رواية حب رحيم الجزء الثاني الفصل الرابع بقلم سمر عمر حصريه وجديده على مدونة أفكارنا

رواية حب رحيم الجزء الثاني الفصل الرابع بقلم سمر عمر حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


رواية حب رحيم الجزء الثاني الفصل الرابع بقلم سمر عمر حصريه وجديده على مدونة أفكارنا 


 اذكروا الله يا جماعة الخير 💙💙.. 

" المشهد 4.. "

"  حكاية رحيم.."  

الساعة الثامنة والنصف مساءً ..وصل رحيم إلى المنزل حاملًا ثلاثة من حقائب الهدايا ..وقف أمام غرفة ندى ودق الباب مرتان ولا يوجد رد ..فقام بفتح الباب ونظر في جميع أنحاء الأركان ثم دخل ليقف بجوار الفراش وقام بإخراج فستان أسود طويل له ذيل من الشيفون يبدأ من عند الكتف ..وضعه على الفراش وقام بوضع ظرف أبيض فوقه ثم خرج مغلقـًا الباب خلفه.. 

صعد إلى الطابق العلوي و وضع حقيبة بجوار غرفة أشرقت ثم دخل غرفة ريان ليجده جالسـًا على الأرض ويلعب العاب الفيديو.. أغلق رحيم الباب وتقدم نحوه واغلق التلفاز فنظر ريان إليه بتذمر بينما جلس رحيم إلى جواره وأخرج طائرة كبيرة من الحقيبة و وضعها أمامه وهو يقول مبتسمـًا : 

-شوف بابي جبلك أيه 

أبتسم ريان وفتح العلبة ليخرج الطائرة ورأى معها جهاز تحكم ..وضعها رحيم على الأرض وأخذ جهاز التحكم ليضغط على زر الطيران لترتفع للأعلى ..فشهق ريان بسعادةٍ ناظرًا  إليها بإعجاب ثم صفق فنظر رحيم إليه بطرف عيناه ثم ضغط على زر الهبوط لتهبط وجعلها تتحرك حتى وقفت أمام ريان ثم وضع جهاز التحكم جانبـًا ..فنهض ريان وجلس على قدم والده ليعانقه فضمه رحيم إليه بكلتا يديه مغمض العينين مشتاقـًا لذلك العناق والذي يجعله يشعر بالنشوة ..وينسى إرهاق اليوم بذلك العناق.. 

أخذ يمسح على شعره وطبع قبلةً على وجنتهِ ثم ابتعد عنه قليلًا لينظر إليه عن قرب وتحدث بهدوء : 

-ليه بقى مش بتحب ندى ؟! 

قطب  حاجبيه قليلًا واجاب بتذمر طفولي : 

- علشان مش عايز مربيه ..أنا عايز مامي 

أحاط وجنتيهِ براحتي يديه قاطبـًا جبينه قائلًا بهدوء : 

-حبيبي مامي مش هتيجي تاني ..وندى بتحبك جدًا وكمان بتحب أشرقت ..اسمع الكلام 

أومأ بالإيجاب فقبله على وجنتهِ ثم تركه يلعب بالطائرةِ ونهض مغادرًا الغرفة ..حمل الحقيبة التي تركها ثم دق الباب فأذنت ندى بالدخول.. دخل ليرى ندى تجلس مع أشرقت على الأرض تشاركها في عمل اشكال بالمكعبات ..نظرت ندى إليه ولكن سرعان ما أشاحت بوجهها بعيدًا ..قال بهدوء وعيناه مثبته على ندى : 

-ندى لو سمحتي سبيني مع أشرقت شوية 

رفعت حاجبيها بمجرد أن استمعت إلى أسمها من صوته الهادئ.. فابتلعت لعابها وقد تحركت المشاعر داخلها من جديد بعد أن غضبت منه اليوم ..نهضت ونظرت إليه بحزن واضح وهي تومئ بالموافقة ثم اتجهت صوب الباب فأمسك بمرفقها وهي تسير  بجواره لتتوقف عن السير.. ونظرت إلى يده أولًا ثم رفعت رأسها إليه ..لترى وجهه عن قرب ولحيته التي تجعله أكثر وسامةً ..فيما تحدث بثبات دون أن ينظر إليها : 

