعد وقت، كانت حنين قد أفطرت وجهزت نفسها للذهاب إلى الكلية. ارتدت حنين ملابس عبارة عن فستان طويل باللون البنفسجي وعليه خمار باللون الأبيض، ولم تضع أي شيء على وجهها، ومع ذلك كانت تخطف الأنفاس بجمالها. فحنين فتاة ملتزمة جداً.
خرجت حنين من الغرفة لتجد هذه الفتاة ذات الشعر الطويل الذي يتميز بلون النيران الذي يميزها عن الجميع، مع البشرة البيضاء الصافية مثل الحليب، والعينين الخضراوين مثل خضار أوراق الزهور. وكانت تضع كحل العين الذي أبرز جمال عينيها أكثر فأكثر، مع روج الشفاه باللون النبيتي الذي جعلها آية من آيات الجمال. كانت ترتدي بنطال من الجينز باللون الأسود وعليه كت باللون الأبيض، ويوجد عليه بعض الرسوم البراقة باللون الأسود. وكانت تضع حول يديها بعض الأساور السوداء، مع خاتم فضي وسلسلة طويلة فضية.
تردف حنين بابتسامة: "صباح الخير يا نوران، أي الجمال ده كله! هاتتحسدي النهاردة."
تردد نوران بينما تنظر إلى حنين بكبرياء: "صباح الخير. أكيد هتحسدي، بس من عيون الغيرنين، مش أكتر."
ترد حنين بحزن من رد نوران وهي تعلم أن الحديث موجه إليها: "ربنا يبعد عنك العين الوحشة يا حبيبتي."
نوران بغرور: "بصي، إذا أنا وأنتِ هنكون في كلية واحدة، فلازم تعرفي إنك هتكوني مجرد خادمة لي في البيت وفي الكلية. وما تفكريش عشان بابا دخلك نفس الكلية اللي أنا دخلتها، هيكون مستواكي من مستواي. لا، يا شطورة. أنتِ خادمة وهتفضلي خادمة، وطبعاً ما دخلتيش كلية زي دي بمجهودك. دخلتيها من باب الشفقة أو الشحاتة، مش أكتر. صح كلامي، مش كده؟"
تريد نوران أن تذهب، لكن تنظر إلى حنين التي دمعت عيناها وتقول: "ها حاجة تانية، أنا اسمي ما يجيش على لسانك مرة تانية من غير لقب. وأنتِ طبعاً مش صغيرة علشان ما تعرفيش الخادم بيقول إيه لأسيدهم."
ثم تذهب نوران وتترك هذه المسكينة التي انفجرت في البكاء. تسمع حنين صوت جدها بالقرب منها، فتسرع في مسح آثار بكائها كـ"البرق". ثم تسمع صوت ذلك الرجل الذي يعمل جده لديه وهو يقول بحنان: "صباح الخير يا حنين، يا حبيبتي. أي الجمال ده كله! ربنا يحفظك يا بنتي."
حنين بابتسامة، كما لو لم تكن تبكي منذ قليل: "صباح الخير يا أستاذ خالد، أي خبر صحتك يا فندم."
خالد: "كام مرة قولت لكِ يا حنين، يا بنتي، بلاش رسميات وأنتِ بتتكلمي معي."
حنين بحزن: "آسفة يا فندم، بس أنا خادمة في النهاية، مش علشان حضرتك كريم معي، أبقى أنسى أصلي."
خالد بزعل: "ليه بتقولي كده يا حنين؟ أنا عمري، يا بنتي، ما شفتك خادمة ولا اعتبرت جدك راجل وشغال عندي. بالعكس، أنا بعتبره في مقام أبي، وأنتِ زي نوران بنتي بالضبط. ما تقوليليش كده تاني يا حنين، أصلي هزعل منك جامد والله."
حنين بابتسامة: "حاضر، وأنا مش يهون عليّ زعل حضرتك والله. وربنا يعلم قد إيه أنا بعز حضرتك."
خالد: "الله يعزك يا بنتي. يلا بقا علشان تفطري معي يا حبيبتي."
حنين: "بالف هنا على قلبك، أنا الحمد لله فطرت من بدري ونزلها الكلية."
خالد: "بالف هنا يا حبيبتي، استني اركبي مع نوران بدل ما تروحي مواصلات لوحدك."
حنين بتوتر: "شكراً، بس هاروح مواصلات أحسن."
خالد: "أنا بقول، هاتركبي مع نوران."
يردف بصوت عالي قائلاً: "نوران، نوران!"
تأتي نوران وهي تقول بخوف، ظناً منها أن حنين اشتكت عليها إلى والدها: "نعم يا بابا، خير، في حاجة؟"
يرد خالد: "خير يا بنتي، خايفة ليه كده؟"
نوران وهي تنظر إلى حنين: "ها، خايفة؟ لا، مش خايفة، وهخاف من إيه يعني؟"
خالد: "ماشي، خدي حنين معكِ بالعربية للكلية، وما ترجعيش من غيرها. كلامي واضح."
نوران وهي تلوي شفايفها بحنق: "حاضر."
ينظر خالد إلى حنين قائلاً: "وإنتِ، حسك عينك تروحي أو ترجعي من غير ما تكوني مع نوران. والكلام لكما أنتما الاتنين: اللي هتروح أو ترجع من غير الثانية، حسابها هيكون عسير. كلامي واضح؟"
الفتيات بصوت واحد، وهما ينظران إلى بعضهما: "حاضر."
خالد: "طيب، لم أشوف. يلا، ربنا معكم، روحوا للكلية بتاعتكم."
حنين بابتسامة: "حاضر. يلا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته."
خالد: "وعليكم السلام."
وبالفعل، تذهب الفتيات إلى الكلية. يردف خالد قائلاً وهو يحدث نفسه: "والله نفسي لو بنتي نوران تكون زيك كده يا حنين. ربنا يحميكي يا بنتي."
---
**نتعرف على نوران:**
نوران فتاة تحتوي على جميع الصفات السيئة؛ فتاة مغرورة وعنيدة ولا تحب أن يكون هناك أفضل منها. خسرت والدتها عندما كان عمرها خمس سنوات بسبب حادث، وهي في نفس عمر حنين الآن (عشرين عامًا). نوران فتاة جميلة إلى حد الجنون، وهذا أكثر ما يجعلها متكبرة ومغرورة.
خالد رجل أعمال ناجح يحب الخير للجميع، لكن من سوء حظه جاءت إليه نوران التي تختلف عنه كاختلاف السماء والأرض. ليس لديه أحد غير نوران وشقيقته سلوى، ولم يرغب في الزواج مرة ثانية بسبب حبه الشديد لزوجته الراحلة وهو في الخامس والأربعين من عمره.
سلوى لا تختلف كثيراً عن نوران، أو نوران هي التي لا تختلف شيئاً عن عمتها سلوى. سلوى امرأة ذات شخصية شريرة وجشعة جداً، لا تحب أحداً ولا تتمنى الخير لأحد. هي التي تحرض نوران على حنين، وهي غيورة من محبة خالد لهذه الفتاة المسكينة. سلوى في الاربعين من عمرها، وبسبب غرورها الشديد، لم يرغب أحد في الزواج منها، على الرغم من أنها تمتلك جمالاً يشبه جمال نوران كثيراً.
-----
**في الجامعة:**
تقف نوران بسيارتها أمام البوابة الرئيسية للجامعة وتقول بحنق: "انزلي يا هانم، ولا عاوزة الكل يشوف حضرت الخادمة نازلة من عربية أخرى موديل."
حنين بحزن: "آسفة يا هانم، هنزل."
وبالفعل، تنزل حنين من السيارة وتذهب نوران بالسيارة دون أن تنظر إلى حنين. بينما تنظر حنين إلى آثار نوران، تأتي سيارة من الخلف، وحنين لا تنتبه، وكانت السيارة على وشك أن تصدم حنين. لكن من حسن حظها، أمسك السائق فرامل السيارة في اللحظة الأخيرة، وينزل من السيارة شاب وهو يركض نحو حنين قائلاً: "أنتِ كويسة يا آنسة؟ حصل لكِ حاجة؟ أنا آسف والله، ما أخدتش بالي، كنت بتكلم على الموبايل، والله ما أخدت بالي."
تنظر إليه حنين بعين دامعة وتقول: "حصل خير يا أستاذ، ولا يهمك."
وتذهب حنين من أمام الشاب، وهي لا تعلم ما الذي حدث في ذلك الشاب عندما رأى جمال عينيها التي كانت تبرق بدموعها مع انعكاس ضوء الشمس، فأصبحت ذات منظر خلاب. ينظر الشاب إلى آثار حنين وهو يدمدم بالكلمات غير المفهومة: "هو لون عينيها ده حقيقي؟"
يضرب الشاب جبينه بخفة ويقول: "أي، يا حاج، نوي تطرد من الشغل قبل ما تشتغل."
تذهب حنين إلى قاعة المحاضرات، وعندما تدخل، تنظر إلى الجميع بينما تبحث عن مقعد، لكن لا يوجد مقعد فارغاً غير مقدين واحد بجوار شاب والأخر بجوار نوران. تذهب تجاه المقعد الذي يوجد بجوار نوران وتريد أن تجلس عليه، لكن يحدث غير المتوقع. تدفعها نوران بقدمها أمام الجميع بينما تقول: "أنتِ اتجننتي، هاتقعدي جنبي؟"
تسقط حنين على الأرض بقوة، وأصدرت أصوات تكسير عظام جسدها. تأتي فتاة وتساعد حنين على النهوض، وتقول: "وفيها إيه يا آنسة، لم تقعدي جنبك؟"
ترد نوران بغرور وهي تنظر إلى حنين التي تبكي من شدة الخجل: "فيها كتير يا قمر، وما ينفعش خادمتي تقعد جنبي."
الفتاة باستفهام: "خادمتك؟ خادمتك إزاي؟ مش فاهمة."
نوران: "هفهمك. دي بتشتغل خادمة عندي في البيت، بس من طيبة قلب بابي قدم لها في جامعة زي دي."
ترد فتاة أخرى قائلة: "طيب، أنا شكيت من شكل ونظام لبسها إنها شحاتة."
فتاة أخرى: "هو إزاي جامعة محترمة تقبل ناس من الأشكال دي؟"
يرد أحد الشباب قائلاً وهو واقف على باب المحاضرة: "حتى لو خادمة، هي في النهاية إنسانة يا حضرات."
ترد نوران بغيظ وهي تنظر إلى الشاب: "وحضرتك مين بقى يا أبو قلب حنين؟"
ترد فتاة بخوف وهي تهمس في أذن نوران: "يا خرابيتك، اسكتي. أنتِ ما تعرفيش مين ده، ده الأستاذ عاصي، ابن أكبر رجال الأعمال، وهو دكتور جديد في الجامعة؟"
الثاني
تقف حنين أمام الجميع وهي تنظر إلى الأسفل ودموعها تتساقط على الأرض لتصدر أصواتاً مثل أصوات قطرات المطر. لا تقدر أن ترفع عينيها في عيني أحد من شدة الخجل مما فعلت بها نوران أمام الجميع في أول يوم لها في الجامعة. تدمدم حنين ببكاء:
"لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، هو مولانا ونعم المولى ونعم النصير."
تردف الفتاة التي تقف بجوار حنين قائلة:
"وفيها إيه يعني؟ لو خادمة مش إنسانة زيك؟ وحتى لو والدك المحترم ساعدها تكمل تعليمها، ده مش يديك الحق تتعاملي معها بالشكل ده قدام الناس. وبعدين، لو والد حضرتك، يا آنسة، كان شايف إن الخادمة ما تستحقش تدخل جامعة زي دي، ما كانش يخلي مستواها زي مستوى بنته."
ترد نوران بغيظ من رد الفتاة:
"اسمعي يا شاطرة، أنا عمري ما كنت في مستوى خادمة، ولا خادمة هتكون في مستواي، فاهمة؟"
يردف عاصي بصوت خشن قائلاً:
"سكوت! وياريت كل واحدة منكم تتفضل على مكانها. إحنا جايين هنا علشان نحضر المحاضرات مش علشان نشوف مين مستوى مين. وعلى ما أظن، في آخر السنة هنعرف مين مستوى أعلى من التاني."
يخاف الجميع من صوت عاصي، فيذهب الكل إلى مقاعدهم إلا حنين التي ظلت واقفة. يردف عاصي بهدوء:
"اتفضلي يا آنسة، اقعدي في المقعد اللي وراي ده."
تنظر حنين إلى ما يقوله عاصي لتجد أن المقعد يجلس عليه شاب. تردف بهدوء قائلة وبصوت رقيق وأرق إليه قلوب الكثير:
"أنا آسفة يا دكتور، بس أنا مش عاوزه أقعد جنب شاب. بعتذر، هافضل واقفة مكاني وتقدر حضرتك تبدأ المحاضرة."
يرد عاصي قائلاً:
"هاتفضلي واقفة إزاي يا آنسة؟ المحاضرة هاتاخد ساعتين ونص على الأقل."
ترد حنين وهي تنظر إلى نوران بحزن:
"عادي يا دكتور، مافيش مشكلة."
وبالفعل، ظلت حنين واقفة طوال المحاضرة من أجل ألا تجلس بجوار شاب، وهذا ما جعل عاصي يعجب بها. وبعد أن انتهت المحاضرة، خرج الجميع إلا حنين التي جلست على أقرب مقعد إليها. كان عاصي مازال يحضر نفسه للرحيل، لكنه لاحظ حنين فتوجه إليها وهو يحمل في يده كأساً من الماء ووضعه أمام حنين قائلاً:
"مش كان يستحسن إنك تقعدي بدل ما حضرتك تعبتي كده؟"
حنين دون أن تنظر إلى عاصي:
"لا، مش أحسن. أنا أفضل إني أقف طول حياتي على إني أقعد جنب شاب غريب ماعرفهوش وممكن يلمس جسمي بالغلط. وده أنا ما أسمحش إنه يحصل معي. بعد إذن حضرتك."
تخرج حنين من أمام عاصي دون أن تقول شيئًا آخر، أما عاصي فابتسم بينما ازداد إعجابه بحنين أكثر. يدمتم بالكلمات غير المفهومة:
"معقولة لسه في بنات بالشكل ده؟ أنا كنت فقدت الأمل إن في بنات تستاهل الاحترام لسه."
بعد ساعة في منزل عائلة عاصي:
يرجع عاصي إلى منزله الذي لا يقل عن قصر ليجد شابًا يجلس على أحد الكراسي. يردف بغضب وبصوت عالٍ قائلاً:
"ما نزلتش المحاضرة ليه يا زفت أنت؟"
يرد الشاب وهو يتظاهر بالخوف:
"إيه يا عم الحاج، ما تقول السلام عليكم حتى بدل ما دخلت النيابة دي."
عاصي وهو ما زال على وضعه:
"وعليكم السلام يا خويا، ها قولي بقى، ما نزلتش الزفت المحاضرة ليه؟"
يرد الشاب وهو يجلس ببرود:
"ولا حاجة، كنت نايم وصحيت لقيت الساعة اتنين. وحتى إني لسه صاحي من النوم وما فطرتش."
عاصي بغضب ويمسك شقيقه من قميصه وهو يقول:
"نعم يا روح أمك، مين اللي لسه صاحي من النوم؟"
تنزل امرأة من على الدرج وهي تقول:
"روح أم مين يا عاصي؟"
الشاب باستفزاز وهو ينظر إلى عاصي بينما يبتسم باستخفاف:
"وقعت في شر أعمالك علشان بس تعرف إنك ديما ظالم أخوك الطيب."
يرد عاصي بغيظ:
"ماشي يا قاظم الزفت، أنا هاعرفك إزاي تغيب من الجامعة في أول يوم."
المرأة بحنق:
"بتقول إيه يا عاصي؟ وبعدين أنت ماسك أخوك كدا ليه؟ سيبه يلا وابعد عنه."
قاظم وهو يجلد صوت الأطفال:
"شوفي يا مامي، عاوز يضربني علشان كنت نايم وما قدرتش أصحى من النوم بدري علشان أروح الجامعة."
تنظر الأم إلى عاصي وهي تقول:
"يضربك إيه بس؟ خلي يعملها كدا يا قاظومه يا حبيبي وشوف أنا هاعمل في إيه."
ينظر قاظم إلى عاصي وهو يقول باستفزاز:
"ماشي يا مامي يا حبيبة قلبي، أنا هاطلع أوضتي علشان الوحش ده مش يعمل فيا حاجة وأنتي هاتي لي الفطار."
عاصي وهو يحاول أن يسيطر على أعصابه:
"لا يا دلعتي ومش عاوز حد يشيلك يطلعك لحد فوق كمان."
قاظم ببرود:
"آه والله عاوز يا عمو، بس مين هايشيلني؟"
عاصي بغضب:
"طيب غور من قدامي يا قاظم بدل ما أشيلك أنا."
الأم: "الله! مالك ومال أخوك يا عاصي؟"
عاصي بهدوء:
"ماليش يا أمي. يلا بعد إذنكم هطلع أغير هدومي علشان أنزل الشركة. وانت يا زفت، جاهز نفسك علشان هتنزل معي."
قاظم: "وأنا مالي يا خويا؟ عاوز تنزل انزل، أما أنا هاقعد مع مامي حبيبتي."
الأم بحنق:
"مع مامي برضو يا قاظم؟ ولا تخلي عاصي يطلع من هنا وتطلع أنت من هنا وما فيش حد يشوفك غير تاني يوم."
ينظر قاظم إلى عاصي بخوف وهو يقول:
"بقى كدا يا نونو؟ عاوز الوحش يقتلني قبل ما يطلع؟"
عاصي بتحذير:
"سيبك من شغل الحريم ده يا قاظم وغور جاهز نفسك علشان هتنزل الشغل، فاهم؟"
قاظم بخوف:
"فاهم يا سطا، فاهم والله."
ينظر إليه عاصي بانتصار وهو يقول:
"ماشي، هاطلع أغير هدومي وأشوف أبوك وهننزل مع بعض."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**نتعرف على عائلة عاصي**
**عاصي** شاب في الـ28 من عمره، ذو شخصية قوية ولا يحب الكلام الكثير. يتميز ببشرة قمحية، وعينين عسليتين، وأنف منحوت، وشفاه رقيقة، وشعر أسود. عاصي شاب قوي يتحمل مسؤولية العائلة والشغل الخاص بها منذ أن أصيب والده بحادث سيارة أدى إلى شلل جزئي. ومع ذلك، أحب أن يكون دكتور في الجامعة لسبب ما سنعرفه في الحلقات القادمة إن شاء الله. هو يتيم الأم، لكن الله عوضه بزوجة أب ربته وأحبته كما لو كان ابنها، وهو أيضًا يحبها كأنها والدته الحقيقية.
**قاظم** شقيق عاصي، عمره 23 سنة، يختلف عن عاصي كثيرًا. شاب مرح يعشق المزاح ولديه شغف بالموسيقى ويريد أن يصبح مطربًا في المستقبل، لكن عاصي يريد منه أن يتحمل بعض المسؤولية. قاظم شاب جميل يتميز بعينين خضراوين، وبشرة بيضاء، وأنف مستطيل، وشفاه رقيقة، وشعر أسود طويل، وجسد متوسط.
**نوال** زوجة الأب، امرأة طيبة جدًا وتحب عاصي أكثر من قاظم، لكنها مدلعة قاظم كثيرًا. عمرها 40 عامًا، تتميز ببشرة بيضاء وعينين خضراوين، وأنف عريض، وشفاه صغيرة. هي امرأة محجبة وتعرف الله.
**نبيل** الأب، رجل غدر به الزمن. بعد أن كان من أكبر رجال الأعمال في الشرق الأوسط والجميع يخاف من سماع اسمه، أصبح رجلاً مقعدًا والجميع يشفق عليه. هذا سبب له حالة اكتئاب حاد وأصبح دائم العصبية. عمره 49 عامًا، ذو وجه شاحب وحزين دائمًا، ويخاف الجميع التحدث إليه من شدة عصبيته.
---
**في فيلا خالد**
تقف نوران بسيارتها أمام الباب وهي تقول بتحذير:
"أنتِ عارفة لو بابا عرف أي حاجة من اللي حصلت في الجامعة أنا هعمل فيكي إيه؟"
ترد حنين بحزن قائلة:
"ما تخفيش يا نوران، أنا مش هاقول أي حاجة لوالدك، بس مش علشان خايفة منك ومن تهديدك، لا، علشان بس ما أكونش السبب في مشكلة بين الأب وابنته. بعد إذنك."
تنزل حنين، وعندما تدخل تجد سلوى تنادي عليها بسخرية:
"والله وأخيراً الست هانم حنين شرفت!"
تنظر إليها حنين وهي تقول باحترام:
"السلام عليكم، عاوزة حاجة مني يا هانم؟"
سلوى بكبرياء:
"وهعاوز إيه يعني من حتة خادمة غير تمسح وتغسل؟"
حنين: "حاضر يا سلوى هانم، هاغير بس هدومي وهدخل أشوف شغلي."
تنظر سلوى إلى حنين بخبث وهي تقول:
"ماشي، بس كنت عاوزاكي تمسحي جزمتي، أصلاً اتنيلت وأنا نازلة من على السلم، وعندي مشوار مهم مع ناس مهمين ومش عاوزة حد ياخد باله إن جزمتي اتنيلت."
حنين بدهشة: "أنتِ بتقولي إيه يا هانم؟"
سلوى بغيظ: "أوعي تكوني مفكرة علشان دخلتي كلية محترمة هتكوني من الناس المحترمين، لا يا شاطرة، أنتِ خادمة وهتفضلي طول عمرك خادمة."
ثم تخرج من الحقيبة منديلًا أبيض وتقوم برميه على الأرض وهي تقول:
"اخلصي، خدي المنديل وامسحي جزمتي علشان مستعجلة."
تدمع عين حنين وهي تنظر إلى المنديل وإلى الجزمة بينما قالت بحزن وبدون حيلة:
"حاضر يا هانم."
وبالفعل، ذهبت حنين من أجل أن تمسح جزمة سلوى، لكن قبل أن تلمس الجزمة يأتي صوت عالٍ من الخلف قائلاً:
"حنين!"
الثالث هديه للقمرات اللي طلبوها🌹
ركعت حنين أمام سلوى من أجل أن تأخذ المنديل وتمسح الحذاء كما طلبت منها، وهي تبكي بشدة دون صوت. فجأة يأتي صوت شخص من الخلف قائلاً:
"حنين!"
ينظر كلا من حنين وسلوى، ونوران التي تقف وتشاهد ما يحدث وهي تنظر إلى حنين باشمئزاز. تردف حنين بدموع قائلة:
"جدو، نعم؟"
محمد بحزن وهو ينظر إلى سلوى بينما يأخذ المنديل من على الأرض ويقول:
"أنا همسح جزمتك يا هانم، لكن حنين بنتي مش بتركع تحت رجل حد."
