رواية_عشقه_عذاب_أحببته_فخذلني الفصل الاول بقلم الكاتبة_شهد_الشورى حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
رواية_عشقه_عذاب_أحببته_فخذلني الفصل الاول بقلم الكاتبة_شهد_الشورى حصريه وجديده على مدونة أفكارنا
ليث أحمد الراوي :
شاب في التاسع والعشرين من العمر، يتمتع بقدر كبير من الوسامة والجمال، ذو شعر بني ناعم وعينين بنيتين كالقهوة، من عائلة ثرية جدًا، يدير مجموعة شركات الراوي للمعمار، يتسم بالغرور والاهتمام المفرط بالمظاهر
_________
رهف احمد الراوي :
الشقيقة الصغرى لليث، تبلغ من العمر اثنين وعشرين عامًا، طالبة في السنة الرابعة بكلية الهندسة، تتسم بشخصية مختلفة تمامًا عن شقيقها
___________
مراد الألفي :
ابن خالة ليث، يبلغ من العمر تسعة وعشرون عامًا، وسيم جدًا ويمتلك شخصية مرحة، لكنه يصبح خطيرًا عند الغضب، فقد والديه في سن السابعة وانتقل للعيش مع خالته نورا وزوجها، يعتبر ليث شقيقه ورهف شقيقته الصغرى، ويدير شركات الراوي مع ليث
___________
غرام حسام شرف الدين :
فتاة شديدة الجمال، حساسة جدًا وتبكي لأقل الأسباب، تنتمي إلى عائلة متوسطة الحال، تبلغ من العمر اثنين وعشرين عامًا، هي طالبة في السنة الرابعة بكلية الهندسة
___________
عز حسام شرف الدين :
الأخ الأكبر لغرام، يبلغ من العمر سبعة وعشرين عامًا، يعمل طبيب علاج طبيعي في إحدى المستشفيات الكبرى التابعة لعائلة الراوي
___________
ورد أيمن :
الصديقة المقربة لغرام منذ الطفولة، فتاة مرحة وعنيدة جدًا، تحب غرام بشدة وتعتبرها شقيقتها، تبلغ من العمر اثنين وعشرين عامًا، طالبة في السنة الرابعة بكلية الهندسة
___________
شاهيناز (شاهي) :
زميلة غرام وورد في الجامعة، فتاة مادية تنتمي إلى عائلة غنية، تكره غرام بشدة، في الثانية والعشرين من العمر، طالبة في السنة الرابعة بكلية الهندسة
__________________
أحمد ونورا :
والدا ليث ورهف
____________
حسام وناهد :
والدا عز وغرام
_________________
الفصل_الأول
رواية_عشقه_عذاب_أحببته_فخذلني
الكاتبة_شهد_الشورى
بأحد الأحياء الهادئة، حيث تلك البناية التي تحمل بين جدرانها قصةً من البساطة والألفة، تحديدًا في الطابق الثالث، هناك شقة صغيرة يغلب على أثاثها تواضعٌ عتيق، لكنها تنبض بروحٍ دافئة تسرق الأنظار إنه منزل "حسام أبو الفضل" الرجل الذي اختار أن يبني عائلته على أساس الحب الصادق، بعيدًا عن زينة الحياة الزائفة
داخل غرفة صغيرة، تتنفس البساطة جمالًا، يحتضنها فراش بسيط مغطى بغطاء مهدب الأطراف، وخزانة خشبية تحمل آثار الزمن بفخر وفي زاوية الغرفة، مكتبٌ صغير، وكأنه شاهد صامت على أحلام فتاةٍ لم تكتمل بعد، هناك، جلست غرام، بعينيها الطفوليتين، تتبع كلمات القرآن الكريم المنبعثة من التلفاز، صوتها الخفيض يتمايل بين الرقة واليقين، وكأنها تخاطب السماء بشفافية روحها
غادرت غرفتها بخطوات هادئة نحو طاولة الطعام، حيث يجتمع والداها وشقيقها عز، ألقت عليهم تحية الصباح برقة :
صباح الخير
فردوا جميعًا بتحية تملؤها المحبة، لكنها كانت تأكل بصمت، عيناها تسرقان نظرات خجولة تجاه والدها وشقيقها، مترددة في طلب المال
أنهى عز طعامه ثم نهض وقال مبتسمًا :
أنا رايح الشغل
لكن قبل أن يغادر، مد يده ليضع ظرفًا صغيرًا في يد شقيقته قائلاً بهدوء وهو يلثم جبينها بحنان :
خلي بالك من نفسك
خجلت غرام، لكنها تمتمت بشكرٍ خافت وهي تودعه بنظراتها، ثم غادرت المنزل بعده
.......