-روحي اوضتك أنا هقعد معاها لحد ما تنام 

ثم ترك مرفقها و وقفت تنظر إليه لوقت ليس قليل ثم تركته وغادرت الغرفة دون التفوه بكلمة ..تقدم نحو صغيرته ليجلس إلى جوارها وحملها واضعـًا إياها على قدميه وقبلها على وجنتها بلطف ثم قال : 

-بابي جاي يعتذر لسمو الأميرة أشرقت 

نظرت إليه بابتسامة طفولية وقالت دون مقدمات : 

-اتجوز ندى يا بابي 

اختفت ابتسامته محدقـًا بها في ذهول.. كلماتها وقعت عليه كالصدمة لم يصدق ما هتفت به فتساءل بصوت منخفض : 

-أنتِ قلتي أيه ؟! 

كررت حديثها فتنهد بعمق محدقـًا في الفراغ يستوعب كلماتها حتى فاق أخيرًا من صدمته وتساءل بنبرة ثقيلة : 

-بتحبيها لدرجة دي ؟! 

نظرت إليه بحزن واضح وقالت بصوت ضعيف : 

-اه ..علشان هي مهتمه بيا وبتحبني كمان 

رفع يده ليضعها على شعرها من الخلف يداعبه وقال ليبدل الحوار : 

-طيب نتكلم في الموضوع ده بعدين.. 

ثم أخرج من علبة الهداية عروسة كبيرة واعطاها إليها متسائلًا : 

-أيه رأيك في العروسة الحلوة دي ؟! 

اتسع فاها تنظر إليها بإعجاب ثم ضمتها إليها بحب قائلة : 

-حلوه اوي يا بابي ..هحطها جنبي وأنا نايمة 

ثم نهضت متجه نحو الفراش وقامت بوضعها عليه فنهض ينظر إليها مبتسمـًا ثم تقدم نحوها وقبلها على رأسها وجلس على حافة الفراش يتبادلون الحوار..


" بالأسفل.. "


تفاجأت ندى بالفستان وأعجبت به كثيرًا ثم جلست على حافة الفراش تقرأ الظرف بعينيها .." علمت أنك أعجبت بهذا الفستان ..وهو من أفضل تصاميم الشركة.. فلم أجد أفضل من ذوقك في اختيارك للفساتين ..هو حقا مميز ورائع وراقي وبراق مثلك ..ولقد منعت تنفيذ فستان أخر مثله حتى لا يرتديه أحد غيرك ..لابد أن تكوني مميزة ..هلا قبلتي اعتذاري ؟!.." 

رفعت عيناها عن الظرف تحملق في الفراغ بعدم تصديق ..لابد أنها داخل حلم وهذا غير حقيقي ..أخذت تفحص الظرف مرارًا وتكرارًا وهي مازالت في صدمةٍ كبيرة ..لم يخيل لها أنه بهذه الرقة ويكتب كلمات رائعة مثل هذه ..ضحكت ضحكة مجنونه وهي تحرك رأسها يمينـًا ويسارًا ثم ضمت الظرف إليها.. 

لم تفيق من شرودها سوى على صوت دقات الباب.. فنظرت إليه بلهفة وقامت لتفتح الباب لتجد رحيم ينظر إليها قاطبـًا  جبينه ..فشعرت بالخجل والتوتر واضطراب في معدتها ثم تنحت جانبـًا  تاركةً إياه يدخل الغرفة و وقف ينظر إلى الفستان ثم نظر إليها بابتسامة جانبيه خطفت روحها قبل أن تخطف قلبها وهو يتساءل : 

-عجبك الفستان ؟! 