تشعر حنين بسكين تمزق قلبها عندما رأت جدها يركع من أجل أن يمسح الحذاء بدلاً منها. تركع على قدميها، وقبل أن يلمس جدها الحذاء، كانت هي قد فعلت ما قالت عليه سلوى، بينما دمعت عين محمد وهو يرى حفيدته تجلس تحت قدم سلوى وتمسح الحذاء ولا يقدر على فعل شيء. تردف نوران باشمئزاز قائلة:
"اسمعي يا شاطرة، خدي طلعي لي الكوتشي بتاعي على الأوضة وهاتي مية معطر واغسلي لي رجلي مكان الكوتشي."
ينظر كلا من حنين ومحمد إلى نوران بدهشة، بينما قال محمد بعجز:
"أنتي بتقولي إيه يا بنتي؟ حنين مين اللي تطلع الكوتشي وتغسل رجلك؟"
سلوى بسخرية: "وأنت مفكر حنين إيه؟ دي مجرد خادمة، أوعي تنسى أصلك يا محمد، أنت مجرد خادم وحنين زيك، فاهم؟"
ينظر محمد إلى سلوى وهو يقول دون وعي:
"حنين مش خادمة وعمرها ما كانت خادمة، وأنتي أكتر واحدة تعرفي مين هي حنين."
تنظر سلوى إلى محمد بغضب، بينما ينتبه محمد لما قال فيصمت قبل أن يكمل حديثه. ترد نوران قائلة بسخرية:
"يظهر كدا إن الخادم مفكر نفسه السيد."
يرد محمد بعجز وكسر: "يا بنتي، أنا لا مفكر إني سيد ولا نسيت إني خادم، بس مش لدرجة إنكم تذلوا حنين بالشكل ده."
نوران بوقاحة وهي تنظر إلى حنين:
"خلاص، لو مش عايز حنين تطلع لي الكوتشي، طلعه أنت وهات لي مية واغسل لي رجلي."
تنظر حنين إلى الحذاء، ودون أن تقول شيئاً تذهب وتحمل الحذاء. بينما تحمل حنين الحذاء، تلتقط نوران صورة لها وهي تمسك الحذاء. تذهب حنين إلى غرفة نوران وتضع الحذاء كما قالت. بعد وقت ليس بكثير، ذهبت وأحضرت الماء. كانت نوران تجلس على مقعد وتضع قدمًا فوق قدم، وتنظر إلى حنين بسخرية. جلست حنين أمام نوران ووضعت قدمها في الماء من أجل أن تغسلها لها، بينما تلتقط نوران بعض الصور لها على الهاتف. في هذه اللحظة، يدخل خالد ليجد هذا المشهد أمامه ليصرخ بغضب كما لو رأى شيطانًا داخل المنزل.
"نورااااان؟
تفزع نوران من صوت والدها وتقول بخوف:
"بابا؟"
يذهب خالد تجاه نوران، ومن شدة غضبه يصفعها بقوة وهو يقول:
"أنتِ اتجننتي يا بنت؟ازاي تسمحي لنفسك تهيني حنين بهذا الشكل؟"
نوران بدموع وغضب وصوت عالٍ:
"أنت بتضربني عشان خادمة؟"
يصفعها خالد مرة ثانية وهو يقول:
"وأكسر رقبتك كمان طالما قليلة الأدب، وصوتك ما يعلىش عليا تاني يا هانم. امشي علي أوضك، وعقاب لكِ، ما فيش مصروف لمدة أسبوع. هاتي مفاتيح عربيتك، وما فيش خروج من البيت غير للجامعة، ومن الجامعة على البيت."
تنظر نوران إلى حنين بغضب وتتواعد لها، تخرج مفاتيح السيارة وتضعها على الطاولة بغضب، ثم تركض إلى غرفتها. يذهب خالد تجاه حنين التي ما زالت تجلس على الأرض ودموعها لم تجف من عينيها، ويقول بإحراج:
"أنا بعتذر لكِ يا حنين، يا حبيبتي. أنا بجد محرج منكِ، والله مش عارف أقولك إيه."
حنين بابتسامة حزينة، بينما دموعها تتساقط على خديها:
"وانت عملت إيه بس يا أستاذ خالد علشان تعتذر؟ قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأتوب إليه."
يضع خالد قبلة على جبين حنين ويقول:
"ونعم بالله العلي العظيم وأتوب إليه. بس بقى، خلاص، بطلي عياط، وحقك عليّ يا حبيبتي. ما تزعليش من حاجة، أنتِ ما تعرفيش قد إيه أنتِ غالية علينا."
ينظر محمد إلى سلوى بكره، بينما نظرت سلوى إليه بتواعد وهي تقول في نفسها:
"الظاهر كده هتعملي لي وجع دماغ يا محمد. لازم أخد مسكن قبل ما الوجع يزيد. السر لازم يفضل سر مهما يحصل."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في غرفة نوران:
نوران بغضب وهي تنظر إلى انعكاس صورتها في المرآة:
"بقي أنا انضربت قلمين عشان خادمة؟ ماشي يا حنين، ما كنت نوران خالد لو ما خليتك تتكسفي ترفعي راسك وأنتِ ماشية."
ثم تنظر إلى الهاتف وهي تقول:
"اصبري وشوفي أنا هاعمل فيكِ إيه يا ست حنين."
ــــــــــــــــــــــــــــــ
في اليوم التالي في الجامعة:
وصلت حنين ونوران بسيارة بعد أن سمح لهم خالد بأخذ السيارة للذهاب إلى الجامعة. عندما تعود نوران، ترجع مفاتيح السيارة مرة أخرى. تسير حنين وتشعر أن هناك شيء غريب، والجميع ينظر ويتغامز عليها، لكنها تتجاهل كل شيء. تدخل حنين إلى المحاضرة لتجد مقعداً فارغاً، تجلس عليه. تأتي إليها فتاة وتقول باحتقار:
"قومي يا بنت من هنا، الكرسي ده بتاعي."
تنظر حنين إلى الفتاة وتقول بخجل:
"أنا آسفة يا آنسة."
وتنهض حنين من على المقعد وتذهب إلى مقعد آخر، وقبل أن تجلس، تردف فتاة أخرى وهي تنظر إلى حنين بتقزز:
"لا يا شاطرة، ده محجوز للناس المحترمين، مش للخدم."
حنين بحزن تذهب دون أن تقول شيئًا، ولم يوافق أحد أن تجلس، وتظل واقفة مثل الأمس. يدخل عاصي إلى المحاضرة بصحبة قاظم وهو يقول:
"صباح الخير."
الجميع:
"صباح الخير يا دكتور."
ينظر عاصي إلى قاظم الذي ينظر إلى نوران بذهول، ثم ينظر عاصي إلى ما ينظر إليه قاظم ويقول بغضب:
"اتفضل اتنيل اقعد يا أستاذ."
قاظم بإحراج: "آسف."
ثم يذهب باتجاه نوران وهو يقول:
"هاي."
نوران بغرور:
"هاي."
قاظم بمعاكسة:
"ممكن أقعد؟"
نوران بلا مبالاة:
"طبعًا اتفضل."
يقف عاصي وينظر بعينيه إلى الجميع، يبحث عن حنين التي تجلس في آخر مقعد خلف الجميع. يبدأ المحاضرة ويحاول أن يكون صوته عاليًا في الشرح لكي تسمع حنين ما يقول. بعد أن انتهت المحاضرة، يخرج الجميع إلا حنين التي ما زالت تجلس وتكتب كل ما قاله عاصي أثناء الشرح. يذهب إليها عاصي ويقول:
"أنتِ بتكتبي إيه يا آنسة؟"
تقف حنين وتقول بإحراج:
"بكتب شرح حضرتك علشان ما أنساش حاجة، يا دكتور."
عاصي بدهشة:
"بتكتبي الشرح إزاي؟"
حنين: "عادي، أنا بكتب شرح حضرتك علشان أفضل فاكرة وما أنساش حاجة."
عاصي باستغراب:
"وانتِ كتبتي الحصة بتاعت إمبارح؟"
حنين: "أيوة، كتبتها."
عاصي بشك: "طيب ممكن أشوف اللي حضرتك كتبتيه؟"
حنين: "طبعًا، اتفضل."
يأخذ عاصي السكتش من حنين ولا يصدق أنها نقلت كل شيء قاله أثناء المحاضرة. يعطيها عاصي السكتش وهو يزيد إعجابه بها، بينما يقول باحترام:
"تعرفي، لو ربع البنات والشباب اللي هنا مهتمين بالشرح والمحاضرات زيك يا آنسة، كانوا زمان بقوا من أفضل الطلاب. ربنا يوفقك في حياتك."
حنين، وهي تتجاهل النظر إلى عاصي:
"يارب أنا والجميع."
عاصي بضيق ولا يعلم لماذا يزعجه أنها لا تنظر إليه، يردف قائلاً:
"هو حضرتك شايفاني ما أستهلش تبصي لي وأنتِ بتكلميني؟"
حنين: "أنا آسفة يا دكتور، بس أنا بغض البصر مش أكتر."
عاصي باستفهام:
"ليه؟ هو انتِ راجل علشان تغضي بصرك؟"
حنين، متجنبة النظر إلى عاصي، تقول بهدوء:
"وهو أنا علشان مش راجل ما أغضش بصري؟ ربنا سبحانه وتعالى أمر بغض البصر لمّا قال في آياته الكريمة: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)"
ثم تضيف بحزم: "وربنا سبحانه وتعالى كان واضح في حديثه القدسي أن غض البصر أمر وفرض على كل مسلم ومسلمة."
عاصي بانبهار:
"ياااه، ده انتي حاجة عظيمة بقى."
حنين بإحراج:
"العظمة لله وحده. بعد إذنك يا دكتور."
عاصي، وهو يرغب في التحدث إليها أكثر لكنها لم تعطِه الفرصة، يرد قائلاً:
"اتفضلي يا آنسة، إذنك معكِ."
تذهب حنين من أمام عاصي دون أن تقول شيئًا، بينما ينظر إليها عاصي ولا يستطيع أن يخفض نظره عنها، ويدمدم بالكلمات غير المفهومة:
"يا ترى إيه آخر حكايتك يا حنين؟ فعلاً انتي حاجة مميزة ومن النادر أن حد يحصل عليها. يا رب عوضني بواحدة تكون نص حنين. مش هاطلب زي حنين لأنّي متأكد إن واحدة زي حنين تستاهل الأفضل مني."
### في الفلا
يقف محمد في المطبخ يقوم بعمله يكح بصوت عالٍ:
"كح كح كح."
فجأة يأتي أحد ويعطيه كأس من الماء. يأخذ محمد الكأس ويشرب كل ما فيه من الماء، ثم ينظر إلى الشخص الذي أعطاه الكأس وهو يقول بدهشة:
"انتي بتعملي إيه هنا؟"
سلوى بغرور:
"لا، ولا حاجة، بس سمعتك بتكح، قولت أديك ميه بدل ما تموت ولا حاجة."
فجأة، يضع محمد يده على عنقه وهو يشعر بالاختناق، بينما يقول:
"انتي حطيتِ إيه في الميه؟"
سلوى: "ولا حاجة، بس برشامة علشان أخلص من الصداع."
محمد بحزن:
"اوعي تفكري إن بموتي حنين مش هاتعرف الحقيقة."
سلوى بغضب:
"حنين خادمة وهاتفضل خادمة، وبموتك السر هايفضل سر."
🌹😘😘😘
الرابع
في الجامعة، تسير نوران وهي تضع سماعات الأغاني في أذنيها بينما تتراقص على ألحان الأغاني وتغلق عينيها، ولا تنتبه إلى السيارة التي تأتي خلفها كالصاروخ يسير فوق الأرض. الجميع يحاول أن يجعل نوران تنتبه للسيارة. ومن حسن حظها كان عاصي بالقرب منها ليركض إليها ويسحبها من أمام السيارة قبل أن تحطم عظام جسدها الرقيقة. تفتح نوران عينيها لتجد نفسها تستقر داخل أحضان عاصي وتشعر بشعور لأول مرة في حياتها، إذ اشتعلت نيران العشق داخل قلب هذه المرأة المتسلطة وهي لا تشعر بذلك. كانت نوران تنظر إلى عاصي بشغف وتتأمل تفاصيل جسده وملامح وجهه، بينما أغرقها العشق والشغف في بحر من الأحلام عندما تقابلت عيناها عيني هذا الرجل الذي سيطر على شغفها. تستيقظ نوران من بحر المشاعر التي غرقت بداخله على أصوات الجميع من حولها، بينما حدث ما لم يتوقع أحد حدوثه. يصفع عاصي نوران على وجهها بقوة وهو يقول بغضب سيطر عليه بسبب تصرفات هذه الصغيرة:
_ أنتِ أي غبية، مش بتفهمي ولا عاوزة تموتي؟ أهلك مش علموكي الأدب والاحترام؟ الزفت اللي في ودنك دي ماتتلبسش في مكان عام.
تنظر إليه نوران بشغف جنوني، لتقترب منه دون إنذار أو خجل وتقبله أمام الجميع. يصعق عاصي والجميع من تصرفها الوقح. ليغضب عاصي بشدة من تلك الفتاة التي أهانته أمام الجميع، يقوم بصفعها مرة أخرى بقوة أكبر من الأولى، ناسياً أنها فتاة رقيقة لا تتحمل العنف، فتقع نوران مغمى عليها أمام الجميع. تأتي حنين على الأصوات العالية، لترى عاصي وهو يصفع نوران، لكنها لم ترَ السبب. تذهب تجاه نوران وتقول بغضب بينما تجلس بجوارها على الأرض:
_ أنت إنسان قليل الأدب والاحترام، مش عندك ذرة رجولة! إزاي تتجرأ وترفع إيدك على أنسة وطالبة من اللي أنت بدرس لهم؟ أنا هرفع عليك شكوى وهقدم فيك بلاغ.
يرد كاظم بغيظ وهو ينظر إلى نوران وحنين باحتقار:
_ وأنتِ بقى اللي هاترفعي عليه شكوى وهاتعلميه الأدب؟ وبعدين إيه لزمت الحجاب ولبسك ده إذا كنتِ واحدة مش عندك شرف أصلاً؟
عاصي بغضب:
_ كاظم، أنت اتجننت؟ إزاي تتكلم مع الأنسه بالشكل ده؟
ترد فتاة قائلة:
_ آسف يا دكتور، بس الأستاذ كاظم مع حق، البنت دي مش عندها شرف ولازم تنطرد من الجامعة، دي أشكالها ماينفعش معها الاحترام أصلاً.
حنين بدموع:
_ حرام عليكم، هو أنا عملت لكم إيه علشان تتهموني في شرفي بالشكل ده؟ تعرفوا إيه عني أصلاً علشان تقولوا شريفة ولا من غير شرف؟
يرد كاظم بسخرية:
_ لا يا شيخة، وفري دموع التماسيح دي يا شاطرة، علشان الكل عارف مين انتي، ده انتي حتى بتعلمي العالم إزاي يقضوا ليلة سخنة.
تنظر حنين إلى كاظم بدهشة مما قال، وهي لا تفهم لماذا يقول عنها هذه الكلمات وهو لا يعرفها، ولا أحد يعرف عنها شيء، فقط يمزقون قلبها الصغير بهذه الكلمات التي لا تليق بأخلاقها وشرفها. صفع عاصي قاظم على وجهه وهو يقول بصوت عالٍ:
_ أنت اتجننت على الآخر؟ تعرف إيه عنها أصلاً علشان تتكلم عليها بالشكل ده؟
يرد كاظم بصوت عالٍ وتسيل دمعة من عينيه على وجهه، لم يتخيل أن شقيقه وقدوته في الحياة سوف يصفعه أمام الجميع بهذا الشكل من أجل فتاة لا يعلم عنها شيء:
_ وأنت تعرف إيه عنها يا دكتور علشان ترفع إيدك عليا وتهينني قدام الكل بالشكل ده؟
يشعر عاصي بحجم خطأه ويردف قائلاً بهدوء وهو يضع يده على جبينه:
_ كاظم، أنا آسف، مش قصدي اللي حصل.
يرد كاظم بصوت عالٍ:
_ تعرف إيه عن البنت دي يا دكتور علشان ترفع إيدك عليا بالشكل ده؟
عاصي وهو يحاول أن يصلح خطأه:
_ اهدى يا كاظم، أنا آسف، مش قصدي.
لكن كان الغضب يتحكم بكاظم بالكامل ويرد بصوت عالٍ قائلاً:
_ أقولك أنا أعرف عنها إيه، أعرف إنها بنت ك***لب ماكرة، واحدة وس***خة ما تستاهلش حتى ك***لب يبص لها.
حنين بغضب:
_ وانت مين أساساً علشان تتكلم عليا بالشكل ده؟ وإيه اللي مخليك متأكد أوي كده إني زي ما انت بتقول؟ وبعدين مين أنتم أساساً علشان تتكلموا عليا؟ مافيش حد فيكم يعرف عني حاجة علشان تحكموا عليا بالشكل ده.
ينظر كاظم إلى حنين وهو يقول بفحيح الأفعى:
_ عاوزة تعرفي بجد أنا ليه بقولك عليكي كده ولا انتي تعرفي وبتستعبطي؟
عاصي بضيق:
_ أنا عاوز أعرف إنت ليه بتتكلم بالشكل ده عن الأنسة حنين؟ وانت تعرف عنها إيه علشان تقول كده؟
يطلع كاظم الهاتف وهو يقول بغضب:
_ خد وشوف بنفسك يا دكتور وانت هتعرف كل حاجة، وهتعرف إنها واحدة وس***خة ما تستاهلش.
أخذ عاصي الهاتف من كاظم، وبعد لحظات، نظر إلى حنين بدهشة قائلاً:
_ انتي دي؟ معقولة؟
حنين باستغراب:
_ مش فاهمة، أنا فين؟ وإيه اللي في التلفون ده؟
تذهب باتجاه عاصي وتأخذ منه الهاتف، وتقول بصدمة بعد أن رأت ما في الهاتف:
_ دي مش أنا! مين دي؟ حسبي الله ونعم الوكيل!
---
**في الفلا**
اكتشف الجميع مو***ت محمد، جد حنين. جاء خالد إلى الفلا وترك أعماله عندما اتصل عليه الخادم وأخبره بما حدث. قال خالد بحزن:
_ خير يا دكتور، إيه سبب الوفاة المفاجئة دي؟ الحاج محمد ماكنش بيعاني من حاجة مؤخراً.
يرد الطبيب بأسف قائلاً:
_ للأسف، تعرض لصدمة جامدة، قلبت عنده بنوبة قلبية، وده سبب الوفاة.
خالد بحزن:
_ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون. بس إيه اللي صدمه؟
تأتي سلوى من باب الفلا أمام الجميع كما لو كانت في الخارج ولا تعلم شيئاً، تردف قائلة وهي تمسك في يديها الهاتف وتتصنع الدهشة:
_ الحق يا خالد، شوفت اللي حصل؟
يرد خالد بحزن، وهو يفكر أن سلوى تتحدث عن مو***ت الجد محمد:
_ أيوه يا سلوى، عرفت، وسبت الشغل وجيت على طول.
سلوى بمكر، وهي تعلم أن شقيقها لا يفهم ما تنوي قوله، ترد بخبث وهي تتصنع الحزن:
_ طيب، وهتعمل إيه دلوقتي؟ وهنصرف إزاي مع حنين بعد اللي حصل ده؟
خالد بحزن:
_ أنا مش عارف والله هنعمل إيه لما حنين تعرف مو***ت جدها محمد.
سلوى بخبث، وهي تنظر إلى خالد بذهول مصطنع:
_ انت بتقول إيه يا خالد؟ محمد ما***ت؟
خالد بدهشة:
_ أمال انتي بتتكلمي عن إيه؟
سلوى بغضب، وقد حان الوقت لتكمل ما تنوي فعله:
_ أنا بتكلم عن الز***فت حنين وعن اللي عملته والفضيحة اللي حصلت.
خالد باستغراب ودهشة:
_ انتي بتخرفي؟ تقولي إيه؟ وحنين مالها وفضيحة إيه اللي حصلت؟ مش فاهم عليكي.
سلوى دون مقدمة:
_ خد شوف بنفسك، وانت هتفهم كل حاجة.
يأخذ خالد الهاتف وينظر إليه، بينما قال بذهول:
_ مش معقولة، مستحيل تكون دي حنين، مستحيل تكون هي؟؟
**ما الذي في الهاتف يجعل الكل يحتقر حنين؟ وما الذي حدث لكي لا يقول الطبيب أن محمد ما**ت مسموماً؟**
> "إِنَّ اللَّـهَ لا يَظلِمُ النّاسَ شَيئًا وَلَكِنَّ النّاسَ أَنفُسَهُم يَظلِمونَ".
> "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّـهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا".
💖💖
الخامس والسادس لانها فازت بتصويتكم ❤️🌹
في الجامعة، تقف حنين أمام الجميع وهي تنظر إلى الهاتف بدهشة ودموعها تتسابق على خديها وهي تردد:
"لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. حسبي الله ونعم الوكيل. حسبي الله ونعم الوكيل."
ينظر إليها عاصي الذي يقف بجوارها، وعقله وقلبه لا يصدقان ما تراه عيناه في الهاتف، ويردف بهدوء قائلاً:
"دي انتي؟ معقولة؟ أنا مش مصدق إن واحدة زيك تعمل كده."
يأخذ كاظم الهاتف من يدي حنين وهو يقول بصوت عالٍ:
"مش مصدق إيه؟ شوف بعينك. دي واحدة وسخ***ة. شوف إزاي نايمة في ح***ضن الراجل وشوف كتابة إيه؟ ليلة سخنة للعشاق وبتشرح بالتفصيل ده كله ومش مصدق."
حنين، بدموع:
"والله دي مش أنا. أنا والله مستحيل أعمل حاجة زي دي. والله يا دكتور دي مش أنا. أنا مستحيل أعمل كده. حتى اسألوا نوران."
وتذهب باتجاه نوران وتحاول أن تجعلها تستيقظ. وبعد أكثر من مرة، تنجح في ذلك وتردف ببكاء:
"بالله عليكي يا نوران، قولي للكل إني مستحيل أعمل كده. إحنا متربين مع بعض وانتي أكتر حد يعرفني. بالله عليكي قولي لهم إن أنا مش كده."
نوران، وهي تضع يديها على رأسها:
"ابعدي عني يا بنت. انتي إيه اللي بتتكلمي عليه؟ أقول إيه؟ مش فاهمة حاجة."