وعلى الجانب الآخر، في أحد الأحياء الراقية التي لا تعرف سوى رفاهية مترفة، بداخل فيلا كبيرة بتصميم عصري، تبدو كأنها لوحة فنية تُعرض في معرضٍ للنخبة، هنا يسكن "أحمد الراوي" مع عائلته، التي تضم زوجته "نورا" وأبنائه "ليث ورهف" إضافةً إلى ابن شقيقة زوجته "مراد" الذي صار فردًا من العائلة بعد أن فقد والديه في حادث أليم منذ سنوات طويلة
في إحدى غرف الفيلا الفسيحة، يقف ليث أمام مرآة تعكس وسامة مفرطة تسلب الأنفاس، لكنه لم يكن يفتخر بجماله فحسب، بل كان يغلفه بغرورٍ يكاد يثقل الهواء من حوله، عيناه الزرقاوان تنظران إلى هيئته بكل ثقة، وكأن الكون بأسره يدور حوله
عندما نزل إلى غرفة الطعام، كان والداه يتناولان الإفطار، يتبادلان نظراتٍ تشي بحبٍ ما زال مشتعلًا رغم السنوات، ألقى عليهما ليث التحية بهدوء :
صباح الخير
فردا الصباح عليه، والخادمة سارعت لتقديم القهوة، خوفًا من نظراته الحادة
لم يمر صباح في هذا المنزل دون أن يترك ليث بصمته المغرورة، فذات يوم، صرخ بحدة :
ليه تعملي حاجة بإيدك يا ماما، أومال الخدم دول بيعملوا إيه
كانت كلماته كالسهام، تُجرح حتى من لم يكن معنيًا بها، الجميع هنا يعرفه مغرورًا، وقحًا، قاسيًا، إلا أن والدته كانت ترى في داخله شيئًا من بقايا الطفولة التي قضتها جدته بتشكيله على شاكلتها
سألهما ليث ببرود :
مراد ورهف فين؟
أجابته والدته بابتسامة صغيرة :
رهف راحت الجامعة، ومراد عنده شغل
صمت ليث وهو يرتشف قهوته، لكن نظرات والدته كانت تحمل حزنًا دفينًا، فقالت بتردد :
ليث، كنت عايزاك ترجع بدري النهارده...جيرانا الجدد هيزورونا، وعندهم بنت جميلة كنت حابة تتعرف عليها
رد عليها بجمود :
عندي شغل، خلي مراد يشوفها يمكن تعجبه !!