كانت تلتقط أنفاسها بصوت مسموع وتوتر واضح وهي تجيب عليه باضطراب : 

-جدًا ..حلو أوي 

وضع يديه في جيبي سرواله وتحدث بجمود : 

-عارف أن مش هو الفستان اللي عجبك ..لكن هو نفسه بس على طويل ..علشان مبفضلش اللبس القصير 

شعرت بحبات العرق الباردة احتلت ملامح وجهها فمسحت على وجهها بيد مرتعشة قائلة بصوت منخفض : 

-لاء دا شكله أجمل ..شكرًا جدًا على ذوقك 

نظر إليها للحظات من الإعجاب متذكرًا حديث أشرقت عنها فنظرت له هي الأخرى لتتقابل عيناهم للحظات يتبادلون بالإعجاب الشديد ..ثم رفع يده يمسح على جبينه واتجه نحو الخارج وهو يتمنى لها ليلة سعيدة ..فنظرت إليه حتى صعد إلى الطابق الثاني وأغلقت الباب تنظر حولها بسعادة وتشعر وكأن العالم بأكمله يحسدها على حبها لهذا الرجل ..وبعد اعتذاره الذي راق لها كثيرًا وقعت في حبه أكثر وأكثر.. واستدارت حول نفسها بسعادة حتى ألقت بنفسها على الفراش واضعه كفها على الفستان.. 

***

استيقظت في الصباح بكل حماس ونشاط وقامت بوضع الفستان في خزانة الثياب ..ثم خرجت وجهزت أشرقت للمدرسة وحاولت اليوم أن تساعد ريان للاستعداد إلى المدرسة ليتركها تساعده كما أخبره والده.. اندهشت وبدأت في ترتيب جدول حصص اليوم ومازالت مندهشة من موافقته ثم وضعت صندوق الطعام في الحقيبة وساعدته على ارتداء حقيبة الظهر..

أوصلته إلى الحافلة مع شقيقته وقامت بتوديعهم بيدها.. خرج رحيم وهو يضبط معطفه و وقف ينظر إلى ندى والتي بقت واقفة حتى اختفت الحافلة من أمام عيناها ثم التفتت لترى رحيم فابتسمت ابتسامة خفيفة ونظرت إلى بدلته السوداء الأنيقة وايضـًا قميصه الأبيض وازراه ..فيما تنحنح رحيم لتفيق من شرودها واتجهت صوب الباب فارتدى نظارته الشمسية ودخل السيارة ليغلق السائق الباب ثم ركض إلى الباب الأمامي ليجلس أمام المقود وغادر.. 

دخلت ندى وأغلقت الباب بظهرها تتنهد بعمق ثم اتجهت صوب المطبخ ودخلت لتجد سيدة وفيه تجلس أمام طاولة دائرية تفرط حبات البازلاء ..فجلست على المقعد المجاور لها لتشاركها في العمل وهي شاردة به وكلما تذكرت اعتذاره لها كانت تبتسم و وجدت نفسها تهمس دون وعي : 

-حلوه اوي زراير القميص 

لتصل كلماتها إلى مسامع أذن السيدة وفيه لتضحك ضحكة خفيفة وهي تعلم عن ماذا تتحدث ..لتفيق ندى من شرودها ونظرت إليها بلهفة.. فقالت دون أن تنظر إليها : 

-زراير القميص شاغلة بالك ..امال كله على بعضه عامل فيكِ أيه ؟! 