تبعد حنين عن نوران وتذهب وتأخذ الهاتف من كاظم دون أن تستأذن منه، وتجلس على الأرض أمام نوران مرة ثانية وهي تضع الفيديو الذي يسئ إلى سمعتها وشرفها أمام نوران، وهي تقول ببكاء:
"شوفي يا نوران. بيقولوا إن دي أنا. بذمتك أنا ممكن أعمل حاجة زي دي؟ بذمتك يا نوران، أنا من النوع ده؟"
تنظر نوران إلى الهاتف بصدمة وتقول بدهشة:
"معقولة انتي دي؟"
حنين، بدموع:
"والله ما أنا. والله ما أنا. بالله عليكي قولي لهم إن دي مش أنا. انتي تعرفيني أكتر منهم كلهم."
تقف نوران من فوق الأرض وهي تقول ما جعل قلب حنين يتمزق من شدة الحزن:
"أنا كنت متأكدة إنك واحدة تربية شوارع بس ما تخيلتش إنك عا***هرة بشكل ده. انتي واحدة عا***هرة وبتمثلي البراءة قدام الكل. أنا مستحيل أسمح لواحدة زيك تفضل في بيتي. أنا هرجع البيت وهاخلي بابا يرميكي في الشارع علشان اللي زيك ما ينفعش يعيشوا مع الناس المحترمين."
حنين ببكاء وهي تنظر إلى نوران بذهول: "أنتِ بتقولي إيه يا نوران؟ معقولة أنتِ مصدقة إن أنا اللي في الفيديوهات دي؟"
نوران: "ومش أصدق ليه إن شاء الله؟ ده أنا أكتر واحدة عارفاكي وعارفة وشك الحقيقي."
كاظم بضيق: "البنت دي لازم تنطرد من الجامعة."
حنين بدموع: "أنت بتقول إيه؟ أنا ما عملتش حاجة غلط علشان أنطرد من الجامعة."
بنت من اللي واقفين: "نعم يا شاطرة، حتى بعد كل اللي شفناه ده تقولي ما عملتش حاجة غلط؟ يا بجحتك يا أختي."
واحد تاني من اللي واقفين: "البنت دي لازم تمشي من هنا لأن الناس اللي زيها ما ينفعش يكونوا في أماكن الناس المحترمين."
تقف حنين وهي تنظر إلى الجميع، ولا أحد يشعر بما يحدث في قلبها، وأردف الجميع بصوت واحد ونفس الجملة بصوت عالٍ: "البنت دي لازم تطلع من هنا."
تنحني نوران على الأرض وتحمل بعض التراب وترميه في وجه حنين، والغل والحقد يسيطران على قلبها، ليفعل الجميع مثل ما فعلت نوران. يقف عاصي أمام حنين ويضمها ليحميها من جبروت هذا المجتمع الذي يعاني من إعاقة ذهنية ولا يستطيع أن يفهم ما يحدث من حوله. يقف عاصي والجميع يرمي الحجارة على حنين، لكن عاصي كان مثل الجدار يحمي كل من يقف خلفها. يصرخ بصوت عالٍ بينما يرتعب الجميع منه: "بااااااااسسسس، اسكتوا!"
ليهدأ الجميع، ينظر عاصي إلى الجميع بغضب ويقول: "أنتم مين علشان تقولوا مين يطلع ومين يفضل؟ وأنتم تعرفوا إيه عن الآنسة علشان تحكموا عليها بالشكل ده؟"
ينظر عاصي إلى إحدى الفتيات اللاتي تكلموا عن حنين ويقول: "وانتِ مين علشان تقولي إن دي اللي في الفيديو؟ تعرفي إيه عن الاحترام علشان تتكلمي عنه؟ وياترى الآنسة اللي كل يوم في نادي الليل شكلها تعرف الاحترام، وانتِ يا محترمة مش حضرتك برضو اللي قبضوا عليها من فترة بتهمة المخدرات، ولا أنا غلطان؟"
ينظر الجميع إلى الأسفل بخجل، والجميع يخاف أن يواجه عاصي، بينما ذهب باتجاه نوران قائلاً باستخفاف: "وانتِ يا متربية، أو بالأخرى يا اللي مش متربية، اللي عملتيه من شويه في رأيك تصرف ناس محترمين ولا تصرف عا***هرة من أرخص العا***هرات؟"
تقلب نوران وجهها إلى الألوان ولا تقدر أن ترد أو تقول شيئاً، بينما قال عاصي بهدوء مميت: "ياريت كل واحد قبل ما يتكلم في شرف حد يشوف نفسه أولاً إذا كان بشرف أو من غير شرف."
ثم يذهب باتجاه حنين ويسحبها من يديها ويذهب من أمام الجميع.
------:::
في الفلا:
يقف عاصي أمام البوابة بسيارته بعد أن أوصل حنين إلى المنزل الذي تعيش فيه. ينظر إلى حنين التي ظلت صامتة وتبكي في صمت ولا تشعر بشيء يحدث حولها، وهو يقول بهدوء: "وصلنا يا آنسة."
تنتبه حنين على صوت عاصي، بينما نظرت حولها وقالت بصوت مخنوق من البكاء: "شكراً يا دكتور، مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه."
عاصي بهدوء: "مافيش داعي لشكر، وبعدين ما بقاش في حد شريف أصلاً علشان تكوني أنتِ."
ثم يصمت قبل أن يكمل ما يريد قوله، بينما تشعر حنين أن عاصي يقصد سخريته منها. ترد قائلة ببكاء: "أمال حضرتك مصدق اللي شوفتوا، بتقف معايا ليه؟"
عاصي بحنق: "أنا ما عرفكيش علشان أصدق أو ما أصدقش، أنا بس ساعدت بنت من الشارع كانت محتاجة مساعدة، مش أكتر. وتفضلي انزلي، عندي شغل، مش فاضي."
تنظر إليه حنين والدموع تحجرت في عينيها، وتقول: "ياريت لو شوفت بنت من الشارع بتموت، مش تساعدها تاني، لأن ممكن أنت تكون سبب موتها بعد ما ساعدتها."
ثم تنزل من السيارة دون أن تقول شيئاً آخر، بينما يلعن عاصي نفسه على ما قاله منذ قليل. تشعر حنين أن هناك شيئاً غريباً يحدث كلما اقتربت من الفلا، وتمسح آثار بكائها قبل أن تدخل حتى لا يرى جدها بكائها. لكن قبل أن يشعر أحد بها، تسمع ما يزيد أحزان قلبها:
سلوى بصوت عالٍ: "البنت دي مش هاتفضل في البيت لحظة بعد كده. إحنا مش ناقصين فضايح أكتر من كده، يا خالد كفاية إننا ربنها."
خالد بحنق: "أنا مش مصدق إن حنين ممكن تعمل كده."
سلوى بدهشة: "مش مصدق إيه يا خالد؟ أنت مش شوفت بنفسك الفيديوهات اللي هي عملتها؟"
خالد بحزن: "أيوة شوفت يا سلوى كل حاجة، بس عمري ما تخيلت إن حنين بالقذارة دي كلها."
سلوى بخبث: "فعلاً أنا انصدمت لما شوفت الفيديوهات دي، بس إحنا ناس محترمين ولينا سمعتنا يا خالد، وانت لو الصحافة شمّت خبر عن الحكاية دي هيحصل مصيبة. علشان كده حنين لازم تطلع من البيت."
خالد بضيق: "أيوة معاكِ حق يا سلوى، أنا حبتها أكتر من بنتي واعتبرتها زيها زي نوران، بس ما تخيلتش إنها قدام الناس بالشكل ده وفي ضهر الشكل. بس الحق عليا أنا اللي أخدت بنت من الشارع واعتبرتها بنتي."
سلوى بانتصار: "خلاص يا خالد، إحنا عملنا اللي علينا وزيادة، كفاية لحد كده."
خالد بحزن: "أيوة معاكِ حق، كفاية لحد كده. لما تجيبيها، اديها فلوس وخليها تمشي من هنا، علشان أنا مش هقدر أعمل كده، وعرفيها إن جدها مات وكانت هي السبب في موته."
ثم يذهب خالد قبل أن ينتبه إلى تلك التي تقف خلفه وتسمع كل شيء قاله، لكن ما صدمها هو موت جدها. بينما تنظر سلوى إلى حنين بشماتة، وهي تراها من أول ما دخلت المنزل وتتعمد أن تجعلها تسمع كل شيء. لكن حنين لا تتحمل صدمة موت جدها فتقع على الأرض مغمى عليها، بينما قالت سلوى بصوت عالٍ: "أشرف، أشرف!"
يأتي أشرف البواب وهو يقول: "نعم يا ست هانم."
ترد سلوى بكراهية، وكأن ما ينبض داخل صدرها حجر وليس قلبًا: "خذ البنت دي وارمِها في أي مصيبة، وخذ الفلوس دي وحطها جنبها."
ينظر أشرف إلى حنين بحزن ودهشة مما تطلبه سلوى، ويسأل: "إنتِ بتقولي إيه يا هانم؟"
سلوى بنبرة تهديد: "لو عاوز تنطرد من شغلك، خليك واقف كمان خمس ثواني."
أشرف بخوف: "آسف يا هانم."
سلوى بجبروت: "خلاص، اعمل اللي بقول عليه، وخد القرف ده ارميه في أي سلة زبالة، وتعالى علشان عاوزك."
أشرف بحزن: "أمرك يا هانم."
ثم يذهب أشرف باتجاه حنين التي تنام ولا تشعر بشيء، ويحملها من على الأرض ويذهب بها إلى مكان مجهول.
يتبع
---
**نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هدى له. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71].**
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشد له كراهية، وتجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم."
---# الكاتبة_صباح_عبدالله_فتحي
السادس
**في منزل عائلة عاصي**
رجع عاصي إلى المنزل بعد أن تأكد أنه أوصل حنين إلى منزلها بسلام. وعندما دخل، وجد كاظم يجلس ببرود كما لو لم يفعل شيئا. قال بغضب:
"ينفع اللي انت عملته في الجامعة ده يا أستاذ؟"
يرد كاظم ببرود: "وأنا عملت نص اللي انت عملته."
ثم ينهض من على الأريكة ويريد الرحيل. يمسكه عاصي من ذراعه بقوة وهو يقول بغضب:
"تعال هنا، أنا مش بكلمك!"
ينظر إليه كاظم وهو يقول بنفاذ صبر: "عاوز إيه مني يا عاصي دلوقتي؟ مش كفاية اللي حضرتك عملته في الجامعة؟ ولا لسه مش مكفيك اللي حصل؟"
تأتي نوال الأم من المطبخ على صوت عاصي وكاظم المرتفع وهي تقول:
"هو أنتم مش تقعدوا في البيت مع بعض غير لما تتخنقوا؟ خير يا أستاذ عاصي، في إيه؟ وانت يا أستاذ كاظم، إيه المصيبة الجديدة اللي حضرتك عملتها؟"
كاظم بضيق: "أنا ولا عملت مصيبة ولا زفت. أنا ماشي، الأستاذ عاصي عندك أهو، اسألي. أنا مش ناقص قرف."
نوال بحزن: "قرف؟ أنا قرافك يا كاظم. الله يسمحك يا بني."
عاصي بصوت عالي: "انت بتتكلم مع أمك ليه كده؟"
نوال: "اهدى انت يا عاصي، وانت يا أستاذ كاظم مالك؟"
عاصي: "أنا هاحكي لكِ يا أمي اللي حصل النهاردة في الجامعة، وحضرتك احكمي بينا وقولي مين اللي غلط."
وبالفعل سرد عاصي كل ما حدث في الجامعة لنوال، زوجة الأب. تردف نوال بدهشة وهي تنظر إلى كاظم:
"حرام عليك يا كاظم، ليه عملت كده في البنت؟ يا بني ما فكرتش إن ممكن يحصل مع بنتك ولا مراتك؟ ولا علشان مش عندك خوات بنات تعمل كده في بنات الناس؟"
كاظم بغضب: "يعني اللي أنا عملته غلط واللي الأستاذ عمله صح؟ وضربني قلم قدام زمايلي في الجامعة ده مش غلط؟ وبعدين أنا مش جبت حاجة من عندي، خدي شوفي بعينك البنت اللي ابنك ضربني علشانها."
يخرج كاظم الهاتف من جيبه ويبحث عن الفديو الذي يسيء الي حنين ويعطي الي أمه. تنظر نوال إلى الهاتف وهي تقول:
"استغفر الله العظيم وأتوب إليه، هم دول يتسموا بنات يا بني؟"
يرد عاصي بحزن: "والله يا أمي لو شوفتي البنت دي ما هتصدقي إنها ممكن تعمل حاجة زي كده."
كاظم بسخرية: "آي يا أستاذ عاصي، وقعت الشحرورة."
----------
**في الفلا**
رجعت نوران إلى المنزل لكنها كانت تشعر بالخوف ولا تعلم مالذي سوف يحدث عندما يعلم والدها بما فعلت. تردف قائلة تحدث نفسها:
"انتي خايفة ليه يا نوران؟ وبعدين انتي ما عملتيش حاجة غلط علشان تخافي، هي اللي طلعت واحدة زبالة. أنا مش عارفة ازاي طلعت بالحقارة والقرف ده، ده أنا نزلت لها صورة وهي شايلة الكوتشي وكنت خايفة من اللي هايحصل، وهي طلعت بشكل ده. بس مش عارفة ليه مش مصدقة إن حنين هي اللي في الفيديو، حاسة إن في حاجة غلط."
سلوى بسخرية: "آي، اتهبلتي ولا ايه؟ ماشية تكلمي نفسك ليه كده؟"
نوران بشرود: "مش عارفة."
سلوى بضحك: "مش عارفة ايه؟ انتي اتهبلتي بجد ولا ايه؟"
نوران: "اسكتي يا عمّتو، مش هتصدقي اللي حصل في الجامعة النهارده."
سلوى بخبث وهي تعلم عن ماذا سوف تتحدث نوران:
"ايه اللي حصل؟"
تسرد نوران كل ما حدث اليوم معهم في الجامعة تردف سلوى بغضب: "والزفت ده بيضربك ليه؟"
نوران بخجل: "ماهو بصراحة أنا اللي عملت حاجة ولحد دلوقتي مش عارفة ده حصل ازاي."
سلوى: "حاجة ايه اللي عملتيه علشان واحد ما يسواش يرفع ايده على بنت خالد باشا؟"
نوران بخجل وهي تنظر إلى الأسفل: "بوسته."
سلوى بدهشة: "بوستي؟ بوستي ازاي؟"
نوران: "والله لحد دلوقتي أنا أصلا مش عارفة ازاي، بس في رأيك ايه اللي هايحصل لمّا بابا يعرف اللي حصل في الجامعة النهارده؟"
سلوى دون مقدمة: "ما تخافيش، أبوكي عرف كل حاجة وطرد البت دي من البيت وكمان جدها مات من الصدمة لما شاف اللي هي عملته."
نوران بدهشة: "انتي بتقولي ايه؟"
------
**في مكان مجهول**
عبارة عن شقه صغيره في احد الاحياء الشعبيه. يجلس أثنين من شباب يتحدثون معاً.
شاب1 بغضب: "انت اتجننت؟ ازاي تجيب البت دي على البيت؟"
شاب 2: يعني كنت عاوزني اسيبها في الشارع وهي في الحالة دي؟"
محمد:"يا حنان قلبك يا خويا، وجبتها على البيت؟ ندبس إحنا لو حد كان عامل فيها حاجة."
يدخل الي المنزل شاب ثالث وهو يقول: "إيه في إيه يا قوم؟ صوتكم واصل لآخر الحارة."
محمد: "شوف يا خويا الزفت عماد جايب إيه معاه."
يتحدث محمد وهو يشير بيديه نحو حنين النائمة علي الاريكة وما زالت مغشي عليها. ينظر شاب3 إلى ما يشاور عليها محمد وهو يقول: "هي مين دي؟"
عماد:"بذمتك قول انت يا علي، كان ينفع أشوف الآنسة دي في الشارع مغمى عليها وأسبها ولا كأني شوفت حاجة؟"
محمد بهدوء: "يا عماد افهم، دي بنت وإحنا خمس شباب وهي في بيتنا يعني لو في حد عامل فيها حاجة إحنا اللي هاندبس فيها."
عماد: "انت تفكيرك راح لفين؟ مش ممكن تكون تعبانة ولا تعبت فجأة واغمي عليها في الشارع؟"
علي: "أنا مع محمد يا عماد، ما كانش ينفع تجيبها على البيت. كان ممكن تاخدها المستشفى وتقول إنك لاقيتها في الشارع مغمى عليها."
عماد بإحراج: "ما هو بصراحة ما كانش معايا فلوس غير العشرة جنيه اللي أنا جيت بيها."
علي يشعر بأحراج عماد يردف بهدوء قائلاً: "خلاص ولا يهمك يا صاحبي، وانت يا محمد اهدى لحد ما البنت تفوق وبعدين نشوف إيه حكايتها."
محمد:"طيب ماشي، يلا بقا يا خويا انت وهو خلينا نشوف هنعمل إيه في الشقة."
علي يرفع صباعه بتحذير وهو يقول: "خدوا بالكم، أنا اللي غسلت الصحون امبارح، الدور على زياد."
عماد بضحك: "هو زياد عارف إن الدور عليه في غسيل المواعين؟"
محمد بضحك: " مش هيجي النهارده، بس والله على مين، ده أنا اللي هطبخ وهاوسخ كل المواعين اللي في المطبخ."
علي بضحك: حرام عليك يا محمد، ده الأسبوع اللي فات كان هيعيط.
**بعد مرور ساعة في نفس المكان**
تستيقظ حنين على أصوات ضجيج يصدر من الخارج، لتفتح عينيها بانزعاج التي توارمت من كثرة البكاء. تنهض وتتقدم نحو مصدر الصوت عندما وجدت نفسها في مكان لأول مرة تراه، لتجد أربعة شباب يجلسون وهم يهزرون ويلعبون مع بعضهم وأصوات ضحكاتهم تملأ المكان. على ذلك، الشاب زياد الذي يشتم ويلعن وهو يغسل الأطباق. يردف زياد قائلاً وهو يضع السيجارة في فمه ويغسل الأطباق:
"بقا أنا أفضل طول النهار طالع عين أمي في الشغل وفي الآخر أجي البيت ألاقي نفسي واقف قدام الحوض بغسل المواعين، يا ولد ***."
محمد ببرود: "اعمل اللي عليك وانت ساكت ياض."
عماد بسخرية: "سيبك منه، هو أصلاً كل أسبوع يعمل الشوية دول علشان ما يغسلش المواعين."
علي بضحك: والله طلع عسل يا زيزو وانت بتغسل المواعين. هقوم أعمل شاي، حد عاوز أعمله معي؟"
عماد: "اعمل لي معك."
محمد: "وانا كمان يا علي."
**زياد يقف على باب المطبخ وهو يقول:**
"أقسم بالله العظيم إن واحد فيكم قرب من معلقة من اللي أنا غسلتهم لأكون كسر رجليكم، أنتم فاهمين؟"
**وفجأة يأتي صوت رقيق من خلفهم، لكن يظهر كم هو حزين. حنين بهدوء:**
"هو أنا فين؟ وأنتم مين؟ وجيت هنا إزاي؟"
ينظر كلا من عماد ومحمد وعلي وزياد إلى حنين بذهول والجميع لا يصدق ما تراه عيونهم. بينما قال علي:
"حد شايف اللي أنا شايفه؟"
محمد: "معقولة ده؟"
زياد: "دول واحد ولا اتنين؟"
عماد: "مش عارف، بس البت دي شبه رياض بالظبط."
يتبع
**في رأيكم، هايكون إيه مصير حنين مع الخمس شباب دول؟**
**ولو مش نوران هي اللي عملت الفيديوهات لحنين، مين اللي عملهم؟**
**ومين رياض اللي بيقولوا عليه الشباب؟**
**اللي عاوز الرواية تنزل يومياً يتفاعل يا جماعة، لأن بصراحة التفاعل مش مشجعني أنزل كل يوم.**
🥰🥰🥰🥰🥰
السابع
في شقة الشباب، تقف حنين بعين دامعة وهي لا تفهم ما يقصده الشباب بحديثهم. تردف بصوت مخنوق بالبكاء: "لو سمحتم حد يقولي أنا فين وأنتم مين وازاي أنا جيت هنا؟"
يرد عليها محمد قائلاً بهدوء: "اهدي يا آنسة، ما تخفيش، ما فيش حد هيعملك حاجة، وانتي هنا ازاي؟ عماد لاقاكي في الشارع مغمى عليكي جابك هنا."
يقول ذلك وهو يشير إلى عماد. يردف عماد متسائلاً: "معلش يا آنسة، أنا كنت عاوز أسألك عن حاجة، هو انتي مريضة بحاجة علشان كدا بتمشي يغمى عليكي ولا بتتعبي من الشمس؟"
وهنا تنفجر حنين في البكاء عندما تذكرت ما حدث لها وموت جدها وكيف تخلى عنها الجميع. ينظر إليها الشباب بحزن، بينما يضرب علي عماد على كفاه وهو يقول: "ينفع كدا، خليت الآنسة تعيط."
عماد بدهشة: "هو أنا قلت إيه؟"
ثم يذهب تجاه حنين وهو يقول: "أنا آسف يا آنسة والله مش قصدي أزعلك، بعتذر، اللهي كان انقطع لساني يا شيخة قبل ما أسأل."
ترد حنين من بين بكائها قائلة: "أنا مش زعلت منك، بس اللي حصل لي هو اللي مزعلني أوي."
علي باستغراب وهو ينظر إلى عماد بحنق ويقول بصوت واطي: "يا ليل سود، هنروح كلنا في مصيبة."
يرد محمد بنفس الطريقة: "هو ده اللي أنا كنت خايف منه، والله لو حصل حاجة لقول عماد اللي عملها."
زياد بغباء: "عمل إيه؟ مش فاهم."
ثم ينظر إلى عماد وهو يقول: "هو أنت عملت إيه يا عماد؟ محمد وعلي بيتكلموا عن إيه؟"
يضع محمد يده على فم زياد وهو يقول: "اسكت يا غبي، يخرب بيتك."
ينظر عماد إلى كل من محمد وعلي وهو يقول بينما فهم ما ينون إليه: خليكم فاكرين إن بعض الظن إثم."
ثم يجلس بجوار حنين التي جلست على الأرض وهي تبكي، قائلاً بحنان: "اهدي يا آنسة واحكي لنا إيه اللي حصل. إحنا هنا كلنا زي إخواتك وممكن نقدر نساعدك في حاجة."