ثم نهض مُلقيًا كلماته الأخيرة وكأنها حكم لا رجعة فيه
التفتت فريدة إلى أحمد وقالت بضيق :
بيتهرب من الموضوع ده كل ما يتفتح، وانا نفسي اوي أفرح بيه هو ومراد
أجابها أحمد بهدوء :
سيبيهم على راحتهم يا حبيبتي، مسيرهم في يوم هيتجوزوا، الموضوع ده بالذات مينفعش فيه غصب ولا تخطيط، هما مش صغيرين....دول رجالة
حركت رأسها موافقة، لكنها أضافت بصوت مثقل بالقلق :
عارفة... بس كل ما نفتح الموضوع، كل واحد فيهم يقولي مش هنتجوز خالص ومعرفش إيه، بصراحة ده بيقلقني يا أحمد
نظر إليها بابتسامة دافئة وحب يفيض من ملامحه، وقال بنبرة غزل صافية :
ما انا كنت زيهم في يوم من الأيام، وكنت بفكر زيهم، لكن أول ما شوفتك نسيت كل الكلام ده، وكان كل همي وقتها إني أتجوزك يا قلبي
ابتسمت له بسعادة تضيء وجهها، فأمسك يدها برفق ولثمها قائلاً بحنان :
ماتشغليش بالك بحاجة يا روح قلبي، ليث ومراد رجالة كبار مش صغيرين
اكتفت بالإيماء بصمت، بينما واصل أحمد حديثه بهدوء :
صحيح، كنت هنسى، أنا قربت أوصل ليهم، عنوانهم هيكون عندك قريب اوب
بادرت نورا بالرد بلهفة ممزوجة بالحنين :
ياريت يا أحمد....دي وحشتني أوي، الدنيا تلاهي، أنا انشغلت مع الأولاد والدنيا خدتني، وهي كمان أكيد كده، ومتقابلناش بقالنا سنين طويلة
اقترب منها ولثم جبينها بحنان، ثم قال وهو يستعد للمغادرة :
أنا وعدتك، وهتشوفيها في أقرب وقت، أنا لازم أروح الشركة، سلام يا حبيبتي
ردت عليه بحب :
مع السلامة يا حبيبي، في حفظ الله
.......
توقفت السيارة البيضاء الفارهة أمام القاعة الرئيسية لإحدى الجامعات الحكومية، بدا المشهد وكأنه مشهدٌ متناقض، سيارة تعكس الرفاهية والرقي وسط بيئة بسيطة، إنها سيارة "رهف" الابنة الصغرى لأحمد الراوي.....رهف التي أبت أن تدرس بجامعات خاصة رغم استطاعة والدها، لأنها أرادت أن تعيش تجربة حقيقية بمجموعها في الثانوية العانة والآن هي طالبة بالفرقة الرابعة، لم تُكون صداقات تُذكر، كانت تعرف أن معظم من يحاول التقرب منها لا يرونها سوى ابنة رجل ثري، وليس الفتاة البسيطة التي تبحث عن أصدقاء حقيقيين
خرجت من قاعة المحاضرات، تسند جسدها النحيل إلى سيارتها، والسماعات في أذنيها تعزلها عن العالم، لفت انتباهها تلك الفتاتان اللتان اعتادت رؤيتهما دائمًا معًا، تضحكان وتتشاركان الطعام كأنهما شقيقتان "غرام" و"ورد" متفوقتان ومعروفتان بنجاحهما وشخصيتهما المميزة
ابتسمت رهف بحزن خفي، تتمنى لو تجد مثل هذه الصداقة في حياتها، وبينما كانت تفكر، التقت عيناها بعيني غرام، بادرتها بابتسامة هادئة، فردت غرام الابتسامة بلطف، لتجد رهف نفسها تتقدم نحوهما دون أن تدرك قائلة :
مساء الخير
ردتا معًا، وابتسامتهما تكسر الحاجز :
مساء النور
تابعت رهف بحذر :
ممكن أقعد معاكم ؟
رحب الاثنتان بها، وجلست معهما على العشب، فقالت وهي تحاول إخفاء خجلها :
أنا اسمي رهف....وأنتم؟
أجابت عليها غرام بصوت هادئ :
أنا غرام، وهي ورد
ابتسمت رهف وقالت :
أساميكم جميلة اوي
ضحكت ورد بخفة ثم قالت:
وإنتي كمان اسمك حلو
سألتهما رهف بلطف :
أنتم صحاب من زمان؟
ردت عليها غرام وهي تنظر لورد بحب وصدق :
من ابتدائي....إحنا جيران وأهلنا أصحاب من زمان
ابتسمت رهف ابتسامة حزينة، وكأنها تحمل في ثناياها عبئًا ثقيلًا لم تستطع التخلص منه، وقالت بصوت منخفض :
أنا معنديش صحاب....يعني علاقتي بكل الناس مجرد زمالة مش أكتر، الكل بيحاول يتقرب مني لسبب، لكن الحقيقة، أنا كنت بشوفكم من سنة أولى، وكان عندي أمل إني أتكلم معاكم وتكونوا صحابي....