ابتلعت لعابها بصوت مسموع وشعرت بالحرج والتوتر وقد تركت البازلاء وهي تقول بتلعثم : 

-لاء حضرتك ..فهماني ..غلط 

نظرت إليها بخبث ثم ضحكت ضحكة خفيفة وتابعت عملها وهي تقول بتأكيد : 

-أنا بفهم كل اللي حوليا صح جدًا 

اعتدلت ندى في جلستها وبدأت تشاركها في تفريط حبات البازلاء وقالت دون تردد : 

-ممكن تكلميني عنه ..يعني هو ليه في بعض الأحيان غشيم 

تنهدت بعمق وشعرت بالراحة مع ندى وقالت : 

-نجلاء هانم والدته خلفت ابنها الأول علاء بيه ..دلعته دلع أنا مشفتوش ولا هشوفه وهو عنده خمس سنين كانت حامل في بنتها رنا وقالت لو خلفت ولد مش هدلعه زي علاء كده.. 

كانت تستمع إليها باهتمام واضح فيما تركت السيدة وفيه عملها ونهضت لتلقي نظرة على الطعام الذي على النار حيت تابعت : 

-علاء بيه ادلع من والده الله يرحمه و والدته وكل حاجة يطلبها كانت تجيله ..حتى  انه فشل في دراسته وكان يضرب زمايله ومحدش قده ..خلفت رحيم بيه وهو عنده تسع سنين ..رحيم ميعرفش يعني أي دلع كانت الست نجلاء تعامله بجدية وعلمته الصح من الغلط كويس اوي ..واتربى على كده كل حاجة جد فيها وكان بيطلع من الأوائل في الدراسة.. 

تذوقت الطعام بالملعقة ثم هدأت النار قليلًا وجلست على المقعد و تابعت تفريط البازلاء ثم تابعت : 

-الست رنا اتجوزت وسافرت كندا مع جوزها ..لكن علاء بيه سافر أمريكا من سبع سنين وسمعت أنه مقضيها هناك شرب وليلة مع دي و دي وبيصرف من فلوسه اللي  في البنك ..هي سافرت من سنتين علشان تعقله ولسه مرجعتش.. 

ثم تنهدت بصوت مسموع ونظرت إلى ندى متابعة : 

-وزي ما أنتِ شايفه رحيم بيه كده ..عمره ما عرف بنت ولا له في السهر والشرب زي رجال الأعمال المعروفة ..مهتم بشغله جدًا واحيانـًا يبقى عصبي وغشيم ..لكن هو طيب أوي يا ندى وقلبه أبيض 

اومأت بتفهم وقد أعجبت بشخصيته أكثر ..ونظرت إلى السيدة وفيه وعيناها تنطق بسؤال وهو عن زوجة رحيم.. تود أن تعلم كيف تعرف عليها وتزوجها ولكن تشعر بالحرج من هذا السؤال ..نظرت وفيه إليها فأشاحت بوجهها بعيدًا بحركة سريعة ونظرت إلى البازلاء التي تفرطها ..ما انتبهت وفيه بأن ندى تود أن تقول شيئـًا ولأنها تفهم كل شيء جيدًا علمت بما تريد معرفته.. 

نظرت إلى البازلاء وأجابت على سؤال ندى دون أن تنطق به : 

-في يوم من الايام سألت نجلاء هانم رحيم بيه مش ناوي تتجوز ولا أيه ..كانت مستنيه رده اللي هو بحب واحده كانت زميلتي مثلًا في الجامعة أو مرتبط بواحده.. 

نظرت ندى إليها باهتمام وتمعن حيث تابعت : 

-قالها شوفيلي عروسة على ذوقك ..واتجوز جواز صالونات جيجي هانم تبقى بنت صاحبه نجلاء هانم ..كانت فترة الخطوبة حوالي شهرين هو حبها وهي كمان وحبها اكتر لما خلفت ريان وأشرقت ..لكن للأسف مقدرتش تفهمه ومستحملتش طبعه ..حصلت بينهم مشاكل كتير لحد في يوم صحي من النوم ملقهاش وسبتله جواب ..باختصار كده مكتوب فيه أنا مشيت وسبتلك العيال علشان تحس بقيمتي.. 