تنظر حنين إلى الشباب بحزن وتقول: "أنا مظلومة، الكل ظلمني وجاه عليّ. حسبي الله ونعم الوكيل."
يشعر الشباب بالحزن من أجل حنين. يذهب محمد ويجلس هو أيضًا أمام حنين ويقول بحزن: "ومين فينا مش مظلوم يا آنسة؟ كلنا مظلومين. صدقيني، شايف العيال اللي قدامك دي؟ مافيش واحد فيهم شاف يوم حلو في حياته ومافيش لحظة بتمر علينا واحنا مش مظلومين."
ثم تدمع عين محمد رغم عنه، ليذهب الشباب إليه ويضمونه بقوة، بينما قال علي ودموعه في عينيه: "ممكن الدنيا جات علينا كتير يا صاحبي، بس هي اللي جمعتنا مع بعض."
زياد بمزح: "آه والله، أنا اتظلمت لما عرفت ناس نكد زيكم. بقولك إيه، يا أختي انتي وهو، أنا مش ناقص وجع قلب."
تبتسم حنين بحزن على مزح زياد، بينما قال علي: "أيوه كده يا شيخة، مافيش حاجة تستاهل الزعل. بس ممكن أعرف إيه اللي حصل مخلي قمر زيك زعلان كده؟"
تنظر حنين إلى الشباب، بينما شعرت بالأمان تجاههم، ترد قائلة ببكاء: "أنا ماليش حد غير ربنا، كنت عايشة مع جدي في بيت الراجل اللي كان جدي بيشتغل عنده، بس..."
وتزداد في البكاء وهي تقول: "بس في حد منهم الله عمل لي فيديوهات مش كويسة. ولما جدي شاف الفيديو جات له سكتة قلبية ومات النهارده، وأصحاب البيت رموهني في الشارع بعد ما أغمى عليّ لما رجعت من الكلية وعرفت إن جدي مات."
تزداد حنين في البكاء وهي تقول: "حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل، قل لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير."
ينظر الشباب بحزن إلى حنين وهم يقولون في صوت واحد: "ونعم بالله العلي العظيم."
يجلس زياد بجوار حنين وهو يقول بينما تهرب من عينيه دمعة: "تعرفي، قصتك زي قصتنا إحنا الخمسة، بس الفرق بينك وبينا إنك كبرتي ولقيتي جدك. بس إحنا كبرنا ولا لقينا أب ولا أم ولا حتى جد حنين يطبطب علينا. انتي كبرتي لقيتي نفسك في بيت كبير حتى لو كان جدك خادم، بس على الأقل كنتي في بيت. إحنا فتحنا عينينا لقينا نفسنا في ملجأ. وماقولكش يعني إيه تكوني في ملجأ. ولما كبرنا هربنا منه. إحنا الخمسة كان أكبر واحد فينا عنده 15 سنة. طلعنا من الملجأ لقينا نفسنا في الشارع من غير أكل، من غير شرب، حتى الهدوم اللي كانت علينا مش كانت بتاعتنا. اشتغلنا كلنا لحد ما كبرنا بعض. وشوفي دلوقتي، كلنا عجزنا ومافيش واحد فينا اتجوز."
يضحك علي وهو ينزع آثار بكائه من علي خده: "اتكلم عن نفسك ياخويا، أنا لسه في عز شبابي وإن شاء الله هتجوز، لو حتى لو اتجوزتك انتِ يا قمر."
زياد بغضب: "قوم يا عم من هنا بدل ما أفتح راسك."
تضحك حنين بحزن وهي تقول: "والله أحسن حاجة إنكم لقيتوا بعض. أما أنا مش لاقية حد، وحتى مش عارفة أعمل إيه ولا أروح فين."
يرد عماد بينما ينظر إلى الشباب: "احنا معاكي ومش هنسيبك يا آنسة، مش كده يا جدعان؟"
وقبل أن يقول أحد شيئًا، يطرق أحد باب المنزل، يردف زياد قائلاً: "ده أكيد رياض جه."
ثم يذهب ويفتح الباب، يردف الشاب الذي يدعى رياض قائلاً: "عاملين أكل إيه علشان أنا ميت من الجوع."
زياد: "طيب، ادخل فضحتنا."
وفجأة يرى رياض حنين، بينما تنظر حنين إلى رياض بدهشة وهي تقول: "معقولة؟"
رياض باستغراب ودهشة: "انتِ؟"
ينظر عماد إلى حنين ورياض وهو يقول: "انتم متأكدين ما تعرفوش بعض؟ هو انت تعرف الأنسة دي يا رياض؟"
رياض بتوتر وهو ينظر إلى حنين: "ها، وأعرفها منين؟"
محمد: "أصلاً سبحان الله اللي يشوفكم يقول إنكم توأم والله."
رياض: "في إيه يا جدعان؟ حد يفهمني البنت دي بتعمل إيه هنا؟ وعادي يعني، إذا شكل بعض، خلق الله من الشبه أربعين."
---
في المساء
في الفيلا خالد
يجلس خالد على طاولة الطعام، ويجلس بجواره كل من سلوى ونوران يتناولون وجبة العشاء. يردف خالد بصوت عالٍ: "هاتي شوية ملح يا حنين."
ينظر إليه كلا من سلوى ونوران بدهشة، بينما نظر خالد إلى الطعام بحزن عندما تذكر أن حنين لم تعد فردًا من العائلة كما كانت، بل لم تعد موجودة في المنزل بالكامل. يردف خالد قائلاً بحزن: "أنا الحمد لله شبعت، عن إذنكم."
ينظر كلا من سلوى ونوران إلى بعضهما، بينما قالت نوران: "وأنا كمان شبعت، هاقوم أذاكر شوية، عن إذنك يا عمتو."
سلوى بشرود: "أوكي يا روحي."
ثم يعلن صوت رنين هاتف، تنظر سلوى إلى الهاتف لتجد رقمًا مجهولًا نظرة بغضب الي الرقم وهي تقول: "الزفت ده عاوز إيه دلوقتي؟"
ثم تنظر يمينًا ويسارًا وعندما تتأكد أنه ليس هناك أحد، تجيب على الهاتف وهي تقول: "انت عاوز إيه؟ مش قولتلك ما تتصلش عليا مهما يحصل، انت عاوز ننكشف بعد كل ده؟"
يجيب صوت مجهول عبر الهاتف: "إيه يا سوس؟ وحشتيني، ووحشتني بنتي، عاوز أشوفها وأخذها في حضني."
سلوى بغضب: "بنتك إيه؟ انت اتجننت؟ بنتك ماتت، وقولتك كده ألف مرة، بنتك ماتت يوم ما تولدت. انت إيه مش بتفهم؟ وحسك عينك تتصل عليا تاني، انت فاهم؟"
ثم تغلق الهاتف وهي تقول: "مش هسمح لحد يهد كل اللي أنا ببنيه في كل السنين دي، لازم كل حاجة تفضل زي ما هي، لازم أعمل حاجة وأخلص من الزفت ده."
____
تاني يوم
في الجامعة تجلس نوران على المدرج كما لو لم يحدث شيء، وفجأة يدخل عاصي ليقف الجميع احتراماً له، إلا نوران التي تنظر إليه وعيناها تبرق مثل نجم ساطع في منتصف الليل. أما عاصي، فكان يبحث عن حنين بعينيه يريد أن يراها، لكن للأسف الشديد لا أثر لها. يردف بهدوء قائلاً بينما يحاول أن يتجاهل ما يحدث داخل قلبه: "صباح الخير."
الجميع: "صباح الخير يا دكتور."
عاصي: "اتفضلوا اقعدوا علشان نبدأ المحاضرة."
وبالفعل جلس الجميع، وأخذ عاصي باله من نظرات نوران إليه، لكنه لم يعطها أي اهتمام. كل ما يشغل باله هي حنين، يريد أن يسأل لماذا لم تحضر، لكنه لا يقدر على ذلك خوفاً من تفكير الآخرين. وبعد أن انتهت المحاضرة وخرج الجميع، يذهب عاصي باتجاه نوران وهو يقول: "لو سمحتي يا آنسة، كنت حابب أسألك عن حاجة."
تنظر إليه نوران بخجل وهي ترجع خصلة شعرها خلف أذنيها، وهذا التصرف في وجود الخجل لفت انتباه عاصي لينظر إليها بذهول من درجة جمالها وهو يتذكر كيف قبلته نوران أمس. ثم ينتبه على نفسه ليغلق عينيه ويقول بينما يضع يديه على جبينه محاولاً تجاهل أفكاره: "كنت حابب أسألك عن..."
وقبل أن يكمل عاصي حديثه، يوقفه صوت نوران قائلة: "أنا بعتذر منك يا دكتور على اللي حصل امبارح، بجد مش عارفة ده حصل إزاي."
يرد عاصي قائلاً بينما نسي عما كان يريد أن يتحدث: "ماشي، اعتذار مقبول يا آنسة، وأنا كمان بعتذر منك عن اللي حصل وماكنش ينفع أرفع إيدي عليكي قدام زمايلك، بس كنت..."
ثم تجيب نوران بخجل مقاطعةً عاصي عن إكمال حديثه: "عادي يا دكتور، حصل خير، بس هو ممكن نكون أصدقاء يا دكتور؟"
كانت نبتسم وتتحدث بخجل استطاعت بهذا الاسلوب ان تلفت انتباه عاصي فتبسم إليها وتفوه قائلاً: "طبعاً، ده يشرفني."
-------
بعد أسبوع
في منزل الشباب، ظلت حنين مع الشباب بعد أن شعرت بالأمان معهم وتتعامل معهم على أنهم إخوتها وهم أيضاً يحترمونها كثيراً. كل واحد يتعامل معها على أساس أخت له، ويفعلون المستحيل من أجل أن يسعدوا حنين ويخرجوها من حالة الاكتئاب التي هي بها. والآن، يجلس الشباب مع بعضهم بينما تظل حنين في الغرفة إلى حين أن يذهب الشباب إلى عملهم.
يردف محمد بحزن قائلاً: "بقولكم إيه، احنا لازم نعمل حاجة علشان حنين تطلع من الحالة اللي هي فيها دي."
يرد زياد: "ماحنا عملنا كل اللي نقدر عليه."
عماد: "أنا في رأيي لازم نسبها لحد ما تفوق مع نفسها."
علي بصراحة: "صعبانة عليّ، واللي حصل لها مش سهل بصراحة برضو."
محمد بغضب: "أنا نفسي بس أعرف مين ابن الكلب اللي بيعمل كده في بنات الناس."
عماد: "والله لو أنا مسكت اللي عمل كده في حنين لأخلص عليه."
رياض بخوف: "خلاص يا جدعان، في إيه اللي حصل حصل وخلاص."
زياد: "وانت مالك خايف كده؟"
رياض بتوتر: "خايف؟ خايف من إيه؟ لا، أنا مش خايف ولا حاجة، وهاخاف من إيه؟ أنا مش عملت حاجة."
وفجأة تخرج حنين من الغرفة، لينظر إليها الشباب باستغراب من كونها لأول مرة تخرج في وجودهم. يردف زياد باحترام قائلاً: "حنين، خير محتاجة حاجة أجبها لكِ؟"
حنين بابتسامة حزينة: "أنا بصراحة مش عارفة أشكركم إزاي، لو كان عندي إخوات ماكانوش وقفوا معايا وعملوا اللي أنتم عملتوه ده، بس أنا قررت أرجع جامعتي وأدور على شغل، وياريت لو تعرفوا لي أي مكان على قدي كده أعيش فيه، وإن شاء الله هنزل النهارده الجامعة وبعدين هنزل أشوف شغل. لو حد يعرف لي ناس كويسين أشتغل عندهم بعد الجامعة هكون مشكورة لكم."
علي بحزن: "ليه عاوزة تمشي من هنا؟ في حد عمل لكِ حاجة زعلتكِ يا حنين؟"
حنين: "لا والله، ده أنتم جمايلكم مش هانساها طول عمري، بس أنتم خمس شباب وأنا بنت، والناس مش هتسبنا في حالنا، وبالأخص بعد اللي حصل لي. وأنا مش عاوزة حد يقول عليكم حاجة مش كويسة بسببي."
عماد بحزن: لو بجد بتعتبرينا زي خواتك مش تمشي من هنا يا حنين، وانتي أخت لنا احنا الخمسة وسيبك من كلام الناس اللي مش بيخلص.
علي: أفضلي عايشة معانا يا حنين، واحنا والله هنعمل لكِ كل حاجة انتي عاوزة.
محمد بتواعد: انا بوعدك يا حنين كأخ كبير لكِ، اني هاجيب لكِ حقك من الكلاب اللي ظلموكي وهاجيب ابن الكلب اللي عمل لكِ الفيديو لو كان من تحت الأرض، وهاعرفه ازاي يعمل كده في بنات الناس.
علي: وانا معك يا محمد، لازم نعمل كده ونثبت براءة حنين.
زياد: ووقتها نعرف الناس دي إن حنين مظلومة، وبذات الراجل اللي كانت في بيته.
ينظر رياض إلى الجميع بتوتر بينما يبلع ريقه بصعوبة وهو يقول: انا......؟
🥰🥰
**الفصل الثامن**
في شقة الشباب:
رياض بخوف: أنا...
علي باستفهام: انت ايه؟
رياض بتوتر: أنا...
يصمت عن الكلام يفكر في شيء ما ثم يقول بتوتر ظاهر عليه.
رياض: أنا عاوز أنزل الشغل. عاوزين حاجة؟
عماد بشك: مالك يا رياض؟
رياض بتوتر أكثر: مالي يعني؟
زياد: مش عارفين، بقالك كام يوم كده مش على بعضك. في حاجة؟
رياض وهو ينظر إلى حنين بخجل: لا أبداً، مافيش. أنا نازل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم يذهب دون أن يقول شيئًا آخر بينما قال الجميع: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
محمد بتساؤل: هو الواد ده ماله؟
عماد: مش عارف.
علي: أنا حاسس إنه عامل حاجة وخايف منها.
زياد: وانا كمان والله، بس هي ايه؟ الله أعلم.
حنين: أنا اتأخرت على الجامعة، هنزل.
ينظر محمد إلى حنين وهو يقول: طيب تعالي، أنا هوصلك بالموتسيكل بتاعي.
حنين باعتراض: لا شكراً، هنزل أنا. مافيش داعي تتعب نفسك.
علي: ما هو انتي مش هتنزلي لوحدك، لازم حد فينا يكون معاكي.
محمد بإصرار: أنا هوصل حنين كل يوم. يلا.
حنين بخوف من اللي هيحصل لو حد شافها مع محمد: بس...
يقطعها محمد قائلاً: مافيش بس، يلا.
وبعد وقت، كان يقف محمد بدراجته النارية أمام الجامعة، وتجلس خلفه حنين بعد أن أصر أنه هو من سوف يوصلها إلى الجامعة من أجل أن يطمئن عليها أكثر.
تردف حنين بتوتر: بجد شكراً أوي يا محمد، أنا مش عارفة أقولك ايه.
ينزل محمد من على الدراجة وهو يقول: انتي لسه بتعتبريني غريب يعني يا حنين؟
حنين بلطف: صدقني يا محمد، لو كان عندي إخوات ماكنوش عملوا معايا نص اللي أنتم عملتوه.
محمد بحب: هو احنا كنا نطول أخت قمر زيك؟ نحمد ربنا إنه رزقنا بأخت قمر وربنا يقوينا ونرجع لها حقها إن شاء الله.
وفي هذه اللحظة، تدخل سيارة فاخرة إلى الجامعة. داخل السيارة، يردف شاب قائلاً: "مش هي دي البنت اللي انطردت من الجامعة من كام يوم؟"
ينظر كاظم إلى حيث يشير الشاب، ويقول: "أيوا، هي. ايه راجعها دي؟"
الشاب: "ماعرفش، باين عليها بنت عنيدة ومش بتستسلم بسهولة. بس هو مين اللي معها ده؟"
كاظم باحتقار وهو يصور حنين ومحمد معاً: "هايكون مين يعني؟ أكيد واحد وس***خ زيها."
ينظر الشاب إلى كاظم ويقول: "انت بتعمل ايه؟"
كاظم بشر: "هنتسلى شوية."
الشاب بضحك: "ههه، ناوي على ايه ياريس؟"
كاظم بضيق: "ناوي أربيها وأعلمها الأدب."
---
عند حنين ومحمد:
حنين: "ربنا يبارك فيكم يا رب العالمين. أنا هدخل علشان ما تأخرش على المحاضرة."
محمد: "طيب، تعالي هدخلك معاكي علشان لو حد ضايقك ولا حاجة."
حنين برفض: "لا، مافيش داعي. روح انت على شغلك، ربنا يصلح حالك علشان ما تتأخرش."
محمد بإصرار: "لا، ما تخافيش، لسه بدري على معاد شغلي. تعالي هدخلك واطمن عليكي وبعدين أتوكل على الله."
حنين باحترام: "حاضر يا أجمل أخ في الدنيا."
محمد بمزاح: "طيب، يلا ياختي."
---
وبالفعل، ذهب كل من محمد وحنين والجميع ينظر إلى حنين باحتقار بينما يتغامزون عليها.
يردف محمد بغضب: "هم الناس دي عاوزين ايه؟"
حنين بتوتر: "سيبك منهم، دول ناس جاهلة."
وتذهب حنين إلى المحاضرة وهي تتجاهل كل ما يحدث وما تسمع أذنيها. وعندما تدخل حنين إلى المحاضرة ومعها محمد الذي يشتعل من شدة الغضب، تردف فتاة بسخرية: "أي ده، أبلة الليلة الس***خنة هنا؟"
فتاة أخرى: "حاجة حلوة والله، ينوبك ثواب، عاوزه أتعلم منك، أصلاً فرحي بعد كام يوم ومش عارفة أعمل إيه مع عريسي."
شاب بغيظ: "بس يا بنت انتي وهي، أكيد مش أبلة، هي بس بتخلي الناس تفرح شوية. بقولك إيه يا موزة، تاخدي كام ونقضي وقت حلو مع بعض؟ أصلاً أنا بموت في الناس الحلوة."
وهنا يفقد محمد السيطرة على أعصابه. في لحظة، يقف أمام الشاب ويمسكه من قميصه ولكمه لكمة تلو الأخرى، ينزف الشاب من أنفه وفمه بشدة: "بتقول ايه ياروح أمك؟ هي مين دي اللي تجي تقضي وقت حلو معاك يا ابن ***؟"
يذهب الجميع إلى محمد ويحاولون إبعاده عن الشاب خارج قاعة المحاضرات.
#الكاتبة صباح عبدالله فتحي
----
يسير كل من نوران وعاصي معًا بعد أن أصبحا أصدقاء مقربين. يزداد عشق نوران لعاصي يومًا بعد يوم، وقد لاحظ عاصي ذلك من تلميحات نوران، لكنه لا يفكر فيها أكثر من صديقة وأخت له. تردف نوران باستغراب قائلة: "هو في أيه؟ أيه الدوشة دي؟"
عاصي باستغراب: "ماعرفش، تعالي نشوف في أيه."
وبالفعل، ذهب كل من عاصي ونوران ليجدا ما يحدث أمامهما. شاب غريب يمسك أحد الطلاب ويضربه، ولا أحد يقدر عليه. يذهب عاصي ويبعد محمد عن الشاب ويقول بصوت عالٍ: "انت مين وازاي دخلت هنا؟ وازاي اتجرأت ترفع إيدك بالشكل ده على واحد من طلابي؟"
يرد محمد بنفس الطريقة: "لو انت وأهله مش عارفين تربيوا الو***سخ، أنا بعرف ازاي أربي وأعلمه ازاي يتكلم مع بنات الناس."
يرد كاظم باستفزاز: "وانت إن شاء الله اللي هاتربي؟"
محمد بضيق: "وأربيك انت كمان لو عاوز."
ينظر كاظم إلى حنين ويقول ما يجعل دماء محمد تغلي في عروقه: "وانت مين؟ لاتكون واحد من زبائن الموزة؟"
قبل أن يكمل كاظم حديثه، كان واقعًا على الأرض عندما لكمة محمد بقوة وهو يقول: "دي أختي يا ابن الك***لب!"
تنظر نوران إلى حنين وهي تقول بدهشة: "أختك إزاي؟"
ينظر عاصي إلى حنين التي تقف وهي تنظر إلى محمد بحب بينما تقول بدموع: "ايوه، أخويا وأجدع إخوات أي بنت ممكن تحصل عليهم."
يمسك محمد بيد حنين وهو يقول بصوت عالٍ: "أقسم بالله، أي ك***لب هايضيق حنين لو بحرف، لأكون دفنوا بالحي، فاهمين؟"
يردف عاصي بغضب: "وانت مين وأيه السبب اللي يخليك تعمل كده؟"
محمد بصوت عالٍ: "أنا أخو الأنسه حنين، وأي ك**لب هايقول عليها كلمة، أنا هاقتله. وانت يا محترم، إذا دول طلابك، فأنت لازم تعلمهم ازاي يحترموا بنات الناس. ولو انت مكاني، واحد شاف أختك وقال لها تخدي كام وتجي نقتي وقت حلو مع بعض هتعمل اي"
يقول ذلك وهو ينظر إلى الشاب الذي ينظر إلى الأرض بخجل، ثم يكمل حديثه قائلاً: "أما التاني، انت طبعًا شفت بعينك هو كان بيقول ايه."
ثم يسحب محمد حنين ويجعلها تجلس على أول مدرج ويقول لها: "ماتخفيش يا حنين، طول ما إخواتك موجودين. أنا بوعدك إني هاثبت براءتك وأعرفهم واحد واحد ازاي يحترموا نفسهم."
ثم يخرج من قاعة المحاضرات، وما من أحد يقدر يقول حرف واحد خوفًا من محمد. حتى عاصي كان يشعر بالخجل من تصرف كاظم. يذهب إلى كاظم والشاب الذي ينزف ويقول بصوت عالٍ: "أنتم الاثنين اعتذروا للأستاذة واتفضلوا اطلعوا بره المحاضرة."
### في منزل عاصي
نوال: "بقولك إيه يا علي يا بني."
علي: "نعم يا ست نوال، أمرك يا فندم."
نوال: "الأمر لله يا بني، ماتعرفش بنت ناس كويسة تجي تشتغل بدل نعمة؟ أصلاً زاي ما أنت عارف، نعمة على وش ولادة وقالت إن جوزها منعها تشتغل بعد الولادة."
يتذكر علي حنين ويردف قائلاً: "بصراحة يا فندم، في واحدة هي بدور على شغل، بس هي في الكلية ومش هاتقدر تجي غير بعد الكلية. لو حضرتك توافق، أجيبها لكي تشوفيها."