نظرت لها ورد بابتسامة هادئة، حيث بدا واضحًا أن رهف تخفي وراء كلماتها الكثير من التوتر والقلق، كان توترها ملموسًا في نبرة حديثها، وقد لاحظت ورد بوضوح أن تلك الفتاة تعاني من قلة الثقة بنفسها، رغم محاولاتها المتكررة لإخفاء ذلك، لكن، في تلك اللحظة، فهمت ورد بعمق ما تمر به رهف....تبادلت النظرات مع غرام، وأجابتا معًا بابتسامة حقيقية، مملوءة بالراحة :
أكيد، مفيش مانع....يشرفنا تكوني صاحبتنا
ابتسمت رهف، لكنها ابتسامة لم تكتمل، وكانت تحمل معها إحساسًا متناقضًا من الارتياح والحذر وضعت غرام بيدها بعض السندويشات التي تعدها والدتها يوميًا لها ولورد، نظرت رهف إليها بعينين محملتين بالحرج، تناولتهم منها بخجل، وكأنها تلمس بداية لحظة مختلفة في حياتها
بدأ الثلاثة يتبادلون الحديث، ومع مرور الوقت، بدأت رهف تنفتح تدريجيًا، وتفاصيلها الحذرة تتحول إلى كلمات أكثر سلاسة، كان هناك نوع من الانسجام الذي بدأ يتسلل إلى اللقاء، كأنهما بدأوا في بناء شيء عميق وغير مرئي، ومع نهاية الحديث، تبادلوا أرقام الهواتف، وفي تلك اللحظة كان من الواضح أن شيئًا جديدًا قد بدأ بينهما
في نفس الوقت، توقفت سيارة سوداء فاخرة قربهم، نزلت منها "شاهي" ابنة إحدى العائلات الثرية....نظرتها المليئة بالاشمئزاز جالت المكان، وكأنها ترفض كل ما تقع عليه عيناها، كانت تكره هذه الجامعة، وترى نفسها أعلى شأنًا من جميع من يدرسون بها، فكم تمنت لو كانت تدرس في أحد الجامعات الخاصة الكبرى، حيث البيئة التي تناسب مكانتها، لكن والدها، بحكمته أو ربما تعنتًا، قرر أن يجعلها تنتمي لهذه الجامعة الحكومية، كنوع من العقاب على تصرفاتها التي اعتبرها طائشة
وقع نظرها على رهف، تلك الفتاة التي لا تطيقها من الأعماق، كانت تراقبها بخبث، تعرف أن شقيقها هو هدفها المعلن، ولكن ما أغاظها أكثر هو أنها وجدتها الآن تضحك مع غرام، تلك التي كانت "أكثر الناس كرهًا لها"، قلبها يغلي غضبًا، لكن كانت الملامح على وجهها لا تظهر سوى هدوء زائف، اقتربت بخطوات واثقة نحوهن، وفي عينيها بريق قاسٍ، قبل أن تنطق بكلماتها الساخرة المحتقرة :
مش معقول، رهف أحمد الراوي نزلت بمستواها وبتكلم الأشكال دي، ذوقك في اختيار الناس اللي بتتكلمي معاهم وحش اوي يا رهف
كادت رهف أن ترد عليها، لكن ورد سبقتها قائلة بنبرة غاضبة :
مالهم الأشكال دي، مش عاجبينك ليه، ما تشوفيش نفسك أوي كده، ده إنتي من غير فلوس أهلك اللي عمالة تتنطتي بيها على الخلق ولا تسوي
كانت تلك الكلمات بمثابة سلاح يذبح كل ادعاءاتها، لوت ورد شفتيها بسخرية، وأكملت :
وبعدين، الكلب لو كان بص على ديله مكنش اتريق على غيره يا حبيبتي
ضحكت رهف وغرام من كلمات ورد وأمثالها الحادة، لكن غضب شاهي كان واضحًا فصرخت عليها :
اخرسي، قطع لسانك يا جربوعة، مبقاش إلا واحدة زيك تغلط في أسيادها و.....