تنهدت وقد شعرت بالحزن عندما تذكرت هذه الأيام متابعة :

-حاول يوصلها ويكلمها لحد خمس شهور وسأل أهلها قال ايه ميعرفوش عنها حاجة ..من ضيقته وخنقته يا حبيبي طلقها ومبقاش يطيق سيرتها ..خد فترة طويلة اوي مع أولاده لحد ما تقبلوا الوضع ..وفي يوم عملوا اضراب عن الأكل زعق فيهم جامد وقالهم امكم سبتكم ومشيت ومش راجعه تاني أبدًا ..من يومها وحالتهم النفسية وحشة

قطبت بين حاجبيها ونظرت إلى الأمام في دهشة هامسة : 

-يا خبتك يا ندى طلعت عايشة 

تساءلت وهي تنظر إليها : 

-بتقولي ايه يا ندى ؟! 

لتنظر إليها بلهفة وهي تومئ بالنفي بخفة ثم قالت باشمئزاز : 

-ازاي جالها قلب تسيب أولادها 

-قلبها من حجر اعوذ بالله 

توقفت ندى عن ما تفعله وجلست تفكر للحظات ثم استأذنت منها لتخرج لنصف ساعة فقط ..ثم خرجت متجه صوب الغرفة بخطوات سريعة ثم دخلت لتبدل ثيابها المكونة من سروال جينز داكن وكنزة بيضاء ذات حملات عريضة وعليها وردة التوليب ومعطف جينز يصل إلى خصرها ..ثم تناولت حقيبتها وخرجت لتستقل سيارتها وتغادر..

عند وصولها إلى وجهتها صفت السيارة جانبـًا  ثم ترجلت متجه نحو المطعم التي كانت تذهب إليه يوميـًا لترى رحيم ..دخلت وهي متيقنة من أنها ستراه هنا.. نظرت إلى الطاولة الخاصة به مباشرةً لتراه يحتسي القهوة ..فاتسعت ابتسامتها وتقدمت نحوه و وقفت أمامه قائلة : 

-تسمحلي أقعد معاك ؟!.. 

رفع رأسه إليها بثقل وسمح لها بالجلوس فجلست أمامه ونظرت إليه بحب وهو ينظر إلى شاشة الهاتف ..طال الصمت بينهم حتى كسرت ندى حاجز الصمت قائلة : 

-كنت عارفه أنك هتبقى هنا 

تنهد بخفة وتناول رشفة من القهوة ثم نظر إليها بجمود قائلًا : 

-علشان كده جيتي ! 

فاقت على نفسها وصفعت نفسها من الداخل ثم قالت بتوتر : 

-لاء خالص ..أنا اصلًا بحب المكان ده 

تناول أخر رشفه في فنجان القهوة ثم وضع المال أسفل الفنجان ثم نهض ينادي النادل ليأتي إليه واعطى له مال خاص به.. ثم أعطى له مال أخر تحت مراقبة ندى المندهشة فيما قال رحيم بصوت رجولي ثقيل : 

-شوف الانسة تشرب ايه 

ثم التقط متعلقاته الشخصية وغادر فالتفتت برأسها تنظر إليه في دهشة مفرطة.. ولم تفيق سوى على صوت النادل الذي تساءل عن طلبها فنظرت إليه وطلبت ليمون بالنعناع ليذهب النادل ..فيما وضعت ندى رأسها بين يديها تهمس في دهشة :

-مش قادرة أفهمه بجد 

احتارت من أفعاله ..في الليلة الماضية كان يتحدث معها بلطف واعتذر لها بأسلوب راقي ..ولكن اليوم عاد رحيم الذي عرفته من البداية تركها وغادر دون أن يهتم لأمرها ..جاء النادل ليضع العصير أمامها وغادر فتناولت نصف الكوب على مرة واحده ..رن هاتفها فأخذته من حقيبة يدها لترى شاشته التي تضيء باسم والدها فزفرت بسأم وفتحت المكالمة فطلب منها أن تأتي الأن ثم انهى معه المكالمة.. 