نوال بدهشة: "لا إله إلا الله، ومين دي يا بني اللي في الكلية وعاوزه تشتغل خادمة؟"
علي بحزن: "دي بنت غلبانة أوي والدنيا جاية عليها أوي والله."
نوال بتساؤل: "ليه هي مالها؟"
يحكي علي إلى نوال قصة حنين، تردف نوال بحزن: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فعلاً الدنيا مالهاش حبيب. هاتها يا بني تشتغل وتاكل عيش وإن شاء الله هاتكون زاي بنتي اللي أنا ما جبتهاش."
علي بفرحة: "ماشي يا فندم. إن شاء الله بعد ما ترجع من الكلية بتاعتها هقولها وأجيبها لحد عندك. يلا، أنا كدا وصلت لك كل حاجة حضرتك طلبتيها، هرجع على شغلي. أي أوامر تاني يا فندم؟"
نوال: "لا يا بني، ربنا معك ووصل سلامه للحاج محمد."
علي: "واصل إن شاء الله. يلا، سلام عليكم."
نوال: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته."
### نتعرف على علي
علي شاب في 23 من عمره، شاب عادي جدًا بقلب أبيض وبيحب الكل. شخصيته هادئة ومريحة، وهو بيشتغل في وكالة خضار. يعرف نوال عن طريق شغله وحبها واعتبرها زاي أمه اللي هو ما عرفش عنها حاجة. يتميز علي بالعين السوداء مع البشرة القمحية والأنف المنحوت والشفاه الرقيقة والجسد العادي.
التاسع
**في الجامعة**
عاصي بصوت عالٍ: اتفضل يا أستاذ، انت وهو، اعتذروا للآنسة واخرجوا من المحاضرة فوراً.
كاظم بكبرياء وهو ينظر إلى حنين بكره: هه، بعد إذنك يا دكتور، أنا خارج من المحاضرة، بس مستحيل أعتذر لواحدة زي دي.
الشاب ينظر إلى حنين بشر ويقول بضيق: آسف يا آنسة.
ينظر عاصي إلى حنين التي تجلس ولا يظهر عليها أي رد فعل ويقول: اتفضلوا بره، وأتمنى من الجميع كل واحد يقعد في مكانه بهدوء عشان نبدأ المحاضرة.
يخرج الشاب، وتذهب نوران باتجاه حنين وهي تقول بغرور: قومي يا بنت انتي من هنا، ده مكاني.
تجلس حنين بهدوء وهي تقرأ في كتاب كما لو لم تسمع شيئاً، تنظر إليها نوران بغضب وتقول: إيه، انطرشتي؟ ده مكاني، قومي من هنا.
ترد حنين بهدوء: كان عليه اسمك؟ ولا إحنا في مدرسة ابتدائية عشان ده مكانك وده مكاني؟ اتفضلي يا آنسة، المدرج فاضي قدامك، اقعدي في أي حتة، أنا مش هقوم من مكاني علشان أي حد.
نوران بدهشة: انتي إزاي تتجرئي تتكلمي معايا بالشكل ده؟
وترفع يدها لتضرب حنين، لكن حنين كانت أسرع منها، تمسك يد نوران وتقول بثبات: ايدك يا آنسة لو تترفع مرة تانية هكسرها لكِ، انتي فاهمة؟
وتترك نوران بعنف، بينما كانت نوران في حالة من الذهول بسبب قوة وشجاعة حنين غير المتوقعة، فتقع على الأرض أمام الكل. يذهب عاصي باتجاه نوران وهو لا يصدق أن دي نفس الفتاة البريئة التي يعرفها الجميع ويقول: نوران، انتي كويسة؟
تنظر نوران إلى حنين بكراهية وتقول: أيوه، كويسة.
تذهب حنين وتجلس في أول مدرج وكأن شيئاً لم يحدث.
***
**في منزل الشباب**
رجع الجميع إلى المنزل قبل عودة حنين، قال علي: شباب، في حاجة عاوز أخد رأيكم فيها.
يرد زياد بمزاح وهو يقلد صوت النساء: قولي يا أختي.
علي بضيق: يا دك، خوات!
عماد: قول يا علي، سيبك من الواد ده.
زياد بزعل مصطنع: أخص عليكم، كسرتوا قلبي، ناس جاسية، آه يا نيي على قلبي.
يمسك محمد زجاجة ماء ويرميها في وجه زياد وهو يقول: قوم يا ض من هنا، انت أصلاً ما ينفعش تقع مع رجالة.
زياد بألم: اللهي ما تكسب ولا تربح يا بعيد روح، كسرت منخيري، في إيه يا عم الحمار انت.
محمد بغضب: أنا حمار؟ طيب والله لا أريك مين الحمار.
يجري زياد ومحمد وراءه، وعلي وعماد مع محمد، عاوزين يمسكوا زياد ويضربوه. الثلاثة يبهدلوا الدنيا ويرموا على بعض المخدات. يجري عماد وراء زياد وفجأة يتعثران في السجادة ويسقطان على الأرض.
زياد بألم: آه، ضهري اتكسر، اللهي تنشك في يدك ورجلك يا عماد الكلب.
عماد بألم وضيق من زياد: أنا كلب يا بن القرد؟ طيب والله لا أكسر دماغك.
يقف محمد وعلي ويموتان من الضحك على زياد وعماد.
نترك الشباب يلهون مع بعضهم. **يرجى من الذي يقرأ أن يصلي على النبي ويتفاعل، فضلاً وليس أمراً.**
**في الفيلا**
تجلس سلوى مع خالد يشربان الشاي الأخضر في الحديقة، تردف سلوى قائلة: بقولك إيه يا خالد.
خالد بشرود: قولي.
سلوى بشك: خير، مالك يا خالد؟
خالد وهو يضع الفنجان على الطاولة: مالي يا سلوى؟
سلوى: مش عارفة، حاسة إن في حاجة.
خالد: لا مفيش، بس كنت عاوز أروح أزور نبيل النهارده آخر النهار، بقالي كتير ما رحتش له.
سلوى: أيوة صح، فكرتني. بقولك إيه.
خالد: قولي.
سلوى بخبث: بصراحة بقالي كام يوم بفكر في حاجة كده.
خالد: إيه هي؟
سلوى: هاقولك بصراحة، كنت بفكر يعني بما إن العلاقة بينك وبين الأستاذ نبيل كويسة، وكمان نوران اتعرفت على ابنه عاصي في الجامعة وبقى في بينهم صداقة كويسة، وبصراحة أنا بشوف الأولاد بيبصو لبعض أكتر من أصدقاء.
خالد بشك: إنتي عاوزه توصلي لإيه؟
سلوى بابتسامة صفراء: كنت عاوزه نفرح ونفرح نوران. أنا شايفه إن نوران بتحب عاصي ابن نبيل صاحبك، وكنت عاوزه تقول لنبيل صاحبك يفتح الموضوع ده مع عاصي ويشوف رأيه، واللي في الخير يقدمه ربنا.
خالد بحنق: إنتي اتجننتي يا سلوى؟ عاوزه أروح أقول لنبيل هات ابنك وتعالى اتقدم واطلب إيد بنتي لعاصي ابنك؟
سلوى: اهدى بس يا خالد وافهم أنا عاوزه أقول إيه، وفيها إيه لو أنت اللي فتحت موضوع الجواز مع نبيل صاحبك؟
خالد بزهق: إنتي بين عليك اتجننتي على الآخر.
سلوى: يا حبيبي فين الجنان في كده؟ وبعدين فكر بعقل، لو الجواز ده تم، أنت اللي كسبان.
خالد دون فهم: قصدك إيه؟ مش فاهم، إيه المكسب من جواز نوران من عاصي؟
سلوى بخبث: هاتكسب كتير، صدقني. أول حاجة هاتكسب سعادة نوران لأنها بتحب عاصي، وتاني حاجة هاتكسب العلاقة بينك وبين الأستاذ نبيل وعائلته، وهتكون في بينكم قرابة وتقدروا تكبروا الشغل بينكم، فاهم هاتكسب إيه؟
خالد بتفكير في كلام سلوى: أنا مش معترض على جواز نوران من عاصي، بس مش حلوة في حقي أروح أنا وأقول له هات ابنك وتعالى اطلب نوران بنتي. هم اللي يجوا ويفتحوني في الموضوع، مش أنا اللي أفتح موضوع زي ده.
سلوى بتفكير: خلاص يا خالد، سيب الموضوع ده علي.
خالد بفضول: ناوية تعملي إيه؟
**في مكان مجهول**
يقف رياض مع مجهول وهو يقول بتوتر: أنا خايف من اللي هايحصل لو حد عرف حاجة.
المجهول: وأي حد هايعرف؟ إحنا في السليم ومافيش حد هايشك فينا. ماتخفش، بس انت أفضل ساكت وإن شاء الله كل حاجة هاتكون كويسة. بس اسمع، أنا عاوز أقولك حاجة.
رياض: قول.
المجهول بشر: طيب اسمع.
رياض بخوف: لا، يا عم، انت بتقول إيه؟ ده ممكن نكشف ونروح فيها. وبعدين العيال لو عرفوا هايقتلوني.
المجهول: اهدى بس وما تخفش، مافيش حد هايقدر يعرف حاجة عن الموضوع ده. خد ياعم عشرين ألف، وبعد ما العملية تخلص هاتاخد زيهم.
ينظر رياض إلى الفلوس وهو يقول بتوتر: اللي انت بتقول عليه ده مش سهل، وبالأخص إن البنت قاعدة معانا في البيت والشباب بيعتبروها أخت ليهم.
المجهول باستفزاز: يعني إيه؟ أشوف حد غيرك ينفذ العملية دي وأدي له الخمسين ألف.
رياض بدهشة: خمسين ألف؟
المجهول بخبث وهو ينظر إلى رياض: أيوة، خمسين ألف. كان نفسي يطلعوا من نصيبك، بس أنت ناوي تتوب. خلاص أشوف حد تاني وخلاص، يلا السلام.
رياض دون تفكير: كاظم، استنى، أنا موافق أعمل اللي بتقول عليه.
**في منزل الشباب**
زياد بغضب مصطنع: بتضحك على إيه يا أختي منك لها؟ ده بدل ما تيجوا تساعدوني وتبعدوا الأخ ده عني. إيه؟ ما فيش عندكم بنات في البيت تخافوا عليهم؟
عماد بدهشة وهو يجلس على زياد: نعم يا خويا؟
زياد بمزح وهو يعض على شفايفه زي البنات ويمثل الخجل: إنت مش شايف إنت بتعمل إيه؟ يا وحش، عارف إني موزة وحاجة كده خرافية، بس تعال اطلب إيدي من أهلي وبلاش الحرام. استر على الله يسترك وهات بوسة.
يبتعد عماد عن زياد وهو يقول: يامه، الواد اتجنن. مافيش حد يقرب منه، أنا بحذركم، خذوا بالكم من نفسكم.
زياد: في إيه يا وحش، دي بوسة بريئة.
ويذهب عند عماد وعاوز يبوسه، وعماد بيحاول يبعده عنه، وعلي ومحمد هايموتوا من الضحك على شكل عماد ومزح زياد. وفجأة تفتح حنين الباب وتشوف اللي بيحصل تقول بدهشة: أنتم بتعملوا إيه؟
💖
العاشر
في منزل الشباب
تفتح حنين باب المنزل وتدخل، وهي لا تعلم أن الشباب موجودون في المنزل. وتري أن زياد يحاول تقبيل عماد بطريقة غير لائقة وعماد يحاول إبعاده عنه. تردف قائلة بدهشة: "انتم بتعملوا ايه؟"
ينظر الجميع إلى حنين بذهول، بينما يشعر زياد وعماد بالإحراج من هذا الموقف. يقف كل من علي ومحمد، يحاول كل منهما كتم ضحكته بصعوبة. يرد زياد بخجل: "ها بنعمل بنعمل... اها، عماد ها يقول لك كنا بنعمل ايه، علشان أنا عندي شغل مهم أوي. يلا، سلام عليكم."
ويذهب باتجاه باب المنزل ويترك الجميع ويغادر مسرعاً، بينما قال عماد بغضب: "ياض يا ابن الك***لب!"
ثم ينظر إلى حنين التي تقف وتنتظر الإجابة، وهو لا يعلم ماذا يقول أو يفعل. ينقذه صوت علي قائلاً: "معلش يا حنين، كنت عايزك في موضوع كده من بعد إذنك."
تنظر حنين إلى علي وتقول: "طبعاً، اتفضل يا أستاذ علي، قول اللي انت عاوزه."
علي بحمحم: "هو بصراحة انتي يعني طلبتي مننا إن حد فينا يشوف لك شغل، صح؟"
ترد حنين قائلة: "أيوه، صح. حد لاقي لي شغل؟"
علي بإحراج: "أيوا، بس هو يعني..."
ثم يصمت وهو ينظر إلى الشباب بقلق. ترد حنين قائلة بقلق: "خير يا أستاذ علي، هو ايه الشغل وليه حضرتك متوتر كده؟ هو الشغل مش كويس؟"
يقاطعها علي قائلاً: "لا والله، ده شغل محترم جداً وناس كويسين ومحترمين جداً."
يردف محمد قائلاً بشك: "شغل ايه ده يا علي؟"
ينظر علي إلى محمد وهو يقول بينما ينظر إلى حنين بطرف عينه: "بصراحة الست نوال اللي أنا قولت لكم عليها قبل كده طلبت مني أشوف لها بنت كويسة تساعدها في شغل البيت. وأنا يعني لما قالت افتكرت حنين وقلت لها على حنين وهي وافقت تشغل حنين."
ثم ينظر إلى حنين قائلاً: "والله يا حنين، أنا لو عارف إن الناس دي مش كويسين أو الست نوال مش طيبة، أنا ما كنت جبت سرتك لها. وفي الأول والآخر القرار قرارك، ما فيش حد هيغصبك على حاجة."
يرد عماد قبل حنين قائلاً: "أنت بتقول ايه يا علي؟ معقولة عاوز حنين تشتغل خادمة؟"
ترد حنين بهدوء، بينما تبتسم بحنان: "وفيها ايه يعني يا أستاذ عماد لما أشتغل خادمة؟ ما أنا طول عمري وأنا بشتغل خادمة. أنا موافقة يا أستاذ علي، هادخل أغير هدومي وأنزل مع حضرتك."
علي: "ماشي، وما تخافيش، الناس دول كويسين أوي والست نوال هاتحبك وهتعتبرك زي عيالها. والله أنا متأكد."
حنين بابتسامة: "وأنا والله عارفة إن ما فيش حد فيكم هيعمل فيا حاجة وحشة. أنا بثق فيكم أنتم الخمسة وبعتبركم كلكم إخوة لي وأكيد ما فيش أخ هيعمل حاجة وحشة في أخته."
وفي هذه اللحظة يدخل رياض ويسمع ما قالت حنين، بينما شعر بتأنيب الضمير لأول مرة. نظر إلى حنين بإحراج ولا يقدر على قول شيء، بينما قال عماد: "رياض، كنت فين يا رياض من امبارح؟"
يدخل رياض وهو يقول بينما يمسك زجاجة ماء ويحاول أن يسيطر على نفسه ليبدو طبيعي: "ما كنتش..."
محمد بضيق: "ما كنتش ايه ياض؟ انت ما رجعتش البيت من امبارح. وبعدين مالك بقالك كام يوم كده مش على بعضك. في ايه."
علي: "اهدى يا محمد، انت وعماد. وانت يا رياض، لو في حاجة حصلت معاك قول لنا، احنا إخواتك مش غرباء عنك."
يرد رياض قائلاً بتوتر وهو يتظاهر بالغضب: "أقول ايه يعني؟ اللي هاقوله مش هيعجب حد."
عماد: "واي اللي هاتقوله مش هيعجب حد يا أستاذ رياض؟"
ينظر رياض إلى حنين وهو يقول: "أنتم نسيتم إن في بنت غريبة عايشة معانا في البيت، واحنا خمسة شباب. وبعدين البنت دي سمعتها مش كويسة و بتمشي في الشارع الكل بيشاور عليها."
وقبل أن يكمل حديثه يلكمه محمد بقوة وهو يقول: "أنت اتجننت اي اللي انت بتقوله على حنين ده؟ دي أشرف منك، يا روح أمك."
رياض بغضب وهو يضع يديه على أنفه: "بقى كده يا محمد؟ بتضربني علشان بنت زي دي؟ لا تكون سحرتك بعيونها."
عماد بغضب: "ياص انت اتجننت ولا ايه؟ ايه اللي بتقوله ده؟ هو شارب حاجة قبل ما يجي ولا ايه؟"
يمسك محمد رياض من قميصه ويضربه، وعلي وعماد بيحاولوا يبعدوا محمد عن رياض مش قادرين عليه. تذهب حنين وتقف في وسط الشباب وتبعدهم عن بعض وهي تقول بصراخ: "بس سيبوا بعض."
ثم تبكي بشدة، بينما تمسح دموعها بكف يديها وهي تقول: "بس بالله عليكم، بس. هو معاه حق في كل حاجة قالها، وده اللي أنا كنت خايفة منه اهو حصل."
ثم تنظر إلى رياض وهي تقول: "كنت تعالى وقول لي امشي من البيت وأنا كنت هامشي والله العظيم، بس ما كانش لازم تفضل بره البيت. انت عندك إخوات وبيخافوا عليك علشان كده بيسألوك بتروح فين وبتجي منين. ده علشان بيحبوك. عاوزني امشي من البيت؟ حاضر، أنا هامشي من البيت، بس بالله عليكم ما تزعلوا وتضربوا بعض بسببي."
ثم تذهب حنين من أمام الجميع دون أن تقول شيئاً.
في المساء في منزل عاصي
يجلس عاصي وكاظم ووالدتهم على مائدة العشاء. تردف الأم قائلة:
نوال: "بقولكم إيه، أنا كلمت علي وطلبت منه يشوف بنت كويسة تجي تساعدني في البيت بعد ما الشغالة مشيت. وهو قالي على بنت غلبانة وهاتجي كل يوم بعد الجامعة."
عاصي باستغراب: "مين دي اللي في الجامعة وهاتشتغل خادمة؟"
نوال بحزن: "والله يا بني، حكالي على حكايتها تصعب على الكفار."
كاظم بفضول: "ليه؟ مالها؟"
وقبل أن يقول أحد شيئًا، يرن جرس المنزل. تردف نوال قائلة: "هاقوم أشوف مين اللي على الباب."
يقوم عاصي وهو يقول: "خليكي إنتي يا أمي مرتاحة، وأنا هاشوف مين اللي على الباب."
يذهب عاصي ليفتح الباب، لكنه يُفاجأ بالشخص الذي يقف على الباب. يردف قائلًا بدهشة: "أنت؟"
في الفيلا خالد
نوران بتوسل: "بليز يا بابي، خدني معك إنت وعمتي عند أونكل نبيل."
خالد: "يا بنتي، هاتجي تعملي إيه؟ ما فيش حتى بنت من سنك تقعدي معاها."
سلوى: "خليها تجي معنا يا خالد طالما عاوزة تجي. وبعدين أولاد نبيل الاتنين أصدقاء نوران في الجامعة، مش كده يا نوران؟"
نوران: "أيوه، عاصي الدكتور بتاعي، وكاظم معي في نفس المحاضرة."
سلوى: "خلاص بقا يا خالد، خليها تجي وبالمره تغير جو بدل ما هي حابسة نفسها كده."
ينظر خالد إلى نوران، بينما قالت نوران بدلع: "بليز وافق يا بابي، بليييييز عاوزه أروح معكم."
خالد بيأس: "طيب، اطلعي اجهزي على ما أقول للسواق يجيب العربية."
نوران بفرح: "حاضر، ثواني وهاكون جاهزة."
في منزل عاصي
عاصي بدهشة: "أنت مين وعاوز إيه؟"
رياض بتوتر: "أنا صاحب كاظم، ممكن تناديه لي من بعد إذنك؟"
عاصي ينظر إلى كاظم ويقول: "طيب، اتفضل."
يدخل رياض وهو يقول: "شكراً."
ينهض كاظم وهو ينظر إلى رياض بدهشة ويقول: "رياض، بتعمل إيه هنا؟"
عاصي باستغراب: " هو في حاجة؟"
رياض ينظر إلى عاصي بتوتر: " هاا لا ما فيش حاجه بس هو ممكن نتكلم انا وكاظم على انفراد؟"
عاصي بحمحم: "احم، طيب، خد انت صاحبك يا كاظم واطلع على أوضك، وأنا هاقول للخادم يجيب لكم حاجة تشربوها."
كاظم قلق من قدوم رياض الغير متوقع: "طيب، تعال يا رياض."
يذهب كاظم ورياض إلى غرفة كاظم، بينما ذهب عاصي تجاه أمه وهو يقول: "أنا الحمد لله شبعت يا أمي، هاطلع أقعد مع بابا شوية، عاوزة حاجة؟"
نوال بحب: "عاوزة سلامتك يا نور عيني."
عاصي يقبل رأس نوال وهو يقول: "تسلم عيونك يا ست الكل."
نوال: "الله يرضى عليك يا حبيبي، ويرزقك ببنت الحلال اللي تسعدك وتريح قلبك يا بني يا رب."
وفي هذه اللحظة، تدخل حنين من البوابة الرئيسية للمنزل ومعها علي. يردف علي قائلًا: "الست نوال موجودة يا عمي محمد؟"
محمد البواب: "أيوه يا علي يا بني."
علي: "طيب، معليش، ممكن تقول لها إن علي جاب الأنسه اللي قال لحضرتك عليها؟"
البواب: "حاضر، هاروح أقول لها واجي."
وبالفعل، ذهب البواب إلى نوال وطلب الإذن بالدخول قائلاً: "السلام عليكم يا ست هانم."
نوال: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل يا محمد، خير في حاجة؟"
محمد بإحترام: "يزيد فضلك يا هانم، خير إن شاء الله. أنا جاي أقولك إن علي بره مع الأنسه اللي قال لحضرتك عليها."
نوال بلهفة: "طيب، خليهم يتفضلوا، موقفهم بره ليه؟"
محمد: "والله يا هانم، علي اللي طلب مني أخد الإذن من حضرتك الأول."
نوال: "طيب، شكراً يا محمد، روح خليهم يتفضلوا، واطلب من أم سعيد تجهز الأوضة بتاعة الضيوف علشان في ضيفة هاتقعد فيها."
محمد: "أمرك يا هانم."
نوال: "لأمر الله واحد يا راجل يا طيب."
🥰
### الفصل 11
#### في منزل عائلة عاصي
يذهب محمد البواب ليأذن لعلي وحنين بالدخول إلى المنزل، يردف محمد قائلاً:
"المدام نوال مستنياك جوا يا علي يا بني انت واللي معاك."