قاطعتها رهف قائلة بحزم، ونظرتها تخلو من الخوف :
في إيه يا شاهي، هو انا كنت طلبت رأيك في اللي بقف معاهم ولا بكلمهم، بتتدخلي بصفتك إيه، ويكون في علمك، آخر مرة هسمحلك تتكلمي معايا أو مع حد أعرفه بالأسلوب ده.....مفهوم
ثم غادرت مع غرام وورد، تاركات شاهي في حالة غليان، تكاد تنفجر من شدة الغضب !!!!!
..........
في نهاية اليوم، وقبل أن يغادروا، عرضت رهف عليهما توصيلهما، قائلة بنبرة رقيقة :
تعالوا يلا، أوصلكم ونكمل كلام في الطريق
اعتذرت غرام منها، وقالت بصوت خافت :
ما تتعبيش نفسك، إحنا بنركب من قدام الجامعة علطول وبننزل قدام البيت، نتقابل بكرة ان شاء الله
لكن رهف أصرت، لكنهما رفضتا، وما ان غادرت قالت ورد بابتسامة صغيرة :
طيبة اوي، شكلها معندهاش ثقة في نفسها، مفكرة إن لولا أبوها محدش كان هيكلمها ولا يحبها
أومأت غرام بصمت، لكن عقلها كان شاردًا بشيء آخر !!!!!
.......
بشركة الراوي للمعمار
كان الجميع بغرفة الاجتماعات غارقين في مناقشات العمل، بينما جلست هي وسطهم تتابع كل كلمة تُقال، تسجلها على هاتفها بتركيز شديد، وما أن انتهى الاجتماع، غادرت بهدوء متوجهة إلى الحمام حيث أجرت اتصالًا هاتفيًا، روت باختصار ما جرى في الاجتماع، ثم استمعت لتعليمات الطرف الآخر الذي أنهى حديثه بنبرة مليئة بالغل :
لازم أخليه يخسر كل حاجة وأدمره
سألته بتردد، وكأنها تخشى إجابة ستحملها إلى طريقٍ مجهول :
معلش يا باشا، سؤال....هو ليه حضرتك عايز تأذيه كده ؟
جاء الرد كالصاعقة، ممتلئًا بالغضب :
وانتي مالك، اعملي اللي بقولك عليه وانتي ساكتة، لا أكتر ولا أقل....وإلا إنتي عارفة كويس إيه اللي هيحصلك
أجابته سريعًا، وقد تسرب الخوف إلى نبرتها :
تحت أمرك يا باشا، كل اللي حضرتك قولته هنفذه....بس متنساش حلاوتي
قالت الأخيرة بطمع، فرد عليها ببرود جليدي :
نفذي اللي طلبته من غير غلطة، وساعتها هتاخدي اللي اتفقنا عليه.....وزيادة كمان !!
ثم أغلق الهاتف في وجهها دون أن ينتظر ردها، وهو يضغط على الهاتف بيده بغضب، متمتمًا بغِل دفين :
هفضل وراك لحد ما أدمرك يا ابن الراوي....يا أنا يا أنت على وش الدنيا !!!
......