نهضت متجه صوب الخارج بخطوات ثقيلة حتى خرجت واستقلت السيارة وغادرت إلى وجهتها ..وعند وصولها إلى المنزل الذي يبدو عليه الفخامة والذوق العالي الرفيع صفت السيارة جانبـًا ثم ترجلت ودلفت إلى المنزل لتجد والدها في انتظارها جالسـًا على الأريكة التي تقع في البهـو ويبدو عليه الحده والغضب.. 

وقفت ندى أمامه وبعد تبادل السلام زفر دخان السيجار وتحدث بعنف : 

-أنا سمحت لك تدخلي الكلية اللي أنتِ عايزاها وكمان تشتغلي براحتك .. 

ثم نهض واقفـًا في مواجهتها وصاح بعصبية : 

-لكن حصلت أنك تشتغلي مربية يا ندى ..دا مش هقبل بيه أبدًا 

تحدثت بهدوء عكس الغضب الذي يمكث  في قلبها : 

-حضرتك عارف إني بحب شغلي جدًا ..وكمان كنت بشتغل في ملجأ 

تحدث بسأم : 

-أنا استحملت عنادك كتير أوي يا ندى.. 

ثم تابع بحسم : 

-أنتِ تسيبي الشغل ده النهاردة مفهوم ؟ 

رفعت رأسها إليه ناظرة إليه بتذمر ثم قالت بحنق : 

-لاء مش مفهوم ..أنا عايزة اشتغل الشغل اللي بحبه 

رفضها لأمرة كانت وقاحه بالنسبة له ولم يتحكم في أعصابه أكثر ورفع يده ليصفعها بقوة فوضعت يدها على وجنتها تحدق به في ذهول ..فيما كان ينظر إليها بحده واضحه ولم يندم على ما فعله الأن بل تستحق أكثر من ذلك.. هبطت دموعها على وجنتيها ثم تركته وذهبت فنادى عليها مرارًا وتكرارًا ولكن بدأت تبكي بصوت مسموع ولم تجيب عليه.. استقلت السيارة وغادرت وقد امتلئ وجهها بدموعها وشعرت بألم حاد في صدرها.. 


عند وصولها إلى فيلا رحيم أوقفت السيارة والقت نظرة على انعكاسها في المرآة الأمامية لترى آثر الدموع فسحبت منديل مبلل ومسحت على وجهها بأكمله ..ثم ترجلت وتقدمت صوب الباب ألا إنها توقفت عندما استمعت إلى صوت الحافلة.. فوجدت نفسها تبتسم بدون سبب.. ولكن السبب الحقيقي هو أن سعادتها تكتمل برؤية الطفلان الجميلان ..وقفت الحافلة فركضت إليها و وقفت أمام الباب لتستقبل أشرقت بالعناق فيما هبط ريان واتجه صوب الباب فنظرت ندى إليه مبتسمه ثم مسكت بيد أشرقت ودخلا المنزل سويـًا.. 

صعدت معها إلى غرفتها وساعدتها في الاستحمام وارتداء البيجامة البيتي وأيضـًا مشطت لها شعرها وتركته مفرود على ظهرها ..ثم أخذتها وهبطوا إلى الطابق السفلي ثم دخلوا غرفة  الطعام لترى ريان يجلس على احد المقاعد يتناول طعامه ..فجلست أشرقت على المقعد المجاور له وجلست ندى على المقعد المقابل لها.. لتشاركهم طعام الغداء وبدأت تفعل حركات طفولية لتضحك أشرقت فيما كان ريان يبتسم بثقل ..فشردت ندى به وهي تخبر نفسها سرًا أنه يشبه والده لدرجة كبيرة.. 

قاطعت حديثها النفسي أشرقت وهي تقول : 

-ندى هنتفرج على الكارتون طول الليل ..بكره اجازة 

لتنظر ندى إليها ثم قالت وهي تشرح بيدها لتلفت انتباه ريان : 

-ايوه ونعمل خيمة في الاوضة واعمل طبق فشار كبير جدًا.. 