ينظر علي إلى حنين بخجل مما فعل رياض، ثم ينظر إلى البواب ويقول:
"تسلم يا عمي محمد، تعبتك معايا."
يرد محمد:
"الله يسلمك يا بني، ولا تعب ولا حاجه."
ينظر علي إلى حنين ويقول:
"تعالي يا حنين."
يذهب كل من علي وحنين، وبعد وقت كان كلا من علي وحنين يقفان أمام باب المنزل. تنظر إليهم نوال وهي تقول:
"اتفضل يا علي يا بني، واقف عندك ليه؟"
يدخل علي وخلفه حنين وهو يقول:
"مساء الخير يا مدام، دي حنين اللي كلمت حضرتك عليها."
يقول ذلك وهو يشير إلى حنين، بينما نظرت نوال إلى حنين وهي تقول:
"بسم الله ما شاء الله، تبارك الرحمن عليكي يا بنتي، قمر 14 ربنا يحميكي."
تبتسم حنين والحزن لا يفارق ملامح وجهها، بينما شعرت نوال بالحزن من أجل حنين. تذهب إليها وتضع يديها على رأس حنين بحنان أم وهي تقول:
"باين عليكي مؤمنة وعارفة ربنا وقريبة منه أوي. علشان كده، مش هاقول لكِ إن كل شيء قسمة ونصيب، وكل واحد مكتوب نصيبه من الدنيا، هايعيش زي ما ربنا سبحانه وتعالى كتبه له. بصي يا حبيبتي، أنا قلبي انفتح لكِ حتى من قبل ما أشوفك. انتي هنا هاتعيشي بنت لي مش هاتكوني خادمة عندي يا حنين. علشان كده، عاوزة واتمنى انك تعتبريني في مقام أم لكِ. أنا ربنا مش رزقني ببنت، ولو كان عندي ما كنتش فرقت بينك وبينها وربنا يعلم بكده."
تنظر حنين إلى هذه المرأة الطيبة، بينما دمعت عيناها وهي تقول بحزن وصوت هادئ يدل على ما في قلبها من أحزان وآلام:
"ربنا يخليكي ويبارك في عمرك يا مدام. الأستاذ علي كان على حق لما قال عليكي إنسانة طيبة وعارفة ربنا. وشرف لي أن أكون خادمتك، لأن مقام بنتك ده كتير أوي عليا."
نوال بحنان:
"هو أنا أطول يكون عندي بنت قمر زيك كده يا بنتي."
حنين بابتسامة حزينة:
"ده شرف لي يا مدام والله."
ترد نوال قائلة بزعل مصطنع:
"مدام بردك يا حنين، بقى أنا أقول بنتي وانتي تقولي مدام؟"
تنظر حنين إلى علي ثم إلى نوال وهي تقول:
"آسفة، بس لو مش قلت يا مدام، أقول إيه؟"
نوال بحب:
"قولي يا ماما نوال زي ما أنا بقولك يا بنتي، ولا إيه يا علي يا بني؟"
يرد علي قائلاً:
"ده انتي أحلى أم في الدنيا كلها يا ست الكل. خلاص يا حنين، قولي للست نوال يا ماما بدل مدام."
حنين دون تفكير:
"بس يعني هي..."
تقاطعها نوال عن الحديث قائلة بحزن:
"إيه يا حنين يا بنتي؟ هو أنا مش أستاهل أكون في مقام أم لكِ؟"
ترد حنين بلهفة:
"لا والله العظيم، مش قصدي بس..."
ثم تصمت حنين بينما انفجرت في البكاء، تضمها نوال بحنان وهي تقول:
"اهدي يا حبيبتي، وطول ما انتي واثقة من نفسك اوعى تدوري على كلام الناس. ومنه الله اللي كان السبب. أنا علي حكى لي على كل حاجة حصلت معاكي وإن شاء الله ربنا هايظهر براءتك قريب."
وفجأة يُطرق أحدهم باب المنزل، فيقول علي وهو ينظر إلى حنين بحزن:
"هاروح افتح الباب."
تردف نوال قائلة وهي تضم حنين:
"تعالي يا حنين يا حبيبتي، أوريكي الأوضة بتاعتك."
يذهب علي باتجاه الباب، بينما تأخذ نوال حنين إلى الداخل. وفي هذه اللحظة، ينزل كلا من رياض كاظم من على الدرج. يقول كاظم بصوت منخفض:
"أنا حذرتك يا رياض، لو فتحت بوقك بحرف، أنا مش هاقولك ها أعمل فيك إيه."
يرد رياض قائلاً بحزن:
"حرام عليك يا كاظم، البنت مالهاش ذنب في اللي حصل. سبها في حالها بالله عليك."
يرد كاظم بسخرية:
"إيه، يا حنيين قلبك هايحن ولا إيه؟ أوعى تنسى إنك اللي صممت الفيديوهات بإيدك، وانت اللي نشرتهم. أنا ما عملتش حاجة، أنا بس كنت بدفع فلوس."
رياض بخوف:
"يعني إيه؟"
كاظم وهو يضع بعض المال في جيب رياض:
"يعني يا شاطر، لو الموضوع ده اكتشف، هاتدخل في سين وجيم، فاهمني صح؟"
ينظر رياض إلى المال ثم إلى كاظم، ويخرج المال من جيبه ويرميه في وجه كاظم وهو يقول:
"خلي فلوسك، يمكن تنفعك. أنا مش عاوزها، عن إذنك."
ثم يذهب رياض دون أن يقول شيئًا آخر. وبينما يذهب باتجاه الباب، ينظر إلى علي بدهشة ويقول بخوف:
"يا نهار أبيض، علي هنا بيعمل اي! مش لازم يشوفني أو يعرف إني هنا."
ويركض رياض ليختبئ من علي. وفجأة، يأتي عاصي وهو يقول:
"خير، مالك يا رياض؟ في حاجة؟"
يقف رياض أمام عاصي وهو ينظر إليه بدهشة ولا يعلم ما الذي يجيبه، فيردف عاصي بشك قائلاً:
" بدور على حاجة؟"
يرد رياض قائلاً بكذب، بينما يضع يديه على بطنه:
"آه، كنت عاوز أروح الحمام بس مش عارف فين. وبصراحة، أنا علي الآخر."
يرد عاصي قائلاً:
"طيب تعال، هأوريك الطريق."
يرد رياض وهو ينظر باتجاه علي بطرف عينه:
"طيب بسرعة، الله يخليك."
وقبل أن يرد عاصي على رياض، يأتي صوت أنثوي رقيق من عند الباب قائلاً بلطف:
"دكتور عاصي."
ينظر عاصي باتجاه مصدر الصوت وهو يقول بذهول:
"نوران! انتي بتعملي إيه هنا؟"
تركض نوران وتضم عاصي وهي تقول:
"إيه، وحشتيني. جيت أشوفك، انت مش مبسوط علشان أنا جيت عندكم؟"
يبعد عاصي نوران عنه وهو يقول:
"لا، مش قصدي بس فجئتني."
ثم ينظر إلى رياض ويقول:
"أنا آسف، نسيت. تعال."
يرد رياض قائلاً:
"عادي، ولا يهمك، قول لي بس فين الطريق وأنا هاروح وخليك أنت مع ضيوفك."
في هذه اللحظة، كانت تقف سلوى عند الباب وهي تنظر إلى رياض بدهشة وهي تدمدم بكلمات غير مفهومة:
"لا مش معقولة، معقولة هو؟ لا، لا مش لازم خالد يشوف الشاب ده."
يأتي خالد ويقول:
"خير، مالك يا سلوى؟ وقفة ليه كده؟ في حاجة؟"
ثم ينظر إلى ما تنظر إليه سلوى، لكن رياض كان قد لف وجهه إلى الاتجاه الآخر. يقترب عاصي من خالد ويقول:
"عمي خالد، اتفضل، واقف عندك ليه؟"
يسلم كلا من خالد وعاصي على بعضهما، ويرد خالد قائلاً:
"أنا الحمد لله بخير، والله. أنت عامل إيه يا عاصي؟ وأبوك عامل إيه؟ أنا عارف إنه زمانه واخد على خاطره مني، بس والله مش بإيدي، الشغل كتير وانت عارف."
يرد عاصي قائلاً:
"والله عارف، الكل مشغول والله. اتفضل، هاطلع أقول لبابا إن حضرتك شرفتنا."
ثم ينظر إلى سلوى قبل أن يذهب ويقول:
"أخبارك إيه يا آنسة سلوى؟ نورتي."
ترد سلوى وهي تحاول أن تخفي علامات التوتر:
"الحمد لله، بخير. ده من ذوقك الراقي يا دكتور عاصي. نوران قالت إنك بقيت معيد في الجامعة، قولت بقى لازم أجي وأبارك لك بنفسي."
يرد عاصي بلطف:
"الله يبارك فيكي يا رب، اتفضلوا البيت بيتكم."
ثم يقول بصوت عالٍ:
"عمي محمد! عمي محمد!"
يأتي محمد وهو يقول:
"نعم يا أستاذ عاصي؟"
يرد عاصي قائلاً: "قول لأم سعيده تجيب واحد قهوة واتنين عصير وتدخل الضيوف الصالون علي ما أنزل."
يرد محمد: "بس يا أستاذ عاصي، أم سعيده خلاص سابت الشغل وفي واحدة غيرها جات."
يرد عاصي بلا مبالاة: "طيب، خليها تدخل الضيافة على ما أجي."
محمد: "أمرك يا بيه."
يتحرك عاصي باتجاه الطابق العلوي ليخبر والده بوصول خالد وسلوى، بينما يبقى رياض في المكانه، يحاول تجنب الأنظار. ويتوجه محمد نحو الغرفه التي تقيم فيها حنين لكي يطلب منها أن تجهيز الضيافة.
في هذه الأثناء، كانت نوال تفرج حنين علي الغرفة التي ستكون مكان إقامتها الجديد. تقول نوال بحنان:
"دي هتكون أوضتك، اعتبريها بيتك."
حنين بعينين دامعتين:
"ربنا يخليكي يا ماما نوال."
نوال بابتسامة حنونه:
"ويخليكي يا اجمل بنوتة كلمة ماما حلوه اوى من بؤق يا حنين يلا اسيبك هارتاحي شويه واعتبري البيت بيتك."
وقبل ان تغادر نوال الغرفة يطرق احدهم الباب تردف نوال قائلاً.
"مين؟"
يجيب محمد من خلف الباب، قائلاً:
"أنا محمد يا ست نوال. الأستاذ خالد هنا مع بنته وأخته، والأستاذ عاصي طلب مني أعرف حضرتك وأقول للخادمة تجيب واحد قهوة واتنين عصير."
ترد نوال بصوت واطي محدثه نفسها:
"غريبة، الأستاذ خالد هنا بعد الغياب ده كله ومع أخته ونوران بنته؟ أكيد في حاجة."
ثم تقول بصوت عالي:
"طيب روح انت يا محمد، شوف شغلك."
تنظر حنين إليها بذهول وتقول دون وعي:
"الأستاذ خالد مين؟ ومين عاصي؟"
ترد نوال قائلة:
"عاصي بيكون ابني يا حبيبتي، والأستاذ خالد راجل طيب أوي وهو صاحب نبيل جوزي وبيجي عندنا كل فتره، بس أول مرة يجيب سلوى ونوران بنته معاه. معلش يا حبيبتي، هاتي الضيافة وتعالي وراي، وأنا هاقوم أقعد مع الضيوف ما ينفعش أسبهم لوحدهم."
تنظر حنين إلى نوال، ومن الصدمة لا تقدر أن تستوعب شيئًا، فتكتفي بهز رأسها. تتوجه نوال إلى الطابق السفلي لتجلس مع الضيوف، تاركة حنين لتجمع أفكارها وتحضر الضيافة.
في الصالون، يجلس خالد وسلوى ونوران يتبادلون الأحاديث مع عاصي الذي يحاول أن يكون مضيافًا رغم توتره الداخلي. تدخل نوال بابتسامة دافئة لتستقبل الضيوف.
نوال: "أهلاً وسهلاً يا جماعة، البيت منور بوجودكم."
يرد خالد بابتسامة: "الله يخليكي يا نوال، إزايك؟"
نوال: "الحمد لله، بخير. وإنتو عاملين إيه؟"
تتدخل سلوى وتقول: "الحمد لله، جايين نبارك لعاصي ونتطمن عليكم."
تتواصل الأحاديث بلطف وود، بينما تنتظر نوال وصول حنين بالضيافة. تشعر نوران بالسعادة لوجودها في منزل عاصي وتبادلها النظرات الودية معه، بينما كانت سلوى تراقب تحركات رياض الذي يحاول إن يغادر المنزل دون ان يلفت انتباه احد.
في هذه الأثناء، في المطبخ كانت حنين تجمع الضيافة بيدين مرتعشتين، تحاول استيعاب الموقف. تتنفس بعمق، تحمل الصينية وتغادر المطبخ متوجها إلى الصالون، حيث يتجمع الجميع.
#الفصل_12
**في منزل عائلة عاصي**
كان الجميع مشغولًا بالحديث مع بعضهم، ونظر خالد نحو الدرج ثم نظر إلى ساعته، مر نصف ساعة ولم يحضر صديقه الذي أتى من أجله. نظر إلى عاصي قائلاً بنبرة متوترة:
خالد: هو نبيل مش هينزل ولا إيه؟
توتر عاصي ونظر إلى نوال، ثم أجاب قائلاً وهو ينهض من مكانه:
عاصي: هطلع أقوله إن حضرتك موجود، آسف نسيت أعرفه إن حضرتك هنا.
لاحظ خالد توتر عاصي لكنه لم يعلق بشيء، اكتفى بهز رأسه بالموافقة. وجه نظره إلى سلوى التي بادلته بابتسامة تبعث له الاطمئنان، ثم نظرت نحو عاصي بنظرة خبيثة أثناء ما كان عاصي يتوجه الي غرفة والده.
-----
**في غرفة الأب نبيل**
طرق عاصي باب الغرفة ثم دخل وهو يقول:
_بابا، عمي خالد هنا ومستني حضرتك تحت.
يرد نبيل بغضب قائلاً: "وعمك خالد لسه فاكر يجي بعد الغياب ده كله."
يرد عاصي قائلاً: "انت بتقول إيه يا بابا؟ كتر خير الراجل إنه بيجي يطمن عليك."
يرد نبيل بغضب: "وأنا مش عاوز حد يجي يطمن عليا، أنا مش محتاج شفقة من حد."
عاصي بضيق: "يا بابا، انت بتقول إيه وشفقة إيه؟ الراجل صاحبك من سنين، وكتر خيره إنه بيسيب شغله وبيجي يشوف حضرتك."
نبيل بغضب وصوت عالي: "امشي من قدامي يا عاصي دلوقتي، وأنا مش عاوز أشوف حد ولا عاوز حد يشوفني، انت فاهم؟"
يرد عاصي بيأس: "والله حرام عليك يا بابا اللي بتعمله ده، أنا تعبت بجد، انت ما بقيتش طبيعي."
ثم يذهب دون أن يقول أي شيء.
-------
**خارج الغرفة**
كانت تسير حنين وهي تغطي وجهها بحجابها ولا تظهر منه شيء، وتحمل في يديها صينية الضيافة. تشعر بالخوف والقلق من أن يراها أحد من أفراد العائلتين، فهي لا تريد أن تخسر عملها قبل أن تعمل. وبينما تسير على هذا الحال وتفكر في كل شيء يحدث، لم تشعر أين تأخذها قدميها. يخرج عاصي من غرفة والده وهو يشعر بالغضب بسبب تصرفات والده. يتقابل هو وحنين، وبينما كل منهما شارد الذهن، يصطدمان معًا فتسقط المشروبات من يد حنين وتحدث ضوضاء عالية، وكادت حنين أن تسقط أرضًا، لكن كان عاصي أسرع من الزمن وحاوط خصرها بذراعيه غير مبالي لملابسه المبتلة بالمشروبات. شعر كل منهما بضربات قلبه تتسارع، ولا أحد يفهم سبب هذا الشعور. لفت انتباه عاصي الغطاء الذي على وجه حنين، رفع يده ليرفعه ليعرف من تكون. انتباه حنين إلى ما يحدث، فدفعته وركضت لتختبئ عندما رأت نوران تتوجه نحوهم. نظر عاصي إليها باستغراب، لكنها التفتت على صوت نوران تقول بقلق:
نوران: عاصي، إيه اللي حصل؟ ومين دي اللي كانت واقفة معاك دي؟
شعر عاصي أن هناك أمرًا غير طبيعي في تلك الفتاة، أراد أن يتخلص من نوران ليلحق بها ليعرف من تكون.
عاصي: مافيش يا نوران، خمس دقايق وهرجع تمام.
لم ينتظر حتى تجيب نوران، فركض خلف حنين. وقفت نوران لا تفهم شيئًا، وكانت ستلحق به، لكن أوقفها صوت كاظم يغازلها من خلفها.
كاظم: بقي القمر هنا وأنا بدور عليه.
نظرت نوران إليه بكبرياء وهي ترفع شعرها بغرور وتقول: "وما تحلمش بقا يا شاطر أن القمر يبص ليك، وبطل تمشي وراي في كل مكان، أحسن أقول لعاصي يعلمك الأدب."
أنهت حديثها وتوجهت لتجلس مع الجميع ونسيت أمر عاصي، بينما وقف كاظم ينظر إلى طيفها وهو يبتسم قائلاً: "من حق الحلو يدلع برضو."
-------
**في المطبخ**
دخلت حنين وسندت بكفيها على رخام الحوض وهي تتنفس بصعوبة، والخوف يحتل وجهها الذي تعرق من أسفل الغطاء الذي عليه. لم تتوقع حنين أن عاصي سيلحق بها، لذلك ظنت أنها نجت منه، لكنها تجمدت مكانها عندما استمعت إلى صوته يقول من خلفها:
عاصي: انتي مين؟
تبتلع حنين ريقها بصعوبة وهي تلتفت نحو مصدر الصوت. بعد عدة محاولات فاشلة، لم تستطع أن تقول شيئًا من شدة الخوف والتوتر. أعاد عاصي سؤاله وهو ينظر إليها بشك:
عاصي: انتي سمعني منين انتي وبتعملي إيه هنا؟
بعد عدة محاولات، يخرج صوتها وهي تحاول أن تغيره على قدر المستطاع لكي لا يكشفها عاصي:
حنين: أنا... أنا الخادمة الجديدة يا بيه، عاوز حاجة؟
عاصي بشك: ما انتي الخادمة الجديدة؟ خايفة ليه كده؟
ترد حنين بخوف ظاهر في صوتها: علشان وقع العصير عليك.
عاصي: طيب ليه مغطيه وشك بالشكل ده؟ ارفعي الحجاب ده عاوز أشوف وشك.
تنظر حنين إلى عاصي بدهشة من تحت الحجاب وهي لا تعرف ما الذي يجب عليها فعله. بينما رفعت يديها ببطء شديد على أمل أن ينقذها أحد من هذا المأزق، تغلق عينيها وترفع الحجاب. قبل أن ينظر إليها عاصي، يرن الهاتف. ينظر عاصي إلى الهاتف بدل أن ينظر إلى وجهها. تفتح عينيها وهي تنظر إلى عاصي الذي يتحدث في الهاتف وينظر إلى الاتجاه الآخر ويعطيها ظهره. تستغل هذه الفرصة فتركض من أمامه مغادره المطبخ.
------
**في الممر**
بينما تركض حنين في الممر بين الغرفه متوجهة إلى غرفتها، تمر من أمام غرفة نبيل وتسمع صوتًا أشبه بصوت أحدهم يبكي. تتقدم حنين باتجاه الغرفة وتنظر من خلف الباب، فتجد رجلًا مسنًا يجلس على كرسي متحرك وهو يمسك في يده سكينًا ويضعها على شريان يده. تركض حنين وهي تقول بصوت عالٍ:
حنين: استغفر الله العظيم وأتوب إليه، انت بتعمل إيه؟ حرام كده.
ثم تأخذ السكين من يد نبيل وترميه على الأرض وهي تقول:
حنين: ليه كده يا عمو؟ عاوز ربنا سبحانه وتعالى يغضب عليك؟ عارف إن اللي بينتحر بيموت كافر وذنب كبير إنك تفكر تعمل كده. وزُكر في القرآن الكريم في سورة يوسف عليه السلام. قال الله تعالى: "يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)". ليه اليأس ده كله يا عمو؟ ليه عاوز تنهي حياتك بالشكل ده؟ ليه عاوز تموت وربنا سبحانه وتعالى غضبان عليك؟
ينظر نبيل إلى حنين بخجل وهو يقول بينما هربت من عينيه دمعة:
نبيل: ومش حرام اللي بيحصل لي ده؟ أنا تعبت وتعبت كل اللي معايا.
ترد حنين قائلة: هقولك حديث قاله حبيب قلبي رسول الله ﷺ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صَلى اللهُ عليه وسلم: "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من رحمته أحد". لا تيأس من روح الله واصبر على ما أصابك، إن الله مع الصابرين إذا صبروا. قول الحمد لله على كل حال. وصدقني هترتاح اوى لما ترضى بما كتبه لك ربنا. الراحة مش بتيجي غير بالرضا بقضاء الله وقدره. صدقني يا عمو، لما ترضى بما كتبه لك ربنا، هتحس بإحساس جميل وهتشوف الدنيا بشكل تاني خالص.
يرد نبيل بهدوء وشعر بالراحة من كلام حنين: انتي مين يا بنتي؟ انتي ما تعرفيش كلامك رايحني قد إيه.
تبتسم حنين وهي تقول: أنا حنين، الخادمة اللي هتشتغل هنا.
في هذه اللحظة. كان يقف خالد على باب الغرفة الذي عرفه من عاصي ان نبيل لا يريد الحضور أستأذن من عاصي ونوال وصعد هو اليه لكنها لم يتوقع ما سوف يحدث. وقد سمع ما كانت تقول حنين منذ قليل، يردف بدهشة قائلاً:
خالد: حنين؟
------
**في منزل الشباب**
يدخل علي وهو يلكم رياض بقوة، فيقع رياض على الأرض. يجتمع الجميع على صوت علي الغاضب:
علي بغضب وصوت عالي: إزاي تعمل حاجة زي دي وفي مين؟ في بنت غلبانة ومكسورة الجناح زي حنين يا ابن ...
محمد: هو في إيه؟
عماد (بشك): إيه اللي رياض عمله في حنين؟ مش فاهم.
زياد: في إيه يا علي؟ وليه بتضرب رياض كده؟
علي بغضب وهو ينظر إلى رياض: اسألوا الأستاذ المحترم عمل إيه، ومين كان السبب في كل اللي حصل للغلبانة حنين.