على الطريق كان ليث ومراد قد انتهيا من أعمالهما، وفي طريق العودة كان ليث منشغلًا في حديثه مع مراد عن تفاصيل العم، ولم ينتبه لتلك الفتاة التي ظهرت أمام السيارة فجأة !!!!!!
ضغط على المكابح في اللحظة الأخيرة، متجنبًا كارثة كادت أن تُنهي حياتها، ثم خرج من السيارة بفزع، وكذلك مراد، الذي اقترب منها سريعًا يسألها بقلق :
انتي كويسة يا آنسة، حصلّك حاجة ؟
حركت رأسها إيجابًا، لكن عينيها ظلتا متسعتين من هول الصدمة، لقد كانت على بُعد خطوة واحدة من الموت !!!
اقترب ليث هو الآخر، وعينيه تتفحصانها بهدوء، حاولت التحرك، لكن الصدمة أثقلت خطواتها، وكادت ان تسقط على الأرض، فتحرك ليث بسرعة ليمسك بها قبل أن تهوي، لتلتقي أعينهما للحظات زلزلتها من الداخل، شعور غريب اجتاحها، لم تفهم سببه !!!
ابتعدت عنه بخجل، خاصة عندما أدركت أنه يمسكها من ذراعها، وقبل أن ينطق أي منهما، جاء صوت فتاة من الخلف، تصرخ بفزع :
غرام، مالك، حصل إيه ؟
انها ورد، التي طلبت من غرام أن تسبقها إلى المنزل، فهي ستشتري بعض الأغراض، لكن غرام، بخوفها الدائم من عبور الطرق، واجهت أصعب لحظة في حياتها
ردد مراد باعتذار :
احنا آسفين يا آنسة، الحمد لله إنها عدت على خير
قاطعه ليث قائلاً بنبرة حادة :
إيه آسفين دي، هي اللي المفروض تعتذر، عامية يعني عشان تعدي من غير ما تاخد بالها من العربيات، كانت ناقصاها هي كمان انهارده !!!
رددت غرام في داخلها "ليته لم يتحدث" كلماته الفظة أحرقتها، لكنها لم تعتد الرد، خاصة أمام الرجال، فشعرت بالارتباك والخجل رغم أنها لم تكن مخطئة، لكن ورد لم تصمت، وردت بغضب على ليث :
اتكلم بأسلوب عدل يا جدع انت، يعني غلطان وبجح كمان، هي ما بتعرفش تعدي، وانت ما بتعرفش تسوق
قبل أن يرد ليث ويوبخها على حديثها الصاخب، أمسكت غرام بيد ورد، محاولة تهدئتها :
يلا يا ورد، مش مستاهلة خلاص، الحمد لله عدت على خير
ردت عليها ورد بضيق :
الحمد لله، بس هو اللي بدأ وطول لسانه
تدخل مراد سريعًا، قائلاً باعتذار :
أنا آسف يا آنسة، معلش، امسحيها فيا، تحبوا نوصلكم في أي مكان
أمسكت غرام بيد ورد بقوة، متجاهلة العرض، وقالت بهدوء بينما تلقي نظرة خاطفة على ليث الذي لم يتوقف عن إلقاء نظرات غاضبة نحوها :
متشكرين، بعد اذنك
بعد أن غادرت الفتاتان، التفت مراد إلى ليث، وقال بضيق :
لازم يعني تعاند، إنت اللي غلطان، مش هي، كنت مشغول و بتكلمني ومش مركز في السواقة
رد عليه ليث بعناد ومكابرة :
يعني هي مش شايفة عربيتي وهي بتعدي، هي اللي غلطانة، ليث الراوي ما بيغلطش
ثم تابع بضيق واضح :
يلا بقى، ضيعنا اليوم كله عليها
رد عليه مراد باستياء من أسلوبه :
قول لنفسك
البارت خلص 🔥 ♥️♥️
يتبع
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