صفقت أشرقت بسعادة وبدأت تتناول الطعام بحماس ..نظر ريان إليها فأرسلت له قبلة عبر الهواء فترك الطعام وغادر.. زفرت ندى بسأم من ذلك المتعجرف الصغير ثم أكملت طعامها.. 


" بعد مده من الزمن.. "


خرجت إلى حديقة المنزل وجلست عاقده قدميها أمام حمام السباحة وبدأت تمشي يدها على الماء وقد تذكرت معاملة والدها معها اليوم فتلألأت الدموع حول مقلتيها من جديد وشعرت أنها تود أن تصرخ بأعلى طبقات صوتها كي ترتاح قليلًا ..خرج رحيم متجه نحوها و وقف إلى جوارها فرفعت رأسها إليه بحزن ثم عادت بالنظر إلى الأمام فتساءل بفضول : 

-مش قاعدة مع الأولاد ليه ؟! 

مسحت أسفل عيناها وتحدثت بنبرة بكاء : 

-حبيت أقعد مع نفسي شوية.. 

ثم نهضت واقفة عاقدة ذراعيها أمام صدرها و وجدت نفسها تقول : 

-أنت لسه بتحب مراتك ؟! 

قبض قبضته بمجرد أن سمع كلمة " مراتك " ..واستدار نصف استدارة ينظر إليها بحده  عاقدًا حاجبيه بقوة حتى اصبح لا  يظهر فارق بينهما وتحدث بعنف : 

-أولا هي مش مراتي.. ثانيـًا دخلك أيه ؟! 

استدارت نصف استدارة لتواجهه وتنظر إليه بحزن وقد شعرت بالندم على سؤالها وقالت بتوتر : 

-أنا ...كـ كنت بسأل عادي 

رفع سبابته وقد رفع أحد حاجبيه قائلًا بتحذير : 

-إياكِ تدخلي في حياتي الشخصية تاني..  

أطرقت رأسها و وجدت نفسها تبكي ولكن بصوت منخفض ..فحدق بها متعجبـًا من ردة فعلها ورخى اعصابه ..ليجد نفسه ضعيفـًا أمام حزنها و دموعها التي أسرته فجأة دون وعي.. رفع يده وهم أن يضعها على كتفها ولكن تراجع وقام بوضعها على جبينه وكسر كبريائه قائلًا من بين أسنانه : 

-مقلتش حاجة علشان تعيطي 

مسحت دموعها بكلتا يديها وقالت ببكاء : 

-أنا أسفه عشان تعديت حدودي 

قطب جبينه ينظر لها بابتسامة خفيفة وتحدث بلطف : 

-ولا يهمك ..أنتِ بنت جميلة جدًا 

رفعت رأسها بلهفة لتنظر إليه وشعرت بالخجل والتوتر وأخذت تفرك في أصابع يديها متمته بالشكر وكادت أن تتحدث ألا أن أشرقت كانت تناديها من شرفة الغرفة ..فاستأذنت منه بابتسامة واسعة ثم ذهبت وصعدت إلى غرفة أشرقت ..

بدأت تجهز الخيمة الصغيرة لمشاهدة الرسوم المتحركة.. وبعد أن انتهت جلست داخلها ومعها أشرقت التي تصفق بسعادة فقبلتها ندى على وجنتها فنظرت إليها بسعادة وقالت دون تردد : 

-ندى ممكن تتجوزي بابي 

اختفت ابتسامتها فجأة واتسعت عينيها في دهشة.. 

***يتبع ..

رأيكم ونقدكم يهمني ..

💙💙💙 


الفصل الخامس من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺


قارئاتي وقمراتي وقرائي الغاليين بعد ما تخلصوا القراءه هتلاقوا الروايات الجديده والحصريه إللي هتستعموا بيها من هنا 👇 ❤️ 👇 💙 👇 ❤️ 👇 




🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺


إرسال تعليق

أحدث أقدم