رياض يبكي: والله أنا ندمان على كل حاجة عملتها، بس والله ما كنتش أعرف إنها طيبة وغلبانة بالشكل ده.
عماد بشك: قصدك إيه يا رياض؟
محمد بغضب: عارف لو اللي أنا بفكر فيه صح، أنا هعمل فيك إيه يا رياض؟
رياض بتوتر: أنا اللي صممت الفيديوهات الوسخة اللي شوهت سمعة حنين وانا اللي نشرتهم على صفحات النت، بس والله أنا ندمان وندمت على كل اللي عملته. بس أنا ساعتها ما كنتش أعرف مين حنين، ولو كنت أعرف إنها بنت طيبة وغلبانة كده.
الثالث عشر
رياض ينظر إلى كل من محمد وعلي وزياد وعماد بخجل. يذهب إليه محمد وهو يشتعل من شدة الغضب، ويمسك برياض من قميصه بقوة ليجعله يقف أمامه، ويقوم بلكمه فيسقط رياض على الأرض مرة ثانية، ثم يمسكه ويوقفه ويلكمه مرة أخرى وهو يقول بغضب:
محمد: انت يا ابن... إزاي تعمل حاجة زي كده في بنات الناس؟ حتى لو مش تعرف حنين ولا كنت تعرفها، ما فكرتش إيه اللي هيحصل للبنت؟ ولا أهلها هيعملوا إيه فيها؟ ولا الناس هتقول عليها إيه؟ طيب، ما فكرتش إن البنت دي ممكن تكون أخت حد، ولا بنت حد، ولا مرات حد؟ ما فكرتش ليه إيه اللي ممكن يحصل للبنت دي قبل ما تعمل عملتك الوسخة دي؟ ولا علشان انت يتيم وتربية ملجأ تعمل اللي انت عاوزه من غير ما تفكر في الناس يا ابن...؟
ثم يلكمه مرة بعد مرة، لدرجة أن رياض ينزف من كل فتحة في وجهه. يذهب كلا من علي وزياد وعماد ليفصلوا محمد عن رياض قبل أن يقتله دون أن يشعر بذلك.
عماد بصوت عالي: انت اتجننت يا محمد؟ هتموته؟
محمد بغضب: أيوة، هقت..له علشان تاني مرة ما يعملش كده في بنات الناس.
علي بصوت عالي: اهدي يا محمد، كلنا عارفين إن رياض غلط، بس مش هو اللي عمل كده من نفسه.
زياد وهو يجلس بجوار رياض الذي يضع يديه على أنفه وفمه ويحاول كتم الدماء:
_قصدك إيه يا علي؟ مش فاهم. يعني في حد هو اللي سلط رياض يعمل كده؟
علي بحنق وهو ينظر إلى رياض: الأستاذ كان بيعمل الفيديوهات دي علشان الفلوس.
محمد بضيق: فلوس إيه؟ ومين اللي ليه مصلحة يعمل كده في بنت غلبانة زي حنين؟
علي: ما عرفش، بس أنا روحت أوصل حنين عند الست نوال زي ما أنتم عارفين، بس شفت الأستاذ هناك وسمعت صدفة...
(فلاش باك)
**في منزل عائلة عاصي**
بعد ما فتح علي الباب لكل من خالد ونوران وسلوى، ودخل الجميع، يردف علي قائلاً وهو يتحدث لنفسه:
_ أما أروح أطمن على حنين قبل ما أمشي وأشوفها لو عاوزه حاجة.
وبالفعل، ذهب علي من أجل أن يرى حنين بينما يسير رياض وهو يبحث عن مخرج.
رياض بتوتر: يارب، أنا في متاهة مش عارف أخرج منها. أطلع من هنا إزاي بس؟
وفجأة يرى كاظم أمامه وهو يحمل الهاتف في يده. يركض تجاه كاظم وهو يقول: كاظم، ساعدني أطلع من هنا.
قاظم بدهشة: انت لسه هنا؟ بتعمل إيه؟
رياض بتوتر: كنت ماشي، بس علي هنا، ولو شافني هنا هتكون مصيبة. ساعدني أطلع من هنا قبل ما يشوفني.
كاظم: علي مين ده؟
رياض: ده أخويا، كان معي في الملجأ وهو أكبر مني، وخايف يعرف حاجة عن الفيديوهات اللي أنا عملتها لحنين.
كاظم بغضب لكن بصوت واطي: اسمع يا رياض، لو حد عرف حاجة عن الموضوع ده، أنا ماليش دخل. انت اللي صممت وعملت كل حاجة. أنا بس كنت بدفع لك فلوس، فاهم؟
(باك)
محمد بغضب: طيب والزفت كاظم ده عاوز إيه من حنين؟ وليه بيعمل فيها كده؟ وأنت يا أستاذ يا محترم، تعرف الجدع ده منين؟
رياض بخجل: أعرفه من شهرين تقريباً، وهو بيعمل ده كله علشان ينتقم من حنين.
عماد بذهول: ينتقم من حنين إزاي؟ وليه؟
رياض: عاوز ينتقم من حنين علشان ضربة قلم قدام زمايله. واليوم ده أنا تعرفت عليه وخططنا مع بعض نعمل الفيديوهات دي لحنين. وأنا كنت شغال عليهم من شهرين، ولما خلصتهم هو اداني فلوس وأخذ الفيديوهات ونشرها.
محمد بضيق: اسمع يا رياض، انت هتقوم معايا دلوقتي على بيت الجدع ده، وهتقول على كل حاجة. وانت يا زياد، انت وعماد، عاوزكم تصوروا كل حاجة هتحصل في بيت الزفت اللي اسمه كاظم ده، وبعدين تنشروا الفيديو على النت زي ما هو عمل في حنين. وبالشكل ده، هنثبت براءة حنين قدام العالم كله.
-------
في منزل عائلة عاصي.
في غرفه نبيل وقفت حنين أمام خالد وهي تنظر إليه بذهول بينما تقول بحزن: "أستاذ خالد..."
نظر خالد إليها بغضب وقال: "أنا عمري ما تخيلت أنك بالحقارة دي. كنت كل يوم أتمنى أن نوران بنتي تكون زيك، لكن أحمد ربنا أنها مش زيك. ولو كانت زيك، كنت قتلتها بإيدي ودفنتها حيّة."
بدأت الدموع تتساقط من عيني حنين وهي تقول بصوت مخنوق بالبكاء: "حتى أنت كمان يا أستاذ خالد ظالمتني... بس أنا بأدعي ربي في اليوم مليون مرة أن الحقيقة تظهر علشان يعرف الكل أني مظلومة. ووقتها، أنا مش هاسامح أي حد ظلمني."
ثم ركضت حنين لتغادر الغرفه، وهي تضع يديها على فمها وتبكي بشدة. نظر نبيل إلى خالد بدهشة وقال: "هو في إيه؟ ليه بتتكلم مع حنين بشكل ده؟"
شعر خالد بندم مما قاله منذ قليل وقال: "أنت تعرف حنين من أمتى يا نبيل؟"
رد نبيل: "من خمس دقايق بس. خمس دقايق كانوا كفاية لأعرف أنها بنت محترمة وعارفة ربنا، ومستحيل تكون إنسانة حقيرة زي ما كنت بتقول."
جلس خالد بجوار نبيل وقال: "وأنا أعرفها من يوم ما تولدت. قلبي وعقلي مش مصدقين أنها ممكن تكون من النوع ده، لكن عينيّ كذبت قلبي وعقلي للأسف."
رد نبيل قائلاً: "عاوز أعرف هو ليه قولت اللي قولته ده لبنت زي حنين ما أنك تعرفها من يوم ما تولدت زي ما بتقول."
قال خالد بحزن: "أنا هاحكي لك على كل حاجة وانت قولي أنا فعلاً ممكن أكون ظالم حنين بجد ولا لأ."
وبالفعل، حكى خالد كل شيء حدث ذلك اليوم إلى صديق عمره. بعد الانتهاء، قال خالد بحزن: "بس ده كل اللي حصل. ولما نزلت عرفت أنها هربت من الجامعة ومافيش حد يعرف عنها حاجة، وحتي مش رجعت البيت تسأل عن جدها إذا كان حي ولا ميت."
رد نبيل بتفكر: "لو اللي أنت بتقول ده صحيح، أنت مش غلط في حاجة. بس أنا شايف أن في حاجة غلط في كل حاجة أنت قلت عليها دلوقتي. وكمان حاسس أن كل اللي حصل في حنين ده ممكن يكون في حد ورا كل حاجة."
قال خالد بدون فهم: "قصدك إيه؟ مش فاهم."
ضحك نبيل بخفة وقال: "معقولة يا خالد بعد العمر ده كله لسه مش قادر تكشف الكذاب من الصادق؟ بس حسب خبرتي في الحياة، بنت زي حنين مستحيل تعمل حاجة زي اللي أنت قلت عليها. ولو هي فعلاً من النوع ده، كانت على الأقل لبست زي ما البنات بتوع اليومين دول ما بيلبسوا. بس أنا شايفها ما شاء الله لبسها يدل على أنها بنت محترمة ومن النوع النادر. وغير كده يا خالد، لو هي فعلاً زي ما أنت بتقول، كانت جات تشتغل خادمة علشان تصرف على نفسها بعد ما الكل اتخلى عنها. أنا متأكد لو هي بنت شمال فعلاً كانت مستحيل تشتغل خادمة في بيوت الناس يا خالد."
نظر خالد بذهول إلى نبيل وقال: "طيب لو وجهة نظرك دي صحيحة، مين هايكون ليه مصلحة يعمل حاجة زي دي في بنت زي حنين؟"
رد نبيل بهدوء: "الغيرة. حنين بنت جميلة ما شاء الله عليها، والموضوع بتاع الفيديو ده مش ظهر غير بعد ما حنين راحت الجامعة، صح؟"
قال خالد: "صح، بس قصدك أن ممكن بنت من بنات الجامعة هي اللي عملت كده في حنين؟"
نبيل: "ليه لا؟ الجيل بتاع النهارده تتوقع منه أي حاجة."
------
في الدور السفلي، في غرفة الضيوف، تجلس كلا من سلوى ونوال، والشباب قاظم وعاصي ونوران.
تردف نوران قائلة بملل: "أوووف، أنا لو أعرف إن القعدة هتكون مملة بالشكل ده، ما كنتش جيت."
يرد كاظم بمعاكسة: "معقولة القمر ده يجي عندنا ويقعد زهقان بالشكل ده؟ تعالي يا قمر، نطلع نتمشى في الجنينة، وأنا متأكد إنك هتحبي الجنينة بتاعتنا."
ترد نوران بلهفة موافقة: "إي رأيك يا عاصي، تيجي معانا؟"
يرد عاصي بهدوء: "يلا."
وبالفعل، يذهبون الشباب. في تلك الأثناء، تقول سلوى بمكر: "أخبارك إيه يا مدام نوال؟ لكِ وحشة والله."
ترد نوال بابتسامة صافية: "الله يعزك يا حبيبتي. الحمد لله في نعمة. طمنيني عنكِ يا حبيبتي."
ترد سلوى بمكر الثعالب: "أنا الحمد لله يا قلبي بخير والله، بس كان في موضوع كده شاغل بالي وجاية النهاردة مخصوص علشان أفتحه معاكِ."
ترد نوال بقلق: "خير الله ما جعله خير يا رب."
ترد سلوى: "خير يا حبيبتي ما تخفيش، بس الموضوع بيخص نوران بنتي، أقصد بنت خالد أخويا، وابنك عاصي."
ترد نوال باستفهام: "موضوع إيه ده اللي يخص نوران وعاصي ابني؟ معليش مش فاهمة تقصدي إيه."
ترد سلوى بصراحة: "بصراحة كده يا حبيبتي، الولاد بيحبوا بعض وعاوزين نفرح بيهم."
خارج المنزل، يسير الشباب باتجاه باب المنزل، بينما كان يتحدث كاظم مع نوران ويغازلها طول الوقت. كانت نوران تضحك على ما يقوله كاظم، بينما كان يسير عاصي بهدوء بجانبهما دون ان يتدخل في الحديث كان شارداً في تلك الخادمة الجديدة.
الرابع عشر والخامس عشر هديه للحلوين اللي طلبو
في منزل عائلة عاصي
يسير كل من نوران وكاظم في حديقة المنزل بينما يتحدثان. كان عاصي يسير معهما بصمت، ولم ينطق بحرف واحد. تردف نوران قائلة وهي تنظر إلى عاصي: "خير مالك يا عاصي، في حاجة؟"
يرد عاصي بهدوء قائلاً: "لا، أبداً، مافيش. ليه بتسألي؟"
نوران: "عادي، بس بسأل علشان ساكت طول الوقت."
يرد كاظم بدل عاصي قائلاً: "هو كده على طول، مش تشغلي بالك. مانا بتكلم اهو ولا مش عجبك؟"
وفجأة، يرن هاتف عاصي. يردف قائلاً: "هاروح أرد على التلفون بعد إذنكم."
ثم يذهب عاصي، ينظر كاظم إلى نوران وهو يقول: "تعرفي إنك أجمل بنت أشوفها في حياتي يا نوران."
تنظر إليه نوران وهي تقول بخجل، بينما ترجع خصلة شعرها خلف أذنها: "شكراً."
ثم تقول في ذهنها: "أتمنى لو عاصي هو اللي يقول الكلمة دي."
داخل المنزل
في المطبخ، تقف حنين وهي تبكي بشدة، وكلما تذكرت كلمات خالد ازدادت في البكاء. وفجأة، يأتي أحدهم ويعطيها منديل. تنظر حنين إلى ذلك الشخص بذهول وهي تقول: "أنت... أنت مين؟"
يردف الشخص المجهول قائلاً: "لو عاوزه تعرفي أنا مين وانتي مين، تعالي معايا."
تشعر حنين بالخوف وتردف قائلة: "أجي معاك فين؟ وانت مين أصلاً؟"
يرد الشخص وهو ينظر إلى اليمين واليسار خوفاً أن يأتي أحد: "وطي صوتك لحد يسمعك. أنا واحد في سن أبوك وصدقيني ناوي خير وعاوز أرايح ضميري من العذاب اللي أنا عايش فيه."
حنين باستفهام: "قصدك إيه؟ مش فاهمة."
الشخص بتوتر: "لو عاوزه تعرفي انتي مين وبنت مين، تعالي بكرة على العنوان ده. أبوكِ عايش وعندك أخ كمان. ولو مش مصدقاني، خدي شوفي الصورة دي. ده أخوكي التوأم."
تنظر حنين إلى الصورة وهي تقول بدهشة: "رياض؟"
يأخذ المجهول الصورة من يد حنين وهو يقول: "لو عاوزه تعرفي مين أبوكِ وإيه اللي حصل، تعالي لي بكرة. وأنا هامشي دلوقتي."
حنين: "استنى بس، فاهمني. انت مين؟ وإيه الكلام اللي بتقوله ده؟ إزاي رياض أخويا؟ ومين هو بابا؟"
لكن الشخص اختفى. تركض حنين خلفه الي خارج المنزل، ولكن لم يعد له أي أثر. ترجع حنين أدراجها مرة ثانية، لكن تكن المفاجأة أن عاصي يقف أمامها. يردف عاصي بذهول قائلاً: "حنين؟"
يأتي كلا من كاظم ونوران.
نوران بدهشة: "حنين، انتي بتعملي إيه هنا؟"
كاظم بخوف أن يكتشف أحد ما فعل: "انتي بتعملي إيه هنا؟ عدي اطلعي بره."
عاصي بغضب: "انت بتقول إيه يا بني آدم؟ تعالي يا حنين، اتفضلي. أنا آسف على تصرف كاظم الغبي ده."
كاظم بصوت عالٍ وهو ينادي على الحارس: "أنتم يا بيهايم!"
يأتي الحارس والجميع على صوت كاظم، يكمل ماظم بغضب: "البنت دي ازاي دخلت هنا؟"
ترد نوال: "إيه يا كاظم؟ مالك في إيه؟"
تنظر سلوى إلى حنين بدهشة وهي تقول: "انتي بتعملي إيه هنا؟"
وقبل ان تقول حنين يشيء يدفعها كاظم بعنف قائلاً: "مش بقولك اطلعي من هنا؟ البيت ده طاهر واللي زيك مش مسموح يدخلوا!"
توشك حنين أن تقع على الأرض، لكن يأتي من الخلف شخص يركض ويمسكها قبل أن تسقط. يردف الشخص بحزن قائلاً: "حنين، انتي كويسه؟"
تنظر حنين إلى صاحب اليد التي أنقذتها وهي تقول ببكاء: "رياض؟"
ينظر رياض إليها بخجل وحزن وندم، ولا يستطيع أن يقول شيئاً. في هذه الأثناء، يتوجه محمد نحو كاظم ويلكمه بقوة قائلاً بغضب: "دي أطهر من أم" "" ك، يا ابن...!"
يتدخل عاصي ويلكم محمد بقوة بسبب ذكره لأمه قائلاً بصوت عالٍ: "انتو مين؟ ومين سمح لكم تدخلوا هنا؟ وانت لو اسم أمي يجي على لسانك مرة تانية، أنا مش هقولك إيه اللي ها أعمله فيك!"
ينظر محمد إلى عاصي بغضب ويريد أن يرد الضربة، لكن يتدخل كل من علي وعماد وزياد ليمسكوا محمد. يردف علي قائلاً: "اهدى يا محمد، احنا مش جايين هنا نعمل مشاكل."
تردف نوران وهي تنظر الي حنين بغيظ : "هو انتي جايبة شوية البلطجية دول معاكي عشان تتهجمي علينا في بيتنا؟"
تنظر سلوى إلى حنين بغضب وتقول: "أحسن حاجة نطلب النجدة وهم يجوا يتصرفوا مع شوية البلطجية دول."
ترد نوال قائلة: "اهدى يا سلوى، الشباب دول أنا عارفاهم واحد واحد ومتأكدة إنهم مش بلطجية."
ينظر عاصي إلى نوال بدهشة ويقول: "انتي تعرفيهم منين دول؟"
نوال: "اهدى يا عاصي، اعرفهم من زمان. وانت يا علي، انت ومحمد، قولوا في إيه وليه بتعملوا كده؟"
ينظر الشباب إلى كاظم بغضب ثم ينظرون إلى رياض ويقولون بصوت واحد: "ما تنطق، ياض، انت!"
ينظر رياض إلى كاظم الذي يتسرب العرق من على وجهه ويقول بتوتر بينما ينظر إلى حنين بخجل: "أنا آسف يا حنين."
تنظر حنين باستغراب إلى رياض وتقول: "آسف على إيه؟ مش فاهمة."
رياض بخجل وهو ينظر إلى الأسفل: "أنا اللي عملت لك الفيديوهات ونشرتها، ومستعد لأي عقاب انتي تقولي عليه."
ينظر الجميع إلى رياض بدهشة بينما تقول حنين ببكاء: "رياض، انت بتقول إيه؟"
رياض بدموع ندم: "أنا آسف يا حنين. عارف إن دي مجرد كلمة، بس أنا والله ندمان من كل قلبي. رجاءً، سامحيني."
يلكم عاصي رياض بقوة وهو يقول بغضب: "انت ازاي تعمل حاجة زي دي في بنات الناس؟ ده انا هابلغ عنك وهاديكم كلكم في ستين داهية علشان تاني مرة متعملوش حاجة زي دي في بنات الناس!"
يخرج هاتفه وقبل أن يطلب أي رقم يوقفه صوت علي قائلاً: "اهدى يا استاذ عاصي، مش لم تعرف الأول الحقيقة كاملة."
يقول ذلك وهو ينظر إلى كاظم الذي قال بخوف: "حقيقة؟ حقيقة إيه؟"
يتجه نحو رياض ويريد أن يضربه قائلاً بصوت عالٍ: "هو في حقيقة تانية بعد اللي الو" "" سخ ده عمله؟ ده أنا هق""تله بيدي علشان تاني مرة يتربى ومش يعمل كده تاني!"
وقبل أن يقترب من رياض، يمسكه محمد وعماد ويضربانه بينما يقول محمد بغضب: "وأنت بقى اللي هتربي يا ابن...!"
عماد بصوت عالٍ: "ده أنا اللي هربيك!"
يتدخل عاصي وخالد وعلي وزياد ويبعدون عماد ومحمد عن كاظم قبل أن يموتوا، ويردف عاصي بصوت عالٍ: "أنتم عارفين إيه عواقب اللي بتعملوه ده؟"
تنظر نوال الي الشباب والدموع في عينيها وهي تقف بجوار كاظم الذي ينزف من فمه وأنفه، قائلة: "بقى كده يا محمد؟ انت وعماد وانا اللي بعتبركم زي عيالي، عاوزين تموتوا ابني؟"
يرد محمد وهو ينظر إلى كاظم بغضب: "واللي ابنك عمله يستاهل الموت! وانت يا استاذ عاصي مش كنت بتقول إنك هتبلغ عن رياض علشان اللي عمله في حنين؟ بس ياريت تقول إنك عاوزكم تربيوا أخويا علشان هو ماترباش وعاوزه يتربى من أول وجديد!"
عاصي بصوت عالٍ: "ليه وكاظم ماله ومال اللي عمله الزفت أخوكم؟"
علي بنفس الصوت: "أخونا يا بيه كان بينفذ الأوامر مش أكتر، وكان في اللي استغل الفقر اللي هو فيه علشان ينتقم من بنت ضربته بالقلم وقرر يشوه سمعتها. مش كده يا أستاذ كاظم يا محترم؟"
ينظر عاصي إلى كاظم وهو يقول بذهول: "اللي هم بيقولوه ده حقيقي؟"
ينظر كاظم إلى الأرض ولا يقدر أن يقول شيئاً بينما تنظر حنين إلى كاظم وهي تقول: "أنا كنت عارفة إنك واحد مش متربي، بس مش كنت أعرف إنك واحد مش عنده إنسانية."
ترد نوران قائلة: "وانتي كنت تعرفي كاظم منين؟ ولا إيه الدليل اللي عندكم علشان نصدق إن اللي بتقولوه ده حقيقة؟"
حنين: "أنا فعلاً ضربت كاظم عشر تقلم، وبسببك انتي يا نوران."
نوران بدهشة: "بسببي أنا؟ إزاي؟"
يتبع
الكاتبة صباح عبدالله فتحي
الخامس عشرق
**في منزل عائلة عاصي**
يقف الجميع في الحديقة، ولا أحد يستوعب ما يحدث. بينما تقول نوران بدهشة وهي تنظر إلى حنين:
نوران: أنا؟ ازاي يعني؟
ترد حنين بحزن: أنتِ مش فاكرة أي حاجة يا نوران لأنك ما كنتِش في وعيك من الأساس.
ترد نوران بغضب وهي تنظر إلى والدها بخوف:
- أنتِ بتخرفي! بتقولي إيه؟ إزاي ما كنتش في وعيي؟ أكيد بتألفي قصص علشان تطلعي نفسك المظلومة، مش كده؟
يرد خالد بغضب وصوت عالي:
-نوران، اسكتي خالص يكون أحسن لكِ، فاهمة؟
ثم ينظر إلى حنين ويقول بحزن:
-كملي يا حنين، يا بنتي، إيه اللي حصل؟
تنظر حنين إلى كاظم الذي لا يقدر على الوقوف وتقول بحزن:
-أنتِ يا نوران مش فاكرة اللي حصل، علشان كده فاكرة إني بكذب أو بألف قصص. بس أنا هقولك على كل حاجة. فاكرة اليوم اللي أخدتيني معاكِ حفلة؟
-نوران بتوهان: إيه؟ حفلة؟ مش فاكرة.
ترد حنين: حفلة عيد ميلاد مريم صاحبتكِ، فاكرة؟
نوران بتفكير وهي تضع يديها على جبينها:
-أيوه، أيوه، إيه اللي حصل يعني؟ مش فاهمة.
ترد حنين: هقولك إيه اللي حصل...
**فلاش باك**
في أحد المنازل الفخمة، كانت أصوات الموسيقى تملأ المكان، والشباب والبنات يرقصون على إيقاعات الموسيقى. بينما تقف حنين بعيدًا عن الجميع، كانت نوران ترقص وأمامها فتاة أخرى. تقول الفتاة وهي تنظر إلى حنين بغيظ:
-إنتِ بتجيبي ست الشيخة حنين معاكِ ليه على حفلة زي دي؟
تنظر نوران إلى حنين وترد: قصدك على خادمتي؟
-: أيوة، هي يا سمو الأميرة!
ترد نوران بغرور: دي خادمتي اللي مش بقدر أمشي من غيرها. افرضي احتجت حاجة.
-: مش فاهمة.
-نوران: يعني لو احتجت حاجة، هي تجيبها لي بدل ما أتعب نفسي واروح أنا. بس استني وشوفي بعينكِ أنا قصدي إيه.
ثم تنادي بصوت عالٍ: حنين! حنين!
كانت حنين تقف بعيدًا عن الجميع ولا تسمع صوت نوران بسبب ارتفاع صوت الموسيقى. فجأة، تلاحظ نوران وهي تنادي وتنظر في اتجاهها صدفةً لتجدها تلوح بيدها، فتدرك أنها تناديها. تذهب حنين نحو نوران، وعندما تصل، تقول:
- نعم يا نوران، عاوزة حاجة؟
تنظر نوران إلى صديقتها وتغمز لها، ثم تنظر إلى حنين بطرف عينها وتقول:
- أنا عطشانة. روحي هاتي لي كوباية عصير وتعالي.
ترد حنين بتوتر: أجيب لكِ عصير منين؟ أنا ما أعرفش حاجة هنا ولا أعرف حد. اطلبي من حد تاني يجيب لكِ.
تنظر نوران إلى صديقتها التي تراقبها بسخرية، ثم تنظر إلى حنين بغضب وتقول:
-أنتِ هتكسرِ كلامي يا بنت؟ عدي وغوري هاتي اللي قلت عليه.
ترد حنين بإحراج: طيب، أجيب لك العصير منين؟ وأنا هاروح.
ترد نوران: إيه؟ اتعميتِ؟ روحي هاتي من هناك.
تقول ذلك وهي تشير إلى مكان معين. تنظر حنين إلى المكان الذي تشير إليه نوران وتقول:
- ده كله شباب، هاروح إزاي في نص الشباب ده كله؟
ترد نوران بسخرية: هيكلوكِ يعني؟ ولا من جمالكِ؟ روحي يلا علشان أنا عطشانة وعاوزة أشرب.
تنظر حنين إلى نوران بيأس وتقول:
- طيب، اهدي. هاروح وامري لله.
في مكان آخر في الحفلة، يقف مجموعة من الشباب ومعهم كاظم. ينظر كاظم إلى نوران ويقول:
- البنت دي موزة اوى.
يرد عليه أحد الشباب قائلاً: قصدك على مين؟
ينظر كاظم إلى نوران ويقول بينما يشير إليها:
- البنت أم شعر أحمر دي.
ينظر الشباب إلى ما ينظر إليه كاظم، بينما قال أحدهم:
- قصدك نوران؟ دي يا بني بنت جامدة اوى ومافيش حد قادر يوقعها.
يرد كاظم معجباً: يا للدرجة دي؟
يرد أحد الشباب بمزاح قائلاً: بقولكم إيه؟ ما تيجوا نلعب على البنت دي.
كاظم: إزاي؟
يضع أحد الشباب شيئًا في كأس العصير ويقول:
- اللي هيخلي الموزة دي تشرب كوباية العصير دي هيكسب الرهان. وأنا أول واحد أراهن بخمسة آلاف جنيه إن مافيش حد هيقدر يخليها تشرب العصير ده من إيديه.
-شاب آخر: حلوة الفكرة، وأنا أراهن بعشرة.
-شاب آخر: وأنا معاكم بعشرين.
يرد كاظم بغرور وهو يأخذ كأس العصير ويقول:
- وأنا أراهن بمية ألف جنيه إنها هتشرب العصير من إيدي. لو شربته العصير هاخد منكم كل واحد مية ألف. ولو ما شربتهوش، هاديكم كل واحد مية ألف. إيه رأيكم؟
الشباب بدهشة، وهم واثقون أن كاظم لن ينجح في ذلك ونوران لن توافق أن تأخذ الكأس منه:
-الشباب: موافقين.
وهذا كله يحدث أمام عين حنين التي تقف وتسمع وترى كل شيء. تنظر بدهشة إلى كاظم وهو يأخذ كأس العصير ويتجه نحو نوران ويقول بمغازلة:
-يا مساء الجمال على أجمل عيون شافتها عيني.
تبتسم نوران بغرور وترد: مساء الخير.
يرد كاظم بخبث: اتفضلي، اشربي، باين عليكي عطشانة.
ترد نوران قائلة: ميرسي، كلك ذوق، بس خادمتي راحت تجيب لي شكراً.
يرد كاظم بخبث وهو ينظر إلى نوران ببراءة:
- معقول؟ أنا جايبها لك مخصوص وانتِ تكسفيني بالشكل ده.
تنظر نوران إلى كاظم، وقبل أن تقول شيئًا، تأتي حنين وتقول بصوت عالٍ:
- إياكي تشربي العصير ده يا نوران!
وقبل أن تكمل حنين حديثها، يوقفها صوت نوران قائلة بغضب:
- وانتِ اللي هتقولي لي أشرب إيه وما أشربش إيه؟
ترد حنين وهي تنظر إلى كاظم بتوتر:
- انتِ ما تعرفيش في إيه...
تقاطعها نوران قائلة: "بس اخرسي خالص وغوري من هنا!"
حنين بصوت عالٍ: "افهمي يا نوران! بس أنا عاوزة أقولك إيه..."
ودون مقدمة، تصفع نوران حنين وهي تقول: "بقي أنا مش بفهم؟ أنا مش كنت هاشرب العصير بس بالغيظ فيكي هاشربه!"
ثم تأخذ الكأس من يد كاظم وتشرب كل ما فيه من عصير. بينما ينظر كاظم إلى حنين قائلاً باستفزاز: "شكراً يا موزة على المساعدة، والله مش عارف من غيرك كنت عملت إيه!"
تنظر حنين إلى كاظم بغضب، ودون مقدمة، تصفعه على وجهه أمام الجميع وهي تقول بصوت عالٍ: "أنت واحد وسخ ومش متربي، أنت وأصحابك الوسخين زيك دول! بس علشان أنت اللي خليت نوران تشرب العصير، فأنت هاتاخد بالنيابة عن كل واحد من صحابك قلم."
ثم تضرب حنين كاظم عشر أقلام أمام الجميع.
**باك**
تنظر حنين إلى نوران وتقول: "هو ده كل اللي حصل. وانتي في اليوم ده مش سمعتي مني، وأول ما شربتي العصير انصطلتي ومش حسيتي بحاجة بتحصل."
ترد نوران وهي تنظر إلى الجميع بخجل: "طيب، لو ده كله حصل ليه مش قولتي لي؟"
حنين بحزن: "مش كنتي هاتصدقي أي حاجة مني."
يذهب خالد إلى حنين وهو يقول بحزن: "أنا بجد مش عارف أقولك إيه بعد كل اللي حصل ده يا حنين يا بنتي. بجد أنا مكسوف من نفسي، ومش عارف إزاي صدقت إن حنين بنتي، اللي أنا ربيتها وكبرت قدام عيني، ممكن تعمل حاجة زي كده. أنا آسف أوي يا حنين."
تذهب سلوى وتقول بخبث، في محاولة لتجنب انكشاف فعلتها: "احنا كلنا غلطنا في حقك يا حنين يا حبيبتي، وأنا كمان بعتذر أوي منك."
تنظر نوال إلى حنين ببكاء وهي تقول: "أنا والله يا بنتي مش عارفة أقولك إيه، بس أنا من شوية وعدتك إني هاجيب لك حقك من اللي عمل فيكي كده. لو عرفت مين هو، وأنا بنفسي هابلغ عن الوسخ اللي عمل فيكي كده."
كاظم بدهشة: "ماما، انتي بتقولي إيه؟ أنا ابنك ولا نسيتي؟"
تصفع نوال كاظم بقوة وهي تقول بغضب: "أنا مش عندي ابن زيك! ولو أنا وأبوك ما عرفناش نربيك ونعلمك إن بنات الناس مش لعبة، الحكومة هتربيك."
يذهب كاظم إلى عاصي وهو يقول بخوف: "عاصي، قول حاجة لماما! الله يخليك، هي بتسمع كلامك. والله عارف إني غلطت بس مش لدرجة إني أتحبس!"
وفجأة، يلكمه عاصي بقوة وهو يقول بغضب وصوت عالٍ: "ده الحبس شوية عليك! ده لو مش كنت أخويا ومن لحمي ودمي، أنا كنت قتلتك وشربت من دمك! وعقاب لك يا كاظم إنك هتطلع من البيت ده وهتعيش في الشارع زي الكلاب علشان تاني مرة تعرف إن بنات الناس مش لعبة في إيدك."
وبالفعل يمسك عاصي بـ كاظم من قميصه ويسحبه بقوة إلى خارج المنزل أمام الجميع، وهو يقول بغضب وصوت عالٍ: "إياك ثم إياك تفكر مجرد تفكير إنك ترجع على البيت ده تاني يا كاظم! ولا هانسَ إنك أخويا وهاعمل حاجة مش هتعجبك."
ينظر محمد إلى حنين ويقول: "تعالي يلا يا حنين، انتي مش بقى لكِ أكل عيش هنا."
يرد خالد قائلاً: "حنين هترجع تعيش في بيتها من أول وجديد."
ترد نوال بحزن: "بس دي بقت بنتي يا أستاذ خالد، ومافيش بنت بتعيش بعيد عن حضن أمها."
ينظر عاصي إلى حنين وهو يقول دون مقدمة: "تقبلي تتجوزيني يا حنين؟"
السادس عشر
يقف عاصي وهو ينظر إلى حنين بعد أن أخرج كاظم من المنزل، بينما قالت نوال: "خير، مالك يا عاصي، يا ابني، ساكت ليه كده؟ قول حاجة للأستاذ خالد وللشباب عاوزين ياخدوا حنين من البيت."
وهنا يكتشف عاصي أنه كان يحلم لا أكثر، ينظر إلى حنين بخجل وهو يقول: "أنا عارف يا آنسة حنين أن اللي عمله كاظم ما كانش سهل، وأكيد ما فيش حد هيغصبك على حاجة، والقرار في الأول والآخر هيكون ليكِ. إذا حابة تفضلي في شغلك، هتكوني فرد من العيلة. حابة ترجعي مع عمي خالد برحتك، بس اللي أنا مش موافق عليه إنك تروحي وتعيشي مع خمس شباب تحت سقف واحد."
يرد محمد بحنق قائلاً: "حنين عاشت معنا أسبوعين في البيت، ويشهد ربنا أنه ما فيش واحد فينا بص لحنين أكتر من أخت وهي تقول بكذب لو أنا كذاب."
يردف خالد قائلاً وهو ينظر إلى محمد: "يا ابني، إحنا مش بنقول العيب فيكم ولا أنتم مش كويسين. بالعكس، أنتم عملتم اللي كان المفروض أنا أعمله، بس يا ابني، إحنا مش عايشين لوحدنا في مجتمع مش بيرحم ومش بيسيب حد في حاله."
كل هذا يحدث وحنين تنظر إلى رياض والدموع تتسابق على خديها، ولا تصدق أنها اكتشفت أن لديها أخاً يكون هو السبب في تدمير حياتها. تذهب سلوي اتجاه حنين وهي تقول بمكر الثعالب: "أنا بعتذر منك، مدام نوال، أنتي وعاصي والشباب، بس حنين بنتنا وإحنا اللي مربينها. بس للأسف اللي حصل ده كان سوء فهم، عمل كسر صغير في العلاقة الجميلة اللي بتجمعنا بحنين، وإن شاء الله هيتصلح وحنين هترجع تعيش في بيتها من أول وجديد."
تنظر حنين ونوران إلى سلوي باندهاش، وهم أكثر اثنين يعلموا أن سلوي لا تحب حنين، ولا يقدر أحد أن يستوعب ما تنوي هذه الشيطانة فعله. بينما ذهب خالد اتجاه حنين وهو يقول بتوسل: "بترجّكي يا بنتي، وافقي ترجعي على البيت معايا، خليني أعوضك على كل اللي حصل لك. عارف أن كلنا غلطنا في حقك، بس واثق أن قلبك أبيض وبتسامحي. رجاءً وافقي يا حنين."
يقول كذلك وهو يمسك يدي حنين بين يديه، بينما شعرت حنين بشيء دافئ يسقط على كف يديها. تنظر إلى خالد الذي هربت من عينيه دمعة، وهي تقول بحزن من رؤية دموع هذا الرجل الذي طوال عمرها لم تَرَ منه غير كل خير: "معقولة في أب في الدنيا يطلب السماح من ابنته؟ وبعدين ما فيش بنت تزعل من أبوها لو عقابها أو زعق لها. أكيد بيكون علشان مصلحتها أو علشان خايف عليها، وأنا مش زعلت أبداً منك."
ثم تنظر إلى رياض بكسر وهي تقول ببكاء: "ربنا يسامح بقى اللي كان السبب."
ينظر رياض إلى حنين بخجل ودموع الندم تسارع على وجهه: "أنا آسف يا حنين، مش هاطلب منك السماح علشان عارف أني ما أستهلش، بس ها طلب منك طلب صغير. رجاءً عاقبني أو اضربني، اعملي أي حاجة، المهم أني أتعاقب وأرتاح من تأنيب الضمير ده."
تنظر حنين إلى رياض وهي تقول بدموع: "عقابك هو أني مسامحك يا رياض."
ثم تنظر إلى نوال وتقول: "وانتي يا ست يا طيبة، أنا عمري ما شفت حد بطيبة قلبك، وأنا مهما بعدت، هكون حنين بنتك وهفضل أجي على الشغل زي ما أنا."
تردف سلوي قائلة، دون وعي: "لا يا حنين، أنتي مش هاترجعي على البيت ده تاني."
ينظر الجميع إلى سلوي بدهشة، بينما تقول سلوي وهي تحاول أن تصلح ما قالت: "أصدي أن حنين مش هاتشتغل خادمة تاني، وهي مش خادمة ولا أي يا خالد."
يرد خالد قائلاً: "معكِ حق يا سلوي، حنين مش خادمة ولا عمرها كانت خادمة. يلا يا حنين، يا حبيبتي، علشان نرجع البيت."
ترد حنين قائلة بابتسامة: "حاضر، بس خمس دقائق."
ثم تذهب حنين باتجاه باب المنزل وتفتحه، وتذهب أمام الجميع باتجاه كاظم الذي كان يقف خلف الباب، ثم تقف أمامه وتقول: "أنا مسامحك يا كاظم."
ثم تنظر إلى عاصي وتقول: "بعد إذنك يا دكتور عاصي، دخل أخوك البيت ومش ينفع أنك تطرده من بيته علشان بنت."
عاصي بدهشة: "أنتِ بتقولي إيه؟ هو غلط؟"
تقاطع حنين عاصي قائلة: "هو غلط في حقي، وأنا سامحتُه."
نوال بدموع وهي تنظر إلى كاظم: "بس يا بنتي، اللي هو عمله معاكي مش يستاهل السماح."
ترد حنين: "ربنا سبحانه وتعالى غفور رحيم وبيسامح العابد علي أكبر الذنوب، يبقى إحنا مين علشان نقول يستاهل السماح أو لا؟ أنا سامحت الأستاذ كاظم علشان ضميري يكون مرتاح، ومش بحب أفضل شايلة في قلبي. اتفضل يا أستاذ كاظم، ادخل بيتك، الله يصلح حالك ويغفر لك."
تسحب كاظم أمام الجميع وتدخله الي المنزل. ثم تنظر الي الشاب وهي تقول بحب أخويا وتبتسم والدموع في عينيها: انتم اجمل خوات في الدنيا ولو كان عندي خوات مش هيكون افضل منكم ولا كانوا عملوا اللي انتم عملتوا معايا وربنا يعلم معزة كل واحد فيكم في قلبي بس انا لازم ارجع مع الاستاذ خالد وزاي ما قال المجتمع مش بيرحم حد وانا بنت وانتم خمس شاب علشان كده ما ينفعش ارجع معاكم وهنفضل خوات طول العمر.
يرد محمد بحزن قائلاً: خلاص براحتك يا حنين المكان اللي يريحك خليكي فيها بس عاوزك دايما تفضلي فكره انك عندك خمس خوات بيحبوكي ومستعدين يعملوا اي حاجه علشانك.
ينهي حديثه ويذهب دون قول شيء أخرى يقف علي أمام حنين وقال. بينما كانت تنظر حيث ذهب محمد الذي تعجبت من نظرته اليها والحزن الظاهر عليه: خدي بالك من نفسك كويس يا حنين ولو احتاجتي اي حاجه كلامنا.
يقول عماد بحزن وهو ينظر الي حنين نظرة غير مفهومه: خدي بالك من نفسك يا حنين.
ثم يذهب خلف محمد ويذهب خلفها كل من علي ورياض الذي نظر اليها بحزن وخجل.
وضع خالد يديها علي كتف حنين وهو يقول: يلا يا حنين ياحبيبتي نرجع بيتنا.
أبتسمت حنين بحزن وذهبت وعانقة نوال بحب ودع خالد عاصي واخذ حنين ونوران وسلوي وغادر.. نظر عاصي بغضب الي كاظم ودلف الي المنزل دون قول شيء. ونظرة نوال بخيبة أمل الي كاظم وتركته وذهبت خلف عاصي. مسح كاظم العرق عن وجهه وظلت واقف وهو يشعر بالخوف والقلق من صمت عاصي.
----
في منزل خالد، في غرفة سلوي، تدخل نوران دون استئذان وتقول بغضب: "ممكن أفهم إيه اللي حضرتك عملتيه ده؟ إحنا لم صدقنا أن نخلص منها، وحضرتك رحت عملتِ نفسك الملائكة اللي ماشية على الأرض ورجعتها على البيت تاني."
تجلس سلوي على الكرسي أمام المرآة ببرود، كما لو لم يوجد أحد في الغرفة، يشتعل من الغضب، وتقول بهدوء: "العصبية مضرّة للصحة."
نوران بدهشة: "نعم، يا أختي."
ترد سلوي بخبث: "لو كنتِ ذكية، كنتِ فهمتي من نفسك أنا ليه عملت الحركة دي."
نوران باستفهام: "مش فاهمة، أنتِ عاوزة توصلي لي إيه؟"
سلوي دون مقدمة: "عاصي معجب بحنين، ولو ما كنتش عملت كده، كانت حنين فضلت في بيت عاصي وكان الإعجاب انقلب لحب وغرام."
نوران بدهشة أكثر: "أنتِ بتقولي إيه؟ عاصي معجب بحنين؟ ازاي؟ مش فاهمة."
الكاتبة صباح عبدالله فتحي
سلوي: "لو كنتِ ركزتي على نظرات عاصي لحنين ورد فعله على اللي حصل، كنتِ فهمتي من نفسك أن عاصي معجب بحنين. ولازم نعمل حاجة قبل ما ينقلب الإعجاب لحب. وأنا شايفة إن أم عاصي متعاطفة مع حنين زيادة عن اللزوم، ومن غير شك، لو عاصي اعترف بإعجابه لحنين، هتكون هي زوجة عاصي مش أنتِ."
نوران بغضب: "لو اللي أنتي بتقولي ده حقيقة، أنا هقتلها وأشرب من دمائها. عاصي ليا أنا وبس، ده أنا أموت فيها لو بقي لواحدة غيري. أنتِ ما تعرفيش أنا بحبه قد إيه."
ترد سلوي قائلة: "يبقى لازم تحاربي علشان تكسبي حبك، ومش تسمحي لحتة خادمة تأخذوه منك. وأول حاجة لازم تعمليها هي تقتلي الإعجاب اللي في عيون عاصي تجاه حنين."
نوران بذهول: "ازاي؟ مش فاهمة."
سلوي بخبث وهي تنظر إلى انعكاس صورتها في المرآة: "هقولك إزاي دلوقتي. بعد اللي حصل ده، الكل شايف إن حنين ملاك ماشي على الأرض، وبالأخص عاصي. وممكن اللي حصل ده يكون كافي إن عاصي يحب حنين، وبالأخص بعد ما سامحت كاظم أخوها ورجعته على البيت. كل اللي عليكي دلوقتي هو تتصرفي بذكاء وتخلي عاصي وأمه يفكروا إن حنين بنت كذابة وبتخدع الكل بوشها البريء، وإن هي مش زي ما الكل شايفها."
نوران: "طيب، بس إزاي أعمل كده؟"
سلوي بخبث: "هقولك."
نوران بدهشة: "يالهوي، لو حد عرف حاجة عن اللي أنتي بتقولي ده، هانروح في مصيبة، وعاصي هايحب حنين وهيتأكد إنها بنت صادقة بجد، وهطلع أنا الشريرة والبنت الشمال في عينيه."
سلوي: "لو أنتي ذكية، هتعرفي تلعبينها صح."
يتبع
تفاااااااااعلووووووو لو حابين نكمل التفاعل نازل خالص يا غالين
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